اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

حكايات من التراث.. أصل موائد الرحمن في مصر

مائدة الرحمن
مائدة الرحمن

شهر رمضان المبارك، شهر الخير، لذا تكثر فيه مظاهر الخير والإحسان، ومن بينها بالتأكيد موائد الرحمن، أحد أهم الطقوس التى يتميز بها الشهر الكريم.

ومن خلال سلسلة «حكايات من التراث» نقدم لكم كل يوم عن أصل العادات والطقوس الدينية والاجتماعية خلال شهر رمضان الكريم، اليوم نتحدث عن مائدة الرحمن متي بدأت واول من أقامها؟.

أول ظهور لـ موائد الرحمن

ﺣﺎﻓﻆ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺍﺙ ﻣﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ ﺍلنبى ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺣﻴﻦ ﺃﻗﺎﻡ ﻣﺎﺋﺪﺓ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﻄﺎﺋﻒ ﻋﻨﺪ ﺯﻳﺎﺭﺗﻬﻢ ﻟﻪ فى ﺍﻟﺸﻬﺮ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻓﻜﺎﻥ ﻳﺮﺳﻞ ﻟﻬﻢ ﻭجبتى ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ ﻭﺍﻟﺴﺤﻮﺭ ﻣﻊ سيدنا ﺑﻼﻝ ﺑﻦ ﺭﺑﺎﺡ، ﻭﺗﺒﻊ ﺧﻄﺎﻩ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﻭﻥ، ﻓﺄﺳﺲ سيدنا ﻋﻤﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ‏«ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻀﻴﺎﻓﺔ» ﻟﻴﻔﻄﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺼﺎﺋﻤﻮﻥ.

من أقام مائدة الرحمن

اقتدى الخلفاء الراشدون بالرسول صلى الله عليه وسلم، حتى أعد عمر بن الخطاب دارًا للضيافة يُفطر فيها الصائمون لتظهر بعد ذلك فكرة موائد الرحمن.

كما أقامها ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻃﻮﻟﻮﻥ ﻣﺆﺳﺲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻄﻮﻟﻮﻧﻴﺔ ﻛﺮيماً سخياً، ﻳﻌﻄﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻛﻴﻦ، ﻭﻳﻘﺪﻡ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﺧﺎﺻﺔ فى ﺷﻬﺮ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ، وفى ﻋﺎﻡ 880م ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻣﺮ ﺑﺈﻗﺎﻣﺔ ﻣﻮﺍﺋﺪ ﺍﻹﻓﻄﺎﺭ ﻟﻠﺼﺎﺋﻤﻴﻦ فى ﺭﻣﻀﺎﻥ، ﻭﻳﻘﺪﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺷﻬﻰ ﺍﻷﻃﻌﻤﺔ.

بعد مرور فترة من الزمن، اختفت خلالها موائد الرحمن، ظهرت مرة أخرى في في عهد الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، حيث أقام مائدة في شهر رمضان يُفطر عليها اهل جامع عمرو بن العاص، كان المعز لدين الله الفاطمي يُخرج من قصره 1100 قدر من جميع أنواع الطعام لتوزيعها على الفقراء، وسميت في ذلك الوقت «دار الفطرة»، ووصل طول بعضها إلى 175 متر، حتى بدأ الأمر يقل مرة أخرى في عصر المماليك والعثمانيين بسبب الحروب.

عودة موائد الرحمن

في القرن العشرين بدأت موائد الرحمن في العودة مرة أخرى، تحت رعاية حكومية لـ بنك ناصر الاجتماعي، الذي كان يُقيم مائدة رحمن بجوار الجامع الأزهر، يفطر عليها أربعة آلاف صائم من أموال دافعي الزكاة.

سبب تسمية مائدة الرحمن

ﺗﻌﻮﺩ ﺃﺻﻞ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻣﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺇﻟﻰ ﻗﺼﺔ ﺷﻬﻴﺮﺓ، ﺗﺸﻴﺮ ﻷﺣﺪ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﺐ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟبسطاء، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﻣﻮﺍﺋﺪ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻟﻠﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﻋﺎﺑﺮى ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺳﻢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺍﺟﻞ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ، ﻭﺗﻢ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺋﺪ ﺑﺎﺳﻤﻪ، ﻓﺄﺻﺒﺤﺖ ﺗﻄﻠﻖ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻫﺬﺍ بأﺳﻢ ﻣﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ.