رواية جراح الروح سليم وفريده كاملة جميع الفصول بقلم روز امين

رواية جراح الروح سليم وفريده كاملة جميع الفصول بقلم روز امين


رواية جراح الروح سليم وفريده كاملة جميع الفصول هى رواية من تأليف المؤلفة المميزة روز امين رواية جراح الروح سليم وفريده كاملة جميع الفصول صدرت لاول مرة على فيسبوك الشهير رواية جراح الروح سليم وفريده كاملة جميع الفصول حققت نجاحا كبيرا في موقع فيسبوك وايضا زاد البحث عنها في محرك البحث جوجل لذلك سنعرض لكم رواية جراح الروح سليم وفريده كاملة جميع الفصول

رواية جراح الروح سليم وفريده بقلم روز امين

رواية جراح الروح سليم وفريده كاملة جميع الفصول

دلفت إلى الشركة التي تعمل بها تتحرك على عجل وتوتر، إستمعت إلى رنين هاتفها معلن عن وصول مكالمة من أحدهم.

أخرجته من داخل حقيبتها سريع ونظرت بشاشته، ضغطت فوق زر الإجابه وإذ بها تستمع لصوت أحدهم وهو يصيح بتوتر أيوة يا فريده إنتي فين، الإجتماع فاضله دقايق ويبدأ!
تنفست الصعداء بقلق وأجابته بنبرة مطمئنة خلاص يا هشام أنا وصلت الشركة وبدخل الأسانسير حالا، دقيقتين بالظبط وهكون عندك في قاعة الإجتماعات!

دلفت سريع إلى المصعد وضغطت زر الإغلاق وبعدها زر الصعود!
كل هذا كان يحدث تحت أنظار ذلك الدالف من بواية الشركه بإصطحاب صديقه ومساعدته الخاصة وهو ينظر حوله بترقب ليستكشف المكان!

وإذ به يفتح عيناه على مصرعيها بذهول وهو يراها تقف داخل المصعد وتضغط عليه ليغلق باب المصعد وتحجب عنه ملامحها بدون رحمه، ومن جديد تختفي عن عيناه كالسابق!
دق قلبه بوتيرة سريعه وأنتفض داخله، ضل ناظرا على أثرها وتسمر بوقفته بعيون جاحظه غير مصدقه لما رأته للتو!

حدث حاله، ماذا دهاك يا فتي، أوصل بك الأمر إلى أن تراها بيقظتك؟
حقا هذا ما كان ينقصك، عد إلى رشدك وأتزن!
وأكمل حديثه مع النفس بقلب يصرخ متألما:
رفقا بقلبي المسكين فريدتي
ألم تكتفي بأنك إستحوذتي على أحلامي وجميع حواسي
أتأتني أيضا في صحوتي!
الرحمة غاليتي
الرحمة أميرتي.

متي يحن زماني وينهي عني عقوبتي
وقف صديقه ينظر عليه بإستغراب ويحدثه بتساؤل مالك يا سليم، فيه حاجه؟

نظر إلى صديقه بتيهه وأجابه بشرود مش عارف يا علي، بيتهئ لي إني شفت فريده كانت طالعه في الأسانسير من دقيقه!
تملل على وأجاب صديقه بنبرة معاتبة وبعدين معاك يا سليم، هو أحنا مش هنخلص من موال فريده ده، مش كفايه الخمس سنين إللي عشناهم في ألمانيا كنت بتشوفها في كل الأماكن وفي كل الوشوش.

ثم أكمل بدعابه ليخفف بها توتر صديقه الذي أصابه والله أنا خايف ل في مرة تشوفني أنا كمان فريدة، ثم وضع يده على كتفه وتحدث بنبرة جادة يلا يا سليم، كده هنتأخر على معاد الإجتماع وده غلط في حقنا!

هز رأسه إلى صديقه بإيماء وتحركا بإتجاه المصعد!
أما عند فريده التي صعدت بالمصعد بتوتر لقلقها خوفا من تأخرها على الإجتماع!

دلفت سريع إلى قاعة الإجتماعات وهي تنظر إلى مدير الشركة بعيون معتذرة أنا أسفه جدا على التأخير يا أفندم، صدقني الطرق كلها كانت واقفه بطريقه مستفزة!
أجابها المدير بعمليه وتفهم حصل خير يا باشمهندسه بس ياريت ما تتكررش تاني، على العموم لسه فاضل خمس دقايق على وصول المهندس الإقليمي للشركه الألمانية.

ثم وجه بصرة إلى الجميع وأردف بتحذير ياريت كله يبقي فاهم هو بيقول أيه كويس أوي لأن الباشمهندس جاي يتفقد سير العمل في الشركه ويقرر إذا كانت إمكانيات شركتنا تستاهل تنضم للشركة الألمانيه دي ولا لاء، وأكمل بتوجية يعني مطلوب من كل واحد منكم إنه يخرج أعلي ما عنده من إمكانيات إنهاردة، لأنه شخص جاد جدا ومعندوش أي تهاون في الشغل،.

وأكمل بنبرة تحفيزية وبصراحه كده شركتنا هتتنقل في حته تانيه خالص لو الشراكة دي تمت، والموضوع هيبقا فيه خير لينا كلنا، مفهوم يا حضرات؟
أماء له الجميع بإيجاب ثم وجه حديثة إلى فريدة قائلا والكلام ده ليكي إنت بالأخص يا فريدة، أنا عاوزك تبذلي أقصي جهدك إنهاردة، فهماني يا فريدة؟

نظرت إليه وتحدثت بإيجاب مفهوم يا أفندم!
همست المهندسه نجوي الجالسة بجانب المهندس إيهاب بغيظ كل حاجة فريدة فريدة، تقولش الشركة كلها ما فيهاش غير فريدة عصرها وأوانها دي كمان!

همس لها إيهاب بموضوعية برغم إني متضايق من إطراء مستر فايز ليها كل شوية، إلا إننا لازم نعترف قدام نفسنا إنها بجد عبقرية ومميزة في أدائها وشغلها!
إكتفت بهز رأسها له بإستنكار وفضلت الصمت!

أما فريدة التي جلست بجانب ذلك الذي يترقب جلوسها بفارغ الصبر وتحدثت هي صباح الخير يا هشام!
أجابها بإقتضاب صباح النور يا فريدة، وأكمل بنبرة صوت ملامة عاجبك تأخير سيادتك ده، أنا مش فاهم فيها أيه لو أعدي عليكي كل يوم وأجيبك معايا بدل الوقت اللي بتضيعيه وإنتي مستنيه العربيه بتاعت زميل بباكي ده كمان؟

أجابته بضيق وهي تتفحص أوراقها الموضوعه أمامها بمنتهي المهنيه وبعدين معاك يا هشام، هو أنت مابتزهقش من الكلام في الموضوع ده؟
وأكملت بتفسير قولت لك بابا مش موافق إني أجي معاك وشايف إنه ما يصحش أركب معاك عربيتك لوحدنا، وأنا نفسي شايفه إنه ما ينفعش ومقتنعه بكدة!

أجابها بضيق ولوم بصوت خفيص وياتري بقا اللي يصح يا باشمهندسه إنك تركبي عربية بالأجرة مع راجل غريب وتسيبي عربية خطيبك؟

تمللت بجلستها ونظرت عليه وأجابته بإقتضاب بصوت هامس إنت حقيقي جاي تناقشني في الموضوع ده دالوقت يا هشام؟

كاد أن يجيبها لولا دلوف السكرتيرة الذي أسكت الجميع وهي تعلن لسيدها عن وصول العضو المنتدب من الشركة الألمانيه.

وقف فايز بإحترام ليجد أمامه شاب في مقتبل العقد الثالث من عمره، ذو جاذبيه عالية وجسد ممشوق مما يدل على إنضباته بحياته وأهتمامه بكل ما يخصه بعنايه!

تحرك سليم بكل ثقه ووقف أمام مدير الشركه ومد يدة له وأردف بنبرة جاده مهندس سليم الدمنهوري، العضو المنتدب والمدير التنفيذي لشركة الالمانية!

إنتفض داخلها وهي تنظر إليه بذهول، لم تصدق عيناها ما تراه أمامها، ولا أذناها لما أستمعت إليه، سرت بداخل جسدها رعشه هزت كيانها بالكامل،
وحدثت حالها، سليم الدمنهوري
ما الذي أراه بأم أعيني.

هل هذا واقع أم أنه فقط من وحي خيالي!

أحقا أنت؟

ما لتلك الصدفة اللعينة التي أتت بك إلى هنا!

أيعقل أن يعبث معي قدري بتلك الطريقة المؤلمة!

يا لتعاستي ولحظي العثر!

تحدث المدير بإنبهار وهو يرحب به أهلا وسهلا باشمهندس سليم، الحقيقه لما سمعت عن إنجازاتك الغير مسبوقه في شركةكنت متأكد إني هقابل مهندس مخضرم سنه لايقل عن ال 45 سنه على الأقل، لكن ماشاء الله، ذهلت لما شفت حضرتك وتأكدت إنك عقليه فاذة في عالم الإلكترونيات زي ما سمعت عنك بالظبط!

أجابه سليم بعمليه متشكر لإطراء حضرتك يا باشمهندس، وأتمني الحظ يحالفنا و يكون لنا شغل مع بعض في المستقبل!

أجابه المدير بتمني إن شاء الله يا باشمهندس!

قدم سليم صديقه للمدير وهو يشير بيدة أحب أعرفك بالباشمهندس على غلاب، المدير التسويقي للشركه.

ثم أشار إلى فتاة شقراء ذات جاذبيه عاليه ودي أستاذة جينا، المساعدة الخاصه ليا!

رحب بهما المدير ثم إلتفت إلى الحضور وبدأ بتقديمهم إلى سليم الذي بدوره حول بصرة ليتفقد الوجوة.

وفجأة تسمر حين وجدها أمامه وهي تنظر له بكل كبرياء وبرود إصطنعته بكل قوتها لتظهر أمامه بكل هذا الثبات!

شعر برعشه سرت بجسده بالكامل وتسمر بوقفته من هول المفاجأة، نظر لها كمن وأخيرا وجد ضالته الغاليه التي يبحث عنها منذ الأزل!

فاق على همس صديقه وهو يلكزه في يدة بهدوء ويحدثة ليستفيق مما أصابه باشمهندس سليم!

إستوعب على حاله، وبدأ بإستجماعها ونظر إلى علي الذي أمده بنظرات قوة بعدما رأي فريده هو الأخر!

نظر سليم للمدير بجديه وبدأ بالتعرف على جميع أعضاء الشركة من مديرين إلى مهندسين ومحاسبي الشركه.

حتي وصل إليها وأردف المدير تقديمها قائلا بفخر دي بقا باشمهندسه فريدة فؤاد، من أكفيء وأمهر مهندسات جيلها في عالم الإلكترونيات وإن شاء الله شغلها ينال رضا حضرتك!

مد يدة لها وهو ينظر داخل عيناها التي إشتاقها حد الجنون، فكم من المرات حلم بها وبإلتقاء عيناهما العاشقة
ولكن ليست بهذة الطريقة الباردة، فقد وجد منها جفاء لم يتعهد عليه حتى بأخر لقاء جمعهما حين كانت تبكي غير مصدقه لما أستمعته منه!

تحدث وهو يتلمس راحة يدها التي صعقت داخله من لمستها الحنون أهلا باشمهندسه فريدة!

أجابته بقوة وجمود داخل عيناها وهي تسحب يدها بحدة من داخل راحته التي تتلمس يدها بوله أهلا بحضرتك يا أفندم!

ثم نظرت بجانبها بترقب لذلك المستشاط وهو يري إبتسامة ذلك السليم التي ينظر إلى خطيبتة بتلك النظرات المتفحصة لوجهها!

إستطاع سليم التحكم بحاله وحول بصرة للذي يلي حوريته المتمردة وهو يحمحم.

ومد يدة وهو يستمع إلى المدير أستاذ هشام نور الدين، المحاسب المختص للشركه!

أجابه سليم بهدوء أهلا وسهلا أستاذ هشام!

أجابه هشام بإبتسامة مجامله يداري بها غضبه أهلا بحضرتك يا باشمهندس!

وقف علي أمام فريده بذهول وتحدث بإحترام وود أزيك يا باشمهندسه فريده!

نظرت له بهدوء وتحدثت بنبرة باردة أهلا باشمهندس علي!

إستغرب هشام من معرفة ذلك العلي لخطيبته
وأكمل المدير وهو يشير إلى فتاة قمة في الجمال ترتدي ملابس جريئة تاركة لشعرها العنان بحرية تخالف تعاليم دينها ودي باشمهندسه نجوي رفعت!

نظرت إلى سليم نظرة جريئة وتحدثت وهي تمد يدها بنعومة أتشرفت بمعرفة حضرتك يا أفندم!

أجابها سليم بعمليه ولا مبالاة وهو يسحب يده سريع من بين راحتها أهلا باشمهندسه!

جلس الجميع بعد التعارف وبدأ المدير بالتحدث إلى سليم أنا عارف يا أفندم إن الوقت عند حضرتك بحساب، علشان كدة هندخل في الموضوع على طول.

وبدأ بشرح إمكانيات شركته وتطورها الهائل في مجال الإلكترونيات والتكنولوجيا الحديثة.

ثم توجه إلى فريدة بالحديث قائلا باشمهندسه فريده، ياريت تشرحي للباشمهندس عن خط سير عملنا وتظهري له مدي إختلافنا وتميزنا عن باقي الشركات المنافسه!

هزت له فريده رأسها بإيماء وبدأت بإسترسال شرحها بمهنيه عاليه أذهلت سليم بحد ذاته.

نعم كان يتنبأ لها بالذكاء والتميز في مجالها حين كان يدرسها، ولكن ليس بكل تلك الحرفيه!

وبعد إنتهائها نظر إليها بإنبهار وتحدث بإطراء يظهر إن هيكون لينا جلسات طويله مع بعض قريب يا باشمهندسه!

إغتاظت نجوي من إطراء سليم ونظراته المنبهرة بغريمتها داخل العمل فريدة.

حين تهللت أسارير المدير ونظر إلى فريدة بفخر وتحدث باشمهندسه فريدة من أكفيء مهندسات جيلها يا باشمهندس، وإن شاء الله لو كان لينا الشرف في دمج شركتنا معاكم هتتأكد من ده بنفسك وتعرف إنه مش مجرد كلام!

أجابه سليم بعمليه ده واضح فعلا يا أفندم، وبصراحه هي أقنعتني جدا إني أفكر وبجديه بعرض شركتكم، وعلشان كدة أنا محتاج من حضرتك تحضرلي مكتب هنا لأني محتاج أباشر سير عمل الشركة بنفسي، وبناء عليه هاخد القرار المناسب اللي إن شاء الله يكون في صالحنا كلنا!

إبتسم المدير بأمل وأجابه بإحترام تشريف سعادتك معانا هنا في الشركه شئ يسعدنا جميعا يا أفندم، من بكرة إن شاء الله مكتب حضرتك هيكون جاهز وتقدر تشرفنا فيه!

إنفض الإجتماع وخرج سليم لكنه توقف خارجا وتحدث إلى جينا بعمليه جينا، تقدري تتفضلي إنتي بعربية الشركه وأنا هاروح مع الباشمهندس علي بعربيتة!

أمائت له بإيجاب وأردفت بإحترام تحت أمرك يا باشمهندش، بعد إذنكم!
وذهبت،
وتحدث هو بلهفه ظهرت على ملامحه شفت يا علي وأتأكدت إني ماكنش بيتهئ لي لما قولت لك إني شفتها داخله الأسانسير!

أجابه علي بتهدئة إهدي يا سليم مش كده، الأول شوف هتتكلم معاها إزاي لأن واضح إنها لسه ماسامحتكش على إللي فات ولا نسيته، بدليل نظرتها ومعاملتها الجافه ليك وليا أنا كمان!

وفي تلك الأثناء وجدها تخرج من مكتب المدير ممسكه ببعض الأوراق ويجاورها هشام، إبتلعت لعابها حين وجدته يقف مع صديقه ويبدو أنهما ينتظراها.

نظرت إلى هشام بتوتر حين أوقفها سليم وهي تتحرك من جانبه بتجاهل تام له باشمهندسه فريده تسمحي لي؟

وقفت وهي تلعن داخلها الذي مازال ينتفض حين يستمع لصوته حتى بعدما حدث منه في الماضي!

نظرت له بجمود وأردفت قائلة بنبرة جادة أفندم حضرتك!

أجابها بنبرة جادة وعمليه كنت محتاج رقم تليفونك علشان عاوز أسألك عن مجموعة نقاط محتاج أفهمها هنا في الشركه!

نظر له هشام بإستغراب ورد بصوت رخيم وحضرتك محتاج رقم تليفونها في أيه؟

هو مش سيادتك هيكون لك مكتب هنا من بكرة، يعني تقدر وقتها تسألها في اللي حضرتك محتاجه هنا في الشركة!

نظر له سليم بتعالي مضيق عيناه بإستغراب وأجابه بنبرة ساخرة هو أنا كنت سألت حضرتك ولا وجهت لك أي سؤال مباشر، يبقا بأي صفه بترد عليا؟

وقف هشام بوجهه وأجابه بقوة وأعتزاز مما يدل على عشقه لتلك الفريدة برد بصفتي إني خطيبها يا أفندم!

نزلت الكلمة على سليم كالصاعقه التي دمرت ماتبقي من حطام قلبه النابض بإسمها.

نظر لها وهو يحدث حاله بقلب ينزف، أحقا ما يقوله هذا الأبله، تحدثي فريدة وأنفي ما قاله ذلك المتهور.

قولي لي أن ما تفوة به ذلك الفتي ماهو إلا هراء وترهات لا وجود لها من الصحه، قولي لي مازلت على عهدك وأنتظرك، مازلت أحبك كالسابق وأعلم أن ما حدث ليس إلا كابوسا ومضي!

نظر لها بعيون متسائله أجابته عيونها بالتصديق على ما أستمعه للتو!

فاستجمع حاله ووجه حديثه بقوة إلى ذلك ال هشام ساخرا منه خطيبها دي حضرتك في البيت عندها وأنت قاعد على الكنبة جنب طنط و بتاخد الشاي مع قطعة الجاتوة،
لكن هنا شغل يعني إلتزام بتعليمات وأوامر في مصلحة الشغل وبس!

حدثته هي بنبرة جاده معترضة مع إحترامي الكامل لحضرتك، لكن أستاذ هشام بيتكلم في إطار الشغل وصميم تقاليد العمل،
وأكملت بنبرة مستفزة له أنا تحت أمر حضرتك طول ما أحنا هنا في الشركه، لكن أول ما أخرج من باب الشركه مش مطلوب مني أتكلم مع أي حد في أي حاجه خاصة بالشغل!

أجابها بقوة ساخرا منها علشان كده بلادنا ما بتتقدمش بما فيه الكفايه يا أستاذة، طول ما التفكير الروتيني ده موجود عمرنا ما هاناخد خطوة ل قدام!

وتحدث بقوة وحدة أمرا إياها رقم تليفونك يا باشمهندسه وأعتبري كلامي أمر نافذ ممنوع النقاش فيه!

إنتفض داخل هشام وكاد أن يرد لكنها أمسكت كف يده في محاولة منها لتهدئته تحت أعين سليم الذي صرخ قلبه مطالبا إياها بالرحمه ولكنه تحامل على حالة ورسم الجمود فوق ملامحه،
فهذا هو سليم الدمنهوري.

مدت يدها داخل حقيبتها وأخرجت بطاقة مطبوع عليه إسمها برقمي هاتفيها وأعتطه إياها بإبتسامه سمجه وأردفت بنبرة ساخرة إتفضل يا أفندم، وأتمني بعد ما حضرتك أخدت رقم تليفوني إن بلادنا تتقدم وتبقي رائدة وعظيمة في مجال الإلكترونيات!

ثم نظرت بملامح مكتظه إلى ذلك ال علي وهو يكتم ضحكاته من سخريتها على صديقه وأردفت بضيق بعد إذنكم!

ألقي هشام نظرة حارقه على سليم وتحرك بجانبها متجهان إلى مكتبها.

نظر علي إلى سليم وجده شارد ينظر على أثرها، تحدث ليخرجه من حالته يلا بينا يا سليم، وقوفنا هنا مالوش أي معني وشكلنا كدة بقا وحش جدا!

أخرج نظارته الشمسيه وأرتداها وتحرك بخطوات واثقه بجانب صديقه!

داخل مكتب فريده يقف هشام يطالعها بتساؤل وهي تتحرك وتجلس خلف مكتبها فريدة، إنتي تعرفي اللي إسمه على ده منين؟

زفرت بضيق وأجابته بملامح مكتظه سليم الدمنهوري كان معيدي وبيدرس لي في الكليه، وبعدها أختارني علشان أروح أتدرب معاه في الشركه إللي كان بيشتغل فيها، وهناك قابلت الباشمهندس على وقضيت فترة تدريبي كلها تحت أديهم!

تنهد هشام براحه وجلس بمقابلها وتحدث غريبه أوي، بس إزاي اللي إسمه سليم ده أتعامل معاكي على أساس إنه مايعرفكيش؟

تنهدت وأجابته بقوة سليم الدمنهوري أشبه ب أله إلكترونيه يا هشام، شخص مجرد من أي مشاعر إنسانية لأي حد، ويمكن ده يكون سبب نجاحه وإستمراريته ف بلاد الغرب، لأنه ببساطة شبهم في البرود، ده إذا ما كانش يتفوق عليهم!

أجابها هو بعيون حنونه سيبك يا حبيبتي من الكلام ده كله، إنت بجد وحشتيني أوي ونفسي أخرج معاكي نتكلم شويه!

إبتسمت له بحنان وأردفت قائلة والله أنت رايق أوي يا هشام، الشركه كلها مقلوبه رأس على عقب ومطلوب مننا شغل كتير جدا لازم يخلص إنهاردة قبل سيادة العضو التنفيذي مايشرف بكرة،
وحضرتك سايب كل ده وقاعد تحب فيا؟

إبتسم لها بحنان وعيون عاشقه وأردف قائلا طب هو فيه أحلا من حبك يا فريدة!

وقفت بإبتسامة حنون وهي تفتح باب مكتبها وتشير إليه بالخروج إتفضل يا حضرة المحاسب على مكتبك، روح ظبط وخلص أوراقك المطلوبه منك قبل المدير ما يعرف إن سيادتك سايب شغلك ومقضيها حب هنا، وساعتها هايستغني عننا إحنا الإتنين، وكده بقا لا هنعرف نجيب شقه ولا هنفرشها زي ما بنخطط!

إبتسم لها وهو يتجه ناحية الباب وأردف لا وعلى أيه، الطيب أحسن يا باشمهندسه، وأكمل بعيون عاشقه بحبك.

قالها وخرج سريع تنهدت هي وأغلقت باب المكتب وأتجهت ناحية مكتبها وأرتمت على مقعدها بإهمال.

وحدثت حالها بتألم، لما الأن سليم، لما تظهر لي الأن بعدما أستقرت حالتي النفسيه وبدأت بلملمة شتاتي وأستقراري، لما؟

أما عند سليم فقد إستقل سيارة على وتحدث بشرود وهو يجلس بجانبه مشتت الذهن يعني أيه حسام يقول لي إن فريدة سافرت مع أهلها وسابوا القاهرة خالص وهي موجودة في شركة كبيرة ومعروفه زي دي؟

وأكمل بتشكيك يعني لو حتى موجوده في شركة صغيرة ومغمورة كنت قولت ماعرفش يوصل لها فعلا، لكن دي شركة مشهورة جدا في مجالنا وأكيد أتعامل معاها من خلال شغله!

