You are on page 1of 1435

‫الفصل االول‬

‫كان يسير في ممرات تلك المشفي التي تكون‬


‫أقرب ما يكون النقاض مبني ما حيث تحد‬
‫الجدران متشققه والغرف تمتلئ بأكثر من‬
‫مريض واحد وكأنه أتوبيس عام وليس غرفه‬
‫عناية بالمرضي ورغم ذلك تجد االرضيات اكثر‬
‫من نظيفه علي عكس مثيلتها من المستشفيات‬
‫الحكومية‬

‫كان يحمل هاتفه وهو يتحدث ببسمة خبيثه ‪/‬‬


‫هللا عليك يا شادي ايوة كده عايزك تدلعني‬
‫قولي هي عامله ازاي حلوه وال ال‬

‫صمت يستمع للجهه االخري ثم ضحك بصخب‬


‫وهو يقول باستمتاع ‪ /‬ال ده احنا ليلتنا صباحي‬
‫بقي ده انا مش هسيبها طول الليل في حالها ده‬
‫انا‬

‫توقف عن الحديث وهو يري نظرات السيده‬


‫بجانبه وقد انهت كل ما تحفظه من ادعية‬
‫االستغفار‬

‫نظر ادهم لها بحاجب مرفوع ثم تحدث في‬


‫الهاتف ‪ /‬طب يا شادي هكلمك بعدين‬

‫ثم نظر لتلك الممرضه ‪ /‬ايه يا اسعاد يا حبيبتي‬


‫مالك قرفانه من نفسك كده علي الصبح ده احنا‬
‫لسه بنقول يا هادي‬

‫اسعاد بقرف وهي تتمتم بصوت منخفض ‪ /‬ربنا‬


‫يسترها علي شبابنا يارب‬
‫ادهم ببسمة وقد سمعها ثم رفع يده وهو يقول‬
‫‪ /‬اللهم امين يارب‬

‫زمت شفتيها وهي تقول ‪ /‬هو إنت ربنا مش‬


‫هيهديك أبدا هتفضل طول عمرك كده يابني‬
‫الحياه مش مضمونه توب لربنا بدل القرف ده‬
‫استغفر هللا العظيم يارب توب علينا يارب‬

‫ثم تركته وهي تضرب كف باالخر بينما هو‬


‫تحدث لنفسه بتعجب ‪ /‬هي قصدها ايه دي‬

‫كاد يذهب لوال رؤيته الحدى السيدات التي تقف‬


‫علي مقربه منه فاشار بيده ببسمه ‪ /‬تعالي يا‬
‫هناء‬

‫نظرت هناء له بصدمه لقد كشفها فابتسم هو‬


‫وهو يشير لها ‪ /‬تعالي يا هناء يا حبيبتي‬
‫اقتربت هناء وهي سيده في منتصف عمرها‬
‫وهي تقول ‪ /‬نعم يا دكتور ادهم أتفضل‬

‫ادهم وهو يغمض عينه بتاثر ‪ /‬هللا دكتور ادهم‬


‫ايه الرضا ده بس يا هناء‬

‫ثم قال بسخريه ‪ /‬ها يا نونا يا قلبي سمعتي ايه‬


‫بقي‬

‫هنا وهي تضرب علي صدرها بفزع ‪ /‬يالهوي‬


‫سمعت؟؟ سمعت ايه يا سي الدكتور هو أنا‬
‫بتنصت وال إيه‬

‫ادهم بسخريه ‪ /‬ال استغفر هللا ده هو حياهلل كام‬


‫خبر علي كام اشاعه كده جابو اجلي‬

‫ثم تحدث بحده ‪ /‬عارفة يا هناء لو نقلتي كالم‬


‫محصلش تاني هعمل فيكي ايه‬
‫هناء وهي تبتلع ريقها ‪/‬ايه‬

‫ادهم وهو يقترب منها ويهمس في اذنها بنبره‬


‫خطيره ‪ /‬هخليهم يحرموكي من الفراخ لمده‬
‫اسبوع‬

‫فتحت هناء عينها بفزع وهي تهمس ‪ /‬ال ال‬


‫خالص خالص وهللا انا مش هقول كلمه خالص‬

‫ادهم ببسمة مش هتقولي ايه بالضبط‬

‫هناء بخوف ‪ /‬مش هقول انك مترتبش وجايب‬


‫نسوان بليل وان شادي صاحبك الصايع شغال‬
‫قواد وهو اللي بيجبلك النسوان وان الدكتور‬
‫سليم اللي في قسم الحميات بيقضي معاكم‬
‫سهرات من اياها وصاحبك كريم يا عيني‬
‫متاخد في الرجلين معاكم وان السهرات كلها‬
‫في شقتك النجسه‬
‫ادهم وهو يتعجب لكم المعلومات تلك ‪/‬‬
‫متعرفيش مقاس جذمتي كام بالمره يا هناء‬

‫كادت هناء تجيب لوال انه امسك ثيابها وتحدث‬


‫وهو يجز علي أسنانه ‪ /‬اسمعك بس بتلوكي‬
‫بالهبل ده تاني هولع فيكي ومش هحرمك من‬
‫الفراخ بس ال ده انا هحرمك من سندوتشات‬
‫الحالوه بالقشطه بتاعت كل خميس يا معفنه‬
‫وهجوعك يا هناء فاهمه‬

‫هناء بتذمر ‪ /‬يا دي العيبه يا دكتور ادهم هو‬


‫أنا يا خويا عمري فتحت بقي بكلمه اخص‬
‫عليك وهللا ماينفع كالمك ده‬

‫ادهم بسخريه ‪ /‬يا هناء مش عليا ده انتي‬


‫عامله اجنده اخبار للمستشفي وواحده للحارة‬
‫ثم تحدث بتهديد ‪ /‬لو سمعتك بترطي بكالم عني‬
‫هعلقك سمعتي‬

‫ثم تركها ورحل وهو ينفخ بضيق بينما نظرت‬


‫له هناء بتذمر وفجأه وجدت احدي زميالتها‬
‫تعبر من امامها فامسكتها وهي تتحدث ببسمه‬
‫‪ /‬بت يا فردوس اسكتي مش هتصدقي سمعت‬
‫ايه الدكتور ادهم كان بيتكلم مع واحد في‬
‫التليفون وو‪.........‬‬

‫اكمل ادهم طريقه وهو ينظر في هاتفه ولكن‬


‫فجأه توقف وهو يري سليم يمسك‬
‫احداالشخاص وينظر له بغضب شديد كعادته‬
‫هز رأسه بيأس علي عادة صديقه دائم الغضب‬
‫ثم تقدم منه وهو يحاول جذب الرجل من تحت‬
‫يده بينما سليم يتمسك في الرجل بشده وهو‬
‫يصرخ ‪ /‬قول يا حيلتها مين ده اللي دكتور‬
‫حمير تآني يا جحش انت‬

‫نظر الرجل له برعب وهو يقول ‪ /‬انت مفكرني‬


‫هخاف من عضالتك دي وال ايه‬

‫ضرب ادهم الرجل علي رقبته من الخلف وهو‬


‫يقول ‪ /‬يا أخي بطل تستفزه بقي هيفرمك في‬
‫ايده‬

‫ثم نظر لسليم وهو يقول ببسمه ‪ /‬سيبه يا سليم‬


‫يا حبيبي كخ يا بابا كخ يا قلبي‬

‫سليم بغضب وهو ينظر الدهم ‪ /‬اسكت انت‬


‫الكلب ده داخل يتهجم علي مكتبي ويزعق فيا‬
‫عشان والدته تعبت‬
‫صرخ به الرجل ‪ /‬تعبت بعد ما كشفت عندك‬
‫انت اللي عطتها دوا غلط يا دكتور البهايم انت‬

‫صرخ به سليم بغضب ‪ /‬طب تعالي بقي وانا‬


‫هوريك مين فينا دكتور البهايم ومين فينا‬
‫البهايم نفسها‬

‫ثم سحبه بعنف وكاد يضربه فوقف ادهم في‬


‫المنتصف وهو يقول ‪ /‬معلش يا سليم امسحها‬
‫فيا بعدين يا أخي مش تاخد بالك وانت بتكشف‬
‫بعد كده‬

‫نظر له سليم وابتسم بسمه غاضبة وهو يقول‬


‫‪ /‬والدته تعبت بعد ما كشفت عندي بتالت‬
‫اسابيع‬

‫نظر ادهم للرجل بغباء ‪ /‬ده بجد‬


‫هز الرجل رأسه ‪ /‬آيوه بس هو السبب احنا‬
‫مكشفناش عند حد غيره دكتور الحمير ده اذا‬
‫كنت مش عارف تشخص صح سيبوا الطب انا‬
‫عارف اتخرجتم إزاي يا شويه حمير انتم‬

‫ابتعد ادهم من طريق سليم وهو يقول ‪ /‬تصدق‬


‫انك قليل االدب خده ياض يا سليم روقه وانا‬
‫هغطي عليك‬

‫ابتسم سليم بتسليه وهو يجذب الرجل لمكتبه‬


‫ويغلق المكتب ووقتها عال صراخ الرجل فنظر‬
‫ادهم للغرفه ببسمه وهو يصفر وينظر في‬
‫ساعته ببرود‬

‫ولكن قاطع لحظاته تلك صوت صراخ يأتي من‬


‫آخر الممر ‪/‬يا دكتور ادهم يا دكتور ادهم‬
‫ههههههههههههه يا دكتور ادهم‬
‫ههههههههههه‬

‫نظر ادهم لذلك الذي ينادي وقال بخفوت ‪/‬‬


‫استرها يا ستار‬

‫اقترب ذلك الممرض والذي يدعي سامي وقال‬


‫بضحكه عاليه غبيه ‪ /‬يا دكتور ادهم كويس‬
‫اني لحقتك هههههههههههه‬

‫نظر له ادهم وهو يغمض عينه ويستعد للكارثة‬


‫القادمة‬

‫سامي بضحكه غبيه ‪ /‬أصل مدير المستشفي‬


‫قالب عليك الدنيا ههههههههههههه وفيه‬
‫فضيحه كبيره اوي ههههههههههه واحتمال‬
‫تنطرد هههههههههههه‬
‫ادهم ‪/‬وانت مالك فرحان كده يا سامي وال كأني‬
‫رايح اتكرم عن مجمل أعمالي‬

‫ضحك سامي بصخب ‪ /‬فرحان ايه بس يا‬


‫دكتور فين ده ههههههههههه ده انا حتي‬
‫زعالن عليك ههههههههههه‬

‫ادهم وهو يربت علي كتفه ‪ /‬صادق يا خويا‬


‫باين الحزن اهو بس بالش تبالغ في الحزن‬
‫ليجيلك جلطة ونخلص منك بفشتك العايمة دي‬

‫سامي ‪ /‬يوووه ههههههههه خليك واقف كده‬


‫لحد ما الفضيحه تكبر ههههههههه وسمعتك‬
‫تبقي علي كل لسان ههههههههه وتتفصل من‬
‫النقابه كلها مش المستشفي‬

‫ادهم وهو يقترب منه ويتحدث ‪ /‬هو أنا جوز‬


‫امك وال مرات ابوك يا سامي ايه كمية‬
‫االنشكاح دي كأنك بتبلغني اني تم ترشيحي‬
‫لنوبل‬

‫ثم دفعه بغيظ ‪ /‬اوعي من خلقتي يا وش السعد‬


‫انت‬

‫واتجه لمكتب المدير وهو يفكر اي مصيبه‬


‫فعلها هذه المره فاخذ يراجع كل مصائبه حتي‬
‫يجهز رد مناسب‬

‫اقترب من مكتب المدير فوجد طاقم التمريض‬


‫وبعض األطباء يقفون في الخارج ويستمعون‬
‫لصراخ المدير الذي هز أركان المشفي‬

‫نظر له الجميع وهم يكتمون ضحكتهم فتحدث‬


‫وهو يصفق بيده ‪ /‬جرا ايه يا كبدي منك ليه‬
‫هي اول مره وال إيه يا حبيبي يال كل واحد‬
‫يروح علي شغله منك ليه يا ضنايا وتفاصيل‬
‫الخناقه هتالقوها بأذن هللا حصري مع هناء يال‬
‫يا خويا فضينا المولد يال نقفلها بقي ونقعد كل‬
‫يوم نشوف ادهم بيتجازي علي إيه‬

‫ثم زفر بضيق وطرق الباب فسمع صياح مدير‬


‫المشفي وهو يصرخ ‪ /‬ادخل يا عملي األسود‬

‫تنفس بعمق ثم فتح الباب ودخل ببسمه وهو‬


‫يقول ‪ /‬يا اعدل الناس اال في مخاصمتي‬

‫انهى شادي المكالمة مع ادهم وهو يبتسم ثم‬


‫اتجه لغرفته وبمجرد دخوله حتي وجد الباب‬
‫يغلق بقوه وخلفه احد يلتحي بالسواد صرخ‬
‫شادي برعب وهو يلقي الهاتف ويسقط علي‬
‫الفراش ‪ /‬عفريت‬

‫ابتسمت تلك التي تقف خلف الباب وتقدمت منه‬


‫وهي تنظر له بشر ثم أمسكت اذنه بشده وهي‬
‫تقول ‪ /‬العفريت ده هطلعه علي جتتك ان شاء‬
‫هللا‬

‫نظر شادي بتذمر لها وهو يحاول نزع يدها ‪/‬‬


‫ايه يا شاديه الغباء ده كنتي هتقطعيلي الخلف‬
‫يا شيخه‬

‫شادية وهي تضربه علي كتفه ‪ /‬احسن علي‬


‫االقل نمنع تكاثر ساللتك الزبالة دي وتنقرض‬
‫ونستريح منك‬

‫ابعد شادي يدها بتذمر ‪ /‬ده بدل ما تقولي ربنا‬


‫يطول في عمري واشوف عيالك يا شادي يا‬
‫حبيبي انتي جده انتي‪ ...‬مش عايزه تشوفي‬
‫عيال حفيدك‬

‫ابتسمت شادية بسخريه وهي تقول ‪ /‬ده لما‬


‫يكون الحفيد عدل األول عشان اشوف عياله‬
‫بدل ما العالم يتبلي بيك وتبقي نكبة في تاريخ‬
‫البشرية‬

‫شادي بحنق ‪ /‬كل ده عشان هزمتك امبارح في‬


‫الجيم ايه يا شوشو بس خلي روحك رياضيه‬
‫كده‬

‫تحدثت شادية بتذمر ‪ /‬مين دي ياض اللي‬


‫خسرت امبارح ده انا سبتك تفوز عشان‬
‫صعبت عليا‬

‫شادي بسخريه ‪ /‬آيوه مصدقك‬

‫ثم نظر لها جيدا وهو يقول ‪/‬قوليلي بقي يا‬


‫حلوه كنتي مستخبية ورا الباب عشان تقطعي‬
‫ليا الخلف بس وال عشان ايه‬
‫انتبهت شاديه له وقالت وهي تضربه مجددا ‪/‬‬
‫فكرتني يا معفن بقي انت ياض تضحك عليا‬
‫وتنيمني ننا ننا وجايب نسوان وعامل ليلة‬
‫انت والتيران التانين من غير شادية اخص‬
‫عليك قليل اصل ياض ده من صغرك وانا كنت‬
‫دايما بدلعك كنت وانت صغير تقولي بصي يا‬
‫تيته البنت دي قمر إزاي كنت اقولك روح يا‬
‫حبيب تيته بوسها عمري حرمتك من حاجه‬

‫ثم ضربته مجددا ‪ /‬وانتم رايحين تجيبوا نسوان‬


‫وعاملين ليله في شقه الكلب ادهم من غيري‬
‫وأكيد بقي جايبين بيرة ما هي الليله خمرة‬
‫ونساء‪ ،‬ياض ده اللي ملوش خير في شادية‬
‫ملوش خير في حد‬
‫كان شادي يفتح عينه وفمه ببالهه ‪ /‬خمرة‬
‫ونساء ايه بس يا شادية جو الجاهلية ده‬

‫شاديه وهي تمسك اذنه ‪ /‬علي شادية يا معفن‬


‫انا سمعتك بودني دي وانت بتقول الدهم انك‬
‫جبتها وحطتها في شقته وانكم هتسهروا عليها‬
‫للصبح وانك قولت للباقين وهتبقي سهره‬
‫صباحي يا شويه خمورجية‬

‫شادي وهو يبعد يدها ‪ /‬آه آه ودني يا شاديه‬


‫حرام عليكي بعدين ايه الدماغ دي بس‬
‫ونسوان ايه وخمره ايه ده انا كنت بكلمه علي‬
‫جيم مصارعه أحدث اصدار كنا بندور عليه من‬
‫زمان ولقيته بالصدفه وقولنا هنسهر نلعب‬
‫عليه للصبح احنا االربعه جبتي بقي منين‬
‫النسوان والخمرة وجو حريم السلطان ده وايه‬
‫خمورجية دي احنا حتي عمرنا ماشربنا سجارة‬
‫حتي‬

‫نظرت له شادية بشك ‪ /‬انت بتضحك عليا‬


‫عشان مجيش اتفرج صح‬

‫شادي وهو يضرب كف علي كف ‪ /‬ال حول وال‬


‫قوة اال باهلل ياستي هو احنا عمرنا حتي بصينا‬
‫لبنت‬

‫رفعت شاديه حاجبه فاكمل شادي ‪ /‬احم ما عدا‬


‫انا‬

‫ضربته شاديه ‪ /‬اصلك قليل ربايه ومش محترم‬


‫انا عارفه طلعت قليل االدب لمين‬
‫شادي وهو يالعب حاجبه لها ‪ /‬عليا الكالم ده‬
‫يا سهنه انتي ده كل جيناتي متاخده منك ده‬
‫حتي اسمي علي اسمك‬

‫ضحكت شادية بتذكر ‪ /‬آيوه انا اللي خليت ابوك‬


‫يسيمك علي اسمي غصب عن عين امك‬

‫ضحك شادي بشده ‪ /‬ربنا يديمك لينا يا حبيبتي‬


‫يارب هو فيه غيرك بيحامي عننا كل مره قدام‬
‫عوض لما نكسرله القهوه‬

‫وعلي ذكر اسم والده سمع شادي صوت والده‬


‫وهو يقول ‪ /‬يا آخرة صبري هتنزل القهوة وال‬
‫هتقضيها مع شادية كده‬

‫نظرت له شادية وهي تضحك بشده ‪ /‬خلص‬


‫انت الفطار بره جاهز‬
‫ثم تركته وغادرت فابتسم لجدته بل والدته فمنذ‬
‫وفاة والدته بذلك المرض الخبيث الذي اخذ‬
‫يأكل في جسدها وهي دائما كانت له خير والده‬

‫نهض ليغير ثيابه ولكن قاطعه رنين هاتفه‬


‫فامسكه وابتسم بخبث وهو يجيب ‪ /‬تفيدة القلب‬
‫والروح كده اهون عليكي يا قلبي‬

‫صرخ المدير بمجرد رؤيته ‪ /‬اهال باللي هيقفلي‬


‫المستشفي ويخليني اسرح بجرجير قدام النقابه‬

‫ادهم باستفزاز وهو يدعي الصدمه ‪ /‬وهو بيع‬


‫الجرجير عيب وال حرام دي شغله شريفه علي‬
‫االقل تتحرك من علي مكتبك بدل ما انت‬
‫هيجيلك التصاق فخدين كده‬
‫تنفس للمدير بعنف وهو يبحث في الدرج‬
‫الخاص به وأخرج بخاخ للتنفس وهو يتحدث‬
‫بتعب ‪ /‬نهايتي علي ايدك يا أدهم‬

‫ثم أشار للكنبة الجانبيه وهو يقول ‪ /‬عايز افهم‬


‫ايه اللي عملته مع االستاذه امبارح ده‬

‫نظر ادهم للسيده بحده وهو يبتسم بشر فاخفت‬


‫السيده وجهها برعب‬

‫تحدث ادهم ببراءه ‪ /‬عملت ايه انا معملتش‬


‫حاجه خالص ده حتي المدام هي اللي قلت ادبها‬
‫عليا امبارح وانا الني چركن مان‬

‫المدير وهو يكاد يسقط أرضا ‪ /‬جنتل مان؟؟‬


‫ادهم بعدم اهتمام ‪ /‬سيان مش هتفرق المهم‬
‫اني عشان راجل ابن بلد وعارف األصول‬
‫مردتش ارد عليها‬

‫تحدثت السيده بعنف ‪ /‬ده انت طردتني من‬


‫اوضه ابني عشان بقولك اديله مسكن يريحه يا‬
‫عديم القلب انت‬

‫رفع ادهم حاجبه وتحدث وهو يشير علي‬


‫المدير ‪ /‬شايفه لوال الراجل الكركوب ده كنت‬
‫رديت بس انا هحترم وجوده‬

‫المدير بسخريه ‪/‬ايه االحترام ده كتر خيرك‬


‫وهللا‬

‫ابتسم ادهم وهو يربت علي صدره ‪ /‬متقولش‬


‫كده ده انت استاذي وانا متعلم علي ايديك‬
‫صرخ المدير ‪ /‬يا أخي كانت انقطعت ايدي قبل‬
‫ما تتعلم عليها‬

‫ادهم بفزع مصطنع ‪ /‬ال متقولش كده ان شاء‬


‫هللا اللي يكرهك يا راجل‬

‫ثم تقدم منه وهو يجلسه مجددا ويحضر له‬


‫المهدأ الخاص به ثم نظر للسيده ‪ /‬هاتي المايه‬
‫اللي جنبك دي‬

‫تحدثت السيده بحده ‪ /‬انت ا‬

‫قاطعها ادهم بحزم ‪ /‬نسيب بقي الراجل يروح‬


‫فطيس ويتخنق عشان نقول انت وانا هاتي يا‬
‫ستي المايه‬
‫احضرت السيده الماء واعطتها الدهم فمدها‬
‫للمدير وهو يربت علي ظهره ‪ /‬بالعافيه يا‬
‫غالي‬

‫ثم تحدث بهدوء‪ /‬أنا مش فاهم انت بتتعب‬


‫نفسك ليه وهللا ما مستحقه كل زعلك ده يا‬
‫جدع‬

‫نظر له المدير وتحدث براحة قليال ‪ /‬هتعمل فيا‬


‫آكتر من كده ايه‬

‫ادهم بحزن ‪ /‬أنا يادكتور هللا يسامحك طب ده‬


‫حتي انا اللي عامل حس للمقبره دي‬

‫سمع الجميع صوت صراخ في الخارج الحد‬


‫الرجال وهو يسب في المشفي ومن يعمل بها‬
‫فابتسم ادهم وهو يقول ‪ /‬وسليم برضو عامل‬
‫حس معايا‬

‫ضرب المدير غلي مكتبه بغضب ‪ /‬انت ايه يا‬


‫أخي قولي انت ليه تتخانق مع الست دي‬

‫نظر ادهم للسيده وتحدث بجديه ‪ /‬ابن االستاذه‬


‫امبارح تعب بعد العمليه تداركنا األمر وعطيناه‬
‫مسكن وبمجرد ما مفعوله راح ابنها قعد‬
‫يصرخ وهي بتزعق اني اديله تآني وانا حاولت‬
‫افهمها ان كده خطر عليه وان المسكن ده‬
‫هيسبب تهييج للجهاز العصبي عنده وكتره‬
‫ممكن يسبب إدمان ويكون خطر علي صحته‬
‫بس هي مبصتش علي المدي البعيد وكانت‬
‫عايزه بس تريحه دلوقتي ومشافتش انه بعدين‬
‫هيتعب آكتر وانا عذرتها عشان ام وحاولت‬
‫افهمها باكتر من طريقه قامت دعت عليا‬
‫وتقولي ربنا يتعب قلبك عشان تحس بيا ده‬
‫جزاتي يعني بعد كل ده‬

‫نظر المدير له ثم تحدث ‪ /‬ايه هو نوع المسكن‬


‫ده‬

‫ادهم ‪........./‬‬

‫نظر المدير للسيده وتحدث ‪ /‬هو فعال عنده حق‬


‫المسكن ده مش بنديه للمريض ألكثر من مره‬
‫بسبب خطورته الشديده وأكيد الدكتور ادهم‬
‫ميقصدش واعرفي ان لو اي دكتور غيره‬
‫وقولتي ليه كالمك ده كان ممكن يأذيكي ويمد‬
‫ايده عليكي بس عشان ادهم رغم كل اللي فيه‬
‫اال انه عمره ما رفع ايده وال رد علي ست‬
‫المفروض تشكريه عشان بيحاول يساعد ابنك‬
‫مش تدعي عليه هو هنا مش بيلعب الدكاتره‬
‫فيها من الضغط اللي يخليها تقتل حد يعصبها‬
‫بس سبحان من عطاهم الصبر انهم رغم‬
‫الضغط والعمليات واللي بيشوفوه بيردوا علي‬
‫الناس بهدوء وعملية‬

‫نظرت السيده أرضا بحرج ‪ /‬مش قصدي حاجه‬


‫بس هو اللي‬

‫قاطعها المدير ‪ /‬خالص يا مدام خلصنا انا جبته‬


‫وزعقت وانا مفكر انه هو اللي غلطان زي ما‬
‫وصلني منك دلوقتي حضرتك تقدري تروحي‬
‫وتفضلي جنب ابنك‬

‫خرجت السيده وهي تنظر أرضا بحرج بينما‬


‫نظر المدير الدهم وهو يقول بغضب مصطنع ‪/‬‬
‫غور انت التاني شوف شغلك‬
‫ضحك ادهم وهو يخرج ‪ /‬من ورا قلبك يا‬
‫عزومي‬

‫ضحك عزمي (مدير المشفي)وهو يهمس‪ /‬ربنا‬


‫يسعدك دايما يابني‬

‫خرج ادهم وجد سامي يقف امام الباب وهو‬


‫يقول ‪ /‬هههههه انطردت صح‬

‫ضربه ادهم في وجهه وهو يدفعه للخلف ‪ /‬لسه‬


‫يا وش السعد‬

‫ثم تركه واتجه لغرفته وجلس حتي ينهي‬


‫الحاالت التي لديه ويعود للمنزل‬

‫دخل عليه سليم فضحك ادهم وهو يقول ‪ /‬تعالي‬


‫يا ناصرني عملت ‪ 3‬في الراجل ده‬
‫سليم وهو يهز كتفه ببراءه ‪ /‬اتكلمنا بكل هدوء‬
‫وتحضر‬

‫ادهم وهو يضحك بشده ‪ /‬آيوه ما صوت‬


‫التحضر وصلنا المكتب‬

‫سليم ‪ /‬آه صحيح هو عزمي كان عايز منك ايه‬

‫ادهم بعدم اهتمام ‪ /‬كالعاده مشكله بسيطه كده‬

‫ضحك سليم ‪/‬طب ايه شادي كلمك وقالك‬

‫ادهم بتحمس ‪ /‬آه ده انا النهارده هفرمكم في‬


‫اللعبة‬

‫ابتسم سليم وهو ينهض ‪ /‬طب هخلص عشان‬


‫نمشي بسرعه يال سالم‬

‫ابتسم له ادهم وهز رأسه ثم نادي ‪/‬يا اسعاد‬


‫دخلي الحاالت ياختي خليا نخلص‬
‫ثم امسك هاتفه ليحدث الرفيق الرابع لهم‬

‫عدل نظارته للمرة المئه وهو يتأفف ‪ /‬يا‬


‫باشمهندسه انا بقالي ساعتين قاعد كده و‬
‫ورايا شغل مش هينفع كده‬

‫نظرت له المهندسة ببسمة اغراء ‪ /‬فيه إيه‬


‫بس يا باشمهندس انا بس عايزاك تصلح‬
‫الكومبيوتر بتاعي بعدين انا هنا المديره‬
‫فبراحتك خايف من ايه بعدين دي أوامر يا‬
‫كريم‬

‫نهض كريم بعصبيه وهو يقول ‪ /‬حضرتك بنت‬


‫المدير هنا واوامري باخدها من والدك ثانيا انا‬
‫جيت هنا عشان مفكر المدير هو اللي طلبني‬
‫ثالثا قولت لحضرتك الكومبيوتر مش فيه اي‬
‫عطل ده فيرس وانا عملته رابعا ياريت‬
‫حضرتك متشليش االلقاب بينا خامسا بقي وده‬
‫األهم ياريت تحلي عن دماغي‬

‫ثم تركها وخرج وهو يغلق الباب بعنف ويتمتم‬


‫بغيظ بينما هي تمتمت بغيظ ‪/‬ماشي يا كريم‬
‫وهللا الوريك‬

‫بينما سار كريم في طريق مكتبه وهو ينفخ‬


‫بضيق ولكن سمع صوت هاتفه يصدح في‬
‫األجواء أخرجه فوجده ادهم فابتسم بشده وهو‬
‫يجيب ويعدل من نظارته ‪ /‬البوص‬

‫ادهم ‪ /‬متتأخرش يا كريم انهارده عشان‬


‫هنتجمع عندي‬

‫كريم ببسمة ‪ /‬شادي قالي وانا بلغت الحاج‬


‫والحاجة وقولت لشادي هو هيطلب االكل‬
‫ألحسن مكلتش حاجه من الصبح وهموت من‬
‫الجوع‬

‫ضحك ادهم ‪ /‬اشطا طب خلص بقي وحصلنا انا‬


‫وسليم علي وشك نخلص النبطشيه‬

‫كريم وهو يدخل لمكتبه ‪ /‬اشطا هخلص بس‬


‫الشغل وهتالقوني في وشكم‬

‫ادهم ‪ /‬طب تمام‬

‫كان شادي يجلس في قهوة والده ينهي‬


‫الحسابات التي طلبها منه الحاج عوض والده‬
‫ولكن فجأه سمع صوت ضوضاء عالية في‬
‫الخارج وصوت نساء زفر بضيق وهو يعود‬
‫لعمله فهذا شئ معتاد في مثل هذه الحواري‬
‫التي تتشاكس بها النساء دائما علي اقل شئ‬
‫نظر للورق امامه وهو يحاول إنهاء كل شئ‬
‫قبل سهرة المساء لوال دخول صبي القهوة‬
‫دقدق الفتي صاحب ال ‪ ١٥‬عاما وهو يصرخ ‪/‬‬
‫يا معلمي الست محاسن ماسكة اآلنسة مريم‬
‫وبتضربها بره‬

‫نهض شادي بفزع وخرج بسرعه وهو يهتف‬


‫في نفسه ‪ /‬وهللا القتلك يا محاسن الكلب‬

‫اقترب شادي من التجمع وهو يدفعهم بعنف ثم‬


‫تقدم للمنتصف وجد سيدة سمينة بشده تمسك‬
‫فتاه تبدو في هيئة مزريه بمالمح عاديه جدا‬
‫وترتدي نظاره كبيرة جدا تكاد تلتهم وجهها‬
‫ومقوم أسنان‬

‫بكت الفتاه وهي تصرخ برعب ‪ /‬وهللا ما عملت‬


‫حاجه اوعي سيبي ايدي‬
‫ضربتها السيده محاسن وهي تصرخ ‪ /‬بس يا‬
‫خطافه الرجاله انا شوفتك وانتي بتبصي‬
‫لجوزي بعينك العورة دي‬

‫تدخل شادي وهو يجذب مريم بشده ويخفيها‬


‫خلفه ثم دفع محاسن بعنف وهو يصرخ بغضب‬
‫جحيمي نادرا ما يخرج منه ‪ /‬ايدك لو اتمدت‬
‫تآني عليها هقطعها سامعه وال ال‬

‫السيده بصراخ ‪ /‬انت ااااا‬

‫قاطعها صوت شادي الجهوري وقد برزت‬


‫عروق وجهه ‪ /‬سامععععععععه‬

‫تقدمت احدي النساء وهي تهتف بغيظ ‪ /‬جرا‬


‫ايه يا شادي يا خويا ده بدل ما تضربها كفين‬
‫تعدلها جاي تدافع عن قليلة الربايه دي‬
‫تمسكت مريم في شادي برعب وهي تنتفض‬
‫بينما نظر شادي للسيده وقال بغضب ‪/‬قسما‬
‫بربي لوال انكم حريم لكنت خليتكم متساوين‬
‫باالسفلت‬

‫ثم نظر لرجل يرتدي فلنه بيضاء وشورت‬


‫ابيض ونحيل الجسد ‪ /‬وانت يا *** قسما بربي‬
‫لو عينك بس جات عليها الكون دافنك مكانك‬

‫الرجل بتوتر ‪ /‬هللا هللا يعني انا ذنبي ايه دلوقتي‬


‫يا استاذ شادي‬

‫شادي وهو يقترب منه ويصرخ بغضب ‪/‬‬


‫هتستهبل يا روح امك ما كل اللي في الحاره‬
‫عارفين انك عينك زايغه‬

‫تحدث احد الصبيه الذين كانوا يلعبون في‬


‫الشارع وهو يقول ‪ /‬يا عمي شادي انا شوفت‬
‫ابله مريم وهي داخله الشارع والراجل ده قعد‬
‫يرخم عليها لحد ما الست دي طلعت وقعدت‬
‫تزعق في ابلة مريم‬

‫نظر لهم شادي بشر وتحدث ‪ /‬احمدوا ربكم‬


‫انها جات فيا الن لو سليم عرف كان سود‬
‫عيشتكم‬

‫ثم نظر حوله وهو يصرخ ‪ /‬مريم العربي خط‬


‫أحمر منك ليه اللي هيقرب منها يبقي كتب‬
‫نهايته‬

‫ثم نظر لمريم التي تمسح نظارتها بثيايها وهي‬


‫تبكي بخوف وتحدث ‪ /‬امشي يا ريمو يال‬

‫نظرت مريم اليه وهي تغمض عينها قليال ثم‬


‫تحدثت ‪ /‬هنروح فين‬
‫ضحك شادي وهو يمسك طرف ثوبها ويجذبها‬
‫‪ /‬تعالي يا صغننه هنروح عند شاديه تالقيها‬
‫عملت شويه ملوخيه إنما ايه عجب‬

‫مريم بفرحه كبيره ‪ /‬بجد‬

‫شادي وهو ينظر لها بحب وحنان ‪ /‬بجد يا‬


‫ريمو يال‬

‫ذهبت مريم خلفه وهي تحاول أن تتبين الطريق‬


‫فهي من أصحاب النظر الضعيف‬

‫بينما نظرت السيده محاسن لزوجها وهي‬


‫تتحدث بحده ‪ /‬وانت مش هتبطل عينك الزايغه‬
‫ملقتش غير اخت سليم العامية دي عشان تقل‬
‫أدبك عليها يااخي احترم سنك شويه ده لو كان‬
‫سليم هو اللي شافك كان نزل البيت ده علي‬
‫دماغك يال انكشح قدامي جاتك البال في عيشتك‬
‫نظر لها الرجل بخوف ودخل وهو يحاول‬
‫تفادي غضبها وتفرق االشخاص وذهب كل‬
‫شخص ليري عمله‬

‫كان شادي يصعد خلف مريم وهو يخفض نظره‬


‫أرضا ولكن رفعه وهو يسمع تأوه مريم التي‬
‫اصطدمت في الحائط بالخطأ ضحك شادي بشده‬
‫وهو يصعد قبلها وينظر لها بسخريه ‪ /‬جرا اي‬
‫يا ريمو انت ربنا مش هيتوب عليكي بقي‬

‫مريم وهي تنهض وتتحدث بتذمر بمقوم‬


‫أسنانها الذي يزعجها هذا ‪ /‬هللا وانا اعمل ايه‬
‫الحيطه هي اللي جات في وشي‬

‫شادي وهو ينظر للجدار بتعجب ‪ /‬هو اللي جه‬


‫في وشك يعني مش انتي اللي خبطتي فيه‬

‫مريم ببسمه ‪ /‬تؤتؤ هو اللي جه في وشي‬


‫ضحك شادي وهو يقول ‪ /‬يابنتي ما تعملي‬
‫عمليه في عينك دي وريحينا بقي‬

‫مريم وهي تعدل نظارتها وتتحدث بخوف ‪ /‬ال‬


‫أخاف اعملها اتعمي خالص‬

‫ضحك شادي وهو يفتح باب شقته ‪ /‬علي‬


‫أساس أن نظرك سته علي سته‬

‫مريم بتذمر ‪ /‬انت متنمر علي فكره‬

‫شادي وهو يدخل قبلها ويلقي المفاتيح ‪ /‬مت‪..‬‬


‫ايه يا ختي متنمر مين يا ام اربع عيون‬

‫رفعت مريم نظرها له وهي تقول ‪ /‬شوف‬


‫التنمر الكالم اللي بتقوله ده هيجري وراك يوم‬
‫القيامة‬
‫ضحك شادي في نفس الوقت التي خرجت به‬
‫شادية من المطبخ وهي تتحدث بتعجب ‪ /‬بتكلم‬
‫نفسك وال إيه يا مجنون انت‬

‫ولكن ابتسمت وهي تري تلك الصغيره مريم‬


‫وهي تفتح ذراعها وتقول ‪ /‬قلب شاديه تعالي‬
‫يا ريمو وحشتيني‬

‫ركضت مريم لشاديه التي تعد قلب وروح تلك‬


‫العمارة ومن بها ولكن تخطتها مريم وهي‬
‫تتجه للستاره التي بجانب شاديه وتضمها‬
‫فسقط شادي أرضا بضحك ‪ /‬عيني عليك يا‬
‫سليم يا خويا‬

‫ضحكت شاديه وهي تنظر لمريم التي نظرت‬


‫بتعجب لشادي ثم خلعت نظارتها ومسحتها‬
‫كالعاده ثم وضعتها مجددا وهي تنظر لهم‬
‫بحرج ‪ /‬كنت قاصده اعمل كده علي فكره‬

‫ضحك شادي وهو يمسك بطنه ‪ /‬صادقة‬

‫ضربت شادية شادي بالمغرفة التي تحملها‬


‫وهي تقول ‪ /‬بطل ترخم عليها دايما مفيش‬
‫غيرك دايما يناكشها زي العيال الصغيره طب‬
‫وهللا لجوزها ليك عشان تحرم تضحك كده‬

‫نظر لها شادي قليال ثم ابتسم بحنان ‪ /‬هو أنا‬


‫أطول اتجوز أميرة الحاره كلها‬

‫نظرت له مريم ببسمه ‪/‬بجد يا شادي انا اميرة‬

‫شادي بحنان شديد ‪ /‬وست االميرات كمان‬


‫يابخته اللي انتي من بخته بقولك ايه تتجوزيني‬
‫وتكسبي فيا ثواب‬
‫ابتسمت اميره وهي تتحدث بمزاح ‪ /‬ال عشان‬
‫انت قليل االدب‬

‫ضحك شادي بشده ‪ /‬يابنتي ده انا هدلعك‬


‫ومتخافيش هبطل قلة أدب واتوب علي ايدك ها‬
‫بقي اكسبي فيا ثواب ووافقي عايزين ننول‬
‫الرضا‬

‫ابتسمت مريم ولم تكد تجيب حتي سمع الجميع‬


‫صوت صبي يصرخ أسفل شباك شادي وهو‬
‫يقول ‪ /‬الشرقاوي ماسك االستاذ كريم علي اول‬
‫الحاره والمم بلطجية عليه‬

‫جز شادي علي أسنانه بغضب شديد وهو‬


‫يخرج بسرعه ويتحدث بغضب ‪ /‬ليله امه سوده‬
‫ابن ال***‬
‫بينما ركضت مريم جهه المطبخ وهي تصرخ ‪/‬‬
‫كريم فين ده‬

‫امسكتها شاديه وهي تجذبها جهه الشباك الذي‬


‫في غرفه شادي ويطل علي اول الشارع ‪/‬‬
‫تعالي يا ختي من هنا ألحسن تتقلبي في حلة‬
‫الملوخيه‬

‫قبل ذلك بعشر دقائق‬

‫دخل كال من سليم وادهم الحاره فتحدث سليم ‪/‬‬


‫هروح القهوة اشوف شادي وأطل علي عم‬
‫عوض لو عايز اي مساعده‬

‫ابتسم ادهم وذهب هو تجاه عمارتهم حيث‬


‫تشغل عائلة شادي الدور الثاني وهو الدور‬
‫الثالث وسليم وعائلتة الدور الرابع وكريم‬
‫وعائلته الدور الخامس والدور السادس فارغ‬
‫والدور األول ( األرضي) تعيش به سيده في‬
‫منتصف عمرها تدعي ام احمد‬

‫اقترب ادهم من محل يقع أسفل عمارتهم ودخل‬


‫واشتري بعض األشياء التي يحتاجها و اتجه‬
‫للعمارة فوجد السيدة ام احمد تجلس في‬
‫نافذتها كالعاده منذ سنوات طويله وهي تنظر‬
‫للحاره بأمل ان تجد من تبحث عنه وسط‬
‫الوجوه ابتسم ادهم وهو يتحدث كعادته‬
‫بمشاكسه ‪ /‬ام احمد يا ساكنه القلب اخبارك يا‬
‫غاليه‬

‫نظرت له ام احمد بحزن ولهفه ‪ /‬هو أحمد‬


‫مكلمكش يا أدهم أصله وحشني اوي‬

‫ابتسم ادهم بحزن ثم قال ‪ /‬جرا ايه يا ام احمد‬


‫هو أنا زعلتك في حاجه ياست انتي ده انا حتي‬
‫بتعب عشان اجبلك حلويات من ورا الزفت‬
‫سليم رغم انه منعها عنك‬

‫ام احمد بدموع لم تجف ولم تتوقف منذ سفر‬


‫ابنها الوحيد الذي حصلت عليه بعد سنين من‬
‫الحرمان ‪ /‬ربنا يديمك يا ابني يارب ويسعدك‬
‫بس انا‬

‫علت شهقاتها وهي تقول ‪ /‬وحشني اوي‬


‫وعايزه اضمه لصدري وهللا ما عايزه غير كده‬
‫قلبي واكلني عليه آوي يابني‬

‫حاول ادهم ان يمنع دموعه فقال وعيونه تلمع‬


‫من كتم الدموع ‪/‬متقلقيش يا ستي هو كلمني‬
‫امبارح وقالي اوصلك سالمه بس وقتها انا‬
‫كنت في الشغل ومقدرتش اخليكي تكلميه حقك‬
‫عليا انا يا ست الكل وبيقولك انه كويس بس‬
‫مش بيقدر يتصل كتير عشان مشغول وبعتلك‬
‫فلوس كعادته ووصاني عليكي واتفضلي يا‬
‫ستي ده اكل بفلوس احمد يا ام احمد هيصي‬
‫بقي وعلي فكره مخنصرتش فلوس‬

‫ثم رفع يده ووضع الحقائب علي النافذه ‪ /‬اهي‬


‫دي الحجات احمد قالي انك بتحبيها وقالي‬
‫اشتريها ليكي من فلوسه وتعبه وقالي اقولك‬
‫انك انتي كمان وحشتيه آوي ووحشه االكل‬
‫بتاعك آوي‬

‫نظرت ام احمد للحقائب بدموع تهبط بشده‬


‫وهي تجد كل ما تحب في الحقيبه كما قال ادهم‬
‫ثم قالت ‪ /‬وهللا بجد احمد اللي بعت الحجات دي‬
‫ليا يعني هو اللي قالك هاتها ألمي‬
‫ادهم بضحكه ‪ /‬أمال يعني من فلوسي انا‪،‬‬
‫ياستي صلي علي النبي ده انا كل يوم بيتخصم‬
‫مني واللي بيبقي من المرتب يا دوبك اجيب بيه‬
‫علبه جبنه ورغيف عيش وبكمل عشايا نوم‬

‫ضحكت ام احمد وهي تضم الحقيبه لصدرها‬


‫وتبكي من بين دموعها ‪ /‬ربنا يوسع رزقك يا‬
‫بني يارب انت وأحمد ويرزقك ببنت الحالل‬
‫وهو يرجعلي بالسالمه وأنا اجبله عروسه قمر‬

‫ادهم بضحك ‪ /‬ده مش بعيد يرجعلك بعروسه‬


‫في ايده ده بنات ايطاليا ايه مقولكيش ملبن‬
‫بقي وعود فرنساوي‬

‫ام احمد بتذمر كاالطفال ‪ /‬ال يا خويا هجوزه‬


‫من هنا عشان يبقي جنبي دايما وميسبنيش‬
‫ويمشي‬
‫ضحك ادهم وهو يقترب ويقبل رأسها ‪ /‬ربنا‬
‫يسعدك ويريح قلبك يا ام احمد عن اذنك بقي‬
‫اطلع اريح شويه عشان جاي هلكان‬

‫ابتسمت ام احمد ‪ /‬ربنا يريحك يابني يارب‬


‫ويرزقك دايما‬

‫ابتسم لها ادهم وهو يقول ‪ /‬امين يارب سالم‬


‫عليكم‬

‫وصعد ادهم لشقته وهو يبتسم بدموع وينظر‬


‫للحقيبه بيده وهتف وهو يدخل للشقه ‪/‬‬
‫يابختك يا احمد عندك ام تستناك لو غبت العمر‬
‫كله‬

‫بعد مرور الوقت‬


‫ركض ادهم علي الدرج وهو يرتدي تيشرته‬
‫الخاص ويصرخ ‪ /‬ليلة ابوك سودة يا شرقاوي‬
‫يا ابن ال *****‬

‫ثم ركض في الشارع وهو يبحث عن المشاجره‬


‫وفي نفس الوقت خرج احد الشباب من قهوه‬
‫وهو يحمل سكين كبير ويصرخ بغضب جحيمي‬
‫وشاب اخر يقفز من نافذه احدي البيوت‬
‫ويركض بسرعه كبيره‬

‫وصل الثالث الشباب حيث يوجد المدعو‬


‫شرقاوي وهو يمسك شاب اخر ويضربه‬

‫صرخ احد الشباب الثالثه وكان سليم وقال‬


‫بغضب ‪ /‬موتك علي ايدي يا ابن ال****‬

‫ثم امسك سكينة ‪ /‬وهللا القطعه واعلقه علي‬


‫باب الحاره‬
‫امسكه الشاب االخر والذي كان شادي وهو‬
‫يقول بخبث ‪ /‬عيب عليك يا سولي الحشرات‬
‫دي هتظفر السكينة دي آخرها رشة بيرسول‬

‫ادهم بتفكير ‪ /‬تصدق ياض يا شادي عندي سم‬


‫فران معفن مش خسارة في شرقاوي‬

‫صرخ الشاب الذي يُضرب ‪/‬هللا يحرقكم انتم‬


‫بتعملوا ايه انا بخلص يا ابن الكلب منك ليه‬

‫تحدث شادي ببسمة ‪ /‬ايه ده كريم الكيوت بقي‬


‫بيشتم الحقوا يا عيال‬

‫ادهم وهو يخرج هاتفه ‪ /‬كمان مره يا كريم‬


‫باهلل عليك بس بالسلو موشن عشان اسجل‬
‫اللحظه التاريخيه دي‬
‫نظر كريم لشرقاوس وتحدث ‪ /‬بقولك ايه‬
‫خلص‪ ،،‬ابوس ايدك تقتلني‬

‫صرخ الشرقاوي وهو يقول ‪ /‬جرا ايه يا‬


‫حليتها منك ليه داخلين عليا وفاردين صدركم‬
‫كده ليه يال يابابا غور من هنا مشكلتي مع‬
‫صاحبكم ده‬

‫تحدث سليم بغضب وهو يقترب ويضربه لكمة‬


‫عنيفه ‪ /‬وانتي بقي يا قطة محدش قالك ان اللي‬
‫يلعب مع واحد من عصابه الحي بنفرمه وال‬
‫إيه‬

‫نظر الشرقاوي لهم وهو يمسح الدماء من علي‬


‫وجهه ولم يكد يتحدث حتي سحبه شادي وهو‬
‫يلكمه بعنف اكثر ويسبه بشتائم قذرة كثيرة‬
‫بينما ادهم نظر لهم ببسمة وبرود فتحدثت‬
‫سيدة من النافذة ‪ /‬دكتور ادهم يا دكتور كويس‬
‫انك جيت يا خويا كان عندي اشتشاره كده‬

‫ادهم ‪ /‬اشتشاره؟؟ طب قولي اشتشتارتك يا ام‬


‫علي‬

‫ام علي ‪ /‬اصلي يا خويا ال مؤاخذه كل ما اجي‬


‫اشهق علي الملوخيه مش بعرف‬

‫ادهم ‪ /‬اجي اشهقلك انا طيب وال إيه‬

‫ام علي ‪ /‬تعيش يا خويا بس قصدي ان الشهقة‬


‫مش بتخرج وبتعب في النفس‬

‫ادهم بتفكير ‪ /‬طب سمعيني الشهقه كده وااااا‬

‫قاطع حديثه ضرب احد رجال الشرقاوي له‬


‫ففرك فكه بغضب وقال ‪ /‬طب يا أم علي ابعتيلي‬
‫الشهقه في ريكورد بقي عشان فيه شويه ****‬
‫عايز اسمع شهقتهم‬

‫ثم انقض عليهم بغضب هو وسليم والذي يبدو‬


‫أنه يستمتع كثيرا بما يفعل بينما كان كريم‬
‫يجلس أرضا ببرود وهو يشاهدهم ويمسح‬
‫نظارته ويقول ‪ /‬صحيح الشلة اللي مفيهاش‬
‫صايع حقها ضايع‪ ،،‬شوية متشردين‬

‫ام علي من البلكونه ‪ /‬يا دكتور ادهم مقولتليش‬


‫رقمك كام يا خويا عشان ابعتلك علي الواطس‬

‫نظر لها ادهم بغباء ففوجئ بلكمه تلقيه أرضا‬


‫فنهض وهو يجز علي أسنانه ثم اقترب من‬
‫الشاب الذي ضربه وصفعه بشده‪ /‬اال الوش يا‬
‫حيوان انت‬
‫ام علي من األعلي ‪ /‬خالص يا دكتور بعتلك‬
‫فيس يا خويا اقبل بقي طلب الصداقه هتالقيه‬
‫باسم (عايشة فلة وبحب قُلة)‬

‫ادهم وهو يجذب شخص من رقبته ثم ينظر لها‬


‫لالعلي ‪ /‬طب وابو علي عارف‬

‫ام علي بتعجب ‪ /‬عارف ايه‬

‫ادهم بضحك وهو يضرب الرجل برأسه ‪ /‬انه‬


‫قُلة‬

‫ام علي بجدية ‪ /‬اكيد يا خويا مش بخبي عليه‬


‫حاجه حتي هتالقيه في األصدقاء عندي اسمه‬
‫(شارب كُوال ومتجوز حوله)‬

‫ضحك شادي بشده ‪ /‬انتم عاملين الفيس تلقحوا‬


‫علي بعض وال إيه‬
‫سليم وهو يلقي الشرقاوي أرضا بعدما انتهي‬
‫منه ‪ /‬شوف كده يا شرقاوي ظفرت ايدي وانا‬
‫لسه متعقم قبل ما اجي‬

‫نظر ادهم لألعلي ‪ /‬عنيا يا ام علي هقبل االدد‬

‫ام علي بتعجب ‪ /‬يطلع ايه الباد (االدد) ده يا‬


‫خويا‬

‫كريم وهو يجلس أرضا بضحك ‪ /‬الباد ده هو‬


‫اللي علمك تمسكي تليفون يا ام علي ربنا‬
‫يسامحه‬

‫ضحكت ام علي ‪ /‬بس ياواد منك ليه انتم‬


‫بتتريقوا طب ده انا بقي عندي انستغرام‬
‫شادي وهو يغمز لها ويشير بيده بعالمه‬
‫المكالمه ‪ /‬ابعتلي باد علي االنستا يا ام علي‬
‫خلينا نشوف حوار القُلة‬

‫ادهم وهو يضرب شادي علي رقبته ‪ /‬حتي ام‬


‫علي يا جاحد‬

‫شادي وهو يفرج رقبته ويغمز له ‪ /‬ومالها ان‬


‫علي بس دي حتى فلة‬

‫ضحك كريم بشدة ‪/‬وفي رواية اخري حوله‬

‫جذب ادهم كريم وهو يلكمه في وجهه ‪ /‬امشي‬


‫ياض قدامي يا جايبلنا المشاكل‬

‫كريم وهي يضع يده علي فكه بألم ‪ /‬يا خي‬


‫يلعن‬
‫ثم صمت وهو يقول ‪ /‬بدأت أخالقي تبوظ‬
‫بسببكم‬

‫ثم سار بحنق وخلفه باقي العصابه تاركين‬


‫الشرقاوي ورجاله مسطحون أرضا بطريقه‬
‫تجعل اي شخص يفكر قبل االحتكاك بعصابه‬
‫الحى‬

‫ضحك شادي وهو يضرب سليم في كتفه ‪/‬‬


‫عاش ياوحش‬

‫سليم بضحك وهو يجذب رأسه أسفل ذراعه ‪/‬‬


‫ما شاء هللا عليك بلطجي صغنن‬

‫ضحك شادي ركاد يجيب لوال مرور احدي‬


‫الفتيات امامه فصفر باستمتاع وهو يقول ‪ /‬يا‬
‫أرض انهدي ما عليكي قدي العب يا باشا‬
‫نظرت له الفتاة وضحكت بصوت عالي بوقاحه‬
‫فقال ‪ /‬هللا ما احنا جامدين اهو أمال فيه إيه‬
‫بس ليه التقل ده انتي زيرو كام طيب‬

‫جذبه سليم بعنف اكثر وهو يقول ‪ /‬يا أخي‬


‫ارحم نفسك شويه ده تليفونك لو يعرف كان‬
‫تف علي‬

‫نظر لهم ادهم وضحك عليهم ولكن فجأه توقف‬


‫وهو ينظر حوله بشك فنظر الجميع له بتعجب‬
‫فاشار لهم وهو يتحدث بنبره مخيفه ‪ /‬اخدتوا‬
‫بالكم‬

‫كريم وهو يمسح فمه بتأوه ‪ /‬من ايه! ؟؟‬

‫ادهم وهو يتحرك بخفه وضيق عينه بشك ثم‬


‫وقف امام احدي نوافذ المنازل المتالصقة‬
‫وتحدث بشر ‪ /‬ام أشرقت بتعمل ام علي‬
‫شادي بصدمه ‪ /‬وأم أشرقت مالها بأم على‬
‫تكونش عينها علي القُلة بتاعتها‬

‫ضربه سليم الي رقبته من الخلف ‪ /‬قصده ام‬


‫علي الحلويات يا غبي‬

‫ابتسم شادي بغباء ‪ /‬منا عارف‬

‫كريم بتذمر ‪ /‬من ورانا يا ام أشرقت مكنش‬


‫العشم‬

‫ضرب ادهم علي النافذه وهو يصيح ‪ /‬افتحي يا‬


‫ام أشرقت خالص اتقفشتي وسرك بان افتحي‬
‫بقولك وإياكي تخبي االم علي الشباك كله‬
‫محاصر‬

‫فتحت ام أشرقت النافذه بتوتر وهي تقول‬


‫ببسمه ‪ /‬دكتور ادهم‬
‫ادهم وهو ينظر لها بدقة ‪ /‬آه يا ختي دكتور‬
‫ادهم اللي بتخبي عنه ام علي فين يا ولية انتي‬
‫نصيبي من ام علي‬

‫ضحكت ام أشرقت وهي تقول ببشاشه ‪ /‬كنت‬


‫هبعتلك البت أشرقت بنصيبك انت والشباب لما‬
‫اخلص‬

‫ضحك شادي وهو يجذب كريم ‪ /‬تعالي يابني‬


‫اشوف وشك ده لحد ما ادهم يجيب ام علي‬

‫سليم ‪ /‬هروح اشوف ام احمد لحد ما تخلص‬


‫ومتنساش نصيبي يا أدهم‬

‫ثم غادر وتركوا ادهم وهو يتخصر امام النافذه‬


‫ويقول ‪ /‬هاتي يال الضرايب ومرة تانيه تعملي‬
‫من غير ما نعرف هخليها صينيه مش بس‬
‫طبق امين عشان انا مش نايم غلي عيني‬
‫وشوفت البت نوسه الصغيره رايحه تجيب‬
‫الطلبات من المحل اللي تحت بيتي‬

‫ام أشرقت وهي تنادي علي أشرثت ‪ /‬ال يا‬


‫خويا علي إيه الطيب احسن‪ ....‬بت يا أشرقت‬
‫اجري يابت هاتي طبق ام علي اللي مجهزاه‬
‫علي الرخامة يابت‬

‫ثم نظرت الدهم وهي تقول ببسمة ‪ /‬هو أنا‬


‫ممكن انساكم يا ضنايا ده انتم من وقت ما كنتم‬
‫عيال وانا دايما كنت بعملكم ام علي بأيدي‬

‫ثم ناولته الطبق فأخذه وهو يتذقه باستمتاع‬


‫شديد وهو يقول ‪ /‬ام علي بتاعتك ده رهيييبة‬
‫وهللا‬

‫ابتسمت ام أشرقت بفخر ‪ /‬عيب عليك دي بقت‬


‫صنعة من كتر ما عملتها‬
‫ابتسم ادهم بانتصار وهو يقول بحاجب مرفوع‬
‫‪ /‬متتكررش تآني يا ام اشرقت‬

‫ثم كاد يرحل ولكن عاد مجددا وهو يقول بتذكر‬


‫‪ /‬صحيح جبتي للبت اشرقت الجذم وال لسه‬

‫تحدثت ام أشرقت بخجل ‪ /‬آه يا بني تعيش‬


‫يارب‬

‫نظر لها ادهم وهو يضيق عينه ‪ /‬انتي بتكدبي‬


‫يا ام أشرقت‬

‫توترت ام أشرقت من نظراته ‪ /‬ال مهو انا فعال‬


‫جبتلها جذمتين‬

‫ابتسم ادهم وهو يخرج بعض االموال من جيبه‬


‫ويضعهم في يدها ‪ /‬امسكي يا ختي ومش‬
‫عايزين كدب تآني ماشي خلي البنت تتجوز‬
‫ونخلص عشان ناكل نصيبها في ام علي‬

‫نظرت ام اشرقت األموال بخجل وهي تتحدث‬


‫بحزن ‪ /‬ملوش داعي يا أدهم يابني كل شهر‬
‫كده تيجيب نص مرتبك يابني هتعيش إزاي‬

‫ادهم وهو يأكل من ام علي بعدم اهتمام ‪/‬‬


‫ياستي سيبيها علي ربك بتعزم شويه عند الواد‬
‫شادي وشويه عند كريم وشوية عند سليم ربك‬
‫بيدبرها وهما مش بيرضو يخلوني اكل لوحدي‬
‫فكل يوم باكل عند حد ولو صدفت يوم واكلت‬
‫في شقتي باكل اي حاجه موجوده يعني‬
‫الفلوس مش بعمل بيها حاجه يبقي ليه نركنها‬
‫واختي بتجهز ولما اتجوز بقي هتحمل‬
‫المسئولية واخدها ونتعزم برضو عند أي حد‬
‫دمعت عين ام اشرقت وقالت من بين ضحكتها‪/‬‬
‫وقتها هزود حساب فرد في ام علي‬

‫ادهم وهو يقترب منها ويهمس ‪ /‬طب متزودي‬


‫حساب فرد واعتبريني اتجوزت‬

‫ضربتخ ام أشرقت علي كتفه ‪ /‬مش هتبطل‬


‫طفاسه‬

‫ادهم وهو يسير ومازال يأكل في طبق ام علي‬


‫‪ /‬ال مش هبطل‬

‫ثم اتجه للعماره وصعد وأثناء طريقه لألعلي‬


‫وجد باب شقه شادي مفتوح طرق الباب فسمع‬
‫صوت شادي دخل الشقه وهو يحمل الطبق‬
‫فهجم عليه الثالثه ليأخذوا نصيبهم ولكن‬
‫وجدوا الطبق فارغ تماما فنظروا له بتعجب ‪/‬‬
‫فين ام علي‬
‫نظر ادهم للطبق بتعجب وبراءه ‪ /‬هللا كانت في‬
‫الطبق هنا وهللا راحت فين‬

‫نظر له الثالثه بغيظ وغضب فقال ادهم ‪ /‬مش‬


‫مصدقين طب وهللا كانت هنا‬

‫كاد سليم يجيبه لوال سماعهم لصوت صراخ‬


‫يأتي من داخل المنزل‬

‫ركض شادي برعب وهو يصرخ ‪ /‬شاديه ولعت‬


‫في البيت‬

‫ركض الثالثه وراءه ولكن وقفوا امام المطبخ‬


‫وهم ينظرون بتعجب لما يحدث فنحدث كريم‬
‫وهو يخلع نظارته ويمسحها ثم وضعها مجددا‬
‫وهو يقول بصدمه ‪ /‬ايه ده‪.....‬‬

‫************‬
‫الفصل الثاني‬
‫نظر الجميع بصدمه أمامهم بينما سقط شادي‬
‫ضاحكا وهو يقول ‪ /‬معلش يا شاديه معلش يا‬
‫حبيبتي‬

‫بينما كانت مريم تنظر بجهل حولها وهي تقول‬


‫‪ /‬هو فيه ايه‬

‫نظر الجميع لشاديه التي أصبح وجهها اسود‬


‫بشده بسبب الدخان األسود‬

‫كريم بخوف ‪ /‬هو انتم اتحرقتوا وال إيه مالها‬


‫شاديه مش بتنطق‬

‫تحدثت شاديه بغيظ ‪ /‬بقولها تيجي تغرف‬


‫شوربه علي الملوخيه قامت طشتها في طاسه‬
‫الزيت المولعه فالنار طلعت علي المطبخ‬
‫الخشب وولع وهبب الدنيا‬

‫نظرت مريم أرضا بحزن ‪ /‬مكنش قصدي يا‬


‫شادية وهللا‬

‫اقترب سليم من اخته وضمها بحنان شديد وهو‬


‫يقبل رأسها ثم نظر لشاديه ‪ /‬حقك عليا يا‬
‫شاديه انتي عارفة مريم مش قصدها‬

‫زفرت شادية لتهدأ ثم اقتربت منها وجذبتها من‬


‫حضن سليم وهي تهمس بحنان ‪ /‬فداكي يا قلب‬
‫شاديه فداكي ميت مطبخ هخلي عوض يجيب‬
‫غيره‬

‫ضحك شادي بشده ‪ /‬وهللا أنا خايف ابويا يقعد‬


‫بعد كده قدام الجامع يشحت بسببنا‬
‫ضحك كريم ثم نظر لشاديه وقال بحنان ‪ /‬تعالي‬
‫يا شوشو هحطلك مرهم‬

‫ابتسمت شاديه وهي تبعد مريم ‪ /‬ال ال مفيش‬


‫حرق خالص هو مجرد هباب اسود وخالص‬
‫هغسل وشي وانتم جهزوا السفره اتصل يا‬
‫شادي بابوك وانتم محدش يمشي هنتغدي سوا‬

‫ثم خرجت بينما نظر ادهم لمريم وتحدث ‪/‬‬


‫ريمو حبيبتي انتي كويسه‬

‫نظرت له مريم ببسمه خجوله من تلقيبه‬


‫بحبيبتي رغم أنها ليست اول مره ‪ /‬آيوه يا ابيه‬
‫بخير‬

‫ادهم بضحك ‪ /‬شايفين يا شويه عرر االحترام‬


‫والحنية شايفين ابيه العسل اللي من بقها‬
‫سليم وهو يدفعه ‪ /‬جرا ايه يا ابيه خف شويه‬
‫يا خويا‬

‫ضحك ادهم وهو يخرج ‪ /‬طب يال يا زفت منك‬


‫ليه جهزوا االكل لحد ما اغسل ايدي‬

‫نظر الثالثه لبعضهم فتحدص شادي بحنق ‪ /‬هو‬


‫ماله ده عشان الكبير دايما يتأمر‬

‫ادهم من الخارج ‪ /‬آه يا كلب عشان كبير بتأمر‬


‫ومتزودش عشان مدخلش اعملك كزرونة‬
‫اخلص هموت من الجوع‬

‫زفر شادي بملل بينما ضحك كريم بشده وهو‬


‫يحمل األطباق ليخرجها بينما سليم كان مايزال‬
‫يضم مريم بحنان وحب وخرج بها لينضم لهم‬
‫خرجت شاديه وهي تنشف وجهها وجلست‬
‫علي الطاوله بجانب ادهم وهي تهمس له ‪/‬‬
‫بسسس بسس‬

‫رفع ادهم نظره من الهاتف وهو يقترب منها‬


‫ويقول ‪ /‬ايه‬

‫شاديه وهي تنظر حولها وتهمس بصوت‬


‫منخفض ‪ /‬أنا عملت فيس‬

‫فتح ادهم عينه بصدمه فاشارت له ‪ /‬اششش‬


‫اوعي حد يعرف‬

‫ادهم بصدمه ‪ /‬انتي يا شادية وياتري سمتيه‬


‫ايه‪ ...‬شادية شخلعه وال إيه‬
‫شادية ببسمه وهي تخرج هاتفها وتتحدث‬
‫(الحب إخالص مش تعب‬
‫ّ‬ ‫ببسمه ‪ /‬ال سميته‬
‫وخالص)‬

‫مصمص ادهم شفتيه بتأثر ‪ /‬يااااه علي العمق‬


‫وانتي بقي يا حبيبتي تعبتي من الحب فين‬
‫ياختي‬

‫ضربته شاديه علي كتفه ‪ /‬وانا لو كنت حبيت‬


‫كنت عملت الفيس أساسا‪ ،‬انا عملته عشان‬
‫احب من عليه واشقط ناس حلوة‬

‫لم يكد يجيب ادهم وهو يري الجميع ينضم‬


‫ويجلس لتناول الغداء فكتم ضحكته بصعوبه ثم‬
‫نظر للطعام وبدأ يأكل ولكن فجأه لم يتحمل اكثر‬
‫من ذلك وهو يري نظرات شاديه له المحذره‬
‫فبصق الطعام واخذ يضحك بشده ‪ /‬مش قادر‬
‫وهللا اسف مش قادر هموووت الحب إخالص‬
‫مش تعب وخالص‬

‫كريم بتعجب ‪ /‬حب ايه انت بتحب‬

‫ادهم بضحك ‪ /‬ال بس عندي فيس‬

‫كتمت شاديه ضحكتها ثم وضعت امامه بعض‬


‫اللحم وهي تقول ‪ /‬كل يا أدهم كل شكلك هفتان‬

‫سليم بتعجب وهو يصب الطعام لمريم ويضعها‬


‫في فمها مثل الطفله ‪ /‬وايه عالقه الفيس‬
‫بالحب‬

‫ضحك ادهم بشده وقال من بين أنفاسه ‪ /‬بنحب‬


‫من عليه‬

‫ضحكت شاديه بشده معه وهي تضرب علي‬


‫الطاوله بينما االربعه ينظرون لهم بغباء‬
‫ولكن تحدث شادي ‪ /‬بمناسبه الحب بقولك يا‬
‫كريم يا حبيبي عايزك في خدمه‬

‫كريم وهو يأكل بكل هدوء ثم نظر له ‪ /‬انسي‬


‫مش ههكر اكونت بنت ليك‬

‫شادي ‪ /‬ال يا ذكي انا عمري ما اعمل كده انا‬


‫بس عايز اكونت مش بيتبلك يعني اي حد‬
‫يعملي بلوك يالقيني لسه في خلقته تآني‬

‫ضحك كريم ثم ترك معلقته وقال بتعجب ‪ /‬وده‬


‫ليه‬

‫سليم بسخريه ‪ /‬وده سؤال ياراجل تالقيه‬


‫بيتبلك لما يقل أدبه ده بيستخدم الفيس عشان‬
‫الحب والكالم ده وتعب القلب‬
‫ضحك ادهم بشده وهو يقول ‪ /‬ال يا سليم‬
‫متقولش كده ده الحب إخالص مش تعب‬
‫وخالص ههههههههههههههههه‬

‫ثم نظر لشاديه وهو يقول ‪ /‬دي طلعت جينات يا‬


‫تري بقي عمي عوض عامل فيس برضو‬

‫شاديه بضحك صاخب ‪ /‬آه عامل‬

‫ضحك ادهم بشده هو وشاديه بينما الجميع ال‬


‫يفهم مابهم‬

‫تحدثت مريم وهي تنظر لشادي ‪ /‬مش ناوي‬


‫تتوب بقي‬

‫شادي وهو يحرك حاجبه لها بمشاغبه ‪ /‬لما‬


‫ترضي عني وتتجوز هتوب ألجلك يا ريمو‬
‫ضحك سليم بشده ثك توقف وتحدث له ‪ /‬ومين‬
‫قال اني هوافق‬

‫شادي بتذمر ‪ /‬شوفتي يا ريمو اخوكي القاسي‬


‫عايز يحرم قلبين من بعض‬

‫دخل في نفس الوقت المعلم عوض وهو‬


‫يتنحنح ويقول ‪ /‬السالم عليكم ورحمة هللا‬
‫وبركاته‬

‫رد الجميع السالم فنظر لهم ببسمة وجلس‬


‫بجانبهم وهو يقول ‪ /‬صبيلي يا ام عوض شويه‬
‫ملوخية عشان سايب القهوه لوحدها‬

‫سليم بتذكر ‪ /‬آه صحيح نسيت ده انا كنت بنقل‬


‫معاك حجات وانشغلت في خناقه كريم‬
‫عوض ببسمة ‪ /‬مفيش مشكله هجيب اي حد‬
‫ينقلهم متتعبش نفسك المهم كريم بخير‬

‫ابتسم كريم له‪ /‬وليه تكلف نفسك يا عمي احنا‬


‫هنخلص اكل وننزل معاك احنا االربعه وهننجز‬

‫ضربه شادي من أسفل الطاوله ‪ /‬متجمعش‬


‫ياض‬

‫ادهم بتحدي ‪ /‬احنا االربعه يا حاج عوض‬

‫نظر عوض لشادي وهو يضحك ‪ /‬تعيش يا‬


‫ابني ربنا يديكم الصحه يارب‬

‫اكمل الجميع الغداء في جو اسري هادئ‬


‫ومبهج‬

‫في منزل ام اشرقت كانت تجلس وهي تنظر‬


‫بخجل لالرض بينما تلك التي تدعي حماة ابنتها‬
‫تتأمر عليهم وتتشرط وتُغالي في طلب الجهاز‬
‫الخاص باشرقت بحجه ان زوجة ابنها االكبر‬
‫قد احضرت واحضرت وأخذت تعدد لهم بينما ام‬
‫أشرقت نظرت لها بكسرة وحزن ‪ /‬بس مش‬
‫كتير يا ام رأفت‬

‫ام رأفت وهي تلوي شفتيها ‪ /‬كتير مين يا‬


‫حبيبتي بس ده يا دوبك انتي مبتشوفيش البنات‬
‫بتجيب ايه وال ايه دول بيجيبوا شئ وشويات‬

‫ام اشرقت ‪ /‬آيوه دول ناس مقتدره وكل واحد‬


‫وعلي قد جيبه وانتم يا ختي عارفين البير‬
‫وغطاه ابو أشرقت مات من زمان وسابني من‬
‫غير حاجه حتي انه كان شغال باليومية يعني‬
‫مفيش اي حاجه من بعده وانا ربنا يعلم انا‬
‫بجهزها إزاي‬
‫ام رأفت بحده ‪ /‬جرا ايه يا ام أشرقت دي‬
‫العادات يا ختي اللي كلنا اتجوزنا بيها‬

‫ام أشرقت ‪ /‬بس مكنش بالشكل ده‬

‫ام رأفت وهي تشيح بيدها ‪ /‬الزمن بيتغير يا‬


‫حبيبتي‬

‫ثم نظرت البنها الذي ينظر أرضا بخجل من‬


‫والدته فهو اختار أشرقت من كل قلبه فهو‬
‫عاشق لها ولكن والدته دائما ما تحرجه رغم‬
‫انه تحدث معها كثيرا ‪ /‬وانا ابني يا ختي‬
‫ميتعايبش ميت بنت تتمناه بس هو اللي اختار‬
‫المحروسة بنتك‬

‫نظرت ام أشرقت لرأفت بسخريه ‪ /‬آيوه فعال‬


‫ميتعايبش‬
‫بينما من الداخل كانت تقف أشرقت وهي تبكي‬
‫بكسره علي حالة والدتها تلك فكرت اكثر مره‬
‫ان تدخل وتطرده هو وأمه ولكن ماذا تفعل‬
‫فهذا الوحيد الذي قبل بها رغم سنها الكبير (‬
‫كما يزعم البعض) فهي أصبحت في السابعه‬
‫والعشرين وفي وجهه نظر البعض قد فاتها ما‬
‫يدعي بقطر الزواج‪ ،‬مثير للسخريه ان تكون‬
‫عالقة مقدسه كالزواج مثل القطر يلحق به من‬
‫يلحق ويفقده من يفقده ليبقى في عار طوال‬
‫العمر تحت ما يسمي بالعنوسة أليس هذا‬
‫الزواج هو نصيب وقدر من هللا اي ان هللا هو‬
‫من يقدر الوقت الذي سوف نتزوج به اذا كيف‬
‫يقولون انه قطر ال وهللا بل هو نصيب وقدر من‬
‫هللا سبحانه وتعالي‪.‬‬
‫كان الشباب يستمرون بنقل الصناديق من‬
‫السياره لمخزن القهوة وأثناء ذلك وجدوا‬
‫مجموعه من الرجال تقترب منهم وهم يبدو‬
‫عليهم الشر وفجأه سمعوا صوت مألوف‬
‫يصرخ‬

‫الشرقاوي ‪ /‬اهم هما دول‬

‫نظر ادهم الصدقائة وهو يقول ‪ /‬واد ياشادي‬


‫ابوك معاه فلوس وال هيشحت‬

‫شادي وهو ينظر الجسام الرجال ‪ /‬اممم يعني‬


‫بس ممكن يتسلف مبلغ كده علي اللي معاه‬
‫عشان التجديدات‬
‫الشرقاوي بغضب ‪ /‬بقي انا الشرقاوي تبلطجوا‬
‫عليا وتضربوني ده انا هوريكم النجوم في عز‬
‫الضهر‬

‫ثم أشار للرجال وصرخ ‪ /‬علموهم األدب‬


‫وهاتلوي الواد ده‬

‫انهي حديثه وهو يشير علي كريم‬

‫كريم وهو يدخل القهوه ‪ /‬معلش يا شرقاوي‬


‫بقي اصلي طلبت سحلب وخايف يبرد هروح‬
‫اشربه واجي علي طول‬

‫ادهم وهو يهتف بصوت جهوري‪ /‬ليه انت‬


‫فاكرنا مين يعني وهللا نكسر قهوة عم عوض‬
‫علي دماغك‬
‫عوض من الداخل وهو يلطم ‪ /‬وقهوة عم‬
‫عوض اي دخلها في الموضوع‬

‫شادي ‪ /‬متقلقش يا ابو شادي هنستلف خمسة‬


‫االالف بس‬

‫علي تحويشة عمرك وترجع احسن من االول‬


‫يا خويا‬

‫لطم عوض وهو يدخل للقهوة ليحتمي بها‬


‫كالعاده‬

‫بينما تحدث سليم ببسمة ‪ /‬ده ايه اليوم العسل‬


‫ده بس‬

‫مرتين في اليوم ال ياراجل كده هتعود علي‬


‫الدلع ده‬
‫ثم تقدم وسحب الشرقاوي من بين رجاله‬
‫واخذه بعيدا وهو يبتسم بشر بينما تقدم شادي‬
‫وادهم من الرجال وهجموا عليهم وكريم احضر‬
‫كرسي من الداخل ووضعه ثم تحدث وهو‬
‫يراقبهم بهدوء وسالم نفسي يحسد عليه ‪ /‬ربنا‬
‫يعينكم يا حبايبي‬

‫أثناء ذلك لمح كريم أشرقت تبكي في الشارع‬


‫فضيق بين حاجييه بتعجب وهو يفكر ماذا بها‬
‫أشرقت لتبكي هكذا‬

‫تحدث شادي وهو يضرب أحدهم وينظر خلفه‬


‫الحد الرجال الذي يكسر مقاعد القهوة ‪ /‬انت يا‬
‫*** انت دي عليها أقساط ياروح امك‬

‫ثم القى من بيده وانطلق له يجذبه بينما نظر‬


‫ادهم للمقعد الذي كسره الرجل واقترب منه‬
‫وصفعه ‪ /‬مش كخ كده ها ده مالك عام يابابا‬
‫مش خايف تتحاسب‬

‫عوض من الداخل ‪ /‬وانتم مش خايفين‬


‫تتحاسبوا برضو‬

‫شادي بصدمه ‪ /‬بابا ده ادهم يعني يعمل اللي‬


‫هو عايزه انت مش بتعتبره ابنك زيي وال إيه‬

‫عوض بحنق ‪ /‬أنا مش بعتبرك ابني أساسا‬

‫شادي وهو يعود للقتال ‪ /‬اذا كان كده ماشي‬

‫بينما كريم كل ذلك وهو يراقب باهتمام حتي‬


‫تدخل بعض شباب الحي لمساعده ادهم ورفاقه‬

‫وطردوا رجال الشرقاوي بعدما القي لهم سليم‬


‫الشرقاوي أرضا وهو يقول بفرق ‪ /‬خدوا‬
‫زبالتكم معاكم مش ناقصين قرف في الحاره‬
‫ثم تقدم وجلس بجانب كريم وسحب كوب‬
‫السحلب وقال تعب ‪ /‬الواحد ضرب ألسبوع‬
‫قدام‬

‫جاء االثنان اآلخرين وجلسوا بتعب ثم سحب‬


‫ادهم كوب السحلب من سليم وهو يشربه ‪/‬فقال‬
‫سليم فيه إيه أنا اللي خدته األول‬

‫ادهم وهو يشربه كله ‪ /‬وانا اخدته التاني‬

‫ثم نظر لكريم وهو يقول ‪ /‬ها يا كريم يا حبيبي‬


‫مش ناوي تقول الزفت شرقاوي ده مستقصدك‬
‫ليه‬

‫كريم ببساطة ‪ /‬الموضوع باختصار انه عرف‬


‫بطريقه ما انه يسرق اكونت بنت من الحارة‬
‫هنا رفضت انها تتجوزه وقعد يكلم الناس اللي‬
‫عندها بطريقه وحشه وقذره فالبنت جات‬
‫وطلبت اساعدها فرجعت االكونت تآني وقفلته‬
‫خالص وعملت واحد جديد متأمن كويس‬

‫سليم بغضب وقرف ‪ /‬عيل معفن‬

‫خرج عوض وهو ينظر حوله فوجد فقط‬


‫مقعدين محطمين ‪ /‬في إيه يا شباب مش‬
‫ضربتكم دي وهللا‬

‫ادهم ‪ /‬معلش وهللا مش هنقدر اصلنا ضربنا‬


‫شويه كده قبل الغدا فمش حابين نتقل انهارده‬

‫وردت مكالمه الدهم فاجاب بترقب ‪/‬آيوه يا‬


‫سامي خير سامي من الجهه االخري ‪ /‬الحق يا‬
‫دكتور ادهم هههههههههه في ناس وصلت في‬
‫حادثه هنا ههههههه ومفيش وال دكتور هنا‬
‫جراحه هههههههههه المستشفي مقلوبه‬
‫خالص ههههههههههههه والمدير قالي اتصل‬
‫بيك عشان تيجي وتاخد نبطشيه دلوقتي زياده‬
‫ههههههههههه‬

‫أغلق ادهم الهاتف وبصق عليه وهو يقول ‪/‬‬


‫وانا هتوقع ايه لما تتصل بيا اكيد بلوه‬

‫ثم نهض وقال بتذمر ‪ /‬حتي ملحقتش انام‬


‫دقيقه‬

‫سليم بتعجب ‪ /‬فيه إيه‬

‫ادهم ‪ /‬فيه حادثه حصلت ومحتاجين حد جراحه‬


‫في الطوارئ يال سالم‬

‫ثم ركض بسرعه وخرج من الحاره وهو يقول‬


‫‪ /‬أنا إيه اللي خالني ادخل طب أساسا يعني ال‬
‫منظر وال أخالق دكتور اللهم ال اعتراض يارب‬
‫ثم وقف ينتظر اي سياره ولكن لم تقف له أي‬
‫سيارة أبدا زفر بضيق ووجد تاكسي يقترب‬
‫فقال وهو يشير له ‪ /‬يال نصرف اخر المرتب‬

‫ولكن لم يتوقف التاكسي فصاح ادهم ‪ /‬يوما ما‬


‫هشتري عربية وادوسكم بيها يا شويه فقرا‬

‫فجأة وجد سيارة نقل عامة فركض لها ولكن‬


‫كان آخر مقعد قد جلس به سيدة فقال بارهاق‬
‫ورجاء ‪ /‬يا جماعه لو سمحتم عندي طوارئ‬
‫في المستشفي والناس بتموت والزم اكون‬
‫موجود ارجوكم كل ثانيه بتعدي خطر علي‬
‫حياتهم ومفيش دكتور جراحه غيري في‬
‫المستشفي‬
‫لم يبدو احد مهتم فابتسم ادهم بسخريه ونظر‬
‫أرضا وهو يتحدث ‪ /‬دول اللي بنتعب عشان‬
‫نعالجهم‬

‫ولكن سمع صوت سيده مسنه وهي تضرب‬


‫علي كتف من امامها برفق ‪ /‬عديني يا بني‬
‫خليني انزل وانت اطلع يابني ربنا معاك‬

‫نظر لها الجميع في السياره وكأنها تفعل شئ‬


‫عجيب وليس مجرد فعل بديهي ألي شخص‬
‫يهتم بغيرة‬

‫فقالت السيده بتوبيخ ‪ /‬ايه بتبصوا كده ليه‬


‫عملت حاجه غريبه يعني طالما مفيش راجل‬
‫اقوم انا واستني بره وهو يركب‬

‫ثم كادت تهبط ولكن هبط طفل المراهق وقال‬


‫ببسمه ‪ /‬أتفضل انت مكاني لسه باقي وقت‬
‫علي ميعاد الدرس علي فكره انا عايز اكون‬
‫دكتور زيك‬

‫ابتسم ادهم بشده وربت علي شعره بحنان ثم‬


‫قال وهو يشير لقلبه ‪/‬بقلبك ده هتكون احلي‬
‫دكتور بالتوفيق يابطل‬

‫ثم صعد للسياره وانطلق بها بينما كانت السيده‬


‫المسنه تتمتم بغيظ بقصد ان يسمعها الجميع‬
‫فابتسم عليها ادهم حتي وصل للمشفي ثم هبط‬
‫بسرعه وركض في الممرات دخوال للطوارئ‬
‫وقد ركضت له اسعاد لتعلمه بآخر التطورات‬

‫دخل سليم مع مريم لشقتهم فوجدوا والدتهم‬


‫كالعاده تجلس امام التلفاز تشاهد مسلسالت‬
‫هندية كما هو الحال لدى نصف الشعب‬
‫المصري‬
‫تحرك سليم لها وخلفه مريم ابتسم سليم وهو‬
‫ينظر لوالدته التي حتي لم تالحظ دخولهم‬
‫فضحك ونظر لمريم ‪ /‬امك شويه وتالقيها‬
‫بتتمشي بالساري في الشقه‬

‫ضحكت مريم وقالت وهي تتجه للغرفه الخاصه‬


‫بها ‪ /‬سيبها تسلي نفسها يا سولي دي علي‬
‫طول لوحدها محدش مننا بيكون معاها‬

‫ابتسم سليم بحنان ‪ /‬ما هي بتقعد تحت مع‬


‫شادية وأم كريم‬

‫ابتسمت مريم وكادت تجيب وهي تنظر له‬


‫ولكن اصطدمت بالحائط الذي يجاور غرفتها‬
‫في نفس اللحظه التي كان يعرض فيها‬
‫المسلسل لقطة ضرب البطلة برصاصه ولكنها‬
‫نهضت مجددا بغضب وهي تصرخ بينما لم‬
‫تنهض مريم بعدما اصطدمت في الجدار‬

‫فتح سليم عينه وهو ينظر للتلفاز والخته بينما‬


‫تحدثت والدته ‪ /‬وهللا البت دي جدعه شوفت‬
‫انضربت رصاصة وقامت إزاي زي االسد‬
‫واختك اتخبطت في نفس المكان اللي بتتخبط‬
‫فيه كل يوم ولسه مرمية‬

‫نهضت مريم وهي تعدل من وضع نظارتها‬


‫وتتحسس رأسها بألم بينما اقترب منها سليم‬
‫وحملها فنظرت له بتعجب فابتسم لها ‪ /‬بس انا‬
‫اميرتي يا ماما زي البسكوت النواعم رقيقه‬
‫آوي وهشه إنما الناس البالستيك اللي بتتفرجي‬
‫عليهم دول مش بيموتوا غير لما تولعي فيهم‬
‫تقريبا‬
‫ضحكت اميره بشده ثم اقتربت من وجهه‬
‫وقبلت وجهه وهي تقول له بحب ‪ /‬ربنا يديمك‬
‫ليا يارب يا سليم‬

‫ابتسم سليم ودخل بها للغرفه ثم تسطح علي‬


‫الفراش وضمها الحضانه وهو يقول بحماس ‪/‬‬
‫تحبي اقرألك قصه‬

‫نهضت اميره وهي تنظر له بحماس ولهفة ‪/‬‬


‫سندريال‬

‫ضحك سليم وهو يجذبها الحضانه ‪ /‬عنيا‬


‫الميرتي بصي يا ستي كان يا مكان يا سعد يا‬
‫إكرام وال يحلي الكالم غير بالصالة على النبي‬
‫العدنان‬

‫دخل كريم لشقته فوجد الهدوء يعم المكان‬


‫فتعجب بشده ولم يكد ينادي علي والديه اال‬
‫وسمع صراخ يأتي من المطبخ قلب عينه بملل‬
‫وهو يقول ‪ /‬كده معقول آكتر‬

‫ثم اتجه للمطبخ بهدوء فوجد والدته تصرخ‬


‫بوالده الذي يأكل من الكيكة التي تعدها بكل‬
‫برود وهدوء‬

‫تحدث وهو يدخل للمطبخ ‪ /‬فيه إيه بس يا ام‬


‫كريم ليه صوتك عالي كده‬

‫نظرت له والدته بحنق ‪ /‬ابوك ده كل ما اعمل‬


‫حاجه يبوظها‬

‫شاكر المصري والد كريم ‪ /‬هو أنا عملت حاجه‬


‫انا يابني داخل اشوف حاجه أكلها لقيت امك‬
‫واقفه تكلم نفسها وكأنها في برنامج طبخ واول‬
‫ماقربت منها لقيتها بتبصلي بصة وحشه‬
‫وبتجز علي سنانها وهي بتقول بعدين بنحط‬
‫الكريمة وهي عماله تحول بعينها لدرجه خلتني‬
‫أشك أن فيه كاميرات في المطبخ وقعدت ابص‬
‫حواليا ملقتش حاجه قمت مقرب عشان اخد‬
‫حتة كيكة لقتها بتقول نخرج فاصل أعزائي‬
‫المتابعين ونرجع ليكم ونكمل عمايل كيكتنا‬

‫ثم تخصر شاكر وهو يمد يده لألمام ليقلد حركة‬


‫زوجته وهو يقول ‪ /‬مع مطبخ ام كريم انسي‬
‫الرجيم‬

‫ضحك كريم بشده علي والديه فدائما ما يأتي‬


‫ليري انهم يتشاجرون في المطبخ علي أي شئ‬

‫اقترب كريم من والدته وهو يقول ‪ /‬حقك عليا‬


‫يا ام كريم انا حاشد ودان الواد شاكر النوتي ده‬
‫نظر له والده والذي ال يظهر علي شكله اي‬
‫مظهر لتقدم العمر بعضالته البارزه وغمزاته‬
‫التي تتوسط خده ومظهره الشبابي بامتياز‬

‫شاكر ببرود وهو يأكل الكيكة ‪ /‬ماشي يا كريم‬


‫انا نوتي بس لما تعمل بلوة انت وعصابتك‬
‫متجيش للنوتي عشان يلحقكم‬

‫ابتسم كريم فدائما ما ينقذهم والده اذا ما‬


‫تورطوا في شئ بسبب عمله في الشركة اقترب‬
‫كريم من والده وهو يعانقه ‪ /‬كده يا شاكر ده‬
‫انتي قلبي ياراجل‬

‫ثم همس في اذنه ‪ /‬يا عم هو احنا خسرانين‬


‫حاجه اديها بتعمل للجمهور واحنا اللي بناكل‬
‫ابتسم شاكر وهو يتحدث بخبث ‪ /‬عندك حق يا‬
‫كريم يابني انا زعلت امك مني اوعي كده‬
‫عشان اصالحها‬

‫ثم اقترب منها فعادت للخلف وهي تهدده ‪/‬‬


‫شاكر الولد واقف بالش قلة أدبك‬

‫ضحك كريم وغمز لهم ‪ /‬ال الولد داخل يستريح‬


‫عن اذنكم‬

‫ثم تركهم وهو يتمتم ‪ /‬احيانا بشك ان شادي‬


‫ابنكم بس بعدين ارجع افتكر شاديه فاعرف ان‬
‫سفالة شادي متوقعه‬

‫نظر شاكر لزوجته بحب واقترب وهو يضمها ‪/‬‬


‫أنا بس بعمل كده عشان اغيظك وهللا لو‬
‫بيزعلك يابنت الحالل مش هعمل كده تاني‬
‫ابتسمت زوجته وهي تضمه بحنان فهو مثل‬
‫الطفل الصغير معها ‪ /‬براحتك ياقلبي اعمل اللي‬
‫تحبه‬

‫دخل مكتبه وهو يزفر بتعب من هذا العمل‬


‫ولكن للحق هو سعيد جدا لهذا عمله في هذه‬
‫المشفي الحكومية المزدحمه والمكتظة بالعديد‬
‫والعديد ممن ال يتحملون تكلفة المشفي‬
‫الخاص سعيد لمساعدته لهذه الطائفة من‬
‫الناس التي تشبهه فهم االحق بكل تعبه وليس‬
‫هؤالء الذين يجلسون في مشفي اشبه بالفنادق‬
‫مع خدمه خمس نجوم و رفاهيه تشبه رفاهيه‬
‫المنتجعات‬

‫جلس علي كرسيه وهو يريح رأسه قليال‬


‫ويغمض عينه حتي يرتاح قبل بدأ تزاحم‬
‫المرضى مجددا مرت دقائق وهو علي هذه‬
‫الحالة حتي سمع صوت صفير مزعج جدا‬

‫فتح عينه بانزعاج ولكن وجد الصفير اختفي‬


‫فاغمض عينه مجددا ولكن عاد ذلك الصفير‬
‫المزعج فتح عينه بغضب شديد وهو يسب من‬
‫يزعجه في وقت راحته الثمين هذا‬

‫فنظر حوله في الغرفه ولم يجد احد ضيق عينه‬


‫بتعجب حتي سمع صوت صفير يأتي من جهه‬
‫النافذه فنظر وفتح عينه بصدمه وهو يري فتاه‬
‫تجلس علي حافه النافذه وتحرك قدمها كأنها‬
‫تجلس علي الشاطئ واصفر بطريقه مزعجه‬
‫فنهض وتحدث بغضب ‪ /‬جرا ايه يا بجره يا‬
‫حلوب أنتي‪ ،،،‬إزاي دخلتي هنا وقاعده كده ليه‬
‫وعماله تصفري زي براد الشاي كده ليه‬
‫توقف الفتاه واستدارت ونظرت له بعدم اهتمام‬
‫ثم عادت ونظرت امامها وأخذت تكمل ما كانت‬
‫تفعله فغصب هو بشده واتجه لها وهو يصرخ‬
‫بها ‪ /‬جرا ايه يا ختي انتي مش بتكلم وال إيه‬

‫نظرت له الفتاه ومالمح الصدمه تتضح علي‬


‫وجهها وهتفت بتلعثم ‪ /‬أنا بتكلمني انا‬

‫نظر لها ادهم واقترب منها ثم امسك ذقنها‬


‫بحده واقترب من فمها وهو يحاول ان يشم اي‬
‫شئ غريب ثم نظر لها بحاجب مرفوع ‪ /‬انتي‬
‫ضاربه استروكس يابت وال إيه هو فيه غيرك‬
‫هنا؟؟‬

‫بينما هي فقط كانت تنظر له وهي متصنمه‬


‫بشكل مخيف ثم تحدثت بصدمه ‪ /‬هو إنت‬
‫شايفني وبتلمسني كده عادي‬
‫تركها ادهم وعاد للخلف ونظر لها بشك وهو‬
‫يتحدث ثم غمز لها ‪ /‬ده صنف جديد صح‬

‫فتحت فمها وابتسمت بسمه وهي تحدثه ‪ /‬واد‬


‫انت شايفني صح يا واد‬

‫ادهم ‪ /‬اقطع دراعي اما كنتي ضاربه صنف‬


‫فاسد انزلي يابت انتي واطلعي بره وحسابي‬
‫مع الترمجي اللي بره ده عشان يبقي يدخل‬
‫الشمامين الوضه الكشف تآني‬

‫قفزت الفتاه بفرح امامه وهي تقفز ‪ /‬انت‬


‫شايفني صح آه وهللا مش انت بتكلمني انا‬
‫ها؟؟؟ طب انت سامعني دلوقتي‬

‫تشنج ادهم وصرخ بحده ‪ /‬يا عبدالعاطي‬


‫دخل الترمجي الذي يدعي عبدالعاطي وهو‬
‫ينظر للطبيب ادهم سبب نصف مشاكل المشفي‬
‫‪ /‬نعم يا دكتور اؤمرني‬

‫تحدث ادهم بحده ‪ /‬مين اللي دخل البت دي هنا‬


‫هو حمام عام وال إيه‬

‫نظر عبدالعاطي في أنحاء الغرفه بتعجب وهو‬


‫يتحدث ‪ /‬بت مين يا دكتور مفيش حد وانا مش‬
‫بدخل حد‬

‫نظر لها ادهم بحاجب مرفوع ثم نظر للفتاه‬


‫التي كانت تنظر لعبدالعاطي بسخريه وهي‬
‫تتحدث ‪ /‬اعمي البصر والبصيرة مش شايف‬
‫القمر ده المعفن‬

‫نظر لها ادهم بسخريه ‪ /‬قمر مين يا مقشقه‬


‫انتي ده انتي شنبك أطول مني اسكتي‬
‫صدمت الفتاه ووضعت يدها علي فمها بسرعه‬
‫وهي تنظر له بغضب‬

‫ثم نظر لعبدالعاطي الذي نظر له بتوجس‬


‫لتحدثه مع الهواء كما يظن ‪ /‬وانت ايه اتعميت‬
‫وال إيه اهي متلقحه قدامك‬

‫نظر عبدالعاطي مجددا ‪ /‬يادكتور انا مش فاهم‬


‫مفيش حد وهللا‬

‫نظر ادهم بتعجب للفتاه التي ضحكت وهي‬


‫تقول له ‪ /‬متتعبش نفسك محدش بيشوفني‬

‫ابتلع الطبيب ريقه بتوجس وهو يهمس ‪ /‬أعوذ‬


‫بكلمات هللا التامات من شر ما خلق‬
‫نظرت له الفتاه بتذمر ‪ /‬هو أنت بتصرف‬
‫عفريت وال إيه يا عم ايه مش شايف القمر ده‪،‬‬
‫ده انت المفروض تسمي هللا مش تستعيذ هللا‬

‫كاد يتحدث فاشارت بيده وهي تتحدث ‪ /‬اصرف‬


‫عبدالعاطي األول عشان بيبصلك بصات مش‬
‫لطيفه وخليه يجبلنا فطار‬

‫نظر لها بصدمه ثم نظر لعبدالعاطي مجددا‬


‫برعب ‪ /‬انت بجد مش شايف حد هنا‬

‫ضرب عبدالعاطي بيده بحزن عليه ‪ /‬ال حول‬


‫وال قوة اال باهلل شكلك تعبت بسبب الورديه‬
‫المسائيه وبقيت تخترف بحجات غريبه يا‬
‫دكتور وهللا مفيش غيري وغيرك هنا ارتاح‬
‫انت بس تالقيك تعبان وانا هطلبلك لمون‬
‫ثم ترك الغرفة وخرج وهو يضرب كف علي‬
‫كف‬

‫بينما نظرت الفتاه له ببسمه ثم اقتربت منه‬


‫بسرعه وهي تتحدث بلهفه ‪ /‬انت شايفني صح‬

‫نظر لها ادهم وهو يفرك عينه بشده ‪ /‬انتي‬


‫مش حقيقه انا بخرف صح انتي مش حقيقه‬
‫صح‬

‫ابتسمت له الفتاه وهي تصرخ بفرح ‪ /‬انت‬


‫شايفني انا في حد شايفني‬

‫ثم اخذت ترقص بحركات مجنونه وهي تصرخ‬


‫من الفرحه بينما نظر لها ادهم وهو يكاد يغشي‬
‫عليه من الصدمه ثم رفع حاجبه ولوي شفتيه‬
‫بتعجب ثم صرخ بها ‪ /‬بس يابت انتي يعني‬
‫مش كفايه عفريته ال ورقصك خرا علي دماغ‬
‫اللي خلفوكي بطلي تنطيط‬

‫نظرت له الفتاه بتذمر ثم اقتربت منه وتحدثت‬


‫بتحذير ‪ /‬وال انت مش بتشوفني هسكتلك ال ده‬
‫انا ممكن افرمك واولع فيك وانت واقف خاف‬
‫مني بعدين ماله رقصي يا معفن يا بتاع‬
‫الغوازي انت‬

‫نظر لها ادهم بعدما تماسك قليال ودقق بها‬


‫النظر وهو يتحدث باستخفاف ويدفع وجهها‬
‫بيده ‪ /‬غوري يابت العبي بعيد قال تحرقني قال‬
‫مفكره نفسها تنين‬

‫ثم غمز بوقاحه ‪ /‬علي االقل الغوازي بيعرفوا‬


‫يرقصوا مش زيك عامله زي الصرصار اللي‬
‫مقلوب علي ضهره وبيحرك في ايده ورجله‬
‫وخالص وال أكن عندك مغص كده‬

‫نظرت له الفتاه بتذمر وكادت تتحدث لوال الباب‬


‫الذي فتح بعنف ودخول فتاه اقل ما يقل عنها‬
‫فتنه متحركه بعباءه سمراء ضيقه جدا وهي‬
‫تأكل لبان بطريقه مقززه‬

‫وهي تتحدث ‪ /‬دكتور ادهم‬

‫سمع ادهم صفير خلفه وصوت تلك الفتاه وهي‬


‫تقول ‪ /‬العب ايه النسوان دي‪ ،،،،‬ابعت هات‬
‫خمره بسرعه دي هتكون ليله عنب يا زميل‬

‫ثم ضربت كتفها يكتفه وهي تتحدث بحماس‬

‫همس ادهم لنفسه ‪ /‬ده انا هشوف ايام‪.......‬‬


‫قاطعته الفتاه وهي تصفق ‪ /‬بيضه وبعبايه‬
‫سودة‬

‫نظر لها ادهم ثم أعاد نظره للفتاه وتحدث ‪/‬‬


‫اتفضلي يا لوجي اي خدمه‬

‫لوجي وهي تقترب منه بدلع ‪/‬هو مش انت‬


‫برضو دكتور قلب يا دكتور‬

‫نظرت الفتاه االخري لها ببسمة حالمة ‪ /‬ايه‬


‫الرقه دي‬

‫ادهم وهو ينظر لها بقرف ‪ /‬يعني يوم ما‬


‫يطلعلي عفريت يبقي بنت ال وكمان شاذه‬

‫صدمت الفتاه وصرخت ‪ /‬شاذه مين يا عم انت‬


‫انا بس بقدر الجمال والبت فرسه ال مؤاخذه‬
‫نظر لها ادهم جيدا ثم قال باستفزاز ‪ /‬مهو اي‬
‫حد هيكون فرسة بالنسبه ليكي‬

‫فتحت عينها بصدمه وهي تقول ‪ /‬مين بيتكلم‬


‫حسين فهمي حاسب بس الشعر األشقر‬
‫بيهفهف علي عينك وال عيونك الزرقه دي يا‬
‫مقشف‬

‫ادهم وقد نسي وجود لوجي تماما وقال بصوت‬


‫عالي ‪ /‬ال يا ختي مش انا‪ ،‬لو مفكراني جنتل‬
‫ومحترم ومش هرد علي كالمك عشان بنت‬
‫وكده ال يا ماما ده انا متربي تحت الكباري ده‬
‫انا متربتش اصال يا ختي‬

‫نظرت له لوجي بخوف وهي تقول ‪ /‬هو أنا‬


‫قولت ايه غلط‬
‫الفتاه بصراخ ‪ /‬وانت لو فاكرني اني متربيه‬
‫يبقي غلطان ده انا مشوفتش بتعريفة تربيه يا‬
‫معفن‬

‫ادهم وهو يضع يده في جيبه بثقه ‪ /‬المفعن‬


‫اللي مش عاجبك ده نص تركي يا فردة الجذمة‬
‫انتي‬

‫نظرت له الفتاه جيدا وهي تقول بسخريه ‪ /‬ده‬


‫التركي بتاع وسط البلد وال إيه‬

‫ادهم بصراخ وهو يقترب ويرفعها من ثيابها‬


‫من الخلف ‪ /‬ال يا ضنايا ده انا متشرد واسألي‬
‫اي حد عني ال ليا قريب وال حبيب ده انا ممكن‬
‫اقعد اهزقك كده يومين وال بتعب‬

‫لم تجب عليه ولكن اخذت تشير له بعينها علي‬


‫شئ ما‬
‫ادهم بسخريه ‪ /‬ايه مالك بتتحولي ليه‬

‫أشارت له مجددا وهي تصدر أصوات منخفضة‬


‫وهو فقط ينظر لها بغباء ‪ /‬مالك يابت انتي‬
‫اخرسيتي‬

‫صرخت به وهي تشير لرأسه ‪ /‬انت غبي ياض‬


‫بقالي ساعه بشاورلك علي البت اللي فكرتك‬
‫اهبل دي‬

‫ادهم وهو يغمض عينه بغضب ثم قربها منه‬


‫بشده وقال بغضب ‪ /‬وانا اللي غبي برضو يا‬
‫متخلفه يعني انتي لو اتكلمتي وقولتي الكلمتين‬
‫دول كانت هتسمعك يعني‬

‫نظرت له الفتاه بغباء ‪ /‬تصدق صح‬


‫ابتسم بسخريه ثم ألقاها بعنف وهو ينظر‬
‫للوجي التي كانت تنظر له برعب وهي تسمي‬
‫هللا فقال ببسمة بسيطة ‪ /‬هتصدقيني لو‬
‫قولتلك ان فيه عفريته معانا هنا في االوضه‬

‫ابتعدت لوجي للخلف برعب وهي تقول ‪ /‬يا‬


‫ستير يارب‬

‫ثم اخذت تنفخ في عبائتها‬

‫وهي تقول برعب ‪ /‬طيب يا دكتور ادهم شكلك‬


‫تعبان اجيلك في وقت تاني‬

‫ثم ركضت للخارج برعب وكأن الشياطين تلحق‬


‫بها وأغلقت الباب خلفها بجده‬
‫نظرت الفتاه له بحنق ‪ /‬مش وش نعمة انت‬
‫افضل أرفس النعمة كده لحد ما تزول من وشك‬
‫يا بجرة‬

‫ضربها ادهم علي رقبتها من الخلف مع كل‬


‫كلمة ينطقها وهو يقول ‪ /‬أنا مش بجرة يا‬
‫جلوس الطين انتي‬

‫كادت تجيب ولكن أشار لها بسرعه ان تصمت‬


‫وهو يضع أصبعه أمام فمه فنظرت له بتعجب‬
‫وقالت ‪ /‬انت عبيط ياال هو فيه حد هيسمعني‬
‫حتي لو اتكلمت‬

‫نظر لها بغضب ثم تقدم من الباب ببطئ وفتحه‬


‫بسرعه فوجد جسد يقع أرضا بحده‬

‫صرخت هناء بوجع ‪ /‬آه ياني ياما كسرت‬


‫ضهري منك هلل‬
‫ابتسم ادهم وهو يربع يده امام صدره ثم انحني‬
‫قليال لها ‪ /‬ايه يا هناء يا حبيبتي مش كفاية‬
‫خبر النسوان الصبح وكمان خبر تهزيقي ايه‬
‫مش مكفيكي دول النهارده‬

‫نظرت هناء له ببسمه غبيه وهي تنهض وتعدل‬


‫ثيابها ‪ /‬ههههههههه ياه علي هزارك يا شيخ‬
‫ده انا كنت جاية بس اقولك تحب تشرب حاجة‬

‫نظر لها ادهم ببسمة ‪ /‬بجد وكنت الزقه في‬


‫الباب ليه‬

‫هناء بتوتر ‪ /‬أنا يقطعني يا دكتور أبدا يا خويا‬


‫ده انا كنت لسه هفتح الباب لقيتك بتشده مره‬
‫واحده فوقعت بس كده‬

‫ابتسم ادهم وقال بغموض‪ /‬سمعتي ايه‬


‫هناء بحزن ‪ /‬اخص عليك وانا يعني هركز في‬
‫اللي بيتقال‬

‫ثم اقتربت منه وقالت بهمس ‪ /‬بس اسمعني يا‬


‫دكتور العفاريت دول يا خويا مؤذيين آه وهللا‬
‫اللهم اجعل كالمنا خفيف عليهم انت بس شغل‬
‫قرآن وبخر الشقة وهما هيمشوا والبنية اللي‬
‫كانت هنا من شويه وكانت جاية تكشف علي‬
‫قلبها شكلها بتحبك آه وهللا‬

‫ادهم ببسمة ‪ /‬قولتيلي بقي كنت جاية تشوفي‬


‫عايز اشرب ايه‬

‫هناء بسرعه ‪ /‬آه وحياتك يا دكتور‬

‫كان مبتسم أثناء نومه ففرد يده بجانبه علي‬


‫الفراش ولكن فجأه وجد يده تصطدم بشئ‬
‫صلب اخذ يحرك يده علي ذلك الشئ وقد‬
‫انكمشت مالمحه بتعجب وفتح عين واحده‬
‫فوجد شخص ينام بجواره نهض بعنف وهو‬
‫يصرخ وأضاء االضواء بسرعه بينما استيقظ‬
‫من بجانبه وهو يصرخ برعب أيضا‬

‫تدارك شادي األمر وهو يضع يده علي صدره‬


‫برعب ‪ /‬جرا ايه يا ببالوي مالك شوفت‬
‫عفريت ايه ده‬

‫تحدث كريم وهو يتنفس بعنف ويضربه ‪ /‬يا‬


‫أخي بقي كنت هتموتني انت ايه اللي جابك هنا‬

‫شادي وهو يتثائب ‪ /‬أصل شاديه النظافه حلت‬


‫عليها مرة واحده وطردتني من الشقة فطبعا‬
‫سليم عنده مريم ومينفعش ازعجها في بيتها‬
‫وادهم مش هنا‬

‫كريم بسخريه ‪/‬فملقتش غيري تقطعله الخلف‬


‫شادي وهو ينام مجددا ‪ /‬قال يعني هتخلف‬
‫احمد زويل نام يا خويا نام شويه عشان تعرف‬
‫تسهر بليل‬

‫ضربه كريم بغيظ وهو يدفعه ‪ /‬اوعي كده‬


‫شويه يا عجل انت واخد السرير كله‬

‫شادي بانزعاح ‪ /‬يعني ده ذنبي انك عامل‬


‫سرير علي القد وبس‬

‫كاد كريم يجيب لوال سماع صوت والدته تنادي‬


‫عليه‬

‫فنظر بغضب لشادي وخرج فوجد والدته تجلس‬


‫مع ام علي التي كانت ترتعش خوفا علي ما‬
‫يبدو‬
‫تحدثت والدته وهي تنظر له ‪ /‬تعالي يا حبيبي‬
‫شوف ام علي عايزاك في خدمة‬

‫خرج في ذلك الوقت شادي وهو يقول ببسمة ‪/‬‬


‫فلة انتي هنا علي فكره انا زعالن بعتلك باد‬
‫علي االنستا وانتي مقبلتيش لحد دلوقتي‬

‫لوحت ام علي بيدها وهي تبكي ‪ /‬أنا في إيه‬


‫وال إيه يا استاذ شادي انا في مصيبه‬

‫نظر لها شادي وكريم بقلق فقال كريم ‪ /‬مصيبه‬


‫ايه بس يا ام علي خير‬

‫ام علي وهي تخرج هاتفها ‪ /‬أنا يا خويا بقلب‬


‫في الفيس كالعاده اكمن انهارده عقبال عندك‬
‫عيد ميالد ابن اختي فقولت ادخل اكتبله تهنئة‬
‫بقي وابعتله صورة التورتة ام تالت أدوار دي‬
‫شادي باهتمام ‪ /‬متقوليش انك ملقتيش تورتة‬
‫تالت ادوار‬

‫ام علي ‪ /‬ال يا خويا لقيت بس وانا بعمل‬


‫التهنئة بقي لقيت صوره راجل عندي علي‬
‫الفيس وانا مرعوبه ابو علي يدخل صفحتي‬
‫يشوفها يقوم مطلقني فيها‬

‫شادي بهمس ‪ /‬أمال لو فتح االنستا وشاف‬


‫صورتي بالمايوه هيعمل ايه هيغسل عاره‬

‫نظر كريم لها بتعجب ‪ /‬وانتي متعرفيش الراجل‬


‫ده يعني‬

‫ام علي بفزع ‪ /‬وانا اعرفه منين يا خويا أبدا‬


‫وهللا‬
‫كريم ‪ /‬تمام اهدي مفيش حاجه يمكن يكون حد‬
‫مهكر تليفونك وال حاجه بسيطه يعني‬

‫ام علي وهي تفتح هاتفها وتقلب فيه ‪ /‬الست ام‬


‫حنان جارتنا قالتلي اعمله حاجه اسمها بلوك‬
‫باين وانا من الصبح عماله اعمل بلوك وهو‬
‫برضو لسه عندي حتي بص كام مرة عملت‬
‫بلوك‬

‫شادي بهمس ‪ /‬حد سرق فكرتي‬

‫امسك كريم الهاتف وهو ينظر لوالدته ‪ /‬هاتي‬


‫النضاره من جانبك يا ماما‬

‫مدت والداته يدها بنظارتها وهي تعطيها له‬


‫فامسكها وارتداها ونظر لشاشه الهاتف ثم خلع‬
‫نظارته ونفخ فيها ومسحها في ثيابة ثم‬
‫ارتداها مجددا وهو ينظر للهاتف ويكرمش‬
‫مالمحه بغباء وهو يهتف ‪ /‬هو فعال طلع باد‬
‫اللي علمك في التليفون‬

‫مد يده وهو يميل علي ام علي وهو يشير‬


‫للهاتف ‪ /‬ايه ده يا ام علي معلش‬

‫ام علي وهي تنظر للهاتف ومازالت تبكي‬


‫بخوف ‪ /‬يووه يا دكتور ده البلوك بقولك من‬
‫الصبح عماله اعمل بلوك ليه مش راضي‬
‫يمشي‬

‫شادي بضحك ‪ /‬اطلبي ليه البوليس‬

‫نظرت له ام علي بتذمر ‪ /‬وهللا ما هي ناقصه يا‬


‫شادي هزارك‬

‫لوي شادي فمه بتذمر ثم نظر لكريم الذي ينظر‬


‫للهاتف بحسرة فاقترب منه ليري ماذا يحدث‬
‫فوجد الهاتف مفتوح علي احدى المحادثات مع‬
‫رجل ما ومكتوب بها كلمة بلوك اكثر من مره‬

‫نظر شادي بغباء الم علي ‪ /‬هو انتي بتعملي‬


‫البلوك إزاي يا ام علي‬

‫ام علي ‪ /‬ام حنان قالتلي بدخل عند الشخص‬


‫اللي عايزه اعمله بلوك وبعمل البلوك‬

‫شادي وهو يكتم ضحكته ‪ /‬آيوه مش تدخلي‬


‫عنده خاص وتفضلي تكتبي كلمة بلوك في‬
‫الشات‬

‫ام علي بعدم فهم ‪ /‬ها مش فاهمه‬

‫ضحك شادي بشده وهو ينظر لكريم الذي يفرك‬


‫رأسه وهو يقول الم علي ‪/‬خدي يا ام علي‬
‫هاتي كده الصوره اللي الراجل ده حطها عندك‬
‫علي صفحتك‬

‫ام علي وهي تاخذ الهاتف وتبحث له كثيرا‬


‫حتي قالت بسرعه ‪ /‬اهي يا خويا اهي‬

‫نظر شادي للهاتف وللصوره التي قلبت حال ام‬


‫علي الفلة وفجأه سقط أرضا وهو يضحك بشده‬
‫‪ /‬وهللا اسف يا ام علي بس غصب عني وهللا‬

‫كريم وهو يفرك عينيه ‪ /‬هو اللي عملك الفيس‬


‫ده مقالكيش يا ام علي إزاي تستخدميه صح‬

‫ام علي بقلق ‪ /‬ال هو عمله ووراني إزاي اعمل‬


‫البتاع اللي اسمه اليك ده وازاي احط صوت‬

‫شادي بضحك ‪ /‬حرام عليه وهللا هيروح من‬


‫ربنا فين‬
‫كريم وهو يضع الهاتف امام عين ان علي‬
‫ويشير للصوره التي كانت تتحدث عنها ‪ /‬دي‬
‫اسمها طلبات مقترحة يا ام علي ودي مش‬
‫صوره شخص ال دي صورة االكونت الي‬
‫مقترح الن فيه أصدقاء مشتركه بينكم فظهرلك‬
‫في المقترحات‬

‫ثم فتح الصفحة الخاصه بذلك للشخص وأشار‬


‫علي جزء معين وقال ‪ /‬بصي ده صديق‬
‫مشترك بينكم‬

‫نظرت ام علي ثم قالت بتركيز ‪ /‬دي البت انعام‬


‫جارتي من البلد تكونش هي اللي بعتته عندي‬
‫الواطية عايزاني اطلق من ابو علي الحقودة‬

‫شادي بهدوء ‪ /‬هي مش بعتته يا ام علي هي‬


‫بس صديقة عنده يعني مبعتتش حاجه‬
‫ام علي بعدم فهم ‪ /‬يعني إيه يا خويا هو كده‬
‫مش عندي علي الصفحه‬

‫كريم وهو يزفر بتعب ‪ /‬ال يا ام علي مش عندك‬


‫علي الصفحه ممكن تشيليه كده بصي‬

‫ثم حذف لها االقتراح واعطاها الهاتف وهو‬


‫يقول ‪ /‬بس كده الحوار خلص‬

‫شادي بضحك ‪ /‬يا عيني علي صدمة الراجل‬


‫ويالقي كمية البلوك اللي ‪other‬لما يفتح ال‬
‫اتبعتت ليه‬

‫ضحك كريم بشدة وهو يقول ‪ /‬هيقفل صفحته‬


‫ويعتزل السوشيال كلها‬
‫تحرك ادهم لخارج المشفي فشعر بأحد يمشي‬
‫خلفه فتوقف بضيق وهو ينظر لها ويقول ‪/‬‬
‫خير رايحه فين‬

‫تحدثت الفتاه ‪ /‬جايه معاك منا معرفش حد‬


‫غيرك‬

‫ادهم بسخريه ‪ /‬وانا مالي هو أنا خلفتك‬


‫ونسيتك وال إيه‬

‫الفتاه بتذمر ‪ /‬فيه إيه منا مش بحب ابقي‬


‫لوحدي ومحدش بيرد عليا غيرك هاجي معاك‬
‫ومش هعمل صوت خالص وهللا‬

‫ابتسم ادهم بسخريه ثم تركها ورحل ولكن‬


‫توقف حينما سمع صوتها وهي تقول بحزن ‪/‬‬
‫طبعا ما انت اكيد عندك عيله وعايش عادي‬
‫ومش حاسس بيا اني وحيده وياريت وحيده‬
‫وبس ال ومجهولة الهوية ومفيش حد بيحس‬
‫بيا الني هوا حرفيا‬

‫توقف ادهم وابتسم بسخريه ثم قال ‪ /‬آه فعال انا‬


‫عايش في نعيم مع عيلتي ومبسوط آوي معاهم‬

‫ثم استدار وقال لها ببسمه يظهر بها حزن ‪/‬‬


‫تعرفي ايه اكتر حاجه بحبها في عيلتي‬

‫لم تجيب فاكمل هو ‪ /‬وال حاجه‬

‫ثم ضحك بوجع ‪ /‬الني ببساطه معنديش عيلة‬

‫ثم استدار ورحل وهو يقول ‪ /‬ورايا‬

‫نظرت له الفتاه بحزن شديد وقد المها قلبها‬


‫عليه ولكن لحقت به سريعا توقف ادهم في‬
‫فجأه فاصدمت به وهي تصرخ ‪ /‬يا نافووووخ‬
‫امي‬
‫نظر لها ادهم ببسمه حاول اخفائها ‪ /‬استني لما‬
‫العربية توصل‬

‫دقائق ووصلت السياره ولحسن الحظ فهذة‬


‫السيارة تكون فارغه في هذا الوقت يوميا‬

‫صعد ادهم فنظر وجدها مازالت تقف امام‬


‫السياره فاشار المقعد بجانبه فصعدت وجلست‬
‫وهي تنظر له بتعجب وفي ذات الوقت وصل‬
‫احد الرجال للسيارة وكاد يصعد بجانب ازهم‬
‫فقزع ادهم ووضع يده ‪ /‬معلش انا واخد‬
‫الكرسي ده برضو‬

‫الراجل ‪ /‬فيه حد معاك‬

‫ادهم بنفى ‪ /‬ال‬

‫الرجل بسخريه ‪ /‬أمال واخده ليه‬


‫ادهم بسخريه اكبر ‪ /‬معلش اصل بحب امدد في‬
‫العربية واستجم عند حضرتك مانع‪ ،‬بعدين‬
‫العربية كلها فاضيه أتفضل اقعد في أي مكان‬

‫نظر له الرجل بغضب ثم عاد للمقعد خلف ادهم‬

‫بينما اخرج ادهم هاتفه ليحدث اصدقائة وبعث‬


‫لهم رسالة بأن ينتظروه في شقته ألمر طارئ‬

‫ثم نظر بجانبه لتلك الفتاه الغريبة بهذه المالمح‬


‫النقية والبريئة واخذ يفكر ما هي قصتها يا‬
‫ترى‬

‫نظرت له الفتاه فابعد عينه عنها بسرعه وهو‬


‫يتظاهر بانشغاله بالهاتف حتي انطلقت السيارة‬
‫وهبط منها وسار في الشوارع التي تؤدي‬
‫للحارة الخاصه به ولكن بمجرد دخوله للحاره‬
‫حتي وجد تجمع كبير من األشخاص والصراخ‬
‫يعلو في المكان فركض بسرعة وقلبه ينبض‬
‫بخوف وهو يتسائل عن سبب هذا التجمع ولكن‬
‫تجمدت قدمه في األرض حينما رأي حالة سليم‬
‫وو‪.............‬‬

‫****************‬
‫البارت الثالث‬
‫تجمد ادهم أرضا وبجانبه تلك الفتاه وهي‬
‫التفهم شيئا كان ادهم ينظر لسليم برعب وهو‬
‫يري حالة الجنون التي تلبسته فقد كان كمن‬
‫فقد عقله تماما حيث كان يطرح شخصا ما‬
‫أرضا ويضربه بعنف شديد حتي ظن ادهم ان‬
‫جمجمته بدأت بالتصدع بينما سليم قد فقد زمام‬
‫التحكم في أمره وهو يزأر بعنف ويضربه كما‬
‫لم يضرب سابقا نعم الجميع معتاد علي عنف‬
‫سليم ولكن لم يشهدو أبدا هذه الحاله سابقا‬
‫بسليم‬

‫بينما كام كريم كلما تقدم لسليم كان سليم يدفعه‬


‫بعنف شديد وشادي يصرخ بعنف وهو يحاول‬
‫جذب سليم من فوق الرجل ولكن صرخ به‬
‫سليم بنبره مرعبة حتي برزت عروق رقبته ‪/‬‬
‫ابعد عننننننننننننننني‬

‫ابتعد شادي برعب من هيئة سليم بينما كان‬


‫كريم ينظر له بألم شديد وهو يمسك ذراعه‬
‫الذي اصيب فتركت مريم شاديه وهي تقترب‬
‫منه وتبكي ‪ /‬باهلل عليك يا كريم الحق سليم‬

‫نظر لها كريم بحزن وهو يقول بحنان ‪/‬‬


‫متخافيش هو دلوقتي لما يفرغ غضبه هيسيبه‬

‫لم ينتظر ادهم اكثر فتدخل مخترقا الجمع وهو‬


‫يصرخ بحده ‪ /‬سيبه يا سليم‬

‫اقترب من سليم وجذبه بعنف فنظر له سليم‬


‫بعيون حمراء بشده وهو ينزع يده من ادهم‬
‫بعنف ‪ /‬لو حوشتني عنه هسيبه وامسك فيك‬
‫انت‬
‫كانت النساء تمسك امرأه تصرخ بهستيرية‬
‫وهي تبكي ‪ /‬هيموت ابني سيبوني هيموته يا‬
‫أخي حسبي هللا ونعم الوكيل‬

‫نظر لها سليم بشر وقال بصراخ ‪ /‬وانت تعرفي‬


‫هللا‬

‫صرخت السيده بحقد اعماها ‪ /‬اكيد بتدافع عنها‬


‫وأكيد هي جات تلغي الخطوبه عشان تدور‬
‫علي حل شعرها معاك اسفوخس علي نجاستكم‬

‫كانت أشرقت تنظر للجميع بنظرات باردة وكأن‬


‫ما يحدث ال يخصها وكأن ذلك الذي ينازع‬
‫الموت أرضا ليس خطيبها‬

‫نظرت ام رأفت الشرقت وصرخت ‪ /‬اشهدوا يا‬


‫حارة ان البايرة بنت ال*** دي جاتلي بعد ما‬
‫ابني وافق يخطبها شفقة وقالتلي مش عايزه‬
‫تكمل في الخطوبه اتاريها ماشيه علي حل‬
‫شعرها مع البلطجي مهو ده مقامك يابنت ال‬

‫تحدثت أشرقت ببرود ‪ /‬حقيقي مشوفتش في‬


‫وقاحتك‬

‫نظرت لها السيده بغضب وهي تصرخ ‪ /‬وقاحه‬


‫مين يا سافله انتي انتي فاكره يابت مين اللي‬
‫هيتقدملك لما ابني يسيبك‬

‫أشرقت ببسمة باردة ‪ /‬راجل‬

‫فتحت ام رأفت عينها بصدمه فاكملت أشرقت ‪/‬‬


‫ايه ده انصدمتي ان ابنك مش راجل آه معلش‬
‫معزورة اكيد مش هتحبي تسمعي حقيقة ابنك‬
‫حبيب قلبك دلدول امه اللي امه تقوله اشتم‬
‫يشتم اضرب يضرب هزق يهزق اطلب يطلب‬
‫ثم عال صوتها وهي تقول ‪ /‬أصل اللي يطلب‬
‫من بنت تجهز نفسها وتجهزه هو وأمه معاها‬
‫ميبقاش راجل عمالين تطلبوا طلبات تعجزنا‬
‫وانتم تلهفوا اللي عايزينه من ورانا يا شويه‬
‫رمم‬

‫صرخت ام رأفت بغضب ‪ /‬ده انت مش بس‬


‫سافله ال وملكيش حد يلمك يا بنت ال*****‬

‫كاد سليم يتقدم ليضربها ولكن امسكه ادهم‬


‫وصرخ به بعنف ‪ /‬سليم فوق انت واعي بتعمل‬
‫ايه هتمد ايدك علي ست‬

‫صرخ به سليم بنبره شعر ادهم بحزنه ‪ /‬يا‬


‫أدهم سيبني انت ما شوفتش عملت ايه في‬
‫أشرقت وامها الست اللي متعرفش ربنا دي‬
‫ادهم وهو يزفر بضيق وهو يري انهيار ام‬
‫أشرقت ‪ /‬اهدي عشان وهللا اضربك في نص‬
‫الشارع‬

‫ثم نظر الم رأفت وتحدث بقرف ‪ /‬وانتي يا ست‬


‫خدي ابنك وتوكلي علي هللا‬

‫ابعدت ام رأفت النساء عنها وصرخت وهي‬


‫تضرب كفوفها في بعض ‪ /‬وانا بقي مش‬
‫همشي غير لما امسح بكرامة اللي خلفوكم‬
‫الشارع يا ناس واطية يا و***** يا عرر‬

‫صرخ سليم بهياج وكاد يقترب منها لوال صوت‬


‫الرصاص الذي صدح في المكان فتوقف‬
‫الجميع برعب وهم ينظرون لمصدر الصوت‬
‫بينما صرخ شاكر بصوت جهوري‪ /‬اللي هسمع‬
‫منه كلمة تانيه هفرغ المسدس في دماغه‬
‫ثم نظر الم رأفت وقال بحده ‪ /‬خدي ابنك من‬
‫هنا بدل وهللا الخليه يكمل بقيت عمره في‬
‫الحجز‬

‫نظرت له ام رأفت برعب فصرخ بها ‪ /‬اخلصي‬

‫ركضت ام رأفت البنها برعب وهي تحاول‬


‫رفعه فساعدها بعض الرجال لحمله للخارج‬
‫بينما نظر شاكر لسليم بغضب وأشار له‬
‫بمسدسه ‪ /‬وانت ليا كالم معاك بعدين يا دكتور‬
‫الظاهر انك كبرت ومبقتش تسمع لحد‬

‫ثم تركه ودخل للعمارة بغضب بينما ذهبت ام‬


‫كريم لتسند ام أشرقت لمنزلها ومعها باقي‬
‫نساء الحارة بينما أشرقت كانت تقف مكانها‬
‫وهي تضحك ضحكات خافته وتبتسم بسخريه‬
‫ثم نظرت لسليم ببسمة ميتة وقالت ‪ /‬شكرا يا‬
‫دكتور تتردلك في األفراح‬

‫ثم تركته ورحلت بهدوء مخيف بينما سليم كان‬


‫صدره يتحرك بعنف وهو ينظر لظهرها فسحبه‬
‫كريم للداخل بصعوبه ومعه شادي بينما بقي‬
‫ادهم يقف مكانه بحاله جمود مخيف وبجانبه‬
‫تقف الفتاه وتنظر له يترقب فتحدثت ‪ /‬دكتور‬
‫انت كويس‬

‫نظر لها ادهم وهز رأسه ولكن لمح ام احمد‬


‫تقف في النافذه الخاصه بها وهي تبكي فاتجه‬
‫لها بسرعه وهو يقول بخوف ‪ /‬مالك يا ام‬
‫احمد‬
‫ام احمد ببكاء ‪ /‬هو سليم ماله يابني شكله‬
‫تعبان اوي عيونه دبالنه وشكله زعالن من‬
‫حاجة‬

‫ابتسم لها ادهم فهي استطاعت ان تفسر حالته‬


‫بسهوله رغم عدم وعيها بما يحيط بها فقال‬
‫ببسمه ‪ /‬متقلقيش انتي يا جميل هو دلوقتي‬
‫بخير وكل حاجه خلصت خالص ادخلي انتي‬
‫ريحي شويه مينفعش وقفتك دي وانتي لسه‬
‫تعبانه‬

‫هزت ام احمد رأسها ‪ /‬بس امانه عليك يا أدهم‬


‫يابني ابقي طمني عليه‬

‫ابتسم ادهم ‪ /‬حاضر وهللا ادخلي انتي بس‬

‫دخلت ام احمد واغلقت نافذتها بينما نظر هو‬


‫لتلك الفتاه وصعد لألعلي فلحقت هي به وهي‬
‫تفكر فيه‪ ،‬رغم ما رأته فيه من عبث ووقاحه‬
‫ولكنه يخفي بداخله حنان اليظهر سوي لمن‬
‫يهتم به‪ ،‬للحظة تمنت لو كانت واحده ممن‬
‫يهتم بهم نظرت للعمارة وصعدت خلفه‬

‫بينما وصلت شاديه لذلك المنزل وطرقت الباب‬


‫ففتحت تم رأفت الباب ووجدتها فقالت بحنق ‪/‬‬
‫افندم جايه ليه بعد اللي ابنكم عمله في ابني‬

‫شاديه ببسمه لطيفه ‪ /‬أنا جاية بنفسي عشان‬


‫اعتذر عن اللي حصل سليم مكنش ينفع يعمل‬
‫كده‬

‫ابتسمت ام رأفت بسخريه ‪ /‬بعد ايه يا ختي بعد‬


‫ما ابنكم خلي ابني زي الجثه راقد في السرير‬
‫من غير ما يتحرك حتي‬
‫شاديه ببسمه‪ /‬ودي تيجي برضو وجب نخليكي‬
‫ترقدي جنبه‬

‫ولم تكد ام رأفت تستوعب حتي كانت شاديه‬


‫تصفعها بعنف وهي تخلع نعلها وتصرخ بها ‪/‬‬
‫يابنت **** بقي انت يا حيوانة تيجي لحد‬
‫شارعنا وتهيني في ابني وبنتي يا بنت ****‬

‫اخذت ام رأفت تصرخ لعل احد ينجدها ولكن لم‬


‫يجيب أحد بينما شاديه كانت تضربها بغل‬
‫وغضب شديد‬

‫كان سليم يجلس مع الشباب جميعهم في شقة‬


‫ادهم بعدما اقتنعوا مريم ووالدته ان يذهبوا‬
‫بصعوبه وهم يطمئنوهم انه سيكون بخير بينما‬
‫كان سليم ينظر امامه بجمود كبير وهو يحرك‬
‫جسده لألمام والخلف ويجلس علي جانبيه كال‬
‫من كريم وشادي وادهم يجلس امامه وهو‬
‫ينظر له بغموض‬

‫تحدث شادي بحزن وهو يقترب من سليم‬


‫ويضمه ‪ /‬باهلل عليك ما تزعل يا سليم ده كلب‬
‫ميسواش حتي تتف عليه‬

‫نظر له سليم وابتسم بسمة غريبه ثم قال ‪/‬‬


‫ومين قالك اني زعالن‬

‫ابتسم ادهم بغموض وهو يُرجع ظهره للخلف‬


‫وينظر باستمتاع لما يحدث بينما ابتعد شادي‬
‫عن احتضانه وهو ينظر لبسمته تلك ثم نظر‬
‫لكريم الذي ابتسم لشادي وصرخ االثنان بشده‬
‫وعدم تصديم ‪/‬أشرقت‬

‫ابتسم سليم بسمة جانبيه ثم نهض ونظر لهم‬


‫وتحدث ببسمة غامضة ‪ /‬لما البنت الوحيده‬
‫اللي حبتها تفسخ خطوبتها ويكون ليا فرصة‬
‫تانية انها تكون ليا انا بس ولما اشيل العقبة‬
‫الوحيده في طريقي اللي خلتني مقدرش حتي‬
‫اسمع صوتها او ارفع عيني في عينها خوفا ان‬
‫عيني تفضحني لما االقي فرصه اني اكون جنب‬
‫البنت اللي كانت حلمي من صغري اللي كنت‬
‫دايما بلزق في أي فصل هي فيه ودخلت طب‬
‫عشان هي كانت دايما تقول انها نفسها تتجوز‬
‫دكتور رغم ان كان حلمي اني ادخل تربية‬
‫رياضية بس عملت كده عشانها وبعد السنين‬
‫دي كلها وبسبب اني جبان وخايف انها ترفض‬
‫حبي ضيعتها مني كنت لسه طالب وتحت‬
‫التدريب كنت عايز اجهز نفسي عشان ادخل‬
‫لها وهي شيفاني دكتور زي ما بتحلم بس‬
‫نسيت اننا في مجتمع عقيم اي بنت تعدي‬
‫العشرين ولسه متجوزتش تبقي عانس والني‬
‫كنت في طب وسنوات دراستي آكتر غير‬
‫التدريب مكانش ينفع أتقدم ليها وانا لسه طالب‬
‫وبعد ما اتخرجت استنيت اشتغل ولما اتثبت‬
‫لقيتها مرة واحده ضاعت مني واتخطبت‬
‫لغيري ودلوقتي جه الوقت اني اخد فرصتي‬
‫وانا علي جثتي اني اسيبها تآني بس جه الغبي‬
‫خطيبها نهى الموضوع بطريقه بنت ***** زي‬
‫أمه‬

‫نظر ادهم سريعا للفتاه التي تذكر وجودها االن‬


‫فوجدها تنظر ببسمة بلهاء لسليم فاعاد نظره‬
‫لسليم وقال بحده ‪ /‬ألفاظك يا بغل‬
‫نظر له الجميع بتعجب فهو لم يعترض يوما‬
‫علي الفاظهم بينما لم يهتم سليم واكمل بغضب‬
‫وكأنه يتذكر ما حدث ‪ /‬كل ده عشان أشرقت‬
‫راحت لهم البيت وعطتهم شبكتها وقالتلهم انها‬
‫مش عايزه تكمل معاه قامت امه جات وراها‬
‫بسرعه وفي نص الحاره وقعدت تلقح عليها‬
‫بالكالم وابن **** ابنها ده قعد يقول كالم قذر‬
‫عن أشرقت والكل اتلم عليهم وهي كانت واقفه‬
‫مش عارفة تعمل ايه وقتها سمعت دوشه‬
‫ونزلت ومحستش بنفسي خالص غير وانت‬
‫بتشدني من فوقه حتي مش فاكر انا مسكته‬
‫إزاي وضربته إزاي كل اللي شوفته هو وهو‬
‫قاعد جنبها في خطوبتهم وكل اللي سمعته‬
‫كالمه هو وأمه علي أشرقت بس طبعا منكرش‬
‫اني فرحان الني فشيت غل السنين دي رغم‬
‫اني افورت شوية‬

‫كريم بسخريه ‪ /‬شوية‬

‫سليم ‪ /‬كتير بس هو يستحق انا كل ما افتكر‬


‫الحزن االي كان في وشها ابقي نفسي اروح‬
‫اكمل عليه في بيتهم‬

‫كريم ببسمة جميلة ‪ /‬مش مصدق ان الكالم ده‬


‫طالع من سليم اخر واحد كنت اتوقعه بيحب‬

‫اقترب منه سليم ثم ضربه علي كتفه ‪ /‬ليه‬


‫يعني يا خويا ماله سليم‬

‫ضحك كريم بصخب بينما هجم شادي علي‬


‫سليم من الخلف وهو يقول له بمزاح خشن ‪/‬‬
‫مبرووك يا عريس‬
‫ثم اخذ الثالثه يضربون بعضهم ويضحكون‬

‫بينما ابتسم ادهم بشدة ونظر بجانبه فوجدها‬


‫تنظر لهم بهيام فتحدث بحنق ‪ /‬مالك مسهمة‬
‫من وقت ما دخلنا يعني‬

‫نظرت له نظرات تخرج قلوب ‪ /‬هو إنت قولت‬


‫انك نص تركي‬

‫هز ادهم رأسه قليال وهو يترقب حديثها‬


‫فاكملت وهي تضع يدها أسفل وجهها وتنهدت‬
‫بهيام ‪ /‬اما انت نص تركي أمال دول ايه‬

‫ثم قالت وهي تعض علي شفتيها ‪ /‬نص‬


‫حلويات مشكل من كتر حالوتها نفسك تموع‬
‫دو‪.....‬‬
‫لم تكمل حديثها حتي كان ادهم بضربها علي‬
‫رقبتها بغضب وهو يقول ‪ /‬انتي بتعكسيهم‬

‫توقف الثالثه عما يفعلون ونظروا الدهم‬


‫بتعجب ولكن ادهم لم يهتم فتحدثت هي ببسمة‬
‫‪ /‬اكيد غيران يا عيني‬

‫ادهم بصدمه وصراخ ‪ /‬أنا اغير من مين يا‬


‫ضنايا من شوية التيران دول‬

‫نظر الثالثة لبعضهم بقلق وتعجب‬

‫فتحدثت هي ببسمة وعناد ‪ /‬ايون غيران اكمنك‬


‫يا كبدي ابيض واسود وهما ملونين شايف‬
‫العيون مع الشعر والبياض وانت شعرك اسود‬
‫وعيونك سودة اكيد غيران‬
‫ضحك ادهم بغيظ وهو يقول ‪ /‬انتي هبلة ده‬
‫جمالهم اوفر أساسا إنما أنا جمال هادي‬

‫شادي بقلق وهو يعود للخلف‪ /‬بغض النظر عن‬


‫انك بتهزقنا بس انت بتكلم مين‬

‫ادهم بغضب ولم ينتبه لما يقول ‪ /‬للزفته دي‬

‫تحدثت هي بغضب ‪ /‬زفته في عينك يا معفن يا‬


‫تركي علي ما تفرج انت‬

‫صرخ ادهم بها دون أن يعي نظرات الجميع‬

‫فتحدث كريم برعب ‪ /‬اوكي لو بتهزر يا أدهم‬


‫بطل هزار عشان الموضوع بدا يخوف فعال‬

‫سليم بتعجب ‪ /‬ما انت لو دكتور نفسي كنت‬


‫قولت ماشي اتجن يا عيني‬
‫نظر لهم ادهم بغضب ثم زفر ليهدأ قليال ونظر‬
‫لها وصرخ ‪ /‬شوفتي اهم بقوا يقولوا عليا‬
‫مجنون يا وش السعد‬

‫جلست هي بكل برود وهي تقول ‪ /‬مشكلتك‬


‫حلها انت بقي‬

‫نظر ادهم للجميع فوجد إمارات الصدمه عليهم‬


‫وعيونهم مفتوحه بطريقه تثير الضحك‬

‫زفر ادهم ثم قال بعنف ‪ /‬اسمع ياض منك ليه‬


‫اللي هقوله من غير ما حد يقاطعني‬

‫نظرت أشرقت للنساء التي تحيط بوالدتها‬


‫المنهارة ثم تركهتم ودخلت لغرفتها واغلقت‬
‫عليها الغرفه بكل هدوء وجلست علي فراشها‬
‫ونظرت امامها وهي تبتسم بسخرية وتتذكر ما‬
‫حدث فبينما كانت هي و والدتها يعدون الطعام‬
‫جائت إليهم اخت خطيبها وهي تتحدث بتكبر‬
‫كعادتها وتخبرهم ان والدتها تريد الستائر‬
‫باللون الذهبي ليالئم الجدران كان ليكون هذا‬
‫األمر طبيعي لو لم تدفع والدتها كل ما تملك‬
‫لشراء الستائر الزرقاء التي طلبتها ام رأفت‬
‫سابقا لكي تالئم الجدران أيضا‬

‫اعترضت أشرقت علي األمر بانهم قد اشتروا‬


‫ستائر زرقاء بالفعل وقد دفعوا فيها الكثير‬
‫والكثير من األموال التي قد قامت والدتها‬
‫باستالفها من جميع من تعرفهم ولكن قامت‬
‫اخت رأفت بالتحدث بوقاحة إليهم ووصفهم‬
‫بالفقر وهل أصبح الفقر عيبا في هذا الزمان‬
‫وبعد رحيل اخت رأفت ذهبت والدتها لمحل‬
‫الستائر التي احضرت منها الستائر الزرقاء‬
‫وحاولت ان تقنع صاحب المحل بتبديل‬
‫البضاعه ولكنه رفض تماما عادت ام أشرقت‬
‫للمنزل فرأت أشرقت ما حطمها تماما انهارت‬
‫والدتها في البكاء وهي تتحدث بعجز كيف‬
‫ستتدبر األمر وماذا ستفعل بالستائر التي‬
‫احضرتها وكيف ستحضر أموال لشراء ستائر‬
‫جديده‬

‫وقتها دخلت أشرقت للمنزل وحملت كل ما‬


‫احضره ذلك الحقير الذي يصنف نفسه ضمن‬
‫الرجال وذهبت والقتهم في وجهه وتركته‬
‫وبعدها حدث ما حدث وجائت والدته لتلقيها‬
‫بتهمة انها تفعل ذلك ألنها تعرفت علي شاب‬
‫اخر‬
‫خرجت أشرقت من شرودها وهي تهمس بوجع‬
‫وكسرة ‪ /‬أنا الغلطانه يا أمي انا الغلطانه اني‬
‫مخترتش راجل من األول سامحيني يا أمي‬

‫نظر الثالثة لبعضهم البعض لثواني وفجأه‬


‫انفجروا في الضحك بيما ادهم ينظر لهم بشر‬
‫كبير وغضب ‪ /‬ضحكوني معاكم‬

‫توقف وهو يسمع ضحكة تلك الفتاة ايضا فقال‬


‫بسخريه ‪ /‬وحضرتك بتضحكي ليه انتي التانية‬

‫نظرت له وهي تضحك ‪ /‬معرفش بس ضحكتهم‬


‫حلوه اوي‬

‫جز ادهم علي أسنانه ثم ضرب الطاولة بغضب‬


‫‪ /‬اسكتوا‬
‫صمت الجميع بخوف من نظراته بينما هو‬
‫تحدث ‪ /‬هو انتم فاكرني مجنون وال إيه اقسم‬
‫باهلل هي موجوده وحاليا قاعده معانا‬

‫نظر الجميع حولهم فقال شادي بعبث‪ /‬هي‬


‫حلوه؟؟؟‬

‫نظرت الفتاة له ببسمة وغمزت له فزفر ادهم‬


‫بضيق وقال بتذمر ‪ /‬خالص دي معفنة‬

‫نظرت له بشر فابتسم لها باستفزاز بينما هي‬


‫تحدثت ببرود ‪ /‬خلي الكالم ده يطلع من حد‬
‫غيرك يا منتن‬

‫نهض ادهم بغضب وهو يصرخ ‪ /‬بت انتي انا‬


‫ممكن امسكك اكسر عضمك دلوقتي‬
‫نظرت له ببرود وتجاهلت حديثه ثم نظرت‬
‫للشباب وهي تقول ببسمة ‪ /‬يا خويا اشمعنا‬
‫طلعت ليك انت ومطلعتش ألي حتة بسبوسه‬
‫من دول‬

‫ادهم بتذمر مثل األطفال ‪ /‬علي فكره بقي انا‬


‫قمور برضو‬

‫الفتاة وهي تكمل حديثها له بشقاوة ‪ /‬عارف‬


‫اغنية ‪ cent 50‬بتاعة ‪( candy shop‬محل‬
‫الحلوى) اللي بيقول فيها‬

‫ثم اخذت تغني ‪I'll take you to the /‬‬


‫‪candy shop I'll let you lick the‬‬
‫‪lollipop‬‬
‫اهو هما دول الكاندي شوب وده ( وهي تشير‬
‫لكريم) اللولي بوب‬

‫فتح ادهم فمه بصدمه علي حديث هذه الفتاة‬


‫وقال بصدمة ‪ /‬انتي‪ ....‬انتي‪....‬‬

‫ثم ضحك بصدمه وهو يقول ‪ /‬دي أسفل من‬


‫شادي‬

‫شادي ببسمة لعوب ‪ /‬اوووه دي فيها سفالة‬


‫اموت في الوقح هي قالت ايه باهلل عليك‬

‫نظر ادهم لهم وهو ال يستوعب هذه الفتاه‬

‫تحدثت الفتاة وهي تنظر لشادي ‪ /‬يا حتة كريم‬


‫كراميل شوفلي يا واد في حبك حل‬

‫ضربها ادهم علي رقبتها بعنف ‪ /‬احترمي‬


‫نفسك بقي ايه مسمعتيش عن غض البصر‬
‫نظر له بتذمر ثم قالت وهي تربع يديها ‪ /‬علي‬
‫فكره وهللا أنا بحاول الطف الجو عشان كده‬
‫كنت بهزر‬

‫كانت صادقه هي فقط تحاول أن تجعله يندمج‬


‫في الحديث ويخرج من صمته صمتت هي قليال‬
‫ثم تحدثت بهمس ‪ /‬بس ده ميمنعش انهم مزز‬
‫برضو‬

‫زفر ادهم بغضب فتحدث كريم حتي اآلن وهو‬


‫ال يصدق ما يحدث ‪ /‬أنا لسه مش مصدق اللي‬
‫بيحصل إزاي يعني هي ايه طيب عفريت وال‬
‫إيه بالضبط‬

‫ادهم بقرف ‪ /‬أنا مش عارف جنس أهلها ايه‬


‫أساسا وهي ماشاء هللا فاكره اغنية ‪cent‬‬
‫‪50‬ومش فاكره اي حاجه عنها‬
‫نظرت له بتذمر ثم تحدثت بتعجب ‪ /‬هو عم‬
‫مطحنة ده مش بيتكلم ليه‬

‫نظر ادهم لسليم ليجده شارد كثيرا فتحدث‬


‫بتعجب ‪ /‬مالك يا سليم‬

‫نظر له سليم ببسمه وهز رأسه بال شئ بينما‬


‫تحدث كريم الدهم ‪ /‬طب هنعمل ايه دلوقتي في‬
‫البنت دي وهي هتفضل دايما معاك وال إيه‬

‫تحدثت الفتاه بتعجب ‪ /‬قوله اني بسمعه علي‬


‫فكره ومش لطيف اللي قاله هو محسسني اني‬
‫عقبة ليه‬

‫ادهم باستفزاز ‪ /‬ألنك عقبه فعال‬

‫ذمت شفتيها بملل وهي تقول ‪ /‬قال يعني كنت‬


‫لقيت غيرك وقولت ال‬
‫ادهم ببرود ‪ /‬الحظي انك ملكيش غيري فاتمني‬
‫تكون معاملتك افضل من كده‬

‫ابتسمت الفتاة فورا ونظرت له وهي ترفرفر‬


‫برموشها بسرعه وتقول بنبرة هادئة ‪ /‬حاضر‬
‫يا انكل ادهم‬

‫ابتسم ادهم وهو يعلم انها تستقذه ‪ /‬حلوه انكل‬


‫ادهم علي االقل عندك احترام لالكبر في السن‬

‫ربعت ذراعيها بغضب وصمتت بينما الثالثة‬


‫ينظرون له وهم ال يعلمون ماذا سيحدث االن‬

‫اقترب هاجر من زوجها وهي تبتسم كطفلة‬


‫صغيره ثم وضعت امامه طبق به كعكته‬
‫المفضله فنظر هو لها ببسمة وحاجب مرفوع‬
‫فقالت هي ‪ /‬عشان تعرف غالوتك عندي يا‬
‫قلبي سيبت البرنامج وعملت الكيكة ليك انت‬
‫ضحك شاكر بشدة وجذب هاجر الحضانه وهو‬
‫يقبل رأسها ويتحدث بنبرة حنونة ‪ /‬ربنا يديمك‬
‫لقلبي يا جوجو‬

‫ابتسمت هاجر وقالت له بنبرة مازحة ‪ /‬ويديمك‬


‫لجلبي يا ولد عمي‬

‫ضحك شاكر بشده وهو يشدد من احتضانها ‪/‬‬


‫وقت ما جال ابوى اني وجب اتجوز بت عمي‬
‫وانا رفضت بس لو اعرف ان هعشجها كيف ما‬
‫هعشجك دلوك كنت وافقجت طوالي‬

‫ابتسمت له هاجر وهمست له في اذنه ‪ /‬تعرف‬


‫ان الصعيدي هياكل منك حته‬

‫ابتسم لها واقترب وقبل وجنتها بحنان ‪ /‬وانت‬


‫تعرفي اني بعشقك‬
‫ابتسمت هاجر وهي تنظر له رفيق حياتها‬
‫ومعشوقها وابن عمها وابيها الذي اعتني بها‬
‫منذ كانت صغيره صحيح تزوجوا في سن مبكر‬
‫جدا ولكن هي ال تندم علي ذلك أبدا تحدثت‬
‫وهي تالحظ عودته لشروده ‪ /‬مالك يا شاكر‬

‫شاكر وهي ينظر لها ويتحدث بغموض ‪ /‬بفكر‬


‫في اللي حصل‬

‫هاجر وهي تبتعد عن أحضانه ‪ /‬سليم مكنش‬


‫يقصد انه يأذيه بس الشاب استفذه هو وأمه يا‬
‫شاكر انت مشوفتش قالوا ليه و‬

‫قاطعها شاكر وهو يجذبها الحضانه ‪ /‬عارف يا‬


‫هاجر بس انا مش بتكلم علي كده انا بتكلم‬
‫علي سليم ردة فعله عنيفة زيادة عن اللزوم‬
‫ابتعدت عنه هاجر وهي تقول بتعجب ‪ /‬قصدك‬
‫ايه‬

‫تحدث شاكر بغموض ‪ /‬شاكك في حاجه كده‬

‫ادهم بصراخ وسليم يمسكه ‪ /‬يا عم سيبني‬


‫وهللا هقتلها‬

‫شادي بضحك ‪ /‬يابني هي ميته أساسا‬

‫الفتاه ‪ /‬هللا هللا هللا ما تراقب ألفاظك يا جحش‬


‫انت ميتة مين في ميتة قمر كده‬

‫ضحك ادهم بشده ثم قال لشادي ‪ /‬أتفضل بتقول‬


‫عليك جحش‬

‫نظر له شادي بغضب ثم قال ‪ /‬شاورلي عليها‬


‫كده‬
‫أشار ادهم الحد األماكن فاتجه شادي ووقف‬
‫ليكون مقابال لها وقال ‪ /‬اسمعي يابت اوعي‬
‫تكوني مفكرانا رجال محترمين بقي وكده ده‬
‫احنا عربجية يا ختي‬

‫ابتسم الفتاة ببرود وقالت الدهم ‪ /‬قول له‬


‫مبخافش‬

‫نظر ادهم لسليم ‪ /‬يا سليم سيبني يا سليم‬


‫هلطشها كف اهدي ناري بدل ما افرقع من‬
‫الغيظ‬

‫ضحك كريم بشده وهو يشاهد مايحدث وفي‬


‫وسط هذا الهرج سمع الجميع طرق الباب‬

‫نظر الجميع لبعضهم البعض واعتدلوا بسرعه‬


‫وانطلق سليم وفتح الباب فوجد شادية تندفع‬
‫بغضب ‪ /‬وشك ياض‬
‫ثم دخلت وهي تنظر في أنحاء الشقة وتصرخ‬
‫بغضب ‪ /‬هي فين خبيتوها فين يا شوية اندال‬

‫ثم انطلقت لشادي وصفعته ‪ /‬بقي انت ياض‬


‫تضحك عليا وتقولي جايبين لعبة فيديو‬
‫وتطلعوا جايبين بنت‬

‫سمع ادهم صوت ضحكها بينما تحدث شادي‬


‫بغيظ ‪ /‬يا شاديه بنت مين بس هو فيه بنات هنا‬

‫شاديه بحده ‪ /‬قول انك مش عايزني اتفرج‬


‫عليكم بس متكدبش‬

‫تحدث كريم ‪ /‬يا شاديه اهدي بس وهنفهمك‬

‫نظرت شاديه حولها ثم قالت بشر ‪ /‬بس انا‬


‫سمعتكم بتتكلموا مع بنت هي فين بقي خليها‬
‫تخرج بدل ما ادخل اجيبها بمالية‬
‫نظر ادهم لهم وكتم ضحكته ثم قال ‪ /‬جرا ايه‬
‫بس يا شوشو وهو احنا لو جبنا بنات هنخبي‬
‫عنك‬

‫ثواني وكانت مريم تتقدم لشقة ادهم وهي ترفع‬


‫رأسها بكبرياء وخلفها يدخل شاكر بتعجب‬
‫فتحدثت مريم وهي تعدل نظارتها وتشير لهم ‪/‬‬
‫زي ما انت شايف كده يا حضرة الظابط لألسف‬
‫الشديد اخويا وصحابه الفاسدين جايبين نسوان‬
‫للعمارة الطاهرة الشريفه أتفضل اقبض عليهم‬

‫ثم نزعت النظاره ومسحت دمعه وهمية وهي‬


‫تقول ‪ /‬انت مش اخويا ال أقول ايه ألمي‬
‫المسكينه فوق اقولها خالص يا أمي ابنك اللي‬
‫كنتي شيفاه شاروخان مطلعش شاروخان‬
‫اقولها ايه يا دكتور يا محترم انت ال يمكن‬
‫تكون اخويا‬

‫صفق شادي وهو يصفر ‪ /‬ايه يابت يا ريمو‬


‫الحالوة دي‬

‫نظر شاكر لهم وهو يقول بشك ‪ /‬انتم جايبين‬


‫نسوان هنا‬

‫قال ادهم بنفاذ صبر ‪ /‬يا ختييييييي بنت مين يا‬


‫شاكر بس انت هتصدقهم دول شادية ومريم حد‬
‫يصدق شادية ومريم‬

‫نظرت مريم لكريم بغضب وهي تصرخ ‪ /‬مالهم‬


‫شادية ومريم يا خويا‬

‫امسكتها شاديه وهي تدير رأسها جهه ادهم‬


‫وتقول ‪/‬‬
‫مش ده‪ .......‬هو ده‬

‫نظرت مريم مجددا الدهم هذه المرة وهي تقول‬


‫‪ /‬ها مالها شادية ومريم‬

‫شادية بغضب ‪ /‬اتفووووو علي ديه تربية هو‬


‫انتم لو كنتم قولتولي عايزين نسوان كنت‬
‫منعتكم يعني هو انا عمري حرمتكم من حاجه‬
‫بس دي آخرة اللين معاكم يا جذم ده انا طول‬
‫عمري ادلع فيكم واجبلكم اي حاجة تحبوها‬
‫ولما كنت صغيرين وبتبوسوا البنات كنت افضل‬
‫ادافع عنكم واقولهم عيال خليهم يفرحوا إنما‬
‫تكبروا وتجيبوا نسوان ومن غير علمي تبقي‬
‫سفالة وقله ادب‬

‫بينما كل ذلك يحدث امام أنظار تلك التي‬


‫تراقبهم باستمتاع شديد وهي ترى هذه الضجة‬
‫في الشقة حتي صرخ شاكر بالجميع ‪/‬‬
‫بببببسسسسسس‬

‫ثم نظر البنه ‪ /‬واد يا زفت يا كريم انتم جايبين‬


‫نسوان‬

‫كريم ‪ /‬وهللا ابدا يابابا هو احنا كده؟‬

‫زفر شاكر ثم تحرك للخارج ‪ /‬لو حد قرب من‬


‫باب شقتنا تآني وازعجنا انا هعلقه علي باب‬
‫العمارة مش كفاية قطعتوا لحظة مهمه يا‬
‫شوية بهايم‬

‫صفر شادي ‪ /‬آيوه يا شاكر يا خلبوص هللا‬


‫يسهلوا‬
‫شاكر بنظره قرف قبل أن يخرج ‪ /‬وانا اقول‬
‫مين اللي تافف في حياتي اتاريه انت يا تربية‬
‫زبالة‬

‫نظرت شاديه لهم بحدة ‪ /‬أمال مين اللي كنتم‬


‫بتتكلموا معاها من شوية‬

‫ادهم بسرعه ‪ /‬دي دي دي الممثلة بتاعة الفيلم‬

‫شادية بنظره خبيثه ‪ /‬فيلم برضو‬

‫سليم بضحك وهو ينظر لشادي ‪ /‬مش سهلة‬


‫جدتك دي‬

‫ادرك كريم ما تقصده شاديه فقال بصراخ‬


‫مفزوع ‪ /‬ال يا شادية مش كده‬

‫ضحكت شادية وهي تقول لشادي ‪ /‬الواد ده‬


‫طيب آوي يا خال‬
‫ثم نظرت لمريم التي تنظر بغيظ لشادي وقالت‬
‫‪ /‬مش ده يا حبيبتي سليم اهو‬

‫ثم قالت بتذمر ‪ /‬أنا مش فاهمة النضارة الزمة‬


‫امها ايه دي بتعميكي مش بتساعدك يا ماما‬

‫عدلت مريم من وضع نظارتها وقالت ‪ /‬مالها‬


‫نضارتي يا شادية مهي حلوة اهي‬

‫شادية بسخريه ‪ /‬مالهاش يا قلب شادية يال‬


‫ننزل نكمل لعب كوتشينه الكبسة طلعت علي‬
‫فشوش طلعوا محترمين لألسف الشديد‬

‫ثم سحبتها وهي تخرج ‪ /‬تعالي ألحسن تاخدي‬


‫السلم مسح لتحت‬
‫ضحك الجميع علي مالمح مريم المتذمرة بينما‬
‫انطلق شادي وأغلق الباب وهو يتنفس بحدة‬
‫ويقول ‪ /‬ايه الليله الطويلة دي يا رب‬

‫ثم نظر لهم ‪ /‬اتفضلوا شوفوا هتعملوا ايه في‬


‫البلوة دي‬

‫علي ذكر البلوة نظر ادهم للفتاة وقال ‪ /‬احنا‬


‫عايزين اسم ليها عشان نعرف ننادي عليها‬

‫نظر الجميع لبعضه بتعجب بينما هي كانت‬


‫تربع قدمها علي احدي المقاعد وهي تبتسم‬
‫كطفلة صغيره في ترقب لهديتها وبعد تفكير‬
‫تحدث شادي ‪ /‬نسميها ريتاج‬

‫ادهم برفض ‪ /‬تؤتؤ بناتي آوي‬

‫نظرت له الفتاة بغضب‬


‫فتحدثت كريم ببسمة ‪ /‬طب ياسمينا‬

‫ادهم برفض ‪/‬تؤتؤ رقيق آوي‬

‫سليم بتفكير ‪ /‬طب مالك‬

‫ادهم برفض مجددا ‪ /‬تؤتؤ مالكي اوي‬

‫نظر له الجميع بتعجب بينما هي كانت تجلس‬


‫بجانبه وهي تكاد تشتعل غضبا وهي تعلم انه‬
‫يفعل هذا ليغيظها وفجأة تحدث ادهم ببسمة‬
‫شريرة لم ترتح لها وهو يقول ‪ /‬هسميها اسم‬
‫ُمركب هسميها ام فتحي‬

‫فتح الجميع فمه بصدمه بينما نهضت هي وهي‬


‫تصرخ ‪ /‬مستحييييل علي جثتي ان ده يبقي‬
‫اسمي‬
‫هبط من العمارة وهو يحمل حقيبة ظهر‬
‫عصرية وينظر في ساعته وهو يسير لخارج‬
‫الحارة حتي يلحق بمواعيد عمله لكي ال تأخذه‬
‫تلك المقيته ابنة المدير تأخيره حجه ولكن‬
‫توقف فجأه وهو يسمع اسمه من ام علي وهي‬
‫تنادي عليه فحاول الركض سريعا قبل أن تراه‬
‫ولكنها رأته وامسكت به وهي تقول ‪ /‬يا‬
‫باشمهندس استني بس يا باشمهندس عايزاك‬
‫في حوار كده يا خويا‬

‫توقف كريم وهو ينظر لها ويكاد يبكي ولعن‬


‫ذلك اليوم الذي درس به حاسبات استدار كريم‬
‫وهو يحاول ان يبتسم ‪ /‬اهال يا ست ام علي‬
‫اتفضلي‬
‫ابتسمت ام علي ‪ /‬تعيش يا خويا كنت بس‬
‫محتاجه منك خدمة بما انك طلعت بتفهم في‬
‫حوار التالفون وكده‬

‫كريم ‪ /‬تالفون؟؟ آه لألسف بفهم في حوار‬


‫التالفون اال قوليلي يا ام علي مين اللي قالك‬
‫اني بفهم فيه‬

‫ام علي ببسمة ‪ /‬ام حنان قالتلي انك‬


‫باشمهندس قد الدنيا وبتعرف تعمل اي حاجة‬

‫كريم بتحسر ‪ /‬اللهي ال تكسب وال تربح‬

‫ثم نظر لهم ‪ /‬نعم يا ام علي فيه إيه المرة دي‬

‫ام علي ‪/‬أصل البت صابرين اختي في البلد‬


‫قالتلي ان النت ده عادي ننقل من عليه الفلوس‬
‫لبعض يعني نبعت لبعض وكده ده صحيح وال‬
‫إيه لو كده عيزاك يا خويا تبعت للواد مشمش‬
‫المكوجي اللي علي ناصية الشارع عشان ليا‬
‫عنده تالته جنية وربع بقالهم اسبوع المعفن‬
‫ابعتله وقوله يبعتهم علي النت‬

‫ابتسم كريم وهو يمسح وجهه بغيظ ثم سألها ‪/‬‬


‫هو انتي أمتي عرفتي النت يا ام علي‬

‫ام علي بتفكير ‪ /‬مش فاكره بس تقريبا من‬


‫شهر كده من وقت مابدات اتابع جروبات الطبخ‬
‫يا خويا بس من فتره كده بدأت استكشف النت‬
‫ده طلع حاجه كبيرة آوي آوي‬

‫كريم بتذمر ‪ /‬وهو انتي ميحللكيش انك‬


‫تستكشفي فيه غير لما عرفتي اني بفهم فيه‬

‫نظرت له بغباء فقال هو ‪ /‬آيوه يا ام علي النت‬


‫بنبعت من عليه فلوس بس مش الفيس او‬
‫الواتس بيكون في برامج خاصه بيه زي‬
‫فودافون كاش أو أي برامج فواتير تانيه‬

‫ام علي وهي تمد يدها بالهاتف ‪ /‬طب خد يا‬


‫خويا شوف البتاع ده وقول للواد مشمش يبعت‬
‫التالته وربع قوله بتوع ام علي بقيت العبايه‬
‫النبيتي اللي فيها ترتر من الكم ومن فوق فيها‬
‫الماظ كده بيلمع اللي كوتها ليها ومكنش معاك‬
‫فكه يوم حنة البت بنت ام سميرة بإمارة‪........‬‬

‫كريم وهو يخرج محفظته وأخرج منها أموال‬


‫ويقاطع حديثها ‪ /‬خدي يا ام علي خمسة جنيه‬
‫اهي بس ابوس ايدك اعتقيني انا اعتزلت‬
‫الكامبيوتر والتالفون وكل حاجه فيها كهربا‬
‫بعض كده هعيش علي الطاقة الشمسية‬
‫ام علي وهي تنظر لالموال وتعطيها له مجددا‬
‫‪ /‬يادي العيبة ال طبعا مينفعش يا خويا خلي‬
‫فلوسك خالص انا هبعت الواد علي هو يجبهم‬
‫منك بس هو أنا ينفع ابعت حجات تانيه غير‬
‫الفلوس‬

‫كريم وهو ينظر لساعته ‪ /‬حجات زي إيه‬

‫ام علي ‪ /‬بسبوسة وال فراخ اكل يعني ينفع وال‬


‫ال عايزه ابعت للبت صابرين شويه حجات‬

‫كريم وهو يشد حقيبته اليه ويهرب وهو يقول‬


‫‪ /‬انتي تاخدي قطر وتاخدي علي وتروحي‬
‫تودي االكل بنفسك يا ام علي حتي هيكون لفتة‬
‫لطيفة منك‬

‫ثم تركها وركض بعيدا بينما هي نادت ‪ /‬يوووه‬


‫استني يا باشمهندس لسه مخلصناش‬
‫كريم من بعيد بصوت عالي ‪ /‬خالص بطلت‬
‫حاسبات هشتغل في االنابيب‬

‫ثم قال بصوت عالي ‪ /‬أنابيييييييب‬

‫ضربت ام علي كف علي كف بتعجب ‪ /‬ال حول‬


‫وال قوة اال باهلل مالة ده بس اما اروح اعمل‬
‫فيديو كول البو علي‬

‫ثم ركضت لمنزلها‬

‫نظر ادهم بجواره حيث تجلس كعادتها في نافذه‬


‫مكتبه فقال باستفزاز ‪ /‬ام فتحي ابعدي شوية‬
‫عشان بتسدي الهوا عني‬

‫نظرت له ببسمة مغتاظة وهي تقول ‪ /‬اسفين يا‬


‫دكتور‬
‫ضحك بخفوت فهي منذ األمس مازالت غاضبه‬
‫بسبب هذا االسم تذكر غضبها امس بسبب هذا‬
‫كله واعتراضها علي هذا االسم ولكنه اجبرها‬
‫علي الرضوخ رغم رفضها حتي اآلن لهذا‬
‫االمر كما يبدو عليها‬

‫دخل سامي الغرفه وهو ينظر الدهم ببسمة‬


‫فقال ادهم بملل ‪ /‬ياصباح يا عليم يا رزاق يا‬
‫كريم‬

‫تقدم منه سامي وهو يقول ‪ /‬هههههههههه‬


‫ازيك يا دكتور هههههههههه‬

‫ادهم ببسمة باردة ‪ /‬احسن منك يا سامي‬

‫سامي وهو ينظر له بشماته ‪/‬‬


‫هههههههههههه ما اظنش يا دكتور‬
‫ههههههههههههه‬
‫ادهم بتعجب ‪ /‬ليه أن شاء هللا‬

‫سامي ‪ /‬ههههههههه أصل فيه حملة جاية‬


‫تعاين المستشفي وهتفضل هنا ليومين‬
‫هههههههههه ودكتور عزمي اختارك انك‬
‫تكون المرافق ليهم ليومين هههههههههه من‬
‫غير راحة هههههههه و ال نوم‬
‫هههههههههههه يعني هيطلع عينك‬
‫ههههههههههه ومش بس كده ده انت‬
‫هتشتغل في المستشفي برضو‬
‫ههههههههههههههه يعني شغلك بقي الدبل‬
‫ههههههههههههههههه‬

‫ضغط ادهم علي فكه بعنف شديد ثم صرخ به ‪/‬‬


‫بررررررره يا سااااااامي‬
‫سامي وهو يخرج ‪ /‬ههههههههههه هتموت‬
‫انا عارف هههههههههههه‬

‫زفر ادهم بغضب هذا ما ينقصه عمل مضاعف‬


‫ليومين ولكن رفع رأسه حينما سمع صوتها‬
‫وهي تقول ‪ /‬معلش يا ادهم هههههههههههه‬
‫تعيش وتاخد غيرها هههههههههههه‬

‫امسك ادهم احدي األشياء علي مكتبه والقاها‬


‫بها فعبرت منها بكل سهوله ووقعت من النافذه‬
‫فسمع االثنان صوت سامي وهو يصرخ ركض‬
‫ادهم ونظر من النافذه فوجد سامي يمسك‬
‫رأسه بالم وهو ينظر له العلي ثم قال ‪ /‬كده يا‬
‫دكتور ادهم عايز تفش غلك تقوم تقتلني وهللا‬
‫القول لدكتور عزت‬
‫ثم ركض ولكن خلع ادهم حذائه والقاه عليه‬
‫بغضب وهو يبصق ‪ /‬يا ثقيل‬

‫ضحكت ام فتحي بشده فنظر لها ادهم ولكن تاه‬


‫في رموشها الطويلة جدا وبشرتها السمراء‬
‫الجميله لطالما كان ادهم ينجذب لصاحبات‬
‫البشرة السمراء فهو يجد بهم سحر خاص‬
‫وجمال غير عادي انتبهت هي له ولقربه‬
‫فابتلعت ريقها وهي تقول ‪ /‬فيه إيه بتبص ليه‬

‫غمز لها ادهم ‪ /‬جرا ايه يا ام فتحي انتي‬


‫طلعتي زي البنات‬

‫ذمت شفتيها بضيق فضحك بشده عليها‬

‫فاكملت وهي تنظر لألمام ‪ /‬متضحكش يا رخم‬


‫كاد يجيب لوال ذلك االتصال الذي قاطع حديثه‬
‫فاخرج هاتفه ونظر له فانمحت بسمته‬
‫واصبحت عينه حمراء بطريقه مخيفه وضغط‬
‫علي الهاتف بشده وهو يهمس بغضب جحيمي‬
‫‪............/‬‬

‫***********************‬
‫الفصل الرابع‬
‫كان جسدها يتحرك بتناغم شديد مع الموسيقي‬
‫وهي تغمض عينها وال تشعر بما يحيط بها فقط‬
‫تشعر وكأن الموسيقي هي من تحرك جسدها‬
‫كانت مالمحها جامده ال تتعلق بما تفعله ولم‬
‫تبتسم ولو حتي ابتسامه واحده فقط مالمح‬
‫باردة جامدة وجسد يتحرك مع الموسيقي وقد‬
‫ساعدتها رشاقتها وساقها الطويل في رقصها‬
‫بشده‬

‫كانت ترقص وترقص وهي ال تشعر بأي شئ‬


‫حتى بتلك األعين التي تراقبها بدقه من خارج‬
‫صنعت جدرانها من‬
‫غرفة التدريب والتي ُ‬
‫الزجاج فكان كل شئ ظاهر لمن بالخارج ولكن‬
‫من الداخل تظهر كمرآه يستخدمها الراقصون‬
‫لمراقبة حركاتهم اقتربت الفتاه من الزجاج‬
‫ووضعت يدها عليه وهي تقوم باحدي حركاتها‬
‫الراقصة فابتسم من بالخارج وايقن انها ال تراه‬
‫ووضع يده عند موضع يدها ولكن فزع وهو‬
‫يشعر بمن يضع يده علي كتفه‬

‫تحدث الشخص وهو ينظر لما ينظر اليه رفيقه‬


‫وقال ببسمة ‪ /‬مش من نوعك دي يا حوت‬

‫ابتسم شادي وهو ينظر لماهر صديق الدراسة‬


‫منذ الجامعة ثم نظر للفتاه مجددا والتي كانت‬
‫مستمرة في الرقص وكأنها منفصله عن هذا‬
‫العالم‬

‫فشعر بصديقه وهو يسحبه لمكتبه فدخل خلفه‬


‫بهدوء وجلس علي المكتب امام صديقه الذي‬
‫بادر بالتحدث بلوم ‪ /‬كده يا عم شادي متسألش‬
‫غير لما انا اكلمك‬

‫شادي وهو يلعب في احد التحف علي المكتب‬


‫امامه ‪ /‬منت عارف يا ماهر اني ماسك قهوة‬
‫الحاج ومعظم الشغل عليا‬

‫ماهر بتلميح ‪ /‬ومش ناوي تغير شوية‬

‫فهم شادي ما يرمي اليه صديقه فترك ما بيده‬


‫ونظر له وهو يقول ببسمة ‪ /‬انت عارف يا‬
‫ماهر ان الحاج ميقدرش يدير القهوة لوحده‬
‫وانا مقدرش استأمن اي حد علي الحسابات‬
‫غيري والحاج ملوش في شغل الحسابات ده‬
‫ومنها كمان بشتغل حاجه ليها عالقة بدراستي‬

‫ماهر وهو يعود للخلف ‪ /‬بس انا عايزك معايا‬


‫هنا يا شادي‬
‫شادي وهو ينظر حوله ‪ /‬هنا فين‬

‫ماهر وهو يشير حوله ‪ /‬هنا في المركز يا‬


‫شادي انت عارف انه كان حلمي وحلمك انت‬
‫كمان فاكر انت كنت أمهر واحد في الجامعه في‬
‫الرقص االستعراضي‬

‫شادي ببسمة سخرية ‪ /‬خالص بطلنا الهبل ده‬

‫ماهر مستنكرا‪ /‬هبل؟؟؟ ده كان حلمك انك تكون‬


‫مدرب رقص وانا هنا في المركز محتاج ليك‬
‫هتكون اكبر مدرب‪.‬ااااا‬

‫قاطعه شادي وهو يزفر بضيق ‪ /‬كنت يا ماهر‬


‫كنت طايش معرفش مصلحتي ومصلحتي‬
‫دلوقتي جنب ابويا في القهوة‬
‫ماهر باستنكار وشبة احتقار ‪ /‬هتدفن نفسك في‬
‫حته قهوة متجبش مليم وحارة معفنه‬

‫شادي ببرود ‪ /‬تؤتؤ هدفن نفسي تحت رجل‬


‫ابويا يا ماهر انا ال يمكن اروح البويا واقله‬
‫معلش يا حاج امسك انت القهوه لوحدك وجيب‬
‫واحد يسرق حسابات القهوة الن ابنك مستعر‬
‫يقعد في القهوه وهيروح يرقص ويسيب الحارة‬
‫المعفنه اللي عاش عمرة فيها اللي لما كان‬
‫بيقع فيها كان بيالقي ميت ايد بتتمد عشان‬
‫ترفعه اللي لما كان بيعيط بيالقي ميت حضن‬
‫بيضمه اللي لما كان بيجوع بيالقي ميت بيت‬
‫يتفتح ليه ويقوله ده بيتك انت كمان اقوله‬
‫معلش يا حاج أصل ابنك مش راجل وناكر‬
‫للعشرة‬
‫كان شادي يتحدث بحده غير مقصودة ثم نهض‬
‫وكاد يخرج لوال صوت طرق الباب فاذن ماهر‬
‫بالدخول فدخلت تلك الفتاة التي كان يراقبها‬
‫شادي في ساحة الرقص فنظرت له الفتاة قليال‬
‫قبل أن تنظر لماهر وتمد يدها بمفاتيح القاعة‬
‫التي كانت تستخدمها وهي تتحدث ببرود شديد‬
‫وتخرج ‪ /‬شكرا ليك‬

‫ثم تركته وخرجت ومازالت أعين شادي‬


‫تالحقها‬

‫فقال ماهر بخبث ‪ /‬صدقني مش من نوعك‬

‫نظر له شادي بدون أن يقول كلمة فاكمل ماهر‬


‫‪/‬موني الزيني واحده من أشهر عارضات‬
‫االزياء في الشرق األوسط وبنت واحد من‬
‫اغني اغنياء المجتمع المخملي واحده فيها‬
‫تناكة وتكبر لو اتوزع علي سكان مصر‬
‫هيفيض ليها نصيب برضو دايما مناخيرها في‬
‫السما وعمرها ما سمحت لحد يقرب منها أبدا‬
‫حتي اغني االغنياء‬

‫قال آخر كلماته وهو ينظر لشادي بسخريه‬


‫مختفية فابتسم له شادي وهو يقترب منه‬
‫ويهمس ‪ /‬مش يمكن مكانوش رجاله‬

‫ثم ابتعد عن صديقه وابتسم بجانبية وقال ‪/‬‬


‫كنت سعيد اني شوفتك تآني يا ماهر اتمني‬
‫منكررهاش تآني يا غالي‬

‫ثم تركه وخرج وهو يزفر بضيق من صديقه‬


‫هذا ان صح ان يطلق عليه صديق فهو شخص‬
‫محب لمصلحته ويتلون حسب مصلحته بينما‬
‫نظر ماهر لظهر شادي وهو يخرج وقال بقرف‬
‫‪ /‬مش عارف شايف نفسه علي إيه عيل ملوش‬
‫مستقبل وال اي حاجه وطالع بمناخيره للسما‬

‫بينما خرج شادي من المركز وهو يخرج‬


‫مفاتيح سيارة والده التي أستعارها منه وكاد‬
‫يتجه لسيارته لوال رؤية شئ استوقفه قليال‬

‫دخل كريم الشركة التي يعمل بها وهو ينظر في‬


‫ساعته ويزفر بارحة فقد وصل عمله في‬
‫الموعد بالثانية ولكن أثناء ركضه اصطدم في‬
‫جسد ما فامسك هذا الجسد قبل أن يسقط‬
‫فوجدها تلك الفتاه المزعجه ابنة المدير فابتسم‬
‫لها ببرود ونزع يده فسقطت أرضا وهي تتأوه‬
‫ثم رفعت نظره لها وصرخت به ‪ /‬انت غبي وال‬
‫إيه هتكسر ضهري‬
‫ابتسم كريم ببرود وكاد يتخطاها ‪/‬معلش اصل‬
‫مستعجل شويه‬

‫نهضت مايا (ابنة المدير) ونظرت له بغضب ‪/‬‬


‫بمناسبة االستعجال مش شايف ان حضرتك‬
‫جاي متأخر أساسا‬

‫نظر كريم في ساعته ببرود ثم رفعها في‬


‫وجهها ‪ /‬علميا انا داخل الشركة بالثانية‬
‫وحضرتك اللي بتعطليني‬

‫رفعت مايا حاجبها وهي تقول بغيظ ‪ /‬هو أنا‬


‫االي خبطت فيك‬

‫ابتسم كريم واقترب منها قليال وهمس لها ‪/‬‬


‫علي فكرة انا شوفتك وانتي بترمي نفسك عليا‬
‫حركات الروايات والمسلسالت الهندي دي مش‬
‫بتمشي في الواقع‬
‫ثم صمت قليال وهو يدعي التفكير ‪ /‬او بتحصل‬
‫فعال بس مش معاكي هتكون مع حبيبتي وبس‬
‫يا مايا هانم فطلعي من بالك فكرة انك تقربي‬
‫مني عشان انا نفسي بتجزع من الحركات دي‬

‫ثم ذهب وعاد مجددا وقال ببسمة لطيفة عكس‬


‫الموقف ‪ /‬آه صحيح بعتذر آوي اني خسرتك‬
‫رهانك مع صحابك انا مش شرير خالص وهللا‬
‫بس كل ما فيها اني مش لعبة تتسلي بيها مع‬
‫صحابك يا آنسة‬

‫ثم تركها واكمل طريقه وهو يقول بحنق ‪/‬‬


‫قفلتي اليوم من أوله بني ادمه ثقيله دي الوقفة‬
‫مع ام علي ارحم علي االقل بستفاد من‬
‫معلوماتها شوية‬
‫بينما مايا كانت تنظر امامها بغضب شديد وهي‬
‫تهمس بغيظ ‪ /‬عرف إزاي الغبي ده عرف منين‬
‫حوار الرهان بس ماشي يا كريم مش انا اللي‬
‫اسكت بسهولة كدة‬

‫بينما تحرك كريم ودخل لمكتبه ووجده فارغ‬


‫كعادته حينما يأتي مبكرا فجلس علي مكتبه‬
‫ليرتب اشيائه ولكن فجأه سمع رنين هاتفه‬
‫فنظر وتعجب حينما وجد اسم مريم يسطع علي‬
‫الشاشة فابتسم بتعجب وهو يجيب ‪ /‬ريمو‬
‫السالم عليكم‬

‫ولكن صمت برعب وهو يسمع صوت مريم‬


‫التي قالت فقط بصوت مرتجف ‪ /‬كريم هاتلي‬
‫لبس وتعااللي الجامعة‬
‫ثم اغلقت بسرعه بينما هو نظر للهاتف بعدم‬
‫فهم وهو يفكر ما هذا الذي سمعه منذ قليل اي‬
‫ثياب واي جامعه لم يفهم شئ حاول مهاتفتها‬
‫مجددا ولكن لم تجيب زفر بضيق وخرج من‬
‫مكتبه واتجه لمكتب المدير فدخل بعدما سمح‬
‫له المدير فوجد مايا تجلس بجانب والدها وهي‬
‫تنظر له بغضب‬

‫فتحدث كريم بسرعة ‪ /‬معلش يا فندم ممكن‬


‫استأذن حصل امر طارئ والزم اكون موجود‬

‫تحدثت مايا بوقاحة ‪ /‬ليه فاكر نفسك فين ده‬


‫انت لسه داخل الشركه وال هي تكية بقي‬

‫نظر لها والدها بحده ثم نظر لكريم الذي تجاهل‬


‫مايا وقال ‪ /‬اسف يا فندم بس حقيقي الموضوع‬
‫مش هينفع يتأخر‬
‫تحدث المدير بهدوء ‪ /‬تمام يا كريم تقدر‬
‫تستأذن وبإذن هللا خير يابني‬

‫ابتسم كريم وقال بشكر ‪ /‬بشكرك يا فندم‬


‫بشكرك جدا والشغل بإذن هللا هيخلص في وقته‬

‫تحدث المدير ببسمة ‪ /‬وانا واثق فيك يا كريم‬


‫وفي اجتهادك ربنا يطمنك يابني‬

‫ابتسم كريم وخرج بسرعه وهو يحاول االتصال‬


‫بسليم ولكن هاتفه مغلق وادهم هاتفه غير‬
‫متاح بينما شادي ال يجيب زفر بضيق ‪ /‬لو‬
‫متفقين مش هتعملوا كده‬

‫خرج كريم من الشركة وهو ينظر حوله وال‬


‫يعلم ماذا يفعل هل يذهب للبيت ويحضر مالبس‬
‫لها استبعد هذه الفكره فسوف يثير االقاويل‬
‫ويقلق والدتها لذا قرر ان يذهب ويشتري لها‬
‫بعض الثياب ثم يتجه للجامعة ليعرف ماذا حدث‬
‫لها‪.‬‬

‫تحدثت ام فتحي بقلق من مالمح ادهم ‪ /‬فيه إيه‬


‫مالك سهمت كده‬

‫نظر لها ادهم وتجاهلها ثم عاد بنظره للهاتف‬


‫وهو يضغط عليه بشدة حتي برزت عروق يده‬
‫فمدت ام فتحي رٱسها لتري كل هذا ولكن لم‬
‫تفهم شئ فنظرت له بتعجب بينما هو كان في‬
‫عالم آخر بعيد عنها وعن هذه الدنيا وفجأه فتح‬
‫الهاتف ووضعه علي اذنه وهو يقول بصوت‬
‫بارد يثير رعشة في جسد من يسمعه ‪ /‬الو‬
‫وائل بيه‬
‫جاء صوت المدعو وائل من الجهه االخري‬
‫وهو يقول ‪ /‬انت فين يا استاذ ايه عايش مع‬
‫نفسك كده وال كأن ليك عيلة‬

‫ابتسم ادهم بسخريه ثم قال ‪ /‬عايز ايه‬

‫صدم وائل من حديثه وظهر ذلك في صوته‬


‫وهو يقول ‪ /‬انت بتكلم اخوك الكبير كده ليه‬
‫انت الظاهر الحارة اللي عايش فيها دي نستك‬
‫األصول يابن نوران‬