وأسترسل حديثه ناظرا إلى على ما ترد عليا يا علي، إنت ساكت ليه؟

تنهد على وهو مازال ينظر أمامه يتابع القياده للأسف ماعنديش أي إجابه أرد عليك بيها يا سليم، الوحيد إللي ممكن يجاوبك على أسألتك دي هو حسام نفسه!

تنهد سليم وأرجع رأسه للخلف مستندا على مقعده بالسيارة مغمض عيناه بإستسلام مرير!

إنقضي اليوم بالنسبة إلى فريده، عادت إلى شقتها التي توجد بإحدي الأماكن المتوسطة الحال، شقة تدل على أن أصحابها من أخر الطبقة المعلقه التي تفصل بين طبقه محدودي الدخل وبين الطبقه المتوسطه.

كان قلبها محمل بأثقال ما حدث داخل الشركه ليذكرها بأسوء تجربه عايشتها وكسرتها وحطمت كبريائها!

وفي تلك الأثناء خرجت والدتها من المطبخ وجدتها بوجهها، نظرت لها وتحدثت بإبتسامة حنون حمدالله على السلامة يا باشمهندسه!

إبتسمت لوالدتها وأقتربت منها ووضعت قبلة فوق جبينها وأردفت بحب الله يسلمك يا ماما!

تحدثت والدتها وهي تدلف إلى المطبخ من جديد يلا يا حبيبتي غيري هدومك وصلي على ما أجهز السفرة وأندة لبابا من أوضته!

أمائت لها بموافقه ودلفت غرفتها أخذت ثياب بيتيه مريحه وخرجت مجددا إلى المرحاض لتستحم، علها تزيل عنها حزنها الذي أصابها من رؤية ماضيها الحزين مجسدا أمامها من جديد!

توضأت وتوجهت من جديد إلى غرفتها وشرعت في أداء فرضها وجلست تتضرع إلى الله وتدعوه أن ييسر أمرها للصلاح ويبعد عنها أذي ذلك السليم!

بعد قليل كانت مجتمعه هي وأسرتها حول طاولة الطعام ولكن بوجه شارد حزين باتت تقلب بصحنها دون أكتراث
حتي لاحظ والدها شروها ولكنه تركها وشأنها ليترك لها بعض الخصوصيه.

أردف أسامة موجه حديثه إلى والده بابا، كنت عاوز 7 جنيه لحجز درس الفيزيا علشان رايح السنتر بالليل أحجز مع أصحابي!

أجابه والده بهدوء أصبر يومين يا أسامة لما أقبض المرتب وأديهم لك!

تزمر أسامه وأجاب بإعتراض يا بابا السنتر بعيد وأصحابي كلهم رايحين إنهاردة، وكمان المدرس ده مشهور جدا وبيكتفي بالعدد بسرعه وبيقفل الحجز!

ثم وجه بصرة إلى فريدة مردف خلاص أخدهم من الباشمهندسه ولما حضرتك تقبض إبقا أديهم لها براحتك!

كاد فؤاد أن يعترض إلا أن قاطعته عايدة بهدوء خلاص يا فؤاد مش هيحصل حاجه لما ياخدهم من أخته على ما القبض يوصل، بدل ما المدرس يكتفي بالعدد والفرصه تروح عليه!

تنهد فؤاد بإستسلام وضيق وتحدث أسامة بسعادة أيدك على الفلوس يا باشمهندسه!

لم تنتبه إليه ولا لحديثهم من الأساس، فقد كانت بعالمها الخاص، عالم الذكريات!

فأعاد أسامة عليها السؤال مرة أخري وأخيرا إنتبهت، فاأجابته بتيهه وشرود بتقول حاجه يا أسامه؟

ضحكت نهله شقيقتها الصغري وتحدثت إللي واخد عقلك يا فريده، هو أنتي مش سامعه المفاوضات دي كلها؟

تحدث أسامة سريع عاوز منك 7 جنيه أحجز بيهم درس الفيزيا قبل ما المدرس يكتفي بالعدد!

هزت رأسها بإيجاب تمام يا حبيبي هجبهم لك من جوه لما أدخل أوضتي!

تحدثت إليها عايدة مفسرت أول ما بابا يقبض إن شاء الله هيديهم لك!

تحدثت فريدة بإعتراض كلام أيه اللي حضرتك بتقوليه ده بس يا ماما، أنا وفلوسي كلها ملك ل بابا ولحضرتك!

أجابها فؤاد بهدوء وعزة نفس تسلمي يا بنتي، بس أنا شارط عليكي من أول ما أشتغلتي إن مرتبك لنفسك وممنوع حتى تجيبي أي حاجه للبيت وأنتي راجعة من شغلك،
وأكمل برضا أنا كفيل بيكم وبمصاريف البيت، وزي ما ربيتك وعلمتك لحد ما وصلتي للي إنتي فيه ده، هعلم أخواتك وهوصلهم إن شاء الله لبر الأمان زي ما وصلتك!

إبتسمت له بحنو وأردفت قائلة بنبرة فخورة ربنا يبارك لنا فيك يا بابا، الحقيقه حضرتك عملت معانا اللي مافيش أب في الدنيا كلها عمله، كفاية حنية حضرتك علينا وتوجيهك لينا للصح بطريقه لينه وحافظه لكرامتنا!

وجه إليها حديثه بإهتمام بعدما لاحظ نبرة صوتها ووجهها المهموم مالك يا باشمهندسه، الهم ظاهر في عيونك وأنت بتتكلمي كدة ليه؟

أجابته بإبتسامه كاذبه لطمئنته سلامتك يا حبيبي، مجرد إرهاق من الشغل مش أكتر!

ردت عليها عايدة بحنان كملي أكلك وأدخلي أوضتك نامي لك ساعتين يفوقوكي ويضيعولك تعب اليوم!

هزت رأسها بإيماء وطاعة.

وبالفعل بعد قليل دلفت إلى غرفتها المشتركه مع شقيقتها كالعادة لتأخذ غفوة تريح بها جسدها المنهك في العمل منذ صباح الباكر،
لكن هيهات، فمن أين يأتي النوم بعدما حدث بالشركة اليوم!

دلفت نهله وهي تتحرك على أطراف أصابعها بهدوء ظنا منها أن شقيقتها غافيه لكنها صدمت لما رأته!

وجدت فريدة تجلس القرفصاء وتضم حالها بإحتواء ودموعها تنهمر فوق وجنتها كشلالات عنيفة.

ذهبت إليها نهله وجلست بجانبها ممسكه بيد شقيقتها وأردفت بنبرة قلقه مالك يا فريدة، أيه حالتك ودموعك دي، أيه اللي حصل يا حبيبتي، إحكي لي؟

أرتمت فريدة داخل أحضان شقيقتها وتمسكت بها وكأنها كانت تحتاج لحض أحدهم كي يشعرها بالأمان، وبعد مدة من أستكانتها وهدهدة نهله لها.

إبتعدت فريدة ونظرت لشقيقتها وتحدثت تخيلي العضو المنتدب اللي كلمتك عنه إمبارح وقولت لك إن الشركة كلها مقلوبه علشانه طلع مين؟

نظرت لها نهلة بتمعن في إنتظار ما هو أت أكملت فريدة بدموع سليم قاسم الدمنهوري!

شهقت نهلة ووضعت يدها على فمها بذهول!

صعد سليم إلى شقة عائلته بقلب يتألم ولكنه متماسك للوثوق بحالة وبأن لديه القدرة لإرجاعها لحياته من جديد حتى ولو كانت مرتبطة لذلك الذي يدعي بهشام!

كانت شقة عائلته فاخرة للغاية، حيت تتواجد في إحدي الأحياء الراقيه مما يدل على إرتفاع المستوي المادي والمعيشي لساكنيها!

وجد والدته تجلس بالبهو وتضع ساق فوق الأخري بكبرياء ويجاورها باشمهندس حسام إبن شقيقها وبالوقت نفسه خطيب إبنتها ريم!

حولت أمال بصرها على سليم وتهللت أساريرها بسعادة قائله أهلا يا حبيبي.

مال عليها سليم مقبلا رأسها بحنان وأردف أزيك يا حبيبتي!

وجلس بجانبها وهو ينظر إلى حسام بنظرات غامضه!

إبتسم له حسام وتحدث بدعابه جري أيه يا هندسه، هو أنا كنت بايت في حضنك ولا أيه، ده أنا حتى ماشفتكش من وقت ما جبتك من المطار من يومين!

نظر عليه سليم وتحدث ببرود أزيك يا حسام!

وجهت أمال حديثها إلى سليم قائلة هخلي رقية تجهز الغدا يا حبيبي، أوك؟

هز لها سليم رأسه بإيجاب ثم أردف قائلا بتساؤل هو بابا فين؟

أجابته وهي تقف بابا في المكتب هقوم أنده له وبالمرة أبلغ رقية تجهز السفرة!

وتحركت هي ودلفت غرفة المكتب الخاص بزوجها بعدما أبلغت من بالمطبخ بتجهيزهم وجبة الغداء.

رمق سليم حسام بنظرة مبهمة وتحدث بنبرة حادة عارف أنا كنت فين إنهاردة يا حسام؟

نظر له حسام مضيق عيناه منتظرا باقي حديثه، وأكمل سليم كنت في شركة.

إرتبك حسام بجلسته وأبتلع لعابه بتوتر.

وأكمل سليم بنظرة ملامه بعدما تأكد من تواطئ حسام طب ليه يا حسام؟

ده أنت أكتر واحد عارف أنا أد أيه حبيتها وأد أيه ألمني بعدها عني، وعارف إني كنت بموت حرفيا من فكرة إني مش قادر أوصل لها!

وأكمل بألم ظهر بصوته يبقي ليه يا صاحبي، يا أخويا، يا أبن خالي ويا عشرة عمري؟

تنهد حسام بأسي ثم نظر له وأجابه كان غصب عني يا سليم، صدقني كان غصب عني!

صاح سليم بصوت غاضب وأيه اللي كان غاصبك على إنك تكذب عليا وتغشني بعد ما أمنت لك يا محترم؟

كاد أن يتحدث إلى أن إستمع لصوتها من خلفه وهي تتحدث بنبرة قويه أنا يا سليم إللي أجبرته على إنه يقول لك كده!

وقف وأستدار لوالدته وهو يتطلع عليها بإستغراب وتحدث بتيهه وتعجب وحضرتك تعرفي الموضوع ده منين، وأيه دخل حضرتك بحاجه زي دي أصلا؟

خرجت شقيقته ريم من غرفتها على أصواتهم المرتفعه، وأتجهت إلى سليم وتحدثت وهي تفرك يداها ببعضهما بتوتر وخجل أنا إللي قولت ل ماما يا سليم، حسام وقتها حكي لي لما أنت إتكلمت معاه، وقلت له إنك حاولت توصل ل فريدة عن طريق التليفون وهي ماردتش عليك علشان ماتعرفش رقمك الدولي،.

أنا جيت وحكيت ل ماما بعفوية، وقتها ماما طلبت من حسام إنه يهكر رقم تليفونها وجميع صفحاتها على التواصل الإجتماعي علشان ماتعرفش توصل لها، وفعلا ده اللي حصل!

جحظت عيناه بصدمه من هول ما أستمع وتناقل نظراته المذهوله ما بين والدته وريم و حسام
ثم تحدث إنتم عاوزين تفهموني إنكم كلكم كده إجتمعتم و إتفقتم وكنتم السبب في بعد فريدة عني طول المدة اللي فاتت دي كلها، طب ليه؟

أجابته أمال بكبرياء ورأس مرتفع علشان مش هي دي إللي تليق بالباشمهندس سليم الدمنهوري وتظهر معاه في الوسط بتاعه!

نظر لها بذهول وتحدث بإعتراض وحضرتك تعرفيها منين علشان تحكمي عليها بكدة؟

وأكمل بإعتزاز وتفاخر فريدة باشمهندسه ناجحه في مجالها وقدرت تثبت حالها وتبني نفسها بنفسها، مش زي البنات اللي عاجبين حضرتك اللي كل أهتمامتهم بالمظاهر الكذابه!

نظرت له والدته باستهجان وأردفت قائلة بكبرياء وهي علشان بقت مهندسه تبقا خلاص كده بقت قد المقام يا سليم؟
ده حتى المثل بيقول على الأصل دور.

وأكملت بتسائل وكبرياء تقدر تقول لي مين دي وساكنه فين ولا أصلها ايه؟

بلاش دي، تقدر تقول لي لما تحب تقدمها للناس هتقول لهم دي من عيله مين؟

نظر سليم الى والدته باستغراب وتحدث هو حضرتك بتتكلمي جد يا ماما؟

هو لسه فيه ناس بتفكر بالعقليه دي، وبعدين على فكره بقى، الفرق المادي والإجتماعي بينا وبين فريده مش كبير قوي زي ما حضرتك شايفاه، حضرتك ليه محسساني ان إحنا من الطبقه الثريه في البلد، إحنا يمكن بقينا في أعلي شريحه من الطبقه المتوسطه، بس ده من قريب يا ماما لو تفتكري، وفريدة من نفس الطبقه دي على فكرة، يعني مالهاش لازمة النفخة الكذابة بتاعتنا دي!

تدخل والده في الحديث وهو يخرج من باب مكتبه مردف بتساؤل فيه أيه يا جماعة، أصواتكم عاليه ليه؟

صاحت أمال موجة حديثها لزوجها بنبرة ملامه تعالي يا قاسم بية شوف الباشمهندس سليم وتفكيرة، إبنك بدل ما يروح يجب لك بنت وزير ولا بنت رئيس شركة محترمه من اللي يعرفهم ويقول لك عاوز أتجوزها ويشرفنا قدام الناس، رايح يجيب لك بنت حتة موظف كحيان في الشهر العقاري!

زفر سليم وتحدث بقوة علي فكرة يا ماما، دي حياتي أنا، وأنا الوحيد إللي ليا الحق إني أقرر وأختار مين هي إللي هتكون شريكة حياتي.

ثم نظر إلى والدة وتحدث بجديه غاضبة ما هو مش معقول يا بابا أبقي العضو المنتدب لشركة والشركة مسلمناني زمام أمورها في الشرق الأوسط كله، وأجي في الأخر وماما تختارلي البنت إللي هعيش معاها باقية حياتي؟

تنهد أباه وتحدث بهدوء إهدي يا سليم وخلينا نتكلم بالعقل، إنت عارف إني طول عمري بقف معاك وبنصرك في قراراتك، لكن المرة دي بصراحه مامتك عندها حق!

نظر له سليم بإستغراب فأكمل قاسم يا أبني الدنيا كلها بقت مبنيه على المظاهر، يعني مش معقول موظف كبير زيي في السلك الدبلوماسي هيروح يقعد قدام موظف بسيط في الشهر العقاري وأطلب منه إنه يتنازل ويوافق إنه يجوز بنته لأبني الباشمهندس الكبير!

ثم نظر داخل عيناه وتحدث مدغدغ مشاعرة إنت ترضاها عليا يا باشمهندس؟

هز سليم رأسه بإستنكار وتحدث بشرود بصراحه أنا مستغرب تفكيركم اللي لسه لابس طربوش الخمسينات لحد دالوقت وبيفكر بيه،
يا بابا إحنا داخلين على الألفيه التالتة، الناس برة طلعت القمر وبيحاولوا يشوفوا كواكب تانيه علشان يطلعوا يعيشوا عليها وإحنا هنا لسه بنفكر في ده أبن مين ومن عيلة أيه؟

ثم نظر إلى أباه وتحدث بقوة ليس الفتي من قال كان أبى، ولكن الفتي من قال ها أنا ذا.

وأكمل بلوم مش ده كلام حضرتك بردوا يا قاسم بيه، ولا أحنا بنحط المقولات في المواقف إللي تعجبنا وننتزعها من المواضيع والمواقف إللي مش على هوانا؟

تحدثت أمال ناهية الجدال هو إحنا ليه واقفين نتناقش ونتجادل في موضوع منتهي أساسا.

ثم نظرت إلى سليم وتحدثت بقوة البنت وخلاص أتخطبت لواحد من وسطها ويليق لها، ولعلمك يا سليم، البنت بتحب خطيبها جدا ومن المستحيل إنها تسيبه علشان ترجع لواحد رفض وجودها في حياته قبل كده وأتخلي عنها وأهانها قدام أصحابه!

رمق حسام بنظرة إحتقار بعدما تأكد من أنه قص لوالدته كل تفاصيل قصته مع فريده!

ثم نظر إلى والدته بتحدي وأردف بقوة عاشق وسليم الدمنهوري لاغي كلمة مستحيل من قاموس حياته!

وتحدث وهو يتحرك إلى غرفته أنا رايح أي فندق أقعدلي فيه كام يوم على ما أعصابنا كلنا تهدي!

ودلف للداخل وأمسك حقيبته وبدأ بلملمة أشيائه على عجل، دلف إليه حسام وتحدث بتباجح إهدي يا سليم وفكر بعقلك، معقول هتسيب بيت أهلك علشان إختلفتم في الرأي على حاجة منتهية؟

حدق به بنظرات يملئها الغضب وهدر به إنت بالذات مش عاوز أسمع صوتك نهائي، يا خسارة يا صديق العمر يا أبن خالي، هي دي الأمانه إللي أمنتهالك؟

بقا طعنة الغدر يوم ما تجيلي ماتجيليش غير منك أنت؟
ونظر إليه بإشمئزاز وأكمل بس الحق مش عليك، أنا اللي ماعرفتش أختار الراجل الصح إللي أئتمنة على سري!

زفر حسام وتحدث بضيق ماتعيش في الدور أوي كده يا سليم، الشويتين بتوعك دول تعملهم على أي حد إلا أنا يا حبيبي، وأكمل ليذكره مش هي دي بردوا فريدة اللي بعد ما علقتها بيك وخلتها تحبك وتدوب فيك، ولما ما.

كاد أن يكمل لولا دلوف والدة سليم التي تحدثت بتعالي وهي تنظر إلى ولدها وهو يجمع أشيائه بتعجل أعقل يا سليم وسيب حاجتك زي ما هي وتعالي الغدا جهز وبابا بره في أنتظارنا!

لم ينظر لها وحمل حقيبته وخرج من الغرفه متجة إلى الخارج.

أوقفه صوت والده الهادئ سايب البيت ورايح فين يا سليم؟

تنفس الصعداء ليهدأ من روعه قبل أن ينظر خلفه إلى والده.

ثم تحدث وهو يكتم غيظه كي يحافظ على هدوئه بعد إذن حضرتك يا بابا، أنا رايح أقعد كام يوم في أي أوتيل لحد ما أعصابي تهدى شويه، مش هقدر أضغط على أعصابي وأقعد هنا وأنا غضبان بالشكل ده،
وأكمل كي لا يحزن والده و إن شاء الله لما أعصابي تهدي هبقي أرجع تاني!

تحدث والدة بحنان طب تعالي يا أبني إتغدا قبل ما تنزل!

أجابه بإقتضاب ماليش نفس يا بابا، أرجوك سيبني على راحتي!

تنهد قاسم وأجابه بإستسلام خلاص يا باشمهندس، أعمل إللي يريحك!

هز له رأسه بشكر وتحرك بإتجاه الباب مع إعتراض أمال الذي أسكتها حديث قاسم الحاد خلاص يا أمال خلصنا، ودالوقت أتفضلوا على السفرة إذا كنا هنتغدا إنهاردة!

تحركوا إلى سفرة الطعام وجلسوا جميعهم دون شهيه!

مساء ذات اليوم!

داخل غرفة سليم الموجودة بالأوتيل
تملل داخل فراشه بعد أن غفي عدة ساعات لا يعلم عددها، جلس وهو ينظر حوله بتيهه ليستكشف المكان من حوله حتى تذكر ما حدث!

زفر بضيق وأرجع شعر رأسه للخلف ثم تحرك إلى المرحاض الموجود داخل الغرفه توضأ وخرج بعد قليل أدي فريضته بخشوع وتضرع إلى الله وسأله صلاح الحال!

ثم أمسك هاتفه ونظر به وتفحص رقمها الذي أودعه على الفور حين أخذ منها بطاقة تعريفها، وقرر الإتصال بها ليتواجها بعد غياب دام خمس سنوات قضاها كلاهما في عذاب وألم الإشتياق يمزق داخلهما!
تنهد سليم بتثاقل وضغط زر الهاتف لتجيب هي على الفور بصوت جاد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
إنتعش داخله حين إستمع لصوتها الذي إشتاقه حد الجنون وأجابها وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته!

إنتفض داخلها حين إستمعت لصوته وبرغم معرفتها أنه المتصل لظهور إسمه بشاشة هاتفها وذلك بفضل تطبيق التروكولر إلا أنها تلبكت ولكنها سرعان ما تماسكت حالها وتحدثت بقوة وأقتضاب أفندم يا باشمهندس، إتفضل، أنا سمعاك!
تنهد بإرتياح وتحدث مبتسم بحنين لماضيه معها لسه زي ما أنتي ومتغيرتيش يا فريدة، طول عمرك وإنت جاد وصريحه!

أجابته بنبرة جادة وحديث ذات مغزي اللؤم والغدر ليهم ناسهم يا باشمهندس، ودالوقت بقا ياريت تدخل في الموضوع على طول علشان معنديش وقت كفاية لحضرتك!
تنهد بحزن من تلك المعاملة الجافة وتحدث بهدوء فريدة، أنا عارف إنك لسه زعلانه بسبب اللي حصل مني زمان، لكن صدقيني أنا حاولت كتير أوصل لك علشان.

وكاد أن يكمل ولكنها قاطعته بحده بالغه أظن حضرتك مش واخد رقم تليفوني علشان تكلمني في الماضي إللي أتنسي وراح؟
رد عليها بتسائل وهو فعلا أتنسي بالنسبة لك يا فريدة؟

أجابته بقوة ونبرة حادة أتنسي لدرجة إنه مبقالوش أي وجود جوايا من الأساس يا باشمهندس!
أجابها بقوة ونبرة صوت واثقه محصلش يا فريدة،
وأكمل بصوت حنون لأنه ببساطة لو كان حصل كان قلبي حس وقال لي!
زفرت بضيق وتحدثت بقوة من فضلك يا باشمهندس، ياريت لو عند حضرتك حاجه مهمه بخصوص الشغل تتفضل تقولها، ولو مفيش ياريت حضرتك تنهي المكالمة حالا لأني فعلا مشغوله ومش فاضية ولا حابه أسمع المهاترات دي كلها!

أجابها بصوت حنون بنيرة مترجيه فريدة إنت لازم تسمعيني وتخليني أشرح لك اللي حصل بالظبط، فيه حاجات كتير حصلت إنت ما تعرفيهاش ولازم تسمعيني علشان تفهمي إللي حصل كويس
وأكمل بألم أنا تعبت أوي في بعدك ومش قادر أكمل في الوجع ده أكتر من كدة
وأكمل بضعف وصوت يدمي القلوب والله ما قادر!

زفرت بضيق ثم تحدثت بصوت حاد لأنثي جرحت كرامتها على يد معشوقها وأنا بقا مش عاوز أسمع أي حاجه، وأظن كمان إن الكلام والشرح عدا وقته وفات من زمان
ثم تحدثت بتذكير هو حضرتك ماأخدتش بالك ولا أيه يا باشمهندس، أنا دالوقت مخطوبة لراجل محترم بيحبني وشاريني!

سألها بقوة وثقة وهتعملي أيه بحبه ده وإنت قلبك ملك لغيرة؟
ردت عليه بكبرياء وقوة أنا قلبي في أيدي وملك نفسي، وعمري ما هاملك زمامه لأي حد وأديله الفرصة إنه يذلني بية تاني!