‫قال ادهم ببرود شديد ‪ /‬ايوة فعال عندك حق‬


‫الحارة اللي عايش فيها علمتني قلة األدب‬
‫والبجاحة تحب تشوف إزاي‬

‫وقبل ان ينطق وائل كان ادهم يغلق الهاتف في‬


‫وجهه وهو يقول ‪ /‬كدا‬
‫ثم نظر للهاتف بسخريه واغلقه ونظر خلفه‬
‫وجد ام فتحي ترفع حاجبها له فقال وهو يزفر‬
‫بضيق ‪ /‬أنا مش عايز اتكلم‬

‫صمت قليال وجذب شعره بغضب وقال ‪ /‬ال ال‬


‫مش قادر انا الزم اضرب حد مش قادر امسك‬
‫نفسي‬

‫ثم خرج من باب مكتبه بسرعه وخلفه ام فتحي‬


‫وهي تصفق وتصفر بينما هو ينظر حوله حتي‬
‫ابتسم بشده وهو يقول ‪ /‬سامي‬

‫نظر سامي الذي يقف في آخر الممر له بتذمر‬


‫فهو لم ينسي له ضربه في رأسه وقال بتذمر ‪/‬‬
‫عايز ايه يا دكتور ادهم انا مش فاضي‬

‫ادهم ‪ /‬هههههههههه تعالي بس ههههههههه‬


‫هصالحك‬
‫ضحكت ام فتحي بشده علي طريقة ادهم فنظر‬
‫له سامي بشك ثم تقدم منه وهو يدعي الغضب‬
‫ويكتف ذراعه عند صدره ‪ /‬نعم ارغي اصلي‬
‫مش فاضي‬

‫ثواني وكان سايم يخرج من مكتبه وهو يصرخ‬


‫‪ /‬ساااااااااامي‬

‫نظر ادهم لسامي وقال ‪ /‬انت هببت ايه‬

‫سامي وهو ينظر برعب لسليم ‪ /‬كان قصدي‬


‫انت وهللا‬

‫ادهم بحنق وهو يتحدث في سرة ‪ /‬يعني يوم ما‬


‫احتاج منك حاجه يا سامي الفقر تبقي مشتركه‬
‫بس يال سليم مش غريب‬
‫اقترب سليم وهو ينظر لسامي بغضب ويرفع‬
‫يده بكوب من الشاي وهو يعصره بيده حتي‬
‫كاد ينكسر ‪ /‬ايه ده‬

‫سامي وهو ينظر للكوب وقال بتوتر ‪ /‬ههههه‬


‫ده شاي هههههههه‬

‫سليم وهو يمسكه من ثيابه ثم يقول وهو يقلده‬


‫‪ /‬ولما هو هههههههه شاي ايه اللي وصل ليه‬
‫الحبر‬

‫نظر سامي للكوب وهو يقول بصدمه مصطنعة‬


‫‪ /‬حبر‬

‫اخرج سليم لسانه ببرود والذي تلون باالزرق‬


‫‪ /‬آه حبر يا ضنايا‬
‫ثم استند علي كتفه وهو يقول ‪/‬ها بقي قولي يا‬
‫سامي انت كسامي يعني بتفضل اي موتة؟؟‬

‫سامي بسرعه وخوف ‪ /‬موتة ربنا‬

‫سليم وهو يمسح علي كتف سامي بهدوء‬


‫مخيف ‪ /‬ونعم باهلل يا سمسم بس ناخد‬
‫باالسباب برضو‬

‫مد ادهم يده ورفع يد سليم من علي كتف‬


‫سامي وهو يقول بتحذير ‪ /‬سليم انت بتعمل ايه‬
‫ده سامي‬

‫سامي ببسمة‪ /‬وهللا اغلي واحد في المستشفي‬


‫يا دكتور ادهم لو فتحت قلبي هتالقي دكتور‬
‫ادهم‬
‫ادهم مكمال كالمه ‪ /‬أنا اللي ناديت سامي االول‬
‫سيبني اخلص اللي عايزه وهديهولك‬

‫سليم بعند ‪ /‬ال مش بحب اشتغل علي شغل حد‬


‫بحب اشتغل علي نضيف‬

‫ادهم وهو يزفر بضيق ‪ /‬يا عم ابقي عالجه قبل‬


‫ما تضربه بس انا عايزه األول‬

‫سليم بتفكير ‪ /‬ال برضو مش بيبقي زي طعم‬


‫الضرب علي نضيف‬

‫ام فتحي وهي تتحدث ‪ /‬أنا بقترح تقسموه يعني‬


‫ادهم ياخد النص اليمين وسليم للشمال وكل‬
‫واحد يضرب في النص بتاعه‬

‫ادهم وهو يتحدث ‪ /‬فكره حلوه احنا نقسمه انت‬


‫تاخد نص وانا اخد نص‬
‫سامي وهو يقف في المنتصف وينظر لهم‬
‫برعب ‪ /‬هو اسم في جمعية وبتقسموه‪ ،‬طب‬
‫انا عندي اقتراح احلي انتم تسيبوني امشي‬
‫وارجع ألمي عشان عامله انهاردة بشاميل وانا‬
‫نفسي فيه ولو كسرتوا وشي مش هعرف اكل‬
‫اللهي يستركم يا شيخ منك ليه‬

‫نظر له ادهم وهو يطبطب علي كتفه ‪ /‬متقلقش‬


‫يا سمسم هبعد عن الفك بتاعك بس هعمل فيه‬
‫خربوش صغير عشان ميبقاش ساده في وسط‬
‫المسكرات االي هتتعمل في خلقتك‬

‫ابتسم سليم وهو يقترب من سامي ‪ /‬نبدأ بقي‬


‫يا سمسم‬

‫وصل كريم لجامعة مريم ودخل بصعوبه بسبب‬


‫رجال األمن وحينما دخل حاول الوصول لها‬
‫ولكنها ال تجيب علي هاتفها فأرسل لها رسالة‬
‫وهو يسألها عن مكانها فاجأبت عليه بمكانها‬
‫فركض لها بخوف وهو ال يدري ما يحدث معها‬
‫واقترب من المكان والذي يتواري خلف احد‬
‫المباني الخاصة بكليتها وهو مكان شبه منعزل‬
‫اقترب اكثر ولكن لم يجد احد في المكان كاد‬
‫يرحل لوال سماعه لصوت شهقات ضعيفه تأتي‬
‫من مكان ما أخذ ينظر حوله بتعجب حتي وجد‬
‫جسد يجلس أرضا خلف احد األشجار وهو‬
‫يختفي جيدا فاقترب بحذر وضربات قلبه تكاد‬
‫تخرج من مكانها وهو ينادي بصوت مرتعش ‪/‬‬
‫مريم‪ ......‬مريم دي انتي‬

‫رفعت مريم وجهها فصدم كريم وفتح عينه‬


‫برعب وعاد للخلف وهو ال يستوعب ما يراه‬
‫بينما هي انهارت في البكاء اكثر وهو يشعر‬
‫بجسده يرتعش بشده ودموعه تهبط بدون‬
‫وعي ودون شعور اقترب منها وانحنى وهو‬
‫يقول بدموع وصوت ضعيف ‪ /‬مريم‬

‫رفعت مريم وجهها وهي تبكي بشده بينما هو‬


‫نظر حوله وهو يتنفس بسرعه وال يعلم ماذا‬
‫يفعل فجأة شعر بسائل أسفل قدمه نظر وجد‬
‫المياة تأتي من أسفل مريم فصدم مما يرى‬
‫وهبطت دموعه بشده مما يراه فيبدو انها بللت‬
‫نفسها من الرعب تحدث وهو يقرب يده منها‬
‫ويضم خدها بحنان بينما هي تنزل عينها أرضا‬
‫بخجل وبكاء قال كريم بحنان وهو يحاول اال‬
‫يظهر ارتجاف صوته ‪ /‬مريم بصيلي مريم‬
‫حبيبتي بصيلي بصي‬
‫نظرت له مريم بنظارتها التي كانت سوداء‬
‫تماما فنزعها هو وهو يقول بصوت منخفض‬
‫ومتألم ‪ /‬حصل ايه يا مريم حصل ايه‬

‫ارتعشت مريم بشده وهي تزداد في البكاء‬


‫فجذبها كريم بعنف الحضانه وهو يهدهدها‬
‫كطفل صغير ‪ /‬اششششش خالص خالص مش‬
‫عايز اعرف مش عايز بس وهللا يا مريم‬
‫وحيات دموعك دي الندم اللي عمل فيكي كده‬

‫ثم نظر لها ولوجهها الذي كان ملوث باأللوان‬


‫كما نظارتها وثيابها وايضا الجروح التي تملئ‬
‫وجهها والتي يبدو أنها جروح سكين او ما‬
‫شابه اخذ يضمها وهو يبكي وال يعلم من فعل‬
‫بها هذا ولما فعل ذلك‬
‫استمر هذا الوضع لنصف ساعة تقريبا حتي‬
‫شعر بجسدها يهدأ بين يده فنظر لجسدها‬
‫فوجدها تنظر له ببسمه تتخلل دموعها وهي‬
‫تنهض من احضانه بضعف ‪ /‬خالص خالص انا‬
‫كويسه فين اللبس‬

‫نظر لها بصدمه فتحدثت هي ببسمه تظهر‬


‫كسرتها ‪ /‬عادي انا متعوده علي كده بس المرة‬
‫دي زودوا العيار شوية‬

‫ثم ضحكت واتجهت لحقيبه المالبس وأخذتها‬


‫وهي تقول ببسمة طفلة صغيرة وبريئة ‪ /‬ممكن‬
‫تستناني اغير لبسي واجي‬

‫نهض كريم ووقف امامها وهو ينظر لهيئتها‬


‫المدمرة من فعل هذا بها ولما ماذا يمكن أن‬
‫تفعل هذه الصغيره الحد لتستحق هكذا عقاب‬
‫علمت هي ما يفكر به فقالت ببسمة تتخلل‬
‫دموعها التي ازدادت ‪/‬ده اسمه تنمر مسمعتش‬
‫عنه‬

‫سقط قلبه رعبا ماذا هل صغيرتهم تتعرض‬


‫للتنمر ومنذ متي وكيف لم ينتبه لها احد‬

‫تحدث وهي تضم الحقيبه لقدمها لتخفي بلل‬


‫فستانها وقالت بخجل وشعور باالهانة لرؤيته‬
‫لها بهذه الحال ‪ /‬ده ده العصير بتاعي وقع عليا‬

‫نظر لها بسخريه وخزن حاول إخفاءه هل تراه‬


‫غبي ليصدق ان هذا عصير‬

‫سقطت دموعه اكثر وهو ينظر للسماء ويشعر‬


‫بمحيطه ينقبض عليه وبأن أنفاسه خناجر‬
‫تقطع في صدره قالت مريم وهي تحاول أن‬
‫تخفف هول الموقف الذي وضعت به ‪ /‬أنا‪....‬‬
‫انا معملتش حاجه هما بس هما بس‬

‫صمتت وهي تقول وتمسح دموعها بظهر‬


‫يدها‪ /‬هما بس تقلوا العيار المرة دي‬

‫ثم ضحكت من بين دموعها وكأن األمر عادي ‪/‬‬


‫كانوا عايزين يقضوا شعري بس انا مرضتش‬
‫اخلي حد يقرب من طرحتي‬

‫نظر لها كريم وهو يشعر بأنها في حاله غريبة‬


‫كيف تتحدث ببساطة هكذا شعر بأنه يكاد يسقط‬
‫أرضا من هول ما يري‬

‫نظرت هي الحقيبة وقد شعرت بقرب دخولها‬


‫في حالة هستيريا ‪ /‬هروح اغير لبسي ماشي‬
‫متمشيش عشان ارجع معاك‬
‫ثم كادت تذهب ولكن تعرقلت في حجر ما‬
‫وسقطت علي قدمها بينما هو فزع بشده‬
‫واقترب منها وكاد ينهضها ولكنها منعته ثم‬
‫قالت ببسمه ‪/‬عشان مش البسه النضارة بس‬

‫ثم ضحكت بصخب وهي تقول ‪ /‬قال يعني لو‬


‫البسه النضارة هعرف اشوف‬

‫ثم قالت وهي تشير لمكان ما وتضيق عينها‬


‫لتراه جيدا ‪ /‬هدخل الحمامات الخلفية وهاجي‬
‫متخافش انا حافظه الطريق ده اكتر من طريق‬
‫بيتنا اصلي اتعودت‬

‫ثم ضحكت وسارت وهي تنظر بدقه لكي ال‬


‫تتعرقل وتركت كريم في حالة تثير الشفقة في‬
‫قلوب من يراه فكانت عينه حمراء من البكاء ال‬
‫يصدق ما تتعرض له مريم كل هذا وال احد‬
‫يشعر وكيف يشعرون وهي ال تظهر شئ دائما‬
‫تبتسم وتمزح معهم من يصدق هذه الفتاه التي‬
‫طالما رآها طفلة سليم المدهلل والصغيرة تحملت‬
‫ما ال يتحمله احد شعر بصدره يضيق فنزع‬
‫الكارفات وهو يتنفس بعنف واستند علي‬
‫ركبتيه وهو يتنفس بعنف ثم بكي وبكي كما لم‬
‫يبكي من قبل بكى بعنف وهو يتذكر مظهرها‬
‫تلك الوردة الزاهية أصبحت ذابله بسبب بعض‬
‫األشخاص الذين حللوا ألنفسهم انتقاد غيرهم‬
‫بطريقة الذعه حللوا ألنفسهم السخريه من‬
‫الغير حللوا ألنفسهم ان يقتلوا غيرهم بكلماتهم‬
‫لقد سمع بالعديد ممن ينتحر بسبب التنمر‬
‫ويبدو ان تلك الصغيره اقوي بكثير مما تخيل‬
‫رفع عينه للسماء وهو يحاول إيقاف دموعه‬
‫وفجأه لمح شئ جعله يضغط علي أسنانه بشده‬
‫وعنف وهو يبتسم بسنة مخيفة‬

‫بينما في الحمام حمدت مريم ربها انه ال يوجد‬


‫أحد به فدخلت احدي المراحيض واغلقت الباب‬
‫وجلست كعادتها أرضا وضمت قدمها لصدرها‬
‫ووضعت رأسها علي قدمها وانفجرت في‬
‫البكاء وهي تتذكر معاملة زمالئها معها‬
‫وسخريتهم منها ومن نظارتها الكبيرة وضعف‬
‫نظرها وسقوطها المستمر واصطدامها الدائم‬
‫باالشياء وحديثهم المهين عليها وتعمدهم‬
‫إسقاطها دائما وهم يصرخون بها انتبهي يا‬
‫عمياء وتعليقات سخيفه كلماذا ترتدين نظاره‬
‫اذا كنتي عمياء كانت تتجاهلهم دائما وهي تعلم‬
‫أنهم يقولون ذلك بسبب تفضيل بعض االساتذه‬
‫لها وان كان ألمر نظرها الضعيف يد أيضا في‬
‫تنمرهم عليها ويزداد األمر ليصل الي حد‬
‫تطاول بعض الفتيات عليها باليد ولكن بأمور ال‬
‫تذكر وهي كانت تتجاهل هذا بما انها سنتها‬
‫االخيره اذا لتمر بخير دون أن تسبب مشاكل‬
‫كانت تتحمل وتأتي لهذا المكان وتبكي ثم تخرج‬
‫وكأن شئ لم يكن ولكن ازداد األمر سوءا اليوم‬
‫حينما اعلن احد االساتذه أنها المرشحة االقوي‬
‫لتكون مساعدته بعد التخرج لذا اثار هذا األمر‬
‫غصبهم ولم يتحملوا األمر وتعمداو اهانتها‬
‫ورميها باأللوان وتقطيع ثيابها كما قامت فتاه‬
‫بخبرشتها من وجهها ودهنوا لها نظارتها‬
‫باالسود تماما واالسوء حينما احضروا مقص‬
‫ليقصوا شعرها وقتها كانت ضربات قلبها‬
‫وصلت عنان السماء ولم تشعر سوي‬
‫بضحكاتهم وهو يرونها تبلل نفسها من الخوف‬
‫ولوال انهم سمعوا صوت احد قادم لما كانوا‬
‫تركوها وهي اختبأت خلف الشجره خوفا ان‬
‫يراها احد هكذا وحاولت االتصال باي احد‪ ،‬اي‬
‫احد يساعدها ولكن لم يجيب احد سوي كريم‬
‫فقط ليأتي ويراها بهذه الحاله لن تنسي هذا‬
‫اليوم طالما حييت أبدا نهضت من مكانها وهي‬
‫تمسح دموعها وقررت في نفسها انها لن تأتي‬
‫هنا مجددا خرجت وغسلت وجهها وهي تردد‬
‫في نفسها بسخريه ( لما كنا صغيرين كنا‬
‫بنرش الماية علي عيونا عشان نصطنع‬
‫الدموع بس دلوقتي بقينا نرش المايه علي‬
‫وشنا عشان نخبي الدموع)‬

‫اخذت نفس لتهدأ ونظرت لنفسها في المرأه‬


‫وهي تبتسم وتقول ‪ /‬ايه يا مريم نسيتي انك‬
‫مش لوحدك وال إيه نسيتي ان في منتقم جبار‬
‫نستيني ان فيه سميع قريب‬

‫وغادرت الحمام بهدوء وهي تحاول الوصول‬


‫حيث كريم الذي ما ان رآها قادمه حتي ركض‬
‫لها وامسك يدها فنظرت له وهي تضيق عينها‬
‫وابتسمت وهي ترفع يدها وتربت علي خده‬
‫بحنان وتمسح دموعه ‪ /‬أنا كويسه يا كريم‬

‫منع كريم دموعه بصعوبه ثم اخرج من جيبه‬


‫منديل وخلع نظارته ومسحها ووضعها علي‬
‫عينها وقال ببسمه من بين دموعه ‪ /‬هي مش‬
‫زي بتاعتك بس اهي توفي الغرض‬

‫مريم وهي تحاول المزاح ‪ /‬بس ده غلط علي‬


‫عيني اني البس نظارتك انت عايز تضعف‬
‫عيني وال إيه‬

‫دفعها كريم بخفه امامه وهو يقول بضحك ‪ /‬قال‬


‫يعني نظرك سته علي سته بعدين دي نظارة‬
‫جديده ياختي لسه جايبها امبارح ولبستها‬
‫انهارده آول يوم بس حالل عليكي‬

‫ابتسمت له مريم فامسك بيدها وخرج بها من‬


‫الجامعه وهو يقول ببسمه ‪ /‬بما انك زوغتي‬
‫بدري انهارده تيجي نروح ناكل بيتزا‬

‫نظرت له مريم ببسمة وهي تحاول اال تبكي‬


‫مجددا ‪ /‬آيوه انا جيعانه آوي‬
‫كريم بسخريه ‪/‬جيعانه؟؟؟ ال خالص غيرت‬
‫رأيي يال نروح‬

‫ركضت خلفه مريم وهي تضحك ‪ /‬قول انها‬


‫كانت عزومة مركبية‬

‫ضحك كريم ‪ /‬ال ياختي هاخدك كده كده انهارده‬


‫اجازه من الشغل‬

‫توقفت مريم فنظر لها بتعجب فقالت هي ببسمة‬


‫وخجل منه ‪ /‬شكرا جدا يا كريم‬

‫نظر لها كريم وهو يفكر متي نضجت مريم‬


‫الصغيره يا تري فحتي البارحة كانت الطفلة‬
‫الصغيره التي يحضر لها حلوي في العيد ‪ /‬وال‬
‫يهمك ياباشا احنا في الخدمة دايما‬
‫ابتسمت مريم ثم مشت معاه وهي تقول ‪ /‬ال‬
‫خالص بقي مش هحتاجك تآني‬

‫لم يفهم كريم معني كالمها ولكن لحق بها وهو‬


‫يبتسم بسمة مرعبة ويهمس ‪ /‬قسما بربي‬
‫لندمكم واحد واحد‬

‫ابتعد شادي عن سيارة موني وهو ينظر لها‬


‫بتعب ‪ /‬مش عارف ايه مشكلتها‬

‫موني ببرود ‪/‬ولما انت مش هتعرف تصلحها‬


‫الزم تعمل نفسك شهم آوي وتعرض تصلحها‬

‫نظر شادي لها وهو يحاول ان يحتفظ ببروده ‪/‬‬


‫معلش اصل فكرت ان فيه انسه محتاجه‬
‫مساعده فقولت يبقي عندي نخوة واساعد بس‬
‫الظاهر ان حضرتك يا استاذ مش محتاج‬
‫مساعدة‬
‫نظرت له موني بصدمه وهي تراه يحدثها‬
‫بصيغة المذكر فقالت بسخريه ‪ /‬اها يعني انت‬
‫شايفني راجل‬

‫ابتسم شادي وهو ينظر لها ويغمز ‪ /‬بس راجل‬


‫قمر آوي وهللا‬

‫صرخت موني وهي تغلق غطاء السيارة بعنف‬


‫‪/‬راجل في عينك يا وقح يا قليل االدب انت‬

‫ابتسم لها شادي ببرود ‪ /‬هعتبر ده مدح منك‬


‫واقولك ميرسي يا زميلي‬

‫كادت موني تنفجر من بروده فتحدث شادي‬


‫وهو يتركها ويتجه لسيارته ‪ /‬لو تحبي اوصلك‬
‫تعالي‬
‫وبدون كلمة واحده اتجهت هي لسيارته بكل‬
‫كبرياء وصعدت بجانبه بينما هو تعجب كثيرا‬
‫من موافقتها فهو ظن انها ستعترض بينما هي‬
‫تحدثت بتذمر ‪ /‬ايه أتفضل سوق‬

‫نظر لها بصدمه لوقاحتها فقال ‪ /‬بت انتي مش‬


‫عشان مزه يبقي هسكتلك‬

‫موني ‪ /‬أمال عشان ايه‬

‫شادي بعدم فهم ‪/‬ها؟؟؟‬

‫اقتربت منه موني وهي تقول بهمس مغري ‪/‬‬


‫أمال عشان ايه هتسكتلي‬

‫شادي بعبث ‪ /‬بوسة‬

‫ابتعدت موني عنه وهي تبعد وجهه بحده ‪ /‬اوك‬


‫هفكر ودلوقتي سوق‬
‫صدم شادي من وقاحتها هو كان يمزح فقط‬
‫ولكنها ابتسمت وقالت ‪/‬ايه مش هنمشي وال‬
‫تحب تاخد البوسة هنا‬

‫وكادت تقترب منه فابعدها وهو يصرخ ‪ /‬ابعدي‬


‫يابه جاك حش مفاصلك‬

‫ضحكت موني بشده عليه وهي تقول ‪ /‬طب‬


‫اخلص متأخرة علي التدريب‬

‫شادي بتذمر وهو يتحرك بسيارته ‪ /‬قال يعني‬


‫متأخره علي الديوان يا ختي بال نيلة‬

‫ثم انطلق بسيارته وهو ينظر لها من أسفل‬


‫السفل بحنق بينما هي تبتسم ببرود شديد‬
‫نظر ادهم لسليم بشر وهو يجذبه من ثيابه ‪/‬‬
‫وال انت بتخم بروح اهلك مش قولت الجنب ده‬
‫بتاعي بتضرب فيه ليه‬

‫سليم ببراءه ‪ /‬هللا ما انا ما اخدتش بالي انت‬


‫عارفني لما الحماس ياخدني مش بحس بحاجه‬

‫سامي وهو ينظر له ‪ /‬سليم هو كل ضرب طب‬


‫ما تجرب تشتمني كده هيعجبك وهللا‬

‫نظر له سليم بتفكير ثم نظر الدهم وقال ‪ /‬كفاية‬


‫كده وال ايه رأيك‬

‫سامي ‪ /‬آه كفايه ههههههههه واللله تعبت انت‬


‫متعبتش ههههههه طب بص نستريح ونرجع‬
‫نكمل انا شايفك تعبت وكده ايدك تشنج‬
‫هههههههه‬
‫ادهم ‪ /‬اكسرلي فك سنانه عشان ميضحكش‬
‫تآني‬

‫ام فتحي وهي تجلس علي نافذة مكتب ادهم‬


‫كالعاده ببرود ‪/‬طب وهللا الواد سليم فورمة‬
‫وخسارة في الطب‬

‫نظر لها ادهم بغضب ‪ /‬بت بت اسكتي عشان‬


‫بتعصبيني كل ما تتكلمي‬

‫نظر له سامي بتعجب ‪ /‬بت مين‬

‫نظر له ادهم وقال ببسمة ‪/‬عفريته‬

‫ارتعب سامي ونظر حوله وقرا ايه الكرسي‬


‫وهو يقول ‪ /‬عفريتة بحق وحقيقي وال عفريته‬
‫اللي هي شاطرة يعني فكناية بنقول عفريتة‬
‫هز ادهم رأسه بنفي وهو يقول باستمتاع ‪/‬‬
‫تؤتؤ عفريته بحق وحقيقي‬

‫نهض سامي برعب وهو ينظر حوله فتحدث‬


‫ادهم وهو يقول ‪/‬متتعبش نفسك محدش‬
‫بيشوفها غيري يا سمسم‬

‫انتفض سامي وركض خارج الغرفة وهو‬


‫يصرخ بعنف ورعب ‪/‬عفريته عفريته‬

‫ضحك سليم وادهم بشده بينما ام فتحي ذمت‬


‫شفتيها بضيق فتحدث ادهم بتفكير ‪/‬مالك يا‬
‫اختي شايله الهم ليه وال كأنك مطلقه وبتجري‬
‫علي يتامى‬

‫تحدثت ام فتحي بتذمر ‪/‬إزاي تقول لسامي اني‬


‫عفريته افرض طلعت من الجن وال غيره‬
‫ادهم بسخريه ‪ /‬هتفرق جن من عفريته في‬
‫االخر اخرك عود بخور ونخلص منك‬

‫ام فتحي بسخريه ‪ /‬ليه عندي حساسيه علي‬


‫صدري وال إيه‬

‫ادهم وهو يضحك باستفزاز ويضربها علي‬


‫رقبتها من الخلف ‪ /‬ايه يا بت السكر ده‬

‫ضربته ام فتحي بنفس الطريقة ‪ /‬من بعض ما‬


‫عندكم يا عسل‬

‫تحدث سليم وهو ال يرى شئ‪ /‬بقولك يا أدهم‬


‫عايز بس تليفونك اطمن علي مريم عشان‬
‫تليفوني فصل من الصبح ومكلمتهاش وقلقان‬
‫وحاسس انها مش كويسه‬
‫تحدث له ادهم وهو مازال يوجه نظرات نارية‬
‫الم فتحي وأشار لها علي المكتب ‪ /‬عندك‬
‫هتالقيه علي المكتب‬

‫ثم اقترب وقال ‪ /‬بصي بقي عشان نكون علي‬


‫نور من اولها يا ام فتحي الكلب انتي‪ ،‬اوال‬
‫االحترام‬

‫ثم صفعها علي رقبتها ‪ /‬ثانيا األدب‬

‫وصفعها مجددا ‪ /‬ثالثا ااااااا‬

‫ولم يكمل بسبب صراخ سليم وهو يحاول‬


‫االتصال بأحد وهو خائف تحدث كريم بتعجب ‪/‬‬
‫مالك يا سليم فيه إيه‬
‫سليم برعب وهو يضع الهاتف علي اذنه ‪/‬‬
‫مريم اتصلت بيك كتير اوي شكل فيه حاجه زي‬
‫ما قلبي كان حاسس‬

‫اقترب منه ادهم بقلق بينما اقتربت منهم ام‬


‫فتحي وهي تضع يدها علي رقبتها بوجع‬
‫وتتمتم بغيظ من ادهم ونظرت معهم للهاتف‬
‫وهي تنتظر مثلهم حتي سمع سليم صوت اخته‬
‫فقال بلهفة ‪ /‬مريم يا قلبي آنتي بخير تليفوني‬
‫فاصل شحن يا حبيبتي انتي بخير‬

‫مريم من الجانب االخر بهدوء وبسمة جعلت‬


‫كريم ينظر لها بحيرة ‪ /‬اطمن يا حبيبي انا بخير‬

‫ترك كريم الطعام ونظر لها جيدا وهي تتحدث‬


‫مع شخص ما وتدعوه حبيبي‬
‫تحدث سليم بقلق ‪ /‬اكيد كويسة امال صوتك‬
‫ماله‬

‫ضحكت مريم بخفوت ‪ /‬وهللا انا كويسة يا قلبي‬


‫متخافش عليا حتي انا دلوقتي مع كريم وبناكل‬
‫بيتزا‬

‫ابتسم كريم اذن فهي تحدث سليم اكيد‬

‫تحدث سليم ‪ /‬طب اديني كريم‬

‫أعطته مريم الهاتف وهي تنظر له برجاء ففهم‬


‫هو نظرتها وامسك الهاتف وتحدث بنبرة عادية‬
‫‪ /‬آيوه يا سليم‬

‫سليم برعب يكاد يفتك به ‪ /‬مالها مريم يا كريم‬


‫مش مرتاح وحاسس انها فيها حاجه ثم انكم‬
‫مع بعض إزاي وهي في كليتها وانت في شغلك‬
‫كريم وهو يحاول إخراج نبرته عاديه ‪ /‬ال منا‬
‫استأذنت عشان تعبت شوية في الشغل وقولت‬
‫اروح اكل وانت عارفني مش بحب اكل لوحدي‬
‫فلقيت ان مريم أقرب واحدة ليا فكلمتها تاكل‬
‫معايا اسف اني عملت كده من غير ما استأذن‬
‫بس انا اتصلت كتير وانت قافل موبايلك وكمان‬
‫اتصلت بادهم عشان هو يبلغك برضو كان قافل‬
‫موبايله‬

‫زفر سليم براحة قليال ولكن مازال يشك في‬


‫حديث كريم فكريم ليس من النوع الذي يترك‬
‫عمله بسهوله حتي ولو كان مريضا فهو‬
‫شخص عاشق لعمله كما أنه وان ترك عمله لم‬
‫يكن ليخرج بل سيعود للمنزل وان خرج فلن‬
‫يكون مع مريم اكيد فسوف يحدث أحدهم‬
‫تحدث سليم براحة قليلة ‪ /‬تمام خلي بالك منها‬
‫يا كريم ومتقلوش في األكل الن شاديه قبل ما‬
‫اطلع قالت اننا معزومين عندها‬

‫ابتسم كريم ‪ /‬اكيد خد مريم معاك اهي‬

‫ثم اعطى مريم الهاتف فتحدثت هي مع أخيها‬


‫الذي امطرها بسيل من األسئلة جاوبت عليها‬
‫هي بهدوء اثار انتباه كريم الذي كان يبتسم‬
‫فقط لها وهو يتأملها قليال بمالمحها البريئة‬
‫والصغيرة تلك كم تبدو لطيفه وجميلة للغاية‬
‫انتبه من شروده علي إنهاء مريم المكالمة‬
‫وهي تقول ببسمة ‪ /‬يال بسرعه الكل متجمع‬
‫عند شاديه‬

‫نظر ادهم الم فتحي بعدما انهي سليم حديثه‬


‫وقال بتذكر ‪ /‬كنا فين‬
‫ام فتحي وهي تدعي التفكير ثم صفعته علي‬
‫رقبته وقالت ‪ /‬كنا في ثالثا‬

‫ادهم ببسمة وهو يصفعها ‪ /‬ثالثا األخالق يا‬


‫تربية زبالة ياللي ماشيه تعاكس في والد‬
‫الناس‬

‫بينما نهض كريم وهو يخرج حساب الطعام ثم‬


‫لحق بها ببسمة علي حركاتها تلك يرى بسمة‬
‫صافية وصادقة ال تصطنعها أبدا‬

‫نظرت له وابتسمت ثم قالت ‪ /‬تعرف اني بحب‬


‫التجمعات دي اصل بيحصل فيها مصايب‬
‫تفطس من الضحك وخصوصا عليا انا وشادي‬
‫بفصل ضحك‬

‫ضحك كريم بشده ثم هز رأسه ‪ /‬فعال والنهارده‬


‫هيكون العيار زايد شوية من ناحية ادهم‬
‫مريم بتعجب ‪ /‬ليه ماله ابيه ادهم‬

‫ضحك كريم بشدة وهو يتذكر تلك الفتاة التي‬


‫يراها كريم‬

‫‪ /‬ملوش بس هو دماغه الفترة دي مش سليمه‬


‫هههههههههه‬

‫نظرت له بتعجب فامسك يدها وجرها خلفه ‪/‬‬


‫يال يال هنكمل في الطريق‬

‫امسكها ورحل وهو يبتسم عليها ويردد في‬


‫نفسه عبارة لم يصدقها ولكن اآلن يصدقها‬
‫وجدا مريم ليست ضعيفه مريم ليست طفلة‬
‫وهذا ما ادركه اليوم‬
‫توقف شادي امام احدى دور االزياء بينما هي‬
‫ابتسمت واخرجت ورقه نقدية وهي تقول‬
‫بكبرياء ‪ /‬شكرا يا اسطه‬

‫نظر لها شادي ببسمة وهو يقول ببرود شديد ‪/‬‬


‫شيلي فلوسك بدل ما ارجعك من مكان ما جبتك‬

‫نظرت له بتعجب فصرخ في وجهها ‪ /‬اخلصي‬

‫اخفت موني األموال برعب بينما هو ابتسم‬


‫باستمتاع ‪ /‬شطورة شايفة لما تكوني مؤدبة‬
‫بتكون قمر إزاي‬

‫كادت تجيب فتحدث هو ‪ /‬يال يا قمر انزلي‬


‫عشان مش فاضيلك‬

‫ذمت موني شفتيها بسخريه وهي تهبط من‬


‫السيارة ‪ /‬مهم آوي الواد يا أخي غور في‪....‬‬
‫ولم تكمل حديثها حتي كان شادي ينطلق‬
‫بسيارته بسرعه بينما هي نظرت له بفم مفتوح‬
‫وهي تقول ‪ /‬مفيش دم خالص ماشي يا حيوان‬
‫انت وهللا لوريك مين هي موني الزيني‬

‫ولكن ابتسمت وهي تتذكره وهمست ‪ /‬مثير‬


‫للفضول آوي‬

‫تقدمت للمركز بكل كبرياء معروفه به ولكن‬


‫بمجرد دخولها وجدت غريمتها الوحيده‬
‫وعدوتها اللدوده وهي تقف مع والدتها‬
‫(مصممة االزياء) تقدمت منهم ببرود وهي‬
‫تقول ‪ /‬شاهي هانم‬

‫استدارت والدتها لها ونظرت لها بتقييم ‪ /‬نعم‬


‫يا موني‬
‫موني ببسمة وهي تشير لمايا (ابنة مدير‬
‫كريم) ‪ /‬يا تري مايا هانم مشرفانا ليه‬

‫مايا ببسمة سخريه ‪ /‬جاية العب بالية‬

‫موني بسخريه اكثر ‪ /‬مش شايفه ان الباليه‬


‫بعيد عن كرشك شوية‬

‫نظرت مايا لبطنها المسطحة برعب بينما‬


‫ضحكت موني وهي تتركهم وتتجه للداخل وهي‬
‫تقول ‪ /‬جود الك يا بيبي‬

‫بينما زفرت شاهي وهي تقول ‪ /‬البت دي متعبة‬


‫آوي عاملة زي ابوها‬

‫ثم نظرت لمايا ‪ /‬خليكي معايا يا مايا وسيبك‬


‫من موني‬
‫نظرت لها مايا وهي تحاول كبت غصبها ثم‬
‫اكملت عملها الذي جائت من أجله وهو دورها‬
‫في عرض والدة موني الجديد‬

‫وصل سليم وادهم الحارة بعدما استأذن ادهم‬


‫لباقي اليوم اجازه متحججا انه سيظل اليومين‬
‫القادمين بالمشفي بسبب الحملة وكذلك فعل‬
‫سليم أيضا والذي تم اختياره من ضمن تلك‬
‫الحملة‬

‫نظر ادهم لهم وقال ‪ /‬اطلعوا انتم فوق وانا‬


‫هاجي وراكم نظر له سليم بتعجب فاكمل ادهم‬
‫بملل ‪ /‬اطلع يا سليم يا حبيبي ربنا يهديك وخد‬
‫معاك ام فتحي عشان الروماتيزم بدأ يتعبها‬

‫ام فتحي باعتراض‪ /‬يبقي هدهن المرهم لما‬


‫اطلع بس انا هفضل معاك‬
‫ادهم بسخريه ‪ /‬اللي يشوفك كده يقول ميتة في‬
‫دباديبي‪.‬‬

‫ام فتحي بغمزه ‪ /‬وانا يوم ما اموت في دباديب‬


‫حد هيكون انت يا تركي علي متفرج اكيد‬
‫هيكون واحد من الكاندي شوب الملونين دول‬
‫المش عايز يدوق‬
‫الواحد نفسة تعبته من ِ‬
‫الجاتوه بقي‬

‫ضربها ادهم بحده علي رقبتها ‪ /‬بقي انا ِمش‬


‫يا ام فتحي ماشي انا هربيكي يا سوسة انتي‬

‫ثم نظر لسليم الذي كان شاردا ‪ /‬اطلع انت يا‬


‫سليم واحنا هنيجي وراك‬

‫هز سليم رأسه وصعد بينما هو اتجه للمحل‬


‫باسفل عمارته وهو يقول لها ‪ /‬تعالي ياقدري‬
‫ابتسمت ان فتحي وركضت خلفه بينما هو‬
‫ابتسم بشده عليها ثم دخل واحضر بعض من‬
‫الطلبات الضرورية له وامسك الحقيبتين وخرج‬
‫واتجه لشباك ام احمد التي كانت تجلس به كما‬
‫العادة منتظره ان يطل عليها ابنها بطلته التي‬
‫تقر عينها فابتسم ادهم وتقدم منها وهو يقول‬
‫بحنان ‪ /‬ام احمد حبيبة الماليين اخبارك يا قلبي‬

‫ام احمد ببسمة حزينه ‪ /‬الحمدهلل يا حبيبي انت‬


‫عامل ايه‬

‫ادهم وهو ينظر الم فتحي ‪ /‬ااااه يا ام احمد‬


‫اقولك ايه بس حاسس كأن فيه عفريته تفت في‬
‫حياتي‬

‫ضحكت ام احمد ‪ /‬ليه بس يا بني كده وعفاريت‬


‫ايه‬
‫ادهم بضحك وهو يرفع حقيبه علي النافذه ‪/‬‬
‫عفريته هبلة بعيد عنك المهم دي طلبات‬
‫االسبوع‬

‫ام احمد وهي تنظر للحقائب ‪ /‬بس ده كتير اوي‬


‫يابني‬

‫ادهم وهو يتحدث بال مبااله ‪ /‬وانا مالي ده ابنك‬


‫هو اللي بيبعت كل ده وانا بس عليا اني اوصل‬
‫ليكي الحاجه‬

‫ام احمد بدموع ‪ /‬يا حبيبي تسلم ايدك وأيده‬


‫يارب ويرزقكم دايما بالواسع يا بني‬

‫ادهم ببسمة ‪/‬اللهم امين يا غالية يال بقي‬


‫استأذن انا عايز مني حاجه‬
‫ابتسمت له وهي تضم الحقيبه وكأنها تضم‬
‫ابنها ‪ /‬عايزه سالمتك يا حبيبي‬

‫ابتسم لها ادهم وصعد الدرج فلحقت به ام‬


‫فتحي وهي تفكر في حكاية هذه المرأه حتي‬
‫وصل ادهم لشقة شادي و طرق الباب فدخل‬
‫ووجد الجميع بالداخل ماعدا شادي وكريم‬
‫ومريم‬

‫وضع حقائبه جانبا واقترب من التجمع وجلس‬


‫بينهم فوجد شاديه تجلس جانبا وهي تمسك‬
‫هاتفها فابتسم بخبث واقترب من الخلف وهو‬
‫ينظر في الهاتف ثم همس بصوت غليظ في‬
‫اذنها ‪ /‬بتعملي ايه يا شادية‬
‫انتفضت شاديه بفزع وهي تنظر حولها حتي‬
‫وجدت ادهم يضحك بشه فضربته ‪/‬يا أخي‬
‫وقعت قلبي‬

‫ضحك ادهم ‪ /‬بتعملي ايه ها لقيتي الحب وال‬


‫لسه‬

‫شادية بضحك ‪ /‬اشششش يخربيتك هتفضحني‬


‫ده بس صديق‬

‫ضحك ادهم بشده وهو يغمز ‪ /‬صديق برضو يا‬


‫اروبة بس بصي يا شادية يا بنتي انتي في‬
‫مرحلة طيش عشان كده يابنتي يا يجي ويدخل‬
‫البيت من بابه يا نرفضه‬

‫ام فتحي من خلفه وهي تضربه علي كتفه ‪/‬‬


‫راجل ياض‬
‫نظر لها ادهم وكتم ضحكته وغمز لها وهو‬
‫يشير لها بمعني ان االمر سر‬

‫اقتربت منه وهمست بصوت منخفض وهي‬


‫تنظر حولها وكأن احد سيسمعها ‪ /‬علي فكره‬
‫محدش هيقدر يكلمني غيرك عشان تقولي انه‬
‫سر‬

‫ضحك ادهم بشده وهو يقول ‪ /‬وعلي فكره‬


‫محدش سمعك عشان توشوشي‬

‫نظرت له شادية بتعجب ‪ /‬محدش سامعني‬


‫إزاي انت عايزني أعلي صوتي واقول اني‬
‫بصاحب وال إيه‬

‫ضحك ادهم بشده ولم يكد يجيب حتي ذهب‬


‫لفتح شاكر الباب وهو يتحدث لعوض ‪ /‬ماشي‬
‫يا عم عوض انا هفرمك دلوقتي‬
‫عوض بتذمر ‪ /‬عم في عينك يا شايب انت‬

‫شاكر وهو يهز اكتافه ببرود ‪ /‬أنا لسه شباب يا‬


‫خويا‬

‫ام فتحي وهي تعض شفتيها ‪ /‬شباب آوي آوي‬


‫يابا الحاج يخربيت القمر ده وهللا الراجل ده‬
‫يتباس ومن بقه‬

‫ثم كادت تذهب ولكن شعرت بشئ يسحبها من‬


‫الخلف وادهم يحاول خفض صوته وهو يقول ‪/‬‬
‫يعني عفريته وكمان سافلة ده انا لو سبتك‬
‫هتغتصبي رجالة العيله كلهم‬

‫نظرت له وهي تحاول نزع يده ‪ /‬اصبر بس‬


‫هي بوسة واحده‬
‫فتح شاكر الباب لكريم ومريم فقالت ام فتحي‬
‫بهيام ‪ /‬اللولي بوب جات اهي اوعي بقي هاخد‬
‫بوسة مزدوجة‬

‫كريم ببسمة ‪ /‬بابا هي ماما فين عايزها‬

‫ام فتحي وهي تنظر لهم بهيام ‪ /‬أنا قولت‬


‫اللولي بوب ده اكيد ابوه جالكسي أمال فين‬
‫غزل البنات اللي جابت الواد ده‬

‫ضحك ادهم بشده بينما تحركت مريم للداخل‬


‫ببسمة فاصطدمت بالطاولة التي امام عوض‬
‫فامسكها سليم بسرعه فضحكت وهي تنزع‬
‫النظاره وهي تقول لكريم ‪ /‬امسك يا عم‬
‫نضارتك دي هتعميني‬

‫كريم بتذمر ‪ /‬الحق عليا دي حتي جديده يا‬


‫معفنه وهللا الخد حقها من اخوكي‬
‫ضحك سليم وهو يضم مريم ‪ /‬فداها يا حبيبي‬
‫ميت نضاره وانتي يا ريمو فين نضارتك‬

‫مريم بضحك ‪ /‬وانا ماشية لقيت حيطة فجأه‬


‫ظهرت في وشي مش عارفة منين وهوب‬
‫لبست فيها بس المرة دي جات في النضارة‬
‫فاالخ ده عطاني نضارته البايظة دي‬

‫كريم وهو ينزع النظاره من يدها بحده ‪ /‬هي‬


‫برضو اللي بايظه‬

‫اخرجت مريم لسانها له وهي تضم سليم‬


‫فضحك كريم علي طفولتها التي لم تتخلى عنها‬
‫رغم ما حدث‬

‫دخل شادي وهو يقول ‪ /‬أنا مش عارف يا‬


‫ريمو وهللا الحيطان اللي بتستقصدك دي‬
‫مريم وهي تتحدث بجديه ‪/‬آه وهللا يا شادي‬
‫تبقي ماشي في امان هللا تالقي حيطة طلعت في‬
‫وشك‬

‫ضحك الجميع عليها بينما غمزت ام فتحي‬


‫الدهم وهي تقول ‪ /‬الكاندي شوب اكتمل‬

‫ثم اصطنعت انها تشمر عن ساعديها ‪ /‬عن‬


‫اذنك هروح احلي‬

‫ولكن لم تكد تتحرك حتي شعرت بادهم وهو‬


‫يحذبها للخلف دون أن يثير االنتباه وهو‬
‫يهمس لها ‪ /‬مشكلتك يا ام فتحي انك مش ليكي‬
‫في الشرقي دايما تبصي للجاتوه وسايبه‬
‫الجالش يا عامية‬

‫ام فتحي بعناد وبسمه ‪ /‬مش بحب الجالش‬


‫نظر لها ادهم بغضب ثم دفعها من وجهها ‪/‬‬
‫عشان عديمة الذوق‬

‫ضحكت ام فتحي بشده عليه في نفس الوقت‬


‫الذي خرجت به هاجر من المطبخ مع ام سليم‬
‫وهي تتذمر ‪ /‬ايه يا شاديه ما تيجي تساعدينا‬

‫ابتسم كريم وهو يتجه لهاجر ويقول ‪ /‬جرا ايه‬


‫يا ست الكل ده المطبخ ده لعبتك‬

‫ام فتحي وهي تنظر لهاجر يحسد ‪ /‬يا رتني‬


‫كنت انا يا أخي يا رتني كنت انا‪ ،‬يعني متجوزه‬
‫جالكسي ومخلفه لولي بوب وهي غزل بنات‬
‫ايه العيلة اللي تجيب السكر دي‬

‫ثم نظرت لشادي الذي كان ينظر لهاتفه وهو‬


‫يبتسم فاقتربت منه ووجدته ينظر لصورة فتاه‬
‫ويبتسم فصفرت باستمتاع ‪ /‬البت دي وتكة‬
‫اقسم باهلل‬

‫اقترب ادهم وهو يقول ‪ /‬فيه إيه‬

‫رفع شادي رأسه بتعجب ‪ /‬ايه؟؟؟‬

‫ام فتحي وهي تشير لشادي ‪ /‬الواد ده جايب‬


‫صور نسوان بتنور في الضلمه‬

‫نظر ادهم لشادي وهو يبتسم بخبث ‪ /‬جايب‬


‫صور نسوان في بيت عوض يا سافل عايز‬
‫تنجس البيت‬

‫ثم اقترب منه وهو يهمس له ‪ /‬خليها لما نطلع‬


‫شقتي‬
‫ام فتحي هي تنظر له بانبهار ‪ /‬اخالق يابني‬
‫وهللا اخالق متنساش بقي اختك معاك في‬
‫القاعدة دي‬

‫ضحك ادهم بشده وهو يهمس لشادي ‪ /‬هي‬


‫جنبك علي فكره‬

‫نظر شادي للهواء بجانبه وهو يقول ‪ /‬جرا ايه‬


‫يا ام فتحي جرا ايه يا ختي هنقطع علي بعض‬
‫من اولها وال إيه يا حبيبتي‬

‫ام فتحي ببراءه ‪ /‬أنا يابني ده انا حتي بشجع‬


‫اللعبة الحلوة‬

‫ضحك ادهم بشده وهو يتركهم ويرحل بينما‬


‫جلست هي بجانب شادي وهي تقول ‪ /‬دورلنا‬
‫كده علي صورة ليها بالمايوه أخي في هللا‬
‫نهضت مريم وهي تقول بحماس ‪ /‬أنا يا خالتي‬
‫هاجر هاجي معاكي‬

‫شاديه وهي تنظر لها ببسمة ‪ /‬آيوه يا حبيبتي‬


‫روحي معاهم‬

‫ابتسمت مريم بفرحة واتجهت للداخل بينما قال‬


‫كريم بدرامية ‪ /‬الااااااا امي‬

‫وضع شاكر يده علي كتف ابنه ثم قال بتأثر‬


‫مصطنع ‪ /‬عاشت حياتها في المطبخ وهتموت‬
‫في المطبخ‬

‫عوض وهو يمسح دمعه وهمية ‪ /‬هجدد‬


‫المطبخ تآني‬
‫ضحك سليم بشده عليهم وهو يقول ‪ /‬بس منك‬
‫ليه علي فكره مريم بتعرف تطبخ بس لما‬
‫تشوف اللي قدامها وبيكون أكلها حلو ومحدش‬
‫يزعلها عشان هزعله‬

‫قال كريم بدون وعى ‪ /‬هي كلها حلوة‬

‫رفع سليم حاجبه واقترب منه وهو يقول‬


‫بتهديد ‪ /‬بتقول ايه‬

‫ابتلع كريم ريقه وقال بمزاح ‪ /‬ايه يا سليم فيه‬


‫إيه دي مريم يا أخي‬

‫غمز له سليم ثم همس له ‪ /‬مريم اللي مش‬


‫عجباك دي هتيجي تترجاني في يوم اني‬
‫اجوزهالك وانا هتشرط عليك انت وابوك اللي‬
‫قاعد جنبك ده‬
‫شاكر ببرود وهو يالعب عوض ‪ /‬غصب عن‬
‫عينك يا سليم مش بمزاجك بنتي هتنور بيتها‬
‫بس البعيد يحس بس‬

‫انهي كالمه وهو ينظر بسخرية لكريم‬

‫ثم نظر لسليم وقال ببسمة ‪ /‬أصال مريم لكريم‬


‫وكريم لمريم من صغرهم هو اللي سماها‬
‫أساسا وال ناسي يا سليم‬

‫ابتسم سليم وهو يتذكر عندما بكي كريم‬


‫ليسميها مريم ألنها تشبه كريم مع ابدال حرف‬
‫الكاف بحرف الميم رغم محاولة الجميع اقناعه‬
‫ان نطق االسمين يختلف ولكنه تجاهلهم بعناد‬
‫مريم)‬
‫طفولي وهو يقول ( مش مشكلة هناديها ِ‬
‫بكسر الراء لتشبه نطق كريم‬
‫ابتسم كريم بتعجب وهو يتذكر ذلك الوقت حقا‬
‫كان متعلق بها بجنون ولكن كان يراها اخته‬
‫الصغيره فقط وحتي البارحة‬

‫ثم نظر تجاه المطبخ وقال ببسمه ‪/‬هي كبرت‬


‫بسرعه كده‬

‫وابتسم وهو يقول ‪/‬وال انا اللي طول عمري‬


‫شايفها مريم الصغننة‬

‫صرخت شاديه بفرحة وهي ال تعي لما حولها ‪/‬‬


‫يابن الهبلة‬

‫نظر لها ادهم وهو يكتم ضحكتها بينما نظر لها‬


‫شادي بقلق ‪ /‬مين اللي ابن هبلة ده يا شاديه‬

‫شاديه وهي تعي ان صوتها كان عالي ‪ /‬ده‬


‫ده‪......‬‬
‫شادي وهو ينهض ويتجه لها ‪ /‬ده ايه وريني‬
‫بتشوفي ايه‬

‫نهضت شاديه وتحركت بعيدا ‪ /‬ولد عيب دي‬


‫خصوصيات‬

‫ابتسم شادي بشده ‪ /‬كده هتخليني اشوفها‬


‫بالعافية هاتي بقي‬

‫ثم اخذ يركض خلفها بينما هي تحاول إغالق‬


‫هاتفها ولكن من التوتر لم تستطع فالقت‬
‫بالهاتف جهة ادهم ‪ /‬القف‬

‫امسكه ادهم فنظر له شادي ‪ /‬انت عارف هي‬


‫بتعمل ايه‬

‫ثم اتجه له فضحك ادهم بشده وهو يركض من‬


‫شادي بينما كريم يجلس وال يعير لهم اهتمام‬
‫فالقاه ادهم لسيلم وهو يغمز له ‪ /‬شرف شاديه‬
‫بين اديك يا غالي‬

‫ضحك سليم وهو يركض بالهاتف وخلفه شادي‬


‫الذي كان يصرخ بهم ان يعطوه الهاتف‬

‫فالقي سليم الهاتف لكريم وهو يقول بضحك ‪/‬‬


‫لو اخده منك يبقي تنسى مريم‬

‫خرجت مريم من المطبخ وهي تقول بتعجب ‪/‬‬


‫ينسي مريم ايه‬

‫القي لها كريم الهاتف بسرعه وهو يقفز علي‬


‫االريكه وشادي خلفه ‪ /‬امسكي يا مريم‬

‫وقع الهاتف بالصدفه في يد مريم فنظرت له‬


‫بتعجب ‪ /‬ايه ده‬
‫ولكن بمجرد ان رفعت نظرها وجدت احد يتجه‬
‫ناحيتها ومن صوته أدركت انه شادي فركضت‬
‫وهي تصرخ وال تعرف لما يركض خلفها ‪/‬‬
‫ااااااااااه يا سليم‬

‫ثم ركضت وهي ال تري اي احد فقط وجوه‬


‫مألوفه ومشوشة قليال وشادي خلفها ‪ /‬هاتي يا‬
‫مريم التليفون هاتيه يا حبيبتي‬

‫رفع ادهم يده وهو يقول ‪ /‬هاتيه يا ريمو هاتيه‬

‫نظرت له مريم ونظرت لشادي وللجميع والكل‬


‫يخبرها ان تقذفه له هو نظرت حولها بحيره‬
‫وهي ال تعلم الي من تلقيه فنظرت لشاكر الذي‬
‫يجلس وينظر لهم بتسليه فالقته تجاهه وهي‬
‫تقول ‪ /‬خد يا كريم‬
‫لطم كريم وهو يشير بيده ‪ /‬أنا كريم يخربيتك‬
‫انا كريم‬

‫بينما نظر شاكر للهاتف القادم ناحيته بعيون‬


‫مفتوحه بشده والجميع نظر للهاتف يترقب‬
‫وافواههم مفتوحه بشده واعينهم تتبع الهاتف‬
‫الذي يطير جهه شاكر‬

‫وأم فتحي تتحدث ‪ /‬انها تقترب تقترب تقترب‬


‫ومازالت تقترب‬

‫وبسرعة كبيرة اخفض شاكر رأسه فقُذف‬


‫الهاتف من النافذه التي يجلس امامها صرخت‬
‫ام فتحي ‪ /‬جوووووووووووووووووول‬

‫نظر الجميع للهاتف بيننا ضحكت شاديه‬


‫بصخب ‪ /‬مش مشكلة المهم شادي مشافش‬
‫نظر لها شادي بتعجب ‪ /‬يعني الكل شاف وجات‬
‫علي قرمط‬

‫شادية ‪ /‬ايوة الكل عادي إنما أنت حفيدي‬


‫مينفعش‬

‫نظر الجميع لبعضهم لثواني ثم انفحروا في‬


‫الضحك بينما مريم تنظر لهم بجهل ‪/‬بتضحكوا‬
‫علي إيه‬

‫اقترب سليم منها وهو يضحك ويقول ‪ /‬حقيقي‬


‫هيجي يوم واكتفك واعملك العملية بالغصب‬

‫كريم ببسمة وهو يتحدث بداخله ‪ /‬وعد مني‬


‫بسمتك دي مش هتزول تآني يا ريمو وال‬
‫هتنزلي دمعة واحده تاني‬
‫ثم قال بغموض ونبرة مرعبة ‪ /‬بس قبلها الزم‬
‫نصفي الحسابات األول ونقفل القديم‬

‫ضحك الجميع عليهم بيننا صفرت ام فتحي ‪/‬‬


‫طب وهللا العيلة دي قمر‬

‫نظر لها ادهم ببسمة وحنان‬

‫بينما سمع الجميع صوت الجرس فنظرت لهم‬


‫شاديه وهي تعدهم ‪ /‬الكل هنا أمال مين اللي‬
‫علي الباب‬

‫سمع الجميع صوت من بالخارج ‪ /‬افتحي يا‬


‫شاديه يا حبيبتي انا ام علي‬

‫نظر كريم برعب للباب ثم ركض واختبئ خلف‬


‫احدي االرائك وهو يقول ‪ /‬لو سألت عليا‬
‫قولولها لسه مجاش من الشغل‬
‫ضحك شادي بصخب بينما نظر له الجميع‬
‫بتعجب‬

‫واتجهت ام سليم لتفتح الباب وهي تقول ‪ /‬ماله‬


‫ده‬

‫ثم نظرت الم علي ببسمه ‪ /‬ازيك يا ام علي‬


‫وازي علي ابنك يا حبيبتي‬

‫ام علي ببسمة واسعة ‪ /‬الحمدهلل يا ختي بنعمة‬


‫هو االستاذ كريم هنا اصلي عرفت انكم‬
‫متجمعين وقولت اكيد هو معاكم‬

‫نظرت ام سليم لالريكه التي يختبئ خلفها كريم‬


‫وقالت ببسمة ‪ /‬ال أصله لسه مجاش من الشغل‬
‫يا حبيبتي‬

‫ام علي بحزن ‪ /‬خساره بجد‬


‫تحدث شادي بضحكه ‪ /‬هو آنتي كنت عايزاه‬
‫ليه يا ام علي‬

‫كادت ام علي تجيب لوال انها رأت كريم من‬


‫خلف االريكة فقالت ‪/‬االه مش ده االستاذ كريم‬

‫نظر الجميع لكريم بينما هو اخرج رأسه من‬


‫خلف االريكة وهو يلوح بيده ببسمة غبيه ‪ /‬ام‬
‫علي وحشتيني من الصبح وهللا‬

‫ام علي وهي تدخل وتتجه له ‪ /‬كويس انك هنا‬


‫يا خويا أصل الواد ابني اللي يتشك اللي اسمه‬
‫علي ده يا خويا حملي لعبة كده مش عارفة‬
‫اسمها ايه وسابني وانا مش فاهمة فيها حاجه‬
‫انا دلوقتي اعمل ايه كل ما أبدا اللعبه أالقي‬
‫خير اللهم اجعله خير واحد بيقع من طيارة كده‬
‫وبينزل علي جدور رقبته‬
‫شادية وهي تضحك ‪ /‬الوقوع من الطيا؟‬

‫*****************‬
‫الفصل الخامس‬
‫طرق سليم الباب علي اخته فاذنت له مريم‬
‫وهي تعتدل بعدما ابدلت الثياب التي احضرها‬
‫لها كريم وارتدت بجامتها المنزليه ابتسم لها‬
‫سليم وهو يتقدم ليجلس بجانبها ثم اقترب منها‬
‫وقبل خدها عند جرحها وأخرج صندوق‬
‫االسعافات بدون اي كلمة ووضع لها مطهر‬
‫والصقه طبية صغيره وهو يقول بهدوء وحنان‬
‫‪ /‬حصل ايه‬

‫مريم ببسمة ‪ /‬منا قولتلك‬

‫ابتسم سليم وثم تسطح علي فراشها ومد يده‬


‫لها فانضمت له واختبئت في احضانه فاخذ هو‬
‫يربت علي شعرها بحنان وهو يقول بهدوء ‪/‬‬
‫جرحك اللي شبه الخربوش صوتك الحزين‬
‫لبسك اللي اول مرة اشوفك بيه وجودك مع‬
‫كريم نضارتك انا مش غبي يا ريمو عشان‬
‫اتجاهل كل الحجات دي حصل حاجه وحاجه‬
‫كبيرة آوي وانتي مخبياها عني‬

‫نظرت له مريم ببسمة وهي تقول ‪ /‬طول‬


‫عمرك فاهمني آكتر من نفسي يا سليم‬

‫ابتسم سليم وهو يضمها اليه بشده ‪ /‬الن انتي‬


‫نفسي وروحي يا ريمو بنتي الكتومة اللي‬
‫ربتها وحفظتها اكثر من نفسي‬

‫ثم تنهد قليال وهو يقول بشرود ‪ /‬من صغرك‬


‫وانتي دايما تكتمي وجعك ومش بتحبي‬
‫تشاركي حد بيه وقت ما كنتي بتتعبي وانتي‬
‫صغيره مكنتيش بتتكلمي واحنا االي كنا نكتشف‬
‫ده لما حالتك تسوء ولما كان حد بيضربك كنتي‬
‫تعيطي لوحدك وتيجي البيت وانتي مبتسمة‬
‫عشان محدش يحس الكتم كتير مش حل يا‬
‫ريمو كده غلط انتي بتكبتي حزنك وده مش‬
‫كويس عشانك ياقلبي‬

‫ابتسمت مريم بحزن وهي تحاول إخفاء وجهها‬


‫في صدره وهي علي مشارف البكاء وهمست‬
‫بصوت ضعيف ‪ /‬مش بحب احملك اي مشاكل‬
‫يا سليم كفاية اللي انت فيه‬

‫سليم بتعجب ‪ /‬وايه اللي انا فيه وأهم منك يا‬


‫مريم انت ليا غيرك انتي وماما‬

‫رفعت مريم رأسها من حضنه ونظرت له‬


‫ببسمة وهمست باسم كان له القدره علي جعل‬
‫سليم يبتسم بشرود ‪ /‬أشرقت‬
‫الحظت مريم بسمته فقالت بخبث ‪ /‬الفرصة‬
‫جات يا سولي اوعى تضيعها تآني‬

‫نظر لها سليم ببسمة وجذبها والقاها فوق‬


‫الفراش وهو يمازحها ‪ /‬عايزه تتوهي‬
‫الموضوع يا مريم‬

‫مريم بضحكة صاخبة ‪/‬اعترف يا سليم اعترف‬


‫عشان مفضوح آوي‬

‫ضحك سليم بشده وهو يصرخ بها ‪ /‬أنا‬


‫مفضوح يا معفنه طب تعالي‬

‫ثم اخذ يدغدها بشده وهي تطلق ضحكات عاليه‬

‫وفي الشقة التي تعلوهم كان صوت صدي‬


‫ضحكتها تصل الذنه فتطربها بشده ابتسم كريم‬
‫وهو يرتدي نظارته ويضع الالب علي قدمه‬
‫واخذ يبحث عن شئ معين حتي ابتسم باتساع‬
‫ودخل عليه واخذ ينقر علي مفاتيح كثيره جدا‬
‫ولمدة ساعات طويلة لم يعلم كم مر من الوقت‬
‫حتي وصل لشئ فابتسم بشده وهو يقول ‪/‬‬
‫خلصنا دور العقل ندخل بقي للعضالت‬

‫ثم اخرج هاتفه وهو ينزع نظارته ويرسل‬


‫رسالة الحد ما وابتسم وما هي إال دقائق وكان‬
‫باب الشقه يكاد ينخلع من الطرق فصرخت‬
‫هاجر من داخل المطبخ ‪ /‬يا جذم ياللي برة انا‬
‫في عندي حلقة‬

‫ضحك كريم بشدة وهو يتجه للباب ثم فتحه‬


‫فوجد سليم يوجه له لكمة عنيقة وخلفه شادي‬
‫الذي يبدو علي مالمحه االجرام وادهم الذي‬
‫يصعد من أسفل وهو ينظر لهم بحاجب مرفوع‬
‫وخلفه ام فتحي وهي تقول ‪ /‬انت تمسكه تكسر‬
‫دراعاته االتنين بعدين كسر اصابعه صباع‬
‫صباع بعدين قطع صرصورة ودنه واكسر‬
‫مناخيره وبعدين بقي امسك سنانه كسرها سنه‬
‫سنه وسيبله االنياب بس وخليه زي األرنب‬
‫اللي بيسنن كده ال هو طايل سما وال ارض‬

‫نظر لها ادهم وابتسم بشر وهو يقول ‪/‬‬


‫اقتراحات حلوه اوي فكريني بيها بقي‬

‫ثم دخل وأغلق الباب وخلفه ام فتحي وهو يرى‬


‫سليم ينظر بغضب لكريم الذي يضع يده علي‬
‫أنفه بألم وشادي يربع يده وهو ينظر لكريم‬
‫بترقب‬

‫خرجت هاجر وهي تنظر لهم بتعجب ‪ /‬هو فيه‬


‫إيه‬
‫سليم وهو يال ينزع بصره من علي كريم ‪/‬‬
‫مفيش يا ام كريم ادخلي كملي الكيكة بتاعتك‬
‫احنا بس هنربي ابنك‬

‫هاجر وهي تدخل للمطبخ مجددا ‪ /‬ماشي بس‬


‫بصوت واطي عشان اركز‬

‫نظر كريم لوالدته وهو يقول ‪ /‬العيب علي جدي‬


‫هو اللي جوزك وانتي عيلة مش حمل العيال‬
‫بتخلفوا ليه‬

‫هاجر بعدم اهتمام وهي تدخل ‪ /‬امر هللا يا‬


‫ولدي‬

‫كاد كريم يتحدث فصرخ به سليم بعنف ‪/‬‬


‫أخرس ياض وانطق مين ابن ال*** اللي بلطج‬
‫عليك ده‬
‫جلس ادهم ببرود وهو ينظر لكريم والجميع‬
‫بينما ام فتحي كانت تمصمص شفتيها بحسرة ‪/‬‬
‫عيني عليكي يا لولي بوب انحسدت يا ضنايا يا‬
‫خسارة جمالك في الضرب يا حبيبي‬

‫نظر لها ادهم بحاجب مرفوع وهو يهمس ‪/‬‬


‫حيوانه‬

‫تحدث كريم وهو يشير لهم ليجلسوا اوال ثم بدا‬


‫الحديث ‪ /‬هما شوية شباب كده كانوا طالبين‬
‫مننا نظام حماية لفيال خاصه في الساحل وفعال‬
‫ده اللي تم بس في يوم نسيوا يشغلوا النظام‬
‫قبل ما يمشوا والفيال اتسرقت كامله وهما‬
‫حملوني انا الذنب رغم اني أكدت عليهم يشغلوا‬
‫النظام دايما وهما اللي نسيوا ومن اسبوعين‬
‫وانا خارج من الشركة لقتهم جايين وعايزين‬
‫فلوسهم فهمتهم ان الموضوع ده مش في أيدي‬
‫ده مع الشركة مش معايا قام واحد من الشباب‬
‫مد ايده وانا دافعت علي قد ما اقدر بس هما‬
‫كانوا اربع شباب وعرفوا يكتفوني وضربوني‬
‫كتير وسابوني ولوال شوية ناس شافوني في‬
‫الشارع كنت روحت فيها وطبعا انتم عارفين‬
‫االسبوع اللي اختفيت فيه‬

‫هز شادي رأسه ‪ /‬آيوه االسبوع اللي قولت ان‬


‫كان عندك ندوه فيه‬

‫ادهم بعيون تطلق شرار ‪ /‬يعني كنت بتكدب‬


‫وكنت في المستشفي‬

‫هز كريم رأسه ‪ /‬آيوه ومحدش يعرف كده حتي‬


‫شاكر وماما انا بس قولت اقولكم انتم الني‬
‫عايز اخد حقي منهم‬
‫سليم بغضب جحيمي وهو يضربه في قدمه ‪/‬‬
‫كتر خيرك وهللا جاي بعدها باسبوعين يابن ال‬

‫ثم امسك لسانه وهو ينهض ويجذبه من ثيابه ‪/‬‬


‫انت هتيجي زي الشاطر كده وتقولي والد‬
‫ال*** دول فين‬

‫ام فتحي وهي تنظر لكريم بشفقه ‪ /‬عين‬


‫وصابتك يا خويا‬

‫ادهم وهو ينظر لها بسخريه ‪ /‬انا عارف يا‬


‫ختي مين ده اللي نقحه عين جابته األرض‬

‫ام فتحي وهي تؤيده ‪ /‬دي عين مصلتش علي‬


‫النبي يا خويا‬

‫ابتسم ادهم بسخريه ثم نهض وهو ينظر لكريم‬


‫‪ /‬هما فين دلوقتي‬
‫كريم وهو ينظر لهم ‪ /‬في الجامعة بتاعتهم‬
‫وزمانهم خارجين كمان ساعتين كده مش اكتر‬
‫يعني‬

‫جذبه شادي ‪ /‬قدامي يال وريني هما فين عشان‬


‫هطلع عين اللي خلفوهم‬

‫تحرك كريم وهو يحضر جاكته ونظارته‬


‫بسرعه ثم سبقهم وهو يخرج من الشقه‬
‫ويبتسم بخبث شديد‬

‫نظرت أشرقت ألمها وهي تجلس بجانبها‬


‫وتقول ببسمة ‪ /‬مالك بس يا بسوم حزينه كده‬
‫ليه‬

‫بسمة وهي تنظر البنتها ببسمة حزينه ‪ /‬مليش‬


‫يا قلب امك انا زي الفل طالما انتي مبسوطه‬
‫أشرقت وهي تعانقها‪ /‬وانا زي الفل يا قلبي‬
‫واهو حتي وهللا اول مرة احس براحة كدة من‬
‫يوم ما اتخطبت‬

‫ابتسمت بسمة وهي تجذبها لها وتقول بهدوء ‪/‬‬


‫أنا بس مش عايزاكي تندمي وال تزعلي يا قلب‬
‫امك‬

‫أشرفت ببسمة واسعه‪ /‬ومين قال اني ندمانه‬


‫انا لو ندمانه فعال فده الني ضيعت السنين دي‬
‫علي واحد ميستاهلش ولو علي الناس فاديكي‬
‫شوفتي يا ام أشرقت لما اتخطبت عشان‬
‫كالمهم ال احنا استريحنا وال هما بطلوا كالم‬

‫ابتسمت أشرقت علي عقل ابنتها وقالت لها ‪/‬‬


‫وانتي يا أشرقت يابنتي مش ناوية ترجعي‬
‫تآني‬
‫نظرت لها أشرقت ببسمة ‪ /‬ارجع فين ياست‬
‫الكل هو أنا مسافرة‬

‫والدتها ببسمة ‪ /‬لشغلك يا ضنايا اللي كنتي‬


‫بتحبيه آكتر من نفسك لوال اللي ميتسماش اللي‬
‫جبرك تسبيه قال ايه خطيبتي متشتغلش ابلة‬

‫ابتسمت أشرقت بشده وهي تتذكر تالميذها‬


‫وايام تدرسيها في احدي المدراس القريبة من‬
‫الحارة ثم قالت ‪ /‬أنا فعال كنت بفكر ارجع تاني‬
‫وكنت هروح اكلم المديرة اني ارجع الشغل‬
‫تاني الني فعال شايفه ده احلي حاجه بدل قعدتي‬
‫في البيت ومنها اجيب مصروفنا بدل عينك اللي‬
‫وجعتك من قعده مكنة الخياطة دي‬
‫ابتسمت بسمة وهي تضم ابنتها وتقول بحنان ‪/‬‬
‫ربنا يريح قلبك يا ضنايا يارب ويرزقك بابن‬
‫الحالل اللي يريحك يارب ويسعدك‬

‫همست أشرقت ببسمة هادئة ‪ /‬اللهم امين‬

‫كان األربعة يقفون امام الجامعة في انتظار من‬


‫قال عليهم كريم فنظرت ام فتحي وهي تصفر ‪/‬‬
‫يابوي شوف ياض يا ادهم القمامير دول‬

‫ثم قالت بتأثر ‪ /‬دي مش معلقة كشري ده محل‬


‫كشري‬

‫ضربها ادهم علي رقبتها ‪ /‬احترمي نفسك‬


‫شوية‬

‫نظرت هي له بتذمر وهي تربع ذراعيها ‪ /‬ادينا‬


‫احترمنا اياكش نخلص‬
‫ابتسم كريم وهو ينظر في هاتفه ثم ضغط علي‬
‫احدي االزرار وابتسم وهو يهمس ‪ /‬بدأت‬
‫اللعبه‬

‫في داخل احدي القاعات كان الجميع ينتبه‬


‫لشرح الدكتور بشده وفجأه انطفأت الشاشه‬
‫التي يعرض عليها الدكتور ما يشرحه نظر‬
‫الدكتور للالب توب الخاص به بتعجب ثم اخذ‬
‫يبحث عن العطل وهاجت القاعة بالصوت‬
‫والدكتور يصرخ بهم بغضب ولكن فجأه توقف‬
‫الجميع وعم الصمت بطريقه مخيفه واتجهت‬
‫أنظار الجميع لشاشه الدكتور وفتح الجميع‬
‫اعينه بصدمه كبيره وهم يرون ما يتم عرضه‬
‫علي الشاشه حيث كانت تعرض مشهد لبعض‬
‫الشباب والبنات وهم يتسلقون سور الجامعه‬
‫ويتسحبون بهدوء شديد حتي وصلوا الحدي‬
‫الغرف والتي تحتوي علي عده مكاتب ولم تكن‬
‫سوي غرفة المعلمين ودخلوا وصوروا بعض‬
‫األوراق والتي تبدوا أوراق لالمتحانات‬
‫وخرجوا بسرعه‬

‫ولم تكن هذه المجموعه سوي الشباب الذين‬


‫قاموا بضرب مريم‬

‫نظر الجميع لهذه المجموعه والتي دائما ما‬


‫تشكل عصابه وتجلس بجانب بعضها البعض‬
‫وكانت عبارة عن اربع شباب وثالث فتيات‬

‫ابتلع السبعة ريقهم بتوتر وخوف شديد بينما‬


‫كان الدكتور ينظر لهم بغضب شديد ثم صرخ ‪/‬‬
‫يعني انتم سرقتوا االمتحانات طب ازاي‬
‫والكاميرات اللي مصورتش حد للدرجه دي‬
‫ايدكم واصله انكم تقدروا تمسحوا تسجيل‬
‫الكاميرات وانا اقول إزاي شوية فشلة زيكم‬
‫يجيبوا أعلي الدرجات في الدفعة انتم متحولين‬
‫للتحقيق يا أساتذة‬

‫ثم نظر الحد الشباب ‪ /‬روح نادي األمن‬


‫بسرعه‬

‫صرخت احدي الفتيات بشده وهي تضع يدها‬


‫علي وجهها بخجل مما يعرض امامها نظر‬
‫الدكتور والجميع مجددا فوجدوا االربع شباب‬
‫يجتمعون في مكان ما مع بعض الفتيات‬
‫ويقومون بافعال قذرة بُهت الجميع مما يحدث‬
‫ومما يرون هل وصلت بهم الدرجه لذلك‬
‫ابعد الدكتور نظره من علي الشاشة وهو يسمع‬
‫صراخ احد الشباب وهو يقول ‪ /‬الحق يا دكتور‬
‫دول هربوا‬

‫نظر الدكتور وجد الشباب قفزوا من نوافذ‬


‫المدرج الذي يقع في الدور األرضي الحد‬
‫المباني بينما الفتيات لم تستطع فعل ذلك بسبب‬
‫امساك زمالئهم لهم‬

‫بينما االربع شباب ركضوا للخارج بسرعه‬


‫وصعدوا لسيارتهم دون أن ينظروا ورائهم او‬
‫يهتموا بتلك الهمسات التي تلحقهم فيبدوا ان‬
‫ذلك الفيديو قد وصل لجميع من بالجامعه‬

‫ابتسم كريم بشده وأشار عليهم واصطنع القلق‬


‫‪ /‬اهم يا سليم هما دول‬
‫نظر سليم بغضب للسيارة وهو ينزع المفتاح‬
‫من يد شادي بعنف ثم صعد لسيارة والد شادي‬
‫وصعد الجميع معه وانطلق سليم بعنف شديد‬
‫كاد يحرق اطارات السياره وهو يحترق من‬
‫غضبه ويضرب المقود ‪ /‬وهللا ما هخلي حته‬
‫سليمة فيكم يا والد ال***‬

‫ام فتحي الدهم ‪ /‬يعجبني في سليم كلماته‬


‫المعبره‬

‫ضحك ادهم بشده وهو يقول ‪ /‬خف شتيمة يا‬


‫سليم معانا بنات هنا‬

‫لم ينتبه له سليم بينما تحدث شادي وهو ينظر‬


‫للطريق امامه ‪ /‬منورنا وهللا يا ام فتحي اول‬
‫بنت تنضم العصابه‬
‫ام فتحي وهي تضع بدها علي صدرها ببسمة‬
‫‪ /‬بنورك يا ذوق وهللا‬

‫ثم نظرت لكريم الذي يجلس بينهم ادهم وقالت‬


‫بهيام ‪ /‬شايف الهدوء والرزانه شايف الجمال‬
‫وهللا قمر‬

‫ثم نظرت الدهم وهي تقول له ببسمة ‪ /‬قوله ام‬


‫فتحي بتقول انك قمر‬

‫عض ادهم شفتيه بشده وهو ينظر لها بغضب‬


‫فعادت للخلف بخوف وهي تقول بقلق ‪ /‬مش‬
‫قمر؟؟‬

‫ظل ادهم ينظر لها بشر فنظرت هي امامها‬


‫بصمت وهي تربع يدها في حجرها وتبتسم‬
‫ببراءه بينما هو نظر امامه وانتبه لمحاوالت‬
‫سليم بتحطيم سيارة الشباب حيث كان يضرب‬
‫فيهم بكل حقد وغصب‬

‫بينما شادي بجانبه يلطم وهو يصرخ ‪ /‬عربية‬


‫‪The Fast‬ابويا هللا يحرقك هو إنت في فيلم‬
‫‪and the Furious‬‬

‫نظر له سليم بغضب ‪ /‬أخرس ياض خليني‬


‫اركز‬

‫شادي وهو يتحدث بحنق ‪ /‬ده حتي لسة‬


‫مجابش تليفون لشادية بدل اللي اتكسر ده‬
‫هيروح فيها‬

‫ام فتحي بحزن ‪ /‬مسكين عم عوض يا عيني‬


‫ربنا باله بعيلة عاهات اقسم باهلل‬
‫ثواني وصرخ الجميع بسبب استدارة سليم‬
‫بالسيارة بسرعه كبيرة جدا وتوقفها ام سيارة‬
‫الشباب هبط سليم بسرعه وهو يصرخ بهم ‪/‬‬
‫خلوا ام فتحي في العربية عشان المشاهد‬
‫للكبار فقط‬

‫نظر ادهم الم فتحي فقالت له ‪ /‬قوله ام فتحي‬


‫تصنيفها ‪18+‬‬

‫ثم تركته وهبطت وخلفه الجميع بينما هبط‬


‫كريم بكل برود وبسمة مستمتعة واخرج هاتفه‬
‫وفتح الكاميرا بينما ام فتحي تقف بجانبه‬
‫واتجه الثالثه لسيارة الشباب حيث كان سليم‬
‫يسحب احد الفتيان وينقض فوقه وهو يضربه‬
‫بكل غضب وكره ويسبه باسوء السبات‬
‫خرج احد الشباب اآلخرين وهو يصرخ بهم‬
‫فامسكه شادي وهو يضربه برأسه بعنف شديد‬
‫بينما كريم يصور ما يحدث باستمتاع شديد‬

‫ارتعب الشابان االخران وفتحوا باب السيارة‬


‫وركضوا من الخلف بسرعه فصفرت ام فتحي‬
‫وهي تصرخ ‪ /‬امسك حرامي‬

‫انتبه لهم ادهم وركض خلفهم بسرعه كبيره‬


‫حتي امسك أحدهم وهبط فوقه باللكمات‬

‫بينما كريم يتذكر فقط ضربهم واهانتهم لمريم‬


‫فيزداد غصبه وضع هاتفه علي السيارة واتجه‬
‫للشاب الذي القي عليها األلوان وامسكه من‬
‫شادي الذي نظر له بتعجب ولكن كريم لم يكن‬
‫منتبه له وانهال عليه بالضرب وهو اليري‬
‫سوى صورة مريم وهي تختبئ خلف الشجره‬
‫وال يسمع سوى بكاءها كان يضرب بعنف‬
‫غريب وهو يشتم وقد احمرت عيونه وهبطت‬
‫دموعه دون أن يشعر بينما توقف الجميع‬
‫بصدمه لرؤيتهم حالة كريم الذي لطالما كان‬
‫يتبع مبدأ السالم وال يختلط في أي شجار وال‬
‫اي مشاحنه‬

‫‪that's my‬صفرت لم فتحي وهي تصفق ‪/‬‬


‫‪lollipop‬‬

‫هللا عليك يا فخر الكاندي شوب‬

‫نظر ادهم لسليم الذي نظر له بارتياب فتقدم‬


‫شادي بسرعه وحاول جذب كريم الذي كان‬
‫كمن دخل في حالة هيسيتريه وبصعوبه ابعدوه‬
‫عن الفتي وادخله سليم السياره التي تحطمت‬
‫كليا وحبسه بداخله‬
‫فنظرت ام فتحي لكريم بشفقه علي حالته وهو‬
‫يصرخ بعنف ان يفتح له سليم السيارة فهو لم‬
‫ينتهي منهم بعد‬

‫نظرت ام فتحي الدهم بحزن ‪ /‬خلي سليم يفتح‬


‫العربية حرام‬

‫ادهم وهو يهز رأسه بنفى ‪ /‬كريم خرج عن‬


‫السيطرة ممكن يقتل حد فيهم‬

‫ام فتحي ‪/‬طب أنا عايزاه يفتح العربيه عشان‬


‫ادخل انا عايزه احتوي حزنه واطبطب عليه‬
‫شايف شكله يا حرام زعالن خليني اجبر‬
‫بخاطره‬

‫ادهم بسخريه ‪ /‬يا حنينة من امتى يابت الحنان‬


‫ده‬
‫نظرت له بحنق ثم ربعت ذراعيها بينما نظر‬
‫سليم لهم بقرف وتركهم ورحل وصعد السيارة‬
‫وخلفه ادهم وأم فتحي بينما شادي تقدم لمقدمة‬
‫السيارة ووجد المقدمه محطمة بشده فاخذ‬
‫األجزاء التي تحطمت وهو يتحدث بحسرة ‪/‬‬
‫ابويا هيروح فيها‬

‫ثم صعد بجانب ادهم في الخلف وهو يقول‬


‫لسليم ‪ /‬اسمع يا طور انت هنعدي علي التوكيل‬
‫ونصلح المخروبه دي احسن عوض المره دي‬
‫هتخليه يطب ساكت‬

‫ضحك ادهم بشده ‪ /‬اطلع يا عم خليني اريح‬


‫نص ساعه قبل ما اتنيل اروح للمستشفي‬
‫عشان الزفت الحملة‬
‫انطلق سليم بالسيارة وعيونه علي كريم الذي‬
‫ينظر من النافذة بشرود وهو يبتسم بسمة‬
‫غريبه ليس وكأنه كاد يقتل أحدهم منذ قليل‬

‫بينما كريم كان يبتسم وهو يتنهد براحة ويقول‬


‫في نفسه ‪ /‬خلصنا العقل والعضالت ندخل‬
‫قانوني بقي‬

‫نظر ادهم الم فتحي الهائمة في الجميع ‪/‬مالك يا‬


‫ختي‬

‫ام فتحي وهي تتنهد بحالمية ‪ /‬ما شاء هللا‬


‫عليهم جمال وقوة وكله كاملين األوصاف يابني‬
‫ربنا يحميكوا لمصر يارب‬

‫ادهم بتذمر كالعادة ‪ /‬طب اخرسي مش عايز‬


‫اعرف حاجه‬
‫نظرت له ام فتحي بتذمر وهي تقول ‪ /‬علي‬
‫فكره كنت اقصدكم معاهم‬

‫ابتسم بسخريه ‪ /‬كتر خيرك‬

‫كانت مريم تجلس في غرفتها وهي تتصفح‬


‫هاتفها بعد أن رفضت الذهاب للجامعة ولكن‬
‫فجأه توقفت وهي ترى خبر في احد جروبات‬
‫الكلية الخاصة بها وهي ترى فيديو لمجموعه‬
‫الشباب الذين هاجموها وليس فيديو واحد فقط‬
‫ولكن أكثر من واحد وباكثر من مصيبة لم‬
‫تستوعب ما يحدث وهي ال تصدق ان هللا انتقم‬
‫لها منهم ثواني وجدت رسالة تصل لها من رقم‬
‫هاتف كريم فتحت الرسالة وهي ترى مشهد‬
‫لسليم والشباب وهم يضربون من تنمر عليها‬
‫وقع قلبها خوفا وهي تظن ان سليم والجميع‬
‫علم بما حدث معها ولكن اطمئنت بشده حينما‬
‫ارسل لها كريم رسالة اخري وهو يخبرها ‪/‬‬
‫متخافيش محدش يعرف حاجه انا قولت سبب‬
‫تآني‬

‫ابتسمت مريم بشده وهي تضع هاتفها جانبا ثم‬


‫نهضت وأخذت ترقص بحركات مجنونه ولكن‬
‫فجأه فُتح الباب ودخلت شاديه وهي تقول ‪ /‬بت‬
‫يا مريم اديني تليفونك عشان عندي‬

‫توقفت شادية عن الحديث وهي ترى حركات‬


‫مريم المجنونه فقال بتعجب ‪ /‬االه؟؟؟ انتي يابت‬
‫انهبلتي وال إيه‬

‫كادت مريم تجيب بحرج ولكن اوقفتها شادية ‪/‬‬


‫مش مشكلتي اديني بس الفون عشان عايزاه‬
‫ضروري‬
‫مريم بسرعه ‪ /‬اكيد اكيد خدي اهو‬

‫أخذته منها شادية وهي تنظر لها بعيون ضيقة‬


‫وهي تقول ‪ /‬لينا كالم كتير عشان شامة ريحة‬
‫أسرار وانا مش بحب الريحة دي الن شادية‬
‫ميتخباش عليها حاجه ماشي‬

‫هزت مريم رأسها بسرعه فابتسمت شادية ‪/‬‬


‫حبيبتي هروح بقي اعمل حاجه مهمه وجايه‬

‫ثم خرجت بينما ارتمت مريم علي الفراش وهي‬


‫تضحك بشده وسعاده‬

‫بعد مرور الوقت وصل الشباب للحارة بعد أن‬


‫ذهبوا للتوكيل واعطوه سيارة عوض‬
‫نظر لهم سليم بوجه جامد قليال‪ /‬احم هروح‬
‫اكلم ام أشرقت عشان مقعدتش معاها من اليوم‬
‫اياه هشوف لو محتاجه حاجه‬

‫شادي ببسمة خبيثة‪ /‬سلملي عليها‬

‫نظر له سليم بشر ‪ /‬هي مين دي‬

‫شادي بضحكه ‪ /‬اللي جات في بالك‬

‫كاد سليم ينطلق له فركض شادي للقهوة‬


‫بسرعه وهو يصرخ ‪ /‬يا أبا الحقني يا ابا‬

‫ضحك كريم بشده عليهم ثم ابتسم لهم بامتنان ‪/‬‬


‫شكرا وهللا سدادين دايما يا شباب‬

‫ابتسم سليم وضربه علي كتفه بحب ‪ /‬بس يا‬


‫اهبل انت شكرا ايه بس بعدين فيه كالم كتير‬
‫عايزك فيه‬
‫هز كريم رأسه وهو يعلم بما يريده سليم‬

‫بينما تحدث ادهم بتعب ‪ /‬هطلع اريح انا شوية‬


‫عشان هروح المستشفي‬

‫ابتسم كريم وقال ‪ /‬يال هطلع معاك عشان عايز‬


‫الحج في موضوع‬

‫كاد سليم يتحدث لوال سماع الجميع لصرخات‬


‫الحاج عوض وصوت اكواب تتكسر‬

‫نظر الثالثه لبعضهم بسرعه ورعب وركضوا‬


‫قبل أن يخرج الحاج عوض لهم‬

‫منذ قليل‬

‫حينما دخل شادي للقهوة كان الحاج عوض‬


‫يجلس علي مكتبه وهو يحاول ان ينهي عمله‬
‫فاقترب منه شادي ببسمة ‪ /‬ابو شادي حبيبي‬
‫وتاج راسي وسندي وابويا وكل ما ليا‬

‫عوض بقرف ‪ /‬عملت ايه المرة دي‬

‫تحدق شادي ببسمة ‪/‬ليه يعني هو انا مينفعش‬


‫احب فيك غير وفيه مشكله بس عموما يا‬
‫سيدي انت صح وفيه مشكله فعال بس متقلقش‬
‫هي صغيره وبتتصلح دلوقتي‬

‫عود بعدم فهم ‪ /‬هي ايه‬

‫شادي ببسمة سمجة ‪ /‬عارف يا عوض العربية‬


‫اللي بتحبها آكتر مني واللي ورثتها من‬
‫المرحوم جدي واللي بدوره ورثها من المرحوم‬
‫ابوه‬

‫عوض وقد بدا يقلق ‪ /‬آه مالها‬


‫شادي بهدوء وهو يري مالمحه ‪/‬ملهاش يا‬
‫سيدي هي بس كانت بعافيه شويه فوديتها‬
‫تتعالج وشوية وهتبقي زي الفل‬

‫عوض بسخريه ‪ /‬طب والبيبي‬

‫شادي وهو يجاريه ‪ /‬متقلقش البيبي بخير‬


‫الحمدهلل وكمان االم‬

‫نهض عوض وتحرك تجاه بهدوء مرعب بينما‬


‫شادي يعود للخلف‬

‫قال عوض بشر ‪ /‬عملت ايه في عربيتي ياض‬

‫شادي وهو يبتسم بخوف ‪ /‬حادثه بسيطة‬


‫ياحاج بس متقلقش انا كويس الحمدهلل‬

‫عوض بصراخ ‪ /‬يا خويا اولع انت انا مالي‬


‫بيك انا عايز عربيتي‬
‫اخرج له شادي مسمار صغير من جيبة ‪/‬‬
‫أتفضل يا غالي كنت عارف انكم مش بتقدر‬
‫تقعد من غيرها فاستأذنت الراجل اني اخد‬
‫ذكري ليك عشان متعلق بيها‬

‫نظر عوض بحسرة للمسمار وهو يقول ‪ /‬هي‬


‫فين‬

‫شادي ببسمة غبية ‪ /‬في التوكيل يا حاج‬

‫نظر عرض حوله وهو يبحث عن شئ‬

‫تحدث شادي بخوف ‪ /‬بتدور علي حاجه يا أبا‬

‫عوض وهو مازال ينظر ‪ /‬كان فيه كرباج حمير‬


‫هنا مش عارف راح فين‬

‫شادي برعب وهو ببتلع ريقه ‪ /‬آه شوفت بقي‬


‫كنت هنسي اديك اهم حاجه‬
‫نظر له عوض بتعجب فاخرج شادي ورقه‬
‫واعطاها له عوض وهو يقلب الورقه بتعجب‬
‫‪/‬ايه ده‬

‫شادي وهو يعود للخلف استعداد للهرب ‪ /‬دي‬


‫الفاتورة بتاعت التصليح وشادية بتقولك هي‬
‫عايزه تليفون و‪..‬‬

‫لم يكمل حديثه حيث وجد بعض االكواب تتطاير‬


‫في جهته وصراخ والده يكاد يصمه ‪ /‬اعمللللل‬
‫ايه اقفل القهوة واقعد اشحت قدام الجامع‬

‫شادي وهو يحاول تجبن االكواب ‪ /‬وماله يا‬


‫حاج بس ده حتي انت معروف والناس هتحن‬
‫عليك‬

‫صرخ عوض بغصب ‪ /‬اولع في نفس عشان‬


‫ترتاحوا مني‬
‫شادي ‪ /‬حسك معانا في الدنيا يا حاج هدي‬
‫نفسك بس العصبية وحشه عشانك‬

‫ركض عوض له وهو يحاول امساكه بينما‬


‫صرخ شادي وهو يدور في القهوة كول الزبائن‬
‫وابيه خلفه في مشهد يتكرر كثيرا لرواد القهوة‬
‫وكأنه مشهد يومي او ما شابه‬

‫دخل ادهم لشقته وهو يلقي المفتاح لتعب‬


‫وإرهاق ثم نظر الم فتحي وهو يقول ‪ /‬أنا‬
‫هدخل استريح مش عايز دوشه او اي صوت‬
‫ممكن‬

‫هزت رأسها ببسمة براءه لم يرتح لها ادهم‬


‫ولكن تجاهلها ودخل لغرفته ونزع حذائه والقى‬
‫جسده علي الفراش واغمض عينه وراح في‬
‫نوم عميق دون أن يبدل ثيابه‬
‫بينما تسحبت ام فتحي ودخلت لغرفته ثم نظرت‬
‫له وهو نائم وابتسم وهي تقول ‪ /‬شكلة هادي‬
‫وبرئ اوي‬

‫ثم ابتسمت وخرجت وهي تتخصر وتنظر‬


‫للمنزل بتفكير ‪ /‬نعمل ايه نعمل ايه‬

‫ثم وقع نظرها علي التلفاز فابتسمت بخبث‬


‫وهي تتجه له‬

‫نفخ بضيق أثناء نومه من هذا الطقس المزعج‬


‫وايضا هذه الذبابة المزعجة بشده التي يبدو‬
‫أنها تنتظر لحظه نومه حتي تأتي لتعزف‬
‫بجانب اذنه سيمفونيه من أعذب ازيرها‬

‫نهض وهو ينفخ بضيق وينظر بجانبه للمروحة‬


‫ليجد ان الكهرباء انقطعت عن منزله نهض‬
‫وخرج من غرفته ليجدها تجلس امام التلفاز‬
‫بكل برود وكأن هذا المنزل هو منزلها‬

‫تحدث ادهم ببسمه باردة ‪ /‬ام فتحي!‬

‫لم تجب عليه وكانت تنظر للتلفاز بانتباه شديد‬


‫فتحدث بصراخ ‪ /‬ام فتحيييييييي‬

‫نظرت له بانزعاج وهي تقول ‪ /‬ايه عايز ايه‬


‫بعدين ايه ام فتحي دي يا اعمي البصر‬
‫والبصيرة انتي ياض كحلوك ببصل وانت‬
‫صغير‬

‫ادهم بصدمه مصطنعه ‪ /‬ايه ده انتي عرفتي‬


‫منين اكيد عشان رموشي طويله وعيني واسعه‬
‫وقمر‬
‫ام فتحي وهي تعود لمشاهدة التلفاز ببسمه‬
‫مستفزة ‪ /‬ال عشان اعمي‬

‫ادهم بتحذير ‪ /‬ام فتحي‪...‬‬

‫تحدثت بغيظ ‪ /‬أنا مش اسمي ام فتحي‬

‫ادهم بصدمة ‪ /‬وهللا‪ ....‬بنت احنا مش اتفقنا‬


‫اسميكي ام فتحي وبقالي كتير بناديكي بيه‬

‫نهضت ام فتحي وهي تضع يدها علي خصرها‬


‫وتتحدث بتذمر ‪ /‬بس انا موافقتش يا ضنايا‬

‫ادهم وهو يتحدث بسخريه ‪ /‬وانا مش مستني‬


‫توافقي ام فتحي اليق عليكي‬

‫زفرت بضيق وجلست علي االريكة وهي تشير‬


‫بعدم اهتمام ‪ /‬طب غور غور عايزه اسمع‬
‫المسلسل‬
‫نظر لها بغباء ‪ /‬بت ده بيتي انا‬

‫نظرت له ببرود ‪ /‬بيتنا‬

‫كاد يعترض علي حديثها لوال انه أدرك شئ‬


‫فنظر للتلفاز بهدوء مخيف وهو يهمس ‪ /‬هو‬
‫التلفزيون ده شغال إزاي‬

‫ابعدت نظرها عن شاشة التلفاز وهي تتحدث‬


‫وكأنها تشرح لتلميذ ما ‪ /‬آه بص ده سهل جدا‬
‫فيه حاجه كده اسمها فيشه في التلفزيون دي‬
‫بقي عامله زي العصايا السحرية اول ما‬
‫تحطها في الكهربا بووووم يشتغل التلفزيون‬

‫هز ادهم رأسه بانبهار مصطنع ‪ /‬ال تخرج قبل‬


‫أن تقول سبحان هللا‬

‫هزت ام فتحي رأسها ‪ /‬ويخلق ما ال تعلمون‬


‫ادهم باقتراح ‪ /‬مفكرتيش تفتحي قناة يوتيوب‬
‫هتكسبي كتير اوي بمعلوماتك دي‬

‫ام فتحي برفض ‪ /‬ال ياعم واقطع علي الدحيح‬


‫والناس دي ال مش بحب اقطع األرزاق‬

‫ادهم وهو يتحدث بحماس ‪ /‬ال يابنتي بس‬


‫جربي كده سميها ام فتحي للبرمجيات‬

‫ام فتحي بتفكير ‪ /‬تفتكر‬

‫ادهم ‪ /‬افتكر جدا واعرضي بقي افكارك‬


‫اللولبيه دي ازاي نشغل التلفزيون وازاي اشغل‬
‫الميكرويف والتالجه وغيره هتعمل صريخ‬
‫اليكات‬

‫هزت ام فتحي رأسها ويبدو انها تفكر في األمر‬


‫بجديه فصرخ بها وهو يكاد ينفجر ‪ /‬انتي هبلة‬
‫يابت انتي اقولك التلفزيون شغال إزاي والنور‬
‫قاطع تقومي تقولي عشان حطيت الفيشه‬

‫ام فتحي بتعجب ‪ /‬سالمه النظر نور ايه اللي‬


‫قاطع‬

‫ادهم وهو ينظر بشك ‪ /‬أمال المروحة جوا‬


‫وقفت لوحدها إزاي‬

‫ام فتحي وهي تنظر للتلفاز ‪ /‬ال ده انا اللي‬


‫قفلتها عشان عاملة صوت وانا مش عارفه‬
‫اتفرج علي المسلسل‬

‫ضحك ادهم بشده وهو يمسح وجهه وال يصدق‬


‫ما يحدث له بسبب هذه الفتاه العفريت التي‬
‫ظهرت له من العدم‬

‫نظرت له بتعجب ‪ /‬مالك شكلك مش كويس‬


‫كاد ادهم يجيب لوال صوت طرق البيت فنظر‬
‫لها بشر واتجه للباب فوجد تلك الفتاه المزعجه‬
‫التي تدعي لوجي وهي تتحدث بخوف ‪ /‬مالك يا‬
‫دكتور ادهم انت كويس أصل صوتك واصل‬
‫للشقه عندنا انت بتكلم نفسك‬

‫نظر ادهم خلفه لتلك الفتاه ورفع حاجبه‬


‫فتحدثت‬

‫ام فتحي بتعجب ‪ /‬االه مش دي البت‬


‫الخلبوصايه الملفوفة في العباية مكسوفه يا‬
‫مشمشايه متفكي وخليكي معايا اللي جتلك‬
‫العيادة‬

‫ادهم بصراخ ‪ /‬ام فتحي اتمسي عشان انا‬


‫ماسك نفسي بالعافيه‬
‫عادت لوجي للخلف بخوف وهي تجذب طرف‬
‫عبائتها وتنفخ فيها وتهمس ‪ /‬أعوذ باهلل من‬
‫الشيطان الرجيم انت لسة بتشوفها‬

‫نظر لها ادهم ببسمه فسمع صوت ام فتحي‬


‫وهي تقول ‪ /‬بقولك ايه متروح تجيب َمزه‬
‫وخمرة وهات البت دي‬

‫نظر ادهم لها وكاد يصرخ بها لوال صوت فتاة‬


‫اخري تحدثت وهي تنظر للوجي بتعجب ‪ /‬ادهم‬
‫مين دي‬

‫صفقت ام فتحي بفرحة ‪ /‬هللا اكبر اهم بقوا‬


‫اتنين ده انت طلعت خلبوص ياض يا أدهم‬

‫نظر ادهم لتلك الفتاه وهمس ‪ /‬اللهم ال‬


‫اعتراض علي حكمتك يارب‬
‫تحدث الفتاة التي دخلت للتو وهي تنظر الدهم‬
‫بسخريه ‪ /‬مين دي يا استاذ‬

‫ادهم بسخرية اكثر منها ‪ /‬ميخصكيش‬

‫صرخت الفتاه ‪ /‬ماتتكلم كويس معايا وال انت‬


‫مبقاش حد مالي عينك‬

‫اقترب منها ادهم بسرعه وجذبها من يدها‬


‫بحده وهو يقول بينما يضغط علي أسنانه ‪/‬‬
‫الحظي اني اخوكي الكبير يا محترمة‬

‫ثم نظر لثيابها التي تكشف منها الكثير ‪ /‬وال‬


‫محترمة ايه بقي ده انتي اخرك غازية يابنت‬
‫حسين األلفي‬
‫نظرت لوجي للوضع المشحون لذا ابتسمت‬
‫بخجل وقالت ‪ /‬طب فوتك بعافيه انا يا دكتور‬
‫ادهم وهاجي لحضرتك وقت تاني‬

‫ثم تركتهم ورحلت بينما اخته نظرت له ببسمة‬


‫ساخرة ‪ /‬واضح آوي انك مقضيها هنا عشان‬
‫كده رافض ترجع مش كده‬

‫نظر لها ادهم قليال ثم أجاب بهدوء غريب ‪/‬‬


‫آيوه مقضيها وفاتح الشقة دي غرزه وبجيب‬
‫نسوان وخمرة وكل ليلة بسهر للصبح حلو كده‬

‫ام فتحي بلهفة ‪ /‬باهلل عليك لتمسكني إدارة‬


‫الغرزة‬

‫نظر لها بشر فغمزت له ‪ /‬ده انا هدلعكم‬


‫حاول أن يمنع بسمته فتحدثت اخته ‪ /‬انت‬
‫بتبص فين بصلي هنا‬

‫نظر لها بشر وقال بصوت غاضب ‪ /‬عايزه ايه‬


‫يا اسماء‬

‫دخل شادي المنزل واخذ ينادي علي شاديه‬


‫ولكن لم يسمع رد فابتسم وتنهد بارتياح واتجه‬
‫لغرفته والقى جسده علي الفراش واغمض‬
‫عينه بتعب سرعان ما اقتحمت صورتها‬
‫مخيلته فابتسم وهو يتذكر لقائهم الثاني حيث‬
‫قابلها في التوكيل‬

‫‪F. B‬‬
‫شادي وهو ينظر للسيارة‪/‬يعني علي امتي كده‬
‫يا ريس هتخلصها‬

‫العامل ‪ /‬اسبوعين كده‬

‫سليم باحتجاج ‪ /‬اسبوعين عشان الفانوس اللي‬


‫مكسور‬

‫العامل بسخريه ‪ /‬وبالنسبة لجانب العربية االي‬


‫اتشرخ وتقريبا هيقع يا استاذ دي أقل مده‬
‫ادعي بس ميكونش آكتر من كده‬

‫سليم بجدال ‪ /‬وده ليه يعني ده لما‪......‬‬

‫لم يستمع شادي لباقي كالمه بسبب سماع‬


‫صوت يعلمه جيدا ولم يفارق خياله أبدا فاتجه‬
‫الحد األركان البعيده قليال عن الجميع فوجدها‬
‫تقف مع احد العمال وهي تتحدث ببرود ‪/‬‬
‫معرفش حصل ايه فيها هي مره واحده وقفت‬
‫ومردتش تتحرك‬

‫ثم قالت بتذكر‪ /‬آه صحيح افتكرت كان فيه‬


‫حمار كده جه عشان يصلحها تقريبا هو اللي‬
‫بوظها‬

‫اشتعلت عين شادي بشده وتقدم منها وهو‬


‫يصرخ بحده ‪ /‬جاك حمار يكسر عضمك يا‬
‫معفنه انتي‬

‫ابتسمت موني وهي تقول ‪ /‬شوف جه علي‬


‫السيره كويس اوي أتفضل قول للراجل ده نيلت‬
‫ايه في عربيتي‬

‫اقترب منها شادي وادعى انه سيضربها ‪ /‬أنا‬


‫منيلنش بس دلوقتي هنيل واكسر دماغك دي‬
‫واشوف ايه جواها يا حتة بجرة‬
‫نظرت له موني بحدة وهي تقول ‪ /‬مين اللي‬
‫بجرة يا طور انت‬

‫شادي وهو يصرخ بها ‪ /‬طور لما يرفصك يا‬


‫قليلة االدب الظاهر انك عايزه تربية من اول‬
‫وجديد كل ده جزاتي عشان وقفت اساعدك‬

‫موني بغضب ‪/‬اما انت بجح بصحيح لسه بتقول‬


‫تساعدني ده انت بهدلت العربية يا حيوان‬

‫شادي وهو يقول بغصب ‪ /‬مش ذنبي انا بقي‬


‫لو فيه جحشة راكبة عربية بابي جبهالها‬
‫ومتعرفش حاجه فيها فيها وبوظتها‬

‫موني وهي تفتح عينها بصدمه‪ /‬انت بتتكلم‬


‫عليا انا‬
‫ابتسم شادي وهو يهز رأسه ببرود ‪ /‬آيوه‬
‫اااااااااااااااه‬

‫لم يكمل كالمه حتي كانت موني تجذب ذراعه‬


‫وتعض عليه بشده فعال صراخ شادي وهو‬
‫يحاول ابعادها وهي تزداد تشبثا به جاء باقي‬
‫الشباب وتفاجئوا بما يحدث فصرخ بهم شادي‬
‫‪/‬اتحرك يا بهيم منك ليه دي قربت تطلع بلحمي‬
‫بنت الجعانه دي‬

‫تحدث كريم بقلة حيله ‪ /‬هنعمل ايه يعني‬


‫هنشدها إزاي‬

‫صرخ شادي وهو يحاول أبعاد رأسها ‪ /‬اوعي‬


‫يا بجرة يا حلوب انتي دراعي يابنت ال‬
‫اااااااااااااااه‬

‫صرخ وهو يشعر بها تزيد من عضها له‬


‫بينما اخذ أصدقائه يضحكون بشده عليه بينما‬
‫قالت أم فتحي ببسمه ‪ /‬االه مش دي الحتة‬
‫المستوردة اللي كان بيتفرج علي الصور‬
‫بتاعتها دي طلعت جامده اوي يا بوي بس‬
‫تصدق الحقيقه احلي ما شاء هللا قمر بنت االيه‬

‫نظر لها ادهم وضحك بيأس منها‬

‫بينما شادي كان يحاول نزعها منه حتي تركت‬


‫هي ذراعه وعدلت شعرها بكل كبرياء‬
‫وابتسمت له وهي تقول ‪/‬حلوة الساعة؟؟‬

‫‪B‬‬

‫نظر شادي ليده فوحد أثر لعضتها فضحك بشده‬


‫وهو يقول ‪ /‬مش سهلة أبدا بس علي مين‬
‫شعر شادي بأحد يفتح غرفته فتحدث ‪/‬تعالي يا‬
‫شادية‬

‫دخلت شادية وهي تقول ببسمة ‪ /‬قولت لعوض‬


‫يجبلي تليفون جديد وال ال‬

‫شادي بضحك ‪ /‬قولتله وكسر القهوة علي‬


‫دماغي‬

‫شاديه بتعجب ‪ /‬ليه يعني كل ده عشان التليفون‬

‫هز شادي رأسه برفض وهو يضحك ‪ /‬ال منا‬


‫كسرت عربيته وودتها التوكيل وجبتله فاتورة‬
‫بطول دراعي قام كسر القهوه عليا والناس‬
‫مسكته بالعافية لغاية ما جريت لبرة‬

‫نظرت له شادية بحزن ‪ /‬يا حبيبي يا بني ياللي‬


‫ملكش في الدنيا نصيب‬
‫شادي وهو يجلس بجانبها ويضع يده علي خده‬
‫بحزن ‪ /‬آه وهللا يا شادية ده طيب آوي وعلي‬
‫نياته والدينا دايما ملطشة معاه‬

‫نظرت له شادية بحزن وهي تقول ‪ /‬يال ربنا‬


‫يعوضه يارب ويجزيه خير علي صبره ده‬

‫كان سليم يجلس وهو يضع رأسه أرضا يحاول‬


‫ان يلتقط صوتها في المنزل وفجأه رفع رأسه‬
‫بسرعه وابتسامه واسعة ترتسم علي وجهه‬
‫حينما شعر بها وهي تدخل عليه في الصاله‬

‫كانت أشرقت عائده من الخارج وهي تحمل‬


‫الحقائب وتنادي والدتها واتجهت للصاله ولكن‬
‫وجدت سليم يجلس في الصاله فقد عرفته من‬
‫شعره وظهره ابتسمت وهي ترحب به بعدما‬
‫رفع رأسه ‪ /‬ازيك يا دكتور سليم‬
‫سليم ببسمة عاشقة ‪ /‬الحمدهلل يا أشرقت بخير‬
‫انتي عامله ايه‬

‫أشرقت وهي تنظر الحقائب في يدها بشرود ‪/‬‬


‫بخير والحمدهلل اخبار خالتي وفاء (والدة سليم)‬
‫ايه‬

‫سليم ببسمة ‪ /‬الحمد هلل هي بخير وبتوصلكم‬


‫سالمها‬

‫دخلت بسمة وهي تحمل صينيه الشاي ‪ /‬تعيش‬


‫يارب يابني وصلها سالمي بس مكنش له‬
‫داعي تتعب نفسك كده‬

‫نظر سليم للحقائب التي احضرها بخجل ثم قال‬


‫‪ /‬دي‪ ..‬دي دي بس حجات بسيطه انا بس جيت‬
‫اشوفكم لو محتاجين مني اي خدمة وكمان‬
‫اعتذر عن‬
‫لم يكمل اال وقاطعته بسمة سريعا ‪ /‬تعتذر عن‬
‫ايه يا بني ربنا يديك الصحة يارب انك وقفت‬
‫ليه انت عارف اننا واليا ومعناش راجل من‬
‫وقت وفاة ابو أشرقت ربنا يخليك ألمك يا‬
‫حبيبي‬

‫تحدثت أشرقت ببسمة نزلت كالبلسم علي قلب‬


‫سليم ‪ /‬متشكرين يا دكتور وهللا واطمن انا‬
‫خالص رجعت الشغل بتاعي‬

‫ثم نظرت ألمها ببسمه سعادة ‪ /‬روحت للمديرة‬


‫قبل ما اجي ووافقت ارجع تاني يا ماما‬

‫ابتسم سليم بشده لفرحتها ثم قال ‪ /‬مبارك يا‬


‫ابلة أشرقت هتكوني احلي ابلة بإذن هللا‬
‫ابتسمت أشرقت بخجل فنهض سليم وهو يقول‬
‫‪ /‬طب يا خالتي بسمة اي وقت تحتاجي حاجه‬
‫انا موجود ارجوكي اي حاجه متتردديش‬

‫ابتمست بسمة بشده ‪ /‬تعيش يا بني يارب‬


‫ويديك الصحة‬

‫ابتسم سليم ونظر مره اخيرة الشرقت نظره لم‬


‫تفهمها وخرج سريعا بينما دعوات بسمة‬
‫تالحقه‬

‫واشرقت مازالت شاردة ولم تنتبه سوي علي‬


‫حديث والدتها‬

‫أشرقت بانتباه ‪ /‬ها نعم يا ماما‬

‫بسمة بتعجب ‪ /‬مالك يابنتي بقولك سليم جايب‬


‫حجات كتير اوي شوفي هتعملي ايه بيها‬
‫نظرت أشرقت للحقائب واقتربت منها وفتحتها‬
‫ودون ان تشعر ارتسمت بسمة صافية علي‬
‫وجهها وهي تتذكر عندما كانو صغار ( أشرقت‬
‫الصغيره وهي تجذب يد سليم ‪ /‬يال يا سليم‬
‫بسرعه عشان هتأخر ادخل هات الحلويات‬

‫توقف سليم وهو يضحك بشده ‪ /‬طب عايز ايه‬


‫طيب خلينا نخلص يا ابلة أشرقت‬

‫ابتسمت أشرقت لهذا اللقب التي كانت تحبه‬


‫جدا ‪ /‬عايزه بيبس كتير وشيبسي ومارشيملو‬
‫وشيكوالته وبس)‬

‫هبطت دمعه من عيون أشرقت وهي تحمل‬


‫حقيبة مليئة بالمشروبات الغازيه و الشيبسي‬
‫والمارشيملو والشكوالته وتقول بخفوت ‪ /‬لسه‬
‫فاكر يا سليم‬
‫نظر شاكر بخبث البنه وهو يشرب قهوته‬
‫‪/‬ارغي عايز ايه‬

‫لوى كريم شفتيه بتذمر ‪ /‬ايه يا ابو كريم مش‬


‫كده يعني ده انا حتي ابنك ضناك‬

‫شاكر ببرود ‪ /‬جيت غلطة وهللا‬

‫زفر كريم وهو يهمس ‪ /‬كل شوية غلطة غلطة‬


‫مقتلتنيش ليه وريحت نفسك‬

‫شاكر ببسمة ‪ /‬ياريت يا خويا علي االقل كنت‬


‫استريحت منك‬

‫ابتسم له كريم بلطافة فبالنهاية هو يحتاجه ‪/‬‬


‫بص يا شاكر يا حبيبي انا عايز مساعدة كده‬
‫صغننه فيه شوية حبايبي كده ليهم عندي كام‬
‫فيديو زنا علي مخدرات علي سرقة علي‬
‫ميكس من اللي قلبك يحبهم دول فأنا هديهم‬
‫ليك وعايز بقي اكبر عقوبه ممكن تجبها ليهم‬
‫عشر سنين عشرين اللي يجي منك حلو‬

‫ابتسم شاكر وهو يعود بظهره للخلف ببرود ‪/‬‬


‫والمقابل‬

‫همس كريم يغيظ ‪ /‬كان قلبي حاسس يا‬


‫مصلحجي‬

‫ثم نظر لوالده وقال وهو يزفر ‪ /‬تالت ايام‬

‫شاكر باستمتاع ‪ /‬اسبوع‬

‫كريم بتفكير ‪ /‬ال اسبوع كتير اوي هما خمس‬


‫ايام‬
‫شاكر بجدال ‪ /‬اسبوع ويومين وهخلي واحد‬
‫من تالمذتي يعملهم حفلة ترحيب‬

‫كريم وهو يفكر ‪ /‬طب اسبوع ويوم‬

‫شاكر ببسمة باردة ‪ /‬اسبوعين وهظبطهم‬

‫زفر كريم بغيظ ‪ /‬اسبوعين ايه يا شاكر هباتهم‬


‫فين دول‬

‫شاكر ببرود ‪ /‬اسبوع عند شادي واسبوع عند‬


‫ادهم‬

‫تحدث كريم بخفوت ‪ /‬هللا يسامحك يا جدي انت‬


‫السبب كان الزم تجوزهم بدري اديه لسه‬
‫عايش مراهقته‬

‫خرجت هاجر من المطبخ وهي تتحدث بملل ‪/‬‬


‫انتم لسه فيكم العادة دي‬
‫ضحك شاكر وهو يغمز لها ‪ /‬مهو لوال العادة‬
‫دي مكنتش عرفت استفرد بيك يا قمر‬

‫كريم بتذمر ‪ /‬يارب رزقتني بأب مراهق كده‬

‫فدائما عندما كان يحتاج كريم لشئ كان يترك‬


‫المنزل لوالده مقابل هذا الشئ وهذه عادتهم‬
‫منذ طفولته‬

‫تحدث كريم بتذمر ‪ /‬علي فكره بقي يا شاكر‬


‫انت بقيت تغلي مطالبك اوي فين ايام ما كنت‬
‫بتقبل بيوم او اتنين دلوقتي بقيت جاحد علي‬
‫النعمة يرضيك ابنك يتبهدل في بيوت الناس‬

‫شاكر ببسمة باردة ‪ /‬آه يرضيني‬


‫زفر كريم وهو يقول ‪ /‬اخر كالم هو اسبوع‬
‫وخمس ايام وتعمل اللي تقدر عليه والمده‬
‫تطول وتعملهم ترحيب حلو‬

‫شاكر ببسمة ‪/‬موافق‬

‫ثم مد يده وصافح كريم‬

‫تحدث شاكر ببسمة ‪ /‬طب متخليهم شهر‬


‫واجبلهم مؤبد‬

‫نظر ادهم السماء بغصب ‪ /‬ارجعي عند ابوكي‬


‫وقوليله ينساني يا اسماء مش كل ما يحتاج‬
‫مصلحه مني يفتكر انه عنده ابن تآني مش‬
‫كفاية عليه وائل حبيب قلبه‬

‫اسماء بصدمه ‪ /‬انت بتتكلم كده ازاي علي‬


‫ابوك‬
‫ادهم بصراخ ‪ /‬مش ابويا الراجل اللي يتبرى‬
‫مني مش ابويا الراجل اللي مش راضي يعترف‬
‫بيا مش ابويا الراجل اللي بيخجل يقول للناس‬
‫انه عند ابن بسبب لياليه الحمرا يبقى مش‬
‫ابويا انتي فاهمه ودلوقتي ارجعي للبيت‬
‫وارحموني وانسوني فاهمين انسو انكم تعرفوا‬
‫حد اسمه ادهم‬

‫ثم أغلق الباب بعنف بينما هي بهتت من‬


‫صراخه وهبطت الدرج بسرعه بينما كانت‬
‫شادية تجلس في شقتها وهي تقول ببكاء‪ /‬ربنا‬
‫يحرق قلبهم زي ما بيحرقوا قلبك يا بني هما‬
‫ايه مش عايزين يسيبوه في حاله ليه مش‬
‫كفايه بقي وال لسه عندهم تآني‬
‫ضمها شادي وهو ينظر للسقف حيث تعلوهم‬
‫شقة ادهم وهو يتحدث بحزن ‪ /‬ربك كبير يا‬
‫شادية ربك كبير‬

‫بينما ادهم كان يدفن رأسه في قدمه وهو‬


‫يهمس بوجع ‪ /‬سيبوني في حالي ارحموني‬
‫بقى‬

‫رفع رأسه بوجع وهو ينظر حوله للشقة‬


‫الهادئة وقال ‪ /‬ام فتحي!!!‬

‫ثم نهض بتعب وهو يتحرك في الشقة ويقول ‪/‬‬


‫ام فتحي‬

‫‪ .....‬ام فتحي انتي فين‬

‫لم يسمع اي رد فدخل وبحث في جميع غرف‬


‫المنزل ولكن لم يجد احد كرمش مالمحه بقلق‬
‫وهو يهمس بحزن ‪ /‬ام فتحي انتي فين؟؟؟؟؟؟‬
‫متسبنيش لوحدي مصدقت يبقى معايا حد‬

‫ثم صرخ بصوت عالي ‪ /‬انتي فييييييين‬

‫********************‬
‫البارت السادس‬
‫نظر ادهم حوله بحزن وهو يهمس ببسمة ‪/‬‬
‫طب هقولك حاجه حلوة اخرجي وانا هخليكي‬
‫تعاكسي في الواد كريم وسليم وشادي براحتك‬
‫ومش هقولك ام فتحي تآني‬

‫هسميكي اسم حلو امممم ايه رأيك في مالك‪...‬‬


‫مالكي عشان انتي فعال مالك يا ام فتحي‬

‫ضحك بخفوت ‪ /‬معلش بقي اتعودت بس انتي‬


‫فعال رغم ان فترة صغيره بس معاكي اال انك‬
‫مليتي حياتي اتعودت ابص جنبي االقيكي‬
‫اتعودت أالقي منك تعليق علي أي حاجه‬
‫بتحصل في حياتي اتعودت مكونش لوحدي‬
‫بسبب فترة صغيره خالص‬
‫جلس أرضا وهو يضع رأسه ببطئ علي قدمه‬
‫وهمس بشرود ‪ /‬مش بحب اكون لوحدي أبدا‬
‫كلهم عندهم اهل وانا ال كلهم عندهم صوت في‬
‫الشقه وضحك وانا اللي شقتي هادية وفاضيه‬
‫كلهم بيرجعوا من الشغل يالقوا اكل نضيف‬
‫وحضن دافي يستقبلهم اال انا دايما ارجع أالقي‬
‫الشقه فاضيه وبروح اجيب اي اكل وخالص‬

‫ثم ابتسم وهو ال يشعر بدموعه التي تهبط ‪ /‬أنا‬


‫مش بحسدهم وهللا ربنا يخليهم لبعض انا‬
‫بحبهم آوي وفرحان انهم مش زيي أبدا أنا‬
‫بس‪ .....‬بس نفسي يكون عندي زيهم اهل‬
‫وناس تخاف عليا ولو اتأخرت بره يتصلوا بيا‬
‫ويقولولي كنت فين ولما اتعب بليل وتجيلي‬
‫حمى مفضلش لوحدي علي السرير ومقدرتش‬
‫حتي اقوم اجيب لنفسي بق ماية هما صحابي‬
‫مش بيسبوني وال كمان أهلهم بس انا نفسي‬
‫في عيله تكون معايا علي طول‬

‫مسح دموعه ثم قال ببسمة ‪ /‬تعرفي يا مالكي‬


‫حاسس انك من خيالي انا بس أساسا‪ ،‬ايوة‬
‫صح خيالي هو اللي صنعك عشان احساس‬
‫الوحدة اللي عندي انا درست حاجه شبه كده‬

‫ثم ضحك بسخريه وهو ينهض ويمسح دموعه‬


‫‪ /‬في االخر طلعت مجنون‬

‫سمع ادهم رنين هاتفه فوجد رقم المشفي‬


‫فاجاب بهدوء ‪ /‬آيوه‪ ....‬تمام مسافة السكه‬
‫واكون موجود‬
‫ثم خرج من الشقه بسرعه وهو ينظر خلفه‬
‫لعله يجدها بجانبه كالعاده ولكن لم يجدها أبدا‬
‫فابتسم وهو يقول ‪ /‬كانت خيال‬

‫ثم خرج من العمارة بسرعه كبيره وهو يتجه‬


‫لخارج الحارة وخلفه نداءات ام احمد فنظر لها‬
‫وهو يقول بسرعه ‪ /‬معلش يا ام احمد في حالة‬
‫طارئة في المستشفي والزم اكون موجود‬
‫هبعتلك حد‬

‫ثم اخرج هاتفه وهو يركض وهاتف شادي ‪/‬‬


‫الو يا شادي بقولك روح الم احمد شوفها كده‬
‫عايزه ايه عشان نادت عليا وانا خارج‬
‫ومعرفتش اشوفها عايزه ايه الني مستعجل‬
‫طب تمام متتأخرش عليها سالم‬
‫ثم وضع الهاتف في جيبه وصعد في أول‬
‫سيارة قابلته وهو يخبره ان يسرع‬

‫خرج شادي من القهوة واتجه للسوبر ماركت‬


‫واحضر بعض التسالي وذهب الم احمد وهو‬
‫يضع الحقيبه علي النافذه ويقول ‪ /‬وادي يا‬
‫ستي تسالي لزوم القعده ها بقي احكي يا ام‬
‫احمد‬

‫نظرت له ام احمد بتعجب ‪ /‬احكي ايه يابني‬

‫شادي وهو يأكل بعد الفول السوداني ‪ /‬هللا مش‬


‫انتي كنتي بتنادي علي الواد ادهم وهو ماشي‬
‫وعايزه وال هو ادهم بس إللي حبيب القلب‬
‫وشادي كخه ده انا حتي جايب تسالي عشان‬
‫نتكلم براحتنا‬
‫ابتسمت ام احمد بشده وهي تقول له بدموع ‪/‬‬
‫هتقعد معايا‬

‫شادي وهو يزيح حقيبه التسالي جانبا ثم جلس‬


‫علي النافذه وربع قدمه ‪ /‬وادي قاعده يا ستي‬
‫هنتكلم طول الليل لو تحبي انا اساسا صايع‬
‫معنديش حاجه‬

‫ضحكت ام احمد من بين دموعها وهي تقول‬


‫بلهفه وقد وجدت من يجلس معها بدل وحدتها‬
‫‪ /‬طب اصبر هعمل لينا كوبايتين شاي ونتكلم‬
‫براحتنا‬

‫ابتسم شادي ‪ /‬اشطا عليكي يا ام احمد هي دي‬


‫الدماغ‬

‫ذهبت ام احمد لتعد الشاي بينما اخذ شادي‬


‫يأكل اللب وهو يلعب في هاتفه حتي سمع‬
‫صوت ام علي وهي تقول ‪ /‬االه بتعمل ايه‬
‫عندك يا خويا‬

‫شادي وهو يضع هاتفه جانبا ‪/‬بعمل تان يا ام‬


‫علي‬

‫ام علي بتعجب ‪ /‬تان ايه التان ده يا خويا دي‬


‫حاجة برضو علي النت‬

‫شادي بضحك ‪ /‬خربيت النت اللي بوظ عقلك‪...‬‬


‫انا بهزر يا ام علي انا بس مستني ام احمد‬
‫عشان هسهر معاها انهارده‬

‫ام علي ‪ /‬وماله يا خويا بس قولي مشوفتش‬


‫سكان‬
‫االستاذ كريم اصلي عايزاه يعملي ُ‬
‫للموبايل‬
‫سكان ليه هتخلي الفون إيجار‬
‫شادي بتعجب ‪ُ /‬‬
‫جديد‬

‫ام علي بعدم فهم ‪ /‬إيجار جديد ايه بس عايزه‬


‫سكان يا استاذ شادي انت متعرفش‬
‫اعمل ُ‬
‫السكان وال إيه‬

‫شادي بعدم فهم ‪ /‬آيوه معلش يعني إيه سكان‬


‫يعني الفون مثال زرارين وبطارية وشحنه‬
‫بحري وال إيه‬

‫ام علي وهي تحاول أن تصف له ‪ /‬يا خويا‬


‫البتاع اللي بيعدي علي الصورة ده ويوضحها‬
‫وي‪ ...‬بقولك ايه شكلك مش بتفهم حاجه‬
‫وملكش في التكنالوجيا انا هبقي اجي ألستاذ‬
‫كريم بعدين فوتك بعافية‬
‫ثم اخذت تتمتم وهي راحله ‪ /‬مش عارفه‬
‫شايلين تالفون ليه طالما مش بتفهموا فيه‬

‫شادي وهو يشير لنفسه بصدمه ‪ /‬بقي انا مش‬


‫بفهم حاجه ومليش في التكنالوجيا‬

‫ثم قال بصوت عالي ‪ /‬علي فكره بقي يا ام علي‬


‫انا بفهم آوي في التكنالوجيا واسمها إسكان‬
‫مش سكان وهلغي الباد بتاع االنستا )‪(scan‬‬
‫يا ام علي وابقى وريني مين اللي هيديكي‬
‫سكوب في ببجي ولو شوفتك مسحوله قدامي‬
‫مش هديكي اليف يا ام علي‬

‫خرجت ام احمد وهي تنظر لشادي بتعجب ‪/‬‬


‫مالك يابني بتزعق لمين‬

‫شادي وهو يأكل لب بغيظ ‪/‬دي ام علي‬


‫ضحكت ام احمد بشده وهي تقول ‪ /‬يووه جتك‬
‫ايه يابني انت بتاخد علي كالم ام علي دي‬
‫بتحب تهزر دايما‬

‫شادي بتذمر ‪ /‬دي بتقولي جاهل‬

‫ضحكت ام احمد وهي تقول ‪ /‬قطع لسانها طب‬


‫لما تجيلي وهللا الهزقها حد يقول البني جاهل‬
‫اسم هللا عليك يا حبيبي راجل ملو هدومك‬
‫واقف دايما في ضهر ابوك ومعاه وعمرك ما‬
‫سبته‬

‫ثم ظهرت نبرة الحزن في صوتها ‪ /‬اديك شايف‬


‫احمد مع أول فرصه جاتله للشغل بره جري‬
‫وسابني لوحدي هنا قلبي بياكلني عليه‬

‫نظر لها احمد بشفقه وحزن ثم اخرج شوكالته‬


‫وقال وهو يمد يده بها ‪ /‬خالص بقي يا ام احمد‬
‫راح احمد عندك شادي وسليم وادهم وكريم‬
‫ياستي هيصيي محدش قدك بعدين خدي‬
‫الشيكوالته دي‬

‫قاطع كالمه احد ما يجذب منه الشيكوالته بحده‬


‫ثم يصعد بجواره علي النافذة وهو يقول ببرود‬
‫وهو يأكل الشيكوالته‬

‫‪ /‬ام احمد ممنوعه من الحلو يا حلو مش انا‬


‫قولت كده قبل كده وال مقولتش‬

‫ذم شادي شفتيه كطفل ‪ /‬حرام عليكي يا سليم‬


‫إزاي تمنعها من الحلويات كلها حتي اسمح‬
‫ليها بحاجه قليله‬

‫ضربه سليم في كتفه‪ /‬هو أنا بعذبها يا بجم انت‬


‫مش عشان صحتها‬
‫ثم نظر الم احمد ‪ /‬وال إيه يا غاليه مش نحافظ‬
‫بقي علي صحتنا وكفايه فساد بتاع الواد شادي‬
‫ده‬

‫ام احمد ببراءه ‪ /‬أنا مكنتش هاخدها أساسا‬

‫نظر لها شادي وهو يقول‪ /‬عيني في عينك كده‬


‫يا ام احمد‬

‫ضحكت ام احمد بشده وهي تقول بتذكر ‪ /‬آه‬


‫صحيح استنوا اوريكوا الشربات والجونتات‬
‫اللي عملتها ليكم‬

‫ابتسم شادي بحماس وهو يقول ‪ /‬أنا قولتلك يا‬


‫ام احمد المره دي انا اللي هختار األول وعايز‬
‫األسود‬
‫ضحكت ام احمد ودخلت بسرعه واحضرت‬
‫بعض األشياء يدوية الصنع وهي تعطيها لهم‬
‫ببسمة واسعه فقد عوضت معهم فقدان االبن‬

‫نظر سليم لهم ببسمه وهو يأكل الشوكالته ‪/‬‬


‫حلو الرصاصي ده هيليق مع البالطو بتاعي‬

‫ابتسم شادي وهو يمسك األسود ويقول ببسمه‬


‫‪ /‬حلو اوي يا ام احمد انتي احلي واحده تعمل‬
‫شغل يدوي بص يا سليم جميل إزاي الشتا ده‬
‫هكون شيك آوي بالجوانتي ده مش هقلعة‬

‫نظر سليم له وهو يقول ببسمة ‪ /‬جميل اوي‬


‫بص األبيض ده لكريم هو بيحب األبيض‬
‫وبيمشي معاه و‪...‬‬
‫اخذ االثنان يتحدثان بينما ام احمد تنظر لهم‬
‫ببسمة وهي تحمد هللا انه عوضها عن غياب‬
‫ابنها بهؤالء الشباب‬

‫دخل ادهم المشفي بسرعه وهو يركض ثم‬


‫اتجه لغرفه التعقيم وبجانبه هناء وهي تقول ‪/‬‬
‫نزيف داخلي يا دكتور والحاله بتسوء‬

‫ادهم وهو يرتدي زي التعقيم ‪ /‬النزيف مستمر‬


‫من امتي‬

‫هناء ‪ /‬من حوالي‪......‬‬

‫نظر لها ادهم وهز راسه بشرود وهو يقنع‬


‫نفسه بالتركيز فقط علي عمله ونسيان ما حدث‬
‫كله ثم خر من غرفه التعقيم واتجه لغرفة‬
‫العمليات وهو ينظر لهناء ‪ /‬دكتور التخدير‬
‫وصل‬
‫هناء بعملية ‪ /‬وصل يا دكتور ودخل للعمليات‬
‫قبل ما انت توصل علي طول‬

‫فتح ادهم باب العمليات وهو يهز رأسه ثم اتجه‬


‫حيث المريض وتحدث وهو ينظر لطبيب‬
‫التخدير ‪ /‬في أي مشاكل عند المريض او اي‬
‫أمراض‬

‫طبيب التخدير بعملية ‪ /‬مفيش يا دكتور اي‬


‫أمراض خالص‬

‫هز ادهم رأسه ونظر للمريض أسفل يده ولكن‬


‫قبل أن يبدأ صدم وفتح عينه وقال بصدمه ‪ /‬ده‬
‫ده‪...‬‬

‫دكتور التخدير بتعجب ‪ /‬فيه حاجه يا دكتور‬


‫انتبه ادهم لنفسه ثم قال بشفقه ‪ /‬ال بس الطفل‬
‫صغير آوي علي عملية زي دي‬

‫دكتور التخدير بسخريه ‪ /‬هو لقى حد يهتم بيه‬


‫وقال ال ده والده بره ضارب الدنيا طناش رمش‬
‫هامة حاجه وأمه مموته نفسها من العياط‬

‫اهتز قلب ادهم وهو ينظر للطفل ويقول في‬


‫نفسه ‪ /‬ادهم تآني بيكبر ويطلع علي الدنيا وأب‬
‫تآني زي حسين األلفي بيفتري‬

‫ابتسم وبدأ يقوم بالعملية وهو ينحي مشاعره‬


‫جانبا فال مجال في عمله لعواطف أبدا‬
‫واستمرت العميلة لساعات طويلة وهم‬
‫يحاولون تدارك األمر حتي فُتح باب العمليات‬
‫والممرضات يجذبن سرير الصغير تحت بكاء‬
‫والدته وهي تحاول محادثته ثم انطلقت الدهم‬
‫وهي تقول ‪ /‬ابني يا دكتور ابني هو كويس‬
‫حصله ايه ده كان كويس امبارح‬

‫اشفق ادهم عليها ثم نظر بقرف لزوجها الذي‬


‫يدخن خلفها بكل هدوء وبرود فقال ادهم بحده‬
‫خرجت رغما عنه ‪ /‬ممنوع التدخين يا‬
‫حضرت‬

‫نظر له الرجل بسخريه ثم القي السيجارة أرضا‬


‫ودعسها بينما زفر ادهم بضيق وهو ينظر‬
‫للسيده ببسمة ‪ /‬هو كويس متخافيش تداركنا‬
‫الموضوع بإذن هللا هيكون تخت المالحظه لحد‬
‫ما نخرجه الوضه عاديه تقدري ترجعي البيت‬
‫النه مش هيفوق دلوقتي خالص‬
‫نظرت السيده له بدموع ‪ /‬هو أنا مينفعش اقعد‬
‫معاه هعقد في الطرقة بره هنا ومش هعمل اي‬
‫ازعاج وهللا‬

‫اشفق ادهم عليها وهو يخرج مفتاح من جيبة ‪/‬‬


‫ده مفتاح مكتبي هتالقي الدور التاني اخر‬
‫الممر وعليه اسمي ادهم األلفي تقدري تباتي‬
‫فيه وانا هكون موجود في المكتب تالي جنبك‬
‫لو فيه اي حاجه بلغيني‬

‫أمسكت السيده المفتاح بلهفه وهي تدعي له‬


‫ودموعها تهبط فابتسم لها ادهم بحزن ورحل‬
‫وهو ينظر لزوجها نظرات تكاد تحرقه حى‬

‫هبط ادهم للدور الذي يوجد له مكتبه ودخل‬


‫للمكتب المقابل له وفتح الباب والقى نفسه‬
‫بتعب علي االريكة فنظر له اسامه (صديقه)‬
‫بتعجب ‪ /‬فيه إيه يا بني مالك كده‬

‫ادهم وهو يغمض عينه ‪ /‬مش وقته يا اسامة‬


‫هللا يكرمك عشان حاسس ان عقلي هينفجر‬
‫بقالي ايام منمتش كويس ومش قادر افتح‬
‫عيني‬

‫ابتسم اسامه بشفقه ‪/‬طب افرد الكنبة ونام ولو‬


‫فيه حاجه هاخد انا مكانك‬

‫ابتسم له ادهم بامتنان ‪ /‬أصيل ياض يا اسامه‬


‫طمر فيك سندوتشات الكبدة يا معفن‬

‫ضحك اسامه بشده ‪ /‬يا عم بقي ذليت اهلي نام‬


‫نام‬
‫ضحك ادهم وأعطى أسامة ظهره واغمض‬
‫عينه لينام فوجدها تقتحم أحالمه بصوتها الذي‬
‫مازال عالقا في رأسه ابتسم وهو يذهب في‬
‫نوم عميق وهو ال يشعر بمن حوله ولكن فقط‬
‫يشعر بها هي‪ ......‬وهي فقط‬

‫خرج كريم من العمارة وهو ينظر حوله فوجد‬


‫شادي وسليم يجلسون علي نافذه ام احمد‬
‫فاتجه لهم وهو يقول ‪ /‬ازيك يا ام احمد عاملة‬
‫ايه‬

‫ام احمد بحنان وبسمة واسعه ‪ /‬الحمدهلل يا‬


‫حبيبي انا بخير وانت اخبارك‬

‫كريم ببسمة واسعه ‪ /‬أنا الحمدهلل ميت فل‬


‫وعشره‬
‫ثم ضرب علي كتف شادي الذي نظر له‬
‫بحدة‪ /‬قولي يا شادي يا قلبي هو سريرك واسع‬

‫شادي وهو يأكل اللب بعدم اهتمام ‪ /‬آه ليه‬

‫كريم وهو يعانقه بخبث ‪ /‬طب مش عايز حد‬


‫يدفيك وانت نايم‬

‫نظر له شادي بتعجب ثم ابعده عنه بسرعه‬


‫وهو يصرخ ‪ /‬استغفر هللا استغفر هللا هو إنت‬
‫منهم يا لطيف يارب رحمتك يارب‬

‫ثم قال بفزع ‪ /‬وانا اللي كنت بحضنه األول‬


‫سامحني يارب وهللا ما كنت اعرف يارب‬

‫كريم بفزع وقد وصل اليه ما يفكر به ثم ابتعد‬


‫بعيدا عن النافذه برعب وهو يصرخ به ‪ /‬الاا يا‬
‫حيوان الا‬
‫ضحك سليم بشده عليهم بينما ام احمد كانت‬
‫تضحك بصخب علي مشاغبتهم فاكمل كريم‬
‫وهو يضربه ‪ /‬بقولك عايز انام معاك‬

‫شادي وهو يأكل اللب ‪ /‬ما هو ده اسود اللي‬


‫بتقوله وطي صوتك بس عشان لو حد معدي‬
‫هيفهم غلط‬

‫كريم وهو يأخذ منه بعض التسالي ببرود ‪ /‬انت‬


‫بس عايز بيت لمده اسبوع وبعدين هروح‬
‫الدهم مش عايز من خلقتك حاجه تاني‬

‫شادي وهو يدعي الحزن ‪ /‬اهو يا ناس اشهدوا‬


‫مبقلناش دقيقة مرتبطين وبدأ يفكر انه يلعب‬
‫بديله‬
‫ثم قال وهو يمصمص شفتيه مثل النساء ‪/‬‬
‫صحيح يا مأمنه للرجال يا مأمنه للماية في‬
‫الغربال‬

‫تحدثت شاديه والتي كانت تقف منذ قليل دون‬


‫أن يشعر بها احد ‪ /‬معلشي يا ختي هما الرجاله‬
‫كده ياخدوا غرضهم ويرموكي يا حبيبتي‬

‫شادي وهو يصطنع البكاء ‪ /‬ما هي المشكله‬


‫انه حتي ما اخدش غرضه‬

‫ضربته شادية علي وجهه ‪ /‬بطل سفالة شوية‬

‫ضحك كريم بشده ‪ /‬هتتعدل وال اطلبك في بيت‬


‫الطاعة ‪ 0‬انت بتغير من ادهم‬
‫شادي وهو يتحدث بنبرة درامية ‪ /‬مهو‬
‫المشكلة انه ادهم يعني أقرب حد ليا طعنني في‬
‫ضهري‬

‫ضحكت ام احمد بشده ‪ /‬ينيلك يا شادي دايما‬


‫كده يابني مش واخد حاجه جد‬

‫شادي وهو يشرب بعض الشاي ‪ /‬إزاي بقى ده‬


‫حتي في حتة بنت قمر كده بكلمها دلوقتي‬
‫والموضوع جد الجد كمان‬

‫ضربه كريم علي رأسه بغضب ‪ /‬مش هتبطل‬


‫القرف ده وربنا يتوب عليك‬

‫شادي بضحك ‪ /‬ادعي انت بس‬

‫كريم بقلة حيلة ‪ /‬بدعي يا خويا بدعي‬


‫شادي وهو يتحدث بضحك ‪ /‬ابقي اتوضى قبل‬
‫ما تدعي يا كريم عايزنها سنة سعيده علينا‬

‫شادية وهي تمد يدها وتنزع بعض التسالي من‬


‫شادي ‪ /‬هدخل انا جوا الم احمد بدل الوقفة دي‬
‫مع شوية عيال‬

‫ثم دخلت للعمارة وجلست علي االريكة بجانب‬


‫ام احمد وهي تقول ببسمة ‪ /‬تعالوا بقي احكيلكم‬
‫الواد شادي وهو صغير كان بيعمل ايه‬

‫استيقظ ادهم بانزعاج بعد نوم طويل تخلله‬


‫بعض الهزيان وهو يسمع صوت أسامة وهو‬
‫يحدث احد ويبدو انه ممرض ما وسمع حديث‬
‫غريب‬

‫الممرض ‪ /‬طب يا دكتور انا اعمل ايه يعني‬


‫البنت انهارده تعبت اوي وحرارتها عليت ولحد‬
‫دلوقتي مش عارف انزل الحراره وشكلها‬
‫بتخلص أساسا‬

‫أسامة وهو يتحدث بتوتر ‪ /‬أنا مش عارف‬


‫اعمل ايه زياد بقالي ساعات بديها أدوية‬
‫وبرضو مفيش اي حاجه خالص‬

‫فتح ادهم عينه وهو ينظر للسقف ويشعر ان‬


‫الصداع يكاد يفتك به ثم تحدث وهو ال ينظر‬
‫إليهم ‪ /‬هو فيه إيه‬

‫نظر أسامة الدهم بقلق ‪ /‬دي واحده بقالها شهر‬


‫في المستشفي جاتنا وهي عاملة حادثه بس‬
‫كانت خدوش بسيطة والمشكله هنا كانت نفسي‬
‫مش عضوي ألنها دخلت في غيبوبه بارادتها‬
‫ومن كام ساعة كده الممرضه لقيتها بتغلي من‬
‫الحرارة ومش عارفين نعمل ايه عطيتها‬
‫مسكنات كتير ومفيش اي نتيجه‬

‫نهض ادهم وهو يفرك رأسه بوجع ‪ /‬طب‬


‫خليني اشوفها يمكن اعرف اعمل ليها اي‬
‫حاجه‬

‫نهض اسامه بلهفة ‪ /‬اكيد اكيد تعالي بسرعة‬

‫ثم خرج وخلفه ادهم يسير وهو يضع يده علي‬


‫جبهته بألم شديد وصداع ولحق باسامة حتي‬
‫وصل لغرفه ما ودخل خلفه وسمع صوت‬
‫أسامة ‪ /‬اهي يا ادهم شوف كده يمكن ربنا‬
‫يجعل الشفا على ايدك‬

‫ابتسم له ادهم واقترب من الفراش وهو ينظر‬


‫ألسامة ويقول ‪/‬هات السماعة بعد اذنك‬
‫ثم أعاد نظره للفراش وفجأه فتح عينه بصدمه‬
‫كبيرة وهو يهمس بعدم تصديق ‪ /‬ام فتحي‬

‫دخلت موني الفيال الخاصة بها وهي تزفر‬


‫بضيق من مطالب والدتها ولكن سرعان ما‬
‫تغيرت مالمحها لالبتسام وهي ترى والدها‬
‫ورفيق دربها وصديقها الوحيد يجلس في‬
‫الصاله وهو يتحدث في هاتفه اقترتب منه‬
‫وقبلته بحب فنظر لها ببسمه وانهي مكالمته ثم‬
‫تحدث ‪ /‬حبيبة ابوها اللي وحشته‬

‫ضحكت موني بشده وهي تقول ‪ /‬انتي اللي‬


‫وحشتني يابابا آكتر المرة دي أخرت في السفر‬
‫مش زي كل مرة‬
‫عبدالرحيم الزيني ( والد موني) وهو يجذبها‬
‫لتجلس امامه ثم تحدث بحنان ‪ /‬هي الكتعة‬
‫زعلتك تآني‬

‫ضحكت موني بشده علي وصف والدها‬


‫لوالدتها ‪ /‬ال يا حبيبي من آخر مره انت كلمتها‬
‫وهي معملتش اي حاجه خالص‬

‫ابتسم عبدالرحيم وكاد يرد لوال سماعه لصوت‬


‫شاهي فقال بحنق ‪ /‬يا قعدين يكفيكم شر‬
‫الجايين‬

‫ضحكت موني بشده فتحدثت شاهي التي جلست‬


‫بجوارهم ‪ /‬كنتم بتقولوا ايه‬

‫عبدالرحيم بحنق ‪ /‬كنا بنقول ال اله اال هللا‬

‫شاهي بقرف ‪ /‬آه تمام‬


‫ثم نظرت البنتها ‪ /‬تجهزي عشان العرض‬
‫المرة دي مهم آوي آوي‬

‫ثم تركتهم ورحلت بينما نظر عبدالرحيم البنته‬


‫وهو يقلد شاهي ‪ /‬تجهزي عشان العرض‬
‫المرة دي مهم آوي آوي‬

‫بنت بياع البتنجان‬

‫ضحكت موني بشده علي والدها وهي تضمه‬


‫وتقبله ‪ /‬تعرف انك قلبي يا عبده‬

‫عبدالرحيم وهو يغمز لها ‪ /‬متوهنيش وقوليلي‬


‫مين سبب البسمة القمر دي‬

‫ابتسمت موني وهي تنظر له ‪ /‬هقولك‬

‫شاديه وهي تصعد للعمارة ‪ /‬جبت يا زفت‬


‫التسالي عشان نكمل الليله‬
‫شادي ‪ /‬حصل يا معلمه لب وفول سوداني‬
‫وشيبسي وبيبس وكل المفسدات‬

‫شاديه بنظره شرة ‪ /‬إياك تكون نسيت‬


‫االندومي‬

‫شادي ‪ /‬عيب عليكي اربعه اندومي آتنين فراخ‬


‫واتنين خضار‬

‫هزت شادية رأسها برضا ثم طرقت باب شقة‬


‫سليم الذي تحدث بتعجب ‪ /‬بتخبطي ليه علي‬
‫شقتنا يا شاديه‬

‫شادية بتذمر ‪ /‬هنادي البت مريم تقعد معانا وال‬


‫هي ملهاش نفس‬

‫فتحت مريم الباب وهي تضيق عينها فقد كانت‬


‫ال ترتدي نظارة‬
‫تحدثت والدتها من الداخل ‪ /‬مين يا مريم‬

‫مريم وهي تحاول معرفة من الطارق ‪ /‬معرفش‬


‫يا ماما بس هما ناس كتير‬

‫ضحكت شاديه وهي تجذبها للخارج ‪ /‬تعالي يا‬


‫بت ثم اغلقت الباب وهي تقول ‪ /‬بنتك معايا يا‬
‫ام سليم‬

‫ثم سحبت مريم وهي تقول ‪ /‬الليلة خمر‬


‫ونساء‬

‫ضحكت مريم وهي ال تفهم شئ‬

‫تحدث شادي بتعجب ‪ /‬مش جبنا مريم احنا‬


‫طالعين فين دلوقتي علي فكره شقتنا فوق‬

‫شادية وهي تبتسم بخبث ‪ /‬عارفة بس هنروح‬


‫نوجب مع شاكر والبت هاجر عشان يبقوا‬
‫يطردوا المسكين ده تاني وبعدها بقي هنلعب‬
‫كوتشينه وافرمكم‬

‫نظر كريم لها بخوف ‪ /‬وهللا شاكر يضربنا‬


‫بأقرب مسدس ليه مش هيهمة حاجه‬

‫شادية بضحك ‪ /‬يبقي موتنا واحنا مبسوطين‬

‫توقف الجميع امام الشقة فتحدثت شادية وهي‬


‫تنظر لهم ‪ /‬اللي اقوله امشوا معايا فيه اشطا‬

‫سليم بحماس ‪ /‬اشطا‬

‫طرقت شادية الباب بحدة بينما ابتسم كريم‬


‫فجأه وهو يقول ‪ /‬احسن اللهي اليله تخرب‬
‫علي دماغك عشان تفتري تآني يا شاكر‬

‫سمع الجميع صوت هاجر المفزوع من الطرق‬


‫‪ /‬مين؟؟؟‬
‫سليم بصوت حاد غليظ ‪ /‬افتحوا الباب حكومة‬

‫سمع الجميع صوت هاجر وهي تصرخ ‪/‬‬


‫حكومة يا شاكر يا مصبتي‬

‫شاكر وهو يخرج من الغرفه عاري الجذع‬


‫ويضع فوطة علي عينه ‪ /‬يا فضحتي حكومة‬

‫سليم من الخارج بصراخ ‪ /‬افتحوا الباب بدل ما‬


‫نكسره علي دماغكم‬

‫ابتسمت شاديه وهي تصنع لسليم باصبعها‬


‫عالمة أحسنت‬

‫كريم وهو يضع رأسه بينهم ‪ /‬لو مكنتوش‬


‫واخدين بالكم ان ابويا ظابط وهللا وعقيد كمان‬

‫هاجر من الداخل وهي تنظر لشاكر برعب ‪/‬‬


‫دي حكومة هي بتعمل ايه هنا‬
‫نظر لها شاكر بغباء ‪ /‬ده علي أساس انك‬
‫متجوزة مصمم أزياء‬

‫ثم دفعها بيده ‪ /‬اوعي من وشي كده في الليله‬


‫اللي مش هتعدي دي وهللا‬

‫ثم اتجه للباب وفتحه بعنف فوجد شاديه‬


‫وشادي وسليم وكريم ومريم والجميع ينظر له‬
‫ببسمة غبية مستفزه‬

‫وضع سليم يده بسرعه علي عين مريم ‪ /‬ايه يا‬


‫شاكر طالع كده ليه‬

‫ثم قال لمريم ‪ /‬وانتي غمضي مينفعش تشوفي‬


‫الفسق ده‬

‫مريم بحنق مضحك ‪ /‬يا عم مش اما اشوف‬


‫األول انا مش البسه نضارة اساسا‬
‫تحدث شاكر وهو يستند علي إطار الباب ‪ /‬نعم‬
‫عايزين ايه‬

‫شادية بحدة ‪ /‬اخص عليك عيل مترباش بقي‬


‫ده استقبال للضيوف‬

‫ثم دفعته ‪ /‬اوعى كده من وشي ادخلوا يا عيال‬


‫البيت بيتكم‬

‫دخل الجميع ببسمه بينما تحدث كريم بشماتة‬


‫وهو يدخل ‪ /‬ربنا يعز مقدارك يا شاديه يارب‬
‫منور يا شاكر يا حبيبي‬

‫نظر شاطر للباب بغيظ ثم ابتسم بشر وبعدها‬


‫استدار لهم وأغلق الباب بهدوء مرعب‬

‫اقترب ادهم بسرعه من ام فتحي وهو يتحدث‬


‫برعب ‪/‬ام فتحي انتي كويسة هي إزاي‪ ....‬هي‬
‫كانت معايا وهي إزاي هنا وازاي كده هو فيه ا‬
‫إيه‬

‫تحدث أسامة بعدم فهم ‪ /‬هو ايه يا دكتور مش‬


‫فاهم من حضرتك حاجه‬

‫حاول ادهم ان يتمالك نفسه فليساعدها االن‬


‫وبعدها يري امر ما يحدث معه اخرج السماعه‬
‫واخذ يفحصها بدقة ثم نظر ألسامة بجديه‬
‫هات روشتة األدوية اللي وصفتها ليها األول‬

‫ذهب أسامة واحضر له ورقه األدوية التي‬


‫سبق ووصفها لها نظر بها ادهم جيدا ثم تحدث‬
‫السامة في شك أن الحمى دي تكون بسبب‬
‫ماده من المواد اللي في األدوية دي وعشان‬
‫نتأكد محتاجين نعمل تحليل ليها ثم اتجه‬
‫واحضر حقنة من احد المكتبات الموجوده وقام‬
‫بسحب عينة من دمها واعطاها السامة العينة‬
‫دي بأسرع وقت عايز النتيجه بتاعتها وانا لحد‬
‫ما تطلع ونعرف ايه اللي حصل هحاول اني‬
‫اخفض حرارتها هقعد معاها انا الليله دي بما‬
‫اني نمت فأنا هسهر معاها‬

‫ابتسم أسامة وهو بربت عليه ‪ /‬ربنا يبارك فيك‬


‫يارب يا ادهم انا هروح للمعمل حاال اشوف‬
‫العينة‬

‫ثم تركه وخرج فاتجه ادهم وأغلق الباب ثم‬


‫تقدم منها وجلس علي مقعد امامها وقال‬
‫بتعجب ‪ /‬انتي ايه بالضبط يعني انتي مش‬
‫عفريتة انتي‪ ..‬روح معقوله تكون روحك‬

‫وكانت كل الوقت ده بتطوف في المستشفي‬

‫بس‪..‬اشمعنا انا وليه دلوقتي انتي هنا‬


‫بس‪ ...‬بس من شهر وانا مشوفتكيش‬

‫صمت واقترب منها وتحدث ببسمه ‪ /‬معقوله‬


‫تكون روحك اختفت بسبب مرضك يعني‬

‫ابتسم بشده وقال ‪ /‬يعني لو بقيتي كويسه‬


‫هترجعي ليا تآني‬

‫ابتسم وقال بفرحة ‪ /‬هو آنتي ممكن تفوقي‬


‫وتفتكريني وتفضلي معايا‬

‫ثم صمت قليال ‪ /‬بس إزاي هتفضلي معايا‬

‫حاول أن يكف عن التفكير في هذا األمر‬


‫واحضر جهاز قياس درجه الحراره وقام‬
‫بقياس درجة الحراره فوجدها مرتفعه جدآ‬
‫ففزع وهو يرفعها من الفراش ‪ /‬مالك مالك‬
‫انتي سمعاني طب حاسة بيا طيب‬
‫ثم حملها علي يدها ودخل للحمام الموجود في‬
‫الغرفة وهو يحملها ونظر حوله في الحمام‬
‫الصغير وانحنى وهو يحملها وامسك كوب‬
‫موضوع في وعاء كبير ملئ بالماء واخذ يصب‬
‫عليخا الماء فابتلت ثيابه ولكن استمر في ذلك‬
‫واخذ يسكب الماء عليها مجددا وهو ينظر لها‬
‫بحنان شديد وكأنه يحمم ابنته الصغيره فجأه‬
‫توقفت يده في الهواء وتجمد جسده وفتح عينه‬
‫بصدمه وهو يسمعها تهمس بضعف ثم‬
‫اغمضت عينها مجددا وسقطت مجددا ولكن‬
‫قبل ذلك خطفت أنفاس ادهم بصوتها وهي‬
‫تهمس ‪ /‬ادهم‬

‫******************‬
‫البارت السابع‬

‫كان ادهم ينظر لها بصدمة لقد فتحت عينها‬


‫ونظرت له وايضا نطقت اسمه ابتسم باتساع‬
‫كطفل حصل علي دميته بعد حرمان طويل ثم‬
‫رفعها وهو يقول بلهفة ‪ /‬ام فتحي ام فتحي‬
‫انتي عرفاني صح انتي قولتي ادهم دلوقتي‬
‫صح‬

‫ولكن ال استجابة منها اخذ يهزها برفق‪ /‬فتحي‬


‫عينك تآني غمضتي ليه فتحي انتي فكراني‬
‫وعارفاني صح يعني انا مش مجنون وكنت‬
‫بتخيلك‬
‫ولكن لم يجد اي استجابة منها فحملها وخرج‬
‫للغرفة مجددا وهو يحملها ثم وضعها علي‬
‫الفراش ونظر لثيابها التي التصقت بجسدها‬
‫نظر حوله ثم خلع البالطو الخاص به ولكنه‬
‫وجده مبتل أيضا اقترب منها وهو يدخل‬
‫خصالت شعرها الي الحجاب الصغير الذي‬
‫ترتديه ثم نظر حوله بحيرة وفجأة اتجه‬
‫للخزانه الخاصة بالمعدات لعله يجد اي بالطو‬
‫بها ولكن بمجرد ما فتح الخزانة وجد فستان‬
‫وحجاب معلقين وبهم بقع دماء صغيره صدم‬
‫وهو يتعرف علي هذا الفستان فهذا الفستان‬
‫الذي لطالما ظهرت له به وهذا نفسه الحجاب‬
‫فستان طويل باللون األبيض وبه زهور زرقاء‬
‫صغيرة وحجاب ازرق طويل فكر وهو يخبر‬
‫نفسه انه ربما الحد الممرضات وهو فقط‬
‫يتخيل األمور‬

‫جذب شعره بعدم فهم ثم خرج من الغرفه‬


‫بسرعه وهو يتحرك في الممرات بعدم استيعاب‬
‫حتي اتجه لغرفة اسامة وفتح الغرفة فجأه‬
‫وتحدث بدون مقدمات ‪ /‬اسامة هي البنت دي‬
‫وصلت هنا إزاي‬

‫نظر له أسامة بتعجب من دخوله هذا وقال بعدم‬


‫فهم ‪ /‬ناس لقوها في الشارع كانت عاملة‬
‫حادثه بس مكنتش منصابه كتير اوي كان‬
‫بعض الكسور واتعالجت وشوية خدوش‬

‫ادهم وهو ينظر له جيدا ‪ /‬كانت البسة اي لما‬


‫جت هنا‬
‫أسامة بتعجب من اسألته ‪ /‬انا مش فاكر يا‬
‫ادهم الكالم ده من شهر بس آه الممرضة‬
‫غيرت لبسها وهي تالقيها عارفة‬

‫ادهم بلهفة ‪ /‬ممرضه مين اسمها ايه‬

‫أسامة بتعجب من نبره وحديثه ‪ /‬هو فيه إيه يا‬


‫ادهم‬

‫ادهم وهو يضرب المكتب بعنف ‪ /‬اخلص يا‬


‫اسامة ممرضه مين‬

‫اسامه بخوف من غضبه ‪ /‬اسعاد‬

‫تركه ادهم وركض كالمجنون في الممرات وهو‬


‫يتجه لغرفه الممرضات‬

‫وطرق الباب فخرجت له هناء وهي تقول‬


‫بتعجب ‪ /‬دكتور ادهم خير‬
‫ادهم وهو ينظر لها بنفاذ صبر ‪ /‬اسعاد هنا‬

‫هناء ‪ /‬آيوه بس ليه حصل حاجه هي اصال‬


‫تعبانة ومش‬

‫قاطعها ادهم بنفاذ صبر ‪ /‬اخلصي يا هناء‬


‫ناديها‬

‫خرجت اسعاد بارهاق وهي تسمع اسمها ‪ /‬نعم‬


‫يا دكتور حصل حاجه وال ايه‬

‫ادهم بلهفة واضحة ‪ /‬المريضه في غرفة ‪١٠٣‬‬


‫انتي اللي بدلتي لبسها صح‬

‫نظرت له بتعجب ‪ /‬آيوه مش دي بتاعت‬


‫الغيبوبه‬

‫هز ادهم رأسه ‪ /‬آيوه ايوه هي‪ ،‬فاكرة كانت‬


‫البسه ايه لما وصلت هنا‬
‫اسعاد وهي تحاول التذكر ‪ /‬مش فاكره يا‬
‫دكتور الكالم ده من شهر بس اللبس بتاعها‬
‫حطيته في دوالب العدة في اوضتها و‬

‫لم يستمع لها ادهم أبدا وتركها وركض للغرفة‬


‫وهو يخبر نفسه ‪ /‬أنا مش مجنون مكنتش‬
‫بتخيل انا مش مجنون انا مش مجنون‬

‫نظر شاكر لهم وجدهم يجلسون امام التلفاز‬


‫وهاجر تقف وتنظر لهم بغباء‬

‫تحدثت شاديه وهي تخرج بعض التسالي ثم‬


‫ضربت كريم في كتفه ‪ /‬قوم ياض يا كريم شغل‬
‫التلفزيون كده انهارده في فيلم رعب حلو اوي‬
‫زمانة بدأ ‪MBC 2‬اوي علي‬

‫كتم كريم ضحكته واحضر الريموت وقام‬


‫بتشغيل الفيلم لكريمة التي اخذت تضحك بشده‬
‫‪ /‬شوف دلوقتي هيطلعلها من الحمام وهيقطع‬
‫رقبتها‬

‫ضحك سليم علي مالمح شاكر بشده وهو‬


‫يجاري شادية ‪ /‬شوفي دلوقتي بقي حبيب البت‬
‫هيرجع ينتقم من الراجل اللي قتلها‬

‫شادي ببسمة خبيثة ‪ /‬بس بعدين هيخونها مع‬


‫صاحبتها بقي ويديها حتة بوسة بس لالسف‬
‫بقي هيجي صحابهم ويقطعوا عليهم قبل ما‬
‫يكمل البوسة‬

‫ضحك كريم بشدة علي تلميحات شادي‬

‫شادية بتأثر ‪ /‬ايه الوقاحة دي مش عارفة‬


‫الناس دي معندهاش نظر‬

‫شاكر بحنق ‪ /‬آه وهللا ومش بيحسوا كمان‬


‫شادية وهي تأكل الفشار ببرود ‪ /‬صادق يا‬
‫خويا بس نعمل ايه الناس مبقتش تحس يا‬
‫شاكر‬

‫ثم أشارت للتلفاز‪ /‬بص اهو شوف الرخامة‬


‫لسه هيقرب من المزه قاموا جم قطعوا عليهم‬

‫شاكر بغيظ ‪ /‬آه مهو البطل في آخر الفيلم‬


‫هيجيب مسدس ويفرغه فيهم‬

‫ابتلع كريم ريقه ‪ /‬ال هو عشان البطل بيحبهم‬


‫مش هيعمل حاجه النه عارف انهم بيحبوه‬

‫شاكر ببسمة باردة وهو يتقدم ويجلس بجانب‬


‫كريم ثم وضع يده علي كتفه ‪ /‬ال ما هو البطل‬
‫معندوش دم أساسا فهيقتلهم ويقطعم ويرميهم‬
‫للكالب‬
‫شاديه وهي توقفهم ‪ /‬ايه ده مش ده الفيلم انتم‬
‫بتألفوا وال إيه‬

‫شاكر وهو يقترب ويسحب السكين من طبق‬


‫الفاكهه وهو يبتسم بسمة مختلة ‪ /‬ال مهو‬
‫الفيلم ده من تأليف وإخراج شاكر المصري‬

‫نظرت له شاديه ولكن انتبهت للسكين فابتسمت‬


‫بتوتر ‪ /‬يا ابن اآلية يا شاكر انت سيبت‬
‫الشرطة واشتغلت في الفن فلوسه حلوه علي‬
‫فكره‬

‫شاكر وهو يحرك السكين في يده وينظر له‬


‫ببسمة مرعبة ‪ /‬اممممم هسميه شاكر والجثث‬
‫الخمس‬

‫كريم وهو يتبلع ريقه وينظر للسكين ‪ /‬أنا‬


‫عندي اسم احلى ( شاكر والهاربون الخمسة)‬
‫حينما أنهى كريم كلمته كان ينهض بسرعه هو‬
‫وسليم ويركضون للخارج بسرعه ولكن انزلق‬
‫كريم حتى باب الشقه فنهض سريعا وهو يعرج‬
‫ويخرج بينما نهضت شادية وهي تركض‬
‫وتصرخ بشادي ‪ /‬لم الحاجه ياض واجري‬

‫نهضت مريم وهي تركض بسرعه ولكن‬


‫تعرقلت في االريكة وسقطت ثم نهضت‬
‫بسرعه وركضت للخارج ولكن اصطدمت في‬
‫الباب فتأوهت وهي تخرج وتركض وخلفها‬
‫شادي الذي كان يجمع التسالي بسرعه ثم لحق‬
‫بهم‬

‫بينما ضحكت هاجر بشده عليهم ومازال شاكر‬


‫يلعب بالسكين بسخريه وهو يقول ‪ /‬هما مالهم‬
‫ده انا حتى كنت هقطع شوية فواكهه ليهم‬
‫ضحكت هاجر بشده عليه ثم ذهبت واغلقت‬
‫الباب‬

‫بينما كان الخمسة يجلسون علي السلم الذي‬


‫يؤدي لشقة عوض وهم يتنفسون بعنف‬

‫ضحك شادي بشده وهو يسقط علي الدرج ‪/‬‬


‫ياختي كنا هنروح فطيس‬

‫ضحكت شادية وهي تضربه علي كتفه ‪ /‬انشف‬


‫ياض كده شويه‬

‫كريم بضحك وهو يتنفس بعنف ‪ /‬رغم قلة‬


‫القيمة دي اال اني فرحان فيهم وهللا‬

‫ضحك سليم بشدة وهو ينظر لمريم ‪ /‬مريم‬


‫ماشية ياعيني تخبط في أي حاجة في وشها‬
‫مريم بتذمر ‪ /‬ما انتم اللي خونة كل واحد خد‬
‫نفسه وجري‬

‫ضحك كريم بشدة عليها وهو يقول ‪ /‬معلش يا‬


‫ريمو يا روح ما بعدك روح ده شاكر مكنش‬
‫هيعملك حاجه ال انتي وال شادية بس لو كان‬
‫عتر فينا كان علقنا‬

‫كادت مريم تجيب لوال سماع الجميع صوت‬


‫جعلهم يصرخون برعب‬

‫اقترب ادهم من الغرفة وهو يتنفس بعنف ثم‬


‫فتحها ودخل بهدوء شديد وهو يقترب من‬
‫الفراش ثم جلس على ركبته أرضا وهو ينظر‬
‫لها بصدمة وعدم تصديق حتى اآلن ابتلع ريقه‬
‫وهو ينظر لها جيدا ثم ابتسم فجأه ‪ /‬طلعتي‬
‫حقيقه يا ام فتحي ومش عفريته شكلي ظلمتك‬
‫ابتسم ثم نهض واتجه للخزانه وفتحها لينظر‬
‫لثيابها وهو يقول ‪ /‬كانت آخر حاجه تلبسيها‬
‫هي اللي بتظهري بيها بس ياترى ليه اختفيتي‬

‫اخرج الثياب ثم نظر لها ولثيابها المبتلة زفر‬


‫بضيق ثم اتجه ليخرج وبمجرد فتح الباب وجد‬
‫هناء تسقط أرضا بعنف فوضع يده جانبا وهو‬
‫يقول بسخريه ‪ /‬ها يا هناء لمعتي االوكرة‬
‫كويس‬

‫هناء وهي تنهض وتنفض ثيابها ‪ /‬بتبرق يا‬


‫دكتور بتبرق‬

‫ادهم وهو يقترب منها ويضيق عينه ‪ /‬سمعتي‬


‫ايه‬

‫هناء بتراجع وخوف ‪ /‬طب ان شاهلل اعدمك‬


‫يادكتور مسمعتش حاجة‬
‫ادهم ‪ /‬وهو انتي لما تعدميني يا هناء هتكملي‬
‫إزاي من غير اخباري‬

‫هناء بدون وعى ‪ /‬ييييييييييه ده االخبار ياما يا‬


‫دكتور بس مين يالحق‬

‫ادهم بسخرية ‪ /‬وطبعا انتي يا حبة عيني يا‬


‫مسكينة مش عارفة ترمي ودنك فين وال فين‬

‫هناء باندماج وتأثر ‪ /‬آه وهللا يا دكتور‬


‫الموضوع بقى صعب واسوء حاجة تبقى قاعد‬
‫في مكان ومتعرفش ايه اللي بيحصل حواليك‬
‫للواحد الزم يكون حويط ويعرف اللي بيحصل‬
‫حواليه‬

‫ادهم بسخريز الذعة ‪ /‬وانتي الشهادة هلل‬


‫حويطة آوي‬
‫كادت تجيب ولكن اقترب منها ادهم بشدة وهو‬
‫يقول ‪ /‬سمعتي ايه‬

‫هناء بخوف ‪ /‬وهللا يا دكتور المرة دي‬


‫مسمعتش صوتك كان واطي خالص‬

‫ادهم ‪ /‬حقك عليا يا هناء المرة الجاية هعليه‬


‫المهم عايزك تدخلي تغيري الم فتحي اللبس‬
‫الن أتبل‬

‫هناء بتعجب ‪ /‬ام فتحي‬

‫زفر ادهم بضيق ‪ /‬البنت اللي جوا يا هناء‬


‫غيري لبسها ونادي عليا انا هستني قدام الباب‬
‫ماشي‬

‫ثم تركها قبل أي سؤال آخر وخرج‬


‫بينما هي نظرت للباب بتعجب وهي تلوى‬
‫شفتيها بتعجب ‪ /‬ماله ده يا ختي بقى قفوش‬
‫آوي‬

‫ادهم من الخارج ‪ /‬سامعك يا هناء‬

‫ركضت هناء للفراش بسرعه وهي تمسك‬


‫الثياب لتغيرها لها‬

‫بينما من الخارج ارسل ادهم رساله للمجموعة‬


‫المشتركة مع أصدقائه وهو يهمس في نفسه‬
‫انه يجب أن يعلم كل شئ وكيف وصلت لهذه‬
‫الحالة‬

‫بينما علي الدرج المقابل لشقة عوض كان‬


‫الجميع يضحك حتى فُتح باب شقة عوض‬
‫بطريقة مفاجأه فصرخ الجميع برعب وصرخ‬
‫عوض وهو ال يعلم ماذا يحدث ثم نظر لهم‬
‫بحدة وصرخ بعنف ‪ /‬انتم مجانين خالص انا‬
‫جبت اخري منكم وهللا ربنا يرحمني منكم‬

‫ثم نظر لشادية ‪ /‬ده ابويا كان حمال آسية وهللا‬

‫ضحكت شادية بغباء ‪ /‬هللا يرحمه ويبشبش‬


‫الطوبة االي تحت راسه يارب كان طيب وعمره‬
‫ما اشتكى‬

‫عوض بتأثر ‪ /‬يا حبيبي فضل يكتم في نفسه‬


‫لحد ما مات‬

‫شادي بضحك ‪ /‬ايه بس يا عوض اهدي كده‬


‫وصلي علي النبي هو احنا عملنا ايه دلوقتي‬
‫احنا قاعدين في امان هللا لقيناك فتحت الباب‬
‫مرة واحده مين اللي غلطان دلوقتي‬
‫جز عوض علي أسنانه بغيظ ثم دخل الشقة‬
‫بسرعه بينما الجميع ينظر لبعضه بقلق‬

‫تراجعت شادية للخلف وهي تجذب مريم‬


‫وتهمس ‪ /‬ارجعي ورا عشان انا عارفة اللي‬
‫هيحصل‬

‫صعدت مريم عدة درجات هى وشادية دون أن‬


‫يشعر أحد بينما الثالث شباب ينظرون لبعضهم‬
‫البعض بقلق وما كاد سليم يتحدث حتى شعر‬
‫الثالثه بشئ يهبط عليهم بشده نظروا بصدمه‬
‫وجدوا عوض يحمل منفضة الستائر وهو‬
‫يضربهم بها‬

‫صرخ الثالثه وهم يركضون لالعلى وخلفهم‬


‫عوض وهو يصرخ بهم ‪ /‬أنا هوريك مين‬
‫الغلطان‬
‫خرج شاكر بسرعه هو وهاجر على صوت‬
‫الصراخ ابتسم شاكر وهو يرى عوض يركض‬
‫خلف الثالثه الذين يصرخون اخرج شاكر هاتفه‬
‫وهو يبتسم بخبث ‪ /‬شكل المدة هتبقى‬
‫اسبوعين يا حبة الجلب‬

‫ثم صاح بصوت عالي ‪ /‬اتوصي بكريم يا ابو‬


‫شادي يا خويا‬

‫كريم بصراخ وهو يركض ‪ /‬هو أنت باعتني‬


‫اشتريلك سجاير فرط عشان يتوصى بيا‬

‫شاكر ببسمة خبيثه وهو يصور مايحدث ويقول‬


‫‪ /‬شاهد قبل الحذف مهندس كومبيوتر تحت‬
‫المنفضة هتلم صريخ اليكات دي‬

‫نظر كريم لوالده بغيظ وهو يصرخ ويركض ‪/‬‬


‫هللا يسامحك يا جدي هللا يسامحك‬
‫خرجت ام سليم بسرعة على صوت الصراخ‬
‫فوجدت هذا المشهد امامها فابتسمت بشدة‬
‫وهي تقول ‪ /‬ربيهم يا ابو شادي شوية‬
‫المقاطيع دول اضرب الواد سليم هناك اهو‬

‫سليم وهو يركض من عوض علي الدرج ‪ /‬جرا‬


‫ايه يا مرات ابويا هو أنا باكل منابك وال إيه‬

‫شادي وهو يركض ‪ /‬اهل مين وحبايب مين‪،‬‬


‫هما فين دول مش باينين‬

‫ضحكت شادية بشده عليهم وامسكت يد مريم‬


‫وهي تقول بصوت عالي الم سليم ‪/‬مريم هتبات‬
‫معايا‬

‫هزت ام سليم رأسها ببسمة وهي تقول ‪ /‬طيب‬


‫كمل انت يا ابو شادي وانا هروح اكمل الفيلم‬
‫كان سليم هو اسرع الثالثه فكان يقفز من‬
‫درجه ألخرى وهو يتفادي ضربات عوض بينما‬
‫كريم كلما صعد درجه كان يسقط درجه‬
‫وينهض وهو يضحك بشدة وشادي ينظر لوالده‬
‫وهو يحاول ان يستعطفه‬

‫جلس عوض علي الدرج بتعب وهو يتنفس‬


‫بصعوبة ويقول ‪ /‬اعمل ايه فيكم ايه بس‬

‫جلس بجانبه شادي وهو يخرج عصير من‬


‫الحقيبه التي كان يركض بها ويقول بانفاس‬
‫متالحقة ‪ /‬صلي انت على النبي يا عوض يا‬
‫خويا وهللا ده شيطان ودخل بينا خد خد اشرب‬

‫اخذ منه عوض علبة العصير واخذ يشربها‬


‫وجاء كريم وسليم وجلسوا خلفهم وسحب كل‬
‫منهم علبة عصير واخذوا يشربون بتعب شديد‬
‫سليم بضحك ‪ /‬ما شاء هللا عليك يا عمي‬
‫عوض صحتك بومب ددد‬

‫قاطعه عوض بحنق ‪ /‬حتى دي هتاخدوها مني‬


‫يا شوية حيوانات‬

‫ضحك الثالثة بشده فخرجت شادية وهي تقول‬


‫‪ /‬يال يا شباب جهزت القعدة هنلعب كوتشينه‬
‫في فرق يال يا عوض عشان تلعب معانا‬

‫عوض وهو ينهض ‪ /‬ال انا هنا يا أمي العبوا‬


‫انتم‬

‫شادي بتعنت ‪ /‬هتعلب يا عوض هتلعب يا قلب‬


‫امك عشان احنا خمسة ومحتاجين واحد عشان‬
‫تتقسم ثالث فرق ونلعب الشايب‬
‫زفر عوض وهو يدخل الشقة ‪ /‬امري هلل يال‬
‫خلصونا‬

‫نهض الثالثه ودخلوا للشقة خلف شادية‬

‫وهم ينظرون لمريم التي تجلس أرضا امام‬


‫وتنتظرهم ابتسم كريم بحنان ثم اتجه وجلس‬
‫بجانبها ولحق به الجميع فتحدثت شادية ‪/‬‬
‫اشطا هنقسم إزاي بقى‬

‫تحدث كريم باندفاع جعل الجميع يلتفت له ‪ /‬أنا‬


‫ومريم في فريق‬

‫خرجت هناء من الغرفة وهي تنظر له ‪ /‬خلصت‬


‫يا دكتور‬

‫ابتسم لها ادهم وكاد يدخل ‪ /‬تسلمي يا هناء‬


‫اوقفته هناء وهي تقول ‪ /‬بس ال مؤاخذه يا‬
‫دكتور سؤال كده واوعي تفتكرني بتحشر في‬
‫الموضوع وال حاجه‬

‫هز ادهم رأسه وهو يغمض عينه ‪ /‬اومال قولي‬


‫يا طاهرة‬

‫هناء وهي تقول بنبرة فضولية شديدة ‪ /‬هى اية‬


‫حكاية البنت دي ها وكمان ااااااا‬

‫قاطعها ادهم وهو يدخل ويغلق الباب ‪ /‬متشكر‬


‫يا هناء هديكي حتة الفراخ بتاعتي اخر‬
‫االسبوع يال روحي شوفي شغلك يال‬

‫ثم أغلق الباب بينما هى نظرت بتذمر ‪ /‬االه هو‬


‫أنا قولت اية دلوقتي ده انا بس بستفسر‬
‫ثم ابتسمت فجأه ‪ /‬هو قالي اني هاخد حتة‬
‫الفرخة بتاعته‬

‫في الداخل اقترب ادهم من الفراش وهو يراها‬


‫ترتدي نفس الثياب التي تظهر دائما بها امامه‬
‫ابتسم وهو يجلس علي المقعد امام الفراش‪/‬‬
‫تعرفي انا فرحان وحزين وخايف في نفس‬
‫الوقت‬

‫فرحان انك حقيقة ومش من خيالي وحزين انك‬


‫مش حاسة باللي حواليكي‬

‫صمت ثم قال بخوف ‪ /‬وخايف‪ ...‬خايف آوي يا‬


‫ام فتحي خايف لو صحيتي تسبيني لوحدي‬
‫تآني انا عارف انها كانت فترة قصيرة بس‬
‫وهللا اتعودت مكونش لوحدي اتعودت دايما‬
‫اشوفك جنبي وانتي بتغظيني‪ ،،،،‬خايف لما‬
‫تفوقي متعرفنيش او تسيبيني لوحدي تآني‬

‫ابتسم بحزن ‪ /‬بس تعرفي مش مشكلة وهللا أنا‬


‫اتعودت المهم انتي قومي بخير بس عشان‬
‫نشوف حوار الكاندي شوب بتاعك‬

‫ضحك وهو يتذكر حديثها ثم ازداد في الضحك‬


‫‪ /‬ياترى انتي حقيقي مشوفتيش تربية كده وال‬
‫محترمة واللي ظهرت ليا دي روحك السافلة‬
‫مش اكتر‬

‫نظر لمالمحها وهو يقول بتفكير ‪ /‬بس إزاي‬


‫فوقتي ورجعتي الغيبوبة تآني‬

‫صمت وهو يفكر في عمل فحوصات واشعة‬


‫ليطمئن عليها‬
‫ابتسم وارجع ظهره للخلف وجلس واخذ ينظر‬
‫إليها حتى سقط في النوم دون أن يشعر‬

‫تحدث كريم بحرج ‪ /‬قصدي يعني احنا كده كده‬


‫جنب بعض فنكون في فريق سوا‬

‫هز سليم رأسه وهو يبتسم بخبث ‪ /‬يا عم بس‬


‫كده قومي يا ريمو تعالي جنبي‬

‫كريم بحده ‪ /‬ال هي قعدت خالص مش هنفضل‬


‫نتنقل خلينا نخلص‬

‫تحدثت شادية بملل ‪ /‬خالص خلصنا كريم‬


‫ومريم وانا وشادي وسليم وعوض يال نبدأ‬

‫ابتسم الجميع بحماس وبدأت شادية في توزيع‬


‫الورق بينما نظر كريم لمريم وهمس لها ‪ /‬لو‬
‫شوفتي الشياب اوعي تبيني انه معاكي خالص‬
‫ماشي‬

‫مريم بمزاح ‪ /‬لما اشوف الكوتشينة األول‬

‫ضحك كريم واخذ ورقه وكذلك فعلت مريم خلع‬


‫كريم نظارته واعطاها لمريم ‪ /‬البسيها يمكن‬
‫تعرفي تشوفي حاجه‬

‫مريم وهي تضحك وترتدي نظارته ‪ /‬عمايا‬


‫علي ايدك انت‬

‫ثم نظرت الوراقها وهي تراها ولكن غير‬


‫واضحه قليال ولكن يمكنها ع ّد العالمات في‬
‫الورق ومعرفة رقم الورقة ولكن كان هناك‬
‫ورقة بها رسمة فمدتها لكريم وهي تقول ‪ /‬هي‬
‫اي دي‬
‫كريم وهو ينظر للورق ثم همس لها بخفوت ‪/‬‬
‫ده الشايب‬

‫فجأه شهقت مريم بحدة فنظر لها الجميع‬


‫بتعجب فتحدث سليم بشك ‪ /‬فيه إيه‬

‫نظر كريم بشر لمريم ‪ /‬عجبك كده اهو‬

‫هنكتشف مريم بثقة ‪ /‬متخافش انا هضلله‬

‫ثم قالت لسليم ‪ /‬مفيش حاجه يا سليم ده كريم‬


‫كان بيقولي كالم قليل االدب عشان كده شهقت‬

‫ثم نظرت لكريم وغمزت له بفرحة انها تولت‬


‫األمر‬

‫نظر لها كريم وعينه مفتوحة بصدمه بينما‬


‫صفر شادي باستمتاع ‪ /‬يا نمس قولتلها ايه‬
‫ياض نظر سليم بشر لكريم بينما لطم كريم ‪/‬‬
‫وهللا كدب مقولتش حاجه وهللا‬

‫كاد سليم ينهض له لوال سماع صوت رسالة‬


‫تصل للجميع اخرج الثالثه هواتفهم فوجدوا‬
‫رسالة من ادهم تخبرهم ان يتواجدوا غدا في‬
‫الصباح الباكر في المشفى وان يحضر كريم‬
‫االب توب معه‬

‫نسى سليم ما كان سيفعله ونظر لهم بتعجب ‪/‬‬


‫يا ترى حصل ايه‬

‫شادي وهو يهز كتفه بعدم معرفة ‪ /‬معرفش‬


‫بس كان شكله غريب انهارده وهو ماشي‬

‫كريم بقلق شديد علي ادهم ‪ /‬هو تعبان؟؟؟‬


‫سليم وهو يطمأن نفسه ‪ /‬ال ال ان شاء هللا هو‬
‫كويس بكره نروح ونشوف‬

‫شادية بتدخل ‪ /‬ان شاء هللا يال منك ليه انزلوا‬


‫بالورق‬

‫بدأ الجميع يلقى الورق المتشابه وكريم ينظر‬


‫لمريم واخذوا يجمعون المتشابه مع بعضهم‬
‫وكذلك فعل الجميع‬

‫بدأ اللعب وبدأ الجميع يسحب من بعض فكان‬


‫كريم ذكي كفاية ليوقع سليم ويجعله يسحب‬
‫الشايب من منه بعد أن أخذه من مريم‬

‫نظرت مريم لكريم بخبث ثم ضحكت بشدة‬


‫حينما وجدت مالمح سليم تتبدل للعبوس وهو‬
‫ينظر لعوض الذي لوى شفتيه وقال ‪ /‬هات‬
‫ياض هديه للواد شادي األهبل‬
‫ضحك سليم بخفوت واعطاه الشايب ثم عادوا‬
‫للجميع وفجأه صرخ الجميع بنهاية اللعبة وكان‬
‫الشايب مع شادي واالن سيحكم الجميع علي‬
‫فريق شادية وشادي‬

‫نظرت شادية لشادي وضربته علي رقبته بحده‬


‫‪ /‬كله منك يا اهبل يا ابن األهبل‬

‫شادي بتألم ‪ /‬االه مش انتي اللي اخدتيه اساسا‬


‫من ابنك وهو اللي ضحك عليكي ولبسك‬
‫الشايب‬

‫شادية وهي تتراجع ولكن قالت بعناد ‪ /‬ايوة‬


‫بس انت معرفتش تصرفه وادينا خسرنا‬

‫ابتسم سليم بخبث ‪ /‬بس عشان نبدأ بقى الحكم‬


‫نظرت شادية لشادي وهى تعض علي شفتيها‬
‫بغيظ فتحدث هو ببرود ‪ /‬أنا مال مامتي يعني‬
‫انتي اللي خسرتينا وعمالة تجزي علي سنانك‬

‫تحدث كريم مقاطعا لهم ‪ /‬احنا هنكون رحيمين‬


‫عليكم ونعمل لكل واحد حكم واحد‬

‫شادي وهو ينظر للخبث علي وجوه الجميع‬


‫وخاصا والده الذي يبدو أنه ينتقم ‪ /‬مش مطمن‬

‫ابتسمت مريم ثم قالت بلطف شديد ‪ /‬متخافش‬


‫يا شادي انا قولت ليهم يخففوا الحكم شوية‬

‫شادي ببسمة ‪ /‬شاهلل يخليكي يا أميرة يا بنت‬


‫األمرة ويحنن قلبك القاسي ده عليا بقى‬

‫نظر له كريم بقرف فغمز له شادي فابعد كريم‬


‫وجهه‬
‫بينما تحدث سليم ‪ /‬االول شادية وعشان انتي‬
‫ست كبيرة واحنا راعينا السن‬

‫شادية بغضب ‪ /‬كبيرة مين يا بغل انت ما‬


‫تراعي مالفظك‬

‫ابتسم لها سليم بغيظ ‪ /‬هتقفي في الشباك‬


‫وتغني بصوت عالي اغنيه من أغاني الفن‬
‫الجميل‬

‫نظرت شادية لهم وهي تضيق عينها في انتظار‬


‫القادم فاكمل كريم ببسمة ‪ /‬واحدة من روائع‬
‫الفنان شعبان عبدالرحيم ( ابص لروحي فجأه‬
‫لقتني)‬

‫ضحكت مريم بشده وعوض يشاركها الضحك‬


‫نظرت لهم شادية بتذمر ‪ /‬طب ما اغنيها هنا‬
‫وخالص‬

‫عوض وهو يضحك ‪ /‬االه فين المتعة في كده‬


‫بعدين ده انتي صوتك قمر‬

‫ثم انفجر ضاحكا بينما هي قالت بسخريه ‪/‬‬


‫صوتي قمر؟؟‬

‫عوض وهو يضحك بشده حتى كادت تنقطع‬


‫أنفاسه ‪ /‬ده الحاج مأكدلي‬

‫نهضت شادية وهي تدفعه ‪ /‬هللا يرحمه حتى‬


‫بعد ما مات مش عاتقني‬

‫ثم اتجهت للنافذه في الصالون وفتحتها ونظرت‬


‫لهم وقالت ‪ /‬هى الساعه كام بس االول‬
‫كريم وهو يكتم ضحكته ‪ /‬الواحده بعد منتصف‬
‫الليل‬

‫شادية وهي تخرج رأسها من النافذه ‪ /‬توكلنا‬


‫علي هللا‬

‫ثم رفعت صوتها وهي تغني ‪ /‬أنا انا انا انا انا‬
‫انا انا انا‬

‫شادي بضحك ‪ /‬دي كلها انا يا شادية ايه‬


‫مفيش ضماير تانيه‪ ،‬مفيش هو هى اى حاجة‬

‫خرج بعض الجيران وهم ينظرون بتعجب‬


‫لشادية التي بدأت تغني ‪ /‬أنا مش عارفني انا‬
‫تهت مني انا مش انا‬

‫احد الجيران بتعجب ‪ /‬مالك يا حاجة شادية‬


‫شادية وهي تنظر له وتشير باصبعها لنفسها‬
‫وتكمل ‪ /‬ال دي مالمحي وال شكل شكلي وال ده‬
‫انا‬

‫ركض شادي للمطبخ واحضر صينيه معدن‬


‫واخذ يطبل وهى تغني وتشير للجيران الذين‬
‫خرجوا ‪ /‬ابص لروحي فجأه لقتني‪ ....‬لقتني‬
‫كبرت فجأه كبرت تعبت من المفاجأه ونزلت‬
‫دمعتي‬

‫ثم بدأت تغني بتأثر وكريم ومريم في الخلف‬


‫يحركون يدهم في الهواء بهدوء وهي تكمل ‪/‬‬
‫قوليلي ايه يا مرايتي تكونش‪ ....‬تكونش دي‬
‫حكايتي تكونش‪.....‬ثم صمتت فهمس لها‬

‫شادي ‪ /‬تكونش دي نهايتي‬


‫اعتدلت شاديه وهي تكمل ‪ /‬تكونش دي نهايتي‬
‫واخر قصتي‪ ....‬انا مش عارفني انا تهت مني‬
‫انا مش اناااااااااااا انا مش انا ثم صمتت‬

‫وهي تنحني للجماهير بينما صفق كريم وسليم‬


‫ومريم أيضا بتأثر وعوض ينظر لها بحزن ‪/‬‬
‫ياااه يا أمي ده كله حزن يا غاليه بينما اخذ‬

‫الجيران يصفرون ويصفقون لها وهي تحييهم‬


‫ثم نظرت لهم ‪ /‬شكرا يا حبايبي شكرا شكرا‬

‫أخذوا يصفقوا لها حتى صرخت بهم ‪ /‬ما‬


‫خالص يابني بقى ما قلنا شكرا اتفضلوا ادخلوا‬
‫ناموا اسفين علي االزعاج ثم دخلت وهي تنظر‬

‫لهم ببسمة ‪ /‬كنت مبدعة ضحك عوض بشده‬

‫اوي اوي وهللا الحاج كان عنده حق‬


‫تحدث سليم بخبث ‪ /‬ودلوقتي الدور على مين‬

‫نظر الجميع لشادي الذي ابتسم بغباء لهم وهو‬


‫يستعد لألسوء‬

‫ابتسمت أشرقت وهي تنظر لتلك الصور لهم‬


‫بمرحلة الطفولة كانت قد نسيتها تماما ولكن ما‬
‫فعله سليم اليوم ذكرها بتلك االيام التي تمنت‬
‫اال تنتهي حقا عجيبة هى الحياة فعندما كنا‬
‫صغارا كنا نحلم بيوم نكبر ونتطلع له بشوق‬
‫ولهفة ونحكي عنه مئات القصص ونخطط له‬
‫وما سنفعله وعندما نكبر نجد أنفسنا نشتاق‬
‫ولو لدقيقة واحدة من ايام الطفولة نشتاق‬
‫للحظات من الضحك دون أن تعكرها الهموم‬
‫واألحزان نشتاق لبسمة تخرج من القلب البسط‬
‫شئ نتشاق ليوما كانت فيه أكبر همومنا اننا ال‬
‫نملك ما يكفي لشراء الحلوى المفضلة‬

‫ابتسمت أشرقت وهى تتأمل صورتهم جميعا‬


‫هى وسليم وشادي وادهم وكريم ومريم كانوا‬
‫مجموعة صغيره من األشقياء ضحكت وهي‬
‫تتذكر كم كانت طفولية بشده كانت دائما ما‬
‫تركض خلف سليم في كل مكان حتى انها بكت‬
‫يوم أصبحت في المرحلة اإلعدادية وانتقلت‬
‫لمدرسة فتيات فقط ولكن سليم راضاها وأصبح‬
‫يوصلها كل يوم حتى دخلت للثانوية واصبحت‬
‫مقابلتهم نادرة او صدفة وعندما دخلوا للجامعه‬
‫انقطع كل شئ بينهم وكأنهم لم يعرفوا بعض‬
‫يوما حتى النظرات انقطعت كل شئ‬
‫تسطحت أشرقت على الفراش وهى تضم تلك‬
‫الصور وتتذكر طفولتها وتبتسم بشدة ‪ /‬اتمنى‬
‫لو ارجع يوم واحد بس‬

‫خرج شادي من العمارة واتجه الحد البيوت‬


‫وطرق الباب ففتح له رجل ما فقال شادي‬
‫ببسمة غبيه ‪ /‬عمي رشيد يا قمر انت‬

‫ابتسم له رشيد بدهشة ‪ /‬عايز ايه يا شادي يا‬


‫بني ايه اللي منزلك دلوقتي‬

‫شادي وهو ينظر لألعلى حيث الجميع ينظر له‬


‫من النافذه ‪ /‬احم االقيش معاك فكة نص ربعين‬

‫نظر له رشيد بغباء‬


‫بينما سقط سليم أرضا وهو يضحك وعوض‬
‫يراقبه بشماته وشادية تصور ما يحدث‬

‫رشيد بتعجب ‪ /‬انت بتهزر يابني وال إيه‬

‫شادي بضحك ‪ /‬وهللا ابدا بص انا معايا نص‬


‫جنيه بس شادية ليها ربع فاحنا عايزين نفكة‬

‫نظر له رشيد بغيظ ‪ /‬روح يابني ربنا يهديك‬


‫انت وشادية‬

‫ثم أغلق الباب في وجهه بينما ضحك الجميع‬


‫بشده عليه وهو اتجه لبيت اخر وقام بالطرق‬
‫عليه ففتح له طفل صغير ‪ /‬حبيبي قول لبابا‬

‫لم يكد ينهي حديثه حتى أغلق الصبى الباب‬


‫بحده في وجهه فبهت شادي ‪ /‬ايه المفاجأه دي‬
‫ضحك كريم بشده وهو يجلس أرضا ‪ /‬مش‬
‫قادر هموت مريم بشفقه‪/‬حرام عليكم‬

‫سليم بضحك ‪ /‬حرام ايه بس انتي متعرفيش ده‬


‫حالل فيه اى حاجة‬

‫اتجه شادي للباب الثالث وهو يطرقه ففتحت له‬


‫سيدة وهي تقول‪ /‬خير يا خويا حصل حاجه وال‬
‫ايه‬

‫شادي وهو يبتسم بغباء ‪ /‬االقيش معاكي نص‬


‫ربعين‬

‫نظرت له السيده بتشنج ‪ /‬نعم؟؟؟‬

‫شادي وهو يضحك ‪ /‬نص ربعين يا ام حمدي‬


‫ايه صعب ده‬
‫ام حمدي وهى تضرب كف على اآلخر ‪ /‬ال‬
‫حول وال قوه اال باهلل يخربيت االستروكس اللي‬
‫لحس عقل الشباب روح يابني ربنا يهديك‬
‫يارب‬

‫ثم اغلقت الباب نظر شادي لألعلي وجدهم‬


‫يضحكون بشدة فبصق في الهواء وهو يسبهم‬
‫باسوء السبات ثم ابتسم فجأه وهو يتجه لمنزل‬
‫ام احمد ويطرق النافذه حتي فتحت ام احمد‬
‫بتعجب وهى تنظر له ‪ /‬اية يا شادي يابني‬
‫نسيت حاجة هنا وال إيه‬

‫شادي وهو يمد يده بالنصف جنيه ‪ /‬عايز فكة‬


‫نص ربعين‬

‫نظرت له ام احمد بغباء ‪ /‬ها كالم ايه اللي‬


‫بتقوله ده يابني‬
‫شادي وهو ينظر لها وبنبرة تصنع فيها البكاء‬
‫‪ /‬خسروني في الشايب وحكموا عليا ادور علي‬
‫البيوت اسألهم علي فكة نص ربعين من غير‬
‫ما اروح الى محل‬

‫ضحكت ام احمد بشدة ‪ /‬مش هتبطلوا يا بني‬


‫حركاتكم دي‬

‫ثم نظرت له بحنان ‪ /‬استني هنا هشوف انا‬


‫معايا فكة كتير اوي‬

‫ثم دخلت وغابت لفتره حتى عادت وهي تمسك‬


‫ما يريد ثم مدت يدها به وهي تخبره ‪/‬حظك‬
‫لقيت ربعين جوا‬

‫ابتسم شادي بشده وكأنه عثر على كنز ثم أخذه‬


‫منها وركض لالعلى وهو يصرخ بفرحة ‪/‬‬
‫جبته يا شوية حوش‬
‫مساءا وأثناء نوم الجميع‬

‫استيقظ كريم من النوم وهو يشعر بعطش‬


‫فنهض من جانب شادي وتحرك للخارج وهو ال‬
‫يرتدي سوى بنطال فقط ولم يكن يعي ذلك‬
‫بسبب نعاسه اتجه للمطبخ واحرج الزجاجه‬
‫وشرب الماء ثم تنهد براحة ولكن فجأه فتح‬
‫عينه بصدمه وهو يشعر بضربه قوية على‬
‫رأسه‬

‫في الصباح الباكر تفقد ادهم حرارة ام فتحي‬


‫فوجدها طبيعيه فابتسم وتحرك للخارج حيث‬
‫مكتبه وهو ينظر للساعه وفجأه سمع صوت‬
‫سليم خلفه نظر وجد الثالثه يقتربون منه بقلق‬

‫قال شادي ‪ /‬انت كويس‬


‫هظ ادهم رأسه وكاد يجيب ولكن الحظ رأس‬
‫كريم فقال بتعجب ‪ /‬مال راسك‬

‫كريم وهو ينظر للشاش الذي يلف رأسه ‪/‬‬


‫حوار طويل قولي كنت عايزني ليه وقولت‬
‫اجيب معايا االب توب بتاعي‬

‫ادهم وهو يتحرك وهم خلفه وقال بغموض ‪/‬‬


‫عايز اعرف أصل ام فتحي وحكايتها وانتم اللي‬
‫هتسعدوني‬

‫سليم بتعجب ‪ /‬العفريتة؟؟‬

‫ادهم وهو يقترب من مكتبه ‪ /‬مطلعتش عفريته‬


‫يا سليم‬

‫نظر الثالثه‬
‫بتعجب لبعضه‬

‫ذهبوا للمكتب وطرق ادهم الباب ثم انتظر‬


‫قليال ولم يسمع رد ففتح الباب ودخل و الباقي‬
‫خلفه ‪ /‬هي راحت فين الست اللي كانت هنا و‬

‫لم يكمل كالمه وهو ينظر بصدمه لنافذه مكتبه‬


‫فوجدها تجلس كعادتها علي النافذه وتبتسم‬
‫بمشاكسه همس ادهم بعدم تصديق وهو يقول ‪/‬‬
‫ام فتحي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟‬

‫**********‬
‫البارت الثامن‬

‫هبطت شادية من العمارة وخلفها مريم التي‬


‫تمسك بيدها كطفلة صغيره تتعلق بوالدتها ثم‬
‫قالت وهى تعدل من نظارتها الجديدة ‪ /‬احنا‬
‫رايحين فين يا شوشو‬

‫شاديه وهى تفكر ‪ /‬معرفش بس زهقت من‬


‫قعده البيت هننزل نلقط رزقنا كده اي مصيبه‬
‫اي مشكله اهو نتسلي وال اقولك تعالي نروح‬
‫لعوض القهوة‬

‫مريم وهي تسير خلفها تجاه القهوة ‪ /‬هنعمل‬


‫ايه هناك هنشرب شيشة‬
‫نظرت لها شاديه ببسمة ‪ /‬هى فكره حلوه بس‬
‫خليها في يوم بليل لما القهوة تكون رايقه‬
‫عشان نعرف نتمزج‬

‫انهت شادية حديثها ثم جرت خلفها مريم التي‬


‫فتحت فمها بذهول هي فقط كانت تسخر‬

‫اقتربت شاديه من القهوه ودخلت والجميع‬


‫يلقي عليها التحية باحترام شديد ضحكت شاديه‬
‫بشده وهي تتجه البنها فقالت مريم بهمس‬
‫متعجب ‪ /‬بتضحكي علي إيه‬

‫شاديه وهي تشير للناس في القهوه وهي‬


‫تضحك بشده ‪ /‬دول بيحترموني آوي‬

‫ضحكت مريم بشده ‪ /‬معلش يا شاديه مش الكل‬


‫يعرفك يا غاليه‬
‫شاديه وهي تتجه لعوض ‪ /‬على رأيك بس أظن‬
‫بعد فقرة الغنى امبارح الشارع كله عرف‬
‫موهبتي‬

‫تقدمت شاديه لمكتب عوض وجلست عليه‬


‫وهي تضرب علي المكتب بشده ففزع عوض‬
‫وهو يرفع وجهه لذلك الشخص الذي فعل هذا‬
‫فوجد شاديه فقال بتعجب ‪ /‬شاديه بتعملي ايه‬
‫هنا‬

‫شاديه وهي تتحدث لمريم ‪ /‬اقعدي يابنتي‬


‫واقفه ليه‬

‫ثم نظرت لعوض ‪ /‬أنا عملت الغدا وخلصت‬


‫البيت وجبت البت الهبلة الطيبه دي وقولت‬
‫نعمل اى حاجه بدل الملل‬
‫نظر لهم عوض بحاجب مرفوع ‪ /‬وده ايه‬
‫عالقته بأنكم تيجوا القهوة عندي‬

‫شاديه ببسمة باردة ‪ /‬ادينا بندور على اى‬


‫مصيبه ولو ملقيناش نعملها احنا‬

‫زفر عوض ثم قال بعد تفكير‪ /‬صحيح مش انتي‬


‫كنتي عايزه تليفون جديد‬

‫نظرت له شاديه بانتباه فاكمل ‪ /‬أنا وصيت‬


‫الواد مروان بتاع محل الموبايالت يجيبلك واحد‬
‫حلو وهو كلمني من شوية انه جه وكنت‬
‫هجيبه وانا طالع اتغدى بس بما انك هنا ايه‬
‫رأيك روحي شوفيه‬

‫ابتسمت شاديه باتساع وهى تنهض ‪ /‬واخيرا‬


‫يا أخي بقالي ايام مش عارفه اتواصل مع‬
‫الناس‬
‫عوض بتعجب ‪ /‬ناس مين‬

‫شاديه وهى تجذب يد مريم ‪ /‬ناس مهمة‬


‫متاخدش في بالك يال يا بت يا مريم خلينا‬
‫نشوف الفون الجديد‬

‫ضحكت مريم وتبعتها بكل هدوء حتى خرجوا‬


‫من القهوة واتجهوا للمحل دخلت مريم وخلفها‬
‫شاديه فوجدوا ام علي تقف مع مروان صاحب‬
‫المحل وهى تتشاجر معه‬

‫اقتربت منهم شاديه وهي تتحدث بتعجب ‪ /‬مالك‬


‫يا ام علي فيه إيه علي الصبح‬

‫ام علي وهي تنظر لها بسرعه ‪ /‬الحمدهلل‬


‫احضرينا يا حاجه شادية الواد مروان دهون‬
‫بعت ليه مقصوف الرقبه علي ابني امبارح‬
‫عشان يجبلي سماعات يقوم يضحك عليه‬
‫ويدله سماعات سلكها مقطوع وكمان غاليه ليه‬
‫شايفني هبلة وال جاهلة‬

‫ثم ضربت مروان وهى تختم حديثها‬

‫تحدث مروان بتأوه ‪ /‬يا ستي قولتلك هما كده‬


‫يعني ده نظامهم‬

‫ام علي وهي تضربه مجددا ‪ /‬شوف الواد‬


‫بيبجح إزاي يعني غلطان وبجح‪ ...‬يا بجح‬

‫تحدثت مريم وهى تعدل وضع نظارتها ‪ /‬وريني‬


‫كده السماعات دي يا ام علي‬

‫نظرت ام علي لمروان بشر ومدت يدها‬


‫بالسماعات فنظرت لها مريم جيدا ‪ /‬ايوة يا ام‬
‫علي هو عنده حق دي نظامها كده من غير‬
‫سلك يعني آير بود‬
‫ام علي وهي تكرمش مالمحها بعدم فهم ‪ /‬يعني‬
‫إيه هير بود‬

‫نظرت لها مريم بغباء فشعرت بشاديه تدفعها‬


‫وتجذب منها السماعات وهى تقول بملل ‪/‬‬
‫اسمعي يا ختي السماعات دي كده من غير‬
‫سلك يعني بلوتوث فاهمه‬

‫ام علي بتعجب ‪ /‬االه مش البالتوث ده هو اللي‬


‫بننقل من عليه الحجات انتم كده هتلغبطوا‬
‫معلوماتي احنا نستنى االستاذ كريم وهو يفهمنا‬

‫شاديه وهي تقول بحنق ‪ /‬وهللا الواد ده‬


‫هيطفش من الحارة بسببك‬

‫ام علي بدهشه ‪ /‬ايهي هو أنا عملت حاجه يا‬


‫حاجه شاديه بس‬
‫نظرت شاديه لمروان ‪/‬عندك سماعات عاديه‬
‫يابني‬

‫مروان وهو يهز رأسه بايجاب‪ /‬عندي يا حجه‬

‫شاديه بغيظ وهي تلقي السماعات عليه ‪ /‬ولما‬


‫هو فيه بتطلع عين اللي خلفونا ليه متديها‬
‫منهم وتخلصنا‬

‫مروان وهو ينظر لهم بتذمر ‪ /‬يا حاجه هى‬


‫اللي طلبت سماعات نضيفه وحلوة التانيه‬
‫يومين وبتبوظ وقتها هتيجي المحل وتقولي‬
‫رجعها‬

‫ام علي بتعجب ‪ /‬أمال اخدها بايظه وال إيه‬

‫أشار مروان على ام علي بمعنى أرأيتي‬


‫زفرت شاديه بملل ثم اقتربت منه واخرجت‬
‫السماعات من علبتها ووضعتها على الطاولة‬
‫ونظرت لمريم ‪ /‬وصلي السماعات بالبلوتوث‬
‫بتاعك يا مريم‬

‫قامت مريم بما قالت عليه شادية ووصلته‬


‫بهاتفها ووضعت اغنيه عاليه فكان صوتها‬
‫يخرج من السماعه وواضح‬

‫نظرت ام علي للسماعة بصدمه وهي تقول ‪/‬‬


‫سبحان هللا كدهون من غير سلك صحيح اللي‬
‫يعيش يا ما يشوف بل وما شاء هللا صوتها‬
‫حلو عالي تنفع وانا بلعب ببجى‬

‫ثم نظرت لمروان بشموخ ‪ /‬حطها في كيس‬


‫ياض هخدها‬
‫نظر لها مروان بغيظ ثم وضعها في حقيبه‬
‫بالستيك لها فاخذتها وهي تبتسم وترحل‬

‫بينما نظرت شاديه لمروان وحدثته ‪ /‬جبت‬


‫يابني الفون اللي عوض وصاك عليه‬

‫مروان ببسمه ‪ /‬آيوه يا حاجه وطلبك بالضبط‬

‫ثم اتجه الحد الرفوف واحضر علبه ووضعها‬


‫امامها وهو يتحدث ‪ /‬مساحته زي ما الحاج‬
‫عوض قالي والرام بتاعه عالي وإمكانيات‬
‫عالية‬

‫ابتسمت شاديه بشده وهي تقول ‪ /‬جدع ياض‬


‫يا مروان ابقى حاسب عوض بقى‬

‫مروان ببسمة ‪ /‬عنكم خالص يا حاجه‬


‫شاديه وهي ترحل ‪ /‬تسلم يا مروان ‪ ...‬يال يا‬
‫مريم‬

‫خرجت مريم خلفها وهى تنظر لهاتف شاديه‬


‫ببسمة واسعه وشاديه تخرج الهاتف من العلبه‬
‫وهي تقول ‪ /‬ده انا هخربها‬

‫ضحكت مريم وهي تقول ‪ /‬حلو اوي يا شاديه‬


‫ينفع ابقى اخده معايا الجامعه مرة اتنطط بيه‬
‫على صحابي‬

‫نظرت لها شاديه وغمزت ‪ /‬هو مش سليم‬


‫وعدك بواحد حديث‬

‫مريم ببسمة ‪ /‬آيوه بس لما أنجح بقى‬

‫شاديه بضحك وهي تضمها بحنان ‪ /‬كل يوم‬


‫ابقي عدي عليا خوديه وانتي ماشيه الجامعه‬
‫واتنططي بيه علي صحابك كلهم لغاية‬
‫ماتنجحي وسليم يجبلك واحد احلى من ده‬
‫وقتها انا هاخده بقى‬

‫ضحكت مريم وهى تعدل نظارتها ولكن لمحت‬


‫فتاة ترتدي بنطال جينز ضيق وبلوزه بيضاء‬
‫وتفرد شعرها خلفها وترتدي نظاره سوداء‬
‫وتحمل حقيبه تبدو غاليه جدا‬

‫نظرت شاديه لها بتعجب وهى تراها تفتح فمها‬


‫وعينها بدهشه ‪ /‬مالك يابت اتخرستي ليه‬
‫وفاتحه بوقك كده ليه‬

‫انتبهت شاديه الحد بجانبهم فنظرت وجدت فتاه‬


‫جميلة جدا تقف أمامهم وهي تخلع نظارتها‬
‫وتقول ببسمة ‪ /‬حضرك جدة شادي‬
‫شادية وهي تتحدث بصدمه ‪ /‬شادي عملها و‬
‫اتجوز حتة مستوردة عرفي‬

‫كان ادهم ينظر بصدمه للنافذه وهو يقول بعدم‬


‫تصديق ‪ /‬ام فتحي‬

‫انتبهت له ام فتحي وهى تستدير وتبتسم ‪/‬‬


‫مستنياك من الصبح يا راجل كنت فين‬

‫ادهم وهو يقترب بسرعه من النافذه ويقول‬


‫بدهشه ‪ /‬إزاي انتي هنا إزاي وكنتي فين‬

‫نظر الثالث شباب لبعضهم البعض بتعجب‬

‫ولكن ادهم كان فقط ينظر بصدمه وبسمه‬


‫واسعه الم فتحي وهمس ‪ /‬انتي مسبتنيش طيب‬
‫إزاي وجسمك اللي في االوضه وليه اختفيتي‬
‫وظهرتي تآني‬
‫نظرت له ام فتحي بتعجب ‪ /‬مش فاهمه انت‬
‫بتقول ايه‬

‫ادهم وهو يتحدث لها بتفكير ‪ /‬امبارح الصبح‬


‫اختفيتي فجأه لما اسماء كانت معايا ومره‬
‫واحده االقيكي هنا إزاي‬

‫تحدثت وهي تهز كتفها بعدم اهتمام ‪ /‬معرفش‬


‫انا مش فاكره غير أن اختك كانت معاك ومره‬
‫واحده حسيت كأن حاجه بتسحبني ومحستش‬
‫بعدها بحاجه غير وانا في ممر المستشفي‬
‫فجيت استناك هنا‬

‫نظر لها ادهم بتعجب فتحدث سليم ‪ /‬هو احنا‬


‫مش من حقنا نفهم بدل ما احنا عاملين زي‬
‫عواجيز الفرح كده‬
‫ام فتحي ببسمة وهي تغمز له ‪ /‬عواجيز مين‬
‫بس يا حتة جاتوه انت لو انت عجوز أمال‬
‫ادهم يبقى ايه؟؟؟ اثري؟؟؟‬

‫نظر لها ادهم بغيظ وقد نسى حيرته ‪ /‬على‬


‫فكره يا ام فتحي الكلب انتي انا اكبر منه‬
‫بسنتين بس يا معفنه‬

‫ام فتحي بصدمه مصطنعة ‪ /‬ياراجل أمال انت‬


‫عامل كده ليه‬

‫ادهم وهو يجاريها ويتحدث بتأثر ‪ /‬أنا على‬


‫فكره كنت قمر وكانت عيوني خضره وشعري‬
‫اصفر وابيض وخدود حمره‬

‫ام فتحي بتأثر ‪ /‬يا ضنايا يابني وايه اللي‬


‫بهدلك كده عربيه عدت عليك سفلتتك وال إيه‬
‫ادهم وهو يهز رأسه بنفى ‪ /‬نمت في يوم‬
‫زعالن صحيت زي ما انتي شايفة كده‬

‫ام فتحي وهى تضع يدها على فمها بشفقة ‪ /‬يا‬


‫كبدي‬

‫ضحك شادي بشدة ‪ /‬أنا مش عارف هى بتقول‬


‫ايه بس انتي موتني‬

‫نظرت له ام فتحي وهي تغني ‪ /‬ياللي شمس‬


‫الدنيا تطلع لما تطلع ضحكة منك‬

‫عض ادهم على شفتيه وقال بتساؤل ‪ /‬هو آنتي‬


‫في الحقيقة متربتيش وسافلة كده وال ده الجزء‬
‫الزباله اللي جواكي‬

‫ام فتحي بتفكير وتعجب ‪ /‬بص انا مش فاكره‬


‫الصراحه بس أظن اني مش سافلة انا بس‬
‫بقدر الجمال يعني مش كل من هب ودب‬
‫اعاكسه واال كنت عاكستك انت كمان‬

‫ادهم ببسمة باردة ‪ /‬مش هستنى رأي واحده‬


‫دقنها أطول مني واسمها ام فتحي‬

‫ام فتحي وقد شهقت بعنف ‪ /‬أنا بدقن يا معفن‬


‫ياض انت مرايات بيتكم مكسره كلها وال إيه‬

‫ادهم بغيظ ‪ /‬أنا معفن يا معفنه يا مقشفه ده‬


‫انا قمر يابت ده بنات الجامعه كانوا بيترموا‬
‫عليا كده‬

‫ام فتحي ببسمة باردة وهي سعيدة الستفزازه ‪/‬‬


‫بيترموا عليك انت؟؟؟ أمال كانوا بيعملوا ايه‬
‫في الكاندي شوب؟؟؟؟ بيغتصبوهم؟؟؟‬
‫ابتسم ادهم وهو يبعد سليم عنه ثم قال لها‬
‫بتكبر ‪ /‬مش هجادلك تدري ليش ألنك غبية‬
‫رمعدومة الذوق‬

‫نظر ادهم الصدقائه وهو يقول ببسمة لرؤيته‬


‫الدهشه وعدم الفهم علي وجوههم ‪ /‬اقعدوا‬
‫وهفهمكم‬

‫جلس الجميع فبدأ ادهم حديثه وهو يقول ‪ /‬أنا‬


‫خليتكم تيجوا هنا انهارده عشان عايز ادور‬
‫على أهل ام فتحي‬

‫شادي بتعجب ‪ /‬العفريتة؟؟؟؟‬

‫ام فتحي وهي تجلس بجانب ادهم ‪ /‬جاك‬


‫عفريت يلبسك يا بعيد وما تعرف تطلعه‬
‫ضحك ادهم بشده وهو يقول ‪ /‬مش ده من‬
‫الكاندي شوب بتاعك‬

‫شادي وهو يضيق عينه بشك ‪ /‬هى قالت عني‬


‫حاجه وحشه صح؟؟‬

‫هز ادهم رأسه بايجاب فتحدث شادي بغيظ ‪/‬‬


‫شاورلي عليها‬

‫أشار ادهم للمقعد بجانبه فنظر لها شادي وهو‬


‫يقول ببسمة باردة ‪ /‬تعرفي يا أم فتحي لو انتي‬
‫ظاهره انا كنت عملت ايه‬

‫ام فتحي ببسمة وهي تغمز ‪ /‬اتحرشت بيا‬

‫نظر لها ادهم وهو يزفر بيأس منها فقال شادي‬


‫دون أن يعلم ماذا قالت ‪ /‬كنت مسكتك علقتك‬
‫لحد ما يبان ليكي صاحب‬
‫ضحك ادهم بشده وهو ينظر لها بشماته‬
‫فنظرت له وهى تبتسم في نفسها على جعله‬
‫يضحك فهى حتى اآلن ال تنسى مظهره حين‬
‫تحدث مع اخته هى لم تفعل كل ذلك ولم‬
‫تشاكسه اال لتجعله ينسى ما حدث‬

‫ام فتحي وهى تنظر الدهم وتقول بلهجة‬


‫اجرامية ‪ /‬قوله ام فتحي مترتبش وهى ساكته‬
‫بس ألجل الكاندي شوب واال هفضحه واقول‬
‫للكل على البت اللي بيكلمها وبيقولها انه أرمل‬
‫وعنده طفل يتيم‬

‫ضحك ادهم بشده وهو يمسك معدته فتحدث‬


‫شادي بغضب ‪ /‬قالت ايه البت دي‬

‫ضحك ادهم بشده وهو ال يستطيع التنفس من‬


‫الضحك ‪ /‬هموووووت ياربي‬
‫ثم نظر لها وجدها تنظر له ببسمه بريئة فشرد‬
‫بوجهها ولكن فاق على صوت الباب يفتح‬
‫بعنف ودخل احد ما فتغيرت مالمح الجميع‬
‫للعبوس فورا‬

‫بينما ابتسم ادهم بسمة باردة وعيونه تطلق‬


‫نيران تكاد تحرق الغرفة بمن فيها‬

‫جلست شاديه وهي تضع العصير امام الفتاه‬


‫ومريم التي مازالت تنظر للفتاة بفم مفتوح‬

‫فابتسمت شاديه وهمست لمريم ‪ /‬البت كده‬


‫فتفكرك مش مظبوطه‬

‫مريم بصدمه وهي تنظر للفتاة ‪ /‬انتي مش‬


‫شايفه هي عاملة إزاي دي موجه يا شاديه‬
‫موجه ياختي بصي وسطها عامل ازاي واخد‬
‫وضع الرقص‬
‫شادية وهي ترفع حاجبها بتعجب ‪ /‬هو نظرك‬
‫رجع دلوقتي وال إيه‬

‫تنحنحت الفتاه وهي تقول ببسمة ودودة ‪ /‬أنا‬


‫اسمي مو‪ ...‬احم منة اسمي منة الزيني وكنت‬
‫بسأل على االستاذ شادي عشان‬

‫قاطعتها شاديه بجديه ‪ /‬متقلقيش يا بت يا منة‬


‫حقك عندي ياختي انا هخليه يكتب عليكي‬
‫رسمي ويسترك بس قوليلي األول عندكم عيال‬

‫منة وهي تنظر لهم بفم مفتوح ‪ /‬عيال؟؟؟‬


‫ويستر عليا‬

‫شادية وهى تنتقل لتجلس بجانبها وتربت على‬


‫كتفها بشفقه ‪ /‬متخافيش يابنتي انا عارفة الواد‬
‫شادي ده يمكن هو سافل ومترباش بس وهللا‬
‫عيل طيب وجدع وهيشيلك في عينه‬
‫ضحكت منة بشده وهي تقول ‪ /‬حضرتك‬
‫بتقولي ايه بس الموضوع مش كده‬

‫شاديه وهى تنظر لها بدقه ‪ /‬أمال الموضوع‬


‫ايه‬

‫منة وهى تخرج ساعة من حقيبتها ‪ /‬دي ساعة‬


‫االستاذ شادي نسيها لما كان بيحاول يساعدني‬
‫ويصلح العربية‬

‫نظرت شاديه بخيبة امل للساعة ‪ /‬جاية عشان‬


‫الساعه بس يعني مفيش مصايب اي حاجه‬
‫نطري بيها اليوم الناشف ده‬

‫ضحكت منة بشده ‪ /‬وهللا آنتي عسل انا عمري‬


‫ما ضحكت كده‬
‫شاديه ببسمة ‪ /‬وانتي مزه وانا حبيتك والبت‬
‫مريم دهي برضو حبيتك‬

‫ابتسمت لها مريم بلطف فبادلتها منة البسمه‬


‫ولكن فجأه قاطعتهم شاديه وهي تقول ببسمة ‪/‬‬
‫بت يا مريم عرفت هنعمل ايه‬

‫ثم نظرت لمنه بخبث ‪ /‬وانتي هتكوني معانا‬

‫ابتسمت منه بتعجب وهي تقول ‪ /‬اكون فين‬

‫شادية ببسمة ‪ /‬هقولك تعملي ايه بس هتنفذي‬

‫منة وهى تفكر قليال فيما تفعله هى حتى ال‬


‫تعرفهم سوى من ساعات قليله كيف تشعر‬
‫باأللفة تجاه تلك المرأه هكذا وكأنها ترى بها‬
‫حنان وحب لم تره يوما في عين والدتها‬
‫ابتسمت بسخريه أين ذهبت تلك المتكبرة التي‬
‫تختفي خلفها‬

‫خرجت من شرودها على ضربة شاديه ‪ /‬بت‬


‫روحتي فين‬

‫أمسكت منة كتفها بألم ثم قالت وهى تلوي‬


‫فمها بتذمر ‪ /‬اى خالص خالص بس هنعمل ايه‬
‫مش فاهمة‬

‫شاديه وهى تنظر لمريم بخبث شديد ومكر ‪/‬‬


‫هننتقم‬

‫ابتسم ادهم بكل برود ثم أعاد ظهره للخلف‬


‫وهو يضع قدم على قدم بينما نظر له ذلك‬
‫الشخص الذي دخل بغيظ وغضب ‪ /‬انت كده‬
‫بتستقبل اخوك يعني؟؟؟‬
‫ادهم بكل برود يمتلكه ‪ /‬وهللا أنا بستقبل كل‬
‫شخص حسب مكانته بقى‬

‫انتبه كريم لعيون وائل التي تحولت بسرعه‬


‫فنهض سريعا وهو يقول بترحيب زائف ‪ /‬اهال‬
‫يا وائل أتفضل معلش انت عارف أدهم‬

‫ام فتحي بتذكر ‪ /‬االه هو ده وائل المهزق اللي‬


‫قفلت السكة في وشه اخر مره‬

‫كتم ادهم ضحكته بصعوبه وهو يهمس ‪/‬‬


‫اسكتي يخربيتك هتبوظي الهيبة‬

‫نظرت له ام فتحي وهي تقول ببسمة وغمزه ‪/‬‬


‫انت اجمل على فكره من الواد ده‬

‫لم يتمكن ادهم من حبس ضحكته فخرجت بدون‬


‫ارداه فنظر له وائل بغيظ وهو يقول ‪ /‬شايف‬
‫بيتصرف إزاي يعني مش كفاية مقاطعنا كلنا‬
‫ومش راضي يرجع البيت ال ومش بيرد على‬
‫مكالمات ابوه وال اى حد مننا وطرد اخته اخر‬
‫مره راحت ليه‬

‫نهض ادهم وقد عاد عبوسه ثم اتجه ووقف‬


‫امامه وقال بمالمح جامده وسخرية الذعة ‪/‬‬
‫ايوة مش فاهم يعني عايز ايه عايز ارجع اخدم‬
‫الست والدتك في قصر الباشا وال عايزني ارجع‬
‫اذاكر الختك واشتغل داده ليها عشان بس‬
‫متحرمش من العشا بتاعي‬

‫صمت قليال ثم ابتسم بمرارة ‪ /‬وال تكونش‬


‫عايزني ارجع تاني عشان تاخدني اشيل ليك‬
‫شنطتك في كل حتة عشان والدتك متحرمنيش‬
‫من التعليم خالص يا وائل باشا ادهم العيل‬
‫العبيط كبر ومش باقي على حاجة وبالنسبه‬
‫اني مش برد على مكالمات والدك فده الني‬
‫عارف هو عايز ايه وده ابعد من أحالمه‬
‫وبالنسبه للقطة المتدلعه اختك فقولها متجيش‬
‫عشان متنطردش بسيطه‬

‫نظر له وائل بغضب شديد وصرخ ‪ /‬حقيقي انك‬


‫ناكر للجميل بعد ما كبرت واتعملت تنفش‬
‫ريشك علينا وانت اصال ابن حرام و‬

‫لم يكمل كلمته حتى كانت لكمة سليم تطيح به‬


‫أرضا وهو يصرخ بهياج شديد وغضب وشادي‬
‫يحاول ام يمنعه ‪ /‬لو هو ابن حرام تبقى انت‬
‫ابن **** ده جذمته بدسته من عينتك يا ****‬
‫والتعليم اللي بتذله بيه‪ ،‬ده بتعبه وشقاه يا‬
‫روح امك وال ناسي ان الست والدتك رفضت‬
‫تعلمه من غير مقابل وكانت بتشغله مقابل اكله‬
‫وتعليمه والسيد الوالد حدث وال حرج كان‬
‫عامل زى زوج االم اتفوووو عليكم عيلة و***‬

‫صفرت ام فتحي بفرحة وشماتة ‪ /‬اديله ابن‬


‫كوم شكاير اليهود ده يخربيته أمال لو وسيم‬
‫شويه كان عمل ايه اللهم ال اعتراض يارب‬
‫يعني معفن وبجح وادي اتفوووو مني انا كمان‬
‫معاك آتنين اتفووو‬

‫وضع وائل يده على وجهه وهو ينظر لهم بشر‬


‫ويتنفس بحده ثم نهض وهو يعدل ثيابه ويبتسم‬
‫بسمة مخيفة ويهز رأسه ببرود ‪ /‬أنا بس جيت‬
‫انهارده ونزلت من مستوايا ليك عشان بابا هو‬
‫اللي طلب كده قولت اعتبرك اخويا مرة‬
‫ثم نظر حوله بسخريه وقد انكشف وجهه‬
‫الحقيقي ‪ /‬بس الظاهر ان المستنقع اللي عايش‬
‫فيه خالك قذر‬

‫تحدث ادهم بعد صمت طويل ‪ /‬كلمة واحده على‬


‫واحد من الموجودين هنا انا هخليك تعرف‬
‫يعني إيه ابن حرام بجد‬

‫ثم نظر له ببسمة وقال ببرود ‪ /‬وألن زي ما‬


‫انت عارف ابن الحرام ملقاش حد يربيه‬
‫لألسف‪ ،‬ف برة قبل ما اخلي األمن يجي يجرك‬
‫لبره‬

‫ابتسم وائل وهو يقول ببرود ‪ /‬كويس انك‬


‫معترف بنفسك يا ابن نوران انك ابن حرام‬

‫ادهم ببرود وسخريه ‪ /‬هى الكلمة عجبتك آوي‬


‫الفهالك في جرنال أصل شايفك عمال تكررها‬
‫كتير اوي بس خليني اقولك ابن الحرام اللي‬
‫بتقول عليه علم عليك فاكر وال افكرك يا ويلو‬
‫ويلو‬

‫نظر وائل له بمالمح سوداء وتحدث وهو يرحل‬


‫فيكفيه ما تعرض له اليوم ‪ /‬ماشي يا ادهم‬
‫افتكر كل اللي حصل انهارده عشان انا مش‬
‫هنساه‪.‬‬

‫أدهم ببرود شديد ‪ /‬حاضر هسجله في مذكراتي‬


‫خد الباب في ايديك وياريت متورنيش طلتك‬
‫البهية دي تاني انسوا ان ليكم حد اسمه ادهم‬

‫ابتسم وائل بشر وقال بغموض ‪ /‬موعدكش‬

‫خرج وائل وأغلق الباب بعنف شديد بينما نظر‬


‫ادهم للجميع فكان كريم ينظر لهم بحزن شديد‬
‫عليه وسليم مازال يتنفس بعنف ومالمحه‬
‫غاضبه جدا بينما شادي ينظر أرضا وهو‬
‫يحاول ان يخفي المه ووجعه على اخيه وما‬
‫حدث له في الماضي‬

‫اقترب ادهم منهم وهو يقول بال مبااله ‪ /‬مالكم‬


‫كده‬

‫اوعوا تكونوا فاكرني متضايق وائل اخر واحد‬


‫يقدر يضايقني او يهز شعره ليا ودلوقتي نرجع‬
‫للموضوع اللي كنت عايزكم فيه‬

‫انتبه ادهم لسليم الذي مازال ينظر للباب بشر‬


‫ويقبض بشده على يده فقال بجدية ‪ /‬خالص يا‬
‫سليم هدي نفسك مش مستاهل ولما نخلص‬
‫كالمنا ابقى شوف سامي وروح عن نفسك‬

‫نظر له سليم لثواني ثم ضحك بشده ‪ /‬سامي‬


‫مبقاش بيقرب من القسم بتاعي‬
‫ضحك ادهم ‪ /‬وال انا‬

‫ام فتحي وهي تتحدث بمزاح ‪ /‬تالقيه بس‬


‫بشاميل الحاجة كان تقيل شويه عليه‬

‫ضحك ادهم بشده ثم نظر لها وقال بعبث ‪ /‬أنا‬


‫احلى من وائل‬

‫شادي بتعجب ‪ /‬اكيد يا بني انت بتقارن ايه‬

‫ادهم بضحك ‪ /‬ال مش انت‪ ،‬انا عايز اسمعها‬


‫من حد كده‬

‫ثم نظر لها فقالت بخجل وبسمة ‪ /‬بكتير‬

‫ضحك ادهم بشده ‪ /‬اديكي عاكستيني اهو يعني‬


‫انا قمر‬

‫تحدث كريم بسخريه ‪ /‬يا عم القمر ركز معانا‬


‫احنا بنعمل ايه‬
‫نظر له ادهم وقال ببسمة ‪ /‬األول قولي ايه اللي‬
‫حصلك وعورك كده‬

‫نظر له كريم بحنق وهو يتذكر ما حدث‬

‫‪F.B‬‬

‫شعر كريم بشئ بصطدم بعنف في رأسه ففتح‬


‫عينه بصدمه والم واستدار ببطئ وهو يمسك‬
‫رأسه فوجد مريم تمسك طاسة وتنظر له بشر ‪/‬‬
‫بقى يا حرامي يا معفن جاى تسرق البيت‬
‫وكمان من غير هدوم شكلك كنت ناوي على‬
‫اغتصاب كمان‬

‫كريم وهو يضغط على رأسه بوجع ‪ /‬وأنا لو‬


‫كنت حرامي يا هبلة كنت هاجي اشرب ليه؟؟؟‬
‫بسرق على صيام وجاي اكسر صيامي عندكم‬
‫استمعت مريم جيدا للصوت حيث كانت ال‬
‫ترتدي النظاره ‪ /‬استني انا اعرف الصوت ده‬
‫كويس‬

‫دخلت شاديه المطبخ بفزع وهى ترى رأس‬


‫كريم تنزف ‪ /‬فيه إيه مالك يا كريم‬

‫كريم بسخريه ‪ /‬مفيش شوية صداع بسيط كده‬

‫ثم نظر لشادي ‪ /‬انت يا غبي مقولتش ليه انها‬


‫بايته هنا‬

‫نظرت مريم لالرض بحزن ‪ /‬اسفه وهللا يا كريم‬


‫مكنتش اعرف انه انت وهللا ما اخدتش بالي‬
‫بعدين شادية اللي قالتلي ابات معاها وهللا‬
‫تحدث كريم بحنان بعدما رأى حزنها ‪/‬‬
‫مقصدش يا مريم انا بس كنت بقول كده عشان‬
‫لو كنت اعرف انك هنا كنت خرجت بلبس‬

‫مريم بضحك ‪ /‬أنا مش شيفاك أساسا شايفا‬


‫طشاش كده بس‬

‫كريم بمزاح ‪ /‬طشاش ال انتي الزم تعملي‬


‫العملية كده بقيتي خطيره‬

‫تقدم شادي بعدما احضر االسعافات ‪ /‬تعالى بدل‬


‫ما دمك يتصفى يا خويا‬

‫‪B‬‬

‫ضحك ادهم بقوة ‪ /‬معلش يابني تعيش وتاخد‬


‫غيرها يا حبيبي المهم دلوقتي ركز معايا‬
‫عشان عايزك في موضوع‬
‫نظرت منة للباب وهى ترتدي عباءه خاصة‬
‫بشادية و تقول بخوف ‪ /‬متأكدة من اللي هعمله‬
‫ده‬

‫شاديه بثقه كبيره ‪ /‬عيب عليكي دوسي وانا‬


‫وراكي‬

‫هزت منة رأسها وابتسمت وهى تطرق الباب‬


‫وتنتظر دقائق وكانت هاجر تفتح الباب ونظرت‬
‫لها بتعجب ثم نظرت لشاديه ‪ /‬مين دي يا‬
‫شاديه‬

‫تحدثت شاديه بحزن ‪ /‬دي واحده كانت بتسأل‬


‫على شاكر وانا دلتها‬
‫هاجر وهى تنظر لمنة من أعلى السفل بحاحب‬
‫مرفوع ‪ /‬وتسأل عليه ليه فيه حاجه‬

‫شاديه وهى تدفعها للداخل ‪ /‬مش هنتكلم على‬


‫الباب كده ادخلي عشان الفضايح بس‬

‫هاجر بصدمه وهي تدخل ‪ /‬فضايح؟؟؟؟ فضايح‬


‫ايه يا شاديه هو فيه إيه‬

‫تحدثت مريم بأسف ‪ /‬معلشي يا طنط هاجر هما‬


‫الرجالة كلهم كده‬

‫هاجر بتعجب وعدم فهم ‪ /‬رجالة ايه فيه إيه‬


‫هو شاكر اتجوز عليا‬

‫نظرت منة أرضا بحزن مصطنع وهى تقول ‪ /‬ال‬


‫مش اتجوز بس كان بيفكر يا طنط‬
‫فتحت هاجر عينها بصدمه كبير وهي تنهض‬
‫بحده وتصرخ ‪ /‬شاكر عمل ايه انطقي يابت‬

‫تحدثت منة بحزن وهى تقول ‪ /‬شاكر باشا‬


‫هددني اني لو موافقتش اتجوزه هيلبس بابا‬
‫تهمة وهيتجوزني في االخر غصب وانا مش‬
‫عارفة اعمل ايه بس والد الحالل هما اللي‬
‫دلوني عليكي‬

‫شادية بتأثر مصطنع ‪ /‬ربنا يباركلهم يارب‬

‫هاجر وهى انظر لمنة بعدم استيعاب وال تصدق‬


‫انها تتحدث عن شاكر زوجها هى ثم صرخت‬
‫بحدة ‪ /‬كدابة شاكر عمره ما يعمل كده‬

‫تصنعت منة البكاء ‪ /‬هللا يسامحك وانا اللي‬


‫فكرت انك هتقفي جنبي وتساعديني وتنقذيني‬
‫من جوازه زي دي ومن واحد قد بابا على‬
‫العموم انا هسيبك لضميرك يا ست هانم‬

‫شاديه وهى تقترب من منة رتضمها بشفقه ‪/‬‬


‫معلش يابنتي هو المجتمع ده كده دايما يرمي‬
‫اى بلوة على الست مكنتش اعرف انك ظالمة‬
‫يا هاجر‬

‫نظرت لهم هاجر بفم مفتوح وصدمه كادت‬


‫تصيبها بالشلل‬

‫سمع الجميع صوت خلفهم يتحدث ببرود‬


‫فنظروا وفتحت شادية عينها بشده ومريم‬
‫ابتلعت ريقها‬

‫قال شاكر وهو يحمل طبق به جاتوه ويأكله‬


‫ببرود ‪ /‬ومطفتش سجارير تحت باطك بالمرة‬
‫نهضت هاجر ونظرت له بدموع ‪ /‬شاكر انت‬
‫عملت كده‬

‫نظر لها شاكر بحاجب مرفوع ثم نظر لشاديه‬


‫وقال ‪ /‬عجبك كده مانتي عارفة هاجر هبلة‬
‫وبتصدق كل حاجه‬

‫شادية ببسمة غبية ‪ /‬االه شاكر‪ ،‬ابن حالل وهللا‬


‫لسه كنا بنتكلم عليك‬

‫ثم مالت علي مريم وهى تهمس ‪ /‬هو مش‬


‫راح الشغل وال ايه‬

‫مريم وهى تكاد تبكي ‪ /‬معرفش وهللا افتكرته‬


‫مشي‬

‫منة وهى تنظر بتعجب لشاديه ‪ /‬مين ده‬


‫شاديه بحسرة على ما سيحدث لهم ‪ /‬ده الراجل‬
‫المفتري اللي عايز يتجوزك بالعافية‬

‫منة بصدمه ‪ /‬ده اللي قد بابا‬

‫بكت شاديه وهى تقول بحسره ‪ /‬يا خسارة‬


‫التليفون اللي ملحقتش افرح بيه‬

‫ابتسم شاكر ثم اتجه ليجلس بجانب هاجر‬


‫ويضمها بمزاح ‪ /‬ده مقلب من شاديه يا جوجو‬
‫وال إيه يا شاديه‬

‫ابتسمت شادية بغباء ‪ /‬انت صح ده كان مقلب‬


‫الكاميرا الخفية تحب نذيع قول ذيع‬

‫اخرج شاكر مسدس من جيبه ووضعه على‬


‫الطاولة أمامهم وقال ببسمة ‪ /‬وماله هنذيع كل‬
‫حاجه و بث مباشر كمان‬
‫تحدث ادهم بجديه ‪ /‬عايزك يا كريم ترسم‬
‫صوره الم فتحي وبمعرفتك تحاول تالقي ليها‬
‫اي معلومات سواء علي الفيس او غيره‬

‫هز كريم رأسه وهو يفتح الالب الخاص به ‪/‬‬


‫سهل باذن هللا انت بس ادينا مواصفاتها‬
‫بالضبط وانا هحاول أالقي اي شئ يوصلنا‬
‫لعيلتها‬

‫جلست ام فتحي باهتمام وهى تنظر لكريم‬


‫وادهم‬

‫تحدث كريم بعد مرور دقائق ‪ /‬تمام اديني‬


‫مواصفاتها بالضبط يا ادهم‬
‫نظر شادي بفضول للشاشه وهو يترقب بشده‬
‫ان يراها وكذلك سليم‬

‫نظر ادهم لها فوجدها تقوم بحركة وكأنها‬


‫حوله‬

‫تحدث ادهم بجديه ‪ /‬وشها عامل زي الفطيرة‬


‫كده‬

‫نظر له كريم بتعجب فقال ادهم بجديه ‪ /‬يعني‬


‫وشها كبير اوي اوي آوي‬

‫فتحت ام فتحي فمها ونظرت له بغباء فتجاهلها‬


‫ادهم واكمل ‪ /‬بشرتها سمرا آوي شوية‬

‫اخذ كريم ينفذ ما يقوله ادهم فتكمل ادهم ‪/‬‬


‫بالنسبة للمناخير فاحنا لغيناها هما خرمين في‬
‫وشها وخالص‬
‫ام فتحي بأعتراض ‪ /‬كداااااب وهللا العظيم كداب‬

‫شادي بضحك ‪ /‬يا اخى اتقى هللا‬

‫أشار له ادهم بالصمت وهو يبتسم بخبث ‪ /‬كنت‬


‫فين آه صح عينها زي البجرة بالضبط‬

‫ام فتحي بغيظ ‪ /‬جاك بجرة ترفصك يا طور‬

‫ادهم ببسمة وهو يكمل ‪ /‬بالنسبه للحواجب‬


‫مفيش حواجب أساسا شد بس خط صغير كده‬
‫وبوقها أطول من برج خليفة واعرض من نهر‬
‫النيل ودقنها عامل زي سن السيف مدبب كده‬

‫ام فتحي وهي تبتسم بسخريه ‪ /‬طب و وداني‬


‫مش عاملين زي اسدين قصر النيل‬

‫ابتسم لها ادهم باستفزاز ثم‬


‫نظر لما يقوم به كريم فقال بتفكير ‪ /‬ال ال كبر‬
‫البق شويه‬

‫ام فتحي بعدم استيعاب ‪ /‬هو إنت بتفصل‬


‫بنطلون‬

‫ابتسم ادهم لها بخبث ‪ /‬عندها عين حولة كده‬


‫والتانيه عاديه مش فيها حاجه‬

‫ام فتحي بسخريه ‪ /‬كتر خيرك وهللا‬

‫نظر شادي بشك للشاشه ‪ /‬ادهم متأكد اني دي‬


‫مواصفاتها بجد‬

‫ام فتحي وهى تقف خلف كريم ‪ /‬ال دي‬


‫مواصفات فتاة أحالمه‬
‫أنهى كريم كل ما قاله ادهم وهو ينظر للصورة‬
‫بغباء بينما قال سليم ‪ /‬وهللا ما قصدي تنمر‬
‫بس انا عرفت ليه محدش دور عليها‬

‫ضحك ادهم بشده وهو يراقب تحول مالمح ام‬


‫فتحي للغضب‬

‫فقال كريم ‪ /‬ادهم بجد هى دي‬

‫كاد ادهم يكمل ولكن الحظ غضبها الشديد فقال‬


‫‪ /‬احم ال انا كنت بهزر معاها‬

‫نظر له كريم بغيظ ‪ /‬يا أخي انت مش طبيعي‬


‫وهللا اتنيل اوصف بس المرة دي بجد عشان‬
‫وهللا اخبط الالب في وشك‬
‫ضحك ادهم بشده ثم نظر الم فتحي التي كانت‬
‫تربع يدها بغضب وقال ببسمة ‪ /‬وشها صغنن‬
‫زي األطفال وطويل شويه كده‬

‫نظر ادهم لكريم وهو يرسم وجهها فقال ‪ /‬صغر‬


‫الوش شوية‪ ...‬ايوة هو كده تمام‬

‫ثم نظر لها وقد انتبهت عليه فاكمل وهو ينظر‬


‫لكريم ‪ /‬بشرتها سمرا‪ .....‬ال قلل شوية‬
‫الدرجه‪ .....‬مش آوي كده‪ ...‬زود شوية‬

‫نظر ادهم لها ثم قال ‪ /‬آيوه كده‪ ....‬عيونها‬


‫واسعه وسودة ورموشها طويله‪ ......‬ال طول‬
‫الرموش شوية‪ ...‬ايوه تمام‪ .....‬مناخيرها‬
‫صغيره‪ ....‬آيوه كده‪ ......‬بقها متوسط‬
‫الحجم‪ ....‬ال مش اوي كده‪ ....‬ايوه كده‬
‫متوسط‪ ....‬عندها خدود شوية ايوه كده‬
‫تمام‪ ....‬الحواجب اممم سميكة شويه‪ ...‬سميكه‬
‫آكتر من كده سيكا‬

‫اخذ ادهم ينظر لها بشرود وهو يصفها بينما‬


‫هى ال تعي بشئ سوى به وهو ينظر لها بعد‬
‫مرور دقائق تحدث كريم وهو يحرك رقبته‬
‫بتعب ‪ /‬واخيرا هى كده وال آيه‬

‫ادهم وهو ينظر للصورة ببسمة كبيرة ‪ /‬انت‬


‫فنان يابني دي كأنها هى‬

‫ابتسمت ام فتحي ‪ /‬االه منا طلعت قمر اهو‬


‫اياكش بس البعيد أعمى‬

‫ابتسم لها ادهم بينما تحدث شادي بغزل ‪ /‬اسمر‬


‫يا اسمراني‪ ...‬مين قساك عليا‪ ...‬لو ترضى‬
‫بهواني برضو انت اللي ليا‬
‫ام فتحي بغزل ‪ /‬يا حالوتك يا جمالك خليت‬
‫للحلوين ايه‬

‫زفر ادهم بضيق ثم تحدث ‪ /‬خالص يا استاذه‬

‫نظر ادهم لكريم ‪ /‬حاول توصل ألى حاجة تدلنا‬


‫عليها يا كريم‬

‫كريم وهو يضغط على ازرار كثيرة ‪ /‬تمام في‬


‫خالل يومين هكون وصلت لحاجه بإذن هللا‬

‫تحدث سليم بعد صمت طويل ‪ /‬ادهم انت متأكد‬


‫انها موجوده‬

‫نظر له ادهم بتعجب ‪ /‬مش فاهم قصدك أية‬


‫يعني‬

‫سليم بتفكير‪ /‬قصدي ان يمكن كل ده من خيالك‬


‫مش اكتر‬
‫انتبه كريم وشادي لسليم فقال ادهم وهو يتنهد‬
‫‪ /‬أنا كنت فاكر كده يا سليم افتكرت ان خيالي‬
‫هو اللي صنعها مش اكتر بس اتأكدت انها‬
‫حقيقه لما شوفتها في المستشفي‬

‫كريم بانتباه ‪ /‬مستشفي ايه‬

‫ادهم وهو يجيب ‪/‬المستشفي هنا‬

‫ابتسم كريم بعدم تصديق ‪/‬ال متقولش‪ ،،،‬باهلل‬


‫عليك ما تقول انك قطمت ظهري قدام الالب‬
‫توب وطلعت عيني عشان ارسمها وهى‬
‫موجوده أساسا وكان ممكن اصورها وخالص‬

‫نظر له اداهم بغباء وهو يفكر في حديثه ثم قال‬


‫بهمس لم يصل له ‪ /‬تصدق مجاش في بالي‬
‫ضحكت ام فتحي كثيرا ‪ /‬يا كبدي يابني‬
‫مطلعتش شكل بس ال ده عقل كمان انت‬
‫معندكش ميزه وال إيه‬

‫نظر لها ادهم بشر ثم قال ‪ /‬احم على فكره جات‬


‫الفكره دي على بالي بس مكنش ينفع اخليكم‬
‫تشوفوها عشان هى في غيبوبة وكده يعني‬
‫الزم يكون المكان حواليها هادي وكمان‬
‫مينفعش تشوفوها وهي نايمة‬

‫ام فتحي ببسمة هيام ‪ /‬يادكري‬

‫ضحك شادي بشدة ‪ /‬يخربيتك يابني انت اهبل‬


‫وال اااااا‬

‫لم يكمل حديثه بسبب رنين هاتف كريم الذي‬


‫نظر له بتعجب فقال سليم ‪ /‬مين ده ماترد‬
‫كريم بدهشه ‪ /‬ده رقم غريب معرفش مين‬

‫ام فتحي وهى تحرك حاجبها ‪ /‬تالقيها واحده‬


‫من عشاق اللولي بوب كل البنات بتحبك كل‬
‫البنات حلوين‬

‫نظر لها ادهم وقال وهو يزفر بضيق ‪ /‬هو ينفع‬


‫تفوتي جمله من غير ما تقلبيها لسفاله‬
‫لوسمحتي‬

‫ام فتحي بصدمه ‪/‬مينفعش أنا كده اتحرق‬

‫أجاب كريم بتعجب ‪ /‬الو‪ ......‬ايوة مين‪......‬‬


‫مريم رقم مين ده‪ .......‬اهدي بس مش‬
‫فاهم‪ ......‬وشاكر هيعوز يقتلكم ليه‪ .....‬ماشي‬
‫ماشي جاي خالص تمام‬
‫نهض كريم وهو يحمل اشيائه ‪ /‬في مشكله بين‬
‫شاكر وشادية مش فاهم منها حاجة خالص‬
‫الزم اروح اشوف حصل ايه‬

‫نهض شادي بسرعه ‪ /‬اصبر هاجي معاك‬

‫نظر ادهم وسليم لهم ونهضوا ‪ /‬استنوا جايين‬


‫معاكم‬

‫شادي بتعجب ‪ /‬هو أنت مش عندك حملة‬

‫ادهم وهو يخلع البالطو الخاص به ‪ /‬مش‬


‫دلوقتي لسه العصر يال نشوف اللي حصل‬
‫وبالمره اغير هدومي ألحسن عفنت‬

‫تحركت ام فتحي خلفهم وهى تقول ‪ /‬اخييية‬


‫هى ريحة البالعات دي جاية من عندك‬
‫نظر لها ادهم وهو يبتسم ببرود ‪ /‬بجد انا‬
‫افتكرتها جاية منك انتي‬

‫أخرجت ام فتحي لسانها ففعل هو المثل وضحك‬


‫وتحرك خلف الشباب‬

‫تحرك الجميع للحارة ثم صعدوا سلم الدرج‬


‫بسرعه حتى وصلوا لشقة كريم فسمع الجميع‬
‫صراخ شاكر فتح كريم الباب بخوف وهو ينظر‬
‫حولة وما كاد احد يخطو للداخل حتى وجدوا‬
‫الريموت يطير جهتهم اخفض الجميع رأسه‬
‫ماعدا سليم الذي لم ينتبه فاصطدم به وضع‬
‫سليم يده على رأسه بألم وهو يسب بغيظ ‪ /‬يا‬
‫والد ال‪...‬‬

‫دخل الجميع بسرعه فوجدوا مريم تمسك‬


‫شاديه التي كانت تضرب كفوفها في بعض‬
‫بطريقة شعبيه وتردح لشاكر الذي كانت هاجر‬
‫تقف امامه وهو ينظر لشادية ببسمة مستفزه‬
‫وبرود شديد‬

‫ضرب سليم شادي علي رقبتها ‪ /‬اتحرك يا‬


‫خويا وشوف شادية ألحسن تقتل شاكر وتروح‬
‫في داهيه‬

‫ركض شادي لشادية وهو يقول ‪ /‬مالك بس يا‬


‫شاديه متعصبه ليه‬

‫شاديه وهى تنظر لشادي قليال بعدما توقفت‬


‫عن الصراخ ثم فجأه ضربته على كتفه ‪ /‬واقف‬
‫تتكلم وسايب شاكر يهزقني يا معفن‬

‫شادي بصدمه وهو يضع يده على خده ‪ /‬أنا‬


‫لسه داخل دلوقتي يا شادية فيه إيه بس‬
‫شاكر باستفزاز ‪ /‬اال قولي يا شادي مقابر‬
‫العيلة عندكم مفتوحه وال ال انا برأيي تكلم‬
‫عوض وقوله يفتحها عشان شادية عمرت فيها‬
‫كتير وجه الوقت اللي تستريح بقى‬

‫شادية بردح ‪ /‬يا أخي اشوفك مرتاح الراحة‬


‫األبديه يا شايب انت مفكر نفسك صغير يا خويا‬
‫ده انت ابنك بقى أطول منك‬

‫نظر شاكر لكريم ثم تقدم منه ووقف بجانبه ‪/‬‬


‫بجد انت أطول مني‬

‫كريم وهو يضحك ‪ /‬يا حاج ركز في الخناقة هللا‬


‫يكرمك وسيبك مني‬

‫ضربه شاكر علي رقبته بغيظ ‪ /‬ما انت لو جدع‬


‫كنت دخلت حميت عن ابوك يا معفن بس نقول‬
‫ايه وهللا قولت البويا بالش هاجر يا ابوى‬
‫جواز القرايب ببنتج عنه عيال متخلفه‬

‫ثم صفع كريم مجددا على رقبته وهو يكمل ‪/‬‬


‫وهو يجولي الاااع مهتتجوزشي غير بت عمك‬
‫سلونا أكده‬

‫ضربه شاكر مجددا ‪ /‬وانا اجوله يابوى هنجيب‬


‫عيال متخلفه يقولي الاااع هتتجوز بت عمك‬
‫يعني هتتجوزها‬

‫ثم ضربه مجددا ‪ /‬واهو نتيجة الجواز جبت‬


‫سالله متخلفة‬

‫كريم بتذمر وهو يفرك رقبته ‪ /‬خالص عرفت‬


‫ان جدي هو السبب هللا يسامحه بعدين يعني‬
‫اعمل ايه هو انا فاهم ايه اللي بيحصل‬
‫شاديه بتذمر وحنق ‪ /‬البيه بيقول عليا كبيرة‬
‫وعجوزه وكل ده ليه عشان كنت بهزر و‬
‫هخليه يطلق مراته قام اتعصب زي ما انت‬
‫شايف وخبط في الحلل‬

‫ام فتحي وهى تنظر لشاكر ‪ /‬انت قموص آوي‬


‫على فكره ده حياهلل كانت هتخرب بيتك بس‬
‫الناس مبقتش مستحملة بعضها يا أخي مش‬
‫عارفه هنعمل ايه تاني بكره ناكل بعض بقى‬

‫تقدم ادهم ووقف في المنتصف وهو يقول‬


‫بهدوء وبسمة مستفزه ‪ /‬يا جماعه صلوا علي‬
‫النبي كده ده شيطان ودخل بينا وهللا بعدين‬
‫يعني يا شاكر لو شادية كبيرة مكنش الزم‬
‫تقولها كده مش كفاية يوم ما قولت عليها انها‬
‫كرمشت والحمدهلل عدت علي خير‬
‫شهقت شاديه بعنف وصدمه بينما قال ادهم ‪/‬‬
‫وانتي يا شادية مش عشان انتي بتقولي على‬
‫شاكر انه بارد ومش بيحس ومعندوش دم‬
‫يبقى تعملي فيه المقالب البايخة دي اتفضلوا‬
‫يال اتصالحوا على بعض انتم والد حارة واحده‬
‫مينفعش كده‬

‫نظرت شاديه بشر لشاكر ‪ /‬أنا كرمشت‬

‫شاكر وهو يبادلها النظرات ‪ /‬أنا بارد ومش‬


‫بحس‬

‫ثم ضمت قليال وهو يفكر وبعدها ابتسم ‪ /‬آه‬


‫فعال انا بارد ومش بحس‬

‫ثم كشر سريعا ‪ /‬بس انا عندي دم آوي يا‬


‫شاديه‬
‫ابتعد ادهم من المنتصف وهو يقول بمالمح‬
‫بريئة ‪ /‬ربنا يقدرنا على فعل الخير‬

‫اتجه الم فتحي التي صفقت بتأثر وهي تصطنع‬


‫البكاء ‪ /‬يا بركة ربنا يطول في عمرك يارب‬
‫ويخليك ليهم يا خويا ايه يابني الطيبة دي‬
‫جنحاتك دخلت في عيني‬

‫ادهك وهو يغمض عينه بتواضع مصطنع وهو‬


‫يتنهد بهدوء ‪ /‬اهم حاجه يا ام فتحي يا بنتي‬
‫وانتي بتهدي النفوس متكونيش منحازة لحد‬

‫صفقت ام فتحي له باعجاب ‪ /‬هللا عليك يا فخر‬


‫البوتجازات‬

‫تحدثت مريم وهى تخلع نظارتها وتمسحها ‪/‬‬


‫مكنش خراب بيوت اللي يعمل فينا كده يا‬
‫جماعه‬
‫كريم بغيظ وهو يتحدث لها ‪ /‬عايزة تطلقي‬
‫ابويا وامي يا مريم‬

‫مريم بصدمه ‪ /‬ال وهللا دي شاديه قالت هتكون‬


‫آخرها خناق وزعيق وممكن والدتك تغضب‬
‫وتطلب الطالق بس مش هتطلق‬

‫كريم وهو يهز رأسه براحة ‪ /‬آه اذا كان كده‬


‫ماشي معلش ظلمتك يابنتي‬

‫مريم ببسمة بريئة ‪ /‬وال يهمك كفاية راسك‬

‫كان شادي يجذب شاديه بشده وهى تحاول‬


‫االفالت منه ‪ /‬سيبني بس هخليه يشوف‬
‫الكرمشة من قريب سيبني بس‬
‫ام فتحي وهي تمصمص شفتيها ‪ /‬بقى‬
‫الجالكسي يتعمل فيه كده ده يتاكل مع فراوله‬
‫ياناس‬

‫فجأة شعرت ام فتحي بصفعة تهبط على رقبتها‬


‫بعنف ‪ /‬يا شيخه بقى اتهدي يخربيتك اقطع‬
‫دراعي اما كنتي رقاصه في كباريه يا ام فتحي‬

‫نظرت له ام فتحي بغيظ ثم صفعته على رقبته ‪/‬‬


‫مش احسن من تركي على ما تفرج اال ما‬
‫شوفتك قولت كلمة تركي واحده يا أخي‬

‫ادهم وهو يضربها مجددا ‪ /‬انا مش بحب اتكلم‬


‫تركي عشان البنات بتتهبل عليا يا ختي‬

‫ام فتحي وهى تضربه مجددا ‪ /‬ال وانت الشهادة‬


‫هلل آلب نافروز في نفسك‬
‫ادهم وهو يصفعها مجددا ‪ /‬وانتي بروح اهلك‬
‫ومش عارفة ‪cent‬عارفة آلب نافروز و ‪50‬‬
‫انتي مين‬

‫ام فتحي وهى تعض شفتيها بغيظ ثم ضربته‬


‫مجددا ‪ /‬امر هللا اعترض بقى‬

‫كاد ادهم يرفع يده فاشارت له ‪ /‬استنى اريح‬


‫قفايا بعدين نكمل‬

‫هز ادهم رأسه باقتناع وهو يفرك رقبتها ‪/‬‬


‫ايدك تقيلة‬

‫قالت هى األخرى ‪ /‬وانت كمان‬

‫ابتسم ادهم وهو يسمع أصوات الشجار وقد‬


‫علت ‪ /‬خلينا نستمتع شوية‬
‫نظرت هى للمشاجره وهى تقول ببسمة ‪ /‬على‬
‫رأيك‬

‫كان شاديه يحاول تهدأه شادية ولكن فجأه‬


‫وقعت عينه على تلك التي تشاهدم وهى تضحك‬
‫بشده فترك شاديه بدون وعى وهو ينظر لها‬
‫بصدمه بينما كانت شاديه تصرخ في شاكر‬
‫ولكن شعرت فجأه بشادي يتركها فنظرت‬
‫بتعجب خلفها وجدته ينظر لمنة فضربته بغيظ ‪/‬‬
‫انت سايبني بتخانق وقاعد تسبل امسكني ياض‬
‫خليني اكمل‬

‫شادي دون فهم ‪ /‬ايه اللي عمل فيكي كده‬


‫وبتعملي ايه هما ؟؟؟؟؟‬
‫كان يتسطح على فراشه بتعب وقد تقدم به‬
‫العمر تحدث بالنفاس متقطعة ‪ /‬يعني إيه مش‬
‫لقيها ايه انخطفت‬

‫ثم قال وهو يسعل بشده ‪ /‬اسمع كويس يا‬


‫مؤنس بنت عمك لو مرجعتش البيت سليمة‬
‫يبقى مترجعش انت كمان البيت فاهم‬

‫نظر مؤنس أرضا بطاعة ‪ /‬حاضر يابابا بس‬


‫انت ريح نفسك بس الدكتور وصى انك ترتاح‬

‫تحدث الرجل بتعب وإرهاق شديد ‪ /‬ارتاح إزاي‬


‫وبنت اخويا في الشوارع ويا عالم حصل معاها‬
‫ايه ومحدش منكم عايز يقولي ايه اللي خرجها‬
‫أساسا من البيت وحصل ايه معاها‬

‫ابتلع مؤنس ريقه بصعوبه ‪ /‬ما قولت لحضرتك‬


‫يا بابا هى كانت حابة تشتري حاجه فخرجت‬
‫ومرجعتش معرفش حصل ايه وانا مش ساكت‬
‫وهللا وبدور في كل حتة‬

‫تحدث الرجل بحزن ونبرة توشك على البكاء ‪/‬‬


‫وانت مفكرني عبيط عشان أصدق ان بنت‬
‫اخويا اللي عمرها ما خرجت من البيت من يوم‬
‫ما جت هنا انها حبت تشتري حاجه فخرجت‬
‫اوعى تفتكرني مش عارف حاجة يا مؤنس ال‬
‫انا عارف كل حاجه وان كنت ساكت زمان فأنا‬
‫سكت عشانها هى بس وهللا لو مرجعتش البيت‬
‫وهى سليمه ومفيهاش خربوش لكون قالب‬
‫عليكم واحد واحد‬

‫مؤنس برعب وخوف عليه ‪ /‬يابابا حاضر وهللا‬


‫بدور انت بس اهدى عشان صحتك حرام تعمل‬
‫في نفسك كده‬
‫نظر الرجل للجهه األخرى وقال بدموع ‪ /‬اطلع‬
‫روح شوف حالك ومتجيش غير وهى معاك‬

‫نظر له مؤنس بحزن ثم خرج بينما نظر الرجل‬


‫للباب بدموع وهو يقول ‪ /‬سامحني يا اخويا‬
‫فرطت في امانتك يا حبيبي سامحني وهللا‬
‫لهعوض بنتك حتى لو كان آخر حاجه اعملها‬
‫في حياتي‬

‫اغمض عينه وهو يهمس بوجع ‪ /‬ياترى انتي‬


‫فين يا هالي‪......‬‬

‫************‬
‫البارت التاسع‬

‫تحدثت شاديه بعصبيه ‪ /‬هو وقته نحنحه يا‬


‫خويا مش شايفني بتخانق امسكني ياض خليني‬
‫اخلص الخناقة عايزه اعمل الغدا‬

‫نظر لها شادي بغباء ‪ /‬هى البت دي بتعمل ايه‬


‫هنا‬

‫منة بغضب ‪ /‬بت في عينك شكل الساعة اختفت‬


‫تحب ارجعها تآني‬

‫شادية وهى تزفر بغضب ‪ /‬مش ناقصة انا مش‬


‫قولتلك امسكني اخلص مع شاكر وانزل اجهز‬
‫غدا وابقى سبل براحتك‬

‫تقدم شادي وامسكها ‪ /‬طب بسرعه طيب‬


‫شاديه وهي تنظر لشاكر مجددا ‪ /‬ال خالص‬
‫قربت اخلص هما تالت شتايم بس‬

‫ابتسم شاكر بكل برود ثم جلس علي االريكه‬


‫ووضع قدم على قدم وامسك طبق الجاتوه‬
‫واخذ يأكل باستمتاع وهو يقول ‪ /‬قولي الشتايم‬
‫انا سامع‬

‫نظرت شادية لشادي بغيظ ‪ /‬شايف هو اللي‬


‫بوظ الخناقه اهو‬

‫ثم ابعدت يد شادي بحده ‪ /‬اوعى خالص فقدت‬


‫الشغف مش عايزه اتخانق‬

‫ادهم بفزع وهو يقترب ‪ /‬يا ستير يارب ليه كده‬


‫فيه إيه يا شاديه استهدي باهلل يابنتي وكملي‬
‫خناق‬
‫ثم نظر لشاكر الذي يأكل ببسمة مستفزه ‪/‬‬
‫وانت يا شاكر متبوخش بقى وقوم‬

‫شاكر وهو يبتسم له ‪ /‬أنا بايخ فعال‬

‫شادية وهى تشير لشاكر بغيظ ‪ /‬اهو هو اللي‬


‫بوظها كنا بنتخانق في امان هللا وهو بوظ‬
‫الدنيا‬

‫ادهم وهو ينظر لهم بتذمر ‪ /‬وهللا ما ينفع كده‬


‫يا شاديه مش خناقتك دي‬

‫شاديه بسخريه وهى تربع يدها وتنظر لشاكر ‪/‬‬


‫خالص بقى منا كبرت ومبقتش قد الخناق‬

‫ابتسم لها شاكر وهز رأسه بتأييد لحديثها‬


‫اقتربت شاديه منه ثم ضربته قدمه وهى تقول‬
‫‪ /‬وحيات ابوك اللي محدش مسامحه ده يا‬
‫شاكر الوريك‬

‫ثم وضعت اصبعيها على عينها بمعنى(اراقبك)‬


‫‪ /‬هرجع تاني والمره الجايه‬

‫أشارت لرقبتها بوضع السكين ‪ /‬هقتلك‬

‫ثم اقتربت من مريم ومنة وجذبتهم ‪ /‬يال يابت‬


‫منك ليها معايا‬

‫ثم نظرت لشاكر قبل أن تهبط وقالت بسخريه ‪/‬‬


‫هللا يسامحك يا ابو شاكر‬

‫اخذت شادية الفتيات وهبطت لشقتها بينما نظر‬


‫لهم ادهم بتذمر ثم تحرك ناحية الباب ‪ /‬يااااه‬
‫علي بواختكم ما كنا مبسوطين‬
‫ثم نظر خلفه فوجد ام فتحي تقف وتنظر لكريم‬
‫وشاكر ببسمة غبيه فسعل لتنتبه له ولكن لم‬
‫تفعل فسعل مجددا ولم تجيب‬

‫نظر له شاكر بحاجب مرفوع ‪ /‬فيه إيه‬

‫ادهم بتلميح وحده ‪ /‬فيه بجره حلوب‬


‫مبتفهمش‬

‫انتبهت له ام فتحي وقالت بتعجب ‪ /‬قصدك‬


‫عليا‬

‫ابتسم ادهم بسخريه وقال وهو يخرج ‪ /‬أنا‬


‫رايح شقتي ارتاح شويه ورايا يا بجرة‬

‫ثم خرج بينما هى نظرت لهم وهى تقول ‪/‬‬


‫الوداع يا كاندي شوب وهللا قعدتكم كلها سكر‬
‫بس تقول ايه الزم بعد السكر ناكل ِمش عشان‬
‫نفسنا متجزعش‬

‫ثم خرجت وهى تلحق بادهم وتصفر باستمتاع‬


‫‪ /‬اصبر يا ِمش‬

‫بينما نظر سليم للجميع وهو يقول ‪ /‬طب بما ان‬


‫الحفلة خلصت استأذن انا‬

‫ثم اتجه لشادي وسحبه خلفه فقد كان شادي‬


‫يقف شاردا‬

‫ابتسم سليم وهو يجذبه ‪ /‬يال يا اخويا مشيت‬


‫خالص‬

‫خرج الجميع فنظر شاكر لكريم ببرود ‪ /‬ايه؟؟؟‬

‫كريم بتعجب ‪ /‬ايه؟؟؟‬

‫شاكر وهو يشير بعينه للباب ‪ /‬بره‬


‫فتح كريم فمه بدهشه وكاد يجيب لوال نظرات‬
‫شاكر ‪ /‬اشششش مهلتلك لسه مخلصتش يال‬
‫طرقنا مش كفايه كل شويه تقطعوا علينا‬

‫كاد كريم يتحدث فقاطعه شاكر ‪ /‬براحتك كله‬


‫من وقتك الوقت اللي هتضيعه هضيفه على‬
‫ايامك‬

‫نظر كريم لهم بغيظ ثم صرخ بهم ‪ /‬وهللا انا ما‬


‫عارف انت اب إزاي‬

‫قال شاكر بسخريه الجملة التي يكررها كريم‬


‫دائما ‪ /‬هللا يسامحه جدك بقى‬

‫ابتسم كريم بغيظ وهز رأسه ‪ /‬ماشي يا شاكر‬


‫استفرد بمراتك بكرة اتجوز واطلع بره الشقه‬
‫كلها أساسا‬
‫شاكر ببسمة واسعه ‪ /‬يوم المنى والهنى يا‬
‫ضنايا ده انا هزغرطلك بنفسي‬

‫نظر كريم لوالدته بتعجب ‪ /‬جرا ايه يا مرات‬


‫ابويا انتي مش هتدافعي عني‬

‫نظرت له هاجر وهزت كتفها وهى تدخل‬


‫للمطبخ ‪ /‬أنا زهقت منكم انتم االتنين أساسا‬
‫نفس الخناقة ونفس الكالم حقيقي عايشة مع‬
‫عيلين في كي جي‬

‫شاكر بصوت عالي وسخرية ‪ /‬ربنا يباركلنا‬


‫فيكي يا عاقلة‬

‫ثم أعاد نظره لكريم ‪ /‬يال اسرح شوف هتروح‬


‫عند شاديه وال عند مين يال سيبني انا هصالح‬
‫امك يال يابابا يال‬
‫كان يتحدث وهو يدفع كريم للخارج كريم وهو‬
‫يحاول األفالت منه ‪ /‬طب استنى اصالحها معاك‬
‫اصبر بس‬

‫شاكر وهو يبتسم ويدفعه للخارج ‪ /‬ملكش‬


‫دعوه انا هديها بوس واراضيها‬

‫كريم ‪ /‬بزمتك مش عيب عليك تقول كده قدام‬


‫ابنك مش خايف تفسدني انت اب انت‬

‫شاكر وهو يمسك الباب وينظر له ببسمة ‪ /‬ال‬


‫ام‬

‫ثم أغلق الباب في وجهه وهو ينادي ببسمة ‪/‬‬


‫جوجو سربتهم كلهم يا حبة الجلب‬

‫نظر كريم للباب بتذمر ‪ /‬اشمعنا انا اللي ابويا‬


‫كده هللا يسامحك يا شاكر على قلة القيمة دي‬
‫ثم نظر للدرج وهو يفكر هل يذهب الدهم ام‬
‫شادي ولكن سمع صوت يأتي من أسفل الدرج‬
‫ينادي اسمه اتجه للدرج ونظر وجد مريم تقف‬
‫في الدور الخاص بشقة شادي وهى تنادي‬
‫عليه ثم قالت ببسمة ‪ /‬تعالى دي شاديه عامله‬
‫شوية بطاطس في الفرن عظمة يا جدع‬

‫ابتسم كريم بحنان شديد ثم قال ببسمة ‪ /‬طب‬


‫جاي استني‬

‫هبط كريم الدرج حتى وصل امام شقة شادية‬


‫وجد مريم تنتظره فقال ببسمة ‪ /‬يال عشان‬
‫هموت من الجوع‬

‫مريم وهى تدخل بسرعه ‪ /‬وانا برضو‬

‫دخل االثنان فوجدوا الجميع يجلس على‬


‫الطاولة في انتظارهم ابتسمت لهم شاديه وهى‬
‫تنهض ‪ /‬عملت ليكم شوية بطاطس في الفرن‬
‫إنما ايه عجب يال كلو‬

‫بدأ الجميع يأكل بينما كان شادي ينظر لتلك‬


‫الفتاة الغريبه من يراها االن وهى تأكل معهم‬
‫بشراهة هكذا ال يصدق انها الفتاه التي اخبره‬
‫صديقه انها متكبره ومغرورة‬

‫رفعت منة رأسها وهى تنظر للطعام وتأكل‬


‫فلمحته ينظر لها فابتسمت له بسمة طفولية‬
‫وفمها ملئ بالطعام‬

‫فتح شادي عيونه بانبهار من بسمتها‬


‫وغمازتها تلك التي تتوسط خدها‬

‫بينما كانت شاديه تنظر لهم بهيام وهى تضع‬


‫يدها على خدها وتنقل نظرها بينهم وكريم كان‬
‫يضع الطعام امام مريم لعدم وجود سليم فقال‬
‫لها بهمس ‪ /‬هو فيه إيه ومين دي‬

‫مريم وهى تأكل ‪ /‬دي منة بنوته طيبه اوي‬


‫وجميله آوي آوي آوي‬

‫ابتسم كريم لبرائتها ‪ /‬وانتي كمان جميله يا‬


‫مريم‬

‫نظرت له مريم ببسمة رائعة ‪ /‬بجد يا كريم انا‬


‫حلوة‬

‫هز كريم رأسه بايجاب ‪ /‬آوي‬

‫مريم بفرحة كبيرة ‪ /‬بجد يعني انا حلوة وممكن‬


‫حد في يوم يحبني‬

‫تغيرت مالمح كريم فجأه وهو يفكر في حديثها‬


‫ثم قال بشرود ‪ /‬حد يحبك إزاي‬
‫مريم بخجل وبسمة ‪ /‬انا عندي صاحبتي‬
‫خطيبها بيحبها آوي ويعملها كل اللي هى‬
‫عوازاه انا عايزه حد يحبني كده ابتسم لها‬
‫كريم وقال وهو يضع المزيد من الطعام امامها‬
‫‪ /‬ان شاء هللا يا ريمو كلي يا مريم كلي‬

‫ثم نظر امامه وهو يترك الطعام ويشرد في‬


‫حديثها هل من الممكن أن يأتي من يأخذ مريم‬
‫منهم لقد اعتاد عليها في حياتهم صغيرهم‬
‫سوف يأتي يوم وتتركهم‬

‫شاديه ببسمة وهيام ‪ /‬يااااه على الحب وسنينه‬


‫عقبال االتنين التانين يارب‬

‫سمعت أشرقت صوت طرق الباب فتركت‬


‫الكتب التي تصححها واتجهت للباب وفتحته ثم‬
‫نظرت بالخارج فلم تجد احد نظرت حول المنزل‬
‫بتعجب ولكن لم تجد احد وكادت تغلق الباب‬
‫ولكن لمحت حقيبة في األرض فنظرت لها‬
‫بتعجب وانحنت وحملتها وهى تنظر بها‬
‫فوجدت بها العديد والعديد من الحلوى التي‬
‫تفضلها ابتسمت بعدم تصديق ولم يأتي في‬
‫رأسها سوى شخص واحد ابتسمت وهى‬
‫تهمس ‪ /‬سليم‬

‫رفعت رأسها وهى تبحث عنه وبالفعل وجدته‬


‫يقف على بعد من منزلها وهو ينظر لها بشغف‬
‫فابتسمت دون شعور وضحك هو بفرح نظرت‬
‫هى للحقيبه بخجل شديد ثم اخذت تبحث عن‬
‫شئ ما بها بينما هو يتابعها بلهفة وشغف كبير‬
‫ابتسمت أشرقت وقد وجدت ماتبحث عنه ثم‬
‫رفعت رأسها له وابتسمت وأخرجت ذلك الشئ‬
‫الذي كانت تبحث عنه ووضعته على باب‬
‫المنزل وابتسمت له بشكر ودخلت مجددا وهى‬
‫تغلق الباب بينما نظر هو لها بتعجب وبمجرد‬
‫دخولها أتجه سريعا للمنزل وانحنى ليري ماذا‬
‫وضعت ابتسم بشده وهو يرى ماذا وضعت له‬
‫وشعر بمشاعر كثيرة تملئه اخذ ما وضعته‬
‫وهو ينظر له بحنين شديد وهو يتذكر عندما‬
‫كانوا أطفال‬

‫‪F. B‬‬

‫خرج سليم من المحل بعدما اشترى الشرقت‬


‫كل ما تحب كالعاده واعطاها حقيبة مليئة‬
‫بالحلوى فابتسمت له وهى تقول ‪ /‬يعيش سليم‬
‫يعيش يعيش‬
‫ابتسم لها سليم ثم مد يده لها وهو يقول ‪/‬‬
‫هاتي الضرايب يال‬

‫نظرت له بتذمر ‪ /‬كل مره كده‬

‫هز سليم رأسه بايجاب ‪ /‬كل حاجه وليها‬


‫ضرايب يال هاتي الضرايب‬

‫ذمت أشرقت شفتيها بغيظ واتجهت لدرجات‬


‫احد المنازل وجلست عليها وهى تضع الحقيبه‬
‫على قدمها وهو جلس بجانبها فأخذت هى‬
‫تعبث بالحقيبه قليال ثم اخرج منها بسكوت‬
‫وشيبسي وقالت وهى تضعهم على قدمه ‪/‬‬
‫الضريبة اهي باكو بسكوت عجوة اللي بتحبة‬
‫وشيبسي بالشطة كده خلصانين‬

‫سليم ببسمة وهو يفتح البسكوت ويتناول بتلذذ‬


‫‪ /‬خلصانين‬
‫‪B‬‬

‫نظر سليم للبسكوت والشيبسي ببسمة ثم نظر‬


‫للمنزل ورحل بينما هى ابتعدت عن النافذه‬
‫حيث كانت تنظر له من خلف النافذه دون أن‬
‫يشعر ثم اتجهت للطاولة ووضعت عليها‬
‫الحقيبه وماكادت تفتحها حتى سمعت صوت‬
‫رسالة تصلها علي الهاتف أمسكت الهاتف‬
‫ببسمة وفتحت لترى الرسالة ولكن فجأه اختفت‬
‫بسمتها وحل محلها الرعب والفزع مما ترى‬
‫ولطمت بخوف ‪ /‬يا مصيبتي‬

‫خرج ادهم من غرفته بعدما استحم وانتعش‬


‫وبدل ثيابه وخرج وهو يقول ‪ /‬ياااااه راحة‬
‫نفسية كده‬
‫ام فتحي وهى تنظر له وتتحدث بجدية ‪/‬‬
‫استحماية العيد دي خلي بالك‬

‫ادهم وهو يجلس بجانبها ويجاريها ‪ /‬فعال‬


‫فكريني مستحماش العيد الجاي بقى‬

‫ام فتحي وهى تهز رأسها ‪ /‬اكيد يابني من غير‬


‫ما تقول أمال اسيبك تستحمى مرتين في سنه‬
‫واحده‬

‫ادهم بفزع ‪ /‬ال كده ابوش‬

‫هزت ام فتحي رأسها ثم صمتت قليال وبعدها‬


‫تحدث بشرود ‪ /‬هو إنت إزاي نص تركي ونص‬
‫مصري وعايش هنا في حارة وايه حكاية‬
‫اخوك دي ومامتك برضو ايه حكايتها‬
‫نظر لها ادهم قليال ثم ابتسم وقال ‪ /‬اسمعي‬
‫طيب ياستي قصتي باختصار ان السيد الوالد‬
‫رجل أعمال كبير في مرة سافر تركيا عشان‬
‫صفقة وبرضو عشان يروش على نفسه بعيد‬
‫عن الحيزبونة مراته وهناك قابل والدتي (‬
‫نوران) كانت واحدة من أشهر نساء القرية‬
‫بتاعتها على ما اتذكر زي ماحكت ليا ووالدها‬
‫كان يعتبر كبير للقرية دي وحاكم تقريبا المهم‬
‫متعرفيش نوران اتطست في نظرها وال إيه‬
‫بس أعجبت بالحاج ابويا وبقت تقابله كتير‬
‫وهو طبعا فهمها انه بقى يحبها وانه عايز‬
‫يرتبط بيها ويقرب منها آكتر واكتر بس امي‬
‫بقى تقولي ايه مرايه الحب عامية وافقت‬
‫بشرط انهم يتجوزوا وحصل اللي حصل‬
‫واتجوزته هللا يسامحك يا نوران وطبعا بقت‬
‫تخرج كل يوم عشان تقابله لحد ما جدي فجأه‬
‫صحي من العسل بتاعه وخد باله فشك فيها‬
‫وبعت وراها ابن عمها اللي هو المفروض‬
‫يبقى خطيب نوران قدام الكل بس نوران كانت‬
‫رفضاه حاجه كده زي افالم األبيض واسود‬
‫المهم الحاجه امي اتقفشت قفشه حرامي‬
‫الغسيل وابن عمها اخدها القصر وهناك‬
‫حصلت مصيبه ومشاكل طبعا ده كله مفكرين‬
‫انها بتقابله مش متجوزاه طبعا ابويا والنه‬
‫راجل والرجال قليلة خد اول طيارة على مصر‬
‫وقال يا فكيك تقوم بقى الست والدتي تعمل‬
‫ايه؟؟؟ تكتأب ال‪ ،‬تنتحر ال‬
‫تهرب وتجري وراه زي العيال الصغيره بعد ما‬
‫اكتشفت انها حامل واخدت اول طياره ونزلت‬
‫على مصر وهناك بقى اتسحلت يا عين ابوها‬
‫طبعا ال بتعرف تتكلم لغتهم غير قليل جدا من‬
‫جدتها اللي أصلها لبناني وكمان مكنش معاها‬
‫فلوس تكفي غير انها تأجر اوضه على ما‬
‫تفرج كده وتبدأ رحلة البحث عن الحاج ابويا‬
‫سلطان زمانه اللي مفيش منه آتنين علي ام‬
‫الكوكب وهووووب‬

‫ام فتحي بحماس ‪ /‬ايه لقيته صح؟؟؟‬

‫ادهم وهو يكمل ويقترب منها ‪ /‬ال طلع نصاب‬


‫ونصب عليها وقالها اسم مش اسمه وحتى‬
‫ورقة الجواز كانت مزورة يعني كان بيقضي‬
‫يومين وخالص من االخر طبعا نوران يا عيني‬
‫انصدمت وقالت الاااااا مش نوران بنت حسين‬
‫اغا اللي يتعمل فيها كده وتسكت‪ ،،‬ال انا هروح‬
‫له بيته واسمع منه اكيد مظلوم آه يا حبة عيني‬
‫وعمل كده عشان فيه حاجه الزم اروح‬
‫واطبطب عليه وبالفعل قامت الحمامة البيضه‬
‫الحنونة امي أخدت شنطتها وجابت عنوانه من‬
‫إحدى شركاته بعد ماوصلت ليها بصعوبه من‬
‫خالل وصفه للناس وراحت بكل بسمة وغباء‬
‫لقصر األلفي ودخلت عشان تقابل ابي العزيز‬
‫هووب اتخبطت في حرباية وهى ماشيه‬
‫واتضح بعدين ان الحرباية دي ما هى إال جلنار‬
‫هانم حاجه كده من ايام جاردن سيتي وشهيناز‬
‫وصافيناز واالخوة الكرام المهم عشان مطولش‬
‫عليكي قولي طول امي بغباء طفلة ولغة عربية‬
‫ركيكة اكتسبتها خالل شهور بحثها عن سلطان‬
‫الزمان والدي قالتلها (عايزه اقابل عمرو) طبعا‬
‫جلنار هانم بصت ليها بصة متعالية كده‬
‫وتقولها عمرو مين قامت ست الحبايب يا‬
‫حبيبه قالتلها اسفه قصدي كرم اللي هو اسم‬
‫والدي الحقيقي طبعا جلنار قومت الدنيا‬
‫مقعدتهاش واخيرا دخول للبطل الهمام والدي‬
‫اللي بكل شجاعة وقف قصاد جلنار وقالها انا‬
‫معرفهاش يابيبي طبعا امي انصدمت وانقهرت‬
‫وبعدين جاب حراس يطردوها ومشيت امي‬
‫بصدمه من غير حتى ما تتف عليه ومعرفتش‬
‫تعمل ايه وجات سكنت في الحارة هنا ولقت عم‬
‫عوض كان شاب اعزب وقتها وهو اللي‬
‫ساعدها وجابلها الشقه دي ودفع مقدمها‬
‫وجابلها شغل في مصنع بعد مارفضت تاخد اي‬
‫فلوس منه وكل ده وهى مقالتش لكرم انها‬
‫حامل فيا ومع الوقت بدأ يظهر الحمل وبعدين‬
‫جيت شرفت ونورت الحارة وبعد فتره بسبب‬
‫حزنها اللي معرفتش تتخطاه ضعفت ومرضت‬
‫و ماتت‬

‫رغم مزاحة اال ان ام فتحي الحظت نبرة الحزن‬


‫في صوته اكمل ادهم وهو يحاول ان يبتسم ‪/‬‬
‫بعدين طبعا شادية ربنا يديها الصحة قالت انا‬
‫هربيه ومحدش ليه دعوه كان وقتها شادي‬
‫لسه صغير ووالدته لسه عايشه عشت معاهم‬
‫فتره حلوه كده لغايه مابقيت ‪ ٩‬سنين قام‬
‫برميل الجدعنة كرم قال ابني يعيش في حارة‬
‫مع ناس سوفاج وانا عايش إزاي ده وجه‬
‫واخدني اعيش معاه عشان اسمه رغم انه‬
‫معترفش اني ابنه النه سمع كالم كده ان‬
‫الصحافه بدأت تشمشم على عالقاته القديمه‬
‫وهو بدا يردم الماضي وبالصدفه اكتشف ان‬
‫له ابن من نوران فقال اخده عندي عشان‬
‫محدش يحس بيه وقال اني ابن الجنانيني‬
‫وعشت هناك بقى سنين عذاب زي ما انت‬
‫عرفتي طبعا من وائل المعفن لحد ما بقيت ‪١٨‬‬
‫سنة وكنت داخل جامعه قمت سبتهم وجيت لعم‬
‫عوض وطلبت منه مفتاح الشقه وبدأت اشتغل‬
‫جنب دراستي وعملت مبلغ كويس واشتريت‬
‫الشقه دي من عم عوض بعد سنين وسنين من‬
‫البهدلة وعشت لوحدي ذليل عويل بس‬
‫الحمدهلل عندي أهل وصحاب ومن وقتها‬
‫والحاج كرم متعصب وعايزني ارجع مش‬
‫عشان ابنه حبيبة ونور عينه نو نو ابسلطولي‬
‫عشان عايز يستفاد مني بطريقته أصل‬
‫مستخسر ان يكون ليه ابن تآني مش بيساعده‬
‫وعايش كده وبس ياستي دي حكايتي‬

‫نظر لها ادهم وجدها تنظر له بحزن وتأثر فقال‬


‫بمزاح ‪ /‬ال متقوليش اني صعبت عليكي وقلبك‬
‫حن‬

‫اقتربت منه ام فتحي وضمته بحنان وهى تقول‬


‫‪/‬انت قوي يا ادهم قوي آوي عرفت تتخطي كل‬
‫ده لوحدك ولسه عايش ومكمل على فكره انت‬
‫مش لوحدك انا معاك اهو‬

‫تفاجأ ادهم من حركتها وصمت وهو يتنفس‬


‫بحده ثم همس وقال ‪ /‬كنت بحبها اوي‬
‫لم تعقب ام فتحي على كالمه فقال ادهم بوجع‬
‫ودموع ‪ /‬كانت عيلتي كلها كنت بتعها كتير بس‬
‫كنت بحبها وهللا‬

‫عارفة كنت دايما وانا صغير اقولها فين بابا‬


‫عايز بابا زيهم كانت تقولي وانا مش كفايه يا‬
‫ادهم كنت بقولها ال انا بحبك بس عايز بابا‬
‫برضو دلوقتي بقول مش عايز بابا انا بس‬
‫عايزها تيجي تضمني في حضنها وتقولي انها‬
‫بتحبني وهللا مش عايز اكتر من كالتي تظهر‬
‫بها في أوضاع مسيئة جدا فلطمت برعب على‬
‫خدها وهي تقول ‪ /‬يا مصيبتي يا مصيبتي امي‬
‫هتروح فيها لو شافتها اعمل ايه ياربي يا‬
‫مصيبتي‬
‫اخذت تبكي بعنف حتى وجدت هاتفها يرن برقم‬
‫خطيبها السابق فاجابت برعب ‪ /‬الو‬

‫سمعت صوت تلك السيده المقيته والدته وهى‬


‫تضحك بطريقه مرعبة ‪ /‬عجبك العرض يا‬
‫حلوة‬

‫ضربت شادية شادي بعنف على كتفه وهى‬


‫تتحدث بحنق ‪ /‬خف شوية يا خويا هتاكل البنت‬
‫بعينك‬

‫نظر لها شادي بتذمر ‪/‬ايه يا شادية فيه إيه هو‬


‫أنا هاكلها بجد انا بس مش مصدق اللي انتي‬
‫عملتيه فيها يا قادره‬

‫شادية وهى تنظر لمنة بفخر وبسمة سعيدة ‪/‬‬


‫مالها ما هي قمر اهي‬
‫شادي بسخريه ‪ /‬لبستيها جلبية وطرحة يا‬
‫شاديه‬

‫شادية وهى تدافع عن نفسها ‪ /‬هللا أمال كنا‬


‫هنسبك الدور إزاي باللي كانت لبساه الزم‬
‫تتنكر‬

‫شادي بضحك ‪ /‬واللبانه برضو من ضمن‬


‫الدور‬

‫شاديه وهي تنظر لمنة التي تحدث مريم وتأكل‬


‫اللبان ‪ /‬ال دي شبطتت فيها عادي‬

‫ثم اقتربت منه وهمست بصوت منخفض ‪ /‬على‬


‫فكرة بقى البت دي جدعة وقمر وهتبقى عسل‬
‫وهى بتشهق على الملوخية‬
‫كتم شادي ضحكته ‪ /‬انتي كمان عايزاها‬
‫تشهقلك على الملوخية يا شاديه‬

‫شادية بضحك ‪ /‬مش مرات حفيدي‬

‫شادي وهو يغمز لها ‪ /‬خالص بقت مرات‬


‫حفيدك‬

‫قاطع حديثهم كالم منة وهى تقول ‪ /‬شادية فين‬


‫اللبس بتاعي عشان متأخرش آكتر من كده‬

‫نظر لها شادي بعبث ‪ /‬ليه ما انتي حلوه كده‬


‫دي حتى عباية شادية هتاكل منك حتة‬

‫أنهى شادي حديثه بضحك فنظرت له منة بشر‬


‫فابتلع هو ريقه ‪ /‬يا ستير يارب هو آنتي مش‬
‫بتتحولي غير معايا وال إيه‬
‫اقتربت منه منة وهى ترفع اصبعها في وجهه‬
‫بشر ‪ /‬اسمع يا وجه القرد انت وهللا لو‬
‫استفزتني تآني انا ه‪...‬‬

‫قاطع كالمها عرقلة العباءة لها فكادت تسقط‬


‫على شادي فابتعد بسرعه من امامها فسقطت‬
‫أرضا وهى تسبه بعنف بينما ضربته شاديه‬
‫على رقبته ‪ /‬انت ياض متخلف يعني دي فرصه‬
‫تضيعها دي‬

‫شادي بألم وهو ينظر لها بتعجب ‪ /‬ايه يا‬


‫شاديه كانت هتقع عليا تقطم ضهري‬

‫شادية وهى تضرب كف بكف‪ /‬عوض عليا‬


‫يارب يا اهبل اسمع اللحظة اللي زي دي‬
‫المفروض وهى بتقع انت تلقفها وتضمها‬
‫بحنان وتشتغل اغنية سمعني نبضك تقوم انت‬
‫تضمها اكثر عشان تسمع النبض وتفضلوا‬
‫تبحلقوا في بعض خمس سنين ضوئية انت‬
‫ياض مش متابع وال إيه‬

‫شادي بغباء‪ /‬تسمع نبض ايه هو انا بكشف‬


‫على قلبي بعدين موسيقي ايه ومتابع ايه هو‬
‫مش المفروض اول ما تقع في حضني اديها‬
‫بوسه وال هما غيروا الموضوع ده‬

‫شادية وهى تلوي فمها ‪ /‬يبقي مش متابع‬


‫تركي وهندي يا عنيا وهللا ما انت فالح اال في‬
‫قلة األدب والبوس‬

‫نظرت منة التي مازالت مسطحة أرضا لهم‬


‫بصدمه ‪ /‬انتم بتقولوا ايه انتم هبل قوموني‬
‫ضهري انقسم‬
‫شادي وهو ينظر لشاديه بتفكير ‪ /‬تفتكري لو‬
‫بوستها دلوقتي هيحصل حاجه‬

‫ضربته منة في قدمه بعنف ‪ /‬يا أخي باستك‬


‫عقربة قومني ياللي معندكش ريحة الدم‬

‫نظر شادي بتذمر لشادية ‪ /‬اهو شاهده يا‬


‫شادية عشان لما نروح محكمة األسرة تقفي‬
‫في صفي وتقولي انها ست مفترية‬

‫منة بتأوه ‪ /‬محكمة أسرة ايه ياعم انت‬


‫متقومني يا جحش‬

‫شادي ببسمة وسعاده ‪ /‬طلعت بيئة وانا اللي‬


‫كنت فاكرها كالس سجلي عندك الشتيمه دي يا‬
‫سعديه هنستخدمها ضدها‬
‫انحنت سعديه وهى تسحب منة التي نهضت‬
‫وقالت بتوجع ‪ /‬عندي عرض بعد يومين منك‬
‫هلل يا بهيم هطلع بعكاز على المسرح‬

‫كاد شادي يجيب لوال سماعه صوت صبى‬


‫القهوه وهو يصرخ به أن يلحق والده‬

‫فتح شادي عينه بفزع وركض لألسفل بسرعة‬


‫كبيرة بينما اتجهت شاديه وخلفها مريم التي‬
‫خرجت من المطبخ للتو ومنة التي اخذت تعرج‬
‫هبط الجميع الدرج برعب ترى ماذا حدث‬
‫لعوض‬

‫نظر مؤنس الخوته وابتسم بسخريه ‪ /‬والزمتها‬


‫ايه بقى فرد العضالت وهنالقيها ومتقلقش لما‬
‫شوية تيران زيكم مش عارفين يالقوا بنت اكبر‬
‫معلوماتها في مصر ان فيها اهرامات‬

‫تحدث شامل (اخ مؤنس المتوسط) ‪ /‬يعني‬


‫هنعمل ايه يا مؤنس األرض انشقت وبلعتها‬

‫مؤنس بصراخ ‪ /‬مش مشكلتي تقبوا وتغتصوا‬


‫وترجعوا بيها انا مش حمل تعب ابوكم وال كل‬
‫شويه يلومني انا مع ان الغلط غلطكم انتم‬
‫اسمع انت وهو بنت عمكم تكون عندي في‬
‫أقرب وقت واال اقسم باهلل لهيكون ليا رد فعل‬
‫مش هيعجبكم‬

‫ثم نهض وتركهم وخرج تحدث فادي ( األخ‬


‫األصغر لمؤنس) ‪ /‬هو ايه أصله ده احنا ذنبنا‬
‫ايه يعني وال هو اي كالم وخالص‬
‫شامل بسخريه ‪ /‬ما شاء هللا بقى ليك لسان اول‬
‫ما خرج‪ ،‬وهو هنا بتبقى زي الجذمة‬

‫ثم نظر امامه بغيظ وهمس ‪ /‬كل اللي عايز‬


‫اعرفه بنت ال *** دي راحت فين‬

‫فادي وهو يبتلع ريقه برعب ‪ /‬البنت دي لو‬


‫مرجعتش مؤنس هيقتلنا‬

‫زفر شامل وهو يمسح وجهه ثم قال فجأه ‪/‬‬


‫سارة‬

‫نظر له فادي بتعجب ‪ /‬مالها سارة‬

‫تركه شامل ونهض سريعا ثم ركض لغرفة‬


‫اخته الصغيره وفتح الباب فجأه فانتفضت بفزع‬
‫وهي تقول ‪ /‬في إيه يا شامل‬
‫اقترب منها شامل وهو يقول بشر ‪ /‬بنت عمك‬
‫فين يا سارة؟؟؟ هالي فين؟؟؟؟‬

‫بينما كان ادهم مايزال في أحضان ام فتحي‬


‫وهو يغمض عينه بوجع وكل ما حدث معه‬
‫يتوالى امام عينه سمع همسها وهى تقول ‪/‬‬
‫ممكن اجرب على فكرة‬

‫ابتعد ادهم ونظر لها بتعجب وما كاد يتحدث‬


‫حتى سمع صراخ في الخارج فنظر الم فتحي‬
‫بتعجب ثم نهض وركض لخارج الشقه ومنه‬
‫لالسفل بيننا خلفه ام فتحي هبط ادهم بسرعه‬
‫وسمع الجميع يصرخ ان هناك بلطجية تهاجم‬
‫عم عوض ركض للقهوة سريعا في نفس‬
‫الوقت الذي كان كريم يهبط بسرعه وهو ينظر‬
‫برعب للجميع توقف ادهم امام شادي الذي‬
‫يقف امام رجل ضخم خلفه رجال يضاهونه في‬
‫الضخامة‬

‫تحدث الحاج عوض بهدوء ‪/‬عيب كده يا حاج‬


‫صالح اللي بتعمله ده‬

‫الحاج صالح بهمجية ‪ /‬واللي انت بتعمله ده‬


‫مش عيب وال إيه يا عوض‬

‫صرخ شادي بغضب ‪ /‬اسمه المعلم عوض‬


‫واتكلم معاه باحترام انت فاهم‬

‫زجر عوض ابنه ‪ /‬شادي احترم نفسك وأنت‬


‫بتكلمه ده قد والدك‬

‫ثم نظر لصالح وقد بدأ يفقد صبره ‪ /‬اسمع يا‬


‫حاج صالح األرزاق دي بتاعت ربنا وكل واحد‬
‫مكتوب ليه رزقه ال انا هاخد رزقك وال انت‬
‫هتاخد رزقي‬

‫ضحك المعلم صالح بطريقه مقززه ‪ /‬ها ها ها‬


‫ولما انت تلم الزباين كلهم في قهوتك يبقى مش‬
‫بتاخد رزقي‬

‫عوض بغضب ‪ /‬استغفر هللا العظيم يعني هو انا‬


‫كنت بروح اسحبهم من بيوتهم واقعدهم على‬
‫القهوة عندي‬

‫صالح ببرود ‪ /‬مش مشكلتي انت تنقل القهوة‬


‫بتاعتك من هنا أو تقفلها ونفضنا سيره‪...‬‬
‫احنا االتنين سوا كده مش هينفع‬

‫شاديه وهي تتدخل وتصرخ بغضب ‪ /‬جرا ايه‬


‫يا عرة الرجاله جايب رجالتك وجاى تبلطج‬
‫علينا في حارتنا اسفوخس عليك راجل معفن‬
‫نظر لها صالح بشر وتحدث عوض بنظره حاده‬
‫‪ /‬امي مينفعش كده خدي البنات واطلعي فوق‬

‫كان سليم يسير بتعجب وهو يرى تجمع كبير‬


‫امام قهوة عوض فاقترب وهو يستمع لحديث‬
‫ذلك الرجل المريب ‪ /‬بقولك ايه انا مش فاضي‬
‫للحورات دي انت تقفل قهوتك وتفتح اى حاجة‬
‫بدالها عشان كده هندخل على شغل بعض‬

‫تحدث ادهم بحده وشراسه ‪ /‬لو حد هيقفل‬


‫يبقى انت يا حليتها الن عم عوض هنا ومن‬
‫قبلك‬

‫نظر له الرجل ببسمة ثم رمقه له من اعلى‬


‫السفل وقال وهو يتقدم منه بنبرة قذرة ‪ /‬ولو‬
‫مقفلتش انا؟؟؟‬
‫تحدث ادهم بغضب وهو يضيق عينه ‪/‬هى‬
‫بلطجة وال إيه‬

‫تحدث صالح بنظره قذرة وهو يخرج سكين‬


‫ويضربه في معده ادهم بغيظ شديد ‪ /‬آه‬
‫بلطجة‬

‫ثم اقترب منه وهمس بنبرة بغيضة ‪/‬‬


‫الشرقاوي بيسلم عليك‬

‫ثم أدار السكين في معدته بشده فصرخ ادهم‬


‫بوجع جحيمي وتيبس الجميع بصدمه في‬
‫أماكنهم فتح عينه بصدمه وهو يضع يده على‬
‫معدته التي اخذت تنزف بغزاره رفع عينه وهو‬
‫ينظر ل‬

‫صالح بوجع فلمح مالك وهى تصرخ برعب‬


‫باسمه ‪ /‬ادهمممممممممممم‬
‫ابتسم لها ادهم بوجع وهو يقول بخفوت ‪ /‬امي‬

‫وفي ثواني كان يسقط أرضا وسط دماءه واخر‬


‫ما سمعه كان صراخ ام فتحي‬
‫وشاديه‪................‬‬

‫************************‬
‫الفصل العاشر‬
‫أصوات متداخلة صرخات تخترق أذانه‬
‫ألشخاص كثيرون أضواء تخترق ظلمته التي‬
‫رحب بها بسعة صدر‪ ،‬صور ومشاهد تتالحق‬
‫امامه وذكريات دفنها بعيدا منذ زمن‪.‬‬

‫واآلن تتدفق كالشالل وكأنها كانت تنتظر‬


‫الفرصة لتأخذ حريتها صوت يعرفه وبشده‬
‫يناديه ويهمس له بحنان‪ ،‬مشهد لطفل صغير‬
‫يبكي بشده وشخص ما يحمله بحنان وهو‬
‫يخبره انه معه دائما ثم يخرج ذلك الشخص‬
‫حصان من الخشب منحوت بحرفية عالية‬
‫ومحفور عليه اسمه وصوت ذلك الشخص‬
‫يخترق اذانه وهو يهمس للصغير ( خلي بالك‬
‫منه دايما)‬
‫مشهد لطفل صغير وامرأه تضربه وتعنفه بشدة‬
‫وهى تصرخ به وتسب والدته‬

‫مشاهد تتوالى امام عينيه وكأنه عاد بالزمن‬


‫إلى ذكريات حبسها بعيدا وفي آخر جزء بعقله‬
‫ذكريات منها األليمة ومنها السعيده صوت‬
‫ضحكات طفل يرن في اذنه وصوت والدته‬
‫وهى تنظر له بحب وتضمه بحنان‪.‬‬

‫نظر سليم والذي كان يسحب السرير في ممر‬


‫المستشفى بسرعه كبيره ودموعه تهبط بشدة‬
‫وهو يهمس بوجع ‪ /‬ادهم خليك معايا‬

‫دخل األطباء لغرفه العمليات ومعهم سليم بينما‬


‫في الخارج كان الجميع يقف في صمت مخيف‬
‫فكان شاكر يضم كريم الذي ينظر للباب بهدوء‬
‫شديد وشادي الذي يمسح دموعه كلما هبطت‬
‫وشاديه التي تبكي بشده على شاب اعتبرته‬
‫ابنها طوال عمرها ومريم تبكي بعنف على اخ‬
‫ورفيق لطالما كان حنون عليها ومنة تنظر‬
‫للجميع ببسمة حزينه وهى تفكر هل لو كانت‬
‫مكانه كانت ستجد هذا العدد خائف عليها‬
‫سقطت دموعها بسخريه ومسحتها بسرعه ثم‬
‫نظرت للباب بحزن ودعت هللا ان يكون بخير‬
‫وركضت لخارج المشفى واوقفت تاكس‬
‫وصعدت به وهى تحاول أن تداري دموعها‬
‫بالنظارة‬

‫طال انتظار الجميع وقد تلفت األعصاب فخرج‬


‫كريم عن هدوئه وهو يصرخ بحده ‪ /‬هو فيه‬
‫ايه بقالهم ساعات جوا حد يخرج يطمنا على‬
‫األقل‬
‫نظر له شاكر بحده ‪ /‬كريم امسك أعصابك‬

‫نظر له كريم وقد فقد اعصابه ‪ /‬يا بابا بقالنا‬


‫ساعة واقفين وحتى مفيش حد خرج يطمنا هو‬
‫فيه إيه حرام كده حاسس قلبي هيخرج يا بابا‬
‫حاسس اني انا اللي جوا حاسس بوجعه‬

‫نظر له شاكر وهو يعلم مقدار ألمه لذا لم‬


‫يتحدث له ومرت نصف ساعة أخرى وخرج‬
‫سليم بعنف من الغرفة فركض له شادي‬
‫بسرعه وهو يمسكه ‪ /‬ادهم يا سليم هو كويس‬

‫دفعه سليم دون كلمه واحده ونزع كمامته وهو‬


‫يبتعد عن الجميع ويقول بصوت مميت ‪/‬‬
‫الدكتور هيخرج ابقى اسأله‬

‫كريم بتعجب ‪ /‬رايح فين‬


‫سليم وهو يتحدث بعدم اهتمام ‪ /‬مخنوق يا‬
‫كريم هخرج اشم هوا‬

‫نظر له الجميع بصدمة هل فقد عقله هذا ام‬


‫ماذا!؟‬

‫ثوان وكانت الممرضات تخرج وهى تسحب‬


‫ٍ‬
‫الفراش وعليه ادهم الذي ال يشعر بأي شيء‬
‫ولكن كانت أم فتحي تسير بجانب فراشه وهى‬
‫تنظر له بهدوء شديد ومريب‬

‫اجتمع الجميع حول الطبيب‬

‫فتحدث عوض برعب ‪ /‬ابني يا دكتور هو‬


‫كويس صح‬

‫ابتسم لهم الطبيب ‪ /‬اهدوا هو بخير الحمدهلل‬


‫االصابه الحمدهلل كانت بعيده عن أي ألياف‬
‫وعن الكلية يعني مسببتش اى ضرر أبدا هو‬
‫بس نزف كتير ودكتور سليم اتبرع ليه بالدم‬
‫الالزم وده اللي أخرنا شويه‬

‫بكت شاديه بعنف فابتسم الطبيب ‪ /‬مالك بس يا‬


‫حاجه بيقولك هو بخير يا ستي اعتبريه كان‬
‫بيعمل الزايده الضربة مسبتش أي أثر عضوي‬
‫ليه الحمدهلل‬

‫كريم بلهفه ‪ /‬طب طب هيفوق امتى وهنشوفه‬


‫امتى‬

‫الطبيب وهو يتحدث بعملية ‪ /‬مقدرش احدد‬


‫الموضوع ده هو اخد بنج شديد شويه فممكن‬
‫يفوق على بكره وهنخليه تحت المالحظة‬
‫وبعدين هننقله الوضه عاديه حمدهلل على‬
‫سالمته عن اذنكم‬
‫ثم تركهم ورحل بينما ابتسم الجميع براحه‬
‫وتحدث عوض بندم ‪ /‬لو كان حصله حاجه كنت‬
‫هحمل نفسي الذنب‬

‫اقترب منه شاكر وهو يقول ‪ /‬وانت ذنبك ايه يا‬


‫عوض اللي حصل حصل وهو الحمدهلل بقى‬
‫كويس دلوقتي بقى كله يروح يستريح وجودكم‬
‫ملوش فايده‬

‫نظر شادي لكريم الذي ينظر بالشيء فاقترب‬


‫منه وضمه بحنان وهو يقول بمزاح ‪ /‬ايه يا‬
‫عم ماقالك انه كويس ايه الزمه الحزن ده‬

‫ضمه كريم وهو يقول برعب ‪ /‬حسيت قلبي‬


‫هيقف كنت‪..‬‬
‫ابتسم له شادي وهو يقول بحنان ‪ /‬خالص يا‬
‫كيمو ادهم بقى كويس ومفيش حاجه حصلت‬
‫اهدى انت بقى وانت على أعصابك كده‬

‫ابتسم له كريم وابعده وقال بمزاح ضعيف ‪/‬‬


‫طب ابعد كده ألحسن نتفهم غلط‬

‫شادي بضحك وهو يغمز له ‪ /‬ياباشا ده انت‬


‫ااااا‬

‫قاطع حديثه شعورهم بشئ يصطدم بهم بعنف‬


‫نظر االثنان وجدوا شاديه تلقيهم بخفها وهى‬
‫تصرخ بنفاذ صبر ‪ /‬هو ده وقته يا شويه‬
‫معفنين والواد مرمي جوا‬

‫شادي بتألم وهو يقول لها بغيظ ‪ /‬اية يا شادية‬


‫مهو بقى كويس هللا‬
‫تحدثت مريم بعيون حمراء وهى تعدل النظارة‬
‫‪ /‬هو سليم فين‬

‫نظر لها كريم بحزن وحنان شديد ‪ /‬خرج يشم‬


‫هوا عشان مخنوق شوية و‬

‫صمت فجأه وهو يفتح عينه بصدمه وينظر‬


‫لشادي الذي نظر له في نفس الوقت بصدمه‬
‫وقال االثنان في وقت واحد ‪ /‬مخنوق؟؟؟؟‬

‫كان يسير في الظالم وهو يضع قبعة جاكته‬


‫على رأسه وينتظر على بداية تقاطع شارعين‬
‫وهو ينظر للسماء ببرود ويصفر باستمتاع‬
‫فجأه سمع صوت رجال تقترب منه ويبدو انهم‬
‫يودعون بعضهم البعض شعر بقدم شخص‬
‫تقترب منه فتحفز جسده وانتظر اللحظه‬
‫المناسبة وفي ثواني كان يخرج بسرعه‬
‫ويجذب ذلك الرجل اليه وهو يجعل ظهره مقابل‬
‫صدره ويضع ذراعه حول رقبته وهو يكتم فمه‬
‫ويهمس له بفحيح ‪ /‬ما خطرتش على بالك يوم‬
‫تسأل عني؟‬

‫نظر له الرجل برعب وهو يحاول التحدث فقال‬


‫له سليم ببسمة واسعه ‪ /‬معلش مش مهم‪ ،‬انا‬
‫بسأل برضو أصل العشرة مش بتهون عليا‬

‫نظر له صالح برعب وهو يهز رأسه بال فقال‬


‫له سليم ببسمة مرعبة ‪ /‬ال ايه؟؟؟ بس اخص‬
‫عليك هو أنا موحشتكش زي ما انت وحشتني‬
‫ده انا حتى يا راجل معرفتش أوقف تفكير فيك‬
‫الساعات اللي عدت عليا بعيد عنك دي‬
‫ومقدرتش استنى للصبح وقولت الزم اوري‬
‫شوقي ليك يا صالوحي‬

‫كاد صالح يجيب عليه ولكن شعر بضربه‬


‫عنيفه على رأسه فسقط أرضا ونظر له سليم‬
‫بقرف ثم نظر حوله فوجد شاب يقترب منه‬
‫برعب وهو يقول له ‪ /‬أنا عملت اللي انت‬
‫عايزه يا دكتور واخدت الرجاله من شارع تآني‬
‫عشان يفضل صالح لوحده وده مفتاح المخزن‬
‫اللي انت قولت عليه‬

‫ابتسم له سليم ثم مد يده في جيبه وأخرج مبلغ‬


‫من المال وقال ببسمه ‪ /‬تسلم يا باشا نردهالك‬
‫في المصايب بإذن هللا‬
‫ثم انحنى وحمل صالح وهو يسير به تجاه احد‬
‫المخازن في شارع متطرف وبعيد ويصفر‬
‫باستمتاع وكأنه يسير على الشاطئ‬

‫كانت اشرقت تجلس في غرفتها وهى تبكي‬


‫بعنف وتحاول اال تخرج صوت حتى ال تنتبه‬
‫والدتها لها‬

‫اغمضت عينها بعنف وهى تتذكر كلمات تلك‬


‫المرأه ( اسمعي يابت انتي مش هنرغي كتير‬
‫انتي هتيجي عند البيت بتاعي وتطلبي ابني‬
‫يرجع ليكي وتترجيه عشان يوافق على كده‬
‫وتجيبي معاكي الست والدتك عشان يكون ولى‬
‫امرك حاضر يا عروسه)‬

‫بكت أشرقت وهى تشعر بالذل واإلهانة وتنظر‬


‫للصور التي أرسلتها لها وقد علمت انها‬
‫استخدمت صور خطوبتها والصور التي كانت‬
‫تطلبها ابنتها منها بحجه انها تريد أن تُري‬
‫زوجة أخيها لصديقاتها لطمت أشرقت بعنف‬
‫وهى تبكي ‪ /‬يارب اعمل ايه يارب‬

‫بكت بشده وهى تقول ‪ /‬ليه يابابا سبتنا الى حد‬


‫ينهش فينا كده‬

‫رفعت عينها التي احمرت من البكاء ونظرت‬


‫للباب فنهضت وذهبت تجاه الحمام دون أن‬
‫تشعر بها والدتها ونظرت لنفسها في المرآه ثم‬
‫غسلت وجهها بعنف وهى تبكي وشرعت في‬
‫الوضوء لتصلي لربها كى يخفف عنها وجعها‬

‫نظرت ام فتحي الدهم الذي يتسطح على‬


‫الفراش بكل هدوء منذ خرج من غرفه‬
‫العمليات وقالت بهدوء وبسمة ‪ /‬اقولك حاجه‬
‫سر بما انك مش حاسس بقى‬

‫نظرت حولها وكأن هناك من يسمعها ثم‬


‫همست ببطئ ‪ /‬انت احلى واحد في الكاندي‬
‫شوب على فكره‬

‫ابتعدت عنه وهى تبتسم ثم قالت بضحكه ‪ /‬على‬


‫فكره انا مش بحب الجاتوه انا بحب الحلويات‬
‫الشرقي آكتر انا بس كنت بغيظك عشان بحب‬
‫اشوفك متعصب وعشان اخرجك من مود النكد‬
‫بدل ما انت بتقلب على نيللي كريم كده‬

‫يا أخي أنت واحد غريب آوي رغم كل اللي في‬


‫قلبك ده ولسه بتهزر ياترى لو كنت مكانك كنت‬
‫هستحمل اللي حصلك ده‬
‫صمتت قليال وهى تفكر ‪ /‬تفتكر انا عايشة إزاي‬
‫وال شغالة ايه انا حاسة اني حاجه كبيرة آوي‬
‫آه وهللا يعني ممكن مثال اكون سفيرة او وزيرة‬
‫مثال‬

‫ثم صمتت وهى تقول بغباء ‪ /‬بس لو كنت‬


‫سفيرة او وزيرة كانوا هيالحظوا غيابي‬

‫ابتسمت فجأه وهى تقول ‪ /‬يكونش انا سفيره‬


‫او وزيرة واتعرضت لعملية اغتيال واختفيت‬
‫وهما مكتمين على الخبر عشان األمن القومي‬
‫ومعينين ظابط مخابرات مز كده يدور عليا‬
‫يااااه‬

‫ثم نظرت الدهم وهى تقول ‪ /‬تخيل كده معايا‬


‫ياض يا معفن اني ابقى وزيرة‬
‫نظرت له ثم قالت وكأنها تحدثه ‪ /‬ايه منفعش‬
‫وال إيه يا خويا ال ال متبصش كده طب تصدق‬
‫بقى انا اول قرار هعمله هو فصلك من نقابة‬
‫األطباء وبعدين هجيبك القصر عندي واشغلك‬
‫سفرجي يا معفن‬

‫زفرت بضيق وهي تستغفر هللا ‪ /‬استغفر هللا‬


‫العظيم شوفت عصبتني إزاي عليك وانت تعبان‬
‫خالص متعيطش بقى هخليك السواق حجي‬

‫ابتسمت وهى تنهي كالمها وتنظر له ببسمة‬


‫حزينه ثم اقتربت برأسها منه وهمست بصوت‬
‫منخفض وحنان ‪ /‬بس انت اصحى وانا هعمل‬
‫كل ده اصحى عشان انا حاسه نفسي تايهه من‬
‫غيرك يا ادهم اصحي عشان خاطري‬
‫فتح صالح عينه بألم شديد وهو ينظر حوله‬
‫فابتسم سليم وهو يجلس على مقعد امامه‬
‫بطريقه عكسيه ثم قال وهو يسند يده على‬
‫حافة المقعد ويضع رأسه على يده وهو يقول‬
‫ببسمة ‪ /‬واخيرا ياقلبي بقالي ساعة مستني يا‬
‫روح الروح‬

‫نظر له صالح بشر ثم صرخ ‪ /‬وهللا العظيم‬


‫الندمك على عملتك دي يا‬

‫لم يكمل حديثه حيث كانت هناك لكمة تهبط‬


‫على وجهه بشده ثم اقترب منه سليم وهمس‬
‫امام وجهه ‪ /‬الكالم الكتير بيبوظ اللحظات‬
‫الجميله اللي زى دي استمتع بهدوء‬

‫ثم هبط فوقه بلكمات عديده بغيظ شديد وصالح‬


‫يصرخ بأن ينقذه احد بينما سليم كان يضربه‬
‫بكل حقد وغضب وهو يرى امامه مشهد ادهم‬
‫المسطح في دمائه‬

‫ابتعد سليم بعدما شعر بيده تؤلمه ثم اقترب‬


‫وقال بغضب ‪ /‬عجبك كده عندي شغل بكره‬

‫نظر له صالح وهو غير قادر على التحدث فقال‬


‫له سليم بفحيح ‪ /‬انطق وقول ليه عملت كده‬
‫واشمعنا ادهم يعني كان ممكن تضرب شادي‬
‫طالما جاى لعمي عوض‬

‫نظر له صالح بتعب وقال ببسمة قذرة ‪ /‬لألسف‬


‫كنت انت المقصود مش صاحبك ده‬

‫نظر له سليم بصدمه ‪/‬أنا وانا اعرفك اساسا‬

‫صالح وهو يضحك بضعف ‪ /‬بس تعرف‬


‫الشرقاوي اللي علمت عليه مرتين وهو بروح‬
‫اهله كرامته لسه ناقحه عليه فقالي اربيك ولما‬
‫قولتله اني معرفكش قالي لما اعمل المشكله‬
‫مع عوض هالقيك انت اللي متصدر للخناق‬
‫ولما صاحبك رد عليا واتصدر هو فكرته انت‬
‫وضربته بس بعدين لقيت شرقاوي بيقولي اني‬
‫ضربت واحد تاني بس مش مشكله هو أساسا‬
‫مش طايق حد فيكم‬

‫ثم اخذ يضحك بصخب‬

‫بينما ابتسم سليم وهو يقول له بهمس مرعب ‪/‬‬


‫كلمه وقوله يجي هنا‬

‫نظر له صالح بتعب ثم ابتسم بسخريه ‪ /‬وايه‬


‫اللي يجبرني‬
‫اصطنع سليم التفكير قليال ثم وفجأه لكمه بعنف‬
‫شديد وهو يقول ‪ /‬على االقل يخف الحمل من‬
‫عليك بدل ما اتسلي عليك انت بس‬

‫تأوه صالح بشده ثم رفع نظره له وحدقه بكره‬


‫شديد‬

‫ابتسمت منة بسخريه وهى تستمع لحديث‬


‫والدتها في الهاتف مع إحدى سيدات المجتمع‬
‫المخملي كما تقول‬

‫شاهي بضحكه عالية ‪ /‬يااه يا فتحية هانم وهللا‬


‫دمك سكر‬

‫عبدالرحيم بسخرية ‪ /‬فتحية هانم وعامله ليكي‬


‫رعب أمال لو كان اسمها سجى كانت عملت‬
‫فينا ايه‬
‫عبدالرحيم الزيني وهو ينظر لشاهي بسخرية ‪/‬‬
‫على اساس انك اسمها شاهي بجد دي اسمها‬
‫شهيرة‬

‫ضحكت منة بشده فنظرت لها شاهي بحده ثم‬


‫اكملت ‪ /‬ال ال طبعا وهو فيه حد ميعرفش رامي‬
‫حديد‬

‫عبدالرحيم وهو ينظر في المجلة بسخريه ‪/‬على‬


‫اساس انه جيجي حديد بروح اهله قال محدش‬
‫يعرف رامي حديد ده انا اول مره اسمع اسمه‬
‫منك‬

‫نظرت له شاهي بشر فابتسم لها بسماجه وقال‬


‫‪ /‬يا أمي يا أمي يا أمي خاف يا عيد‬
‫ثم نظر لمنة التي كانت تضحك بشده وقال‬
‫بخوف مصطنع ‪ /‬الحقيني يا منة امك هتاكلني‬
‫بعينها‬

‫ضحكت منة بصخب بينما نهضت شاهي‬


‫بغضب وخرجت للحديقه فابتسم عبدالرحيم‬
‫وهو يعود بظهره للخلف ويتحدث براحه ‪/‬‬
‫شايفه الهوا بقى لطيف إزاي‬

‫ضحكت منة وهى ترتمي في احضانه ‪ /‬زمانها‬


‫زعلت دلوقتي يا عبده ينفع كده‬

‫عبدالرحيم وهو يضمها بحنان ‪ /‬وهى امك‬


‫بتزعل انتي طيبه اوي يا منة بعدين أنا فاهم‬
‫دماغ امك وتلميحاتها‬

‫نظرت له منة بتعجب فاكمل ‪/‬امك ناوية انها‬


‫توفق راسين في الحالل‬
‫نظرت له بعدم فهم لدقائق ثم فجأه فتحت عينها‬
‫بصدمه وقال بقرف ‪ /‬أنا ورامي‬

‫ابتسم وهز رأسه بإيجاب ‪ /‬امممم امك عايزه‬


‫تكبر نفسها على قفاكي ياختي بس وال يهمك يا‬
‫قلب ابوكي على جثتي تتجوزي الواد رامي‬
‫الملزق بتاع ماماميا ده‬

‫ضحكت منة بشده وهى تعانقه بشده وتقبل خده‬


‫وتقول بحب شديد ‪ /‬يا بابا تعرف اني بحبك‬
‫اوي اوي اوي‬

‫ضمها عبدالرحيم ‪ /‬وانا بحبك اوي اوي اوي‬


‫ومحدش مصبرني على امك دي غيرك انتي‬
‫وهللا المهم يا ستي سيبك من شهيرة وفتحيه‬
‫ورامي ماماميا وقوليلي مالك كده‬
‫نظرت له منة بتعجب فاكمل وهو يمرر أصبعه‬
‫على عينها بحنان ‪ /‬عينك الجميله دي كانت‬
‫بتعيط ليه‬

‫نظرت له منة بحب شديد فوالدتها حتى لم‬


‫تالحظ ضمته وهى تستند برأسها على صدره‬
‫وتقول ‪ /‬فاكر الشاب اللي حكيتلك عنه قبل كده‬

‫عبدالرحيم ببسمة واسعه ‪ /‬امممم شادي‬

‫نظرت له بحزن وقالت ‪ /‬انهارده حصلت خناقه‬


‫في القهوه بتاعه والده وواحد من صحابه‬
‫اضرب بسكينة في بطنه‬

‫نظر لها عبدالرحيم بحزن ‪ /‬ربنا يقومه‬


‫بالسالمه يارب تحبي نروح نزورهم بكرة‬
‫نظرت له منة بلهفه ‪ /‬بجد هتيجي معايا‬
‫ازورهم‬

‫عبدالرحيم وهو ينظر لها بحنان ‪ /‬اكيد اللي‬


‫يهم بنتي يهمني انا كمان‬

‫ابتسمت له منة فقال لها بغموض ‪ /‬بس مش‬


‫ده سبب زعلك ايه اللي مزعلك ومخلي الحزن‬
‫باين على مالمحك كده‬

‫نظرت له منة بحزن واخفضت وجهها وقالت‬


‫ببسمة متوجعه ‪ /‬لما روحت معاهم المستشفى‬
‫ولقيت الكل واقف برة خايف عليه كده غصب‬
‫عني فكرت انا لو في مكانه هالقي ناس كده‬
‫تخاف عليا وهللا مش قصدي احسد وال حاجه‬
‫بس مجرد فكره جات في بالي‬
‫رفعت عينها بألم له وقالت ببسمة ‪ /‬عارفة‬
‫ومتأكده وقتها اني هخرج ومش هالقي غيرك‬
‫واقف بره وخايف عليا يا بابا‬

‫نظر لها عبدالرحيم بألم شديد ثم ضمها بحنان‬


‫وهو يلعن زوجته بداخله فهى من اوصلت‬
‫ابنتها لهذه المرحله حيث كانت تمنعها من‬
‫مصادقة احد وهى تدعي ان األصدقاء فقط‬
‫مصالح وسوف يستغلون ابنتها وكأنها تخاف‬
‫عليها نظر عبدالرحيم لنظرات ابنته المتألمه‬
‫وتوعد بداخله ان يخفي هذه النظره حتى لو‬
‫اضطر للتبرع بكل ما يملك مقابل ذلك‬

‫ام فتحي وهى تتحدث بحماس ‪ /‬بعدين بقى لما‬


‫انت كانت بطنك مفتوحه كده قعدوا يشوفوا فيه‬
‫اى أصابه في بطنك وال ال‬
‫صمتت وهى تنظر له ببسمة متحمسة ‪/‬وفجأه‬
‫اكتشفوا انك معندكش دم زى ما انا قولت قبل‬
‫كده قام سليم برطمان الجدعنه عطاك شوية دم‬
‫من عنده يا عديم الدم انت وبعدين بقى قعدوا‬
‫يقفلوا في الجرح وانت وال انت هنا بس انا‬
‫كنت واقفه وشايفة كل حاجه والحقيقة زعلت‬
‫عليك لما عرفت انك معندكش دم بس يال اهو‬
‫بقى في دم من حتة الجاتوه جواك بس تعرف‬
‫شكلك وانت تعبان كان قمر‬

‫همس ادهم بخفوت وهو يغمض عينه ‪ /‬بجرة‬


‫حلوب اقسم باهلل‬

‫نظرت ام فتحي بصدمه الدهم وقالت بلهفة ‪/‬‬


‫ادهم انت فوقت‬

‫ادهم وهو يغمض عينه ‪ /‬ال لسه‬


‫ام فتحي وهى تنظر له بتركيز ‪ /‬ال انت فوقت‬
‫وبتكدب‬

‫ادهم وهو مازال يغمض عينه ‪ /‬وانا هكدب ليه‬


‫يعني بعدين أنا اللي هحس بنفسي وهعرف اذا‬
‫كنت فوقت وال ال‬

‫ام فتحي وهى تنظر له بشك ‪ /‬طب احلف كده‬

‫ادهم وهو يتحدث بسرعه ‪ /‬سبحان هللا العظيم‬

‫ام فتحي وهى تهز رأسها ببسمة ‪ /‬صادق‬

‫قالت بعدم تذكر ‪/‬أنا كنت فين؟؟‬

‫ادهم ببسمة وهو مازال يغمض عيونه ‪ /‬اني‬


‫كنت قمر‬

‫ام فتحي ببسمة ‪ /‬آه صحيح المهم بقى يا‬


‫سيدي اكتشفت انك‪.....‬‬
‫ثم صمتت فجأه ونظرت له بشر وشك ‪ /‬استنى‬
‫كده شوية انا مقولتش كده على فكره انا قولت‬
‫كنت قمر وانت تعبان‬

‫بس مش قمر على طول يعني‬

‫ادهم بهمس مغتاظ‪ /‬حتى وانا بموت مستخسرة‬


‫فيا كلمة حلوة اتفووو عليكي‬

‫ام فتحي وهى تقترب بوجهها من الفراش ‪/‬‬


‫ادهم انت بتقول اتفوو عليا‪.‬‬

‫ادهم وهو يغمض عينه ويتحدث ‪ /‬ال انا لسه‬


‫مفوقتش هقول إزاي‬

‫هزت ام فتحي رأسها باقتناع ‪ /‬آه صحيح بس‬


‫تعرف ياض يا ادهم انا اكتشفت حاجة تاني‬
‫وهى انك عيل مهزق‬
‫فتح ادهم عينه ونظر لها بغضب ‪ /‬مهزق ليه يا‬
‫ختي‬

‫ابتسمت ام فتحي بانتصار وهى تقول بصدمة‬


‫مصطنعة ‪ /‬ادهم انت فوقت انا مش مصدقة‬
‫عيني الحمدهلل يارب انت متعرفش انا كنت‬
‫خايفة عليك إزاي يا جدع ده انا عيني وجعتني‬
‫من كتر العياط‬

‫نظر لها ادهم بسخريه فقالت ‪ /‬مصدقني وال‬


‫باين اني بحور‬

‫ابتسم لها ادهم ورفع حاجبه وقال ‪ /‬باين انك‬


‫بتحوري‬

‫ام فتحي وهى تذم شفتيها بتذمر ‪ /‬ما انت اللي‬


‫فوقت مره واحده ومعملتش حسابي يا أخي‬
‫هللا‬
‫ضحك ادهم بخفوت بسبب جرحه ‪ /‬انتي تسكتي‬
‫خالص يا بجرة‪ ،‬انتي كنتي داخلة العمليات‬
‫معايا عشان صعبان عليكي وال عشان تشمتي‬
‫فيا يا عرة‬

‫ضحكت ام فتحي بشده ‪ /‬اخص عليك اكيد‬


‫عشان اتفرج عليك‬

‫ابتسم لها ادهم ثم قال بخبث ‪ /‬خوفتي عليا‬

‫صمتت ام فتحي فجأه ثم قالت ببسمة ‪ /‬جدا‬

‫تفاجأ ادهم بشده من ردها لقد ظن انها ستنكر‬


‫ولكن خالفت ظنه‬

‫قالت أم فتحي ببسمة وجديه ‪ /‬لما شوفت‬


‫الراجل ده بيقرب منك حسيت قلبي هيقف‬
‫وجريت عشان اشوف هيعمل ايه بس فجأه‬
‫لقيته طعنك وقتها حسيت كأن الدنيا دارت بيا‬

‫ابتسم لها ادهم وقال بشرود ‪ /‬أنا شوفتها‬

‫نظرت له بعدم فهم فقال ببسمه حزينه ‪ /‬شوفت‬


‫امي قبل ما يغمى عليا لما سمعتك وانتي‬
‫بتصرخي باسمي بصيت عليكي وقتها بس‬
‫مشوفتكيش انتي انا شوفت امي وهى بتجري‬
‫عليا عشان تاخدني في حضنها زى زمان‬

‫ابتسمت له ام فتحي بحزن ‪/‬خالص بقى قطعت‬


‫قلبي يا ابني طب وهللا أنا بعتبرك بالضبط زي‬
‫الواد فتحي ابني‬

‫نظر لها ادهم ثم انفجر ضاحكا وهو يمسك‬


‫خصره بوجع‬
‫شعر سليم بأحد يدخل للمخزن فابتسم وهو‬
‫ينظر لصالح ‪ /‬اهو وصل ريح انت شويه بقى‬
‫لغايه ما اخلص معاه‬

‫ثم نهض واتجه للباب فوجد الشرقاوي يقف‬


‫امام الباب ويلتفت حوله حتى وقعت عينه على‬
‫سليم الذي ابتسم له واقترب منه فعاد‬
‫الشرقاوي بخوف للخلف وكاد يهرب لوال سليم‬
‫الذي ركض وامسكه وهو يقول ببسمة ‪ /‬كده‬
‫كده ياقلبي يا حته مني يا كل حاجه و***فيا‬
‫كده بتمشي وتسبني وحدي في الليله ديا ها‬
‫ينفع كده يا شقشق‬

‫نظر له شرقاوي برعب ‪ /‬عايز ايه انا معملتش‬


‫حاجه‬
‫سليم وهو يبتسم ويدخل ثم يغلق الباب ‪ /‬تعالى‬
‫بس يا راجل انت بس وحشتني فقولت اجيبك‬
‫نددرش سوا ده حتى صالوحه جوا والسهرة‬
‫صباحي‬

‫دفعه للداخل فوجد صالح مقيد في مقعد وتقريبا‬


‫أصبح مشوه فابتلع ريقه وهو ينظر لسليم ‪/‬‬
‫انت عايز ايه مني‬

‫سليم وهو يلقيه أرضا ويخلع حزامه ‪/‬‬


‫هندردش سوا يا شقشق بكل هدوء حتى اسأل‬
‫صالوحه وال بالش تسأله بصله بس هتالقي‬
‫الهدوء واضح على خلقته وال إيه يا صالوحة‬

‫لم يمهل احد الرد حتى انقض بغضب أعمى‬


‫على الشرقاوي وهو يسبه باسوء األلفاظ‬
‫بينما امام قهوة عوض كان يقف مع كريم‬
‫وشاكر وشادي وهم يبحثون عن سليم ولكن لم‬
‫يجدوه أبدا‬

‫زفر شاكر بضيق وقال بغيظ ‪ /‬الواد ده مش‬


‫هيرتاح غير لما يرجعلنا في يوم جثه‬

‫نظر كريم لشادي بقلق فسليم يصبح أعمى في‬


‫غضبه فجأه رن هاتف شادي فنظر بلهفه وقال‬
‫‪ /‬ده سليم‪...‬الو يا زفت انت فين‬

‫سليم وهو ينظر امامه ببرود ‪ /‬في مخزن قديم‬


‫على طريق‪....‬‬

‫ثم أغلق الهاتف بكل برود فنظر شادي لهم‬


‫وهو يبتلع ريقه فقال له كريم ‪ /‬حصل ايه‬

‫هز شادي رأسه بيأس‪ /‬عملها وخلص‬


‫سمع سليم صوت طرقات على الباب يعقبها‬
‫دخول الثالثه وهم ينظرون له بصدمه والجساد‬
‫صالح والشرقاوي المرمية أرضا بمنظر بشع‬
‫نهض سليم بكل برود وقال لهم ‪ /‬شوف شغلك‬
‫يا شاكر ويال نرجع المستشفي عشان ادهم فاق‬

‫ثم خرج بينما نظر كريم للمجزرة امامه وهو‬


‫يقول ‪ /‬الواد ده مش طبيعي عنيف بدرجه مش‬
‫طبيعية وهللا‬

‫زفر شاكر بملل ثم اخرج هاتفه وأجرى بعض‬


‫االتصاالت بينما لحق شادي وكريم بسليم‬
‫وذهبوا للمشفى وتركوا شاكر يهتم باألمر‬

‫دخل الثالثه للمشفى بسرعه ولهفة ثم توجهوا‬


‫للغرفة فوجدوا الجميع يلتف حول ادهم اقترب‬
‫كريم بسرعه وهو يرتمي عليه بعنف ‪ /‬ادهم‬
‫الحمدهلل انك بخير الحمدهلل‬

‫ادهم بتوجع ‪ /‬هو إنت لو مبعدتش مش هكون‬


‫بخير يا كريم‬

‫ابتعد كريم وهو ينظر له باسف ولكن ارتمى‬


‫عليه شادي بسرعه وبعنف وهو يصرخ ‪/‬‬
‫حمدهلل على السالمه يا وحش‬

‫صرخ ادهم وهو يضربه ‪ /‬انت ياض طور مش‬


‫لسه قايل لكريم يبعد جاي تترمي زي البلوة‬
‫ابعد جاتك نيلة في خلفتك الهباب دي‬

‫شادية وهى تحرك فمها بحركة شعبية ‪ /‬هللا‬


‫يرحمها امه كانت بتتوحم على حمار باين‬
‫نظر لها شادي بشر وركض لها فركضت بعيدا‬
‫خلف عوض فقال شادي ‪ /‬ماشي يا شاديه انا‬
‫حمار ماشي هللا يسامحك بس برضو مش‬
‫هنساها وهيجي في مره امسكك كده وانتقم‬

‫ضحك ادهم بخفوت وتعب فاقترب منه سليم‬


‫ولكن قبل أن يتوجه له أشار له ادهم بيده ‪/‬‬
‫عشان خاطر اختك اللي واقفه مش عارفه هى‬
‫فين دي ما انت مقرب خالص زمان الجرح فتح‬
‫تآني‬

‫ضحك سليم بشده وهو ينظر لمريم التي خلعت‬


‫نظارتها وتنظر حولها بتعجب ثم اتجه الدهم‬
‫واقترب منه وقبل جبينه وهو يقول ‪ /‬حمدهلل‬
‫على سالمتك يابطل‬

‫ادهم ببسمة وحب اخوي ‪ /‬هللا يسلمك يا سولي‬


‫تحدثت مريم ببسمة وهى تنظر لشادي ‪ /‬حمدهلل‬
‫على سالمتك يا ادهم خوفتنا عليك وهللا‬

‫ضحك ادهم بشده عليها ‪ /‬هللا يسلمك يا ريمو يا‬


‫حبيبتي بس انا على السرير اكيد مش هكون‬
‫واقف بعد العملية‬

‫نظرت مريم التجاه الصوت بتعجب ‪ /‬ايه ده‬


‫انت جيت هنا امتى‬

‫ادهم ‪ /‬من شوية كده لقيت رجلي وجعتني من‬


‫الوقفة فقولت امدد على السرير شوية‬

‫ضحكت ام فتحي بشده ‪ /‬طب وهللا البت دي‬


‫حتة سكره اكيد مش اخت الجاتوه هتكون ايه‬
‫غير سكر‬
‫نظر لها ادهم وابتسم عليها ولم يعلق فقد اعتاد‬
‫تعليقاتها‬

‫تحدث شادي بجدية ‪ /‬وهللا يا ادهم كنا هنموت‬


‫من الرعب عليك يا أخي‬

‫ابتسم له ادهم بحنان ‪ /‬بعد الشر عليكم ربنا‬


‫يديمكم ليا يارب‬

‫تحدث عوض بحزن واسف ‪ /‬سامحني يا بني‬


‫كله بسببي‬

‫ادهم وهو يحاول النهوض بألم فساعده كريم‬


‫بسرعه ‪ /‬بتقول ايه يا عم عوض كله بيد هللا‬
‫بعدين انت فداك اي حاجه‬

‫ابتسم له عوض بحنان‪ /‬ربنا يديك الصحه‬


‫يابني‬
‫نظر كريم لمريم التي أخرجت نظارتها وارتدتها‬
‫بعدما هدئت عينها من ألم البكاء وقالت ‪ /‬االه‬
‫انا دخلت االوضه دي أمتي مش كنا في الممر‬
‫من شوية‬

‫شادي بضحك ‪ /‬آه ما ادهم خد رطوبه فدخلنا‬


‫السرير لالوضه عشان البرد‬

‫هزت مريم رأسها بغباء ثم قالت ‪ /‬الف سالمه‬


‫يا ادهم‬

‫ادهم وهو يضحك بشده ويمسك جنبه ‪ /‬هللا‬


‫يسلمك يا ريمو بس حبا باهلل يا شيخه ما تقعلي‬
‫نضارتك تآني‬

‫قاطع حديثهم طرق على الباب ودخول الطبيبه‬


‫التي تولت حالة ادهم والتي بمجرد دخولها‬
‫اطلق شادي صفير عالي‬
‫فابتسمت له الطبيبه وتقدمت الدهم وابتسمت‬
‫له بهيام ‪ /‬ادهم ازيك عامل ايه‬

‫نظر لها ادهم بعدم تذكر فقالت هى بحزن ‪ /‬ال‬


‫متقولش انك مش فاكرني‬

‫مصمصت ام فتحي شفتيها بسخريه وهى تنظر‬


‫لرجلها التي تظهر من فستانها القصير ‪ /‬ودي‬
‫فخده تتنسي برضو يا شيخه ده حتى ميبقاش‬
‫عنده ذوق‬

‫كتم ادهم ضحكته وهو يقول ‪ /‬اسف مش متذكر‬


‫الفخ‪ ...‬احم الشكل‪ ،‬مش متذكر الشكل كويس‬

‫الطبيبة وهى تصطنع الحزن ‪ /‬كده برضو ده‬


‫احنا كنا دايما بنلخص المناهج سوا في الثانوية‬
‫شادي وهو ينظر لوالده بتأثر ‪ /‬أنا عرفت ليه‬
‫مجبتش مجموع كبيرعشان مكنش عندي‬
‫ملخصات طلقة قصدي شاملة كده‬

‫ضحكت الفتاه بشده ثم قالت الدهم ‪ /‬فاكر كنا‬


‫دايما نقعد بعد المدرسه نلخص سوا كل حاجه‬
‫بنفسنا ومن غير دروس خصوصية كمان‬
‫افتكرت وال لسه‬

‫نظر شادي الدهم بقرف ‪ /‬اسفوخس على‬


‫تربيتك بقى العسلية دي تتنسي انا ما شوفتش‬
‫في وقاحتك أبدا‬

‫ام فتحي وهى تلوي فمها بسخرية ‪ /‬يا راجل‬


‫دي بتقولك كنتم بتلخصوا سوا ايه ناسيها وال‬
‫إيه يقطع الدروس الخصوصية اللي نستكم‬
‫الملخصات الكيرڤي دي‬
‫ضحك ادهم بصخب وهو يقول ‪ /‬ايوه ايوه منال‬
‫افتكرت‬

‫ام فتحي ‪ /‬افتكرت يا خويا بركه قوم وجب‬


‫معاها واديها بوسه من هنا ومن هنا‬

‫شادي بحنق ‪ /‬ناس تراجع مع أخطبوط الكمياء‬


‫ودولفين الفيزياء وقنفد االنجليزي وناس‬
‫تراجع مع صواريخ عسكريه انا لو كنت مكانه‬
‫كنت دخلت طب من أدبي‬

‫ثم نظر ألبيه بخذالن ‪ /‬كله بسببك يا عوض‬


‫مكنتش بتخليني اعمل ملخصات مع زميالتي‬
‫مش كان زماني دلوقتي حاجه كبيره‬

‫عوض بسخريه ‪ /‬كنت هتبقى ايه يا خويا ده‬


‫انت دخلت تجاره بالعافية‬
‫شادي بكبرياء ‪ /‬كنت دخلت تجارة انجلش‬

‫ضحكت شاديه بشده ‪ /‬الحقوا شادي بيقول‬


‫تجاره انجلش‬

‫ده انت يابني اخر معلوماتك في االنجليزي‬


‫كانت في ابتدائي ومكنتش طايقها‬

‫شادي وهو ينظر لها بتعجب ‪ /‬هللا هو بأيدي‬


‫مش االبله هى اللي كرهتني فيه كله بسببك يا‬
‫ابله نهى ذنبي في رقبتك‬

‫اقتربت منال من ادهم بدلع ثم اخذت تفحصه‬


‫بينما ام فتحي تميل برأسها لتنظر لها بقرف ‪/‬‬
‫هى عندها مغص وال إيه أصل شيفاها عماله‬
‫تفرك ومش على بعضها كده‬
‫ضحك ادهم فنظرت له منال ببسمة ‪ /‬بتضحك‬
‫على ايه‬

‫شاديه بهمس لمريم‪ /‬الواد ادهم ده جبل وهللا‬


‫العظيم شايفه الثبات االنفعالي ده لو شادي كان‬
‫زمانه اغتصبها دلوقتي‬

‫نظرت مريم للفتاه بقرف وهى تقول ‪ /‬مش‬


‫حلوة على فكره‬

‫شاديه بسخريه ‪ /‬انتي شايفاها أساسا‬

‫مريم وهى تربع يدها بشموخ ‪ /‬ال شايفه فخاد‬


‫ماشيه لوحدها‬

‫ام فتحي وهى تنظر لمريم بفخر ‪ /‬الوحيده اللي‬


‫بتفهم هنا تسلم عيونك يابنتي‬
‫ضحك كريم بشده عليها وهو يقول ‪ /‬يا شيخه‬
‫حرام عليكي دي مش حلوة‬

‫نظرت له مريم بتذمر ‪ /‬خالص مش حلوه‬


‫خالص‬

‫تحدثت ام فتحي بالقرب من ادهم وهو ينظر‬


‫لمنال التي تفحصه ‪ /‬ما تسألنا الملخص كده لو‬
‫عندهم في المستشفى سالح تلميذ عشان عايزة‬
‫اذاكر‬

‫نظر لها ادهم بحاجب مرفوع فقالت ببسمه ‪/‬‬


‫ايه انت عايز تنجح لوحدك يا بتاع الفخده‬

‫نظر لها ادهم بشر وكاد يجيب لوال ابتعاد منال‬


‫وهى تقول ببسمة ‪ /‬ال عال آوي الجرح كويس‬
‫بس هيحتاج يتغير عليه كل فتره وه‬
‫قاطع حديثها دخول طبيبة أخرى وهى تقول ‪/‬‬
‫معذرة يا جماعة‬

‫ثم نظرت لمنال ‪ /‬منال محتاجاكي في موضوع‬


‫بسرعه‬

‫ابتسمت لها منال وهى تقول ‪ /‬تعالي بس االول‬


‫شوفي مين هنا ده ادهم‬

‫دخلت الطبيبه وهى تنظر الدهم ثم قالت ببسمة‬


‫‪ /‬ادهم انت فين يابني وايه اللي حصل فيك ده‬

‫ضحكت منال وهى تشرح للجميع ‪ /‬دي ميس‬


‫صاحبتنا من ايام الثانوي برضو‬

‫نظر شادي الدهم بقرف ثم بصق وهو يقول ‪/‬‬


‫بقى يا قادر معاك ملخصات زى دي وتدخل‬
‫طب بس انت كان المفروض تطلع اول‬
‫جمهورية بس نقول ايه فاشل‬

‫ضربه عوض على رقبته ‪ /‬أخرس بقى شويه‬


‫ويال خلينا نسيبه يرتاح‬

‫ثم نظر للجميع ‪ /‬يال نرجع البيت وخليه يرتاح‬


‫شويه وهنيجي بكره الصبح يال‬

‫وبالفعل ودع الجميع ادهم وخرجوا وتركوه مع‬


‫ام فتحي التي نظرت له بقرف ثم تحركت‬
‫للخارج فقال بضحك ‪ /‬رايحه فين‬

‫ام فتحي بسخريه وهى تخرج ‪ /‬رايحة السنتر‬

‫ضحك ادهم بشده عليها بينما هى خرجت‬


‫واتجهت للبحث عن ام فخذة كما اسمتها‬
‫دخل كريم لغرفته وهو يرتمي على الفراش‬
‫بارهاق ويزفر بتعب وبمجرد اغماض عينه‬
‫حتى سمع رنين هاتفه ففتح عينه بانزعاج‬
‫ووجد رقم غريب فنظر له بتعجب ثم أجاب ‪/‬‬
‫الو‬

‫_كريم شاكر معايا‬

‫كريم بتعجب شديد ‪ /‬ايوة مين‬

‫_انا أشرقت يا كريم ممكن اقابلك بكرة‬

‫كريم بدهشه ‪ /‬أشرقت خير حصل حاجه طيب‬

‫أشرقت بصوت مبحوح قليال وهى تقاوم البكاء‬


‫‪ /‬محتاجه مساعدتك ارجوك مليش حد‬
‫يساعدني‬
‫اعتدل كريم وهو يتحدث بهدوء ‪ /‬طب اهدي‬
‫طيب وبكره بإذن هللا هقابلك وال يهمك واى‬
‫كان اللي محتاجاني فيه هعمله بس انتي‬
‫متعيطيش‬

‫ابتسمت أشرقت لحنانه ‪ /‬بشكرك يا كريم مش‬


‫عارفة اقولك ايه‬

‫كريم ببسمة ‪ /‬بس يابت انتي اختي الكبيرة‬

‫أشرقت بضحك ‪ /‬بعد بت دي بالش اختي‬


‫الكبيرة بعدين كبيرة مين بس انت قدي على‬
‫فكره هو فرق شهرين بس‬

‫ابتسم كريم وهو يقول بحنان ‪ /‬متشليش هم‬


‫حاجه يا أشرقت روحي نامي وبكره ربك‬
‫يدبرها وبإذن هللا خير‬
‫شعرت أشرقت براحة كبيره ثم قالت ببسمة ‪/‬‬
‫شكرا يا كريم‬

‫كان شادي ينام على بطنه كعادته ولكن فجأه‬


‫سمع همس بجانبه ونبرة خافته ففتح عينه‬
‫بخوف وهو ينظر حوله في الظالم ولكن لم‬
‫يرى شئ فابتلع ريقه واكمل نومه مجددا ولكن‬
‫سمع الهمس مجددا وكان باسمه ففتح عينه‬
‫بشك وهو ينظر حوله مد يده ليفتح اضاءه‬
‫الغرفة ولكن فجأه اصطدمت يده بجسد ما‬
‫فابتلع ريقه برعب وهو يعود للخلف ببطئ‬
‫شديد حتى سقط من على الفراش ونظر برعب‬
‫للفراش فسمع الهمس مجددا زحف ببطئ حتى‬
‫وصل لالضاءه فاشعلها ووجد شاديه تقف‬
‫امامه مباشرة فصرخ االثنان في صوت واحد‬
‫برعب‬

‫حتى توقفت شاديه وهى تضربه ‪ /‬جرا ايه يا‬


‫غبي انت بنادي من ساعة لو بصحي في ميت‬
‫كان قام‬

‫شادي بغضب شديد ‪ /‬وهو انتي كده كنتي‬


‫بتنادي عادي ده انتي صوتك كان عامل زي‬
‫النداهه يا شيخه‬

‫ضربته شادية على رقبته بحده ‪ /‬اخلص‬


‫وتعالى معايا‬

‫شادي بملل ‪ /‬اجي معاكي فين يا شاديه سيبيني‬


‫انام باهلل عليكي ياشيخه‬
‫ضربته شاديه مجددا ‪ /‬امشي قدامي يا غبي في‬
‫حرامي في العماره‬

‫نظر لها شادي بغباء وقال ‪ /‬حرامي ايه بس‬

‫شاديه وهى تخرج من الغرفه وهو خلفها‬


‫يرتدي فقط شورت طويل حتى ركبته ‪ /‬سمعت‬
‫صوت خروشه جامد في البدروم اللي تحت‬
‫السلم تحت وأم أحمد لوحدها في الدور‬
‫األرضي وخايفه ليحصل حاجه تعالى بسرعه‬
‫هات اى ساطور او سكينة بسرعه‬

‫نظر لها شادي بغباء ولكن لم يفكر كثيرا‬


‫وذهب لغرفته واحضر عصا غليظه وتحرك‬
‫خلفها بهدوء فتحت شادية باب الشقة وهى‬
‫تخرج بهدوء وتتسحب وتشير له ليلحق بها‬
‫فاخذ يسير خلفها بهدوء شديد وبمجرد‬
‫خروجهم من الغرفة وجدوا كريم يهبط من‬
‫األعلى مع سليم ومريم وهاجر والجميع ينظر‬
‫لبعضه بريبه فقال كريم بهمس ‪ /‬سمعتم‬
‫الصوت برضو‬

‫هز شادي رأسه بنفى ‪ /‬ال دي شاديه هى اللي‬


‫مركبه اجهزه حساسه انا ماسمعتش‬

‫مريم وهى تهمس بهدوء ‪ /‬أنا سمعت صوت‬


‫الحجات اللي في البدروم كأنها بتتحرك‬

‫نظر لهم سليم ثم تحرك ببطئ ‪ /‬براحة تعالوا‬


‫ورايا محدش يعمل صوت‬

‫سار الجميع خلف سليم وهم يحملون عصا‬


‫ومريم تمسك في شادية وهاجر تسير ببطئ‬
‫خلفهم هبط الجميع للدور األرضي ووقفوا على‬
‫الدرج الذي يقابل باب العمارة والذي يقع‬
‫اسفله بدروم كبير يستخدمه عوض كمخزن‬
‫للمقاعد القديمه وغيرها نظر الجميع لبعضهم‬
‫بتوجس ثم تقدم سليم الجميع وهو يتجه‬
‫للبدروم تحت تحفز الجميع‬

‫اقترب سليم وهو يحمل في يده عصا واليد‬


‫االخر يمدها ليمسك الباب وما كاد يسحبه حتى‬
‫شعر به يُدفعه بقوة فسقط أرضا وركض‬
‫الجميع لفوق بسرعه كبيره تاركين سليم في‬
‫األسفل ركض شادي بسرعه فسقط على الدرج‬
‫ولكن نهض مجددا وركضت ومريم أمسكت‬
‫شاديه وركضت بشده وكريم كان يسابق الريح‬
‫وهاجر خلفه والجميع يصرخ نظر لهم سليم‬
‫وهو ساقط أرضا ثم بصق بغضب ‪ /‬واطيين‬
‫نظر للباب فوجد قطة تخرج بسرعه ويبدو انها‬
‫هى من دفعت الباب فقد كان الباب مفتوح‬
‫نهض سليم مجددا وحمل العصا واقترب من‬
‫الباب‬

‫بينما بدا الجميع في العودة لالسفل مجددا وهم‬


‫ينظرون بتركيز فجأه سمع الجميع صوت‬
‫تكسير شديد في الداخل وبال اي مقدمات‬
‫خرجت قطة أخرى وهى تركض للخارج‬
‫وخلفها كلب كبير وهو ينبح بشده ركض‬
‫الجميع ألعلى مجددا برعب بينما نظر لهم‬
‫سليم بنفاذ صبر ثم دخل وأضاء االنوار ولم‬
‫يجد احد فابتسم بسخريه وهو يغلق الباب‬
‫مجددا ويتجه لهم ويقول بسخريه عليهم ‪ /‬بس‬
‫مكنش له الزمه الشجاعة دي كلها يا شباب انا‬
‫كنت هعرف اتصرف لوحدي وهللا ليه كده بس‬

‫شادي وهو ينظر له بعتاب ‪ /‬سيد عيب‬


‫متقولش كده احنا أهل‬

‫زفر سليم وهو يصعد الدرج لهم ‪ /‬تقريبا‬


‫البدروم كان مفتوح وفيه قطة دخلت والكلب‬
‫دخل وراها وفضل يجري وراها جوا وده كان‬
‫سبب الدوشه‬

‫نظر الجميع لبعضه ببسمة ولكن فجأه سمعوا‬


‫صوت الرعد في الخارج وانقطعت الكهرباء‬
‫فنظر الجميع لباب العمارة برعب ولكن كان‬
‫الظالم يغطي االنحاء فاقتربت مريم من سليم‬
‫وامسكت يده بشده وهى تدفن وجهها بخوف‬
‫في كتفه وتهمس له ‪ /‬أنا خايفة‬
‫بينما تيبس جسد كريم حينما شعر بمريم‬
‫تتمسك بذراعه وفجأه شعر وكأن قلبه في‬
‫سباق ويكاد يخرج من موضعه حينما ضمته‬
‫ودفنت وجهها فيه حاول الحديث واخبارها انه‬
‫ليس سليم ولكن لم تسعفه الكلمات كان تائها‬
‫وألول مره يشعر بهكذا شعور ومع من مع‬
‫مريم اخته الصغيره يشعر بضربات قلبه تزداد‬
‫بشده ابتلع ريقه ومد يده ليدفعها بعيدا بلطف‬
‫وهو يستغفر ربه ويتحدث بنبره خافته حتى ال‬
‫يسمعها احد فظهر صوته مهزوزا مبحوحا‬
‫وهو يهمس لها بحنان ‪ /‬أنا كريم يا ريمو مش‬
‫سليم‬

‫ابتعدت مريم بسرعه عنه وبفزع فنظر لها هو‬


‫بنظرة ألول مره بوجهها لها نظره لم يعلم كيف‬
‫ينظر بها لمريم الصغيره التي كانت دائما اخته‬
‫الصغيره‬

‫تحدثت مريم بصوت ضعيف وخجل يكاد يبكيها‬


‫‪ /‬سليم‬

‫اتجه سليم لها بسرعه وجذبها الحضانه بحنان‬


‫وهو يقول بحب ظنا انها خائفة ‪ /‬أنا هنا يا قلب‬
‫سليم‬

‫بينما نظر كريم امامه وهو يتنفس بعنف فمالت‬


‫عليه هاجر وهى تقول ببسمة لم تظهر له ‪/‬‬
‫شكلك هتحقق وعدك وشاكر هيزغرطلك‬

‫نظر لها كريم بعدم وعى وما كاد يتحدث حتى‬


‫فتح باب العمارة بشده بسبب األمطار الشديدة‬
‫نظر الجميع برعب للباب فوجودا جسدا ضخما‬
‫يدخل من باب العمارة في دخول اشبه بدخول‬
‫افالم الرعب حيث األمطار تدخل من باب‬
‫العمارة والبرق ينير السماء والنور ينعكس‬
‫على ظهره ليرسم خيال كبير له في األرض‬

‫نظر له الجميع برعب وصرخوا وعادوا للخلف‬


‫فنزعت شادية العصا من يد شادي وانطلقت‬
‫لذلك الجسد وهبطت فوقه بعنف وهى تصرخ ‪/‬‬
‫هللا اكبررررررر‬

‫صدح صوت صرخات ذلك الشخص فقالت‬


‫هاجر بفزع ‪ /‬شاكر‬

‫لطم شادي على خده وهو يقول بهمس ‪/‬‬


‫روحتي فطيس يا شادية‬

‫شادية وهى تنظر لذلك الشخص الذي يسب‬


‫وهو يمسك رأسه فقالت برعب ‪ /‬احيييه‬
‫نظرت أشرقت لألمطار وصعدت فوق سطح‬
‫منزلهم وهى تنظر للسماء ببسمة وتقول ‪ /‬كلي‬
‫امل وكل ثقه في عدلك يارب كلي ثقه في‬
‫رحمتك كلي ثقة في عوضك في انتظار عوض‬
‫ينسيني احزاني في انتظار عوض يخليني ابكي‬
‫بس المرة دي من الفرحة في انتظار عوض‬
‫يخليني اصرخ باعلى صوت وانا بقول قد‬
‫جعلها ربي حقا في انتظار عوض منامش‬
‫بسببه من الفرحة في انتظار عوض ينسيني‬
‫اي دمعه نزلت في انتظار رحمتك بيا يارب‬

‫ثم ابتسمت بشده ترفع رأسها لألعلى حتى تبتل‬


‫وابتسامتها تزداد اتساعا‬
‫وقفت منة في شرفتها وهى تنظر لألمطار‬
‫وتتحدث بشرود ‪ /‬ياترى هيجي اليوم اللي‬
‫احس فيه اني عايشه طبيعي هيجي اليوم اللي‬
‫احس فيه اني انسانه مش لعبه امي بتحركها‬
‫بارادتها‬

‫خرجت من شرودها على صوت والدها وهو‬


‫يصرخ بها ‪ /‬بت يا منة يال بسرعه‬

‫ابتسمت منة على والدها الذي لواله لكانت‬


‫ماتت من الحزن‬

‫خرجت وهى تبتسم وتتجه لخلف الفيال وهى‬


‫ترى والدها يقف أعلى احد المباني والذي‬
‫يضع له منزلق يؤدي لحوض مياه صغير‬
‫لألطفال‬
‫صرخ والدها بمرح وهو ينبطح على بطنه في‬
‫المنزلق ثم يهبط بسرعه ليستقبله حوض‬
‫المياة فيضحك بشده لتركض منة لكى تصعد‬
‫وتفعل مثله وقد اخذت ضحكاتهم تملئ المكان‬

‫استيقظ ادهم على همسات بجوار اذنه فنظر‬


‫بعيون ناعسه وهو يقول ‪ /‬في إيه يا مالك‬

‫ابتسمت له ام فتحي وهى تقول ‪ /‬الجو بيمطر‬


‫برة‬

‫نظر ادهم النافذه ثم قال بنعاس ‪ /‬آيوه اعمل ايه‬


‫ادعيلك ربنا يهديكي‬

‫ابتسمت له وهى تقول ببسمة تشبه األطفال ‪/‬‬


‫عايزة العب في المطره‬
‫نظر لها بتعجب ‪ /‬طب روحي العبي بس انتي‬
‫هتحسي بيها اساسا‬

‫ابتسمت له بسمة اسرت قلبه وهى تقول ‪ /‬ال‬


‫انا عايزه العب تحتها معاك وبعدين انا مش‬
‫هحس آه بس هحس لو انت معايا‬

‫نظر لها بتعجب فجذبته وهى تقول ‪ /‬يال بس‬


‫تعالى‬

‫نهض ادهم بحذر وهو يضع يده على خصره‬


‫ويسير للخارج وهى بجانبه فقابل منال وهى‬
‫تتحدث بتعجب ‪ /‬ادهم رايح فين‬

‫تحرك ادهم وهو يقول ‪ /‬هخرج برة‬

‫منال بتعجب ‪ /‬إزاي الجو برة وحش والمطرة‬


‫شديده‬
‫ادهم ببسمة طفوليه وقد شعر بحماس شديد ‪/‬‬
‫هلعب في المطرة‬

‫نظرت منال الثره بصدمه كبيرة هل قال انه‬


‫سيلعب في المطر ادهم الذي عرف دائما بينهم‬
‫بجديته رغم مزاجه سيخرج لللعب في المطرة‬

‫نظرت ام فتحي له ببسمة فغمز لها بمشاكسة‬


‫وهو يتجه لالستقبال ويطلب منهم شئ رغم‬
‫تعجب الفتاه هناك اال انها نفذت ما يقول‬

‫نظرت له ام فتحي وهى تراه يلف شريط كبير‬


‫من البالستيك حول خصره بحرص وقال ببسمة‬
‫‪ /‬عشان نلعب براحتنا‬

‫ضحكت بشده فامسك يدها وخرج من الباب‬


‫الخلفي للمشفى إلى الحديقه ونظر لها ببسمة‬
‫وقال ‪ /‬هنعمل ايه‬
‫ابتسمت له وقالت وهى تقترب منه ‪ /‬بما اني‬
‫مش حاسه بحاجه فأنا هحس باحساسك انت‬

‫نظر لها بتعجب فقالت هى ببسمة وهى تفرد‬


‫يدها لتستقبل شئ هى ال تشعر به ‪ /‬هحس بكل‬
‫شعور هتحس بيه يعني هحس بالعالم من‬
‫خاللك انت‬

‫شعر بشعور غريب يمتلكه بسبب كلماته ودون‬


‫ان يشعر فرد ذراعيه وهو يسمع حديثها وهى‬
‫تقول ‪ /‬غمض عينك وحس ان كل نقطة مطرة‬
‫بتنزل عليك كأنها بتحضنك وبتطبطب عليك بكل‬
‫حنان كأنها بتنزل عليك عشان تاخد أحزانك‬
‫وتنزل بيها لالرض كأنها بتغسل اي هم جواك‬
‫غمض عينك وحس بكل نسمة هوا بتلمسك بعد‬
‫المطرة وكأنها بتنعش روحك من جوا‬
‫ابتسم ادهم باتساع وهو مغمض العينين‬
‫ويتنفس بهدوء ثم اخذ يدور كطفل صغير بينما‬
‫هى ابتسمت مباشرة وهى ترى بسمته تلك‬
‫وفعلت مثله وهى تبتسم بينما هو اخذ يدور‬
‫ويزداد وهو يضحك بصخب وهى تشاركه ذلك‬
‫لوقت طويل ولكن فجأه فتحت عينها وهى‬
‫تشعر به يمسك يدها نظرت له بتعجب فاقترب‬
‫منها بشده واالمطار تتساقط حولهم بشده حتى‬
‫جعلت خصالته تتساقط على عينه قال بهمس‬
‫وانفاس تتسارع بسبب الدوران ‪ /‬خليكي دايما‬
‫جنبي خليكي معايا ألول مره محسش اني وحيد‬
‫اوعي تسبيني‬
‫ابتسمت له وهى تمسك يده وتفردها مع يدها‬
‫ونظرت السماء وقالت ‪ /‬لحد اخر نفس ليا‬
‫هفضل معاك يا ادهم لحد اخر نفس‬

‫***************‬
‫الحادي عشر‬
‫كان قلب ادهم يضرب بقوة في صدره وهو‬
‫يسمع كلماتها التي هتفت بها نظرت له ببسمة‬
‫شعر ادهم بأنها أجمل ابتسامة رآها في حياته‬
‫شعر بشعور حنين لها ال يعلم لماذا‬

‫استدارت له ام فتحي وابتسمت له وقالت وهى‬


‫تنظر حولها بحرص ‪ /‬تيجي ندور‬

‫ابتسم بتعجب وهو يرفع حاجبه فضحكت على‬


‫مالمحه وقالت بجديه وهى تمد يدها له فنظر‬
‫ليدها قليال ثم وضع يده بال تردد فامسكتها‬
‫وأخذت تحركه معها بحركات مضحكة وهى‬
‫تدور وهو يدور معها فقالت له ببسمه وهى‬
‫تغمض عينها ‪ /‬رجع راسك لورا وغمض عنيك‬
‫واستمتع بكل لحظه‬
‫اخذ ادهم ينظر لها هى ولم يغمض عينه وكانت‬
‫بسمته تزداد اتساعا وهو يراقبها كطفلة‬
‫صغيره تلهو مع والدها أسفل األمطار فتحت‬
‫هى عينها وهى تضحك بشده ‪ /‬انت بتغش‬

‫هز رأسه برفض وهو يبتسم ‪ /‬ال بس يال‬


‫عشان طولنا وكمان عشان الجرح وال انتي ايه‬
‫رأيك‬

‫ابتسمت له ثم اقتربت منه وقالت له وهى تمد‬


‫اصبعها األصغر ‪ /‬توعدني كل ما الجو يمطر‬
‫نخرج نلعب زي كده‬

‫ابتسم لها وقال ببسمة ‪ /‬توعديني تفضلي‬


‫جنبي على طول‬

‫هزت رأسها ببسمة واسعه ‪ /‬اوعدك‬


‫ابتسم هو أيضا ومد أصبعه األصغر وشبكه في‬
‫اصبعها وقال بجديه مضحكه ‪ /‬اتعهد انا ادهم‬
‫األلفي الم فتحي ان كل ما الجو يمطر وتحت‬
‫اى ظرف هنخرج نلعب في المطره طالما لم‬
‫يمنعني ظرف كبير وهللا على ما أقول شهيد‬

‫ضحكت بشده وهى تغمز له ‪ /‬مصدقاك ياوحش‬


‫يال بقى ندخل بسرعه‬

‫ابتسم ادهم وركض أسفل األمطار وهو يتوجه‬


‫للداخل ويقول بضحك وهو يتجه لغرفته ‪ /‬كنتي‬
‫فين لما خرجتي‬

‫ام فتحي وهى تدعي الالمباالة ‪ /‬كنت بطمن‬


‫على الفخده واشوفها دهنت زيت عباد الشمس‬
‫وال لسه‬
‫نظر لها بتعجب وهو يفتح باب غرفته ويتجه‬
‫ببطئ للداخل ‪ /‬زيت عباد الشمس؟؟؟‬

‫هزت رأسها بسخريه ‪ /‬يا جدع انت ماشوفتش‬


‫زيت القلى اللي كانت داهنه بيه الفخذه دي لو‬
‫طلعت في الشمس هتشم ريحة القلى‬

‫ضحك ادهم بشده وهو ينظر حوله باحثا عن‬


‫شئ ثم اتجه لدوالب في ركن الغرفه وأخرج‬
‫منشفه ورداء اخر ثم قال بغمزه ‪ /‬واحده من‬
‫مميزات المستشفيات الخاصة‬

‫ضحكت وهى تقول ‪ /‬وانت ليه مشتغلتش هنا‬

‫ادهم وهو يتجه للحمام في الغرفه ‪ /‬وانتي‬


‫فاكرة انهم محتاجين ليا هنا؟؟؟ اكيد ال بس‬
‫هناك مفيش دكاتره جراحه غيري انا واتنين‬
‫تانين والفقرا يامالك في البلد دي اكثر من‬
‫الناس الميسورة يعني عددهم اكبر ولو سبت‬
‫المستشفي هبقى اناني‬

‫ابتسمت وهى تنظر له بفخر شديد ثم قالت قبل‬


‫أن يغلق الباب ‪ /‬استنى‬

‫نظر لها بتعجب فقالت ببسمة ‪ /‬انت قولت مالك‬


‫ليه‬

‫ابتسم ادهم لها ‪ /‬ألنك مالك فعال‪ ،‬المالك اللي‬


‫خال لحياتي طعم‬

‫ثم غمز لها بمشاكسه ‪/‬مالكي‬

‫وبعدها أغلق الباب بينما هى نظرت له ببسمه‬


‫واسعه وهى تقول ‪ /‬يا أخي يخربيت حالوة امك‬
‫دي‬
‫ثم نظرت للغرفة فوجدت الباب مفتوح فابتسمت‬
‫بخبث وهى تخرج وتقول بصوت مضحك ‪/‬‬
‫جيالك يا ام فخده‬