تهللت أساريره بإعترافها المباشر بعدم حبها وتسليم قلبها للمدعو هشام
وتحدث بثقة تصل لحد الغرور قلبك ملكي وزمامه في أيدي يا فريدة، ومهما حاولتي تقولي لي إنك نسيتي حبنا وغرامنا عمري ما هقتنع ولا هصدق غير إللي قلبي بيقوله لي.

وأكمل بصوت يملئه العشق والهيام وقلبي بيقولي إن فريدة لسه بتعشق كل حاجه في سليم، عيون سليم، وقلب سليم، ونبرة صوت سليم اللي بتنزل على قلب فريدة تنعشه
وأكمل بصوت يطغي على نبرته فرط السعادة عيونك فضحتك وقالت لي على إللي حاولتي بكل قوتك تداريه عن عيوني.

وأكمل بصوت هائم لدغدغة مشاعرها بس إنت يا حبيبي نسيتي حاجه مهمه أوي، وهي إن أول غرامنا كان بالعيون
كانت تستمع له بقلب يتمزق وروح تتهاوي من سكرة حديثه، نزلت دموعها بغزارة وتحدثت بضعف حبك أنا دفنته وقلبي إنت قتلته بخنجر غدرك ليا.

وأكملت بدموع عن أي حب جاي تكلمني، الحب إللي طلع وهم وغش، الحب اللي طلع مجرد خطة حقيرة منك علشان توصل لنزواتك الرخيصه، هو ده حبك إللي جاي تفكرني بيه؟
هز رأسه وهو يحدثها بنفي صدقيني يا فريدة الموضوع مش زي ما أنتي فاهمه خالص، أنا بعد ما سبتك وسافرت إكتشفت إني مش بس حبيتك، أنا عشقتك وعشقت كل تفاصيلك، تعبت في بعدك يا فريدة وعرفت قيمتك،.

وأكمل بنبرة صريحة صدقيني حاولت أعاند قلبي وأسكته بس ما قدرتش، حبك كان أقوي من إرادتي
ولما أتأكدت إن حبك بقا بيجري في وريدي، قررت أرجعك لقلبي تاني وأعوضك عن كل لحظة ألم عشتيها بسببي،
وقولت الكلام ده للباشمهندس على والباشمهندس حسام علشان يفرحوا معايا إني خلاص قررت أستقر وأخيرا لاقيت نصي الحلو!

وأكمل بعدها إتصلت عليكي علشان أقولك، بس إنت كالعادة ماردتيش علشان الرقم كان دولي وغريب عنك، بعد يومين أتصلت عليكي تاني لقيت تليفونك مقفول حتى صفحة الفيس بوك بتاعتك لقيتها أتقفلت مرة واحدة ومعرفتش أوصل لك،
إتصلت ب حسام علشان يحاول يوصل لك ويوصلني ليكي لأن على وقتها كان معايا في ألمانيا.

وتنهد بألم وأكمل وفي يوم لقيته بيتصل عليا ويقولي إنك سافرتي مع أهلك وسيبتي القاهرة خالص، وأنه دور عليكي كتير وماعرفش يوصل لك!

ضحكت وتحدثت بطريقة ساخرة يظهر إن إنت وأصحابك عندكم موهبة الغش والخداع عالية جدا، والحقيقه لازم أعترف لكم إن إنتم بتمارسوها بمنتهي المهارة!

صاح بها بنبرة متألمة فريدة من فضلك إسمعيني من غير تريقه وخليني أكمل لك كلامي.

ثم أخذ شهيق طويلا وأخرجه بهدوء وأكمل بنبرة يسيطر عليها الغضب إنهاردة بس إكتشفت إنه كان بيكذب عليا وبيغشني طول المدة إللي فاتت دي كلها.

وأكمل بوعيد بس وغلاوة قلبك عندي، وحياة كل ألم إتألمته أنا وأنتي وكل لحظة عشناها وإحنا بعاد عن بعض لأدفعه التمن غالي، وغالي أوي يا فريدة!

زفرت بضيق وتحدثت ببرود ولا مبالاه مصطنعة يا تري فيه كلام تاني حابب تضيفه ولا كده خلصت كل إللي عندك؟

تنفس بهدوء وأجابها بصوت عاشق أنا عارف إنك زعلانه مني، وعازرك والله، بس أرجوك يا حبيبي إفهميني وحاولي تنسي كل إللي فات علشان نقدر نعيش إللي جاي من حياتنا في هدوء وراحه!

تحدثت إليه بنبرة متهكمة عجباني أوي الثقه إللي بتتكلم بيها دي يا باشمهندس، جاي تحكي لي قصص وروايات ماتخصنيش لا من بعيد ولا من قريب وعاوزني أصدقها، لا و واثق أوي في نفسك!

ثم أكملت بنبرة ساخرة وياتري بقا مستني مني أيه بعد كلام سعادتك ده إن شاء الله، أنبسط وقلبي يرفرف ويطير من شدة سعادته لرجوع جنابك ليا من جديد؟

وأكملت بحده بالغة أنا أسفه إني هخزل سعادتك وأقولك إني خلاص، بطلت أكون ساذجه وأصدق كلام البشر، أحب كمان أبلغك إني وبفضلك وبفضل اللي عملته معايا إتحولت لعقل بشري ماشي على الأرض، قلبي أنا موته بإديا وخنقت حبك جواه!

حدثها بنبرة تعقليه بطلي عند وغباء يا فريدة، أنا وإنت خسرنا وقلوبنا تعبت بما فيه الكفاية.

وأكمل بصوت حنون دغدغ مشاعرها إديني وأدي لنفسك فرصه تانيه علشان قلوبنا ترجع تعيش وترتاح، أرجوك يا حبيبي أديني فرصه أخدك في حضني وأداوي لك جرح الماضي!

شهقت بدموعها التي هبطت رغما عنها وتحدثت بغل دفين لسنين مضت لو روحك في الفرصه دي مش هاديهالك يا سليم، أتعب ودوق من كسرة ومرارة القلب اللي دوقتها لي طول السنين إللي فاتت، أشرب من كاس غدرك ليا ودوق مرارته وأستطعمها كويس أوي يا سليم يا دمنهوري، علشان المرارة دي هتلازمك باقية حياتك!

ماتعانديش قلبك يا فريدة قالها سليم بترجي!

اجابته بقوة أنا ما بعاندش قلبي، أنا مجرد بردلك جزء صغير من جمايلك الكتيرة عليا يا باشمهندس، ودالوقت أنا مضطرة أقفل الخط علشان خلاص، مابقاش فاضل حاجه تانية تتقال.

وأكملت بنبرة ساخرة بعد إذنك يااااا، يا باشمنهندس!

أغلقت الهاتف وألقي سليم بهاتفه أرض وأطلق العنان لصرخة ألم شقت صدرة ومزقته إربا أااااااااه.

وصرخ قلبه متألما من تلك العنيده التي تعاند قلبها قبل قلبه، إرتمي بجسدة بإستسلام فوق التخت ووضع يده فوق وجهه ومسح عليه بألم وغضب حاد.

أما فريدة التي ما إن أغلقت حتى إنفطر قلبها وسمحت بإطلاق العنان لدموعها التي أنهمرت بغزارة كشلالات عنيفة.

وبدأت بتذكر الماضي.

فلاش باااااااك
منذ ما يقارب من ست سنوات.

\\\\\\\\\\\.

قبل ست سنوات من وقتنا الحالي داخل الحرم الجامعي بجامعة القاهرة كانت بعض فتيات الفرقة الرابعة من هندسة الإلكترونيات تجلسن فوق السلالم الموديه للمبني الخاص بتخصصهم!

تحدثت إحداهن وتدعي نورهان شوفتوا المعيد الجديد يا بنات، يانهار قمر حاجه كدة ملهاش وصف!

تحدثت أخري و تدعي هنا ده عليه جوز عيون يسحروا، ولا شعرة، وااااو وشكله كمان يبان إنه إبن ناس وغني!

ردت عليهما أخري تدعي ندي لا، وكله كوم والكاريزما بتاعته كوم تاني، حاجه كده ملهاش وصف، بس مشكلته إنه تقيل أوي ومش بيعبر ولا بيشوف قدامه حد!

تنهدت نورهان بوله وأردفت قائلة هو فعلا تقيل أوي، ويمكن ده إللي محلي شخصيته أكتر وشاددني ليه!

نظرت لهن فريدة وتحدثت بإستنكار أنا حقيقي مستغربه إللي باسمعه من بنات هندسه إللي معروف عنهم الجدية والإنضباط في كل شيئ، دي باقي الكليات بيقولوا علينا مسترجلين من كتر جديتنا، أتغيرتوا خالص يا بنات هندسة!

ضحكت نورهان وإجابتها بدعابه إحنا أتغيرنا خاااالص يا لينا، بقينا منفتحين أكتر، وبعدين يا بنتي إحنا هندسة إلكترونيات يعني حاجه كدة لطيفه، الكلام اللي بتقوليه ده ينطبق أكتر على بنات الهندسة المعماريه، اللي بيلبسوا الخوذة بقا وينزلوا المواقع وسط العمال والخرسانات وكدة.

وأكملت بإعتزاز وتفاخر لكن إحنا نختلف، إحنا حاجه كدة كيوته، قاعدين على مكاتبنا تحت التكييف وماسكين اللاب توب بتاعنا، وبس كدة!

ضحكن جميعهن وأكملت فريدة ولو يا أستاذة، المفروض إننا طالبات مثقفات معتزات بنفسنا، يعني ماينفعش نتكلم كدة على أي حد مهما كان هو مين!

نظرت هنا للقادم عليهن ليصعد إلى المبني وتحدثت سريع بوله هل هلال القمر يا بنات!

تحولت أنظار جميعهن إليه بهيام أعجبه وأرضا غرورة إلا فريدة التي كانت تنظر إلى شاشة جهاز اللاب توب الخاص بها ويبدوا عليها عدم الإكتراث له ولحضورة.

رمقها بنظرة سريعة من خلف نظارته الشمسيه وهو يتخطاها ويصعد للمبني حيث مكتبه الخاص به!

تحدثت نورهان بعد صعودة هو فيه كدة يا بنات، ده قمر أوي!

ثم ضحكن جميعهن وهزت فريدة رأسها بإستسلام.

بعد ساعتان كان الجميع داخل قاعة المحاضرات ويقف سليم بكل جاذبيه وطلاقة يسترسل أمامهم شرح مادته التي يفهمها جميع طلابه لسلاسة شرحه المبسط وتمكنه من توصيل المعلومه لطلابه بكل سهوله ويسر!

نظر على تلك الفريدة من نوعها التي لم تتطلع عليه كباقي زميلاتها بل كانت تركز على شرحه بإهتمام واضح وتؤيد خلف إسترساله جميع النقاط التي يذكرها.

نظر إليها وتحدث متسائلا ممكن يا باشهمندسه.

وقفت فريدة وأجابته بكل ثقه فريدة يا دكتور، إسمي فريدة!

نظر لها بإعجاب وحدث حاله، أحقا فريدة؟
لك من شخصيتك نصيب كبير من أسمك أيتها الفريدة.

أجابها وهو يهز رأسه بإيماء فريدة، طب ممكن يا فريدة بعد إذنك تشرحي لي أنا وزمايلك اللي فهمتيه من شرحي لمحاضرة إنهاردة؟

إبتسمت له بوجه يشع سعادة، فهذا حقا ما تتمناه دائما، فحلم فريدة هو أن تصبح أستاذة داخل جامعتها وتقف أمام طلابها وتسترسل لهم شرحها المبسط.

وقفت بسعادة وأجابته أكيد طبعا يا دكتور!

إبتسم لها بمجاملة وهو يشير إليها كي تصعد لتقف بجانبه حتى يستطيع زملائها رؤيتها والإستماع إليها جيدا.