‫ابتلعت شادية ريقها برعب ثم وبكل هدوء‬


‫عادت للخلف بظهرها وهى تحاول اال تصطنع‬
‫اى صوت ثم جلست على الدرج في مكانها‬
‫السابق ومدت يدها ووضعت العصا في يد‬
‫شادي وجلست وهى تربع يدها بكل براءه‬
‫وتنظر أرضا وهى تبتسم ببراءة ذئب‬

‫بينما كان شاكر مازال يسب ويشتم واتجه لزر‬


‫مزود الطاقة االحتياطي وضغط عليه لتنشتر‬
‫االضواء في العمارة فنظر لهم بغضب فوجد‬
‫شادي يحمل عصا والباقين يحملون سكاكين‬
‫فابتسم بشر وهو ينظر لشادي بينما شادي ضم‬
‫حاجبيه بتعجب من نظرات شاكر له فقال ‪ /‬فيه‬
‫إيه؟؟‬

‫ثم الحظ نظراته على أسفل قدمه فنظر وجد‬


‫العصا التي اخذتها شاديه فنظر لها بتفكير قليال‬
‫حتى فتح عينه بصدمه كبيره ونظر لشادية‬
‫وهو يقول بصدمه ‪ /‬عملتيها يا شاديه بتبعيني‬

‫شاديه وهى تربت على كتفه بتأثر ‪ /‬هى الدنيا‬


‫كده يا صاحبي بيع واجري‬

‫ابتلع شادي ريقه ونظر لشاكر وقال وهو يلقي‬


‫العصا بعيدا ‪ /‬دي شادية وهللا حتى هى اللي‬
‫كان صوتها جنبك ايه مخدتش بالك وال إيه‬

‫ولكن مازالت نظرات الغضب تسيطر على‬


‫شاكر فقال شادي وهو يعود للخلف ‪ /‬ايه‬
‫بتبصلي كده ليه ابتسم شاكر وهو يتجه له‬
‫ببطئ مهلك لالعصاب‬

‫بينما اخذ شادي يصعد درجات الدرج بظهره‬


‫وهو ينظر لشاكر برعب وفي ثواني كان شادي‬
‫يطلق ساقيه للريح وهو يصرخ بعنف ‪ /‬يا‬
‫عوووووووووووض الحقني يا عوووووض‬
‫وهللا دي شاديه‬

‫ثم دخل لشقتهم واغلقها بسرعه وهو يتنفس‬


‫بعنف‬

‫بينما ابتسم شاكر ونظر لهاجر وهو يقول لها ‪/‬‬


‫يال عشان تعبان يا جوجو وعايز انام‬

‫ثم عبر من جانب شاديه وهمس لها ‪ /‬اوعي‬


‫تفتكري اني اهبل ومش عارف مين اللي‬
‫ضربني بس ماشي يا شادية تقلي حسابك لحد‬
‫ما هيجي في مره وهاخده كله مره واحده‬

‫رفعت شاديه طرف شفتيها بتشنج وهى تقول ‪/‬‬


‫مستنية يا ضنايا وهاخد الباقي لبان كمان‬

‫هز شاكر رأسه وهو يبتسم بسمة مرعبة ‪/‬‬


‫ماشي يا شادية ماشي‬

‫شادي ببرود مصطنع ‪ /‬قلبي هيقف من الرعب‬


‫الحقوني يا عيال هموت من الخوف شوف‬
‫شوف بيبصلي إزاي الواد آه هموت من‬
‫نظرته‬

‫ابتسم لها شاكر بسخريه دي‬


‫ثم نظر لهاجر وسحب يدها وكاد يصعد لوال‬
‫صوت سليم وهو يقول ‪ /‬عملت ايه يا شاكر‬
‫معاهم‬

‫شاكر بسخريه ‪ /‬يعني هكون عملت ايه خدتهم‬


‫يتعالجوا وبعدين رمتهم في الزنزانة لحد‬
‫الصبح‬

‫ثم كاد يصعد لوال رؤيته لصعود كريم خلفهم‬


‫فقال شاكر بعدم فهم ‪ /‬آيوه خير؟؟؟‬

‫كريم بعدم فهم ‪ /‬خير؟؟؟‬

‫شاكر ببسمة بارده ‪ /‬رايح فين‬

‫كريم وهو يتحدث بسخرية مبطنه‪ /‬هوصلكم‬


‫بس لحد باب الشقة‪ ...‬يعني هكون رايح فين‬
‫يعني اكيد هطلع انام‬
‫شاكر بسخريه وهو يضحك ويضم هاجر ‪ /‬ال‬
‫وهللا يال يا عسل روح شوف هتنام فين لسه‬
‫األسبوعين مخلصوش مش كفايه مش عارف‬
‫اتهنى بيوم كأنه في بومة بصالي فيهم‬

‫كان يتحدث وهو ينظر لشادية التي ابتسمت له‬


‫بسماجة ‪/‬‬

‫هللا يسامحهم يابني الناس دي مش بتسيب حد‬


‫في حالها‬

‫شاكر بتلميح وهو ينظر لها بعيون ساخرة ‪/‬آه‬


‫وهللا يا شادية ناس مؤذيه ودايما تحشر‬
‫مناخيرها في عيشه غيرها‬

‫شاديه وهى تتأفف باصطناع ‪ /‬أنا مش عارفة‬


‫ليه كل الناس بتحشر نفسها في حياة كل الناس‬
‫بطريقة تضايق كل الناس اوووف بجد‬
‫ضحكت مريم بشده وهى تقول ‪ /‬معلش يا عمو‬
‫شاكر ربنا يبعدهم عنك‬

‫ضربتها شاديه بحده على كتفها وهى تهمس ‪/‬‬


‫غبية‪ ،‬دول احنا‬

‫نظرت لها مريم وهى تعدل نظارتها بتعجب‬


‫‪/‬وهللا؟؟‬

‫ثم نظرت ببسمة غبيه لشاكر وهى تقول ‪ /‬مش‬


‫آوي يعني يبعدهم شويه صغننه‬

‫ضحك كريم بشده عليها هذه الفتاة حقا مازالت‬


‫طفلة‬

‫بينما هى نظرت له وتذكرت ما حدث فخجلت‬


‫بشده ونظرت أرضا بسرعة بينما هو ابتسم‬
‫عليها ولكن خرج على حديث شاكر وهو‬
‫يسحب هاجر لألعلى ‪ /‬يال يا جوجو تعالي‬
‫احكيلك حكاية العجوزة والمغفلين الخمس‬

‫نظر له سليم بغباء ثم بعدما استوعب كاد‬


‫يصرخ ولكن كان قد صعد بينما صفقت مريم‬
‫بحماس ‪ /‬هللا بجد عمو شاكر ده قمر آوي‬
‫شايفين رغم السنين دي لسه بيعامل طنط‬
‫جوجو كأنها بيبي وبيحكي ليها حكايات‬

‫نظر لها كريم وهو يفتح فمه بطريقه مضحكه‬


‫على حديثها ذاك وقال ‪ /‬انتي مفهمتيش؟؟‬

‫نظرت له مريم بتعجب ‪ /‬مفهمتش ايه‬

‫هز كريم رأسه بال شئ وهو يضحك عليها‬


‫وعلى عقلها هذا‬

‫بينما كان سليم يعض شفتيه بعنف‬


‫وشاديه تنظر لألعلى بغضب ثم صرخت ‪ /‬انت‬
‫مفكرني هسكتلك يا شاكر تبقى غلطان يا خويا‬
‫ده انا كل يوم هنطلك في كل مكان وكل وقت‬
‫وخلي بالك بقى ألحسن تشد السيفون تالقيني‬
‫خرجت ليك‬

‫تحدث سليم بسخريه ‪ /‬خالص مشي يا شاديه‬

‫نظرت له شاديه وهى تزفر بضيق ثم قالت ‪/‬‬


‫حرق دمي هللا يحرق دمه‬

‫ثم نظرت لألعلى مجددا وصرخت ‪ /‬مش اخالق‬


‫صعايدة دي يا كابتن‬

‫ثم صمتت مجددا وهى تتنفس بعنف ورفعت‬


‫رأسها مرة أخرى وهى تصرخ بغيظ لم يهدأ‬
‫بعد ‪ /‬يا شاااااااااكر حرنكش‬
‫سمع الجميع صوت الباب يُفتح فركضوا‬
‫بسرعه لألعلى ودخلوا شقة عوض وهم‬
‫يتنفسون بعنف وشادية تستند على الباب وهى‬
‫تضحك بشماته نظر لها كريم بتعجب ‪ /‬ليه‬
‫قولتي لشاكر شاكر حرنكش‬

‫نظرت له ببسمة ماكرة وكادت تتحدث لوال‬


‫سماع الجميع صوت يصدر من أسفل االريكه‬
‫فنظروا بقلق ووجدوا شادي يخرج رأسه ‪ /‬هو‬
‫شاكر طلع خالص‬

‫ضحك سليم بشده عليه ‪ /‬آه يا خويا طلع‬


‫خالص اطلع انت كمان‬

‫نظرت لهم شاديه وهى تقول ‪ /‬ال ده احنا نعمل‬


‫فشار ونتكلم بقى استنوا هنعمل فشار انا‬
‫ومريم واحكيلكم موضوع الحرنكش‬
‫شادي وهو ينهض وينفض نفسه ‪ /‬اية‬
‫حرنكش ده‬

‫كريم وهو يهز كتفه بعدم فهم ‪ /‬معرفش دي شا‬

‫توقف كريم عن الحديث وهو ينتبه لما يرتدي‬


‫شادي حيث كان يرتدي شورت فقط فقال كريم‬
‫ببطئ مرعب ‪ /‬هو إنت كنت معانا كده‬

‫نظر شادي لنفسه بتعجب ‪ /‬آه ليه فيه‬


‫حاجه؟؟؟‬

‫جز كريم على أسنانه بعيد وهو يقول بحده ‪/‬‬


‫واد انت اظبط نفسك إزاي تخرج كده قدام‬
‫مريم‬
‫شادي بعدم فهم ‪ /‬وايه يعني هى أساسا‬
‫مبصتش عليا ومالحظتش وبعدين هو أنا كنت‬
‫في إيه وال إيه‬

‫صرخ به كريم ‪ /‬ادخل البس اى نيله بدل ما‬


‫انت واقف كده‬

‫شادي وهو يرفع حاجبه بتعجب ‪ /‬ولو معملتش‬


‫كده‬

‫كاد كريم يتقدم منه ليصرخ فقال شادي بحرص‬


‫‪ /‬عوض نايم جوا بالش نزعجه‬

‫جاء صوت عوض الساخر من الداخل ‪ /‬ربنا‬


‫يخليك يا حبيبي يارب‬

‫نظر كريم لشادي ‪ /‬ادخل البس زفت على‬


‫دماغك‬
‫ابتسم له شادي وهو يقول ببرود ‪ /‬لما تيجي‬
‫مريم و‬

‫لم يكمل كالمه وركض سريعا وهو يرى كريم‬


‫الذي كاد ينقض عليه فزفر كريم بعنف ثم أدار‬
‫وجهه فوجد سليم يبتسم له بخبث فتجاهله‬
‫كريم وهو يربع يده ببرود‬

‫نظر مؤنس الخوته بشر ثم وفجأه صدحت‬


‫صفعة هزت أركان المنزل وقال وهو ينظر بشر‬
‫لشامل وهو يجذبه من ثيابه ويصرخ به ‪ /‬انت‬
‫ياض ملتك ايه ها رد على اهلي؟؟؟‬

‫تحدث شامل بحده ‪ /‬خليني افهمك قبل ما‬


‫تتعصب‬

‫القاه مؤنس بعنف ‪ /‬تفهمني ايه يا سيد الرجاله‬


‫انك دخلت على اختك اوضتها زي البلطجيه‬
‫حتى مفكرتش تخبط الباب يمكن بتغير وال‬
‫حاجه ومش بس كده وصلت بيك ال*** انك‬
‫تمد ايدك عليها‬

‫شامل وهو يصرخ باعتراض ‪ /‬هى عارفه فين‬


‫الزفته هالي متنساش انها أقرب واحده لهالي‬

‫تحدث فادي بتوتر من األجواء المشحونه ‪/‬‬


‫وهى لو تعرف يا شامل كانت قالتلك خصوصا‬
‫بعد ضربك ليها وتهديدها‬

‫نظر له مؤنس بنظرات تشع شر وقال وعروقه‬


‫تبرز بشده‪ /‬قسما باللي خلقني واحد منكم يا‬
‫كالب‪ .‬يقرب من سارة او يمد ايده عليها‬
‫ويعمل عليها راجل الجيبه في نص البلد‬
‫واوريه مقامه كويس سارة خط أحمر منك ليه‬
‫فاهم‬
‫نظر له االثنان بصمت فصرخ بهياج ‪ /‬فاهمين‬
‫وال ال‬

‫تحدثوا بحنق ‪ /‬فاهمين‬

‫زفر مؤنس بغضب وهو يتنفس بعنف ثم نظر‬


‫لشامل وقال بتحذير ونبرة مخيفه ‪ /‬أنا عديت‬
‫ليك كتير يا شامل واخرهم انك سبب اللي احنا‬
‫فيه انت واللي جنبك ده بنت عمك دلوقتي بره‬
‫البيت بسببكم انتم وانا كدبت على بابا عشان‬
‫ميقلبش عليكم بس قسما بربي غلطة واحده‪،‬‬
‫سامع غلطة واحده بس وهفرمكم انتم االتنين‬
‫وملكوش عندي دية منك ليه سامعين‬

‫ثم نظر لهم بغضب ورحل بعنف ثم صعد الدرج‬


‫واتجه لغرفة اخته وهو يطرق الباب فسمع‬
‫صوتها المنخفض بشده فدخل وهو ينظر لها‬
‫بحنان فوجدها تختبئ أسفل فراشها ابتسم وهو‬
‫يتجه لها ‪ /‬قطتي الصغننة بتعمل ايه‬

‫انزلت ساره الغطاء قليال وهى تنظر له بحزن‬


‫وعيون حمراء ‪ /‬مفيش يا ابيه بس كنت هنام‬

‫ابتسم لها مؤنس وهو يخلع حذائه ويتقدم لينام‬


‫بجانبها ‪ /‬وانا كمان عايز انام عشان تعبان‬
‫اوي‬

‫ابتسمت له ساره وارتمت في احضانه وهى‬


‫تلتمس منه الحنان الذي لطالما اغدقها به‬

‫بينما هو ربت بحنان على شعرها حتى ذهبت‬


‫في نوم عميق وهو ينظر امامه بشرود‬
‫ويهمس ‪ /‬يا ترى انتي فين دلوقتي يا هالي‬
‫وبتعملي ايه؟؟؟؟ ‪٠‬‬
‫كانت تجلس في غرفة منال هى وصديقتها‬
‫وهى تستمع لهم بسخريه‬

‫ميس وهى تنظر لمنال بحنق ‪ /‬انتي يابت هبلة‬


‫حب ايه وبينك انتي وادهم ال ده واضح شوفته‬
‫بعد الوقت ده كله ضربت فيوزات عقلك‬

‫منال بحده ‪ /‬اسمعي يا ميس انا مسمحلكيش‬


‫بعدين ليه ميحبنيش يعني ناقصه ايد وال رجل‬

‫ام فتحي وهى تنظر لقدمها ببسمة ‪ /‬ال ناقصة‬


‫جريل ( مشواه) وتتشوحي عليه بالزيت ده يا‬
‫ختي انا عارفه ايه الرجل دي زفت ميس‬
‫بهدوء وهي تقترب منها‪/‬يامنال ياحببتي كلنا‬
‫عارفين ادهم وانه عمره مااهتم لبنت واالحتي‬

‫كلمها وكل كالمه كان بحدود حتى احنا لما‬


‫كان بيلخص معانا مكنش بينطق بكلمه‬
‫ام فتحي بصدمه كبيرة ‪ /‬ادهم طلع محترم؟؟‬
‫أيعقل؟؟‬

‫اكملت ميس ببسمة ‪ /‬طب فاكرة اخر بنت‬


‫قالتله بحبك قالها ايه‬

‫صمتت منال وهى تنظر أرضا بضيق فقالت‬


‫ميس ‪ /‬قالها انتي زي اختي وانا مرضاش اني‬
‫اخدعك انا مش بحبك وال بشوفك بالشكل ده ال‬
‫انتي وال اي بنت هنا‬

‫ام فتحي وهى تفتح عينها بصدمه وانبهار ‪/‬‬


‫هذا ما لم نسمع به من قبل منال وهي تزفر‬
‫بضيق وتعب‪/‬عارفه ياميس بس عندي امل انه‬
‫يبص ليا او يحس بيا حتي‬
‫ام فتحي وهى تمصمص شفتيها ‪ /‬شوفي طول‬
‫عمري اقدر الجمال بس انتي منزلتيش ليا من‬
‫زور وهللا تقريبا فخدتك وقفت في زوري‬

‫ميس بحنان وهى تضم صديقتها ‪ /‬للدرجه دي‬


‫يا منال بعد السنين دي ولسه منستوش‬

‫منال بدموع وهى تتذكر حبها طوال تلك‬


‫األعوام ‪ /‬مش قادره انساه يا ميس قولت اني‬
‫خالص نسيته بس اول ما شوفت قلبي دق‬
‫وقالي كدابه انتي عمرك ما نستيه‬

‫مسحت ام فتحي دمعه وهمية وهى تقول ‪ /‬بس‬


‫بقى دمعتي هتفر‬

‫ميس وهى تنظر لها بشفقه ‪ /‬طب ايه رأيك‬


‫حاولي تقربي مني الفتره دي وجربي وشوفي‬
‫هيميل وال ال‬
‫ام فتحي بقرف ‪ /‬يا ختي قرب منك عزرائيل‬
‫منك ليها‬

‫اكملت ميس وهى ترى صديقتها تفكر بجديه ‪/‬‬


‫بس لو متجاوبش معاكي هتنسيه خالص اتفقنا‬

‫ابتسمت منال باستحسان للفكرة ‪ /‬ماشي انا‬


‫موافقه طب تفتكري أبدا بايه يعني اعمل ايه‬
‫عشان ألفت انتباهه‬

‫ام فتحي ببسمة غبيه ‪ /‬بيني حته من الكتف مع‬


‫الفخده هتعمل أحلى شغل‬

‫ميس وهى تبتسم لها ‪ /‬بصي ياستي تفضلي‬


‫دايما قدامه ميشوفش غيرك انتي وكل ما‬
‫يحتاج حد يالقيكي انتي اللي جنبه‬
‫حركت ام فتحي شفتيها بملل وقرف ثم نهضت‬
‫وخرجت وهى تتجه لغرفه ادهم وتقول ‪ /‬جاتكم‬
‫القرف في اشكالكم‬

‫دخلت الغرفه وجدت ادهم ينام على فراشه‬


‫بسالم كطفل صغير فاتجهت له وهى تقول ‪/‬‬
‫طبعا نايم وال على بالك يا كازانوفا ان فيه‬
‫فخده بتخطط عشان توقعك بس حذر فذر هعمل‬
‫ايه‬

‫ابتسمت بشر وهى تقترب منه وهمست بنبره‬


‫مشاغبة ‪ /‬هطلع عينك لو بصتلها‬

‫ثم ابتعدت وابتسمت له وهو مازال نائما‬


‫فاتجهت للنافذه وجلست بجانبها وهى تنظر‬
‫للسماء التي مازالت تمطر بشده وهمست ‪/‬‬
‫ياترى انا ليا اهل خايفين عليا وال مليش حد‬
‫في الصباح الباكر استيقظت مريم بعد نوم‬
‫قصير بسبب سهرتهم البارحة مع شادية‬
‫واحاديثها الطويله والتي قصت فيها عليهم‬
‫الكثير والكثير من المواقف المضحكة التي قام‬
‫بها شاكر في شبابه وفترة طيشة وايضا سبب‬
‫تسميته بحرانكش ضحكت بشدة على هذا االسم‬
‫وحملت حقيبتها وخرجت من الغرفه وهى تنظر‬
‫في انحاء المنزل فوجدته هادئ على غير‬
‫العادة فالوقت مبكر جدا بالنسبه لهم ولكنها‬
‫استيقظت مبكرا للذهاب لجامعه لتحضر بعض‬
‫المراجعات واخيرا وبعد غياب طويل من بعد‬
‫تلك الحادثه قررت أن تعود مجددا توجهت لباب‬
‫الشقه وخرجت منه بكل هدوء حتى ال يستيقظ‬
‫احد وهبطت الدرج وكادت تهبط لالسفل ولكن‬
‫سمعت صوت باب شقة عوض يفتح وشادية‬
‫تنادي عليها فنظرت لها بتعجب ‪ /‬شادية ايه‬
‫اللي مصحيكي بدري كده‬

‫شاديه بتذمر ونعاس ‪ /‬انتي يابت هبلة مش‬


‫انتي قولتي إمبارح انك رايحه الجامعه انهارده‬

‫هزت مريم رأسها بغباء ‪ /‬آه صح بس وايه‬


‫يعني هو انا أول مره اروح وال إيه‬

‫شاديه وهى تلوي فمها بحنق وتمد يدها‬


‫بهاتفها ‪ /‬انتي نسيتي وال إيه مش اتفقنا‬
‫تاخدي التليفون وانتي رايحه‬

‫نظرت مريم بصدمه للهاتف وهى ال تستوعب‬


‫ذلك ‪/‬أنا كنت بهزر يا شادية بعدين هو انتي‬
‫لسه فاكر الموضوع‬
‫شاديه وهى تضع الهاتف في يدها بنعاس ‪/‬‬
‫بس انا مكنتش بهزر وبعدين هنسى إزاي‬

‫ثم تثائبت بتعب ‪ /‬يال روحي شوفي حالك وانا‬


‫هدخل انام بقالي ساعه قاعده مستنياكي لحد ما‬
‫سمعت صوت رجلك على السلم‬

‫ابتسمت مريم بتأثر ثم اقتربت وضمتها بحب‬


‫كبير وقالت ‪ /‬ربنا يديمك لينا يا شادية يارب‬

‫ابتسمت شاديه وهى تضربها بلطف على‬


‫ظهرها ‪ /‬يال عشان متتأخريش‬

‫مريم ببسمة وهى تعدل نظارتها ‪ /‬اشطا سالم‬


‫يا شوشتي‬

‫ثم هبطت الدرج بسرعه وهى تبتسم بسعاده‬


‫طفله صغيره‬
‫بينما خرج كريم من خلف شادية التي تقف‬
‫امام الباب وقال بتعجب ‪ /‬شادية واقفه كده ليه‬

‫انتبهت له شاديه ‪ /‬وال حاجه انت رايح فين‬


‫كده‬

‫كريم وهو ينظر لساعته ‪ /‬عندي مشوار مهم‬


‫هخلصه واطلع على الشركة‬

‫هزت شادية رأسها بايجاب وهى تدخل ‪ /‬طيب‬


‫وانا هدخل انام شويه ابقى اقفل الباب وراك‬

‫ابتسم لها كريم وهو يخرج ‪ /‬يال سالم‬

‫ثم هبط الدرج وخرج من العمارة ونظر حوله‬


‫في انتظار ظهورها حتى لمحها تتقدم منه‬
‫ببسمة باهته قليال ‪ /‬فيه إيه يا أشرقت قلقتيني‬
‫امبارح‬

‫ابتسمت له بحزن ‪ /‬اسفه اني قلقتك يا كريم‬


‫بس انا حقيقي في مشكله كبيره ومش عارف‬
‫اعمل ايه‬

‫كريم بهدوء ‪ /‬طب اهدي بس وكله خير‬


‫وهيعدي‬

‫اشرقت بحرج كبير ‪ /‬طب ممكن نتكلم في حته‬


‫بعيد عن هنا‬

‫نظر لها كريم بتردد وهو يخشى ان يتحدث احد‬


‫باألمر ولكن هز رأسه بايجاب وهو يفكر ماذا‬
‫حدث لها لتصل لهذه الدرجه‬
‫تحركت اشرقت وخلفها بمسافه كريم الذي‬
‫اخرج هاتفه ونظر به ثم أجرى مكاملة ما ولم‬
‫يدرك اى منهما ان كان هناك من يقف على‬
‫مقربة منهم وهو يراقب بعيون حمراء تغلي‬
‫من الغضب‬

‫نظر سليم الثرهم وهم يرحلون وضغط على يده‬


‫بغضب شديد فقد نزل ليلحق بمريم ليعطيها‬
‫مصروفها ولكن رأى مشهد جعله يقف في‬
‫مكانه كتمثال بال روح‬

‫صعد سليم لشقته بغضب شديد وهو يركض‬


‫على الدرج وكأنه سيكسرها أسفل اقدامه وهو‬
‫يهمس ‪ /‬وهللا الوريك يا كريم الكلب‬

‫دخل شقته وأغلق الباب خلفه بعنف شديد‬


‫نظر ادهم الم فتحي التي تجلس بجانبه وتنظر‬
‫لمنال بطريقه غريبه وكأنها على وشك‬
‫االنقضاض عليها‬

‫ابتسمت منال له وقالت بنبرة مغرية ‪ /‬ممكن‬


‫اقعد شوية معاك‬

‫نظر ادهم الم فتحي ثم ابتسم وقال ‪ /‬اكيد‬


‫معنديش مانع‬

‫ابتسمت له ام فتحي وهى تهز رأسها ببرود ‪/‬‬


‫آيوه خليها تقعد ده حتى الواحد كان حاسس‬
‫بملل‬

‫جلست منال على مقعد بجانبه ثم نظرت له‬


‫بهيام وهى تقول ‪ /‬حقيقي يا ادهم وحشتني‬
‫ايامك انت إزاي اختفيت كده ومسألتش على‬
‫حد‬
‫ادهم وهو يبعد نظره عن تلك التي تنظر لمنال‬
‫بنظرة مخيفه وقال ببسمة لطيفه ‪ /‬معلش وهللا‬
‫يا منال اصلي كنت مشغول شويه في الشغل‬
‫وانتي عارفة الدنيا تالهي‬

‫ام فتحي ببسمة باردة لمنال ‪ /‬شكلك كده‬


‫مقتنعتيش قوم يابني اديها بوسه خليها تصدق‬

‫كتم ادهم بسمته وهو يقول بمكر ‪ /‬بس شوفي‬


‫الدنيا مصممه انها تجمعنا‬

‫ام فتحي وهى تضع يدها على خدها بانسجام ‪/‬‬


‫سبحانه مجمع القلوب‬

‫منال ببسمة سعيده لحديثه ‪ /‬بجد يا ادهم يعني‬


‫انت فرحان عشان شوفتني تآني‬
‫ام فتحي وهى تتحدث ببسمة غبيه ‪ /‬أمال‬
‫يابنتي وهو يالقي واحده زيك فين ‪٪60‬‬
‫بروتين ‪ ٪40‬الياف‬

‫نظر لها ادهم ببسمة ساخر ثم قال لمنال ‪/‬‬


‫وهزعل ليه يعني يا منال ده انتي حتى من‬
‫اقرب األصدقاء ليا في الثانوي والجامعة‬

‫منال ببسمة وضحك ‪ /‬آه صحيح كانت ايام‬


‫جميله اوي نفسي بجد ترجع‬

‫سمع ادهم صوت الباب يطرق فنظر له بتعجب‬


‫فوجد شادي يدخل وهو يقول دون االنتباه‬
‫لمنال ‪ /‬خد يا ادهم الهدوم اللي طلبتها اهي‬
‫وكمان معاها المكنة ب‬
‫قطع كالمه وهو يرى منال تجلس بجانب‬
‫الفراش فقال بهيام ‪ /‬مكنة مكنة يعني‬

‫ثم نظر الدهم وقال ببسمة غبيه ‪ /‬هو أنا‬


‫قاطعتكم وال إيه كنتم بتراجعوا وال حاجه‬

‫ضحكت منال بشده فنظر لها شادي وهو يقول‬


‫‪ /‬ضحكت يعني قلبها مال‬

‫ام فتحي ببسمة مغتاظة ‪ /‬يا أخي مالت عليك‬


‫حيطة انت التاني مش فاهمه هو اى فخده كده‬
‫تجنكم‬

‫نظر شادي الدهم وهو يبتسم ‪ /‬اقعد الخص‬


‫معاكم‬

‫ادهم وهو يزفر بملل ‪ /‬تلخص ايه يا شادي‬


‫شادي وهو يسحب مقعد ويجلس عليه ‪ /‬طب‬
‫هسمع لكم‬

‫ثم نظر لمنال وقال بغمزه ‪ /‬على فكره انا كنت‬


‫من أوائل المتفوقين‬

‫منال باعجاب كبير به ‪ /‬بجد ما شاء هللا عليك‬

‫شادي وهو يضع قدم على قدم بفخر ‪ /‬عوض‬


‫كان عايز يدخلني مدرسه زغلول الثانوية بس‬
‫انا قولتله ال طبعا مش مستوايا ده انا حتى‬
‫ضناك الوحيد هتستخسر فيا وال إيه فقام‬
‫دخلني مدرسه اوائل المتفوقين بنين‬

‫نظرت له بجهل ‪ /‬ها؟؟؟‬


‫شادي ببسمة غبية ‪ /‬مدرسة اوائل المتفوقين‬
‫بنين ايه مسمعتيش عنها وال إيه دي مدرسة‬
‫كبيرة آوي على فكره‬

‫بينما ضحكت ام فتحي بشده ‪ /‬دي صدقت يا‬


‫عيني مكنش دخل تجاره ياختي‬

‫حاولت منال الخروج من صدمتها ‪ /‬آه آه اسمع‬


‫عنها‬

‫شادي وهو يكمل سرد مسيرته الدراسية وكأنه‬


‫يحكي تاريخ انجاز ما ‪ /‬بعدها بقى طلعت‬
‫المركز الـ ‪ ١٦٧‬على المدرسة وبكل جدارة‬
‫واستحقاق وجبت تجارة وحاليا بقيت‬
‫باشمحاسب قد الدنيا‬

‫منال ببسمة ‪ /‬بجد محاسب في شركة ايه‬


‫شادي ببسمه وهو يغمض عينه بفخر ‪ /‬شركة‬
‫عوض للمشروبات الساخنة والباردة ويوم‬
‫التالت بنعمل رز بلبن إنما ايه عظمة‬

‫فتحت منال فمها بغباء وهى تنظر الدهم الذي‬


‫يضحك بشده على شادي بينما شادي يبتسم لها‬
‫بغباء ‪ /‬ابقى تعالى في مره استقبلك في مكتبي‬
‫وادوقك الرز بلبن‬

‫نهضت منال وهى تنظر له بعدم استيعاب‬


‫لكالمه ذاك وابتسمت وقالت ‪ /‬اكيد اكيد شكرا‬
‫ليك يا‬

‫شادي ببسمة وهو يخرج كارت من جيبه ‪/‬‬


‫باشمحاسب شادي بس بالش تكليف بينا‬
‫قوليلي باشمحاسب بس‬
‫ابتسمت له منال بغباء وهى تأخذ الكارت منه‬
‫ثم نظرت الدهم وقالت ببسمة ‪ /‬عن اذنك‬
‫عشان عندي مرور‬

‫أعادت نظرها لشادي ‪ /‬اتشرفت بيك يا‬


‫باشمحاسب عن اذنكم‬

‫خرجت منال وهى تتعجب لذلك الكائن بالداخل‬

‫بينما نظر ادهم لشادي بتعجب ‪ /‬أنا عملت‬


‫كروت ليك وال إيه‬

‫شادي ببسمة غبيه واسعه ‪ /‬ال ده كارت‬


‫البرنس بتاع الكشري اللي على أول الحارة‬
‫عندنا‬

‫ضحك ادهم بشده وهو يمسك خصره بألم بينما‬


‫نظرت ام فتحي لشادي بفخر وهى تصفق ‪/‬‬
‫الواد ده قادر اقسم باهلل البت مخدتش في ايده‬
‫خمس دقايق هللا عليك يا فخر اوائل المتفوقين‬

‫دخلت منة لدار االزياء الذي يخص والدتها‬


‫فوجدت مايا تجلس بالداخل فزفرت بضيق وهى‬
‫تتقدم وتجلس على االريكه بجانبها وتتجاهلها‬
‫كليا وتنشغل في هاتفها ولكن مايا لم تصمت‬
‫وحاولت ان تستفزها وقالت لفتاة بجانبها ‪/‬‬
‫وبس ياستي مدام شاهي كلمتني وقالتلي مفيش‬
‫غيرك يامايا هيعرف ينفذ العرض أصل اللبس‬
‫كأنه متفصل عليكي وانا طبعا رغم كل‬
‫العروض اللي ملزمه بيها قولتلها اكيد يا مدام‬
‫شاهي مش هكسفك وتقوم بالعرض ده‬
‫ابتسمت منة وهى ترفع نظرها عن هاتفا‬
‫وتنظر لمايا وقالت ببسمة ‪ /‬فعال يا مايا‬
‫العرض هيمشي معاكي آوي وخصوصا‬
‫الفستان الرئيسي في العرض‬

‫مايا وهى تضع قدم على االخري وتقول ‪ /‬شور‬


‫يابيبي واال كده مكانتش مدام شاهي اختارتني‬
‫من بين الكل‬

‫منة وهى تهز رأسها بايجاب ‪ /‬فعال مدام شاهي‬


‫ليها نظره ثاقبة تقدر تشوف كل فستان بيليق‬
‫مع مين وبتديه ليها وفعال المره دي أحسنت‬
‫االختيار لما اختارتك بطلة العرض أصل من‬
‫وجهه نظري ومش عشان انتي قاعده وهللا‬
‫بس انا شايفه ان محدش هيليق في الفيل‬
‫غيرك وخاصا كرشك هيعمل للعرض واقعية‬
‫فتحت مايا عينها بغضب وصرخت ‪ /‬انتي‬
‫بتقولي ايه انتي اتجننتي‬

‫ابتسمت منة وهى تعود للخلف بظهرها وقالت‬


‫ببرود وهى ترفع مجلة لتقرئها ‪ /‬هى مدام‬
‫شاهي مقالتش ليكي ان العرض مستوحى من‬
‫الطبيعة‬

‫مايا بكبرياء ‪ /‬اكيد قالتلي‬

‫ابتسمت منة باستفزاز ‪ /‬وتحديدا الحيوانات‬


‫وان الفستان الرئيسي مستوحى من الفيل‬

‫فتحت مايا عينها بصدمه فقالت منة وهى‬


‫تتدعي الفخر ‪ /‬مدام شاهي بتبهرني فعال‬
‫باختياراتها كل عرض ونعم االختيار فعال الفيل‬
‫ماشي معاكي مع اني كنت شايفة الحمار احلى‬
‫بس مش مشكلة الفيل برضو اليق معاكي‬
‫ان شاء هللا العرض ينجح يا قلبي واسمك‬
‫يسمع في حديقه الحيوان‬

‫ثم نهضت وهى تتجه للداخل وتتمتم بنبرة‬


‫مستمتعه اغنيه قديمه لألطفال ‪/‬‬

‫مرةً في ح ّينا‬

‫زارنا في ٌل ظريف‬

‫برفق قا َل لنا ‪:‬‬


‫ٍ‬
‫َ‬
‫هنالك ما يخيف‬ ‫ليس‬
‫َ‬
‫الخير بطبعنا‬
‫ُ‬ ‫نح ُن‬

‫ثم قالت ‪ /‬تصدقي تنفع اغنيه للعرض هعرضها‬


‫على مدام شاهي‬
‫ثم صدحت ضحكتها التي جعلت مايا تشتعل‬
‫بالغيظ وهي تنظر امامها ثم صرخت بعنف ‪/‬‬
‫الحقيرررررررة‬

‫صدم كريم من حديث اشرقت وفتح عينه وهو‬


‫ال يصدق ما وصل اليه ذلك القذر ووالدته‬
‫انتهت أشرقت من سرد ما حدث معها بدموع‬
‫فاخرج لها كريم منديل فاخذته منه وهى تشكره‬
‫وقالت بنبرة منكسرة ‪ /‬أنا خايف يعمل حاجه‬
‫بالصور دي او يديها ألمي وهللا دي تموت فيها‬
‫يا كريم ارجوك لو تقدر ساعدني انا مش‬
‫عارفة اعمل ايه انا حاسة اني تايهه‬

‫هز كريم رأسه وهو يحاول ان يتماسك عن‬


‫قول لفظ سئ امامها وهو يتخيل رد فعل سليم‬
‫ياهلل سوف يقتله هذه المرة ولن يرحمه هو او‬
‫والدته‬

‫خرج من شروده وهو ينظر الشرقت بشفقه ثم‬


‫قال ‪ /‬متخافيش يا أشرقت انا معاكي خير باذن‬
‫هللا انا ممكن امسح الصور دي من عنده ومن‬
‫اى مكان رفعها ليه بس الخوف انه يكون عنده‬
‫نسخ عند حد تاني‬

‫أشرقت وهى تمسح دموعها ‪ /‬إزاي مش‬


‫فاهمه‬

‫كريم وهو يحاول ان يوصل لها الفكره ببساطه‬


‫‪ /‬بصي انا اقدر اني ادخل من خالل اى حساب‬
‫ليه وانقل الفيس بتاعه واخلي التليفون بتاعه‬
‫ابيض كأنه لسه جديد وكمان امسح كل حاجه‬
‫مرتبطه بفونه يعني لو عنده الب توب او‬
‫كومبيوتر مرتبطين بحساب الفون همسح كل‬
‫حاجه عليهم بس خايف يكون بعتهم لحد تاني‬
‫زي مامته او غيره‬

‫أشرقت وقد عادت دموعها بعد ان توقفت ‪/‬‬


‫طب والعمل كده خالص هيدمرني‬

‫مسح كريم وجهه وهو يفكر ان هذا القذر‬


‫يستحق ما سيحدث له من سليم ثم زفر بضيق‬
‫وهو يبعد هذه الفكره‬

‫ثم نظر لها وقال ‪ /‬اسمعي يا أشرقت انتي‬


‫تطلبي من الكلب ده يقابلك بره ولنقل هنا مثال‬
‫وتقوليله حابه اتكلم معاك شويه ووقتها‬
‫تحاولي تبيني انك موافقه وتسأليه اذا كان في‬
‫حد غيره معاه الصور دي‬
‫أشرقت بخوف ‪ /‬افرض كدب عليا او فعال طلع‬
‫حد معاه الصور غيره‬

‫كريم بغضب يحاول مداراته ‪ /‬لو بيكدب مش‬


‫هيبقى قدامنا حاجه نعملها بس لو قالك آه‬
‫وقتها انا هتصرف المهم تجبيه هنا وتكلميه‬

‫أشرقت وهى تفرك كفيها بتوتر ‪ /‬طب ما اكلمه‬


‫فون افضل‬

‫كريم وهو ينظر لتوترها بشفقه ‪ /‬متخافيش انا‬


‫هكون جنبك وبعدين الزم يكون موجود قريب‬
‫مني عشان اقدر اخترق تليفونه عشان كده‬
‫بقولك تقابليه ووقتها همسح كل حاجه على‬
‫فونه ونخلص من الموضوع ده ومتخافيش لو‬
‫الصور عند حد تاني هعرف وهمسحها برضو‬
‫انا مش عايزك تتوتري وال تخافي‬
‫هزت أشرقت رأسها وهى تقول ببسمة ممتنة ‪/‬‬
‫ربنا يخليك يا كريم يارب انا عارفة اني بتقل‬
‫عليك بس‬

‫قاطعها كريم بمزح ‪ /‬تتقلي ايه بس ياستي انتي‬


‫اختي الكبيرة برضو‬

‫ضحكت أشرقت بشده بينما هو نهض وقال ‪/‬‬


‫يال خلينا نمشي عشان الحق الشركه‬

‫هزت أشرقت رأسها بايجاب وخرجت خلفه‬


‫وفي منتصف الطريق تركها هو واتجه لشركته‬
‫بينما هى عادت للحاره وأثناء مرورها من أمام‬
‫العمارة سمعت صوت ليس بالغريب وهو يقول‬
‫‪ /‬كنت عايزاه في إيه‬
‫توقفت وهى ترى سليم يقف على باب العماره‬
‫ويناظرها ببرود ألول مرة تراه في عينه ولكن‬
‫قالت بثبات ‪ /‬هو مين ده؟؟‬

‫ابتسم سليم وهو يهزر رأسه وفي ثواني‬


‫شعرت أشرقت بكذب عنيف لها وفجأه وجدت‬
‫نفسها تقف أسفل سلم العماره وهو يحاصرها‬
‫ولكن يحفظ المسافه بينهم ويحرص على عدم‬
‫لمسها وقال بصوت مرعب ‪ /‬تمام هعيد السؤال‬
‫تآني بس بطريقه احلى خرجتي الصبح بدري‬
‫مع كريم وروحتي فين يا أشرقت‬

‫نظرت له أشرقت بخوف ثم حاولت المرور‬


‫وهى تقول بغضب وقلق ‪ /‬وانت مالك ابعد كده‬
‫بدل وهللا اصرخ وافضحك‬
‫ضرب سليم باب البدروم بغضب وقال ‪/‬‬
‫متستنفذيش اخر ذرات غضبي يا أشرقت انا‬
‫على اخري ومش حابب اطلعهم عليكي انتي‬
‫ردي وقولي كنتي فين‬

‫أشرقت وهى تنظر في عينه بتحدي ‪ /‬انت مش‬


‫واثق في صاحبك‬

‫ضحك سليم بصخب وهو ينظر لها بتعجب‬


‫ساخر ‪ /‬انتي هبلة يابت انتي صاحبي مين اللي‬
‫مش واثق فيه انني عارفه بتتكلمي عن مين‬
‫كريم يعني سليم يعني شادي يعني ادهم كلنا‬
‫واحد وانا عمري ما اشك فيه النه قبل ما يكون‬
‫صاحبي وجاري فهو اخويا‬

‫تحدثت أشرقت باستفزاز ‪ /‬أمال ليه مش واثق‬


‫فيه‬
‫نظر سليم في عينها بدقه وهو يقول ‪ /‬دي مش‬
‫حكاية ثقه‬

‫أشرقت بجرأه كبيرة ‪ /‬أمال حكاية ايه يا دكتور‬

‫ابتسم سليم بشده وهو ينظر لها نظرات جعلتها‬


‫تخجل ‪ /‬بجد مش عارفة هى ايه‬

‫نظرت أشرقت أرضا بخجل ثم حاولت الهرب‬


‫منه ولكنه وضع يده ليمنعها وقال وهو ينظر‬
‫في عينها التي تتجنب النظر اليه ‪ /‬من صغرنا‬
‫يا أشرقت وانا بجري وراكي في كل حتة من‬
‫صغرنا وانا بعاملك غير اى حد في حياتي من‬
‫صغرنا كنت بخبي سليم التاني بعيد عنك‬
‫وبظهر بس سليم الحنين عشانك انتي وبس‬
‫من صغرنا وانا مش شايف غيرك بجد مش‬
‫عارفة دي ايه انتي للدرجه دي غبيه يا ابله‬
‫أشرقت‬

‫نظرت له أشرقت بحده فابتسم واقترب منها‬


‫وهمس بجانب اذنها ‪ /‬دي اسمها غيرة والغيرة‬
‫دي بتيجي بسبب العشق يا أشرقت‬

‫احمر وجهه أشرقت بشده ورفعت عينها‬


‫ونظرت له بصدمه وهى تتنفس بعنف بينما هو‬
‫نظر في عينها بعشق ‪ /‬قولي لوالدتك اني‬
‫حابب اشرب شاى عندكم‬

‫نظرت له وهى تفتح فمها ببالهه ورمشت‬


‫بسرعه بينما هو ابتسم وابعد يده من طريقها‬
‫وأخرج من جيبة شئ ومد يده به فنظرت ليده‬
‫بتعجب فوجدته يحمل شوكالته كبيره فمدت‬
‫يدها برعشه وهى تمسكها ثم كادت تركض‬
‫ولكن امسك بالشكوالته بشده فنظرت له بعنف‬
‫فقال لها بجديه ‪ /‬اللي بينك وبين كريم انا‬
‫هعرفه يا أشرقت‬

‫نظرت له في عينه وقالت بغموض ‪ /‬وانا‬


‫موافقة يا سليم بس اتمنى متغيرش رايك بعدها‬

‫ثم ركضت للخارج فاوقفها ‪ /‬أشرقت‬

‫توقفت دون أن تنظر له فقال هو بجديه ‪/‬‬


‫هخلي امي تتصل بوالدتك تحدد ميعاد ياريت‬
‫تديها فكره عن الموضوع‬

‫استدارت له فقال ببسمة ‪ /‬مهما كان اللي‬


‫هعرفه عمره ما هيغير رأيي‬

‫ابتسمت هى بسمة حوالت اخفائها وغادرت‬


‫بسرعه‬
‫بينما تنهد سليم ببسمة ولكن سمع خلفه صوت‬
‫خافت فنظر بفزع وجد شادية تجلس على‬
‫الدرج وهى تنظر له بهيام وتقول ‪ /‬أنا كنت‬
‫مستنيه تديها بوسة في اى وقت بس خالفت‬
‫ظني مش مهم المهم انك طلعت جامد ياض يا‬
‫سليم ايه ياض الرومانسيه دي‬

‫ضحك سليم وهز رأسه بيأس عليها وهو يفكر‬


‫ترى ما الشيء الذي يخفيه كريم عنه‬

‫سمع ادهم طرق الباب فظن انه شادي الذي‬


‫ذهب إلحضار طعام لهم فقال بعدم اهتمام ‪/‬‬
‫ادخل يا شادي ايه االحترام ده‬

‫فتح الباب ولكن لم يدخل شادي بل دخل شخص‬


‫آخر قال ادهم بتشنج ‪ /‬هو انت يا وش السعد‬
‫تحدث سامي وهو يتجه الدهم ويحمل شئ‬
‫ملفوف ‪/‬ههههههه وهللا يا دكتور ادهم اول ما‬
‫عرفت زعلت عليك آوي هههههههههه‬
‫المستشفي كلها وهللا زعلت عليك هههههههه‬
‫متعرفش حالتي كانت عامله ازاي‬
‫هههههههههه كنت هموت من الخوف عليك‬
‫ههههههههههههه‬

‫ادهم وهو ينظر له بقرف‪ /‬متعملش في نفسك‬


‫كده يا سامي يا حبيبي انا بخير الحمدهلل‬

‫سامي وهو ينظر لجنبه‪ /‬بجد يعني بقيت كويس‬


‫خالص ليه كده هههههههههه يعني خالص‬
‫هترجع المستشفي تآني ههههههههههه طب‬
‫وهللا المستشفي ملهاش حس من غيرك‬
‫هههههههههههه‬
‫ادهم وهو يقول له بسخريه ‪ /‬كفايه حس‬
‫ضحكتك فيها يا سامي وهللا‬

‫سامي وهو يقترب منه ثم لمس الجرح فصرخ‬


‫ادهم وهو ينظر له بغضب ‪ /‬يا غبي‬

‫سامي وهو يضحك ‪ /‬بتوجع صح‬


‫هههههههههه زي اليوم اللي ضربتني فيه انت‬
‫ودكتور سليم ههههههههه‬

‫يال اهو ربنا اخد حقي هههههههههههه‬

‫مد ادهم يده وصفعه على رقبته ‪ /‬جاى تشمت‬


‫فيا يا زبالة‬

‫وضع سامي يده على رقبته بوجع ‪ /‬أنا اشمت‬


‫فيك ههههههههه اللهم ال شماته‬
‫ههههههههههه بس منظرك كده وانت راقد‬
‫الحول لك وال قوه فظيع ههههههههههه‬

‫تحدث ادهم بغيظ ‪ /‬حد يجي يعدلني خليني اتف‬


‫عليه الو*** ده‬

‫ثم أشار للباب وصرخ ‪ /‬بره يا معفن اطلع بره‬

‫سامي وهو ينهض ويضع ما احضره بجانبه‬


‫‪/‬هههههه يعني بتطردني من الجنه انا هخرج‬
‫واسيبك كده اياكش تتعظ بقى‬

‫ثم اتجه للخارج وهو يضحك كعادته فنظر ادهم‬


‫للباب بقرف وبصق عليه وهو يقول ‪ /‬يا ثقيل‬
‫ابو تقل دم امك‬

‫نظر بجانبه فوجد تلك اللفافه التي احضرها‬


‫سامي فامسكها بتعجب وهو يفتحها وينظر‬
‫بداخلها فوجد ما جعله ينظر بغباء ‪ /‬ملوخيه‬
‫جايبلي ملوخيه وفي لفه ورد آه يابن ال****‬

‫دخلت ام فتحي فوجدته يسب وينظر بغيظ لشئ‬


‫بيده ‪ /‬بتعمل ايه بتشتم مين‬

‫نظر لها ادهم وقال بتعجب ‪ /‬انتي كل شويه‬


‫تختفي فين‬

‫ام فتحي وهى تتجه له ‪ /‬هروح فين يعني يا اما‬


‫في الجنينه برة يا اما قعده مع الفخده‬
‫وصاحبتها‬

‫كاد ادهم يجيب لوال طرق الباب فنظر له بشر‬


‫وهو يقول ‪ /‬يارب يكون رجع‬

‫نظرت له ام فتحي بتعجب وكادت تجيب لوال‬


‫الباب الذي فتح ودخل شخص جعل ادهم‬
‫يتنفس بعنف وهو يهتف بسخريه ‪ /‬ده ايه‬
‫النور ده مش كنت تقول ياراجل انك هتشرفنا‬
‫بنفسك‬

‫ابتسم ذلك الرجل وهو يقول ‪ /‬ازيك يا ادهم‬


‫عامل ايه‬

‫ادهم بسخريه ‪ /‬زي ما انت شايف الحمدهلل‬


‫يا‪ ...‬يابابا‬

‫كان كريم ينهي عمله بكل تركيز وقد اوشك‬


‫على االنهاء وبعد مرور ساعات طويله وهو‬
‫مازال يجلس امام جهازه انتهى من عمله‬
‫وخلع نظارته بتعب وهو يفرك عينه ثم نظر‬
‫للجهاز امامه وقام بالضغط على عده ازرار بال‬
‫اهتمام حتى لمح شئ جعل عينه تكاد تحرج من‬
‫محجرها فنهض سريعا وهو يحمل اشيائه‬
‫ويقول ‪ /‬الزم ادهم يعرف بسرعه اني لقيتهم‬

‫وخرج من الشركة بسرعه ولكن أثناء ذلك‬


‫رأى هاتفه يرن بإسم سليم فاجاب ‪ /‬الو يا‬
‫كريم‪ ...‬ال لسه مخلص دلوقتي‬

‫‪ ....‬كنت هروح الدهم‪ .....‬ضروري يعني‪......‬‬


‫طب تمام مسافه السكة وهكون موجود‬

‫ثم أغلق هاتفه واتجه في طريقه للحارة وبعد‬


‫مرور دقائق كان يصعد درجات العماره بسرعه‬
‫حتى وصل لشقة سليم وطرق الباب وهو ينظر‬
‫في ساعته ثواني ووجد الباب يفتح وسليم‬
‫يجذبه بعنف للداخل فصرخ كريم بفزع ‪ /‬فيه‬
‫إيه‬
‫نظر له سليم بشر وهو يلقيه على االريكه بحده‬
‫واقترب منه وهو يهمس بشر ‪ /‬دلوقتي ومن‬
‫غير مقدمات هتنطق وتقولي أشرقت كانت‬
‫عايزاك في إيه‬

‫نظر له كريم بصدمه كيف علم بأمر أشرقت هل‬


‫أخبرته ام ماذا وماكاد يجيب حتى سمع الجميع‬
‫صوت فتح الباب ودخول مريم بفرحه كبيرة‬
‫وهى تهتف بصوت عالي وبسعادة كبيرة ‪/‬‬
‫سليييييم في واحد زميلي جاى يطلبني منك يا‬
‫سليم‬

‫نظر سليم لها وفتح عينه بصدمه بينما شعر‬


‫كريم بتوقف الزمن حوله فاكملت مريم دون أن‬
‫تنتبه لكريم الذي يجلس على االريكة ‪ /‬أنا‬
‫فرحانه آوي آوي انت عارف الشاب ده اكتر‬
‫شاب محترم وكويس في الجامعه وطيب آوي‬
‫انا مصدقتش جه وقالي انه عايز يقابلك عشان‬
‫يطلبني منك وانه قلق عليا الفتره اللي غبتها‬
‫وقال انه اول ما ارجع هيطلبني وعايز منك‬
‫ميعاد‬

‫توقف قلب كريم عن الخفقان وابتلع ريقه‬


‫بصعوبه فنظر له سليم ثم نظر الخته‬

‫بينما كريم ابتسم بعدم تصديق ونظر لمريم‬


‫وقال ‪/‬‬

‫******************‬
‫البارت الثاني عشر‬

‫نظر كريم بشعور يحرقه من الداخل لسبب ال‬


‫يعلمه او يحاول ان يتجاهله فقال ببسمة ‪/‬‬
‫تعرفيه؟؟‬

‫مريم ببسمة خجوله ‪ /‬مش آوي هو أكبر مني‬


‫متخرج من السنه اللي فاتت وبيعمل حاليا‬
‫دراسات عليا ومعروف في الكلية بتاعتنا‬
‫باجتهاده واخالقه والكل بيحترمه سمعت عنه‬
‫كتير اوي وتفاجأت لما عرفت انه جاي يتقدم‬
‫ليا‬
‫نظر سليم لكريم نظرات غامضه بينما هز كريم‬
‫رأسه بشرود غريب ثم رفع نظره لها وقال‬
‫ببسمة مكسورة ‪ /‬هيجي امتى‬

‫مريم بخجل وهى تنظر لسليم ‪ /‬هو عطاني‬


‫رقمه وطلب مني اديه لسيلم وهو يكلمه ويحدد‬
‫معاه‬

‫نظر سليم للكارت في يد مريم فاخذه وهو ينظر‬


‫لكريم ويبتلع ريقه فقال كريم ونظره معلق على‬
‫ذلك الكارت ببسمة حزينه ‪ /‬كبرتي يا ريمو‬
‫وبقيتي عروسه؟؟‬

‫ابتسمت مريم في خجل وهى تعدل نظارتها‬


‫وقالت له بفرحة تشع في عينها جعلته يضغط‬
‫على يده ليتماسك امامها‪ /‬فاكر لما سألتك هو‬
‫أنا ممكن حد يحبني وانت قولتلي اكيد شوف‬
‫جه بسرعه اهو‬

‫هز كريم رأسه وهو ال ينظر لها فقط ينظر‬


‫أرضا بنظرات شاردة ولم ينتبه لمريم التي‬
‫دخلت غرفتها ببسمه وسعادة اتجه سليم لكريم‬
‫وهو يحدثه حتى يخرجه من تلك الحاله ‪ /‬وال‬
‫انت سيبك من مريم وركز معايا أشرقت كانت‬
‫عايزه ايه‬

‫رفع كريم رأسه لسيلم واغمض عينه بشده ثم‬


‫ابتسم له بانكسار‪ /‬ايه رأيك بليل نتقابل واقولك‬
‫دلوقتي الزم اعمل حاجه مهمه‬

‫ثم ابتسم له وهو يربت على كتفه ‪ /‬مبارك‬


‫لمريم يا سليم ابقى ابعتلي اسم العريس وانا‬
‫هسأل عليه بنفسي دي ريمو برضو‬
‫ثم تركه قبل أن يقول كلمه واحده وخرج‬
‫بسرعه وكأنه يسابق الريح بينما نظر سليم‬
‫الثره وهو يفكر في تلك النظره التي رآها في‬
‫عين كريم هل يعقل ان حديثهم لم يكن مزاحا‬
‫في السابق وان كريم يحب مريم حقا‬

‫نظر بعدها للكارت في يده وهو يضغط عليه‬


‫بغضب ويهمس بعيون تلمع من الحزن ‪ /‬سليم‬
‫واشرقت تانيين‬

‫وصل كريم لباب الشقة وطرق الباب وهو ينظر‬


‫لالسفل حتى ال تفضحه نظراته ففتح له شاكر‬
‫الباب بثيابه عمله ويبدو انه عاد للتو استند‬
‫شاكر على الباب بكتفه وهو يقول ‪ /‬نعم مش‬
‫قولت مش عايز اشوفك لغايه اخر االسبوعين‬
‫رفع كريم نظره ألبيه فصدم شاكر من نظرة‬
‫ابنه واعتدل وهو يقترب وينظر له بتعجب ‪/‬‬
‫مالك يا كريم حصل حاجه‬

‫هز كريم رأسه برفض وهو يبتسم ثم قال‬


‫بصوت ضعيف يأبى ان يفضحه وقد بدأت‬
‫غصه البكاء تؤثر عليه ‪ /‬مفيش يا بابا متقلقش‬
‫ينفع اقعد معاكم انهارده بس‬

‫تنحى شاكر جانبا وهو يتابع ابنه بعينه بينما‬


‫قال كريم ببسمة يحاول إخفاء بها ألمه ‪ /‬ايه‬
‫الحنان ده بس يا شاكر كده هتعود‬

‫اقترب منه شاكر بسرعه وضمه بقوة وهو‬


‫يقول له بهمس حنون ‪ /‬قلب شاكر وحياته كلها‬
‫وكل ما املك يا كريم مالك ياحبيبي حاجه‬
‫مزعالك قولي وانا اعملك اللي انت عايزه اال‬
‫اني اشوف النظرة دي في عيونك‬

‫ضمه كريم وهو يدفن رأسه في كتفه ويحاول‬


‫إخفاء ألمه وهو يقول بصوت ضعيف ‪ /‬ليه‬
‫قلبي بيوجعني يا بابا حاسس اني خسرت‬
‫روحي‬

‫لم يفهم شاكر شئ من حديثه فابتعد عنه كريم‬


‫وقال ببسمة ‪ /‬متخافش يابابا انا بس‪ ....‬بس‬
‫تعبان شويه لو نمت هصحى كويس‬

‫ثم تركه وركض لغرفته وأغلق على نفسه‬


‫بسرعه واتجه لفراشه دون حتى أن يخلع‬
‫حذائه وارتمى بجسده على الفراش وهو ينظر‬
‫للسقف بشرود ولم يشعر ان دموعه تهبط‬
‫وبشده لتغرق فراشه همس بوجع ‪ /‬ليه حاسس‬
‫ان فيه حاجه اتاخدت مني ليه حاسس ان قلبي‬
‫بيوجعني يمكن انا اتعلقت بس عشان كالمهم‬
‫ان مريم ليا او الني اتعودت على وجود مريم‬
‫جنبي‬

‫ازدادت دموعه وعلت شهقاته حتى خرج‬


‫صوته وهو يبكي بعنف ويقول ‪ /‬او الني بحبها‬
‫وخسرتها اليوم اللي اكتشف فيه اني بحبها‬
‫اخسرها فيه‬

‫بكى اكثر واكثر ثم دفن وجهه في الوساده وهو‬


‫يبكي بعنف‬

‫بينما في الخارج كان شاكر يجلس على االريكه‬


‫وهو يستند برأسه على يده ويفكر في ابنه‬
‫الوحيد وماذا حدث لذلك وفجأه عال نحيب كريم‬
‫فنهض شاكر بعنف ونظر لباب غرفته وخرجت‬
‫هاجر من المطبخ بفزع وهى تقول بوجع ‪ /‬في‬
‫إيه يا شاكر ايه الصوت ده هو كريم هنا‪ ....‬ده‬
‫صوته صح هو بيعيط؟؟؟ حصل ايه‬

‫لم يجيبها شاكر فقالت بوجع وهى تتجه لغرفه‬


‫‪ /‬كريم حبيبي انت جيت‬

‫ثم طرقت الباب بألم ‪ /‬حبيبي مالك يا قلب امك‬


‫بتعيط ليه حصل ليك حاجه‬

‫بينما ازداد بكاء كريم في الداخل نظرت هاجر‬


‫لشاكر الذي اسودت نظراته وخرج من الغرفه‬
‫بسرعة دون أن يعطي اهتمام لنداء هاجر‬

‫بيما هاجر تقف امام باب كريم وهى تحدثه لعله‬


‫يهدأ‬
‫وكريم في الداخل فقط يحاول ان يكتم بكاءه‬
‫وهو يقول ‪ /‬بتعيط ليه ها بتعيط ليه عشان حب‬
‫لسه مكتشفه من خمس دقايق بتعيط ليه‬

‫ثم بكى اكثر ‪ /‬عن حب طفولتك اللي بغبائك‬


‫خليته اخوه عن أقرب ماليك اللي بغبائك بعدتها‬
‫عنك عن روحك اللي ضيعتها وانت عايش‬
‫وفاكر وجودها امر واقع وهتفضل طول عمرها‬
‫قدامك كده ومش هيجي اللي ياخدها منك‬
‫خسرتها وجاى تعيط‬

‫نظر كريم للسقف وقد توقف بكاءه ولكن عينه‬


‫مازالت تزرف الدمع وقال بشرود ‪ /‬اتأخرت‬
‫وكنت مستني ايه تيجي هى تقولك بحبك‬
‫وتعالي اتجوزني طول عمرها قدامك ووقت ما‬
‫حسيت بس مجرد احساس انها ممكن تبعد‬
‫بتيجي تعيط زي العيل الصغير اللي حد خد‬
‫لعبته منه‬

‫تحدث كرم وهو يتجه لداخل غرفه ادهم وهو‬


‫ينظر له بسخريه ‪ /‬شوفت التواضع‬

‫ابتسم ادهم له ببرود ‪ /‬آه شوفته يا غالي قمر‬


‫عليك وهللا‬

‫ابتسم كرم بترفع ثم نظر حوله واحضر مقعد‬


‫ووضعه امام الفراش ووضع قدم على قدم بكل‬
‫تكبر وقال ‪ /‬إزاى حصلك كده‬

‫ادهم بكل سخريه يمتلكها ‪ /‬كنت بلعب مع عيال‬


‫في الحارة وشدينا مع بعض وحصل اللي‬
‫حصل‬
‫ابتسم كرم بسخريه وهو يقول ‪ /‬لسه دمك‬
‫خفيف‬

‫نظر ادهم لعينه ببرود شديد وبسمة جامده ‪/‬‬


‫وراثة بقى‬

‫ضحك كرم بخفوت وهو يقترب من ادهم ويقول‬


‫‪ /‬تعرف يا ادهم ايه آكتر شئ بيعجبني فيك‬

‫ادهم وهو يتصنع التفكير ‪ /‬عيوني؟؟‬

‫ابتسم له كرم وقال ‪ /‬تؤتؤ عقلك ده لو استغليت‬


‫عقلك ده في المكان المناسب هتعمل اللي‬
‫عمرك ما اتخيلته‬

‫ادهم بانبهار مصطنع ‪ /‬هطير؟؟؟‬


‫ضحكت ام فتحي بشده رغم الجو النشحون‬
‫فابتسم لها ادهم ومن داخله يشعر بشعور‬
‫مريح انه ليس وحده مع والده كالعاده‬

‫ابتعد كرم للخلف وقال بغيظ ‪ /‬نفس غباء امك‬


‫بالضبط‬

‫ادهم بكل هدوء استغربته ام فتحي ‪ /‬وهى لو‬


‫مكانتش غبيه كانت بصتلك وال عبرتك‬

‫احتدت عين كرم فاكمل ادهم وقال ‪ /‬امي غبيه‬


‫اه بس غبية عاطفيا قلبها غبي مش عقلها أبدا‬
‫بدليل اني ذكي زي ما انت قولت فأكيد مش‬
‫هبقى طالع ليك يعني‪ ،‬والدتي كان ذكائها كبير‬
‫بس لالسف قلبها كان غبي واعمى‬
‫كرم ببسمة يحاول بها الحفاظ على بروده ‪/‬‬
‫لسانك لسه زى ما هو بل واسوء مكدبش وائل‬
‫لما قال أن الحارة بوظتك آكتر واكتر‬

‫ادهم وهو ينظر امامه بتجاهل ‪ /‬امممم فعال‬


‫الحارة بوظتني وخلتني مش محترم حضرتك‬
‫بقى جاى تضيع وقتك عليا ليه‬

‫نظر له كرم بدقه وقال بهدوء وبرود ‪/‬عايزك‬

‫غمز له ادهم ‪ /‬عرفي وال رسمي آه صح نسيت‬


‫انك ملكش في الرسمي متعود تاخد كل حاجه‬
‫بالنصب‬

‫نهض كرم بعنف مما أسقط المقعد وصرخ‬


‫بأدهم ‪ /‬انت مدرك بتقول ايه ياولد‬
‫ادهم بحده وقد فقد سخريته وهدوئه ‪ /‬الحقيقه‬
‫يا كرم باشا‪ ،‬الحقيقة يا والدي العزيز ايه مش‬
‫حضرتك نصبت على امي وعذبتها معاك وفي‬
‫االخر اتبهدلت عشانك ورمتنا انا وهى بعيد‬
‫عنك ومش بس كده الست زوجتك بدأت تسلط‬
‫عليها أصحاب المصانع ميقبلوش شغلها لحد‬
‫مابقت تبيع في لبسها عشان توكلني لوال عم‬
‫عوض هللا يكرمه كنا متنا من الجوع مش‬
‫هنسالك كل صرخه وجع خرجت من امي يا‬
‫كرم باشا وال كل نظره استحقار اتوجهت ليها‬
‫وهى واحده من ضمن أكبر عائالت قريتها وكل‬
‫ده ليه وعشان ايه عشان حبت واحد زيك يا‬
‫أخي يلعن ابو الحب اللي يذل بالشكل ده‬
‫ومكتفتش بكده اخدتني بعد موتها وكملت‬
‫مسيرة الذل واإلهانة انت وحرمك المصون‬
‫اسمع يا كرم يا الفي قسما بربي وربك لو‬
‫شوفتك تآني او حاولت تقرب مني لهخرج كل‬
‫اللي جوايا واخلي الكل يعرف بيت األلفي‬
‫المحترم المم ايه جواه أتفضل اخرج بره‬
‫عشان انت ازعجتني وانا واحد مريض أتفضل‬

‫بهت كرم من هجوم ادهم ونظر له بصدمه ثم‬


‫تحرك للخارج بسرعه بينما نظرت ام فتحي‬
‫الدهم ولم تكد تتحدث حتى قال بضعف ‪ /‬عايز‬
‫انام‬

‫دخلت الحارة وهى تنظر في أنحاء الحارة‬


‫ببسمة حنين كبيره للمنازل وهذا الدفئ الذي‬
‫كانت تنعم به قبل مغادرتها وصلت للعمارة‬
‫فصعدت مباشرة لوجهتها وطرقت الباب‬
‫وانتظرت قليال حتى وجدت الباب يفتح وتطل‬
‫عليها شاديه التي سرعان ما رفعت حاجبها‬
‫وقالت ‪ /‬يا قاعدين يكفيكم شر الجايين‬

‫ردت عليها بسخرية ‪ /‬اهو الجايين دول‬


‫هينكدوا عليكي لو متحركتيش يا شاديه من‬
‫على الباب‬

‫ابتسمت شادية بسخريه وهى تنظر لها نظرات‬


‫تقييمية ‪ /‬لسه زى ما انتي متغيرتيش سنتي‬

‫تحدثت الفتاة وهى تدفعها للداخل ‪ /‬امر هللا يا‬


‫ختي هنعترض‬

‫ثم القت الحقيبة بعنف وتحركت وجلست على‬


‫إحدى االرائك ورفعت قدمها ووضعتها على‬
‫الطاوله امامها وهى مازالت بحذائها ثم قالت‬
‫وهى تحرك رقبتها بتعب ‪ /‬روحي يا شاديه‬
‫شوفيلي حاجه أكلها‬

‫شاديه بتأثر شديد ‪ /‬اسكتي هو آنتي متعرفيش‬


‫مش الواد عوض ابني بقى فقير يا حبة عيني‬
‫وبقينا مش القيين اللقمة وعايشين على‬
‫اإلحسان والصدقة‬

‫نظرت لها الفتاة ببسمة وهى تقول ‪ /‬الف ال‬


‫بأس يا قلبي روحي هاتيلي لقمة من اإلحسان‬
‫والصدقه عشان واقعة من الجوع‬

‫جلست شادية امامها وهى تبتسم ببرود ثم‬


‫دفعت قدم الفتاه ليسقط من على الطاولة وقالت‬
‫ببرود ‪ /‬جايه ليه يا براءة‬
‫براءة وهى تعود بظهرها للخلف وبكل استفزاز‬
‫‪ /‬بيت عمي يا مرات عمي جاية ازوركم وال انا‬
‫مش مرحب بيا‬

‫شاديه وهى تنظر لها بقرف ‪ /‬آه مش مرحب‬


‫بيكي‬

‫براءة وهى تنهض بغضب وإحراج ثم اتجهت‬


‫لحقيبتها وحملتها وهى تقول بكبرياء ‪ /‬حيث‬
‫كده يبقى هروح اريح شويه اوضتي نضيفه يا‬
‫شاديه‬

‫شادية وهى تشير إلحدى الغرف ‪ /‬ال زبالة زي‬


‫ما سبتيها يا حبيبتي ادخلي بقى الوضة شادي‬
‫هو مش هنا‬

‫براءة وهى تتجه لغرفة شادي ‪ /‬ربنا يديمك يا‬


‫مرات عمي يارب امي بتحبك آوي على فكره‬
‫شادية بسخريه كبيرة ‪ /‬آه هتقوليلي عشان كده‬
‫بلتنا بيكي يا قلبي‬

‫نظرت لها براءة وقالت ‪ /‬ربنا يديكي طولت‬


‫العمر يا شادية هدخل اريح لحد ما تجهزي‬
‫االكل يا غاليه‬

‫نظرت شاديه للباب الذي أغلق وقالت بسخريه‬


‫‪ /‬وادي العصابة كملت‬

‫ثم نهضت واتجهت للمطبخ لتكمل تحضير‬


‫الطعام‬

‫نظرت ام فتحي الدهم بحزن وكادت تتحدث لوال‬


‫أن الباب فتح ودخلت منال فزفرت ام فتحي‬
‫بضيق وهى تقول ‪ /‬هو المرور هنا بيكون بين‬
‫الشهيق والزفير وال إيه‬
‫نظر لها ادهم الذي كان على وشك النوم‬
‫بتعجب ثم انتبه لصوت منال التي اقتربت وهى‬
‫تقول بخفوت ‪ /‬ادهم انت نمت‬

‫نظر لها ادهم بتعجب ‪ /‬فيه حاجه يا منال‬

‫منال وهى تنظر أرضا بخجل شديد ‪ /‬أصل كان‬


‫الشباب هيتجمعوا انهاردة بليل فقولت يمكن‬
‫تكون حابب تنضم لينا‬

‫نظر ادهم لها بتعجب ‪ /‬انضم لمين انتي مش‬


‫مالحظه انا فين وعامل إزاي‬

‫ام فتحي بشك وهى تضيق عينها ‪/‬مش مرتاحة‬


‫ليكي يابت انتي دي عايزه تسقيك حاجه اصفرا‬
‫اسمع مني هتقولك صحابي كلهم هنا وحوارات‬
‫وبعدين تروح تتفاجئ ان مفيش حد وتقولك‬
‫زمانهم جايين اشرب انت بس العصير ده لحد‬
‫ما يوصلوا وهوب تتقلب زى األهبل وهى بقى‬
‫تستغل الموضوع وتشهر بيك وتبقى مفضوح‬
‫قد الدنيا يا غالي‬

‫نظر لها ادهم ببالهه ولم يستمع لحديث منال‬

‫منال وهى تنظر الدهم بتعجب ‪ /‬فيه حاجه يا‬


‫ادهم انت معايا‬

‫نظر لها ادهم بتركيز ‪ /‬آه معلش معاكي بس‬


‫سرحت شوية كنتي بتقولي اية‬

‫منال وهى تنظر له بهيام وبسمة ‪ /‬كنت بقول‬


‫ان صحابنا كلهم هيكونوا هنا‬

‫ام فتحي بصوت عالي ‪ /‬اهو جالك كالمي يا‬


‫مفضوح بتجر رجلك‬
‫منال وهى تكمل ‪ /‬وهنكون هنا في المستشفى‬
‫عشانك انا قولتلهم‬

‫ام فتحي بغضب مصطنع ‪ /‬آه يا زبالة منك ليهم‬


‫ليه عايزين تبوظوا المستشفي اتفووو عليكم‬
‫واحد واحد‬

‫منال وهى تبتسم ‪ /‬هنجيب اكل وعصير ونتكلم‬


‫كلنا سوا وطبعا كلهم دكاترة هنا فهيكون سهل‬
‫انا اقنعتهم نكون هنا عشانك‬

‫ام فتحي وهى تنظر الدهم في انتظار اجابته‬


‫وهى تقول ‪ /‬انت بتفكر بتقولك فيه دكاتره يعني‬
‫مزز وافق يابني بسرعه‬

‫نظر لها ادهم بشر ثم نظر لمنال وقال ببسمة‬


‫مجامله ‪ /‬مش هقدر وهللا يا منال تعبان شويه‬
‫ام فتحي وهى تنظر له بغضب‪ /‬يعني عشان انا‬
‫عايزه اروح‬

‫ثم نظرت لمنال ‪ /‬يعني ينفع نزعل الفخده كده‬


‫انت لو عندك فخده ترضى حد يزعلها كده‬

‫منال باصرار شديد ‪ /‬ال ارجوك يا ادهم انا‬


‫اقنعتهم وهللا بالعافيه عشانك ارجوك وافق‬
‫خلينا نتجمع‬

‫ام فتحي وهى تقلد مالمح منال وصوتها ‪ /‬ايوة‬


‫ارجوك يا ادهم وافق خلينا نتدلع‬

‫زفر ادهم بضيف ثم قال ‪ /‬تمام يا منال بس‬


‫مش هطول هناك‬

‫ابتسمت منال بشده ثم اتجهت للخارج بسرعه‬


‫وهى تقول ‪ /‬اشطا هروح أبلغهم شكرا كتير‬
‫نظرت ام فتحي الدهم ببسمة ‪ /‬شايف وشها‬
‫كان منور ازاى اهو انت بموافقتك دي أدخلت‬
‫السعاده على قلب مسلم ومش بس كده ال انت‬
‫كمان ساهمت في اكتشاف انواع حلويات‬
‫جديده‬

‫نظر لها ادهم قليال ثم صمت ولم يتجاوب معها‬


‫فكرمشت هى وجهها بتعجب وهى تقترب منه‬
‫وتقول ‪ /‬مالك ياض زى االرملة كده‬

‫نظر لها ادهم وهز رأسه برفض وقال ‪ /‬مفيش‬


‫حاجه بس حاسس اني مخنوق شويه هروح‬
‫اتمشى برة‬

‫ثم نهض فكادت تلحق به فقال ببسمة ‪ /‬لوحدي‬


‫يا ام فتحي بالش حشرية يا حاجه انتي‬
‫ثم تركها وهو يتحرك للخارج وهو يبتسم‬
‫بحزن ويقول لنفسه ‪ /‬كان عندي امل يكون‬
‫جاى عشاني انا عشان ابنه‬

‫بينما ام فتحي نظرت له بحزن شديد وهى ال‬


‫تعلم ماذا يحدث معه‬

‫خرجت منة من دار االزياء الخاص بوالدتها‬


‫وهى تزفر بضيق من الفترة التي قضتها مع‬
‫تلك الحمقاء التي تدعى مايا سمعت صوت‬
‫رنين هاتفها يقطع شرودها فاجابت ببسمة ‪/‬‬
‫عبدالرحيم باشا‬

‫عبدالرحيم وهو يقول بحنان وبسمة ‪ /‬حياة‬


‫عبدالرحيم عاملة ايه يا قلبي‬

‫اتجهت منة لسيارتها ثم صعدت لها وهى تقول‬


‫ببسمة ‪ /‬الحمدهلل يا قلبي كنت عند ماما بتاخد‬
‫القياسات عشان العرض اللي بتحضر ليه آلخر‬
‫الشهر ده‪ .......‬انت عارف هو العرض ده مهم‬
‫إزاي بالنسبة لماما هى بتعتبره اكبر عرض في‬
‫مسيرتها‪ ......‬وهو من امتى يابابا جد سألني‬
‫انا عايزه ايه دايما كله بيقولي هو عايز ايه‬
‫وانا بنفذ‪.......‬ماما اللي عايزه اني اقول‬
‫بالدور الرئيسي‪ .....‬انا اساسا تعبت من‬
‫النقاش يابابا وتعبت من كل ده‪ ......‬ال يا‬
‫حبيبي ربنا يديمك ليا يارب انا مليش غيرك يا‬
‫بابا‪ .......‬آه المفروض نروح انهارده نزوره‬
‫هو في المستشفي‪ ........‬مش هينفع يعني طب‬
‫خالص ممكن بكره نروح سوا‪ .......‬ماشي يا‬
‫حبيبي‪ .......‬معرفش انا دلوقتي زهقانه آوي‬
‫مش عارفة اعمل ايه بقولك ايه يا عبده ما‬
‫تقولي مكان حلو كده كم أماكن الشقاوة بتاعتك‬
‫عايزه بجد اجرب حاجه جديده‪ ....‬وهللا ابويا‬
‫وحبيبي اديني العنوان‪ .....‬بقولك ايه يا عبده‬
‫امان وال إيه‪ ......‬اشطا ياباشا سالم انت بقى‬

‫ابتسمت منة بشدة ثم انطلقت في طريقها وهى‬


‫تبتسم باتساع حتى وصلت لحارة شعبيه بدرجه‬
‫كبيرة والمنازل بها متراصه بشكل كبير‬
‫ومحالت كثيره وأشخاص اكثر صفت سيارتها‬
‫بعيدا ثم حملت حقيبتها وهبطت في السيارة‬
‫وسارت وهى تنظر حولها بانبهار كبير وهى‬
‫تبتسم لكل ما تراه ثم أوقفت فتى صغير وهى‬
‫تقول له ‪ /‬قولي يا قمور هو حمدي هوهو فين‬

‫نظر لها الصغير ببسمة وهو يقول ‪ /‬ايه ده‬


‫انتي اجنبيه‬
‫ابتسمت منة باتساع على هذا الطفل ‪ /‬ال انا‬
‫مصرية‬

‫نظر الطفل لها مجددا ‪ /‬إزاي مصرية بيضة‬


‫آوي كده وعيونك حلوة‬

‫ابتسمت منة وهى تنظر حولها ثم قالت بهمس‬


‫وكأنها تخبره سر ‪ /‬أصل بابا كده فأنا كمان‬
‫بقيت كده‬

‫الصبى بتفكير وكأنه يقوم بحل مسأله حسابية ‪/‬‬


‫يعني انا لو ابويا كان حلو كنت انا كمان هكون‬
‫حلو‬

‫ضحكت منة بشده على هذا الصبى‪ /‬ما انت كده‬


‫قمر وحلو‬
‫ابتسم الطفل بشده وهو يقول بتعجب ‪ /‬انا حلو‬
‫بجد‬

‫ابتسمت له منة ثم أخرجت هاتفها وهى تقول ‪/‬‬


‫آه ياسيدي قمر وانا عايزه اتصور معاك ينفع‬
‫وال ال‬

‫ابتسم بشده ثم قام بعدل ثيابه وهو يرجع شعره‬


‫للخلف ويقول ‪ /‬ينفع آوي وعايز الصورة دي‬
‫عشان اوريها لصحابي‬

‫ضحكت منة باستمتاع ثم انحنت وضمته إليها‬


‫فقال باعتراض ‪ /‬حاسبي هدومك هتبوظ‬

‫نظرت منة لثيابه التي عليها ماده سوداء فقالت‬


‫بتعجب ‪ /‬ايه األسود ده‬
‫الصبى ببسمة فخر ‪ /‬ده شحم يا أستاذة أصل‬
‫أنا اسطا مساعد‬

‫ابتسمت له منة بتعجب ‪ /‬انت بتشتغل اسطا‬

‫هز رأسه بايجاب وقال ببسمة كبيرة ‪/‬أمال ده‬


‫انا أعجبك آوي‬

‫قالت منة ببسمة فخورة ‪ /‬طب ايه رأيك بقى يا‬


‫اسطا اني مش هصلح عربيتي تآني غير عندك‬
‫انت‬

‫ابتسم لها بشده ‪ /‬من عيني ده انا هخليها ليكي‬


‫جديده‬

‫ضحكت ثم قالت ‪ /‬ينفع بقى يا اسطا نتصور‬

‫ابتسم وهز رأسه بايجاب فاقتربت منه وضمته‬


‫وهى تقول ‪ /‬يال ياباشا اديني بسمة قمر كده‬
‫ابتسم الطفل باتساع وماكادت تأخذ الصورة‬
‫حتى وجدت شخص يقتحم الصوره في آخر‬
‫لحظه وتم اخذ الصورة لهم هم الثالثة نظرت‬
‫بتعجب لذلك الشخص فوجدته شادي الذي قال‬
‫ببسمة ‪ /‬اتعرفتي على زكريا‬

‫نظرت منة له بتعجب ثم الصبى وقالت ‪ /‬اسمك‬


‫زكريا‬

‫ابتسم الطفل وقال لشادي ‪ /‬انت تعرف األجنبية‬


‫دي يا معلم شادي‬

‫انحنى شادي بخبث وهو يضع يده على كتف‬


‫زكريا وقال بهمس وصل لمنة ‪ /‬دي مراتي‬
‫ياض يا زكريا‬

‫فتحت منة فمها بصدمه بينما ابتسم زكريا وقال‬


‫‪ /‬بجد يا معلم دي حلوة اوي‬
‫ضرب شادي رأسه بخفه ‪ /‬بقولك مراتي يا‬
‫زفت بتعاكسها‬

‫صرخت منة بفزع ‪ /‬مرات مين انت اتهبلت‬

‫اعتدل شادي وهو يقول ‪ /‬كده يا حبيبتي انتي‬


‫لسه شايله من آخر خناقة بينا منا صالحتك‬
‫واخدتك جمصه وقولتي ليا خالص يا بيبي‬
‫سامحتك حصل وال ال‬

‫منة وهى تشير لنفسها بصدمه ‪ /‬أنا قولت‬


‫سامحتك‬

‫شادي بضحك ‪ /‬وبالنسبه لبيبي عادي‬

‫كادت منة تتحدث ولكن قاطعتها سيدة تجلس‬


‫بخضار ‪ /‬هللا مالك بس يابنتي الراجل وداكي‬
‫جمصة ودلعك وبرضو لسه زعالنه‬
‫شادي وهو يمثل دور المغلوب على أمره ‪/‬‬
‫قوليلها يا حاجه انا مش فاهم اعمل ايه اكتر‬
‫من كده ده انا امبارح وانا راجع من الشغل‬
‫جبتلها كيلو هريسة اسكندراني إنما ايه زبدة يا‬
‫حاجه زبده‬

‫نظرت السيده لمنة التى مازالت تنظر لهم بغباء‬


‫‪ /‬يا بنتي الواد شكله شاريكي متركبيش دماغك‬
‫يا ختي ده شيطان استعيذي باهلل وروحي مع‬
‫جوزك‬

‫منة وهى تنظر لها بعدم فهم ‪ /‬ده مش جوزي‬


‫يا طنط ده‬

‫شادي مقاطعا لها ‪ /‬شوفتي وصلت اليه بتنكر‬


‫اني جوزها ماشي يابنت الحالل كالمي مش‬
‫معاكي كالمي مع ابوكي‬
‫نظرت لها السيده بحزن ‪ /‬يابنتي بالش تدخلي‬
‫حد بينكم حلوا مشاكلكم بينكم‬

‫نظر لها شادي ببسمة يحاول اخفائها ولكن‬


‫فجأه اختفت تلك البسمة وهى تقول ‪/‬طب‬
‫يرضيكي انتي يا خالتي اقوله زهقانه من البيت‬
‫وعايزه اخرج يقولي مش وقته‬

‫نظرت السيده لشادي الذي ابتسم لها ‪ /‬ينفع‬


‫كده يابني يعني البنت زهقانه خرجها وأخرج‬
‫معاها اتمشوا على النيل وكلها درة بس‬
‫متسبهاش كده‬

‫ابتسم لها وقال بحنان ‪ /‬عايزه تخرجي‬

‫تفاجأت منة من رده فقد ظنت انه سيراوغ‬


‫ولكن وجدت نفسها تهز رأسها بإيجاب فابتسم‬
‫لها شادي وقال ‪ /‬طب ياستي هخرجك احلى‬
‫خروجه وهلففك وسط البلد شارع شارع‬

‫ثم نظر لزكريا وقال ‪ /‬وهاخد زكريا معانا اشطا‬


‫يا زكريا‬

‫قال زكريا بفرحة شديده ‪ /‬ربنا يخليك لينا يا‬


‫معلم هروح اقول لالسطا وجاي‬

‫ابتسمت منة وهى تنظر له ولحنانه ذاك وقالت‬


‫‪ /‬مطلعتش قليل االدب بس‬

‫خرجت براءة من غرفة شادي بملل وهى‬


‫تنادي ‪ /‬شادية هروح اشوف اى حد من العيال‬
‫عشان زهقانه‬

‫لم تجب شاديه فقالت براءة باهتمام ‪ /‬ايه يا‬


‫شاديه المطبخ ولع بيكي‬
‫لم تجب مجددا فخرجت براءة وهى تتجه ألعلى‬
‫‪ /‬طب يا شاديه هخرج انا بقى ولو حصل اى‬
‫حاجه متحاولش تتصلي عشان أساسا حطاكي‬
‫في القايمة السودة يا حبيبتي‬

‫ثم خرجت واتجهت اوال لشقة سليم وهى تطرق‬


‫الباب ففتح لها سليم وهو عابس بشده وفجأه‬
‫تحدث بصدمه ‪ /‬براءة‬

‫براءة بمزاح ‪ /‬كفارة يا خويا‬

‫ضحك سليم عليها وهو يقو ‪ /‬لسه دمك تقيل‬


‫زى األول ادخلي ياختي ادخلي‬

‫دخلت براءة وهى تنظر له بسخريه ‪ /‬وانت‬


‫لسه طور زى ما انت أمال فين البت ريمو‬
‫سليم وهو يتجه للداخل معها ‪ /‬جوا في‬
‫اوضتها‬

‫توقفت براءة بتعجب وهى ترى شاكر يجلس‬


‫في الصالة وهو ينظر امامه بشرود فقالت بشك‬
‫‪ /‬هو فيه إيه‬

‫رفع شاكر رأسه لها وهو يقول ببسمة حزينة ‪/‬‬


‫اهال يا براءة كانت نقصاكي وهللا‬

‫براءة بحاحب مرفوع ‪ /‬هو فيه إيه‬

‫نظر شاكر لسليم الذي اخفض نظره بحزن‬

‫تقدمت براءة من شقة شاكر وطرقت الباب‬


‫وانتظرت ليجيب عليها احد حتى طلت عليها‬
‫هاجر التي كان وجهها احمر من شدة البكاء‬
‫فزعت وقالت ‪ /‬فين كريم‬
‫هاجر وهى تقول ببكاء ‪ /‬كريم‪ ،‬كريم حابس‬
‫نفسه في اوضته ومش عارفه حصل ايه ليه‬

‫نظرت لها بحزن ودخلت للشقه ثم اتجهت‬


‫لغرفة كريم وطرقت الباب ولكن لم تسمع رد‬
‫طرقت مجددا وايضا ال رد‬

‫صرخت بغضب وحده ‪ /‬افتح يا كريم الباب بدل‬


‫وهللا العظيم هتالقيني داخله ليك من الشباك‬
‫وانت عارفني مجنونه بنت مجانين واعملها‬

‫فجأه فتح الباب بسرعة ووقف امامها كريم‬


‫وهو ينظر لها بجمود فنظرت براءة خلفها‬
‫لهاجر ‪ /‬معلش يا هاجر روحي اعملي ليه‬
‫عصير عشان يهدى شوية‬

‫هزت هاجر رأسها بإيجاب وركضت للمطبخ‬


‫بينما دفعت براءة كريم بعنف واغلقت الباب‬
‫ودون ان تعطي له فرصه للحديث كانت‬
‫صفعتها تطيح بوجهه فنظر لها كريم دون رد‬
‫فعل وبكل جمود اتجه للفراش الخاص به‬
‫وجلس عليه ووضع رأسه في قدمه بينما‬
‫ضحكت براءه بشده ‪ /‬خالص كده حطيت‬
‫النقطة وقفلت الصفحة‬

‫لم يستجب لها كريم فانطلقت له بشراسه وهى‬


‫تقول ‪ /‬فاكر اخر مره كنت هنا قولتلك ايه‬
‫قولتلك انت بتحبها يا كريم‬

‫قولتي ايه وقتها ها رد قولتلي انا احب مريم يا‬


‫براءة أنتي بتهزري دي اختي من صغرنا وانا‬
‫شايفها اختي قولتلك بالش تعاند قلبك يا كريم‬
‫قولتلي انا ادرى واحد بقلبي ودلوقتي بقى يا‬
‫ادرى واحد بتعمل ايه حابس نفسك في اوضتك‬
‫وقاعد زي الست اللي جوزها رماها بعيالها في‬
‫الشارع ال هي عارفه ترجع ليه وال هى عارفة‬
‫تروح لحد‬

‫نظر لها كريم بحزن وقال بصوت حزين ‪/‬‬


‫بحبها اوي يا براءة‬

‫تنفست براءة بحده ثم اقتربت منه وقالت‬


‫بصوت ثابت ‪ /‬ولو بتحبها هتعافر عشانها‬

‫كريم وهو ينظر لها بتعب ‪ /‬اعافر في حاجه‬


‫مش ليا خالص هتتخطب‬

‫براءة بغيظ منه وهى تدفعه بحده ‪ /‬واد اسمع‬


‫ده لسه هيتقدم ومحدش وافق لسه ولنفترض‬
‫وافقوا برضو مش هنسكت‬
‫نظر لها بحيرة وقال ‪ /‬يعني إيه‬

‫براءة بحده شديده ‪ /‬يعني يا فيها ال خفيها يا‬


‫ابن شاكر مريم لكريم وكريم لمريم حط ده في‬
‫دماغك واللي يقف قدامك هتدوس عليه تفرم‬
‫امه فاهم الواد اللي أتقدم ده هتجيب تاريخ‬
‫عيله ابو اللي جاب ابوه نفسه ووقتها بقى‬
‫نشوف هنعمل ايه‬

‫كريم بحزن وحيرة ‪ /‬بس هى كانت فرحانه‬


‫بيه‬

‫نظرت له براءة بغيظ ‪ /‬واد انت اهبل لمين ها‬


‫دي مريم يا غبي يعني عيله صغيره فرحت‬
‫بأول لعبه جات ليها مريم اللي على طول فاقده‬
‫الثقه فاى حاجه واول واحد حسسها انها حلوة‬
‫جريت عليه بس مش حبته ومحدش هيحب‬
‫مريم ويحافظ عليها قدك سامع الواد ده‬
‫هيمشي من هنا سواء على رجليه او على‬
‫نقالة سامع وال ال‬

‫نظر لها كريم وقد شعر بامل يتجدد في‬


‫قلبه‪/‬طب هنعمل ايه‬

‫ابتسمت براءة بمكر ‪ /‬هتقوم تاخد شاور كده‬


‫والبس حاجه نضيفه وتعالي ليا عند سليم‬
‫تحت‬

‫دب فيه ثم‬


‫ابتسم كريم وهو ينهض بحماس قد ّ‬
‫قال بفرحة ‪ /‬وهللا ما فيه زيك يا براءة حمدهلل‬
‫على السالمه يا غاليه العصابه كانت ناقصه‬
‫الفرد الخامس فيها‬

‫ابتسمت براءة بشده وهى تقول ‪ /‬ودلوقتي‬


‫رجعت وقاعده على قلب شاديه ومش همشي‬
‫ضحك كريم بشده وهو يقول ‪ /‬في يوم هتخنقك‬
‫وانتي نايمه‬

‫ضحكت براءة وهى تتجه للخارج ‪ /‬يابني‬


‫شاديه متقدرش تعيش من غيري أساسا يال‬
‫بطل رغى وحصلني عشان نشوف العروسه‬

‫ابتسم كريم بشده وهز رأسه ثم اتجه ليفعل‬


‫مثلما قالت براءة‬

‫تلك الفتاة والتي تكمل عصابتهم لطالما كانوا‬


‫هم الخمس معروفين بقوة ترابطهم‪ ،‬براءة‬
‫والتي تعتبر اكبرهم حيث تبلغ من العمر ‪٣٠‬‬
‫عام كانت األخت الكبيرة للكل واألم أيضا‬
‫والسند والدعم منذ الصغر ولكن من فتره‬
‫طويله غادرت لبلدتها بسبب مرض والدها‬
‫والذي أدى لموته فابتعدت عن الجميع‬
‫وغادرتهم واالن وبعد أن ذهبت والدتها للعيش‬
‫مع أخيها في الخليج رفضت ان تذهب معهم‬
‫وفضلت البقاء في منزل عمها ( والد عوض)‬
‫مع زوجه عمها ( شاديه)‬

‫فقد كان والدها هو اخ والد عوض الصغير‬


‫وكانت هى أصغر اخوتها وقد كانت مقاربة لهم‬
‫في العمر وهذا ما جعلها المقربه للجميع‬
‫بعفويتها وقوتها رغم أنها ال تشبه الفتيات‬
‫كثيرا حيث تربت بينهم وتشربت تصرفات‬
‫الفتية ولكنها تظل احن أنثى قد تراها يوما‬

‫كانت تقف على بعد منه وهى تنظر له بحزن‬


‫بينما هو ينظر للسماء وهو شارد فاقتربت منه‬
‫وجلست بجانبه وقالت ببسمة ‪ /‬سيبتك لوحدك‬
‫خمس دقايق كفايه كده وال اسيبك كمان ‪٣٠‬‬
‫ثانيه‬

‫نظر لها ادهم ببسمة وقال وهو يعيد نظره‬


‫للسماء‪ /‬وال ثانيه انا اساسا مش عارف ابقى‬
‫لوحدي تقريبا كده وهللا اعلم اتعودت عليكي‬

‫ابتسمت م فتحي وهى تقول له بحنان شديد‬


‫عرفه ادهم جيدا في االونه األخيرة ‪ /‬عارف‬
‫احساس لما تقابل شخص وتحس انه قريب‬
‫منك اوي وانك تعرفه بس إزاي وانت عمرك‬
‫ما شوفته قبل كده قلبك بيقولك انا اعرفه‬
‫كويس اوي ما هو اكيد الراحة اللي بحسها‬
‫جنبه دي مش من فراغ‬

‫ثم ابتسمت قالت له ‪ /‬ده نفس شعوري تجاهك‬


‫نظر لها ادهم نظرات شغوفه وهو يسمع‬
‫حديثها وهناك بسمة صادقة قد ارتسمت على‬
‫وجهه فوجدها تقول بكل حزن واسف ‪ /‬أنا‬
‫اسفه‬

‫كرمش ادهم مالمحه بتعجب فاكملت هى بألم‬


‫وهى تمسك يده ‪ /‬اسفه بالنيابة عن والدتك‬
‫وأسفه بالنيابة عن والدك وأسفه بالنيابة عن‬
‫اخواتك اسفه بالنيابة عن الحزن اللي عيشت‬
‫فيه من صغرك اسفه عن كل لحظة ِوحده‬
‫عيشت فيها اسفه عن كل دمعه نزلت منك وانا‬
‫مش موجوده عشان اكون جانبك اسفة بالنيابة‬
‫عن الدنيا كلها يا ادهم انت متستحقش ده كله‬
‫صدقني انت تستحق كل السعاده وكل الفرح في‬
‫الدنيا دي‪ ،‬قلبك يستحق السعادة يا ادهم بس‬
‫كلها اختبارات وبنمر بيها عشان نصبر وان‬
‫شاء هللا ربنا هيعوضك خير انت بس اصبر‬
‫كلها ابتالئات‬

‫نظر ادهم ليدها التي تضم يده ثم ابتسم بسمة‬


‫طفل حاز على كل ما يتمنى ‪ /‬أنا راضي وهللا‬
‫راضي عن كل ده ومتحمل اى حاجه اال بعدك‬
‫انتي‪ ،‬خالص اتعودت ابقي جنبك اتعودت كل‬
‫شوية تستفزيني كل شوية ضحكتك ترن في‬
‫وداني اتعودت ابص جنبي االقيكي هتحمل كل‬
‫حاجه واى حاجه اال بعدك عني‪ ،‬فخليكي دايما‬
‫جنبي ومعايا‬

‫نظرت براءة لهم بسخريه ثم نهضت ‪ /‬طيب يا‬


‫سليم لما عريس الغفله يجي يبقى اعمل حسابك‬
‫اني هاجي اقعد معاكم‬
‫نظر لها شاكر بشك فابتسمت هى ‪ /‬في إيه‬
‫حابه اعاين بس‬

‫مش هاكله‬

‫ثم اتجهت للخارج وهى تقول بخبث ‪ /‬هنتكلم‬


‫سوا مش اكتر‬

‫خرجت وهى تهبط من العمارة نهائيا ثم خرجت‬


‫وهى تنظر حولها ببسمة وحنين ودون ان‬
‫تشعر كانت تصعد في سيارة ما وذهبت إلى‬
‫المشفى التي بها ادهم بعدما علمت ما حدث له‬
‫نظرت للشارع من نافذه السيارة وقالت ببسمة‬
‫‪ /‬رجعت ولالبد‬

‫نظر ادهم حوله للغرفه حيث يوجد التجمع مع‬


‫منال واصدقاءه الذين كانو عباره عن منال‬
‫وميس وفتاتين وأربع شباب‬
‫تحدثت ام فتحي ببسمة واسعه ‪ /‬ماشاء هللا‬
‫تبارك هللا ايه الشباب اللي تفتح النفس دي‬

‫ثم نظرت الدهم وقالت بغمزه ‪ /‬شايف علبة‬


‫جاتوه‬

‫رفع ادهم حاجبه وقال بهمس حتى ال يسمعه‬


‫احد ‪ /‬عارفة يا ام فتحي الكلب اسمع بس‬
‫صوتك انا هعلقك طول الليل زى الكلبة فهمتي‬

‫ام فتحي ببسمة مشاكسة ‪ /‬طب اعاكس واحد‬


‫بس‬

‫ادهم بغيظ شديد ‪ /‬وال نص واحد سامعة‬

‫ضحكت ام فتحي بصخب وهى تقول ‪ /‬نص‬


‫واحد إزاي يعني هعاكسه من فوق بس وال إيه‬
‫كاد يجيب لوال مقاطعة فتاة له وهى تقول ‪ /‬بس‬
‫احلويت يا ادهم وبقيت تري شيك‬

‫نظرت لها ام فتحي بغباء وقالت ‪ /‬يطلع إيه‬


‫التري ميلك دي‬

‫كتم ادهم ضحكته وقال ‪ /‬ده من ذوقك وهللا‬


‫شكرا ليكي‬

‫ام فتحي وهى تنظر حولها ‪ /‬ايه البنات دي‬


‫بتبصلك كده ليه هما ماشافوش جبنة قديمه قبل‬
‫كده وال ايه‬

‫وفي الثانيه الالحقة كانت صفعة ادهم تهبط‬


‫على رقبتها دون أن ينتبه له أصدقاءه الذين‬
‫يرتبون السفرة وهو يقول ‪ /‬الجبنة القديمه دي‬
‫كانت مدوخه نص بنات الجامعة‬
‫ضحكت ام فتحي بشده وهى تضربه على رقبته‬
‫بمزاح ‪ /‬ليه بصلة وال إيه‬

‫ضحك ادهم بشده فنظر له الجميع بتعجب‬


‫فاشار بيده وهو يعتذر ‪ /‬معلش يا جماعه بس‬
‫افتكرت حاجة‬

‫تحدث احد الشباب وهو يناظر ادهم من أعلى‬


‫السفل ‪ /‬سمعت انك اتعينت في مستشفي‬
‫حكومي صحيح الكالم ده‬

‫ام فتحي وهى تنظر للشاب بقرف ‪ /‬ماله ابن‬


‫نجيب سويرس قرفان كده ليه‬

‫ادهم ببسمه باردة ‪ /‬آيوه فعال االي سمعته‬


‫صح‬
‫هز الشاب رأسه بايجاب ‪ /‬اممم بس انت ازاى‬
‫عايش بمرتب الحكومي‬

‫ام فتحي وهى تلوي شفتيها ‪ /‬يا خويا اشتري‬


‫معطر وال اى نيلة لريحتك األول بعدين اتكلم‬
‫عن الفلوس جاتك نيلة في عفانتك وانت زي‬
‫الفسيخة كده‬

‫تحدث ادهم ببرود شديد لمنال‪ /‬هو احنا‬


‫هنقضي السهرة في تحقيق وال إيه لو كده‬
‫همشي الني مش قادر‬

‫منال بلهفه شديد وخوف من ذهابه ‪ /‬ال ال‬


‫تمشي ايه هو بس بيهزر انت عارف رشدي‬
‫من يومه بيحب الهزار‬

‫هز ادهم رأسه بعدم اهتمام بينما لم تصمت ام‬


‫فتحي فقالت بتشنج ‪ /‬وانتم مستحملينه كده من‬
‫يومه هللا يكون في عونكم ده انتم حمالين آسيه‬
‫وهللا بعدين رشدي وشايف نفسه أمال لو كان‬
‫اسمه لؤى كان بهدلنا وال إيه‬

‫ضحك ادهم بخفوت ثم قال ‪ /‬تمام هنعمل ايه‬

‫لم تكد منال تجيب حتى فُتح الباب فجأه ودخلت‬


‫فتاة وهى تقول با عتذار ‪ /‬اوووه سوري يا‬
‫شباب تقريبا قاطعت حاجه مهمه‬

‫استدار ادهم بتعجب وهو يعرف هذا الصوت‬


‫وفجأه فتح عينه بصدمه وهو يهتف ‪/‬‬
‫براءة؟؟؟؟‬

‫براءة بضحك وهى تندفع له ‪ /‬كفارة ياباشا‬

‫ضحك ادهم بشده وهو ينهض لها ‪ /‬جيتي امتى‬


‫وازاى عرفتي اني هنا‬
‫نظرت له وهى تقول ببسمة ‪ /‬جيت انهارده‬
‫الصبح وعرفت من سليم انك هنا‬

‫ثم ضحكت وغمزت له وهى تنظر للجميع ‪/‬‬


‫هو أنا قاطعت حاجه وال ايه‬

‫ابتسم لها ادهم ثم نظر للجميع ‪ /‬اقدملكم براءة‬


‫اختي الكبيرة‬

‫نظر له الجميع بتعجب شديد فهم يعرفون ان‬


‫ادهم وحيد وليس له اخوه ولكن اول من خرج‬
‫من صدمته كانت منال وهى تنهض للترحيب‬
‫بها ‪ /‬اهال نورتينا وهللا اتفضلي شاركينا‬

‫نظرت براءة للوجوه حولها‪ /‬ال مش عايزه‬


‫اعمل ازعاج انا بس كنت جاية اشوف ادهم‬
‫وقالولي انه هنا بس مكنتش اعرف ان فيه‬
‫اجتماع‬
‫ادهم بعدم اهتمام ‪ /‬ال ده بس تجمع خفيف مش‬
‫اجتماع رسمي يعني تعالى معايا ن‪...‬‬

‫تحدثت منال بسرعه وهى ترى رغبه ادهم في‬


‫الرحيل ‪ /‬ال ال مينفعش الزم تفضل معانا‬
‫وتشاركنا اتفضلي يا مدام براءة‬

‫براءة بنظرات ساخرة ‪ /‬انسه يا ضنايا‬

‫ابتسمت لها منال بحرج ‪ /‬بعتذر اتفضلي معانا‬

‫نظرت براءة الدهم فهز كتفه بعدم اهتمام بينما‬


‫هى اقتربت منه وقالت ‪ /‬هو إنت عايز تقعد‬
‫هنا‬

‫ادهم وهو يهمس لهم ولكن جائت ام فتحي‬


‫فوققت بجانبهم ‪ /‬أنا أساسا مش طايق المكان‬
‫بس مش عايز احرجهم عايز امشي من هنا‬
‫خصوصا ان فيهم ناس ثقيله قارفني هنا‬

‫ابتسمت براءة وهى تبتعد ‪ /‬يا سالم ناس‬


‫تقرفك نقرفهم احنا كمان وال هو احنا مش‬
‫مقرفين يعني ده احنا معفنين حتى‬

‫ضحك ادهم بشدة وهو يرى نظراتها والتي‬


‫توحي باقتراب مشاكل كثيرة‬

‫ابتسمت لهم براءة واتجهت إلحدى المقاعد‬


‫وجلست عليها وهى تبتسم لهم بسمة متكلفه‬
‫بينما همست ام فتحي الدهم بقلق ‪ /‬هى مالها‬
‫بتبسم كده ليه‬

‫ادهم وهو يتحدث بخفوت شديد ‪ /‬البسمة دي‬


‫لو شوفتيها على وش براءة اعرفي ان فيه‬
‫بلوة قربت تحصل‪ ،،‬لو كانت شادية مصيبه‬
‫فبراءة دي المادة الخام اللي بيتم منها‬
‫استخراج المصايب‬

‫‪I like it‬ام فتحي بشماته وبسمة واسعة ‪/‬‬

‫تحدثت براءة ببسمة ‪ /‬ها بقى بتعملوا ايه‬

‫تحدث احد الشباب بملل ‪ /‬عادي قاعدين بناكل‬


‫وكنا هنلعب ب‬

‫لم يكمل حتى صاحت براءة بانبهار مصطنع ‪/‬‬


‫هللا بتلعبوا تعرف انا بحب اللعب آوي يال نلعب‬
‫هنلعب ايه‬

‫تحدث الشاب بتعجب منها ‪ /‬جبنا كوتشينة و‬

‫براءة وهى تقاطعه ‪ /‬ال ال مش معقول‬


‫كوتشينه؟؟؟‬
‫ثم نظرت الدهم الذي يكتم ضحكته بصعوبه ‪/‬‬
‫عارف يا ادهم مين اللي بيحب الكوتشينه آوي‬
‫الواد سليم آه وهللا ده حريف فيها اصبر هتصل‬
‫بيه يجي‬

‫ثم أخرجت هاتفها واجرت اتصال ونظرت لهم‬


‫بحرج مصطنع ‪ /‬عندكم مشكله لو جه هو سليم‬
‫هادي ومش بيعمل مشاكل عموما‬

‫منال وهى تتحدث بسرعه ‪ /‬الال ابدا ابدا مفيش‬


‫مشاكل ينور القعده بتكون احلى لو بقينا آكتر‬

‫ثم نظرت ببسمة الدهم الذي كان يتابع براءة‬


‫والتي بدأت التحدث ‪ /‬الو يا شادية بقولك هو‬
‫الواد سليم عندك‪ ....‬آه حلو اوي قوليله يجي‬
‫المستشفي اللي فيها ادهم أصل هنلعب‬
‫كوتشينه وهو بيحب يلعبها‪ .....‬آه آه فيه‬
‫تسالي هنا وكل حاجه‪ ....‬بقولك ايه قولي للواد‬
‫شادي يجي معاه قوليله فيه بنات حلوه وهينط‬
‫هنا وابعتي والواد كريم برضو حرام يقعد‬
‫لوحده والبت مريم برضو يا عيني دي هبلة‬
‫وعلى نيتها خليها تيجي معاه برضو‪ ...‬آه اهو‬
‫تشم هوا برضو وبالمرة تعالي انتي التانيه‬
‫معاهم فكي عن نفسك كده واخرجي عن حزنك‬
‫‪ .....‬ايوه يا ستي في رجاله حلوة هنا‪ .....‬ال‬
‫مش عارفه مرتبطين وال ال استني‬

‫ثم ابعدت الهاتف من على اذنها قليال واشارت‬


‫الحد الشباب ‪ /‬حضرتك مرتبط‬

‫بهت الشاب من سؤالها وقال ‪ /‬احم ال مش‬


‫مرتبط‬
‫أشارت براءة للذي يجاورة وقالت ‪ /‬واألخ الي‬
‫جنبك مرتبط‬

‫تحدث الشاب بتعجب ‪ /‬أنا ال مش مرتبط‬

‫براءة وهى تشير لمن خلفه ‪ /‬واللي بعده‬


‫وعمال ياكل ركز معايا هللا يكرمك يا كابتن‪...‬‬
‫ايوه انت مرتبط وال ال‬

‫تحدث الشاب وفمه ملئ بالطعام ‪ /‬أنا خاطب‬

‫براءة وهى تهز رأسها ‪ /‬احسن برضو واللي‬


‫بعدك ابن حواري واشنطن ده‪ ...‬آيوه انت‬
‫مرتبط وال ال‬

‫تحدث رشدي والذي كان يزعج ادهم في البدايه‬


‫‪ /‬ال مش مرتبط‬
‫براءة وهى تضع الهاتف مجددا ‪ /‬آيوه يا‬
‫شاديه ال مش مرتبطين هو واحد بس اللي‬
‫خاطب‪ ....‬ياستي يفسخ مش مشكله‪ ......‬تمام‬
‫متتأخروش بقى هاتي الكل معاكي وتعالي على‬
‫طول‪ ...‬ماشي في رعاية هللا سالم سالم سالم‬
‫سالم سالم‬

‫ثم اغلقت الهاتف وهى تضعه امامها ببسمه‬


‫وتقول ‪ /‬شوية وجايين‪ ....‬انت يا كابتن ياللي‬
‫بتاكل سيب االكل من ايدك واستنى لما الكل‬
‫يجي‬

‫ثم نظرت لهم بخجل مصطنع ‪ /‬اتمنى منكونش‬


‫متقلين عليكم يا جماعه‬

‫هزت منال رأسها برفض وهى تنظر لها‬


‫بصدمه‬
‫بينما نظرت لها ام فتحي وهى تصفق ببطئ‬
‫وتقدير ‪ /‬قدوتي وهللا العظيم قدوتي الست دي‬
‫عظمة يا جدع ايه الحالوة دي يابنتي برافو‬
‫برافو‬

‫نظرت براءة الدهم بعينها وغمزت له فضحك‬


‫بخفوت‬

‫نظرت براءة لهم وقالت ‪ /‬ياااه يا والد جمعتكم‬


‫دي فكرتني بأيام الجامعه زمان يااااه كانت ايام‬
‫جميله اوي‬

‫ثم نظرت آلخر الطاوله وقالت ‪ /‬االستاذ اللي‬


‫ماسك التليفون في االخر انت استأذنت‬

‫نظر لها رشدي بتعجب ‪ /‬أنا كنت‪...‬‬


‫قاطعته وقالت ‪ /‬مش انا بتكلم ها ينفع ابقى‬
‫بتكلم وانت متجاهلني كده وال كأني بتكلم‬
‫أتفضل اقفل تليفونك يال الكل يقفل تليفونه يا‬
‫جماعه مش عايزين حاجه تشغلنا عن التجمع‬
‫الجميل ده‬

‫ثم ابتسمت لهم ببراءة ‪ /‬اوعوا اكون بزعجكم‬

‫ميس وهى تبتسم باصطناع ‪ /‬ال أبدا مفيش‬


‫ازعاج خالص‬

‫هزت براءة رأسها وابتسمت وهى تقول ‪ /‬كنت‬


‫فين آه لما كنا بنتجمع بقى و‬

‫عادت منة لمنزلها وهى تبتسم بسعاده كبيرة‬


‫آوي فاليوم قضت أجمل أيام حياتها مع شادي‬
‫حيث أخذها ألماكن كثيره وجميله واكلت طعام‬
‫كثير ألول مره تجربه دخلت المنزل وهى تبتسم‬
‫بفرحة سرعان ما تحولت لعبوس وهى تسمع‬
‫‪........./‬‬

‫نظر كريم لمريم التي تسير بجانبه أثناء‬


‫دخولهم للمشفى واقترب منها وقال ‪ /‬ريمو‬

‫نظرت له ببسمة ‪ /‬ها؟؟ نعم يا كريم‬

‫ابتسم لها كريم وأخرج من جيبه شوكالته وقال‬


‫بحنان ‪ /‬جبت دي ليكي‬

‫نظرت مريم الشكوالته بيده بنظره مندهشه‬


‫وسعاده كبيره ثم اخذتها منه بفرحه وهى تقول‬
‫‪ /‬ليا انا؟؟؟‬

‫ابتسم لها وهز رأسها فقالت بنبرة سعيده ‪ /‬هللا‬


‫بجد يا كريم من زمان مجبتش ليا شوكالته‬
‫تقريبا من‬
‫تحدث كريم مقاطعا اياها ‪ /‬من وقت ما كنتي‬
‫صغيره بس خالص ليكي عندي كل يوم‬
‫شيكوالتة زي دي اشطا‬

‫ابتسمت مريم باتساع ‪ /‬اشطا آوي‬

‫نظر لهم سليم ببسمه وقال ‪ /‬يال يا عم‬


‫النحنوح‬

‫ابتسم كريم وقال ببسمة ‪ /‬النحنوح ده يعرف‬


‫اللي انت هتموت وتعرفه يا عاشق ولهان‬

‫ابتسم له سليم واقترب منه وهمس ‪ /‬هعرفه يا‬


‫كيمو يا قلبي هعرفه حتى لو غصب عنك يا‬
‫حبيبي‬

‫وصل الجميع للغرفه التي قالت عنها براءة‬


‫وطرقوا الباب ثم دخلوا جميعا فوجدوا الجميع‬
‫ينظر لبرءاة بانتباه شديد وبراءة تتحدث ‪ /‬اللي‬
‫بيتاوب ورا ايه كالمي ممل للدرجه دي وال ايه‬
‫اقوم امشي يعني اقفل بقك ده وانتبه عشان‬
‫هسأل في اللي بقوله بعد ما اخلص‬

‫تحدث شادي بتعجب ‪ /‬هو فيه إيه‬

‫نظرت براءة لهم ببسمة ‪ /‬جيتوا اخيرا كنت‬


‫مستنياكم بس تصدقوا القعده مع الشباب هنا‬
‫بالدنيا وهللا يال يال اتفضلوا اقعدوا واقفين ليه‬

‫نظر كريم لهم وهو يفتح فمه بتعجب بينما‬


‫الجميع مذهول مما يحدث‬

‫همس سليم لشادية ‪ /‬مش قولتي ان القعده‬


‫هتكون عند ادهم واحنا بس مين دول‬
‫شاديه ببسمه وهي تنظر لبراءة ‪ /‬دول صحاب‬
‫ادهم‬

‫اتجه كريم الدهم وهمس له بشئ فوقف ادهم‬


‫واستأذن منهم وخرج معه للخارج ووقف مع‬
‫كريم وهو يقول بتعجب ‪ /‬اخبار ايه اللي‬
‫عرفتها‬

‫كريم وهو ينظر له جيدا ‪ /‬لقيت صورة الم‬


‫فتحي على الفيس بوك واللي رفعها من دمياط‬
‫والكالم ده من فتره تقريبا شهر وكام اسبوع‬

‫ادهم وهو ينظر له بدقه ‪ /‬متأكد من كالمك ده‬

‫هز كريم رأسه ‪ /‬اكيد ميه في الميه نظر ادهم‬


‫له بتفكير ثم قال بعد صمت‬
‫نظر ادهم له بتفكير ثم قال بعد صمت باصرار‬
‫شديد ‪ /‬طب اجهز عشان بكره هنروح دمياط‬

‫*********************‬
‫الفصل الثالث عشر‬
‫عادت براءة بظهرها للخلف وهى تنظر لهم‬
‫بكل برود تمتلكه ‪ /‬هو أنا كالمي ممل وال حاجه‬

‫شادية وهى تبتسم باستفزاز ‪ /‬وهللا احنا مش‬


‫عايزين نحرجك بس آه هو ممل جدا فعال‬

‫ابتسمت لها براءة وهى تعود بجسدها لألمام‬


‫وهى تقول ‪ /‬طب حلو اوي نكمل بقى كنت فين‬

‫سليم وهو يضع يده على خده بحنق ‪ /‬لما‬


‫حمصة راحت لمكتب العميد‬

‫ضربته براءة على كتفه بمرح ‪ /‬عاش يا‬


‫سولي مركز معايا‪ ،‬المهم بقى البت حمصة‬
‫راحت عند العميد وكان معاها ترمسة وهوبا‬
‫وهما في الطريق قابلوا البت بطاطا و‬
‫قاطعها شادي بتذمر وهو يزفر ‪ /‬حمصة‬
‫وترمسة وبطاطا هو احنا واقفين على‬
‫الكورنيش وال إيه‬

‫ابتسمت براءة بكل برود وهى تنظر لشادي ‪/‬‬


‫وعشان االستاذ شادي وكالمه ده فكرني‬
‫بحكاية الكورنيش فخليني احكيها ليكم‬

‫صدحت صيحات االستنكار بين الجميع وهم‬


‫يزفرون بملل فقالت براءة بكل جمود ‪/‬‬
‫وبمناسبة حالة الملل اللي انتم فيها دي‬
‫فكروني اخلص حكاية ترمسة وحمصة وبعدين‬
‫حكاية الكورنيش وبعدين هقولكم بقى حكاية‬
‫لما كنا في المحاضرة وبننفخ زيكم كده ومش‬
‫طايقين الدكتور اللي بيتكلم‬
‫كاد سليم يتحدث فامسك شادي يده وهو يقول ‪/‬‬
‫ابوس ايدك ابوس ايدك متقولش كلمة لتفتكر‬
‫حكاية تآني‬

‫ابتسمت براءة وهى تنظر للجميع وتقول ‪/‬‬


‫نكمل بقى‬

‫نظر كريم الدهم بتعجب ‪ /‬ازاى يعني‬

‫ادهم وهو يرفع حاجبه له ‪ /‬هو ايه اللي ازاى‬


‫يعني بقولك هنروح دمياط ايه الغريب هنا‬

‫كريم بأعراض شديد وهو ينظر لخصره ‪/‬‬


‫االعتراض ان حضرتك مصاب ولسه مبقتش‬
‫كويس والسفر مش كويس عشانك والطرق‬
‫كلها مطبات وممكن تتجرح‬
‫تحدث ادهم باصرار ‪ /‬أنا كويس يا كريم‬
‫ومفيش حاجه وحتى الحرج بدأ يلم وهقدر‬
‫على السفر‬

‫كريم بعدم تصديق ‪ /‬الجرح بدأ يلم فنفتحه تآني‬


‫صح‬

‫نظر له ادهم بتذمر ‪ /‬انت عايز ايه يا كريم من‬


‫االخر الني مش هتراجع ولو خطوة واحده الزم‬
‫أالقي اهل مالك‬

‫نظر له كريم بتعجب شديد ‪ /‬مالك‬

‫ابتسم ادهم له وهو يقول ‪ /‬ده اللي جذب‬


‫انتباهك في كالمي ‪ ،‬خالصه الحوار بكره من‬
‫الصبح تكون جاهز انت والشباب عشان مش‬
‫هيعدي بكره غير واحنا في دمياط يا كريم‬
‫ثم تركه ودخل للغرفه حيث الجميع بينما نظر‬
‫كريم للباب حيث دخل وارجع شعره للخلف‬
‫بضيق وهو يقول ‪ /‬ابو ِعندك يا أخي فظيع‬

‫ثم لحق به للداخل وبمجرد دخولهم وجدوا‬


‫الجميع مالمحهم ثابته بشكل يثير الحيرة‬
‫وشادية تمسك هاتفها وهى تتحدث مع احد‬
‫وتضحك بينما ام فتحي كانت تجلس على مقعد‬
‫ادهم وهى تبتسم ببالهه‬

‫تقدم ادهم منها وهو يقول بخفوت ‪ /‬هو فيه إيه‬

‫تحدثت براءة ببسمة ‪ /‬اهو ادهم جه اقعد يال يا‬


‫ادهم عشان نكمل السهرة سوا كلنا‬

‫نظر ادهم للجميع ثم نظر لبراءة بتعجب وهو‬


‫يقول ‪ /‬عملتي ايه‬
‫هزت منة رأسها بضيق ويأس من تعنت‬
‫والدتها ثم تقدمت للداخل وهى تحاول أن تتحكم‬
‫في اعصابها وبمجرد رؤية الجميع لها حتى‬
‫نهض ذلك الشاب المدعو رامي وهو يتجه لها‬
‫ويقول بلكنته االوروبية المنمقة‪/‬ماماميا منة‬
‫واخيرا جيتي بقالي كتير مستني‬

‫منة وهى تتجاهله وتعبر بجانبه ثم اتجهت‬


‫لوالدها وهى تقبله ‪ /‬حبيبي عامل ايه‬

‫ابتسم عبدالرحيم بشماته وهو يقول ‪ /‬كويس‬


‫ياقلبي شكلك تعبانه لو كده اطلعي ريحي األول‬

‫انهي عبدالرحيم حديثه بسرعه قبل أن يعترض‬


‫او يعلق احد فابتسمت له منة وقالت وهى‬
‫تخرج ‪ /‬آه وهللا يابابا تعبانه اوي اوي هطلع‬
‫استريح انا عن اذنكم يا جماعه‬
‫نظر رامي لها وهى ترحل ثم نظر لوالدته‬
‫بحنق وقال ‪ /‬هو احنا مش مرحب بينا وال ايه‬
‫يا شاهي هانم‬

‫نظرت شاهي لهم بحرج ثم ابتلعت ريقها وقالت‬


‫‪ /‬ازاى بس يارامي دي حتى موني مش على‬
‫لسانها غير رامي رامي‬

‫نظر لها رامي بشك بينما نهضت مديحه وهى‬


‫تقول ‪ /‬واضح يا مدام شاهي يال يا رامي‬
‫هنرجع البيت يا حبيبي‬

‫نظر لهم رامي بترفع ثم ذهب خلف والدته‬


‫بينما شاهي تحاول أن تمنعهم ولكن لم‬
‫يستمعوا لها‬

‫بعد ذهابهم نظرت شاهي لزوجها الذي يمسك‬


‫هاتفه وهو يبتسم بسمة ساحرة فانطلقت له‬
‫بغضب وهى تقول ‪ /‬طبعا فرحان دلوقتي لما‬
‫خليت منظري زفت قدام مديحه هانم‬

‫نظر لها عبدالرحيم ببسمة متشفية ‪ /‬أنا يا‬


‫شوشو اعمل كده ال اخص عليكي ده انا حتى‬
‫بحبك وبهتم بمنظرك االجتماعي قدامهم‬

‫رفعت حاجبها بسخريه ‪ /‬ال مهو واضح أمال لو‬


‫مكنتش مهتم‬

‫نهض عبدالرحيم وهو يقترب منها يقول‬


‫بسخريه ‪ /‬كنت جبت فسيخ وفرشت في األرض‬
‫هنا‬

‫ثم تركها وصعد لألعلى تاركا اياها تشتعل‬


‫غيظا من برودو‬
‫دخلت أشرقت غرفتها وهى تلقي نفسها‬ ‫ترك‬
‫على الفراش بتعب شديد بعد يوم دراسي طويل‬
‫فسمعت صوت وصول رسالة فامسكت هاتقها‬
‫بلهفه وسرعان ما ابتسمت باتساع وهى تقول‬
‫‪ /‬اكل الطعم‬

‫ثم أخرجت هاتفها واجرت اتصال وانتظرت‬


‫قليال حتى وصل لها صوت كريم وهو يقول ‪/‬‬
‫أشرقت ازيك‬

‫أشرقت ببسمه وصوت متحمس ‪ /‬الحمدهلل‬


‫بخير ياكريم انت بخير؟؟‬

‫كريم بنبرة حنونة ‪ /‬الحمدهلل يا‪ ....‬اااااه‬

‫أشرقت بتعجب ‪ /‬ها؟؟‬


‫نظر كريم بجانبه لسليم الذي ينظر له بشر‬
‫وقال بخفوت ‪ /‬فيه إيه بقول الحمدهلل هو أنا‬
‫بعاكس‬

‫سليم وهو يضع يده على الهاتف ويقول وهو‬


‫يجز على أسنانه ‪ /‬شامم ريحة مش كويسه في‬
‫نبرتك مش عايز لين وال عايز حنان عايز دبش‬
‫راجل ألي سامع‬

‫ثم نزع يده من على الهاتف وأشار له ان يكمل‬


‫فنظر له كريم بحنق وهو يتمتم بغيظ ‪ /‬لوال‬
‫اختك اللي جوا دي كنت نفختك‬

‫ثم تحدث بصوت حاول أن يجعله جاد ‪ /‬ايوة‬


‫معاكي يا أشرقت كنت بتقولي ايه‬

‫أشرقت وهى تقول بنبرة متعجبة ‪ /‬كنت بقول‬


‫ان رأفت بعتلي رساله‬
‫نظر سليم بشر للهاتف فابعده كريم بخوف وهو‬
‫يقول‪/‬قالك ايه‬

‫أشرقت بأمل ‪ /‬الحمدهلل وافق يقابلني‬

‫ضغط سليم على هاتفه واحمرت عينه بشده ثم‬


‫رفع عينه لكريم وهو يشير له بالتحدث‬

‫كريم وهو يبتلع ريقه ‪ /‬آيوه تمام مفهوم بلغيه‬


‫انك هتقابليه كمان ثالث ايام اكون رجعت من‬
‫دمياط الني عندي شغل هناك‬

‫أشرقت ‪ /‬تمام يا كريم هبلغه وبجد مش عارفه‬


‫اشكرك ازاى يا كريم‬

‫نظر كريم برعب لسليم وهو يقول برعب ‪/‬‬


‫متشكريش مش عايز شكر خالص‬
‫أشرقت ببسمه وهى تظنه يقول ذلك كعادته من‬
‫باب المساعده ‪ /‬ال أبدا وهللا لوالك يا كريم‬
‫كنت‪....‬‬

‫كريم بسرعه وهو يرى نظرات سليم له التي‬


‫تطلق شرار ‪/‬ال ال وهللا مفيش حاجه خالص يا‬
‫أشرقت المهم انتي الفتره دي مترديش على اى‬
‫حاجه منه وخليكي دايما على تواصل معايا لحد‬
‫ما ارجع‪ ......‬تمام‪ ......‬سالم‬

‫أغلق الهاتف ونظر لسليم ولم يكد يتحدث حتى‬


‫وجد سليم يقترب منه بسرعة كبيرة وهو يدفعة‬
‫للحائط بعنف ويقول من بين أنفاسه التي تلفح‬
‫وجه كريم ‪ /‬دلوقتي وحاال هتقولي ايه اللي‬
‫بيحصل مع أشرقت وابن ال**** ده هيقابلها‬
‫ليه‬
‫نظر له كريم برعب فعندما جائت له مكالمه‬
‫أشرقت كان سليم يجلس بجابنه ورأى اسمها‬
‫فجذبه للخارج وجعله يفتح المكبر ابتلع كريم‬
‫ريقه وقال ‪ /‬طب ندخل دلوقتي وه‬

‫سليم بعيون غاضبة وبهمس مرعب ‪ /‬دلوقتي‬

‫تحدثت براءة ببرود وهى ترى الجميع يضحك‬


‫بصخب بعد هم للغرفة وعودتهم لغرفة ادهم‬
‫مجددا‪ /‬فيه إيه مالكم‬

‫شادي وهو يقترب منها وينحني لها بحركة‬


‫مسرحية ‪ /‬ارفعلك القبعة ده انتي قادرة وهللا‬

‫ضحكت ام فتحي بشده وهى تقول ‪ /‬كل ما‬


‫افتكر شكلهم وهما بيقولوا ليك انت الزم ترتاح‬
‫عشان صحتك هموت يا عيني كانوا قربوا‬
‫ينجلطوا وال براءة كل خمس دقايق ( ال انا‬
‫حاسة اني بزعجكم وهللا ‪ /‬اوعوا اكون‬
‫بزعجكم) ست قادرة‬

‫ضحك ادهم بشده معها هو والجميع بينما تنظر‬


‫له براءة ببسمة سخرية وهى تقول ‪ /‬مش‬
‫كنت حابب انك تفلسع ادينا خلتهم هما اللي‬
‫يفلسعوك ويتحايلوا عليك كمان‬

‫ضحك ادهم وهو يمسك خصره بوجع ‪ /‬بس‬


‫مش للدرجه دي يا عيني كانوا شوية‬
‫وهيطردونا وشادية اللي ماشية تاخد اكونتاتهم‬
‫دي‬

‫شادية وهى ترفع حاجبها بتعجب ‪ /‬فيه إيه‬


‫حابة اضيفهم عشان لو احتاجت استشارة وال‬
‫حاجه‬
‫غمز لها ادهم وهو يجذبها ويقول ‪ /‬استشارة‬
‫برضو يا شادية‬

‫شادية وهى تنظر له بخبث وتقول ‪ /‬انت تعرف‬


‫عني ايه‬

‫ادهم وهو يحاول ان يكتم ضحكته ‪ /‬كل خير‬

‫غمزت له شادية وهى تضحك ‪ /‬خالص بقى‬


‫اطمن‬

‫ثم ابتعدت ونظرت لهم وهى تقول ‪ /‬أظن‬


‫مهمتنا خلصت ودلوقتي الزم نرجع خلي ادهم‬
‫يرتاح واحنا برضو نرتاح‬

‫وافق الجميع على ذلك وقالت مريم وهى تنظر‬


‫الدهم ببسمة ‪ /‬تصبح علي خير يا ابيه‬

‫ابتسم لها ادهم بحنان ‪ /‬وانتي بخير يا ريمو‬


‫تحدث شادي وهو ينظر الدهم وقال ببسمة‬
‫ومكر‪ /‬هى ريمو مقالتش ليك وال إيه يا ادهم‬

‫نظر له ادهم بتعجب فقال شادي وهو ينظر‬


‫لمريم ‪ /‬فيه عريس جه لريمو‬

‫فتح ادهم فمه بصدمه وهو يقول ‪ /‬ده بجد يا‬


‫ريمو‬

‫مريم بخجل شديد ‪ /‬لسه وهللا يا ابيه مجاش‬


‫سليم كلمه وأجل كل الكالم لغاية ما تقوملنا‬
‫بخير‬

‫هز ادهم رأسه بشرود وهو يفكر بكريم وفي‬


‫نفس اللحظه دخل كريم وخلفه سليم الذي كانت‬
‫مالمحه توحي بالسواد الذي يحتويه االن‬
‫تحدث بخفوت ‪ /‬شكل فيه كتير اوي فايتني‬
‫ام فتحي وهى تهمس له ‪ /‬فعال في كتير فاتنا‬
‫بسببك انت بقالي فتره ما شوفتش الكاندي‬
‫شوب بتاعي وبعد ايام من الجبنة القديمة‬
‫واخيرا الواحد داق حلويات‬

‫نظر لها ادهم بشر وغضب شديد وهمس لها ‪/‬‬


‫تعرفي تسكتي‬

‫نظرت له بحاحب مرفوع وقالت ببسمة مستفزه‬


‫‪ /‬ال‬

‫ثم نظرت لكريم وهى تقول ‪ /‬شايف اللولي‬


‫بوب منور ازاى ما شاء هللا يابني عيني عليك‬
‫باردة الواد فولته عالي و‬

‫قطعت حديثها وهى تجد ادهم يجذبها بعنف‬


‫وينظر لها بغضب ابتلعت ريقها وهى تقول ‪/‬‬
‫ايه يا ادهم بس ده انت حتى الخير والبركة‬
‫وهللا سيب بس وداني وخلينا نتكلم براحة‪.‬‬

‫تحدثت براءة وهى تنهض وتنظر للجميع ‪ /‬يال‬


‫يا جماعه خلينا نرتاح‬

‫وبالفعل ودع الجميع ادهم وعاد الكل لمنازله‬


‫بينما نظر ادهم الم فتحي وتحدث ‪ /‬كريم لقى‬
‫صورة ليكي لشخص كان بيدور عنك‬

‫نظرت له بلهفه شديدة وهى تقول ‪ /‬بجد في حد‬


‫بيدور عليا عندي عيله‬

‫ابتسم لها بحزن وقال ‪ /‬اممم واحد كان رافع‬


‫صورتك على الفيس وكريم جاب العنوان‬
‫وبكرة هنروح ونشوف الموضوع‬
‫ابتسمت ام فتحي بشده وهى تنظر له بعدم‬
‫تصديق ‪ /‬أنا مش مصدقه انا‪ ..‬انا مش عارفه‬
‫اقول ايه واخيرا هعرف انا مين‬

‫ثم نظرت فوجدت مالمحه غامضه بشكل غريب‬


‫‪ /‬مالك انت مش فرحان‬

‫نظر لها وأجاب على سؤالها بسؤال ‪ /‬هو آنتي‬


‫ممكن تنسيني لو فوقتي ممكن تسبيني‬
‫وترجعي لعيلتك‬

‫نظرت له بصمت وهى تفكر قليال فقال هو‬


‫بعيون حزينه وبسمة يحاول رسمها ‪ /‬عادي‬
‫وهللا دي عيلتك ومن حقك ترجعي ليهم انا بس‬
‫مش عايزك تسبيني و‬

‫قاطعته وهى تقول ‪ /‬يمكن انساك فعال‬


‫خرج شادي من غرفته بعدما بدل ثيابه فوجد‬
‫عوض يجلس في الصالة وهو يشاهد التلفاز‬
‫مع براءة وشادية فقال ببسمه وهو يجلس‬
‫بجانبه ‪ /‬عوض يا اجمل عوض ليا كنت ابويا‬
‫واخويا وعيلتي كلها‬

‫نظر له عوض ببرود وقال ‪ /‬ال‬

‫ثم أعاد نظره للتلفاز بينما تحدث شادي بتذمر ‪/‬‬


‫هو ايه اللي ال ده انا لسه قولت حاجة‬

‫ابتسم عوض ببرود ‪ /‬بالمقدمة دي اكيد بلوه‬


‫انسى انا خالص قربت ابيع القهوة واسرح‬
‫بترمس عشان أسد البالوي اللي بتعملوها‬

‫ثم نظر بجانبه لبراءة ‪ /‬واهي األخت التانية‬


‫شرفت يعني المشاكل بقت بالدابل فانسى بقى‬
‫ابتسمت براءة وهى تتناول التفاح ‪ /‬تعيش يا‬
‫غالي وتسدد يارب‬

‫نظر لها عوض بقرف بينما قالت شادية‬


‫لشادي‪ /‬عايز ايه ياض ياشادي قولي وانا‬
‫أقنعه مش هيقولي ال‬

‫نظر لها عوض بتذمر وهو يهتف ‪ /‬امي‬

‫ابتسم شادي وتحرك إلى جوار شادية ‪ /‬ضهرك‬


‫كده يابراءة بصي يا شوشو انا بس عايز‬
‫العربيه لمشوار مهم بكرة وهرجعها صاغ‬
‫سليم‬

‫نظر له عوض وقال له برفض ‪ /‬انسى يا بابا‬


‫اخر مرة رجعتلي بتذكار منها‬
‫شادي وهو يستدير له ‪ /‬االه مش المهم‬
‫اتصلحت ورجعت‬

‫براءة وهى تأكل التفاح ببرود ‪ /‬اديها ليه يا‬


‫عوض وانا هروح معاه‬

‫نظر لها عوض بسخريه ‪ /‬ما انيل من سيدي‬


‫اال ستي يا ختي اتنيلي ده انا كده اقلق آكتر‬
‫انسوا اني اديكم عربيتي‬

‫نظر له شادي بنظرات بريئة وهو يقول ‪ /‬ولو‬


‫قولتلك عشان خاطري ياعوض‬

‫عوض بحده ‪ /‬يا اخويا اولع انا مش مستعد‬


‫اني اضيع عربيتي اللي ورثتها من جدودي‬
‫كادت براءة تتحدث ولكن قاطعها عوض بنفى‬
‫قاطع ‪ /‬انكم تاخدوا عربيتي دي تنسوها‬
‫خالص‬

‫تحدث سليم لشادي ببسمة ‪ /‬هات المفتاح انا‬


‫هسوق‬

‫شادي بسخرية وهو يتجه لمقعد القيادة ‪ /‬انسى‬


‫يا حبيبي ابويا المرة اللي فاتت كان هيروح‬
‫فيها وانا اقنعته بالعافية وانت غبي في‬
‫السواقة‬

‫دخل كريم في الخلف بجوار ادهم وكانت معهم‬


‫ام فتحي وهى تقول ‪ /‬دمياط وحلويات دمياط‬
‫ومشبك دمياط وانا اقول بحب الحلويات ليه‬

‫نظر لها ادهم بتشنج ثم أدار وجهه لألمام بينما‬


‫هى تحدثت بتعجب ‪ /‬مالك‬
‫نظر لها بسخرية ‪/‬يعني مش عارفه‬

‫هزت رأسها برفض فقال بغيظ ‪ /‬واللي عملتيه‬


‫امبارح ده كان ايه‬

‫ابتسمت ام فتحي وهى تقول بمشاغبة‪ /‬يا راجل‬


‫انت لسه زعالن ده انا بهزر‬

‫نظر ادهم لألمام بتذمر بينما هى ضحكت‬


‫بخفوت وهى تتذكر ما حدث‬

‫‪F. B‬‬

‫قالت أم فتحي بحنان ‪ /‬يمكن انساك بس اتأكد‬


‫أن قلبي عمره ما هينساك القلب اللي ارتاح‬
‫ليك من غير ما يعرفك وحس انه يعرفك من‬
‫سنين اكيد مش هينساك خصوصا بعد ما فضل‬
‫جنبك طول الفتره دي‬
‫نظر لها ادهم وقال‪ /‬هتسبيني‪.‬‬

‫ابتسمت هى وقالت ‪ /‬انت هتسبني امشي؟؟‬

‫نظر لها قليال بصمت ثم ابتسم وقال ‪ /‬لو اقدر‬


‫ارجع وحيد تآني هقدر اسيبك وقتها‬

‫نظرت له بتعجب الجابته المراوغة تلك الحظ‬


‫ادهم نظرتها فقال ببسمة ‪ /‬بس انا مش هقدر‬
‫ارجع تاني وحيد بعد ما حسيت يعني إيه يكون‬
‫ليا حد دايما جنبي‬

‫ابتسمت له بينما هو نظر لها نظرات جعلتها‬


‫تتوتر بشده وتقول بسرعه لتجعله يكف عنها ‪/‬‬
‫طبعا يابني هتستغنى عني إزاي حتى انا مش‬
‫هقدر امشي اسيب الكاندي شوب لمين ها قولي‬
‫وال الجالكسي بتاعي وغزل البنات مين ياخد‬
‫باله منهم‬
‫نظر لها بغيظ شديد ثم تسطح على الفراش‬
‫وتحدث‪ /‬غوري يابت من هنا‬

‫نظرت له بتعجب لما غضب هكذا‬

‫‪B‬‬

‫ضحكت ام فتحي وهى تقول ‪ /‬قفوش آوي‬


‫على فكره‬

‫نظر شادي لهم وكاد ينطلق بالسيارة حتى وجد‬


‫الجميع السيارة تفتح وحقيبه تلقى عليهم‬
‫وبراءة تصعد بجانب كريم نظر لها الجميع‬
‫بتعجب فتحدثت هى باستغراب لنظراتهم تلك ‪/‬‬
‫ايه مالكم فيه إيه‬

‫تحدث شادي وهو يستدير لها حيث تجلس في‬


‫الخلف ‪ /‬انتي بتعملي ايه يا براءه‬
‫براءة بجدية ‪ /‬عوض جه وقالي باهلل عليكي يا‬
‫براءة تروحي معاهم عشان مش هطمن غير‬
‫كده‬

‫فتح الجميع فمه بغباء فقالت هى ببرود وهى‬


‫تزفر ‪ /‬جاية عشان عايزه اجي فيها حاجه دي‬

‫سليم وهو ينظر لها من خالل المرآه االمامية ‪/‬‬


‫هو احنا رايحين نلعب يا براءة‬

‫براءة وهى تربع يدها بعناد ‪ /‬وهللا تلعبوا‬


‫تشتغلوا تتنططوا على الحيطان انا هروح يعني‬
‫هروح فوفروا على نفسكم وقت وامشي عشان‬
‫نلحق الطريق من أوله‬

‫نظر شادي لهم فاشار له ادهم باالنطالق فبدأ‬


‫شادي طريقه نحو البحث عن حقيقة تلك‬
‫الروح‬
‫زفرت منة بضيق وهى تنظر لوالدتها باختناق‬
‫‪ /‬هتخلص امتى‬

‫تحدثت شاهي وهى ترفع نظرها عن بعض‬


‫األوراق وتقول بتهكم‪ /‬ليه حضرتك مشغوله‬
‫وال إيه‬

‫صمتت منة قليال ثم قالت ‪ /‬ليه هو انا معنديش‬


‫حاجه غير العرض ده‬

‫تركت شاهي األوراق من يدها ببرود وهى‬


‫تقول ‪ /‬احب اعرف حضرتك عندك ايه‬

‫منة وهى تنظر لنفسها في المرآه وتقول ‪/‬‬


‫هروح النادي بقالي فتره مروحتش‬

‫شاهي باستخفاف كبير ‪ /‬آه النادي طبعا‬


‫هتروحي ترقصي‬
‫منة وهى تبعد الفتاة التي تأخذ المقاسات‬
‫الدقيقه لها ‪ /‬وماله يعني هو انا برقص في‬
‫الكباريهات وال إيه أنا بتدرب على رقص‬
‫الباليه‬

‫شاهي وهى تتحدث بقرف ‪ /‬ايه ألفاظك دي‬


‫انتي عرفتي كباريه دي منين‬

‫منة باستخفاف شديد ‪ /‬يمكن عشان مصرية‬


‫مثال والكلمة دي معروفه يعني‬

‫زفرت شاهي بضيق وهى تقول ‪ /‬انتي عايزة‬


‫ايه‬

‫منة باصرار شديد وشعور باختناق بدأ يزداد‬


‫بتحكم والدتها ‪ /‬عايزه اخلص وامشي انا تعبت‬
‫بقالي ساعه واقفه اقيس‬
‫نهضت شاهي وهى ترحل وتقول بال اهتمام‪/‬‬
‫ماشي ماشي‬

‫نظرت منة الثرها بسخريه ثم أخرجت هاتفها‬


‫وهى تجري مكالمة وتقول ‪ /‬الو شادية انتي‬
‫في البيت‬

‫براءة وهى تصفق باستمتاع ‪ /‬لو الظروف‬


‫هتسخف‬

‫ثم صمتت ونظرت لهم في انتظار التكلمة فقالوا‬


‫بضيق وهم يصفقون ‪ /‬صقف صقف صقف‬
‫اوعى توقف صقف صقف اوعى توقف‬

‫براءة وهى تكمل غناء ‪ /‬عايزها متبقاش ضيقه‬


‫بطل بص وبحلقة لو عايزها متبقاش ضيقة‬
‫بطل بص وبحلقه الرضا بتجيب بغدده والبحلقة‬
‫بتجيب زحلقة‬
‫توقفت عن الغناء ثم نظرت لسليم بشر فقال‬
‫سليم برتابة وكأنه رجل الي ‪ /‬اهدى يابنك‬
‫النرفزة وبالش تنكش ع االذى اهدى يابنك‬
‫النرفزة وبالش تنكش ع االذى ما تنشنش وما‬
‫تشدش وافرح هو احنا في عزا‬

‫براءة وهى تصفق ‪ /‬ولو الظروف هتسخف‬

‫لم يكد احد يتحدث حتى شعروا بالسيارة تتوقف‬


‫بسرعه كبيرة فارتدت أجسامهم لألمام ونظروا‬
‫بخوف لألمام وفجأة رفعت براءة جسدها‬
‫وتقدمت لشادي وقامت بصفعة بحده على‬
‫رقبته وهى تقول ‪ /‬انت ياض راضع من بجرة‬
‫هبلة‬

‫نظر ادهم الم فتحي ببسمة فقالت بتعجب ‪ /‬ايه‬


‫تحدث ادهم بسخرية ‪ /‬نفس البجرة اللي‬
‫شربتي منها اللبن تقريبا انتي تعرفي شادي‬

‫ام فتحي وهى تنظر لشادي وتقول ببسمة ‪/‬‬


‫الكاب كيك ده ياخويا ياريت هو أنا اكره‬

‫زفر ادهم بغيظ فهو كان يود ان يستفزها وقد‬


‫انقلب األمر ضده‬

‫تحدث شادي بوجع وهو ينظر امامه ‪ /‬ايه‬


‫يابراءة فيه واحد غبي رمى نفسه قدام العربية‬

‫نظرت براءة من الزجاج األمامي ثم قالت‬


‫بغضب ‪ /‬طلعني كده عشان هخلي الجذمة‬
‫تزغرط على خلقته‬
‫هبطت براءة بسرعه وخلفها الجميع بينما ام‬
‫فتحي تقول بتأثر ‪ /‬الواحد حس باألمان في‬
‫وجودك يابنتي وهللا‬

‫بمجرد خروجهم قام الشخص الساقط بمسك‬


‫قدمه وهو يصرخ بوجع ‪ /‬آه حرام عليكم مش‬
‫تفتح وانت سايق وال انت لوحدك في الطريق‬

‫نظر شادي له بتعجب وهتف باستنكار ‪ /‬انت‬


‫كداب انا شوفتك وانت بترمي نفسك قدام‬
‫العربية‬

‫نظرت السيدة التي تجاور ذلك الرجل بقلق‬


‫وقالت بتمسكن ‪ /‬حرام عليك يابيه اكمننا غالبة‬
‫يعني بتدوسوا علينا‬

‫تحدثت ام فتحي بسخريه ‪ /‬ميغركش شوية‬


‫اللبس النضيف ده دول معفنين أساسا عندك ده‬
‫مثال ( وهى تشير الدهم) ده يا حبة عين أمة‬
‫عنده طقمين يقلع واحد ويلبس التاني والتاني‬
‫ده ( تقصد سليم) ده عنده اخت هبلة بيعالجها‬
‫ومش القي ياكل وده ( تقصد شادي) ابوه‬
‫شويه وهينزل يلف ببخور في السيدة واألخير‬
‫ده( تقصد كريم) عنده اب جالكسي وأم غزل‬
‫بنات ومش عارفين يجيبوا حقن األنسولين‬
‫بسبب السكر اللي هما عايشين فيه ده‬

‫نظر لها ادهم بغباء وهو يقول ‪ /‬انتي بتقولي‬


‫ايه‬

‫نظرت له بتعجب ‪ /‬ايه بحاول أقنعه انكم‬


‫معدومين يمكن يمد ايده في جيبه يطلع قرشين‬

‫تحدثت براءة بملل ‪ /‬قوم من مكانك عشان مش‬


‫فاضيين يال يا بابا‬
‫ثم كانت في طريقها للعودة حتى سمعت صراخ‬
‫السيدة وهى تقول ‪ /‬انتي ايه ده انتي حتى ست‬
‫معندكيش قلب وال إيه‬

‫ام فتحي بتأثر ‪/‬يا ظلمه يا جبابرة هتروحوا من‬


‫ربنا فين‬

‫انتم ال يمكن تكونوا بشر‬

‫ثم نظرت ببسمه هيام لكريم ‪ /‬انتم حلويات‬


‫بالفراولة وال‬

‫توقفت وهى ترى يد ادهم على وشك صفعها‬


‫فمنعته وهى تشير لفمها بعالمة الغلق‬
‫‪/‬اعتبرني هوا‬

‫ادهم ببسمة وهو يكتم ضحكة ‪ /‬انتي فعال هوا‬


‫نظرت براءة لهم بشر ثم ابتسمت وتقدمت من‬
‫شادي وسحبت من يده مفتاح السيارة وقالت‬
‫بأمر وهى تتجه للسيارة ‪ /‬اركبوا‬

‫نظرت السيدة لزوجها ونظر الجميع لبعضهم‬


‫بتعجب فقالت براءة بصرامة شديده ‪ /‬كله على‬
‫العربية اخلصوا‬

‫ركض الجميع للسيارة بعدم فهم وصعدت براءة‬


‫لمقعد السائق وصعد الجميع نظرت براءة‬
‫ببسمة باردة للطريق بينما الرجل يبتلع ريقه‬
‫وهو ينظر للسيدة بجانبه بخوف‬

‫نظرت براءة للخلف ثم عادت بالسيارة للخلف‬


‫وتوقفت ثم نظرت من السيارة وهى تقول ‪/‬‬
‫هاخدك وش وقفا وهلزقك في األسفلت يا معفن‬
‫وفجأه تقدمت بالسيارة بسرعه والجميع يصرخ‬
‫بها ان تتوقف والرجل ما يزال يتسطح أرضا‬
‫وهو ينظر لها برعب‬

‫تحدثت ام فتحي وهى تصرخ بحماس ‪ /‬سفلتيه‬

‫نظر لها ادهم بصدمه وهو يقول ‪ /‬جزارين‬

‫وجد الرجل السيارة تقترب منه فصرخ برعب‬


‫ونهض وركض بسرعه بعيدا عن الطريق‬
‫وانطلقت السيارة تشق طريقها مجددا نحو‬
‫دمياط فتحدثت براءة ببسمة ‪ /‬ولو الظروف‬
‫هتسخف‬

‫صفقت ام فتحي بحماس ‪ /‬صقف صقف صقف‬


‫اوعى توقف صقف صقف او توقف‬
‫ضحك ادهم بشده ثم اخذ يصفق ويغني هو‬
‫والجميع حتى وصلوا للمكان المراد‬

‫وقف الجميع امام المنزل المطلوب قالت براءة‬


‫بتعجب وهى تنظر للباب ‪ /‬قولولي تآني كده‬
‫احنا بنعمل ايه هنا‬

‫تحدث شادي وهو ينظر للجميع ‪ /‬هنقولك بس‬


‫خلينا ندخل األول‬

‫طرق سليم الباب بينما ام فتحي تقف بكل لهفة‬


‫وهى تنظر للباب حتى فُتح الباب وظهر من‬
‫الباب شاب وهو ينظر لهم بتعجب فقالت ام‬
‫فتحي بصدمه ‪ /‬أيعقل ؟؟؟؟؟؟‬

‫*****************‬
‫الرابع عشر‬
‫نظر ادهم بفزع الم فتحي وهو يقول ‪ /‬فيه إيه‬
‫يابنتي‬

‫نظرت له ام فتحي بتأثر شديد وهى تشير‬


‫للشاب الذي فتح ‪ /‬اخويا الصغير طلع قمر آوي‬

‫نظر ادهم للشاب الذي فتح الباب ويبدو في‬


‫الثامنة عشر من عمره فرفع حاجبه وهو يقول‬
‫بخفوت ‪ /‬وانتي ايه اللي عرفك انه اخوكي‬
‫الصغير‬

‫شهقت ام فتحي وهى تنظر للشاب بدموع‬


‫مصطنعة ‪ /‬ابني؟؟؟ يا حبيب ماما شايف شبهي‬
‫إزاي واخد مناخيري اهو وأكيد عيونه الملونه‬
‫دي واخدها من ابوه‬
‫نظر لها ادهم بقرف وعض على شفتيه بغيظ‬
‫حتى ال يصرخ بها امام الجميع‬

‫تحدث الشاب الصغير بتعجب منهم ومن‬


‫صمتهم العجيب ذاك فقال بوقاحة ‪ /‬نعم‬
‫اتفضلوا عايزين مين‬

‫نظر ادهم لكريم الذي هز رأسه وأخرج هاتفه‬


‫وفتحه ثم وضعه امام الشاب وقال بهدوء‪ /‬انت‬
‫صاحب االكونت ده‬

‫نظر الشاب لشاشة الهاتف ثم نظر لهم بتعجب‬


‫وحاحب مرفوع بكبرياء ‪ /‬ليه فيه مشكله؟؟؟؟‬

‫تحدث سليم وهو يزفر بضيق ‪ /‬رد على السؤال‬


‫من غير كالم كتير لو سمحت‬
‫نظرت له براءة بتأنيب وهى تقول ‪/‬مش كده يا‬
‫سليم اتكلم براحة مع الواد‬

‫ثم نظرت للشاب وقالت وهى تشير برأسها‬


‫للداخل ‪ /‬اجري ياض نادي اى حد كبير نتكلم‬
‫معاه‬

‫كاد الشاب يتحدث حتى سمع الجميع صوت‬


‫شاب يٱتي من الداخل وهو يقول ‪ /‬مؤمن فيه‬
‫إيه‬

‫ثم اقترب منهم وهو يقول بتعجب ‪ /‬مين دول‬

‫ام فتحي وهى تنظر له بصدمه وهيام ‪ /‬يارب‬


‫يكون جوزي يارب يكون جوزي‬

‫فجأه سمعت صوت سيده من الداخل وهى‬


‫تنادي ‪ /‬مين يا حبيبي‬
‫ام فتحي بخيبة امل وصدمه ‪ /‬طلع متجوز‬
‫يارب يبقى عشيقي‬

‫شعرت بضربه في خصرها فنظرت بغضب‬


‫الدهم‬

‫تحدث الشاب الكبير بنظرات باردة قليال‬


‫‪/‬معرفش مين؟؟؟ مين حضراتكم‬

‫فتحت ام فتحي فمها بصدمه شديده وهى تقول‬


‫بهمس‬

‫الدهم ‪ /‬هو احنا فين كده يا كابتن‬

‫ادهم وهو يتحدث بتعجب ‪/‬دمياط‬

‫ام فتحي وهى تنظر للشاب ببسمة غبية ‪ /‬طب‬


‫اتأكد كده هللا يكرمك اننا في دمياط لنكون‬
‫روحنا اسكندريه بالغلط‬
‫كرمش ادهم وجهه بتعجب من حديثها فقالت له‬
‫بهيام ‪ /‬ده مش مشبك دمياطي ال دي بسبوسة‬
‫اسكندراني بالسمنة البلدي اسمع مني مش‬
‫مصدق طب استني اروح ادوق‬

‫امسكها ادهم من مرفقها وهو ينظر لها بشر‬


‫ولكن فاق على حديث شادي وهو يقول ‪ /‬يال يا‬
‫ادهم‬

‫نظر له بتعجب فقال شادي وهو يشير للباب ‪/‬‬


‫بقولك ادخل يال هنتكلم جوا‬

‫نظر ادهم مجددا الم فتحي بشر وهمس ‪ /‬كلمه‬


‫إعجاب تآني وهشغل اية الكرسي وتنحرقي‬
‫واخلص‬

‫نظرت له بتذمر ودخلت خلفه وجلست حيث‬


‫الجميع ثم نظرت للبيت حولها قليال وهى‬
‫تغمض عينها بتأثر بينما ادهم يراقب مالمحها‬
‫بدقه ثم قال لها ‪ /‬مالك‬

‫ام فتحي وهى تنظر حولها بحنين غريب عليها‬


‫وشعور يمتلكها وقالت بتأثر شديد ‪ /‬انا افتكرت‬

‫نظر لها بصدمه فاكملت له ‪ /‬حاسه اني‬


‫شوفت البيت ده قبل كده مألوف ليا آوي‬

‫ثم أشارت لغرفه وهى تقول ‪ /‬االوضه دي‬


‫حاسه آوي انها كانت بتاعتي قلبي بيقولي كده‬

‫نظر الشاب للصورة التي أعطاها له كريم فقال‬


‫بحاجب مرفوع ‪ /‬آيوه بس انا معرفش مين دي‬

‫تحدث ادهم بانتباه ‪ /‬إزاي حضرتك نزلت‬


‫بوست بتسأل فيه عنها‬
‫رجع الشاب بظهره للخلف وبكل برود قال ‪/‬‬
‫ايوة بس انا معرفهاش دي بس نسيت شنطتها‬
‫في العربيه اللي كنت مسافر بيها ولقيت‬
‫الصوره دي في الشنطة وكنت بسأل عنها بس‬
‫انا اساسا معرفش مين دي‬

‫نظر ادهم الم فتحي وهو يبتسم بسخريه ويقول‬


‫‪ /‬حاسه اني شوفت البيت ده قبل كده حاسه‬
‫بكده آوي وفي االخر طلعتي مش من هنا‬
‫أساسا آه يا زباله‬

‫قالت أم فتحي وهى تضحك بشده ‪ /‬هللا يابني‬


‫حاولت اني اتأثر زي ما بشوف‬

‫نظر ادهم للشاب وقال ‪ /‬طب متعرفش حاجه‬


‫عنها وال حتى شنطتها فيها اى حاجه تدلنا‬
‫علي اى حاجه عنها‬
‫تحدث الشاب ببرود ‪ /‬ال معرفش حاجه وكمان‬
‫الشنطة مش فيها غير لبسها وصورة ليها اللي‬
‫هى نشرتها الن هى لما نزلت االستراحة‬
‫أخدت معاها المحفظه اللي فيها اى أوراق‬
‫خاصة‬

‫انتبه ادهم وتحفز جسده بشده وهو يقول‬


‫بتركيز ‪ /‬استراحه ايه وكنتم مسافرين منين‬
‫بالتحديد لفين‬

‫زفر الشاب بضيق وهو يقول ‪ /‬وانا ايه االي‬


‫يجبرني اقولك واحكيلك عنها تعرفها منين‬
‫أساسا‬

‫ام فتحي ببسمه خجوله وهى تنظر أرضا ‪ /‬طلع‬


‫بيغير‬
‫تجاهلها ادهم ثم نظر له وهو يقول ‪ /‬أنا دكتور‬
‫في مستشفي في القاهره وهى هناك عامله‬
‫حادثه ومحتاج حد من عيلتها‬

‫تحدث الشاب بضيق وكل برود ‪ /‬طالما مش من‬


‫عيلتها يبقى مش هقدر اقولك حاجه بعتذر‬

‫نظرت أشرقت لشادي وقالت بهمس ‪ /‬هى مين‬


‫دي بدل ما انا زى عواجيز الفرح كده وادهم‬
‫مهتم آوي كده ليه بالمريضه دي‬

‫نظر لها شادي ثم نظر الدهم الذي ينظر للشاب‬


‫بشر وقال بمكر ‪/‬أصل ادهم بيحبها عشان كده‬
‫بيحاول يالقي أهلها يمكن يكونوا امل في انها‬
‫تفوق‬

‫هزت رأسها ثم نظرت لذلك الشاب السمج كما‬


‫اسمته ومدت يدها في بنطالها واخرحت‬
‫مسدس ووضعته على الطاولة امام الجميع‬
‫بعنف وقالت وهى تشير بعينها للمسدس ‪ /‬طب‬
‫حاول تفتكر يمكن تفيدنا بحاجه‬

‫تحدث الشاب بتوتر قليل بسبب هذا السالح‬


‫ولكن قال بعناد ‪ /‬مفكراني هخاف من المسدس‬
‫ده يعني‬

‫نهضت براءة من مكانها واتجهت له وقال‬


‫بنبره مرعبه ‪ /‬لو مخفتش من المسدس ده‬
‫خاف مني انا مصنفة اني بتعامل معامله أطفال‬
‫يعني لو قتلتك دلوقتي ليس على حرج‬

‫تحدث الشاب برعب من نبرتها ونظرتها‬


‫المرعبة وقال ‪ /‬أنا انا معرفش بس انا كنت‬
‫مسافر من االتوبيس اللي كان طالع من‬
‫اسكندرية لدمياط بس في نص الطريق وقفنا‬
‫في استراحة وهى نزلت بس مجتش ومحدش‬
‫خد باله وكملنا الطريق ولما وصلنا اكتشفت‬
‫انها مش موجوده من شنطتها والسواق عطاها‬
‫ليا وقالي اعلن عنها فنزلت صورتها اسأل‬
‫عنها مش اكتر بس معرفش حاجه تاني‬

‫دخلت عليهم فتاه وهى تنظر لهم بشك وتقول‬


‫‪/‬مين دول يا محمد‬

‫نظرت له براءة ببسمة وعادت لمكانها بينما‬


‫كانت أم فتحي شاردة بطريقه غريبه وكذلك‬
‫الجميع‬

‫تحدث محمد وهو يقول بضيق شديد ‪ /‬موضوع‬


‫البت اياها‬
‫انتبه له سليم فقالت الفتاه بتذمر وحنق ‪ /‬يا‬
‫ستير يارب متفكرنيش هى البت دي مالها الكل‬
‫بيسأل عليها كده‬

‫نظرت ام فتحي بلهفه الدهم ففهم عليها وبادر‬


‫في السؤال وقال ‪ /‬مين تاني سأل عليها‬

‫تحدثت السيده بغضب ‪ /‬رجلين جم سألوا عليها‬


‫وقالوا انها من عيلتهم‬

‫ابتسمت ام فتحي بشده وقد بدأ امل ينبت في‬


‫قلبها ولكن اختفى ذلك األمل وهى تسمع بقية‬
‫حديث السيده وهى تقول ‪ /‬بس كانوا يا بااااي‬
‫ناس أتمة بيزعقوا ويشوحوا وال كأنهم‬
‫مفكرين الكل عبيد عندهم وكمان واضح آوي‬
‫انهم مكنوش بيحبوا البنت دي‬
‫نظر لها محمد بشر وقال ‪ /‬خالص خلصنا‬
‫ملناش دعوه بيهم‬

‫نظر لها ادهم باهتمام شديد وقال ‪ /‬يعني إيه‬


‫مش بيحبوا البنت يعني‬

‫الفتاة بثرثرة ‪ /‬أصل اول ما جم هنا كانوا‬


‫عمالين يزعقوا ومضايقين ومره واحده قام‬
‫واحد منهم واتكلم في التليفون وهو بيزعق‬
‫ويشتم في البنت دي ويقول ال لسه ملقناش‬
‫بنت ال**** دي بقى حتة واحده زبالة ال راحت‬
‫وال جات تبهدلنا كده انا بقى هجبها ولو من‬
‫تحت االرض ووقتها هعرفها قيمتها‬

‫نظر لها محمد بشر وهو يقول ‪ /‬قولت خلصنا‬


‫مش عايز اسمع كلمه‬
‫ثم نظر لهم بحده وقال ‪ /‬أظن كده عرفتم اللي‬
‫انتم عايزينه شرفتونا‬

‫نظرت براءة لهم بتعجب وهى تقول ‪ /‬هو‬


‫طردنا من شوية؟؟؟‬

‫امسك شادي يدها وهو يقول بحذر ‪ /‬ال يا عمتو‬


‫اقعدي بس هو ميقصدش‬

‫نهضوا جميعا بينما كانت أم فتحي شارده‬


‫بطريقه تثير الشفقه‬

‫تحدث ادهم لمحمد وهو يتقدم ليصافحة ‪/‬‬


‫هكون مشكور لو قدرت تساعدنا نوصل لبيتها‬
‫ده‬

‫نظر له الشاب قليال ثم هز رأسه وذهب لمكان‬


‫ما ثم عاد وهو يحمل كارت ما وهو يقول ‪ /‬ده‬
‫واحد منهم سابه ليا عشان لو جات تدور على‬
‫شنطتها الني سيبت خبر في كل المحطات ان‬
‫الشنطة معايا‬

‫نظر ادهم للكارت بدقه وهو يفكر جيدا في‬


‫القادم‬

‫بينما نهض الجميع بتعجب وصدمه مما سمعوا‬


‫وبراءة تنظر الدهم بتركيز‬

‫وبعد انتهاء الحديث خرج ادهم وهو ينظر‬


‫للكارت بشرود وخلفه ام فتحي وهى تنظر‬
‫أرضا بتعب وحزن‬

‫تحدث سليم لبراءة بتعجب ‪ /‬انتي من امتى‬


‫وانتي معاكي المسدس ده يا براءة‬
‫براءة وهى تنظر للمسدس بيدها بضحك ‪/‬‬
‫ده؟؟؟ ده لعبة عشان الظروف اللي زي دي‬

‫كاد ادهم يقترب من ام فتحي ليتحدث ولكن‬


‫فجأه سمع الجميع صوت إطالق النيران‬
‫والرصاص يُضرب بجهتو‬

‫سارت منة تجاه العمارة الخاصه بشادية ولكن‬


‫أثناء سيرها اوقفتها سيده ما وهى تنادي‬
‫عليها ‪ /‬يا عروسه انتي يا عروسه‬

‫توقفت منة بتعجب وهى تشير لنفسها فهزت‬


‫السيدة رأسها وهى تشير لها لتقترب منها‬

‫اقتربت منها منة بدهشة فقالت السيدة ‪ /‬انتي‬


‫بنت مين يابنتي هنا‬
‫نظرت لها منة بتعجب وهى ال تتحدث فقالت‬
‫السيده ‪ /‬إيه القمر ده بس ال ونضيفه كمان‬
‫قوليلي يابنتي انتي مخطوبه وال متجوزة‬

‫تحدثت منة بتعجب شديد من حديثها ‪ /‬ال مش‬


‫متجوزة وال مخطوبه بس ليه‬

‫السيده ببسمة وهى تربت على كتفها ‪ /‬انتي‬


‫منين يابنتي وبنت مين‬

‫كادت منة تجيب عليها ولكن قاطعهم صوت‬


‫شاديه التي خرجت من النافذه وهى تنادي على‬
‫منة وتحدث السيده بحنق ‪ /‬جرا ايه يا حبيبتي‬
‫ما تسيبي البنت بعدين دي أساسا قريب هنقرا‬
‫فتحتها على الواد شادي‬

‫نظرت السيده بخيبة امل لمنى فتحدثت شادية‬


‫من األعلى ‪ /‬اطلعي يابنتي يال‬
‫نظرت منة بحرج للسيده وقالت ببسمة ‪ /‬عن‬
‫اذن حضرتك يا طنط‬

‫ثم صعدت بسرعه لشادية بينما نظرت لها‬


‫السيده بتكسر وهى تقول ‪ /‬طنط؟؟؟ ايه الرقة‬
‫دي ملكش نصيب يابني فيها‬

‫ثم غادرت بينما وصلت منة للشقه وجدت مريم‬


‫تفتح الباب وتنتظرها فابتسمت لها منة‬
‫وعانقتها بحب شديد وهى تقول ‪ /‬وحشتيني‬
‫اوي يا مريم‬

‫مريم بحب شديد ‪ /‬وانتي اكتر ياقلبي وهللا‬


‫وحشتيني جدا‬

‫خرجت شاديه وجذبتهم للداخل بحنق ‪ /‬يال‬


‫ياختي منك ليها‬
‫دخلت منة وهى تضحك على تصرفات شادية‬
‫وقالت ‪ /‬على فكره انتي احرجتي الست وبعدين‬
‫ايه اللي هنقرا فاتحتها على شادي دي‬

‫شادية وهى تجذبها لغرفه التلفاز ‪ /‬لو مقولتش‬


‫كده كانت هتخليكي تعترفي على كل حاجه انتي‬
‫متعرفيش النسوان يابنتي يشوفوا اى بنت‬
‫حلوه ينادوها وهاتك يا اسأله اسمك ايه بنت‬
‫مين مخطوبه وال ال ويا سالم بقى لو في فرح‬
‫تروح تقفشها من وسط صحابها وتقررها‬

‫ضحكت منة ومريم بشده فتحدثت شادية وهى‬


‫تشير لالرض ‪ /‬يال بقى جهزت قاعده محترمة‬
‫على شرف البت منة‬
‫نظرت منة لالرض فوجدت حلوى وتسالي‬
‫كثيره جدا فقالت بفرحه ‪ /‬وهللا يا شاديه انتي‬
‫مفيش منك‬

‫ضحكت شادية وهى تجلس وهن كذلك فقالت‬


‫بخبث ‪ /‬نبدأ اللعب بقى‬

‫نظرت الفتاتان لبعضهن بتعجب ثم قالت مريم‬


‫وهى تخلص نظارتها وتمسحها جيدا ‪ /‬لعب ايه‬

‫ابتسمت شاديه بخبث شديد فابتلعت مريم ريقها‬


‫وهى تقول ‪ /‬الستر من عندك يا رب‬

‫نظر الجميع برعب لجهه ضرب الرصاص وفي‬


‫ثواني ولم يستوعب احد كانت براءة تخرج‬
‫المسدس وتطلق به على سيارة ثم ركضت‬
‫بعيدا عنهم وهى تصرخ بصوت عالي‪ /‬فندق‬
‫المنشي‬
‫وفجأه اختفت عن االنظار وخلفها تلك السياره‬
‫والجميع لم يستوعب بعد هذا المشهد والذي‬
‫يروه ألول مره ماذا حدث منذ قليل ال أحد يعلم‬
‫اول من خرج من الصدمه كان سليم حيث‬
‫ركض للسياره وهو يصرخ بهم ‪ /‬اطلعوا‬
‫بسرعه نلحقها‬

‫نظر الجميع لبعضهم البعض بتعجب وصدمه‬


‫فصرخ بهم سليم وركض لهم الجميع بينما‬
‫تحدثت ام فتحي وقد نست ما حدث منذ دقائق‬
‫‪/‬هو فيه إيه انتم طلعتوا مافيا وال إيه‬

‫تحدث ادهم وهو ينظر امامه برعب وشادي‬


‫الذي كانت حالته سيئة وهو يصرخ بسليم‬
‫بسرعه وكريم الذي مازال بصدمته ‪/‬اسكتي‬
‫دلوقتي لو سمحتي‬
‫نظرت لهم ام فتحي بشفقه لحالتهم بينما سليم‬
‫يحاول اللحاق بهم‬

‫وبراءة كانت تركض في شوارع جانبيه‬


‫وضيقه لتعيق عليهم اللحاق بها وفجأه وجدت‬
‫نفسها خرجت لطريق عام فزفرت بضيق‬
‫ونظرت حولها ولكن سمعت صوت شخص‬
‫يصرخ خلفها ويضرب رصاص تجاهها فانحنت‬
‫بسرعه وأخذت تركض في الطريق وهى تقفز‬
‫من على السيارات والجميع يصرخ بها بينما‬
‫هى تركض وتنظر خلفها لهذه السيارة والتي‬
‫توقفت عن إطالق النار بسبب دخولهم لطريق‬
‫ملئ بالناس زفرت براءة واخفت مسدسها‬
‫وهى تنظر خلفها وتسب في نفسها ‪ /‬ناقصه‬
‫امكم هى‬
‫فجأه وجدت سيارة تتجه لها بسرعه كبيره‬
‫وتتوقف امامها وشخص يفتح لها الباب وهو‬
‫يقول ‪ /‬اركبي‬

‫صعدت براءة بسرعه وهى تتنفس بحده‬


‫وأخرجت هاتفها وأرسلت رسالة لشادي ثم‬
‫إعادته ثانيا لجيبها بينما انطلق ذلك الشخص‬
‫بسرعه كبيره مقتحم الطريق الجانبي وهو‬
‫يبتعد عن تلك السياره ثم قال ببسمة ‪ /‬لسه‬
‫فيكي العادة دي يا براءة كل مكان رجلك تدب‬
‫فيه بتعملي بلوة‬

‫نظرت له براءة وهى تتنفس بحده ثم قالت‬


‫ببسمة ساخره ‪/‬هى الدنيا كده مبتجيش غير‬
‫على الغلبان وبس‬
‫ابتسم بجانبية ثم قال ‪/‬بس انا شاكر المصايب‬
‫دي عشان خلتني اشوفك‬

‫نظرت له براءة ببسمة وقالت ‪ /‬وانا مش‬


‫شاكره ليها خالص عشان خلتني اشوف خلقتك‬
‫دي تآني‬

‫ضحك الشاب بصخب وهو يقول ‪ /‬لسه لسانك‬


‫طويل‬

‫براءة وهى تنظر امامها بتعب وتزفر بضيق ‪/‬‬


‫عايز ايه يا مؤنس وعرفت مكاني ازاى‬

‫نظرت منة لالشياء امامها بغباء شديد وهى‬


‫تقول ‪ /‬ايه ده‬

‫ابتسمت شاديه بحماس شديد وهى تنظر‬


‫لالشياء التي احضرتها وقالت وهى تشرح لهم‬
‫اللعبة ‪ /‬دلوقتي قدامكم برطمانين واحد فيه‬
‫ورق مكتوب فيها الحروف وواحده فيه ورق‬
‫مكتوب فيه كوبليه من اغنيه ما‬

‫ثم مدت يدها واحضرت هاتفها وأخرجت منه‬


‫شئ وأخذت تعبث به قليال ثم قالت بمكر وهى‬
‫تضعه أرضا الفون ده فيه خط جديد ومش‬
‫متسجل‬

‫نظرت بجانبها وهى تمسك زجاجه فارغة‬


‫وتقول ببسمة خبيثة ‪ /‬هنلف االزازه دي واللي‬
‫تقف عندها هتسحب ورقة بحرف و ورقة‬
‫بكوبليه وهتاخد الفون ده وتسجل االسم األول‬
‫عندها اللي بالحرف اللي سحبته واول ما يرد‬
‫عليها هتغني الكوبليه ده من غير ما تتكلم كلمة‬
‫بعدين تقفل‬
‫نظرت الفتاتان بغباء لها فزفرت شادية بضيق‬
‫وقالت ‪ /‬مثال انا سحبت ورقة فيها حرف وطلع‬
‫حرف العين وسحبت ورقة فيها اى اغنيه‬
‫همسك تليفوني واجيب اول اسم عندي بحرف‬
‫العين اللي هو عوض هتصل بعوض بقى‬
‫واغني ليه مقطع االغنيه من غير وال كلمة‬
‫بعدين هقفل وبس كده اتفقنا‬

‫ابتلعت مريم ريقها بتوجس وهى تقول بتردد ‪/‬‬


‫طب منلعب الشايب مثال وال اى حاجه تانيه‬
‫غير اللعبه دي ممكن يحصل مشاكل بسببها‬

‫ضربتها شادية بخفه وهى تقول ‪ /‬بس يا هبلة‬


‫احنا نتتسلى بس ها اية رأيك يا بت يا منة‬

‫ابتسمت منة باتساع وهى تقول بحماس شديد ‪/‬‬


‫موافقة جدا حبيتها آوي آوي‬
‫ابتسمت شادية بفرحة ثم أمسكت الزجاجه‬
‫ونظرت لهم ببسمة خبيثه وهى تقول ‪/‬جاهزين‬

‫ثم قامت بلف الزجاجه التي اخذت تدور بسرعه‬


‫كبيرة ثم بدأت تبطئ بالتدريج شيئا فشئ‬
‫وعيون الجميع تدور معها بتركيز كبير جدا‬
‫حتى توقفت على مريم التي صرخت بفزع وهى‬
‫تعود للخلف برعب وكأن وحش على وشك‬
‫االنقضاض عليها بينما صرخت منة أيضا‬
‫ونهضت بسرعة وهى تظن ان هناك شئ‬
‫خاطئ بيننا اقترب شادية منها وضربتها بغيظ ‪/‬‬
‫انتي هبلة يابنتي هو احنا بنجرب انبوبه وهبت‬
‫في وشك‬

‫ثم نظرت لمنة وهى تقول ‪ /‬وانت كمان يا هبلة‬


‫تعالي اقعدي انا مش عارفه قاعدة معاكم ليه‬
‫نظرت مريم لها وهى تعدل نظارتها وتمرر‬
‫لسانها على تقويمها بتوتر وقالت ‪ /‬بالش انا‬
‫باهلل عليكي خليها منة‬

‫شادية بهدوء وجدية ‪/‬معلش يا حبيبتي‬


‫هخليكي تقولي المقدمة‬

‫ثم صرخت بنفاذ صبر ‪ /‬هو أنا بقولك تعالي‬


‫تعالي قولي اإلذاعة المدرسية معانا اخلصي يا‬
‫مريم بقولك انا هختار ليكي‬

‫ثم مدت يدها واختارت ورقه من كل وعاء‬


‫فنظرت لها مريم بقلق وأخذت الورقة ونظرت‬
‫لها جيدا وهى ترى اغنيه رومانسيه لمحمد‬
‫فؤاد فابتلعت ريقها وهى تقول ‪ /‬يارب يطلع‬
‫حرف السين‬
‫ثم فتحت الورقة برعب وهى تغمض عين‬
‫وتفتح عين حتى صرخت بفزع وهى تقول‬
‫‪/‬حرف الكاف‬

‫ابتسمت شادية باستمتاع شديد وهى تقول‪/‬‬


‫ياترى مين اول اسم عندك بحرف الكاف‬

‫نظرت مريم الورقة بصدمه وهى تهمس بدون‬


‫وهى ‪ /‬مفيش غير كريم عندي بحرف الكاف‬

‫اتسعت بسمة شادية وهى تمد يدها بالهاتف‬


‫وتقول ببسمة ماكرة ‪ /‬ياترى هنسمع كريم‬
‫اغنيه ايه‬

‫لم تخبرها مريم اسم االغنيه وكادت تكذب‬


‫عليها ولكن شادية سارعت بنزع الورقة من‬
‫يدها بعنف ثم نظرت لها ببسمة وقالت ‪ /‬حبيبي‬
‫يا؟؟؟‬
‫فجأه مدت يدها لمريم بالهاتف وهى تقول‬
‫ببسمة سمجة سجلتلك الرقم عندك يال بقى يا‬
‫فنانة ابهرينا‬

‫نظرت لها مريم برجاء اال تفعل ذلك ولكن‬


‫حدجتها سعدية بنظره مليئة بالتوعد فابتلعت‬
‫ريقها وهى تنظر لهم بتوتر شديد فقالت شادية‬
‫بملل ‪ /‬ايه يا ختي اشحال انك كروان العمارة‬
‫انتي واخوكي اللي قرفتونا بالرقة بتاعكم هو‬
‫يعزف وانتي تغني يال يا نجمة جات فرصتك‬
‫تشتغلي دولي وتوري العالم موهبتك‬

‫نظرت مريم للهاتف بخوف ووضعت اصبعها‬


‫على الرقم وفجأه وجدت منة تضغط على زر‬
‫االتصال فنظرت لها بصدمه وهى توشك على‬
‫البكاء وفجأه سمعت صوت كريم الهادئ وهو‬
‫يقول ‪ /‬الو‬

‫في السيارة كان سليم يضرب المقود بغضب‬


‫شديد وتوقف في منطقه بعيده عن منزل ذلك‬
‫الشاب بعد أن فقد أثر السيارة وبراءة بينما‬
‫الجميع ال يعي بعد ماذا حدث واى حلم هم فيه‬
‫حياتهم أصبحت اشبه بأفالم االكشن‬

‫هبط سليم من السيارة بغضب وهو يرجع‬


‫شعره للخلف بعنف ويصرخ بهياج هبط خلفه‬
‫الجميع وهم يفكرون في حل حتى سمع شادي‬
‫صوت رسالة وصلت له من براءة مضمونها‬
‫هو انها بخير واال يقلقوا وانها في طريقها‬
‫لفندق المنشي زفر شادي براحه وهو يستند‬
‫على السيارة ويقول ‪ /‬هى بخير الحمدهلل قالت‬
‫إنها في طريقها للفندق‬

‫نزع سليم الهاتف منه وهو يمرر عينه على‬


‫حروف الرسالة حتى ابتسم براحة ‪/‬الحمدهلل‬
‫قلبي كان هيقف‬

‫نظر له شادي فجأه وصرخ به ‪ /‬تعالى هنا بقى‬


‫عشان انا سايبك ترزع وتخبط في العربية من‬
‫بدري‬

‫نظر له سليم بصدمه وفي ثواني كان يركض‬


‫سريعا وهو يضحك وخلفه شادي بينما نظر‬
‫ادهم الم فتحي وقال لها تعالى معايا‬

‫نظر كريم للجميع وهو يقف وحده بجانب‬


‫السيارة ثم قال بمزاح ‪ /‬بيبي طب وانا وضعي‬
‫ايه‬
‫فجأه سمع صوت رنين هاتفه أخرجه ونظر له‬
‫بتفكير وهو يرى رقم محجوب يتصل به فكر‬
‫في عدم الرد ولكن توقف رنين الهاتف ثم عاد‬
‫يصدح مجددا تردد كريم قبل أن يجيب بصوت‬
‫هادئ ويقول ‪ /‬الو‬

‫مريم من الجهه األخرى اغمضت عينها وهى‬


‫تشعر بقلبها يقفز بشده في قفصها الصدري‬
‫وفجأه لم تشعر بنفسها اال وهى تبدأ الغناء‬
‫بصوتها الجميل الذي لطالما اثني عليه سليم‬
‫بينما كان كريم يشعر بخفقاته التي بدأت تعلو‬
‫بجنون وابتلع ريقه وهو يسمع ذلك الصوت‬
‫الذي يعرفه جيدا وكيف ال يعرفه وهو صوت‬
‫من تمثل له الحياة كلها اغمض عينه وهو‬
‫يستمع لكالمها بعدم تصديق ومشاعر كثيره‬
‫تكاد تجعله يغشى عليه‬

‫بينما مريم لم تشعر بنفسها سوى وهى تغمض‬


‫عينيها وتبدأ الغناء ‪ /‬دايما في بالي وبعد‬
‫الليالى‪ ....‬وحشني يا غالي يا اجمل مالك‪....‬‬
‫آه لو تجيلي لبوسك بعيني واطفي حنيني اللي‬
‫دايب معاك‪ ......‬انت الجميل اللي اليق عليك‬
‫الغرام‪ .....‬وانت اللي عمري ما خلصت في‬
‫الكالم‪ ....‬انت فين‪ ...‬حبيبي يا‪ ....‬يا حلمي انا‬
‫عشت عمري بتمناه واستناه الفرقة عليا صعبه‬
‫وازاى يدارى شوقي وانا اعمل ايه لو اغمض‬
‫عيني واصحى االقيك هنا في البعد نهاية وانت‬
‫بقالك سنة يال وتعالى انا قلبي هيتعب كده انت‬
‫فين‬
‫انهت مريم غنائها وهى تتنفس بعنف بينما منة‬
‫تنظر لها بتأثر شديد وهى تشعر بكل كلمة‬
‫تخرجها من فمها وشاديه تبتسم بحنان‬

‫بينما كريم كانت حالته صعبه الوصف كان‬


‫يغمض عينه بشده وهو يقنع نفسه انه يحلم‬
‫هذا حلم نعم فمريم لن تفعل ذلك أبدا هى ال‬
‫تحبه من األساس ولكن عندما استمع لغنائها‬
‫نسى كل شئ حوله حتى نسى أين هو وبعد أن‬
‫توقفت مريم عن الغناء تحدث دون وعى وكأن‬
‫قلبه هو من خرج صوته من كثره تلك‬
‫المشاعر وقال بصوت محمل بعواطف كثيرة ‪/‬‬
‫بحبك‬
‫ولكن سمع فجأه صوت إغالق المكالمه فنظر‬
‫للهاتف وهو يتنفس بعنف وعدم فهم لما حدث‬
‫هل كانت مريم حقا نظر‬

‫تحدث شادي بعدما اقترب منه وهو يتنفس‬


‫بصوت مرتفع بسبب الركض ‪/‬مالك يابني‬
‫مسهم كده ليه‬

‫اقترب سليم وهو يخرج قنينة مياة من السيارة‬


‫ويتجرعها بشراهه ‪ /‬ماله ده‬

‫هز شادي كتفه بعدم فهم بينما نظر لهم كريم‬


‫بعيون مفتوحه بصدمه وعدم استيعاب مما‬
‫يحدث ثم تركهم وابتعد عنهم وجلس جانبا‬
‫واخذ ينظر للهاتف كالمجنون‬

‫بينما مريم على الجانب االخر لم تختلف كليا‬


‫فقد كانت تنظر للهاتف بصدمه كبيرة هل علم‬
‫كريم من هى وهل قال لها احبك ام لم يكن‬
‫يقصدها هى تشعر ان رأسها سينفجر‬

‫تحدثت شادية دون االنتباه لحالة مريم ‪ /‬يال‬


‫نكمل‬

‫ثم أدارت الزجاجه فتوقفت عليها فابتسمت‬


‫بمتعة وقالت ‪ /‬دوري‬

‫تحدث ادهم ببسمة وهو ينظر لها ‪ /‬يعني عجبك‬


‫آوي لدرجه اتمنيتي يكون جوزك‬

‫نظرت له بتذمر ‪ /‬الواد حلو وانا بقدر الجمال‬

‫هز ادهم رأسه ثم نهض ووقف امامها وقال‬


‫ببسمة ‪ /‬وانا؟؟؟؟‬

‫تحدثت وهى تنظر له بتعجب شديد ‪ /‬وانت‬


‫ايه؟؟؟‬
‫ابتسم ادهم لها بسمة حنونه ثم قال بمشاكسه ‪/‬‬
‫قدريني زي ما بتقدري اى شاب تشوفيه‬
‫قيميني‬

‫نظرت له بصدمه من حديثه المفاجئ فقال هو‬


‫ببسمة ‪ /‬اديني درجه قدريني يا ام فتحي وال‬
‫هو أنا خارج التصنيف أساسا‬

‫نظرت له ببهوت وهى تحاول أن تخرج من‬


‫حالتها تلك ‪ /‬مش العبه ال‬

‫ثم كادت تذهب فوقف امامها واقترب منها وهو‬


‫ينظر لعينها وقال بهدوء وصوت حنون ‪/‬‬
‫قيميني يا مالكي اديني درجه قدريني زيهم‬

‫نظرت في عينه جيدا وقالت بصدق ‪ /‬انت مش‬


‫زيهم يا ادهم انت غير الكل‬
‫ابتسم لها وقال وهو يقترب اكثر ‪ /‬غير الكل‬
‫ازاى‬

‫ابتلعت ريقها وقالت بتخدر ‪ /‬عشان انت الوحيد‬


‫اللي بشوفه بقلبي مش بعيني‬

‫نظر لها ادهم بحب شديد ثم اغمض عينه قليال‬


‫وبعدها فتحها وقال بكل ذرة عشق يشعر بها ‪/‬‬
‫وانا مش بشوفك بقلبي الن ببساطة انتي قلبي‬
‫نفسه‬

‫فتحت ام فتحي عينها بصدمه كبيرة فاكمل‬


‫ادهم حديثه بعشق ‪ /‬لو عيلتك رفضتك هتالقي‬
‫بيتي وقلبي وحضني مفتوحين ليكي هكون‬
‫ليكي الدنيا كلها وعيلتك كلها هعوضك اى حد‬
‫ممكن تفتقديه هعمل كل حاجة واى حاجه بس‬
‫خليكي معايا خليكي جنبي واوعى تسبيني‬
‫عشان لو سبتيني انا هموت ومش هستحمل‬
‫الضربه دي وهللا هستحمل اى حاجه بس‬
‫خليكي جنبي‬

‫كانت أم فتحي تنظر له بصدمه ودموعها تهبط‬


‫بشده فنظر لها ادهم وصدره يعلو ويهبط بشده‬
‫ثم قال بعشق ‪/‬مالكي ااااااا‬

‫لم يكمل حديثه بسبب صوت شادي الذي نادى‬


‫بصوت مرتفع علية فاغمض ادهم عيونه بشده‬
‫ليتحكم في مشاعره ثم فتحها ونظر لها وقال‬
‫ببسمة ‪ /‬خلينا نمشي يال‬

‫نظرت له قليال ثم ركضت امامه بسرعه وهى‬


‫تحاول أن تستوعب وتصدق ما سمعته منذ‬
‫لحظات‬
‫تحدثت شادية ببسمة شرير ‪ /‬حرف الفاء‬
‫واغنيه شمس المجره‬

‫ضحكت منة بشده وهى تصفق ‪ /‬اوعى الشعبي‬


‫بس ياترى مين عندك بحرف الفاء‬

‫نظرت شادية للهاتف وهى تقول ‪ /‬ادينا‬


‫هنشوف‬

‫وفجأه انفجرت بالضحك وهى تقول ‪ /‬يخربيت‬


‫كده يا أخي من بين كل الناس اللي على‬
‫تليفوني مفيش غيرك انت‬

‫تحدثت مريم وهى تحاول االندماج معهم لتبتعد‬


‫عن تفكيرها ما حدث ‪ /‬مين؟؟؟‬

‫شادية وهى تضحك بشدة ‪ /‬فرج الحاج فرج‬


‫ابن عمي وكبير البلد‬
‫نظرت لها الفتاتان بصدمه وقالت منة ‪ /‬اكيد‬
‫مش هتعملي كده‬

‫غمزت لها شاديه ثم اخذت تضغط على ازرار‬


‫كثيرة في هاتفها وفجأه صدح صوت رنين‬
‫الهاتف فانتبهت الفتاتان جيدا وفجأه صدح‬
‫صوت رجل يبدو كبير في السن وهو يقول‬
‫بصوت عالي ‪ /‬الووو مين معايا‬

‫في قرية بعيده كان يجلس بين كبار عائالت‬


‫البلد كلهم وهو يحل خالف بينهم زفر فرج‬
‫بضيق ثم قال بصوت عالي ‪ /‬يعني هو سرق‬
‫البجرة بتاعتك وال سرق الحمار‬

‫تحدث احد الرجال ‪ /‬يا عمده اسمعني هو األول‬


‫سرق الحمار بتاعي ولما روحت زعقت ليه‬
‫لقيته كمان واخد البجرة بتاعتي‬
‫فرج بتعجب وجدية ‪ /‬يعني انت اخدت بالك ان‬
‫الحمارة غايبه وما اخدتش بالك ان البجرة‬
‫غايبه؟؟ ليه كنت بتنام في حضن الحمارة‬
‫واستغيبتها وال إيه؟؟؟‬

‫ضحك الجميع بشده فضرب فرج بعصاه أرضا‬


‫وهو يقول ‪ /‬بس منك ليه‬

‫ثم نظر لذلك الشاب االخر وقال بعنف ‪ /‬وانت‬


‫ازاى تجيلك الجرأه انك تسرق ومش حاجة‬
‫واحده ال دول آتنين ايه البجاحة دي‬

‫تحدث الشاب باندفاع وغباء ‪ /‬وهللا يا عمده‬


‫هى البجرة بس‬

‫فرج بسخرية ‪ /‬والحمارة اللي لقاها عندك دي‬


‫ايه؟؟؟شبطت فيك وانت ماشي؟؟؟‬
‫تحدث الشاب بتذمر ‪ /‬يا عمده هو اللي اخد‬
‫األول الديكين والفرخة بتوعي قال ايه هخليهم‬
‫يطلعوا كتاكيت وضحك عليا ولقيت امه دبحاهم‬
‫وطبختهم ليه‬

‫نظر فرج للشاب االخر وقال ‪ /‬وانت تاخد‬


‫بتر ّ‬
‫ضع إياك‬ ‫الديكين والفرحة بتوعه ليه َ‬
‫صدحت ضحكات الجميع بشده فقال الشاب‬
‫بدفاع عنه نفسه ‪ /‬يا عمده دي امي اللي‬
‫دبحتهم انا خرجت مشوار رجعت لقيتها‬
‫طبخاهم على الغدا‬

‫زفر فرج ثم قال بهدوء مصطنع ‪ /‬وياترى بقى‬


‫اكلت جنبهم ايه رز وبسلة‬
‫الشاب وهو يبتسم بغباء ‪ /‬ال يا عمده الحاجه‬
‫هللا يبارك ليها عملت عليهم صينيه بطاطس في‬
‫الفرن إنما ايه تستاهل خشمك وهللا‬

‫صرخ الشاب التاني بغضب ‪ /‬آه يا زباله عملت‬


‫حسن وحسنين وروبي صينيه بطاطس‬

‫فرج بسخريه ‪ /‬حسن وحسنين وروبي؟؟؟ يا‬


‫خويا بركة انه اكلهم وخلصهم من الذل اللي‬
‫هما فيه‬

‫فجأه صرخ االثنان ببعضهم وعلت األصوات‬


‫بشده فصرخ فرج بعنف ‪ /‬بس منك ليه اسمع‬
‫انت هتروح تجيب ليه البجره بتاعته‬

‫قال الشاب االخر بلهفة ‪ /‬والحمار يا عمده‬


‫فرج بضيق ‪ /‬وهاتله الحمار كمان عشان‬
‫ميسهرش بليل يغني لينا سبت فراغ كبير‪،‬‬
‫وانت تدفعله حق حسن وحسنين واألخت روبي‬
‫فاهم‬

‫كاد احد الشابان يتحدث ولكن قاطع صوتهم‬


‫صوت رنين هاتف فرج هنظر لهم بغضب وهو‬
‫ينادي الغفير الذي يقف بجانبه ‪ /‬خد يابني افتح‬
‫المخروب ده عشان مش بفهم فيه وافتح ليا‬
‫الصوت العالي عشان مش بسمع كويس‬

‫فعل الغفير ما أمره به العمده وفتح المكاملة‬


‫وايضا المكبر فقال فرج بصوت عالي ‪/‬‬
‫الووووو مين معايا‬

‫ولم يسمع سوى صوت بدأ في الغناء ‪ /‬اللي‬


‫عنده جراح تشبهني يتفضل جنبي‬
‫كرمش فرج حاجبه بتعجب ‪ /‬االه هى الست دي‬
‫بتقول ايه هى مفكره نفسها متصله بالوحدة‬
‫الصحيه وال إيه‬

‫اكملت شاديه وهى تكمل الغناء ‪ /‬طول عمر‬


‫الفرحة بتكرهني والطيبة ذنبي‬

‫فرج بتأثر ‪ /‬تؤتؤ تؤتؤ يا حول هللا يارب‬

‫كان الجميع في القاعة يستمع بانتباه لما يحدث‬


‫فاكملت شاديه ‪ /‬لو بتدور على اإلخالص‬
‫عمرك هيفوتك واللي تقول ده اعز الناس نفسه‬
‫يشوف مووووتك‬

‫وفجأه صرخت شاديه بصوت حاد جعل فرج‬


‫يعود للخلف بعنف وهو يلقي الهاتف أرضا ‪/‬‬
‫الاااا مش مخلصين ال مش سالكنين ااااااااه‬
‫دول خوافين في الشدة تلج وساحوا مين‬
‫يفرحني اليوم مين يشيل الهموم العتاب ملوش‬
‫لزوم‬

‫نظر الجميع لفرج وانفجروا في الضحك بينما‬


‫بصق فرج على الهاتف ‪ /‬يال يلعن ابو اللي‬
‫جابوك يا ابن الكلب ياواطي‬

‫اغلقت شادية الهاتف بسرعه وهى تسقط أرضا‬


‫وتنفجر بالضحك بينما منة تصرخ من كثرة‬
‫الضحك ومريم تدمع من الضحك فقالت منة‬
‫وهى ال تستطيع السيطرة على الضحك ‪/‬‬
‫ااااااااه همووووووووت‬

‫شادية وهى تنفجر بالضحك ‪ /‬مش معقول فرج‬


‫لسه تافهه زى ما هو لوال انه الولد الوحيد في‬
‫العيله مكنش هينفع يكون عمدة ابدا ده عنده‬
‫جنب لو ساب ليه الحرية هيروح يمثل مع‬
‫أشرف عبدالباقي في مسرح مصر‬

‫ضحك الجميع بعنف على حديثها وبعد أن‬


‫هدئوا تحدث شاديه وهى تقول لمنة ‪ /‬مفضلش‬
‫غيرك ومن غير ما نلف االزازة اسحبي يال‬
‫ورقتين‬

‫نظرت لهم منة ببسمة ثم سحبت ورقتين‬


‫وفتحت اول ورقه وهى تقول ‪ /‬اغنيه على بالي‬

‫صفرت شادية بمكر ‪ /‬ايوة بقى يا عم‬


‫الرومانسي شوفي حرف ايه‬

‫فتحت منة الورقة األخرى وهى تقول ‪ /‬حرف‬


‫الميم‬
‫نظرت لها شادية بحماس وقالت ‪ /‬بسرعه‬
‫شوفي مين اول اسم بالحرف ده‬

‫فتحت منة هاتفها وهى تفكر في األسماء التي‬


‫تحتوي على هذا الحرف عندها وعندما رأت ما‬
‫ظهر لها قلبت عينيها بملل وهى تقول ‪/‬‬
‫مستحيل ياربي اال ده‬

‫مدت مريم رأسها وقرأت االسم بتعجب ‪/‬‬


‫ماماميا ابن مديحه بتاعة الطعمية؟؟؟؟؟؟‬

‫تحدث مؤنس وهو ينظر لها ببسمة ‪ /‬عايز‬


‫سالمتك دايما يا براءة هعوز ايه يعني‬

‫ضحكت براءة بشده وهى تضرب كف بكف ‪/‬‬


‫اشطا ماشي طب لو سمحت يا سالمه نزلني‬
‫على جنب‬
‫ابتسم مؤنس ببرود على حديثها ثم قام بركن‬
‫سيارته على جانب الطريق وتوقف ثم قال دون‬
‫أن ينظر لها ‪ /‬هشوفك تآني؟؟؟؟‬

‫نظرت له براءة بنظرات جامدة ال تكشف شئ‬


‫بداخلها ‪ /‬ادعى انه يكون ال الني مش عايزه‬
‫اشوف وشك يا مؤنس‬

‫ثم هبطت من السيارة وقالت قبل أن تغلق الباب‬


‫‪ /‬آه صحيح شكرا على مساعدتك يا مؤنس‬
‫مردودة ليك‬

‫ثم ضربت الباب بعنف وسارت بعيدا عنه وهى‬


‫تحاول أن تطرد رؤيته مجددا من رأسها بينما‬
‫هو نظر لذهابها بغموض وقال ببسمة ‪ /‬مش‬
‫بمزاجك يا براءة هتشوفيني تآني وتالت ورابع‬
‫وده مش بمزاجك أبدا استنيت كتير تظهري‬
‫ومش هضيع الفرصه دي‬

‫أنهى حديثه وهو يحمل هاتفه ويجري مكالمه ‪/‬‬


‫الو يا شامل‪ ......‬ايوة انا سافرت الصبح‬
‫عشان البضاعه اللي كانت في مينا دمياط‪.....‬‬
‫آه خالص استلمتها وهتتوزع على الفروع‬
‫بتاعتنا‪ .......‬منا قولت اجي بنفسي احسن‬
‫وخصوصا اني بقالي فتره مجتش فرع دمياط‬
‫عشان كده صحيت الصبح وجيت على طول‬
‫المهم اسمعني كويس اوي يا شامل انا هغيب‬
‫هنا فتره خلي بالك من ابوك وساره سامع لو‬
‫حصل خدش او واحد منهم حصله حاجه يا‬
‫شامل انا هخليك تشوف الويل انت سامع وخلي‬
‫فادي يتابع معاك في الشركات بدل ما هو‬
‫مقضيها سهرات وقرف‬

‫انا هقفل دلوقتي بس هقولها تآني ابوك وسارة‬


‫برقبتك يا شامل‬

‫خرجت أشرقت من المدرسة التى تعمل بها‬


‫وهى تسير مع صديقتها وتتحدث إليها فجأه‬
‫وجدت رأفت ينتظرها امام المدرسه وهو يبتسم‬
‫لها بسمة قذرة ويشير لها أن تقترب نظرت‬
‫أشرقت جانبها بخوف ثم قالت لصديقتها ‪/‬‬
‫معلش انتي يا نهى روحي وانا عندي مشوار‬
‫هخلصه واروح‬

‫ابتسمت لها نهى وقالت بود ‪ /‬تمام يا حبيبتي‬


‫عايزه حاجه‬
‫هزت أشرقت رأسها برفض وهى ترسم بسمة‬
‫متجمده وبعدما ذهبت نهى اتجهت سريعا‬
‫لرأفت وهى تنظر حولها بقلق وبمجرد‬
‫وصولها قالت بصوت غاضب وحاد ‪ /‬عايز ايه‬
‫وايه اللي جابك هنا انت اتجننت‬

‫تحدث رأفت ببسمة لزجه ‪ /‬عايزك يا شوشو‬

‫صدمت من وقاحته وقالت له وهى تحاول‬


‫تمالك اعصابها بصعوبه ‪ /‬مش قولتلك هقابلك‬
‫بعد تالت ايام ايه مبتفهمش‬

‫تحدث رأفت وهو يقترب منها ويقول بخبث ‪/‬‬


‫شكلك مفهمتيش كالمي بقول عايزك مش عايز‬
‫اقابلك يعني هتجوزك يا أشرقت ودلوقتي‬
‫هتيجي معايا الماذون واال صورك الحلوة‬
‫هتكون على تليفون كل شاب في الحارة‬
‫كان الجميع ينظر لبراءة بشك بينما هى تنظر‬
‫لهم بحنق‬

‫امسك سليم المسدس وقال بسخريه ‪ /‬قولتيلي‬


‫بقى مسدس لعبة‬

‫براءة وهى تبتسم بغباء ‪/‬اهو هنا بقى تكمن‬


‫المعجزات اإللهية انا اساسا اشتريته العيد اللي‬
‫فات من الراجل على اساس انه لعبة وعطاني‬
‫معاه كيس ِبلى كمان وشوف سبحان هللا‬
‫اتفاجات انه بيضرب رصاص بجد‬

‫سليم وهو ينظر للمسدس ببسمة مصطنعة ‪/‬‬


‫والراجل اللي باعه ليكي ده كان بيبع في وزارة‬
‫الخارجية وال إيه‬

‫براءة وهى تهز رأسها برفض ‪ /‬ال في سيتي‬


‫ستار وكان عليه خصم ‪٪١‬‬
‫تحدث شادي بغضب ‪ /‬انتي بتهزري يا براءة‬
‫انتي مش مستوعبة اللي حصل وال إيه فيه‬
‫عصابه طلعت علينا وضربت نار وكان واضح‬
‫انها مستقصداكي وانتي بتهزري‬

‫زفرت براءة بضيق ‪ /‬يووه منا قولتلكم انهم‬


‫تبع راجل كان مشيه شمال وبيدخل شحنات‬
‫مخدرات للبلد ايام مكنت بشتغل في مكتب‬
‫جمارك في بور سعيد ووقتها بلغت عنهم‬
‫وبوظت ليهم صفقة كبيرة وحبست الكبير‬
‫بتاعهم وهما دلوقتي لسه فاكرين يجوا ينتقموا‬
‫مني‬

‫ادهم بتفكير ‪ /‬بس إزاي عرفوا انك هنا‬

‫ضحكت براءة بسخريه ‪ /‬يابني دول عصابه‬


‫كبيرة ومسيطرين على مواني كتير اوي وليهم‬
‫مقر في كل محافظه مفيش نملة بتدخلها غير‬
‫لما يعرفوا عنها وأكيد عرفوا اني رجعت تاني‬
‫بس عموما متخافوش مش هيعملوا حاجه احنا‬
‫هنمشي من هنا وهكلم اللوا اللي كان ماسك‬
‫القضيه وهو هيأمني زي االول‬

‫ثم حاولت تغيير الموضوع ‪ /‬المهم قررت ايه‬


‫هتروح ألهل البنت دي دول شكلهم لبش وعالم‬
‫معفنه‬

‫علم شادي انها تحاول تغيير الموضوع ولكنه‬


‫لن يصمت فقط يعودوا لبيتهم وسيخبر شاكر‬
‫لعله يجد حال لهم‬

‫ذمت ام فتحي شفتيها بسخرية ‪/‬ذوق آوي‬


‫براءة‬

‫ضحك ادهم ثم قال ‪ /‬قصدك ام فتحي‬


‫براءة بتعجب وتأثر ‪ /‬يا ضنايا يابنتي هى‬
‫مخلفه كمان‬

‫ادهم وهو يهز رأسه باسف ‪ /‬اممم ارملة‬


‫وكانت بتجري على يتامى بس تقريبا وهى‬
‫بتجري اتكفت على وشها‬

‫ام فتحي وهى ترفع يدها بالدعاء ‪ /‬يا أخي‬


‫اتكفيت على وشك في تركة معنفه تكون‬
‫مفتوحه على صرف صحي ريحته متروحش‬
‫ولو نقعت نفسك في ياسمين لشهر‬

‫نظر لها ادهم بشر ثم قال لها بخفوت ‪ /‬ماشي‬


‫يا ام فتحي لسه لينا كالم‬

‫صمتت ام فتحي بسرعه وهى تنظر جانبا بينما‬


‫هو ابتسم ثم نظر لهم وقال بجديه ‪ /‬اول حاجه‬
‫هنعملها هى اننا ندور على كل شئ يخص‬
‫العيله دي عشان نعرف نتصرف كويس مش‬
‫عايزين تخاطر ونرجع نندم‬

‫ثم اخرج الكارت الذي أخذه من الشاب ووضعه‬


‫على الطاولة امام كريم وقال بجدية ‪ /‬ودي‬
‫شغلتك يا كريم عايزك تدور ورا العيله دي‬
‫سواء ليهم اى شركات او حسابات او غيره‬
‫وكمان تخلي شاكر يدور عنهم بطريقته‬

‫هز كريم رأسه بهدوء شديد ومخيف وحمل‬


‫الكارت ونظر فيه بشرود‬

‫بينما تحدث سليم وهو ينظر الدهم ‪ /‬طب‬


‫ودلوقتي هنعمل ايه‬

‫نظر ادهم الم فتحي بجانبه وقال وهو يتنهد‬


‫بتعب وخيبة امل ‪ /‬هترجع للقاهرة تآني ولما‬
‫يجي الوقت هنروح السكندرية عشان نشوف‬
‫اللي هيحصل‬

‫كان يسير بسيارته وهو يفكر فيها وهو يبتسم‬


‫بشرود ونظرات غامضه حتى وجد سيارة تقف‬
‫في منتصف طريقه وقد بدأ الظالم ينتشر وأمام‬
‫تلك السياره كان يقف بجاكته األسود وهو‬
‫ينظر بعيون تظهر جيدا ومظهرها مرعب‬
‫وهناك بسمة شيطانية ترتسم على شفتيه‬
‫توقف مؤنس بسيارته وهبط منها وأغلق الباب‬
‫ثم سار ووقف امامها وانعكس جسده في‬
‫األرض بسبب ضوء المصابيح‬

‫قال مؤنس ببسمة ساخرة‪ /‬اووووووه شوفوا‬


‫مين اللي منور دمياط اكلت مشبك وال لسه‬
‫ياباشا؟؟‬
‫لم يجب ذلك الرجل ولكن استمر في نظراته‬
‫التي بمقدورها أن تبث الرعب في قلب من‬
‫يراه‬

‫تحدث مؤنس وهو يستند على السيارة خلفه ثم‬


‫ابتسم وهو يقول ‪ /‬بمجرد ما نقرب من سمو‬
‫الملكة على طول نالقي الوحش ظهر عشان‬
‫يحميها بعيد عن اى حد‬

‫ابتسم ذلك الرجل ومال برأسه وهو ينظر له‬


‫ببسمه باردة برود مخيف فضحك مؤنس بشدة‬
‫وهو يقول ‪ /‬يعني حقيقي نشكر براءة انها‬
‫عطتني فرصه اقابلك بنفسي‬

‫ثم قال بهمس مرعب مبطن بالكره ‪/‬المقدم زين‬


‫الدين الهاللي ايامك بقت معدودة‬

‫********************‬
‫الخامس عشر‬
‫تقدم ذلك المدعو زين من مؤنس قليال وقال‬
‫ببسمة صلبة وغريبه وكأنه ال يبتسم ‪ /‬شكل‬
‫وحشتك ايام زمان يا مؤنس‬

‫نظر مؤنس وهو مازال يضع يده في جيبه ثم‬


‫ابتسم له باستفزاز ‪ /‬يااااه يا زين متعرفش قد‬
‫ايه بقعد ابكي طول الليل من شوقي ليك‬

‫هز زين رأسه ببسمة وفي ثواني ولم يدع حتى‬


‫مؤنس يستوعب ما يحدث حتى كان مؤنس‬
‫مسطح أرضا وهو ينزف بشده بسبب ضربه‬
‫زين الذي كان يقف وكأنه لم يتحرك خطوة‬
‫واحده‬
‫نظر مؤنس بغضب لذلك الذي يشرف عليه ثم‬
‫نهض وهو يستند على األرض ومسح الدماء‬
‫من فمه وانفه وقال باستفزاز شديد وبسمة ‪/‬‬
‫ايه يا باشا مش بتعرف تستخدم لسانك وال إيه‬
‫على فكره احنا عندنا ايد برضو‬

‫لم يجيب عليه زين ولكن امسك رأسه بحده‬


‫وقربه منه وهمس بفحيح مرعب ‪ /‬اسمع يا‬
‫روح امك هعيد كالمي تآني ودي آخر مره المح‬
‫طرفك قريب من براءة تآني هخليك تقول‬
‫يارتني كنت مرا‪ ،‬براءة بروحك انت وكل كالبك‬
‫ماشي‬

‫ابتسم مؤنس ثم قال بكل هدوء يحسد عليه‬


‫وهو يبعد يد زين عنه ثم اخرج منديل من جيبه‬
‫ومسح دمه بكل هدوء وقال ‪ /‬أنا معملتش‬
‫حاجه لبراءة يا سيادة المقدم ده انا حتى‬
‫انقذتها يعني تشكرني مش تشوهني بس‬
‫عموما مقبوله منك ياباشا عارف انك بتعمل ده‬
‫عشان شغلك بس مش انا اللي تخاف على‬
‫براءة منه‬

‫ابتسم له زين وهز رأسه وقال له بهمس ‪/‬‬


‫ماشي يا مؤنس بس قبل ما تعمل حركه تندم‬
‫عليها افتكر ان روحك في ايدي‬

‫ثم ابتعد عنه وغمز له وقال ببسمة مستفزه ‪/‬‬


‫اصحي ليغفولك ياباشا‬

‫ثم ابتعد زين بكل قوة وهيبه واتجه لسيارته‬


‫وقادها بسرعه كبيره حتى تجاوز مؤنس الذي‬
‫نظر الثره بغضب وصرخ وهو يقول ‪ /‬ماشي يا‬
‫زين الكلب ماشي عايش دور البلطجي عليا‬
‫ماشي انا هوريك مؤنس الشريف يا حيوان‬

‫ثم صعد لسيارته وقادها بسرعه وهو يتذكر كل‬


‫ما مر به مع براءة وزين فاغمض عينه وهو‬
‫يقول ‪ /‬مش بحب أذي حد بس انتم اللي‬
‫جبرتوني على كده‬

‫تحدثت منة بغيظ وهى تنظر لالسم الذي ظهر‬


‫لها ‪ /‬يعني من بين كل المخلوقات العجيبه اللي‬
‫ربنا خلقها يطلعلي المخلوق ده‬

‫شادية بتعجب وهى تنظر لالسم ‪ /‬مين المخلوق‬


‫ده‬

‫منة بقرف شديد وهى تتذكره هو و والدته ‪ /‬ده‬


‫كائن رخوي أحتار العلماء في تصنيفه‬
‫شادية وهى تهز رأسها بفهم ‪ /‬هللا يرحمه‬
‫الدكتور مصطفى محمود كان بيعرفنا أسرار‬
‫الكائنات دي عموما مش موضوعنا يال اتصلي‬

‫نظرت لها منة برجاء ‪ /‬اعيد السحب باهلل عليك‬

‫شادية وهى تنظر لها بغباء ‪ /‬سحب ايه هو‬


‫آنتي مقدمة في قرعة حج يال يابنتي اتصلي‬
‫كلنا خلصنا اخلصي انتي عشان نبدأ المرحلة‬
‫التانيه‬

‫ابتلعت منة ريقها بتذمر وقامت بكتابة الرقم‬


‫واتصلت به وانتظرت قليال حتى سمعت صوته‬
‫‪hello‬المزعج ‪/‬‬

‫زفرت منة بضيق وكادت تغلق الخط لوال نظرة‬


‫شادية التي حذرتها فبدأت منه الغناء وهى‬
‫تقول ‪ /‬حبيته بيني وبين نفسي ومقولتلوش ع‬
‫اللي في نفسي معرفش ايه بيحصلي لما بشوف‬
‫عينه مبقتش عارفه اقوله ايه معرفش ليه‬
‫خبيت عليه بضعف آوي وانا جنبه وبسلم عليه‬

‫ابتسم رامي بتكبر وغرور وعاد بظهره للخلف‬


‫وهو يضع قدم على قدم ظنا انها معجبه به‬
‫بينما كانت منة تشعر انها ستتقئ وهى تتخيل‬
‫انها تغني هذه الكلمات لرامي اللزج ‪ /‬كل حب‬
‫الدنيا دي في قلبي ليك ده انت اغلى الناس‬
‫عليا روحي فيك ده ااااا‬

‫توقفت منة عن الغناء وهى تغلق الهاتف‬


‫بسرعه وقرف ثم ألقت الهاتف بعنف وهى‬
‫تصرخ بقرف ‪ /‬بقولكم ايه خسروني بالش‬
‫قرف هاتي المخلل ده عشان هرجع‬
‫ضحكت مريم بشده على مالمحها تلك وقالت ‪/‬‬
‫ايه يابنتي هو شكله مقرف آوي كده‬

‫منة وهى تتناول بعض المخلل‪ /‬بالعكس ده‬


‫وسيم شكال بس وحش من جوا وطبعه زبالة‬
‫نوع كده منتشر آوي في المجتمع المخملي ده‬
‫عليه واحده ماماميا تخليكي تتفي عليه وتجيبي‬
‫بطنك كلها كلح‬

‫بينما رامي من الجهه األخرى كان ينظر‬


‫للهاتف ببسمة متكبره ومغتره بنفسه ‪ /‬الواحد‬
‫مبقاش عارف يعمل ايه في المعجبين‬
‫المزعجين دول حقيقي قال متصله تغني ليا‬
‫مفكره كده هتوقعني كان غيرها اشطر ده انا‬
‫رامي ومش اى واحده تقدر توقعني‬
‫ثم نظر للهاتف مجددا وهو يقول ‪ /‬قفلت قبل ما‬
‫تكمل يمكن مكنتش مصدقه نفسها من الفرحه‬
‫وال إيه‬

‫ضحكت شادية بشده ‪ /‬ياستي احنا مالنا بيه‬


‫وبامه ميولعوا هما االتنين‬

‫منة بتذمر وهى تنظر ليدها بشرود ‪ /‬ماما‬


‫عايزه تجوزني ليه ابن حواري روما اللي‬
‫شايف كل اللي قدامه قطع زينه عشان يكمل‬
‫الشكل العام اللي مش موجود أساسا‬

‫شادية وهى تشوح بيدها بعدم اهتمام ‪ /‬فكك‬


‫منهم األحالم مش بفلوس ياستي‬

‫المهم دلوقتي بقى نيجي للجزء الثاني من‬


‫اللعبة‬
‫نظرت الفتاتان لها بقلق وقالت مريم بتوتر ‪/‬‬
‫بالش بالوي يا شادية انا لسه متعافتش من‬
‫االولى‬

‫ابتسمت شادية لها ببراءة شديدة ‪ /‬ال متخافيش‬


‫المرة دي بسيطه جدا‬

‫همست منة لمريم برعب ‪ /‬هى كده عادي وال‬


‫الروح الشريرة دي تلبستها انهارده بس‬

‫تحدثت مريم بنبرة تصطنع فيها البكاء‪ /‬ده احنا‬


‫هيتقل بينا آوي‬

‫كانت تجلس على الفراش وهى تنظر امامها‬


‫وتشعر ان الغرفة تضيق عليها وتكاد تخنقها‬
‫تشعر ان الزمن توقف أصبحت ال تعلم ماذا‬
‫يحدث او هل ما عاشته حقيقه ام مجرد كابوس‬
‫اليريد ان ينتهي‬
‫اغمضت عينها بوجع لتسقط دمعه منها‬
‫ويتبعها دموع اكثر حتى على نحيبها وهى‬
‫تتذكر ما حدث لها‬

‫‪F. B‬‬

‫أشرقت بصدمه وهى تنظر حولها ‪ /‬يعني إيه‬


‫مش فاهمه انت بتهزر وال إيه‬

‫رأفت وهو يبتسم لها ببرود ‪ /‬تؤتؤ مش بهزر‬


‫يا شوشو بتكلم جد وجد جدا كمان هتيجي معايا‬
‫دلوقتي للمأذون انا جهزت كل حاجه والشهود‬
‫وكل حاجه ممكن نحتاجها مش ناقص غير‬
‫وجودك يا عروسه‬

‫شعرت أشرقت بقلبها ينبض بفزع وبرعشه‬


‫خوف تسير في جسدها فكرت ماذا تفعل اآلن‬
‫وفي هذه اللحظه كان سليم اول من يخطر‬
‫ببالها وهى تهمس باسمه برعب‬

‫نظرت له وهى تحاول أن تلهيه قليال حتى يعود‬


‫كريم او سليم فقالت بارتعاش ‪ /‬طب بص خليها‬
‫بكره عشان اجهز حتى نفسيا وارتب نفسي لو‬
‫سمحت مينفعش يبقى الموضوع فجأه كده‬

‫ابتسم لها بسخريه ثم اقترب منها فكتمت‬


‫أنفاسها بتقزز من قربه فقال لها رأفت ‪ /‬ليه‬
‫شيفاني اهبل وال مختوم على قفايا يا ختي انتي‬
‫هتيجي معايا دلوقتي ورجلك على رجلي ولو‬
‫مجتيش معايا للمأذون يا أشرقت انا هفضحك‬
‫انت وامك في الحارة ووريني وقتها األخ هتلر‬
‫بتاعك هيعمل ايه‬
‫نظرت له أشرقت وهى حاول منع دموعها من‬
‫السقوط امامه وفكرة الرضوخ له تدور في‬
‫رأسها اغمضت عينها بوجع وكادت تتحدث‬
‫حتى وجدت امرأة تهبط فوق رأفت بخفها وهى‬
‫تسبه بكل ما تعرف من ألفاظ بينما رأفت‬
‫يصرخ وهو يحاول ابعادها عنه ولكن دون‬
‫فائدة‬

‫صرخت تلك السيدة بحده ‪ /‬بقى يا راجل‬


‫ياناقص يا عرة الرجاله جاى تهدد البنت وعايز‬
‫تتجوزها غصب طب وهللا لكون مخلياك راجع‬
‫ألمك متحمل على األكتاف‬

‫همست أشرقت بصدمه وهى ترى تلك السيدة ‪/‬‬


‫ام علي؟؟؟‬
‫بدأت ام علي تصرخ في الشارع وهى تقول ‪/‬‬
‫ياللهوي الحقونا يا ناس الراجل الزبالة ده‬
‫ماشي يعاكسنا وكان عايز يشد شنطتي‬
‫ويجري‬

‫تجمع الناس حولها بينما أشرقت حاولت أن‬


‫تبتعد عن االنظار وامسك الرجال رأفت واخذوا‬
‫يحدثوه بعنف حتى وصل األمر للشجار فشعرت‬
‫أشرقت بأم علي تسحبها بعيدا وتشير البنها‬
‫الذي كان يقف بعيدا وقد جائت الخذه من‬
‫المدرسة التي تعمل بها‬

‫‪B‬‬

‫نظرت أشرقت للسقف وهى تقول ‪ /‬آمنت بيك‬


‫يارب‬
‫كان شادي يقود السيارة بهدوء شديد بسبب‬
‫ظالم الليل المسجل يذيع إحدى اغاني‬
‫عبدالحليم القديمه وبراءة تنام على المقعد‬
‫األمامي بجانب شادي وهى تفتح فمها وتضرب‬
‫قدمها بوجهه شادي من وقت آلخر بينما في‬
‫الخلف كان يسند كريم رأسه على الزجاج وهو‬
‫يراقب االنوار التي تعبر امام عينه بسرعة‬
‫كبيرة ويستمع لصوت صرصور الليل‬
‫والضفادع التي تصنع سيمفونية تكسر من‬
‫هدوء هذه الليلة بينما سليم كان يضع رأسه‬
‫على كتف كريم وهو ينام بعمق وبجانبه ادهم‬
‫الذي ارجع رأسه للخلف ونام أيضا وأم فتحي‬
‫التي تضع يدها على خدها وهى تنظر للخارج‬
‫من النافذه كانت األجواء هادئه بطريقه تحث‬
‫على السقوط في غيبوبة وليس مجرد النوم‬

‫نظرت ام فتحي لكريم بتعجب وهمست بصوت‬


‫منخفض ‪ /‬هو ماله اللولي بوب يكونش عنده‬
‫نقص في السكر‬

‫ضحكت وهى تقول ‪ /‬دمك عسل يا فواز‬

‫ثم نظرت له جيدا ولنظراته للشارع ‪ /‬ال ال ال يا‬


‫رب مش هيبقى هو وعشيقي في يوم واحد كده‬
‫كتير القلب هيستحمل ايه وال ايه اكيد مش‬
‫بيحب ال هو بس سرحان في مشاكل عادي‬

‫تحدثت وهى تلوي فمها‪ /‬هو أنا حظي قليل ليه‬


‫كل ما اكتشف نوع حلويات جديده يتاخد مني‬
‫إال الجبنة القديمه دي معششه معايا‬
‫ابتسمت وهى تنظر الدهم بنظرات تحمل‬
‫مشاعر كثيره ثم اقتربت منه وهى تتأمل‬
‫مالمحه بدقه ولكن فجأه استيقظ الجميع بفزع‬
‫بسبب المقطع الذي تغير في االغنيه وجاء‬
‫مقطع عالي جدا‬

‫نظر ادهم لوجه ام فتحي القريب منها بشده‬


‫فابتلع ريقه وهمس بنبره ناعسة ‪ /‬مش حابة‬
‫وجود الجبنة القديمه يا ام فتحي طب دي احلى‬
‫بيئة للدود عشان يعيش فيها ثم قال بسخريه‬
‫منها ‪/‬رضينا بالدود والدود مش رضي بينا‬

‫فتحت عينها بصدمه فقد ظنته سيقول شئ‬


‫رومانسى ولكن فجأه استوعبت ما حدث فقالت‬
‫له بتعجب ‪ /‬انت كنت صاحي‬

‫ابتسم لها بسخريه ثم نظر لمن بالسيارة‬


‫نظر سليم الذي استيقظ بفزع من صوت‬
‫المسجل ثم انحنى ببطئ وخلع حذائه والقاه‬
‫على المسجل بعنف وهو يبصق عليه ‪ /‬عارف‬
‫ضيعت مستقبل كام عيله دلوقتي لما قطعت لينا‬
‫الخلف‬

‫زفر ادهم بتعب ونعاس وهو يرجع رأسه‬


‫للخلف مجددا ويتحدث بعدم اهتمام ‪ /‬اقفل‬
‫الزفت ده يا شادي عايز اتخمد يا حبيبي‬

‫أعاد سليم رأسه لكتف كريم وهو يقول بتذمر‬


‫وصوت عالي ليصل لبراءة ‪ /‬ناقصين احنا مش‬
‫كفايه تغيير التصنيف بتاعنا من كوميدي‬
‫الكشن والبركة في براءة هانم‬

‫نظر الجميع لبراءة التي كانت ما تزال تنام‬


‫بشكل فوضاوي وتفتح فمها‬
‫ضحك كريم بخفوت عليها ‪ /‬انت عارف لو‬
‫العربية انقلبت بينا هتصحى في المستشفى‬
‫تقول وصلنا وال ال فمتتعبش نفسك وسيبها‬
‫نايمه اهو نوم الظالم عبادة‬

‫نظر له سليم وضحك بشده ‪ /‬دي جبروت يا‬


‫أخي قال مسدس لعبة قال‬

‫ثم نظر في المرآة لشادي وقال ‪ /‬آدي دقني‬


‫اهي اما كانت تبع المافيا‬

‫شادي وهو ينظر لها ويجدها تنام مثل األطفال‬


‫‪ /‬ال يا عم مش لدرجه مافيا ممكن قطاع طرق‬
‫او عصابة صغننه كده إنما مافيا ده صعب‬
‫شوية على براءة‬
‫اصدرت براءة صوت عالي أثناء نومها فقال‬
‫سليم بحنق وهو يغمض عينه ‪ /‬مسمعش‬
‫اعتراض‬

‫نظرت لهم ام فتحي بقلة حيله وهى تقول ‪ /‬أنا‬


‫كنت بس عايزه اعاكس ايه اللي دخلني في‬
‫الحوارات دي‬

‫نظر لها ادهم ثم أقترب منها وقال بخفوت‬


‫شديد ‪ /‬خلينا نتفق على حاجه يا ام فتحي‬

‫نظرت له بترقب فاكمل ببسمة تحذير ‪/‬من‬


‫انهارده ومن اللحظة دي عينك دي متجيش‬
‫على اي راجل ولسانك الحلو ده ميخرجش بره‬
‫بقك بجملة غزل واحده اال لو ليا‬

‫اتفقنا ياباشا؟؟؟‬
‫رفعت حاجبها وقالت باعتراض ‪ /‬احتكار يعني‬
‫وال ايه‬

‫ابتسم ادهم وغمز لها ‪ /‬ايوة احتكار‬

‫لوت ام فتحي شفتيها وكادت تتحدث حتى‬


‫قاطعهم رنين هاتف سليم الذي تأفف بشده‬
‫وهو يقول ‪ /‬وال هنعرف ننام في ام الليله دي‬

‫ثم رفع نفسه قليال وأخرج هاتفه ونظر فيه‬


‫وهو يفتح عين واحده سرعان ما فتح عيونه‬
‫بشدة وهو ينتفض بطريقة ارعبت الجميع‬
‫وجعلتهم ينتبهون له جيدا بينما فتح سليم‬
‫المكالمة بسرعه كبيرة فسمع صوتها الباكي‬
‫وهى تقول ‪ /‬سليم انا محتاجالك‬
‫نظر شامل لفادي ثم قال بعد صمت طويل ‪/‬‬
‫تفتكر مؤنس بيفكر في ايه‬

‫هز فادي كتفه بعدم اهتمام ثم قال وهو ينهض‬


‫‪ /‬معرفش ومش مهتم هخرج ااااا‬

‫قاطع شامل حديثه ببسمة ساخرة ‪ /‬ال يا عسل‬


‫مؤنس طلب اخدك معايا الشركه عشان تبطل‬
‫السمحة بتاعتك دي‬

‫غضب فادي بشدة وقال ‪ /‬وهو مؤنس هيتحكم‬


‫في حياتي وال إيه أنا اعمل اللي انا عايزه‬
‫ومحدش له عندي حاجه‬

‫ضحك شامل بشده ثم نهض واتجه للدرج وهو‬


‫يقول ‪ /‬ابقى قوله الكالم ده بنفسك يا سبع‬
‫البورمبة‬
‫نظر له فادي وهو يرحل وكان الغضب هو‬
‫رفيقه الوحيد حاليا فاغمض عينه وهو يهمس‬
‫بشر ‪ /‬الصبر يا فادي الصبر بكره تخليهم كلهم‬
‫تحت رجلك زى الكالب‬

‫ثم اتجه لخارج الفيال بسرعه كبيره وهو يكاد‬


‫يكسر األرضية أسفل قدمه من الغضب‬

‫بينما اتجه شامل لغرفة اخته الصغيره وطرق‬


‫الباب فسمع صوتها وهى تقول ‪ /‬ادخل يا ابيه‬

‫دخل شامل وهو يبتسم بسخريه وينظر للغرفه‬


‫ويقول ببرود ‪ /‬اكيد مكنش قصدك ابيه انا مش‬
‫كده‬

‫نهضت سارة بفزع من شامل وقالت ‪ /‬أنا انت‬


‫فكرت ابيه مؤنس هو اللي بيخبط‬
‫هز شامل رأسه ببرود ‪ /‬مفهوم مفهوم عموما‬
‫مؤنس هيغيب فترة في دمياط عشان عنده‬
‫شغل وطلب اخلي بالي منك‬

‫ثم ضحك بسخريه ‪ /‬أصل مفكرني داده عموما‬


‫ما علينا انا عايزك تاخدي بالك من ابوكي وكل‬
‫شويه تروحي تشوفيه عايز حاجه وال ال عشان‬
‫انتي عارفه ابوكي مش بيطيقني وممكن لو‬
‫دخلت عليه يطب ساكت‬

‫قالت سارة برعب ولهفة ‪ /‬بعد الشر عليه انا‬


‫هاخد بالي منه‬

‫ابتسم شامل ببرود ثم خرج بينما هى جلست‬


‫على الفراش بخوف وهى تهمس ‪ /‬ليه يا ابيه‬
‫بتسبني معاه لوحدنا ده ممكن يقتلني‬
‫تحدثت شادية وهى تنظر لمنة ‪ /‬انتي هتباتي‬
‫معايا مش كده‬

‫منة وهي تهز رأسها بايجاب وتنظر للظالم‬


‫الذي حل ‪ /‬اكيد كده كده انا اتأخرت وبلغت بابا‬
‫اني هبقى معاكي‬

‫شادية ببسمة وسعاده كبيرة ‪ /‬حلو اوي نكمل‬


‫بقى‬

‫ثم أشارت لوعاء امامها يحتوى على ورق‬


‫وقالت ببسمة ماكرة ‪ /‬البرطمان ده فيه ورق‬
‫كل ورقه فيه مكتوب فيها تحدي احنا هنسحب‬
‫الدور حسب السن وكل واحد هيعمل التحدي‬
‫اللي هيطلع ليه بدون اى اعتراض او تبديل‬
‫موافقين؟؟؟؟‬
‫نظرت مريم برعب الوعاء وهى تقول ‪ /‬انتي‬
‫متعرفيش تلعبي زي الناس كوتشينه أو ضمنا‬
‫او حتى كاندي كراش يا شيخه اتقي هللا‬

‫منة بضحك عالي ‪ /‬بجد مش فاهمه وجهه‬


‫نظرك في المشاكل دي بحسك بتتغسلي من جوا‬
‫كده وانتي بتعملي مشكله‬

‫ضحكت شاديه وهى تمد يدها وتقلب الورق‬


‫جيدا ‪ /‬حصل يابنتي بعدين ادينا بنجرب حاجه‬
‫جديده وبنغامر العمر لحظة استغليها كويس‬
‫اوي‬

‫انهت كالمها وهى تخرج ورقة ما ثم نظرت‬


‫فيها وابتسمت باتساع وقالت ‪/‬هنحل المشاكل‬
‫العائلية‬
‫صرخ سليم بشادي وهو يقول ‪ /‬اقف على جنب‬
‫يا شادي‬

‫فزع شادي من صراخه وتوقف فجأه‬


‫فاصطدمت رأس براءة في مقدمة السيارة‬
‫ففتحت عينها وهى تنظر حولها بانزعاج ثم‬
‫مدت يدها وصفعت شادي على رقبته بحده ‪ /‬يا‬
‫أخي بقى مش شايفني نايمة في امان هللا وقفت‬
‫كده ليه انكد عليك يعني انت والجذم دول‬

‫نظر لها شادي بتذمر وهو يقول ‪ /‬اعمل ايه‬


‫يعني سليم اللي زعق مره واحده فاتفزعت‬

‫نظرت براءة لسليم في الخلف وهى تقول ‪ /‬ايه‬


‫ياسليم حالة والده وال إيه‬
‫لم يهتم سليم لسخريتها وفتح الباب بسرعه‬
‫وهبط ثم ذهب بعيدا فقالت براءة بصوت عالي‬
‫‪ /‬ابقى طمنا على البيبي‬

‫وضع سليم الهاتف على اذنه بلهفة وخوف‬


‫من نبرتها وقال بحنان ‪/‬مالك يا أشرقت حصل‬
‫ايه‬

‫أشرقت ببكاء شديد وشهقات عالية ‪ /‬أنا خايفة‬


‫آوي امي هتروح فيها يا سليم‬

‫علم سليم انها تتحدث عن ذلك الشاب الذي كان‬


‫خطيبها فقال بهدوء وهو يحاول التحكم فـ اخر‬
‫ذرات الصبر التي يمتلكها ‪ /‬حصل ايه بس‬
‫اهدي وفهميني‬

‫بكت أشرقت بعنف وهى تقول ‪/‬جالي عند‬


‫المدرسة وهددني اني اتجوزه واال هيفضحني‬
‫في الحارة كلها وهللا ما عملت حاجه يا سليم ده‬
‫هو وأمه‬

‫سليم بعنف وغضب ‪ /‬اوعي تكوني روحتي‬


‫معاه يا أشرقت اوعي‬

‫تحدثت أشرقت من وسط شهقاتها ‪ /‬ال‬


‫مروحتش ام علي جات ضربته واااااا‬

‫قاطعها سليم وهو يتنفس بهدوء حتى ال يفقد‬


‫اعصابه معها وقال بهدوء وحنان ‪ /‬اشششش‬
‫خالص اهدي انا اسف اني زعقت اهدي خالص‬
‫بصي يا أشرقت واعملي اللي هقولك عليه انتي‬
‫هتروحي تنامي دلوقتي وابعدي الموضوع ده‬
‫عن تفكيرك خالص وال كأن فيه حاجه انتي بس‬
‫عليكي تنامي وملكيش دعوه بالباقي‬

‫أشرقت بعدم فهم ‪ /‬بس‬


‫تنفس سليم بصوت عالي ‪ /‬مبسش يا أشرقت‬
‫روحي نامي ياقلبي وملكيش دعوه باى حاجه‬

‫لم ينتبه سليم بأنه أخطأ ولقبها بلقب محبب‬


‫أثناء حديثه ولكن أشرقت لم تغفل عن تلك‬
‫الكلمه وكيف تغفل وقد استقرت هذه الكلمة في‬
‫منتصف قلبها بكل قوة تحدثت بخفوت وهى ال‬
‫تعلم ماذا تقول ‪ /‬طيب تصبح على خير وأسفه‬
‫لو ازعجتك‬

‫ابتسم سليم وهو ينظر للنجوم والقمر فوقه‬


‫وقال بحنان وصوت خافت بشده ‪ /‬وانتي من‬
‫اهل الخير يا أشرقت‬

‫ثم أغلق الهاتف وقال ببسمة أوسع ‪ /‬وأهلي‬

‫بينما أشرقت تسطحت على الفراش وهى‬


‫تتعجب حالها وقد كانت منهارة منذ دقائق‬
‫بينما كان كريم ينظر للسماء وهو يفكر في‬
‫مريم فقط فمنذ تلك المكالمة وهو ال يستطيع أن‬
‫يفكر في سواها اغمض عينه وهو يتنهد‬
‫ويهمس بداخله ان االمر انتهى وانها ستصبح‬
‫له وله فقط فقد وصل لمرحلة ال يمكنه العودة‬
‫منها اال وهى معه أو ميتا لذا سيحصل عليها‬
‫ولو اضطر للوقوف في وجه الجميع ولكن في‬
‫النهاية ستكون له وله هو فقط‬

‫نظر ادهم الم فتحي فابتسم وقال بهمس وهو‬


‫يغمض عينه ‪/‬مالك سرحانه في إيه‬

‫نظرت له وهو مغمض عينه ثم قالت بغموض ‪/‬‬


‫تفتكر انا كنت وحشه‬
‫فتح ادهم عينه ونظر لها بتعجب فاكملت وهى‬
‫تنظر من النافذه بحزن ‪ /‬انت سمعت الشاب قال‬
‫ايه بودانك انهم كانوا مش طايقيني وبيدوروا‬
‫عليا عشان ينتقموا مني تفتكر اني عملت‬
‫حاجه وحشه ليهم تخليهم يكرهوني كده‬

‫وال انا هربت ليه أساسا؟؟؟‬

‫ثم قالت وكأنها تقنع نفسها ‪ /‬اكيد انا عملت‬


‫حاجه وحشه ليهم عشان يكرهوني كده‪ ،‬اكيد‬
‫هما مش وحشين وال حاجه‬

‫تألم ادهم من حديثها ثم اعتدل ونظر لها وجذب‬


‫يدها ونظر لعينها ببسمة وقال بحنان شديد‬
‫وكأنه يحدث طفلته ‪ /‬انا يمكن معرفكيش‬
‫حقيقي وال عاشرتك في حياتك الطبيعيه بس‬
‫صمت وهو ينظر لها بكل ذرة عشق يحملها‬
‫بداخله ‪ /‬اللي متأكد منه أن مالكي عمرها ما‬
‫تكون وحشه‪ ،‬مالكي عمرها ما هتغلط أبدا‬
‫تصل بزمتك فيه حد برئ وكيوت كده هيكون‬
‫وحش‬

‫هبطت دموعها ببطء وهى تقول وكأنها طفلة‬


‫صغيره ترجو والدها ان يخبرها انها ليست‬
‫سيئة ‪/‬يعني انا مش وحشه وال عملت حاجه‬
‫غلط؟؟؟‬

‫هز ادهم رأسه برفض وقال بخفوت وهو‬


‫يقترب منها اكثر ‪ /‬انتي احلى وأطيب واحن ام‬
‫فتحي في مصر كلها‬
‫ضحكت من بين دموعها فقام هو بمسح‬
‫دموعها بحنان وقال ‪ /‬ضحكتك ترياق ألى وجع‬
‫ابتسمي دايما وخليكي دايما سعيده عشاني‬

‫نظرت لعينه وقالت ببسمة صادقة ‪ /‬أنا عرفت‬


‫ليه مطلعتش غير ليك انت الن مكنش ينفع‬
‫اكون مع حد غير ادهم‪ ،‬ام فتحي مينفعش‬
‫تكون غير مع ادهم‬

‫ابتسم لها ادهم باتساع ثم قال وهو يجذب‬


‫رأسها من الخلف بمزاح ‪ /‬وال هتكوني غير‬
‫الدهم يابت سامعة‬

‫ضحكت بشده بينما هو ابتسم لجعلها تنسى‬


‫حزنها‬

‫الحظ نظرات براءة التى تنظر للخارج بنظرات‬


‫غريبه ولم تالحظ حديث ادهم‬
‫تحدث ادهم بتعجب ‪ /‬مالك يابراءة‬

‫نظرت له براءة من المرآه االمامية وقالت‬


‫ببسمة وهى تفتح الباب ‪ /‬ها ال مفيش هنزل‬
‫اشم هوا قبل ما نتحرك‬

‫ثم نظرت لشادي وقالت متمشيش وتسبني‬


‫عارفاك معفن‬

‫ضحك شادي عليها وهو يقول ‪/‬طب وهللا‬


‫عوض يقتلني المهم خلصي لحد ما عم سوما‬
‫العاشق يخلص‬

‫هبطت براءة من السيارة واتجهت بعيدا عنهم‬


‫وهى تنظر حولها حتى لمحت شئ يقف بعيدا‬
‫فابتسمت بسخرية وقبلت يدها ثم نفخت فيها‬
‫وكأنها ترسل قبلة الحد وغمزت فالحظت‬
‫اختفاء ذلك الشئ من المكان فضحكت بسخريه‬
‫وهى تغني وتسير بكل برود ‪ /‬راجع تقولي‬
‫عايزني دوا سالمات يا هوا على عيني يا‬
‫ريت‪ .....‬ده احنا اللي فات دفنينه سوا وال انت‬
‫نسيت‬

‫ثم ضحكت بصوت مرتفع بينما في الظالم كان‬


‫يقف وهو يبتسم ببرود اكثر منها ويهمس ‪/‬‬
‫راسك دي هيجي يوم واكسرهالك يا براءة‬
‫ومش بمزاجك نكون سوا او ال‬

‫صعد الجميع للسيارة وانطلقوا مجددا في‬


‫طريقهم وكل منهم مشغول بشئ‬

‫أمسكت شادية هاتفها وابتسمت وهى تقول ‪/‬‬


‫يال نبدأ‬
‫منة وهى تنظر بحماس للهاتف ‪ /‬هتقولي ايه‬

‫شادية بضحك وهى تضرب بعض األرقام ثم‬


‫تفتح المكبر ‪ /‬خليها تيجي زي ما تيجي‬
‫العفوية دايما افضل‬

‫ضحكت مريم بيأس على شادية وفورا سمع‬


‫الجميع الصوت الصادر من الهاتف يقول‬
‫(مرحبا بكم في البريد المصري للغة العربية‬
‫اضغط واحد ولالنجليزيه اضغ‪....‬‬

‫ضغطت شادية فورا واحد وهى تنتظر فسمعوا‬


‫صوت اخر يقول ‪ /‬مرحبا عميلنا العزيز في‬
‫البريد المصري اذا كنت ترغب في االستفسار‬
‫عن حوالتك البريدية اضغط‪....‬‬

‫لم تكمل فضغطت شادية واحد فصدح الصوت‬


‫الصوت مجددا ‪/‬مرحبا بك في خدمه البريد‬
‫المصري يرجي االنتظار لحين الرد عليكم من‬
‫احد ممثلينا مع العلم ان هذه المكالمة مسجلة‬
‫لضمان الجودة‬

‫صمت الرد اآللي وبدأت اغنيه لحين اجابه احد‬


‫الممثلين للبريد‬

‫نظرت مريم لشادية بتعجب وهى تقول ‪ /‬دول‬


‫بيسجلوا المكالمة‬

‫ضحكت شادية بشده وهى تقول ‪ /‬اثبت ياض‬


‫احنا مش بنتهدد‬

‫ثواني وتم قطع االغنيه وصدح صوت رجولي‬


‫يقول ‪ /‬السالم عليكم اهال بيكم في البريد‬
‫المصري معاكم مصطفى يا فندم ممكن االسم‬
‫عشان الترحيب‬
‫تحدثت شاديه بصوت جعلته يبدو خافت وهادئ‬
‫قليال ‪ /‬اهال يا درش انا اسمي روزيتا قولي يا‬
‫روز‬

‫تحدث الشاب دون أن يهتم لحديثها ‪ /‬اهال انسه‬


‫روزيتا اقدر اساعدك إزاي‬

‫تحدثت شادية وهى تكتم ضحكتها ‪ /‬ايه يا‬


‫درش مش قولنا تقولي ياروز وال انت‬
‫بتعتبرني غريبة‬

‫تحدث العامل ‪ /‬اتفضلي اقدر اساعد حضرتك‬


‫إزاي‬

‫شاديه وهى تحاول أن تكون جدية ‪/‬في الحقيقه‬


‫انا عندي مشكله وكنت محتاجه مساعده فيها‬
‫تحدث العامل ‪ /‬اتفضلي يا فندم وهحاول‬
‫اساعدك‬

‫تحدثت شادية بتأثر شديد ‪ /‬بقى انا يا درش يا‬


‫خويا كان نفسي في األرانب فاتصلت بأختي من‬
‫البلد وقولتلها تبعتلي كام أرنب كده يعني‬
‫واعملهم على ملوخية فالمهم عشان مطولش‬
‫عليك جوزي سمع سيرة األرانب من هنا وكأنه‬
‫لبسه ميت عفريت وحلف عليا بالطالق ما‬
‫يدخلو البيت وانا حاولت اتصل بأختي اقولها‬
‫متبعتش دي فيها طالقي بس الشبكة مش‬
‫مجمعة يا خويا‬

‫مصطفى وهو يقاطعها ‪ /‬حضرك تقدري تتصلي‬


‫بالشركة التابعة لخطك احنا شركة بريد مش ااا‬
‫قاطعته شادية بتذمر ‪ /‬جرا ايه يا درش يا خويا‬
‫هو أنا لسه خلصت كالمي اهدى لحد ما اخلص‬
‫بعدين اتكلم المهم كنت فين‬

‫تحدث مصطفى وقد بدا على صوته الملل ‪/‬‬


‫الشبكة في البلد عن اخت حضرتك مش‬
‫كويسه‬

‫شادية وهى تدعي الصدمه ‪ /‬آيوه صح انت‬


‫عرفت ازاي هو إنت تعرف اختي وال إيه‬

‫مصطفى بحده خفيفه ‪ /‬حضرتك اللي لسه قايله‬


‫من شوية‬

‫شادية بحنق ‪ /‬طيب يا خويا اهدى على نفسك‬


‫نسيت المهم حاولت اتصل بيها معرفتش فقولت‬
‫اتصل بالكشك اللي على أول الشارع يمكن‬
‫اعرف اوصل ليها حاكم دي فيها طالقي يا‬
‫خويا بس برضو معرفتش قعدت افكر اعمل ايه‬
‫يابت ياروز اعمل ايه يابت يا روزيتا اعمل ايه‬
‫يا بت ياروز اعمل ايه يا‬

‫صرخ مصطفى بغضب ‪ /‬هتعملي ايه في االخر‬


‫يعني‬

‫شادية بصراخ وحده ‪ /‬واد انت بتزعق فيا ال‬


‫ده انا ممكن اكتب فيك بوست على الفيس بوك‬
‫افضحك وافضح الشركة كلها لغاية ما صوابعي‬
‫تتبري‬

‫زفر مصطفى بضيق وقال ‪ /‬أسفين يا انسه‬


‫روز اتفضلي كملي‬

‫اخذت شادية تكمل حديثها وكاد مصطفى يسقط‬


‫أرضا من الغضب والغيظ ‪ /‬المهم بقى الواد‬
‫بتاع الكشك ده اخد االكرامية وهرب من اختي‬
‫راحت جريت البويا وقالتله الواد حودة اخد‬
‫الفلوس و‬

‫تحدث مصطفى بنفاذ صبر ‪ /‬ياست روز انا‬


‫مالي بمغامرات اختك والواد حوده في الحقول‬
‫لو سمحتي فين المشكلة‬

‫شادية وهى تنفخ بضيق ‪ /‬ال شكلك كده مش‬


‫عايز تشتغل اهو انتم كده يا مصريين مش‬
‫مخلصين في الشغل وتفضلوا ترفعوا شعارات‬
‫وغيره و‬

‫قاطعها مصطفى برجاء ‪ /‬أنا آسف حقك على‬


‫امي انا اسف وهللا أنا عيل اتفضلي ابوس ايدك‬
‫قولي مشكلتك‬

‫زفرت شادية بضيق ‪ /‬على فكره لو كنت‬


‫صبرت كنت قولتلك المشكلة يا سيدي اني‬
‫عايزه اسأل إزاي ابعت ليها بريد واقولها‬
‫متبعتش األرانب عشان ج‬

‫لم تكمل حديثها حتى سمعت صفارة إغالق‬


‫الهاتف فنظرت للفتيات وضحكت بشده بينما‬
‫كانت منة تنظر لها بذهول وهى تقول ‪ /‬انتي‬
‫كده ازاي ده ال بجد انتي كده ازاي‬

‫سقطت مريم أرضا وهى تضحك بشده ‪ /‬حرام‬


‫عليكي يا شاديه حرام عليكي الواد زمانه‬
‫استقال‬

‫تحدثت شادية بجدية ‪ /‬بس مقاليش برضو‬


‫ابعت بريد إزاي‬

‫انفجر الجميع بالضحك لدقائق عديده حتى‬


‫هدئوا ونظرت شادية لمنة وقالت بخبث ‪/‬‬
‫دورك يا جميل‬
‫ثم مدت يدها وسحبت ورقه وفتحتها ونظرت‬
‫فيها ثم قالت ببسمة واسعة ‪ /‬آه يابنت‬
‫المحظوظه هتحلي بوقك‬

‫دخل عبدالرحيم للمنزل وهو ينظر لساعته ثم‬


‫فك الكارفات الخاص به بتعب واتجه للدرج ولم‬
‫يكد يصعد حتى سمع صوت شاهي خلفه وهى‬
‫تقول ‪ /‬طبعا طول اليوم بره وال على بالك بنتك‬
‫اللي خرجت من المغرب ومرجعتش لدلوقتي‬
‫وهللا اعلم بتصيع فين‬

‫استدار عبدالرحيم بغضب وعال صوته الحاد‬


‫وهو يقول ‪ /‬لحد منة وتقفي يا شهيرة بنتي‬
‫ميت خط أحمر انتي سامعة انا اساسا صابر‬
‫عليكي عشانها هى واى كلمة في حقها‬
‫هتشوفي مني وش عمرك ما هتحبي تشوفيه‬
‫أبدا عشان كده اغزي شيطانك وابعدي عن منة‬
‫واه على فكره انا عارف كويس اوي بنتي فين‬
‫ومع مين ألنها مش بتخبي عليا حاجه ابدا يا‬
‫هانم‬

‫ثم صعد الدرج وهو يقول بسخرية الذعة ‪/‬‬


‫اطلعي نامي معلش قلقناكي معانا يا‪ ....‬يا‬
‫شاهي هانم‬

‫نظرت شهيرة الثره بغضب وسخرية شديدة ‪/‬‬


‫وهللا عال بقيت قاعده في البيت ومليش اى‬
‫الزمه ماشي يا منة انا بقى هوريكي كلمة مين‬
‫اللي هتمشي عليها‬

‫توقف شادي بالقرب من استراحة في الطريق‬


‫وقال بتعب ‪ /‬هنقضي الليله هنا عشان تعبت‬
‫وكلنا عايزين نرتاح وبكره الصبح هنكمل‬
‫طريقنا االستراحه دي شغاله ‪ ٢٤‬ساعة اللي‬
‫حابب اى حاجة يقدر يجيبها من هناك واللي‬
‫حابب يدخل الحمام فيه حمامات برضو عيشوا‬
‫بقة وسيبوني انام‬

‫نظر ادهم الم فتحي وقال بخفوت ‪ /‬تعالي معايا‬


‫عشان عايز اكل‬

‫ابتسمت له وهزت رأسها وهبطت خلفه وكذلك‬


‫براءة التي هبطت وهى تقول ‪ /‬هروح اغسل‬
‫وشي وافرفش شوية واجيب شوية اكل لزوم‬
‫الطريق حد حابب اجيب حاجه معايا‬

‫هز الجميع رأسه برفض فابتسمت هى وتقدمت‬


‫من االستراحة واتجهت للخلف بعدما استعلمت‬
‫عن الحمامات وقد كانت خلف االستراحة في‬
‫مبنى صغير منعزل عن االستراحة نفسها ولم‬
‫تكد تتقدم حتى شعرت بمن يضع يده على فمها‬
‫ويكبلها ويسحبها بعيدا عن األعين‬

‫بينما في السيارة تمدد كريم وهو يتنهد بتعب‬


‫ثم قال لسليم ‪ /‬هيجي امتى‬

‫نظر له سليم بتعجب فقال كريم بتوضيح ‪ /‬اللي‬


‫أتقدم لمريم هيجي امتى يتفق معاك‬

‫زفر سليم بضيق ألجل صديقه ‪ /‬المفروض اني‬


‫حددت الميعاد كمان اسبوع على اساس كنا‬
‫هنطول في دمياط بس بما اني رجعت بدري‬
‫هتصل بيه خلينا نخلص‬

‫ابتلع كريم ريقه وقال له ‪ /‬عايز احضر‬

‫رفع سليم حاجبه وابتسم بسخريه فقال كريم ‪/‬‬


‫هحضر معاك واقابله معاك‬
‫سليم بسخريه ‪/‬وماله ياضنايا ابقى تعالى‬
‫احضر‬

‫هز كريم رأسه ونظر امامه بشرود ثم همس ‪/‬‬


‫مش هسمح يحصل نفس اللي حصل معاك‬

‫نظر له سليم بصدمه من حديثه فقال كريم‬


‫ببسمة ‪ /‬مريم مش هتكون غير مراتي انا يا‬
‫سليم ولو رفضت هخطفها واتجوزها غصب‬
‫ومش هخليك تشوفها طول حياتك فاقف معايا‬
‫عشان محرمكش من اختك وعيال اختك‬

‫صرخ به سليم بغضب وهو يحاول خنقة ‪ /‬يا‬


‫زباااااااااالة‬

‫ضحك كريم بصخب بينما شادي كان ينظر لهم‬


‫ببسمة ثم اغمض عينه وهو يهمس ‪ /‬جايلك يا‬
‫موني جايلك يا كريم كراميل‬
‫خرجت منة من العمارة وهى تسير تجاه قهوه‬
‫عوض ثم نظرت خلفها بتردد فاشارت لها‬
‫شاديه التي تقف مع مريم على باب العمارة‬
‫بالتقدم اكملت منة طريقها حتى وصلت لقهوة‬
‫عوض ودخلت وهى تنظر حولها بتوتر حتى‬
‫وصلت إلحدى الطاوالت وجلست عليها ثم‬
‫صفقت بيدها كما اخبرتها شادية فوجدت صبى‬
‫صغير يتجه لها وهو ينظر بتعجب ‪ /‬نعم يا‬
‫استاذة اؤمري‬

‫تحدثت منة ببسمة ‪ /‬عايزه اكل رز بلبن‬

‫نظر الصبى حوله للرجال التي تنظر بانبهار‬


‫وصدمه لتلك الفاتنة التي دخلت للقهوه خجل‬
‫الصبى ان يخرجها ولكن قال ‪ /‬بس احنا مش‬
‫بنعمل رز بلبن انهارده وكمان بليل احنا‬
‫بنعملها كل تالت و‬

‫قاطعته منة بعدم اهتمام ‪ /‬مش مشكلتي انا‬


‫عايزة اكل رز بلبن يعني عايزه اكل رز بلبن‬

‫لم يعلم الصبى ماذا يفعل سوى أن يرضخ لها‬


‫لترحل بسرعه وينتهي وذهب وبحث في‬
‫الثالجه عن اى طبق أرز بلبن وهو يدعي هللا‬
‫ان يجد طبق ولحسن حظه وجد طبقين من‬
‫األرز بلبن فابتسم وركض لها وقال ‪ /‬اهو‬
‫اتفضلي‬

‫ابتسمت له منة وأخذت منه الطبق وبدأت تأكل‬


‫بنهم شديد حتى انتهت منه ثم قالت بتفكير‬
‫وهى تنظر للطبق ‪ /‬حلو الرز بلبن ده بس‬
‫ناقصه حاجه‬
‫نظر الصبى للطبق بصدمه وهو يقول ‪ /‬افندم‬
‫ناقصه ايه‬

‫منة ببسمة وكأنها اكتشفت شئ‪ /‬آه عرفت‬


‫ناقصه ايه هو ناقصه جوز هند عارف بقى‬
‫على جوز الهند هتكون قمر‬

‫نظر لها بغباء ‪ /‬ايوخ يعني اعمل ايه‬

‫تحدثت منه بغضب ‪ /‬يعني تروح تجبلي طبق‬


‫غير ده النه مش عجبني وحط عليه جوز هند‬
‫وعايزه سحلب من غير مكسرات ويكون بارد‬

‫تحرك الصبى وهو ينظر لها بغباء ويضرب‬


‫كف على كف ثم غاب قليال وعاد بطبق من‬
‫األرز بلبن وعليه جوز الهند ومعه كوب من‬
‫السحلب‬
‫نظرت منة لالشياء بتقييم ثم قالت بسخرية ‪/‬‬
‫قولت عايزه السحلب يكون بارد‬

‫الصبى بنفاذ صبر ‪ /‬يعني اعمل ايه انفخلك‬


‫فيه‬

‫منة بغضب ‪ /‬انت بتزعق ليه خده برده وهاته‬

‫حمل الصبى الكوب وذهب وهو ينفث بغضب‬


‫شديد بينما هى انقضت على طبق األرز بلبن‬
‫وأخذت تأكله بنهم شديد وبعد دقائق انتهت منه‬
‫وقد تعبت بسبب االكل الكثير وفجأه لمحت‬
‫الصبى يعود بالكوب وهو يتمتم بغيظ ثم وضعه‬
‫امامها وهو يقول ‪ /‬اتفضلي يا ست هانم اى‬
‫أوامر تانيه‬

‫نظرت منة له وهى تحاول ان تبتلع ما في فمها‬


‫وحملت الكوب وشربته بسرعه ثم فجأه نهضت‬
‫وركضت للخارج وخلفها الصبى الذي اخذ‬
‫يصرخ بها ‪ /‬خدي هنا يابت انتي يا حرامية‬
‫خدي هنا‬

‫دخلت منة العمارة بسرعه فجذبتها شاديه‬


‫للبدروم وهى تنظر للشارع والجميع يضحك‬
‫بعنف على ماحدث بينما كانت ثياب منة قد‬
‫تلطخت بالسحلب وفمها أيضا‬

‫تحدثت مريم بحزن ‪ /‬يا حرام ممكن الواد يتأذي‬


‫في شغله‬

‫ضربتها شادية على رأسها وهى تضحك ‪ /‬انتي‬


‫هبلة وانا يعني هأذي حد يال نطلع فوق وهكلم‬
‫عوض يناديه ويقوله اني انا اللي عملت كده‬

‫صعد الجميع للشقه وبالفعل قامت شاديه‬


‫بمهاتفة عوض وشرحت له كل شئ أغلق‬
‫عوض الهاتف وهو يضرب كف يكف ويقول ‪/‬‬
‫يارب خلي ليا نصيب من اسمي وعوض عليا‬
‫عوض الصابرين‬

‫ثم خرج وهو يبحث عن الصبى ليعود لعمله‬


‫مجددا‬

‫ضحكت شادية والجميع ونظرت شادية لمريم ‪/‬‬


‫يال يا ريمو دورك ياوحش‬

‫ابتلعت مريم ريقها برعب وهزت رأسها‬


‫فامسكت شادية الوعاء وسحبت ورقه والجميع‬
‫مترقب لما سيحدث سحبت شادية ورقة‬
‫وفتحتها ثم قالت ببسمة فخر وهى تنظر لمريم‬
‫بتأثر ‪ /‬واخيرا ستنالين الشهادة‬

‫ربتت على كتف مريم التي تنظر لها بغباء ‪/‬‬


‫الف مبروك الشهادة يا ابو ربيع‬
‫تقدمت منه وهى تمسح فمها جيدا وتنظر‬
‫للورقه ثم قالت بشفقة وهى تنظر لمريم ‪ /‬سلم‬
‫على الشهدا اللي معاك سلم على كل اللي‬
‫هناك‬

‫نظرت لهم مريم برعب وقالت وهى تكاد تبكي‬


‫‪ /‬فيه إيه هعمل ايه‬

‫نظرت لها شاديه بشفقة وهي ترفع في وجهها‬


‫الورقة التي بها الحكم ففتحت مريم عينها‬
‫بصدمه وقالت برعب ‪ /‬يا ليلة سودا‬

‫شعرت بشخص يجذبها بحده الحد االزقة‬


‫الضيقه وهو يكتم فمها جيدا بينما هى فتحت‬
‫عينها بعنف وفي ثواني رفعت يدها ووضعتها‬
‫على رقبة ذلك الشخص وجذبت بشدة وكأنها‬
‫تود اقتالعها ابتعد ذلك الشخص وهو بقوة‬
‫وفي ثواني حدث التحام شديد بينهم وكان يصد‬
‫هجماتها بكل سهولة وكأنه ال يفعل شئ بينما‬
‫هى رأت برودته في مواجهتها وطريقه وقفته‬
‫وحركاته فجزت على أسنانها وانطلقت له‬
‫ودفعته بعنف للحائط وهى تضع يدها على‬
‫رقبته وتهمس بكل غضب تمتلكه ‪ /‬رجعت ليه‬
‫تاني ها رجعت ليه تاني بعد ما قولت انك مش‬
‫هترجع‬

‫نظر لها ببسمة وهو ينزع قناعه ويهمس‬


‫ببسمة مستمتعة ‪ /‬أنا امشي وارجع وقت ما‬
‫احب يا قلبي بعدين مين قال اني مش هرجع انا‬
‫امتى قولت كده انا بس قولت اسيبك فترة‬
‫تفكري زي ما انتي طلبتي‬
‫تحدثت براءة بغيظ وسخرية شديدة ‪ /‬سبتني‬
‫تالت اسابيع وهللا كتر خير‬

‫ضحك بصخب فنظرت لضحكته الرجولية التي‬


‫لطالما جذبتها كما تجذب النيران الفراشات‬
‫توقف عن الضحك ونظر لها بهدوء ثم ابتسم‬
‫وقال ‪ /‬وهو شهر ده شوية يا براءة امتى‬
‫هترحمي قلبي المسكين وترجعي ليا‪ ،‬طب‬
‫اقولك هسيبك يوم كمان‬

‫دفعته براءة بعيدا وقالت بسخريه ‪ /‬وليه يوم‬


‫ما كفاية خمس دجايج‬

‫نظر زين لها ثم قال ببسمة ‪/‬لسه فاكره انك‬


‫دمك خفيف‬

‫نظرت له بصدمه مصطنعة وهى تقول ‪ /‬ده‬


‫عماد مأكدلي‬
‫ضحك زين بشده وهو يعود للخلف ثم قال‬
‫‪/‬يابنتي انتي مش هتبطلي عادتك دي‬

‫قالت بسخرية ‪ /‬على االقل حد فينا بيضحك بدل‬


‫ما انت ابرد من لوح التلج‬

‫عاد فجأه لبروده ورفع حاجبه وقال ‪ /‬أنا بارد‬


‫يا براءة ده مفيش حد شافني على طبيعتي‬
‫غيرك مفيش حد بضحك من قلبي معاه غيرك‬
‫مفيش حد من يوم ما وعيت على الدنيا شاف‬
‫بسمتي غيرك انتي وتقولي في االخر بارد‬

‫اقتربت منه براءة بحنان وقالت ‪ /‬مهى دي‬


‫المشكله يا زين انك مش عايش حياتك غير‬
‫معايا حابس الطفل اللي جواك معايا انا ليه‬
‫متعش طبيعي اضحك يا زين وعيش زى ما‬
‫انت عايز مع اى حد‬
‫نظر زين أرضا وقال بوجع ‪ /‬ما انتي عارفة‬
‫اللي فيها يا براءة انا بحاول اتعالج وهللا زى ما‬
‫وعدتك مفيش غيرك انتي وبابا اللي بعرف‬
‫اتكلم معاهم كويس الباقي غصب عني بالقي‬
‫نفسي مش عارف ابتسم او اني اتكلم عادي‬
‫زى ما بكلمك كده ببقى ابرد من لوح التلج‬
‫حتى‬

‫زفر بضيق ثم قال بعد صمت دام قليال ‪/‬‬


‫الدكتور قالي ان الموضوع ده بسبب الصدمات‬
‫اللي اتعرضت ليها من موت امي لخيانة‬
‫صاحبي اللي ضربتني في الصميم لخيانة‬
‫خطيبتي مبقتش أصدق حد وال بقيت اثق في‬
‫حد كأني خايف ان في يوم اصحى على خيانة‬
‫جديده لحد ما شوفتك انتي‬
‫ابتسم بحنين وهو يقول ‪ /‬بنت مجنونه جات‬
‫اقتحمت القسم أثناء وجودي عند صاحبي هناك‬
‫وعماله تزعق وتعمل مشاكل وبعدين البنت دي‬
‫بقت شاهدة في أكبر قضيه تهريب في مصر‬
‫وكان الزم لها حماية من غير ما احس روحت‬
‫للقائد واترجيته انا اللي اكون مسئول عن‬
‫تأمينك لحد الجلسة رغم انه مش تخصصي‬
‫بس هو وافق النه شاف اني هقدر اقوم‬
‫بالمهمه دي ومن وقتها محستش بنفسي غير‬
‫وانا بتسحب لتحت وبحبك آكتر واكتر بقيت‬
‫مجنون براءة تلقائي بدأت أحول العالم بتاعي‬
‫ليكي بعد ما كان جوايا بدأت اخرج زين الطفل‬
‫اللي بيضحك معاكي بس انتي عايزة تبعدي‬
‫عني يا براءة‬
‫نظرت له براءة بشفقه ثم اقتربت منه وقالت ‪/‬‬
‫منت اللي اخر مرة جيتلك قفشتك مع البت‬
‫الملونة دي‬

‫ابتسم وهو ينظر لها بحنان ‪ /‬بعد ده كله يا‬


‫براءة تفتكري هبص لبنت تانية البنت دي تبقى‬
‫بنت شريك بابا وراسمة على جواز وكانت‬
‫جاية ترمي بالها ولو انتي اتأخرتي خمس‬
‫دقايق كمان كنت مسكتها من شعرها وطردتها‬
‫بنفسي بدل ما انا تعبتك معايا ولميتي علينا‬
‫الدنيا كلها‬

‫ضحكت بخفوت ثم قالت ‪ /‬يعني كنت عايزني‬


‫ازعل منك يوم بس وال إيه‬

‫تحدث بسخرية الذعة ‪ /‬ال ازاى تزعلي شهر أو‬


‫تنين وتتعبيني معاكي يابنت الحالل ما تيجي‬
‫نكتب ورقتين عرفي واخدك اى حتة نقضي‬
‫شهر عسل ونرجع تآني وال من شاف وال من‬
‫دري‬

‫نظرت له بحاجب مرفوع ثم قالت ببسمة ‪ /‬مش‬


‫انت خلصت المهمه اللي كانت تعباك‬

‫ابتسم وهز رأسه برفض فقالت ‪ /‬طيب غيب‬


‫شهرين كده وخلص المهمه وابقى تعالى‬
‫اطلبني ووقتها اكون فكرت‬

‫وكادت تمشي لوال زين الذي امسك يدها‬


‫وهمس لها بعشق واصرار شديد ‪ /‬لسه‬
‫مخلصناش كالم يا براءة انا مش مطمن وانتي‬
‫بعيده عني‬

‫ثم اقترب منها وهمس بهوس ‪ /‬براءة انا مش‬


‫عارف اعيش بعيد عنك عارف وعدتك اني‬
‫هبعد فتره وفعال طلعت مهمه عشان ابعد بس‬
‫اول ما رجعت جريت عليكي وبقيت امشي‬
‫وراكي زى ضلك خايف في لحظة عيني تغفل‬
‫تضيعي مني‬

‫صمت وهو ينظر لعينها ولبسمتها ثم قال ‪/‬‬


‫مؤنس كان عايز ايه‬

‫ابتسمت له بمشاغبه وهى تقول ‪ /‬وهو سيادة‬


‫المقدم ميعرفش مؤنس كان عايز ايه‬

‫زفر زين بضيق ‪ /‬بس انا عايز اسمع منك يا‬


‫براءة قولي هو كان عايز ايه بصي سمعيني‬
‫الحوار بتاعكم بالسنتي عارفة لو كح كحة‬
‫كحيها وانتي بتحكي‬

‫ابتسمت بخبث وقالت ‪ /‬دي غيره؟؟؟‬


‫ودون اى مراوغة قال بنظرات عاشقة ‪ /‬آه‬

‫نظرت له ببسمة ثم هزت رأسها بيأس وكادت‬


‫تذهب ولكن سمعت صوته وهو يقول بعشق ‪/‬‬
‫كنتي براءة من سجني ومش بعد ما دوقت طعم‬
‫الحرية هعيش السجن تآني ‪،‬اال في حالة لو‬
‫صدري رفض يستقبل نفس زياده وقتها‬
‫ووقتها بس هقبل بالسجن وهسيبك تمشي‬

‫استدارت له وابتسمت ثم قالت بحنين ‪ /‬لسه‬


‫فاكر الجملة دي‬

‫ابتسم لها وقال ‪ /‬ومش هنساها يا براءة الن‬


‫دي الحقيقه الوحيده اللي عايش عشانها‬
‫وهفضل عايش عشانها هى بس حتى لو‬
‫اتعالجت هتفضلي عالمي وحياتي ودنيتي كلها‬
‫انا هفضل جنبك دايما يابراءة يمكن انهاردة‬
‫اتأخرت بس اوعدك مش هتتكرر تآني مفيش‬
‫حد هيقدر يمسك اطمني انا دايما جنبك لحد ما‬
‫نعدي ده كله ووقتها هتكوني جنبي طول العمر‬

‫أنهى كالمه وهو يتحرك ناحيتها ثم قال وهو‬


‫يتخطاها بسرعة ‪ /‬استني هنا‬

‫نظرت له بتعجب وهو يرحل ثم ابتسمت بيأس‬


‫عليه وهى تتذكر اول مرة رأته فهى لم تكذب‬
‫فيما قصته على الجميع هى تعرف هذه‬
‫العصابة منذ وقت عملها بالجمارك وحينما‬
‫اكتشفت وجود أعمال غير شرعية ذهبت‬
‫وابلغت البوليس وتفاجأت بعدها ان هناك عميل‬
‫مخابرات سيعمل بنفسه على حمايتها حتى‬
‫انتهاء القضيه ولم تدرك ان ذلك العميل سيكون‬
‫حمايتها لألبد‬
‫عاد زين وهو يحمل حقيبه بلهفة كطفل صغير‬
‫ثم مد يده لبراءة وهو يقول ببسمة ‪ /‬خدي يا‬
‫ستي الشيكوالته اللي انتي بتحبيها وكمان‬
‫عشان محدش يشك في غيابك كل ده‬

‫نظرت له براءة وهى تتصنع الكبرياء ثم مدت‬


‫يدها ونزعت منه الحقيبه بعنف وأخذت تنظر‬
‫بها ثم قالت ‪ /‬ماشي يا زين المرة دي سماح‬
‫يابن الهاللي بس المرة الجاية هطين عيشتك‬
‫انت وهى فاهم‬

‫نظر لها زين بحاجب مرفوع ‪/‬تعرفي أن مفيش‬


‫حد تجرأ قبل كده انه يكلمني بالطريقه دي‬

‫ضحكت بشده وهى تقول ‪ /‬طبعا يا باشا نحن‬


‫نختلف عن اآلخرين عموما متشكرين يا‬
‫رجولة هردهالك على الجذمة‬
‫نظر لها بقرف ثم دفعها ‪ /‬امشي يابت من هنا‬
‫بدل ما انا اللي هنزل الجذمة دي على دماغك‬
‫غوري يابت جتك نيله‬

‫نظرت له براءة يغيظ ثم قالت ‪ /‬طب على فكره‬


‫طلعلك شعره بيضه‬

‫ثم ركضت سريعا قبل أن يلحق بها بينما هو‬


‫وضع يده على رأسه واخر هاتفه لينظر به‬
‫وقال ببرود شديد ‪ /‬المتى هتفضل تضحك عليا‬

‫ثم نظر حيث رحلت وقال بغيظ ‪ /‬شعر ابيض‬


‫في عينك يا جذمة ده وقار يا غبيه مش‬
‫شيخوخه ده انا حتى لسه شباب‬

‫ثم اخذ يفكر قليال مع نفسه ‪ /‬هو أنا كام سنة‬


‫صحيح‬
‫هز كتفه بعدم اهتمام ‪ /‬مش مشكلة اكيد مش‬
‫اكتر من ‪ ٢٠‬سنة‬

‫نظرت له براءة التي كانت تقف بعيدا عنه قليال‬


‫‪ /‬ال يا ضنايا وانت الصادق لسه مسنن من‬
‫يومين يعني يا دوبك داخل في الشهر العاشر‬
‫كده‬

‫نظر لها ببرود ‪ /‬قصدك ايه‬

‫تحدثت وهى ترحل ‪ /‬قصدي انك مش اقل من‬


‫‪ ٣٥‬اما كنتش اكبر كمان‬

‫نظر لها وهى ترحل ثم قال ‪ /‬الزم اشوف‬


‫شهادة الميالد‬
‫ولكن فجأه عادت براءة وهى تضع مسدس في‬
‫يده وتقول ‪ /‬خد ياباشا مسدسك احنا مش‬
‫بنشحت‬

‫رفع حاجبه وقال ‪ /‬ايه مش عاجبك وال إيه‬

‫قالت بتذمر ‪ /‬ال بس خلصت الرصاص عليهم‬

‫ضحك بسخريه ‪ /‬مهو برضو مكنش الزم‬


‫تضربي ميت رصاصه في الثانية مش فرح‬
‫هو‬

‫لون شفتيها بضيق فاخرج خزنة رصاص‬


‫أخرى واعطاها لها مع المسدس ‪/‬خليه‬
‫احتياطي متعرفيش امتى ممكن تحتاجيه‬

‫ضحكت براءة وهى تنظر للمسدس ‪ /‬العيال‬


‫فكروني مافيا وهللا‬
‫ابتسم واقترب منها بوجهه وهو يقول ‪ /‬تؤتؤ‬
‫انتي زوجة رجل مهم‬

‫نظرت له بسخريه وقالت وهى ترحل للمرة‬


‫المائة ‪ /‬يعجبني فيك تواضعك‬

‫ابتسم وهو يراها ترحل وهمس بحنان ‪ /‬وهللا‬


‫ولقيت اللي يخليك تهزر وتضحك ده لو حد‬
‫شافك كده مش بعيد ينجلط‬

‫ثم سار بعيدا وهو يتخفى عن األوجه مثلما‬


‫جاء فسمع رنين هاتفه فنظر له بغموض‬
‫واجاب بكل برود كعادته ‪ /‬نعم‪ ......‬تمام أنا‬
‫جاى محدش يلمسهم لحد ما اوصل‬

‫ثم نظر للسيارة التي تجلس بها براءة وابتسم‬


‫وهو يقول ‪ /‬قريب يابراءة قريب ياقلبي‬
‫نظر لذلك الرجل الذي كان يرتعش بخوف‬
‫امامه فصرخ به بعنف ‪ /‬يا غبي كلكم اغبية‬
‫كلكم انا قولت تضربوا نار ايه قتالين قتله‬
‫بروح امك انا قولت بس تخوفوها عشان‬
‫الزفت زين يطلع من جحره‬

‫ثم صفعه بعنف ‪ /‬تقوم تضربوا عليهم نار‬


‫افرض حد انصاب يا حيوان هشتغل قتال قتله‬
‫على اخر الزمن عشان شوية اغبيه زيكم‬

‫تحدث الرجل بخوف ‪ /‬حضرتك قولت نخوفها‬


‫واحنا اول ما شفناها طالعة مع الشباب من‬
‫البيت ده قومنا ضربنا نار عشان نخوفهم مش‬
‫اكتر مكناش هنموت حد بعدين اختفت مرة‬
‫واحده ولقينا مرة واحده راجل طلع علينا وكأن‬
‫أسد واتسيب علينا نزل في الرجالة ضرب وهو‬
‫زى المجنون وملحقناش حتى نهرب لقينا‬
‫نفسنا متحاصرين وانا هربت بالعافية وجيت‬

‫ضحك بسخرية ‪ /‬ما انا اللي اتدخلت عشان‬


‫انقذها من غبائكم يا زبالة منك ليه‬

‫ثم نظر له بغضب و تنفس بعنف وقال بكره‬


‫شديد ‪ /‬زين الهاللي ماشي يا زين انا وانت‬
‫والزمن طويل وهوريك ازاى تتحدى مؤنس‬
‫الشريف‪......‬‬

‫******************‬
‫السادس عشر‬
‫كانت مريم تقف امام باب الشقه وخلفها شادية‬
‫التي تدفعها نظرت لها مريم برعب وهى تحاول‬
‫دخول الشقة مجددا ولكن منعتها شادية‬

‫مريم وهى تدفع شادية بخوف ‪ /‬مش عايزه‬


‫اعمل كده انا بنسحب‬

‫شادية وهى تدفعها بشده وتقول برفض ‪/‬‬


‫مفيش انسحاب يال نفذي اللي طلع ليكي زينا‬

‫مريم وهى تكاد تبكي ‪ /‬اشمعنا انا اللي يطلعلي‬


‫كده حرام مش عايزه طب اقولك ايه اعتبريني‬
‫خسرت وعاقبيني‬
‫شادية وهى تبتسم بغباء ‪ /‬مش عارفة اجبهالك‬
‫ازاى بس التحدي بتاعك ده كان هيكون عقاب‬
‫الخسران‬

‫فتحت مريم عينها وفمها بصدمه فدفعتها‬


‫شاديه واغلقت الباب بسرعه وفتحت الشباك‬
‫الزجاجي في الباب وقالت ‪ /‬يال يا مريم اخلصي‬
‫هى موته وال آكتر‬

‫نظرت مريم ألعلى ثم قالت بتوتر ‪ /‬يا شادية‬


‫مش هعرف‬

‫نظرت لها شاديه بشر وقالت ‪ /‬بت نفذي‬


‫التحدي بتاعك هتطلعي لشاكر فوق ومهمتك‬
‫انك تخلي صوته يوصلنا تحت هنا‬

‫ابتلعت مريم ريقها بخوف وقالت بتردد ‪ /‬اذا‬


‫كان في عز خناقكم انتي وهو بيكون بارد‬
‫ومش بيقول كلمة ازاى عايزه صوته يوصل‬
‫لتحت بس يا شاديه طب غيري شوية طيب كده‬
‫صعب اوي‬

‫نظرت لها شادية بتحذير واشارت لفوق‬


‫فتحدثت منة وهى تنظر بشفقة لمريم ‪/‬‬
‫متخافيش يا ريمو انا هبلغ الكل انك موتي‬
‫شهيدة ياقلبي‬

‫ابتلعت مريم ريقها بخوف وصعدت درجات‬


‫السلم برعب وهى تنظر خلفها بينما خرجت‬
‫شادية ومنة واستندوا على سور الدرج وهم‬
‫ينظرون العلى في انتظار ما سيحدث‬

‫وصلت مريم لباب شقة شاكر وتنفست بعنف‬


‫وهى تهدأ نفسها وتفكر كيف تدفع شاكر‬
‫للغضب لدرجه ان يصل صوته لألسفل‬
‫مدت مريم يدها وهى ترتعش وتعدل نظارتها ثم‬
‫طرقت الباب وانتظرت‬

‫بينما في الداخل كانت هاجر في المطبخ وشاكر‬


‫يجلس امام التلفاز ولكن سمع صوت طرق‬
‫على الباب فتحدثت هاجر من الداخل ‪ /‬شوف‬
‫مين يا شاكر‬

‫شاكر وهو ينظر للساعة ثم ابتسم بسخرية‬


‫وهو يتجه للباب ويفتحه ‪ /‬دي اكيد شادية جاية‬
‫تعمل مصيبه زي عادتها‬

‫جذب الباب وهو يقول بملل‪ /‬افندم يا شا‬

‫توقف عن حديثه وهو يضيق عينه بتعجب‬


‫ويقول ‪ /‬ريمو انتي‬
‫ثم نظر حولها بتعجب وهو يقول ‪ /‬فيه حاجة يا‬
‫ريمو انتي كويسه وأم سليم كويسة‬

‫تحدث شاكر بقلق فهو يعرف ان سليم مع‬


‫الشباب وهى تجلس مع والدتها وحدهم‬

‫هزت مريم رأسها ببسمة قلقه ‪ /‬ماما مشيت‬


‫انهارده الصبح لبيت عمتها عشان بتجهز لفرح‬
‫بنتها‬

‫شاكر وهو يتحدث ببسمة ‪ /‬طيب ادخلي‬


‫متفضليش واقفة كده‬

‫دخلت مريم وهى تقدم خطوة وتأخر خطوة‬


‫حتى وصلت لالريكة فجلست وجلس امامها‬
‫شاكر وهو يقول بهدوء ‪ /‬انتي قاعده مع‬
‫شاديه‬
‫هزت مريم رأسها بإيجاب فابتسم شاكر وقال‪/‬‬
‫طيب يا ريمو ايه اللي حصل دلوقتي‬

‫نظرت له وال تعرف ماذا تفعل لتستفزه تحدثت‬


‫بحرج ‪ /‬ممكن كوباية ماية‬

‫ابتسم شاكر بحنان ثم نهض ‪ /‬اكيد لحظه‬

‫نظرت مريم في أنحاء الصالة بتوتر وهى‬


‫تحاول التفكير في شئ يغضبه فشاكر صعب أن‬
‫يغضب‬

‫بينما دخل شاكر المطبخ ليحضر بعض الماء‬


‫ولكن ابتسم بخبث وهو يقترب من زوجته التي‬
‫تتحدث لجمهورها الوهمي كالعاده‬

‫هاجر وهى تشرح مقادير ما تصنع ‪ /‬بعدين‬


‫بنضيف معلقة ااا‬
‫قاطع كالمها شعورها بيد تضم خصرها من‬
‫الخلف وشاكر يضع رأسه على كتفها بحب‬
‫ويهمس ‪ /‬قوليلهم فاصل عشان عايزك في‬
‫كلمه سر‬

‫نظرت له بشر وتحذير ثم قالت من أسفل‬


‫أسنانها ‪ /‬اطلع بره يا شاكر‬

‫هز شاكر رأسه برفض وكاد يعاند لوال سماع‬


‫تكسير في الخارج فقال بخوف وهو يركض ‪/‬‬
‫مريم‬

‫نظرت له هاجر بتعجب ولحقت به ولكن بمجرد‬


‫خروجهم فتحوا أعينهم بصدمه وهمس شاكر‬
‫‪/‬بتعملي ايه؟؟؟‬
‫عادت براءة للسيارة وكادت تصعد بجانب‬
‫شادي فوجدته يمدد قدمه على مقعدها فتشنجت‬
‫بغضب ودفعت قدمه بحده ليسقط شادي أرضا‬
‫في السيارة ويُحشر جسده بها نظر لها بفزع‬
‫بينما هى صعدت بكل برود وال مباالة وجلست‬
‫وهى تبتسم وتقول ‪ /‬ازعجتك وال حاجه يا‬
‫شادي‬

‫حاول شادي جذب جسده لألعلى بصعوبه حتى‬


‫تمكن من ان يعود لمقعده ويتحدث لها بغضب ‪/‬‬
‫انتي بدأتي تزيدي فيها يا براءة مش عشان‬
‫بسكتلك يبقى‬

‫نظرت له بشر‪ /‬يبقى ايه يا قليل االدب بترفع‬


‫صوتك على عمتك يا معفن‬
‫زفر شادي بضيق ثم ارجع كرسيه للخلف وهو‬
‫يقول ‪/‬اتخمدي يا براءة اتخمدي‬

‫اغمض عينه وهو يتنفس بهدوء ولكن شعر‬


‫بشئ يضرب في كتفه بخفه ففتح عينه بتعجب‬
‫فوجد براءة تمد يدها بشوكالته كرمش مالمحه‬
‫بدهشه فقالت براءة بحنان وبسمة ‪ /‬يمكن‬
‫بضايقك كتير وبرخم عليك وساعات بطول‬
‫ايدي عليك وانت مستحملني عشان مكانتي‬
‫ومش بتتكلم بس ربنا يعلم مكانتك انت في‬
‫قلبي يا شادي ده انت ابني األول رغم ان‬
‫الفرق بينا صغير جدا بس من يوم والدتك وانا‬
‫كنت دايما بحب اشيلك واالعبك وكنت بقول‬
‫لعوض ده النونو بتاعي كنت لسه صغيره جدا‬
‫كان عوض يقعدني جنبه ويحطك على رجلي‬
‫كنت ممكن اسهر طول الليل وانا ببص ليك‬
‫كنت قمر وانت صغير‬

‫ثم نظرت له ببسمة وقالت ‪ /‬ولسه قمر يا‬


‫شادي وبقيت كبير وراجل بقيت سند يا قلبي‬

‫ابتسم لها شادي بحب واخذ منها الشيكوالته ثم‬


‫قال بحنان لها ‪ /‬فكرك هقدر ازعل منك مهما‬
‫تعملي يبقى متعرفيش يعني إيه براءة عندي‬

‫تحدث كريم من الخلف والذي كان ينظر لهم‬


‫بتأثر ‪ /‬بس بقى يا جدعان الدمعة هتفر مني‬

‫سليم وهو ينظر لهم بمالمح متأثره ‪ /‬حقيقي‬


‫عالقة قذرة اتفووو عليكم آتنين معفنين‬
‫اتخمدوا انتم االتنين عايز انام عندي بكرة شغل‬
‫كتير‬
‫نظرت له براءة وقالت وهى تتنهد بتعب‬
‫وترجع رأسها للخلف ‪/‬كنت ومازلت وستظل‬
‫طور ملكش في ام المشاعر هللا يكون في‬
‫عونك يا أشرقت يا اختي‬

‫نظر لها سليم بتذمر وقال بقرف ‪ /‬وانتم‬


‫مفكرين هعاملها زيكم يا شوية عرر ده فيه‬
‫شوية حب وحنان متدكنين للحبايب بس‬

‫ضحكت براءة بشده عليه وهى تغمض عينها‬


‫وتتذكر نفسها قبل أن تعرف زين فهى لم تكن‬
‫تصدق انها يمكن أن تحب وان تشعر بتلك‬
‫المشاعر أبدا وان الحب قادر على جعلها تتغير‬
‫مع من تحب‬
‫تحدث كريم وهو يضع رأسه على كتف سليم‬
‫بهيام ‪ /‬وانا برضو مستني اليوم اللي اكون فيه‬
‫مع مريم و‬

‫توقف وهو يشعر بسليم يدفعه بقدمه في بطنه‬


‫‪ /‬يا أخي اعمل حساب انك متلقح مع اخوها ايه‬
‫الزفت ده يا ربي‬

‫وضع كريم يده على بطنه وهو يتأوه ويضحك‬


‫في الوقت ذاته ثم قال بعشق ‪ /‬بحبها يا أخي‬
‫بحبها هللا‬

‫نظر شادي له من المرآه وقال بسخريه ‪ /‬هللا‬


‫وكان فين الحب ده كله من األول‬

‫كريم وهو ينظر له ببسمة حزينه ‪ /‬كان نايم‬


‫بس لما حس انها هتروح صحي مفزوع على‬
‫كابوس‬
‫ربت سليم على كتفه وقال ‪ /‬شوف مع انها‬
‫اختي وانت بتتكلم كده قدامي بس خدها مني‬
‫كلمة يا كريم مريم مش هتكون غير ليك انت‬
‫الن الشخص اللي احط حياتي في ايده وانا‬
‫واثق فيه اكيد مش هخاف على اختي معاه‪،‬‬
‫الشخص اللي انا بنفسي عاشرته من صغرنا‬
‫وشوفت بعيني طيبته وحنانه وذكائه ورجولته‬
‫هسلمه اختي بكل راحة وانا متأكد ان مش‬
‫هيجي يوم واندم اني عطيته روحي‬

‫ابتسم كريم بشده وضم سليم وهو ثهتف ‪ /‬وهللا‬


‫بروحي يا سليم‪ ،،‬مريم بروحي يا سليم‬

‫ابتسم سليم وهو يضمه بحنان اخوي كبير‬


‫ويقول ‪ /‬واثق فيك يا كيمو ده انت اخويا يا‬
‫اهبل بس باهلل عليك يا أخي بالش تفضل تتكلم‬
‫عليها كده قدامي ومش دلوقتي يا أخي‬
‫اتجوزها وخدها وقول اللي انت عاوزه‬

‫ضحك كريم بشده ثم قال وهو يتنهد بعشق‬


‫ونازل يضم سليم ‪ /‬بس اتجوزها يا سليم‪،‬‬
‫اتجوزها وهعمل كل اللي هى عايزاه‬

‫ربت سليم على ظهره بحنان كبير ‪ /‬بإذن هللا‬


‫ياقلب سليم هتكون من نصيبك انت‬

‫ابتسمت براءة لهم ثم أخرجت بعض الحلوى‬


‫والقتها لهم وهى تقول بخبث ‪ /‬هيحصل يا‬
‫كيمو هيحصل ياقلبي‬

‫تحدث شاكر بصدمه وهو يرى سالحه بيد مريم‬


‫‪ /‬مريم بتعملي ايه سيبيه‬
‫نظرت مريم للسالح بخوف ثم قالت وهى‬
‫تحركه بيدها ‪ /‬أنا انا بس هو كنت عايزه انك‬
‫تصرخ‬

‫كرمش شاكر حاجبه بتعجب واقترب منها‬


‫فتحركت بسرعه فاقترب اكثر فتحركت هى‬
‫حتى أصبحت تركض وهو خلفها كانت مريم‬
‫تصرخ بفزع وهى مازالت تحمل السالح‬
‫وشاكر يحاول التحكم باعصابه ‪ /‬انتي بتعملي‬
‫ايه يا مريم هاتي السالح ده مش لعبه‬

‫تحدثت شادية من األسفل وهى تسمع صراخ‬


‫مريم ثم قالت ‪ /‬أنا بقولها هو يصرخ مش هى‬
‫تصرخ ايه الغباء ده‬

‫لطمت منة برعب وهي تقول ‪ /‬قتلها قتلها‬


‫نظرت لها شاديه وقالت ‪ /‬ال يا ستي مش‬
‫للدرجه شاكر أساسا مش بيمد ايده على ستات‬
‫وكده آخره يزعق ليهم يخوفهم وبس‬

‫توقف شاكر مكانه وهو يقول بصوت هادئ‬


‫ولكن مازال يظهر به غضبه ‪ /‬هاتي الزفت‬
‫ألحسن تأذي نفسك مش بهزر‬

‫مريم وهى تنظر للسالح بتفكير ‪ /‬طب زعقلي‬


‫طيب‬

‫نظر لها شاكر بعدم فهم فقالت هى ‪ /‬بص‬


‫زعقلي بصوت عالي وانا هديه ليك‬

‫اغمض شاكر عينه وهو يتحكم بنفسه بينما‬


‫هاجر تنظر لهم برعب وهى تحمل اغطية‬
‫إحدى الطناجر وتستخدمها كدرع فاخرحت‬
‫رأسها من خلف الغطاء وقالت ‪ /‬ما تزعقلها يا‬
‫جدع خلينا نخلص‬

‫زفر شاكر وصاح بمريم ولكن كان صوته‬


‫منخفض ‪ /‬هاتي المسدس يا مريم‬

‫نظرت مريم له بتذمر وهى تكاد تبكي ‪ /‬طب‬


‫زعقلي طيب‬

‫كاد شاكر يجن منها ثم قال بنفاذ صبر ‪ /‬هللا‬


‫يعينك يابني هتبلي نفسك ببلوة‬

‫نظرت له مريم بغباء ولكن وفي ثواني وجدت‬


‫شاكر ينزع المسدس منها وينظر لها بغضب‬
‫فابتسمت بتوتر وهى تقول ‪ /‬دي‪ ..‬دي‪ ...‬آه‪...‬‬
‫كان‬
‫نفسي اجربه بس فكنت‬

‫صمتت وهى ترى نظراته تكاد تحرقها فابتلعت‬


‫ريقها واغمضت عينها برعب ولكن فجأه‬
‫فتحتها وقد توصلت لفكره ما‬

‫تعجب كال من منة وشادية من هدوء مريم‬


‫فنظرت شادية بقلق لمنة ‪ /‬تفتكري يكون قتلها‬
‫بجد تعالي يابت نشوف فيه إيه‬

‫صعدت شادية مع منة لنصف الدرجه ولكن‬


‫فجأه وجدت مريم تخرج من الشقه بسرعه‬
‫كبيره وتهبط بحنون وهى تكاد تسقط بسبب‬
‫عدم رؤية شئ جيدا فنظرت لها شادية ومنة‬
‫بتعجب فصرخت بهم مريم ‪ /‬زلزااااااااااااااال‬

‫شادية وهى تنظر لمريم التي تهبط لهم بتعجب‬


‫‪ /‬بتاعة محمود الليثي‬
‫مريم وهى تتخطاهم وتصرخ برعب ‪ /‬ال بتاعة‬
‫شاكر المصري‬

‫لم تفهم شاديه شئ حتى وفجأه هز صوت‬


‫شاكر ارجاء العمارة وهو يصرخ ‪/‬‬
‫شاااااااااااااااادية‬

‫ارتعبت شادية وكادت تسقط وثواني وكانت‬


‫تغير اتجاهها وتهبط بسرعه هى ومنه وخلفهم‬
‫صراخ شاكر باسمها وهو يتوعد لها‬

‫دخلت شاديه بسرعه وخلفها منه فاغلقت الباب‬


‫بسرعه وهى تتنفس بعنف وتنظر لمريم التي‬
‫سقطت أرضا برعب وفجأه اخذت مريم تضحك‬
‫بشده وهى تقول ‪ /‬كمان مرة كمان مره‬

‫نظرت منه وشادية لبعضهم بتعجب فيبدو ان‬


‫مريم جنت‬
‫قالت مريم وهى تنهض وتقفز بفرح ‪ /‬أنا فزت‬
‫انا فزت‬

‫تحدثت منة بتعجب ‪ /‬انتي قولتي ليه ايه خاله‬


‫يتعصب كده‬

‫شادية وهى تكمل حديث منة ‪ /‬يتعصب مني انا‬

‫ضحكت مريم بشده وهى تقول لها ‪ /‬قولتله هو‬


‫بجد انت اسمك شاكر حرنكش وال دي اشاعه‬
‫لقيته مره واحده عينه احمرت واتعصب وقالي‬
‫مين قالك كده قولتله شاديه وجريت‬

‫ضحكت منة بشده وهى تشير لشادية ‪ /‬خلغت‬


‫ولبستك‬

‫ضحكت شاديه بشده وهى تقول ‪ /‬على اساس‬


‫اننا حبايب يعني‬
‫ضحك الجميع بشده واخذوا يلعبون ويرقصون‬
‫طوال الليل حتى سقطوا بالنوم من كثرة التعب‬

‫نظرت ام فتحي الدهم الذي يجلس على احد‬


‫المقاعد في االستراحه وينظر للسماء بتأمل‬
‫فنظرت ألعلى مثلما يفعل بتعجب وقالت ‪ /‬هو‬
‫فيه إيه‬

‫نظر لها ادهم ببسمة وقال ‪ /‬مفيش بس السما‬


‫جميله اوي ومليانة نجوم كتير اوي‬

‫ام فتحي وهى تنظر للسماء مجددا وتشرد فيها‬


‫بينما ادهم يشرد فيها هى ببسمة فقالت ببسمة‬
‫‪ /‬صحيح النجوم هنا كتيرة آوي إزاي ده؟؟‬

‫لم تجد اجابه فاخفضت نظرها فوجدته شارد‬


‫بها فقالت وهى تضيق عينها بتفكير ‪ /‬هو إنت‬
‫اليومين دول قلبت على سوما العاشق ليه‬
‫نظراتك بقت مريبه آوي على فكره‬

‫ضحك ادهم بصخب فنظر له جميع من حوله‬


‫بتعجب رغم اختياره لطاولة بعيده عن الجميع ‪/‬‬
‫تصدقي انتي واحده عايزة تاخدي بالقفا وبس‬
‫مش نافع معاكي مشاعر أبدا يا معفنه‬

‫تحدثت ام فتحي بتذمر ‪ /‬اصلك بتوترني من‬


‫نظراتك دي على فكره‬

‫ابتسم ادهم لها ثم قال ‪/‬خالص اسف مش‬


‫هبصلك كده تاني‬

‫ثم همس بخفوت ‪ /‬على االقل حاليا‬

‫تحدثت ام فتحي ببسمة ‪ /‬اقولك سر‬

‫ابتسم واقترب منها قليال وقال بحنان ‪ /‬قولي‬


‫نظرت لعمق عينه وهمست له ‪ /‬لما حسيت اني‬
‫خالص قربت اوصل لعيلتي خوفت‬

‫نظر لها بتعجب فاكملت هى ببسمة حزينة‪/‬‬


‫مش عشان الكالم اللي قالته البنت دي ال من‬
‫قبلها اول ما قولتلي اننا هنروح دمياط عشان‬
‫لقيتوا اهلي خوفت للحظه خوفت اني اخسر‬
‫العالم بتاعي وافتح عيني أالقي نفسي في عالم‬
‫تاني مع ناس تانيه معرفهاش بعد ما اتعودت‬
‫عليك انت وسليم وكريم وشادي وشادية وكله‬
‫تقريبا بقيتم عيلتي وانت‬

‫صمتت فنظر لها وقال لها برجاء ‪ /‬أنا ايه؟؟؟‬

‫نظرت أرضا وقالت بحزن شديد ‪ /‬خوفت لسبب‬


‫او آلخر اني اسيبك خوفت ترجع وحيد تآني‬
‫خوفت تبقى حزين زي ما بتقولي دايما اى نعم‬
‫انا بقولك اني عمري ما هسيبك بس خايفة‬
‫خايفة غصب عني ا‬

‫لم تكمل بسبب حديث ادهم الذي امسك يدها‬


‫ووضعها في موضع قلبه وقال ‪ /‬حقك تخافي‬
‫من البعد بس لما ده يوقف نبض يبقى تخافي‬
‫النه طول ما بينبض هعمل المستحيل عشان‬
‫تفضلي معايا حتى لو غصب عنك فاهمة‬

‫قال آخر كلماته وهو يدعي الشده فضحكت هى‬


‫وقالت ‪ /‬فاهمه ياباشا فاهمة‬

‫ادهم وهو يتحدث بمزاح ليخفف من حدة‬


‫األجواء ‪ /‬تعرفي يابت يا ام فتحي احيانا بقعد‬
‫افكر مع نفسي ياترى اسمك الحقيقي ممكن‬
‫يكون إيه‬
‫ضحكت هى بشده وقالت ‪ /‬ايا كان هو ايه بس‬
‫انا خالص اتعودت على ام فتحي ولو حد‬
‫ناداني باسم تآني مش هتعود عليه بسرعه‬
‫حتى لو لمار‬

‫ضحك ادهم وهو يقول ‪ /‬فقرية‬

‫تحدثت هى بتذمر ‪ /‬مش انت اللي اخترته ليا‬


‫يافخر الحواري الشعبية‬

‫ضحك ادهم بشده وهو يقول ‪ /‬وهللا كنت بهزر‬


‫في االول بس لقيت الموضوع عجبني واتعودت‬
‫على ام فتحي‬

‫هزت رأسها بيأس ثم سألته وهى تنظر للسماء‬


‫‪ /‬اشمعنا النجوم هنا منورة آوي‬
‫ابتسم لها ادهم ثم نظر للسماء وتحدث ‪ /‬عشان‬
‫هنا مش فيه انوار كتير حتى كده مش باين‬
‫آوي الن فيه بعض االنوار زي االستراحه‬
‫والعربيات انتي لو روحتي على جبل بعيد عن‬
‫المناطق السكانية هتالقي وقتها السما دي‬
‫كأنها منقطة‬

‫ابتسمت هى باتساع مثل األطفال وقالت ‪/‬‬


‫وااااو انا عايزه اروح اشوف عند الجبل‬

‫ابتسم لها وقال ‪ /‬وعد لو ربنا قدرني اول مرة‬


‫نخرج فيها سوا لما تبقى بخير هاخدك تخييم‬
‫في منطقه جبلية وافرجك على النجوم‬

‫نظرت له وابتسمت وقالت ‪ /‬بإذن هللا‬

‫وبعد لي ٍل طويل استكملت السيارة طريقها‬


‫للعودة منذ بداية الصباح حتى وصلت للحارة‬
‫في الساعة العاشرة تقريبا توقف السيارة امام‬
‫قهوة عوض فهبطت منها براءة وهى تحرك‬
‫رقبتها بألم وتقول ‪ /‬نشوفكم في مصيبه جديده‬
‫يا شباب‬

‫ثم تركتهم واتجهت للعمارة بينما خرج عوض‬


‫من القهوة سريعا وهو ينظر لهم بقلق فخرج‬
‫الجميع من السيارة والحظ شادي نظراته القلقة‬
‫ففتح ذراعيه وقال بحب ‪/‬متخافش يا ابو شادي‬
‫كلنا بخير‬

‫دفعه عوض جانبا وهو يقول ‪ /‬يا خويا أولع انا‬


‫بطمن على العربية‬

‫اخذ عوض يدور حول سيارته وهو يتأكد انها‬


‫بخير حال حتى ابتسم باتساع وهو يقول ‪/‬‬
‫الحمدهلل قدر ولطف‬
‫ثم نظر للشباب وقال ‪ /‬شكلكم تعبانين روحوا‬
‫استريحوا شوية‬

‫تحدث شادي بتذمر ‪ /‬مش عايزني اخدلك‬


‫العربية تريح معانا شويه فوق‬

‫ضحك عوض وهو يدخل القهوه ‪ /‬ال سيبها‬


‫قدام عيني كده عشان بحبها جنبي دايما‬

‫لوى شادي شفتيه بتذمر ثم اتجه للعمارة وهو‬


‫يقول ‪ /‬في يوم هتصحى تالقيها متفحمة‬
‫العربيه دي وانت السبب عشان بتفرق بينا في‬
‫المعامله‬

‫نظر عوض للعمارة حيث صعد شادي وقال‬


‫بضحك ‪ /‬بيغير من العربية؟؟؟ ايه الواد األهبل‬
‫ده‬
‫ضحك كريم وهو يلحق بشادي ‪ /‬ابقى راضيه‬
‫يا عم عوض شادي تعب معانا آوي هو اللي‬
‫فضل سايق بينا والكل كان نايم‬

‫ابتسم عوض وهو يهز رأسه فنظر سليم‬


‫للجميع ثم نظر لساعته وقال ‪ /‬طب هطلع اظبط‬
‫نفسي بسرعه عشان عندي مشوار مهم‬

‫وتركهم ورحل بسرعه بينما نظر ادهم الم‬


‫فتحي التي كانت تنظر للمارة دون االهتمام بما‬
‫يحدث‬

‫تحدث ادهم لهم عوض ‪ /‬عم عوض حد سأل‬


‫على أم أحمد‬

‫ابتسم عوض وربت على كتفه وهو يقول ‪/‬‬


‫متقلقش يابني انا كل شوية كنت ببعت حد‬
‫يسأل عنها روح انت استريح األول وبعدين‬
‫يبقى انزل اطمن بنفسك‬

‫ابتسم له ادهم بارهاق ثم تحرك جهه العمارة‬


‫وخلفه ام فتحي كالعاده بهدوء مريب عنها‬
‫حتى وصل لشقته فالقى جسده بتعب على‬
‫االريكة وقال وهو يتنهد ‪/‬واخيرا حبه راحة‬

‫لم يسمع رد منها فنظر وجدها تنظر له نظرات‬


‫غريبه ‪ /‬مالك يا ام فتحي بتبصيلي كده ليه‬

‫تحدث ام فتحي بخفوت ‪ /‬حاسه احساس غريب‬


‫من الصبح مش عارفه بس حاسة اني بضعف‬
‫او حد بيشدني مش عارفة بالضبط‬

‫نظر لها ادهم جيدا ثم قال ‪/‬ده حصل قبل كده‬


‫اخذت ام فتحي تفكر قليال ثم هزت رأسها ‪/‬‬
‫تقريبا لما كانت اختك بتكلمك حسيت احساس‬
‫قريب من ده‬

‫ادهم بتفكير ‪ /‬يمكن بتفوقي‬

‫نظرت له بانتباه فاكمل هو ‪ /‬لما كانت اختي‬


‫هنا انتي اختفيتي بعدها مش يمكن تكوني‬
‫بتفوقي بقولك ايه قومي هنروح المستشفى‬
‫نشوف‬

‫نظرت له برفض وقالت ‪ /‬ال شكلك مرهق آوي‬


‫بص ادخل ارتاح وبعدين نروح اتفقنا‬

‫نظر لها ادهم قليال هو بالفعل متعب للغاية‬


‫خاصة أن جرحه لم يلتئم كليا بعد ولكنه ال يريد‬
‫أن يغامر بها باي ثمن كاد يتحدث فقاطعته ‪/‬‬
‫ارجوك يا ادهم جسمك كده هينهار مينفعش‬
‫تتعب نفسك آكتر ادخل ارتاح شوية بس شغلي‬
‫التليفزيون االول عشان اتسلى‬

‫ابتسم ادهم بحب ثم اتجه للتلفاز وقام بتشغيله‬


‫ثم احضر لها ما تريد ودخل لغرفته ولم يشعر‬
‫سوى بجسده يتهاوى من التعب على الفراش‬

‫دخل شادي للشقة وهو ينظر حوله بتعجب لهذا‬


‫الهدوء ولكن لم يهتم كثيرا واتجه لغرفته بكل‬
‫تعب وارهاق وخلع حذائه والجاكت والتيشيرت‬
‫وأغلق النوافذ جيدا حتى أصبحت الغرفة‬
‫مظلمه وشغل المدفأه والقى جسده على‬
‫نوم عميق لم‬
‫الفراش وسحب الغطاء وراح في ٍ‬
‫يفق منه سوى على محاولة احد لجذب الغطاء‬
‫منه فقال بصوت ناعس وحنق ‪ /‬مش هغسل‬
‫البطانية يا شادية انا عايزها معفنه امشي بقى‬
‫ولكن لم يتوقف الجذب فزفر بضيق وفتح عينه‬
‫بنعاس يكاد يقتله وسحب الغطاء وهو يصرخ‬
‫‪/‬يا شاديه عاي‬

‫توقف عن إكمال حديثه وهو يرى منة تنظر له‬


‫بصدمه‬

‫أخذوا يتبادلون النظرات بقلق‪ ،‬ثواني وكانت‬


‫صرخاتهم تهز ارجاء المنزل اغمض شادي‬
‫عينه بسرعه تحسبا لنومها بثياب خفيفه ثم‬
‫حاول النهوض من الفراش فسقط أرضا ورغم‬
‫ذلك اخذ يتحسس األرض حتى وجد التيشيرت‬
‫الخاص به فارتداه بسرعه بيننا كانت منة تعدل‬
‫من خصالتها الهائجة بسبب النوم وتفرك‬
‫عينها في ذلك الوقت دخلت شادية وهى تتحدث‬
‫بتعجب ‪ /‬فيه إيه يابت مالك بتص‬
‫توقف وهى ترى منة تضم الغطاء لصدرها‬
‫وشادي يحاول ارتداء مالبسه بسرعه فوضعت‬
‫يدها على صدرها بفزع وقالت ‪ /‬شرف العيله‬
‫يا كلب‬

‫رفع شادي رأسه للباب فوجد شادية ولم يكد‬


‫يتحدث حتى وجد منة تخرج من أسفل الغطاء‬
‫وتتجه لشاديه فاغلق هو عينه بسرعه بينما‬
‫توقفت منة خلف شاديه وهى تقول ‪/‬انا صحيت‬
‫لقيته جنبي يا شاديه معرفش جه ازاى‬

‫نظرت شادية له بقرف ‪ /‬في بيت العيله يا‬


‫زبالة البيت الطاهر العفيف انت الزم تصلح‬
‫غلطك وتتجوزها قبل سيرتنا ما تبقى على كل‬
‫لسان يا واطي‬
‫تحدث شادي وهو ينظر لشادية بفزع ‪ /‬أنا‬
‫معرفش حاجه انا جيت الصبح دخلت اوضتي‬
‫ونمت حسيت بحد جنبي ببص لقيتها هى‬
‫معرفش أساسا وصلت الوضتي ازاى‬

‫تحدثت شادية بخيبة امل ‪ /‬يعني مش هتصلح‬


‫غلطك‬

‫شادي وهو يتحدث بجنون ‪ /‬مش اما اغلط‬


‫األول ياشادية‬

‫أخرجت منة رأسها من خلف شادية وصرخت‬


‫به ‪ /‬تغلط مين يا جدع انت بعدين يال اطلع بره‬
‫خليني اغير‬

‫نظر لها شادي بشر ثم اقترب من شادية‬


‫فامسكت منة شادية بعنف اكثر بينما همس‬
‫شادي لها ‪/‬ماشي يا موني هانم ماشي هيجي‬
‫الوقت واجيبك االوضه دي ووقتها‬

‫ابتسمت شادية بشده وهى تستمع له فاكمل‬


‫شادي ‪ /‬وقتها هسيبك برضو تغيري بس‬
‫بمزاجي‬

‫ثم خرج من الغرفة بينما ابتسمت منة بخجل‬


‫شديد ولوت شادية فمها بشدة ‪ /‬حسرة على‬
‫تربيتي قال يسيبها تغير قال ده بدل ما يقولها‬
‫هغيرلك بنفسي‬

‫نظرت منة بصدمه تحدثت شادية وهى تخرج ‪/‬‬


‫خلصي يال عشان جهزت الفطار وانا هروح‬
‫اشوف الواد زفت ده‬
‫ثم خرجت من الغرفة بينما نظرت منه لهم‬
‫ببسمة وتمنت لو تبقى عمرها هنا معهم‬
‫وتشعر بهذا الدفء دائما‬

‫ضحك كريم بصخب وهو يستمع لهاجر التي‬


‫تقص عليه ما حدث البارحه بينما كان شاكر‬
‫في عمله‬

‫توقف كريم عن الضحك بصعوبه وهو يقول ‪/‬‬


‫مش مصدق مريم تعمل كل ده‬

‫هزت هاجر رأسها بايجاب وهى تقوم بتنقية‬


‫األرز من الشوائب ‪ /‬أمال انت ما شوفتش ابوك‬
‫امبارح كأن عفريت لبسه وهى قالت يا فكيك‬
‫وهوب لقيناها اختفت‬
‫ضحك كريم بشده وهو ينهض ‪ /‬وهللا وبتتقدمي‬
‫يا ريمو وبقيتي بتقدري تعملي مصايب الزم‬
‫نبعدها عن شادية عشان كده غلط ليها‬

‫ثم نظر لوالدته وقبلها بحنان وقال ‪ /‬هدخل انا‬


‫اخلص حاجه ضروري كده وبعدين هريح يا‬
‫قمري عايزه مني حاجه اعملها قبل ما ادخل‬

‫ابتسمت له هاجر بشده وقالت ‪ /‬عايزه راحتك‬


‫ياقلبي دايما‬

‫ابتسم لها كريم ثم انحنى امام وجهها وهمس‬


‫لها بحب ‪ /‬اقولك على حاجه‬

‫هزت رأسها ببسمة وفضول فتحدث كريم ‪/‬‬


‫قريب جدا هسمعك اخبار تفرحك يا جوجو‬
‫وتفرحني انا كمان‬
‫هاجر بلهفة شديده ‪ /‬الحكاية فيها بنت‬

‫هز كريم رأسه ببسمة واسعه فمدت هاجر يدها‬


‫وامسكت رأسه وقبلتها وهى تهمس له بحنان ‪/‬‬
‫حبيبي ربنا يسعد قلبك يارب ويقرب البعيد يا‬
‫قلبي‬

‫ابتسم كريم وقبل يدها ‪ /‬امين يا جوجو امين‬


‫ياقلبي‬

‫يال بقى هدخل اشوف هعمل ايه وانام شوية‬

‫ثم اتجه كريم لغرفته وابدل ثيابه وجلس على‬


‫الفراش وحمل الالب توب على قدمه وأخرج‬
‫الكارت الذي أعطاه له ادهم وتحدث وهو يقرأ‬
‫االسم ‪ /‬شامل الشريف خلينا نشوف ايه‬
‫حكايتك‬
‫ثم اخذ يضرب عدة ازرار وينظر جيدا للشاشه‬
‫واستمر هكذا لساعة تقريبا حتى ابتسم باتساع‬
‫وهو يقول ‪ /‬بالسهولة دي شكلهم مشهورين‬
‫آوي عشان أالقي المعلومات دي كلها وبأقل‬
‫مجهود‬

‫ابتسم وهو ينظر للشاشة ويقول‪/‬عيلة الشريف‬


‫بتملك اكبر شركات الحديد اممممم مطلعتيش‬
‫فقيرة يا ام فتحي بس الغريب ازاى مسألوش‬
‫عنها وال عملوا اى اعالن انها مفقودة‬
‫الموضوع فيه انه‬

‫ثم صمت قليال وقال بتفكير ‪ /‬بما اننا شوفنا‬


‫الظاهر نجيب بقى اللي محدش يعرفه عنهم‬

‫ثم اخذ يحاول ان يخترق اى من أجهزة الشركة‬


‫من خالل احد المواقع اإللكترونية لهم واستمر‬
‫في ذلك ساعات وساعات نسى انه كان يرغب‬
‫بها في النوم وفجأه تركز بصره جيدا على‬
‫الشاشه في انتظار التحميل وهو يبتسم بسمة‬
‫منتصرة حتى هتف بفرحة ‪ /‬واخيرااااا‬

‫ضحك ثم قال بغرور مصطنع ‪ /‬مفيش اى نظام‬


‫يصعب عليا‬

‫ثم أعاد نظره للشاشه واخذ يبحث جيدا في‬


‫المعلومات امامه على الصفحات الخاصة بافراد‬
‫العائلة والتي وصل إليها من خالل مواقع‬
‫الدعاية للشركة واخذ يقلب في الصفح حتى‬
‫وصل لصفحة شامل الشريف فتوقف قليال‬
‫ليبحث بدقة بها فهذا من كان في دمياط قبلهم‬
‫وحسب الفتاه فهو من كان غاضبا ومريبا‬
‫استمر البحث في صفحته كثيرا ولكن لم يصل‬
‫لشئ حتى وجد رقمه الخاص موضوع في‬
‫الفيس بوك للدعاية فاخذ الرقم وحاول اختراق‬
‫بياناته وبصعوبه توصل لما يريد واخذ ينظر‬
‫بشغف كبير لما امامه حتى فتح عينه بصدمه‬
‫وهو يهمس ‪ /‬يا ليلة سودا‬

‫كان سليم يقف امام البنك وهو يصفر بال مبااله‬


‫وينظر لساعته ثم عدل ثيابه بكل هيبة ونظر‬
‫حوله بملل ثم أخرج هاتفة واخذ يقلب به قليال‬
‫حتى انتبه لخروج الموظفين فاعتدل في وقفته‬
‫جيدا واخذ ينظر للجميع بتركيز حتى لمحه‬
‫فاتجه له سريعا ووقف خلفه‬

‫بينما كان رأفت ينظر لهاتفه شعر بشئ موجه‬


‫لظهره فابتلع ريقه وهو يحاول االستدارة ولكن‬
‫سمع صوت يعرفه جيدا يهمس له ‪ /‬كمل‬
‫طريقك من غير اى حركه كده وال كده احسن‬
‫تودع الدنيا دي كلها‬

‫ابتلع رأفت ريقه فتحدث سليم ببسمة خبيثة ‪/‬‬


‫عريبتك القمر اللي هناك دي‬

‫هز رأفت رأسه بايجاب فتحدث سليم ‪ /‬المفاتيح‬

‫نظر رأفت له بتعجب فدفع سليم ذلك الشئ في‬


‫ظهره والذي يبدو أنه مسدس وقال بتحذير ‪/‬‬
‫هات المفاتيح‬

‫مد رأفت يده وأخرج المفاتيح واعطاها لسليم‬


‫الذي قاده للسيارة وجعله يصعد بها ثم انطلق‬
‫وهو يقول ببسمة مرعبة ‪ /‬ودلوقتي بقى نلعب‬
‫راجل لراجل بدل ما انت داير تتشطر على‬
‫البنات‬
‫ابتلع رأفت ريقه بصعوبه وقال‪ /‬انت عايز ايه‬
‫مني‬

‫نظر له سليم وهمس بفحيح ‪ /‬هنتسلى سوا يا‬


‫غالي وهنقضي وقت جميل جدا هيعجبك آوي‬
‫صدقني‬

‫وصل اخيرا لوجهته فخرج من سيارته بكل‬


‫هيبة والقى بالمفتاح للحارس ودخل للمكان‬
‫والجميع يحييه برعب وخوف بينما هو كان‬
‫وجهه كعادته جامد ال مشاعر وال اى حركة‬
‫تدل على أن هذا شخص طبيعي‬

‫اتجه مباشرة إلحدى الممرات ومنها لغرفة في‬


‫آخر ذاك الممر دخل بدون أن يطرق الباب‬
‫وسرعان ما ظهرت بسمة على وجهه ولكن‬
‫ليست بسمة طبيعية بل بسمة مرعبة‬
‫نهض شخص ما من مكانه وتحدث ‪ /‬زين زى‬
‫ما أمرت محدش اااا‬

‫قاطعه زين وهو ينظر له ببسمة باردة ‪/‬‬


‫بشكرك يا عمرو تقدر أتفضل وانا هكمل‬

‫نظر عمرو للرجال المكبلة في مقاعدها وقال ‪/‬‬


‫ارجوك بالش تهور دول‬

‫قاطعة زين بنظره تحذير ‪ /‬بشكرك يا عمرو انا‬


‫عارف هعمل ايه‬

‫زفر عمرو بضيق وقال ‪ /‬أنت حر بقى انا تعبت‬


‫منك‬

‫ثم خرج وترك زين معهم بينما خلع زين‬


‫الجاكت الخاص به واتجه وجلس على الكرسي‬
‫وقال ببسمة ‪ /‬ازيكم‬
‫نظر الرجال لبعضهم برعب فاكمل زين ببسمة‬
‫مخيفة اكثر ‪ /‬طيب هنتكلم سوا بكل أدب وال‬
‫نتكلم بقلة ادب‬

‫تحدث احد الرجال برعب ‪ /‬بأدب ياباشا بأدب‬

‫ابتسم له زين وقال ‪ /‬شكلك محترم ومتربي ها‬


‫قولي بقى ليه كنتم بتضربوا نار على الشباب‬

‫تحدث الشاب بسرعه ‪ /‬ياباشا احنا مكناش‬


‫هنأذي حد وهللا احنا اخدنا أوامر اننا نبين اكننا‬
‫بنهجم عليهم عشان نستفز حضرتك انك تخرج‬
‫من مكانك وهللا ده اللي حصل مش اكتر‬

‫نظر له زين بغموض ثم أشعل سيجارته وهو‬


‫ينظر إليهم لوقت قصير ثم نهض بهدوء جعلهم‬
‫يجفلون من حركته بينما هو ابتسم بكل برود‬
‫واتجه وامسك جاكته ثم قال بكل برود ‪ /‬خالص‬
‫خلصنا‬

‫وتركهم وخرج تحت صدمتهم فكما يعلم الجميع‬


‫فزين الهاللي اليرحم احد وال يترك احد من‬
‫غضبه‬

‫بينما نظر جميع الجنود بالخارج لزين وهو‬


‫يخرج بكل برود متجها لخارج المركز هكذا‬
‫بدون دماء وال حتى صراخ‬

‫اتجه زين لسيارته وجلس فيها ثم ادارها‬


‫وانطلق لمنزله وهو يجري مكالمة حتى سمع‬
‫الرد من الجهه األخرى فقال زين بكل برود ‪/‬‬
‫مقبولة منك يا مؤنس انك تستفزني ببراءة‬

‫سمع صوت مؤنس الساخر من الجهه األخرى‬


‫وهو يقول ‪ /‬ايه رأيك بقى‬
‫ضحك زين ضحكة بال روح ‪ /‬ال حلوة اوي بس‬
‫اتمنى المرة الجاية و انت بتلعب متنساش ان‬
‫كل واحد مننا عنده حد غالي وزى منا عندي‬
‫براءة انت كمان عندك وال ايه‬

‫ثم صمت ليثير أعصاب مؤنس الذي أصبح‬


‫تنفسه سريع من الغضب فقال زين مستفزا ‪/‬‬
‫وبما ان بنت العمك ربنا يردها سالمة يارب‬
‫مبقتش موجوده يبقى باقي مين من الغاليين‬
‫اممممممم خليني افكر كده امممم آه سمر ال ال‬
‫سارة صح كان اسمها سارة‬

‫صرخ مؤنس بعنف ‪ /‬يا حيوان اقسم ب‬

‫لم يكمل كالمه بسبب إغالق زين للمكالمة بكل‬


‫برود وهو يكمل طريقه ويهمس لنفسه‬
‫بسخرية ‪ /‬الزم يعني الواحد يبقى زبالة‬
‫ويهددك بالستات عشان تخاف منه‬

‫ثم اكمل طريقه للمنزل‬

‫بينما مؤنس من الجهه االخرى كان يكسر كل‬


‫ما يقابله هو يعلم أن زين ليس مثله ال يدخل‬
‫النساء في عمله وال في انتقامه ولكن ذلك‬
‫الشعور الذي تمكن منه عندما سمع اسم اخته‬
‫جعله يفقد اعصابه زفر بغضب وهو يعيد شعره‬
‫للخلف ويقول بكل غيظ وحنق امتلكه ‪ /‬يمكن‬
‫انت تكون مش بتدخل نسوان في شغلك بس‬
‫لالسف انا مش بنفس كرمك وأخالقك يا زين‬
‫وقبل ما تفكر تاخد خطوة هتكون حبيبة القلب‬
‫في قبرها‬
‫دخل زين للمنزل وهو ينظر حوله لهذا الهدوء‬
‫حتى استمع لصوت يأتي من الصالون الداخلي‬
‫للمنزل فاتجه له وجد والده يجلس امام الطاولة‬
‫وهو يتحدث بطريقة جديه جدا نظر له زين‬
‫بتعجب ثم استند بكتفه على الباب في انتظار‬
‫انتهاء والده العزيز والذي بدأ يخاف جديته تلك‬
‫بعد مرور عشر دقائق انتهى والده من‬
‫اجتماعه وأغلق الالب توب وتنهد بتعب ثم نظر‬
‫بجانبه البنه الوحيد وقال بحنان ‪/‬جيت امتى يا‬
‫حبيبي‬

‫ابتسم زين بحب شديد وهو يتجه لوالده‬


‫ويجلس مقابل له ويقول بشك ‪ /‬في إيه يا‬
‫عزيز مالك كده مش عوايدك الهدوء ده والعقل‬
‫ده كله‬
‫ابتسم عزيز ونهض فنظر له زين وضحك‬
‫بصخب ‪ /‬أنا قولت وراك حاجه‪ ،،‬بس طلع‬
‫تحتك مش وراك‬

‫نظر عزيز لنفسه حيث كان يرتدي بذلته‬


‫وكارفات ولكن لم يكن يرتدي شئ من األسفل‬
‫سوى شورت قصير قليال به رسومات كرتونية‬
‫ضحك عزيز بشده وهو يقول ‪ /‬يا أخي بتخنق‬
‫من الحجات دي المهم فكك مني كنت فين من‬
‫يومين‬

‫نظر له زين بهدوء وقال ‪ /‬كنت في مهمه على‬


‫السريع كده‬

‫غمز له عزيز بمشاكسه ‪ /‬والمهمة دي ليها‬


‫عالقة بالمزة بتاعتك‬
‫هز زين رأسه وهو يبتسم ببرود ثم اتحنى‬
‫لألمام وقال ‪ /‬بمناسبة المزة بتاعتي يا عزيز‬

‫عزيز ببسمة سمجة ‪ /‬قول يا قلب عزيز‬

‫نهض زين فجأه وبعنف واتجه له فصرخ عزيز‬


‫بفزع وقلب نفسه لخلف االريكه بينما قال زين‬
‫بشر ‪ /‬مش انا قولتلك يا عزيز اني بحب واحده‬

‫هز عزيز رأسه وهو خلف ااالريكة ‪ /‬ربنا‬


‫يوفقك يارب يابني‬

‫زين وهو يقترب اكثر ‪ /‬وقولتلك اني خالص‬


‫لقيت نصي التاني ومستنى الفرصة عشان‬
‫اتجوزها‬

‫هز عزيز رأسه مجددا ‪ /‬حصل‬


‫اقترب منه زين بسرعه فنهض عزيز برعب‬
‫وخرج من الغرفة هو يصرخ وخلفه زين وهو‬
‫يصيح به ‪/‬ولما هو حصل بتخلي بنت صاحبك‬
‫اللزجة دي تلزق فيا ليه ها‬

‫نظر له عزيز بعدم فهم ‪ /‬بنت صاحبي مين آه‬


‫قصدك ليلى‬

‫زين بغيظ ‪ /‬ايوة يا حبيبي قصدي ليلى قصدي‬


‫زفتة بتخليها ترمي نفسها عليا ليه‬

‫عزيز وهو يغمز له ‪ /‬يابني دي نعمه حد‬


‫يرفض النعمة دي بعدين كل البنات بتحبك كل‬
‫البنات حلوين طبعا يا سيدي يابختك ما انت‬
‫اللي زيك مين‬

‫تقدم له زين وهو يصرخ ‪ /‬انت بتهزر يا عزيز‬


‫اخر مرة قفشتنا براءة وسودت عيشتي‬
‫ضحك عزيز وهو يركض منه ‪ /‬آه يا خلبوص‬
‫قفشتك بتعمل ايه ها؟؟‬

‫مسح زين وجهه وقال بيأس ‪ /‬قولتلي انك كنت‬


‫مرشح نفسك لمجلس الشعب‬

‫تحدث عزيز وهو يعز رأسه بحسرة ‪/‬‬


‫متفكرنيش خسرت بفرق صوتين بس‬

‫ابتسم زين بغيظ ‪ /‬اهم الصوتين دول انقذوا‬


‫صورة مصر انها تتهز‬

‫ثم تركه وتحرك فصرخ عزيز به وهو يدعي‬


‫الحزم ‪ /‬ولد يا زين انت قصدك ايه يعني‪،‬‬
‫قصدك اني كنت هعر البلد‪ ،،‬ليه يا خويا هروح‬
‫المجلس بالبوكسر وال هدخلهم بصجات وال‬
‫يكونش هتحزملهم وارقصلهم‬
‫نظر له زين وابتسم بسخرية ‪ /‬انت عارف وانا‬
‫عارف كويس يا عزيز انت متنفعش ليه‬
‫لمجلس الشعب‬

‫تحدث عزيز وهو يدعي القوة ‪ /‬ال تعالى هنا‬


‫تعالى وقولي دلوقتي ليه منفعش يا خويا تعالى‬

‫اقترب منه زين فقال عزيز بتراجع ‪ /‬احم مش‬


‫آوي ايوووة بس هنا أقف عندك متقربش‬
‫سنتي زيادة انا بقولك اهو‬

‫ابتسم زين عليه وقال ‪ /‬بزمتك بص للشورت‬


‫اللي انت البسه ده‬

‫نظر عزيز للشورت وقال ‪ /‬ماله ده حتى عليه‬


‫سوبر مان يعني القوة والشدة والحزم وال‬
‫توقف وهو يرى نظرات ابنه فضحك بشده ‪/‬‬
‫آيوه فعال انا منفعش لمجلس الشعب مكنتش‬
‫همسك ضحكتي وانا بتكلم ده انا في االجتماع‬
‫ببقى هموت وارمي قلشه كده بس بعدين اقول‬
‫عيب يا عزيز هيبتك هتضيع ياراجل‬

‫ضحك زين ثم قال وهو يتجه للدرج ‪ /‬طب يا‬


‫هيبة شوف هناكل ايه عشان اريح شويه‬

‫تحدث عزيز وهو يمصمص شفتيه بحسرة‬


‫‪/‬مش لو كنت سبتني اجيب خدامه قمر كده‬
‫تلبس جيب قصيره وتيجي تدلع وتقولي اعملك‬
‫حاجه ياسيدي وانا اقولها شاى سكرة زيادة يا‬
‫سكر انت تقوم تضحك وانا اقولها حالوتك يا‬
‫قمر‬
‫زين وهو ينظر له بفقدان صبر ‪ /‬اهو عشان‬
‫خيالك الجامح ده انسى ان رجل ست تدب‬
‫البيت ده غير مراتي‬

‫ابتسم عزيز بخبث ثم قال ‪ /‬طب بما انك كل‬


‫البنات بتحبك وكده متديني واحده من اللي‬
‫معاك‬

‫نظر له زين من أعلى السفل ثم قال ‪ /‬بزمتك‬


‫مش مكسوف‬

‫نظر عزيز لنفسه بخجل قليال ثم ابتسم بمكر‬


‫وقال ‪ /‬ال مش مكسوف‬

‫ضحك زين بشده ‪ /‬مش هتتغير يال شوف‬


‫هناكل ايه يا عم‬
‫تحدث عزيز بتذمر وهو يخرج هاتفه ‪ /‬بكرة‬
‫تيجي البت براءة ونرتاح من أكل برة‬

‫ضحك زين بصخب وهو يصعد الدرج ‪ /‬بكره‬


‫لما تيجي براءة مفيش حاجة هتتغير في البيت‬
‫ده غير أن بدل ما تطلب اكل التنين هتطلب اكل‬
‫لتالتة‬

‫ضحك عزيز وهو يتصل بالمطعم وقال ‪/‬‬


‫المنحوس منحوس آه لو تجيب بس خدامه‬
‫كنت‬

‫تحدث زين من األعلى ‪ /‬عزيييييز‬

‫ضحك عزيز ‪ /‬خالص يا خويا خالص مش‬


‫عايز خدامه‬

‫ثم همس بحسرة ‪ /‬فقري معفن‬


‫عاد سليم للحاره وهو يصفر بكل برود ثم‬
‫اخرج هاتفه وأجرى مكالمة وتحدث ‪ /‬آيوه‬
‫خلي عينك عليه يفضل عندك لحد ما أفضى‬
‫وابقى وقتها اتصرف معاه ببال رايق عشان‬
‫افوقله‬

‫أغلق المكالمه وهو ينظر لهاتف رأفت الذي في‬


‫يده وقد احضره لكريم حتى يتخلص من اى أثر‬
‫لتلك الصور اللعينه اغمض عينه بغضب وهو‬
‫يتذكر حينما أخذه الحد المخازن التي استأجرها‬
‫ولم يتحكم في نفسه واخذ يضربه بكل غضب‬
‫لوال احد الرجال الذين حدثهم ليحرسوه ثم رأى‬
‫ان يتخلص من الصور ومن خطبة مريم اوال ثم‬
‫يعود له وينهي أمره‬
‫وصل للعمارة فوجد كريم يهبط لمنزل ام احمد‬
‫وخلفه شادي الذي يرتدي باقي ثيابه وادهم‬
‫الذي خرج بسرعه وهو يهبط لشقة ام احمد‬
‫وقع قلب سليم واتجه لهم وهو يقول ‪ /‬فيه إيه‬
‫ام احمد كويسة وال حصل ايه‬

‫نظر له كريم بتعجب ‪ /‬معرفش ادهم اللي كلمنا‬


‫ننزل‬

‫نظر سليم الدهم فقال ادهم بقلق ‪ /‬الواد اللي‬


‫بيشتغل عند عم عوض طلعلي فوق وقالي انه‬
‫شاف ام احمد مموته نفسها من العياط لما راح‬
‫يطمن عليها‬

‫طرق شادي الباب مجددا ففتحت لهم ام احمد‬


‫الباب ببسمة وعيون تدمع وحدها وقالت ‪/‬‬
‫تعالوا ادخلوا ادخلوا‬
‫دخل الجميع وهم ينظرون لبعضهم بتعجب‬
‫شديد حتى جلسوا بينما تحدثت ام احمد بفرحة‬
‫وعينها تدمع بشده ‪ /‬احمد ابني احمد ابني‬

‫شعرت ام فتحي بجسد ادهم يتجمد فجأه‬


‫وعيونه تهتز برعب فتعجبت حالته تلك بينما‬
‫اكملت ام احمد بلهفه وفرحة شديد جعلتها غير‬
‫قادرة على الحديث بكالم مفهوم ‪ /‬هو بعتلي‬
‫عايزني ال ال عايز فلوس هو محتاجها حبيبي‬
‫مزنوق كنت عايزه حد يروح يبيع الدهب او‬
‫اقولكم‬

‫ا‬

‫قاطعها سليم بهدوء وهو يمسك يدها ويجلسها‬


‫‪ /‬اهدي بس يا ام احمد اتكلمي براحة عشان‬
‫نفهمك‬
‫تحدثت ام احمد بدموع ‪ /‬احمد ابني بعتلي‬
‫جواب‬

‫فتح ادهم عيونه بصدمه شديدة وهو ينظر لها‬


‫بعدم تصديق‬

‫بينما هى مدت يدها بظرف لسليم وهى تقول ‪/‬‬


‫بيقولي انه معرفش يبعتلي فلوس النه كان‬
‫مزنوق وانه مكانش عارف يتواصل معايا‬
‫حبيب امه كان متبهدل اول ما وصل بس‬
‫دلوقتي بقى احسن بس عايز فلوس هيبدأ فيه‬
‫مشروع مع صحابه هناك فأنا عايزه ابعتله‬
‫فلوس يابني‬

‫ابتسم لها سليم بحنان وقال ‪ /‬حاضر وهللا آنتي‬


‫بس اهدي كده وانا هعملك اللي انتي عايزاه يا‬
‫ست الكل‬
‫ابتسمت له ام احمد براحة وأخذت تنظر‬
‫للرسالة بدموع وتقبلها بقلب ام مشتاق‬
‫لصغيره الذي غاب سنين واخيرا تذكرها‬

‫نهض ادهم بدون كلمه واحده وخرج بسرعه‬


‫وعنف مخيف فنظر له الجميع بتعجب بينما‬
‫تحدثت ام احمد وهى تمسح دموعها ‪ /‬هو ادهم‬
‫ماله هو تعبان‬

‫ابتسم شادي بحنان ‪ /‬ال ياست الكل بس لسه‬


‫مفاقش آوي من العمليه بتاعته انتي عارفه‬

‫ام احمد وهى تضرب على صدرها ‪ /‬يقطعني‬


‫نسيت اطمن عليه من لهفتي يابني وهللا روح‬
‫وقوله اني مقصدش وهللا فرحتي نستني‬

‫ابتسم لها كريم وهو ينهض ‪ /‬هو مش زعالن‬


‫يا قلبي ده ادهم تالقيه آكتر واحد فرحان فينا‬
‫عشان انتي سعيده انتي متعرفيش مكانتك عند‬
‫ادهم وال إيه‬

‫ابتسمت ام احمد بحنان ‪ /‬وانا ربنا يعلم انا‬


‫بحبه زي أحمد بالضبط وانتم كمان كلكم عندي‬
‫زيه‬

‫نهض الجميع وتحدث سليم ‪ /‬طيب يا ست الكل‬


‫هروح اطمن على ادهم وهجيلك تآني عشان‬
‫نشوف هنبعت الفولس إزاي ألحمد‬

‫ابتسمت ام احمد له ونظرت مجددا لتلك‬


‫الكلمات في الرساله وهى تقبلها بدموع بينما‬
‫خرج الجميع وصعدوا لشقة ادهم بتعجب شديد‬

‫كانت أم فتحي تجلس بعيدا وهى ترى ادهم‬


‫حالته يرثى لها دخل الجميع وأغلق كريم الباب‬
‫وتقدم سليم وهو يتحدث بنبرة تعجب ‪ /‬مالك يا‬
‫ادهم وشك انخطف لما سمعت اسم احمد هو‬
‫إنت غيران وال إيه‬

‫رفع ادهم وجهه بسرعه ونظر لسليم بعنف ثم‬


‫نهض وقال ‪ /‬انت اتجنيت يا سليم اغير من ايه‬
‫من سعادة الست اللي بعتبرها امي‬

‫كريم وهو يهدأ الوضع ‪ /‬أمال وشك اتغير ليه‬


‫لما جابت سيرة احمد‬

‫ادهم وهو يصرخ بعنف ‪ /‬الن مفيش احمد‬


‫أساسا‬

‫صدم الجميع ونظروا لبعضهم بتعجب ثم قال‬


‫سليم بعدم فهم‪ /‬قصدك ايه بمفيش احمد‬

‫تحدث ادهم وقد بدأ يبكي بعنف ‪ /‬يعني مفيش‬


‫احمد يا سليم يعني أحمد بححح احمد مات‬
‫سقط شادي على االريكه من الصدمه و كريم‬
‫نظر له بعدم تصديق وسليم لم يستوعب بعد ‪/‬‬
‫يعني إيه مات طب والفلوس اللي بيبعتها وال‬

‫قاطعه ادهم وهو يتحدث بصراخ ‪ /‬مفيش‬


‫فلوس يا سليم مفيش كل ده انا اللي كنت بجيبه‬
‫من معايا عشان متحسش وال تزعل انه مش‬
‫بيسأل فيها‬

‫تحدث كريم بتيه ‪ /‬هو مات من امتى‬

‫جلس ادهم بتعب وتحدث ‪/‬بعد ما سافر بتالت‬


‫سنين‬

‫كريم وهو يحاول ان يجمع أفكاره ‪ /‬يعني هو‬


‫اللي كان بيبعت ليها طول التالت سنين دول‬
‫بكى ادهم وقال وهو يهز رأسه ‪ /‬ال ال هو‬
‫مكنش بيبعت حاجه النه‪ ....‬النه‬

‫انفجر في البكاء بصوت عالي وقال ‪ /‬النه‬


‫اتبرى منها قبل ما يسافر‬

‫وكأنه صاعقة ضربت رؤوسهم فهبطت دموع‬


‫كريم بعدم تصديق هل هناك احد يمكن أن يفعل‬
‫هذا بوالدته التي لم يتبقى له غيرها في هذه‬
‫الحياة‬

‫قال ادهم ببكاء ‪ /‬يوم ما سافر لقيت جواب‬


‫وصلني المستشفي منه وكاتب فيه لو امي‬
‫طلبت منك انها تكلمني قولها تنساني الني هبدأ‬
‫حياه جديده ومش عايز افتكر اى حاجة من‬
‫حياتي القديمه دي‬
‫بكى ادهم وهو يضع يده على رأسه ‪ /‬ناس‬
‫هتموت ويبقى عندها ام وهو بيتبرى منها يا‬
‫سليم قالها بصراحة كده مش عايز افتكر اني‬
‫كنت ابن الدادة اللي العيال في المدرسة‬
‫بيعيروني بيها‬

‫صمت قليال ثم صاح باستنكار ‪/‬وهى كانت‬


‫بتعمل كده عشان مين مش عشان تعيشه‬
‫وتعلمه بعد موت ابوه؟؟؟ اتبرى من أمه ونبذها‬
‫عشان كانت بتقتل نفسها على القرش ألجله‬
‫هو اتبرى منها ياسليم اتبرى منها وانا بتمنى‬
‫يرجع بيا الزمن وانا هعيش تحت رجل امي‪،‬‬
‫اتبرى منها وميعرفش ان فيه ناس هتموت‬
‫ويبقى عندها ام زي بقيت الناس اتبرى منها‬
‫وهو ميعرفش يعني إيه تبقى طول الليل بتموت‬
‫من التعب والحمى وبتصرخ باسم امك انها‬
‫تيجي تفضل جنبك ومتالقيش‬

‫سقط ادهم أرضا وهو يضع يده على رأسه ‪/‬‬


‫اتبرى منها وهو مش عارف اني هموت‬
‫وانطق الكلمة دي ولو لثانيه نفسي ارجع‬
‫اجرب الكلمة وانا بناديها واقولها يا أمي اتبرى‬
‫منها‪ ،،،‬ومقدرتش اشوف كسرتها فمقولتش‬
‫ليها حاجه أبدا لغايه من سنتين وصلني خبر‬
‫من السفارة انهم لقوه ميت بحرعة مخدرات‬
‫زايده ومرمي في مقلب زبالة‬

‫فزع سليم من حديث ادهم اكمل ادهم ببكاء ‪/‬‬


‫خوفت اقولها يحصلها حاجه‪ ،‬دي روحها فيه‪،‬‬
‫ابنها اللي جابته بعد سنين حرمان وباعت كل‬
‫ما تملك عشان تحقق حلمه وتسفره في االخر‬
‫يرميها الرمية دي وبعدين تعرف انه مات‬
‫بالطريقه البشعة دي بقيت انا اكتب جوابات‬
‫ليها وبجيب ليها كل شهر خزين واقولها من‬
‫فلوس ابنك عشان اشوف فرحتها بس‪ ،‬هو ليه‬
‫عمل كده في نفسه وفيها ليه عمل كده ليه‬
‫حرام عليه‬

‫اخذ ادهم يبكى بينما جلس سليم أرضا بعدم‬


‫تصديق ودموعه تهبط دون وعى ثم قال‪ /‬طالما‬
‫هو مات مين اللي بعت ليها الرسالة دي وعايز‬
‫فلوس‬

‫كان مؤنس يجلس في مكتبه في الفيال الخاصة‬


‫بهم حتى وجد الباب يفتح بعنف نظر بشر لذلك‬
‫الذي دخل فوجد شامل يقول بفرحه وخبث‬
‫شديد ‪ /‬لقيتها يا مؤنس لقيتها‬
‫نظر له مؤنس بتعجب فقال شامل ببسمة توحي‬
‫بأن القادم ليس هين ‪ /‬لقيت هالي‬

‫******************‬
‫الفصل السابع عشر‬
‫رفع ادهم عيونه لهم وقال بتعجب شديد ‪/‬‬
‫معرفش معرفش مين اللي ممكن يعمل كده بس‬
‫اكيد مش احمد انا اتأكدت بنفسي من كده اكيد‬
‫اللي عمل كده هدفه الفلوس وعارف احمد‬
‫كويس اوي وعارف كل حاجه عنه‬
‫شادي وهو مازال يحاول استيعاب ما يحدث‬
‫معهم ‪ /‬صحيح المصائب ال تأتي فرادى‬
‫اغمض كريم عينه بألم وقال بسخرية ‪ /‬وانا‬
‫اللي كنت فاكر اني عرفت حاجه كبيرة‬
‫نظر له الجميع بتعجب فاكمل كريم وهو ينظر‬
‫امامه بشرود ‪ /‬ام فتحي‬
‫انتبهت له ام فتحي جيدا وهى تشعر ان‬
‫ضربات قلبها ستخرق قلبها وتخرج‬
‫نظر ادهم الم فتحي ومازالت عيونه بها أثر‬
‫الدموع بعدما هدأ قليال ثم قال لكريم دون أن‬
‫ينظر له ‪ /‬الغي كل حاجه‬
‫نظر له الجميع بصدمه وتحدث كريم بعدم فهم‬
‫‪ /‬الغي كل حاجه؟؟ مش فاهم‪ ،‬قصدك ايه؟؟‬
‫نهض ادهم ونظر لهم بجمود ومسح دموعه‬
‫بعنف ثم قال كلماته وهو ال يبدي اى رد فعل ‪/‬‬
‫يعني متدورش تآني يا كريم خالص‬
‫نهضت ام فتحي بفزع واتجهت الدهم وهمست‬
‫بكلمة واحده بوجع ‪ /‬ادهم‬
‫نظر لها وقال وهو يشعر بنفسه قد أوشك على‬
‫االنهيار ‪ /‬تعب‪ ،‬ادهم تعب يا مالك‪ ،‬ادهم تعب‬
‫وشال فوق طاقته ومش هيستحمل وجع جديد‬
‫لو طلع اهلك بيكرهوكي وقتها هتوجع لوجعك‬
‫ومش هقدر أقف بعدها ارجوكي انا تعبت وهللا‬
‫حاسس اني هنهار‪ ،‬ولو أصروا ياخدوكي هبقى‬
‫انا لوحدي وقتها‬
‫نظرت ام فتحي أرضا وصمتت بقلة حيلة وال‬
‫تستطيع أن تعترض فهى لن تجبره على البحث‬
‫عن أهلها فهو ليس مضطرا لذلك‬
‫بينما اتجه سليم الدهم وجذبه بعنف ‪ /‬انت‬
‫ياض غبي وال إيه حكايتك فهمني يعني إيه بعد‬
‫ما وصلنا ألهلها تقول نلغي هو إنت لقيت قطة‬
‫وهتربيها دي انسانه يعني ليها عيله وأهل‬
‫وانت ملكش حق تخبيها عنهم‬
‫ابعد ادهم يد سليم بعنف وهو يصرخ ‪ /‬وانت‬
‫سمعت بودانك دول‪ ،‬أهلها عاملين ازاى هما‬
‫مش عاوزينها بس انا عايزها انا مليش غيرها‬
‫لو اخدوها مني هعيش لمين‬
‫نظر شادي لهم بخوف من حالة ادهم فيبدو ان‬
‫كثرة المصائب سببت له عدم وعى بمحيطه‬
‫وبما يقوله‬
‫تحدث كريم بعد صمت طويل ‪ /‬حتى لو قولتلك‬
‫ان أهلها مش شوية في البلد دي ولو عرفوا‬
‫مكانها مش هيسبوها في حالها وال هيسبونا‬
‫احنا كمان‬
‫نظر له ادهم بقلق وقال ‪ /‬يعني إيه؟‬
‫كريم وهو يخرج هاتفه ويفتحه ثم قال بعملية‬
‫شديدة ‪ /‬شامل الشريف االبن األوسط لعيلة‬
‫الشريف‬
‫نظر له شادي بشك وقال ‪ /‬عيلة الشريف‬
‫صاحبة مصانع الشريف؟؟؟‬
‫هز كريم رأسه بسخريه فسب سليم في سره ثم‬
‫نظر الدهم وقال بعنف وخوف على أخيه ‪/‬‬
‫اسمع الناس دي مش سهلة انت فاهم هنروح‬
‫ونديهم بنتهم وهما يتصرفوا معاها ال انا وال‬
‫انت حمل الناس دي انت فاهم‬
‫تحدث شادي وهو ينظر لهم بعدم فهم ‪ /‬أنا مش‬
‫فاهم ايه اللي مخوفكم انها ترجع يمكن البنت‬
‫دي فهمت غلط وان اللي اسمه شامل ده كان‬
‫بيزعق بس عشان متعصب أصل بنت وهربت‬
‫من بيتها اكيد هيتعصب ويقول كالم وخالص‬
‫نظر ادهم الم فتحي التي كانت تنظر لهم بعدم‬
‫فهم وشعور قاالختناق ثم قال وقد أعاد التفكير‬
‫مجددا ‪ /‬أنا‪ ...‬انا مش قصدي اني امنعك من‬
‫أهلك ومش قصدي اتحكم فيكي‬
‫الحظ دموعها التي تهبط بشده فاقترب منها‬
‫حتى وقف امامها وهمس بحنان شديد ‪/‬‬
‫هرجعك ليهم ماشي؟؟ مش هحرمك من أهلك‬
‫زى ما انا محروم منهم هرجعك وتكوني‬
‫كويسة معاهم وهيكونوا بيحبوكي آوي الن‬
‫مفيش حد عرفك ومحبكيش مش كده وعد‬
‫هعمل المستحيل عشان ترجعي ليهم في أقرب‬
‫وقت‬
‫كانت فقط تستمع له ودموعها تهبط بشده‬
‫وكادت تجيب عليه لكن منعها هو من الحديث‬
‫فيكفيه ألما لليوم‬
‫تحدث سليم وقد الن قلبه لما يحدث ثم تنحنح‬
‫وقال‪ /‬ادهم قول الن فتحي ان لو أهلها دول‬
‫كان ناويين شر ليها انا اول واحد هقف معاها‬
‫ومش هنسيبها قولها متخافش‬
‫ابتسم شادي وقال وهو يحاول المزاح ‪ /‬اى نعم‬
‫دايما بتعملي بالوي بس برضو يا جدع دي‬
‫قعدت بينا فترة كويسه مقدرش اقول بينا عيش‬
‫وملح بس كفاية انها تهمك يبقى تهمنا احنا‬
‫كمان وال إيه؟؟‬
‫ابتسم لهم ادهم وكذلك ام فتحي التي نظرت لهم‬
‫بامتنان شديد فقال كريم ‪ /‬وانا ياستي ليكي‬
‫عليا هدور وراهم واعرف كل حاجه عنهم ولو‬
‫حسيت منهم بخطر يبقى مش هنطلعك من هنا‬
‫غير على جثة الواد سليم‬
‫ضحك سليم بشده وجذب ادهم الحضانه وهو‬
‫يربت عليه باخوة وشعور بالمسئولية رغم انه‬
‫هو الصغير وادهم الكبير ‪ /‬وهللا يا ادهم لو‬
‫وصلت أقف في وش التخين منهم عشانكم مش‬
‫هتردد لحظه وهللا المهم انت بس تفوق كده‬
‫وترجع زى األول ومتشيلش هم أبدا لو هى‬
‫تهمك يبقى تهمنا احنا كمان وعلى جثتي حد‬
‫يمس منكم شعره عارف انهم اكبر مننا بكتير‬
‫بس ربك اكبر‬
‫ابتسم الجميع لذلك الحب وانطلق شادي‬
‫وضمهم وهو يقول بمزاح ‪ /‬ياااااه يا سولي‬
‫جسمي قشعر من كالمك يا جدع قد ايه انت‬
‫سولي حنين‬
‫ضحك سليم بشده وهو يضربه على رقبته‬
‫بمزاح فانضم لهم كريم وهو يحشر نفسه في‬
‫منتصفهم والجميع يضحك عليه ثم ضمهم ادهم‬
‫بشده فرغم كل ما مر به فيكفي وجودهم معهم‬
‫تحدث كريم وهو ينظر لسليم ويضيق عينه‬
‫‪/‬هتجوزني اختك يا سليم‬
‫ضحك سليم بشده فقال ادهم بحنان وهو يضمه‬
‫وكأنه طفل فكريم كان ومازال أكثرهم حنانا‬
‫وارقهم قلبا ‪ /‬لو هو رفض انا هجوزها ليك‬
‫غصب عنه يا كيمو وههربك بعيد عنه‬
‫متخافش‬
‫ضحك كريم بشده وهو يضم ادهم ويقول ‪/‬‬
‫نفس اللي قولته ومش هخليه يشوف اخته‬
‫تآني غير لما يقول حقي برقبتي‬
‫ضحك شادي على مالمح سليم التي تغيرت‬
‫للتذمر وكاد يصرخ بهم ولكن‬
‫فجأه سمع الجميع صوت رنين هاتف فاخرج‬
‫كريم هاتفه ثم رأى رسالة قد وصلت آلية مت‬
‫رقم غير مسجل فتحها بتعجب ولكن فجأه فتح‬
‫عينه باتساع ورعب وقال ‪ /‬دي شكل اللعبة‬
‫كبرت آوي‬
‫دخلت منة الفيال الخاصه بهم فسمعت صوت‬
‫عالي بالداخل فتعجبت لذلك وعندما خطت‬
‫للداخل حيث الصوت صدمت مما ترى فكانت‬
‫والدتها تجلس مع رامي ووالدته وهناك بعد‬
‫االشخاص والمكان مزين بالكامل وكأن هناك‬
‫زفاف‬
‫تحدثت منة وهى تنظر حولها باستنكار شديد ‪/‬‬
‫هو فيه إيه‬
‫فجأه هدأ الجميع ونظروا للمدخل حيث تقف‬
‫منة فقالت والدتها بسعادة كبيرة وهى تتقدم‬
‫منها وتفتح ذراعيها ‪ /‬منة قلب مامي اخيرا يا‬
‫حبيبتي وصلتي كنا مستنين من بدري ده حتى‬
‫رامي قلق وكان هيخرج يدور عليكي‬
‫نظرت منة لرامي بسخرية وقالت ‪ /‬سالمتك من‬
‫الخضه يا ضنايا‬
‫شهقت مديحه بفزع وكأن دلو من الماء‬
‫الساخن وقع عل رأسها فرفعت منة حاجبها‬
‫بتعجب من ردة فعلها تلك بينما همست مديحه‬
‫البنها ‪ /‬رومي انت متأكد انك عايز تتجوز دي‬
‫مش سامع كالمها لوكل ازاى وال لبسها كله‬
‫بناطيل وال اكنها راجل انت مش مجبور على‬
‫فكره فيه بنات كتير يتمنوا نظرتك‬
‫ابتسم رامي بغطرسه وهو يعدل من ثيابه ثم‬
‫قال ‪ /‬بس انا عايز منة يا مامي ألنها مميزة‬
‫آوي‬
‫نظرت منة لوالدتها ونفخت بضيق ‪ /‬ممكن‬
‫افهم فيه إيه هنا‬
‫نظرت لها شاهي بتحذير ثم نظر للجميع ببسمة‬
‫وقالت ‪ /‬معلش يا جماعة مكسوفة بقى حقها‬
‫عروسه‬
‫أشارت منة لنفسها بغباء وكأنها تقول انا؟؟‬
‫نظرت لها شاهي بتحذير وقالت بهمس ‪/‬‬
‫اسمعي يابت انتي تطلعي تلبسي فستان شيك‬
‫وتحطي ضووية ميكب وتنزلي بسرعة عشان‬
‫الخطوبة‬
‫نظرت لها منة بغباء وقالت ‪ /‬خطوبة مين؟؟‬
‫انتي هتتخطبي! ؟؟‬
‫نظرت لها شاهي بشر وهمست ‪ /‬لينا كالم كتير‬
‫بعدين على اسلوبك الزبالة بتاع الحواري ده‬
‫دلوقتي اطلعي واجهزي بشكل يليق بخطوبتك‬
‫صرخت منة بفزع ‪ /‬خطوبتي؟؟؟؟؟‬
‫نظرت شاهي للجميع المستنكر ثم تحدثت ‪ /‬احم‬
‫معلش يا جماعه هى بس اتفاجأت مكنتش‬
‫متوقعة المفاجأه دي اكيد مش مصدقة ان وهى‬
‫ورامي اخيرا هيتخطبوا‬
‫صرخت منة بغضب وقد لغت عقلها ‪/‬رامي‬
‫مين ده اللي اتخطب ليه ده انا فيا رجوله عنه‬
‫المسهوك ده انتم اتجنيتوا‬
‫صاح رامي بعدم تصديق لحديثها ‪ /‬ماماميآآااا‬
‫هى بتقول ايه دي يا شاهي هانم هى مش‬
‫واعية بتتكلم على مين‬
‫تحدثت مديحه بغضب شديد ‪ /‬كالم ايه ده يا‬
‫مديحه اللي بتقوله بنتك‬
‫كادت شاهي تجيب عليها لتعتذر ولكن قاطع‬
‫حديثهم دخول عبدالرحيم الذي كان وكأن‬
‫الشياطين تتراقص امامه ‪ /‬قالت ايه يعني يا‬
‫مدام مديحه غير الحقيقه ابنك اللي عايش عالة‬
‫على قفا ابوه واللي طول اليوم مقضيها صبا‬
‫وساونة واهتمام بالبشرة والشعر وال كأنه‬
‫عروسه هيفتح بيت ازاى ال وكان ليكي الجرأة‬
‫تيجي وتفرضيه على بنتي بس العيب مش‬
‫عليكم العيب على اللي شجعكم على جنونكم ده‬
‫أنهى كالمه وهو ينظر بشر لزوجته فتحدثت‬
‫مديحه بغضب ‪ /‬حضرتك كده بتهينا في بيتك‬
‫نظر لهم عبدالرحيم بغضب ‪ /‬أمال عايزاني‬
‫اعمل ايه لما ارجع أالقي مراتي وحضرتك‬
‫عايزين تلبسوا بنتي البنك اتحزم وارقص وال‬
‫ارقعلكم زغروطه‬
‫فتحت مديحه فمها بصدمه من حديثه ‪ /‬مش‬
‫معقول العيلة كلها طلعت بيئة‬
‫عبدالرحيم وهو يشيح بيده ‪ /‬آه كلنا بيئة اللي‬
‫قدامك ده من امبابه يا ختي عارفة يعني إيه‬
‫امبابه يعني االي زي ابنك ده هناك فاتح بيوت‬
‫وبيصرف على عيلة كامله مش بيمد ايده‬
‫لمصروف‬
‫تحدث رامي بغضب ‪ /‬ماماميا انت بتقول ايه انا‬
‫بمد ايدي؟؟ انا شريك في المجموعه على‬
‫فكره‬
‫ضحك عبدالرحيم بصخب ‪ /‬آه قصدك االسهم‬
‫اللي ابوك عطاهم ليك في عيد ميالدك‬
‫ثم تحولت عيونه لشرسه وقال بنبره مرعبة ‪/‬‬
‫دول تبلهم وتشرب مايتهم يا حبيب مامي الن‬
‫لو قربت من بنتي تآني ولو سنتي واحد‬
‫هخربها فوق دماغك انت والحاج الوالد سمعت‬
‫وال اعيد كالمي‬
‫تحدثت مديحه وهى تنحني لتحمل حقيبتها‬
‫وتقول ‪ /‬صدقوا اللي قالوا اللي خرج من حارة‬
‫عمرة ما يقدر يغير نفسه ولو لبس البدل‬
‫ثم انهت حديثها وهى تنظر بقرف لعبدالرحيم‬
‫الذي قال بسخرية ‪ /‬على االقل بتوع الحواري‬
‫دول رجالة مش زى حد معانا كده اول حرف‬
‫من اسمه رامي‬
‫ماد رامي يتحدث فقاطعه عبدالرحيم وهو‬
‫يصيح ‪ /‬ماماميا‬
‫ثم غمز لرامي ‪ /‬اديني وفرت عليك اهو يال‬
‫بقى اسحب الست الوالده معاك وأخرج بس‬
‫خلي بالك ألحسن الغضروف يتعبها‬
‫ثم نظر لباقي االشخاص وقال بتملق ‪ /‬شرفتونا‬
‫يا جماعة ياريت متتكررش الزيارة تآني‬
‫خرج الجميع من الغرفة وهم يتهامسون بغيظ‬
‫من عبدالرحيم حتى خلت الغرفة من الجميع‬
‫سوا عبدالرحيم وابنته وزوجته التي سارعت‬
‫وصرخت بعبدالرحيم‪ /‬انت ايه اللي عملته ده‬
‫انت عارف بعملتك دي سببت ايه‬
‫توقفت ان الحديث وهى ترى اقتراب عبدالرحيم‬
‫منها وهو يتحدث بشر شديد ‪ /‬سبق وقولت‬
‫وحذرت كتير اوي بنتي خط أحمر وهى اللي‬
‫مصبرني عليكي‬
‫صمت وهو يتنفس بعنف ويرى عينها التي‬
‫تتحرك برعب ثم اكمل ‪ /‬تكة‪ ،‬فاضلك معايا تكة‬
‫واحده وهرميكي برة البيت ده ومش هتررد‬
‫ثانية واحده يا شهيرة اال منة سامعة‬
‫نظرت له برعب فصرخ بصوت تردد صداه في‬
‫المنزل ‪ /‬سااامعة‬
‫هزت رأسها بسرعة ورعب فابتسم لها‬
‫عبدالرحيم ثم استدار ونظر لمنة التي كانت‬
‫تنظر له بدموع وحب ثم اتجه لها وامسك يدها‬
‫وخرج وترك شاهي التي كانت تغلي بشده وهى‬
‫ترى أن زمام األمور بدأ تخرج من يدها ويحب‬
‫ان تتصرف سريعا‬
‫صعد عبدالرحيم ودخل مع ابنته لغرفتها‬
‫واغلقها ثم اخذ ابنته وذهب للفراش وخلع‬
‫حذائه والقى بجاكته والكارفات بانزعاج ثم‬
‫جلس على طرف الفراش ونظر لمنة التي تنظر‬
‫له ومد يده لها وهو يبتسم بحنان وعشق‬
‫البنته فانطلقت له وضمته بشده وهى تهمس‬
‫بحب شديد ‪ /‬بحبك اوي بحبك اوي يا عبده‬
‫ابتسم عيدالرحيم وهو يقبل شعرها ويتمدد‬
‫ويضمها لصدره ويتنهد بتعب وهو يتذكر‬
‫االتصال الذي وصل له من البواب يخبره بما‬
‫تفعله زوجته وما تخطط له هى ومن معها‬
‫ليترك شركته بغضب كاد يحرق من يراه وهو‬
‫يتوعد لشاهي ومن معها‬
‫نظر عبدالرحيم البنته وهو يستشعر ان احقاد‬
‫زوجته بدأت تزداد خطورة ويجب أن يتصرف‬
‫سريعا وهو يعلم جيدا ما عليه فعله فالسبيل‬
‫الوحيد لألطمئنان على ابنته يكمن في شخص‬
‫واحد فقط‬
‫نظر بشرود امام بعدما غفت ابنته وهمس‬
‫بهدوء ‪ /‬شادي‬
‫كانت شادية تدفع الباب بظهرها برعب وشاكر‬
‫من الخارج يحاول فتح الباب وهو يصرخ ‪/‬وهللا‬
‫العظيم يا شادية اما فتحتي الباب الكون مكسر‬
‫البيت على دماغك‬
‫شادية وهى تدفع بكل ما تملك وتحاول الوصول‬
‫للقفل حتى تغلقة ‪ /‬وهللا العظيم يا شاكر اما‬
‫مشيت انت من هنا لكون مصوته واقولهم عايز‬
‫يبيعلي حرنكش بالعافية‬
‫جن جنون شاكر واخذ يدفع الباب وهو يصرخ‬
‫‪ /‬هقتلك با شادية هقتلك‬
‫ضحكت شادية بشدة ثم وبحركة سريعة ابتعدت‬
‫عن الباب فسقط شاكر أرضا بعنف بيننا هى‬
‫ضحكت بشده وهى تركض بسرعه وتصرخ ‪/‬‬
‫الواقعة دي بتفكرني بحاجه كده‬
‫ثم ضحكت بصخب ‪ /‬آه صح دي وقعة‬
‫الحرنكش‬
‫ثم ركضت على وهى تضحك بصخب ثم وصلت‬
‫لشقة سليم وأخذت تطرق الباب بعنف ففتحت‬
‫مريم بتذمر وهى تقول ‪ /‬ايه يا شادية م‬
‫لم تكمل بسبب دفع شاديه لها بسرعه للداخل‬
‫وإغالقها للباب وهى تتنفس بعنف بينما وصل‬
‫لهم صراخ شاكر من األسفل ‪ /‬هتروحي مني‬
‫فين يا شادية ماشي انا وانتي والزمن طويل‬
‫وكالمي مش معاكي كالمي مع الحاج فرج‬
‫اياكش تالقي حد يلمك ونخلص‬
‫ثم هبط وخرج من العمارة وهو يعدل ثيابه‬
‫بغضب ويخرج هاتفه ويجري مكالمة انتظر‬
‫قليال حتى سمع الرد ‪ /‬الو حاج فرج‬