وقفت بجانبه بسعادة وبدأت بإسترسال شرحها بطريقه مبسطه وعميقه بنفس الوقت، طريقة السهل الممتنع، مما يدل على عقليتها التي أتخذت نصيبها هي الأخري من إسمها فأصبحت أيضا عقليه فريدة!

كان يقف بجانبها يضع يداه داخل جيبي بنطالة وينظر إليها بإنبهار وهو يتحرك حولها وكأن لها هالة جذبته نحوها دون إدراك أو وعي منه، فهي حقا ليست مميزة بجمال عيناها الرمادية وملامحها الرقيقه فقط، بل أثبتت أن جمال عقلها يفوق جمال وجهها بمراحل!

بعدما أنتهت وقف أمامها وبدون مقدمات بدأ لها بالتصفيق وتحدث برافو فريدة، إنت أثبتي لي صحة نظرتي ليكي، أول ما شوفتك وإنت مركزة في الشرح قلت لنفسي إنك حقيقي فريدة.

وأبتسم بجاذبية وأسترسل حديثه بدعابه لطيفه لا وبالصدفه يطلع كمان إسمك فريدة، عمرك شفتي صدفه أحلا من كدة؟

إبتسمت له بسعادة وتحدثت بشكر متشكرة جدا لحضرتك يا دكتور على الفرصه العظيمة إللي إدتهالي، وبصراحه دي كانت أمنيتي من زمان!

تاه داخل لون عيناها الرمادية الذي يشبه غيوم السماء في يوم شتاء مطر رائع.

تنهد براحه وتمالك من حاله حتى لا يطع شعورة الذي يلح عليه بأن يتحرك إليها ويجذبها بعنف، لترتضم بصلابة صدره الحنون ويرفع بيده وجهها إليه ليعطي المجال لحاله أكثر وينظر بتمعن داخل عيناها ويتوة بهما وبسحرهما الفريد.

أفاق على حاله ونظر إليها وتحدث بنبرة متسائلة إنت نفسك تبقا أستاذة جامعية يا فريدة؟

تنفست براحة وأجابته بإنتشاء ده حلم حياتي إللي بتمناه يا دكتور!

نظر لها وتسائل وياتري درجة تقديرك طول السنين اللي فاتت تأهلك للتعيين كمعيدة؟

أجابته بثقه الحمدلله يا دكتور إمتياز في سنة الإعدادي وطول التلات سنين إللي فاتوا، ربنا ييسر السنه دي وأطلع كالعادة بإمتياز ووقتها ربنا يوفقني وأتعين معيدة وأحقق حلمي وحلم بابا!

أجابها بإبتسامه إن شاء الله السنه الجايه تكوني زميله ليا هنا!

وضعت يدها على صدرها وتحدثت بإنتشاء أشكرك يا دكتور، وبجد ميرسي لحضرتك إنك إدتني الفرصه العظيمه دي!

هز لها رأسه ونزلت هي وجلست بمقعدها وأكمل هو محاضرته التي قضي معظمها وهو ينظر لتلك الفريدة التي خطفت تفكيرة!

وبعد مدة إنتهت المحاضرة وخرج سليم.

إتجهت إليها نورهان وتحدثت بدعابه هي بقت كده يا باشمهندسه، بقا إحنا عمالين نخطط ونتكتك للموز علشان نوقعه في شباكنا وتيجي سيادتك بدون أي مجهود وتخطفيه!

ضحكت فريدة أثر حديث صديقتها وتحدثت والله إنت رايقه أوي يا نور!

نظرت لها هنا وحدثتها لا بجد يا فيري، الباشمهندس شكله وقع ولا حدش سمي عليه!

تحدثت نورهان من جديد إنت أصلك ماشفتيش كان بيبص عليك إزاي وإنت بتشرحي!

نظرت لهما وتحدثت بإستنكار أيه اللي إنتم بتقولوة ده، أولا لو بيبص عليا زي ما بتقولي فدة علشان شرحي عجبه مش أكتر، وبعدين ده دكتور محترم وفكرة راقي مش بالعقلية الشاذة بتاعتكم دي!

أجابتها نورهان بنبرة ساخرة محترم وفكرة راقي، والله إنت إللي عقليتك وتفكيرك بقا شاذ في الزمن ده يا بنت عمي فؤاد!

ضحكن جميعهن وخرجن من القاعه.

مرت الأيام على أبطالنا وبدأت فريدة تشغل حيز كبيرا من تفكير سليم ولكنها ضلت لا تبالي، فقد كانت تكرس جميع إهتماماتها ووقتها لدراستها حتى تحقق حلمها وحلم أباها، الذي طالما حلم بأن يراها مهندسه ناجحه بمجالها ولكنها تريد المزيد بأن تتعين أستاذه بجامعتها بجانب وظيفتها وأصبح أيضا حلم والدها معها!

تحدث حتى أراك.

وفي يوم من الأيام دلف سليم إلى المكتبة الخاصة بالجامعه ليطلع على إحدي الكتب وجدها تجلس وتمسك بيدها كتيب وتقرأ به بتمعن وهي ترتدي نظارتها الطبية التي زاتها وسامه ورقي!

إبتسم حين وجدها وسعد داخله، إتجه لإحدي الأرفف وأختار كتابه المقصود ثم تحرك وجلس بمقابلها على طاولة القراءة.

تحمحم حتى تنظر إليه وتعي لتواجده وبالفعل نظرت له سريع.

نظر لها وأبتسم بخفة وهز لها رأسه بوقار كتحيه منه، قابلتها هي بإيمائة رأس باردة ثم عاودت سريع إلى كتابها مرة أخرى بإنجذاب!

إستشاط داخله غضب من هذه الفريدة التي لاتبالي به ولا لحضورة ولا تعطيه أية إهتمام على الإطلاق.

تحدث إليها كي تنتبه وتسمح له بالنظر لرؤية عيناها الساحرة ذات الرموش الكثيفه واللون المبهر
قائلا يظهر إن الكتاب اللي في إيدك مستحوذ على كل تفكيرك، للدرجة دي معجبة بالأدب الفرنسي؟

نظرت له وتحدثت بإبتسامة ساحرة أذابته جدا يا باشمهندس، ماتتصورش حضرتك مدي إعجابي بالناس دي وبطريقة تفكيرهم، الأدب الفرنسي بيخليك تنظر للحياة من منظور مختلف تماما عن ما كنت بتشوفها،
وأكملت بإنبهار قد أيه الناس دي راقيه في تفكيرها ومتسامحه في الحياة، ويمكن ده يكون سبب نجاحهم وتطورهم السريع!

كان يستمع لها منبهرا بشخصيتها المثقفه المطلعه على جميع ثقافات العالم المختلفه.

أجابها بإعجاب ظهر بعيناه جميل أوي إنك تثقفي نفسك وتقري عن ثقافات ورؤي العالم المختلفه، تعرفي إني دي بداية نجاحك وإختلافك!

إبتسمت له وأجابته بإحترام دي شهادة من أستاذي الفاضل أعتز بيها!

أجابها بإبتسامه أستاذ أيه بقا، دا أنا كدة اللي المفروض أقولك يا أستاذه!

واكمل أقولك على حاجه وماتزعليش.

هزت رأسها بتفهم وشبكت كفي يديها ووضعتهم تحت ذقنها في حركة عمليه وتحدثت أتفضل قول كل اللي حضرتك عاوزة، ولعلم حضرتك أنا شخص بيتقبل الإنتقاد، والحمدلله ربنا خلقني بصدر رحب يقدر يستوعب أراء البشر المختلفه عن فكري ويتفهمها!

إبتسم وتحدث بدعابه وطلعتي فيلسوفه كمان!

وأسترسل حديثه بنبرة جادة بصي يا فريدة، أنا بصراحه إستغربت لما بصيت في الكتاب إللي في إيدك ولقيته عن الأدب الفرنسي، عادة الملتزمين دينيا إللي زيك مش بيحبذوا قراءة النوعية دي من الكتب، وبيعتبروها كتب بتشجع على الإلحاد بما إنها بتحتوي على فكر علماني لأشخاص علمانيين بيعتبروا إن العقل البشري هو القوة الوحيدة على وجه الارض، وإن بيه يقدروا يتحكموا في الكون بحالة،.

ده غير إن فيه منهم كتاب ملحدين وبيحاولوا ينشروا فكرهم الشاذ من خلال كتابتهم!

إبتسمت وأجابته بهدوء أنا ما أنكرش إن فيه بعض الكتب موجود فيها أفكار ممكن تشوش العقول وتخلي البعض ياخد منحني تفكيري معين، لكن في الاخر إحنا ربنا خلق لنا عقل نقدر نفكر بيه ونميز بين المعقول والمقبول واللا مقبول،
وأكملت بتفسير وبعدين الكتاب اللي حضرتك بتتكلم عليهم دول معروفين بالأسماء وكتبهم معروفه، وفيه منهم اللي بيطرح فكر عدواني وعنصري وأنا الحمدلله متجنبه الأسماء دي نهائي!

واكملت بإندماج لكن خلينا كمان نعترف إن زي ما فيه السيئ فيه منهم الإيجابي اللي بيحارب العنصرية وبيطرح قضايا مهمه، زي الإضطهاد العرقي و الديني،
وأزاي بيطالب الناس إنها تتسامح وتتغاضي عن عرق ودين اللي قدامهم وتعاملهم على إنهم إنسان، إنسان وبس!

وأكملت بإنتشاء تعرف يا باشمهندس إن معظم أفكار ومبادئ الغرب إللي إحنا مبسوطين ومبهورين بيها طول الوقت دي، معظمها ده إذا ما كانش كلها متاخد من الدين الإسلامي ومن القرأن والسنة النبوية،
وللأسف هما عرفوا يستخدموها ويسوقولها صح، وقدروا كمان يقنعوا العالم كله إنها أفكارهم، لكن إحنا للأسف ملقناش إللي يسوق لنا فكرنا للعالم الخارجي ويوضح لهم إن الأفكار دي موجودة في القرأن من قديم الأزل،.

وأكملت بإحباط ودة مقصود على فكرة!

أجابها تأكيدا على حديثها علي فكرة يا فريدة، حقيقة بلاد الغرب مش زي المعلن عنها والظاهر لينا كلنا، بدليل إن لما المبادئ الإنسانية وإحترام حرية الإنسان اللي مصدعينا بيها طول الوقت أول ما بتتعارض مع مصالح بلادهم الشخصية بيرموا بيها عرض الحائط،
وأظن حصلت في قضايا كتير قبل كدة وأتحولت لقضايا دولية ولا حياة لمن تنادي،.

وأكمل بتأكيد ولو لاحظتي في السنين القليلة الأخيرة هتلاقي إن معظم حكوماتهم إنكشفت على حقيقتها في إنحيازها العرقي وإضطهاد كل ما هو خارج عنهم وعن فكرهم!

ثم أبتسم وتحدث بإعجاب تعرفي إني مستغرب نفسي جدا!

نظرت له إستكمالا لباقي حديثه فأكمل هو عمري ما تخيلت إني ممكن أقعد أتناقش مع طالب عندي.

وأكمل مفسرا طول عمري باصص للطالب إنه ألة حفظ للمنهج فقط لاغير، وبما إني كنت كده فكرت إن كل الطلبه زيي،
وأكمل بشرود طول عمري كنت بسابق السنه الدراسية علشان أجيب أعلي مجموع وأرضي غروري وفي نفس الوقت أرضي أمي إللي كانت دايما محسساني إني داخل سباق مش مجرد سنه دراسيه وهتعدي!

جلسا يتسامران بإستمتاع كل بحديث الأخر، حتى وجدت هاتفها يعلن عن وصول مكالمة، إنتبهت له وأمسكته ثم تحدثت له يا خبر، الوقت سرقني ومن جمال النقاش مع حضرتك ما حسيتش بيه!

ثم وقفت تجمع أشيائها وهي تتحدث إليه بإبتسامه ساحرة لعيناه أنا متشكرة جدا على وقت حضرتك والنقاش المثمر اللي تفضلت عليا بيه!