‫نظرت مريم لشادية بتعجب ‪ /‬حصل ايه على‬


‫الصبح كده‬
‫ضحكت شادية وهى تجلس وتمسك ظهرها‬
‫بوجع ‪ /‬شوفتي قليل الرباية معملش حساب‬
‫السن وجراني العمارة كلها‬
‫ثم نظرت لمريم التي مازالت تنظر لها بتعجب‬
‫وصرخت ‪ /‬روحي يابت هاتي كوباية مايه‬
‫نفسي اتقطع من بتاع الحرنكش ده‬
‫ضحكت مريم بشده وقد علمت سبب غضب‬
‫شاكر البد انه غاضب بسبب معرفته بأن شادية‬
‫أخبرت الجميع بحكايته‬
‫اتجهت مريم للمطبخ وهى تهز رأسها بيأس ‪/‬‬
‫طب لو كده خليكي معايا كده كده ماما مش‬
‫لم تكمل كلمتها بسبب اصطدامها بالجدار فارتد‬
‫جسدها للخلف بعنف وسقطت أرضا وهى تقول‬
‫بتعب ‪ /‬مش عارف ايه الحيطان اللي بتطلع في‬
‫وشي دي‪ ،‬بنوها امتى دي‬
‫شادية وهى تنهض وتتجه لمريم ثم انحنت‬
‫وهى تضحك ‪ /‬ياشيخه الواحد يبقى ماشي في‬
‫امان هللا يالقي حيطة طلعت في وشه مره‬
‫واحده‬
‫كان يقف وهو يستند لسيارته وينفث دخان‬
‫سيجارته بكل برود يمتلكه ثم ابتسم بكل‬
‫سخرية وهو يجدها تخرج من جامعتها وعندما‬
‫تالقت األعين دار حوار صامت بينهم حتى‬
‫ابعدت هى نظرها عنه وزادت من سرعتها‬
‫فألقى هو سيجارته أرضا وهو يركض لها‬
‫ويجذب يدها بكل جمود واتجه بها للسيارة‬
‫بينما هى تحاول نزع يدها منه وهو ال يأبه لها‬
‫ولو بمقدار صغير حتى‬
‫وصل للسيارة والقاها بها ثم صعد بجانبها‬
‫وأغلق السيارة قبل أن تهبط ونظر لها بسخرية‬
‫وقال‪ /‬الحلو رايح فين‬
‫نظرت له الفتاة باشمئزاز ثم قالت وبكل وقاحة‬
‫‪ /‬عند امك‬
‫ابتسم شامل بشده ونظر من النافذه بجوارة‬
‫وفي ثواني كان يستدير وهو يصفعها بكل قوة‬
‫ثم مد يده وامسكها من شعرها وجذبها بعنف‬
‫وهو يقول ‪/‬اسمعي ياروح امك لو على قلة‬
‫األدب مفيش اكتر منها فاحترمي نفسك معايا‬
‫عشان متطلعيش الوحش جوايا‬
‫نظرت له الفتاه وهى تحاول إخفاء ألمها ‪/‬‬
‫اوحش من الخلقة دي؟؟ ما اظنش فيه اوحش‬
‫من كده الصراحة‬
‫اقترب شامل منها وانفاسه تضرب وجهها‬
‫فانكمشت مالمحها بتقزز بينما همس لها شامل‬
‫‪/‬هحاول اني ابقى جان ومحترم معاكي آلخر‬
‫لحظة ها بقى ياقمر فكرتي في العرض اللي‬
‫قولت ليكي عليه‪ ،‬ها موافقة؟؟‬
‫ابتسمت له ثم ردت عليه بتحدي ‪/‬برضو عند‬
‫امك اسفه قصدي عند مامتك عشان‬
‫متتقمصش‬
‫ترك شامل شعرها بكل برود ثم نظر امامه‬
‫وقال ‪ /‬انزلي‬
‫نظرت له بتعجب وريبة حتى سمعت صراخه‬
‫بعنف ‪ /‬بقولك انزلي‬
‫هبطت بسرعه من السيارة وهى تحاول أن‬
‫تخفي رعبها بينما نظر هو لها بشر وقال ‪/‬‬
‫لسة االيام جاية يا حسناء ووشي ده هتشوفيه‬
‫تآني كتير اوي‬
‫حسناء وبكل سخرية تمتلكها ‪ /‬هبقى اقرأ‬
‫األذكار والمعوذتين اياكش تنحرق‬
‫ابتسم لها وقال ‪ /‬تمام اتمنى يفضل دمك خفيف‬
‫بعد الجواز برضو عشان مش بحب الست‬
‫النكدية‬
‫ثم غمز لها وانطلق بسيارته بينما هى نظرت‬
‫الثره وبصقت بكره ‪ /‬راجل و*****‬
‫تنفست بعنف وهى تقول ‪ /‬وهللا الوريك يا‬
‫شامل يا شريف‬
‫ثم وضعت يدها على خدها وهى تتذكر صفعته‬
‫‪ /‬مردوده يا عرة الرجالة مردوده يا باشا‬
‫اتفووور على اشكالك‬
‫نظر ادهم لكريم بتعجب فابتسم كريم وهو يهز‬
‫رأسه بعدم تصديق ويضع هاتفه امام أعين‬
‫ادهم التي جحظت بصدمه وقال كريم ‪ /‬مش‬
‫بقولك ال تأتي فرادى‬
‫نظر ادهم للهاتف جيدا ثم ابتسم بخبث فقال‬
‫شادي بعدما رأى تلك الرسالة وايضا رأى‬
‫نظره ادهم ‪ /‬اوعى تكون هتعمل اللي في بالي‬
‫هز ادهم رأسه ببسمة ثم قال لكريم ‪ /‬اعرفلي‬
‫بالضبط عنوان بيت الشريف الزم نروح زيارة‬
‫ليهم برضو‬
‫ارجع سليم شعره للخلف وقال بعدم فهم ‪ /‬انت‬
‫غبي ياال ده واحد بعتلك رسالة تهديد وقالك‬
‫بطل تدور ورا عيلة الشريف عشان في االخر‬
‫هتندم وأم عيلة الشريف لو عرفوا اللي بتفكر‬
‫تعمله هينسفوك انت وكل اللي معاك دول‬
‫وصلوا لكريم يعني عرفوا انه اخترق حساباتهم‬
‫تيجي تقولي احنا اللي هنروح برجلينا‬
‫كريم وهو ينظر لسليم بتعجب ‪ /‬ال معرفش اني‬
‫اللي اخترقت الحساب الن ده مش هيظهر ليه‬
‫وحتى لو عنده الخبرة الالزمة مش هيعرف‬
‫يوصل ليا الني مأمن نفسي بس السؤال ازاى‬
‫وصل ليا وليه انا بالذات اللي اتبعت ليا الرسالة‬
‫دي‬
‫نظر لهم ادهم ببسمة باردة وقال ردا على تذمر‬
‫سليم ‪ /‬ومين قال احنا؟؟ انا بس اللي هروح‬
‫ابتسم سليم له ثم قال وهو يخرج من الشقه‬
‫بنفاذ صبر ‪/‬حاضر يا ادهم حاضر ابقى وريني‬
‫رجلك هتخطي برة العمارة لوحدك ازاى حتى‬
‫لو وصلت اسيب الشغل وأفضل قاعدلك قدام‬
‫باب العمارة هعملها يا ادهم‬
‫ادهم وهو يتحدث ببسمة ‪/‬أنا الكبير يا سليم‬
‫ياحبيبي‬
‫سليم من الخارج بصوت عالي ‪ /‬على نفسك يا‬
‫ألفي‪ ،‬على نفسك يا حبيبي‬
‫نظر شادي الدهم بحاجب مرفوع فقال ادهم‬
‫بتعجب لنظراته ‪/‬ايه؟؟‬
‫شادي وهو يقترب منه ويهمس له ‪ /‬هى البت‬
‫ام فتحي قالتلك حاجه‬
‫ام فتحي وهى تستمع له ثم قالت بغيظ ‪ /‬البت‬
‫ام فتحي صحيح ما هو مبقاش فيه احترام‬
‫خالص بقى فيه بجاحة وقله ادب على آخره‬
‫الزمن عيل شادي يقولي يابت‬
‫ضحك ادهم بشده عليها وقال لشادي ‪ /‬ليه‬
‫يعني؟‬
‫شادي وهو يبتسم له ‪ /‬أصل من شوية كنت‬
‫عمال تعيط وال كأن حد مات لك ودلوقتي‬
‫ماشاء هللا نازل أوامر وضحك وال كأنك شوفت‬
‫مصيبه من شويه‬
‫ثم نظر بقلق الدهم وتحدث ‪ /‬اسمع ياض‬
‫رجلي على رجلك سامع ان شاء هللا تروح اخر‬
‫الدنيا انا بقولك اهو‬
‫ثم خرج وهو يقول ‪ /‬هروح اريح شوية عشان‬
‫ميت بقى‬
‫نظر كريم له ثم عاد بنظره الدهم وقال بهدوء‬
‫وهو يتنهد بتعب ‪ /‬متأكد من قرارك يا ادهم‬
‫الناس دي شكلها مش سهلة‬
‫ام فتحي بتعجب ‪ /‬ناس مين؟؟ قصده عيلتي؟‬
‫هو احنا طلعنا قتالين قتله وال إيه؟؟‬
‫نظر لها ادهم وكاد يجيب فمنعته بسرعه وهى‬
‫تقول بصدمه ‪ /‬متقولش ال متقولش طلعوا‬
‫فاتحين دعارة وكانوا عايزين يشغلوني معاهم‬
‫فأنا انتفضت وهربت عشان انقذ نفسي منهم‬
‫نظر لها ادهم وهو يتشنج بغباء ثم قال بنفاذ‬
‫صبر ‪ /‬انتفضتي مين بس ده لو كالمك بجد‬
‫كانوا مسكوكي فرع االستقبال مش هيالقوا‬
‫واحده تدلع الزباين زيك‬
‫ضحكت ام فتحي بغباء‪ /‬فعال خصوصا الزباين‬
‫اللي بينتموا لفرع الحلويات الغربي وال‬
‫قاطعها ادهم وهو يدفعها من وجهها ‪ /‬ياشيخه‬
‫بقى اسكتي اسكتي‬
‫ضحك كريم بشده ثم قال ‪/‬طب اسيبك مع‬
‫عفاريتك وهروح اريح شوية ولما اصحى‬
‫هاجي ليك نشوف اللي هنعمله وحكاية الرسالة‬
‫دي‬
‫ثم خرج وأغلق باب الشقة خلفه وكاد يصعد‬
‫ولكن توقف فجأه على الدرج وهو يستند على‬
‫الدرابزين ويميل برأسه وهو ينظر بغباء لما‬
‫يحدث ويهمس‪ /‬يا حالوة يا والد‬
‫ابعد ادهم نظره من على الباب بعدما غادر‬
‫كريم ثم نظر وجد ام فتحي تجلس علىاالريكة‬
‫وهى ترفع طرف شفتيها بتشنج واضح فقال‬
‫بتعجب ‪/‬ايه؟؟‬
‫تحدثت وهى تضحك بسخرية ‪ /‬أنا برضو اللي‬
‫ايه؟؟ وال انت؟؟ يعني بعد ما كنت عمال تبكي‬
‫وعامل فيلم رد قلبي مرة واحده قومت تهزر‬
‫وتتكلم عادي وال كأن كان فيه حاجه‬
‫ثم اقتربت منه وهى تحاول أن تشتم اى شئ‬
‫مريب كما فعل معها في أول لقاء لهم ‪ /‬انت‬
‫شارب حاجه ياض‬
‫حاول ادهم ان يكتم ضحكته وهو يعلم انها‬
‫تقلده فهز رأسه برفض فقالت هى ‪ /‬اقطع‬
‫دراعي اما كانش صنف فاسد‬
‫ثم قالت بصوت عالي ‪ /‬يا شادية انتي يا شادية‬
‫تعالي شوفي البالوي دي ياختي‬
‫هنا ولم يتمكن ادهم من كبت ضحكاته اكثر‬
‫فسقط أرضا وهو يضحك على تمثيلها لدروه‬
‫عندما نادى الممرض ليأخذها‬
‫نظرت له ان فتحي وهى تبتسم بحنان وهو‬
‫يزداد في الضحك‬
‫ثم نظر لها وهى تجلس على االريكة وتبتسم له‬
‫بسمة صادقة فعلم انها تفعل ذلك لتخرجه من‬
‫حزنه فنهض وهو يتمالك نفسه ويجلس على‬
‫االريكه ثم قال ببسمة ‪ /‬شكرا‬
‫نظرت له بتعجب فاكمل هو بعشق ‪ /‬شكرا النك‬
‫في حياتي‬
‫ابتسمت له بحب وهزت رأسها ثم قالت مغيرة‬
‫المرضوع ‪ /‬صحيح لسه نفس الحلم بيجيك‬
‫شرد ادهم قليال في ذلك الحلم الذي يراوده منذ‬
‫تلك الحادثه التي دحل على اثرها للمشفى حلم‬
‫المرأة تضرب طفل ويسقط ذلك الطفل أرضا‬
‫وهو يبكي بعنف ويد أخرى لشخص غير‬
‫واضح تأتي وتنتشل ذلك الطفل وتضمه بحنان‬
‫وتقبله وتظل تهمس له انه معه ولالبد سيظل‬
‫بجواره‬
‫وحلم اخر لنفس الطفل مع نفس الشخص الذي‬
‫كان يضمه وهو يمد يده اليه بحصان خشبي‬
‫مصنوع بإتقان وبطريقه تدل على احتراف‬
‫صانعه ءنقوش عليه بعد األحرف‬
‫ولم ينفك هذا الحلم في مطاردته حتى ُخيل اليه‬
‫انه يشعر به في يقظته‪ ،‬ال يعلم حقا ما هذا‬
‫الحلم ومن هذا الطفل وذلك الشخص مع هل‬
‫هى مجرد ذكريات له وهذا الطفل يكون هو ام‬
‫مجرد حلم مجازي يعبر عن دخول ام فتحي‬
‫لحياته وانتشاله من أحزانه ال يعلم حقا أصبح‬
‫هذا الحلم يؤرق نومه دائما‬
‫خرج من شروده على صوت تذمر ام فتحي‬
‫فنظر لها بتعجب وهو يقول ‪ /‬ها؟؟ قولتي‬
‫ايه؟؟‬
‫نظرت له بضيق وقالت وهى تربع يدها ‪ /‬قولت‬
‫القلب اشتكى من قلة الهشتكة يا عديم النظر‬
‫انت‬
‫ضيق ما بين حاحبيه بتعجب وهو ال يفهم‬
‫مرادها فوضحت هى بغيظ ‪ /‬يعني عايزه دلع يا‬
‫خويا ابغي دلع يعني مثال تقولي انتي ادماني‬
‫اللي مش عايز اتعالج منه او تقولي انتي ذنبي‬
‫اللي مش عايز اتوب منه وكده يعني‬
‫ادهم وهو يفتح فمه وعينه بصدمه ثم يتحدث‬
‫وهو يضربها على رقبتها ‪ /‬ال ال ام فتحي انت‬
‫جرالك ايه هتكفري وال إيه‪ ،‬يعني إيه ذنب مش‬
‫عايز اتوب منه‪ ،‬هدخل النار عشانك وال إيه يا‬
‫معفنة انتي‬
‫ثم ضربها مجددا ‪ /‬ال صحصحي كده وارجعي‬
‫الصلك يا ام فتحي‪ ،‬طلعي العربجي اللي‬
‫جواكي‬
‫ضربته ام فتحي بغيظ وبقوة على رقبته ‪/‬‬
‫تصدق باهلل انت حالل فيك النكد يا أخ نيلي‬
‫كريم انت جاتك البلى يا فصيل‬
‫ثم ربعت يدها بحنق وهى تنظر بعيدا عنه‬
‫وتتمتم بتذمر بينما هو يبتسم بشده عليها ثم‬
‫قال ‪ /‬طب خالص متتقمصيش كده‪ ،‬طب بحبك‬
‫يا بجرة‬
‫حاولت ام فتحي ان تكتم ضحكتها واصطنعت‬
‫انها ال تهتم لما يقول وأكملت في غضبها بينما‬
‫هو همس لها بحنان ‪ /‬يا احلى بجرة في زريبة‬
‫حياتي‬
‫ابتسم ان فتحي واصطنعت الخجل وقالت ‪/‬‬
‫رومانسيتك دي نقطة ضعفي اقسم باهلل‬
‫ثم نظرت له وهى ترمش بسرعه وتقول ‪/‬‬
‫قولي يا ادهم بتحبني قد ايه‬
‫ضحك ادهم بشده على تعبيرات وجهها وهى‬
‫تتحدث اليه بينما هى ابتسمت له وقالت ‪ /‬طب‬
‫عايزين حاجه نعملها بدل الزهق دي‬
‫ابتسم ادهم وقال وهو ينهض ‪ /‬هدخل اغير‬
‫هدومي ونروح المستشفى نطمن عليكي‬
‫ونتسلى هناك وكمان عشان طولنا آوي في‬
‫الغياب وانا مبقتش طايق الخنقة دي‬
‫ابتسمت وهى تصفق ثم قالت ببسمة خبيثة ‪/‬‬
‫وهللا اشتقنالك يا سامي‬
‫ركض زين على الدرج بسرعه وفزعه وهو‬
‫يسمع صوت انفجارات في المنزل وكأن هناك‬
‫غارة تتم على منزله كان يهبط دون أن يرتدي‬
‫ثيابه فقط يرتدي بجامته ومازال شعره مشعث‬
‫ويحمل مسدسه بسرعه ويركض جهه ذلك‬
‫الصوت الذي ايقظه من نومه بفزع حتى وصل‬
‫وهو يتخذ وضعه ثم مد رأسه قليال فوجد خيال‬
‫اسود يتحرك خلف التلفاز العمالق الخاص بهم‬
‫فخرح بسرعه وهو يصرخ بعنف ‪ /‬اخرج من‬
‫عنده وارمي اى اسلحه معاك واى مقاومه منك‬
‫هعتبرها دعوه عشان افرغ حزنتي في‪....‬‬
‫صمت وهو يتشنج بعدم تصديق ثم اكمل ‪/‬‬
‫راسك‬
‫انزل سالحه وهو ينظر لوالده ويمسح وجهه‬
‫ويحاول ان يهدأ ثم قال ‪ /‬عملت ايه يا عزيز‬
‫تحدث عزيز الذي كان وجهه اسود بسبب عبثه‬
‫بالتلفزيون وانفجاره بوجهه ‪ /‬كله بسببك انت‬
‫يا عاق عشان قولتك عايز خدامة وانت تقولي‬
‫ال كنت هموت بسبب تحكماتك دي‬
‫تحدث زين بغباء ‪ /‬خدامه ايه!؟؟ ايه عالقتها‬
‫باللي انت بتعمله ده‬
‫عزيز بحده وهو يتحرك له وكان يرتدي‬
‫بجامته التي يوجد عليها رسومات كرتون ‪ /‬ما‬
‫هو يا استاذ لو كان فيه خدامه اكيد لما كنت‬
‫هنادي عليها كانت هتيجي بسرعه وتلحقني‬
‫قبل ما التلفزيون يفرقع في وشي مش زيك‬
‫هموت وانت نايم وال بالك‬
‫نظر زين وهو ال يعرف هل يضحك ام يبكي‪/‬‬
‫اهدي بس بميكي ماوس اللي البسه ده‬
‫وفهمني ايه اللي حصل‬
‫كاد عزيز يتحدث فاوقفه زين بيده ‪ /‬وقبل ما‬
‫تتكلم مش هجيب خدامة يا عزيز فريح نفسك‬
‫زفر عزيز بغيظ وتركه ورحل وهو يتمتم بغيظ‬
‫‪ /‬وهللا ده ظلم هو مين اللي الكبير هنا انا عايز‬
‫اعرف اشمعنا عمك فؤاد عنده خدامه بتلبس‬
‫جيبه قصيره وبتقوله أوامرك يابيه‬
‫نظر زيت لوالده الذي تركه وصعد لغرفته‬
‫بتذمر كطفل رفضت والدته تحضر له لعبته‬
‫وكاد يلحق به لوال سماعه لرنين هاتفه قصعد‬
‫سريعا وهو يتمتم بغيظ على والده وامسك‬
‫هاتفه ولكن سرعان ما ظهرت بسمه خبيثه‬
‫تزين وجهه ثم أجاب وهو يقول ببرودة ‪ /‬تؤتؤ‬
‫بتكلمني بنفسك يا راجل ده التليفون كان‬
‫بيزغرط مش بيرن‬
‫سمع الطرف اآلخر يتحدث فابتسم ببرود ‪ /‬تمام‬
‫ساعة واكون موجود‬
‫نظر مؤنس لشامل وهو يقول له ‪ /‬جاهز؟؟‬
‫ابتسم له شامل بشر وقال ‪ /‬عمري ما كنت‬
‫جاهز كده واخيرا بنت ال**** هتقع في أيدي‬
‫ووقتها مش هرحمها‬
‫ابتسم له مؤنس بسخريه ثم قال بكل برود وهو‬
‫يخرج هاتفه ‪ /‬بتتكلم على اساس ان غبائك‬
‫مش هو اللي وصلنا لكده‬
‫نظر له شامل بشر وكاد يجيب لوال دخول فادي‬
‫وهو يضحك بطريقه مقززة فكرمش مؤنس‬
‫مالمحه بقرف وقال لشامل وهو يخرج ‪ /‬شوف‬
‫الزفت ده ارميه في اوضته وحصلني خلينا‬
‫نخلص من حوار بنت عمك‬
‫نظر شامل له بحنق ولم يجيب بسبب خروج‬
‫مؤنس‬
‫اتجه شامل لفادي الذي كان يتخبط في األشياء‬
‫سكر فامسكه شامل بشر‬ ‫وهو يغني بتيه و ُ‬
‫وجره خلفه وهو يحاول اال يتقيئ من رائحة‬
‫الخمر التي تملؤه‬
‫نظر فادي لشامل وقال بتيه شديد ‪/‬هو أنا لو‬
‫ضربتك بالقلم دلوقتي هيحصل حاجه‬
‫نظر له شامل بشر وهمس وهو يجذبه بعنف‬
‫على الدرج ‪ /‬ال مش هيحصل حاجه هقطع ايدك‬
‫وارميها للكالب مش اكتر‬
‫تأوه فادي وهو يصطدم بالدرج ثم نظر لشامل‬
‫وهو يفتح باب غرفته وقال بضحك ‪ /‬انتم‬
‫رايحين تجيبوها صح؟‬
‫نظر شامل له بسخريه ‪ /‬آه يا خويا رايحين‬
‫نجيبها وياريت تبعد عنها مش ناقصين قرفك‬
‫هو بالش تطلع عقدك عليها‬
‫القاه شامل على الفراش فضحك فادي بصخب‬
‫وهو يصفق كالمجنون ‪ /‬أنا برضو اللي بطلع‬
‫عقدي عليها وانت بقى بتعمل ايه بتطبطب طب‬
‫انا اخري ازعق فيها او اضربها قلم خفيف كده‬
‫إنما أنت اللي كنت بتصبحها بعلقه وتمسيها‬
‫بعلقه‬
‫نظر له شامل بغموض ثم ابتسم وقال ‪ /‬طب‬
‫أخرس شويه البوك يسمعك او الزفته سارة‬
‫وتحصلنا مصيبة بسببك وبسبب قرفك ابوك لو‬
‫عرف حركاتك الزبالة اللي كنت بتعملها مع‬
‫بنت عمك مش هيرحمك متفتكرش عشان نايم‬
‫في سريره يبقى ايده مش طايلة ال اصحي ده‬
‫الشريف الكبير يعني لو عاز بس هيفرمنا كلنا‬
‫واولنا مؤنس اللي بيستعبدنا ده وشايف نفسه‬
‫الكل في الكل عند ابوك بيقلب فرخة بلدي انت‬
‫فاهم‬
‫هز فادي رأسه بعدم اهتمام ثم اغمض عينه‬
‫بتعب وراح في نوم عميق ابتسم شامل‬
‫بسخريه فهذه عادة أخيه المدلل الفاسد طوال‬
‫الليل يسهر ويشرب ثم يأتي صباحا يتخبط في‬
‫الجميع حتى يسقط على الفراش‬
‫ضعيف وهزيل هذا هو ما عليه فادي لذا لم‬
‫يقلق شامل بشأنه يوما فدائما ما كان الحلقة‬
‫الضعيفه بهم ولكن مازالت تلك النقطة السوداء‬
‫في حياة فادي تقلقه وهى تلك الفتاة حسناء‬
‫التي تدور حول اخيه وتقلب حياته رأسا على‬
‫عقب حاول أن يرشيها وحاول ان يهددها‬
‫وحتى ان يغريها بالزواج منه ليبعدها عن أخيه‬
‫األحمق ولكن هيهات فقد التصقت بأخيه‬
‫كالعلقة وهذا األحمق فادي ينخدع بها دائما‬
‫اغمض عينه بغضب وتذكر اهانة حسناء له‬
‫عندما كان ينتظرها امام الجامعه وهمس‬
‫بفحيح ‪ /‬وماله اخلص بس إللي في أيدي‬
‫ووقتها هوديكي عند امي‬
‫كان كريم يقف امام شقة ادهم وهو ينظر للدرج‬
‫الذي فوقه حيث تقف مريم بجانب شادية‬
‫وتنظر لألسفل تحدث ذلك الشاب الذي يقف في‬
‫منتصف الدور األرضي من المنزل وينظر لها‬
‫لألعلى ويحدثها وضع كريم يده على خده‬
‫بسخريه وهو يقول ‪ /‬يا حالوة يا والد‬
‫تحدث الشاب من األسفل ببسمة لطيفه ‪ /‬اسف‬
‫وهللا يا مريم اخر مره بس عرفت انك محتاجه‬
‫المرجع ده ضروري فقلبت عليه الدنيا وجبته‬
‫ِ‬
‫ليكي‬
‫مصمص كريم شفتيه بتأثر ‪ /‬راجل يابني‬
‫تحدثت مريم من األعلى فنقل كريم نظره لها‬
‫وهى تقول بخجل وبسمة جعلت كريم يعض‬
‫على شفتيه بغضب ‪ /‬تعبتك معايا يا إسالم وهللا‬
‫مكنش له لزوم انا كنت هتصرف‬
‫تحدث اسالم ببسمة ‪ /‬ازاى بس يا مريم تعب‬
‫ايه اللي بتقولي عليه ده اتفضلي انزلي يال‬
‫خدي المرجع‬
‫شعر اسالم بيد تمسكه كتفه بحده من الخلف‬
‫وهو يقول ‪ /‬ومش عيب برضو تنزل هى تاخده‬
‫متطلع انت ليها احسن‬
‫نظر الشاب خلفه وقال بغباء ‪ /‬هو ينفع‬
‫اطلع؟؟‬
‫قال سليم والذي صدم مما يرى عندما دخل‬
‫للعمارة ‪ /‬أمال أمال متتكسفش يا راجل ده انت‬
‫جاى لحد الحارة ودخلت العمارة وبتكلمها‬
‫عادي من ورا البأف اخوها جات يعني على‬
‫انك تطلع ليها‬
‫نظر له اسالم بتعجب ولم يكد يتحدث حتى كان‬
‫كريم يهبط بعنف وهو يحاول االنقضاض عليه‬
‫لوال شادي الذي هبط سريعا عندما نادته‬
‫شادية‬
‫تحدث كريم من بغضب ‪ /‬سيبني يا شادي هو‬
‫أنا هقتله سيبني يا جدع بقى‬
‫نظر شادي له وهمس ‪ /‬يا عم كفايه عليه سليم‬
‫ده شويه وهيحرقه بعينه‬
‫نظر كريم لسليم الذي كان يضغط على كتف‬
‫الشاب بغضب شديد ‪ /‬ولو ولو ده جاى لغاية‬
‫هنا البجح وبيكلمها بحنان‬
‫ثم نظر لشادي وقال بنبره تحسر ‪ /‬ده بيقولها‬
‫يا مريم عادي يا شادي‬
‫شادي بغباء ‪ /‬أمال يقولها ايه‬
‫كريم بغضب وهو يحاول الفكاك ‪ /‬سيبني وانا‬
‫هقوله يقولها ايه سيبني بس‬
‫زفر سليم بنفاذ صبر وهو يبتعد عن الشاب‬
‫ويجذب كريم معه للدرج ويقول لذلك الشاب‬
‫الذي ال يفهم شئ من هذا البيت الملئ‬
‫بالمجانين كما يرى ‪ /‬اتمنى حضرتك متغلطش‬
‫غلطة زى دي تاني البيت ده ليه راجل تقدر‬
‫تستأذن منه قبل ما تيجي مش تكية هى‬
‫نظر الشاب لهم بتعجب ‪ /‬هو حضرتك مكبر‬
‫الموضوع كده ليه ده مجرد كتاب كنت بجيبه‬
‫نظر لهم كريم بجنون ‪ /‬اهو شوفت طلع مش‬
‫محترم ارفضه يا سليم ارفضه دلوقتي اهو‬
‫ارفضه‬
‫نظر له سليم وزفر بضيق من جنون صديقه‬
‫وهمس له ‪ /‬أخرس يا غبي هفهمك بعدين‬
‫كريم بجنون وهو ينظر لمريم التي تنظر من‬
‫األعلى بريبة ‪ /‬مش هخرس غير لما يمشي من‬
‫هنا وترمي دبلته في وشه‬
‫دفعه سليم بغيظ ‪ /‬دبلة مين يا متخلف هو حتى‬
‫لسه أتقدم‬
‫ثم تركه وصعده على الدرج وهو يقول‬
‫بسخريه ‪ /‬وقال عبقري قال ده انت عقلك وال‬
‫عيل في حضانه شاف صاحبته بتكلم ولد غيره‬
‫نظر كريم بتذمر لشادي وقال ‪ /‬سامع يا شادي‬
‫بيقول ايه‬
‫لم يكد يتحدث شادي حتى شهق الجميع بفزع‬
‫وهم يرون ماء كثير ينهمر من األعلى ويسقط‬
‫على ذلك الشاب اسالم‬
‫نظر الجميع ألعلى وفجأه صدحت ضحكه كريم‬
‫وهو يصفر ويقول بصوت عالي ‪ /‬وهللا آنتي ما‬
‫في منك وهللا لو ينفع الطلع احضنك دلوقتي‬
‫غمزت له براءة ثم قالت السالم الذي كان‬
‫مازال يفتح عينه وفمه بصدمه ‪ /‬ال مؤاخذه يا‬
‫باشا ماخدتش بالي‬
‫نظر سليم لألعلى بغيظ وهو يعلم ما تفعله‬
‫براءه فهمت براءة نظراته فقالت بحنق ‪/‬‬
‫بتبصلي كده ليه‪ ،‬ايه الجو حر وكنت برش‬
‫شوية مايه هعرف منين ان فيه حد واقف تحت‬
‫هشم على ضهر ايدي وال إيه‬
‫لم تكد تنتهي من حديثها حتى سمع الجميع‬
‫بالخارج صوت اهتزاز األشجار وتحرك األشياء‬
‫بفعل الرياح ثم صوت قطرات المطر تتساقط‬
‫نظرت براءة للخارج بغباء وهى تقول ‪ /‬ايه‬
‫الصوت ده‬
‫سليم بسخريه الذعه ‪ /‬ده صوت الحر يا ختي‬
‫ثم نظر لألسفل وقال ‪ /‬بعتذر يا استاذ إسالم‬
‫عن اللي حصل‬
‫ابتسم اسالم له وقال وهو يحاول ان ينفض‬
‫ثيابه ‪ /‬ال وال يهمك يا دكتور سليم الغلط غلطي‬
‫فعال اني جيت من غير ميعاد بس عموما انا‬
‫هجيب اهلي واجي بكره زى ما اتفقنا‬
‫كريم ببسمة باردة ‪ /‬بكره عندنا غسيل فرش‬
‫ومش فاضين‬
‫ضربه شادي بغيظ فنظر له كريم وهو يدعي‬
‫البراءة ‪ /‬ايه دي هاجر اللي قالتلي انها هتغسل‬
‫بكره وعايزة مريم معاها‬
‫تحدثت براءة من األعلى ‪ /‬خالص يا كيمو انا‬
‫هساعد هاجر خليه هو يجي ينور‬
‫نظر لها كريم بحنق ولكن غمزت هى له‬
‫فابتسم‬
‫في نفس الوقت خرج ادهم من شقته وهو ينظر‬
‫لهم ببرود ويقول ‪ /‬خير ايه المصيبه الجديدة‬
‫ثم الحظ وجود اسالم فقال وهو يشير له ‪ /‬ده‬
‫عضو جديد وال ضحية جديدة‬
‫كريم ببسمة مخيفة ‪ /‬جثة جديدة‬
‫ضحك ادهم وهو يهبط ويعدل ثيابه ‪ /‬طيب‬
‫هروح انا المستشفى شوية اشوفكم بليل عشان‬
‫عايزكم في موضوع كده‬
‫ثم نظر لسليم وقال ‪ /‬متنساش يا سليم موضوع‬
‫احمد انت وكريم عايز بليل اعرف كل حاجه‬
‫هز سليم رأسه فتركهم ادهم وخرج من‬
‫العمارة‬
‫بينما تحدث كريم ببسمة ‪ /‬خالص يا جماعه يال‬
‫كل واحد لشقته خلصنا المولد يال‬
‫ثم اتجه للشاب ونزع الكتاب منه وقال ببسمة‬
‫مصطنعة ‪ /‬تعبناك معانا يا غالي ربنا يجعلها‬
‫آخر خدماتك يارب‬
‫ثم صعد وخلفه شادي الذي ابتسم للشاب‬
‫وكذلك سليم‬
‫رحل اسالم وهو يضرب كف بكف‬
‫وصل كريم امام مريم ووضع الكتاب بعنف في‬
‫يدها وقال ‪ /‬بت انتي لو عوزتي كتاب تآني‬
‫قوليلي حتى لو مش موجود في مصر هنجحك‬
‫في الماده وخالص سامعه‬
‫ثم تركها وصعد بينما دخل سليم لشقتهم وهو‬
‫ينظر لها بترقب فلحقت به وهى تبتلع ريقها‬
‫بينما هبطت شاديه سريعا ودخلت مع شادي‬
‫الذي كان يتمتم بغيظ ‪ /‬شكلها مفيهاش نوم‬
‫انهاردة هغير وانزل لعوض‬
‫تحرك ادهم مع ام فتحي التي كانت تنظر‬
‫للسماء ببسمة ‪ /‬شكلها هتنطر يا ادهم‬
‫نظر لها ادهم بغباء ‪/‬بتنطر‪،‬اسمها بتنطر‬
‫هزت رأسها بايجاب وهى تنظر له بتعجب‬
‫لسؤاله‬
‫قال ادهم وهو يتجه لموقف السيارات الذي يقع‬
‫على أول الحارة ‪ /‬ولما نيجي نتكلم نقول‬
‫النطرة بتنطر‬
‫هزت رأسها بايجاب فضحك ادهم بصخب ‪ /‬ده‬
‫انتي اللغه العربية بتبكي في الزاوية منك‬
‫اركبي ياختي اركبي‬
‫فجأه أدرك ادهم انه تحدث بصوت عالي‬
‫والجميع ينظر له بتعجب وتوقف الرجل الذي‬
‫كان ينادي على اسم المكان والجميع ينظر له‬
‫بغباء فقال ادهم ببسمة غبيه ‪ /‬ال دي البركة‪،‬‬
‫أصل أنا متعود كل ما اركب عربيه الزم البركة‬
‫ترافقني في طريقي فبقولها اركبي اركبي‬
‫همهم الجميع بغباء وعاد كل شخص لما كان‬
‫يفعل بينما نظر ادهم الم فتحي بحنق فضحكت‬
‫بشده ‪ /‬أنا ذنبي ايه طيب بتبصلي كده ليه‬
‫زفر ادهم بضيق ونظر امامه فتحدثت ام فتحي‬
‫بجديه مضحكه ‪ /‬ال ولد اوعى في يوم تنفخ في‬
‫وش البركه انت فاهم كده تزول من وشك‬
‫كتم ادهم ضحكته عليها طوال الطريق حتى‬
‫وصلوا للمشفى فدخل ادهم والذي ما ان خطت‬
‫قدمه المشفى ابتسم بحنين وفتح ذراعه‬
‫واغمض عينه ببسمه ‪/‬يااااه وحشتني اوي كل‬
‫حاجه وحشتني فيها حتى سامي‬
‫جاء صوت من بعيد وهو يقول ‪ /‬يا دكتور ادهم‬
‫ههههههه يا دكتور ادهم هههههههه‬
‫ابتسم ادهم وهو مازال يغمض عينه ‪ /‬ياااه ده‬
‫انا حتى لسه سامع صوته في ودني وهو‬
‫بيناديني‬
‫ضحكت ام فتحي بشده ثم ضربته على كتفه ‪/‬‬
‫ال هو فعال بيناديك‬
‫انمحت ابتسامة ادهم وفتح عينه بضيق وقال ‪/‬‬
‫ربنا يستر‬
‫وصل سامي له وهو يتنفس بعنف بسبب‬
‫ركضه في الممر ‪ /‬دكتور ادهم هههههههه انت‬
‫رجعت ههههههههههه ده انت هتتنفخ شغل‬
‫ههههههه‬
‫نظر ادهم الم فتحي ثم قال بتذمر ‪/‬غيرت رأيي‬
‫هرجع البيت اقلي ليا بيضتين وانام‬
‫وكاد يذهب لوال سامي الذي جذبه بسرعه ‪/‬‬
‫ههههه رايح فين هههههه ده الدكتور عزمي‬
‫امر تروح ليه اول ما ترجع ههههههههه ده‬
‫انت هتتسحل شغل هههههههههه خصوصا مع‬
‫الدكاتره الجداد‬
‫كرمش ادهم مالمحه بتعجب وقال ‪ /‬أنا عايز‬
‫افهم هى احزاني بتضحكك في إيه وبعدين ايه‬
‫موضوع دكاتره جداد‬
‫ضحك سامي بشده وهو يقول ‪ /‬هههههههه اه‬
‫دسته حلويات وصلت جديده ههههههههه‬
‫أحدث ادهم بسخريه ‪ /‬حلويات؟؟ انت تعرف ام‬
‫فتحي؟ سامي بتعجب ‪/‬ال أعرف ام عماد بتاعة‬
‫الترمس بس‬
‫ضحك ادهم بشده وهو يسير خلفه حتى يرى‬
‫دسته الحلويات كما يقول وما ان دخل لغرفة‬
‫مدير المشفى فتح فمه بدهشه وقال ‪ /‬الفخده‪...‬‬
‫احم منال ايه الصدف دي ؟؟؟‬
‫خرجت أشرقت من منزلها وهى ترى األمطار‬
‫بدأت في الزيادة فابتسمت وهى تسير جهه‬
‫عمارة سليم حتى وصلت للشقة وطرقت الباب‬
‫فخرجت مريم وهى تنظر لها بتعجب ‪ /‬أشرقت‬
‫ايه يابنتي اللي خرجك في الجو ده‬
‫ابتسمت أشرقت بخجل ثم قالت ‪ /‬أصل كنت‬
‫مستقصده سليم في خدمة وجيت اشوفه‬
‫خلصها وال ال‬
‫ابتسمت لها مريم بلطف وقالت ‪ /‬طب ادخلي‬
‫من البرد األول ابيه سليم فوق السطح بيغطي‬
‫عشه الحمام عشان المطر‬
‫نظرت أشرقت لألعلى ثم اتجهت لالسطح‬
‫وقالت ببسمة ‪ /‬طب تعالي معايا معلش يا مريم‬
‫نساعده عشان المطره بتزيد وكده هياخد وقت‬
‫خلينا نخلص معاه بسرعه‬
‫ابتسمت مريم لها وقالت ‪ /‬طب اطلعي وانا‬
‫هلبس االسدال وهحصلك‬
‫ابتسمت لها أشرقت وصعدت لالسطح فوجدت‬
‫سليم يقف فوق عشه عاليه جدا بها الكثير من‬
‫الحمام ويحاول تثبيت نفرش بالستيكي ليحميها‬
‫من المطر‬
‫فقالت بصوت عالي وهى تمزح ‪ /‬محتاج‬
‫مساعده يا اسطا سليم‬
‫انتبه سليم لها ونظر بتعجب ولم يكد يجيب‬
‫حتى ازدادت األمطار بشده فأصبحت تصدر‬
‫صوت عند وصولها لالرض من قوتها‬
‫طار المفرش من يد سليم بسبب شروده‬
‫باشرقت فركضت أشرقت بسرعه لتمسكه وقفز‬
‫سليم أيضا ليمسك به معها‬
‫ولكن فجأه انزلقت قدمه في ارضيه السطح‬
‫المبتله فسقط أرضا وأخذت أشرقت اضحك‬
‫عليه وهو يجلس أرضا بتذمر ولكن انتبه‬
‫لضحكتها فابتسم دون أن يشعر ونهض بحذر‬
‫واقترب منها بينما ازدادت حده األمطار من‬
‫حولهم وقف سليم امامها ثم قال ببسمة حنونه‬
‫‪ /‬بسمتك سيدتي اشبه بشمس بعد المطر‬
‫فتصبح سببا لظهور قوس القزح في قلبي‬
‫نظرت له أشرقت بتعجب فابتسم لها سليم وقال‬
‫‪ /‬اوعي في يوم يا أشرقت تخبي بسمتك دي‬
‫اوعي في يوم تخلي حد يمحيها‬
‫نظرت لعينه وقالت دون شعور ‪ /‬مش قولت‬
‫هتيجي ألمي‬
‫ابتسم سليم باتساع بينما هى تداركت ما قالته‬
‫وابتلعت ريقها برعب وابتعدت عنه ثم ركضت‬
‫لالسفل بينما صرخات سليم السعيده تالحقها‬
‫وهو يقول بصوت عالي ‪ /‬طب بتحبي الجاتوه‬
‫ايه طيب‪ ،‬يابت استني طيب هقولك كلمة‬
‫باحترام‪ ،‬طب كنتي جايه ليه يابت‬
‫علت ضحكاته عليها واخذ يركض خلفها وهو‬
‫يصرخ في العمارة بصوت عالي ‪ /‬هتجوز يا‬
‫ناس خالص هتجوز يا شادية هتجوز يا براءة‬
‫يا شاكر يا هاجر سيبي المطبخ يا هاجر‬
‫خرجت أشرقت بسرعه وهى تشعر بقلبها‬
‫سيخرج من مكانه مما حدث وخلفها صوت‬
‫سليم الذي اخذ يقول بصوت عالي ‪ /‬مفيش‬
‫خطوبه يا أشرقت على جثتي استنى يوم زيادة‬
‫قبل ذلك بدقائق كانت مريم في غرفتها تحضر‬
‫االسدال ولكن سمعت فجأه صوت ينادي عليها‬
‫فاتجهت لنافذه غرفتها ونظرت بتعجب فسمعت‬
‫صوت كريم الذي يأتي من النافذه اعالها وهو‬
‫يقول ببسمة سعيده لمجيئها ‪ /‬بصي يا مريم ده‬
‫واعقب كالمه دخوله لغرفته مجددا ورجوعه‬
‫بعدها وهو يحمل شئ ما وفجأه تشكلت امام‬
‫مريم صورتها هى وكريم وهم يرقصون في‬
‫حديقه مليئة باالزهار واألشجار ولكن هذه‬
‫الصوره كانت لهم وهم أطفال‬
‫وكانت الصوره مجسمه وكأنها حقيقية ابتسمت‬
‫بتعجب وهى تراقب ما يحدث حيث كان األمر‬
‫كالفيديو يعرض لها مع كريم أثناء طفولتهم‬
‫وهم يقفزون في األرض على األعشاب‬
‫ويرقصون بسعاده ومع األمطار التي تهبط بدا‬
‫األمر وكأنهم يرقصون في األمطار‬
‫في تلك اللحظة تذكرت مريم هذا الفيديو جيدا‬
‫( مريم ببسمة وهى تمسك يد كريم بينما كان‬
‫شادي يصورهم فرحا بالكاميرا الجديده الخاصة‬
‫به‪ /‬تعرف يا كريم نفسي نقف انا وانت وكلنا‬
‫في جنينه كبيره وواسعه ومليان ورد كتير اوي‬
‫وملون ويكون الجو بيمطر‬
‫ثم فردت يدها وأخذت تقفز وكأن المطر يهبط‬
‫فعليا وليس في مخيلتها الطفوليه وهى تكمل ‪/‬‬
‫وهفضل ادور كده وارقص تحت المطر‬
‫ابتسم كريم بحنان ثم فرد يده مثلها واخذ يقفز‬
‫معها وكأن األمطار تهبط عليهم)‬
‫خرجت مريم من شرودها وهى ترى حلمها‬
‫يتحقق امامها فسقطت دموعها بينما هى‬
‫تضحك بسعاده كبيره ومدت يدها وكأنها‬
‫ستمسك بيدها في الفيديو‬
‫بينما كان كريم يراقب نظراتها تلك بشغف كبير‬
‫وهو يشعر بقلبه يتضخم بحبها فقد بقى أليام‬
‫وأيام يعمل على دمج ذلك الفيديو بالمنظر‬
‫الطبيعي الذي تخيلته هى وتحويله لعرض‬
‫ثالثي األبعاد منتظرا سقوط األمطار حتى يريه‬
‫اياها ابتسم حينما رفعت نظرها له وقال له‬
‫ببسمه وصوت عالي ‪ /‬كريم انت احلى واحد‬
‫في الدنيا دي كلها‬
‫ضحك كريم بسعاده كبيره وهو يقول ‪ /‬وانتي‬
‫برضو احلى ريمو في الدنيا كلها‬
‫ووعد مني في يوم من االيام هنرقص تحت‬
‫المطر كده حقيقي بس وانتي مراتي‬
‫قال آخر جملة بصوت خافت بينما هو يتأمل‬
‫فرحتها وبسمتها‬
‫وخلفه شاكر الذي كان يقف على باب غرفته‬
‫فخرج وهو يضم هاجر التي خرجت من المطبخ‬
‫للتو وقال ‪ /‬ربنا يديمكم ليا يا جوجو‬
‫كانت منه تجلس كعادتها على فراشها حتى‬
‫سمعت صوت عبدالرحيم و هو يصرخ ‪ /‬يال‬
‫بسرعه يا منة قبل ما تبطل‬
‫ضحكت منه بشده ثم خرجت بسرعه وهى ترى‬
‫والدها يرتدي عوامة بطة ويركض ألعلى‬
‫المبنى ثم يجلس وهو يصرخ بمرح أثناء‬
‫هبوطة بينما هى وألول مره تكون سعيده‬
‫بداخلها بهذا الشكل فصرخت بمرح شديد وهى‬
‫تركض له وتلقي نفسها وتصرخ مثل والدها‬
‫بيننا كان شادي يقف امام القهوه وهو يمد يده‬
‫للمطر ويبتسم ثم نزر للسماء وهمس ‪ /‬امتى‬
‫هيجي الوقت اللي العب فيه معاكي تحت‬
‫المطر‬
‫ضحك عوض من الداخل ثم قال ‪ /‬هيجي يا‬
‫باشا هيجي بس انت القيها األول‬
‫ابتسم شادي وهو يفرد يده بعشق ‪ /‬خالص يا‬
‫عوض لقيتها مبقاش غير اني اجيبها لحضني‬
‫واخرا استطاع ادهم الفكاك من منال بصعوبه‬
‫وهو يتعجب اختفاء ام فتحي ولكن كالعادة‬
‫سوف يجدها في نافذه مكتبه ولكن عكس‬
‫توقعاته لم يجدها في مكتبه فتحدث بتعجب‬
‫وهو ينظر للنافذه ‪ /‬كنت معلم الشباك ده بعجله‬
‫بتقعد عليه‬
‫اتجه للنافذه وهو ينظر لالسفل حول النافذه‬
‫التي تطل على الحديقه الخلفية للمشفى ولكن‬
‫لم يجد شئ فابتعد وقد دق قلبه برعب ان تكون‬
‫اختفت مثل السابق او األسوء ان يكون جسدها‬
‫مريض لذا اختفت اتجه لغرفتها بسرعه كبيره‬
‫وهو يدعو هللا ان تكون بخير ولكن توقف على‬
‫صوت الممرضات بجانبه وهم يقولون ‪/‬مش‬
‫عارفين يدخلوهم خالص فسابوهم يلعبوا شويه‬
‫كفايه انهم يا حبة عيني دايما محبوسين في‬
‫المستشفي والتحاليل وغيره‬
‫نظر لهم بتعجب ولكن فهم الحقا انهم يقصدون‬
‫األطفال الذين تم حجزهم هنا وأنهم يلعبون في‬
‫الخارج ويرفضون الدخول‬
‫فجأه شعر بهاتفه يهز بشده فاخرجه ووجد‬
‫رسالة جعلت اعينه تكاد تخرج من مكانهم‬
‫وكان نص الرسالة هو ( اهل البنت اللي معاك‬
‫عرفوا مكانهم اتصرف وابعدها بسرعه عنهم‬
‫ألنهم بو وصلوا ليها هيقتلوها اوعى يوصلوا‬
‫ليها اوعى يالقوها واال وقتها اترحم عليها‪ ،‬انا‬
‫حذرتك حاول تخرجها من المستشفى وتخبيها‬
‫بعيد عنهم واال وقتها الندم مش هيفيدك لما‬
‫تالقيها جثه قدامك)‬
‫فزع ادهم من هذه الرسالة ثم نظر حوله بتيه‬
‫شديد وهو ال يعرف ماذا يفعل شعر بقلبه يخرج‬
‫من محجره ولكن‬
‫خرج بسرعه متجها للخارج وشئ بداخله‬
‫يخبره انها مع األطفال وفعال صدق حديثه‬
‫حينما وجدها تقفز وسط األطفال ببسمة صافية‬
‫وكأنها واحده من هؤالء الصغار وكانت‬
‫ضحكاتها تدخل لقلبه فتفعل به االفاعيل اقترب‬
‫منهم وسط نظرات الممرضين الذين نظروا له‬
‫بتعجب بينما هو ابتسم دون وعى ووقف‬
‫امامها فتوققت هى وهى تصرخ بمرح ‪ /‬ادهم‬
‫تعالى يال العب انا مقدرتش استناك عشان انت‬
‫مشغول بس األطفال هنا بيلعبوا حلو اوي يال‬
‫تعالي‬
‫ثم اخذت تقفز بشده وتضحك بينما هو فرد يده‬
‫معها واخذ يدور أسفل المطر ويقفز معها وهو‬
‫يضحك وينظر لها بعشق شديد وإصرار انه لن‬
‫يتركها حتى لو قطعوه الجزاء صغيره مالك له‬
‫ومعه دائما مالكه هو فقط اقترب منها وامسك‬
‫يدها وابتسم لها بيننا هى غمزت له بمزاح ثم‬
‫اخذت تدور معه وهى تراقبه حيث انها ال تشعر‬
‫بشئ بينما هو قد تجمع في داخله عشق العالم‬
‫كله لتلك التي تمسك بيده وتدور معه نظر‬
‫للسماء واغمض عينه وهو يبتسم وهى فعلت‬
‫مثله رغم أنها ال تشعر بشئ ولكن يكفي ان‬
‫تشعر بالعالم من خالله هو وكان األطفال‬
‫حولهم يصرخون بفرحه وسعاده‬
‫واخيرا استطاع ادهم الفكاك من منال بصعوبه‬
‫وهو يتعجب اختفاء ام فتحي ولكن كالعادة‬
‫سوف يجدها في نافذه مكتبه ولكن عكس‬
‫توقعاته لم يجدها في مكتبه فتحدث بتعجب‬
‫وهو ينظر للنافذه ‪ /‬كنت معلم الشباك ده بعجله‬
‫بتقعد عليه‬
‫اتجه للنافذه وهو ينظر لالسفل حول النافذه‬
‫التي تطل على الحديقه الخلفية للمشفى ولكن‬
‫لم يجد شئ فابتعد وقد دق قلبه برعب ان تكون‬
‫اختفت مثل السابق او األسوء ان يكون جسدها‬
‫مريض لذا اختفت اتجه لغرفتها بسرعه كبيره‬
‫وهو يدعو هللا ان تكون بخير ولكن توقف على‬
‫صوت الممرضات بجانبه وهم يقولون ‪/‬مش‬
‫عارفين يدخلوهم خالص فسابوهم يلعبوا شويه‬
‫كفايه انهم يا حبة عيني دايما محبوسين في‬
‫المستشفي والتحاليل وغيره‬
‫نظر لهم بتعجب ولكن فهم الحقا انهم يقصدون‬
‫األطفال الذين تم حجزهم هنا وأنهم يلعبون في‬
‫الخارج ويرفضون الدخول‬
‫فجأه شعر بهاتفه يهز بشده فاخرجه ووجد‬
‫رسالة جعلت اعينه تكاد تخرج من مكانهم‬
‫وكان نص الرسالة هو ( اهل البنت اللي معاك‬
‫عرفوا مكانهم اتصرف وابعدها بسرعه عنهم‬
‫ألنهم بو وصلوا ليها هيقتلوها اوعى يوصلوا‬
‫ليها اوعى يالقوها واال وقتها اترحم عليها‪ ،‬انا‬
‫حذرتك حاول تخرجها من المستشفى وتخبيها‬
‫بعيد عنهم واال وقتها الندم مش هيفيدك لما‬
‫تالقيها جثه قدامك)‬
‫فزع ادهم من هذه الرسالة ثم نظر حوله بتيه‬
‫شديد وهو ال يعرف ماذا يفعل شعر بقلبه يخرج‬
‫من محجره ولكن‬
‫خرج بسرعه متجها للخارج وشئ بداخله‬
‫يخبره انها مع األطفال وفعال صدق حديثه‬
‫حينما وجدها تقفز وسط األطفال ببسمة صافية‬
‫وكأنها واحده من هؤالء الصغار وكانت‬
‫ضحكاتها تدخل لقلبه فتفعل به االفاعيل اقترب‬
‫منهم وسط نظرات الممرضين الذين نظروا له‬
‫بتعجب بينما هو ابتسم دون وعى ووقف‬
‫امامها فتوققت هى وهى تصرخ بمرح ‪ /‬ادهم‬
‫تعالى يال العب انا مقدرتش استناك عشان انت‬
‫مشغول بس األطفال هنا بيلعبوا حلو اوي يال‬
‫تعالي‬
‫ثم اخذت تقفز بشده وتضحك بينما هو فرد يده‬
‫معها واخذ يدور أسفل المطر ويقفز معها وهو‬
‫يضحك وينظر لها بعشق شديد وإصرار انه لن‬
‫يتركها حتى لو قطعوه الجزاء صغيره مالك له‬
‫ومعه دائما مالكه هو فقط اقترب منها وامسك‬
‫يدها وابتسم لها بيننا هى غمزت له بمزاح ثم‬
‫اخذت تدور معه وهى تراقبه حيث انها ال تشعر‬
‫بشئ بينما هو قد تجمع في داخله عشق العالم‬
‫كله لتلك التي تمسك بيده وتدور معه نظر‬
‫للسماء واغمض عينه وهو يبتسم وهى فعلت‬
‫مثله رغم أنها ال تشعر بشئ ولكن يكفي ان‬
‫تشعر بالعالم من خالله هو وكان األطفال‬
‫حولهم يصرخون بفرحه وسعاده وهم يلعبون‬
‫في المطر والممرضين يحاولون دفعهم للداخل‬
‫حتى ال يمرضوا‬
‫بينما ادهم كان في عالم آخر وفي داخله قد علم‬
‫ماذا سيفعل بعدما رأى تلك الرساله ابتسم‬
‫بخبث وهو مازال يغمض عينه و يقول بهمس‬
‫ونبرة فحيح مخيفه ‪ /‬ارادوها حربا فلتكن‬

‫*********************‬
‫الثامن عشر الجزء االول‬

‫خرجت منال من إحدى غرف المرضى وهى‬


‫تنفخ بضيق وتبحث بعينها عن ادهم الذي يبدو‬
‫وكأنه اختفى ولكن أثناء بحثها عنه الحظت‬
‫حركة غريبه في المشفى حيث كان بعض‬
‫الممرضين يركضون بسرعه ومعهم الدكتور‬
‫عزمي مدير هذه المشفى وهو يصرخ باسم‬
‫ادهم ويقول أن موته سيكون على يد ادهم يوما‬
‫ما وكان خلف الدكتور عزمي شخص آخر‬
‫يضحك بال توقف حقا هذه المشفى غريبه جدا‬
‫وبها أشخاص أغرب‬
‫أوقفت إحدى الممرضات والتي لم تكن سوى‬
‫هناء ( قناة االخبار المتنقلة في هذه المشفى)‬
‫قالت منال بتعجب وهى ترى حالة الهرج تلك ‪/‬‬
‫هو فيه إيه‪ ،‬والناس كلها بتجري ليه؟؟‬
‫نظرت لها هناء نظرات متفحصه وكأنها تضيف‬
‫صورتها إلى أرشيف رأسها حتى ال تغفل عن‬
‫أَ ََخبارها الحقا ثم قالت ‪ /‬ده الدكتور عزمي‬
‫والدكاترة خرجوا يشوفوا العيال اللي بره‬
‫ولم يبدو على منال انها فهمت شئ فاسترسلت‬
‫هناء في هوايتها المفضله اال وهى نقل االخبار‬
‫‪ /‬شكلك جديده هنا‪ ،‬أصل انتي متعرفيش‬
‫الدكتور ادهم ده كل يوم يطلع بحاجه لما‬
‫هيجيب اجل دكتور عزمي في مره‪ ،‬والمرة دي‬
‫الممرضين بيقولوا انه عمال يلعب مع العيال‬
‫بره في المطرة ويرقص زى المجانين معاهم‬
‫ثم ضحكت ضحكة عاليه وقالت ‪ /‬بس خالص‬
‫يعني محدش مستغرب أصل دكتور ادهم ده‬
‫دماغ وكل تصرفاته غريبه بس وهللا ابن حالل‬
‫وطيب وحنين وجدع ودمه خفيف آوي‪ ،‬طب ده‬
‫اكتر واحد بيسليني هنا‬
‫تجاهلت منال كم الصفات التي وصفت بها ادهم‬
‫كما لو كانت تطلبها له وكأنها ال ترغب في ذلك‬
‫ثم قالت ‪/‬بيسليكي ازاى‬
‫ضحكت هناء ثم قالت وهى ترحل ‪ /‬اقصد يعني‬
‫ان اخباره بتكون دايما حلوه وبتسلينا في‬
‫االستراحة بتاعتنا‬
‫نظرت لها منال بغباء وقالت ‪ /‬ايه المستشفى‬
‫دي‬
‫بينما في الخارج‬
‫كانت المتعة قد بلغت حدها مع ادهم واألطفال‬
‫وبالطبع ام فتحي فكان الجميع يقفز بمرح‬
‫شديد وهم يصرخون بسعادة وادهم يحملهم‬
‫ويقذفهم في الهواء ثم يمسكهم مجددا‬
‫والضحكات تتعالى وايا من الممرضين لم‬
‫يستطيعوا ان يوقفوا ما يحدث ثواني وكان‬
‫عزمي يقف بطل غضب وهو يصرخ‬
‫بالممرضين الذي اتو معه ‪ /‬انتم واقفين تعملوا‬
‫ايه روحوا امسكوا األطفال دي ودخلوهم‬
‫بسرعه قبل ما يبردوا ده أن مكانش بردوا‬
‫وهاتولي ادهم‬
‫ضحك سامي بشده وهو ينظر الدهم بشماته ‪/‬‬
‫ههههههههه كل مره تزعق كده وهو يهديك‬
‫بكلمه هههههههههه‬
‫ثم نظر الدهم الذي كان يضحك بشده ‪/‬‬
‫هههههههه قفل المستشفى على ايده‬
‫هههههههه هنتشرد كلنا بسببه ههههههههه‬
‫نظر له عزمي بغضب وقال ‪ /‬أخفى من وشي‬
‫دلوقتي‬
‫بيننا انتبه ادهم للمرضين الذين يركضون جهته‬
‫فقال بضحكه عاليه وهو يغمز لألطفال ‪/‬‬
‫بسرعه خطة إخالء‬
‫ثم ركض كل منهم في اتجاه ولكن للداخل فقد‬
‫اتفق معهم ادهم ان يدخلوا للمشفى ولكن‬
‫يراوغوا الممرضين‬
‫بينما كان بعض الممرضين يركضون خلف‬
‫ادهم الذي تعالت ضحكاته بشده ثم ركض الحد‬
‫الممرات وهو ينظر حوله ومعه ام فتحي التي‬
‫تضحك بشده ‪ /‬كمان مره كمان مره‬
‫نظر لها وهو يكتم ضحكته حتى ال يعلم احد‬
‫مكانه ثم ركض إلحدى الزوايا وهو يخبئ نفسه‬
‫وتنفس بعنف بسبب ركضه وضحكه أيضا‬
‫ولكن فجأه ظهرت له هناء من العدم‬
‫شهقت هناء بفزع ‪ /‬دكتور ادهم وقعت قلبي‬
‫انت بتعمل ايه هنا ده الدكتور عزمي قالب‬
‫عليك الدنيا‬
‫ثم ابتسمت بخبث شديد وقالت وهى على وشك‬
‫الركض‪ /‬هروح اقوله بسرعة‬
‫فابتسم لها بغباء وقال ‪ /‬تاخدي حتة الفراخ‬
‫بتاعتي ألسبوع وتسكتي‬
‫ضحكت ام فتحي بشده وهى تقول ‪ /‬وقعت في‬
‫ايد اللي مبيرحمش‬
‫هناء بتراجع وهى تبتسم بود ‪ /‬مش القصد‬
‫وهللا يا دكتور‪ ،‬عايزة الورك مش الكتف‬
‫هز ادهم رأسه وهو يكتم ضحكاته بسبب‬
‫تعليقات ام فتحي‬
‫نظر زين لمن يجلس امامه ثم قال بكل برود‬
‫يمتلكه ‪ /‬متأكد من كالمك ده‬
‫تحدث ذلك الذي امامه بضحكه متسلية ‪ /‬عيب‬
‫عليك ياباشا انا عمري ضحكت عليك قبل كده‬
‫وال عمري عطيتك حاجه غلط‬
‫ابتسم له زين وهز رأسه وهو يرتشف بعض‬
‫القهوة ‪ /‬لو كالمك صح يبقى نقدر نقول بدأ‬
‫العد التنازلي‬
‫دخلت حسناء تلك الغرفة الصغيره فوق السطح‬
‫التي تجلس بها وحدها وبال عائلة او اى احد‬
‫معها فهكذا هى حياتها كانت ومازالت وحيدة‬
‫حتى انها ال تعرف اذا كان لها عائلة ام انها‬
‫لقيطة كما يقول الجميع عنها فقد وجدها امام‬
‫المسجد في يوم بعد صالة الفجر امام باب‬
‫المسجد واخذها ورباها مع أوالده دون تفرقه‪،‬‬
‫بنية كفالة يتيم ال أكثر من ذلك وعندما بدأت‬
‫تكبر ويكبر أوالده أعطاها هذه الغرفه بعيدا عن‬
‫أوالده حيث انهم كانوا جميعا صبيه وال يصح‬
‫لها أن تجلس معهم فهم حتى ليسوا باخوتها‬
‫في الرضاعه فقد تربت ونشأت على اللبن‬
‫الصناعي فعندما وجدها الشيخ كان أصغر‬
‫أبناءه في عمر الثالثه‬
‫ألقت حقيبتها على فراشها البالي وهى تتنهد‬
‫بوجع على تلك الحياة التي تعيشها وتلك‬
‫النظرات التي تحرقها من الجميع وكأن هذا‬
‫ذنبها هى وكأنها من اختارت ان تكون لقيطه ال‬
‫أهل لها عاشت حياتها بصعوبه وكانت تعاني‬
‫كل يوم من جرح شديد ووصف جديد يلتصق‬
‫بها‬
‫حتى قابلته هو الوحيد الذي لم ينفر منها‬
‫الوحيد الذي لم ينظر لها على أنها لقمة سائغة‬
‫ان اخذ منها ما أراد لن يجد من يعاتبه‪ ،‬فادي‬
‫ذلك الشاب الذي تغلغل لحياتها بكل سهولة‬
‫ولكن بدأت حياتها تعود للنقطة السوداء مجددا‬
‫منذ ظهور ذلك الحقير الذي يدعى شامل‪ ،‬ولكن‬
‫ان كان يظن انها سهله فليفكر مجددا فليست‬
‫هى من تبيع نفسها وحبها ألجل حفنة من‬
‫األموال‬
‫نظرت سارة لوالدها بتعجب وهى ترى بسمته‬
‫تلك فقالت بتفكير ‪/‬مالك يابابا انت كويس‬
‫نظر لها بضعف ثم ابتسم وهو ينظر لألعلى ‪/‬‬
‫هى كويسة‬
‫هزت سارة رأسها بعدم فهم ولم تكد تستفسر‬
‫عن حديثه حتى قاطع كالمها دخول الطبيب‬
‫الذي يعتني بوالدها والذي لم ينزع بصره من‬
‫عليها منذ دخوله بينما هى حاولت أن تتجاهله‬
‫تماما‬
‫اتجه الطبيب لوالدها ثم قام بالكشف عليه مثلما‬
‫يفعل دائما وبعد أن أنهى تحدث فيال مع ساره‬
‫حول يجب عليها اتباعه وهو يحاول ان يجذب‬
‫انتباهها ولكن بال فائدة وبعدما رحل اقتربت‬
‫سارة مجددا من والدها وتحدثت بتعجب ‪ /‬بابا‬
‫فهمني كده ايه سر البسمة دي‬
‫تحدث والدها ببسمة مشاكسة ‪ /‬وهو دي حاجه‬
‫وحشه يعني اني مبتسم‬
‫قالت سارة بسرعة ولهفة ‪ /‬ال ال طبعا ال يابابا‬
‫ربنا يديم بسمتك يا حبيبي بس هو ايه معنى‬
‫كلمة هى كويسة‬
‫صمت والدها وهو يبتسم بسمة غامضة فقالت‬
‫هى بانتباه ‪ /‬بابا انت عارف حاجه عن هالي‬
‫ومخبي عني‬
‫نظر لها بعموض وابتسم ثم قال ‪ /‬مش عارف‬
‫حاجه كل الموضوع انه أحساس‪ ،‬هى كويسه‬
‫وفي أمان انا حاسس كده‬
‫وصلت سيارة سوداء تنم عن شخصية قائدها‬
‫لتتوقف امام المشفى وهبط منها كال من‬
‫مؤنس وشامل وخلفهم سيارة أخرى كبيرة‬
‫مليئة برجال الحراسة أشار لهم مؤنس بالبقاء‬
‫في الخارج وهو ينظر الخيه بشر ‪ /‬هو أنا مش‬
‫قولت اني مش بحب الطريقة دي‪ ،‬ايه جايين‬
‫نقتحم بنك وال إيه‬
‫شامل وهو يهز كتفه بعدم اهتمام بحديث‬
‫مؤنس ‪ /‬انا مش بمشي من غيرهم‬
‫زفر مؤنس وهو ينزع نظارته ويتجه ليعبر‬
‫الطريق ومعه أخيه‬
‫وقف كال من مؤنس وشامل امام المشفى‬
‫وابتسم مؤنس بخبث بينما بجانبه كانت عيون‬
‫شامل تطلق نيران وهو يهمس بشر ‪ /‬واخيرا‬
‫بنت ال**** وقعت في أيدي وهللا الخليها تتمنى‬
‫الموت وال تطوله عشان تبقى تتجرأ علينا تآني‬
‫همس مؤنس وهو يشرد في المشفى ‪ /‬انت‬
‫مش هتلمسها يا شامل‪ ،‬انا اللي هتصرف‬
‫معاها‬
‫ابتسم شامل بخبث ثم قال ‪ /‬وماله اتصرف انت‬
‫بس ده ميمنعش اني اتصرف انا كمان‬
‫تجاهله مؤنس وتقدم لباب المشفى وهو ينظر‬
‫في كل مكان ويهتف بداخله ان الوقت قد حان‬
‫وما هو آت سوف يغير كل شئ‬
‫دخل ادهم مكتبه وهو يرفع هاتفه ليحدث‬
‫الجميع بشأن ذلك األمر الذي شغله في‬
‫الساعات السابقة وبعدما انتهى نظر امامه‬
‫للنافذه بشرود كبير وهو يفكر في االمر جيدا‬
‫ولكن فجأه وجد سياره تتوقف امام المشفى‬
‫وخلفها سيارة أخرى مليئة بالرجال تلقائيا‬
‫توقع انهم اهل ام فتحي‬
‫خرج من مكتبه بسرعه وهو يركض في‬
‫الممرات حتى وصل المام غرفتها ولكن توقف‬
‫فجأه وهو براهم يقفون امام الغرفة ونظراتهم‬
‫تبث الرعب بقلب من أمامهم‬
‫نظر مؤنس بشر لتلك الغرفة التي تحتوي ابنة‬
‫عمه‬
‫بينما كان شامل يفكر في عقله بأكثر من طريقه‬
‫ليريها العذاب الوانا هذه السوداء التي م ّل حقا‬
‫منها في حياتهم‬
‫بينما من بعيد كانت أعين ادهم تنظر لهم وفي‬
‫باله يفكر هل هم أهلها حقا وهل هم سيئون‬
‫كما قال صاحب الرساله فجأه شعر بتوقف قلبه‬
‫وهو يرى احدهم يفتح الباب بحده ويدخل‬
‫للغرفه وخلفه االخر الذي كانت مالمحه ال تنذر‬
‫أبدا بالخير عكس مالمح االخر الباردة والتي‬
‫يخفي خلفها الكثير‬
‫ابتلع ادهم ريقه وهو ينظر حوله برعب‬
‫واصبحت ضربات قلبه تسمع الجميع وفجأه‬
‫جحظت عينه وشعر بتوقف الزمان وبصفير‬
‫عالي في اذنه وبتجمد الدماء في عروقه حينما‬
‫سمع صوت انطالق رصاصه من غرفة ام‬
‫فتحي وصوت أحدهم يصرخ باالخر وهو يسبه‬
‫وينعته بالغبى والحقير ولكن فجأه فزع ادهم‬
‫بسبب شعوره بيد توضع على كتفه استدار‬
‫بفزع ونظر لمنال التي تحدثت بقلق ‪ /‬ادهم مال‬
‫وشك مخطوف كده‬
‫ثم نظرت للغرفة التي تجمع الجميع عندها‬
‫وقال وهى ال تنتبه الدهم الذي انصرف راكضا‬
‫بسرعه ‪ /‬شوفت حصل ايه دول ض‪ ...‬ايه ده‬
‫ادهم رايح فين‬
‫تركها ادهم وترك المشفى وترك للجميع‬
‫وركض بكل سرعة يملكها وهو ال يرى شئ‬
‫وال يسمع سوى صوت ضربات الرصاص التي‬
‫صمت اذانه‬
‫ركب اول سيارة قابلته متجها لمنزله ومازال‬
‫نظره شاردا بما حدث‬
‫رجع زين للمنزل وجلس وهو ينظر امامه‬
‫ببسمة ثم نظر لما في يده من معلومات وتنهد‬
‫براحه وأخرج هاتفه واجرى اتصاال بسارقة‬
‫نبضاته وانتظر قليال حتى سمع صراخها العالي‬
‫‪ /‬قسما باهلل يا شاديه اما سكتي لكون رمياكي‬
‫من البلكونه وال هيهمني حكومة وال ريهام‬
‫سعيد انتي سامعه‬
‫رفع زين حاجبه وهو يبتسم بسمته التي ال‬
‫تخرج سوى معها فجاءه صوتها وهى تقول‬
‫بنبره هادئه وكٱنها لم تصم اذنه منذ برهة ‪/‬‬
‫زين الهاللي متصل بيا ايه اللي جبنا على بالك‬
‫ياباشا‬
‫ضحك زين بصخب وقال ‪ /‬ولو قولتلك انك‬
‫عمري ما روحتي من بالي يا قلب الباشا‬
‫ابتسمت براءة من الجانب االخر وخرجت من‬
‫الشقه وهى تنظر بشر لشادية ثم صعدت‬
‫للسطوح وجلست في مكان به مظله تقيها من‬
‫المطر وقالت وهى تتنهد ‪ /‬انت كويس يا زين؟‬
‫ابتسم زين بحنان ثم قال ‪ /‬متخافيش يا براءة‬
‫انا كويس يا قلب زين‬
‫براءة وهى تشعر بدموعها تكاد تهبط ‪ /‬قلبي‬
‫واجعني يا زين خايفة آوي يجي يوم واخسرك‬
‫بسبب شغلك ده‬
‫شعر زين بالمها ولكنه حاول أن يخفي حزنه‬
‫وخوفه ‪ /‬قل لن يصيبنا إال ماكتب هللا لنا‪،‬‬
‫سيبيها على هللا ياقلبي‬
‫تنهدت براءة واغمضت عينها وهى تسمع‬
‫صوت المطر ثم قالت ببسمة‪ /‬سامع صوت‬
‫المطر مش بيفكرك بحاجه‬
‫نظر زين من نافذه المنزل وابتسم ثم قال ‪ /‬لسه‬
‫فاكره‬
‫اتسعت بسمة براءة وهمست بعشق ‪ /‬انسى‬
‫ازاى‪ ،‬صوت المطر عندي بقى مصحوب دايما‬
‫بصوتك وانت بتصرخ فيا وبتقولي( بحبك‬
‫افهمي بقى)‬
‫زفر زين و مشاعر كثيره تتملكه وهو يتذكر‬
‫تلك الليلة المطيرة التي صرخ لها انه يعشقه‬
‫بل أصبح مهووس بها فاضحت هى مرضه‬
‫الجديد ودواءه أيضا‬
‫همس زين وهو ينهض ويتقدم من النافذه التي‬
‫تأخذ الحائط كله ‪ /‬قريب هكرر الكلمة دي بس‬
‫وانتي في حضني يا براءة قلبي‬
‫ابتسمت براءة بشده واخذوا يتحدثون كثيرا ما‬
‫بين كالم العشق والمشاكسة حتى سمعت براءة‬
‫صوت عزيز وهو يحدث زين ‪ /‬زين هات‬
‫الوالعة بتاعتك عشان اعمل الغدا‬
‫عض زين شفتيه بغضب فتعجب عزيز من ردة‬
‫فعله بينما وصلهم صراخ براءة عبر الهاتف‬
‫بشراسه وهى تقول ‪ /‬والااااااعة! ؟؟‬
‫عزيز وهو ينظر لزين بريبه ‪ /‬هى متعقدة من‬
‫الوالعات وال إيه‬
‫نظر له زين بشر ولكن تحدث بسرعه ‪ /‬ده ده‬
‫مش واخد باله يا حبيبتي انا مش معايا والعة‬
‫خالص بس‬
‫قاطعته براءة بصراخ ‪ /‬انت مش قولت انك‬
‫هتبطل سجاير يا زين وال بتضحك عليا‬
‫تحدث عزيز بتعجب ‪ /‬هتبطل سجاير بجد؟؟‬
‫نظر له زين بتوعد وهو يقول بحرج ‪ /‬اسمعي‬
‫يا براءة انا قولت هبطلها وهللا بس اكيد مش‬
‫مره واحده‬
‫زفرت براءة بضيق وهى تهتف بخوف ‪/‬يازين‬
‫انا خايفة عليك وهللا السجاير هتضرك كتير‬
‫اوي‬
‫تحدث زين بحنان وحب شديد جعل عزيز‬
‫يقترب منه وهو يفتح فمه بصدمه متسائال من‬
‫هذا الذي يتحدث امامه ‪ /‬وهللا يا براءة انا‬
‫وعدتك وهنفذ وعدي وفعال بدأت اقلل السجاير‬
‫عن االول بقيت ممكن سجاره كل يومين وال‬
‫حاجه بس‬
‫ابتسمت براءة وقالت بحب ‪ /‬وانا مصدقاك يا‬
‫زين‬
‫وفجأه قالت ‪/‬طب ياباشا اقفل دلوقتي عشان‬
‫فيه حاجه كده هعملها سالم‬
‫نظر زين لوالده بشر فعاد عزيز للخلف وهو‬
‫يقول يردح بينما يضرب كفيه في بعضه ‪/‬‬
‫واخيرا عرفت انت مش عايز تجيب خدامه ليه‬
‫طبعا ما انت عندك اللي يدلعك يا خويا إنما أنا‬
‫وال في بالك‬
‫تحدث زين وهو يقترب مته بشر ‪/‬وهو انا‬
‫هجيب خدامه عشان تدلعك وال إيه‪ ،‬هللا يرحمها‬
‫امي كانت دايما تقولي خد بالك من ابوك عشان‬
‫لسه بيعيش مراهقته‬
‫عزيز وهو ينظر له بقرف ‪ /‬انت ال يمكن تكون‬
‫ابني عمرك ما عملت حاجه تفرح قلبي بيها‬
‫اتفو على تربيتك‬
‫بعدين اسمع كالم امك وخد بالك مني وهاتلي‬
‫خدامه‬
‫ركض له زين وهو يكاد ينقض عليه خالل‬
‫ثواني ‪ /‬ممكن دلوقتي حضرتك تفهمني كنت‬
‫عايز الوالعة ليه‪ ،‬وغدا ايه اللي هتعمله يا‬
‫عزيز‬
‫عزيز وهو ينظر له بحنق ‪ /‬غير الموضوع‬
‫غير‪ ،‬بعدين انت مش وش خير أبدا ده انا‬
‫شوفت وصفة شكشوكة في التلفزيون قمر كنت‬
‫هعملها‬
‫تنهد زين وعو يقول ‪ /‬ابقى فكرني اشيل‬
‫التلفزيون ده عشان بقى خطر عليك‪ ،‬مش‬
‫كفاية قاعد طول النهار تتفرج على الكرتون‬
‫وبقت كل هدومك بتاعتة البيت برسومات‬
‫كرتون‬
‫ضحك عزيز بمرح‪ /‬يابني عيش حياتك هو إنت‬
‫هتعيش كام مره‬
‫ابتسم له زين ثم اتجه العلى وهو يقول ‪/‬‬
‫الوالعة على على الترابيزة يا عزيز هطلع اخد‬
‫شاور لغايه ما تخلص‬
‫ابتسم له عزيز بحنان ثم قال ‪ /‬ابقى اشكر‬
‫براءة بالنيابة عني ألنها هتخليك تبطل سجاير‬
‫ابتسم زين ونظر له وقال ‪ /‬لو كنت قولتلي‬
‫ابطلها كنت بطلتها يا عزيز‬
‫ضحك عزيز ثم قال بمشاكسه ‪ /‬ليه هو انا زى‬
‫براءة برضو‬
‫ابتسم له زين وعاد ليقف امامه مجددا ثم‬
‫امسك يده وقبلها باحترام وضمه اليه وقال ‪/‬‬
‫آيوه يا بابا انت زيك زى براءة انا اساسا‬
‫مليش في الدنيا دي غيرك انت وبراءة وبس‬
‫وانتم االتنين سبب اني عايش دلوقتي انتم‬
‫االتنين سبب اني بتنفس يا عزيز‪ ،‬انت‬
‫متعرفش مكانة عزيز في قلب زين وال إيه‬
‫ربت عزيز على ظهر زين بحب وحنان ‪ /‬زين‬
‫ده قلب عزيز واخر حاجه اتبقت ليا في الدنيا‬
‫دي‬
‫قبله زين أعلى رأسه وابتسم وقال ‪ /‬ربنا‬
‫يديمك ليا انت وبراءة يا زيزو‬
‫دخل ادهم العمارة بسرعه ثم صعد لشقته‬
‫وفتحها ودخل وجد الثالث شباب ينتظرونه في‬
‫الصالة فنظر لهم بخوف‬
‫ولكن ابتسم سليم وهز رأسه بايجاب فابتسم له‬
‫ادهم واتجه لغرفته سريعا وبلهفه فوجد ام‬
‫فتحي تجلس على الفراش بجانب جسدها‬
‫فابتسم بخبث وهو يقول ‪ /‬ها ياام فتحي أخدتي‬
‫بالك من نفسك وال ال‬

‫‪F. B‬‬

‫بمجرد رؤية ادهم لتلك الرسالة التي وصلت له‬


‫اخذ عقله يعمل سريعا ليجد حل لذلك االمر‬
‫وعندما علم بوجود األطفال في المطر في‬
‫الخارج ركض اتجاههم وبسمه خبيثه ترتسم‬
‫على وجهه ولكن أثناء خروجه وجد سامي‬
‫يقف عند االستقبال وهو يتحدث مع احد‬
‫الممرضين فاتجه له وقال بخبث ‪ /‬سمسم‬
‫حبيبي‬
‫نظر له سامي بشك وقال ‪ /‬عايز ايه‬
‫اتجه له ادهم ووضع يده على كتف سامي وقال‬
‫‪ /‬كده يا سامي اخص عليك وانا اللي كنت جاى‬
‫اقولك تعالى العب معانا‬
‫انتبهت حواس سامي له وقال ‪ /‬العب معاكم‬
‫ايه‬
‫قال ادهم وهو يتجه للخارج بال مبااله ‪ /‬ال أبدا‬
‫أصل أنا لميت أطفال المستشفى وهنلعب في‬
‫المطره بره كلنا‬
‫نظر له سامي بصدمه وفي ثواني كان يركض‬
‫لداخل المشفى بينما ابتسم ادهم وخرج وهو‬
‫متأكد انه سيجدها في الخارج وبالفعل وجدها‬
‫تلعب مع األطفال‬
‫ابتسم بخبث وأخرج هاتفه وأرسل رساله‬
‫للثالث شباب وخبئ هاتفه وخرج بسرعه وهو‬
‫يركض لهم واخذ يلعب مع األطفال ويقفز معهم‬
‫واستمر األمر لربع ساعة تقريبا‬
‫وكما توقع ادهم فقد ركض سامي ليخبر‬
‫الدكتور عزمي بما قاله ادهم وهنا انقلبت‬
‫المشفى رأسا على عقب واخذ الجميع يركض‬
‫في كل مكان وعم الهرج في المشفى والمكان‬
‫كله‬
‫وفي الخارج نظر ادهم لألطفال وقال بضحك‬
‫عالي ‪ /‬دلوقتي الممرضين هيخرجوا يجروا‬
‫ورانا فأنتم زى الشطار هتجروا على جوا‬
‫المستشفي عشان كفاية لعب كده بس عايزكم‬
‫تدوخوهم وراكم هنلعب استغمايه واللي‬
‫الممرض يمسكه يبقى خسر ماشي‬
‫هز األطفال رأسهم بحماس شديد بينما كانت أم‬
‫فتحي تصفق مثل األطفال وهى تقول ‪ /‬وانا‬
‫هلعب معاكم‬
‫امسك ادهم يدها واخذ يضحك ‪ /‬ده انتي الدور‬
‫الرئيسي في اللعبه دي‬
‫وفي ثواني كان صراخ الدكتور عزمي يهز‬
‫جدران المشفى وكما قال ادهم ركض لألطفال‬
‫لداخل للمشفى وكل منهم في اتجاه وخلفهم‬
‫الممرضين وهو أيضا فعل المثل واخذ يركض‬
‫ونظر حوله وجد الجميع مشغول بما يحدث‬
‫وبما يفعله األطفال فاخرج هاتفه وأرسل رسالة‬
‫من كلمة واحده‬
‫وامسك يد ام فتحي واخذها بسرعه لغرفتها في‬
‫المشفى بيننا هى نظرت له بتعجب ولكن ثواني‬
‫ووجدت سليم وشادي وكريم يدخلون للغرفه‬
‫وهم يخفون وجوههم‬
‫ويحملون جسدها من على الفراش ويركضون‬
‫للخارج وامامهم ادهم الذي اخذ يأمن لهم‬
‫طريق الخروج حتى الباب الخلفي ثم نظر الم‬
‫فتحي وقال لها ‪ /‬اسمعيني كويس الشباب‬
‫هياخدوا جسمك لشقتي وهتفضلي هناك وانتي‬
‫هترجعي معاهم دلوقتي لحد ما انا اتأكد من‬
‫حاجه وهاجي على طول‬
‫هزت رأسها وهى مازالت ال تفهم شئ بينما‬
‫كان الشباب قد صعدوا لسيارة عوض وفي‬
‫الخلف جسد ام فتحي بينما ركب الثالث شباب‬
‫في اإلمام‬
‫نظر ادهم الم فتحي جيدا وقال ‪ /‬خلي بالك من‬
‫نفسك‬
‫أنهى كالمه وهو يشير لجسدها فضحكت هى‬
‫بشده على تعبيره وقالت ‪ /‬متخافش مش‬
‫هسيبني لحظه واحده‬
‫ابتسم لها ثم ذهب للنافذه ونظر للشباب وقال‬
‫لهم ‪ /‬خدوها لشقتي وخليكم هناك وانا هتاكد‬
‫األول من أهلها دول واعرف نواياهم‬
‫وهحصلكم عشان نشوف هنعمل ايه‬
‫ثم نظر لكريم وقال ‪ /‬وانت يا كريم ارجع البيت‬
‫أالقي تقرير عن كل فرد في عيله الشريف‬
‫مفهوم‬
‫هز كريم رأسه ‪ /‬حاضر يا ادهم بس خد بالك‬
‫من نفسك‬
‫ابتسم ادهم ونظر لهم بحب ‪ /‬ربنا يديمكم ليا يا‬
‫رجاله‬
‫مد سليم يده وربع على شعره ثم قال بغمزه ‪/‬‬
‫معاك حتى لو للنار يا الفي‬
‫ابتسم له ادهم وهز رأسه بينما قال شادي ‪/‬‬
‫ارجع انت بسرعه للمستشفي عشان محدش‬
‫يشك بحاجه‬
‫هز ادهم رأسه ونظر الم فتحي التي كانت تنظر‬
‫له بتعجب فابتسم هو لها ونظر للشباب ‪ /‬يال‬
‫في امان هللا‬
‫انطلق سليم بالسياره بسرعه كبيره جدا بينما‬
‫ابتسم ادهم بخبث شديد وهو يعود للمشفى في‬
‫انتظار عائلتها التي سوف تأتي ليرى عالم‬
‫ينتوون فإن كان خيرا سوف يخبرهم عن ام‬
‫فتحي وان كان شرا فسوف يعبرون من فوق‬
‫جثته لكى يصلوا إليها‬
‫وفورا ذهب ونقل حالة أخرى لغرفة ام فتحي‬
‫ووضعها على فراشها‬
‫‪B‬‬
‫خرج ادهم من الغرفه وجلس امام الشباب‬
‫ووجهه مازال مشدوها بنا عاشه ماذا لو لم‬
‫يستطع اخارجها هل كان كم الممكن أن تموت‬
‫خفق قلبه بسرعه لذلك التخيل الذي يشعره‬
‫باالختناق‬
‫ابتسم وهو يتذكر انه افتعل الرقص أسفل‬
‫المطر وهذا الهرج حتى يشغل الجميع عن‬
‫الشباب‬
‫رفع ادهم عيونه لهم وهمس بنبره مرعبة‬
‫‪/‬اللي قالته البنت بتاعة دمياط كان صح‪ ،‬كانوا‬
‫ناويين يقتلوها‬
‫نظر الثالثه لبعضهم البعض بتعجب ولم يكد‬
‫أحدهم يتحدث حتى وجدوا براءة تقف امام‬
‫الباب الذي لم يغلقه ادهم عند دخوله وهى‬
‫تقول ‪ /‬يقتلوا مين وهما مين أساسا؟؟؟‬
‫نظر الجميع لبعضهم البعض بقلق ثم نظر ادهم‬
‫لبراءة وقال بغموض ‪ /‬هقولك‬
‫كان مؤنس يجلس في غرفته في الفندق وهو‬
‫يضع قدم على قدم ينظر لألمطار بالخارج من‬
‫خالل نافذه الغرفة وهو يتذكر ما حدث منذ‬
‫ساعات‬
‫‪F. B‬‬

‫عندما دخل مؤنس للغرفه وخلفه شامل اقتربوا‬


‫من الفراش بسرعه ولكن صدموا عندما وجدوا‬
‫شخص آخر يرقد في الفراش‬
‫نظر مؤنس لشامل بشر وهو يهمس ‪ /‬ايه ده‬
‫شامل وهو ينظر لتلك الفتاة التي تتوسط‬
‫الفراش ‪ /‬ازاى ده‪ ،‬انا اتأكدت بنفسي انها هنا‬
‫وفي االوضه دي بذات وهللا‬
‫ابتسم مؤنس بسخريه واستهزاء ‪ /‬أنا غلطان‬
‫اني سمعت كالم عيال صغيره‬
‫غصب شامل بشده وصرخ به ‪ /‬انت مش‬
‫مصدقني بقولك كانت هنا وهللا أنا اتأكدت‬
‫بنفسي‬
‫صرخ مؤنس بغضب اكبر ‪ /‬عشان انت غبي‪،‬‬
‫انت غبي‬
‫مفكرتش تيجي بنفسك وال تخلي اللي وصلك‬
‫الرساله يصورها بنفسه‪ ،‬مهو اكيد هيخدعك‬
‫عشان المكافأه اللي محطوطه للي يالقيها من‬
‫بين الرجاله‬
‫كان جسد شامل يهتز بغضب شديد ثم اخرج‬
‫سالحه وأطلق رصاصه بغضب شديد وهو‬
‫يصرخ ‪ /‬وهللا العظيم القتله الكلب ده‪ ،‬انا شامل‬
‫الشريف ينضحك عليا‬
‫صرخ مؤنس بشامل وهو يرى الرصاصه التي‬
‫أصابت الحائط ‪ /‬انت اتجنيت يا غبي‪ ،‬ااا‬
‫لم يكمل حتى وجد األمن يحتشد أمامهم في‬
‫الغرفه والجميع امامه نظر الخيه بغضب‬
‫جحيمي ثم اخذ يبرر األمر لهم ببعض الحجج‬
‫كما اخبرهم ان السالح مرحض وبواسطه‬
‫أمواله استطاع ان يسكت البعض منهم واآلخر‬
‫اسكتهم بواسطه التهديد ليرحل مع أخيه وهو‬
‫يتوعد له بداخله‬
‫‪B‬‬
‫تحدث مؤنس وهو شادر في قطرات المطر‬
‫التي تهبط على الزجاج وقال بشرود ‪/‬‬
‫هتروحي مني فين يا هالي مسيري هالقيكي‬
‫ووقتها الحساب يجمع‪ ،‬ال يمكن استسلم وابطل‬
‫ادور عليكي مهو اكيد مش هفرط في الفرخة‬
‫اللي بتبيضلي بيض دهب‬
‫فتحت براءة عينها بصدمه كبيره وهمست‬
‫وهى ال تستوعب كل ما سمعته ‪ /‬مؤنس‬
‫الشريف؟؟؟‬
‫نظر لها الجميع بتعجب وقال شادي ‪/‬انتي‬
‫تعرفيه وال إيه؟؟‬
‫نظرت لهم براءة بشرود وقلق وقالت ‪/‬‬
‫الموضوع كبير اوي يا شادي كبير اوي‬
‫ثم أخرجت هاتفها وأجرت مكالمه امام األعين‬
‫التي تتابعها بفضول وتعجب‬
‫براءة وهى تتحدث بقلق ‪ /‬زين في موضوع‬
‫مهم عن مؤنس الزم تعرفه‬
‫صمتت قليال وهى تستمع للطرف االخر ثم قالت‬
‫وهى تزفر بضيق ‪ /‬ال ال معملش ليا حاجه‪،،،،،‬‬
‫وهللا يا زين انا كويسه الموضوع المرة دي‬
‫ملوش عالقه بيا بس ليه عالقه بحد من‬
‫عيلتي‪ ،،،،،،،،،‬هفهمك لما تيجي‪ ،،،،،،،‬تمام‬
‫هبعتلك العنوان‬
‫ثم اغلقت معه وقامت بإرسال العنوان له في‬
‫رساله‬
‫وجلست امام الجميع الذين كانت الحيرة قد‬
‫وصلت لمداها معهم فقالت لهم بخفوت ‪/‬‬
‫هفهمكوا كل حاجه بس لما زين يجي‬
‫كاد شادي يتحدث فاشارت بيدها وهى تقول ‪/‬‬
‫بعدين يا شادي هقولك مين زين ده وايه‬
‫قصته‬
‫ثم نظرت الدهم وقالت بهدوء خارجي ‪/‬انت‬
‫بتحبها يا ادهم؟؟؟‬
‫نظر ادهم لباب الغرفة التي تجلس بها ام فتحي‬
‫وقال ‪ /‬جدا بحبها جدا يا براءة‬
‫هزت براءة رأسها وقالت بغموض ‪ /‬يبقى‬
‫هتكون ليك يا ادهم‬
‫تدخل كريم وقال الدهم ‪ /‬ادهم في حاجه الزم‬
‫تعرفها وممكن تكون في صالحنا‬
‫نظر له ادهم بلهفه وتعجب بينما انتبه الجميع‬
‫له فقال كريم وهو يفتح الالب توب امام ادهم‬
‫على صفحه ما جعلت ادهم يفتح عينه برعب‬
‫وصدمه ونظر لكريم بتساؤل عن هذا الشئ‬
‫فقال كريم بنبرة توحي بأن القادم ليس بالهين ‪/‬‬
‫اهل ام فتحي من ناحية االم‬

‫انتبه الجميع لنظرات ادهم التي تجمدت إلى‬


‫شاشة الالب‬
‫بينما ادهم كان ال يصدق عينه فهو يكاد يشعر‬
‫انه في احد األفالم األجنبية‬
‫رفع نظره وابتسم بسمة غبيه لكريم وقال بعدم‬
‫استيعاب ‪ /‬ايه الكالم ده‬
‫ضحك كريم بسخريه كبيرة ‪ /‬صدق أو ال‬
‫تصدق الكالم ده حقيقة وهيفيدنا كتير اوي‬
‫كاد ادهم يجيب لوال مقاطعة براءة لهم بغضب‬
‫وملل وهى تسحب الالب توب من يد كريم‬
‫بعنف وتقول ‪ /‬ما تخلينا نتفرج احنا كمان وال‬
‫مش قد المقام يعني‬
‫ضحك كريم بشده لحديثها وفي نفس الوقت‬
‫هجم سليم وشادي على براءة وهم ينظرون‬
‫معها للكمبيوتر فقال سليم وهو ينظر بغباء‬
‫لكريم ‪ /‬دول هما اهل العفريتة بتاعة ادهم‬
‫ادهم بحنق وتذمر ‪ /‬عفريته اما تلبسك هى‬
‫مش عفريتة‬
‫سليم بسخرية ‪ /‬شوفوا مين بيتكلم‪ ،‬ده انت‬
‫مسميها ان فتحي وزعالن اني بقول عفريته‬
‫عليها‬
‫ادهم وهو ينظر لهم بغيظ شديد ثم صرخ بهم ‪/‬‬
‫ادعي على ابني واكره اللي يقول امين‪ ،‬يعني‬
‫محدش يقول عليها حاجه غيري انا بس‬
‫فاهمين‬
‫براءة وهى تنظر له ببسمة معجبة‪ /‬قد ايه انت‬
‫ادهم حنين‬
‫شادي وهو يسقط على االريكة ويقول بنظرات‬
‫غامضه ‪ /‬احيه ام فتحي طلعت مستوردة و‬
‫لم يكمل كالمه حتى سمع الجميع صوت طرق‬
‫الباب فنهضت براءة بسرعه واتجهت للباب‬
‫وهى تقول ‪ /‬تالقيه زين‬
‫فتحت الباب وهى تجد شاكر يقف امام الباب‬
‫وهو يكتف ذراعيه وخلفه كال من مريم وشادية‬
‫ومنة‬
‫نظرت براءة لهم ثم قالت وهى تسد الباب‬
‫بجسدها ‪ /‬نعم اتفضلوا‬
‫قال شاكر ببسمة باردة ‪ /‬شادية بتقول انكم‬
‫بتعملوا بلوة‪ ،‬فخير يارب بتعملوا ايه في الجمع‬
‫السعيد ده‬
‫نظرت براءة بشر لشادية التي تقف خلف شاكر‬
‫وتبتسم بشماته لها‬
‫ثم نظرت للخلف وتحدثت ‪ /‬شادي هى جدتك‬
‫تلزمك يعني هتزعل اوي لو ماتت‬
‫شادي وهو يفكر قليال ‪ /‬ممكن يومين كده وال‬
‫حاجه بس عوض هيزعل آوي على فكرة‬
‫سمع الجميع صوت من الخلف على الدرج ‪/‬‬
‫هى شادية ناويه تتكل وال إيه‬
‫نظر الجميع للدرج فوجودا فرج يقف وهو‬
‫ينظر لهم بتعجب فزفرت براءة وقالت ‪ /‬اهي‬
‫كملت كانت ناقصة هى فرج‬
‫تقدم فرج من الشقه وقال بتذمر ‪ /‬وماله فرج‬
‫بقى ياختي بقى كخة دلوقتي هللا يرحم ايام ما‬
‫كنتي بتلزقي فيا عشان اديكي عسلية يا معفنة‬
‫زمت براءة شفتيها بضيق وقالت‪ /‬خالص‬
‫فضحت اهلي يا فرج بقولك خد بنت عمك‬
‫واسرح فوق دلوقتي هخلص واجي ليكم‬
‫شادية وهى تدفع شاكر بحده فنظر لها شاكر‬
‫بصدمه‬
‫بينما تحدثت هى ‪ /‬آيوه بقى تخلصي ايه يا‬
‫براءة تخلصي ايه يا محترمه‬
‫كادت براءة تجيب عليها بحديث الذع كالعادة‬
‫لوال صوت فرج الذي قال بتعجب ‪ /‬االه مش ده‬
‫الواد زين‬
‫التفت أنظار الجميع بما فيهم االربع شباب‬
‫الذين جاءوا من الداخل ناحية الدرج محدقين‬
‫في زين بطريقه مريبه فهمست مريم وهى‬
‫تعدل نظارتها ‪ /‬هو مز بزيادة وال النضارة‬
‫بايظة تآني‬
‫نظر لها كريم بحده ثم نظر لزين وقال بتذمر‬
‫وهو يربع ذراعه امام صدره ‪ /‬أنا احلى على‬
‫فكره‬
‫رفع زين حاجبه بسخريه بيننا قال فرج بتعجب‬
‫وتسرع ‪ /‬آيوه هو صح زين باشا جوز براءة‬
‫التفتت الرؤوس جميعها لبراءة بسرعه كبيره‬
‫جدا وكانت افواههم مفتوحة بطريقه تثير‬
‫الضحك ابتلعت براءة ريقها وهى تهمس ‪ /‬ادي‬
‫اخرة االي يأمن فرج على سر روح يا شيخ هللا‬
‫يسامحك‬
‫نظر فرج للجميع بتعجب وقال ‪ /‬االه هو أنا‬
‫عكيت الدنيا وال إيه‬
‫تقدم زين وهو يدخل لوسط ذلك التجمع جاذبا‬
‫براءة له وهو ينظر للجميع بتحفز شديد ‪ /‬ينفع‬
‫نتكلم جوا احسن‬
‫تحدثت شادية بحقد ‪ /‬يوم ما تتجوز تقع على‬
‫جيمس بوند بنت المقشفة دي‬
‫نظرت لها براءة بشر‬
‫وهمس ادهم لنفسه ‪ /‬ده لو ام فتحي شافته‬
‫هتتحرش بيه مينفعش كده ما صدقت انها تابت‬
‫هترجعوها لالنحراف تآني‬
‫شادي ببسمة وهو ينظر لسليم ويهمس‪ /‬اهو‬
‫ده لو عنده اخت هتبقى مدرعة‬
‫نظر له سليم بشر وهو ويحاول ان يمنعه من‬
‫الحديث‬
‫تحدث فرج وهو ينظر للجميع ‪ /‬طب انا جاى‬
‫عشان حاجه وعايز اخلصها وامشي‬
‫براءة بسخريه وتذمر ‪ /‬ال هو إنت مش جاى‬
‫تفضحني‬
‫فرج بكل جدية ‪ /‬ال جاى اعقل شادية‬
‫نظرت شادية لشاكر بحنق ثم نظرت بعدها‬
‫لفرج وقالت ‪ /‬بتاع الحرنكش هو اللي كلمك‬
‫صح‬
‫زفر فرج وقال بسخريه ‪ /‬تمام‪ ،‬انا دلوقتي‬
‫عرفت سبب المشاكل‪ ،‬مش هخلص بقى مشاكل‬
‫هنا ومشاكل في البلد تعالوا نقعد خلينا نخلص‬
‫نظرت له شادية بضيق وقالت ‪ /‬مشاكل ايه يا‬
‫فرج انت بتصدق شاكر وال إيه ده هو اللي‬
‫دايما يعمل مشاكل معايا وانا قاعده في امان‬
‫هللا‬
‫تشنج شاكر وهو يرفع حاجبه ثم قال وهو‬
‫يخرج هاتفه ‪ /‬أنا مش فاضيلك لألسف عندي‬
‫شغل‬
‫ثم نظر لفرج ‪ /‬اتمنى تعقلها يا حاج فرج‬
‫ثم نظر للشباب وأشار لهم ‪ /‬لسه مخلصناش‬
‫كالم‪ ،‬لينا قعده‬
‫ثم أجرى مكالمه وتحرك وهو يتحدث ‪ /‬تمام‬
‫جمعهم وانا دقايق واوصل‬
‫نظرت شادية لذهاب شاكر بملل ولم تكد تتحدث‬
‫حتى تحرك فرج لشقة عوض ‪ /‬ورايا يا شادية‬
‫نظرت شادية بتذمر شديد ولم تكد تعترض حتى‬
‫سمعت صوت فرج ‪/‬قولت ورايا يا شادية‬
‫نظرت لهم شادية بشر وقالت ‪ /‬ليا نفس القعدة‬
‫من حرنكش‪ ،‬اما نشوف حوار جوزك ده يا‬
‫ست براءة‬
‫ثم صعدت وهى تنفخ بضيق ‪ /‬ماشي يا فرج‬
‫جاية جاية‬
‫بينما نظرت مريم لهم ونزعت النظارة وهى‬
‫تمسحها ثم ارتدتها مجددا وقالت لمنة ‪ /‬هنروح‬
‫فين‬
‫نظرت لها منة ببسمة خبيثه ثم أمسكت يدها‬
‫وقالت ‪ /‬ورايا يابت يا مريم‬
‫ابتسم شادي بخبث اكثر وقال بصوت عالي‬
‫وهى تصعد الدرج‪ /‬يسلملي الخبيث يا ناس ايه‬
‫الطعامة دي بس‬
‫ضربه سليم بحده على رقبته ‪ /‬اعتق شويه‬
‫تنهد زين بتعب وهو يقول ‪ /‬ايه العيله دي‬
‫ياربي‬
‫تحدث ادهم واخيرا ‪ /‬ادخلوا واقفلوا الباب‬
‫خلينا نخلص الحوار ده‬
‫نظرت أشرقت بخجل لوالدتها ثم قالت بتذمر ‪/‬‬
‫جرا ايه يا ماما بتبصي ليا كده ليه‬
‫قالت والدتها بخبث ‪ /‬سليم جاى يتقدم ليكي‬
‫امممم وقولتيلي امتى بقى‬
‫نظرت أشرقت لالض خجال بسبب نظرات‬
‫والدتها التي تحاصرها منذ أن اخبرتها بنية‬
‫سليم للزواج منها ‪ /‬معرفش يا ماما هو قالي‬
‫اخد معاد منك عشان يجي‬
‫نظرت لها والدتها جيدا وهى تضيق عينها ‪/‬‬
‫وانتي ايه رأيك يا أشرقت؟‬
‫أشرقت ببسمة واسعه وهى تنظر لعين والدتها‬
‫‪ /‬سليم طيب وجدع وابن حالل ونعرف بعض‬
‫من صغرنا ومحدش في الحارة دي كلها يتوه‬
‫عن نخوته وجدعنته هحتاج ايه اكتر من كده‬
‫ضحكت والدتها بصخب ‪ /‬ده الظاهر انه مش‬
‫هو بس إللي مدلوق‬
‫اقتربت أشرقت من والدتها وضمتها بحب ثم‬
‫قالت ‪ /‬ادعيلي يا ماما ادعي ربنا يتم األمور‬
‫على خير الني تعبت اوي تعبت ونفسي ارتاح‬
‫تعبت ونفسي أالقي اللي اتسند عليه يا أمي‬
‫ادعيلي حبا باهلل يا أمي عشان الدنيا تعبتني‬
‫آوي‬
‫ادمعت عين والدتها وهى تربت على ظهرها‬
‫بحنان ‪ /‬ربنا عالم بكل اللي فيكي يا قلب امك‬
‫وعالم قد ايه انتي تعبتي‪ ،‬انتي مفكره انه‬
‫صعب على ربنا انه يسعدك ما عاذ هللا يا بنتي‪،‬‬
‫ده بس اختبار لصبرك وإيمانك يا حبيبتي واهو‬
‫ربنا بيكافئك عن صبرك ورزقك براجل لو الدنيا‬
‫كلها وقفت قصادك هيكون سند وحيطة ليكي‬
‫ربنا يسهلك امورك يابنتي لو الموضوع تم‬
‫على خير انا مش هيكون فيه اسعد مني وهللا‬
‫آنتي بس قولي يارب‬
‫مسحت أشرقت دموعها وهى تقول ‪ /‬يارب يا‬
‫ماما يارب‬
‫نظرت مريم لنفسها في المرآه وهى تفتح فمها‬
‫ببالهه وتقول ‪ /‬دي هى انا‬
‫ابتسمت لها منه وقالت ‪/‬آيوه يا مانجا دي هى‬
‫انتي‬
‫ضحكت مريم بعدم تصديق وهى تقول ‪ /‬ازاى‬
‫بقيت كده ده كأنه سحر ده ده‬
‫لم تستطع التحدث بسبب المفاجأه بينما اقتربت‬
‫منها منه وضمتها بحنان اخوي شديد وهى‬
‫تقول ‪ /‬انتي قمر اصال يا مريم‬
‫نظرت مريم لها ببسمة ممتنة ثم قالت ‪ /‬شكرا‬
‫ليكي يا منة انتي طيبه اوي‬
‫ثم صمتت قليال وبعدها تحدثت بخجل ‪ /‬تفتكري‬
‫هعجب اسالم كده‬
‫أمسكت منة يدها وسحبتها للفراش ثم اجلستها‬
‫بجوارها وقالت بحنان وهدوء ‪ /‬انتي بتحبيه يا‬
‫ريمو‬
‫نظرت لها مريم بتفاجئ وكأنها باغتتها بسؤال‬
‫لم تفكر به يوما صمتت وطال صمتها حتى‬
‫قالت بحيرة شديدة ‪ /‬مش عارفة بس انا بفرح‬
‫لما يكلمني كويس ويقولي اني حلوه‪ ،‬بفرح لما‬
‫احس اني مش وحشه زى ما الكل بيقول وان‬
‫فيه حد شايفني حلوه‬
‫ابتسمت لها منه بسخريه على حديثها ثم قالت‬
‫‪ /‬وهو اسالم ده هو بس إللي حسسك كده يا‬
‫ريمو‪ ،‬يعني قصدي هل انتي عمرك ما حسيتي‬
‫ان فيه شاب شايفك حياته وعالمه كله؟؟‬
‫نظرت لها مريم بتفكير ثم قالت وهى تتنهد‬
‫بيأس ‪/‬معرفش يا منة بس يمكن هو أول شاب‬
‫يبصلي بالنظرة دي بعيدا عن األخوة يعني‬
‫سليم وادهم وشادي وكريم وكلهم على طول‬
‫بيحسسوني اني اميره واني حلوة رغم كل شئ‬
‫بس كاخواتي انتي فهماني‬
‫ابتسمت لها منة وقالت بسخريه ‪/‬مكدبتش لما‬
‫قولت عليكي هبلة‪ ،‬قال اخوات قال‬
‫ثم همست بصوت ساخر وبشدة ‪ /‬ده الواد‬
‫ناقص يبوسك قدامنا عشان يبينلك انه واقع‬
‫لبوزة‬

‫تحدثت مريم بعدم فهم ‪ /‬بتقولي ايه‬


‫زفرت منة بيأس ‪ /‬بقول ال اله اال هللا قومي‬
‫خلينا اخلص باقي الدنيا هنعمل ماسكات‬
‫وحجات تانيه عشان عريس الغفله اللي جاى‬
‫ابتسمت مريم بشده وعانقت منة وهى تشكرها‬
‫امام العمارة كان يقف احد الرجال ويتلفت‬
‫حوله وكأنه سيقوم بسرقة ما وكان يحمل‬
‫هاتفه وهو يتحدث بخفوت ‪ /‬آيوه يا شاهي‬
‫هانم‪ .......‬آيوه انا دلوقتي قدام العمارة اللي‬
‫هى دخلتها‪ ......‬ال معرفش طلعت لمين‪......‬‬
‫طب طب حاضر يا هانم هحاول اطقس كده‬
‫واعرف جايه لمين هنا‪ .......‬خيرك سابق يا‬
‫هانم‪ .......‬تمام هبلغ حضرتك اول ما اعرف‬
‫سالم‬
‫أغلق ذلك الرجل الهاتف ونظر حوله لعله يجد‬
‫من يمكن أن يفيده حتى رأى صبي القهوة‬
‫المجاورة للعمارة فنادى عليه وهو يبتسم‬
‫بخبث‬

‫نظر زين للجميع بدقة ثم قال بعد صمت ‪/‬‬


‫قصدك ان مؤنس مش ناوي خير ليها‪ ،‬يعني‬
‫كل ده كان قالب عليها الدنيا عشان بس ينتقم‬
‫منها وانا اللي فكرته بيحبها‬
‫جز ادهم على أسنانه بغل شديد ‪ /‬ال مش‬
‫بيحبها وحتى لو بيحبها مش مشكلتي انا كل‬
‫اللي عايز اعمله هو اني اوصل لحد من عيلتها‬
‫عشان اعرف هتصرف ازاى‬
‫ابتسم زين له ثم قال ‪ /‬رؤوف الشريف‬
‫انتبه الجميع له وسأل سليم بتركيز ‪ /‬مين ده؟؟‬
‫كريم وهو يبتسم ‪ /‬ابو مؤنس؟؟‬
‫ابتسم له زين وقال ‪ /‬بالضبط مش هتالقي حد‬
‫بيرعب مؤنس ويخوفه قد رؤوف الشريف او‬
‫الشريف الكبير زى ما بيقولوا الراجل ده رغم‬
‫مرضه وانه مش بيتحرك اال ان محدش يقدر‬
‫يغلط قدامه غلطة واحده مؤنس نفسه قدامه‬
‫بيقلب بطة بلدي‪ ،‬وده الوحيد اللي يقدر‬
‫يساعدك في البيت خصوصا انه معندوش أغلى‬
‫من بنت اخوه اللي هى معاك لو روحت‬
‫وقولتله اللي انت عايزه هيساعدك ومش بعيد‬
‫يبعد عنك أوالده وشرهم‬
‫هز ادهم رأسه بشرود ثم قال بتفكير ‪ /‬وده‬
‫اوصله ازاى‬
‫زين وهو يبتسم بخبث ‪ /‬أنا هوصلك ليه وبكل‬
‫سهوله وهدخلك عنده بدون ما حد يشك في‬
‫حاجه أبدا‬
‫تحدث شادي وهو ينظر لزين جيدا ‪ /‬وانت‬
‫تعرف مؤنس منين وايه عالقتك بعمتي وازاى‬
‫جوزها وال هو جدي فرج بدأ يخرف‬
‫نظر له زين قليال ثم قال‪ /‬ال فرج مش بيخرف‬
‫وال حاجه براءة فعال مراتي‬
‫براءة وبعد صمت طويل ‪ /‬كاتبين الكتاب بس‬
‫نظر لها زين بقرف وقال ‪ /‬بس االستاذه‬
‫بتعاملني كأني خطيبها وقال ايه مفيش حضن‬
‫ومفيش لمس غير لما نعمل فرح والكل يعرف‬
‫براءة وهى تنفخ بضيق ‪ /‬وايه الزمته بقى‬
‫الموضوع ده تاني مش كنا قفلناه يا زين بعدين‬
‫احنا اتفقنا لحد ما نتجوز قدام الكل مش هنجيب‬
‫سيرة اننا كاتبين الكتاب‬
‫شادي بغضب شديد ‪ /‬انتي بتقولي ايه انتي‬
‫كمان‪ ،‬انتي ازاى تتجوزي كده بدون ما حد‬
‫يعرف يا براءة ايه متعرفيش ان جوازك شرعا‬
‫باطل الن مكانش ليكي والي‬
‫نهض زين بغضب شديد وعيونه تطلق شرار‬
‫ولكن خرج صوته بارد برود مرعب ‪ /‬صوتك‬
‫يعلى تآني عليها ومش هخلي حتة في جسمك‬
‫سليمه‬
‫نظر له شادي بغضب شديد ثم تقدم له ووقف‬
‫امامه وهو ينظر في عينه وقال بشر وعناد ‪/‬‬
‫احب اجرب‬
‫كاد زين يتقدم منه أكثر لوال براءة التي دخلت‬
‫في المنتصف وهى تدفعهم بعيدا عن بعض‬
‫وتصرخ بهم ‪ /‬أحنا في إيه وال إيه انتم كمان‪...‬‬
‫زين ارجع مكانك لو سمحت‬
‫نظر لها زين ببرود فقالت وهى تدفعه ‪ /‬لو‬
‫سمحت ارجع مكانك‬
‫ابتسم زين لشادي وغمز له وهمس ‪ /‬لسه‬
‫مكتوبلك عمر‬
‫نظرت براءة لشادي وهى تتجاهل نظرات زين‬
‫التي تكاد تحرقه ‪ /‬وانت يا شادي اسمعني‬
‫عشان مش هكرر كالمي تآني‪ ،‬زين يبقى‬
‫جوزي على سنة هللا ورسوله وجوازنا شرعي‬
‫‪ ٪100‬وكان ليا والي على فكره وهو ابويا هللا‬
‫يرحمه وكان ابو زين وفرج حاضرين‬
‫وشاهدين وبسبب ظروف مش هينفع اقولها‬
‫خبينا الموضوع ده ومبقناش نتكلم فيه حتى‬
‫بينا وبين نفسنا ولحد اللحظه اللي بكلمك فيها‬
‫دي زين متخطاش حدوده معايا ولو بنظره‬
‫حتى رغم انه حقه الني شرعا مراته بس هو‬
‫عارف كويس ان الجواز إشهار عشان كده‬
‫وافقني اننا نتعامل كأننا مخطوبين لحد ما نتنيل‬
‫نخلص من قضيه زفت الطين مؤنس‬
‫انهت كالمها وهى تتنفس بعنف بسبب حديثها‬
‫المنفعل عليه‬
‫نهض ادهم ونظر لشادي وقال وهو يربع‬
‫ذراعيه امام صدره ‪ /‬أظن انك مدين باعتذار‬
‫لبراءة وسيادة المقدم‬
‫كانت نظرات زين باردة كعادته‬
‫بيننا نظر شادي للجميع وتنفس بعنف ثم نظر‬
‫لبراءة وقال ‪ /‬أنا آسف يا براءة مكنش قصدي‬
‫توقف عن الحديث وهو ينظر لوجه براءة الذي‬
‫لم يستشف منه اذا كانت غاضبه ام ماذا وفجأه‬
‫ركض شادي لخارج الشقة دون أن يلتفت‬
‫للوراء‬
‫نظر سليم للجميع وخرج من الغرفة بسرعه‬
‫وهو يقول ‪ /‬هروح اشوفه‬
‫جلست براءة ونظرت الدهم وقالت ‪ /‬ممكن‬
‫اشوف البنت دي‬
‫هز ادهم رأسه وأشار لها لتتبعه فنهض خلفهم‬
‫زين بينما بدا كريم بالنظر للالب توب الخاص‬
‫به واخذ يضغط على بعض االزرار ثم فجأه‬
‫تذكر شئ ‪ /‬اووبس تليفون رأفت نسيت ان‬
‫سليم قالي افرمته‬
‫نظر للغرفة فوجد ان الجميع لم يخرج بعد‬
‫فنهض سريعا واتجه للخارج وصعد نحو شقة‬
‫سليم حتى يأتي بالهاتف‬
‫وصل للشقة وطرق الباب وهو ينظر في‬
‫ساعته حتة فتح الباب فقال وهو يرفع رأسه ‪/‬‬
‫ريمو معلش ادخلي اوضه سليم و‬
‫توقف عن الحديث وهو يشعر بضربات قلبه‬
‫التي تهدر بصدره بينما كانت مريم تقف امامه‬
‫وقد نست تماما انها لم تزيل الميكب الخاص‬
‫بها‬
‫انعقد لسان كريم ونسى لما جاء لهنا ودون ان‬
‫يشعر همس لها ‪ /‬انتي ازاى قمر كده‬
‫نظر زين للفتاة التي تتسطح على الفراش بدقة‬
‫بينما براءة اقتربت منها وهى تبتسم بحنان ‪/‬‬
‫ياقلبي شكلها بريئة آوي وطيبه خالص‬
‫نظر ادهم الم فتحي التي تبتسم ببراءة على‬
‫حديث براءة ‪ /‬بريئة مين يا براءة بس صلي‬
‫على النبي في قلبك كده‬
‫نظرت له براءة بتعجب ولم تكد تتحدث ام‬
‫فتحي حتى وقعت عينها على زين فقالت‬
‫بصدمه وهى تفتح فمها ‪ /‬صنف جديد في‬
‫منزلنا المتواضع؟؟؟‬
‫ثم نظرت الدهم وقالت ‪ /‬هو أنا شايفه بجد وال‬
‫حالة الجفاف اللي عشتها بعيد عن الكاندي‬
‫شوب أثرت فيا هو فيه مز واقف هنا صح؟؟‬
‫هو أنا كل ما اقرر اني اتوب توبة نصوحة‬
‫ترجعوني للطريق دة تآني بصنف العن من‬
‫الصنف اللي قبله‬
‫مسح ادهم وجهه بضيق وهو يحاول اال يصرخ‬
‫بها امام زين وبراءة حتى ال يظنوا به الجنون‬
‫بينما ام فتحي لم تصمت وأخذت تنظر لزين‬
‫وهى تقول بتأثر ‪ /‬شايف كيكة الشوكالته اللي‬
‫متغرفة كريم كراميل دي وفوقها كريزة‬
‫شايف يخربيت الهيبة يا أخي‪ ،‬ده احنا مكناش‬
‫عايشين‬
‫نظر لها ادهم بشر ثم قال بصراخ ‪ /‬انتي مش‬
‫هتعيشي بعدين‬
‫نظر له زين وبراءة بتعجب فاغمض ادهم عينه‬
‫وهو يسب ثم قال ببسمة مصطنعة ‪ /‬احم‬
‫قصدي يعني انه انه هى أصل أنا ساعات بكلم‬
‫نفسي وكده يعني‬
‫ام فتحي وهى تنظر لزين ببسمة بلهاء ‪ /‬شايف‬
‫وهو مستغرب قمر ازاى‬
‫نظر لها ادهم بشر فضحكت هى بشدة‬
‫الستفزازه‬
‫وفجأه سمع الجميع سوت سليم بالخارج‬
‫فخرجوا بينما تحرك ادهم الم فتحي ونظر لها‬
‫بشر ‪ /‬أنا خالص قربت اجيب اخري منك‬
‫عادت للخلف وهى تضحك ‪ /‬يابني وهللا بغيظك‬
‫بس‪ ،‬يعني مش بجد‬
‫قال ادهم بحده وهو يحاول ان يخفض صوته ‪/‬‬
‫اال في الموضوع ده‪ ،‬تستفزيني في اى حاجه‬
‫اال الموضوع ده انتي فاهمه‬
‫نظرت له بتعجب لغضبه وعيونه التي تطلق‬
‫شرار ‪ /‬مالك يا ادهم انت عارف اني بهزر‬
‫همس ادهم بغضب وهو مقترب منها ‪ /‬وانتي‬
‫عارفة اني بتنيل على عين اهلي وبغير يبقى‬
‫بالش تستفزيني في الموضوع ده بالذات‬
‫فهمتي‬
‫ثم كاد يخرج ولكنها اوقفته وهى تقول بسرعه‬
‫‪ /‬خالص وهللا خالص‬
‫نظر لها بغيظ ثم خرج وهى تبعته فوجدوا‬
‫الجميع يجلس وشادي قد احضر كل الحلوى‬
‫التي تحبها‬
‫براءة حتى يصالحها قال شادي بخجل ‪ /‬وهللا‬
‫مش قصدي حاجه يا براءة بس خوفت عليكي‬
‫وزعلت انك مقولتيش ليا وقولتي لفرج‬
‫ابتسمت له براءة بحنان وقالت ‪ /‬مقولتش ليك‬
‫بسبب ظروف يا شادي وكنت هقولكم لما زين‬
‫يخلص مهمته واألمور تتظبط وكنت انت اول‬
‫واحد هيعرف وفرج عرف النه كان حاضر‬
‫الموضوع من أوله‪ ،‬وبعدين انا عمري ما‬
‫ازعل منك يا غبي انت‬
‫مد شادي يده ليأخذ حقيبة الشكوالته ‪ /‬طيب‬
‫طالما مش زعالنه هروح ارجع دول و‬
‫لم يكمل كالمه حتى انتزعت منه براءة الحقيبه‬
‫بجده وقالت ‪ /‬ايدك يابا القطعهالك‬
‫فابتسمت ام فتحي وهى تقول ‪ /‬حلويات جايبة‬
‫حلويات‬
‫نظر لها ادهم بشر فوضعت يدها على فمها‬
‫بسرعه وقالت ‪ /‬وهللا غصب عني طلعت غصب‬
‫عني عشان متعودة‬
‫هز ادهم رأسه بيأس‬
‫بينما تحدث سليم بتعجب ‪ /‬أمال فين كريم‬
‫كريم وهو مازال غير واعي لما يقوله ‪ /‬تعرفي‬
‫اني بحبك اوي‬
‫فتحت مريم عينها بصدمه وكادت تسقط أرضا‬
‫لوال انها أمسكت الباب بسرعه وهنا آفاق كريم‬
‫من حالته تلك وصدم مما قاله فاستدار وهو‬
‫يمسح وجهه بعنف ويسب نفسه لتسرعه ذلك‬
‫نفخ بضيق وهو يعيد شعره للخلف‬
‫بينما مريم تحاول أن تستوعب ما يحدث‬
‫ولثاني مره يخبرها كريم انه يحبها اذا المرة‬
‫األولى كانت هى المقصودة أيعقل ان يحبها‬
‫كريم؟؟ كيف ذلك ولما لم يخبرها سابقا بذلك‬
‫اذا كان فعال يحبها‬
‫استدار كريم فجأه ونظر لها نظرات وألول مرة‬
‫تنتبه لها مريم وقال ‪ /‬احم فيه فون في الدرج‬
‫التاني جنب سرير سليم ممكن تجيبيه يا ريمو‬
‫كان يتحدث ومريم ال تفعل شئ سوى انها تنظر‬
‫له كالمنومة فاقترب منها وهو يبتلع ريقه‬
‫ويهمس ‪ /‬ريمو‬
‫افاقت على همسته تلك ونظرت لعيونه وشعرت‬
‫انها تغوص بها بينما هو مد يده ونزع نظارتها‬
‫ونظر لعيونها ببسمة وقال ‪ /‬سبحان الخالق‬
‫ارتجف جسد مريم فهذه اول مره لها تستمع‬
‫ومن َمن؟؟ من كريم رفيق‬ ‫لهكذا كلمات ِ‬
‫الطفوله وصديق الشباب والذي في يوم من‬
‫االيام كانت تناديه بأخي عند هذه النقطة عادت‬
‫للخلف بفزع بينما هو نظر لها جيدا ثم مد يده‬
‫بنظارتها فاخذتها ودخلت بسرعة للشقة بينما‬
‫هو وقف امام الشقة وهو يستند على السور‬
‫المقابل للباب ويزفر بضيق وهو يشعر‬
‫باالختناق وقرر انه لن يخفي شئ بعد اليوم فقد‬
‫اعترف وانتهى األمر‬
‫خرجت مريم وهى تمد يدها بالهاتف له فاخذه‬
‫وتحدث قبل أن تدخل ‪ /‬بتحبيه؟؟‬
‫نظرت له بتعجب فاكمل هو ‪ /‬بتحبي اسالم يا‬
‫مريم؟‬
‫تحدثت وهى تكاد تسقط أرضا ‪ /‬هو قالي انه‬
‫بيحبني‬
‫اقترب منها كريم وقال بعيون تفيض عشقا‬
‫وقلب يتألم ‪ /‬لو على الحب فتأكدي انك عمرك‬
‫ما هتالقي واحد يحبك زيك يا مريم‬
‫رفعت عينها ونظرت في عينه فقالها كريم‬
‫للمرة الثالثه امامها والمره التي ال يعلم عددها‬
‫لنفسه ‪ /‬مريم انا بحبك ال ال مش بحبك انا انا‬
‫عديت المرحلة دي من زمان‪ ،‬من صغرنا وانا‬
‫دايما مش شايف غيرك يا مريم انا انا‬
‫صمت وهو ال يعرف ماذا يقول هل يترجاها اال‬
‫تتركه هل يخبرها ان تترك ذلك الغبى وتحبه‬
‫هو هل يجبرها على حبه‬
‫صمت قليال ونظر أرضا وفجأه تركها وركض‬
‫لألسفل بسرعة وقد فاض به حقا‪ ،‬حتى لو‬
‫وصل به أن يقتل ذلك الشاب فلن يتردد‪ ،‬فمريم‬
‫له وفقط‪ ،‬مريم لكريم‪ ،‬وكريم لمريم‬
‫دخل كريم الشقة وهو يحاول ان يظهر في حالة‬
‫طبيعيه وجلس بجانب سليم الذي نظر له بشك‬
‫وقال ‪ /‬مالك‬
‫هز كريم رأسه بال شئ‬
‫وعلى الجانب االخر كان هناك حوار يدور بين‬
‫زين وادهم‬
‫زين وهو يفكر جيدا ‪ /‬كده تمام أنا هدبر ليك‬
‫طريقه للدخول والوصول لرؤوف الشريف‬
‫وهناك تقدر تعرف اللي انت عايزه عن هالي‬
‫انتبه الجميع لحديث زين وفتح ادهم فمه‬
‫بدهشه ثم اخذ يضرب اذنه قليال فيبدو ان‬
‫سمعه تضرر وقال ‪ /‬معلش بس هالي مين‬
‫زين بحاجب مرفوع ‪ /‬هالي بنت عم مؤنس‬
‫اللي هى عندك جوا دي‬
‫ادهم وهو ينظر الم فتحي بجانبه ويهمس ‪ /‬هو‬
‫بيقول ايه‬
‫ام فتحي ببسمة غبيه ‪ /‬معرفش هو بيقول ايه‬
‫بس انا موافقه‬
‫تجاهلها ادهم ونظر لزين بغباء ‪ /‬اللي جوا دي‬
‫ام فتحي مش هالي‬
‫وكان دور زين هذه المرة لينظر بغباء وقال ‪/‬‬
‫انت سميتها ام فتحي‬
‫ثم ضحك بشده وهو يقول ‪ /‬طيب يا سيدي ام‬
‫فتحي دي اسمها الحقيقي هالي‪ ،‬يعني هالي‬
‫هى ام فتحي‪ ،‬وأم فتحي هى هالي‬
‫ادهم بنظرة غباء وهو يشير لنفسه ‪ /‬ام فتحي‬
‫مين؟؟؟‬
‫ام فتحي بتاعتنا؟؟‬
‫تحدثت ام فتحي بنبرة اشبه بالبكاء ‪ /‬أنا ربنا‬
‫نصرني‬
‫أحدث ادهم بتعجب ‪ /‬اتنيلي انتي دلوقتي‬
‫ثم نظر لزين وقال ‪ /‬معلش عشان مش فاهم‬
‫هى اسمها ايه‬
‫زين بتعجب من تكراره للسؤال ‪ /‬اسمها هالي‬
‫الشريف‬
‫ادهم وهو ينظر الم فتحي التي تجلس بفخر‬
‫وكأنه تم تكريمها للتو ‪ /‬يعني مسمعتش غلط؟؟‬
‫اسمها هالي ازاى يعنى؟؟‬
‫ام فتحي ببسمة ساخره وهى تغيظه ‪ /‬شوف‬
‫بيبصلي ازاى هيموت عشان اسمي قمر وهو‬
‫اسمه جار عليه الزمن‬
‫ادهم وهو يشهق وقد نسى وجود زين وبراءة‬
‫‪ /‬جار عليه زمن مين يا ختي انتي مش بتقرأي‬
‫روايات وال إيه ده نص ابطال الروايات اسمهم‬
‫ادهم يا ختي دي البنات بتجري ورا االسم كده‬
‫ضربت ام فتحي كف على كف ‪ /‬يخربيت البنات‬
‫اللي بتجري وراك من اول ما شوفتك هما‬
‫نفَسهم متقطعش من كتر الجرى وال إيه‬
‫نظر زين وبراءة للجميع بتعجب بسبب حديث‬
‫ادهم لنفسه فقال سليم وهو يبتسم بغباء‪ /‬احم‬
‫هو بيحب يكلم نفسه ساعات كده‬
‫تحدث زين بريبة ‪ /‬وده عادي ليكم وال إيه؟؟‬
‫ثم نظر لبراءة وهمس ‪ /‬وانا اللي فاكر اني‬
‫محتاج دكتور نفسي دي عيلتك كلها عايزه‬
‫تتحجز في العباسية‬
‫كان ادهم مازال يشاجر ام فتحي ‪ /‬لعلمك بقى‬
‫ام فتحي أجمل على فكرة واسم موسيقي‬
‫وجميل على االقل مشهور ومعروف إنما ايه‬
‫هالي ده ال هو محصل هالة والهو محصل‬
‫سالي‬
‫رغم عدم فهمه لما يحدث اال ان زين ضحك‬
‫وبشدة وهو يقول لبراءة ‪ /‬عيلتك دي مش‬
‫طبيعيه وهللا وخديها مني كلمة‬
‫نظرت له براءة ببسمة سعيده وهى تراه يندمج‬
‫مع الشباب عكس طبيعته الباردة مع االغراب‬
‫ولكن من يمكنه ان يقاوم السعاده والضحك‬
‫الذي يفيض من هذه العصابه‬
‫قالت أم فتحي وهى تضم ذراعها لصدرها‬
‫وترفع رأسها عاليا بتكبر‪ /‬خليك اهري وانكت‬
‫في نفسك كده وال يهمني ‪ ،‬صياحك طرب‬
‫ادهم وهو مازال شاردا ويحدث نفسه ‪/‬اسمها‬
‫هالي ازاى طيب‪ ،‬طب انا هقولها هالي عادي‬
‫وال ام فتحي‬
‫تحدثت ام فتحي وهى تضحك على ردة فعله ‪/‬‬
‫قولي هالي يا اسمك ايه انت‪ ،‬قال ام فتحي قال‪،‬‬
‫شوف ربنا يا أخي جاب الكريم كراميل ده‬
‫عشان يبرأني من هبلك‬
‫نظر لها ادهم بعناد وقال ‪ /‬مكنتش عامل‬
‫حاسب هالي دي انا كنت مفكر اسمك بيئة آكتر‬
‫من كده‬
‫توقف قليال ثم سأل ‪/‬بعدين ايه هالي ده؟؟ ايه‬
‫أصله أساسا! ؟ هو اى حروف بنلزقها في‬
‫بعض تبقى اسم‬
‫قال كريم وهو يفكر ‪ /‬يمكن اسم إيطالي عادي‪،‬‬
‫والدتها اللي سمتها كده‬
‫انتبه الجميع له وتحدث زين بعدم فهم ‪/‬‬
‫إيطالي؟؟ ووالدتها؟؟‬
‫نظر له كريم وقال وهو يوضح حديثه ‪ /‬حسب‬
‫اللي وصلت ليه فالمفروض ان ام فتحي او‬
‫هالي يعني حامله الجنسية اإليطالية من ناحية‬
‫والدتها‬
‫نظر ادهم الم فتحي من أعلى السفل بقرف‬
‫فقالت بكل تكبر ‪ /‬ال متبصليش كده احنا بقينا‬
‫اجانب زى بعض‪ ،‬الرووس اتساوت خالص‬
‫ضحك ادهم بشده وهو يتذكر كلمتها (تركي‬
‫نص كم)‪/‬إيطالية نص كم‬
‫ام فتحي بسخريه وهى تبتسم بسمة جانبية ‪/‬‬
‫الكالم ده ليك يابابا مش ليا اكيد بعرف اتكلم‬
‫إيطالي في الحقيقه إنما أنت اخرك في التركي‬
‫توبة توبة وأمان ياربي امان‬
‫قال زين وهو يضيق عينه ‪ /‬هى عاشت في‬
‫إيطاليا قبل كده؟؟‬
‫كريم وهو يضرب بعض االزرار ‪ /‬حسب اللي‬
‫قدامي فهى من طفولتها وهى عايشه في بيت‬
‫الشريف يعني مراحتش إيطاليا وال مره‬
‫ضحك ادهم بصخب وهو يشير لها ‪ /‬وانتي‬
‫اخرك في اإليطالي هو البيتزا والنجرسكو يا‬
‫معفنة‬
‫ذمت ام فتحي شفتيها وهى تنظر له بغيظ‬
‫وتقول ‪ /‬تركي على ما تفرج وايطاليه على باب‬
‫هللا‪ ،‬ال التركي يعرف تركي وال االيطاليه تفهم‬
‫إيطالي وال حد فاهم حاجه خالص‬
‫ضحك ادهم اكثر على حديثها وهو ال يستطيع‬
‫التوقف بينما همس زين لبراءة ‪ /‬أنا بدأت اتأكد‬
‫انه مجنون بجد‬
‫ضحكت براءة بصخب على ضحكات ادهم‬
‫الغريبة ‪/‬وهللا ما كان كده‬
‫بينما سليم كان يحاول كتم ضحكته وشادي‬
‫يضحك بخفوت‬
‫تحدث ادهم بعدها هدأ ‪/‬اسف وهللا اسف بس‬
‫مقدرتش امسك نفسي احم احم كمل يا كريم يا‬
‫حبيبي‬
‫تحدث كريم وهو يبتسم على صديقه ويقول ‪/‬‬
‫واللي اكتشفناه انها مش مجرد ايطاليه يعني‬
‫والدتها مكنتش ايطاليه عاديه كده‬
‫نظر له زين يترقب فاكمل كريم ببسمه وهو‬
‫يدير الحاسوب الخاص به ويقول ‪ /‬والدتها‬
‫كانت بنت أليخاندرو فوستريكي‬
‫ام فتحي بغباء شديد ‪ /‬يطلع ايه البوكسريكي‬
‫ده‬
‫ضحك ادهم بصخب وهو يقول ‪/‬بوكسريكي ايه‬
‫وقطونيل ايه ياعم دي مش عارفة تنطق اسم‬
‫جدها بيننا قال زين بفزع ‪ /‬اوعى يكون قصدك‬
‫أليخاندرو فوستريكي اللي‪....‬‬
‫صمت ليكمل كريم ببسمة ‪ /‬هو اللي في بالك‬
‫اكبر زعماء المافيا في العالم‬
‫ام فتحي بفخر وبسمه ‪ /‬هللا على العيلة اللي‬
‫يشرف دي بقى‬
‫ابتسم زين بسمة واسعه وهو يقول ‪/‬لو كالمك‬
‫صح يبقى نقدر نقرأ الفاتحة على روح مؤنس‬
‫بعد ما أليخاندرو يعرف هو كان ناوي لحفيدته‬
‫على ايه‬
‫اقتربت ام فتحي الدهم وهمست ‪ /‬بسسسس‬
‫بسسس كابتن كابتن اسأله كده مين‬
‫انيخاردردرو ده بالضبط وهل هو مافيا أعضاء‬
‫وال ايه بالضبط‬
‫ضحك ادهم على عدم قدرتها على نطق االسم‬
‫بينما هى قالت ‪ /‬يابني ركز معايا كده انت جاى‬
‫تضحك وال إيه‬
‫كتم ادهم ضحكته ثم قال لكريم ‪ /‬ممكن ياكريم‬
‫تقولنا مين بالضبط هو أليخاندرو وازاى‬
‫اتاكدت انه يقرب الم فتحي‬
‫انتبه زين جيدا للسؤال فهو يرغب بالتأكد من‬
‫هذه المعلومه جيدا فهى ليست بالهينة أبدا‬
‫ابتسم ادهم ففهم كريم قصده وبدأ يتحدث ‪/‬‬
‫تمام في االول كنت بحاول اوصل ألى حاجه‬
‫تخص العيله دي يعني بدور في اى حاجه تقع‬
‫في أيدي وتخص عيلة الشريف وبالصدفه وانا‬
‫بدور في الحسابات الخاصة بيهم لقيت حاجه‬
‫غريبة في حساب اللي اسمه مؤنس انه كل‬
‫اول شهر بيوصل ليه مبلغ معين وفي نفس‬
‫الوقت‬
‫تحدث زين وهو يرفع حاجبه ‪ /‬مش يمكن‬
‫فلوس خاصه بتعامالت تجارية‬
‫كريم وهو يبتسم بغموض ‪ /‬صفقة ايه اللي كل‬
‫شهر بتدخله آكتر من مليار دوالر اال طبعا لو‬
‫كانت اسلحه ومخدرات بس طبعا مش بشكل‬
‫شهري كده‪ ،‬ده كأنه مرتب شهري‪ ،‬طبعا بحثت‬
‫كتير عرفت ان الفلوس دي بتوصل من حساب‬
‫لشخص إيطالي اسمه فابريانو وبعد البحث ورا‬
‫فابريانو عرفت ان االيد اليمين النطونيو‬
‫فوستريكي‬
‫ام فتحي بغباء ‪ /‬ايه أسامي األدوية دي هى‬
‫اسامي‬
‫ربنا خلصت ماله ابراهيم واحمد مش فاهمة‬
‫اكمل كريم ‪ /‬وانطونيو ده يبقى حفيد أليخاندرو‬
‫فوستريكي االكبر ودراعه اليمين وبعد البحث‬
‫اكثر ومراقبة للمحادثات بينهم وصلت ان‬
‫الفلوس اللي بتتبعت دي بتتبعت باسم ام فتحي‬
‫يعني مبعوته عشان تعيشها حياة كويسة بدون‬
‫ما ينقصها حاجه‬
‫زين وهو ينظر له بتفكير ‪ /‬لو كالمك صح ليه‬
‫أليخاندرو سايب حفيدته مع مؤنس وبعيد عنه‬
‫وليه متكونش جنبه يعني اللي يعرف يحكم‬
‫إيطاليا وتقريبا العالم كله في ايده اكيد مش‬
‫هيعجز انه يحمي حفيدته‬
‫ابتسم كريم بخبث وقال ‪ /‬اللي يخليه ساب بنته‬
‫تبعد عنه هيخليه يسيب حفيدته‬
‫انتبه الجميع له جيدا فاكمل وهو يضغط بعض‬
‫االزرار وقال ‪ /‬اللي اكتشفته ان أليخاندرو‬
‫فوستريكي زمان سمح لبنته انها تتجوز‬
‫بشخص عربي مصري واللي هو يبقى ابو‬
‫هالي‬
‫ادهم وهو يعلق على حديثه ‪ /‬ام فتحي مش‬
‫هالي‬
‫نظر له كريم ببسمة مغتاظة وقال وهو يضغط‬
‫على حروفه ‪/‬اللي هو أبو هالي وخاله ياخد‬
‫بنته ويبعد عنه بأكبر قدر ممكن ألن زى ما‬
‫قولت محدش يقدر يأذيه بس اكيد ده ميمنعش‬
‫انه ليه اعداء كتير اوي مستنين نقطة ضعف‬
‫ليه‪ ،‬وايه اكبر من بنتك الوحيده وسط ثالث‬
‫أبناء شباب انها تكون نقطة ضعف‪ ،‬وفعال‬
‫وافق أليخاندرو انه يجوز بنته للشاب ده مع‬
‫عهد منه انه يحافظ على بنته بعيد عن‬
‫اعدائه‪ ،،‬وفي الواقع اكتشفت ان مش كتير‬
‫يعرف بموضوع بنت أليخاندرو فوستريكي الن‬
‫معظم الناس مفكره انه عنده ثالث اوالد بس‪،‬‬
‫وتمر السنين ولسه بنته عايشه مع جوزها في‬
‫مصر بعيد عن عين اعدائه وبعدين يعرف انها‬
‫جابت بنت‪ ،‬فكانت البنت دي هى الحفيدة البنت‬
‫الوحيده وسط ‪ ٩‬أحفاد رجاله ألليخاندرو‬
‫فوستريكي فكانت ليها مكانه كبير اوي عنده‬
‫وتقدر تقول انه كان مخلي ال ‪ ٩‬أحفاد دول زى‬
‫الحراس ليها وبعد موت بنته وجوزها فكر انه‬
‫يجيب حفيدته جنبه بس خاف الناس تستغلها‬
‫لصالحهم فوقتها مؤنس عرف بالموضوع‬
‫وقاله انه هيحافظ على حفيدته مقابل مبلغ‬
‫وقدره ومحدش هيعرف انها حفيدته ‪ ،‬وافق‬
‫أليخاندرو على اقتراح مؤنس وبدأ يبعد احفاده‬
‫ال‪ ٩‬عنها عشان ميلفتش النظر ليها ووثق في‬
‫مؤنس وفكر انه هيكون امين على حفيدته زى‬
‫ما عمه كان امين على بنته‪،‬وتمر السنين‬
‫وهالي عايشه مع أهل ابوها ومحدش يعرف‬
‫أساسا بعيلة امها غير مؤنس والشريف الكبير‬
‫و أليخاندرو فوستريكي واالحفاد التسعة‬
‫الليخاندرو‬
‫وكل شهر أليخاندرو بيبعت مبلغ وقدره لمؤنس‬
‫ومعاه مبلغ تآني كبير عشان ميحرمش حفيدته‬
‫من حاجه وطبعا مكنش يقدر انه يتابع أحوال‬
‫حفيدته بشكل شخصي عشان ميلفتش نظر‬
‫اعدائه ليها وكان موكل واحد للموضوع ده‬
‫ولألسف الواحد ده مؤنس اشتراه وبقى يوصل‬
‫الليخاندرو اللي مؤنس حابب يوصله بس‪،‬‬
‫وتمر السنين على الحال ده لغايه ما هالي‬
‫هربت من البيت لسبب محدش يعرفه وتوصل‬
‫الدهم‪ ،‬ومؤنس مخلي الراجل اللي مكلفه‬
‫أليخاندرو بنقل اخبار حفيدته انه ينقل اللي هو‬
‫حابب ينقله بس‪ ،،‬يعني لحد دلوقتي أليخاندرو‬
‫مفكر حفيدته عايشه وفي بوقها معلقه من‬
‫دهب ومفيش حد قدها ولو عرف اللي حصل‬
‫واللي كان بيحصل لحفيدته يبقى نقدر نقول ان‬
‫الدنيا دي مجاش عليها واحد اسمه مؤنس‬
‫الشريف الن أليخاندرو مش هيكتفي انه يقتله‬
‫بابشع الطرق بس‪ ،‬ال ده هيمحي وجوده من‬
‫التاريخ اصال وخصوصا لو بلغ احفاده التسعة‬
‫اللي ممكن يولعوا في مصر كلها بعيلة الشريف‬
‫ونموت كلنا شهداء عشان خاطر عيون ام‬
‫فتحي‬
‫تحدثت ام فتحي وهى تفتح فمها ببالهه ‪ /‬هو‬
‫بيتكلم عني انا‬
‫هز ادهم رأسه بغباء وهو يقول ‪ /‬مش عارف‬
‫بس هو بيقول هالي مش ام فتحي ملكيش‬
‫دعوه انتي‬
‫ام فتحي وهى ترفع رأسها بطل كبرياء ‪ /‬آيوه‬
‫ما انا هالي برضو‬
‫نظر لها بغيظ شديد وهمس لنفسه ‪ /‬وهللا‬
‫السمي فتحي عشان تفضلي ام فتحي دايما‪.‬‬
‫نظرت له ام فتحي وقالت فجأه ‪ /‬شوفت عشان‬
‫عماله اقولك اني واحده مهمه واني حاسه اني‬
‫حاجه كبيرة مصدقتنيش ده انا مش هشغللك‬
‫سواق ليا ده انا هشغلك بواب يا معفن‬
‫نظر لها ادهم بغيظ وقال ‪ /‬هتفتري من اولها‬
‫وال إيه بعدين منا كمان عيلة امي مش شوية‬
‫أبدا وجدي عمده كبير في تركيا وعنده أمالك‬
‫كتير‬
‫تحدث شادي وهو يهمس له ‪ /‬مش واخد بالك‬
‫ان فيه اتنين هنا ميعرفوش عفاريتك؟ خف‬
‫شوية‬
‫ادهم بتذمر كاالطفال‪/‬ما هى اللي عماله تغيظني‬
‫وتقولي انها غنيه‪ ،‬بتفتري من اولها المعفنة‪،‬‬
‫نسيت ان ابو ماما كمان كبير ومش شويه في‬
‫تركيا‬
‫تحدث سليم بسخريه وهو يقول ‪ /‬عاملين زى‬
‫القرعة االي بتتباهى بشعر اختها اتنيل انت‬
‫وهى‬
‫لم ينتبه لهم زين وقال لكريم بشك ‪ /‬أنت عرفت‬
‫كل ده ازاى المعلومات اللي انت قولتها دي‬
‫مش اى حد يوصل ليها حتى في المخابرات‬
‫محدش وصل ليها‬
‫ابتسم كريم بمكر وقال ‪ /‬بالش تستهون بيا‬
‫ياباشا اللي قدامك ممكن يخترق حسابات‬
‫المخابرات نفسها‬
‫صمت قليال ثم قال ‪ /‬حكاية اتفاق مؤنس‬
‫واليخاندرو دي عرفتها من خالل اختراق‬
‫حساب مؤنس والراجل اللي بيوصل االخبار‬
‫الليخاندرو وده كان سهل جدا ألن حساباتهم‬
‫مش متأمنة آوي على عكس حسابات‬
‫أليخاندرو واللي معاه بس طبعا انا مسكتش‬
‫واتواصلت مع ماركوس وده يبقى الحفيد‬
‫السابع الليخاندرو واللي بالصدفه يبقى صديق‬
‫مقرب جدا ليا ومنه عرفت حكاية والدة هالي‬
‫ده طبعا بعد ما قولتله اني معجب ببنت والبنت‬
‫دي هى هالي وقولتله انها من عيلة الشريف‬
‫ومش عارف أتقدم ليها ازاى عشان هى‬
‫مستواها أعلى مني‬
‫ام فتحي ببسمة ‪ /‬أنا يابني شكرا على ثقتك‬
‫الغالية‪ ،‬بعدين مستوى ايه اللي اكبر منك دي‬
‫كلها شكليات‬
‫نظر لها ادهم بقرف وقال ‪ /‬مش من شوية‬
‫كنت بتدوسي على اهلي عشان معاكي شويه‬
‫فلوس‬
‫ضحكت ام فتحي بصخب وقالت ‪ /‬اشششش‬
‫انت اللي في القلب يا باشا‪ ،‬لو فلوس الدنيا‬
‫كلها قصادك هختارك انت‬
‫ابتسم لها ادهم بعشق وحنان‬
‫اكمل كريم حديثه ‪ /‬وقتها هو استغرب كتير‬
‫اوي وقالي عرفتها منين فألفت ليه حوار كده‬
‫وقولتله اني بحبها اوي وابن عمها مش‬
‫هيوافق واني مستعد اعمل اى حاجه عشانها‬
‫فهو النه صديقي من آكتر من ‪ ١٠‬سنين قالي‬
‫انه هيكلم جده يتدخل في الموضوع وقتها‬
‫عملت نفسي مستغرب ايه دخل جده بالحوار‬
‫فهو قالي كل حاجه وحكالي الحكاية كلها ومن‬
‫هنا عرفت جزء هالي وامها ومن الشات بين‬
‫مؤنس والراجل اللي بيوصل االخبار‬
‫الليخاندرو عرفت انهم بيضحكوا على‬
‫أليخاندرو وبس يا سيدي دي كل الحكاية‬
‫قال زين وهو يضيق عينه بجديه ‪ /‬مش بتفكر‬
‫تشتغل في المخابرات‬
‫ابتسم كريم بمزاح وقال ‪ /‬ومصر هتدفعلي‬
‫كام؟؟‬
‫زين بجديه كبيره ‪/‬اللي تطلبه‪ ،‬يابني انت‬
‫دماغك دي لو البلد ما استفادتش بيها يبقى‬
‫حرام علينا انا هكلم القادة نجندك‬
‫ضحك كريم بعدم تصديق ‪ /‬انت بتتكلم جد‬
‫هز زين رأسه ‪ /‬جد الجد كمان‬
‫تحدث ادهم الم فتحي ‪ /‬وهللا وطلع ليكي فايده‬
‫يا معفنه تخيلي انتي كل ده عشانك‬
‫ام فتحي بتفكير وهى تنظر له ‪ /‬تفتكر التسع‬
‫أحفاد دول حلوين وال اى كالم‬
‫عض ادهم شفتيه وقال ‪ /‬مش هتكلم‪ ،‬عشان‬
‫انتي ميئوس منك‬
‫ثم نظر لزين وقال ‪ /‬هتعرف تدخلني بيت‬
‫الشريف‬
‫هز زين رأسه ‪ /‬هدخلك ومحدش هيحس بيك‬
‫كمان وال هيشكوا فيك‪ ،‬سيبها عليا‬
‫تحدث سليم وهو ينظر الدهم ‪ /‬هتروح امتى‬
‫ادهم ببسمة فهو يعرف لما يسأل ‪ /‬بتسأل ليه‬
‫ضحك سليم وقال ‪ /‬انت عارف‪ ،‬بس عموما‬
‫عشان بكره اسالم هيجي هو وعيلته وانا‬
‫هروح أتقدم الشرقت وعايزك معايا‬
‫شادي بضحك ‪ /‬ايه يابني االتنين في يوم واحد‬
‫سليم وهو ينظر لكريم الذي احمر وجهه‬
‫بغضب ‪ /‬اسالم هيجي بليل وانا هروح العصر‬
‫الشرقت كفاية تأخير كده‬
‫تحدث ادهم وهو ينهض وينظر لهم بتصميم ‪/‬‬
‫طب هروح بكره الصبح وهاجي قبل العصر‬
‫ثم نظر لزين وقال ‪ /‬تقدر تدبرلي الدخول بكره‬
‫زين ببسمة خبيثة وهو ينظر له ‪ /‬اجهز عشان‬
‫هتشرب قهوتك بكره الصبح مع رؤوف‬
‫الشريف‪...........‬‬