أجابها وهو يقف أنا إللي متشكر يا فريدة إنك عرفتيني إن لسه فيه طلبه بيحاولوا يبنوا ثقافتهم وفي نفس الوقت متفوقين دراسيا.

ثم أكمل في محاولة للتقرب منها لو تحبي أنا ممكن أوصلك في طريقي بعربيتي؟

أجابته معتذرة بذوق متشكرة جدا لحضرتك، أنا بروح مع صاحبتي لإننا جيران، فرصة سعيدة يا باشمهندس، بعد إذن حضرتك!

وأنصرفت تحت نظرات إعجابه وأحترامه لها الذي تضاعف عندما إكتشف ذكائها وطريقتها المتحضرة في التفكير!

حقا مثلما تقول الحكمه.

تحدث حتى أراك.

بعد حوالي أسبوعان زاد إعجاب سليم بفريدة حتى أنه بدأ يتحول إلى حب ولكنها،
ضلت لا تبالي
ففكر وقرر التقرب منها أكثر.

كان قد إنتهي من شرح محاضرته وكاد أن يتحرك إلى خارج القاعه لكنه تراجع ونظر لها وحدثها تحت أنظار جميع الطلاب.

وتحدث بنبرة جادة فريدة فؤاد، مستنيكي في مكتبي بعد عشر دقايق، ياريت ما تتأخريش!

أمائت له بإحترام، حدثتها نورهان بضحك شكلنا هنشرب شربات قريب يا فيري!

وضحكت أما فريدة التي تمللت متحدثه يا بنتي خرجيني من دماغك ربنا يهديكي، وعلشان تريحي نفسك الموضوع ده مش في دماغي خاااالص!

وتحركت وبالفعل بعد عشر دقائق كانت تقف وراء بابه وتدقه بإحترام دلفت بعد سماعها صوته بالسماح لها.

نظر لها بإهتمام وتحدث وهو يشير إليها تعالي أقعدي يا فريدة!

تحركت وبالفعل جلست على المقعد المقابل لمكتبه وتحدثت بإستفهام خير يا باشمهندس؟

إبتسم لها بعيون سعيده وتحدث خير طبعا يا فريده، أيه رأيك تيجي تتدربي معايا في الشركة إللي أنا بشتغل فيها، ومين عارف يمكن المدير يعجبه شغلك وتبقي حجزتي مقعدك مقدما في شركة كبيرة ومحترمه وليها إسم زي دي!

نظرت له وتلائلائت عيناها بسعادة لامتناهيه وتحدثت بلهفه حضرتك بتتكلم جد يا باشمهندس، أنا متشكرة جدا جدا لحضرتك.

كان سعيد لسعادتها الظاهرة بوجهها وتحدث يعني إنت موافقه يا فريدة؟

أجابته سريع بلهفه وسعادة طبعا موافقه، وبجد مش عارفه أشكر حضرتك إزاي على الفرصه الهايلة اللي قدمتهالي دي، أنا بالفعل بقالي فترة بدور على شركة كويسه علشان أتدرب فيها لحد التخرج، لكن للأسف ولا شركة من اللي بعتلهم ردوا عليا!

تنهد براحه وتحدث بلؤم وهو يعطيها هاتفه طب سيفي لي رقمك هنا علشان أتصل بيكي بالليل ونظبط مع بعض مواعيدك، وأكمل متحجج علشان يعني مواعيد العمل ماتتعارضش مع مواعيد دراستك!

نظرت له بعرفان وتحدثت أنا بجد مش عارفه أشكر حضرتك إزاي!

نظر لها بعيون سعيده هائمه في بحر عيناها التي بات يعشق النظر داخلها وأجابها ماتشكرنيش يا فريدة، إنت أصلك مش عارفه إنت بقيتي غاليه عندي قد أيه!

نظرت له ولأول مرة بحياتها تشعر بتلك الأحاسيس الغريبة والجديدة عليها، إنتفض قلبها وأقشعر جسدها بالكامل من مجرد نظرة عيناه الساحرة.

يبدوا أن كيوبيد قد صوب سهم عشقه بإتجاة قلبها البرئ فانعشه وبعث به رونق وجمال وسحر الحياة!

إرتبكت بجلستها وتاهت داخل نظرة عيناه التي شعرت وكأنها تراها ولأول مرة، أما هو فطار قلبه وسعد لرؤية بوادر عشقها له التي ظهرت داخل عيناها الرمادية اللون، وأرتباك صوتها وحركة جسدها المرتبكه.

وقفت بإرتباك وشكرته وخرجت سريع هاربه من سحر عيناه المدمرة.

أما سليم فقد أرجع رأسه للخلف بإبتسامة نصر وسعادة بنفس الوقت على أنه وأخيرا شعر به قلبها الصعب المنال!

بعد يومان وصلت فريدة إلى مقر الشركة بعدما حصلت على عنوانها من سليم وذلك بعد رفضها عرضه بأن يصطحبها معه بسيارته!

دلفت للداخل وجدت سليم بإنتظارها إصطحبها إلى مكتب المدير وعرفها عليه وبالدور رحب بها المدير، ثم أخذها إلى مكتبه المشترك مع صديقيه علي وحسام.

وقف بجانبها وأشار بيده إلى علي قائلا أحب أعرفكم بالباشمهندسه فريدة، صديقتنا الجديدة إللي هتدرب معانا هنا في المكتب!

وأشار إلى على وقال وده بقا باشمهندس على صديق دراستي وبعد كدة شغلي!

هزت له رأسها من بعيد وأردفت بإبتسامة مجامله أهلا يا باشمهندس!

إبتسم لها على وحدثها نورتينا يا باشمهندسه!

ثم أكمل سليم وده باشمهندس حسام، هو كمان صديق دراستي وأبن خالي في نفس الوقت!

إبتسم لها حسام وتحدث نورتي المكتب يا فريدة، إن شاء الله تنبسطي معانا هنا!

إبتسمت بخفه وأجابته ان شاء الله يا باشمهندس!

وتوالت الأيام سريع على سليم وفريدة وهما يتقربان يوم بعد الأخر،
كل منهما عشق الأخر ولكن عشق بلغة العيون، عشق صامت!

وفي يوم من الأيام لم يكن بالمكتب غيرهما، كانت تجلس بمكتبها المقابل له، تضع يدها فوق وجنتها وهي تنظر إليه بعيون عاشقه وقلب هائم بات ينبض بعشقه، نعم، فقد عشقت عيناه وكل ما به إلى حد الجنون!

عشقت سليم، رجلها الأول، ساكن قلبها البرئ، أول من أخذ بيدها ساحب إياها معه إلى عالم العشق والخيال، وبدورها أطلقت لروحها العنان كي تسبح معه في أولي تجاربها بعالم العشاق، وهاهي تتذوق على يده طعم العشق و لأول مرة!

أما هو فقد كان يعمل على جهاز اللاب توب ومندمج به لأبعد الحدود، وفجأة توقف ورفع عيناه ليأخد هدنه، نظر عليها وجدها تنظر إليه بعيون هائمه سارحة بملكوته، سحبت عيناها سريع وأرتبكت بخجل!

وقف هو وتحرك إليها وجلس أمامها
نظرت له بإرتباك بادلها بنظرات عاشقه، ثم أبتسم لها وتحدث بصوت هائم حنون وبعدين يا فريدة، هنفضل مقضينها نظرات كدة كتير؟

إبتلعت لعابها وتحاملت على حالها وتحدثت بصوت يكاد يسمع تقصد أيه يا باشمهندس؟

أجابها بنبرة عاشقه أقصد العشق إللي إحتل قلوبنا ودوبها يا قلب الباسمهندس.

إتسعت حدقة عيناها بذهول من كلماته التي نزلت على قلبها كقطرات الندي التي هبطت برقه فوق الزهور فارتوت وأنتعشت وأن أوان تفتحها لتأخذ الدنيا بأحضانها!

أمسك يدها الموضوعه فوق المكتب وضغط عليها بنعومه أذابت قلبها البريئ معدوم الخبرة.

وتحدث بعشق ناظرا داخل عيناها بوله أنا بحبك يا فريدة.

أخذ صدرها يعلو ويهبط بسعادة وأرتباك، سحبت يدها سريع خوف من الله،
فأكمل هو بحنين إهدي يا حبيبي، مالك متوترة كدة ليه؟

إبتسمت له وتحدثت بشفاه مرتعشه مش مصدقه اللي سمعته منك يا.

وصمتت خجلا نظر لها بعيون هائمة وتحدث مبتسما مشجع إياها قوليها يا فريدة، عاوز أسمع إسمي منك، قوليها يا حبيبي!

إنتفض داخلها من نظرة عيناه الهائمة وصوته العاشق وكلماته التي أسعدت قلبها وجعلته محلق في السماء
وتحدثت بحيرة خايفه يا سليم!

سألها بهيام عاشق من أيه الخوف يا قلب سليم؟

ردت عليه بإرتباك طول عمري قافلة على قلبي وخايفه عليه من الحب، خايفه ليضعف ويضعفني معاه وينسيني أحلامي ويبعدني عنها!

إبتسم لها وأجابها بهدوء الحب بيقوي ما بيضعفش يا فريدة، وبعدين إحنا حبنا غير أي حد، حبنا عاقل يا حبيبي.

إبتسمت وأجابته بعيون عاشقه الحب جنون يا سليم، طول عمري وأنا بسمع مقولة جنون الحب، وإن الحب والعقل عمرهم ما بيجتمعوا في جملة واحدة!

أجابها بإبتسامة ساحرة اللي أقصدة يا حبيبي إننا ناس كبار وعقلنا واعي ومتفتح وعارفين مصلحتنا وراسمين لمستقبلنا كويس جدا، وعمرنا ما هانسمح لأي حاجه توقفنا عن تحقيق أهدافنا!

وأكمل بسعادة وأقصد كمان إن حبنا وقربنا من بعض هيكون حافز لينا إنه يقربنا أسرع لأحلامنا، يعني اللي أقصدة إن قربنا هيريح قلوبنا أكتر ويخلينا مركزين في مستقبلنا، فاهماني يا فريدة؟

هزت له رأسها بإبتسامة ساحرة لقلبه!

دلف حسام إلى المكتب وجدهما بحالة هيام واضحة نظر عليهما بضيق، حين سحبت هي نظرها وأبتسامتها سريع وأبدلتها بنظرات خجوله، وأبتسم هو على خجلها المبالغ به والجديد بالنسبة له!

وقف وعاد إلى مكتبه ليتابع عمله من جديد بمنتهي المهنيه وكأن شيئ لم يكن، نظرت له وأستغربت تحوله الغريب بتلك السرعه!

داخل غرفة فريدة المشركة مع شقيقتها نهلة،
كانت نهله تجلس فوق تختها تذاكر دروسها رفعت بصرها ونظرت لتلك الشاردة المبتسمه كالبلهاء للأشيئ.

تحركت نهله إلى تلك الجالسه فوق مكتبها وتحدثت بإستغراب ممكن بقا أفهم أيه سر الإبتسامة الغريبه دي؟

وعت على حالها وتحدثت بإرتباك إبتسامة أيه دي كمان اللي بتتكلمي عليها، هو أنت جايه تفوقي عليا يا نهله!

ضحكت نهلة طالبة الصف الثاني الثانوي وتحدثت بذكاء طب أيه رأيك بقا إني متأكدة إن الإبتسامة والسرحان ده وراه قصة حب!

واكملت أنا عارفه نوع السرحان ده كويس أوي، نفس اللي كان بيحصل لبطلات أفلام الابيص وأسود، ماجده وسعاد حسني وناديه لطفي، كانوا زيك كدة بالظبط وهما بيفكروا في حبيبهم!

لم تستطع فريدة تمالك حالها وأطلقت ضحكاتها المتتاليه على حديث شقيقتها.

وبعد إلحاح من نهلة أخبرتها فريدة بكل ما حدث
وتحدثت بتحذير نهله، الكلام ده سر بيني وبينك، ماما وبابا ما يعرفوش عنه حاجه أبدا، فهماني!