‫******************‬
‫الفصل التاسع عشر‬

‫نظرت شادية بملل لفرج الذي منذ صعد هنا‬


‫وهو يتحدث إليها بحده زفرت شادية وهى‬
‫تقول ‪ /‬يوووه يا فرج يا أخي خالص قولتلك‬
‫مش هعمل كده تاني هو إنت مش واثق فيا‬
‫ابتسم فرج بسخريه ‪ /‬ال ازاى بس معاذ هللا‬
‫اكيد بثق فيكي‬
‫اعتدل فرج في جلسته وقال بتحذير وعيون‬
‫تطلق شرار ‪ /‬عارفة يا شادية لو وصلتني‬
‫شكوى عنك تآني هاجي اخدك للبلد هناك‬
‫سامعة مش كل شوية اسيب مشاكل البلد‬
‫والمصالح عشانك‬
‫لوت شادية شفتيها وقالت بحده ‪ /‬ما قولنا‬
‫خالص يا فرج مش هزعل حرنكش تآني بعدين‬
‫هو اللي قموص أساسا‬
‫كاد فرج يجيب لوال صوت الهاتف الذي قطع‬
‫هذا الحديث فاخرج هاتفه الصغير ونظر له‬
‫بتعجب ثم أجاب وفتح المكبر بسبب وجود‬
‫مشاكل في سماعة الهاتف مما يجعل صوته‬
‫منخفض‬
‫نهضت شادية من مكانها وجلست بالمقعد‬
‫الموجود بجانبه وسمعت المكالمه بينه وبين‬
‫احد الغفر‬
‫الغفير ‪ /‬دلوقتي يا عمدة الست ام عماد جاية‬
‫تشتشيرك في موضوع مهم‬
‫ارهفت شادية السمع بفضول كبير بينما قال‬
‫فرج ‪ /‬خير ياوش السعد عايزة ايه ام عماد‬
‫الغفير وهو يتحدث بملل للسيدة بجانبه ‪/‬‬
‫خالص يا ستي هقوله اهدي بقى خليني اعرف‬
‫اتكلم‬
‫ثم عاد للحديث مع فرج وقال ‪ /‬المشكله دلوقتي‬
‫يا عمدة ان الست ام عماد راحت عشان تفصل‬
‫عباية عند ام محمد‬
‫فرج بجديه وملل ‪ /‬آيوه وايه المشكله يعني‬
‫العباية طلعت ضيقة وال إيه مش فاهم‬
‫الغفير ببسمة بلهاء ‪ /‬ايه ده ما شاء هللا عليك‬
‫يا عمدة فعال العباية طلعت ضيقة‬
‫فرج بنفاذ صبر وهو يكاد يصاب بمرض بسبب‬
‫مشاكل هذه القرية ‪ /‬حاضر هخلص شغلي‬
‫وهاجي اخد مقاسات ام عماد واعملها عباية‬
‫واسعه شويه‪ .....‬انت اهبل يابني انا مالي‬
‫ومال العباية ضيقة وال واسعه شايفي ترزي‬
‫قدامك‬
‫ضحكت شادية بشده وهى تقول ‪ /‬فعال مشاكل‬
‫ومصالح تستدعي وجود رجل حكيم ومحنك‬
‫زيك كده‬
‫نظر لها فرج بشر ثم تحدث الغفير ‪ /‬ما تنطق‬
‫يابني فين ام المشكله اللي عايزني فيها‬
‫تحدث الغفير للسيده بجانبه ‪ /‬طيب هقوله طيب‬
‫اكمل الغفير لفرج ‪ /‬بتقولك يا عمده انها كمان‬
‫كانت متفقة على أن كم العباية يكون فيها‬
‫كشاكيش كده بس ملقتهاش وكمان كانت متفقة‬
‫على أن زراير العباية تكون على شكل ورده‬
‫ومطلعتش كده‬
‫تحدث فرج بفزع مصطنع ‪ /‬ال ال الموضوع‬
‫ميتسكتش عليه هى وصلت للزراير الوردة‬
‫حسابها معايا ام محمد لما ارجع‬
‫الغفير وهو يكمل كالمه ‪ /‬مش هنا المشكله يا‬
‫عمده‬
‫فرج بجديه كبيره وهو يبعد شادية عنه التي‬
‫كانت تضحك بشده عليه ‪ /‬ال هو فيه أكبر من‬
‫كده‪ ،‬هببت ايه ام محمد تآني‬
‫الغفير وهو ينظر للسيده بجانبه ‪/‬قالت الم عماد‬
‫ان العباية معموله زى ما هى وان ام عماد هى‬
‫اللي تخنت‬
‫فرج بانفعال مصطنع ‪ /‬الااا بقى دي زودتها‬
‫آوي بقى‪ ،‬فكرني لما ارجع امنعها من مزاولة‬
‫المهنة دي مش هخليها تمسك مقص في البلد‬
‫تآني هى اتجنت وال إيه‬
‫الغفير وهو يكمل ‪ /‬ومش بس كده يا عمده ده‬
‫ام عماد زعالنه اوي وبتقول ان ام محمد‬
‫بتعمل معاها هى كده بذات ومستقصداها اكمنها‬
‫مسيحيه يعني وهى جاية تشتكي ليك منها‬
‫نهض فرج بفزع وقال بعدم تصديق ‪ /‬يا نهار‬
‫ابيض هتعملوا فتنة طائفية يا هبل‪ ،‬آتنين هبل‬
‫زى دول يعملوا فتنة طائفية‬
‫ضحكت شادية بصخب وهى تقول ‪ /‬بقولك ايه‬
‫انا موافقه اروح معاك البلد ده الضحك عندكم‬
‫ببالش يا جدع‬
‫تجاهل فرح حديث شادية وقال ‪ /‬اسمع يا زفت‬
‫انت تروح الم محمد وتقولها تعدل العباية الم‬
‫عماد زى ما هى عايزة وحسابها عندي انا‬
‫اللي هدفع فهمت وانا لما ارجع يبقى اقعد‬
‫معاهم ونشوف الموضوع ده اقفل‬
‫أغلق فرج الهاتف ونظر بجانبه فوجد شادية‬
‫تضحك بعنف وهى تمسك معدتها ‪/‬خدني معاك‬
‫البلد يا عمدة وانا هشوف حوار الكشاكيش‬
‫معاك‬
‫زفر فرج بضيق وقال ‪ /‬اخرتها شاديه تتريق‬
‫عليا‬
‫فُتح باب الشقة ودخل منه عوض وهو يتحدث‬
‫بدهشه بعدما وجد فرج يقف مع والدته ‪ /‬ايه‬
‫ده عمي؟؟‬
‫اهال يا عمي نورت البيت‪ ،‬انت جيت امتى كده‬
‫ابتسم له فرج وربا على كتفه ‪ /‬حبيب عمك‬
‫الوحيد اللي مشفق عليه في العيله اللي‬
‫مفهاش حد عدل دي معلش يا بني ظلمناك‬
‫بعيلتك وهللا‬
‫ضحك عوض وهو يضم عمه ويقول ‪ /‬ربنا‬
‫يجعل من اسمي نصيب يا عمي ويعوضني بدل‬
‫الجنان اللي انا فيه‬
‫ثم نظر لشادية وقال ‪ /‬جرا ايه يا أمي‬
‫معملتيش العشا وال إيه‬
‫نهضت شادية وقالت بتذمر ‪ /‬وهو عمك سابني‬
‫اعمل حاجه‪ ،‬ده جه استلمني كالم واوامر‬
‫هز عوض رأسه بيأس من والدته ‪ /‬حقك عليا‬
‫يا أمي بس جهزلنا لقمة ناكلها عشان واقع من‬
‫الجوع‬
‫تحدثت شادية وهى تدخل المطبخ ‪ /‬أنا مجهزه‬
‫االكل هولع عليه يستوي تكون ناديت العيال‬
‫وكلم شاكر برضو يجيب هاجر ويجي هناكل‬
‫كلنا سوا انهاردة بما ان فرج هنا واه قول للبت‬
‫براءة تجيب الحتة المستوردة معاها يمكن‬
‫نطلع منه بعريس‬
‫نظر فرج لها وهى تدخل ثم أعاد نظره لعوض‬
‫وقال لشفقة ‪ /‬ربنا يصبرك يابني‬
‫ضحك عوض وقال وهو يدخل غرفته ‪ /‬خالص‬
‫اتعودت يا عمي عن اذنك هغير اللبس وارجع‬
‫هز عوض رأسه بايجاب ثم جلس ليجري‬
‫مكالمة هاتفية‬
‫تحدث ادهم بحماس كبير ‪ /‬تمام اتفقنا من بكره‬
‫الصبح بدري هكون في طريقي السكندرية‬
‫وبإذن هللا اقدر اطلع باى حاجه تفيدني‬
‫ثم نظر الم فتحي فوجدها تنظر له بقلق فابتسم‬
‫لها مطمئنا وقال مستغال انشغال زين ببراءة ‪/‬‬
‫مالك؟؟؟‬
‫ابتسمت بسمة مهتزه وقالت ‪ /‬عارفة انهم مش‬
‫بيحبوني بس خايفة اشوف ده بعيوني يا ادهم‬
‫ادهم وهو ينظر لها بحنان مشفقا ‪ /‬ايه رأيك‬
‫اروح لوحدي بكرة‬
‫هزت رأسها بنفى ‪ /‬ال ال انا عايز اجي واشوف‬
‫عمي عايزة اشوفه اذا كان فعال بيحبني زى ما‬
‫زين قال وال ال‬
‫ثم ادمعت عينها وقالت ‪ /‬عايزة اى امل ان فيه‬
‫حد في عيلتي بيحبني يا ادهم مش عايزة احس‬
‫اني منبوذة‬
‫تألم ادهم لحديثها ثم نظر حوله وقال لها بحنان‬
‫يفيض من عيونه ‪ /‬مين قال ان عيلتك بتكرهك‬
‫يا مالكي كلنا هنا بنحبك شوفي كل اللي هنا‬
‫بيعملوا كده عشانك يبقى ليه تقولي أن محدش‬
‫في عيلتك بيحبك‪ ،‬ياقلبي لو الدنيا كلها قفلت‬
‫أبوابها في وشك هتالقي بابي دايما مفتوح‬
‫مستني تدخليه‬
‫هبطت دموع ام فتحي بشده وقالت ‪ /‬وانا مش‬
‫هحتاج ادخله يا ادهم الني مش هخرج منه‬
‫أساسا‬
‫قال ادهم ممازحا اياها ‪ /‬طب وإيطاليا والفلوس‬
‫والعيلة الكبيرة اللي عندك‬
‫ام فتحي بصدق ومشاعر تفيض من حروفها ‪/‬‬
‫مش عايزاهم يا ادهم هعمل بيهم ايه وانت مش‬
‫معايا‪ ،‬انا مش عايزة غيرك خالص‪ ،‬مبقاش ليا‬
‫غيرك اصال يا ادهم‪ ،‬اوعى في يوم تسيبني‬
‫ليهم الني وقتها هموت‬
‫اهتز قلب ادهم بين جنبات صدره وهمس لها‬
‫بكل ذرة عشق يمتلكها ‪ /‬بموتي يا مالكي‪،‬‬
‫بموتي اني اسيبك تبعدي عني‬
‫ابتسمت له ثم مسحت دموعها وقالت بجدية‬
‫وهى تحاول أن تلطف األجواء ‪ /‬تعرف ايه اكتر‬
‫حاجه مخوفاني يا ادهم‬
‫نظر لها جيدا فاكملت هى ‪ /‬لما نتجوز بإذن هللا‬
‫ونتصور وننزل صورتنا على النت‪ ،‬الناس‬
‫هتشير الصورة وتقول شوفوا سبحان هللا عمر‬
‫الشكل ما كان عقبة‬
‫ابتسم لها ادهم بحنان وقال ‪ /‬يا حبيبتي ليه‬
‫بتقولي كده انتي جميله اوي يا مالكي‬
‫تحدثت ام فتحي بجدية كبيرة ‪ /‬مين قالك اني‬
‫قصدي عليا انا قصدي عليك‬
‫نظر لها لثواني ببالهة حتى فتح عينه بشده‬
‫وهو يبتسم بعظم تصديق ‪ /‬قصدك انهم‬
‫هيتريقوا ألنك رضيتي تضيعي جمالك معايا‬
‫هزت ان فتحي رأسها بتفاخر ‪ /‬بالضبط فعشان‬
‫كده تجنبا لكسرة خاطرك احنا مش هننزل‬
‫صور على اى موقع عشان مشاعرك بس‬
‫ضحك ادهم بصخب وهو ال يصدق حديثها ذاك‬
‫ثم قال وهو يدفعها ‪ /‬طب يال يابابا يال اسرحي‬
‫بعيد يا شاطرة‬
‫ضحكت ام فتحي بشده عليه في نفس الوقت‬
‫الذي تحدث شادي بعدما أنهى مكالمته مع‬
‫عوض ‪ /‬يال يا جماعه شادية جهزت العشا‬
‫ومستنياكم‬
‫كان زين اول من نهض وتحدث ‪ /‬احم طب عن‬
‫اذنكم انا‬
‫ثم نظر الدهم ‪ /‬زى ما اتفقنا بكره الصبح ان‬
‫شاء هللا‬
‫تحدث شادي وهو يمسك يده ويسحبه خلفه ‪/‬‬
‫انت بذات شادية مأكده عليك‬
‫نظر زين ليده بتعجب ثم قال ‪ /‬عليا انا؟؟‬
‫تحدث شادي بضحكة عاليه ‪ /‬أصلها عشمانة‬
‫يجي من وراك عريس‬
‫ضحك الجميع وتبع شادي وزين وصعد الجميع‬
‫لشقة عوض في نفس الوقت الذي كانت فيه‬
‫مريم تهبط مع منة من األعلى‬
‫وقع نظر مريم على كريم الذي كانت نظراته‬
‫تبدو كمن يدرسها فلم ينزع نظره أبدا عن‬
‫وجهها بينما هى نظرت ارضا وهى تبتلع ريقها‬
‫ابتسمت منة بسخرية عليها وقالت ‪ /‬طب يا‬
‫همشي انا عشان الوقت ‪have fun‬جماعه‬
‫اتأخر‬
‫تحدث شادي بفزع ولهفة ‪ /‬تمشي ايه ال‬
‫استني‬
‫نظرت له بتعجب فابتسم لها وغمز ‪ /‬يرضيكي‬
‫يبقوا كلهم كابلز وانا سنجل على االكل‬
‫ربعت منة يدها ورفعت حاجبها وقالت ‪ /‬آيوه‬
‫اعمل ايه انا‬
‫شادي وهو يقترب منها ويغمز لها بشقاوة ‪/‬‬
‫كلك نظر يا أستاذة منه‬
‫فتحت فمها ببالهة ‪/‬أستاذة؟؟؟‬
‫ابتسم لها وهمس ‪ /‬يعني مثال اقعدي معايا‬
‫واكسبي ثواب إدخال سعادة على قلب مسلم‬
‫عشان ميبقاش شكلي وحش وانا في النص‬
‫سنجل وكل واحد معاه مزته دي حتى تبقى‬
‫عيب في حقي‬
‫ضحكت منة بخفوت وهى ترى العيون‬
‫الفضولية التي تحاول استراق السمع لما يدور‬
‫بينهم ‪ /‬آيوه يعني اعمل ايه معلش برضو‪،‬‬
‫حتى لو حضرت العشا هتفضل سنجل الني‬
‫هبقى قاعده عادي‬
‫ضحك شادي وهو يرن الجرس ‪ /‬ال سيبي‬
‫الموضوع ده عليا ملكيش دعوه واوعدك اكون‬
‫في غاية االحترام وقلة األدب معاكي‬
‫ضحك سليم وهو يضرب كف بكف ‪ /‬قال كلنا‬
‫كابلز‪ ،‬بيصطاد في الماية العكرة هو فيه غير‬
‫زين وبراءة هما اللي كابلز هنا‬
‫هبط شاكر وبيده هاجر وهو يقول ‪ /‬واقفين كده‬
‫ليه‬
‫صاحت ام فتحي وهى تصفر ‪ /‬الكابلز الحقيقي‬
‫وصل يا حارة‬
‫ضحك ادهم عليها بينما قال كريم وهو يتجه‬
‫لوالدته ويسحبها بعيدا ‪ /‬هاجر بقولك كنت‬
‫لم يكمل حديثه حتى دفعه شاكر من وجهه بعيدا‬
‫وجذب اليه هاجر بتملك وهو يقول ‪ /‬هش يا‬
‫عسل بعيد مش شايفها معايا وال هو مبقاش‬
‫فيه نظر أبدا‪ ،‬مش عارف ايه قلة األدب دي‬
‫نظر له كريم بحنق وقال ‪ /‬ايه يا شاكر انا‬
‫هاكلها وال إيه أنا بس عايزها في موضوع‬
‫شاكر وهو يمد يده على كتف هاجر ويضمها‬
‫له باستفزاز ‪ /‬أنا وجوجو واحد يا حبيبي قولي‬
‫معاها‬
‫زفر كريم بشده بينما ضحكت هاجر عليهم‬
‫وقالت لشاكر ‪ /‬خالص يا شاكر بطل ترخم عليه‬
‫نظر شاكر لكريم وابتسم ببرود وقال ‪ /‬ال مش‬
‫هبطل‬
‫تحدث كريم وهو يبتعد عنهم ‪ /‬ده انت لو‬
‫كسبتني في البخت مش هتعمل كده يا أخي‬
‫فجأه فُتح الباب وطلت عليهم شاديه وهى‬
‫تبتسم وتقول ‪ /‬جيتوا في وقتكم يال االكل‬
‫هيبرد‬
‫وفي ثواني كان جميع الشباب يدخلون بسرعه‬
‫للداخل وكاد شاكر يلحق بهم حتى وضعت يدها‬
‫على الباب وهى تقول ‪ /‬ال انت هتدخل اخر‬
‫واحد‬
‫ابتسم لها شاكر ببرود وقال ‪ /‬ايدك يا شادية‬
‫خلينا نعدي‬
‫تحدث زين بهمس لبراءة ‪ /‬هو العيلة دي مالها‬
‫كده‬
‫ضحكت براءة بشده وهى تسحبه للداخل ‪/‬‬
‫هتتعود عليهم‬
‫ابتسم لها زين ولحق بهم بينما كاد شاكر يدخل‬
‫خلفهم فوقفت شادية امامه فقال لها ببرود ‪/‬‬
‫اشمعنا يعني انا يا شادية اوعي تكوني لسه‬
‫زعالنه عشان فرج زعقلك‬
‫احمرت خدود شادية بغيظ وقالت ‪ /‬وال تهزلي‬
‫شعره انت وفرج هو بس بحترمه عشان كبير‬
‫مش زى ناس كده مش بتحترم حد‬
‫تحدث شاكر وهو يكرمش مالمحه بضيق ‪ /‬يا‬
‫ستير يارب ايه الوقاحه دي‪ ،‬هو فيه حد مش‬
‫بيحترم الكبير‬
‫شادية وهى تلوي فمها ‪ /‬شوفت يا خويا ناس‬
‫ناقصه‬
‫دفعها شاكر وهو يدخل وخلفه هاجر وقال وهو‬
‫يضحك ‪ /‬معلش يا شادية مبقاش فيه احترام‬
‫يال اقفلي الباب وتعالي عشان نلحق االكل‬
‫دخلت شاديه خلفه بغيظ وجدت الجميع يجلس‬
‫على السفرة وقد ارتصوا بجانب بعضهم‬
‫البعض فابتسمت لهم بحنان على هذا التجمع‬
‫فتحدثت وهى تصفق بيدها لجذب االنتباه ‪/‬‬
‫اتنشن بليز‪ ،‬طبعا برحب بيكم في التجمع‬
‫الجميل ده ولمتكم الحلوة ماعدا شاكر‪ ،‬وحابة‬
‫اقول ان كلكم منورين بيتي ماعدا شاكر‪،‬‬
‫واتمنى االكل يعجبكم ماعدا شاكر‬
‫كان شاكر هو الوحيد الذي بدأ بتناول الطعام‬
‫أثناء حديثها ويهز رأسه بتأثر على حديثها‬
‫‪/‬طبعا طبعا‬
‫اكملت شادية بغيظ من شاكر ‪ /‬وحابة اقولكم‬
‫اني محضره ليكم بعد العشا حاجه حلوة‬
‫هتعجبكم‬
‫انتبه الجميع لها بينما شاكر كان مستمر في‬
‫األكل ليستفزها ولكن توقف الطعام في حلقة‬
‫حينما سمع حديثها وهى تقول ‪ /‬جيبالكم‬
‫حرنكش عشان نحلي‬
‫نظر لها شاكر بشر بينما هى ابتسمت بسعادة‬
‫الستفزازه اخيرا‬
‫القى شاكر معلقته على الطاولة وعاد بظهره‬
‫للخلف وهو يعض شفتيه بغضب وفجأه نهض‬
‫بسرعة وهو يخرج مسدسه ويتجه ناحيتها‬
‫ويقول بغضب ‪ /‬المرة دي بقى اترحمي على‬
‫نفسك‬
‫فتحت شادية عينها بفزع وهى تعود للخلف‬
‫وتقول ‪ /‬في إيه هو أنا قولت حاجه‪ ،‬اوعى‬
‫يكون عندك حساسيه من الحرنكش‬
‫ازداد غصب شاكر وصرخ بعنف ‪ /‬هقتلك يا‬
‫شادية هقتلك‬
‫ركضت شاديه بسرعه وخلفها شاكر بينما هلل‬
‫الجميع بصخب وصفر ادهم وهو يقول ‪ /‬آيوه‬
‫بقى رجعوا ايام المجد‬
‫كان زين يفتح فمه بصدمه من ردة فعلهم هل‬
‫جنوا ام ماذا فجأه نهض شادي بسرعه وركض‬
‫للمطبخ فشعر زين انه واخيرا هناك أحد مازال‬
‫يحتفظ بعقله بينهم فالبد انه دخل ليحضر شئ‬
‫ويدافع به عن السيدة‬
‫خرج شادي وهو يحمل صينية كبيره مليئة‬
‫بالتسالي والفشار وأتى لهم ووضعها على‬
‫الطاولة وجلس بحماس يتابع مع الجميع وقال‬
‫لكريم ‪ /‬طلع صور ياض يا كريم انت كاميرتك‬
‫حلوة‬
‫اخرج كريم هاتفه بسرعه واخذ يصور مايحدث‬
‫وهو يأكل بعض اللب والجميع يشجع‬
‫تحدث سليم وهو يأكل بعض الترمس ‪ /‬ابقى‬
‫ابعت ليا الفيديو ده يا كريم بعد ما تعمله‬
‫مونتاج وابقى حط عليه اغنيه تليق كده‬
‫كانت أم فتحي تتابع بجديه وهى تقول الدهم ‪/‬‬
‫فكرك مين هيتعب األول‬
‫نظر ادهم بكل جديه لما يحدث وقال ‪ /‬شاكر‬
‫عمره ما يتعب اخر ما يزهقوا شادية هتديله‬
‫كلمتين يجيبوا أجله وهو هيعمل نفسه بارد‬
‫كالعاده‬
‫هزت ام فتحي رأسها بايجاب ثم صفقت وهى‬
‫تقول ‪ /‬بص بص وقعته ازاى معلمه شادية‬
‫دي‬
‫كان زين يجلس وهو ينظر لهم بقلق ويفكر‬
‫بالهرب من هذه العائلة المجنونه فال يوجد أحد‬
‫بهم عاقل أبدا حقا‪ ،‬بدأ ينظر لبراءة التي تقف‬
‫على مقعدها وتصفر بحماس وقال في نفسه ان‬
‫تصرفات براءة أصبحت منطقية له اآلن فمن‬
‫يعيش مع هذه العائلة ويكون عاقل‬
‫تحدث فرج وهو ينظر لسليم ‪ /‬ناولني اللب ده‬
‫ياسليم‬
‫مد سليم يده لفرج بالطبق دون أن ينظر فقال‬
‫له فرج بتذمر ‪ /‬ده سوداني يا سليم ركز معايا‬
‫كده عايز اللب السوري‬
‫نظر له سليم بتذمر واعطاه الطبق الذي طلبه‬
‫في نفس الوقت الذي سمع الجميع طرق الباب‬
‫ولكن تجاهلوه فنهض زين بسرعه وعينه‬
‫ماتزال تدور بينهم بقلق وريبة ففتح الباب ولم‬
‫يكد يتحدث حتى وجد سالح يوجه لرأسه‬
‫كانت أشرقت تتحرك في المنزل وكأنها فراشة‬
‫وكانت سعادتها تظهر جليا على وجهها وكيف‬
‫ال وغدا سيأتي سليم لطلب يدها‬
‫نظرت لها والدتها بتعجب وهى تقول ‪ /‬يابنتي‬
‫دول جايين بكره مش انهارده تعالي كلي وبكره‬
‫يبقى نعمل اللي عايزينه‬
‫ابتسم أشرقت وهى تقوم بصنع بعض الحلويات‬
‫بحب وفرحة كانت تحتل قلبها قليال جدا ‪ /‬يا‬
‫ماما جايين بكره العصر يعني هنعمل ايه وال‬
‫ايه مش هنلحق نعمل حاجه غير يادوب البيت‬
‫ضربت ام أشرقت كف بكف ‪ /‬ربنا يشفيكي‬
‫يابنتي كنتي عاقلة وهللا هو سليم عمل فيكي‬
‫ايه‬
‫توقف أشرقت عمل تفعل وتنهدت بحب شديد‬
‫وقد نست انها تحدث والدتها ‪ /‬معرفش وهللا‪،‬‬
‫امتى حبيته وامتى بقيت كده مش عارفة اى‬
‫حاجه‬
‫ثم قالت بشررد وهى تنظر امامها ‪ /‬كنت مفكرة‬
‫اني نسيت حبي ليه وقولت انه حب مراهقة‬
‫وطفولة واول ما جه رأفت هللا يجحمه وكنت‬
‫خالص بسمع كالم يسم البدن بسبب تأخر‬
‫جوازي اضطريت أوافق وقولت هنسى حب‬
‫المراهقة ده ومع الوقت هحب رأفت بس‬
‫معرفتش خالص معرفتش ورغم كده كملت‬
‫غصب عني لوال انه هو والعقربه امه زودوها‬
‫توقفت عن الحديث وهى تالحظ نظرات الخبث‬
‫على وجهه والدتها فابتلعت ريقها بتوتر وقالت‬
‫‪ /‬أنا مش قصدي انا بس هو‬
‫توقفت عن الحديث وهى تهمس لنفسها انها‬
‫أصبحت تتمادى في الحديث هذه األيام كما‬
‫فعلت منذ ايام مع سليم فوق السطوح وعند‬
‫هذه الذكرى احمرت خدودها بشده‬
‫فاقتربت منها والدتها وقالت بخبث شديد ‪/‬‬
‫خدودك احمرت ليه؟‬
‫نظرت لها أشرقت ببسمة خجوله ثم ارتمت في‬
‫احضانها وهى تقول ‪ /‬بحبه اوي يا ماما‪ ،‬هو‬
‫حرام عليا احبه‬
‫ابتسمت له والدتها وقالت بحنان وهى تربت‬
‫على ظهرها ‪ /‬قلب امك الحب مش حرام أبدا‪،‬‬
‫بس التصرفات الي ممكن تحصل بسبب الحب‬
‫وفيها تعدي هى اللي حرام‪ ،‬الحب مش بأيدينا‬
‫وقلوبنا مش بأيدينا ومنقدرش نمنع نفسنا نحب‬
‫حد‬
‫ثم ابعدتها عنها وهى تنظر لها بجدية وتشير‬
‫لرأسها ‪ /‬بس نقدر نمنع ده انه يتمادى‪ ،‬نقدر‬
‫نوقف ده عند حده‪ ،‬نقدر نتحكم في ده فهماني‬
‫هزت أشرقت رأسها ببسمة وهى تقبل يدها‬
‫وتقول ‪ /‬ربنا يديمك ليا يا ماما يارب‬
‫ضمتها والدتها بحب وهى تقول ‪/‬ويديمك يا‬
‫قلب امك ويسعدك دايما واشوفك عروسة‬
‫بالفستان األبيض‬
‫ضمتها أشرقت اكثر حتى قالت والدتها وهى‬
‫تبعدها بمزاح ‪/‬روحي يابت كملي حلويات‬
‫وخلصي عشان ناكل‬
‫ضحكت أشرقت وهى تعود لعمل الحلويات‬
‫وتشرد بسارق قلبها وتهمس ‪ /‬يارب ارزقني‬
‫بيه في حاللك يارب‪ ،‬يارب ابعد عننا اى مدخل‬
‫للشيطان‪ ،‬يارب اغفرلنا لو غلطنا من غير ما‬
‫نقصد‬
‫ثم اغمضت عينها وقالت ببسمة عاشقة ‪ /‬اللهم‬
‫ارزقني به محمدا فأكن له عائشة‪ ،‬اللهم اجعله‬
‫يدا تُمد لي وتسحبني لطاعتك وتبعدني عن‬
‫معصيتك‬
‫دخل زين على الجميع بعد أن فتح الباب وكانت‬
‫ماتزال المعركة بين شادية وشاكر مستمره‬
‫ولكن فجأة تسمر الجميع وهم يرون زين الذي‬
‫يرفع يده وخلفه رجال يحملون اسلحه‬
‫ويوجهونها عليهم‬
‫تحدث احد الرجاله بصوت عالي ‪ /‬كله يرمي‬
‫اللي في ايده ويرفعها فوق اخلصوا‬
‫وفي ثواني دون أن ينتبه احد كان شاكر يخفي‬
‫سالحه في ثيابة ويرفع يده ببرود وهو يظهر‬
‫لهم انه استسلم كما يفعل زين الذي ينتظر فقط‬
‫معرفة لما هم هنا هل من أجله ام ماذا؟؟‬
‫نظر الجميع لبعضه قليال بغباء حتى صرخ بهم‬
‫الراجل ‪ /‬مسمعتوش وال إيه‬
‫تحدث فرج وهو ينظر للجميع ويهمس بحسرة‬
‫‪/‬ياريتني كنت روحت أخدت مقاسات ام عماد‬
‫وعملتلها كشاكيش‬
‫نظر شاكر للجميع حتى ينفذوا ما يقول هذا‬
‫الرجل‬
‫فبدأ الجميع ينزل أرضا وهو يترك ما بيده بينما‬
‫مريم تنظر للرجال بغباء وهى ال ترى المسدس‬
‫‪ /‬هو بيزعق بصوت عالي كده ليه‬
‫تحدث كريم وهو يقف بجانبها ‪ /‬ال أبدا ده‬
‫بيقول فقرة في اإلذاعة المدرسية بس‬
‫الميكرفون بايظ‬
‫نظرت له مريم بغباء فتحدث بغضب ‪ /‬ارفعي‬
‫ايدك هللا يحرقك مش هلحق ادخل دنيا‬
‫نظرت له بتذمر وقد نست ما صار بينهم‬
‫وعادت لطبيعتها ‪ /‬بتزعق ليه انت كمان‬
‫نظر لها كريم بتحذير ‪ /‬ارفعي ايدك اخلصي‬
‫رفعت مريم يدها وهى تزم شفتيها بحنق‬
‫بينما همس شادي بتذمر ‪ /‬ايه ام الفقر ده وانا‬
‫اللي قولت اني هستغل السهرة وادي البت‬
‫بوسة‪ ،‬شكلها حتى مفيهاش حضن‬
‫ضربته منة بيدها في بطنه فتأوه بخفوت بينما‬
‫هى قالت ‪ /‬هتموت وانت بتفكر في البوس‬
‫شب على شئ شاب عليه‬ ‫صحيح من ّ‬
‫نظر لها ببسمة ماكرة وقال ‪ /‬هللا وانتي مالك‬
‫انتي انا كنت بتكلم عن واحده تانيه‬
‫نظرت له بشر ثم صرخت‪ /‬نعم يا عسل‬
‫انتبه الجميع لهم فقال شادي بضحكه ‪ /‬اسكتي‬
‫هتفضحيني يعني مسمعوش وانا بقول بوسة‬
‫هيسمعوا وانا بتهزق اسكتي‬
‫عوض وهو يتمتم بضيق ‪ /‬اللهي ياخدوك‬
‫رهينة يا أخي ونخلص من قرفك وياخدوا ستك‬
‫بالمرة‬
‫تحدث احد الرجال بغضب ونفاذ صبر من هذه‬
‫العائلة ‪ /‬بس اسكتوا مش عايز اسمع نفس كله‬
‫ينزل على ركبته وهو رافع ايده‬
‫ابتسم زين وسار حيث أشار ذلك الرجل وكان‬
‫اول من جلس على ركبتيه وهو يرفع يده‬
‫ويظهر استسالمه الكامل‬
‫فصرخ الرجل في الباقيين ‪ /‬ايه مسمعتوش‬
‫قولت ايه كله على ركبته‬
‫اقترب الجميع من منتصف الصالة وجلسوا‬
‫على ركبتهم وهم ينظرون للرجال بترقب‬
‫فتحدثت شادية ‪ /‬كابتن لو سمحت غطي بس‬
‫االكل عشان هيبرد معلش‬
‫نظر لها الرجل بغضب فاغلقت شادية فمها‬
‫بسرعه بينما يبتسم عليها شاكر بشماتة‬
‫سليم وهو يرفع يده ويبتسم بشر ‪ /‬الواحد كان‬
‫قرب ينسى شعور الضرب ده يا جدع‪ ،‬وهللا‬
‫والد حالل بقالي اسابيع معتزل المشاكل بس‬
‫نعمل ايه هو رزق وجالي‬
‫كان عبدالرحيم منهمك في عمله حتى ساعة‬
‫متأخرة وبعدما انتهى من كل شئ تنهد بارهاق‬
‫شديد ونهض من على مكتبه متوجها للخارج‬
‫فوجد السكرتير الخاص به ينهض بسرعه وهو‬
‫يتحدث ‪ /‬كده خلصنا انهاردة يا فندم‬
‫ابتسم له عبدالرحيم ‪ /‬آيوه يا ابراهيم خالص‬
‫انهاردة كده يال لم ورقك وارجع بيتك بالش‬
‫تتأخر آكتر من كده‬
‫اتجه ابراهيم لمكتبه وهو يقول ‪ /‬تمام أنا‬
‫خلصت تقريبا باقي بس توقعيك على صفقة‬
‫القيعي ويبقى مش باقي غير التنفيذ‬
‫نظر عبدالرحيم وأشار له ان يحضر الورق‬
‫فمد ابراهيم يده بقلم وبعض األوراق وبدأ‬
‫عبدالرحيم يوقع عليهم ثم تنهد بتعب وقال ‪/‬‬
‫فيه حاجه كده تاني‬
‫هز ابراهيم رأسه بهدوء واحترام ‪ /‬ال كده تمام‬
‫يا فندم هقفل األوراق دي واروح‬
‫ابتسم له عبدالرحيم وتوجه للخارج حيث‬
‫سيارته ثم استقلها واتجه لمنزله وهو يشعر‬
‫بالرتابة وبرودة تجتاح اوصاله فقد سئم هذا‬
‫المنزل الكبير الممل والبارد والذي يفتقر الروح‬
‫الدافئة فلوال ابنته لما تردد لحظه في ترك كل‬
‫شئ والتوجه بعيدا عن هؤالء البشر المزيفين‬
‫توقف أثناء صعوده لألعلى على صوت همس‬
‫غريب فاقترب ببطئ وحذر من باب غرفة‬
‫مكتبه ونظر جيدا ولكن صدم مما رأى وسمع‬
‫كان الجميع يجلس على ركبته وهو يضع يده‬
‫عاليا‬
‫بينما أمامهم كان يقف سبع رجال يحملون‬
‫األسلحة ويوجهونها لرؤسهم‬
‫همست براءة لزين ‪ /‬دول تبعك؟‬
‫رفع زين عيونه للرجال ببرود ثم قال ‪/‬الحمير‬
‫دول؟ ال معرفهمش دول جبنا ايدهم بتترعش‬
‫وهما ماسكين السالح‬
‫نظرت براءة لشاكر الذي ينظر في جميع‬
‫االتجاهات ليدرس الموقف وقالت ‪/‬بسسس‬
‫بسسسس شاكر‬
‫نظر شاكر لها بانتباه فقالت براءة ‪ /‬تبعك دول؟‬
‫هز شاكر رأسه برفض وقال‪ /‬محدش فيهم‬
‫عارفني وال فتشني‪ ،‬يبقوا مش هنا عشاني‬
‫ام فتحي بهمس ‪ /‬وهللا يا جماعه كان بودي‬
‫اقولكم دول تبعي بس انا مليش في الصنف‬
‫ده‬
‫كان ادهم يرفع يده عاليا وهو يرى هؤالء‬
‫الرجال المسلحين يوجهون السالح للجميع‬
‫همست ام فتحي الدهم وهى ترفع يدها ‪ /‬هما‬
‫دول تبع مين بالضبط؟‬
‫نظر لها ادهم وقال ‪ /‬معرفش وهللا تبع مين‬
‫المهم ان الليله دي مش هتعدي على خير‬
‫فجأه انتبه لها وهى ترفع يدها فقال بعدم فهم ‪/‬‬
‫انتي رافعه ايدك ليه‬
‫قالت بغباء ‪ /‬هللا هو قال كله يرفع ايده‬
‫ادهم بتشنج وهو يكاد يفقد اعصابه ‪ /‬على‬
‫اساس انه شايفك بروح اهلك انتي يابت‬
‫متخلفه‬
‫انزلت ام فتحي يدها وهى تبتسم بغباء‬
‫نظر رجل من ضمن الرجال لهم ويبدو انه‬
‫القائد وقال بصوت جهوري ‪ /‬مين فيكم سليم‬
‫أشار الجميع بسرعة على سليم بينما ابتسم‬
‫سليم وقال بسخرية ‪ /‬وهللا يا رجالة ملوش‬
‫لزوم انا هتحمل مشاكلي لوحدي مينفعش كده‬
‫تداروا عليا افرضوا قتلوكم‪ ،‬كده هتحسسوني‬
‫بالذنب‬
‫شادي بنبرة معاتبة ‪ /‬سيد عيب متقولش كده‬
‫احنا أهل يا راجل‬
‫نظر لهم سليم باشمئزاز ثم بصق في الهواء‬
‫وقال ‪ /‬جذم‬
‫نظر سليم للرجل وقال بنبرة جامده ‪ /‬نعم اؤمر‬
‫تبع مين بالضبط الني بقالي فترة مش بعمل‬
‫حاجه على فكرة‬
‫تحدث زين وهو يمد يده لسالحه بهدوء دون‬
‫ينتبه له أحد ‪ /‬خلينا نتفاهم األول طيب‬
‫شادية وهى تنادي على الرجال المسلحين ‪/‬‬
‫بسسسس بسسسس كابتن على فكره انا‬
‫معرفهمش هما كانوا خاطفيني أساسا‬
‫صرخ بها احد الرجال بصوت جهوري ‪/‬قولت‬
‫مسمعش نفس‬
‫تحدثت شادية وقد انقلبت مالمحها للعبوس ‪/‬هللا‬
‫طب بتزعق ليه طيب ده انا كنت هقولك‬
‫مخبيين األسلحة فين‬
‫كانت تتحدث وهى تكاد تبكي ولكن فجأه‬
‫ابتسمت بسعادة وهى ترى احد الرجال يوجه‬
‫مسدسه على رأس شاكر ويقول ‪ /‬طلع اللي‬
‫معاك‬
‫رفع شاكر عيونه ونظر للرجل ببرود ثم هز‬
‫كتفيه وهو يقول ‪ /‬اطلع ايه انا مش معايا‬
‫حاجة‬
‫نظر له الرجل بشك ثم قال وهو يشير لشادية ‪/‬‬
‫أمال الست دي بتشاور عليك ليه‬
‫نظر شاكر بسرعة لشادية فوجدها تشير بعينها‬
‫عليه وبمجرد التفاته لها ابعدت نظرها بسرعه‬
‫بينما هو قال بهمس ‪ /‬ادعي اني مطلعش‬
‫عايش منها يا شادية عشان وقتها هخليكي‬
‫تروحي زيارة للمرحوم‬
‫تحدث القائد الخاص بهم ‪ /‬طب عشان نخلص‬
‫الحوار ده احنا كنا جايين عشان سليم وبما ان‬
‫الدنيا هنا حلوة ومن لبسكم باين عليكم العز‬
‫فمفيش مانع ناخد شوية حجات سيڤونير كده‬
‫منكم‬
‫عوض بحسرة ‪/‬عز ايه كان علي عيني يابني‪،‬‬
‫دول مخلوش حيلتي حاجه‪ ،‬ده انا كنت هقولك‬
‫تشوف البني شغالنه معاكم‬
‫نظر له شادي وقال بترفع ‪ /‬عوض فيه إيه أنا‬
‫محاسب قد الدنيا اشتغل بلطجي‬
‫قال عوض بسخرية ‪ /‬يا خويا اتنيل‬
‫تحدث سليم وهو ينظر لهم بشك ‪ /‬انتم تبع مين‬
‫بالضبط‬
‫تحدث احد الرجال بسخرية ‪ /‬واضح ان الباشا‬
‫مش عاتق حد عشان كده مش فاكر أذى مين‬
‫وال مين‬
‫ابتسم سليم وهو يربت على كتف الشاب وقال‬
‫بنبرة مرعبة ‪ /‬أنا مش بلطجي يا باشا انا بأذي‬
‫اللي بيقرب من اللي يخصني‬
‫تحدث احد الشباب بغضب شديد وهو يتجه‬
‫لسليم ينوي ضربه ‪ /‬وهو اخويا كان كلمك وال‬
‫جه جنبك‬
‫امسك سليم يده بغضب قبل أن تلمس وجهه‬
‫وضغط عليها بغصب وقال ‪ /‬اخوك مين؟؟‬
‫تحدث الشاب بحقد دفين وغضب جحيمي ‪/‬‬
‫اخويا الشرقاوي فاكره وال مش فاكره؟؟ اخويا‬
‫اللي ضربته مرتين وخليت اللي يسوى واللي‬
‫ميسواش يتكلم عليه وفي المرة التالته سجنته‬
‫سليم وهو ينظر له بتفكير ثم تحدث بقرف ‪/‬‬
‫طب وماخدتش بالك ان التالت مرات اخوك هو‬
‫اللي كان بيبدأ بالشر اول مرة كان بيضرب‬
‫صاحبي والمرة التانيه جه اتهجم علينا في‬
‫القهوة والمرة التالته بعت كلب زيك كده‬
‫بالضبط وضرب صاحبي بالسكينة عايزني‬
‫اعمله ايه بعد ده كله اخده بالحضن وال اديله‬
‫بوسة مشبك‬
‫استغل زين حديث سليم معهم وفي ثواني كان‬
‫ينهض بعنف وهو يطيح باحدهم في نفس‬
‫الوقت الذي امسك به شاكر يد الرجل الذي‬
‫يضع مسدس على رأسه وكسرها ثم اسقطه‬
‫أرضا وهنا التحم الجميع وانطلق الشباب في‬
‫ضرب أفراد العصابة بينما النساء تشاهد من‬
‫بعيد بترقب‬
‫كان زين يضرب بكل غضب فال يترك احد ينجو‬
‫من تحت يده وكذلك فعل جميع الشباب ومعهم‬
‫شاكر بينما كان فرج يجلس على االريكة وهو‬
‫يتابع القتال‬
‫وجدت الفتيات احد الرجال يُلقى جهتهم‬
‫فانحنين بسرعة قبل أن تهجم براءة على ذلك‬
‫الرجل بعنف‬
‫واستمر القتال بين الجميع حتى صدح صوت‬
‫رصاصات في الجو أوقفت الجميع عن الحركة‬
‫اتجهت االنظار لذلك الصوت فوجدوا ان قائد‬
‫العصابة هو من يمسك المسدس ويوجهه لهم‬
‫ويصرخ بهم ‪ /‬لو شوفت حد اتحرك منكم هفرغ‬
‫الرصاصه في الكل سامعين‬
‫ثم نظر لرجاله المسطحين وصرخ بهم ‪ /‬قوم‬
‫انت وهو وكتف العيال دي‬
‫وأثناء حديثه للرجال قام ادهم بضرب يده التي‬
‫تحمل السالح فسقط أرضا بعيدا عنه وانطلق‬
‫سليم وهو يمسك ذلك الرجل ويهبط فوقه‬
‫بالضرب‬
‫بينما في احد األركان لمح شقيق الشرقاوي‬
‫ذلك المسدس الذي يقع أرضا فحاول االقتراب‬
‫دون أن ينتبه احد اتحهت جميع األعين له‬
‫ونظر الجميع لبعضه وفجأه ركض الجميع جه‬
‫المسدس بسرعه وهم يتسابقون على من‬
‫يحمله ولكن تم دفعه بالخطأ بعيدا ليأتي عند‬
‫قدم مريم التي انحنت بسرعه وامسكته وهى‬
‫ترفعه بعشوائية دون أن ترى على من توجهه‬
‫‪ /‬اثبت مكانك يا حرامي يا حقير‬
‫صرخ ادهم وهو يرفع يده بفزع ‪ /‬يخربيت‬
‫سنينك انا ادهم‬
‫توترت مريم وهى تعدل نظارتها ‪ /‬ادهم؟؟ طب‬
‫فين العصابه شاور عليهم بسرعة‬
‫صرخ كريم من الخلف ‪ /‬هنموت كلنا هنموت‬
‫صرخ كريم من الخلف بفزع وهو يرى مريم‬
‫تحمل المسدس وتوجه عليهم بعشوائية ‪/‬‬
‫هنموت‪ ،‬كلنا هنموت‬
‫فجأه شعرت مريم باقتراب احد منها فتوترت‬
‫بشده وانتفضت بعيدا واسقطت نظارتها أرضا‬
‫صوبت المسدس تجاه الصوت وهى تشعر ان‬
‫احد يقترب منها فأخذت تصوب برعب وهى‬
‫تتلفت بتخبط بسبب عدم ارتدائها للنظاره‬
‫ثواني وعم الهرج المكان والجميع يصرخ‬
‫برعب وهم يركضون ومريم تضرب رصاص‬
‫بعشوائية وهى تصرخ بفزع ظنا ان العصابه‬
‫تقترب منها‬
‫اخذ شادي يلطم وهو يصرخ‪ /‬حد يمسكها‬
‫هموت قبل ما اجرب البوسة هللا يحرقكم‬
‫صرخت به منة بغصب ‪ /‬ده اللي همك اتصرف‬
‫ووقفها‬
‫تسطح ادهم أرضا وهو يضع يده فوق رأسه‬
‫وبجانبه ام فتحي تفعل مثله فنظر لها بغيظ‬
‫وهو يضربها على رقبتها ‪ /‬قولنا ان محدش‬
‫شايفك ياغبيه بتعملي ايه‬
‫ضحكت ام فتحي بشده‬
‫كانت شاديه تزحف برعب خلف االريكة وهى‬
‫تحاول تجنب كل ذلك حتى ابتعدت عنهم‬
‫فنهضت وركضت بعيدا عن الجميع‬
‫كان كريم يمسك سليم وهو يهزه بعنف‬
‫ويصرخ ‪ /‬وقف اختك هتقتلنا كلنا‬
‫لكمه سليم وهو يصرخ مقابله ‪ /‬مش دي اللي‬
‫هتموت وتتجوزها البس بقى يا خويا‬
‫ثم تركه واتجه لمريم وهو يحاول ان يوقفها‬
‫كان زين يمسك براءة ويبعدها عن الجميع‬
‫وشاكر يجلس بعيدا على احد المقاعد وهو‬
‫يأكل ببرود بعض التسالي وخلفه هاجر تختبئ‬
‫به برعب‬
‫فجأه شعر الجميع بتدفق عنيف للمياة يصطدم‬
‫بهم فسقطت مريم أرضا وسقط منها المسدس‬
‫وركض لها شادي وحمل السالح ثم القاه من‬
‫النافذه بسرعة ولكن فجأه اصطدم به تدفق‬
‫المياة فسقط على االريكة ولكن بسبب قوة‬
‫اصطدامه باالريكة انقلب بها للخلف‬
‫كانت شادية تحمل خرطوم كبير يضخ المياة‬
‫بقوة كبيرة وهى تقذف الجميع به وتضحك‬
‫ركضت منة بعيدا عن المياة ولكن اصابتها‬
‫شادية بالمياة فسقطت بعنف على فرج الذي‬
‫كان يركض نهض شادي بسرعه وهو يتأوه‬
‫ويصرخ بشادية ‪ /‬ايه يا شادية الغباء ده يعني‬
‫مش عارفة تنشني وتوقعيها‬
‫ابتعدت منة بسرعه عن فرج الذي كان يسب‬
‫في شادية بكل ما يعرف من شتائم‬
‫بينما كان كريم يمسك يد مريم ويركض بها‬
‫لخارج الشقة بسرعه ولكن لم يستطع الهرب‬
‫من شاديه حيث فاجأته من الخلف بدفعة قوية‬
‫من المياة فسقط أرضا وتزحلق أرضا ومعه‬
‫مريم‬
‫ضحك زين بشدة بسبب ما يحدث فوجد براءة‬
‫تركض له وتصعد على ظهره بسرعة كبيرة‬
‫وهى تصرخ به ‪ /‬اهرررررب‬
‫امسكها زين جيدا وركض وهو يضحك ويتجنب‬
‫شادية حتى دخل إلحدى الغرف فانزل براءة‬
‫وهو يتنفس بعنف وفجأه انفجر في الضحك‬
‫وهو يمسك بطنه وضحكته يتردد صداها في‬
‫الغرفة وبراءة تنظر له بسعادة وحب‬
‫بينما في الخارج كان سليم يتسلق على احد‬
‫اثاث المنزل حتى يتجنب شادية ولكن أثناء‬
‫تسلقه ضربته شادية بدفعة من الماء فسقط‬
‫بعنف على احد افراد العصابه فسقطا سويا‬
‫أرضا والرجل أسفل سليم يتأوه بعنف‬
‫و ادهم يختبئ أسفل السفرة وبجانبه ام فتحي‬
‫التي كانت تضحك بصخب وهو يحاول كتم‬
‫ضحكته حتى ال تشعر به شادية وهو يهمس ‪/‬‬
‫يارب الماية تقطع‬
‫أخرجت ام فتحي رأسها من أسفل السفرة وهى‬
‫تقول بصوت عالي ‪ /‬انتي ياستي بطلي ترشي‬
‫الحلويات كده يبوشوا وتملي المكان سكر‬
‫جذبها ادهم السفل السفرة بعنف وهو يقول‬
‫بغضب ‪ /‬تعالي هنا بقى عشان انا ساكتلك من‬
‫الصبح وكده جبتي اخرك معايا‬
‫كانت شادية تقذف الجميع بالماء وهى تضحك‬
‫بشده ولم تترك احد اال وقذفته به‬
‫وكان شاكر مايزال يجلس بعيدا عن الجميع‬
‫حتى تفاجأ بدفعة عنيفة جدا من الماء فسقط‬
‫بمقعده أرضا وحاول النهوض ولكن لم يستطع‬
‫فكلما نهض اصابته دفعة جديده من الماء‬
‫لتسقطه مجددا بينما ركضت هاجر بسرعه‬
‫ودخلت إحدى الغرف وهى تختبئ من شادية‬
‫في ذلك الوقت كانت الشرطة قد وصلت بعد أن‬
‫اتصل بهم شاكر ولكن صدموا وهم يرون شاكر‬
‫ساقط أرضا وال يستطيع النهوض صرخ بهم‬
‫شاكر وهو يقول بشر ‪ /‬انتم هتتفاجأوا اقبضو‬
‫عليها بسرعة‬
‫تحدث أحدهم بتعجب وهو ينظر لشادية ‪ /‬دي‬
‫تبع العصابه يا فندم؟؟؟؟‬
‫شاكر بغضب وهو يحاول النهوض ‪ /‬دي‬
‫رئيسه العصابة‪ ،‬اقبضوا عليها‬
‫ذهب احد رجال الشرطة لمساعدته ولكن سقط‬
‫معه بسبب المياة التي تقذفها شادية‬
‫نظر لها شاكر بغضب ثم صرخ بصوت هز‬
‫جدران العمارة ‪ /‬شااااااااااااااااااااااااااادية‬
‫في فجر اليوم التالي كان ادهم يهبط درج‬
‫العمارة بهدوء شديد خوفا ان يستيقظ احد ما‬
‫تحدثت ام فتحي بتأفف ‪ /‬أنا مش فاهمه احنا‬
‫ايه اللي مصحينا بدري كده مكنا روحنا لما‬
‫الشمس تطلع‪ ،‬هو احنا رايحين نسرق بنك‬
‫نظر لها ادهم بحنق ثم قال بنفاذ صبر وصوت‬
‫منخفض ‪ /‬مش مالحظة انك مسكتيش من وقت‬
‫ما صحيت بعدين تعالي هنا ايه حكاية مصحينا‬
‫بدري هو آنتي بتنامي اصال‬
‫نظرت له باشمئزاز وقالت ‪ /‬وهو عشان مش‬
‫بنام يبقى تقرف اهلي كده‬
‫توقف ادهم على باب العمارة وقال بهمس ‪/‬‬
‫على اساس اني رايح اقابل ابويا يعني‪ ،‬مش‬
‫اهلك دول اللي احنا رايحين ليهم؟؟‬
‫ربعت يدها بتذمر وقالت ‪ /‬بس الجو لسه مضلم‬
‫والناس نايمة ليه طالعين بدري كده‬
‫فتح ادهم باب العمارة بحذر شديد وهو يقول ‪/‬‬
‫عشان محدش من الشباب يجي معايا انا‬
‫قولتلهم هطلع الساعة ‪٧‬‬
‫عشان اغفلهم‬
‫نظرت له ام فتحي بسخرية ولكن سرعان‬
‫تغيرت مالمحها وهى تقول بنبرة غامضة ‪/‬‬
‫متأكد انك انت اللي غفلتهم‬
‫نظر لها بتعجب لحديثها ذاك ولم يكد يستفسر‬
‫عن حديثها حتى سمع صوت سليم وهو يتحدث‬
‫‪ /‬يال يا الفي عشان نلحق الطريق ونرجع‬
‫بدري‬
‫نظر ادهم بصدمه فوجد سليم يركب سيارة‬
‫عوض وينتظره امام باب العمارة تقدم ادهم من‬
‫السيارة بصدمة وقال ‪ /‬انت بتعمل ايه هنا يا‬
‫سليم‬
‫ابتسم له سليم ببراءة وقال ‪ /‬بعمل ايه يعني يا‬
‫قلب سليم قولت اصحى بدري عشان استناك‬
‫ثم نظر في ساعته وقال ‪ /‬بس انت اتأخرت‬
‫نص ساعة‪ ،‬مش مشكلة يال اطلع عشان نلحق‬
‫نوصل ونرجع بدري‬
‫صعد ادهم بعدم استيعاب وهو يقول ‪ /‬طب‬
‫والعريس اللي جاى واشرقت‬
‫سليم وهو يضحك بخفوت ‪ /‬مالهم يعني هما‬
‫هيطيروا احنا هنخلص المصلحه في السريع‬
‫ونرجع‬
‫نظر ادهم امامه وهو يتنهد على ِعند صديقه‬
‫ولم يكد يتحرك سليم بالسيارة حتى فتح كريم‬
‫الباب الخلفي وقال ببسمة وهو يمد يده ببعض‬
‫الحقائب ‪ /‬بتاع الطعمية كان زحمه آوي بس‬
‫انا جبت سندوتشات لينا كلنا عشان نفطر في‬
‫الطريق وجبت كمان عصير وماية‬
‫نظر له ادهم بدهشه من وجوده ولم يكد ينبث‬
‫بكلمة حتى وجد الباب االخر للسيارة يُفتح‬
‫وشادي يدخل وهو يقول بمرح ‪ /‬واقروا‬
‫الفاتحة البو العباااااااااااس يا اسكندرية يا‬
‫اجدع ناس‪ ،‬يا اجدع ناس‬
‫ثم قال لسليم الذي كان يكتم ضحكته على‬
‫مالمح ادهم المصدومة ‪/‬يال يا سولي يا حبيبي‬
‫انطلق كده وخلينا نبدأ الرحلة وفكرني واحنا‬
‫راجعين نجيب كام علبة بسبوسة كده‬
‫كريم وهو يمد يده بالعصير ‪ /‬شوف يا شادي‬
‫جبتلك ايه‪ ،‬جبتلك عصير عنب اللي بتحبه‬
‫ضربه شادي على كتفه بخفه وهو يبقول ‪/‬‬
‫طول عمرك حنين ياض يا كيمو‬
‫ضحك سليم بشده وهو ينطلق بسيارته ثم قال ‪/‬‬
‫جرا ايه يا ادهم يا حبيبي مالك بس فك كده‬
‫خلي الرحله تكون لطيفة علينا‬
‫تحدثت ام فتحي ببسمة غبية ‪ /‬طب وهللا الرحلة‬
‫احلوت على االقل بقى ليها طعم‪ ،‬وهللا زمان يا‬
‫كاندي شوب‬
‫تحدث ادهم بعدم استيعاب ‪ /‬أمال ايه بقى‬
‫لزمتها اظبط المنبه بدري واتسحب‬
‫ضحك الجميع بصخب على تعبيرات وجهه‬
‫ونهض شادي من مقعده ومال بجسده لمقعد‬
‫ادهم وضمه من الخلف وهو يقول ‪ /‬كده يا‬
‫الفي يا قاسي عايز تروح من غيرنا اخص‬
‫عليك يا وحش‬
‫نظر له ادهم ثم ضحك بشده عليه ونظر لهم‬
‫بحب شديد‪ ،‬لو قضى عمره كله يشكر هللا على‬
‫نعمة وجودهم في حياته فلن يوفي شئ‬
‫نظر له سليم ببسمة وهو يعلم ما يفكر به فمد‬
‫يده وربت على قدمه وقال ‪ /‬سوا دايما يا الفي‬
‫خليك فاكر‪ ،‬في كل حاجه مع بعض‬
‫ابتسم له ادهم بشده وقال ‪ /‬ربنا يديمكم في‬
‫حياتي يا سليم ويقدرني اني ارد جمايلكم دي‬
‫تحدث كريم بعبوس ‪ /‬بس هبل ياض جمايل ايه‬
‫دي اللي بتقول عنها‬
‫ابتسم له ادهم بحنان ثم قال لهم بكل صدق‬
‫ومن قلبه ‪ /‬شكرا‬
‫تحدث ام فتحي وهى تمسح دموعها ‪ /‬يا‬
‫جدعان كفاية خليتوا الدمعة تفر من عيني‬
‫نظر لها ادهم وضحك بشدة عليها بينما تحدث‬
‫كريم لسليم وقال ‪ /‬واد يا سليم قولت لمريم‬
‫على االي قولته ليك‬
‫تأفف سليم وقال بنفاذ صبر على عناد صديقه ‪/‬‬
‫يابني ارحم اهلي وهللا قولتلها بعدين هى مريم‬
‫أساسا بتحط ميكب عشان تخاف انها تتمكيج‬
‫السالم‬
‫رجع كريم للخلف وهو يزم شفتيه بضيق‬
‫ويتنفس بعنف وهو يتذكر هيئتها التي لم تخرج‬
‫من رأسه ‪ /‬ميخصنيش المهم انها متحطش‬
‫حاجه في خلقتها بدل ما اقلبها غم عليكم‬
‫نظر له سليم بسخرية ‪ /‬تصدق خوفت منك‪،‬‬
‫عموما هى مش هتحط مش عشان سيادتك‪ ،‬ال‬
‫عشان هى هتتكسف أساسا تحط قدامه‬
‫تجاهله كريم ونظر من النافذه وهو يزفر‬
‫بضيق ويدعو ان تمر هذه الزيارة على خير‬
‫دون أن يقتل ذلك الغبى المدعو اسالم‬
‫مرت الرحلة بسالم بعد أن توقف سليم في‬
‫الطريق اكثر من مرة لالستراحه حتى وصلوا‬
‫امام العنوان الخاص بمنزل الشريف‬
‫صفرت ام فتحي بانبهار وهى تقول ‪ /‬االه‪ ،‬انا‬
‫كنت عايشه في العز ده‬
‫نظر الجميع للمنزل وقال ادهم بنظرات تقيميه ‪/‬‬
‫مش قد كده على فكرة‬
‫ضحكت ام فتحي على حديثه وقال بجدية ‪ /‬فعال‬
‫شقتك احلى‬
‫نظر لها ليتبين هل تسخر منه ام ال ولكن وجد‬
‫مالمحها جادة بشكل كبير‬
‫قاطع نظراتهم حديث سليم وهو يدرس الوضع‬
‫‪ /‬أنا هتحرك بالعربية بعيد عشان منلفتش‬
‫انتباه حد وانت هتخلص وتيجي على طول‪،‬‬
‫زين دبرلك دخول صح‬
‫هز ادهم رأسه بايجاب ثم قال ببسمة ‪ /‬متقلقش‬
‫يا سليم هخلص واعرف اللي انا عايزه‬
‫وهخرج ونمشي على طول‬
‫هز سليم رأسه واخذ هاتف ادهم وفتحه على‬
‫اسمه هو ثم نظر للشباب بالخلف وقال ‪/‬‬
‫خليكوا مستعدين ان في اى لحظه نتدخل‬
‫ثم أعاد نظره الدهم‪/‬وانت يا ادهم فونك مفتوح‬
‫على اسمي لو حسيت باى حاجه غلط رن عليا‬
‫على طول هتالقيني انا والعيال قدامك‪ ،‬مفهوم‬
‫ابتسم له ادهم ثم عانقه وقال بمزاح ‪ /‬أنا الكبير‬
‫يا سليم‬
‫ضمه سليم بحنان اخوي وقال ‪ /‬بس انا‬
‫بعتبركم كلكم عيالي يا ادهم‬
‫قفز كال من شادي وسليم لألمام ليشاركوهم‬
‫ذلك العناق‬
‫ام فتحي وهى تمسح دمعة وهمية ‪ /‬مكدبتش‬
‫لما قولت عليكم كاندي شوب جدع‬
‫نظر ادهم وابتسم لها بحنان ثم قال وهو يهبط‬
‫من السيارة ‪ /‬يال‬
‫تقدم ادهم برفقة ام فتحي لبوابة المنزل بينما‬
‫ابتعد سليم قليال بالسيارة‬
‫نظر ادهم الحد الحراس على بوابة المنزل‬
‫وتحدث بصوت واثق ‪ /‬أنا الدكتور ادهم جاى‬
‫بدل دكتور مراد عشان الباشا الكبير‬
‫نظر له الحارس بدقة وطلب منه هويته‬
‫فاعطاها له ادهم وهو يمسك حقيبه بها ادواته‬
‫الطبية والتي كان قد احضرها بناءا على خطته‬
‫هو وزين‬
‫اخرج الحارس جهاز السكلي وتحدث به‬
‫لدقائق بينما قلب ادهم يدق بتوتر حتى سمع‬
‫صوت الحارس يقول ‪ /‬فعال المستشفى بلغتنا‬
‫ان فيه دكتور هيجي بدل دكتور مراد‪ ،‬أتفضل‬
‫فتح الحارس الباب امام ادهم الذي نظر خفية‬
‫الم فتحي التي كانت في عالم آخر وهى تنظر‬
‫حولها تقدم ادهم لداخل المنزل ان صح ان‬
‫يطلق عليه منزل فقد كان كبير وفسيح ومميز‬
‫بتصميم رائع شكر ادهم زين في نفسه بسبب‬
‫تسهيل دخوله الذي كاد ليكون مستحيل لواله‬
‫وصل ادهم امام البوابة الداخليه والتي فتحت‬
‫تلقائيا ووجد سيدة كبيرة في السن تقول بهدوء‬
‫وعملية وكأنها علمت بمجيئة ‪ /‬أتفضل الباشا‬
‫الكبير في اوضته في الدور األول تالت اوضه‬
‫على اليمين‬
‫هز ادهم رأسه بثقة مصطنعة ثم تقدم للدرج‬
‫حيث اشارت وتابع صعوده وذهب للغرفة التي‬
‫دلته عليها وطرق الباب وانتظر قليال حتى‬
‫سمع صوت ضعيف يأذن له بالدخول نظر الم‬
‫فتحي سريعا فوجد مالمحها جامده بطريقه‬
‫غريبة‬
‫دخل ادهم للغرفة وهو يدعو هللا ان يتم األمر‬
‫كما خطط له وتقدم بهدوء للفراش الذي يوجد‬
‫عليه رجل كبير في السن ولكن بمجرد ان لمحه‬
‫الرجل حتى قال بنبرة مصعوقة ومالمح‬
‫مصدومة ‪ /‬انت جيت؟؟؟؟؟؟؟‬
‫استيقظت منه بفزع بسبب وخزات قوية في‬
‫كتفها فتحت عينها لتجد والدتها تشرف عليها‬
‫من األعلى ويبدو على مالمحها الغضب الشديد‬
‫قالت بصوت مازال يظهر به النعاس ‪ /‬ماما فيه‬
‫إيه؟؟ بتصحيني كده ليه؟؟‬
‫تحدثت شاهي بغضب وقد بلغت نهاية صبرها ‪/‬‬
‫رجعتي امتى امبارح يا أستاذة يا محترمة‬
‫اعتدلت منه في فراشها ونظرت لها بتعجب من‬
‫لهجتها ‪/‬رجعت الساعة ‪١٠‬‬
‫شاهي بغضب وهى تجذبها من شعرها ‪/‬وهو‬
‫فيه بنت محترمة ترجع في الوقت ده؟؟ ايه‬
‫عايزة سيرتنا تبقى على كل لسان من عمايلك‬
‫سقطت دموع منه بألم ليس بسبب جذب شعرها‬
‫ولكن بسبب حديث والدتها فقالت بنحيب ‪/‬‬
‫مرجعتش لوحدي بابا جه اخدني وهللا واسأليه‬
‫تركتها شاهي بعنف وهى تنظر لها بشر فهى‬
‫لم تغضب لعودتها متأخرا ولكن غاضبة من‬
‫بداية العصيان الذي بدأت تلتمسه في‬
‫تصرفاتها‬
‫نظرت لها شاهي بحده وقالت ‪ /‬تمام يا منه‬
‫خالص خلصنا‬
‫تحدثت منه وهى تمسك شعرها بألم ‪ /‬يعني‬
‫إيه‬
‫اقتربت منها شاهي وهمست بنبرة مرعبة ‪/‬‬
‫يعني الحارة الزبالة اللي كل يوم تروحيها دي‬
‫والناس الزبالة اللي عرفتهم فيها تنسيهم‬
‫خالص وترجعي موني تآني‪ ،‬موني عارضة‬
‫االزياء‬
‫ثم تحركت مبتعده عنها للباب ولكن توقفت‬
‫وقالت ‪/‬واجهزي عشان العرض قرب آوي‪،‬‬
‫اخر االسبوع ده هعرض اهم كولكشن في‬
‫مسيرتي المهنية وفي نفس اليوم هيكون‬
‫خطوبتك على رامي‬
‫انهت حديثها وخرجت بسرعة وعنف تاركة‬
‫منه تكاد تنهار من الصدمات التي هبطت على‬
‫رأسها كيف علمت والدتها بأمر ذهابها للحارة‬
‫وايضا ماذا تعني بخطبتها من رامي ألم تنتهي‬
‫من هذا األمر بعد‬
‫ارتمت على فراشها وهى تنظر للسقف بشرود‬
‫بينما اخذت دموعها تسير على خديها بقهر‬
‫ووجع ‪/‬يارب تعبت يارب‪ ،‬وهللا تعبت‬
‫تحدث ادهم بتعجب لذلك الرجل ‪ /‬احم انا‬
‫الدكتور ادهم جاى بدل دكتور مراد عشان اتابع‬
‫حالة حضرتك‬
‫نظر له رؤوف بدموع وهو يمد يده بضعف‬
‫ليمسك يد ادهم وقال ببكاء‪ /‬كنت عارف انك‬
‫هتيجي‪ ،‬كنت عارف انك هتوفي بوعدك مش‬
‫انت جيت عشانها صح؟؟ عشان وردتك زى ما‬
‫كنت بتقولها‬
‫جلس ادهم على الفراش بتعجب وهو ينظر الم‬
‫فتحي التي كانت تنظر لعمها بصدمه فظن ادهم‬
‫لوهلة انها تذكرته اكمل رؤوف وهو يبكي‬
‫كالطفل الصغير ‪ /‬وردتك دبلت هما اللي‬
‫قطفوها وداسوا عليها‪ ،‬عذبوها كتير اوي‪،‬‬
‫كانوا بيدوني منوم عشان مدافعش عنها‬
‫وهى‪ ...‬هى‪ ..‬هى كانت دايما تخبي عني عشان‬
‫مزعلش‬
‫تحدث ادهم وقلبه يؤلمه لما مرت به مالكه ‪/‬‬
‫اهدى بس يا رؤوف بيه حضرتك غلطان انا‬
‫معرفش انت بتتكلم عن مين انا بس جاى‬
‫عشان اتابع مع حضرتك و‬
‫قاطعة رؤوف ببكاء ونحيب عالي ‪ /‬أنا شوفتك‬
‫في الحلم شوفتك وشوفتها وهى كانت معاك‬
‫وفرحانه آوي‪ ،‬هى معاك صح!؟؟؟؟ قولي صح‬
‫وريح قلبي‪ ،‬هى كانت دايما بتقول انها هتروح‬
‫تدور عليك‪ ،‬كانت دايما تحكيلي انها لما تشوفك‬
‫هتعاتبك عشان اتأخرت عليها‪ ،‬كانت بتحبك‬
‫آوي‬
‫سقطت دموع ام فتحي ونظراتها مثبته على‬
‫عمها بينما شعر ادهم بشعور غريب عليه فقال‬
‫بخفوت وهمس ‪ /‬اسمعني هقولك حاجه‪ ،‬هالي‬
‫معايا فعال‬
‫ابتسم رؤوف باتساع وتهللت اساريره فاكمل‬
‫ادهم وهو يمسك يده ويضغط عليها ‪ /‬بس انا‬
‫معرفش انت بتتكلم عن ايه‪ ،‬انا دكتور في‬
‫مستشفى في القاهرة وهالي بنت اخو حضرتك‬
‫كانت متعرضة لحادثة‬
‫فزع رؤوف وانتفض جسده وهو يقول ‪ /‬بنتي‬
‫حصلها ايه؟؟؟ عملوا فيها ايه؟؟؟ خانوا اإلمانة‬
‫وانا كمان خنتها‬
‫ربت ادهم على كتفه بخوف وهو ينظر للباب ‪/‬‬
‫اهدى ارجوك اهدى عشان انا وصلت لهنا‬
‫بصعوبة اسمعني األول بس‪ ،‬بنت اخو حضرتك‬
‫اتعرضت لحادثه من كام شهر كده وجات‬
‫المستشفى وانا شوفتها وبتابع حالتها وهى‬
‫حاليا معندهاش اى مرض عضوي الموضوع‬
‫كله نفسي هى حالبا في غيبوبة هللا اعلم‬
‫هتفوق منها امتى فأنا كنت بدور على أهلها‬
‫عشان يعرفوا انها موجود في القاهرة‬
‫لم يرد ادهم ان يخبره ان روحها تظهر له فمن‬
‫سيصدقه في هذا‬
‫تحدث رؤوف بلهفة وصوت عالي بعض الشئ‬
‫‪ /‬ال ال اوعى ترجعها هنا تاني خليها معاك‪ ،‬هى‬
‫كانت مستنياك اوعى تجيبها‬
‫نظر ادهم لرؤوف وهمس له برعب وهو ينظر‬
‫حوله ‪ /‬ارجوك اهدى ارجوك لو حد سمعنا‬
‫هيشكوا فيا‬
‫تحدث عم هالي وهو يبكي بشده ويهزي‬
‫بكلمات غير مرتبة وهو يتمسك بيد ادهم ‪/‬‬
‫انت اتأخرت آوي‪ ،‬انت قولت انك هتيجي‬
‫تاخدها دول وحشين آوي محدش بيحبها هنا‬
‫خبيها منهم يابني خدها بعيد اوعى تسيبها ليهم‬
‫هيقتلوها‪ ،‬هيقتلوها‪ ،‬خدها بعيد عن هنا القيها‬
‫وخبيها منهم‬
‫كاد ادهم يتحدث بصدمه من حديثه الذي ال‬
‫يفهم منه شئ حتى فُتح الباب وسمعوا صوت‬
‫مرعب يقول ‪ /‬يخبي مين؟؟‬
‫كانت أشرقت تقف امام المرآة ببسمة وهى‬
‫تضع الفستان على نفسها ثم استدارت وقالت‬
‫بفرحة كبيرة ‪ /‬ايه رأيك حلو عليا‬
‫قالت براءة ببسمة حنونة ‪/‬قمر يا حبيبتي‪،‬‬
‫يابخته سليم هياخد الحالوة كلها‬
‫ضحكت مريم وهى تنظر لفستان أشرقت ‪ /‬حلو‬
‫اوي فستانك يا أشرقت‪ ،‬تعرفي سليم جابلي انا‬
‫كمان فستان‬
‫قالت آخر حديثها ببسمة‬
‫ابتسمت لها أشرقت بحنان ثم اتجهت لها‬
‫وقالت وهى تقبل رأسها ‪ /‬مبارك يا ريمو ربنا‬
‫يسعدك ياقلبي ويرزقك بابن الحالل‬
‫تذكرت مريم كريم وحديثه لها فقالت بتوتر‬
‫وارتعاش ‪ /‬مهو الحمدهلل رزقني يا أشرقت‬
‫وإسالم جاى انهارده‬
‫نظرت أشرقت لبراءة فتحدثت براءة بجدية ‪/‬‬
‫مريم انتي مش بتحبي اسالم‬
‫نظرت لها مريم بتوتر وقالت بحروف غير‬
‫مرتبة ‪ /‬ليه بتقولي كده انا ب‪ ..‬ب‬
‫لم تطاوعها حروفها على نطق تلك الكلمة‬
‫فاقتربت منها أشرقت وضمتها وقالت ‪ /‬تعرفي‬
‫يا ريمو واحنا صغيرين كانوا دايما بيقولوا ايه‬
‫نظرت لها مريم باعين مرتقبة فاكملت أشرقت‬
‫ببسمة ‪ /‬كانوا بيقولوا أشرقت لسليم‪ ،‬ومريم‬
‫لكريم‬
‫انتفض قلب مريم بعنف لذكر اسمها مقترن به‬
‫فاكملت براءة وهى تضغط على مريم لعلها‬
‫تستوعب لمن يدق قلبها ‪ /‬فعال حتى كريم هو‬
‫اللي سماها اسم قريب من اسمه وكان دايما‬
‫يناديها ِمريم عشان تبقى زى نطق كريم‬
‫ادمعت عين مريم وهى تشعر انها داخل متاهة‬
‫كبيرة ال تعلم ماهى مشاعرها‪ ،‬هل حقا هى‬
‫تحب اسالم؟؟ ام انها فقط احبت المشاعر التي‬
‫تشعرها عندما يحدثها؟؟ وماذا عن كريم؟؟؟‬
‫لم تكمل التفكير بسبب سماع الجميع صوت‬
‫طرق عنيف على الباب فنظرت براءة الشرقت‬
‫بتعجب وقالت ‪ /‬هى امك رجعت بدري كده ليه‬
‫أشرقت وهى تنهض وتضع حجابها على‬
‫رأسها ‪ /‬معرفش بعدين ماما مش بتخبط كده‬
‫خرجت الفتيات بسرعة وفتحت أشرقت الباب‬
‫الذي كاد يتكسر تحت يد الطارق‬
‫ولكن فجأه وجدت يد تدفعها بعنف لداخل‬
‫المنزل وهى تصرخ بها ‪/‬وهللا القتلك يابنت‬
‫ال******‬
‫نظر ادهم برعب لذلك الذي دخل للتو فوجده‬
‫احد الشباب الذين اتو للمشفى ابتلع ريقه وهو‬
‫ينظر لرؤوف برجاء اال يتحدث بشئ‬
‫سأل مؤنس بشك وهو يتقدم منهم ‪ /‬مين دي‬
‫اللي يخبيها‬
‫اخفي رؤوف دموعه بمهارة وقال بنبرة جامده‬
‫ثباتة صدمت ادهم من هذا الرجل ‪ /‬الدكتور كان‬
‫عايز يكتبلي حقن وانا قولتله مش عايزها وانه‬
‫يخبيها بعيد عشان مش هاخد حقن تآني انا‬
‫خالص جسمي مبقاش فيه مكان سليم‬
‫زفر مؤنس بتعب ثم اقترب وقبل رأس والده‬
‫وتحدث بحنان جعل ادهم يبتسم بسخرية على‬
‫ذلك الرجل الذي يختلف تماما عن الوحش‬
‫الذي رآه في المشفى ‪ /‬بابا لو سمحت خد اللي‬
‫الدكتور يقول عليه عشان صحتك عارف انك‬
‫تعبت وهللا بس معلش استحمل شويه عشان‬
‫تقوملنا بالسالمة‬
‫ثم استدارت ونظر الدهم للحظات جعلت ادهم‬
‫يظن انه تعرف عليه وقال‪/‬متعرفتش على‬
‫حضرتك‬
‫ثم مد يده بترحيب بارد ‪/‬اهال انا مؤنس‬
‫الشريف‬
‫مد ادهم يده وصافحه بهدوء ظاهري عكس‬
‫الغضب الذي يسكنه وقال ‪ /‬اهال مؤنس باشا‬
‫غني عن التعريف طبعا‪ ،‬انا الدكتور ادهم هتابع‬
‫مع والد حضرتك انهاردة بدل دكتور مراد‬
‫بسبب ظروف عنده‬
‫هز مؤنس رأسه ببرود ثم نظر لوالده وقال ‪/‬‬
‫أنا هروح للشركة يابابا لو احتجت اى حاجه‬
‫عندك سارة‬
‫ثم نظر الدهم وقال ‪ /‬عن اذنك يا دكتور ادهم‬
‫واتشرفت بمعرفتك‬
‫ابتسم له ادهم وهز رأسه فخرج مؤنس وانتظر‬
‫رؤوف قليال حتى تأكد من ابتعاده وقال بجدية ‪/‬‬
‫الزم نخلي هالفيتي بعيد عنهم‪ ،‬اوعى حد منهم‬
‫يعرف مكانها‬
‫نظر له ادهم بعدم فهم وقال ‪ /‬هالفيتي؟؟؟؟‬
‫ابتسم رؤوف بحب وحنان وقال‪ /‬آيوه هالفيتي‬
‫ده اسمها‪ ،‬بس بندلعها هالي‬
‫ادهم بدهشة من هذا االسم الغريب وهو من‬
‫كان يظن ان هالي غريب ‪ /‬يعني إيه‬
‫هالفيتي؟؟؟‬
‫ابتسم رؤوف وبدأ يقص على ادهم قصة هالي‬
‫دون أن يطلب حتى ‪ /‬ابو هالفيتي كان عالم‬
‫نباتات كبير اوي‪ ،‬ممكن تقول انه كان مجنون‬
‫بالنباتات وفي واحده من رحالته الستكشاف‬
‫نبات نادر قابل مانيتا اللي هى ام هالي‪ ،‬كانت‬
‫بنوته هادية وحنينة وكانت مساعدة لعالم‬
‫نباتات تآني‪ ،‬وبالصدفة قابلت ابو هالي محمد‬
‫هللا يرحمه في رحلة من الرحالت اللي صدف‬
‫وجودهم في نفس المكان سوا‪ ،‬وقتها اخويا‬
‫حبها وعشق جمالها الهادي رغم سمارها‬
‫البسيط اال انه كان عطيها جمال طفولي‪ ،‬حبها‬
‫وبقى دايما ينط ليها في كل مكان لغايه ما قدر‬
‫يتجوزها وجابها هنا لمصر وقتها زوجتي هللا‬
‫يرحمها كانت متعصبة انه رفض اختها وفضل‬
‫اجنبية عليها وكمان كانت مسيحيه بس وقتها‬
‫محمد وقف قصادها ومنعها انها تقرب من‬
‫مانيتا وعاملها كأنها اميرة‪ ،‬وتستمر الحياة‬
‫ولسه محمد ومانيتا مهووسين بالنباتات‬
‫وموقفوش رحالتهم االستكشافية بالعكس كانوا‬
‫دايما يدوروا ويبحثوا سوا عن اندر النباتات‪،‬‬
‫وتمر االيام والشهور وتجبلنا مانيتا مالك‬
‫صغير نسخه منها وقرروا وقتها يسموها اسم‬
‫مختلف فاقترح محمد ان يسموها اسم نبات‬
‫يليق بيها فاختارت مانيتا اسم "هالفيتي"‬
‫واالسم ده كان لزهرة ناردة جدا في تركيا‬
‫اسمها هالفيتي او الزهرة السوداء زى ما هى‬
‫معروفه‪ ،‬وكان نوع نادر جدا من الزهور اللي‬
‫لونها اسود وبيتغير حسب الموسم و اتعرفت‬
‫هناك بأنها نذير شوم وبتدل على الحزن‬
‫والتعاسة بس كان فيه بعض الناس بيعتبروها‬
‫رمز للقوة والغموض بلونها األسود المميز‪،‬‬
‫رغم كل المعتقدات دي اال ان محدش ينكر‬
‫جمالها وريحتها العجيبة ‪ ،‬وتمر سنة ويموت‬
‫اخويا ومراته في رحلة من رحالتهم‬
‫االستكشافية بسبب انهيار جبلي ويسيبوا ليا‬
‫هالفيتي اللي اخدت من اسمها نصيب وبسبب‬
‫مراتي وحقدها عاشت حياتها في تعاسة وهى‬
‫لسه طفلة عندها سنة واحده متوعاش على‬
‫الدنيا وانا لألسف بسبب شغلي كنت دايما‬
‫بسافر بااليام واالسابيع ويمكن الشهور وبسيب‬
‫هالي لمراتي اللي كانت بتعاملها اسوء مما‬
‫عاملت والدتها لحد مابقى عندها خمس سنين‬
‫وصل بيها الموضوع للضرب‬
‫صمت رؤوف وهو يتنهد من بين دموعه ثم‬
‫نظر الدهم الذي كانت عيونه حمراء بسبب‬
‫كتمه للدموع وهو يرى ادهم اخر ولكن في‬
‫نسخة انثوية‬
‫ابتسم رؤوف واكمل ‪ /‬لغاية ما جيت انت‬
‫وانقذتها من حزنها ده وبقيت ليها الفارس اللي‬
‫انقذها‬
‫نظر له ادهم بانتباه وعدم فهم وقال بتردد ‪/‬انا‬
‫؟؟؟‬
‫هز رؤوف رأسه واكمل ‪ /‬لما انت كان عمرك‬
‫تقريبا ‪ ٩‬سنين كنت بتيجي مع ابوك عندنا الن‬
‫ابوك كان شريكي زمان وفي مرة وانت هنا‬
‫شوفت مراتي وهى بتضرب هالي فوقتها‬
‫اتعصبت وزعقت وحسيتك هتهد البيت علينا‬
‫كلنا‬
‫ضحك بخفوت وهو يتذكر بينما ادهم كان يفتح‬
‫عيونه بصدمه وهو يحاول تذكر حديثه ذاك هو‬
‫بالفعل يتذكر انه كان يذهب مع والده احيانا‬
‫لبعض األماكن‬
‫اكمل رؤوف ببسمة وحنان ‪ /‬بعد ما زعقت‬
‫فيهم جريت واخدت هالي في حضنك وزعقت‬
‫فينا وانت بتعيط وتقولنا محدش ليه دعوة‬
‫بيها انا هخدها وبعدين اخدتها وخرجت بيها‬
‫للجنينة جريت وراك وانا خايف تأذيها فلقيتك‬
‫واخدها في حضنك وانت بتطبطب عليها‬
‫وتقولها انك مش هتسيب حد يضربها زيك‬
‫وانك دايما هتكون معاها ووقتها بقيت تقولها‬
‫انتي وردتي وانا هاخد بالي منك زى ما ماما‬
‫كانت بتاخد بالها من الورد بتاعها رغم انك‬
‫وقتها مكنتش تعرف ان إسمها ده نوع من‬
‫الورد‬
‫ابتسم بحنين لتلك الذكريات بينما كان ادهم‬
‫بجانبه ينظر امامه بشرود وعيونه تسيل‬
‫بالدموع وهو يتذكر تلك الذكريات والذي قام‬
‫عقله الباطن بنفيها بعيدا مع طفولته حتى أنه‬
‫بالكاد يتذكر حياته مع والدته فبعد تعرضه‬
‫لصدمات كثيرة من موت والدته ومعاملة ابيه‬
‫وابعاده عن هالفيتي تطورت حالته النفسية‬
‫لدرجه كادت تصل لالكتئاب حتى ادخله عقله‬
‫الباطن في غيبوبة قصيرة وعندما استيقظ‬
‫منها كان جامد بشكل مخيف وكأنه لم يحدث‬
‫له شئ وحينها قرر االنفصال عن والده‬
‫اكمل رؤوف ببكاء ‪ /‬بقيت كل يوم تيجي عشان‬
‫تلعب معاها من ورا ابوك وانا كنت قايل‬
‫للحرس انهم يدخلوك على طول‪ ،‬يمكن‬
‫تعوضها شوية من حزنها وفعال بدأت هالي‬
‫تتعلق بيك بجنون وبقيت بالنسبة ليها منقذ‬
‫وفارس وفي مرة كانت بتلعب معاك وقالتلك‬
‫انها نفسها في حصان عشان تخطفها عليه‬
‫وتاخدها بعيد هنا‪ ،‬وفي الزيارة اللي بعدها‬
‫جيت وجبت معاك حصان خشب محفور عليه‬
‫اسمك وعرفت بعدين من هالي ان ده كان‬
‫حصان والدتك نحتته ليك وانت جيت جنب‬
‫اسمك وحفرت عليه اسمها بس مكتبتش هالي‬
‫كتبت االسم اللي كنت بتناديها بيه ( وردة)‬
‫وتمر االيام ومرة واحده تختفي انت‪ ،‬وابوك‬
‫يقولي انك انشغلت في دراستك بس وقتها اللي‬
‫عرفته انه منعك تيجي لما مراته عرفت‬
‫بالموضوع‪ ،‬هالي ساعتها دخلت في حالة‬
‫نفسية وحشة وكانت كل يوم تمسك الحصان‬
‫الخشب وتستناك تحت الشجرة على أمل انك‬
‫تيجي ليها تآني بس لالسف انت مرجعتش‪،‬‬
‫بس هى عمرها ما نسيتك دايما كنت معاها‬
‫ودايما كانت بتاخد الحصان في كل مكان وراها‬
‫وكأنه كنز ولحد ما كبرت وهى مستنية اليوم‬
‫اللي تيجي فيه وتاخدها لدرجه قالتلي انك لو‬
‫اتاخرت هتروح هى بنفسها تدور عليك ووقتها‬
‫هتخاصمك شوية وبعدين تصالحك‬
‫ثم بكى وقال بوجع ‪ /‬كانت دايما بتخلي‬
‫حصانك في حضنها كأنه بيديها األمل حتى لما‬
‫سابت البيت ومشيت اخدته معاها‪.‬‬
‫انتهى رؤوف من سرد القصة وهو يمسح‬
‫دموعه ولكن صدم من مظهر ادهم ومالمحه‬
‫التي تحولت لحمراء بشدة ودموعه تهبط بعنف‬
‫وشهقاته تعلو‬
‫ربت رؤوف على كتفه بحنان وقال ‪ /‬انت قولت‬
‫انها معاك‪ ،‬اتجوزها يابني اتجوزها واحميها‬
‫منهم انا واثق فيك بنت اخويا هى وصيتي ليك‪،‬‬
‫انا وكيلها وبقولك اني موافق على جوازك‬
‫اتجوزها يابني وابعدها عنهم‬
‫نظر له ادهم وامسك يده وقبلها ودموعه‬
‫تتساقط عليها ثم نظر له بعيون حمراء وقال ‪/‬‬
‫اقسملك باهلل ما هسيب حد يمس شعره منها‬
‫وتأكد من كده واول ما تفوق هاجي واخدك‬
‫عشان تكون وكيلها وهتجوزها المرة الجاية‬
‫اللي هجيلك فيها هتكون يوم جوازي منها‬
‫ابتسم له رؤوف وقال ببسمة مرتاحه ‪ /‬ربنا‬
‫يطمنك يابني انا كده هموت وانا مرتاح‬
‫مسح ادهم على يده وقال ‪/‬بعد الشر عنك‬
‫شعر ادهم بحركة امام الباب فمسح دموعه‬
‫بسرعه وتظاهر بأنه يكتب العالج فدخلت سارة‬
‫وهى تقول ببسمة ‪ /‬السالم عليكم‬
‫رد ادهم دون أن يرفع نظره ‪ /‬عليكم السالم‬
‫ثم نظر ادهم لرؤوف وقال ‪ /‬أنا خلصت عن‬
‫اذنك يافندم وبإذن هللا تقوم بالسالمه‬
‫ابتسم له رؤوف وقال بحنان شديد تعجبته‬
‫سارة ‪ /‬المرة الجاية لما تيجي هكون في احسن‬
‫حال انا متأكد‬
‫ابتسم له ادهم بسمة مهتزه ثم استأذن بصوت‬
‫ظهر ضعيفا‬
‫واندفع للخارج بسرعه بيننا نظرت سارة الثره‬
‫بتعجب وقالت ‪/‬ماله ده‬
‫بينما ادهم كان يسير بسرعه وهو يتلفت حوله‬
‫يبحث عن ام فتحي التي لم تصدر اى صوت‬
‫منذ دخولهم ولكن لم يجدها فخرج يبحث عنها‬
‫فوجد سليم يتوقف امامه بالسيارة ففتحها‬
‫ونظر داخلها ولكن لم يجدها ففكر انها ربما‬
‫عادت او قد تكون حالتها بخطر ولذا اختفت‬
‫مجددا مثل المرة السابقة تحدث ادهم برعب‬
‫وهو يقول ‪ /‬بسرعة يا سليم سوق بسرعة‬
‫تعجب الجميع من مالمحه وصوته ولكن لم‬
‫يتحدث احد وانطلق سليم بأقصى سرعة يملكها‬
‫حتى يصل للمنزل وهنا يعلم ماذا حدث الدهم‬
‫نظرت براءة بشر لتلك المرأه التي دخلت‬
‫للمنزل بغضب وعنف ‪ /‬جرا ايه ياست انتي هى‬
‫زريبه اى بقرة تعدي تدخلها‬
‫تحدثت ام رأفت بجنون ‪ /‬أنا بقى هوريكم‬
‫البقرة دي هتعمل ايه‬
‫ثم هجمت على أشرقت وهى تحاول ضربها‬
‫ولكن جذبتها براءة بعيدا وهى تصرخ بها‬
‫بجنون ‪ /‬ال ده انتي مجربتيش جنوني بقى‬
‫ثم هجمت براءة عليها بعنف وهى تجذب‬
‫حجابها وشعرها تكاد تخلعة في يدها دفعتها‬
‫ام رأفت بعيدا واحرجت سكين وهى تصرخ‬
‫بهم‪ /‬ابني فين انطقوا‬
‫تحدثت مريم برعب من جنون تلك السيدة‬
‫وقالت ‪ /‬واحنا نعرف هو فين ابنك منين تالقيه‬
‫في اى مصيبه روحي دوري عليه بعيد عننا‬
‫صرخت بهم ام رأفت ‪ /‬انتي كدابه ابني غايب‬
‫بقاله ايام ومفيش غيركم اللي حاطينه في‬
‫دماغهم‬
‫صرخت بها أشرقت وهى تدفعها بغضب شديد ‪/‬‬
‫مين دول اللي حاطينه في دماغهم‪ ،‬ده انتي‬
‫وابنك اللي حاطني في دماغكم وال ناسية‬
‫الصور اللي بعتوها ليا‬
‫نظرت لها ام رأفت باعين حمراء وقالت ‪/‬‬
‫وعشان كده بعتي البلطجي بتاعك يقتله‪،،،‬‬
‫أصحابه بيقولوا انه اخر مره راح كان معاه‬
‫واحد اخده للعربية ومشي بيه اكيد هو الصايع‬
‫اللي ضربه اول مرة واللي انتي ماشية معاه يا‬
‫فا***‬
‫صرخت بها براءة وقد اكتفت من أفعالها ‪ /‬لحد‬
‫هنا وكفاية‬
‫ثم أمسكت حجابها والقته على رأسها ودفعتها‬
‫للخارج بغضب وقالت بعيون تنذر بالجحيم ‪/‬‬
‫وهللا في سماه لو قربتي من الحارة دي تاني‬
‫لكون مخلياكي تحصلي ابنك ايا كان هو فى اى‬
‫داهيه‬
‫ثم اغلقت الباب في وجهها ونظرت بغضب يكاد‬
‫يحرق المكان الشرقت ومريم اللتان على وشك‬
‫البكاء‬
‫فقالت بعصبية ‪ /‬اللي هلمحها بتنزل دمعة‬
‫واحده بس انا هعلقها سامعين‪ ،‬احنا عندنا فرح‬
‫ومش واحده زى دي اللي تنكد علينا‪ ،‬زغرطي‬
‫منك ليها‪ ،‬وال اقولك انا اللي هزغرط‬
‫ثم أطلقت زغرودة تحمل الغضب اكثر من‬
‫الفرح ونظرت لهم ببسمة مرعبة ‪ /‬يال نكمل‬
‫بقى‬
‫بعد ساعات من القيادة دون توقف وصلت‬
‫السيارة امام العماره ولم تكد تتوقف حتى هبط‬
‫منها ادهم بسرعة البرق وهو يصعد الدرج‬
‫بجنون ولمحات من ذكريات قديمة ظن انه‬
‫دفنها تتابع امام اعينه‪ ،‬أحالمه التي كان يراها‬
‫لم يكن هو الطفل الذي بها بل كانت مالكه‬
‫وردته الصغيرة والحبيبة وكان هو اليد التي‬
‫تحمل الطفل‪ ،‬الحصان الذي كان يراه هو نفسه‬
‫الحصان الذي أعطاه لها‬
‫فتح الباب بسرعة وانطلق لغرفته حيث وضع‬
‫حقيبتها التي أخذها من ذلك الشاب في دمياط‬
‫وفتحها بأيدي ترتعش ثم امسكها وقلبها أرضا‬
‫واخذ يبعثر كل شئ بها بجنون حتى وجده‪ ،‬ذلك‬
‫الحصان الذي صنعته له والدته‬
‫نظر لجانبه وجد منقوش عليه ( وردة االدهم)‬
‫فقد نقشت والدته اسمه عليه ( االدهم) وهو‬
‫اضاف اسمها ولقبها المحبب لقلبه قبل اسمه (‬
‫وردة)‬
‫ضم ادهم الحصان بعنف اليه وهو يبكي بصوت‬
‫عالي ويصرخ وشهقاته تملئ الشقة كلها‬
‫بصوت عالي ‪ /‬وردتي انا اسف سيبتك غصب‬
‫عني وهللا‪ ،‬هما اللي منعوني‪ ،‬ونسيتك غصب‬
‫عني‪ ،‬وهللا غصب عني‪ ،‬انا اسف يا وردتي‬
‫اسف‪،‬اااااااااااااااه‪ ،‬اسف‬
‫تحدث بصعوبة من بين شهقاته ‪ /‬أنا سيبتك‬
‫ليهم انا سيبتك ليهم‪ ،‬انا اسف‪ ،‬كنتي جاية‬
‫تدوري عليا ياوردتي‪ ،‬منستنيش صح‬
‫منستنيش؟؟‬
‫اخذ يشهق بعنف ووجع وقد شعر ان قلب يكاد‬
‫يخلع من صدره وكانت شهقاته تؤلمة وهو‬
‫يضم الحصان وصراخه يهز جدران المنزل كله‬
‫ط وصوت بكاءه يجعل القلوب تنزف من كثرة‬
‫الخزن الساكن فيه‬
‫سمع ادهم صوتها وهو يهمس لها ‪ /‬ادهم‬
‫نظر وجدها تقف بجانب باب الغرفة بضعف‬
‫شديد وتنظر له بدموع فنهض وركض لها‬
‫بتخبط وجذبها بعنف الحضانه وكأنه يود‬
‫زرعها بداخل ضلوعه وهو يشهق بعنف‬
‫ويضمها اكثر واكثر وهى أيضا تضمه وتبكي‬
‫دخل الثالث شباب تزامنا مع وصول شاكر‬
‫وفرج وشادية بفزع ورعب بسبب صراخ ادهم‬
‫الذي وصل لجميع أرجاء العمارة وهز قلوب‬
‫الجميع ولكن تيبست اجسادهم وهم يرون ما‬
‫يحدث امامهم‬
‫قال شاكر بعدم استيعاب وصدمه لما يحدث ‪/‬‬
‫ادهم مين دي؟؟؟‬
‫كان الثالث شباب ينظرون لبعضهم بعدم‬
‫تصديق‬
‫رفع ادهم عيونه الحمراء لهم ولم يستوعب‬
‫بعد وجودهم بينما تحدثت شادية بصدمه وهى‬
‫تنظر الدهم ‪ /‬ادهم انت حاضن مين‪ ،‬مين‬
‫دي؟؟؟‬
‫وكأن كلمتها اخترقت عقله فنظر لهم بعدم فهم‬
‫لحديثهم ولكن وقعت عينه على الفراش الذي‬
‫كان عليه جسد ام فتحي وللصدمة كان‬
‫الفراش خالي تماما منها نظر بين يديه بصدمه‬
‫وكأن صاعقة أصابت عقله وهمس بعدم‬
‫تصديق لما يحدث فقد افاقت هالي وها هى بين‬
‫ذراعيه ليست روحها بل جسدها ‪/‬‬
‫هالفيتي‪..............‬‬
‫*زهور الهالفيتي *‬
‫زهور هالفيتي هي زهور شديدة الندرة‪ ،‬يتغير‬
‫لون هذه الزهور مع تغير الفصول فتكون‬
‫حمراء اللون في فصل الخريف و بنفسجة‬
‫اللون في فصل الربيع و تصبح الزهور سوداء‬
‫تماما في فصل الصيف‪ ,‬و هذه الزهور تنمو‬
‫في منطقة واحدة من العالم و هذه المنطقة هي‬
‫قرية هالفيتي في تركيا ومن الالفت ان كل‬
‫المحاوالت لزراعة هذه الزهور خارج القرية‬
‫باءت بالفشل‪ ,‬و الالفت ان القرويين و‬
‫المسؤولين في قرية هالفيتي يهتمون بالزهرة‪,‬‬
‫و تعتبر الزهرة رمزا لألمل و الغموض و ايضا‬
‫االخبار السيئة نظرا للونها األسود‪ ،‬ولكن رغم‬
‫ذلك تظل من أجمل انواع الزهور واندرها‪.‬‬

‫******************‬
‫العشرين‬

‫خرجت حسناء (حبيبة فادي) من جامعتها وهى‬


‫تسير بتعب فقد أنهكها عملها كعاملة حسابات‬
‫في احد الموالت سارت ببطئ شديد بسبب‬
‫الوجع الذي يحتل جسدها وبمجرد ابتعادها عن‬
‫زحام الجامعه ودخولها الحد الشوارع الفارغة‬
‫بعض الشئ وجدته يقف امامها بهالته المرعبة‬
‫كالعاده شعرت حسناء بالرعب وابتلعت ريقها‬
‫بخوف وكادت تعود ادراجها ولكن وجدت‬
‫سد بواسطة أجساد عمالقة فاعادت‬ ‫الطريق قد ُ‬
‫نظرها لذلك الكريه الذي تمقته بشده وقالت‬
‫بنبره حاولت اال تظهر فيها خوفها ‪ /‬عايز ايه‬
‫شامل‬
‫ابتسم شامل لها ثم تقدم منها بخطوات بطيئة‬
‫تزيد رعبها حتى أضحى يقف امامها وقال‬
‫بهمس مرعب ‪ /‬روحك‬
‫رفعت عينها له برعب وقالت بصوت حاد ‪ /‬انت‬
‫بتخرف تقول ايه يا جدع انت‪ ،‬انت مفكرها‬
‫سايبة وال إيه يا خويا‬
‫شامل وهو يمد يده ويمسك حجابها بلطف‬
‫بعض الشئ ‪ /‬امممم مفكرها سايبة‪ ،‬وعشان انا‬
‫مفكرها سايبة فبعمل اللي انا عايزه‬
‫أسقطت حسناء كتابها من الرعب ونظرت‬
‫حولها لعلها تجد مخرج ولكن خاب أملها فقالت‬
‫بمحاولة ضعيفة ‪ /‬هتكسب ايه لما تقتلني انا‬
‫معملتش ليك حاجه‬
‫ضحك شامل بصوت عالي ثم قال بنظره سادية‬
‫مرعبة ‪ /‬هكسب كتير اوي‪ ،‬متشغليش بالك‬
‫انتي بيا‪ ،‬وفكري في أعمالك عشان هى الي‬
‫هتحتاجيها كمان شوية‬
‫نظرت له بنظره مشمئزة وقالت ‪ /‬وانت؟؟؟‬
‫مش هيجي عليك وقت وتحتاج أعمال؟؟؟‬
‫نظر لها بشر فاكملت هى وقد أدركت انه ال‬
‫مفر من مصيرها ‪ /‬ال يا شامل اصحى ده ربك‬
‫غمضة عين قادر انه يوريني فيك عجائب‬
‫قدرته‪ ،‬خاف ربك يا أخي أنت ايه مش بني‬
‫آدم‬
‫صفعها شامل بعنف وهو يصرخ بها ‪ /‬لو‬
‫مفكرة بروح اهلك أن البوقين دول هياكلوا‬
‫معايا تبقي غلطانة‬
‫نظرت له بدموع من الوجع وقالت بصوت‬
‫ضعيف ‪ /‬حسبى هللا ونعم الوكيل حسبى هللا‬
‫ونعم الوكيل‪ ،‬بكرة تندم يا و**‬
‫ضحك شامل بعنف وقال ببرود شديد ‪ /‬ومين‬
‫بقى اللي هيندمني‬
‫صمت قليال ثم قال باستهزاء شديد ‪ /‬فادي؟؟؟‬
‫اغمضت عينها بوجع على حبيب الفؤاد فهى‬
‫لن تراه مجددا‬
‫اكمل شامل وهو يالحظ تعابير األلم على‬
‫وجهها ‪ /‬تعرفي فادي اخويا آه بس غبي‬
‫وضعيف وجبان وطول عمره كان المرمطون‬
‫بتاع البيت‪ ،‬بنحركه على مزاجنا‪ ،‬روح يا فادي‬
‫يروح‪ ،‬تعالى يا فادي يجي‪ ،‬كل حاجه كانت‬
‫بامرنا اال حاجه واحده‬
‫نظرت له بدموع فاكمل وهو يضغط على‬
‫حروفه بغضب ‪ /‬انتي‬
‫اقترب منها وهمس بفحيح ‪ /‬وعشان كده‬
‫هخلص من الحاجه دي‬
‫لم تكد تبدي اى رد فعل حتى شعرت بنسل حاد‬
‫يخترق بطنها ففتحت عينها بوجع شديد ولم‬
‫يكتفي شامل بذلك بل اخرج منها السكين‬
‫وغرزه مجددا ومجددا حتى سقطت أرضا وقد‬
‫بدأت أنفاسها تتالشى تدريجيا‬
‫انحنى شامل لمستواها وابتسم بخبث وقال ‪/‬‬
‫ابقي سلميلي على امي‬
‫ضحك بشده وتركها ورحل وتبعه رجاله بينما‬
‫هى نظرت لألعلى بوجع ثم تحدثت بدموع‬
‫‪/‬عيشت وحيده و مت وحيده‬
‫وبعد ثواني قليله كانت تخرج آخر أنفاسها‬
‫مودعة تلك الحياة التي لم ترى منها سوى‬
‫القسوة واأللم ودعت أوجاعها وذلها ودعت كل‬
‫ما عانت منه وذهبت عند من تجتمع عنده‬
‫الخصوم لتشكيه ظلمها‪.‬‬
‫نظر ادهم لهالي بعدم تصديق وهو يشعر بأنه‬
‫يكاد يسقط أرضا من الصدمة وفجأه شعر‬
‫بتراخي جسدها بين ذراعيه فتوقف قلبه‬
‫للحظات من الرعب ونظر لها وجدها قد سقطت‬
‫بين يديه ضمها لقلبه بعنف وهو يهمس ‪ /‬ال ال‬
‫ال مش هتسبيني تآني ال ال اصحي اصحي‬
‫بصيلي‬
‫نظر شاكر بصدمة لتصرفات ادهم ثم نظر لكريم‬
‫وقال ‪ /‬ايه اللي بيحصل هنا‬
‫نظر كريم أرضا وقال ‪ /‬ممكن نطمن األول على‬
‫ادهم وبعدين هحكي كل حاجه‬
‫اقتربت شادية من ادهم بحنان وشفقة وقالت له‬
‫‪ /‬ادهم يا حبيبي هاتها ندخلها جوا ونشوف‬
‫مالها‬
‫نظر لها ادهم برعب خوفا من ابتعادها عنه‬
‫فضمها اكثر وقال ‪ /‬ال يا شادية مش هتسبني‬
‫ابتسمت له شادية بحنان وقالت ‪ /‬مش هتسيبك‬
‫يا حبيبي بس انت دخلها جوا وشوف مالها‬
‫يابني البنت كده يحصلها حاجه‬
‫نظر ادهم لهالي بحب ثم انحنى وحملها بحنان‬
‫ودخل لغرفته سريعا ووضعها على الفراش‬
‫تحت نظرات الجميع المترقبة لما سيحدث‬
‫وضعها ادهم على الفراش وتأكد من انتظام‬
‫تنفسها وضربات قلبها‬
‫نظر ادهم لها قليال فسقطت دموعه مجددا‬
‫واقترب منها وهمس بصوت منخفض ومعذب‬
‫‪/‬اوعي تسبيني تآني يا مالكي‪ ،‬انا ما صدقت‬
‫ترجعي ليا‬
‫ابتعد عنها ونظر خلفه فوجد الجميع ينظر له‬
‫بانتظار تفسيره فنهض وهو يتنهد بتعب‬
‫ويمسح دموعه ثم قال وهو مازال ينظر لهالي‬
‫‪ /‬سليم جمع الكل‪ ،‬وخلي براءة تكلم زين الني‬
‫هحتاجه‬
‫هز سليم رأسه وأخرج هاتفه ليفعل كما قال‬
‫ادهم بينما شادي كان ينظر الدهم بشفقة‬
‫نظرت براءة للمنزل بعد أن انتهوا من تنظيفه ‪/‬‬
‫آه واخيرا ضهري انكسر‬
‫نظرت لها أشرقت وهى تكتم ضحكتها ثم قالت‬
‫معلش يا براءة نردها ليكي في جوازتك ان‬
‫ِ‬ ‫‪/‬‬
‫شاء‬
‫لوت براءة شفتيها بسخرية ثم همست ‪ /‬بس‬
‫هو يخلص بس اياكش نتجوز قبل الخمسين‬
‫خرجت مريم من الحمام وهى تتنفس بعنف‬
‫وتحمل أدارت التنظيف ثم أشارت باصبعها‬
‫وقالت ‪ /‬الحمام بقى فلة وال اجدعها فلبينيه‬
‫ضحكت أشرقت على منظرها المبعثر ولم تكد‬
‫تجيب حتى صدح رنين هاتف براءة فنظرت‬
‫وجدته سليم فاجابت ‪ /‬الو يا سليم‪ ......‬ال انا‬
‫عند أشرقت انا ومريم‪ ......‬ليه فيه‬
‫حاجه‪ .......‬تمام تمام‪ .......‬حاضر هكلمه‬
‫واخليه يجي‪ ......‬تمام يا سليم‬
‫اغلقت هاتفها ثم اجرت مكالمة بزين تحت‬
‫نظرات تعجب الفتاتين تحدث بالهاتف ‪/‬الو يا‬
‫زين محتاجينك ضروري‬
‫على الجنب االخر أغلق زين هاتفه بتعجب من‬
‫طلب براءة ولكنه دون تفكير اخذ حاكته وهبط‬
‫الدرج بسرعة وهو ينظر في ساعته لديه ثالث‬
‫ساعات قبل الذهاب للعمل ولكن توقف فجأه‬
‫وهو يجد والده يقف في منتصف المنزل وهو‬
‫يرتدي بجامة جديده برسومات كرتونية‬
‫كعادته تحدث زين بسخط ‪ /‬هنفلس عشان‬
‫الحاج الوالد عاشق لمنتجات ديزني‬
‫اقترب زين من والده فوجده يقوم بتقليد‬
‫حركات المدربين في برنامج رياضي يعرض‬
‫امامه‬
‫تحدث زين وهو يبتسم بيأس على والده ‪/‬‬
‫بابا‪ ،،،‬بابا‪ ،،،‬يا بااااابااااا‬
‫نظر له عزيز بتعجب وأشار على نفسه ‪/‬‬
‫بتكلمني انا؟؟؟‬
‫تحدث زين بتهكم ‪ /‬أمال هكلم مين هو فيه‬
‫غيري وغيرك في البيت ده وبعدين هنادي مين‬
‫ببابا‬
‫ابتسم له عزيز بحنين وقال بدرامية ‪ /‬ياااااه يا‬
‫زين كلمة بابا حلوة اوي‬
‫ضحك زين ثم قال ‪ /‬طب يا زيزو انا عندي‬
‫مشوار كده اخلصه وبعدين هطلع على الشغل‪،‬‬
‫انت هتفضل هنا وال إيه؟؟؟‬
‫عزيز وهو يعود لتقليد حركات ذلك المدرب ‪ /‬ال‬
‫هخلص بس تمارين الصباح وهروح الشركة‪،‬‬
‫ابقى هات وانت راجع بقى الغدا‬
‫هز زين رأسه بايجاب ثم قبل رأس والده وقال‬
‫‪ /‬حاضر يا حبيبي خد بالك من نفسك‬
‫ابتسم له عزيز بحنان فاتجه زين للباب وفتحه‬
‫ولكن قبل خروجه قال ‪ /‬آه صحيح بقترح انك‬
‫تفتح مصنع لمالبس األطفال اللي عليها‬
‫رسومات كرتون وبكده ننقذ نفسنا من اإلفالس‬
‫وانت تهيص بجامات من اللي قلبك يحبها‪،‬‬
‫وعلى فكره بجامة سالحف النينجا كانت احلى‬
‫خرج زين بعدما انتهي من حديثه بينما نظر‬
‫عزيز للبجامه وقال ‪ /‬االه هو داني الشبح مش‬
‫اليق معايا وال إيه‬
‫توقفت منه بسيارتها امام معرض والدتها وهى‬
‫تزفر بضيق فها قد عادت مجددا بعدما بدأت‬
‫تنسى من هى موني‬
‫هبطت من السيارة بكل برود وهى تضع‬
‫نظارتها الشمسيه وترتدي بنطال جينز ازرق‬
‫وتيشرت أبيض دخلت البهو وهى تنظر حولها‬
‫بملل ثم اتجهت لغرفة التصميم حيث والدتها‬
‫فيجب ان تتحدث معها‬
‫دخلت غرفة التصميم وهى تقول ‪ /‬شاهي هانم‬
‫محتاجين نتكلم سوا‬
‫رفعت شاهي نظرها البنتها وقالت ببرود ‪ /‬مش‬
‫وقته يا موني روحي قيسي الفستان وشوفي‬
‫هيحتاج تظبيط وال ال‬
‫تقدمت منه لها بغضب وهى تضرب على‬
‫الطاولة امامها ‪ /‬ال دلوقتي‪ ،‬هنتكلم دلوقتي يا‬
‫شاهي هانم‬
‫ألقت شاهي المقص من يدها وزفرت بضيق ‪/‬‬
‫نعم يا موني عايزة ايه‬
‫نظر لها منه بألم وقالت ‪ /‬اسمي منه يا ماما‪،‬‬
‫اسمي منه‬
‫تحدثت شاهي بملل ‪ /‬معطالني عشان كده‬
‫يعني‬
‫اخذت منه نفس لتهدأ ثم قالت وهى تهز رأسها‬
‫بنفى ‪ /‬ال معطالكي عشان اقولك اني خالص‬
‫مش عايزة ابقى عارضة ازاياء او غيره انا‬
‫تعبت‬
‫ضحكت شاهي بسخريه ثم نظرت لها باستهزاء‬
‫‪/‬ومين اللي هيسمح بكده بقى‪ ،‬وال يكونش‬
‫حبيب القلب بتاع الحارة هو اللي قالك تعملي‬
‫كده‬
‫نظرت لها بفزع كيف علمت بشأن شادي‪،‬‬
‫فشادي نفسه ال يعلم بأمر حبها له‬
‫تحدثت بتوتر ‪ /‬قصدك ايه انا مش‬
‫قاطعتها شاهي بعنف وقالت ‪ /‬انا مش هبلة‬
‫يابنت عبدالرحيم واللي قولته ليكي الصبح‬
‫هيتنفذ بالحرف واال وقتها ودعي ابوكي‬
‫نظرت لها منه بعدم فهم واستيعاب حتى ظنت‬
‫انها سمعت خطأ ولكن شاهي أخرجت هاتفها‬
‫وفتحته على إحدى الصور التي جعلت منه‬
‫تفتح عينها بفزع وهى تضع يدها على فمها‬
‫لتكتم شهقتها وقالت شاهي بصوت يقطر شرا‬
‫‪ /‬لو منفذتيش كالمي ابوكي هيقضي اللي باقي‬
‫من عمره في السجن‬
‫جلس ادهم امام الجميع في انتظار زين والكل‬
‫يطرح مع نفسه أسئلة حول ما يحدث‬
‫بينما كان سليم ال ينزع عينه من على أشرقت‬
‫والتي احضرتها براءة معها بناءا على طلبه‪،‬‬
‫فقد أراد أن يقحمها معهم في أمور عائلته حتى‬
‫تعتاد على الحياة بينهم ارادها ان تشعر انها‬
‫جزء منهم‬
‫كان شادي ينظر لهاتفه وهو يتصفح صور‬
‫لمنه أثناء عرض أزياء سابق لها ثم تغيرت‬
‫مالمحه وهو يلمح لها صورة قديمه بجانب‬
‫مصمم ازياء ما وكان يبتسم لها بسمة لزجه‬
‫جعلت شادي يريد دخول تلك الصورة ليحطم‬
‫أسنانه المستفزة تلك والتي يتفاخر ببياضها‬
‫الناصح كأنه في احد اعالنات معجون األسنان‬
‫كان كريم ينظر لهاتفه بشرود وهو يحاول‬
‫أشغال نفسه عن النظر لمريم حتى ال يتهور‬
‫كما اضحى يفعل امامها في االونه األخيرة‬
‫ولكن فجأه تغيرت مالمحه للذهول والصدمة‬
‫وسرعان ما باتت مالمحه سوداوية بدرجه‬
‫مرعبة وهو يضغط على هاتفه بغضب جحيمي‬
‫الحظ سليم نظراته تلك فاشار له بعينه عن‬
‫سبب ذلك الغضب ولكن كريم هز رأسه بمعنى‬
‫ال شئ وتثبتت اعينه على مريم بنظرات غريبة‬
‫جعلت جسد مريم يرتعش برعب‬
‫قاطع ذلك الجو المشحون صوت طرقات الباب‬
‫فنهضت براءة بسرعة لتفتح الباب لزين‬
‫فتحدثت شادية بسخرية ‪ /‬اجري يا ختي افتحي‬
‫اجري‪ ،‬طبعا ما انتي متجوزه واحد بينور في‬
‫الضلمة‬
‫نظر لها فرج وهو يزفر بملل منها ‪/‬هتموتي‬
‫وانتي لسه زى ما انتي‪ ،‬شادية هى شادية‬
‫نظرت له شادية بحنق وتمتمت بغيظ ‪ /‬كله‬
‫حاطط نقره من نقري‪ ،‬مش عارفة ليه محدش‬
‫طايقني‪ ،‬اكيد العيب فيهم‬
‫ضحك شاكر بسخرية وقال ‪ /‬وده مخلكيش‬
‫تاخدي بالك من حاجه‬
‫هزت شادية رأسها وهى تبتسم بتكبر ‪/‬طبعا‬
‫أخدت بالي مع اني كنت عارفة من زمان‬
‫نظر لها شاكر ببسمة باردة فاكملت شادية‬
‫حديثها ‪ /‬كنت عارفة ان الشجرة المثمرة‬
‫يزقّلها (يرميها) الناس بالطوب‬
‫ضحك شاكر عليها في نفس وقت دخول زين‬
‫وبراءة‬
‫وبعد أن استقر الجميع‪ ،‬اتجهت جميع األعين‬
‫الدهم في انتظار تفسر ما رأوا‬
‫نظر لهم ادهم ثم تنهد وقال بهدوء شديد ‪ /‬تمام‬
‫الكل هنا ودلوقتي اقدر اقولكم اللي بيحصل‬
‫هبدأ الحكاية من وقت ما كنت صغير عشان‬
‫الموضوع يكون واضح‬
‫صمت قليال ثم اكمل ‪ /‬لما كرم (والد ادهم) جه‬
‫واخدني عشان اعيش معاه بعد اموت امي‬
‫وقتها عشن أصعب فترة في حياتي طبعا مش‬
‫محتاج احكي عن الفترة دي الن الكل عارفها‬
‫نظر لهم وكأنه يدرس ردات فعلهم ثم اكمل‬
‫ببسمة حنونة ‪ /‬لحد ما قابلتها‪ ،‬وردتي‬
‫الصغيره‬
‫تحدثت منه بعدم تصديق ‪ /‬انتي‪ ...‬انتي ازاى‬
‫ده بابا‬
‫ثم ضرخت بهياج وجنون ‪ /‬بابا وجوزك‪ ،‬انتي‬
‫مستوعبة انتي بتعملي ايه‬
‫تجاهلت شاهي كل صراخها هذا واكملت‬
‫تهديدها ‪ /‬االسبوع الجاى بعد انتهاء العرض‬
‫هيكون كتب كتابك على رامي عشان متفكريش‬
‫تلعبي كده وال كده واال‬
‫تركت حديثها معلق حتى تثير الرعب في نفس‬
‫تلك الفتاة التي من المفترض انها ابنتها‬
‫بكت منه برعب وخوف على والدها واغلى ما‬
‫تملك ‪ /‬حرام عليكي انا عملت فيكي ايه هو انا‬
‫مش بنتك هو أنا مش بصعب عليكي‬
‫نظرت لها شاهي وهى تستخف ببكائها وتهويل‬
‫األمور من وجهه نظرها ‪ /‬أنا بعمل كده عشان‬
‫مصلحتك ومستقبلك بعدين لما تكبري‬
‫هتشكريني على‬
‫لم تكمل كالمها بسبب صراخ منه وقد وصلت‬
‫لحافة االنهيار ‪ /‬على ايه هشكرك على ايه‬
‫ثم قالت وهى تلتفت حولها بجنون ‪ /‬على‬
‫جحود قلبك وال قسوتك‪ ،‬على انك عمرك في‬
‫حياتك ما قولتي ليا كلمة واحده تحسسني‬
‫بحنانك‪ ،‬على اني عيشت حياتي وحيده ال‬
‫صحاب وال جيران وال اى حاجه‪ ،‬على حلمي‬
‫اللي ضاع بسببك النه كان من وجهه نظرك‬
‫تافة وان انا الزم ابقى عارضة ازياء‬
‫بهتت شاهي من صراخها وهجومها ذلك‬
‫فاكملت منه وهى تلقي بعنف كل ما على‬
‫الطاولة ‪ /‬على ايييييييييه ردي على ايييييييه‪،‬‬
‫على اني من صغري مش بعرف انام من‬
‫الجوع فكنت باخد منوم عشان والدتي خايفة‬
‫اني اكل واتخن‪ ،‬على اني عشت حياتي كلها‬
‫اهتم بجسمي ومينفعش اني اكل اى حاجه‬
‫تحسسني اني زى بقية البشر‪ ،‬على عياطي‬
‫كل يوم للخدامين عشان يدوني اكل اى حاجة‬
‫فيقولولي معلش يا هانم بس الهانم الكبيرة‬
‫مانعة االكل ده عنك‪ ،‬على اييييه هشكرك على‬
‫اييييه على طفولتي اللي عمري ما اتمنى انها‬
‫ترجع تاني‪ ،‬وال مراهقتي اللي عشت فيها‬
‫منبوذه‪ ،‬وال شبابي اللي بقيت فيه موني‬
‫المتكبرة اللي محدش بيطيق سيرتها وال على‬
‫مستقبلي اللي بتحدديه مع واحد انكسف اقول‬
‫عليه راجل‬
‫صمتت وهى تتنفس بعنف وتشعر انها ستفقد‬
‫وعيها من الغضب‬
‫بينما شاهي كانت تتابعها باعين جاحظة ما‬
‫فعلته ابنتها التي كانت كالعجين في يدها‬
‫تشكلها كما تشاء وتحقق من خاللها أحالمها‬
‫هى التي فشلت سابقا في تحقيقها‬
‫نظرت لها منه باعين حمراء وبسمة موجوعة‬
‫‪ /‬تمام‪ ،‬تمام يا شاهي هانم هنفذ كل اللي انتي‬
‫عايزاه بس توعديني ان بابا ميحصلش ليه‬
‫حاجه‬
‫حاولت شاهي تمالك نفسها وقالت ‪ /‬تمام‬
‫اوعدك ان مش هعمل حاجه لو عملتي اللي انا‬
‫قولته بدون ما تحاولي تلعبي من ورايا او‬
‫تحاولي تطلبي مساعدة ابوكي فاهمة‬
‫نظرت لها منه نظرات خالية وقد اضحت‬
‫مالمحها كأنها ميتة ‪/‬فهمت‪ ،‬فهمت يا ماما‬
‫انهي ادهم قص كل ما كان يعرفه وكل ما عرفه‬
‫من خالل رؤوف ثم صمت منتظرا ردة فعل‬
‫الجميع ولكن دام الصمت طويال‬
‫وكان شاكر اول من قاطعه وهو يقول بنظرات‬
‫تكاد تخترق الشباب األربعة ‪ /‬وانتم كنتوا‬
‫ناويين تعرفوني امتى‬
‫نظر الشباب لبعضهم البعض ثم ابتلع سليم‬
‫ريقه وقال بحذر ‪ /‬كنا هنبلغك يا شاكر بس انت‬
‫عارف ان الموضوع أساسا ماكنش واضح‬
‫وكمان صعب أن حد يصدقه شوية‬
‫همست براءة ببسمة ‪ /‬يعني ادهم مش مجنون‬
‫ابتسم لها ادهم وهز رأسه‬
‫تحدث شاكر وقال بغضب وعتاب ‪ /‬افرضوا كان‬
‫حصل ليكم حاجه وانتم عمالين تتنطنطوا من‬
‫مكان للتاني كده‬
‫ابتسم ادهم وقال بتفهم لغضبه ذاك ‪ /‬متخافش‬
‫يا شاكر كنا عاملين حساب كل حاجه وكمان‬
‫كريم كان دارس كل االحتماالت صح يا كريم‬
‫نظر لكريم ولكن لم يكن كريم معهم بل كانت‬
‫مالمحه سوداء شاردة ضربه شادي بخفه‬
‫فانتبه لهم كريم ‪/‬آه‬
‫كان كريم ال يعلم عن ماذا يتحدثون فانتبه‬
‫شاكر لشروده‬
‫تحدثت أشرقت بتعجب وفضول ‪ /‬هو ينفع اسأل‬
‫عن حاجه‬
‫ابتسم لها ادهم وقال ‪ /‬اكيد يا أشرقت انتي‬
‫واحده من العيلة قولي اللي عايزاه‬
‫ابتسمت أشرقت بخجل وقالت ‪ /‬ازاى محدش‬
‫سأل عن ام فتحي في المستشفى يعني انت‬
‫حطيت واحده مكانها وهما ما اخدوش بالهم‬
‫انها اختفت‬
‫ابتسم ادهم على مالحظتها تلك وقال مفسرا‬
‫‪/‬بعد ما اهل ام فتحي مشيوا انا كنت مبلغ‬
‫ممرض هناك انا بثق فيه انه يرجع البنت اللي‬
‫حطيتها مكانها الوضتها تآني وبعدين لما‬
‫الدنيا هديت واكتشفوا غيابها فكروا انها فاقت‬
‫ومشيت من غير ما حد ياخد باله وطبعا هى‬
‫مش في سجن فمحدش اهتم آوي خصوصا‬
‫انها مكنتش مصابة جسديا‬
‫هزت أشرقت رأسها بفهم‬
‫تحدث زين بعد صمت طويل ‪ /‬كده تمام كل‬
‫حاجة واضحة ماعدا ليه هالي هربت من البيت‬
‫وايه اللي جبرها على كده‬
‫تحدث ادهم وهو يهز كتفه بعدم معرفة ‪ /‬الكالم‬
‫ده اللي هيقدر يجاوبنا عليه هو ام فتحي بس‬
‫ضحك زين بخفوت على كلمة ام فتحي التي‬
‫مازال يصر عليها‬
‫نظر ادهم لزين ثم قال بعد تفكير ‪ /‬ودلوقتي‬
‫بقى انا عايز منك خدمة‬
‫نظر له زين بترقب واهتمام فاكمل ادهم وهو‬
‫يبتسم له بسمة بريئة ‪ /‬عايزك تجبلي رؤوف‬
‫الشريف هنا‬
‫تحدث شامل وهو يقف امام مؤنس ‪ /‬تمام ههتم‬
‫انا بالموضوع ده وهحاول اخلصه من غير‬
‫مشاكل‬
‫هز مؤنس رأسه وتحدث ببرود ‪ /‬اهم حاجه‬
‫بالش غباء الحوار مش مستحمل الغلطة بموتة‬
‫فاهم‬
‫نظر له شامل بضيق من اهانته ‪ /‬أنا م‬
‫لم يكمل حديثه بسبب صوت الصراخ الذي هز‬
‫جدران المنزل فنظر االثنان بتعجب لما يحدث‬
‫بينما هبطت سارة بفزع لترى ما يحدث‬
‫دخل فادي لبهو المنزل وهو يصرخ كالمجنون‬
‫‪ /‬شاااااااااااااااامل‬
‫نهض مؤنس وهو ينظر بتعجب لجنون أخيه‬
‫األصغر ثم رمق شامل بتساؤل ولكن قاطع‬
‫نظراتهم صراخ فادي الذي انطلق كالقذيفه‬
‫وهو ينقض على شامل ويصرخ بجنون وقد‬
‫فقد عقله تماما وعيونه تزرف الدموع ‪ /‬قتلتها‬
‫يا *** قتلتها يا ابن ال****‪ ،‬ليييييييه؟؟؟؟‬
‫عملت ليك ايه؟؟؟ قتلتها ليه؟؟؟؟؟‬
‫نظر مؤنس بصدمة لتصرف اخيه العنيف ثم‬
‫ركض وحاول أبعاد فادي الذي كان في حالة‬
‫غريبه عن شامل‬
‫جذب مؤنس فادي الذي كان يتحرك بعصبية‬
‫مخيفة‬
‫نهض شامل وهو ينظر لفادي بنظره مميته‬
‫بينما فادي لم يتوقف عن صراخه وسب شامل‬
‫‪ /‬هقتلك يا شامل الكلب وهللا الدمرك يا زبالة‬
‫تحدث شامل ببرود مخيف ‪ /‬وهللا عال فادي‬
‫الصغنن كبر وبقى يزعق فيا كمان‬
‫صرخ مؤنس بشامل ان يصمت ثم تحدث لفادي‬
‫‪ /‬وانت اهدى وقولي حصل ايه‬
‫دفع فادي مؤنس بعيدا وصرخ به وقال ‪ /‬اخوك‬
‫ال*** اللي هيفضل *** راح وقتل البنت‬
‫الوحيده اللي حبيتها قتل الحاجه الوحيدة‬
‫الحلوة في حياتي دمرني‬
‫تحدث شامل ببرود يحسد عليه ‪ /‬عندك دليل‬
‫على كالمك‬
‫ابتسم له فادي بسخرية وقال ‪/‬مشوفتش بجح‬
‫زيك‪ ،‬انا كنت عارف من فترة انك بتضايقها‬
‫بس كنت مستني اني اظبط اموري واخدها‬
‫واسافر بيها بس انت و*** غلبت عليك‬
‫وروحت قتلتها بدم بارد‬
‫تحدث مؤنس ببرود وهو يقف بينهم ‪ /‬خالص‬
‫خلصنا‪ ،‬قتلها وحصل اللى حصل كالمك مش‬
‫هيرجعها تآني وبعدين مش يمكن بتنصب‬
‫عليك‬
‫نظر له فادي بعدم تصديق لحديثه وكأنها ليست‬
‫انسان ه تم قتلها بكل قسوة‪ /‬انت بتقول كده ألن‬
‫زيك زيه انتم االتنين معندكوش قلب وال‬
‫بتحسوا‬
‫صفعه مؤنس بحده وهو يصرخ به ‪ /‬أخرس‬
‫واحترم نفسك واعرف انت بتكلم مين‪ ،‬انا‬
‫ممكن اقتلك في مكانك دلوقتي‬
‫صرخ به فادي وهو يبكي ‪ /‬ياريت‪ ،‬ياريت‬
‫تقتلني واخلص يا أخي على االقل ارتاح من‬
‫العيشة الزبالة دي‬
‫تحدث مؤنس بتحذير ‪ /‬متجبش اخرك معايا يا‬
‫فادي عشان لو حطيتك في دماغي هتندم‬
‫فادي بنبرة غاضبه وقد اعماه الغضب واالنتقام‬
‫‪ /‬وانا مش هستناك تحطني في دماغك يا‬
‫مؤنس‪ ،‬ألن هتغدي بيكم قبل ما تتعشوا بيا‬
‫وهنتقم لكل ثانية ذل ليا ولموت حسناء اللي‬
‫قتلها اخوك الكلب ومش بعيد يكون بأمر منك‬
‫شخصيا‬
‫صرخ مؤنس بنبرة جعلت اجسادهم تهتز خوفا‬
‫‪ /‬يعني إيه؟؟‬
‫فادي وهو يفرد ذراعه ويضحك بصخب مثل‬
‫المجنون ثم قال بصوت يقطر غضب وشراسة‬
‫‪ /‬يعني عليا وعلى أعدائي‪ ،‬ودع حياتك يا‬
‫مؤنس باشا الن النهاية قربت آوي‪ ،‬وهللا‬
‫العظيم الخليكم تندموا واحد واحد‬
‫ثم تركهم جميعا وصعد لألعلى بكل غضب‬
‫وأغلق باب غرفته بعنف تاركا نفوس تضمر‬
‫وتخطط للتخلص من هذا الخطر‬
‫زين بتشنج لطلب ادهم ‪ /‬نعم؟؟؟ عايزني اعمل‬
‫ايه‬
‫رمش ادهم وهو يبتسم ببراءة ‪/‬تجبلي رؤوف‬
‫الشريف هنا‬
‫تحدث زين بتهكم شديد ‪ /‬عايزه بالجبنة وال‬
‫بالخل والملح؟‬
‫ابتسم له ادهم بسمة سمجة كطفل لزج مزعج ‪/‬‬
‫ال عايزة سادة‪ ،‬رؤوف بس مش عايز حاجه‬
‫معاه‬
‫ضحك زين بعدم تصديق وهو يضرب كف بكف‬
‫‪ /‬انت بتهرج ياض رؤوف الشريف مين اللي‬
‫اجيبه ليك وأخرجه ازاى من بيته وباى حجه‬
‫مش فاهم‬
‫ادهم وهو ينظر له بحنق ‪ /‬معرفش اتصرف‬
‫انت مش انت ظابط والمفروض ذكي اتصرف‬
‫نظر له زين ببرود شديد وهو يعود بظهره‬
‫للخلف ‪ /‬وايه اللي يجبرني على كده‬
‫تقدم ادهم بجلسته ونظر له بخبث ومكر ثم قال‬
‫‪ /‬لو معملتش اللي انا عايزه هخلي براءة تنكد‬
‫عليك عيشتك‬
‫نظر زين لبراءة بتساؤل عما اذا كانت ستفعل‬
‫ذلك فابتسمت له براءة وهزت رأسها بنعم‬
‫ففتح زين عينه بصدمه وقالت له براءة وهى‬
‫تبرر موقفها ‪ /‬ده اخويا الصغير يا زين وانا‬
‫ميهونش عليا يطلب حاجه وموافقش عليها‬
‫ابتسم ادهم بخبث ومكر وقال ببراءة طفل شقي‬
‫‪ /‬ربنا يخليكي يا براءة‬
‫نظر لهم زين وهو ضحك بعدم تصديق لحديثهم‬
‫ثم فجأه صرخ وهو ينهض ويقول ‪ /‬اووووف‬
‫نظر له ادهم بتحذير وهو يشير باصبعه ‪ /‬ولد‬
‫مينفعش تنفخ فيا‬
‫لوى زين فمه بسخرية ‪ /‬ليه كنت والدتي وال‬
‫إيه‬
‫ربع ادهم يديه ببرود وعاد بظهره كما فعل له‬
‫زين منذ قليل وقال بكبرياء ‪ /‬انا اخو مراتك‬
‫يعني اعتبرني عمك وفي مقام والدك‬
‫ضحك زين وقال بسخرية ‪ /‬وهللا ما تفرق عن‬
‫ابويا نفس العقل تقريبا‬
‫نظرت له شادية باعين المعه وقالت ‪ /‬ابوك!‬
‫؟؟؟ انت عندك اب‬
‫نظر لها زين بتعجب فاكملت هى لبراءة ببسمة‬
‫‪ /‬طلع عنده اب‬
‫أعادت نظرها لزين وقالت ببسمة ‪ /‬وياترى بابا‬
‫مرتبط؟؟‬
‫نظر زين للجميع بتعجب من حديث شادية فقال‬
‫فرج له ‪ /‬متخدش بالك يابني‬
‫زفرت شادية بضيق وقالت بهمس لفرج ‪ /‬فرج‬
‫اسكت شوية يمكن يكون الواد ده طالع البوه‬
‫ويبقى ابوه حلو كده‬
‫قال لها فرج باستفزاز ‪ /‬ولو طلع حلو فعال‬
‫هتعملي ايه يعني مش فاهم؟؟‬
‫شادية وهى تتحدث بنبرة مستفزة ‪ /‬هاخد معاه‬
‫سلفي يا فرج ارتحت‬
‫ثم نظرت مجددا لزين وقالت بفضول ‪ /‬قولي‬
‫بقى ياضنايا بابا عنده كام سنة‬
‫قال زين وهو يعقد حاجبيه بتعجب ‪ /‬ضنايا؟؟؟‬
‫شدية ببسمة بلهاء ‪ /‬باعتبار ما سيكون ان‬
‫شاء هللا‪،‬انت بس قدم المشيئة‬
‫تحدث زين بعدم فهم لما تريده شادية ‪ /‬بابا‬
‫عنده ‪ ٥٧‬سنة‬
‫اخذت شادية تعد على اصابعها وكأنها تحسب‬
‫شئ فقال عوض بهدوء وبسمة مستفزة ‪/‬‬
‫متحاوليش ابوه تقريبا في سن شاكر وسني يا‬
‫أمي‬
‫ضحك شاكر بصخب على حنق شادية من لفظ‬
‫امي الذي ضغط عليه عوض فضربته هاجر‬
‫وهى تقول بهمس ‪ /‬بالش تغيظها يا شاكر‬
‫نظر لها شاكر وقال وهو يهز كتفه بعدم اهتمام‬
‫‪ /‬مقدرش يا جوجو طول ما شادية قدام عيني‬
‫الزم استفزها واال اتحرق‬
‫قال ادهم فجأه وهو ينتفض ‪ /‬وجدتها‬
‫نظر له الجميع بتعجب فقال وهو يقترب من‬
‫زين ‪ /‬اتصل بابوك وخليه يجي هنا دلوقتي‬
‫تحدثت شاديه بتأثر وهى تنظر لهم وتشير‬
‫الدهم ‪ /‬شايفين شايفين الشاب المحترم ده‬
‫رايح بنفسه يوفق راسين في الحالل‬
‫ثم نظرت الدهم وقالت بحنان ‪ /‬أنا مربتش‬
‫غيرك ياض يا ادهم‬
‫نظر لها ادهم ببالهة ولكنه أعاد نظره لزين‬
‫الذي قال لدهشه ‪ /‬عزيز‪ ،‬وده يجي هنا ليه‬
‫نظرت شادية أرضا بخجل وقالت ببسمة ‪/‬‬
‫هيكمل نص دينه‬
‫فتح زين فمه ببالهة فجذب ادهم رأسه لينظر‬
‫له ‪ /‬اتصل بس بيه وخليه يجي‬
‫زفر زين ثم اخر هاتفه وقال ‪ /‬تمام هشوفه كده‬
‫راح الشركة وال لسه‬
‫ابتسم ادهم وأخرج هو أيضا هاتفه واتجه بعيدا‬
‫وهو يقول ‪ /‬تمام وانا هعمل اتصال مهم‬
‫أنهى رؤوف االتصال وابتسم بفرح ودموعه‬
‫تتساقط بغزارة ولكن كانت دموع سعادة وراحة‬
‫تنفس براحة اخيرا وهو يقول ‪ /‬الحمدهلل يارب‬
‫الحمدهلل يارب‬
‫ثم نظر للباب وابتسم بخبث ونادى بصوت‬
‫عالي ‪ /‬سارة‪ ....‬سارة‬
‫انتظر قليال فوجد سارة تدخل الغرفة سريعا‬
‫وهى تنظر له بقلق ‪ /‬نعم يابابا محتاج حاجه يا‬
‫حبيبي‬
‫مد رؤوف يده لها ببسمه وقال ‪ /‬تعالي يا‬
‫حبيبتي عايزك في موضوع كده‬
‫اقتربت منه سارة بتعجب وجلست جواره‬
‫فاشار هو لها لتقترب اكثر فاقتربت منه أكثر‬
‫بينما هو همس لها ببعض الكلمات التي جعلتها‬
‫تضيق بين حاجبيها بتعجب ثم نظرت له وقالت‬
‫‪ /‬ليه ده كله‬
‫ابتسم لها رؤوف وقال ‪ /‬اعملي زى ما قولت‬
‫ليكي يا سارة يال يا يابابا‬
‫نهضت سارة وهى تنظر لوالدها بتعجب شديد‬
‫ثم اتجهت للخارج وبعدها هبطت الدرج متجهه‬
‫لغرفة المكتب حيث يوجد مؤنس وبعد طرق‬
‫الباب دخلت له وهى تتصنع الحزن وقالت ‪/‬‬
‫مؤنس الحق بابا‬
‫نهض مؤنس بفزع واتجه لها وهو يقول ‪/‬‬
‫ماله بابا تعب وال إيه‪ ،‬اصبري هتصل‬
‫بالدكتور‬
‫لم يكد يخرج هاتفه حتى أمسكت هى بيده‬
‫وقالت‪ /‬ال هو مش تعبان جسديا بس نفسيته‬
‫تعبانه مش عارفه صحي انهاردة وقعد زعالن‬
‫وانا سألته قالي انه افتكر صاحب ليه قديم‬
‫ووحشه آوي ونفسه يشوفه قبل ما‬
‫صمتت ثم ادعت البكاء فضمها مؤنس بحنان‬
‫يناقض طباعه ‪ /‬اشششش خالص يا قلبي‬
‫اهدي‪ ،‬انا هعمل لبابا كل اللي عايزه قوليلي‬
‫صاحبه ده اسمه ايه وانا هكلمه واخليه يجيله‬
‫هزت رأسها بنفى في احضانه وقالت ‪ /‬ال هو‬
‫قالي انه نفسه يقابله في القهوة اللي كانو‬
‫بيقعدوا عليها سوا زمان‬
‫نظر لها مؤنس بتفكير ثم قال ‪ /‬طب تمام‬
‫هروح انا اكلم بابا واشوف كده‬
‫أنهى ادهم مكالمته وعاد لمقعده ونظر للجميع‬
‫ثم قال لزين ‪ /‬باباك رد‬
‫هز زين رأسه بايجاب وقال ‪ /‬آيوه وهو جاى‬
‫شوية كده ويوصل‬
‫ابتسم له ادهم بخبث فتحدث زين بفضول ‪/‬‬
‫قولي بقى عايز بابا في إيه‬
‫ابتسم له ادهم بمكر وقال ‪ /‬هخلي مؤنس‬
‫بنفسه هو اللي يبعت ابوه لينا‬
‫لم يكد يستفسر زين عن حديثه حتى قاطعهم‬
‫سليم وهو يقول ‪ /‬ادهم كنت عايزك في‬
‫موضوع‬
‫نظر له ادهم بتساؤل فاقترب منه سليم وقال‬
‫بهمس ‪ /‬بخصوص ام احمد‬
‫اغمض ادهم عينه بغضب شديد كيف تناسى ام‬
‫احمد وسط كل مشاكله نهض ادهم وذهب مع‬
‫سليم في إحدى الزوايا تحت أنظار الجميع‬
‫الفضولية ثم نظر له بترقب وقال ‪ /‬حصل ايه‬
‫وهى كويسه وال ال الفترة اللي فاتت انشغلت‬
‫كتير في حوار ام فتحي ونسيتها خالص‬
‫ربت سليم على كتفه بحنان ‪ /‬ربنا يعينك يا‬
‫ادهم‪ ،‬ومتخافيش كل يوم تقريبا شادية او مريم‬
‫او براءة كانوا بيروحوا ليها‬
‫ابتسم ادهم براحة ثم قال ‪ /‬طب ايه كنت‬
‫عايزني في إيه‬
‫صمت قليال ثم قال ‪ /‬موضوع احمد‬
‫هز سليم رأسه فانتبه له ادهم جيدا وقال سليم‬
‫‪ /‬عرفت اتواصل مع السفارة المصرية في‬
‫فرنسا وبلغتهم بالموضوع كله وبعت ليهم‬
‫صور من الجواب وهما قدروا يوصلوا للي‬
‫بعت الجواب ده وطلع واحد من الشباب اللي‬
‫كانت مسافرة مع احمد وكان زميلة في الجامعة‬
‫كمان وساكن معاه هناك فهو كان تقريبا عارف‬
‫كل حاجه عن أحمد وفكر ان محدش يعرف‬
‫بموت احمد فقال يستغل الحوار ده وياخد‬
‫قرشين النه عارف كويس اوي مكانه احمد‬
‫عند امه‬
‫ضم ادهم يده بغضب قم قال ‪ /‬طب والواد ده‬
‫عملوا فيه إيه‬
‫سليم وهو يكمل ‪/‬لما اتمسك واعترف على كل‬
‫حاجه اكتشفوا انه جاى بهجرة غير شرعية‬
‫ومش معاه أوراق فرحلوه على مصر‬
‫هز ادهم رأسه ثم قال ‪ /‬تمام كده انت هتروح‬
‫الم احمد وتقولها انك بعت ألحمد فلوس تمام‬
‫نظر له سليم جيدا ثم قال باصرار ‪ /‬ادهم الزم‬
‫نعرف ام احمد كل حاجه الزم تعرف ان ابنها‬
‫مات‬
‫هز ادهم رأسه وعو يفكر في الموضوع جديا‬
‫فهو كان سيفعل ذلك ولكن خشى ان تنهار ‪/‬‬
‫طب تمام بس هنأجلها لغاية ما اخلص الدوشة‬
‫دي عشان اكون فوقت واعرف ابقى جنبها‬
‫هز سليم رأسه وانتبه على وقوف ام فتحي‬
‫على باب غرفتها وهى تستند بتعب عليه‬
‫وتنظر حولها بتعجب كبير‬
‫نظر ادهم حيث ينظر سليم فوجد ام فتحي تقف‬
‫بشكل مريب فاتجه لها بسرعة وقال وهو ينظر‬
‫لها بترقب ‪ /‬ام فتحي‬
‫نظرت له بصمت مخيف جعل ضربات قلب ادهم‬
‫تتسارع وطرأ له فجأه انها نست الفترة التي‬
‫كانت بها معه كروح‬
‫ابتلع ريقه وقال بقلق ‪ /‬هالي؟؟؟‬
‫نظرت له بصمت ولم تجب مجددا فشرد هو في‬
‫أفكاره ومخاوفة وفاق على صوت زين وهو‬
‫ينادي عليه ‪ /‬ادهم بابا جه‬
‫نظر ادهم خلفه لزين وبحانبه رجل يشبه زين‬
‫كثيرا فهز رأسه وقال بحروف مرتعشة ‪ /‬طيب‬
‫أعاد نظره لهالي التي كانت ما تزال تنظر له‬
‫نظرات غامضه وغير مفهومة‬
‫تحدث بهدوء ‪ /‬تعالي معايا نقعد هناك‬
‫نظرت حيث يشير فوجدت الجميع يجلس‬
‫واعينهم معلقة بها فاتجهت معه بهدوء مريب‬
‫ثم جلست دون ان يصدر منها اى رد فعل‬
‫كانت شادية تنظر لعزيز وهى تقول ‪ /‬ال‬
‫يستاهل الضجه‪ ،‬قمر زى ابنه وشكله هيبه كده‬
‫وشخصية جامده‬
‫نظر لها فرج ولم يعلق فهو قد يأس منها‬
‫تحدث عزيز وهو ينظر للجميع ببسمة هادئة ‪/‬‬
‫اهال انا عزيز ابقى والد زين‪ ،‬زين بلغني انكم‬
‫محتاجيني هنا خير‬
‫تحدث ادهم وهو يبعد نظره عن ام فتحي‬
‫بصعوبة وقال ‪ /‬احم هو بس كنت محتاج من‬
‫حضرتك خدمه‬
‫انتبه له عزيز وكذلك فعل الجميع فبدأ ادهم‬
‫يقص عليهم كل شئ وخطته حتى انتهى فقال‬
‫زين ‪ /‬دماغ شيطان‬
‫ابتسم له ادهم ونظر الم فتحي مجددا وهو‬
‫يقول ‪ /‬ساكتة ليه قولي اى حاجه‬
‫لم تجب وظلت تنظر اليه ويبدو عليها الشرود‬
‫بينما هو شعر انه على حافة الجنون فاغمض‬
‫عينه ليهدأ ضربات قلبه فحتى االن مازال ال‬
‫يصدق ما يحدث معه‬
‫نظرت له دقائق بتفكير ثم قالت بعد صمت‬
‫طويل قليال ‪ /‬هو لما حماقي قال ( وتعالى‬
‫أقولك أحلى حاجة فيكي إيه‬
‫وال إنت فاهمة قصدي واللي بالي فيه) كان‬
‫قصده قلة ادب وال كان غرضه شريف؟؟؟‬
‫فتح الجميع عيونه بصدمه وافواههم ببالهه‬
‫بينما توقف ادهم وهو ينظر لمالمحها جيدا‬
‫وكأنها يحفظها ثم فجأه علت ضحكته وهو‬
‫يضرب كتفها بمزاح ‪ /‬حمدهلل على سالمتك يا‬
‫وحش‬
‫تحدثت براءة وهى تضحك بشده ‪ /‬البت مش‬
‫معقوله يخربيتك ايه اللي هى بتقوله ده‬
‫نظرت ام فتحي بنظرات الجميع بتعجب ولكن‬
‫سرعان ما استوعبت ما يحدث ففتحت عينها‬
‫بفزع وقالت ‪ /‬هما سامعني‬
‫نظر لها ادهم بتعجب فقالت بتوتر وعدم فهم‬
‫لمحيطها‪ /‬هو ايه اللي حصل عشان حاسة اني‬
‫تايه‬
‫نظر لها ادهم وقال بهدوء وحنان جعل الجميع‬
‫ينظر له بصدمه فلم يسبق لهم ان رأوا ادهم‬
‫بهذه الحالة ‪ /‬اششش اهدي يا قلبي اهدي‬
‫وبصي ليا‬
‫كانت تنظر حولها بعدم فهم وكأنها كانت نائمة‬
‫وفجأه استيقظت فجذب ادهم وجهها له وقال‬
‫بحنان وكأنه يحدث طفلته الصغيرة ‪ /‬بصي يا‬
‫وردتي متفكريش في اى حاجه دلوقتي خالص‬
‫ماشي انسي اى حاجه ولما تهدي هنفكر سوا‬
‫مش لوحدك ماشي يا بجرتي‬
‫نظرت له وضحكت بخفوت ثم قالت بهمس‬
‫ضعيف ‪ /‬قولتلك قبل كده ان رومانسيتك دي‬
‫نقطة ضعفي؟؟‬
‫اقترب منها وهمس بعشق ‪ /‬وانا قولتك قبل‬
‫كده ان ضحكتك دي سبب حياتي؟؟؟‬
‫نظرت له بتخدر وابتلعت ريقها ثم همست له‬
‫بصوت منخفض ‪ /‬ادهم انا فاكرة كل حاجه‬
‫الحصان وانت و‬
‫لم تكمل حتى منعها هو وهو يقول ‪/‬اهدي بس‬
‫دلوقتي وبعدين هنفكر سوا في الموضوع تمام‬
‫اهدي بس متضغطيش على نفسك‬
‫ابتسمت شادية وهى تقول ‪ /‬هللا يا عيال ده‬
‫الحب حلو اوي‬
‫نظر لها شاكر وغمز وهو يضم هاجر لها‬
‫ويهمس ‪ /‬ايه رأيك نخلص الحوار ده ونطلع‬
‫جرى على الشقة ونقفلها بسرعه قبل ما الواد‬
‫كريم يحصلنا‬
‫نظرت له هاجر بلوم ثم قالت بتذمر ‪ /‬وهللا‬
‫حاسة انك لقيه في كيس شيبسي الواد اللي‬
‫حظه قليل في الدنيا ده‬
‫هز زين رأسه بيأس من هذه العائلة فلم يجد‬
‫حتى اآلن شخص واحد بهم عاقل حتى والده قد‬
‫بدأ يندمج معهم‬
‫تحدث سليم وهو ينظر بخبث الشرقت ‪/‬‬
‫الصراحة يا ادهم انت فتحت نفسي على الجواز‬
‫و بصراحه آكتر انا عايز اتجوز اعمل حسابي‬
‫معاك‬
‫شادية وهى ابتسم بخبث وتنظر لفرج ‪ /‬وانا‬
‫كمان اعملوا حسابي‬
‫ادهم بسخرية الذعة ‪ /‬ها يا جماعه حد عايز‬
‫يطلب حاجه تانيه قبل ما أكد على االوردر‬
‫نظر له سليم بتذمر وقال ‪ /‬واد انت انا هتجوز‬
‫معاك واال هنكد عليك انت فاهم وهباتلك هنا في‬
‫الصالة وال يهمني‬
‫عض ادهم شفتيه بغيظ ثم نهض وقال ‪ /‬انت‬
‫بتلوي دراعي يا سليم‬
‫نهض سليم ووقف امامه ثم قال بحده ‪ /‬ال مش‬
‫لوى دراع ده تحذير هتجوزني معاك وال افشكل‬
‫ام الليلة دي من اولها‬
‫كان كريم ال يهتم باى شئ حوله فقط عيونه‬
‫مثبته على مريم وال تتحرك أبدا‬
‫شادي وهو يفصل بين ادهم وسليم ‪ /‬اهدوا بس‬
‫وصلوا على النبي كده بعدين يا سليم مش لسه‬
‫لما تتقدم األول‬
‫سليم بعناد ‪ /‬ال مش هتقدم األول هكتب الكتاب‬
‫بعدين أتقدم‬
‫ضحكت براءة بصخب وهى تغمز الشرقت التي‬
‫احمر وجهها بعنف ابتسم لها سليم وقال ‪ /‬بت‬
‫يا أشرقت اتصلي بأمك تيجي ناو عشان هكتب‬
‫عليكي ويبقى يوريني هيمنعني إزاي‬
‫ضحكت ام فتحي عليهم ولكن لفت نظرها‬
‫شرود كريم فقالت الدهم بتعجب وهى تشير‬
‫لكريم ‪ /‬االه هو اللولي بوب ماله كده‪ ،‬بس‬
‫تصدق احلو وهللا مش عارفة بس العيلة دي‬
‫مصنوعة من اى نوع سكر‬
‫توقف الجميع عن الحركة والشجار وانتبه لها‬
‫الجميع والعيون كانت مصوله عليها بتعجب‬
‫بينما هى نظرت لهم بعدم فهم لنظراتهم حتى‬
‫استوعبت ما يحدث فشهقت بفزع ووضعت‬
‫يدها على فمها برعب وهى تنظر الدهم الذي‬
‫عض على شفتيه بغيظ فقالت هى بسرعه‬
‫ولهفة ‪ /‬وهللا ما اخدت بالي نسيت انهم‬
‫سامعين ما اخدتش بالي‬
‫ابتسم شادي بخبث وقال وهو يغمز لكريم ‪/‬‬
‫لولي بوب ابسط ياعم وياترى يا ام فتحي‬
‫مفيش ليا حاجه وال حتى لبان سمارة‬
‫تمتم ادهم بغيظ شديد وهو يربع ذراعيه ‪/‬ال‬
‫ازاى ودي تفوتها برضو يا جدع‬
‫غطت ام فتحي وجهها بخجل وهى تقول ‪/‬‬
‫شكل االيام الجاية مش هتعدي على خير‬
‫قاطع حديثهم رنين هاتف ادهم فابتسم بمكر‬
‫وقال ‪ /‬ها جاهز يا زيزو‬
‫نهض عزيز وابتسم له بمرح وقال ‪ /‬اطمن‬
‫يابني هجيبه واجي على طول‬
‫ثم انصرف وخرج بسرعة كأنه طفل ذاهب‬
‫إلحضار لعبه ما‬
‫نظر زين لوالده وحماسه ذاك وقال ‪ /‬فكرني‬
‫تآني ايه اللي خالك تختار عزيز بالذات‬
‫نظر له ادهم وقال بجدية وذكاء ‪ /‬عشان والدك‬
‫راجل أعمال وفاهم في المجال والمفروض ان‬
‫أصدقاء رؤوف يكونوا زيه رجال أعمال فبعت‬
‫والدك عشان لو مؤنس سأل عن حاجه يبقى‬
‫والدك فاهم هو بيقول ايه يعني اكيد مش هبعت‬
‫شاكر واخلي مؤنس يسأله في البورصة مثال‬
‫فكنت محتاج شخص خبير‬
‫قال زين ببسمة متعجبة ‪ /‬وانت بقى واثق في‬
‫عزيز آوي انه عارف الدنيا وجامد وكده‬
‫هز ادهم رأسه بتعجب من سؤاله فضحك زين‬
‫وقال له ‪ /‬هو عزيز فعال خبير‪ ،‬بس خبير في‬
‫عالم سمسم ربنا يستر ومؤنس ميتصلش بينا‬
‫كمان شوية ويطلب فدية عشان يرجعه‬
‫تجاهلت شادية هذا الحديث الدائر ونهضت‬
‫وهى تقول ‪ /‬طيب يا بنات يال هاتولي البنتين‬
‫دول ( تقصد هالي واشرقت) وحصلوني على‬
‫فوق عشان نجهزهم‬
‫نظرت ام فتحي الدهم بقلق فقال لها ‪/‬‬
‫متخافيش يا ام فتحي شادية مش بتعض‬
‫ثم قال بمزاح ‪ /‬غير شاكر‬
‫نهضت شاديه ثم سارت لخارج الشقة وهى‬
‫تقول بنبرة مستفزة ‪ /‬يال يا بنات عشان ورانا‬
‫حجات كتير اوي ومتخافوش عندنا من إمبارح‬
‫حرنكش عشان نتسلى بيه‬
‫ثم وضعت يدها على فمها بفزع مصطنع ‪ /‬آه‬
‫اسفة نسيت ان فيه حد هنا عنده حساسيه من‬
‫الحرنكش‬
‫زمجر شاكر بشر وكاد ينهض فركضت شادية‬
‫للخارج وهى تضحك بصخب وذهبت خلفها‬
‫براءة وهى تبتسم لزين ثم أشرقت ومريم التي‬
‫بمجرد خروجها حتى نهض كريم بسرعه‬
‫وخرج دون أن ينتبه له الباقون نظر ادهم الم‬
‫فتحي فوجدها تنظر له بقلق فاقترب منها‬
‫بتعجب وقال ‪ /‬ام فتحي مالك‬
‫نظرت له بتوتر وقالت ثم قالت بهمس ‪ /‬مش‬
‫عارفة متوترة آوي يا ادهم‬
‫ادهم بحنان وهو يبتسم لها ‪ /‬ليه ياقلب ادهم‬
‫يعني انتي عارفة الكل هنا فليه التوتر ده‬
‫نظرت في عينه كطفلة تائهه وقالت ‪ /‬عارفاهم‬
‫كأم فتحي اللي محدش شايفها وال حاسس بيها‬
‫غير مش كهالفيتي اللي كل العيون عليها‬
‫نظر لها ادهم جيدا ثم قال ‪ /‬طب اسمعيني‬
‫كويس اوي‪ ،‬مش عايز اشوف التردد والقلق‬
‫ده متعودتش اشوفك كده‪ ،‬عايز ام فتحي اللي‬
‫لسانها أطول منها‪ ،‬عايز ام فتحي االي مفيش‬
‫حاجه تسكتها فاهمه‬
‫نظرت له بحب ثم قالت بتفكير ‪ /‬عايز ام فتحي‬
‫بس طب وهالفيتي‬
‫ابتسم لها بحب وقال ‪ /‬أنا حبيت هالفيتي وانا‬
‫صغير ألنها كانت اختي وبنتي اللي بحاول‬
‫احميها من الدنيا كلها‪،‬و حبيت ام فتحي لما‬
‫كبرت ألنها حبيبتي ام لسان طويل وشريكة‬
‫حياتي وكمان ساعات هتكون مراتي وحاللي‬
‫ابتسمت له وحاولت كتم دموعها ثم قالت له‬
‫بعشق ‪ /‬وهالفيتي وأم فتحي بيعشقوا ادهم‬
‫سواء كان كبير او صغير‬
‫ابتسم لها بحنان ثم قال لها ‪ /‬روحي يال معاهم‬
‫عشان عايزك تكوني أجمل عروسة في الدنيا‬
‫دي كلها‪ ،‬وكمان عايز لما تنزلي أالقي ام فتحي‬
‫الشعنونه مش هالي الهادية‬
‫غمزت له بمشاكسة وقالت وهى تنهض ‪ /‬ما‬
‫هو عشان فيه ناس كتير هنا سبني بس ادرس‬
‫الوضع وانا هنتشر‬
‫ضحك لها بينما هى خرجت من الشقة بسرعه‬
‫لتلحق بالفتيات‬
‫وهو خلفها يغمض عينه وهو يدعو هللا ان‬
‫ينتهي األمر على خير واال يحدث شئ يخرب‬
‫مخططه‬
‫عندما خرجت مريم لتلحق بالفتيات لم تشعر‬
‫سوى بمن يأتي من خلفها ويسحبها بحده‬
‫ويهبط بها بسرعة كادت تصرخ ولكنها توقفت‬
‫وهى ترى أن هذا الشخص ما هو سوى كريم‬
‫ولكن شعرت بالخوف وهى تراه يسحبها‬
‫للمخزن اسفل الدرج ثم يدفعها به ولكنه ابقى‬
‫الباب مفتوح‬
‫نظر لها نظرات جعلتها تكاد تسقط أرضا من‬
‫الرعب وبدأ يقترب منها ببطئ جعلها تنظر له‬
‫بخوف شديد وهى تقول ‪/‬كريم فيه إيه هو هو‬
‫إنت عايز ايه‬
‫اقترب منها كريم وقال بهدوء مرعب ينذر‬
‫بقدوم عاصفة ‪ /‬اشششششششش اسكتي‬
‫خالص مش عايز اسمع نفس‬

‫*******************‬
‫الواحد وعشرين‬

‫كانت مريم ترتعش برعب وهى تحاول أن تعدل‬


‫من نظارتها خوفا من نظرات كريم التي كان‬
‫يصوبها لها حاولت دفعه بيدها بعيدا ولكنه‬
‫امسك يدها وضغط عليها بشدة وتحدث وقد‬
‫وصل وجعه لمداه ‪:‬‬
‫_مش حاسة بيا ها؟؟ مش حاسه بوجعي؟ مش‬
‫حاسه بالنار اللي بتاكل فيا لغايه مابقيت‬
‫حاسس اني بتحرق؟؟‬
‫نظرت له مريم بتشوش بسبب دموعها التي‬
‫غطت نظارتها وهى تهمس بإرتعاش ورعب‬
‫وجسدها ينتفض تحت يده ‪:‬‬
‫_ عايزة سليم‪ ،‬سليم‪ ،‬انا خايفة آوي يا كريم‬
‫ابعد انا خايفة‬
‫صرخ بها كريم وقد فقد عقله تماما مما يحدث‬
‫‪:‬‬
‫_ آنتي مفكره انه بيحبك ها؟؟ ال**** إسالم‬
‫مش بيحبك أبدا ده بيضحك عليكي افهمي بقى‬
‫بيضحك عليكي مع صحابه وواخدك نكتة ليهم‬
‫نظرت له بصدمة وعدم تصديق ثم هزت رأسها‬
‫برفض وهى تحاول دفعه ولكن لم تستطع‬
‫فصرخت به ‪:‬‬
‫_انت كداب اسالم بيحبني وهو قالي كده‪ ،‬انا‬
‫شوفت حبه في عيونه وهو الوحيد اللي‬
‫بيحبني‪ ،‬هو بيحبني بس انت مش بتحبه‬
‫أساسا عشان كده بتقول عليه الكالم ده‪ ،‬انت‬
‫كداب وهو كان عنده حق لما قالي انك هتحاول‬
‫تبوظ الجوازة‪ ،‬هتحاول تبعد الوحيد اللي‬
‫حسسني اني مرغوبة حرام عليك انا عملت‬
‫ليك ايه‬
‫رفع كريم الهاتف امام عينها لترى بنفسها‬
‫حديث اسالم عنها مع اصدقائها وهو يسخر‬
‫منها فقد اخترق كريم حسابه ليراقبه بناءا على‬
‫تعليمات براءة‪ ،‬خلعت مريم النظارة بأيدي‬
‫مرتعشة وهى تمسحها من دموعها وترتديها‬
‫وهى ترتعش وال تريد أن تصدق‪ ،‬ومن‬
‫صدمتها وكسرة قلبها حاول عقلها ان يجد اى‬
‫حل ليبرر السالم موقفه هذا فهى لن تعود‬
‫مجددا الفتاة الحمقاء التي يسخر منها الجميع‬
‫بعدما شعرت انها مرغوبة ألول مرة في حياتها‬
‫فتحدثت بال وهى كلمات لم تقصدها ولكن لتمنع‬
‫ذلك األلم الذي بدأ يتغلغل بداخلها ‪:‬‬
‫_انت اللي عملت كده صح؟ انت شاطر في‬
‫الحجات دي وتقدر تزور الشات فأنت اللي‬
‫عملت كده عشان انت مش بتحبه وعايز تبوظ‬
‫الجوازة وخالص‬
‫بكت مريم بشده ثم صرخت بكريم وهى تضرب‬
‫صدره بعنف ‪:‬‬
‫_يا أخي سيبني في حالي انت عايز مني ايه‬
‫بقى‬
‫وصل كريم لحافة صبره فصرخ بها وهو‬
‫يصفعها بشدة ‪:‬‬
‫_اخرسي بقى‬
‫وضعت مريم يدها على خدها بصدمة وقد‬
‫تجمدت في وقفتها بينما كريم نظر ليدة وهو‬
‫يضغط عليها بعنف ثم أغلق عينه وصرخ وهو‬
‫يضرب يده في الحائط ويسب نفسه لما فعله‬
‫ومريم مازالت في حالتها وهى تنزوي في‬
‫الركن وتضع يدها على خدها بصدمة ودموع‬
‫اقترب منها كريم وقد سقطت دموعه وهو‬
‫يقول برجاء ‪:‬‬
‫_مريم انا اسف وهللا اسف حقك على قلبي‪،‬‬
‫باهلل عليكي ما تزعليش مني‪ ،‬انا اسف‬
‫نظرت مريم له بدموع ثم قالت وهى تشهق‬
‫بعنف ‪:‬‬
‫_بيضحك عليا؟ كلهم بيضحكوا عليا؟ عشان انا‬
‫وحشة صح؟ محدش بيحبني عمري ما حد‬
‫حبني عشان انا وحشة صح؟‬
‫انهار كريم في هذه اللحظة وهو يجذبها‬
‫الحضانه بعنف ويبكي بحدة وشهقاته تعلو‬
‫وهو يردد بجنون ويضمها اكثر وكأنها يرغب‬
‫بإخفائها عن هذا العالم برمته ‪:‬‬
‫_ال ال ال‪،‬انتي مش وحشة ال انتي احلى واحدة‬
‫في العالم ده كله وأطيب واحدة في العالم كله‪،‬‬
‫انتي احلى واحدة وهللا يا ريمو‬
‫بكى بعنف اكثر وهو يضمها اليه ويصرخ بها ‪:‬‬
‫_انا اسف‪ ،‬انا اسف وهللا اسف يا مريم‪ ،‬يا‬
‫رتني كنت انشليت وال مديت ايدي عليكي‪ ،‬وهللا‬
‫غصب عني وهللا‬
‫اخذت شهقاته تعلو بشدة فنظرت له مريم‬
‫ومسحت دموعه بحنان ثم قالت بحزن وهى‬
‫تهز رأسها برفض ‪:‬‬
‫_ال متعيطش انا بس إللي اعيط عشان انا اللي‬
‫استاهل الحزن اللي انا فيه ده‬
‫انتحب كريم وهو يضمها اكثر ‪:‬‬
‫_ ال اوعى تقولي كده انتي متستحقيش غير‬
‫السعادة‪ ،‬وهللا العظيم يا ريمو مش هخلي حد‬
‫يزعلك أبدا وال هخلي الدموع تقرب من عيونك‬
‫تاني وهللا بس انتي وافقي واتجوزيني ماشي‬
‫نظرت له مريم بعدم وعى وصدمة فابتعد هو‬
‫عنها ومسح دموعه بسرعة وقال لها ببسمة‬
‫موجوعة ‪:‬‬
‫_بصي انا انا هجيب شقة ليا هنا في العمارة‬
‫دي عشان تكوني جنب سليم ماشي‪ ،‬وهجيب‬
‫عربية صغننة ليا انا وإنتي بس‪ ،‬وهجبلك كل‬
‫حاجه بتحبيها لحد عندك بس انتي وافقي وهللا‬
‫هعوضك يا مريم‪ ،‬وهللا هعوضك‬
‫سقطت مريم أرضا وهى تبكي اكثر لما فعلته‬
‫بكريم ولتلك الحالة التي اوصلته لها‪ ،‬اوصلت‬
‫كريم لكى يترجى وصالها‪ ،‬كريم الذي تتمناه اى‬
‫فتاة يترجاها هى مريم التي ال ترى ما تحت‬
‫قدميها‪ ،‬لم يكذب الناس حين وصفوها‬
‫بالعمياء‪ ،‬فهى رأت حب اسالم رغم انه خداع‪،‬‬
‫ولم ترى حب كريم رغم انه واضح ولكن هى‬
‫كانت عمياء‬
‫انحنى كريم على ركبته وقال بصوت حنون زاد‬
‫من شعورها بالذنب ‪:‬‬
‫_مريم انا وجعتك؟ اسف بصيلي طيب لو‬
‫عايزة اروح السالم واقنعه انك مــ‬
‫لم يكمل حديث حيث رفعت له نظرها وهى‬
‫تصرخ ‪:‬‬
‫_ال مش عايزة اشوفه الحقير ده مش عايزه‬
‫اشوفه انت بكرهه‬
‫بكرهــــــــــــــــــــــــــــــــــــه‬
‫أشار لها كريم ان تهدأ ثم قال ‪:‬‬
‫_طب انا اسف اهدي طيب‪ ،‬اللي انتي عايزاه‬
‫انا هعمله ماشي؟‬
‫هزت رأسها ثم قالت بصوت ضعيف تتخلله‬
‫شهقات ضعيفة ‪:‬‬
‫_عايزاك متسبنيش يا كريم ارجوك مش‬
‫مستعدة اخسرك عشان واحد زبالة زيه خليك‬
‫جنبي‬
‫اقترب منها كريم وقال بحنان شديد ‪:‬‬
‫_حتى لو انتي كنتي طلبتي مني اسيبك عمري‬
‫ما كنت هعمل كده يا مريم‪ ،‬النك هتفضلي مريم‬
‫مريم حبيبة‬
‫الصغنونه اللي انا سمتها هتفضلي ِ‬
‫كريم‬
‫سمعت ام رأفت طرق على الباب فنهضت وهى‬
‫تتحرك بثقل بسبب ضرب تلك المجنونة لها‬
‫ازدادت ضربات الباب‬
‫فصرخت بغضب ‪:‬‬
‫_يوووه ما تهدا هو أنا نايمة ورا الباب وال إيه‬
‫جاك شلل‬
‫فتحت الباب بكدة وكادت تصرخ لوال انها‬
‫لمحت رأفت وهو يسقط عليها بتعب وقد امتلئ‬
‫وجهه بالجروح كما أن جسده شبه مدمر‬
‫صرخت والدته بفزع وهى تلتقطة بسرعة‬
‫وصدمة مما حدث له ‪:‬‬
‫_رأفت يا حبيب امك كنت فين يابني وايه اللي‬
‫عمل فيك كده‬
‫تنهد رأفت بوجع ثم قال ‪:‬‬
‫_دخليني األول ياما انا جسمي مبقاش فيه‬
‫عضمة سليمة‬
‫امسكته والدته ثم سندته لالريكة حتى تسطح‬
‫عليها وهو يصرخ بوجع شديد فضربت والدته‬
‫صدرها بخوف ‪:‬‬
‫_من ايه ده انت عملت حادثة وال إيه‬
‫ضحك ابنها بسخرية وهو يتأوه ‪:‬‬
‫_ آه خبطت في قطر قام فرمني‬
‫تحدث والدته بفزع شديد وعدم تصديق ‪:‬‬
‫_قطر؟ قطر ايه يابني ده‬
‫تحدث رأفت بغضب وحقد ‪:‬‬
‫_الكلب ابن ال**** اللي عند الست أشرقت‬
‫لقيته في يوم مستنيني قدام البنك واخدني‬
‫لمخزن وبقى كل يوم يتصبح ويتسمى بيا لما‬
‫مبقتش قادر اتنفس من الوجع وانهاردة خالهم‬
‫يسيبوني‬
‫نهضت والدته برعب وهى تهتف ‪:‬‬
‫_ليه هى سايبة وال إيه ده انا أفضح الكونتسية‬
‫اللي فرحان بيها دي اديني الصور وانا بقى‬
‫هوريه‬
‫ضحك ابنها بصخب وهو يمسك بطنه بوجع ‪:‬‬
‫_صور ايه ده اخد التليفون خاله ابيض ومسح‬
‫الصور من كل مكان بعدين كسرة ميت حتة‬
‫عضت والدته على شفتيها بغيظ شديد ثم قالت‬
‫_يعني إيه هنسكتله؟ طب وهللا الكون وا‬
‫لم تكمل حديثها بسبب نهوض ابنها وهو‬
‫يصرخ بغصب ‪:‬‬
‫_خالص خلصنا يا اما ال هنعمل وال نسوي‬
‫المرة دي رجعت مكسر المرة الجاية هللا اعلم‬
‫هنرجع ازاى‬
‫نهضت والدته ثم تخصرت وقالت ‪:‬‬
‫_يعني إيه يابن بطني‬
‫تحدث رأفت وهو يدخل غرفته ‪:‬‬
‫_يعني خلصنا ياما يارتني ما سمعت كالمك من‬
‫األول‪ ،‬الحكاية خلصت هنا واقفلي بقى على‬
‫الموضوع ده الني مش هفتحه تآني عايز‬
‫اعيش حياتي بعيد عن القرف دة كله يارتني‬
‫ماسمعت شورتك السودة دي‪ ،‬هدمر حياتي‬
‫بأيدي عشان مين‪ ،‬عشان أشرقت؟؟ يتهني بيها‬
‫مش عايز اشوف خلقتها أساسا ولو سمعتك‬
‫ياما بتجيبي سيرة الموضوع ده تاني‪ ،‬انا‬
‫هسيبلك البيت‬
‫أنهى حديثه ودخل للغرفة بوجع وهو قد قرر‬
‫غلق هذا الموضوع لألبد‬
‫كان الجميع يجتمع في شقة ادهم وقد أتى‬
‫عزيز ومعه رؤوف ليحضروا عقد قران ادهم‬
‫وهالفيتي وحضر أيضا المأذون‬
‫نظر ادهم للجميع ببسمة وضربات قلبه تتسارع‬
‫بشدة في انتظار طلتها عليه وفي ثواني شعر‬
‫بضربات قلبه تصرخ مطالبة قربها حينما‬
‫وقعت عينه عليها تتهادى في فستان من اللون‬
‫السكري وهى تقترب من مكانه وعيناها معلقة‬
‫عليه بينما هو تنفس بعنف ال يصدق انها‬
‫امامه مالكه ووردته‪ ،‬عالمه بأسره المتمثل في‬
‫تلك الفتاة‬
‫نظر بجانبه الصدقائه فوجد شادي يمسك دف‬
‫ويطرقه بحماس شديد وهو يغني اغنية (الزين‬
‫والزينة) ابتسم له ادهم بأمتنان واخذ الجميع‬
‫يصفق بحماس شديد مع شادي اتجه زين‬
‫لبراءة وامسك يدها بحنان وهو يبتسم لها‬
‫بعشق بينما هى بادلته نظراته بنظرات مشابهه‬
‫اتجه ادهم الم فتحي وقد نسى تماما جميع من‬
‫حوله‪ ،‬توقف امامها مباشرة وهمس بعشق‬
‫كبير ‪:‬‬
‫_دقايق يا مالكي دقايق وتكوني ليا ومعايا‬
‫دايما‬
‫نظرت هى لعنيه بدموع واخيرا قد عوضها هللا‬
‫بمن ينتشلها من هذه الحياة القاسية لنعيم‬
‫عشقه‬
‫تقدم رؤوف وهو يستند على يد زين وتوقف‬
‫امام هالي وهو يمد يده بإرتعاش لها ودموع‬
‫شديدة فبكت هى بعنف وارتمت في أحضانه‬
‫وهى تضمه اليها باحترام وتقدير وهو أيضا‬
‫يهمس لها ‪:‬‬
‫_مبارك ياقلب عمك مبارك يا حتة من قلبي‪،‬‬
‫اخير هموت وانا مرتاح‬
‫بكت هالي بعنف اكبر وهى تضمه إليها ‪:‬‬
‫_بعد الشر عليك يا عمي ربنا يطول في عمرك‬
‫يا يارب ويديمك ليا يا غالي‬
‫ابتعد عنها رؤوف وهو يمد لها يده ليمسكها‬
‫ويتقدم للطاولة التي يوجد عليها المأذون‬
‫وتبعهم ادهم بسرعة ولهفة ثم جلس على‬
‫الطاوله وهو يقول ‪:‬‬
‫_بال يا شيخنا هللا يكرمك خلص الحوار على‬
‫السريع‬
‫ضحك الجميع على لهفته تلك بينما هو كان ال‬
‫يرفع عينه عنها‬
‫ركضت براءة بسرعة وأخذت من شادية‬
‫السماعات التي احضرتها من األعلى وغمزت‬
‫لها وقالت ‪:‬‬
‫_تتردلك في األفراح يا شوشو‬
‫ضحكت شادية وهى تدخل وتزغرد بشدة‬
‫وخلفها باقي الفتيات‪ ،‬واشرقت التي تجهزت‬
‫أيضا ومعها والدتها ومريم التي تبتسم بفرحة‬
‫بسبب سعادة اخوتها‬
‫قامت براءة بتشغيل اغنيه (كتبوا كتابك)‬
‫وأخذت تغني هى والفتيات معه‬
‫وبعد دقائق صدح صوت المأذون بجملته‬
‫المعهودة ‪:‬‬
‫_بارك هللا لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في‬
‫خير وعافية‬
‫وبمجرد انهائه لكلمته نهض ادهم سريعا وحمل‬
‫هالي بعشق وهو يضمها اليه بعدم تصديق ثم‬
‫أخذها وابتعد عن الجميع بسرعة ريثما ينتهون‬
‫من عقد قران سليم‬
‫اخذ ادهم ام فتحي لممر جانبي بعيدا عن‬
‫الجميع ثم ضمها إليها بشده وهى أيضا ضمت‬
‫رأسه إليها بعشق وعدم تصديق ولكن فجأة‬
‫شعرت بدموع تخترق حجابها ووصلت لرقبتها‬
‫ففتحت عينها بصدمة وحاولت أبعاد رأسه عن‬
‫رقبتها ولكنه رفض قالت هى ‪:‬‬
‫_ادهم انت بتعيط مالك يا ادهم‬
‫بكى ادهم بعدم تصديق انها االن بين يديه‬
‫وزوجته امام هللا والجميع ضمها اكثر وهتف‬
‫بصوت ضعيف ‪:‬‬
‫_كنت خايف‪ ،‬كنت خايف تضيعي مني‪ ،‬كنت‬
‫خايف متبقيش ليا ومعايا‬
‫ابتعد عنها ونظر لها نظرات عشق قد تخطت‬
‫الحدود ثم امسك رأسها وقبلها بكل ذرة عشق‬
‫يمتلكها وهمس ‪:‬‬
‫_بعشقك يا مالكي بعشقك يا كل حياتي‬
‫بكت هالي من كم المشاعر التي تحاصرها ثم‬
‫اقتربت منه ووقفت على أطراف اصابعه ثم‬
‫قبلته على خده بحنان وهى تمسك وجهه بين‬
‫يديها وتهمس له ‪:‬‬
‫_من يوم ما عرفتك سواء وانت صغيرة او‬
‫وانا كبيرة اعتبرتك كل حياتي وكٲن العالم‬
‫بتاعي كله بيدور حوالين ادهم‪ ،‬وارجع اقولك‬
‫ان ادهم مينفعش يكون لغير ام فتحي‪ ،‬وأم‬
‫فتحي مينفعش تكون غير مع ادهم‬
‫ضحك ادهم من بين دموعه ثم ضمها بشده‬
‫حتى ارتفعت عن األرض وهى مازالت بين‬
‫أحضانه حيث تمنت اال تخرج منها أبدا‬
‫أنهى المأذون عقد القران الثاني وانطلقت‬
‫الزغاريد بصوت عالي ضم زين براءة وهو‬
‫يقبل رأسها بحنان وينظر للجميع بفرحة‬
‫شديدة‪ ،‬بينما كانت شادية تضم أشرقت بحنان‬
‫وهى توصيها على سليم الذي كان يحدث‬
‫والدته مكالمة فيديو لتكون معهم فيها األمر‬
‫حيث كان األمر مفاجأه لم تستطع السفر بهذه‬
‫السرعة‬
‫ذهبت مريم لسليم وضمته بسعادة وهى تبكي‬
‫بتأثر واخيرا حقق أخيها حلمه‬
‫ابتسم لها سليم وهو يضمها اليه بحب وباليد‬
‫األخرى يمسك يد أشرقت التي كانت تنظر لهم‬
‫بحنان وتربت على ظهر مريم‬
‫بينما كريم كان يقف بعيدا عنهم رامقا مريم‬
‫بعشق يتمنى لو استطاع ان يكون اليوم هو‬
‫زواجهم هم أيضا ولكن صبرا يا صغيرتي فإن‬
‫غدا لناظره قريب‬
‫نظر شادي للجميع ببسمة وشرود وهو يتمنى‬
‫لو كانت منه معهم وبينهم االن ولكن لألسف‬
‫ليس كل ما يتمناه المرء يدركه‬
‫خرج ادهم وهو يمسك يد ام فتحي ولم يتركها‬
‫ثانية وبدأ الجميع يغني ويرقص وتتعالى‬
‫صيحات الفرحة كما حمل الشباب ادهم واخذوا‬
‫يقذفونه في الهواء وهم يصيحون بسعادة‬
‫كبيرة ويغنون له ثم امسك األربعة ببعضهم‬
‫البعض واخذوا يرقصون رقصة تشبه الدبكة‬
‫فوقعت عين ادهم على زين الذي يرمقهم من‬
‫بعيد ببسمة فركض له وامسك يده وجذبه معهم‬
‫ثم أخذوا الخمس شباب يرقصون بسعادة كبيرة‬
‫ويصيحون بصوت جهوري وشاكر كان يصور‬
‫كل ما يحدث كى يحتفظ به‪ ،‬مسح عزيز دمعة‬
‫هبطت منه وهو يسمع صدى ضحكات ابنه‬
‫التي التخرج كثيرا وقد شكر هللا على كل شئ‬
‫حدث لهم منذ دخول براءة لحياته‬
‫حمل فرج العصا واخذ يرقص بها وسط الشباب‬
‫وبراءة تصفر له ثم أمسكت عصا وأخذت‬
‫تراقصه بها كما يفعل الصعايدة عادة وفرج‬
‫يضمها بحنان وحب كبير وهى تضحك له وأم‬
‫أشرقت بعيدا تصفق وهى تبكي بتأثر لفرحة‬
‫ابنتها واخيرا وجدت من يسعدها‬
‫الحظ عزيز والدة أشرقت التي تقف بعيدا‬
‫وحدها فابتسم وذهب إليها وطلب منها‬
‫االقتراب من الجميع فابتسمت له بخجل‬
‫وذهبت حيث شادية والجميع وهكذا عمت‬
‫الضحكه والسعادة قلوب الجميع حتى فُتح‬
‫الباب ودخل منه اخر من كانوا يتوقعون‬
‫هتف رؤوف وهو ينهض بتعجب وصدمة ‪:‬‬
‫_فادي؟‬
‫كانت منه تقف امام المرآة وهى تراقب والدتها‬
‫تعطي األوامر للسيدة ان تعدل من وضع‬
‫الفستان الذي ترتديه ثم اقتربت منه منه قائلة‬
‫ببسمة ‪:‬‬
‫_ايه رأيك بقى يا منه جميل اوي‪ ،‬انا متأكده‬
‫ان العرض ده هيكون خبر الموسم‬
‫ثم قالت ببسمة خبيثة ‪:‬‬
‫_وكمان خبر خطوبتك برامي هيكون قنبلة‬
‫لم تجب عليها منه حيث كانت تقف امام المرآة‬
‫وكأنها تمثال من الشمع فقط للعرض ولكن بال‬
‫مشاعر او شئ اخر‬
‫زفرت شاهي بضيق وهى تقف خلفها وتنظر‬
‫لها خالل المرآة ‪:‬‬
‫_يمكن تشوفيني دلوقتي اني ظالمة او غيره‬
‫بس بعدين بنفسك هتفهمي انا بعمل كده ليه‬
‫ثم وجهت حديثها للفتيات الالتي كن يضعن‬
‫اللمسات األخيرة على الفستان الرئيسي‬
‫بالعرض ‪:‬‬
‫_روحوا شوفوا شغلكم‬
‫انصرفت جميع الفتيات وهى خلفهم وتركت منه‬
‫تقف امام المرآة وسمحت لنفسها اخيرا بالبكاء‬
‫ثم أمسكت إحدى المزهريات بجانبها والقتها‬
‫في المرآة وهى تصرخ بجنون وتبكي بعنف ثم‬
‫سقطت أرضا وهى تشهق وتصرخ لعل احد‬
‫يشعر بوجعها ذاك ولكن من يشعر بها في‬
‫وسط هذا المكان الذي استبدل من به قلوبهم‬
‫بحجارة‬
‫صرخت ام فتحي بصوت عالي ولهفة غريبة‬
‫على الجميع ‪:‬‬
‫_فــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــادي‬
‫انهت صراخها وهى تركض له بسرعة كبيرة‬
‫وتلقي نفسها الحضانه و تضمه بشده وتبكي‬
‫وتضحك في نفس الوقت فهذا هو فادي أخيها‬
‫العزيز ورفيقها الوحيد والذي كان سبب‬
‫خالصها من قسوة إخوته من كان يعطيها‬
‫الطعام عندما تحرمها والدته من ذلك‪ ،‬من كان‬
‫يضمها وقت بكائها‪ ،‬من كان يداويها وقت‬
‫تعبها‪ ،‬فادي ذلك الرقيق الحنون عكس إخوته‪،‬‬
‫رغم انه كان يدعي دائما قسوته وضربها امام‬
‫إخوته حتى ال يمنعوه من االقتراب منها‪،‬‬
‫الوحيد الذي كان يخفف عليها ليالي حزنها‬
‫ضمها فادي بشده وهو يتنهد براحة لسالمتها‬
‫ثم همس لها بعشق اخوي وحب كأنها ابنته‬
‫وليست اخته في الرضاعة ‪:‬‬
‫_قلب فادي وعمره‪ ،‬وكل دنيته ياهالفيتي‬
‫القلب‬
‫ابتسمت هالي بدموع فهو الوحيد الذي كان‬
‫يناديها بأسمها كامال‬
‫ابتعدت عنه وهى تنظر له بحب ثم حذرته وهى‬
‫تطلب منه أن ينزلها ضحك لها وهو يرى‬
‫مالمح ادهم التي اسودت بشكل مرعب فهمس‬
‫فادي لها ‪:‬‬
‫_جوزك شكله هيقتلني‬
‫ضحكت ام فتحي بخفوت على ادهم وقالت ‪:‬‬
‫_انت عرفت؟‬
‫هز رأسه بإيجاب وقال ببسمة حنونه وهو‬
‫يربت على رأسها ‪:‬‬
‫اممم بابا قالي‬
‫تحدث ادهم وقد فاض به الكيل وهو يتجه له‬
‫ويلكمه بعنف شديد وغضب جحيمي صارخا‬
‫به‪:‬‬
‫مش عشان اخوها يبقى تسوق فيها‬
‫ضحك فادي وهو يضع يده على أنفع بألم ‪:‬‬
‫_كده برضو يا ابو النسب ده انا حبيبك برضو‬
‫نظر له ادهم بإشمئزاز وهو يجذب ان فتحي‬
‫الحضانه ‪:‬‬
‫_حبيبي طول ما انت بعيد عن ام فتحي‬
‫ضحك فادي بعنف على ذلك االسم الذي أطلقه‬
‫ادهم على ابنة عمه‬
‫تحدث زين بمكر وهو يضحك ‪:‬‬
‫_فادي جاسوسي العزيز‪ ،‬الظاهر انك مش‬
‫جاسوس ليا انا بس‬
‫ضحك فادي وهو يغمز لزين ويقول ‪:‬‬
‫_اى حد عايز جاسوس على اخواتي انا في‬
‫الخدمة ياباشا‬
‫ابتسم له زين ففادي دائما كان عينه التي يرى‬
‫بها كل شئ في منزل الشريف‬
‫تحدث كريم متدخال بالسؤال الذي يدور في‬
‫رأس الجميع االن ‪:‬‬
‫_هو مش ده فادي الشريف اخو مؤنس‬
‫وشامل برضو وال انا غلطان‬
‫هز ادهم رأسه وقال وهو ينظر لفادي بغموض‬
‫‪:‬‬
‫_هو فعال يبقى اخوهم واخو ام فتحي في‬
‫الرضاعة برضو‬
‫سليم وهو ينظر للجميع جيدا ثم قال بتصميم ‪:‬‬
‫_ال معلش تفهموني بقى اللي بيحصل هنا‬
‫دخل عبدالرحيم لغرفة ابنته بغضب شديد وعدم‬
‫تصديق لما سمعه باألسفل من زوجته فصاح‬
‫هادرا بأبنته ‪:‬‬
‫_ صحيح اللي سمعته ده يا منه‪ ،‬انتي هترجعي‬
‫تآني لعروض امك المهفوفة دي‬
‫رفعت منه عيونها وهى تنظر له بحزن ودموع‬
‫فهى تفعل كل ذلك ألجله هو ال غيره فال غالي‬
‫لها بهذه الحياة سوى والدها العزيز‬
‫مسحت دموعها ثم نهضت وهى تحمد ربها أنه‬
‫لم يعلم بعد بأمر عقد قرانها وقالت ‪:‬‬
‫_ عادي يعني يا عبده‪ ،‬انا مليت من البيت‬
‫وقولت اشغل نفسي شوية‪ ،‬كمان عشان ده حلم‬
‫ماما من زمان والعرض ده انت عارف مهم‬
‫ليها ازاى‬
‫اقترب منها عبدالرحيم وهو يجذبها لتستدير‬
‫وتواجهه ثم نظر لعيونها جيدا وهو يقول بنبرة‬
‫اظهرت لها انه يعلم جيدا دواخلها‪:‬‬
‫_ مش عليا الكالم ده يا منه انا عارفك آكتر‬
‫من نفسك يابنتي ريحي قلبي وقوليلي هى امك‬
‫اجبرتك على كده‬
‫هبطت دموع منه بشدة وهى تلقي نفسها في‬
‫أحضان والدها ونحيبها يرتفع وهى تشعر‬
‫بمرارة في حلقها مما تمر به‪ ،‬شعور ان‬
‫والدتها تتخذها أداة لتحقيق أحالمها يقتلها‬
‫بعنف ودون رحمة‬
‫صرخت في أحضان والدها وهى تبكي بعنف‬
‫وتقول ‪:‬‬
‫_متسبنيش يابابا باهلل عليك ما تسبني يابابا‬
‫ابعدها عبدالرحيم عنه بفزع وهو ينظر لوجهها‬
‫ويفكر في سبب انهيارها ‪:‬‬
‫_ابعد عنك ايه يا منه؟؟ أنا ال يمكن ابعد عنك‬
‫ياقلب ابوكي‪ ،‬ليه بتقولي كده؟‬
‫ابتلعت منه ريقها وعى تحاول السيطرة على‬
‫احزانها وقالت ‪:‬‬
‫_أصل أصل امبارح حلمت بكابوس وحش آوي‬
‫يابابا رمن وقتها وانا خايفة آوي‪ ،‬اوعى‬
‫تسبني يابابا ارجوك‬
‫ضمها عبدالرحيم بقلق شديد وشعور ان ابنته‬
‫حزينة يقتله نظر لها بغموض وعاهد نفسه‬
‫على فعل ما خطط له سابقا‬
‫جلس الجميع في انتظار تفسير ما يحدث فبدأت‬
‫ام فتحي تقص عليهم ما حدث من جهتها ‪:‬‬
‫_في يوم كنت نازلة عادي اجيب العالج لعمي‪،‬‬
‫فسمعت صوت شامل وهو بيزعق في فادي‪،‬‬
‫فخوفت علي فادي وجريت للمكتب اشوفه‬
‫بيزعق ليه؟ فسمعت بالصدفة ان شامل عايز‬
‫يخلي الصفقة األخيرة بإسم عمي‪ ،‬يعني يدخل‬
‫شحنة غير قانونية للبلد بس بتوقيع عمي‬
‫عشان لو حصل حاجة يكون عمي هو اللي في‬
‫وش المدفع‬
‫نظر رؤوف أرضا وهو ناكسا رأسه بحزن على‬
‫أوالده الذين ال يهمهم سوى األموال‪ ،‬امسك‬
‫فادي والده وضمه اليه بحنان وهو يقبل رأسه‬
‫بأسف شديد على ما يفعله إخوته‬
‫اكملت ام فتحي بدموع وهى تتذكر ما حدث ‪:‬‬
‫_ وقتها فادي اعترض من غير ما يبين انه‬
‫مش موافق يعني حاول يجيب الموضوع من‬
‫ناحية انه مش منطقي الن عمي تعبان بس‬
‫شامل كان مصر على كالمه فجأة لقيت حد‬
‫ماسكني من ورا ببص لقيته مؤنس كان شافني‬
‫وانا بتصنت‪ ،‬وقتها حسيت برعب الدنيا كلها‬
‫اتجمع في قلبي من نظراته كان بيبصلي بصة‬
‫خلتني اتمنى الموت وال اني اشوف اللي بيفكر‬
‫فيه‬
‫ضمها ادهم بحنان وهو يحاول التحكم بغضب‬
‫ألجل كل ما عاشته بعيدا عنه‪ ،‬استندت هى‬
‫برأسها على صدره وهى تكمل بشرود ‪:‬‬
‫_اخدني وقتها للمخزن وهو بيجرني وراه‬
‫وبيقولي انه هيندمني على اللي عملته ورماني‬
‫في المخزن وسابني ومشي وانا قعدت اصرخ‬
‫اني مش هقول لحد بس يفتح ليا عيطت كتير‬
‫ومحدش سمعني ناديت ومحدش رد عليا لحد‬
‫ما نمت من التعب محستش بنفسي غير‬
‫وصوت جنبي بيصحيني بفتح عيني لقيته فادي‬
‫وهو بيديني شنطتي وفلوس وبيقولي انه أمن‬
‫الطريق واني الزم اهرب بسرعة‬
‫سقطت دموعها بشدة وهى تتذكر تلك اللحظات‬
‫بينما فادي يرمقها بشفقة فأكملت هى ببسمة‬
‫تتخلل دموعها ‪:‬‬
‫_وقتها عطاني عنوان وقالي خدي ده عنوان‬
‫ادهم روحي عنده وهو هيساعدك‪ ،‬وقتها‬
‫مصدقتش نفسي وقعدت اقوله انه بيضحك عليا‬
‫فحلفلي وقتها انه دور عليك لغاية ما لقى‬
‫العنوان‪ ،‬ما صدقتش نفسي واخيرا هالقي‬
‫ادهم‪ ،‬الفارس اللي عطاني حصان وانا صغيرة‬
‫وقالي انه دايما هيحميني‬
‫ضمها ادهم بشده بشدة وكأنه يرغب في‬
‫إدخالها في صدره ومسحت هى دموعها وهى‬
‫تقول ‪:‬‬
‫_ وقتها هربت وخرجت من البيت وانا بوعد‬
‫نفسي اني مش هدخله تآني أبدا‪ ،‬ورحت‬
‫للموقف وخوفت وقتها اركب اول عربية ممكن‬
‫توديني القاهرة ليكون حد مراقبني‪ ،‬فحاولت‬
‫اضللهم وركبت عربية لدمياط ومن هناك كنت‬
‫هتصرف في حاجة توديني القاهرة‪ ،‬المهم‬
‫اطمن ان محدش ورايا بس جينا في استراحة‬
‫ونزلت واخدت معايا محفظتي عشان اشتري‬
‫اكل ليا وسيبت شنطتي فيها بس وانا في‬
‫االستراحة شوفت رجالة شامل بيدوروا عليا‬
‫في كل مكان فاستخبيت منهم لحد ما يمشوا‬
‫بس لالسف لما مشيوا كانت برضو العربية‬
‫اللي جيت فيها مشيت وقتها ملقتش غير‬
‫عربيات قليلة بتعدي من هناك ولقيت عربية‬
‫لعيلة‪ ،‬كانت رايحة دمياط واخدوني معاهم ومن‬
‫هناك ركبت للقاهرة بس بمجرد ما وصلت‬
‫هناك معرفتش اروح فين الن العنوان كان في‬
‫شنطتي‪ ،‬حسيت الدنيا ضاقت ومبقتش واعية‬
‫ايه اللي بيحصلي خرجت تليفوني واتصلت‬
‫بفادي وانا بعيط وبقوله العنوان ضاع مني‪،‬‬
‫ومرة واحدة سمعت صوت عربيات عالي‬
‫وصريح‪ ،‬ملحقتش اشوف حتى فيه إيه‪،‬‬
‫وحسيت بنفسي بتخبط في حاجة جامد وبس‪،‬‬
‫دي اخر حاجه فكراها قبل ما ادخل في‬
‫الغيبوبة‬
‫اكمل فادي القصة ليفهم الجميع ما حدث كله ‪:‬‬
‫_الني كنت اخر واحد مكلمها فالناس اتصلوا‬
‫بيا وقتها جيت بأسرع وقت لقيتها اتنقلت‬
‫للمستشفى ولما اطمنت على حالتها‪ ،‬طلبت‬
‫نقلها للمستشفى اللي بيشتغل فيها ادهم على‬
‫أمل انه يشوفها او يصادفها وبالفعل نقلتها‬
‫للمستشفى دي وبقيت اراقبها كويس وحطيت‬
‫عيون ليا هناك عشان أخبارها توصلي‪ ،‬طبعا‬
‫الوقت ده كله واخواتي مفكرين اني بصيع او‬
‫بشرب زى ما هما واخدين فكرة عني‪ ،‬بس انا‬
‫اللي كنت بحاول ابين ليهم الموضوع ده عشان‬
‫محدش يركز معايا واقدر اني اوصل أخبارهم‬
‫لزين وفي نفس الوقت اتابع شغلي‬
‫انتبه له والده وقال بنبرة متعجبة ‪:‬‬
‫_شغلك؟؟‬
‫ابتسم له فادي وهز رأسه بإيجاب ‪:‬‬
‫_ايوة يابابا شغل‪ ،‬انا بدأت من الصفر وبفلوس‬
‫حالل بعيدا عن عيالك‪ ،‬واشتركت مع شلة‬
‫صحابي وفتحنا شركة استيراد وتصدير صغيرة‬
‫والحمدهلل ربنا رزقني وبقى عندي شقة‬
‫وعربية وكله من تعبي وفلوسي و‬
‫صمت ال يعلم كيف يقول ذلك ولكنه تنهد وقال‬
‫‪:‬‬
‫_ واتجوزت‬
‫نظر له المنيع بصدمه من ضمنهم هالي فهى‬
‫لم تعلم ذلك أبدا فقالت بتعجب ‪:‬‬
‫_حسناء؟؟‬
‫هز فادي رأسه بحزن وقال ‪:‬‬
‫_ايوة بس انا كتبت الكتاب بس لحد ما اخلص‬
‫كل حاجة هنا واخلص من مؤنس وشامل وكنت‬
‫هعلن جوازي منها بس شامل سبقني وعرف‬
‫كل حاجة عنها‪ ..........‬وقتلها‬
‫شهق الجميع بفزع فيبدو ان شامل ذلك ليس‬
‫بالهين أبدا ولكن اكمل فادي ببسمة باهتة ال‬
‫يريد فتح هذا الجرح ابدا رغم انه لم يندمل بعد‬
‫ولكن يكفي بكاءا ال يريد أن ينهار امام الجميع‬
‫‪:‬‬
‫_ المهم نرجع لموضوعنا‪ ،‬انا اللي كنت ببعت‬
‫رسايل الدهم وصاحبه عشان ميدوروش ورا‬
‫مؤنس وشامل وانا اللي حذرتهم ان شامل‬
‫ومؤنس عرفوا مكانك في المستشفى وطبعا انا‬
‫كنت براقب ادهم وصحابه ‪ ٢٤‬ساعة وعارف‬
‫كل حاجة بتحصل معاهم‪ ،‬ولما اخدوكي هنا‬
‫اتطمنت عليكي‪ ،‬وانا اللي ساعدت عزيز باشا‬
‫عشان يطلع بابا من البيت طبعا بتعليمات من‬
‫زين باشا‪ ،‬وطبعا قبلها كنت قابلت ادهم وبلغته‬
‫كل حاجه‬
‫ابتسم له زين بحنان فذلك الشاب أبدا لم يكن‬
‫يشبه إخوته بأى شكل من األشكال بل كان‬
‫دائما طاهر وطيب القلب وحنون بدرجة كبيرة‬
‫على كل من حوله‪.‬‬
‫نظر له ادهم بأمتنان شديد وقال ‪:‬‬
‫_مش عارف اشكرك ازاى‪ ،‬بسببك روحي‬
‫رجعت ليا بعد سنين عشتها زى الميت‬
‫نظرت له هالي بعشق‪ ،‬فأبتسم له فادي وقال ‪:‬‬
‫_ خلي بالك من اختي وكده شكرك وصلني‬
‫ضم ادهم هالي الحضانه وهو يقول بحب ‪:‬‬
‫_ في قلبي قبل عيوني‬
‫فتح سليم باب شقتهم وهو ينظر لتلك التي تقف‬
‫وهى تنظر أرضا بخجل شديد وتتمنى لو‬
‫تركض السفل فأبتسم سليم بحنان وقال وهو‬
‫يشير بيده لها ‪:‬‬
‫_تعالي يا أشرقت‬
‫نظرت أشرقت ليده الممدودة بتردد وهى تلعن‬
‫نفسها على موافقة الجلوس معه بمفردهم فقد‬
‫استأذن والدتها ليختلي بها بعض الوقت‪ ،‬فهو‬
‫يرغب في محادثتها وحدهم بعدما اخذت شادية‬
‫مريم لتجلس معها وذهب الجميع تاركين الشقة‬
‫الدهم وعروسه الجديد‪.‬‬
‫امسك سليم يدها ليخرجها من شرودها ثم وقف‬
‫امامها وهو ينظر لعيونها بعشق وقال بهمس‬
‫جعل جسدها يرتجف من نبرته ‪:‬‬
‫_أشرقت انتي خايفة مني؟‬
‫رفعت أشرقت عينها له ونظرت له ثواني قبل‬
‫أن تهز رأسها برفض وتقول بهمس منخفض‬
‫دليل على خجلها ‪:‬‬
‫_لو هخاف من الدنيا كلها عمري ما هخاف‬
‫منك يا سليم‬
‫ابتسم لها سليم ثم سحب يدها وسار بها لشقته‬
‫وهى خلفه فقط تنظر له بحب دخل سليم وأغلق‬
‫الباب ثم جذبها للبهو واجلسها على االريكة‬
‫وهمس لها بحنان وحب ‪:‬‬
‫_خليكي هنا شوية وجاى‬
‫نظرت له بتعجب وهى تهز رأسها بموافقة‬
‫فأبتسم لها ثم ابتعد قليال ولكن عاد مجددا وهو‬
‫يقبل جبينها بحنان وهمس لها ‪:‬‬
‫_مبارك يا زوجتي العزيزة‬
‫انهي حديثه وهو يخرج من الشقة بسرعة‬
‫ويغلق الباب وتالحقه نظراتها المتعجبة‬
‫لتصرفه ولكن كانت شاكره له حقا فقد أعطاها‬
‫فرصة لتتمالك نفسها‪ ،‬اخذت تدور بعينها في‬
‫تلك الشقة التي لم تطأها قدمها منذ كانت طفلة‬
‫صغيره تأتي لتلعب مع سليم بها‪ ،‬ابتسمت‬
‫ودموعها تهبط وهى ال تصدق هذه الحياة‪ ،‬من‬
‫كان يظن ان تدخل هذه الشقة مجددا ولكن ليس‬
‫بحثا عن سليم‪ ،‬بل زوجة لسليم‬
‫سمعت صوت فتح الباب فنهضت وهى تنظر‬
‫وجدته سليم يحمل حقائب كثيرة وهو يقترب‬
‫منها ببسمة واسعة وسعادة تكاد تغرق العالم‬
‫رفع الحقائب وهو يقول وكأنه يحدث صغيرته‬
‫وليست زوجته ‪:‬‬
‫_بصي جبتلك ايه‪ ،‬نزلت جبت كل الحلويات‬
‫اللي بتحبيها وجبت شوكوالتات كتير اوي اوي‬
‫وجبت كل االيس الكريم اللي بتحبيه‬
‫وضع الحقائب واخذ يفرغها وهو يتحدث ‪:‬‬
‫_معلش سيبتك ونزلت الني مكنتش عامل‬
‫حسابي‬
‫رفع نظره لها وقال ببسمة حنونة ‪:‬‬
‫_لو كنت اعرف ان انهاردة هتكوني على‬
‫اسمي انا كنت جبتلك الدنيا كلها يا أشرقت‬
‫هبطت دموع أشرقت بشده ثم نهضت واقتربت‬
‫منه فننر هو لها بتعجب ولكن تجمد جسده‬
‫وهو يشعر بها تندفع له وتضمه بعنف وهى‬
‫تبكي وتتحدث من بين شهقاتها ‪:‬‬
‫_بحبك يا سليم وهللا العظيم بحبك اكتر من‬
‫نفسي‬
‫خرج سليم من حالة زهولة وهو يضم خصرها‬
‫إليها بقوة ويغمض عينه براحة شديد واخيرا‬
‫قد أصبحت بين ذراعيه بعد ليالي طويلة من‬
‫المعاناة‪.‬‬
‫نظرت شادية وبراءة لمريم التي تبكي منذ‬
‫ذهب سليم مع أشرقت‬
‫زفرت براءة وهى تقترب منها وتضمها بحنان‬
‫قائلة ‪:‬‬
‫_مريم يا حبيبتي انتي زعالنة ان سليم اتجوز؟‬
‫هزت مريم رأسها برفض وهى تقول بخفوت ‪:‬‬
‫_ال ال انا فرحانة خالص وهللا‪ ،‬بس هو‬
‫هيوحشني‬
‫نظرت براءة لشادية لثواني ثم انفجرن‬
‫بالضحك على تلك الفتاة الصغيرة رغم عمرها‬
‫الكبير‬
‫بينما مريم لوت شفتيها بضيق وهى تنظر‬
‫السفل‪ ،‬ال تريد أن تخبرهم سبب حزنها‬
‫الحقيقي والذي اكتشفته قبل عقد القران‪ ،‬لم‬
‫يسأل احد على إسالم ولما لم يأتي حيث اتصلت‬
‫به وقد اسمعته كالم جرحه واهانه كما فعل‬
‫معها‪ ،‬واخبرته اال يريه وجهها حتى ال تفضحه‬
‫امام الجميع اغمضت عينها بوجع تأبى تذكر او‬
‫التفكير في كل ما تمر به‪ ،‬خرج شادي من‬
‫غرفة بعدما استحم ثم قال براحة ‪:‬‬
‫_الواحد مكانش عايش يا جدع‬
‫هزت براءة رأسها وهى تقول بجدية ‪:‬‬
‫_فعال النتانة بتخلي الواحد يحس انه مش‬
‫عايش‬
‫نظر لها شادي بحنق ولكن لفت نظره مريم‬
‫التي كانت دموعها ما تزال تبلل خدها‪ ،‬فأقترب‬
‫منها وهو يهمس بحنان ‪:‬‬
‫_اميرتي زعالنة ليه‬
‫رفعت مريم عينها لشادي وهى تبتسم بخفوت‪،‬‬
‫فقد مر وقت طويل لم يناديها بهذا اللقب‪ ،‬اكمل‬
‫شادي بحنان وحب اخوي ‪:‬‬
‫_حد زعل اميرتي وانا اضربه‬
‫هزت مريم رأسها بنفى وهى تمسح دموعها‬
‫فاكمل شادي وهو يدفع براءة لتسقط أرضا ‪:‬‬
‫_ال فيه حد مزعلك‪ ،‬قولي مين‪ ،‬يكونش الواد‬
‫سليم‬
‫هزت مريم رأسها برفض‪ ،‬فأكمل هو ‪:‬‬
‫_طب ابيهك ادهم‬
‫ضحكت بضعف وهى تهز رأسها برفض‪،‬‬
‫فأكمل يعدد لها االشخاص ‪:‬‬
‫_طب انا زعلت اميرتي مني طيب‬
‫وايضا رفضت فقال بخبث كبير وهو يركز‬
‫انظاره عليها ‪:‬‬
‫_ما هو اكيد مش كريم‪ ،‬ده كريم مش بيأذي‬
‫نملة‬
‫وعند سماع اسم كريم ازداد بكائها وهى تردد‬
‫في رأسها انها هى من ظلمت كريم‪ ،‬كريم الذي‬
‫لم يأذيها يوما‪ ،‬كريم أقرب األقربين لقلبها‪ ،‬من‬
‫لم تعرف له تصنيفا في حياتها بعد‪ ،‬تذكرت انها‬
‫كانت قبل ما فعله كريم ستفاتح أخيها في أمر‬
‫رفض إسالم حتى ال تظلمه بمشاعرها‬
‫المجهولة نحو كريم والتي لفتت براءة نظرها‬
‫لها‪ ،‬كما أن اعتراف كريم مازال يتردد صداه‬
‫في عقلها وقلبها معا‪.‬‬
‫سمع شادي صوت رنين هاتفه في الداخل‬
‫فرحمها قليال من نظراته ودخل ليجيب على‬
‫الهاتف‪ ،‬ثم غاب ليخرج وهو يرتدي قميصه‬
‫ويقول ‪:‬‬
‫_قومي يا ريمو هنروح نتفسح سوا‪ ،‬عوض‬
‫عطاني اجازة يال‬
‫لو كانت في وقت غير ذاك الوقت لقفزت سعيدة‬
‫ولكن اآلن لم تكن ترغب في شئ فهزت رأسها‬
‫برفض‪ ،‬لم يقبل شادي رفضها وذهب ووقف‬
‫فوقها وهو يقول بإصرار‪:‬‬
‫_اخلصي يا أميرة مش كفاية كل واحد مع‬
‫مزته وانا قاعد في خلقة شادية وبراءة‬
‫ترضيهالي دي‬
‫ضربته براءة بوسادة بينما مدت شادية يدها‬
‫وضربته على ظهره‪ ،‬فقال وهو يضحك ‪:‬‬
‫_اخلصي يابنتي هيقتلوني‬
‫نهضت مريم بتثاقل تحت اصراره وتشجيع‬
‫براءة وشادية لها ثم تحركت معه نحو االسفل‬
‫فقال ببسمة ‪:‬‬
‫_يال يا ريمو هوديكي كل حتة انتي بتحبيها‬
‫ابتسمت له ابتسامة باهتة ثم لحقت به حتى‬
‫وصلوا السفل العمارة ففتح لها الباب المجاور‬
‫لمقعد السائق في سيارة عوض‪ ،‬نظرت له‬
‫ببسمة ثم صعدت فوجدته يغلق الباب ويتجه‬
‫لجهه السائق قائال‪ ،‬ثم يميل على النافذة ويقول‬
‫بمكر ‪:‬‬
‫_افتكرها ليا يا كيمو عشان قريب هحتاجك‬
‫فزعت مريم من حديثه واستمتعت بصوته الذي‬
‫وكأنه ُ‬
‫طبع في قلبها وهو يقول ‪:‬‬
‫_ نردهالك وعليها بوسة يا شادي‬
‫أنهى حديثه ثم انطلق بالسيارة بينما نظر‬
‫شادي في اثرها ببسمة واسعة وهو يتمنى لهم‬
‫السعادة دائما وكاد يصعد للعمارة لوال صوت‬
‫احد صبية ابيه وهو ينادي ‪:‬‬
‫_يا استاذ شادي الراجل ده بيسأل عليك‬
‫استدار شادي بتعجب فوجد رجل كبير في السن‬
‫تقريبا في عمر والده يمد يده له بأحترام وهو‬
‫يقول ببسمة حنونة ‪:‬‬
‫_عبدالرحيم الزيني والد منه‬
‫كان ادهم يجلس في الصالة بعد رحيل الجميع‬
‫وهو ينظر أرضا وال يعلم ما عليه فعله‪ ،‬هل‬
‫يدخل لها اآلن ويتحدث معها‪ ،‬ام يتركها لتهدأ‬
‫فهى مرت بالكثير حقا‪.‬‬
‫خرج من شروده على يد تمسك بيده فنظر لها‬
‫بتعجب وجدها تبتسم له وهى تجلس أرضا‬
‫بجانبه كاد يتحدث لوال فعلتها التي جمدت‬
‫الدماء بعروقه فقد مالت على يده وقبلتها بكل‬
‫العشق الذي تملكه له‪ ،‬شعر ادهم بجسده يهتز‬
‫بعنف جراء فعلتها تلك فنهض بسرعة‬
‫وامسكها من كتفها ورفعها وهو ينظر لعيونها‬
‫بعشق ثم اجلسها مكانه وجلس هو على ركبتيه‬
‫امامها وامسك يدها كما كانت تفعل هى وقال‬
‫وهو ينظر له بهيام وحب أوشك على الدخول‬
‫لمراحل الهوس ‪:‬‬
‫_ انتي مكانك مش عند رجلي يا مالكي‪ ،‬انتي‬
‫فوق راسي وفي قلبي ماشي؟‬
‫دمعت عينها من حديقه فألول مرة يشعرها احد‬
‫بمكانتها‪ ،‬اقترب ادهم من عيونها وقبلها بحنان‬
‫شديد وحب‪ ،‬وهو يهمس لها بأنفاس عاشقة‬
‫لكل ما بها ‪:‬‬
‫_وعد مني يا وردتي‪ ،‬العمر كله هعيشه‬
‫عشانك انتي وبس‪ ،‬الني واخيرا لقيت سبب‬
‫اعيش عشانه‪ ،‬لقيت حد اعيش عشان اسعده‬
‫لم تتمكن هالي من طبت شهقاتها اكثر فخرجت‬
‫منها وهى تقول ‪:‬‬
‫_ خايفة يا ادهم خايفة‪ ،‬ارجوك خليك جنبي‬
‫على طول‬
‫نهض ادهم وامسك يدها ثم سحبها خلفه وهو‬
‫ينظر لعيونها بحب ثم اجلسها على فراشه‬
‫ونهض ونظر لها وهو يقول بحنان ‪:‬‬
‫_استني هنا جايلك‪ ،‬متتحركيش‬
‫ثم خرج بسرعة وغاب لدقيقة او اقل ودخل‬
‫وهو يحمل الحصان الخاص به ثم رفعه امام‬
‫عينها وقال ببسمة ‪:‬‬
‫_بصي يا وردتي‪ ،‬الحصان ده شهد على قصتنا‬
‫كلها وحاليا انا جايبه عشان يشهد على وعدي‬
‫ليكي‬
‫ثم وضعه بجانبها وهى تطالعه بتعجب كبير‪،‬‬
‫نهض ادهم وهو يعدل من ثيابه ثم رفع يده‬
‫وكأنه يقول قسم ما ‪:‬‬
‫_اقسم انا ادهم األلفي انني اتعهد من هذه‬
‫اللحظة ولبقية حياتي لوردتي ومالكي وام‬
‫فتحي وهالي وهالفيتي‪ ،‬اني هعتبرها بنتي لما‬
‫تغلط هضمها لقلبي واعرفها غلطها بدون‬
‫عصبية وعمري في حياتي ما هزعلها أبدا‪،‬‬
‫وهعتبرها اختي اللي ههزر معاها واعمل فيها‬
‫مقالب واضحك معاها دايما‬
‫ضحكت ام فتحي من بين دموعها وهى تنظر‬
‫له بعشق‪ ،‬بينما هو اكمل بصوت حنون اكثر ‪:‬‬
‫_وهتكون امي اللي اول ما الدنيا تضيق بيا‬
‫هجري لحضنها وابكي واشكيلها حزني كله‬
‫واللي اول ما قلبي يوجعني هروح اضمها ليه‬
‫عشان يستريح‪ ،‬وهتكون صاحبتي اللي كل‬
‫أسراري معاها‪ ،‬وهتكون زوجتي االي هنسحب‬
‫بعض للخير دايما‪ ،‬وهتكون ام والدي اللي‬
‫هكون مطمن انها تنشأهم نشأه صح‪ ،‬وهتكون‬
‫كل حياتي اللي في بعدها هتدمر‪ ،‬وهتكون قلبي‬
‫وانفاسي اللي في بعدها هموت‪.‬‬
‫أنهى كالمه تزامنا مع نهوض هالي وإلقاء‬
‫نفسها في احضانه بعنف عاد على اثره للخلف‬
‫ولكن تدارك الموقف وضمها اقوي واقوي اليه‬
‫وهو يدفن وجهه في رقبتها ويتنفس بعشق ثم‬
‫همس لها بحب شديد ‪:‬‬
‫_ وليت الحياة تتوقف وانا بين احضانك يا‬
‫مالكي‪ ،‬فال حياة خارج أحضانك‪ ،‬وال وجود لي‬
‫بعيدا عنكي‬
‫دفنت هالي نفسها به اكثر وهى تهمس له ‪:‬‬
‫_كنت دايما فارسي ومنقذي‪ ،‬كنت دايما أملي‬
‫في بكرة‪ ،‬واخيرا جه الوقت اللي تكون فيه‬
‫شريك حياتي وانفاسي يا ادهم‬
‫لم تتحدث مريم طوال الطريق بسبب صدمتها‬
‫ونظرت من النافذة محاولة ان تبعد نظرها عنه‬
‫فهى تشعر به يضعفها كثيرا فجأة شعرت‬
‫بتوقف السيارة فنظرت له بتعجب فأبتشم لها‬
‫وقال بحنان ‪:‬‬
‫_استأذنت من سليم انك تقضي اليوم معايا‬
‫وهو وافق شرط نكون في مكان مفتوح‬
‫لم تجب عليه بل اكتفت بالنظر لوجهه فأبتسم‬
‫لها وترجل من السيارة دون كلمة اضافية‬
‫فهبطت هى خلفة بتعجب ولكن فتحت فمها‬
‫بتعجب وهى ترى نفسها امام مدينة مالهي‬
‫كبيرة‪ ،‬كانت االضواء بها جميلة جدا‪ ،‬تقدم‬
‫كريم جهة تلك مدينة المالهي الليلة ونادى لها‬
‫بصوت عالي بعدما قطع التذاكر فتقدمت منه‬
‫بأقدام ضعيفة جدا وهى ترمقه بنظرات غامضة‬
‫وقد فشلت في تحديد تلك المشاعر التي تحتل‬
‫قلبها تجاهه‬
‫ابتسم لها كريم ودخل قبلها وهى لحقت به وال‬
‫ترفع عينها عنه فأشار هو للمدينة وهو يقول ‪:‬‬
‫_بصي ياستي المدينة كلها قدامك تحبي نبدٱ‬
‫بايه‬
‫لم تحب بل سقطت دموعها وهى تشعر بأختناق‬
‫كبير يحتل قلبها فأبتسم هو وسحب يدها وهو‬
‫يقول ‪:‬‬
‫_عرفت هنركب ايه‬
‫لم ترفع عينها حتى ال يرى دموعها‪ ،‬وسحبها‬
‫هو خلفه واجلسها في عربة ما وجلس هو‬
‫بجوارها وربط حزام األمان الخاص بها‬
‫وحزامه الخاص ثم اقترب منها وهمس لها ‪:‬‬
‫_عايزك تصرخي يا مريم زى ما تحبي محدش‬
‫هياخد باله من حاجه طلعي كل حزنك وكل‬
‫وجعك طلعي كل اللي جواكي اصرخي بوجعك‬
‫يا مريم‬
‫نظرت له بدموع ثواني وتحركت العربة ببطئ‬
‫حتى بدأت تزداد شيئا فشئ وبدأت األصوات‬
‫تعلو بينما مريم يتتابع امامها مشاهد عديده من‬
‫اهانتها والتنمر عليها والسخرية منها ووصفها‬
‫بأبشع األلفاظ‪ ،‬جرحها بأبشع الطرق كل شئ‬
‫يمر امام عينها واخرهم تلك المحادثة بين‬
‫اسالم واصدقائه عن مدى حمقها‪ ،‬بدأت تبكي‬
‫بنشيج وصوت عالي حتى تحول بكائها لصراخ‬
‫مجروح‪ ،‬صرخت وصرخت‪ ،‬صرخت وجعهها‬
‫صرخت ظلمها‪ ،‬صرخت كل ما مرت به في‬
‫حياتها‬
‫كان كريم يشعر بتمزق قلبه ويود لو يجذبها‬
‫الحضانه مجددا ولكنه لن يكرر خطأه الذي قام‬
‫به في المخزن‪ ،‬توقفت العربة تزامنا مع توقف‬
‫صراخ مريم التي كانت تتنفس بعنف وقد‬
‫احمرت عينها‪ ،‬نظر لها كريم وقال بحنان ‪:‬‬
‫_تآني يا ريمو؟‬
‫نظرت له مريم نظرات جعلت قلبه يهتز في‬
‫مكانه‪ ،‬فهزت هى رأسها ببسمة صافية يراها‬
‫ألول مرة منذ زمن على وجهها فاشار كريم‬
‫لحارس تلك اللعبة انه سيصعد دور اخر‬
‫وأعطى له تذكرتين اخرتين‬
‫وتكررت نفس العملية حتى أصبحت مريم‬
‫تصرخ بضحكات في آخر ذلك الدور‪ ،‬ابتسم لها‬
‫كريم بينما هى صرخت بصوت عالي ‪:‬‬
‫_انا مش وحشــــــــــــــــــــــــــــة انا مش‬
‫عاميـــــــــــــــــــــة‪.‬‬
‫ومجددا انتهى الدور ولكن تلك المرة كانت‬
‫بسمة مريم ترتسم على وجهها بسعادة حقيقة‬
‫فقد شعرت للحظه حينما كانت تصرخ بوجع‬
‫انها محظوظة‪ ،‬نعم محظوظة فهى لديها أخوة‬
‫كأدهم وشادي وسليم لديهم استعداد لفعل اى‬
‫شئ ألجل سعادتها لديها والدتها وهاجر‬
‫وشادية وبراءة واشرقت دائما لدعمها لديها‬
‫عوض وشاكر بدال من والدها الذي تركها‬
‫صغير واخيرا لديها كريم ذلك الذي ترى به‬
‫عالمها كله‬
‫نظرت لكريم الذي ابتسم لها وقال بحماس ‪:‬‬
‫_استني هنا هوريكي حاجة‬
‫ثم تركها وركض بسرعة بينما هى ابتسمت له‬
‫بحب وفجأة وجدته يعود ومعه دبدوب عمالق‬
‫وهو يختفي خلفه فأخرج رأسه من خلفه وهو‬
‫يقول ببسمة وكأنه يحدث طفلته‪:‬‬
‫_اي رأيك بقى دبدوب طولك اهو‬
‫نظرت له وهى تكاد ال تصدق كم المشاعر التي‬
‫تكنها له‪ ،‬والتي يبدو أنها كانت ترقد أسفل‬
‫الرماد حتى انتفضت لتشعل قلبها بعشق ذلك‬
‫الرجل الذي احتل كيانها ترك كريم الدبدوب‬
‫أرضا وهو ينظر لها بتعجب ويقول ‪:‬‬
‫_ايه مش عجبك‬
‫ولكن لم يسمع منها رد‪ ،‬بل تجمدت عروقه ولم‬
‫يستطع النطق او التحرك وكأن عالمه توقف‬
‫بالكامل حينما ألقت مريم بنفسها في احضانه‬
‫وهى تصرخ وتعلنها تمام الجميع ‪:‬‬
‫_بحبك يا كريم‪ ،‬بحبــــــــــــــــــــــــك‬
‫**********************‬
‫الفصل الثاني والعشرين‬
‫تجمد جسد كريم وهو يستمع لتلك الكلمات من‬
‫سارقة قلبه‪ ،‬للحظة شعر انه يحلم ولكن دقات‬
‫قلبه الهادرة انبئته انه مستيقظ ال يحلم‪ ،‬ودون‬
‫شعور منه م ّد يده محاوطا اياها بعنف شديد‬
‫وكأنه يخشى ان تتبخر من يده‪ ،‬ضمها اكثر‬
‫وهو يهتف بنبرة قد وصل بها العشق لمداه ‪:‬‬
‫_ بعشقك يا ريمو بعشقك‬
‫نزلت دموع مريم بشدة على ما اضاعته بعيدا‬
‫عنه بغبائها فجأة وجدته يبعدها عنها وينظر‬
‫لها بعيون تلتمع من الدموع وهو يقول بنبرة‬
‫رجاء ‪:‬‬
‫_ مريم تتجوزيني‬
‫نظرت له بصدمة من عرضه ذاك ولم تكد‬
‫تجيب حتى امسك يدها وقال بنبرة عاشقة ‪:‬‬
‫_وهللا يا مريم عهد عليا ما هخليكي تحسي‬
‫بوجع وال اى دمعة هخليها تنزل منك‬
‫نظرت له مريم وازدادت دموعها وهزت رأسها‬
‫بإيجاب فضحك بصوت عالي كالمجانين ثم‬
‫امسك يدها وسحبها خلفه بسرعة كبيرة حتى‬
‫وصل للسيارة وهى ال تفهم لما يفعل ذلك‪ ،‬فتح‬
‫لها باب السيارة وهو يصعد بجانبها بينما هى‬
‫ترمقه بعدم فهم لما يقوم به‪ ،‬قال كريم وهو‬
‫ينطلق بسيارته ‪:‬‬
‫_ مش هنام انهاردة غير وانتي على اسمي يا‬
‫مريم‬
‫فتحت مريم عينها مصعوقة لما يقول ولم‬
‫تستطع التحدث او تصديق ما يحدث لها‪،‬‬
‫وكأنها في حلم‬
‫زاد كريم سرعته وهو يشعر وكأن الطريق‬
‫اصبح طويل جدا‪ ،‬حتى وصل للمنزل فهبط‬
‫بسرعة وانطلق لداخل العمارة دون أن يهتم‬
‫لمريم التي ما تزال تجلس في السيارة وصعد‬
‫درجات البناية بأقصى سرعته حتى وصل لشقة‬
‫سليم واخذ يطرق الباب بكال يديه وعنف شديد‬
‫وهو يصرخ ‪:‬‬
‫_يا سليم افتح يا سليم‪ ،‬تعالى جوزني اختك يا‬
‫سليم‬
‫ثم ابتعد عن الشقة ونظر لألعلى وهو يهتف‬
‫بصوت عالي ‪:‬‬
‫_يا شـــــــــــــــاكر تعالى خلي سليم يجوزني‬
‫مريم‬
‫فتح شاكر بابه بسرعة كبيرة وهو يستمع‬
‫لصراخ ابنه فظن انه تعرض بأذى وهبط‬
‫سريعا وهو يرتدي ثياب المنزل وهتف بقلق‬
‫وهو يقترب من كريم ‪:‬‬
‫_ فيه يا كريم حصلك حاجة؟‬
‫امسك كريم يده بفرحة وهو يشير للباب ‪:‬‬
‫_ خالص يا شاكر هسيبلك الشقة خالص‪ ،‬بس‬
‫خلي سليم يجوزني مريم دلوقتي حاال‬
‫تعجب شاكر من حالة ابنه ولكنه ضمه بشده‬
‫وحنان شديد وهو يقول بجدية ‪:‬‬
‫_ هتتجوزها ياقلب شاكر ودلوقتي ولو اخوها‬
‫موافقش‪ ،‬هاخدك انت وهى وهروح اجوزكم‬
‫بنفسي‬
‫ضم كريم والده بشدة وهو ال يصدق ما يعيشه‬
‫االن وبعدما فقد األمل‪ ،‬جبر هللا بخاطره يشعر‬
‫بأن فرحته أصبحت اكبر من قدرته على‬
‫االحتمال‬
‫في الداخل كانت أشرقت تتوسط أحضان سليم‬
‫وهو يقص لها كل ما حدث له حتى وصل لهذه‬
‫اللحظة ولكن فجأة انتفض االثنان على صوت‬
‫صراخ كريم وطرقه العنيف فنهض سليم برعب‬
‫ظنا ان مريم قد تأذت وفتح الباب وجد شاكر‬
‫ينظر له بصرامة شديدة وهو يضم كريم ومريم‬
‫تقف على الدرج وهى تنظر أرضا وتكاد تحترق‬
‫من الخجل‬
‫تحدث سليم بعدم فهم لما يحدث ‪:‬‬
‫_فيه إيه يا شاكر؟؟ ماله كريم؟‬
‫ثم اقترب من كريم وهو ينظر له بدقة وهمس‬
‫بشر ‪:‬‬
‫_عملت حاجة في اختي ياض‬
‫نظر له كريم ببسمة لم يراها سليم سابقا وقال‬
‫وهو يمسك يده ‪:‬‬
‫_ يا شيخ باهلل عليك لتجوزني اختك‬
‫نظر سليم لمريم بتعجب فوجدها تنظر أرضا‬
‫وهى تكاد تبكي خجال من أفعال وحديث كريم‬
‫فجأة سمع الجميع صوت زغاريد تهز جدران‬
‫العمارة نظر الجميع لألسفل فوجدوا براءة‬
‫تزغرد بصخب وهى تقول بصوت عالي ‪:‬‬
‫_واد يا كريم لو مرضيش تعالى ياض وانا‬
‫هجوزكم‬
‫سمع الجميع صوت شادي وهو يصيح بفرح ‪:‬‬
‫_ ايوة يا كيمو يا جامد‪ ،‬اتجوزها ياض غصب‬
‫عن عين اخوها‬
‫ظهر صوت ادهم الذي كان يضم ام فتحي قائال‬
‫بضحك ‪:‬‬
‫_وانا هشهد على العقد‬
‫زغردت شادية بصخب وهى تقول ‪:‬‬
‫_ هدخل اجيب الشربات محدش يمشي‬
‫كان سليم يرمق الجميع بصدمة وهو يرى الكل‬
‫قد خرج من شقته يحتفل بزفاف اخته هو‪ ،‬دون‬
‫حتى أن يعرف‬
‫سمع الجميع صوت شادي وهو يتحدث من‬
‫الدور االسفل بصوت عالي ‪:‬‬
‫_واد يا كريم انا كلمت المأذون ياض حطه قدام‬
‫األمر الواقع‬
‫خرجت أشرقت وهى تنظر لسليم قائلة بضحك‬
‫‪:‬‬
‫_ وافق يا سليم حرام عليك العيال استوت‬
‫صعدت شادية الدرج وهى تمسك اكواب‬
‫الشربات وتوزعها عليهم وكأنهم قد تزوجوا‬
‫فعليا‬
‫كان سليم يشعر انه في فيلم ما وهو فقط مجرد‬
‫مشاهد فجأة صرخ بالجميع ‪:‬‬
‫_بس منك ليه‪ ،‬هو فيه إيه خالص قررتوا‬
‫وبتوزعوا شربات‬
‫صعدت براءة وهى تقول بحدة وصراخ مقابل‬
‫سليم ‪:‬‬
‫_ايوة هيتجوزوا العيال خللت وال يعني عشان‬
‫حضرتك متجوز خالص بقى‬
‫تقدم ادهم منهم ومعه ام فتحي ثم غمز لكريم‬
‫وهو يهمس ‪:‬‬
‫_ لو رفض ياض خد اخته وامشي من هنا‬
‫اتجوزها بعيد‬
‫صاح سليم بنزق وهو يربع ذراعيه ‪:‬‬
‫_ سامعك على فكرة‪ ،‬بعدين مين قال اني مش‬
‫موافق‬
‫ثم اقترب من كريم ولكمه بعنف قائال‪:‬‬
‫_ دي عشان بوظتلي ام الليلة‬
‫ثم ضمه وهو يضحك بصخب ويقول وهو‬
‫يضرب على ظهره بخفة ‪:‬‬
‫_يا اهبل أرفض ايه ده انا اول واحد هفرح ليك‬
‫هو انا هالقي فين عريس الختي زيك يا عبيط‬
‫ابتسم كريم بإتساع وهو ينظر لمريم ثم غمز‬
‫لها‬
‫انطلقت هالي وهى تمسك يد مريم قائلة ‪:‬‬
‫_تعالي هنجهزك بقى يا عروسة‬
‫ضحكت براءة على مريم التي كانت تبكي من‬
‫الخجل فضمتها بحنان قائلة ‪:‬‬
‫_ ايه ياريمو انتي مش موافقة وال إيه؟‬
‫انتفض كريم بفزع وهو ينظر لمريم التي هزت‬
‫رأسها برفض فأبتسمت أشرقت وهى تقول ‪:‬‬
‫_دي بس مكسوفة يا براءة خلينا نجهزها يال‬
‫امسك ادهم يد كريم قائال بحنان اخ كبير ‪:‬‬
‫_هنكتب كتابك في شقتي يا كيمو‪ ،‬كلكم هتكتبوا‬
‫الكتاب عندي حتى شادي‬
‫ابتسم له كريم بحب وهو يضمه ‪:‬‬
‫_ربنا يديمك ليا يا ادهم يارب‬
‫ابتعد عن كريم عن ادهم ونظر لوالده قائال‬
‫بمشاكسة ‪:‬‬
‫_اديني هتجوز اهو واريحكم مني‬
‫ضمه شاكر بشدة وهو يمنع دموعه من الهبوط‬
‫قائال بخفوت ‪:‬‬
‫_ بس انا مش عايزك تريحني يا كريم‪ ،‬انا‬
‫عايزك دايما معايا‬
‫ابتسم كريم وهو يخبره بحب ‪:‬‬
‫_هخلي عم عوض يفضي ليا الشقة اللي قصاد‬
‫ادهم يا شاكر وهفضل دايما جنبك يا غالي‬
‫ضمه شاكر اكثر وهو ال يصدق ابنه وصغيره‬
‫الوحيد كبر وأصبح اليوم شاب على وشك‬
‫الجواز‪ ،‬هتف شاكر بصرامة ‪:‬‬
‫_اكلك وشريك وقعدتك معانا في الشقة شقتك‬
‫دي تروحها على النوم بس‪ ،‬ولو على مريم‬
‫تعتبر الشقة بتاعتها تعمل اللي هى عايزاه‬
‫وأكيد هاجر مش هتمانع مش كده؟‬
‫أنهى حديثه موجها سؤاله لهاجر التي كانت‬
‫تبكي بسعادة قائلة ‪:‬‬
‫_مريم من صغرها وهى بنتي يا شاكر دي‬
‫الشقة ليها قبلي كمان‬
‫ابتسم سليم وهو يتنهد براحة ويكاد يبكي فرحا‬
‫ألجل صغيره والتي واخيرا اطمئن عليها فهو‬
‫كان دائما يخشى ان تتزوج من يذيقها الشقاء‪.‬‬
‫دخلت منه غرفة والدتها وهى تقول بجمود ‪:‬‬
‫_ نعم يا شاهي هانم حضرتك طلبتيني‬
‫رفعت شاهي نظرها عن األوراق التي امامها‬
‫وقالت ببرود شديد ‪:‬‬
‫_ جاهزة لعرض بكرة‬
‫كرمشت منه مالمحها بتعجب قائلة‪:‬‬
‫_بكرة؟؟ بكرة ازاى مش فاهمة مش هو بعد‬
‫اسبوع‬
‫ابتسم شاهي وهى تعود بظهرها للخلف قائال‬
‫بنبرة عادية ‪:‬‬
‫_ هو محدش بلغك وال إيه إن العرض أتقدم‬
‫وهيكون بكرة‬
‫هزت منه رأسها بعدم اهتمام فالنهاية واة‬
‫سواء غدا أو بعد سنين حتى‪ ،‬قالت بنبرة باردة‬
‫‪:‬‬
‫_تمام‪ ،‬فيه حاجة تانية؟‬
‫نظرت لها شاهي ببسمة جادة ثم أضافت ‪:‬‬
‫_متنسيش اتفاقنا‪ ،‬بكرة بعد العرض هيتم كتب‬
‫كتابك لرامي‬
‫ثم أضافت محذرة وهى تشير بأصبعها ‪:‬‬
‫_ابوكي ميعرفش حاجة عن الموضوع فهمتي‬
‫ابتسمت منه ساخرة من حديث والدتها ثم هزت‬
‫رأسها بطاعة ‪:‬‬
‫_ حاضر هنعمله مفاجأة بكره انه كتب كتاب‬
‫بنته الوحيدة‪ ،‬اى اوامر تانية يا شاهي هانم؟؟‬
‫هزت شاهي رأسها برفض ‪:‬‬
‫_ ال مفيش تقدري تروحي تستريحي عشان‬
‫تكوني فايقة بكرة‬
‫ابتسمت منه بسخرية ثم ابتعدت خارجة ولكن‬
‫توقفت قليال ثم استدارت قائلة ‪:‬‬
‫_سؤال واحد بس عشان محسش بالذنب‬
‫تنفست بهدوء وهى تحاول هبوط دموعها قائلة‬
‫بصوت مختنق بالبكاء ‪:‬‬
‫_ في حياتي كلها هل عمري في مرة صعبت‬
‫عليكي؟؟ هل عمرك عيطتي عليا في مرة او‬
‫بصيتي ليا بشفقة؟ هل عمرك قعدتي مع نفسك‬
‫وحسيتي اني مظلومه او اني استحق اعيش‬
‫زى باقي البشر؟‬
‫رفعت شاهي حاجبها وهى ترمقها بسخرية ثم‬
‫فتحت احد اإلدراج ومدت يدها حاملة مفكرة‬
‫صغيرة والقتها على المكتب لمنه وهى تقول‬
‫ببرود ‪:‬‬
‫_ دي تخصك‬
‫نظرت منه لوالدتها وقد هبطت بوجع شديد‬
‫كانت تأمل ان تعطيها سبب واحد فقط تمنع‬
‫كرهها من االزدياد نحوها‪ ،‬اخفضت نظرها‬
‫للمكتب وكانت الدموع تعشى عينها فأصبحت‬
‫الرؤية مشوشة تمام‪ ،‬حتى اغمضت عينها‬
‫فسقطت الدموع على خدها لتضح الرؤية فترى‬
‫مذكراتها الخاصة‪ ،‬ابتسمت بعدم تصديق‬
‫للمرحلة التي وصلت إليها والدتها‪ ،‬اذا من هنا‬
‫علمت بحبها لشادي‬
‫مدت يدها التي كانت ترتعش بوجع وحملت‬
‫مذكراتها ثم نظرت لوجه والدتها مرة اخيرة‬
‫قبل أن تخرج ببطئ ووجع وبمجرد خروجها‬
‫أخرجت هاتفها وهى تفتحه لتنظر لصورة‬
‫مصعب التي اخذتها دون أن ينتبه في إحدى‬
‫المرات‪ ،‬سقطت دموعها على الهاتف وهى‬
‫تبكي بتشنج وتقول بصوت متألم ‪:‬‬
‫_ يا رتني ما كنت عرفتك على االقل كان‬
‫الوجع هيكون اخف‬
‫صعدت لغرفتها وهى تضم مذكراتها وتبكي‬
‫بشدة‬

‫صدح صوت المأذون بجملته الشهيرة ‪:‬‬


‫_بارك هللا لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في‬
‫خير‬
‫بدأت كل الفتيات تزغرد بصخب بينما ام فتحي‬
‫كانت تصفق وتصفر وادهم يهز رأسه بيأس‬
‫عليها‪ ،‬اقترب الشباب من كريم مهنئين اياه‬
‫بفرحة كبيرة والفتيات يهنون مريم التي كانت‬
‫تشعر انها بحلم‪.‬‬
‫اقترب كريم من مريم وامسك يدها وهو يقول‬
‫ببسمة عاشقة ‪:‬‬
‫_ واخيرا بقيتي مراتي وهللا حاسس اني بحلم‬
‫نظرت مري أرضا وهى تشعر بوجهها يحترق‬
‫بينما اقترب منهم سليم وهو يمد يده لكريم‬
‫بمفتاح شقتهم قائال وهو يغمز له ‪:‬‬
‫_هروح اوصل أشرقت‪ ،‬اقعدوا سوا بإحترام يا‬
‫كيمو ماشي‬
‫ضمه كريم بفرحة وامتنان وهمس له سعيدا ‪:‬‬
‫_ انت عطتني أغلى هدية في حياتي كلها يا‬
‫سليم‪ ،‬ربنا يديمك ليا يارب‬
‫ضحك سليم وهو يبادله العناق هامسا ‪:‬‬
‫_ زى ما هى اختي فأنت اخويا يا كريم‬
‫ابتعد سليم وهو يمسك يد أشرقت قائال ‪:‬‬
‫_يال عشان منتأخرش‬
‫وبعدها خرج مصطحبا اياها للخارج‬
‫وخلفه شاكر الذي ضم ابنه بشده لدقائق وهو‬
‫يهمس بصوت مختنق بالدموع ‪:‬‬
‫_مبارك يا قلب ابوك مش مصدق انك خالص‬
‫كبرت واتجوزت يا كريم‬
‫ضمه كريم بحب فهو ابيه وصديقه األقرب‬
‫إليه‪ ،‬ثم همس قائال ‪:‬‬
‫_ ربنا يديمك ليا يا شاكر يارب انت وهاجر‬
‫اقتربت هاجر وهى تربت على شعره بحنان‬
‫قائلة بفرحة ‪:‬‬
‫_مبارك يا حبيبي ربنا يهديكم لبعض يارب‬
‫ويسعدكم‬
‫ابتسم كريم مقبال يدها ثم قبل رأسها وهو‬
‫يؤمن على دعائها‪ ،‬وبعدها اخذ مريم صاعدا‬
‫لشقة سليم وفتح لها الباب فنظرت له بتردد‬
‫وهى تشعر بأنها على وشك البكاء من الخجل‬
‫فابتعد كريم عن الباب وقال بحنان ‪:‬‬
‫_ريمو حبيبتي انتي خايفة مني‪ ،‬انا كريم‬
‫ياريمو‬
‫تحدثت مريم وهى تمنع دموعها من الهبوط ‪:‬‬
‫_ ال مش خايفة بس ينفع متبصش ليا‬
‫ضحك كريم بصخب ثم اقترب منها وجذبها‬
‫لداخل الشقة معانقا اياها بعشق ثم همس لها‬
‫بحنان وكأنه يهدهد ابنته الصغيرة ‪:‬‬
‫_ اشششش بس يا قلبي اهدي ليه متوترة كده‬
‫احنا هنقعد نتكلم سوا‪ ،‬تعالي يال‬
‫ثم جذبها لألريكة واجلسها عليها وبعدها جلس‬
‫هو على ركبته امامها وامسك يدها ثم قال بحب‬
‫‪:‬‬
‫_بص ياريمو يا قلبي‪ ،‬عايزك تتعاملي معايا‬
‫كأن محصلش حاجة‪ ،،‬طبعا مقصدش تعامليني‬
‫زي اخوكي وكده‪ ،‬ال قصدي يعني متحطيش‬
‫بينا الحدود دي‪ ،‬انا متفهم انك خايفة بس‬
‫صمت وهو ينظر لعيونها بعشق قائال ‪:‬‬
‫_ تأكدي اني عمري ما هفكر اني اعمل حاجة‬
‫توجعك ولو وجع صغير حتى‬
‫هزت رأسها بإيجاب فنهض هو وجلس بجانبها‬
‫وفتح ذراعيه لها وهو يدعوها للدخول في‬
‫احضانه فترددت مريم قليال ولكن بعدها دخلت‬
‫الحضانه وهى تستند برأسها على صدره‬
‫فأبتسم لها وقال بحنان ‪:‬‬
‫_ مريم انتي بتحبيني بجد؟ نفسي اسمعها تآني‬
‫منك‬
‫عضت مريم شفتيها بخجل شديد ثم اخفت‬
‫وجهها في صدره قائلة بطفولية ‪:‬‬
‫_بتكسف يا كريم‬
‫ربت كريم على رأسها بحنان ثم قال متفهما ‪:‬‬
‫_ ماشي مش مشكلة هسيبك تتقبلي الوضع ده‬
‫األول بس بعد كده هسنعها منك مرة قبل األكل‬
‫ومرة بعد األكل‬
‫ضحكت مريم بخفوت وهى تقول ‪:‬‬
‫_ليه هى دوا‬
‫أجاب كريم مشاكسا وقد اسعده مزاحها‬
‫وعودتها للطبيعة ‪:‬‬
‫_ايوة دوا ايش عرفك انتي‬
‫رفعت مريم رأسها ونظرت لعيونه قليال ثم‬
‫قالت بحب ‪:‬‬
‫_ كريم هو أنا كنت هبلة األول عشان محسش‬
‫بيك‬
‫ابتسم كريم وهو يمد يده ويكوب وجهها بحنان‬
‫مقبال عيونها بعشق ‪:‬‬
‫_ حتى انا كنت مغفل وانا مفكرك انك زى‬
‫اختي‪ ،‬بس بعدين رجعت اقول لنفسي‪ ،‬اختك‬
‫مين يا اهبل هو إنت هتفكر تبوس اختك‬
‫فتحت مريم عيونها بفزع فضحك كريم بشده‬
‫وهو يضمها بشدة قائال‪:‬‬
‫_ ال اجمد كده يا وحش ده احنا لسه في ليفل‬
‫االحضان دلوقتي‬
‫ضربته مريم على صدره بحدة فضحك هو‬
‫بشدة عليها‬
‫توقف سليم مع أشرقت امام منزلها ثم مد يده‬
‫بالحقائب التي كان يحملها وترك معه حقيبة‬
‫واحدة‪:‬‬
‫فأخذتها هى ببسمة قائلة ‪:‬‬
‫_اوعى تكون نسيت االيس كريم‬
‫لوى سليم فمه بسخرية قائال ‪:‬‬
‫_ هللا يرحم لما كنتي بتتكسفي تكلميني دلوقتي‬
‫بقيتي تبجحي كمان‬
‫ضربته أشرقت في كتفه فتأوه بخفة ضاحكا‬
‫وهو يقول لها بلوم ‪:‬‬
‫_ ايدك تقيلة يا زفته انتي‪ ،‬بعدين آه ياختي‬
‫جبت آيس كريم‪ ،‬اهو ده اللي باخده منك إنما‬
‫حضن او غيره تلوي بوزك‬
‫ضحكت عليه أشرقت ثم انتبهت الحقيبة بيده‬
‫قائلة ‪:‬‬
‫_ هى دي ليا برضو؟‬
‫نظر سليم الحقيبة وقال ببسمة حنونة ‪:‬‬
‫_ ال دي لريمو‬
‫ضيقت أشرقت عيونها ثم اقتربت وفتحت‬
‫الحقيبة ونظرت بها حتى مدت يدها واخرجت‬
‫علبة صغيرة قائلة ‪:‬‬
‫_ ال دي بتاعتي‬
‫نظر لها سليم بعدم فهم فأخذت منه أشرقت‬
‫الحقيبة واعطته الحقيبة التي كانت معها قائلة‬
‫‪:‬‬
‫_ مريم مش بتاكل آيس كريم الشوكوالته‬
‫وبتاكل الفانيال عكسي بحب الشوكالته‬
‫وحضرتك بدلت الشنط‬
‫نظر سليم للحقائب قليال ثم ابتسم بخجل وهو‬
‫يحك رقبته واحذ منها الحقيبة األخرى قائال ‪:‬‬
‫_شكلي اتلغبطت‬
‫ضحكت له أشرقت ثم نظرت حولها واقتربت‬
‫منه سريعا وقبلته على خده بحب قائلة ‪:‬‬
‫_تصبح على خير يا سولي‬
‫ابتسم لها سليم وهو يقبل يدها بحنان ‪:‬‬
‫_وانتي من اهل الخير يا قلب سولي‬
‫ثم تركها لتدخل هى منزلها وتقف بشرفتها‬
‫لتراقبه حتى ذهب‬
‫بينما دخل سليم للعمارة وهو يفكر قليال هل‬
‫يعود االن للشقة ام ال ولكنه حسم أمره وتوجه‬
‫لشقة عوض ودخل ليجلس معهم قليال حتى‬
‫يتيح الخته الفرصة لتتحدث قليال مع كريم‪.‬‬
‫بينما عند ادهم وأم فتحي‪ ،‬كان ادهم يضمها‬
‫وهم يتسطحون على االريكة أثناء مشاهدة‬
‫التلفاز كما أصرت ام فتحي ان تفعل‪ ،‬تفهم ادهم‬
‫توترها ولم يرد ان يضغط عليها‪ ،‬استدارت ام‬
‫فتحي وهى تنظر الدهم بحب وتتحسس لحيته‬
‫بحنان قائلة ‪:‬‬
‫_ادهم‬
‫اغمض ادهم عينه مستمتعا بلمساتها وهو‬
‫يتمتم بنعم فأكملت هى ببسمة ‪:‬‬
‫_هتنام؟‬
‫فتح عينه وهو يناظرها بعشق ثم ارجع‬
‫خصالت شعرها للخلف قائال بحنان ‪:‬‬
‫_انتي عايزة تنامي؟‬
‫هزت رأسها برفض قائال بحب ‪:‬‬
‫_ال انا عايزة افضل ابص عليك كده على طول‬
‫ضحك ادهم بخفوت ثم اعتدل قليال وهو يقبل‬
‫انفها بحنان ‪:‬‬
‫ت هتتفرجي على الفيلم‬
‫_ طب ان ِ‬
‫هزت رأسها برفض فنهض ادهم وهو يقف‬
‫على قدميه وانحنى حامال إياها بحنان شديد‬
‫متجها لغرفته ثم وضعها على الفراش وقبل‬
‫رأسها بحنان وتركها وخرج دون كلمة أخرى‬
‫فنظرت له بتعجب وهى التعلم بما تفكر ولكن‬
‫وجدته يدخل عليها حامال صينية مليئة بالطعام‬
‫ثم وضعها امامها قائال ببسمة حنونة وهو يعيد‬
‫شعرها خلف اذنها ‪:‬‬
‫_ اعتقد انك مأكلتيش كويس من فترة طويلة‪،‬‬
‫ايه رأيك ناكل سوا‬
‫رفعت عينها له بنظرة عاشقة ثم امسكت يده‬
‫التي تستقر أعلى رأسها وقبلتها بحنان واضعة‬
‫اياها على خدها وهى تهز رأسها بالموافقة‬
‫فابتسم لها ادهم وبدأ يطعمها ببطئ مستمتعا‬
‫برؤيتها امامه وشعور انه أصبح يمتلك سبب‬
‫للعيش ألجله وانه أصبح معه رفيق في وحدته‬
‫يجعله يشعر بسعادة كبيرة‬
‫أنهى الطعام ووضع الصينية بجانبه ولم يكد‬
‫يعتدل في جلسته حتى ألقت ادهالي نفسها في‬
‫احضانه هامسة له ‪:‬‬
‫_ هو أنا قولتلك قبل كده اني بحبك‬
‫ابتسم لها وهو يهز رأسه قائال وهو يقترب‬
‫منها اكثر ‪:‬‬
‫_ بس احب اسمعها تآني‬
‫استيقظ ادهم في الصباح بكسل شديد ونظر‬
‫جانبه ولكن لم يجد هالي فأبتسم بحنان شديد‬
‫وهو يبعد عن الغطاء ويلتقط ثيابه ليرتديها‬
‫ويخرج قائال بحب ‪:‬‬
‫_ اكيد صحيت الصبح بدري عشان تعملي‬
‫فطار‬
‫بحث عنها ولكن لم يجدها في البهو فأنطلق‬
‫للمطبخ وهو يتقدم ببسمة واسعة قائال ‪:‬‬
‫_ ليه ياقلبي تتعبي نفسك الصبح كده كنـــ‪.....‬‬
‫توقف عن الحديث وهو ينظر بغباء لهالي التي‬
‫كانت تجلس على طاولة المطبخ وتمسك علبة‬
‫كبيرة من المربى وتتناولها بشراهة تقدم منها‬
‫ادهم ثم نظر للعلبة بيدها وهو يقول بعدم فهم ‪:‬‬
‫_ فين الفطار؟‬
‫نظرت له ام فتحي بغباء قائلة وهى تتناول‬
‫المربى ‪:‬‬
‫_ فطار ايه؟؟‬
‫أشار ادهم للسفرة قائال بعدم استيعاب لما تفعل‬
‫‪:‬‬
‫_كنت بشوف زمان ان العروسة بتصحى بدري‬
‫تعمل فطار لجو‪......‬انتي بتعملي ايه؟؟‬
‫توقف عن الحديث وهو يجدها تلتفت حولها‬
‫تبحث عن شئ ما‪ ،‬تحدثت ام فتحي وهى تلتقط‬
‫ساندوتش صغير وتعطيه الدهم قائلة ببسمة‬
‫بريئة ‪:‬‬
‫_لو جعان خد انا عملت ليك سندوتش‬
‫اخذ منها السندوتش وهو ينظر له بغباء ثم قال‬
‫‪:‬‬
‫_ ده لحد ما تعملي الفطار؟‬
‫تحدثت ام فتحي وهى مازالت مستمر في األكل‬
‫بغباء ‪:‬‬
‫_ فطار ايه؟؟ انت من وقت ما صحيت وانت‬
‫عمال فطار فطار‬
‫زفر ادهم وهو يلوح بيده ثم قال وهو ينظر‬
‫السندوتش وقد استسلم لألمر الواقع ‪:‬‬
‫_طب خدي ده وهاتي واحد مربي‬
‫نظرت ام فتحي للسندوتش الذي في يده وقالت‬
‫‪:‬‬
‫_ مهو مفيش مربى انا اكلتها فعملت ليك‬
‫جبنة‬
‫تحدث ادهم بتذمر وهو يتجه للثالجه ‪:‬‬
‫ت يعني‬
‫_ مليش فيه انا عايز مربى اشمعنا ان ِ‬
‫بعدين أنا جايب علبتين مربى و‪...‬‬
‫صمت وهو ال يجد اى مربى في الثالجة فنظر‬
‫لها بغباء قائال ‪:‬‬
‫_كان فيه برطمانين مربى هنا‪ ،‬فين؟؟‬
‫ابتسمت بغباء وهى تهبط من فوق الطاولة‬
‫قائلة ‪:‬‬
‫_ مهو انا يا حبيبي صحيت كده حسيت اني‬
‫نفسي في مربى قمت‪...‬‬
‫توقفت وهى ترى اقتراب ادهم منها بنظرات‬
‫تطلق نيران وفي ثواني كانت تصرخ وتخرج‬
‫خارج المطبخ وصراخها يعلو ويعلو وخلفها‬
‫ادهم يصيح بها ‪:‬‬
‫_ خلصتي المربى يا جذمة‪ ،‬ده انا هرجعك‬
‫روح تآني على االقل مكنتيش بتكلفيني‬
‫توقفت ام فتحي على بعد منه قائلة وهى تشير‬
‫له إال يتحرك ‪:‬‬
‫_خليك مكانك احسن اصرخ واقولهم بيتحرش‬
‫بيا‬
‫ضحك ادهم بسخرية قائال وهو يغمز لها ‪:‬‬
‫_وحيات امك بتحرش بيكي‪ ،‬طب انا بقى‬
‫عايزهم يمسكوني تلبس‬
‫ثم ركض لها بينما هى صرخت بفزع ودخلت‬
‫غرفته وهى تحاول إغالقه ولكنه فتح الباب‬
‫وجذبها من ثيابها بعنف وهو يصرخ بها ‪:‬‬
‫_خلصتي علبتين مربى يابنت الفلطوس انتي‪،‬‬
‫هتفلسيني بدري يخربيتك ده مرتبي كده مش‬
‫هيكفي وجبتين‬
‫كادت تجيب عليه لوال نظرها لنقطة بعيدة عنه‬
‫فنظر ادهم لما تنظر وجد الجميع يقف على باب‬
‫الشقة وينظر لهم بغباء وبالهة شديد فقال ادهم‬
‫بعصبية وحدة وهو يخفي ام فتحي خلفه‬
‫بسرعة ‪:‬‬
‫_في إيه واحد وبيأدب مراته اول مرة تشوفوا‬
‫واحد بيضرب مراته‬
‫تحدثت ام فتحي وهى تحاول الفكاك من يده ‪:‬‬
‫_خرج يابني ام التليفون وصور عشان هبهدله‬
‫في محكمة األسرة‪.‬‬
‫تحدثت براءة وهى تنظر لهم بقرف ‪:‬‬
‫_ هما دول اللي صحتونا مفزوعين عشانهم‬
‫تحدث كريم وهو يمسح وجهه بنعاس ‪:‬‬
‫_ هو انتم االتنين ملتكم ايه انا عايز افهم‪،‬‬
‫يعني قايمين مرعوبين واحنا مفكرين ابن عمها‬
‫هجم عليكم تطلعوا بتتخانقوا على علبة مربى‬
‫ضحك شاكر بسخرية وهو يقول ‪:‬‬
‫_ وانا اللي كتفي انخلع وانا بفتح الباب‬
‫نظر لهم سليم بإشمئزاز قائال ‪:‬‬
‫_ اقسم باهلل ما شوفت عالقة نتنة كده‬
‫ضحكت ام فتحي بشده فنظر لها ادهم بشر ثم‬
‫تحدث للجميع ‪:‬‬
‫_جرا ايه منك ليه فيه إيه يعني لما نتخانق‬
‫على علبة مربى بعدين دي عالقتنا وبنمشيها‬
‫بمعرفتنا واحنا متعودين على العفانة دي يال‬
‫بقى كل واحد على شقته‬
‫ضرب الجميع كف بكف ورحلوا وهم يضحكون‬
‫عليهم بينما ضمن ام فتحي ادهم من الخلف‬
‫وهى تقول ‪:‬‬
‫_ تفتكر يا ادهومي هيقولوا علينا مجانين‬
‫ضحك ادهم بصخب وهو يستدير لها ويقبل‬
‫خدها بحب ‪:‬‬
‫_يقولوا اللي يقولوه ياقلب ادهم دي حياتنا‬
‫وبنعيشها زى ما احنا متعودين‪ ،‬بعدين أساسا‬
‫مفيش حد في العمارة عاقل غير عوض واهو‬
‫على وشك انه ينضم ليهم‪.‬‬
‫ضحكت ام فتحي بصخب ثم أمسكت يده‬
‫وسحبته للمطبخ خلفها بينما هو يبتسم بعشق‬
‫لها وفجأة تركت يده وانحنا أسفل الطاولة التي‬
‫كانت تجلس عليها وتخرجت صينية كبيرة‬
‫مليئة بالطعام وقالت وهى تضعها فوق الطاولة‬
‫‪:‬‬
‫_ عملتك احلى فطار لعيونك ياباشا‪ ،‬بس كنت‬
‫بختبرك والحمدهلل سقطت في االختبار‪ ،‬بس‬
‫تعرف لو كنت نجحت كنت هقول أنك اتغيرت‬
‫لسه لسانك ‪thanks God‬وبقيت ممل بس‬
‫طويل كالعادة‬
‫ضحك ادهم بشدة وهو يقترب ويضمها بحنان‬
‫شديد وهو يقول بخفوت وحب ‪:‬‬
‫_ ياقلب ادهم انتي ليكي دنيتي كلها اكيد مش‬
‫هستخسر فيكي علبتين مربى بعدين الصراحة‬
‫كان هيجرالي حاجة لو معملتش كده‬
‫ضحكت وهى تضمه اكثر وتقول ببسمة ‪:‬‬
‫_ال خليك زى ما انت كده‪ ،‬بحب اننا نفضل زى‬
‫ما عرفنا بعض‬
‫قبلها ادهم بحنان شديد ثم قال وهو ينظر‬
‫لعيونها ‪:‬‬
‫_حبيبتي هفضل دايما كده بس ده ميمنعش ان‬
‫ادهم ساعات بيخاف على وردته فبيركن ام‬
‫فتحي على جنب ويطلع ادهم بتاع هالفيتي‬
‫ضحكت له وهى تجذبه ليجلس وتقول ‪:‬‬
‫_ امبارح أنت اكلتني‪ ،‬والنهاردة دوري أنا‬
‫ابتسم لها ادهم وفي داخله يشكر هللا على‬
‫عوضه‪.‬‬
‫كان الجميع يعمل على قدم وساق وهم‬
‫يجهزون للعرض الذي سيقام خالل ساعات‬
‫قليلة من األن‪ ،‬كانت منسقة الثياب تعمل هنا‬
‫وهناك على الفساتين المطلوبة‪ ،‬وكانت منه‬
‫هى المكلفة بالفستان الرئيسي تحدثت له‬
‫منسقة الثياب وهى تمد يدها بغطاء كبير قائال‬
‫‪:‬‬
‫_ الغطا ده هتحطيه عليكي واول ما توصلي‬
‫لنص المنصة هتشيليه تمام؟؟‬
‫هزت منه رأسها بجدية ثم قالت ‪:‬‬
‫_ تمام فهمتك بالنسب للشوز هلبس اى واحد‬
‫أشارت منسقة الثياب إلحدى الفتيات قايلة‬
‫بصوت عالي ‪:‬‬
‫_الشوز الروز يا ملك بسرعة‬
‫ثم ذهبت بعيدا لترى باقي الفتيات‪ ،‬بينما نظرت‬
‫منه لنفسها في المرآة وهى تقنع نفسها انها‬
‫تفعل هذا ألجل والدها فقط‪.‬‬
‫كانت شاهي تقف في الخارج وهى تتحدث مع‬
‫منسق االضواء ‪:‬‬
‫_زود اإلضاءة قدام كده هيبقى مش واضح لو‬
‫سمحت مش عايزة غلطة‬
‫تحدث المنسق وهو ينظر حيث تشير ‪:‬‬
‫_ تمام يا شاهي هانم بإذن هللا كل حاجة تكون‬
‫زي ما تخيلتي‬
‫ابتسمت له شاهي ثم تقدمت لمديحة التي‬
‫تقدمت ومعها ابنها رامي مرحبة بهم بتكلف‬
‫كبير ‪:‬‬
‫_اووه مديحة هانم حقيقي بشكرك على قبولك‬
‫لدعوتي‬
‫نظرت لها مديحة من أعلى بكل تكبر وهى‬
‫تقول ‪:‬‬
‫_لوال أن رامي متعلق ببنتك يا شاهي عمري‬
‫ما كنت فكرت اني اجي‬
‫قال رامي وهو ينظر حوله بخبث ‪:‬‬
‫_ خالص يا مامي بقى عموما كلها ساعات‬
‫وتبقى موني ليا ومراتي كمان‪ ،‬انا كلمت‬
‫المأذون وهيجي على بعد العرض كده‬
‫هزت شاهي رأسها ببسمة وهى تفكر في ردة‬
‫فعل عبدالرحيم ولكن ما يطمئنها هو أن ابنتها‬
‫ستكون معها هذه المرة‬
‫فتحت مريم باب الشقة وهى تفرك عينها‬
‫بنعاس فشعرت بقلبة على خدها‪ ،‬فتحت عينها‬
‫بفزع وهى تنظر لكم قبلها فوجدته كريم وهو‬
‫يقول ‪:‬‬
‫_ صحي النوم ياكسولة‪ ،‬ايه ده كله لسه‬
‫مصحتيش‬
‫نظرت له مريم بتشوش قائلة ‪:‬‬
‫_مش انت اللي فضلت مسهرني طول الليل‬
‫ضحك كريم عاليا وهو يدخل خلفها قائال ‪:‬‬
‫_ طب يال يا باشا البسي لبسك عشان هنروح‬
‫مكان حلو كده‬
‫نظرت له بتعجب وهى ترتدي نظارتها ‪:‬‬
‫_مكان ايه؟‬
‫اقترب منها كريم وهو ينزع نظارتها ويقول‬
‫بحنان شديد ‪:‬‬
‫_ مكان هيخليني ابص في عيونك زى ما انا‬
‫عايز من غير ما تكوني البسة النضارة‬
‫لثواني لم تفهم مريم حدثه حتى أدركت فيما بعد‬
‫قصده فنظرت له بحزن شديد ولم تكد تتحدث‪،‬‬
‫حتى قال كريم بتحذير ‪:‬‬
‫_اوعك يا مريم تكوني فاكرة اني بقول كده‬
‫الني مكسوف منك‪ ،‬وهللا لو عايزة يا مريم‬
‫تقلعي النضارة من غير ما تعالجي عينك هكون‬
‫انا عيونك ياقلبي وهرفع راسي بيكي قدام‬
‫الناس كلها‬
‫امتدت يده لتضم وجهها وهو يقبل عيونها‬
‫بحنان ‪:‬‬
‫_انا بس بعمل كده عشانك انتي يا ريمو‪،‬‬
‫عشان تمشي رافعة راسك من غير ما تحسي‬
‫ان الناس بتبص عليكي بس لو عليا فده اخر‬
‫همي‬
‫نظرت له مريم ثم هتفت بصوت منخفض ‪:‬‬
‫_ انا خايفة من العملية يا كريم هتوجعني‬
‫ضمها كريم بعشق وهو يهمس بصوت حنون ‪:‬‬
‫_ قلب كريم هكون جنبك دايما ومش هسيبك‬
‫أبدا في كل خطوة ياحياتي‪ ،‬ولو مش عايزة‬
‫خالص بالها ياستي‬
‫هزت رأسها بنفى وهى تمسح دموعها قائلة ‪:‬‬
‫_ ال ال انا عايزة يا كريم عايزة امشي معاك‬
‫ومحدش يقول اني مستاهلش حد زيك‬
‫نظر لها كريم بغضب قائال ‪:‬‬
‫_مين اللي يقول كده؟ اعرفي انه غبي ألني انا‬
‫مستاهلش مالك زيك‬
‫نفخ وهو يقول بصعوبة ‪:‬‬
‫_يا مريم انا ببقى خايف اجرحك غصب عني‪،‬‬
‫وانتي زى البسكوتة كدة‬
‫ضحكت مريم وهى تخرج من أحضانه قائلة ‪:‬‬
‫_ طب هروح اجهز وجاية على طول ماشي‬
‫ابتسم لها بحنان ثم اخرج أنفاسه بتعب فهو‬
‫كان يخشى ان يجرحها بأى كلمة‬
‫خرج سليم من غرفته وهو ينظر لكريم بترقب‬
‫قائال ‪:‬‬
‫_وافقت؟‬
‫هز كريم رأسه ببسمة فضمه سليم بقوة وهو‬
‫يقول ‪:‬‬
‫_ الحمدهلل كنت خايف ترفض تآني او تفهم‬
‫غلط‬
‫بادله كريم العناق وقال ‪:‬‬
‫_مريم محظوظة بيك يا سليم وهللا‪ ،‬عندها اخ‬
‫حنون زيك كده‬
‫ابتسم له سليم وهو يقول ‪:‬‬
‫_ ما انت التاني اخويا يا كيمو‬
‫ثم جذبه من ثيابه بحدة قائال بتحذير ‪:‬‬
‫_ وال حضرتك عندك رأى تآني‬
‫ضحك كريم وهو يعانقه ‪:‬‬
‫_ال ياباشا ده انت اخويا وابويا لو عايز‬
‫دخل ادهم للمنزل بعدما فتحت له ام احمد وقد‬
‫قرر ان يصارحها بكل شئ‪ ،‬فوجدها تنظر له‬
‫ببسمة حنونة‬
‫كعادته قائلة ‪:‬‬
‫_وازعل ليه يابني؟؟ بالعكس لما عرفت انك‬
‫اتجوزت فرحت واطمنت عليك أن بقى معاك‬
‫اللي يراعيك‪ ،‬عقبال بكا احمد يطمني عليه‬
‫يارب‬
‫نظر ادهم لها بتردد كبير ثم نهض وجلس على‬
‫ركبتها أسفل قدمها وقال بعيون يكبح بها‬
‫الدموع بصعوبة ‪:‬‬
‫_ مش انتي بتعتبريني زى احمد؟‬
‫تعجبت ام احمد حالته تلك وهزت رأسها وهى‬
‫تربت على خده بحنان قائلة ‪:‬‬
‫_ربنا اللي يعلم يابني غالوتك من غالوة احمد‬
‫بالضبط‬
‫هبطت دمعة من ادهم وهو يقول ‪:‬‬
‫_ وانا امي ماتت من صغري وبقيت يتيم‪ ،‬بس‬
‫بس انتي هتكوني امي صح؟‬
‫هزت رأسها بأيحاب وهى تبكي لدموعه دون‬
‫أن تعرف سببها ‪:‬‬
‫_ صح يا حبيبي انا امك يا ضنايا‬
‫بكى ادهم اكثر وهو ينحني على يدها مقبلها‬
‫اياها ‪:‬‬
‫_ سامحيني ارجوكي سامحيني‪ ،‬انا اسف يا‬
‫أمي‬
‫وصلت حيرة ام احمد القصاها وهى تراقب‬
‫بكاء ادهم قايلة بعدم فهم ‪:‬‬
‫_ مالك يا بني قطعت قلبي‪ ،‬واسامحك علي إيه‬
‫يا حبيبي هو إنت عمرك زعلتني حتى‬
‫قال ادهم وهو ينظر لها من بين دموعه ‪:‬‬
‫_ مش انتي طول عمرك بتقولي عندي خمس‬
‫عيال‪ ،‬انا وسليم وشادي وكريم واحمد‬
‫هزت رأسها بإيجاب وهى تشعر ان القادم لن‬
‫يكون هين فأجمل ادهم وقد علت شهقاته ‪:‬‬
‫_ربنا اخد أمانته يا أمي‪ ،‬واخذ واحد من عيالك‬
‫الخمسة عنده‬
‫نظر له ام احمد بعدم استيعاب ودموع تهبط‬
‫وهى تشعر بقلبها يتفتت بشدة ‪:‬‬
‫_ احمد؟؟‬
‫بكى ادهم اكثر وهو يهز رأسه قائال بدموع ‪:‬‬
‫_كان بيحبك آوي ووصاني عليكي قبل موته‪،‬‬
‫وبيقولك تدعيله يا أمي ادعيله كتير‬
‫بكت ام احمد بعنف وهى تصرخ وترثي نفسها‬
‫لفقدان فلذة كبدها ‪:‬‬
‫_ احمد يا ضنايا يابني‪ ،‬موت بعيد عن حضني‬
‫يا حبيبي‪ ،‬موت من غير ما اشوفك‪ ،‬ليه يابني‬
‫ليه تعمل فينا كده‬
‫ازداد بطليها وهى تصرخ بوجع ‪:‬‬
‫_ يا رتني ما وافقت يارتني ما خليته يسافر‬
‫بعيد عني يارتني ما سيبته‬
‫وقف ادهم سريعا وضمها اليه وهو يحاول ان‬
‫يهدئها وكان بكائها يقطع نياط قلبه اخذ يحاول‬
‫تهدئتها جنى سكنت بعد مرور ساعات وهى‬
‫تنظر للفراغ امامها فقال ادهم ببكاء ‪:‬‬
‫_طب ردي عليا طيب عشان خاطري هو أنا‬
‫مليش خاطر عندك‪ ،‬مش لسه كنتي بتقولي اني‬
‫ابنك زيه‪ ،‬مش بتحبيني زيه وال إيه؟؟‬
‫نظرت له ام احمد بدموع ثم ضمته لقلبها وهى‬
‫تقول ‪:‬‬
‫_ وجع قلبي اوي يا ادهم وانا مش عارفة‬
‫اندفن فين وال حصله ايه‬
‫حاول ادهم ان يطمئنها ‪:‬‬
‫_متخافيش وهللا هو اندفن واتكرم يا أمي‪،‬‬
‫وكمان كان سايبلك الجواب ده والبطاقة دي‪،‬‬
‫كان قلبه حاسس انه مش هيشوفك فحاول‬
‫يسيبلك حاجة تفتكريه بيها‬
‫نظرت ام احمد للرسالة بدموع ثم انتبهت‬
‫للبطاقة البنكية وقالت بدموع ‪:‬‬
‫_احمد اللي بعتها‬
‫نظر ادهم للبطاقة التي قام كريم بإستخراجها‬
‫وتبرع كل شخص منهم بمبلغ كبير وخاصة‬
‫زين الذي وضع به تقريبا مبلغ بضعف حجم‬
‫المبلغ الذي جمعه من الجميع وهذا حتى‬
‫التشعر الحقا انها تمثل عبء على احد او‬
‫تشعر انها ثقيلة على غيرها‬
‫هز ادهم رأسه ببسمة وقال وهو يمسح دموعه‬
‫‪:‬‬
‫_ايوة دي كل الفلوس اللي هو جمعها في‬
‫الغربة بدون ما ينقصوا مليم وهو كتب انهم‬
‫يسلموا ليكي انتي النه ملوش غيرك‪.‬‬
‫ضمت ام احمد الرسالة والبطاقة بدموع وهى‬
‫تقبلها بشدة وتبكي‪،‬‬
‫بينما ادهم اغمض عينه بوجع وقد أنهى‬
‫واخيرا هذه المهمة الصعبة ولكن عليه أن‬
‫يخبر هالي بالبقاء معها أثناء عمله حتى ال‬
‫تترك نفسها للحزن فتسوء حالتها‪.‬‬
‫بدأت العارضات تنطلق على الممر المصصم‬
‫لسيرهن واحدة تلو األخرى تحت نظرات‬
‫امتعاض من عبدالرحيم ونظرات فخر وتكبر‬
‫من نظرات اإلعجاب وكاميرات الصحافة التي‬
‫ترصد وتوثق كل لحظة من هذا الحدث الكبير‬
‫والذي يمثل نقطة تحول في حياة شاهي هانم‪.‬‬
‫واخيرا انخفضت االضواء استعدادا للفستان‬
‫األساسي لهذا العرض‪ ،‬شعرت شاهي بالحماس‬
‫الشديد ونسبة االدرينالين تزداد في دمها‪.‬‬
‫تقدمت منه بخطوات مدروسة رشيقة جدا وهى‬
‫تمسك الغطاء الذي يخفي جسدها كله كما‬
‫اخبرتها منسقة االزياء ولكن فجأه تشنجت‬
‫تعابير الجميع وهم يستمعون لتغير األغنية‬
‫التي كانت موضوعه بأحد أغاني المهرجانات‬
‫الشعبي والتي كانت ( محدش يتوقعني)‬
‫نهضت شاهي بفزع من هذه االغنيه بينما‬
‫ابتسمت منه من أسفل الغطاء وأخذت تؤدي‬
‫بيدها حركات شعبية حتى وصلت لمنتصف‬
‫المنصة وهنا نزعت الغطاء لتصدح شهقات‬
‫الجميع وهم يرون منه ترتدي عباءة شعبية‬
‫سوداء وتلف حجاب على شعرها بإهمال وهى‬
‫ترقص رقص شبابي بأستخدام يدها وهى‬
‫تتحرك بحركات مستفزه لوالدتها وتغني مع‬
‫األغنية ‪:‬‬
‫ار ِجع تَ ْ‬
‫س َمعُ ِني‬ ‫محدش يتوقعني ِب َغ ْيب ِب َغ ْيب َو ْ‬
‫ي‬‫ش ْع ِب ّ‬‫ي َرأْب وبغني ال َّ‬ ‫ِبغَنِ ّ‬
‫بنزل ساحتي ا ْع َمل قَ ْلبَان وفيش َح ّد هيمنعني‬
‫طؤُه يُ ْر ِجعُ ِني‬ ‫ي َو َرا َخ َ‬ ‫َو َال َ‬
‫ع ِل ٌّ‬
‫شدَّة لدعني‬ ‫ت ال ِ ّ‬‫ي فِي َو ْق ِ‬ ‫َواللَّ ّ‬
‫َح ِقّي َر ِ‬
‫اج ٌع َمش قلقان‬
‫َح ِّقي َر ِ‬
‫اج ٌل َمش قلقان‬
‫فتحت شاهي عينها بفزع من تلميحاتها‬
‫وحركاتها الشعبية تلك ولكن شهقت بفزع وهى‬
‫ترى عبدالرحيم يغني مع ابنتها ويقوم بحركات‬
‫تشبهها وهو يقترب من شاهي ويغني لها‬
‫بسخرية‪:‬‬
‫بَعد ياعيني َوبَ ْعد يَا لَ ْي ِلي‬
‫َوبَ ْع َد َما قَا َل إنَّهُ ملوش َ‬
‫غ ْي ِري‬
‫َوإِ ِنّي نَ ِصيبُه ُهو نَ ِصي ِبي‬
‫ط ِبي ِبي‬ ‫َوأَ َّن ُه ِفي ِع ِ ّز ا ْل ُج ْرح َ‬
‫سبَّنِي َو َراح ِل َمكَانِه التَّأ َ ِنّي‬ ‫َ‬
‫سي بعاني‬ ‫سبَّنِي َوبَ ْعدَه يَا نَا ِ‬‫َ‬
‫ي أحْ َزا ِني‬ ‫س َّب ِني أَنَا عَا ِيش َ‬
‫ع ِل ّ‬ ‫َ‬
‫ي ُك ْنت عشانه بضحي‬ ‫أَنَا اللَّ ّ‬
‫ي َرا َحتَي‬ ‫سي َو ِجئْت َ‬
‫ع ِل ّ‬ ‫ي نَ ْف ِ‬ ‫ِجئْت َ‬
‫ع ِل ّ‬
‫ي جارحني‬ ‫متخيلتش أَ َبدًا َي ْوم أَ َّن ُه َيكُو ُن ُه َو إ َل ّ‬
‫ير تَلَقَّانِي ِب َج ْري معاك ف‬ ‫ش ِ ّر ٌ‬
‫طيَّب َمش ِ‬ ‫أَنَا َ‬
‫ا ْل َخ ْير‬
‫ا ْل َم ْبدَأ كَان تَ ْقدِير وانتو ا ْل َم ْبدَأ كَان تَ ْغ ِفيل‬
‫سي ٌل ُم َعدَّة‬ ‫ا ْل َع ْيش َوا ْل ِم ْلح بتاعكو ع َِم ْلت َ‬
‫غ ِ‬
‫ورجعتو‬
‫علشان صونتكوا وانتو خدعتوا‪.‬‬
‫ثم اخذ عبدالرحيم يصفر البنته وهو يقول‬
‫بصوت عالي ‪:‬‬
‫‪_ that's my girl‬‬
‫ثم ابتسم بشماتة لشاهي قائال ‪:‬‬
‫_بنعرف نتكلم انجلش برضو‬
‫انهي كالمه بغمزه ثم صعد على ممر‬
‫العارضات وهو يمسك يد ابنته ويصفر بصخب‬
‫ويقوم بحركات شعبيه مع ابنته والصحافة‬
‫بدأت تصور هذا الحدث الذي ال يتكرر أبدا‬
‫واخيرا انتهت االغنيه وامسكت منه الميكرفون‬
‫وهى تنظر لوالدتها ببسمة واسعة ‪:‬‬
‫_وزى ما انتم شايفين سيداتي سادتي‪ ،‬أنا‬
‫بعتزل المهنة القذرة دي وبعتزل العالم المزيف‬
‫ده‪ ،‬وهروح اشهق على الملوخية لزوجي قرة‬
‫عيني وشكرا‪.‬‬
‫ثم ألقت الميكرفون بعنف ونظرت لوالدها الذي‬
‫هز رأسه لها ببسمة فرفعت عبائتها وركضت‬
‫خارج ذاك المكان وهى تضحك بصخب ثم‬
‫صعدت للسيارة وهى تقودها بسرعة وتصرخ ‪:‬‬
‫_ واخيرا انا حــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة‬
‫كان يجلس في غرفته وهو ينظر لبعض‬
‫األوراق امامه و يدخن سيجارته في هالة من‬
‫الغموض التي تسبب الرعب لمن يراها ولكن‬
‫سمع طرق على باب غرفته فتحدث بصوته‬
‫الخشن المعروف‪:‬‬
‫_تفضل‬
‫تقدم اليه احد الشاب والذي يشبهه كثيرا حيث‬
‫كان ذو قمة طويلة مع جسد رياضي بإمتياز‬
‫ومالمح مرعبة وعيون تجعل من امامه يموت‬
‫رعبا‪ ،‬تقدم من جده قائال بنبرة توحي ان القادم‬
‫ليس سهال أبدا ‪:‬‬
‫_جدي‬
‫نظر أليخاندرو فوستريكي لحفيده األكبر معيرا‬
‫اياه كامل انتباهه فقال انطونيو فوستريكي‬
‫بنبرة تشبه الجحيم ‪:‬‬
‫_ ابنة عمتي‬
‫اعتدل أليخاندرو في جلسته جيدا ونظر بأعين‬
‫مخيفة لحفيده قائال ‪:‬‬
‫_ مابها صغيرتي انطونيو ؟؟ اكتشف احد‬
‫امرها؟؟‬
‫قال انطونيو بنبرة مرعبة حد الموت‪:‬‬
‫_يبدو أن مؤنس الشريف كان يخدعنا طوال‬
‫تلك السنين‪ ،‬وقد نسى وعده بحماية الصغيره‬
‫هالفيتي‪.‬‬
‫في ثواني كان الباب يُفتح بعنف ويدخل منه‬
‫ثمان شباب ال يختلفون عن انطونيو او‬
‫أليخاندرو كثيرا‪.‬‬
‫فقال أليخاندرو وهو يرمقهم بنظرات مخيفة ‪:‬‬
‫_اذا تجهزوا للذهاب لمصر فهناك من يبحث‬
‫عن جحيمه‪.‬‬
‫تغيرت نظرات كل الموجودين في تلك الغرفة‬
‫لدرجة تجعلك تبكي رعبا من اشكاكلهم فهمس‬
‫انطونيو بفحيح ‪:‬‬
‫_ سوف اجعله يتوسل الموت‪.....‬‬

‫‪.‬‬
‫****************‬
‫الفصل الثالث والعشرين‬

‫كان صدى خطواته تصدح في ذلك الهدوء‬


‫المحيط به‪ ،‬اقترب اكثر من فراشها حتى وصل‬
‫له وجلس على حافته ومد يده ليرجع شعرها‬
‫للخلف وهو يبتسم ابتسامة عاشقة‪ ،‬ولكن فجأة‬
‫وجدها تفتح عينها بفزع وتنتفض من فراشها‬
‫وهى تنظر حولها برعب وبمجرد رؤيته حتى‬
‫ارتمت في احضانه بسرعة ولهفة وهى تتنفس‬
‫بعنف‪ ،‬بينما هو ضمها بقوة وهو يهمس لها‬
‫بكلمات مهدئة يحاول بها ان يجعل جسدها‬
‫يرتخي ثم ابعدها عنه وضم وجهها بحنان قائال‬
‫‪:‬‬
‫_ انا جنبك يا قلبي انا جنبك متخافيش‬
‫نظرت في عيونه نظرة قتلته ثم بكت وهى‬
‫تقول ‪:‬‬
‫_ كان هيقتلني‪ ،‬كان هيقتلني يا فادي‬
‫ضمها فادي بسرعة وخوف وهو يحمد هللا‬
‫على سالمتها قائال‪:‬‬
‫_ لو كان ده حصل كنت هموت وراكي يا‬
‫حسناء‪ ،‬انا حاليا عايش عشانك انتي واخواتي‬
‫وبابا وبس ولما اخسرك هكون عايش بجسمي‬
‫اسوء عيشة‬
‫ضمته حسناء وهى تحاول منع دموعها من‬
‫الهبوط وتتذكر تلك اللحظات التي شعرت فيها‬
‫بقرب أجلها وصعوبة شديد اجرت إتصال‬
‫بفادي حيث كان آخر رقم تحدثه ولكن لم‬
‫تستطع نطق كلمه واحد وسقطت مغشيا عليها‬
‫مودعة تلك الحياة‪ ،‬بينما من الجهة االخرى‬
‫كان فادي يصرخ بها ان تجيبه او تقول اى‬
‫كلمة ولكن لم تجيب بل كانت دموعها تهبط‬
‫دون ارادة منها‪ ،‬استطاع فادي أن يتتبع مكانها‬
‫ووصل لها في أسرع وقت وجدها تحاكي‬
‫الموت ال يريد أن يتذكر حالته وقتها فقد كان‬
‫في حالة انهيار حرفية حيث كان يصرخ‬
‫كاألطفال لوال احد أصدقائه الذين استوعبوا‬
‫الموقف واسعفوها للمشفى بسرعة ورغم ذلك‬
‫تعرضت لمضاعفات بسبب خسارتها لدماء‬
‫كثيرة‪ ،‬بقيت في المشفى كل تلك األيام تحت‬
‫المالحظة وفقط البارحة استفاقت وهى تحاول‬
‫الصراح ظنا انها ما زالت تعيش ذلك الكابوس‬
‫مجددا ولكن وجدت فادي بجانبها يضمها‬
‫ويطمئنها‪.‬‬
‫تنهد فادي بهدوء ثم ابعدها بحنان وهو يقول‬
‫بعشق ‪:‬‬
‫_ نامي ياقلب فادي نامي وارتاحي وانا جنبك‬
‫دايما‬
‫ابتسمت بضعف له ثم ارخت رأسها على‬
‫وسادتها وهى تتمسك بيد زوجها وحبيبها بينما‬
‫فادي كان يحرك أصبعه على باطن يدها بشرود‬
‫وهو يفكر فيما هو مقدم عليه‪ ،‬فهو لن يدع‬
‫إخوته يفلتون بفعلتهم تلك‪.‬‬
‫قاطع شروده اتصال من المنزل فأمسك الهاتف‬
‫ليجيب بتعجب قائال ‪:‬‬
‫_ نعم يابابا فيه حاجة؟؟‬
‫فجأة شعر بتجمد الدماء في جسده فركض‬
‫للخارج بسرعة وهو يصرخ في الهاتف ‪:‬‬
‫_ امنعهم يا بابا امنعهم ارجوك‪ ،‬أو آخرهم انا‬
‫جاى على طول متقلقش ماشي خليهم يستنوني‬
‫اعمل اى حاجة يا رؤوف يا شريف‬

‫فتحت شادية غرفة شادي الذي كان يغط في‬


‫نوم عميق ومن خلفها كانت تقف منه وهى‬
‫تبتلع ريقها وتشعر بضربات قلبها تكاد تُسمع‬
‫الجميع‪ ،‬تقدمت شادية من فراش شادي وهزته‬
‫بلهفة وهى تقول ‪:‬‬
‫_ شادي‪ ،‬انت يازفت اصحى البت منه‬
‫مستنياك برة‪ ،‬انت ياض قوم‬
‫خرجت في ذلك الوقت براءة وهى تأكل جزر‬
‫وتنظر بترقب لما يحدث‪.‬‬
‫زفر شادي بضيق وهو يبعد يد شادية عنه ‪:‬‬
‫_ يا شادية حرام عليكي نفسي انام يوم طبيعي‬
‫في ام العمارة الزفت دي‪ ،‬يا جدعان ارحموني‬
‫بقى‬
‫ضربته شادية بجدة على كتفه وهى تنظر لمنه‬
‫التي تنتظر بالخارج ‪:‬‬
‫_ انت ياض متخلف بقولك البت جاية عشانك‬
‫تقولي عايز انام قوم شوفها يا رخم بعدين نام‬
‫براحتك‬
‫فتح شادي عيونه بنعاس شديد ثم رفع رأسه‬
‫قليال وتحدث بحنق ‪:‬‬
‫_ وانا عايز انام يا شادية‪ ،‬اقولك خليها تيجي‬
‫تنام معايا‬
‫ثم رفع يديه االثنان قائال ببسمة لمنه التي‬
‫دخلت الغرفة ‪:‬‬
‫_ تعالي يا منه‪ ،‬تعالي ياقلبي نامي جنبي‬
‫نظرت له شادية بغضب وكادت تصرخ به ولكن‬
‫فتحت فمها ببالهة شديد وهى ترى منه تتجه‬
‫له بسرعة وهى تلقي نفسها في احضانه‬
‫فضمها بشده وهو يقبل رأسها بحنان هامسا ‪:‬‬
‫_ شليتي ماما ياقلبي‬
‫هزت منه رأسها ببسمة فأبتسم هو وضمها‬
‫قائال بنعاس‪:‬‬
‫_ طب نامي ياحياتي ‪ ،‬وانتي يا شادية اقفلي‬
‫الباب وراكي‬
‫صفرت براءة من الخارج وهى تصفق بيدها‬
‫قائلة‪:‬‬
‫_ الواد ده معلم شوفتي اخدها بالحضن ازاى‬
‫كانت شادية ال تستوعب شئ ولكن بدون وعى‬
‫خرجت وأغلقت الباب كما قال شادي ونظرت‬
‫لبراءة قليال ثم قالت‪:‬‬
‫هما جوا سوا سوا وال انا كنت بتخيل‬
‫قالت براءة وهى تقطم الجزرة بإستمتاع ‪:‬‬
‫ده ظرفها حتة حضن إنما ايه عالمي‬
‫واخيرا استوعبت شادية ما يحدث فركضت‬
‫للغرفة وهى تنوي قتله ولكن خرج عوض من‬
‫غرفته وهو يناظرها بتعجب قائال ‪:‬‬
‫_ مالك يا شادية شايطة كده ليه؟‬
‫نظرت له شادية بشر ثم صرخت وهى تشير‬
‫للغرفة ‪:‬‬
‫_ ابنك اللي مترباش واخد البت في حضنه‬
‫ونايم وال على باله‬
‫كرمش عوض مالمحه بإنزعاج قائال ‪:‬‬
‫_ بت مين دي؟‬
‫قالت شادية وهى تتخصر بضيق ‪:‬‬
‫_ البت منه‬
‫ابتسم عوض وهو يمسك والدته من كتفها قائال‬
‫‪:‬‬
‫_ حقك عليا انا الموضوع تم امبارح بسرعة‬
‫ونسيت اقولك‬
‫نظرت له شادية بتعجب قائال ‪:‬‬
‫_ تقولي ايه‬
‫ضحك عوض وهو ينظر لمالمحها الفضولية‬
‫هى وبراءة قائال ‪:‬‬
‫_ ان امبارح شادي اتجوز منه‬
‫وفي ثواني كانت زغاريد براءة تصدح في‬
‫الشقة كلها بل العمارة وهى تصفق قائلة‪:‬‬
‫_ اشطا على الخباثة يا عوض‪ ،‬مقبولة منك‬
‫كانت مالمح شادية غير معروفه فقالت وهى‬
‫تشير للغرفة ‪:‬‬
‫اتجوزوا إزاي يعني‬
‫سحبها عوض خلفه وهو يجلسها على االريكة‬
‫بجوار براءة قائال بتمهل ‪:‬‬
‫_ هقولك بصي ياستي امبارح شادي كلمني‬
‫انزله تحت ضروري واما نزلت لقيت ابو منه‬
‫تحت وقالنا ان منه في خطر وان امها ناوية‬
‫ليها على شر‬
‫‪F. B‬‬
‫تحدث شادي بعدم فهم قائال ‪:‬‬
‫_انا مش فاهم حضرتك خطر ايه اللي منه فيه‬
‫سقطت دموع عبدالرحيم بقهر قائال ‪:‬‬
‫_امها هللا يسامحها بكرة ناوية تجوزها غصب‬
‫عنها من واحد زى اختها أساسا كل ده عشان‬
‫الفلوس‬
‫انتفض شادي بفزع قائال ‪:‬‬
‫_ ومنه موافقة؟؟‬
‫نظر له سليم بتحذير وهو يحذبه ليجلس مجددا‬
‫ثم قال لعبدالرحيم ‪:‬‬
‫_ أتفضل كمل‬
‫اكمل عبدالرحيم وهو يمسح دموعه بحسرة ‪:‬‬
‫_ في مرة كنت راجع من الشركة وسمعت‬
‫صوت في المكتب روحت عشان اشوف فيه إيه‬
‫لقيتها واقفة بتكلم حد وتقوله انها خالص‬
‫اخدت توقيعي على صفقة مشبوهة واني لو‬
‫اعترضت على جواز بنتي برامي هتحبسني‪،‬‬
‫وانها هددت منه انها لو نطقت بكلمة هتنفذ‬
‫اللي في دماغها‪ ،‬ومنه سكتت ألنها خافت عليا‪،‬‬
‫هتدمر نفسها عشاني‬
‫انهي حديثه وهو ينفجر في البكاء فنهض ادهم‬
‫وجلس على ركبتيه وتحدث بوجع قائال ‪:‬‬
‫_اهدى ارجوك وهللا كل حاجة وليها حل انت‬
‫بس اذكر هللا كده وسيبها على هللا وعلينا‬
‫نظر له عبدالرحيم بوجع وقهر هاتفا‪:‬‬
‫_ انا وهللا مستعد اعمل كل حاجة بس‬
‫ساعدوني انقذ بنتي من ايدها‪ ،‬انا وهللا عندي‬
‫استعداد انحبس وال انه يجرالها حاجة‬
‫هبطت دموع ادهم وهو يقبل يده ويقول بوجع‬
‫‪:‬‬
‫_ تعرف كان عندي استعداد اني اضحي بكل ما‬
‫املك عشان يكون عندي اب يحبني ويخاف‬
‫عليا كده‬
‫ربت عبدالرحيم على رأسه بحنان فأكمل ادهم‬
‫ببسمة ‪:‬‬
‫_ اطمن يا غالي مش هيجي بكرة غير وتكون‬
‫منه هنا في وسطنا وانت كمان معاها‬
‫ثم نظر لكريم وقال ‪:‬‬
‫_ تعرف تتصرف في الحوار ده يا كريم‬
‫مسح كريم دموعه وهز رأسه قائال ‪:‬‬
‫_ لو هى محتفظة بالورق على اى جهاز انا‬
‫اقدر امحيه خالص‬
‫هز عبدالرحيم رأسه برفض وهو يبكي اكثر ‪:‬‬
‫_ ال ده عندها في خزنة الدار بتاعتها‪ ،‬الورق‬
‫ده خلت السكرتير بتاعي يمضيني عليه‬
‫واستغلت اني مش عطيه خوانه‬
‫نظر الجميع لبعضهم البعض بقلق حتى هتف‬
‫شاكر قائال ‪:‬‬
‫_ انا اقدر اجيبه ليك‬
‫نظر له الجميع بتعجب فقال شاكر ببسمة ‪:‬‬
‫_ ايه بتبصوا كده ليه انا اقدر اجيبه فعال‬
‫تحدث كريم وهو ينظر لوالده بدهشة قائال ‪:‬‬
‫_ تجيبه ازاى‬
‫ابتسم شاكر قائال بخبث شديد ‪:‬‬
‫_ هبعتلها حرامي من عندي‬
‫فتح الجميع افواههم بصدمة فأكمل شاكر‬
‫بضحكة ‪:‬‬
‫_ هخلي واحد من الحرامية المتمرسين يروح‬
‫يفرغلها الخزنة من كل اللي فيها‬
‫ضحك سليم بشده وهو يقول ‪:‬‬
‫_ وايش ضمنك بقى انه يجيبهم ليك بجد‬
‫قال شاكر بمكر‪:‬‬
‫_ متخافش انا ضامنه‬
‫نظر الجميع لبعضه طويال ووافقوا شاكر على‬
‫اقتراحه وبالفعل نهض شاكر واتجه مع عوض‬
‫للمركز وقام إلخالء سبيل احد اللصوص قائال ‪:‬‬
‫_ عارف انك توبت بس دي حالة انسانية الب‬
‫واقع في مشكلة وبنته هتضيع منه‪ ،‬مش انت‬
‫عندك بنت برضو اعتبرها مكان بنتك وانقذ‬
‫حياتها اللي هتدمر ‪ ،‬هتساعدني؟‬
‫هز الرجل رأسه ضاربا على رقبته قائال ‪:‬‬
‫_ رقبتي سدادة يا باشا‪ ،‬وانا هساعدك الني‬
‫مرضاش لبنتي االذى وأكيد مرضاش الب ان‬
‫قلبه يتحرق على بنته‬
‫ابتسم شاكر وهو يربت على كتفه قائال ‪:‬‬
‫_ ووعد مني هكتب فيك تقرير حسن سير‬
‫وسلوك يحسن من موقفك وكمان اخرجك‬
‫وترجع لبنتك بالسالمه يا سمير‬
‫ابتسم المدعو سمير ثم قال بخبرة ‪:‬‬
‫_ قولي هعمل ايه ياباشا وانا هعمله بالحرف‬
‫وبالفعل اخبره شاكر كل المطلوب بعد أن‬
‫اخترق كريم نظام المراقبه والحماية في دار‬
‫االزياء وتمت العملية بنجاح وأعاد شاكر سمير‬
‫للسجن مع وعد بالمساعدة‬
‫امسك عبدالرحيم الورق بيده وهو يبكي قائال ‪:‬‬
‫_ مش عارف اقولكم ايه بجد ربنا يكرمك‬
‫يارب‪ ،‬جميلكم ده فوق راسي‪ ،‬اطلبوا كل اللي‬
‫انتم عايزينه وانا هنفذه‬
‫نظر سليم له ببسمة ثم قال بمكر ‪:‬‬
‫_ طب انا عندي طلب‬
‫نظر له الجميع بتعجب وعبدالرحيم رمقه بلهفة‬
‫‪:‬‬
‫_ اطلب كل اللي انت عايزه وانا هنفذه‬
‫قال سليم وهو يتحرك ليجلس على يده مقعد‬
‫شادي ضامما اياه له قائال ‪:‬‬
‫_ عايزين نفرح الواد الغلبان ده ونجوزه‬
‫والصراحة بقى هو طالب القرب منك في بنتك‪،‬‬
‫ومش عشان إللي عملناه من شوية وهللا بس‬
‫هو بيحبها وصدقني هيسعدها و‬
‫قاطعه عبدالرحيم وهو يقول ببسمة ‪:‬‬
‫_ وانا موافق وهتصل بمنه تيجي دلوقتي‬
‫أطلقت ام فتحي زغرودة و كانت تستمع من‬
‫بعيد حيث كانوا يتجمعون في منزل ادهم‬
‫ضحك ادهم وهو يتجه لها قائال وهو يجذب‬
‫اذنها ‪:‬‬
‫_ بقينا نلمع اوكر يا ام فتحي‬
‫تألمت ام فتحي قائلة بسرعة ‪:‬‬
‫_ وهللا أبدا بس سمعت صوتك وانت بتعيط‬
‫فخوفت وجيت اشوف مالك‬
‫ابتسم ادهم وضمها من كتفها وهو يقبل رأسها‬
‫بحنان ‪:‬‬
‫_ انا بخير طول ما انتي جنبي‬
‫وبالفعل هاتف عبدالرحيم منه واتت وتم عقد‬
‫قرانها هى وشادي بحضور رجال العائلة وأم‬
‫فتحي وكان شادي يود في ان تبقى معه ولكنها‬
‫رفضت ذلك ليس قبل أن تذيق والدتها بعضا‬
‫مما عاشته‬
‫‪B‬‬
‫أنهى عوض حديثه فنهضت شادية وهى‬
‫تطلق زغرودة ومعها براءة حتى انتهت كلل‬
‫منهما وهما يعانقان بعضها البعض‬
‫في المطار‬
‫كان التسعة شباب يسيرون جنبا إلى جنب في‬
‫مشهد مهيب لمن يراهم فال ترى كل يوم تسع‬
‫شباب من اوسم شباب العالم يرتدون جميعهم‬
‫اللون االسود مع اختالف الشكل فتجد أحدهم‬
‫يرتدي بذله سوداء واخر يرتدي ثياب غير‬
‫رسمية سوداء واخر يرتدي تيشرت وبنطال‬
‫وفوقهم بالطوا جلدي اسود‪ ،‬كان مظهرهم‬
‫يدعوك إلخراج هاتفك والتقاط صورة لهم‬
‫وخلف التسع شباب كان يسير بكل شموخ‬
‫منافي لعمره تماما فهذا ليخاندرو فوستريكي‪،‬‬
‫من أخطر رجال العالم‪ ،‬وهؤالء احفاده التسعة‬
‫والمعروفين بأبواب الجحيم التسعة فكل منهم‬
‫يعتبر باب للجحيم فقط تكفي نظراتهم لتحرقك‬
‫حيا‬
‫وقف الجميع امام المطار فتحدث انطونيو‬
‫للجميع قائال بنبرة مرعبة ‪:‬‬
‫_ ال تدعوا له ذكرى في هذه األرض‬
‫كان ادهم يمر على حاالته في المشفى فسمع‬
‫صوت ضحكة سامي تأتي من آخر الممر فمسح‬
‫على وجهه بإرهاق قائال ‪:‬‬
‫_ جينا للمصايب‬
‫اقترب منه سامي وهو يقول بضحكته المعهودة‬
‫‪:‬‬
‫_ دكتور ادهم ههههههههه الحق ههههههه‬
‫في مشكلة كبيرة آوي هههههههههه شكلها‬
‫المرة دي فصل من النقابة كلها‬
‫هههههههههههه دكتور عزمي عايزك بسرعة‬
‫ههههههه‬
‫دفعه ادهم بحنق قائال ‪:‬‬
‫_ هتوقع ايه منك اكيد مصيبه‪ ،‬انكشح من‬
‫خلقتي جاتك مصيبة يا أخي تخلصنا منك ومن‬
‫ضحكتك دي يا سمج‬
‫ذهب ادهم وضحكات سامي تترد خلفه‪ ،‬وكما‬
‫هو المعتاد عند حدوث مشاكل في العمل وجد‬
‫الجميع ينتظر امام الباب ليستمع وبمجرد‬
‫رؤيته ابتعد الجميع مفسحين له الطريق‬
‫ليصبح كما لو كان ممر شرفي ‪:‬‬
‫_ محسسني اني ماشي على الريد كاربت‬
‫اوعوا من خلقتي جتكم البلى‬
‫تحدثت هناء بفضول كعادتها‪:‬‬
‫_ هو إنت عملت ايه يا دكتور؟‬
‫نظر لها ادهم وهز رأسه بعدم معرفة ‪:‬‬
‫_ وهللا ما اعرف يا هناء انا زيي زيك بس‬
‫اوعدك لما اعرف هتكوني اول واحدة تعرفي‬
‫عشان تلحقي تنشري الخبر قبل ما حد يسبقك‬
‫هزت هناء رأسها بحماس ثم أشارت له ان‬
‫يدخل ‪:‬‬
‫_ طب بسرعة طيب عشان تلحق تخلص قبل‬
‫االستراحة‬
‫دق ادهم الباب ثم فتحه ودخل بحنق وهو يقول‬
‫‪:‬‬
‫_ آه صح نخلص تهزيق قبل االستراحة عشان‬
‫تقطعوا فروتي براحتكم‬
‫دخل المكتب وهو يقول ببسمة غبية ‪:‬‬
‫_ زوما يا زوما يا زوما طب وهللا واحشني‬
‫كانت مريم تتعلق بذراع كريم وال ترغب في‬
‫الذهاب للدكتور ومعهم سليم الذي كان يحاول‬
‫ان يجذبها وهى تتعلق في ذراع كريم بعنف‬
‫شديد‪:‬‬
‫_ الااا مش عايزة خالص غيرت رأيي مش‬
‫عايزة خالص‬
‫كان سليم يجذبها من خصرها وهى تتعلق‬
‫بذراع كريم الذي كان يصرخ ‪:‬‬
‫_ يا سليم سيبها يا أخي هتخلغ دراعي دي‬
‫عاملة زى الخفاش الزقة بغرا‬
‫تركها سليم بضيق وهو يقول بتحذير ‪:‬‬
‫_ مريم مش بنهزر‪ ،‬المفروض انهاردة نحدد‬
‫معاد العملية اخلصي‬
‫هزت مريم رأسها برفض وهى تختبئ في كريم‬
‫ودموعها تسيل على وجنتيها ‪:‬‬
‫_ ال مش عايزة‪ ،‬قوله يا كريم اني مش عايزة‬
‫خالص مش عايزة حاجة‬
‫ربت كريم بحنان على رأسها ثم نظر لسليم‬
‫قائال ‪:‬‬
‫_ خالص يا سليم سيبها دلوقتي ولما تهدى‬
‫ترجع تاني‬
‫صاح سليم وقد نفذ صبره ‪:‬‬
‫_ دي تالت مرة يا كريم دلعك ده هيفسدها‬
‫نظر له كريم بحده قائال بتحذير ‪:‬‬
‫_ ملكش دعوة بيها يا سليم حتى لو معملتش‬
‫العملية ميهمنيش‬
‫زفر سليم بعيد ثم لوح بيده وتركهم ورحل‬
‫بينما نظر كريم بحزن لمريم وجذبها حتى‬
‫يخرجوا وهى تتابع حزنه ذاك بألم ولكن ماذا‬
‫تفعل ذلك الخوف بداخلها يمنعها من فعل اى‬
‫شئ‪ ،‬ولكنها ستحاول من أجل كريم‪.‬‬
‫كان مؤنس وشامل يتحركون نحو سيارتهم‬
‫بسرعة كبيرة ومرعبة وشامل يحمل سارة‬
‫دون رغبتها وهى تصرخ ولكن قام بضربها‬
‫بعنف لتسقط كغشيا عليها وخلفه مؤنس يحمل‬
‫والده الذي خدره مغادرين ذلك المنزل بأسرع‬
‫ما يمكنهم‪ ،‬فقد وصلت له اخبار من جواسيسه‬
‫في قصر أليخاندرو انه قد وصل لمصر مع‬
‫احفاده وقد علموا بما كان يفعله طوال تلك‬
‫السنين‪ ،‬كان مؤنس يشعر برعب يكاد يفتكه‬
‫في أرضه‬
‫صعد مع شامل في سيارتهم بسرعة كبيرة‬
‫واتجهوا للمطار بطريق غير الطريق‬
‫المعروف‪ ،‬في نفس الوقت وصلت سيارة فادي‬
‫والذي اسرع خلف سيارات إخوته حتى وجد‬
‫نفسه يقف في مهبط طائرات وهناك طائرة‬
‫خاصة تم وضع اخته وابيه بها وشامل‬
‫ومؤنس يقفون امام الطائرة بإنتظار شئ‪،‬‬
‫ارهف سمعه جيدا فعلم انهم قد ارسلوا لخطف‬
‫هالي لكى يضمنوا من خاللها عدم المساس‬
‫بهم من قِبل عائلة والدتها‬
‫اخرج هاتفه بسرعة كبيرة وهو يحاول مهاتقة‬
‫ادهم ولكن كان هاتفه يرن حتى يتوقف‪ ،‬شعر‬
‫بقلبه يتوقف برعب فهاتف كريم بسرعة‬
‫وانتظر قليال حتى سمع رد كريم فقال بسرعة‬
‫ورعب ‪:‬‬
‫_ كريم الحق هالي بسرعة مؤنس بعت حد‬
‫يخطفها زمانهم وصلوا ليها بسرعة ابوس‬
‫ايدك دول ناويين ياخدوها ويسافروا بره مصر‪،‬‬
‫وادهم مش بيرد خالص‬
‫عاد ادهم لمكتبه بعدما انتهى من تقريع عزمي‬
‫له كالعادة وجلس بتعب وهو ينظر حوله فلمح‬
‫هاتفه‪ ،‬تذكر انه نسى أخذه أثناء ذهابه‪،‬‬
‫فحمله ليتصل بهالي ولكن وجد مكالمات كثيره‬
‫من سليم وكريم وفادي واخرهم رسالة من‬
‫فادي جعلت الدماء تتجمد بعروقه وشعر وكأن‬
‫العالم يدور به فنهض بتثاقل وهو يرى عامله‬
‫ينهار امام عينه فركض بجنون في ارجاء‬
‫المشفى‬
‫كانت هناء تسير وهى تقص إلحدى الممرضات‬
‫ما حدث الدهم فوجدته يركض بطريقة مرعبه‬
‫جهتهم فقالت بخوف ان يكون سمعهم ‪:‬‬
‫_ دكتور ادهم انا‬
‫لم تكمل كالمها بسبب تخطي ادهم لها وهو‬
‫يكاد يسقط أرضا من الرعب‪ ،‬يشعر برغبة في‬
‫البكاء يريدون اخذ السبب الوحيد الذي يعيش‬
‫ألجله‬
‫كان سليم وكريم في السيارة ولكن كان الطريق‬
‫متوقف بشكل مزعج فهبط سليم وقد نفذ صبره‬
‫واخذ يقفز من فوق السيارات ويركض مثل‬
‫المجنون في الشارع بينما كريم لم يستطع ترك‬
‫مريم التي كادت تنهار من الخوف‪ ،‬و كريم‬
‫بجانبها يشعر ان قلبه يرتجف رعبا فإذا حدث‬
‫ما خطط له مؤنس سيخسرون ادهم ولالبد‪.‬‬

‫كانت هالي تحمل بعض المالبس التي احضرتها‬


‫سابقا مع ادهم وخرجت من شقتها لتريها‬
‫لبراءة وشادية واشرقت في األعلى ولكن‬
‫بمجرد أن اغلقت المنزل واستدارت صرخت‬
‫بفزع وهى ترى رجال ضخام الجسد يتوقفون‬
‫أمامهم ومظهرهم مرعب أطلقت صرخة عالية‬
‫وهى تحاول الهروب منهم ولكن امسكها أحدهم‬
‫وكتم فمها‪ ،‬بينما هى تتحرك برعب شديد‬
‫وتشعر ان قلبها سيتوقف من الخوف‪.‬‬
‫هبطت شادية واشرقت وبراءة برعب بسبب‬
‫صرخة هالي ولكن توقفوا بفزع لرؤيتهم بعض‬
‫الرجال يحاولون سحبها لألسفل فأخرجت‬
‫براءة هاتفها واعطته لشادية بسرعة وهى‬
‫تصرخ بها ‪:‬‬
‫_ اتصلي بزين بسرعة‬
‫انهت حديثا وهى تركض للرجال وحاولت‬
‫ضربهم فأصابت أحدهم في عينه بضربة عنيفة‬
‫وكادت تضرب االخر فأمسكها أحدهم بغضب‬
‫وضرب رأسها في الجدار بعنف جعل دمائها‬
‫تتفجر فصدحت صرخة اقتلعت قلب زين الذي‬
‫كان يحدث شادية على الهاتف‬
‫ركض زين خارج عمله وهو يصرخ بالهاتف‬
‫كالمجنون ‪:‬‬
‫_ برااااااااااءة‪ ،‬حصلها ايه يا شادية براءة‬
‫حصلها ايه‬
‫لم يلقى جواب فصعد لسيارته وقادها دون أن‬
‫يعير اى شئ امامه أهمية‪.‬‬
‫بكت أشرقت برعب وهى تحاول التقدم منهم‬
‫إلنقاذ هالي ولكن وجدت أحدهم يرفع المسدس‬
‫عليهم فتوقفت برعب هى وشادية التي كانت‬
‫تشعر بوجع في قلبها‬
‫بينما هالي كانت تبكي بشدة وهى تصرخ ‪:‬‬
‫_ ادهــــــــــــــم‪.‬‬
‫استطاع الرجال سحب هالي للخارج والقوها‬
‫بعنف في السيارة بينما ركضت أشرقت لبراءة‬
‫التي كانت تنزف بعنف وهى تحاول أن تحركها‬
‫لعلها تستجيب ولكن دون فائدة‬
‫خرجت السيارة من الشارع في نفس الوقت‬
‫الذي هبط فيه ادهم من السيارة ولمحها تقاوم‬
‫الرجال في السيارة فصرخ صرخة شقت قلوب‬
‫من حوله ‪:‬‬
‫_هالــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي‬
‫وجد سائق السيارة التي تحمل هالي شخص‬
‫يتوقف امامه فأمره احد الرجال بإكمال طريقه‬
‫حتى لو عبر من فوق جثته صرخت هالي‬
‫برعب وهى تتحرك بعنف حتى ضربها أحدهم‬
‫فسقطت مغشيا عليها بينما كادت السيارة‬
‫تدهس ادهم الذي كان أكثر من مرحب بالموت‬
‫لو كان بعدها هو المقدر‪ ،‬ولكن آلخر لحظة‬
‫شعر بمن يجذبه بعنف وعبرت السيارة من‬
‫أمامهم مكملة طريقها‪ ،‬سقط ادهم في أحضان‬
‫سليم الذي كان يحكم ذراعيه حوله‪ ،‬ولكن ادهم‬
‫كان يبكي ويصرخ بحالة هستيريه وهو يحاول‬
‫أبعاد سليم عنه ‪:‬‬
‫_ حرام عليك يا سليم خدوها مني‪ ،‬خدوها مني‬
‫اوعى ابوس ايدك سيبني اجيبها‪ ،‬حرام عليك‬
‫هموت يا سليم ابوس ايدك سيبني‬
‫بكى سليم بعنف وهو يضمه اكثر ويحاول ان‬
‫يهدئه ولكن يبدو أن ادهم فقد السيطرة واخذ‬
‫يتحرك كالمجنون في نفس الوقت الذي دخل‬
‫شادي للشارع مع منه فقد خرجوا منذ ساعات‬
‫لشراء بعض األشياء ولكن رؤية ادهم في تلك‬
‫الحالة جعلت شادي يلقي كل ما بيده ويركض‬
‫له بسرعة وهو يحاول ان يمسكه جيدا في‬
‫نفس وقت وصول كريم الذي ركض لهم وهو‬
‫يبكي بعنف وقد تحققت مخاوفة‪ ،‬كان ادهم ال‬
‫يشعر بأحد حوله كل ما يفعله هو التحرك‬
‫بهستيرية وهو يردد ( خدوها مني)‬
‫وصل زين ولم يهتم حتى بأن يصف سيارته‬
‫وهاله بشده حالة ادهم تلك ولكن ركض‬
‫بسرعة للمنزل فوجد أشرقت وشادية يبكون‬
‫بجانب زوجته التي يبدو كمن غادرت الحياة‬
‫بسبب شحوب وجهها‪ ،‬نظر زين حوله برعب‬
‫واخذ جسده يرتعش وهو يرفع وجهها ويضمها‬
‫بخوف قائال بحالة اشبه بالجنون ‪:‬‬
‫_ خالص يا حبيبتي خالص انا جيت اهو‬
‫متخافيش هنروح سوا ماشي مش هسيبك‬
‫تمشي زيهم كلهم‪ ،‬انتي قولتلي قبل كده انك‬
‫عمرك ما هتمشي زيهم صح‪ ،‬خالص خالص‬
‫هاخدك ونروح سوا‬
‫في الخارج سقط ادهم في احضان سليم الذي‬
‫صرخ بشادي ان يحضر سيارته بينما كريم‬
‫يقف بعيدا بخوف وهو يبكي‪.‬‬
‫خرج عوض من القهوة عندما سمع الصراخ‬
‫ظن في البداية انهم يتشاجرون كعادتهم ولكن‬
‫صدم حينما سمع بكاء ادهم وكريم فخرج بفزع‬
‫وجد الشباب يحملون ادهم الذي يبدو بأنه قد‬
‫سلم روحه بنفس راضية‪ ،‬وضع الشباب ادهم‬
‫بالسيارة فكاد عوض يذهب إليهم لوال صرخات‬
‫والدته التي سمعها تأتي من المنزل فركض‬
‫برعب وهو يتمتم ‪:‬‬
‫_ اللهم أجرنا في مصيبتنا‪ ،‬اللهم أجرنا في‬
‫مصيبتنا‬
‫دخل وجد زين في حالة اشبه بالجنون وهو‬
‫يرفض أبعاد براءة عنه ويهمس لهم ‪:‬‬
‫_ مش هتسبني وهللا هى قالتلي عمرها ما‬
‫هتسبني‬
‫استطاع عوض بصعوبة ابعاده عنها في الوقت‬
‫الذي دخل به شاكر وتفاجئ بما يحدث فركض‬
‫سريعا دون تفكير وحمل براءة وهو يركض‬
‫بها وخلفه الجميع‬
‫صرخ زين بهم ان يتركوه فاخذه عوض معه‬
‫وذهبوا خلف الجميع‪.‬‬
‫كان أليخاندرو واحفاده يقفون امام منزل‬
‫الشريف الذي كان يشتعل بكل ما فيه بعد أن‬
‫أحرقوا جميع المخازن والشركات التابعة لهم‪.‬‬
‫تحدث فبريانو الحفيد الثالث وأكثرهم دموية ‪:‬‬
‫_ لقد اقلعت طائرة مؤنس منذ قليل لروسيا‬
‫تحدث أليخاندرو وهو يرمق احفاده بنظرة‬
‫باردة بشدة ‪:‬‬
‫_ تخلصوا منه ومن جميع من يعرفه بتلك‬
‫الحياة‪.‬‬
‫كاد يذهب لوال توقفه على حديث فبريانو الذي‬
‫قال ‪:‬‬
‫_ ابنة عمتي معه‪ ،‬لقد خطفها من زوجها وهو‬
‫اآلن في المشفى‬
‫تجمدت يد أليخاندرو بعدما كان على وشك فتح‬
‫السيارة ثم قال بنبرة قاتمة تثير الرعب في‬
‫النفوس ‪:‬‬
‫_ أريده حيا بدون أن يمسه شئ احضروه حيا‬
‫تحدث انطونيو والذي يتميز بغضبه الشديد ‪:‬‬
‫_ ولكن يا جدي لقد وعدتني ان اقتله انا‬
‫تحدث أليخاندرو ببسمة مرعبة ‪:‬‬
‫_ حسنا لنقم بلعبة ممتعة‬
‫انتبه التسعة له وارتسمت ابتسامات شيطانية‬
‫على وجوههم فهم يعرفون العاب جدهم جيدا‪،‬‬
‫اكمل أليخاندرو رامقا احفاده التسع والذي لكل‬
‫واحد منهم طريقته في القتل تختلف عن االخر‬
‫‪:‬‬
‫_ من يأتيني به اوال‪ ،‬يكون له‬
‫نظر التسع أحفاد لبعضهم البعض ببسمة‬
‫ومرعبة ونظرات متحدية وكل منهم يرغب في‬
‫النيل من مؤنس وكل منهم يفكر في طريقة‬
‫بشعة لقتله ولكن عليهم اقتناصه وإحضاره‬
‫اوال قبل بقية اوالد عمه‬
‫تحدث أليخاندرو ببرود شديد ‪:‬‬
‫_ واالن دعونا نقوم بواجبنا تجاه زوج‬
‫حفيدتي‪،‬ماركوس‬
‫تحدث تقدم ماركوس والذي يتميز بذكاءه‬
‫المرعب ‪:‬‬
‫_ اوامرك جدي‬
‫تحدث أليخاندرو وهو يصعد لسيارته ‪:‬‬
‫_ اريد كل ما يخص زوج هالي أمامي قبل أن‬
‫نصل للمشفى‬
‫ثم أشار للسائق لينطلق بالسيارة‪ ،‬فنظر جميع‬
‫األحفاد لبعضهم البعض وقال انطونيو بتحذير‬
‫‪:‬‬
‫_ ال تفكروا حتى في األمر‬
‫أنهى كلمته في الوقت الذي ركض كال منه‬
‫لسيارته ومنهم من ركض لدراجته النارية‬
‫ليسبق اآلخرون‬
‫صاح فبريانو وهو يشير بيده ‪:‬‬
‫_ القاكم في المشفى يا أغبياء‬
‫وفي ثواني كانت هناك سحابة غبار كبيرة‬
‫بسبب السرعة التي انطلق بها كال منهم وهو‬
‫يمني نفسه من انتهاء تلك الزيارة سريعا‬
‫والذهاب إلحضار مؤنس اوال قبل الباقين‪.‬‬
‫فتح عينه بفزع وهو ينظر حوله ازدادت‬
‫أنفاسه بشده كأنه يغرق ويُسحب للعمق‬
‫هاجمته الذكريات واألحداث السابقه فاغمض‬
‫عينه بسرعه وقوة وهو يضغط عليها واخذ‬
‫يردد بصوت خافت ‪:‬‬
‫_ انا بحلم انا بحلم انا بحلم‬
‫هبطت دموعه وهو يضغط علي فراش السرير‬
‫ويقول بصوت متحشرج ‪:‬‬
‫_أنا بحلم انا بحلم انا بحلم‬
‫فتح عينه بقوه وصرخ بوجع فاق الحدود والم‬
‫ينخر قلبه نخرا ‪:‬‬
‫_ يا هالــــــــــــــــــــــــــي‬
‫بكي بصوت عالي وشعور بالضعف يتملكه‪:‬‬
‫_هالـــــــــــــــــــــي‬
‫دخل اصدقاءه برعب بينما هو بكي يشده وهو‬
‫يصرخ ‪:‬‬
‫_ خدوهـــــــا يا سليم خدوهــــا مني‪ ،‬ليه‬
‫ياخدوها هما عندهم ناس كتير‪ ،‬وانا مليش‬
‫غيرها معنديش غيرها خدوها من حضني‬
‫خدوها مني خدوا امي‪ ،‬قتلونــــــــــي بقيت يتيم‬
‫تآني‪ ،‬بقيت يتيم تاني‪ ،‬بقيت يتيم‬
‫ثم اخذ يبكي بصوت عالي وهو يصرخ ‪:‬‬
‫_ يا هالي باهلل عليكي يا هالي ارجعي‪ ،‬ارجعي‬
‫بكى وبكى الجميع لم يحتمل كريم األمر وخرج‬
‫ونظر حوله وهو يتنفس بعنف ويقاوم غصه‬
‫البكاء تلك ضرب الحائط بقوة ولم يستطع‬
‫التحمل فسقط أرضا وهو يضع رأسه بين يديه‬
‫وصوت صراخ ادهم يقتله بكي كريم بعنف‬
‫وهو يتحرك لألمام والخلف ويقول ‪:‬‬
‫_يارب يارب يارب ريحه يارب يا رب هو تعب‬
‫كتير اوي يارب‪ ،‬وهللا تعب كتير‬
‫ضم شادي ادهم بينما كان ادهم يبكى بعنف‪:‬‬
‫_بقيت يتيم تآني يا شادي اخدوها من حضني‬
‫اخدوها مني اخدوا بنتي يا شادي اخدوا حياتي‬
‫اخدوا الوحيدة اللي كانت معايا اخدوا اخر حد‬
‫باقي ليا‪ ،‬قتلوني يا شادي قتلوني وكسروني‪،‬‬
‫انا مكنتش عايز غيرها وهللا‪ ،‬ليه ياخدوها هى‪،‬‬
‫اشمعنا انا اللي مش حابين يشوفوني مرتاح‪،‬‬
‫حرام عليهم‪ ،‬حرام عليهم‬
‫لم يستطع سليم التحمل فجلس أرضا بجانب‬
‫الفراش وهو ينتحب كالطفل ويلوم نفسه لعدم‬
‫مساعدته الخيه‪ ،‬وشادي دموعه تهبط وهو‬
‫يحاول التماسك‬
‫ادهم ببكاء ‪:‬‬
‫_كانت بين ايدي كانت في حضني كانت معايا‬
‫واخدوها يا شادي اخدوا وردتي يا شادي‬
‫اخدوا مالكي حاسس اني مش قادر اتنفس‬
‫مش قادر ااااااا‬
‫قاطع كالمه وهو يتأوه بقوه ويضع يده علي‬
‫قلبه بوجع فزع شادي ونهض بسرعه وخرج‬
‫من الغرفه وهو يركض في الممر ويصرخ ‪:‬‬
‫_دكتــــــــــــــور بسرعه دكتور‬
‫بكت شادية بشده وهي تستند علي يده مريم‬
‫وتقول ‪:‬‬
‫_ دبحوا ابني حسبي هللا ونعم الوكيل حسبي‬
‫هللا ونعم الوكيل يارب ريح قلبه يارب دبحوك يا‬
‫حبيبي قتلوك منهم هلل منهم هلل‬
‫بكت مريم بشده خاصه وهي تري منظر كريم‬
‫الذي يبكي كطفل صغير فقد والدته للتو‪ ،‬كانت‬
‫حالة كريم تثير الشفقة في القلوب فكان يبكي‬
‫كما لو لم يبكي سابقا‪.‬‬
‫جاء الطبيب وهو يركض بسرعه وخلفه شادي‬
‫والممرضات دخل الغرفه وجد عيون ادهم‬
‫شاخصه لألعلي وصدره يتحرك بحركة رتيبه‬
‫ويبدو انه يتنفس بصعوبه شديده صرخ‬
‫بالممرضه التي بكت علي الطبيب ادهم الذي‬
‫لطالما كان صديق ورفيق للجميع ‪:‬‬
‫_بسرعه هاتي أكسجين بسرعه‬
‫ثم ركض الدهم وهو يحاول معرفه ما حدث‬
‫وبكي ‪:‬‬
‫_ استحمل يا أدهم انت قوي استحمل عشان‬
‫خاطر كل اللي بيحبوك استحمل‬
‫كان زين يستند برأسه على الجدار الزجاجي‬
‫وهو يرى براءة تسكن بدون حركة في الداخل‬
‫فقال ببسمة باردة مخيفة ‪:‬‬
‫_ هجبلك حقك يا قلبي هجبلك حقك انتي بس‬
‫استحملي عشاني ماشي‪.‬‬
‫في احد المنازل في روسيا وبعد مرور ساعات‬
‫مما حدث‪ ،‬كانت عالي قد استفاقت لتجد نفسها‬
‫في غرفة غريبة وبعد الصراخ باسم ادهم‬
‫والبكاء دخل لها مؤنس وقام بضربها بحدة ثم‬
‫تركها مسطحة أرضا دوم اى حركة كأنها فقدت‬
‫الحياة‪.‬‬
‫كانت هالي تنظر لسقف الغرفه كأنها قد فقدت‬
‫الحياة واستسلمت لأللم شعرت بالباب يفتح‬
‫وبشخص يدخل اقتربت سارة منها وهي‬
‫تهمس بخفوت وخوف‪:‬‬
‫_هالي انتي كويسه؟‬
‫ابتسمت هالي وهي تهز رأسها بسخريه‬
‫وتهمس ‪:‬‬
‫_ كويسه؟؟ آه آوي حتي شايفاني بستجم‬
‫وبسترخي اهو‬
‫بكت سارة وهي تهمس لهالي ‪:‬‬
‫_اسفه مقدرتش اساعدك اسفه يا هالي حقك‬
‫عليا‬
‫لم تنظر لها هالي بل كانت مازالت تنظر للسقف‬
‫طال صمتها حتي ظنت سارة انها ليست في‬
‫وعيها ولكن خالفت هالي ظنها وقالت ببسمه‬
‫تظهر وجعها ‪:‬‬
‫_ عارفه لما تشوفي حمامه طايرة في الجو‬
‫وبترفرف بجناحتها بكل فرحه ومره واحده‬
‫بوووووم يجي الصياد الشرير يضربها‬
‫رصاصه تقوم صايباها وتبدأ تقع‪ ،‬عمرك‬
‫حسيتي بشعور الحمامه دي وهي بتقع عمرك‬
‫حسيتي بالرعب وهي بتبص للسما وخايفه‬
‫مترجعش ليها تآني او ترفرف فيها تآني‬
‫عمرك حسيتي بالوجع وهي شايفه مسكنها‬
‫وحياتها وامانها بيبعدوا عنها عمرك فكرتي في‬
‫مقدار الكسره اللي بتحسها وهي حتي متملكش‬
‫اقل حق ليها في الدنيا دي "المحاوله"‬
‫وهتحاول إزاي وجناحها اتخلي عنها‪ ،‬بتفضل‬
‫تبص للسما وهي بتودعها بقلبها وبعيونها‬
‫وفجأه تغمض عينها في لحظه ما تلمس‬
‫األرض وتستلم للموت بكل صدر رحب اهو انا‬
‫بقي الحمامه دي وحاليا انا في مرحلة السقوط‬
‫وانا شايفه السما بتبعد عني ومستنيه لحظه‬
‫اني المس األرض عشان اموت وارتاح‬
‫ابتسمت ودموعها تهبط ‪:‬‬
‫_اكيد هرتاح لما اموت عشان ربنا مش عنده‬
‫ظلم وال قهر وال وجع ويوم القيامه هقف قدام‬
‫ربنا وابكيله واشكيله الظلم اللي حصلي‪ ،‬وهللا‬
‫هشكي لربنا كل حاجة‪ ،‬هشكيك لربنا يا مؤنس‬
‫هشكيك للي مش بيظلم هشكيك اللي اقوي‬
‫واكبر منك ومن جبروتت‪ ،‬هشيك لربك‬
‫بكت بعنف وصرخت وهى تشعر باالنهيار ‪:‬‬
‫_ أنا خصيمته يوم القيامة يا سارة وهللا‬
‫خصيمته يوم القيامه هقف قدام ربنا واقوله قد‬
‫ايه جرحوني وقد ايه عذبوني وقد ايه كسروني‬
‫هقوله حتي ابسط حقوقي مخدتهاش‬
‫ثم نظرت لسارة وبكت بعنف ‪:‬‬
‫_ حتي رصاصه الرحمة حرموني منها يا‬
‫سارة حرموني اموت واستريح حرموني‬
‫روحي يا سارة بعدوني عن ادهم يا سارة‬
‫بعدوني عنه‬
‫عال صوت بكائها وصراخها وهي تهتف ‪:‬‬
‫_ ضربوني في نص قلبي ومش عايزين‬
‫يرحموني حتي مش عايزين يموتوني‬
‫ويروحموني يا سارة‬
‫بكت سارة بشده وهي تقول ‪:‬‬
‫_ وهللا ربنا هينتقملك دعوه المظلوم ليس بينها‬
‫وبين هللا حاجب يا قلبي آنتي بس قولي يارب‬
‫قولي يارب‬
‫بكت هالي بشده وهي تحرك جسدها لألمام‬
‫والخلف وهي بين أحضان سارة وهي تصرخ‬
‫باعلي صوت وتقول ‪:‬‬
‫_ ياررررررررررررررررب‬
‫يارررررررررررررررب‬
‫توقف أليخاندرو مع احفاده وقد علم قبل أن‬
‫يصل من فبريانو كل ما يخص ادهم ومن معه‪،‬‬
‫فقال ببسمة شبه ميته ‪:‬‬
‫_ آه انظرو للقدر يا أعزائي‪ ،‬هذا سبب اخر‬
‫نضيفه لقائمة مؤنس‬
‫تحدث انطونيو وهو يرمق المشفى ببرود ‪:‬‬
‫_ ماذا سنفعل االن يا جدي‬
‫قال أليخاندرو ببسمة بادرة ‪:‬‬
‫_ دعنا اوال نرى أدهم اري ان اجلس معه‬
‫واتحدث اليه في شئ ما وبعدها نبدأ‬
‫لعبتنا‪........‬‬
‫الخاتمة‬
‫تحرك زين وهو يسير في ممرات المركز‬
‫الخاص بوحدته وعيونه تطلق شرار ثم دق‬
‫احد األبواب فسمع إذن‪ ،‬ليدخل سريعا وهو‬
‫يؤدي تحية عكسرية ويقول بجمود كبير ‪:‬‬
‫_ تمام يافندم‬
‫نظر له قائده بغموض وهو يقول ‪:‬‬
‫_ سمعت إنك جمعت قوتك عشان هتطلعلوا‬
‫عملية‬
‫هز زين رأسه بجمود مرعب ‪:‬‬
‫_ حصل يافندم‬
‫ارجع القائد ظهره للخلف ثم قال بحدة قليال ‪:‬‬
‫_ اقدر اعرف فين العملية دي يا سيادة المقدم‬
‫قال زين وهو ينظر له بعملية واحترام ‪:‬‬
‫_ روسيا يافندم هنشن هجوم على مؤنس‬
‫الشريف‬
‫ابتسم قائده بسخرية ثم قال ‪:‬‬
‫_ بس كده احنا بنتخطى حدودنا يا حضرة‬
‫الظابط احنا كده هنكون برة ارضنا‬
‫قال زين وهو ينظر له باصرار ‪:‬‬
‫_ هتحمل المسئولية كلها يافندم‬
‫نهض قائده ثم استدار واقفا امامه قائال بتفكير‬
‫‪:‬‬
‫_ الموضوع شخصي؟‬
‫نظر له زين وقال بحقد شديد وغضب ‪:‬‬
‫_ أظن يافندم مؤنس الشريف حاليا بقى على‬
‫قوائم المطلوبين‬
‫تحدث القائد وهو يدور في الغرفة ‪:‬‬
‫_ بس دي مش من مهمات وحدتك يا حضرة‬
‫الظابط انت وحدتك خاصة بالهجوم على بؤر‬
‫اإلرهاب وتحرير الرهاين‬
‫هز زين رأسه قائال بعملية شديدة‪:‬‬
‫_ بس وحدتي تقدر تنفذ المهمة يا فندم‬
‫نظر له القائد قليال ثم قال بعد مرور فتره‬
‫ببسمة واثقه ‪:‬‬
‫_ تمام يازين لو حصل اى مشكلة مش هالقي‬
‫غيرك قدامي يتحاسب‬
‫ابتسم له زين ببرود قائال ‪:‬‬
‫_ اكيد يا فندم‪ ،‬تسمحلي أغادر؟‬
‫أشار له قائده بالرحيل فخرج زين واتجه لغرفة‬
‫األسلحة والتجهيزات ووجد رجال وحدته هناك‬
‫فقال لهم‪:‬‬
‫_ خمس ثواني واتجمعوا في مهبط الطيارات‬
‫أنهى كالمه وهو يتجهز ويرتدي ثياب العمليات‬
‫الخاصة ويأخذ ذخيرته واسلحته‪ ،‬ثم خرج‬
‫وخلفه رجال وحدته لي منظر مهيب متجهين‬
‫لمهبط الطائرات فقال زين لهم ‪:‬‬
‫_ المرة دي غير يا رجالة‪ .‬مش عايز مؤنس‬
‫يطلع عايش ال هو وال شامل‪......‬‬
‫في نفس الوقت كانت سيارات التسع أحفاد‬
‫تتسابق على الطريق بسرعة مرعبة بعد أن‬
‫اوصلوا جدهم للمشفى ولكن وجدوا ادهم مازال‬
‫في غفوته لذا اقترحوا أن ينتهوا من مؤنس‬
‫اوال ثم يعودوا‪ ،‬وعند احد المفترقات نجد كل‬
‫سيارة او دراجه نارية اتجهت في طريق غير‬
‫األخرى حتى وصل كل منهم لمكان معين‬
‫وخرجوا من السيارات متجهين للطائرة‬
‫الخاصة‪.‬‬
‫هبط انطونيو ( الحفيد األول) وهو ينزع عنه‬
‫قفازاته ثم يصعد للطائرة الخاصة به وهو يقول‬
‫ببسمة مرعبة ‪:‬‬
‫_ إلى روسيا يا عزيزي‬
‫اما جاكيري ( الحفيد الثاني) هبط من دراجته‬
‫النارية وركض سريعا للطائرة الهليكوبتر‬
‫الخاصة به وصعد إليها وقادها بنفسه وهو‬
‫يصرخ بجنون معروف به بين الجميع قائال ‪:‬‬
‫_ قادم يا عزيزي‬
‫تقدم فبريانو (الحفيد الثالث) بخطى مرعبة‬
‫لطائرته بنظراته المخيفة كالعادة وهو يتحدث‬
‫بصوت يثير الرعشة في القلوب فهو أكثرهم‬
‫دموية حتى اكثر من انطونيو الذي يتميز‬
‫بالغضب الشديد همس قائال لمساعده ‪:‬‬
‫_ لديك ساعة واحدة تخبرني فيها أين يوجد‬
‫ذلك ال‪ ....‬مؤنس واال ودع حياتك وابنتك‬
‫الجميلة‪.‬‬
‫هبط مارتن(الحفيد الرابع) من سيارته وهو‬
‫يبتسم بخبث حيث انه يتميز من بين جميع‬
‫اوالد عمومته بأنه اكثره خبث ومكر وذكاء‪،‬‬
‫صعد مارتن للطائرة وحمل جهازه المحمول‬
‫واخذ يضرب ازرار كثيرة لفترة لم تكن‬
‫بالطويلة جدا حتى ابتسم بمكر قائال ‪:‬‬
‫_ ها أنت ذا يا عزيزي؟ مثل الفئران تختبئ‬
‫ولكن سوف استمتع باجبارك على الخروج من‬
‫مخبأك‬
‫أوقف مايك (الحفيد الخامس) دراجته الناريه‬
‫وهو يسير بعبث كعادته حيث يعد هو أكثرهم‬
‫عبثا ولهوا ثم صعد لطائرته الخاصة ولكن‬
‫وجد ماركوس (الحفيد السابع) اكثره لطفا ان‬
‫اعتبرنا ان قتل الضحية دون تقطيعها لطفا فنعم‬
‫ماركوس هو االلطف بينهم يجلس وهو يتناول‬
‫التفاح ببرود قائال ‪:‬‬
‫_ لم اشأ ان اذهب وحدي فأنت تعلم انني احب‬
‫الرفقة‬
‫زفر مايك ثم اتجه له ودفع قدمه بضيق قائال ‪:‬‬
‫_ ابتعد عن وجهي‬
‫ضحك ماركوس بشدة على مالمح أخيه األكبر‬
‫وهكذا صعد كل األحفاد لطائراتهم وكال منهم‬
‫يسابق الريح حتى يربح مؤنس قبل اآلخرين‬
‫وكأنهم في سباق سيارات على من يصل لخط‬
‫النهاية اوال‪.‬‬
‫كانت شادية ماتزال تبكي امام غرفة ادهم‬
‫بوجع على ابنها الذي ربته منذ صغره‪ ،‬تشعر‬
‫بألمه كان صراخه يقطع قلبها لقطع صغيره‪،‬‬
‫شعرت بمن يجلس جانبها وهو يقول بلغة‬
‫انجليزية بها لكنة إيطالية بعض الشئ ‪:‬‬
‫_ ال تقلقي سوف يصبح بخير وحفيدتي سوف‬
‫تعود سالمة اطمئني ارسلت احفادي إلحضار‬
‫مؤنس وأخيه لهنا‬
‫نظرت شادية لذلك الرجل الذي يجلس جانبها‬
‫بتعجب ثم قالت وهى ترمق مريم بتعجب قائلة‬
‫من بين دموعها ‪:‬‬
‫_ مين الخواجة ده؟ وبيقول ايه انا مفهمتش‬
‫غير مؤنس بس‬
‫قالت مريم وهى تنظر برعب الليخاندرو ‪:‬‬
‫_ ده ده يبقى جد ام فتحي هو جه عشان‬
‫يشوف ادهم‬
‫هزت شادية رأسها بعدم اهتمام فهى حاليا ال‬
‫تهتم اال لحفيدها الذي يجلس بالداخل ‪.‬‬
‫فجأة سمع الجميع صراخ ادهم الذي عال‬
‫وشهقاته العالية وهو ينادي هالي‬
‫فنهض أليخاندرو سريعا وركض للغرفة وهو‬
‫يقتحمها بعنف فوجد بعض الشباب يحاولون‬
‫التحكم بأدهم الذي كان يبكي بعنف وهو يصرخ‬
‫طالبا هالي‪ ،‬اتجه له أليخاندرو مسرعا ثم‬
‫ودون مقدمات كان يلكمه بعنف فتوقف الجميع‬
‫عن الحركة وتصنمت اجسادهم وهم يرمقون‬
‫أليخاندرو بصدمة‪.‬‬
‫وبدون وعى ركض سليم وكاد يصرخ‬
‫بأليخاندرو فأمسكه كريم بسرعة مرتعبا أن‬
‫يتمادى سليم معه‪ ،‬فأليخاندرو قادر على أن‬
‫يقتلهم جميعا بنظرة واحده‪ ،‬ولكن دون شعور‬
‫وجدو شادية تتقدم من أليخاندرو وهى تصرخ‬
‫به وتسبه ‪:‬‬
‫_ يا أخي قطع ايدك هو ناقص هللا يحرقك يا‬
‫زبالة‬
‫ولم تكمل بسبب شادي الذي كتم فمها قائال ‪:‬‬
‫_ اهدي هللا يكرمك ليولع المستشفى بينا‬
‫نظرت له شادية وصفعته بحدة وهى تقول ‪:‬‬
‫_ ليه يعني كان نجيب سويرس بروح اهله‬
‫لطم كريم وهو يكاد يصاب بأزمة قلبية جراء‬
‫مايحدث بينما تحدث أليخاندرو بهدوء مرعب‬
‫وهو يرمقهم جميعا بنظرة مميتة قائال‪:‬‬
‫_ الجميع للخارج‬
‫نظر الجميع لبعضه بقلق وكاد سليم يعترض‬
‫فنظر له أليخاندرو نظرة مميتة‪ ،‬ولكن عكس‬
‫المتوقع لم يهتز سليم أبدا وبقى ينظر‬
‫الليخاندرو بتحدي لوال سحب كريم له بعنف‬
‫للخارج بينما كانت شادية ترمق أليخاندرو‬
‫بغيظ شديد فأشار هو لها أن تخرج فابتسمت‬
‫بسخرية وجلست على المقعد بجانب الفراش‬
‫وهي تقول ‪:‬‬
‫_ تقدر تتكلم براحتك كده كده مش هفهمك‬
‫لم يفهم أليخاندرو حديثها ولكنه تجاهلها كليا‬
‫واخذ ينظر الدهم ثم جلس على طرف الفراش‬
‫وقال ليلقت انتباهة إليه ‪:‬‬
‫_ لقد ارسلت إلحضار هالفيتي إليك‬
‫وفي ثواني كان ادهم يلتفت الليخاندرو قائال‬
‫بدموع وعدم تصديق ‪:‬‬
‫_ هل أنت جاد‬
‫ابتسم أليخاندرو وهو يقول ببرود ‪:‬‬
‫_ وهل تراني امزح‬
‫ابتسم ادهم وهو يحاول أبعاد العطاء عنه قائال‬
‫‪:‬‬
‫_اذا لنذهب إليها اريد ان اكون اول من‬
‫يستقبلها‬
‫امسكه أليخاندرو واجلسه مجددا وهو يقول ‪:‬‬
‫_ سوف يحضرها أحفادي لهنا ولكن قبال‬
‫احتاج منك وعدا لي‬
‫انتبه له ادهم جيدا وهو يستمع لما سوف‬
‫يقوله هذا الرجل المرعب‬
‫بينما في الخارج كان جسد سليم متحفز ألى‬
‫حركة غير طبيعية بالداخل فتحدث شادي بحنق‬
‫قائال ‪:‬‬
‫_انا هروح اشوف براءة بدل ما امسك في‬
‫خناقك‪ ،‬رايح تهاجم زعيم مافيا اما كان األهبل‬
‫اللي وراك محذرنا منه‬
‫صرخت مريم بشادي قائلة ‪:‬‬
‫_كريم مش اهبل يا شادي‬
‫فتح شادي فمه ولم يكد يتحدث حتى وجد كريم‬
‫يضم كريم بحب وهو يقول ‪:‬‬
‫_سبيه ياقلبي هو عارف مين األهبل كويس‪،‬‬
‫ولو ناسي درجاته في الدراسة تفكره‬
‫تقدمت منه التي كانت عند براءة وسمعت اخر‬
‫حديث لكريم فقالت بتذمر ‪:‬‬
‫_ الرك على المخ يا أخ كريم مش الدرجات‬
‫همس شادي لها بضحك‪:‬‬
‫_ هو برضو مخه اذكي مني‬
‫نظرت له منه وهى تحاول كنك ضحكتها قائلة‬
‫‪:‬‬
‫_ طب اعملك ايه طيب مش القية ميزة واحدة‬
‫ادافع بيها عنك‬
‫صرخ بهم سليم وهو يتحرك بجنون ‪:‬‬
‫_يا مثبت العقل والدين يارب‪ ،‬ارحموني منك‬
‫ليها بدل وهللا هعلقكم على باب المستشفى‬
‫نظرت مريم لكريم بخوف وهى تقول ‪:‬‬
‫_هو سليم هيعلقنا بجد لو اتكلمنا‬
‫ضحك كريم وهو يربت على رأسها قائال‪:‬‬
‫_ متخافيش يا حبيبتي مش هنهون على ابيه‬
‫سليم وال إيه يا سولي‬
‫نظر لهم سليم بضيق ثم دون شعور ابتسم لهم‬
‫وهو يفتح يده لهم ليضمهم بحنان قائال ‪:‬‬
‫_اديكم على دماغكم كمان بس عشان‬
‫مصلحكتم‬
‫قال شادي ضاحكا ‪:‬‬
‫_ انا اكبر يا سليم‬
‫ضحك سليم قائال ‪:‬‬
‫_ اذا كان اكبرنا اللي هو ادهم ومش بعتبره‬
‫الكبير‬
‫سمع الجميع صوت ضعيف خلفهم يقول ‪:‬‬
‫_ طب واكبركم ده ملوش مكان بينكم‬
‫نظر له الجميع بفرحة لخروجه من حالته ثم‬
‫هجموا عليه وهم يضحكون بشدة بينما هو‬
‫ضمهم بحنان اليه وهو يهمس ‪:‬‬
‫_ يارب رجعها لحضني سالمة يارب‬
‫دخلت سارة الغرفة فوجدت هالي تنظر للسقف‬
‫دون تحرك وكأنها تحتضر فهزتها بعنف قائلة‬
‫‪:‬‬
‫هالي‪ ،‬هالي فوقي‬
‫نظرت لها هالي بعدم اهتمام ثم استدارت قائلة‬
‫‪:‬‬
‫_سيبيني يا سارة ارجوكي‬
‫قالت سارة وهى تنظر خلفها برعب‪:‬‬
‫_ قومي يا زفته معايا الزم اخرجك من هنا‪،‬‬
‫عشان فادي مستنينا‪ ،‬هيخرجك من هنا‬
‫انتفضت هالي من مكانها وهى تقول بفرحة‬
‫كبيرة‪:‬‬
‫_ بالسرعة دي؟‬
‫نظرت لها سارة بتعجب لتغيرها السريع ذاك‬
‫فقالت بغباء ‪:‬‬
‫_ بسرعة ايه‬
‫نهضت هالي وكأنها لم تكن تلك التي كانت‬
‫تبكي منذ قليل قائلة وهى تسحب سارة‪:‬‬
‫_ طب بسرعة طيب بطلي رغى بسرعة خلينا‬
‫نلحق نهرب‬
‫اوقفتها سارة وهى تقول بتهكم‪:‬‬
‫_ يا حبيبتي يابنتي انتي اتجنيتي هو أنا بقولك‬
‫تعالى نتفسح فبتقوليلي يال قبل ما نتأخر‪،‬‬
‫بقولك هنهرب يعني لسه مش دلوقتي استني‬
‫لبليل عشان تعرفي تهربي‬
‫نظرت لها هالي بشر ثم تركت يدها بعنف قائلة‬
‫وهى تصيح بها‪:‬‬
‫_ ولما هو لسه مش دلوقتي بتخرجيني من‬
‫حالة البؤس ليه؟ اكتئب ازاى انا دلوقتي‬
‫نظرت لها سارة بنفاذ صبر ثم تركتها وخرجت‬
‫بسرعة قبل أن تقتلها واتجخت لغرفة والدها‬
‫حتى تعتني به ولكن بمجرد دخولها وجدته‬
‫يسألها بلهفة هن ابنة اخيه قائال ‪:‬‬
‫_ هالي عاملة ايه يا سارة هى كويسة؟‬
‫تقدمت سارة منه وهى تقول بسخرية‪:‬‬
‫_ آه كويسة يابابا متقلقش بس هى حاليا‬
‫زعالنة شوية‬
‫قال رؤوف بحزن وتعب ‪:‬‬
‫_منهم هلل اخواتك ربنا يسامحهم يارب على‬
‫اللي بيعملوه فيها‬
‫قالت سارة وهى تضحك بسخرية ‪:‬‬
‫_ ال حضرتك فهمت غلط هى مش زعالنه‬
‫عشان اخواتي وال حاجة‬
‫قال رؤوف بتعجب ‪:‬‬
‫_أمال زعالنة ليه‬
‫ادعت سارة عدم المبااله قائلة‪:‬‬
‫_ أبدا ياسيدي دي زعالنة عشان خرجتها من‬
‫حالة االكتئاب اللي هى فيها‬
‫نظر لها رؤوف بعدم فهم فاقتربت منه وهى‬
‫تهمس له بخفوت كل ما حدث منذ حدثها فادي‬
‫من فترة قصيرة‪.‬‬

‫في األسفل كان فادي يراقب المنزل وهو يبتسم‬


‫بمكر فقد علم من كريم ان أحفاد أليخاندرو في‬
‫طريقهم لهنا هذا يعني التخلص واخيرا من‬
‫إخوته‪ ،‬فجأة لمح فادي سيارة سوداء تدخل‬
‫لمنتصف المنزل ويهبط منها شاب يتشح‬
‫بالسواد فابتسم بخبث قائال‪:‬‬
‫_ودلوقتي نعلن بداية النهاية‬
‫كان مؤنس يجلس في مكتبه يتحدث مع احد‬
‫اكبر رجال المافيا وهو يحاول اقناعه بالوقوف‬
‫بجانبه والتخلص من أليخاندرو واحفاده ولكن‬
‫فجأة سمع صوت اشياء تُكسر في الخارج‬
‫فنهض بتوتر وهو يحمل مسدس ويخفيه في‬
‫ثيابه‪.‬‬
‫خرج مؤنس من مكتبه على صوت صرخات‬
‫شامل ولكن بمجرد خروجه حتى وجد شاب‬
‫يرتدي زى اسود يمسك شامل كما الفأر قائال‬
‫بنبرة مستمتعة ‪:‬‬
‫_ انظروا من هنا؟ انه مؤنس العزيز‪.‬‬
‫اخرج مؤنس سالحه سريعا وهو يهتف بصوت‬
‫غاضب وال يعلم من امامه فهو لم يسبق أن‬
‫رأى بعينه الشباب التسعة ولم يكن يعلم انه‬
‫امام الحفيد الثاني ( جاكيري) والذي يشتهر‬
‫بجنونه وحركاته الغريبة‪ ،‬صرخ مؤنس به‬
‫قائال ‪:‬‬
‫_ من انت؟ هيا اترك أخي وابتعد واال قتلتك‬
‫ضحك الشاب بعنف وهو يلقي شامل بعنف‬
‫أرضا مما جعله يتأوه ثم قال بكل براءة ‪:‬‬
‫_ ها هو ذاك ولكن ارجوك اخفض سالحك فأنا‬
‫ارتجف رعبا منك اتسمع دقات قلبي انها‬
‫تصرخ طالبة الرحمة‬
‫فجأة فتح الباب ودخل منه شاب اخر مالمحه‬
‫اكثر مرحا من االخر ولم يكن سوا الحفيد‬
‫السادس (مارسيلو) المشهور بمرحه حتى‬
‫أثناء القتل يمزح قائال ‪:‬‬
‫_ آه انظروا من سبقني لهنا‪ ،‬انه جاكيري‬
‫الغبى ولكن البأس سوف نتقاسمه سويا‬
‫دخل في ذلك الوقت بهيئته المرعبة حد الموت‬
‫وهالته الدموية قائال بنبرة باردة ‪:‬‬
‫_ هالووو مؤنس‬
‫كان مؤنس ال يستوعب ما حدث‬
‫زفر مارسيلو بضيق قائال ‪:‬‬
‫_ فبريانو(الحفيد الثالث) أتى‪ ،‬لم يعد األمر‬
‫ممتعا‬
‫دخل انطونيو وهو يبتسم ساخرا وهو يقول ‪:‬‬
‫_ هناك مقوله لشكسبير يقول فيها الجحيم‬
‫فارغة‪ ،‬فاألوغاد كلهم هنا‬
‫دخل ماركوس ( الحفيد السابع) ومايك( الحفيد‬
‫الخامس)‬
‫فقال مايك ببسمة باردة ‪:‬‬
‫_ هل ذكر احد األوغاد‪ ،‬فمارتن لم يأتي بعد‬
‫دخل مارتن وهو يقول بمكر مشهور به ‪:‬‬
‫_ بلى يا عزيزي فمارتن هنا‬
‫بدأ مؤنس يدرك االن انه امام األحفاد التسع‬
‫الليخاندرو ابتلع ريقه برعب وهو يعود للخلف‬
‫فأصطدم بجايك (الحفيد الثامن) الذي نظر له‬
‫نظرة مرعبة وهو يقول‪:‬‬
‫_ بوووو‬
‫وبعدها دخل الحفيد التاسع وهو اصغرهم‬
‫وأكثرهم عقال (ادم) وهو يقول ‪:‬‬
‫_ يبدو انني تأخرت قليال ولكن البأس فمازالت‬
‫الحفلة لم تبدأ بعد‬
‫انتفض مؤنس مبتعدا عنه وهو يرتجف وينظر‬
‫حوله قائال ‪:‬‬
‫_ال أحد يقترب التنسوا ان ابنة عمتكم معي‬
‫وان تأذيت انا سوف تموت‬
‫صرخ جاكيري برعب مصطنع محركا يده في‬
‫الهواء كالنساء وهو يقول ‪:‬‬
‫_ ياللهول سوف اموت رعبا‪ ،‬ارجوكم انقذونا‬
‫سوف يقتلنا رعبا‬
‫ضحك انطونيو وهو يقترب منه وخلفه التسعة‬
‫شباب وهو يقول بنبرة جعلت مؤنس يرتعش ‪:‬‬
‫_ حسنا يا شباب ما العمل االن هل نقوم‬
‫بقرعة ام نقسمه لتسع قطع وكل منا له مطلق‬
‫الحرية في قطعته‬
‫ثواني وكانت قوات الوحدة الخاصة بزين تقتحم‬
‫المكان بحرفية عالية فتحدث مارسيلو وهو‬
‫يلوي فمه قائال ‪:‬‬
‫_ هذا ليس جيدا‪ ،‬االن زادت عدد القطع‬
‫نظر انطونيو بجدية لزين وهو يشير لمؤنس‬
‫قائال ‪:‬‬
‫_ إذا كنت أتيت راغبا في قطعة أيضا‪،‬‬
‫فيؤسفني أن أخبرك انه عليك االنتظار‪ ،‬أو ربما‬
‫الحمار الذي يتسطح‬‫نعطيك قطعة من ذلك ِ‬
‫ارضا‬
‫أنهى حديثه وهو يشير لشامل بسخرية فتحدث‬
‫احد رجال زين قائال ‪:‬‬
‫_ من األفضل أن تسلموه لنا فهو هارب من‬
‫بالدنا ونحن من يجب أن نعاقبه‬
‫قال فبريانو بسخرية كبير ‪:‬‬
‫_ اوووه حقا‪ ،‬ولكن نحن من اتينا اوال‪ ،‬لذا‬
‫يجب عليك الوقوف في الصف للحصول على‬
‫حصتك‬
‫كاد رجال زين يتحدثون لوال يد زين التي‬
‫رفعها ليمنعهم قائال ببسمه ‪:‬‬
‫_ حسنا لما ال نعقد اتفاق‬
‫تقدم مارتن قائال بتفكير مصطنع ‪:‬‬
‫_ ومن قال أننا نريد ذلك‬
‫ابتسم زين ببرود شديد ثم قال‪:‬‬
‫_ اعتقد انك مجبر على ذلك سيدي وإال سألجأ‬
‫المخابرات العالمية وسيكبر الموضوع‪ ،‬لذا اال‬
‫تفضل أن يظل الموضوع بيننا نحن دون‬
‫شخص آخر‬
‫قال ادم بهدوء شديد وهو يفكر في اقتراحه‬
‫بجديه ‪:‬‬
‫_ وما هو عرضك‬
‫ابتسم زين بخبث وهو يرفع يده فجعل رجاله‬
‫يخفضون اسلحتهم قائال ‪:‬‬
‫_ لن اقترب من مؤنس او شامل هم لكم ولكن‬
‫بشرط‬
‫انتبه الجميع له فأكمل ‪:‬‬
‫_ بعد أن تنتهوا منه‪ ،‬تسلموهم لنا والمشكلة‬
‫إن لم يكونو أحياء‬
‫تحدث جاكيري وهو يفكر بجدية ‪:‬‬
‫_ هل تقبل بالقطع ام يجب أن يكون قطعة‬
‫واحدة فقط‬
‫تحدث زين بجدية كبيرة ‪:‬‬
‫_ نعم اتمنى أن يكون قطعة واحدة من فضلكم‬
‫قال جاكيري ببسمة مرعبة ‪:‬‬
‫_ واى قطعة تفضل انت؟‬
‫لم يكد زين يجيب حتى سمع صراخ من الخلف‬
‫فنظر الجميع بسرعة لذلك الصوت حتى فتحوا‬
‫فمهم بصدمة كبيرة‪....‬‬
‫تحدث شاكر وهو يتأفف بضيق ‪:‬‬
‫_ يا شادية ارحمي اهلي انا مش ناقص‬
‫تحدثت شادية بعدم فهم مصطنع وهى تقول ‪:‬‬
‫_ مش فاهمة انا من وقت ما عربية الحرنكش‬
‫عدت من قدام المستشفى وجبت منها وانت‬
‫مش ع بعضك‬
‫نظر لها شاكر بشر ثم صرخ ‪:‬‬
‫_ تعرفي يا شادية لوال احنا بمستشفى انا كنت‬
‫وريتك هعمل ايه‬
‫شهقت شادية بفزع وهى تدعي الخوف ‪:‬‬
‫_ ياما ياما الحقوا حرنكش خوفني‪ ،‬هيموتني‬
‫باالسهال‬
‫نهض شاكر واتجه لشادية فركضت للخارج‬
‫وهي تصرخ ‪:‬‬
‫_ انا مش فاهمة انت زعالن ليه؟‬
‫نظرت منه لشادي بفضول قائلة ‪:‬‬
‫_ شادي هى ليه دايما شادية بتغيظ شاكر‬
‫بحرنكش هو مش بيحبه وال إيه‬
‫ضحك الجميع بشدة فتحدث سليم قائال وهو‬
‫يجلس بجوار أشرقت ‪:‬‬
‫_ ال بس هو حصله موقف زمان مع الحرنكش‬
‫يعني فتالقيه مش بيحب حد يجيب سيرته‬
‫اقتربت منه بفضول شديد من شادي قائلة ‪:‬‬
‫_ طب احكولي‬
‫ضحك ادهم بضعف وهو يمسك صدره بألم‬
‫قائال ‪:‬‬
‫_ لو شاكر سمعك هيولع فينا بالمستشفى‬
‫قال شادي وهو ينظر للجميع ‪:‬‬
‫_ الكل هنا عارفها وانا هحكيلك عشان تكوني‬
‫زينا‬
‫هزت منه رأسها بفضول كبير فبدأ شادي يقص‬
‫عليها كل شئ وقال ‪:‬‬
‫_ زمان لما شاكر ساب الصعيد ونزل القاهرة‬
‫سكن في شقته اللي هو متجوز فيها دلوقتي‬
‫كان مجرد شاب بيدرس ومكنش بيحب يكلم حد‬
‫او انه يختلط بحد كتير لغاية ما في مرة كان‬
‫نازل من العمارة ورايح الكلية بتاعته‪ ،‬وتحت‬
‫العمارة كان الراجل بتاع الحرنكش واقف‬
‫وبيوزن حرنكش لشادية وحطه في السبت اللي‬
‫هي كانت منزاله من البلكونه وبعدين وشادية‬
‫بتشد السبت لفوق مرة واحدة فلت من ايدها‬
‫ووقع على دماغ شاكر اللي كان بالصدفة‬
‫معدي من تحت البيت‬
‫ضحكت منه بعنف وهي تتخيل األمر فاكمل‬
‫سليم قائال بضحك ‪:‬‬
‫_ ومش بس كده اول ما السبت وقع عليه‬
‫شاكر زى اللي مقدرش يتوازن‬
‫فأتشنكل(تعرقل) في طوبة ومتعرفيش بقى حظ‬
‫وال إيه بس بالغلط وقع على حرف (حافة)‬
‫عربية الحرنكش واللي كانت عربية كارو(‬
‫عربة تجر بواسطة حمار) وقتها فلما جسمه‬
‫وقع على الطرف ده خال العربية تبقى عاملة‬
‫زى الميزان اللي كفة من الكفتين بتوعه‬
‫اترفعت عن التانية‬
‫قاطعته منه وهى تحاول التخيل ‪:‬‬
‫_ مش قادرة اتخيل‬
‫اكمل شادي قائال ‪:‬‬
‫_ بصي يا قلبي‪ ،‬العربية كانت واقفة عادي‬
‫ولما شاكر وقع على طرف منها ده خال الطرف‬
‫التاني يترفع وبالتالي كل الحرنكش اتدحرج‬
‫للجنب اللي وقع عليه شاكر وهووب شاكر‬
‫اتغطى كله بالحرنكش وفضلت ريحة الحرنكش‬
‫ماسكة فيه يوم كامل وتعتبر الحادثة دي اول‬
‫تعامل بين شاكر وشادية ووقتها مكانتش‬
‫بتناديه غير حرنكش لحد ما في مره اتعصب‬
‫عليه وبطلت االسم ده بس لما يعصبها كانت‬
‫بتغيظه بيه‪.‬‬
‫انفجر بينما الجميع في الضحك على تلك القصة‬
‫التي تقصها شادية عليهم مرارا وتكرارا‬
‫قال كريم بحنق وهو يلوي فمه‪:‬‬
‫_ الحظوا ان حرنكش ده يبقى ابويا‬
‫ازدادت الضحكات بين الجميع بينما كان ادهم‬
‫شاردا في السقف وهو يفكر في زوجته ويعد‬
‫الثواني حتى تعود له وبين احضانه‬
‫صدم الجميع من رؤيه هالي تنقض على _‬ ‫ُ‬
‫شامل وهى تضربه بغصب وعنف و تصرخ به‬
‫بقهر شديد وهى تتذكر اهانته لها وتعذيبه‬
‫أيضا‪ ،‬كان أول من يخرج من صدمته هو زين‬
‫الذي ركض سريعا لهالي وحاول ابعادها عن‬
‫شامل قائال ‪:‬‬
‫‪-‬‬ ‫اهدي‬
‫وخال‬
‫ص‬
‫‪-‬‬ ‫اهدي‬
‫بالش‬
‫تعملي‬
‫حاجة‬
‫وتندم‬
‫ي‪0‬‬
‫عليها‬
‫فاقت هالي من الحالة التي تلبستها بمجرد‬
‫رؤيتها لشامل أثناء هبوطها برفقة فادي والذي‬
‫دخل إليها من البوابة الخلفية‪.‬‬
‫تحدث جاكيري ببسمة وهو ينظر لهالي ‪:‬‬
‫_ آه انظروا لهذه القطة الصغيرة الشرسة‪ ،‬لكم‬
‫هي لطيفة!!‬
‫ابتسم مارسيلو وتقدم من جهة ابنة عمته‬
‫وابتسم قائال ‪:‬‬
‫_ هالفيتي‬
‫التفتت هالي للصوت الذي ناداها فوجدت شاب‬
‫بعيون خضراء أقرب للون الزيتي وبشرى‬
‫غامضة بعض الشئ وجسد متناسق‪ ،‬ثم نظرت‬
‫خلفه فوجدت شباب اخرين اشبه به بعض‬
‫الشئ وكلهم يتشحون باالسود‪ ،‬استدارت لزين‬
‫وهى تقول بغباء ‪:‬‬
‫_ إيه طقم الحلل التيفال األسود ده‬
‫لم يتمكن زين من التحكم في ضحكته بينما‬
‫الشباب يرمقونه بتعجب وال احد يفهم لما‬
‫يضحك فقال زين وهو يشير لهم ‪:‬‬
‫_ هالي دول عيال خالك‬
‫أشارت هالي لهم بصدمة قائال ‪:‬‬
‫_ كل دول؟؟ طب وانا كنت فين من كل ده؟؟‬
‫ثم رمقت الشباب بصدمة قائلة ‪:‬‬
‫_ فعال ربنا كان ليه حكمه اني متربيش‬
‫وسطهم‬
‫هز زين رأسه بايجاب ثم همس لها ‪:‬‬
‫_ ايوة فعال‪ ،‬العيشة كانت هتكون صعبة معاهم‬
‫خصوصا أن حياتهم كلها دم وقتل‬
‫نفت هالي برأسها قائلة بتوضيح ‪:‬‬
‫_ قتل ايه ودم ايه!؟؟ مش عشان كده خالص‪،‬‬
‫انا بس كنت وقتها هحتار اعاكس مين وال مين‬
‫دول تسعة برضو مش شوية‪ ،‬بعدين انت مش‬
‫شايف الطقم ماشاء هللا كامل األوصاف ازاى‬
‫ثم أشارت الدم قائلة وهى تصنع تعابير لطيفة‬
‫‪:‬‬
‫_ بص بص بزمتك ده كيوته ازاى‪ ،‬شكله‬
‫هادي آوي وكيوتة‬
‫وال ده (أشارت النطونيو) يا أخي تبا لشعرك يا‬
‫خي وال ده ( أشارت لفبريانو) ال بالش ده‬
‫شكله هياكلني أساسا‬
‫ابتسم انطونيو وهو يتحدث لزين قائال ‪:‬‬
‫_ لما كانت تشير لي‬
‫تحدث جاكيري وهو يغمز لمارتن قائال ‪:‬‬
‫_ انظر يبدو أن القائد قد سقط في العشق‪ ،‬اذا‬
‫هل نقتل زوجها؟‬
‫قال فبريانو ببسمة مرعبة ‪:‬‬
‫_ انا اقتله‬
‫تحدث زين وهو يهمس لهالي بضحكة ‪:‬‬
‫_ دول بيخططوا يقتلوا ادهم عشان يجوزوكي‬
‫لواحد منهم‬
‫شهقت هالي بصدمة وهى تنظر لهم صايحة‬
‫بحدة‪:‬‬
‫_ وال وال مش عشان مزز تيجوا على الحتة‬
‫بتاعتي ده انا أولع فيكم‬
‫ثم نظرت لزين قائلة‪:‬‬
‫_ ترجم‬
‫ضحك زين بشده قائال ‪:‬‬
‫_ لو قولت ليهم كده‪ ،‬هيولعوا فينا احنا‬
‫زفرت هالي قائلة بهدوء مصطنع ‪:‬‬
‫_ قولهم لو عايزين يتجوزوني يبقى محدش‬
‫يمس ادهم‪ ،‬انا هطلق منه واتجوز ‪ ،‬مش‬
‫ألجلي ال ده ألجل أدهم‬
‫مسح زين وجهه بضيق ثم نظر للشباب قائال ‪:‬‬
‫_ اريد جميع رجال مؤنس لي‬
‫اقترب جايك وهو يقول ‪:‬‬
‫_ ماذا تريد اخذ كل هؤالء لك وحدك ونحن‬
‫نأخذ فقط اثنين‬
‫جذبت هالي ثياب زين قائلة بضيق ‪:‬‬
‫_ ما تترجم بدل ما انا زى الطورة في النص‬
‫كده‬
‫ترجم لها زين ما قاله هو وردهم عليهم‬
‫فصاحت هالي قائلة ‪:‬‬
‫_ إيه البجاحة بتاعتك دي‪ ،‬اما طماع بصحيح‬
‫ده حتى ميرضيش ربنا يا أخي‪ ،‬قسموا سوا‬
‫وبالش جشع بقى‬
‫ضحك زين بشدة ثم سمع صوت هاتفه فابتعد‬
‫عن الجميع وهو يجيب على والده قائال ‪:‬‬
‫_ ايوة يا عزيز‬
‫_ قلب عزيز ومرات ابن عزيز‬
‫توقف زين عن الحركة وهو يستمع لصوت‬
‫وضحكات براءة المشاكسة فقال بلهفة كبيرة ‪:‬‬
‫ت بخير ياقلبي‬
‫_ براءة حبيبتي ان ِ‬
‫ابعدت براءة شادية عنها قائلة ‪:‬‬
‫_ الحمدهلل انا بخير وادهم كمان بخير‪ ،‬انت‬
‫فين يا زين‬
‫نظر زين خلفه لهالي والشباب قائال ‪:‬‬
‫_ انا في بيت مؤنس وجبت هالي‬
‫صاحت براءة بسعادة كبيرة قائلة ‪:‬‬
‫_ جبت هالي بجد‬
‫ولكن وبسرعة كبيرة شعرت بأحد يدفعها‬
‫ويأخذ منها الهاتف بسرعة قائال بلهفة ‪:‬‬
‫_ هالي؟؟ انت لقيت هالي يا زين صح؟؟ اديني‬
‫اكلمها باهلل عليك‬
‫ابتسم زين على حالة ادهم ثم نظر خلفه لهالي‬
‫التي كانت تركض الشباب بتقييم وهى تحدثهم‬
‫بكلمات غير مفهومة فقال بصوت عالي ‪:‬‬
‫_ هالي‪ ،‬ادهم عايز يكلمك‬
‫تجمد جسد هالي وانكسرت القشرة المرحة‬
‫التي كانت تخفي خلفها خوف وقلق وشعور‬
‫بعدم األمان بعيدا عن ادهم‪ ،‬تقدمت من زين‬
‫ببطئ شديد حتى ترك لها الهاتف قائال ‪:‬‬
‫_ هروح اخلص كل حاجه مع عيال خالك‬
‫عشان نمشي‬
‫هزت رأسها بايجاب ثم وضعت الهاتف على‬
‫اذنها وهى ترتعش قائلة ‪:‬‬
‫_ ادهم‬
‫كانت شادية تتحدث لهاجر واشرقت بجانب‬
‫ادهم وهو فقط يستمع لهم ويحاول ان يبتسم‬
‫لئال يحزنهم معه‪ ،‬ولكن هو يعلم جيدا ان‬
‫بسمته تلك ال تخدع أحدا فالجميع يالحظ‬
‫شروده‪.‬‬
‫في ذلك الوقت وجد الجميع براءه تدخل للغرفة‬
‫وهي تستند على الجدار قائلة ببسمة ضعيفة ‪:‬‬
‫_ سمعت ان فيه واحد عامل نفسه تعبان‬
‫نهض ادهم سريعا من على الفراش وهو على‬
‫يكاد يركض ليسند براءة فقالت بمزاح ‪:‬‬
‫_ اثبت مكانك لتولع وانت واقف‪ ،‬زين لو شم‬
‫خبر ان فكرت حتى تسندني هيجي يكسر‬
‫ضهرك ويسندك هو‬
‫ضحك ادهم بضعف وهو يعود لمكانه قائال ‪:‬‬
‫_ تعالي يا ختي اخرتنا قاعدين متكسحين كده‬
‫مش عارفين نعمل حاجة‬
‫ضحكت بشدة عليه ثم نظرت للموجودين قائلة‬
‫بتعجب ‪:‬‬
‫_ االه هو فين الباقي‬
‫تحدثت شادية وهى تقشر فاكهه لهم قائلة ‪:‬‬
‫_ شادي راح يودي منه البوها عشان تقريبا‬
‫تعبان‬
‫وسليم راح يوصل عوض عشان يرتاح‪ ،‬وكريم‬
‫اخد مريم وراح يحدد ميعاد العملية بعد ما ربنا‬
‫هداها ورضيت تروح‪ ،‬إنما شاكر راح يسرح‬
‫بحرنكش‪ ......‬اااااه‬
‫صرخت شادية وهى تشعر بشئ يصطدم‬
‫برأسها فوجدته جاكت شاكر‪ ،‬حيث دخل شاكر‬
‫أثناء تحدثها عنه‬
‫زفرت شادية وهى تبعد الجاكت عن وجهها‬
‫وهى تلقيه لشاكر ‪:‬‬
‫_ياباي عليك متعرفش تهزر بعدين ده انت لو‬
‫مستني برة لحظة الهجوم مش هتبقى دقيق‬
‫كده‬
‫قاطع ذلك دخول عزيز وهو يحمل دبدوب كبيرة‬
‫ويقول ‪:‬‬
‫_ مين الصغنن اللي عيان‬
‫نظر له ادهم ببسمة وهو يمد يده قائال ‪:‬‬
‫_ مكنش له داعي يا عزيز وهللا تت‬
‫توقف عن الحديث وهو يرى عزيز يمد يده‬
‫بالدبدوب لبراءة فأكمل ادهم قائال ‪:‬‬
‫_ تتعب نفسك‬
‫ثم رمقه بحنق فضحك عزيز وأخرج من خلف‬
‫ظهره حقيبه بها علبة شوكالته وهو يقبل‬
‫رأسه بحنان قائال ‪:‬‬
‫_ الف مليون سالمة يا غالي‬
‫نظر له ادهم بعيون ممتنة قائال ‪:‬‬
‫_ هللا يسلمك يا عزيز‬
‫جلس عزيز وشاكر معهم واخذ الجميع يتبادل‬
‫الحديث بينما ادهم يشرد بعلبة الحلوى التي‬
‫احضرها عزيز وهو يتذكر عندما علم والده بما‬
‫حدث ارسل له رسالة هاتفية مقتضبة يتمنى له‬
‫الشفاء‪ ،‬يقسم انه لو كان جاء بنفسه ورأى في‬
‫عيونه لهفة وحزن لكان حاول مسامحته‬
‫ونسيان الماضي ولكن لم يأتي‪..‬‬
‫انتبه فجأه من شرودة على صوت براءة وهى‬
‫تقول بلهفة كبيرة‪:‬‬
‫_ جبت هالي بجد‬
‫ولم يشعر بنفسه سوى وهو ينزع الهاتف منها‬
‫وهو يتحدث لزين بلهفة انه يرغب في سماع‬
‫صوتها ويرغب في محادثتها واخيرا ارتوى‬
‫قلبه بقطرات كلماتها وسمع اسمه من فمها‬
‫مجددا ابتعد عن الجميع وهو يشعر بغصة بكاء‬
‫يرغب في ان يخر أرضا ويبكي ويشكر هللا ان‬
‫منحه هذه الفرصة مجددا همس بصوت باكي ‪:‬‬
‫_ قلب وحياة ادهم يا وردتي‬
‫تحدثت هالي وقد بدأ خوفها ورعبها في‬
‫الساعات السابقه يطفو على السطح قائلة ‪:‬‬
‫_ وحشتني اوي يا ادهم وحشتني اوي‬
‫تحدث ادهم وهو يحاول أن يتمالك نفسه ‪:‬‬
‫_ حد عملك حاجه يا هالي حد لمسك‬
‫هزت رأسها بنفى قائلة ‪:‬‬
‫_متخافش لو زمان كانو يقدروا على هالفيتي‬
‫فدلوقتي محدش يقدر على ام فتحي‬
‫ضحك ادهم وهو يمسح دموعه التي سقطت ثم‬
‫قال بعد صمت ‪:‬‬
‫_ لما ترجعي مش هسيبك أبدا يا وردتي‪،‬‬
‫هنرجع زى األول هتيجي معايا في كل حتة‬
‫ت جسم مش‬ ‫وكل مكان بس المرة دي وان ِ‬
‫روح‬
‫ضحك هالي وهزت رأسها قائلة‪:‬‬
‫_هيحصل حتى عشان اطمن ان محدش‬
‫بيعاكسك وال فيه بنات بتجري وراك‬
‫ضحك ادهم من بين دموعه قائال ‪:‬‬
‫_ هو أنا مقولتش ليكي؟؟‬
‫قالت هالي بصوت مختنق بالدموع ‪:‬‬
‫_ ال مقولتش‬
‫ضحك ادهم قائال وهو ينظر للجميع ‪:‬‬
‫_ مش البنات اتكسحوا‬
‫ضحكت هالي بعنف وهو فقط يغمض عينه‬
‫مستمعا لها ثم قالت بعدما هدأت ضحكتها ‪:‬‬
‫_ عايزة ارجع االقيك مستني في بيتنا يا ادهم‬
‫استناني هناك‬
‫ابتسم ادهم وقال بحنان ‪:‬‬
‫_ عيوني يا مالكي هتالقيني مستنيكي هناك‬
‫وهنا أغلق ادهم الهاتف ثم اتجه ونزع الجاكت‬
‫الذي كان شاكر وشادية يتقاذفون به وارتداه‬
‫وهو يخرج سريعا قائال ‪:‬‬
‫_يال عشان هنروح‬
‫وخرج قبل أن يتحدث احد فقال شاكر وهو‬
‫يشير لخروجه ‪:‬‬
‫_ هو مشي راح البيت‬
‫هزت شادية رأسها وهى تنظر الثره بصدمة ثم‬
‫فتح الجميع عينه فجأة وهم يركضون خلفه‬
‫وصرخ شاكر قائال ‪:‬‬
‫_ بسرعة الحقوه‬
‫أسند عزيز براءة وهو يسير خلفهم بتعجب‬
‫وكذلك براءة التي التفهم اى شي‬
‫تم نقل كال من مؤنس وشامل لمقر أليخاندرو‬
‫بايطاليا وهذا يعني أن ساعات جحيمه قد بدأت‬
‫للتو‪ ،‬اخذ األحفاد هالي إلى طائرتهم وكذلك‬
‫صعد زين ووحدته للطائرة المكلفة بعودتهم‬
‫متجهين جميعا لمصر‬
‫كان شادي يقف مع بعض االشخاص امام باب‬
‫العمارة وهو ينظر لألعلى قائال ‪:‬‬
‫_حلو بس زودلي بقى الورد هنا وفوق على‬
‫الشمال ماشي‬
‫صرخ سليم بالرجل قائال ‪:‬‬
‫_ياعم خدني على قد عقلي معلش‪ ،‬انا دلوقتي‬
‫طلبت كراسي كتير ليه جايبلي ‪ ١٠٠‬كرسي‬
‫بس؟‬
‫تحدث الرجل وهو يحاول اقناع سليم باألمر ‪:‬‬
‫_ ماهو يا دكتور لو جبنا كراسي كتير هيكون‬
‫المكان ضيق‬
‫زفر سليم قائال وهو يشير لبعض األركان‪:‬‬
‫_ شكلك مكنتش مركز معايا بس ياسيدي‬
‫الكراسي هنحطها هنا وهنا وهنا‪....‬‬
‫كان كريم يقف على سلم طويل وهو يعلق‬
‫فروع النور ويتحرك بمهارة فسمع صوت‬
‫صبى القهوة وهو يقول ‪:‬‬
‫_ يا استاذ كريم احنا ركبنا الشاشات باقي بس‬
‫حضرتك توصل الكابالت‬
‫ابتسم له كريم وهو يقول ‪:‬‬
‫_ تمام هخلص تعليق الفروع دي وهنزل‬
‫اوصلها‬
‫كان كال من عوض وعبدالرحيم يقفون في‬
‫القهوة وهم يراقبون العمال فقال عوض ‪:‬‬
‫_ فين الجاتوه لحد دلوقتي ما وصلش‬
‫صاح أحد الصبية ‪:‬‬
‫_المحل اتصل وقال انه جهز يا معلمي بس‬
‫ناقص حد يروح يجيبه‬
‫تبرع عبدالرحيم قائال ببسمة ‪:‬‬
‫_ انا معايا عربيتي هروح اجيبه واجي‬
‫بسرعة‬
‫ربت عوض على كتفه ببسمة وهو يهز رأسه‬
‫خارج القهوة كان فرج يقف مع بعض الغفر‬
‫لديه وهو يقول ‪:‬‬
‫_عايز الحارة كلها تكون فاضية يعني ابعدوا‬
‫اى عربيات او حاجة تضيق الشارع طبعا‬
‫استأذنوا من صحابها األول‪ ،‬ونضفوا الشارع‬
‫كله يال بسرعة‪ ،‬وانا هحلي ليكم بقكم‬
‫قال أحد الرجال ببسمة ‪:‬‬
‫_ده احنا نخدمك بعيونا يا حاج‬
‫ربت فرج على كتفه قائال ‪:‬‬
‫_نردهالك في األفراح يابني‬
‫انتهى فرج من حديثه وهو يستدير فأصطدم‬
‫بفتاة تحمل حقائب كثيرة فاعتذر قائال ‪:‬‬
‫_ ال مؤاخذه يا بنتي ما خدتش بالي‬
‫ضحكت منه وهى ترفع رأسها قائلة ‪:‬‬
‫_ وال يهمك يا عمدة‬
‫ضحك فرج قائلة ‪:‬‬
‫_ هو آنتي يا منه؟ كنتي فين كده‬
‫قالت منه وهى ترفع الحقائب وعلى يدها هناك‬
‫حقيبه طويلة معلقة ‪:‬‬
‫_كنت ياسيدي بجيب الحجات بتاعة العروسة‬
‫الفستان واإلكسسوارات والجذمة والميكب وال‬
‫قاطعها فرج قائال ‪:‬‬
‫_خالص يابنتي يارتني ما سألت روحي يال‬
‫بسرعة عشان هنكنس الشارع ونرشه‬
‫ضحكت منه وهى تسير للعمارة وتقول ‪:‬‬
‫_ اشطا عليك يافرج‬
‫فجأة سمع همس خلفها يقول ‪:‬‬
‫_اشطا عليك يا جميل‬
‫ضحكت منه دون أن تستدير قائلة ‪:‬‬
‫_ عدي يومك يا شادي‬
‫كانت شقة ام احمد مخصصة للطهو حيث‬
‫اجتمعت بها نساء الحارة لطهو الطعام فهذا‬
‫ليس زفاف عادي بل زفاف الدكتور ادهم الذي‬
‫لم يتوانى يوما عن مساعده احد ولو على‬
‫حساب نفسه‬
‫دخلت ام علي وهى تحمل قِدر كبير قائلة وهى‬
‫تلهث ‪:‬‬
‫_ ملقتش اكبر من دي يا ام سليم‬
‫نظرت ام سليم والتي عادت اليوم من رحلتها‬
‫عند شقيقتها قائلة‪:‬‬
‫_ تمشي يا ام علي يال روحي شوفي اللحمة‬
‫وتبليها‪ ،‬مين اللي بيعمل الصواني بتاعة‬
‫البشاميل؟‬
‫قالت أم أحمد وهى تشير لغرفة ما ‪:‬‬
‫ام أشرقت هتخلص ام علي وتعملها‬
‫قالت أم سليم بتعجب ‪:‬‬
‫_ام أشرقت هتخلص ام علي ازاى؟ هتقتلها‬
‫وال إيه؟‬
‫ضحكت ام احمد قائلة بتوضيح ‪:‬‬
‫ت عارفة‬
‫_قصدي ام علي الحلويات يعني ان ِ‬
‫ادهم بيحبها منها اوي‬
‫ابتسمت ام سليم وهى تهز رأسها ثم قالت‬
‫بصوت عالي ‪:‬‬
‫_يا جماعه اللي بيعمل الجالش يجي ياخد‬
‫اللحمة خلينا نخلص‬
‫دخل ادهم الحارة بعدما فشل شاكر أن يمنعه‬
‫ولكن بمجرد دخوله حتى الحظ حركة غريبة‬
‫في الحارة كلها‪ ،‬فنظر لشاكر قائال ‪:‬‬
‫_هو فيه إيه يا شاكر؟‬
‫لم يكد شاكر يتحدث حتى سمع صياح أحد‬
‫الصبية الصغار يقول بصوت عالي ‪:‬‬
‫_ العريس وصل يا عيال‬
‫نظر ادهم لهم بتعجب ثم قال لشاكر ‪:‬‬
‫_ انت خالص نويت تتجوز على هاجر يا‬
‫شاكر‬
‫مد شاكر يده وضم هاجر وهو يقول بتذمر ‪:‬‬
‫_ يا أخي بقى انت عارفها بتصدق‪ ،‬اتجوز مين‬
‫بس‬
‫تحدث ادهم بتعجب ‪:‬‬
‫_أمال مين اللي هيتجوز؟؟‬
‫فجأة وجد شباب الحارة يأتون إليه ويجذبونه‬
‫ناحية العمارة وهو يحاول معرفة ماذا يحدث‬
‫فوجد الشباب الثالثة ينظرون له بتعجب وقال‬
‫كريم ‪:‬‬
‫_ ادهم ايه اللي جابك بدري كدة‬
‫قال ادهم وهو ينظر حوله بدهشة ‪:‬‬
‫_ هو فيه إيه‬
‫قال فرج بضحكة عالية من الخارج ‪:‬‬
‫_ ده فرحك يا ادهم مبارك ياحبيبي‬
‫نظر شادي لفرج قائال ببسمة ‪:‬‬
‫_متشكرين يا فرج يا حبيبي‬
‫قال سليم حتى ال يدع الدهم فرصة للتفكير ‪:‬‬
‫_ يال منك ليه خدوا ادهم لشقتي فوق بسرعة‬
‫عشان يجهز‬
‫ولم يكد ادهم يستفسر عما يحدث حتى وجد‬
‫الجميع يسحبه‬
‫فضحك الثالث شباب على صراخ ادهم المفزوع‬
‫منهم‬
‫في المساء امتلئت الحارة باالضواء فأصبحت‬
‫كالنجوم التي تتألأل في الحارة‬
‫كان ادهم ينظر لنفسه في المرآة وخلفه يقف‬
‫الثالث شباب وهم يعدلون وضع ثيابهم‪ ،‬وجاء‬
‫سليم من الخلف وهو يضم ادهم قائال ‪:‬‬
‫_ عريسنا قمر يا جدعان‬
‫ضربه ادهم بخفه في معدته قائال‪:‬‬
‫_قمر مين يا غبي اسمها وسيم‬
‫ضحك كريم وهو يدفعهم ويقف امام المرآة‬
‫قائال ‪:‬‬
‫_خالص يا عم انا قمر متزعلش‬
‫دفعه شادي وهو يقف ويغمر لنفسه في المرآة‬
‫قائال ‪:‬‬
‫_ البت منه هتتحسد عليا انهاردة‬
‫قفز الثالثة عليه وهم يضحكون بشده فقال‬
‫ادهم ‪:‬‬
‫_مش كنتم عملتوا برضو فرحكم معايا‬
‫قال سليم وهو يعدل من وضع الكارفات الخاص‬
‫به ‪:‬‬
‫_ عشان نبقى فايقين ليك اما لو فرحنا كلنا‬
‫محدش هيكون فايق للتاني وانا عايز كل واحد‬
‫مننا التالته التانيين يكونوا معاه بكل كيانهم‬
‫ابتسم ادهم بشدة ثم ضمهم وهو يقول ‪:‬‬
‫_ انتم لو كنتم اخواتي من لحمي ودمي‬
‫مكنتوش عملتوا كده‬
‫ضحك كريم وهو يقول‪:‬‬
‫_ ياعم احنا اخواتك‪ ،‬متخليش سليم يديك‬
‫بوكس يفسد الشكل العام بتاعك‬
‫ضحك الجميع بشده‬
‫ثم سمعوا صوت زغاريد عالية تقترب منهم‬
‫حتى دخلت شادية وهى تنظر له بدموع وتمد‬
‫يدها الدهم بحنان فركض لها بسرعة وهو‬
‫يرتمي في احضانها قائال بدموع ‪:‬‬
‫_ ربنا عوضني عن امي بيكي يا شادية من‬
‫صغري وعمرك ما سبتيني أبدا ‪ ،‬ربنا يديمك‬
‫ليا‬
‫بكت شادية وهى تضربه على ظهره بخفة قائلة‬
‫‪:‬‬
‫_بس يا اهبل انت ابني غصب عنك‬
‫ثم ابعدته عنها وهى تمسح دموعها قائال ‪:‬‬
‫_يال عشان الكل مستني‬
‫ثم سحبته وخلفهم الشباب يحملون الدفوف‬
‫ويزفونه زفة شعبية وادهم يقول بتعجب ‪:‬‬
‫_ استنوا بس هى العروسة أساسا لسه جات‬
‫ازاى ه‬
‫توقف عن التحدث حينما وصل الطابق الخاص‬
‫بعوض فوجد هالي تخرج من الشقة برفقة‬
‫الفتيات وهى تبتسم بخجل وتنظر له‪ ،‬توقف‬
‫ادهم عن التحرك وهو ال يستطيع التنفس مما‬
‫يرى امامه فقالت منه ببسمة ‪:‬‬
‫_إيه رأيكم بقى في القمر دي‬
‫لم ينتبه ادهم الحد فكل ما يراه هو هالي وفقط‪،‬‬
‫تقدم منها بخطى متمهلة ثم توقف امامها وقبل‬
‫جبينها طويال ثم ابتعد وهمس ببحة مثقلة‬
‫بالمشاعر قائال ‪:‬‬
‫ت يا مالكي‬
‫_ مبارك عليا ان ِ‬
‫لم تتحمل هالي األمر فألقت نفسها في احضانه‬
‫وهى تضمه بشده‬
‫في األسفل كان أليخاندرو يجلس مع احفاده‬
‫الذين نسوا من هم واندمجوا مع الحضور‬
‫قال فبريانو لمارسيلو الذي يتناول الحلويات‬
‫الشرقية ‪:‬‬
‫_مارسيلو عزيزي توقف عن األكل فوزنك ال‬
‫يسمح لك‬
‫ضحك مارسيلو قائال بسخافة ‪:‬‬
‫_ حسنا اعتقد انه مهما زاد وزني لن أصل‬
‫لمرحلتك تلك يا فابري‬
‫ابتسم فبريانو ببرود قائال ‪:‬‬
‫_عزيز انت لن تود ان تخوض معي في هذا‬
‫صاح مارتن بنزق بهم ‪:‬‬
‫_هال توقفتم ارجوكم فأنا ال احتمل اى شجار‬
‫أود التركيز قليال لعلي أجد فتاة جميلة هنا‪.‬‬
‫زفر انطونيو قائال بتفاذ صبر ‪:‬‬
‫_ مجموعة أطفال‬
‫ضحك أليخاندرو على احفاده وفجأة توقف‬
‫الجميع وهم يستمعون لصوت الزفة التي‬
‫يقودها الشباب ثواني وظهر ادهم وهالي وهم‬
‫يسيرون وسط غناء براءة وعزف الشباب‬
‫ومعهم زين الذي انضم لهم هو وعزيز‬
‫والجميع‪.‬‬
‫صعد ادهم ومعه هالي على المنصة المصممة‬
‫للعروسان (الكوشة) وحولهم جميع احبابهم‬
‫تقدم أليخاندرو وخلفه الشباب التسعة ثم‬
‫صعدوا للكوشة وهنئوا االثنان‪ ،‬بينما ارتمت‬
‫هالي في أحضان جدها الذي كان أول من‬
‫استقبلها عندما خطت قدمها ارض مصر‪،‬‬
‫ضمها أليخاندرو بحنان وهو يهمس ‪:‬‬
‫_ هالفيتي العزيزة تشبهين والدتك كثيرا يا‬
‫جميلتي‪ ،‬اتمنى لو كانت برفقتنا اليوم‬
‫ورغم انها لم تفهم شئ إال أنها كانت تبكى‬
‫لذلك العناق المحمل بكم من الحنان لم تشعر به‬
‫سابقا سوى مع ادهم فقط‪.‬‬
‫سلم عليها التسع شباب واحدا الو االخر ولم‬
‫يسلم أحدهم من غزل هالي التي كانت تستغلهم‬
‫لتغيظ ادهم‬
‫تقدم فادي ومعه حسناء ورؤوف وسارة‬
‫وهنئوا االثنان‬
‫بينما انصرف أليخاندرو واحفاده مضطرين‬
‫ليلحقوا بطائرتهم بعدما ودع التسعة شباب‬
‫هالي ‪.‬‬
‫بدأت الليلة تشتعل يرقص الشباب وضحكهم‪،‬‬
‫وفي ثواني سحب الشباب ادهم لمنتصف‬
‫المسرح واخذوا يقذفونه في الهواء‬
‫وصرخاتهم تتعالى‪ ،‬بينما ذهبت منه والتي‬
‫كانت تتألق بفستان ازرق يالئهما ومعها مريم‬
‫التي كانت ترتدي فستان وردي رقيق واشرقت‬
‫التي ارتدت فستان باللون العسلي‪ ،‬اقتربت‬
‫الفتيات من هالي واخذاو يعدلون لها من‬
‫المكياج ويضحكون معها وهم يسمعون صراخ‬
‫ادهم الذي عال بسبب رمى الشباب له عاليا‬
‫جدا‪.‬‬
‫حمل أحد شباب الحارة ادهم على كتفه وكذلك‬
‫فعلوا مع الشباب الثالثة فأمسك األربعة ايدي‬
‫بعضهم البعض ورقصوا كثيرا وضحكاتهم‬
‫تتعالى وفي االسفل كان زين يضم براءة وهو‬
‫يصفر بصوت عالي وشادية تراقص عوض‬
‫شاكر يضم هاجر ويراقصها وفرج يحدث‬
‫عبدالرحيم وعزيز واعين الثالثة تلتمع بالفرحة‬
‫لذلك المشهد‪.‬‬
‫هبط الشباب واتجه كال منهم لزوجته وضمها‬
‫بحنان واخذ يراقصها بفرحة عالية‪.‬‬
‫اقترب ادهم من اذن هالي وقال لها ‪:‬‬
‫_ آه وردتي الصغيرة لكم أنا عاشق لك فرفقا‬
‫بقلبي يا حبيبتي‬
‫ضحكت هالفيتي وهى تقول ‪:‬‬
‫_ رومانسيتك باظت يا ادهم وهللا‪ ،‬ولكن ستظل‬
‫وحتى تحترق النجوم وتفنى العوالم الجبنة‬
‫القديمة حجي يا حبة الجلب‬
‫ضحك ادهم بشدة وهو يضمها اكثر ثم دار بها‬
‫تحت صافرات الشباب وهم يصفقون‬
‫تحدث براءة وهى تغمز لزين ‪:‬‬
‫_ ما تطلع مسدسك ياباشا وتضربلنا كام طلقة‬
‫كده عايزين نشغلل الجو‬
‫ضحك زين وهو يقترب منها ويهمس بنبرة‬
‫منخفضة ‪:‬‬
‫_ عندي اقتراح تآني بيشعلل آكتر‬
‫نظرت له بتساؤل فسحبها لداخل العمارة وهو‬
‫يقول بضحك ‪:‬‬
‫ت‬
‫_ هنرقص رومانسي زى الروايات مش ان ِ‬
‫قرفاني انك عايزة تعملي كده‬
‫وضعت براءة يدها حول رقبته وهى تقول ‪:‬‬
‫_ يال سمعني نبضك بقى ودفيني بنار حبك‬
‫وهللا ابيك الليلة وحدك‪ ،‬وهللا ياسيد لو ما قربت‬
‫عليا يا سيد لخليهالك ده ياسيد‬
‫ضحك زين وهو يضمها بحنان وعشق تخطى‬
‫حدود العقل ويراقصها برومانسية‬
‫تحدث كريم لمريم وهو يضم وجهها بحنان‬
‫قائال ‪:‬‬
‫_ ريمو القمر خايفة من العملية‬
‫ابتسمت له مريم وهى تقول بطفوليه ‪:‬‬
‫_ مش انت هتكون معايا؟‬
‫هز رأسه بعشق وهو يقول ‪:‬‬
‫_ آلخر نفس‬
‫ابتسمت مريم قائلة ‪:‬‬
‫_ خالص مش خايفة‬
‫ابتسم كريم وضمها بحنان‬
‫ضحكت منه وهى تبتعد عن شادي قائلة ‪:‬‬
‫_ وهللا لو قليت أدبك لهفضحك‬
‫ضحك شادي وهو يجذبها اليه قائال ‪:‬‬
‫_ يابنتي انا مفضوح أساسا‪ ،‬حتى اسألي ام‬
‫علي هناك اهي دي انا بعتلها باد على االنستا‬
‫من شهور ولسه معلقاني‬
‫انفجرت منه في الضحك بينما هو يرمقها بحب‬
‫وحنان‬
‫تحدثت أشرقت وهى تنظر للجميع ببسمة‬
‫قائلة‪:‬‬
‫_ ربنا عوضني بيك يا سليم بالعيلة الجميلة‬
‫دي ربنا يديمكم ليا‬
‫امسك سليم يدها وقبلها وهو يقول بحنان ‪:‬‬
‫ت حلم يا‬
‫ت كن ِ‬
‫_ ويديمك ليا ياقلب سليم‪ ،‬ان ِ‬
‫أشرقت واخيرا حققته‬
‫سمع الجميع صوت المصور يناديهم ألخذ‬
‫صورة جماعية فأقترب الجميع من ادهم وهالي‬
‫ووقفوا سويا فأشار ادهم الم احمد ام تأتي‬
‫فذهبت إليه وهى تبكي بتأثر فقبل يدها ورأسها‬
‫وهمس لها ‪:‬‬
‫_ يعني ينفع يكون فرج ابنك ومتقفيش جنبه‬
‫بكت ام احمد وهى تربت عليه بحنان قائلة ‪:‬‬
‫_ ربنا يسعدك دايما يا حبيبي يارب‬
‫سمع ادهم صوت يعرفه جيدا وهو يقول ‪:‬‬
‫_ يا دكتور ادهم ههههههه استناني هههههه‬
‫هتصور معاك ههههههه‬
‫نظر ادهم وجد دكتور عزمي وسامي يتجهون‬
‫ناحيته ولكن أثناء صعود سامي المنصة تعرقل‬
‫وسقط‪ ،‬فضحك الجميع بشدة عليه وهنا استغل‬
‫المصور الموقف والتقط لهم صورة وهم‬
‫يضحكون بتلقائية‬
‫فقال سامي بحنق وتذمر ‪:‬‬
‫_ وهللا ده حرام البدلة اللي جايبها باظت‬
‫ضحك ادهم وهو يتجه له ويرفعه قائال ‪:‬‬
‫_ ياعم تعالى بس نفضها يال عشان هناخد‬
‫الصورة‬
‫ثم أشار الم أشرقت وأم سليم وأم علي ودكتور‬
‫عزمي وعبدالرحيم وفرج والجميع ونظر لهالي‬
‫وهو يضمها بحنان قائال ‪:‬‬
‫_ يمكن زمان خسرت ام او اب‪ ،‬بس ربنا‬
‫رزقني بعيلة كبيرة آوي‬
‫ابتسم له ووقف الجميع وتجهزوا للصورة‬
‫وابتسموا وهم ينظرون للكاميرا‪.‬‬
‫التقط المصور تلك الصورة التي تحمل العديد‬
‫من األوجه والتي تتباين نظرات كال منهم فهذا‬
‫ادهم ينظر الم فتحي يحب وبسمة وزين ينظر‬
‫لبراءة بامتنان وعشق وكريم ينظر لمريم‬
‫بحنان وحب وسليم ينظر الشرقت نظرة حماية‬
‫وعشق وكذلك شادي الذي كان يضم منه وهو‬
‫ينظر لها بحب وخبث وشادية تناظر الجميع‬
‫ببسمة ام حنونة وشاكر يضم هاجر بحب وفرج‬
‫يضم عوض وعبدالرحيم وعزيز ينظرون‬
‫للجميع ببسمة‪ ،‬وسامي يضحك ببالهة‪ ،‬وأم‬
‫أحمد تضحك على حركات ام علي‪ ،‬وأم سليم‬
‫تقف بجانب ام أشرقت وهن يبتسمن بحنان‬
‫للجميع‪ ،‬لتصبح الصورة وكأنها لوحة تنطق‬
‫بكم المشاعر التي تحتويها‪ ،‬فلم تكن تلك مجرد‬
‫صورة عادية ولم تكن تلك مجرد عائلة ولم‬
‫تكن تلك مجرد حكاية‪ ،‬بل كانت وببساطة حياة‬
‫عشاناها بكل مشاعرها بكينا وضحكنا معهم‪،‬‬
‫عشنا حزنهم وعاصرنا فرحهم‪ ،‬تأثرنا لفراقهم‪،‬‬
‫واحتفلنا لتجمعهم‪ ،‬بإختصار لم تكن تلك مجرد‬
‫عائلة عادية بل كانت حياة كاملة عشنا كل‬
‫تفاصيلها‪ ....‬وما اجملها من تفاصيل سجلناها‬
‫في القلوب قبل العقول‪ ....‬تفاصيل حفرت في‬
‫كتاب كبير ضم العديد من القصص المختلفة‬
‫ولكن يجمعها شئ مشترك اال وهو‪ .....‬العائلة‬
‫والصداقة‪ ....‬والعشق‪.‬‬
‫فلم تكن مجرد روح ظهرت له بل كانت روح‬
‫غيرت حياته‪ ،‬كانت روح لمالك‪ .....‬روح‬
‫مالكي‬

‫تمت‬

You might also like