أجابتها نهلة بإعتراض وتملل هو أنت ليه دايما شيفاني عيله صغيرة، على فكرة بقا، أنا عارفه وفاهمه كل حاجه ومش محتجاكي كل شوية تنظري عليا بالشكل ده!

وقفت فريده وأمسكتها من كتفيها وتحدثت أنا عارفه إنك واعيه وعاقله جدا وعلشان كده قولت لك على الموضوع، ومش معني إني أنبه عليكي إنك ما تقوليش لحد إني ما بثقش فيك، خالص صدقيني،
هزت شقيقتها رأسها بتفهم فتحدثت فريده بنبرة جادة يلا بقا نذاكر علشان بابا لو دخل وملقناش بنذاكر هيعمل لنا مشكله كبيرة!

بعد مرور إسبوع.

كان سليم وعلى وحسام يعملون بمفردهم داخل مكتبهم المشترك دون فريدة، فقد كان اليوم هو يوم عطلتها من المكتب!

نظر حسام إلى سليم وغمز بعيناه وتحدث بدعابه مش ملاحظ يا على إن المكتب اليومين دول بقا غريب أوي، ده أنا بمجرد ما بدخل بحس بقلوب طايرة حواليا في كل مكان!

وضحك ساخرا وأردف ده أنا ساعات بفتكر إني إتلغبطت وبدل ما أدخل المكتب دخلت نادي العشاق!

ضحك علي وتحدث مؤكدا على حديث حسام إنت هتقل لي، طب ده أنا خايف ل في مرة قلب من اللي طايرين دول يرشق في عيني يخزقها!

ضحك إتنتيهم في حين تحدث سليم بدعابه أهو قركم ده هو إللي موقف الحكايه ومخليها محلك سر!

نظر له على ضاحك وتحدث بإستفسار محلك سر إزاي يعني، هو إحنا هنشرب شربات قريب ولا أيه يا هندسه؟

إنفجر سليم ضاحك وأردف قائلا بنبرة ساخرة شربات، أيه يا أبني الجو القديم اللي إنت عايش فيه ده، الوقت بيشربوا فيروز، شويبس، جولد، مش تقولي شربات.

واكمل بتفسير وبعدين أنا أعقل بكتير من إني أخد خطوة متهورة زي دي، هو أنا لسه عملت حاجه في حياتي ومستقبلي علشان أروح أدبس نفسي في خطوبة وجواز،
وأكمل ومن الأخر كدة أنا واحد مش بتاع جواز، أنا أخري أخرج، أسهر، أرقص لي رقصه حلوة مع بنوته حلوة في Night Club
لكن خطوبه وجواز ومسؤليه، ماليش أنا في الجو ده!

نظر له حسام وتحدث عين العقل يا سلم، تربية عمتي بصحيح!

تسائل علي بجديه طب وفريدة عارفة إنها مجرد محطة في حياة سيادتك، البنت محترمة ومختلفه عن نوعية البنات اللي إنت عرفتهم قبل كدة يا سليم!

أجابه بلامبالاة فريدة مش غبية يا علي، وبعدين أنا قايل لها إني لسه معملتش أي حاجه في مستقبلي، وإن لسه قدامي كتير أوي على ما أوصل للي أنا عاوز أحققه، كمان قايل لها إني مقدم على كذا منحة لدول أجنبيه!

أجابه على بيتهيئ لي لازم تقولها لها صريحه يا سليم!

أجابه سليم يا أبني البنت أعقل من إنها تفكر في إني ممكن أفكر في الجواز حاليا، سواء منها أو من غيرها!

تحدث حسام بفظاظة جري ايه يا عم علي، إنت ليه محسسني إن فريدة دي طفلة صغيرة، وبعدين بقا هي اللي وافقت تدخل في علاقه مع واحد من غير رابط شرعي، يعني من الاخر هي المسؤله الوحيدة عن أي حاجه تحصل لها داخل العلاقة دي!

ثم أكمل بتساؤل إلا قولي يا سلم، إنت قطعت علاقتك ب إنجي خلاص ولا لسه بتتقابلوا؟

أجابه سليم بضيق وتملل يا راااااجل إفتكر حاجه كويسه، دي كانت بنت خنيقه وماصدقت إني خلصت منها بإعجوبة!

سأله حسام بإستفسار خبيث وياتري فريدة بقا زي إنجي، تفكير أوبن مايند وكدة، ولا؟

ضحك سليم وأجابه هي لسه ولا لحد دالوقت، بس ماتقلقش، كله بالحنيه بيفك!

رد عليه علي بتأكيد مش هيحصل يا سليم وبكرة هفكرك!

نظر إليه سليم وأجابه بغرور أنا إللي بكرة هفكرك لما أجيبها معايا ال Night Club!

وضحكوا جميعا ثم عاودوا إلى العمل مرة أخري بجديه.

وبعد مرور حوالي شهر أخر.

دلف سليم إلى المكتب وجد الضوء مغلق وأستغرب الهدوء وخلو المكتب من فريدة وعلى وحسام، ضغط زر الإضاءة وفجأة.

تري ما الذي رأه سليم؟

و ما الذي تحمله الأيام لقلب فريدة؟
مازلنا بالفلاش باااك
دلف سليم مكتبه وجد الضوء مغلق وأستغرب الهدوء، ضغط زر الإضاءة وفجأة وجد فريدة بوجهه و جميع أصدقائه بالشركة يصفقون بسعادة ويحتفلون معه بذكري يوم ميلاده التي أعدت له فريدة!

نظر لها بعيون عاشقه، ذهبت إليه ومعها هديتها التي أحضرتها بكل ما إدخرته من مال طيلة الفترة الماضية لتجلب له هدية مناسبة تليق به وبوضعه الإجتماعي
قدمتها له وتحدثت بنعومه كل سنه وأنت طيب يا سليم!

تناولها منها وتحدث بحب وإنت طيبة يا فريدة، بس أيه المفاجأة الحلوة دي، إنت اللي عملتي كل ده؟
أجابته بنبرة خجلة دي أقل حاجه عرفت أعملها، إنت تستاهل أكتر من كده بكتير!

أجابها بحب وأنا كفايه عليا كلامك وإحساسك يا فريدة!
تهافت عليه أصدقائة لمعايدته وبعدها إلتف الجميع حول قالب الحلوي، وأشرف هو على تقطيعه.

نظرت إليه وتحدثت ببرائه غمض عيونك وأتمني أمنيه قبل ما تطفي الشموع!
إبتسم لها ثم أغمض عيناه وتمني من الله أن يوفقه في المنحة التي تقدم إليها!

أما تلك المسكينه التي كانت تنظر إليه بعيون هائمة ظنا منها أنه وبالتاكيد تمني إلتقاء قلوبهم العاشقه في الحلال!
أخذ الجميع ما يخصه من الحلوي وبداوا بتناوله.

أما هي فوقفت بعيدا بجانب الشرفه لتعطي له المجال بالتحدث مع أصدقائه
ذهب إليها وتحدث بإمتنان متشكر يا حبيبي على المفاجأة الحلوة دي، أنا كمان محضرلك مفاجأة!

إبتسمت وتحدثت بدعابه المفروض إنهاردة عيد ميلادك، يعني أنا بس إللي أفاجأك!
ضحك برجوله وتحدث بهيام وجودك معايا مفاجأة حياتي كلها يا فريدة!

خجلت من كلماته ونظرت للأسفل وهي تبتسم ببرائه حين أكمل هو ماسألتنيش أيه هي المفاجأة؟
ضحكت وتحدثت بخفة ظل طب ولما أسألك هتبقي مفاجأة إزاي؟

أجابها بوجة مبتسم إنتي صح، علشان كدة عاوزك تتشيكي بالليل وهعدي عليكي علشان نخرج، وهناك هتعرفي المفاجأة!
إختفت إبتسامتها وتبدلت وتنهدت بصدر مهموم وأجابته للأسف يا سليم مش هينفع!

نظر لها مضيق عيناه وتحدث بإستفسار ليه مش هينفع؟
أجابته بهدوء علشان مش هقدر أقول لبابا أنا خارجه و رايحه فين، وطالما مش هينفع أقوله فمن البديهي إني مش هخرج أساسا!

نظر لها بإستغراب وتحدث إنت ليه مكبرة الموضوع كدة، ممكن تقولي لبابا إنك خارجه مع واحدة صاحبتك، بيتهيئ لي مش هيمانع!
إستغربت حديثه وأردفت قائلة بنبرة متعجبة إنت أكيد بتهزر صح، معقول يا سليم عاوزني أكذب على بابا؟

أجابها بضيق ظهر فوق ملامحه لا طبعا ما يصحش، لكن إللي يصح إنك تفوتي إحتفالنا لوحدنا بعيد ميلادي الأول وأحنا مع بعض!
نظرت له بتيهه وتحدثت بتساؤل لوحدنا، وليه لوحدنا يا سليم، ما أحنا إحتفلنا هنا مع أصحابنا وخلاص!

تسائل بنبرة تشكيك فريدة هو أنت فعلا بتحبيني؟
أجابته بثقه أكيد طبعا بحبك!

هز رأسه بنفي مش حقيقي، إنت لو فعلا بتحبيني كنتي إنت إللي تبادري وتطلبي مني نخرج ونكون لوحدنا
وأكمل بغضب إحنا لينا أكتر من شهرين مع بعض ولحد دالوقت ولا مرة ركبتي معايا عربيتي، ولا مرة خرجنا فيها مع بعض غير اليوم إللي انا جيت لك فيه الكافيه يوم عيد ميلاد صاحبتك، ووقفتي بعيد عني علشان ماحدش من زمايلك ياخد باله!

تحدثت بصوت مختنق غصب عني يا سليم، ظروفي إنت عارفها كويس!
أجابها بإقتضاب ونبرة معترضه غاضبه ظروفك دي إنت إللي خلقاها بأديكي وواهمه نفسك بيها، فبلاش تحسسيني إنها شيئ مفروض عليك!

أجابته بعيون تتلائلئ بها حبات الدموع أخلاقي وتربيتي هي إللي فارضة ظروفي عليا، وأظن إني صارحتك من الأول ومكذبتش عليك في حاجه!
اجابها بغضب من الأخر كدة يا فريدة أنا زهقت، ده حتى التلفون منعاني أكلمك فيه طول ما حضرتك في البيت، ومخلياه طوارئ للشغل وبس،
وأكمل بعيون غاضبة دي حتى إيدك منعاني ألمسها!
أخرجت صوتها بتحشرج من شدة إختناقها بالدموع علشان كل ده حرام يا سليم!

زفر بضيق وأقشعرت ملامح وجهه ونظر لجواره متلاشيا إياها!
إبتلعت غصة مرة بحلقها وتحركت خجلا من جانبه ووقفت بجوار علي الذي كان يتابع تلك المشاحنه عن بعد.

نظر لها بحنان وتحدث مالك يا فريدة؟
تنهدت بألم وأجابته سليم مش مقدر ظروفي يا علي، مش قادر يفهم إن فيه أساسيات وقواعد في حياتي مأقدرش أتخطاها،
وأكملت بنفي مش علشان هو مش غالي عندي ولا علشان مش بحبه كفايه زي ما بيتهمني، لا يا علي
وأكملت بتفسير علشان دي تربيتي وقنعاتي اللي من المستحيل أغيرها!

نظر داخل عيناها وتحدث بقوة وثبات وصل إليها وأوعي تتنازلي عنها أو تحاولي تغيريها علشان أي حد مهما كان هو مين
وأكمل بحديث ذات مغزي وصل لها معناه إنت غاليه أوي يا فريدة واللي عاوزك لازم يتعب علشان يوصل لباب بيتكم، فهماني يا فريدة!

إبتسمت براحه بعد أن إطمئن قلبها بحديثه الذي أكد على صحة تفكيرها.

تحدثت بإبتسامه حانيه تعرف إني بحسك حد قريب مني أوي، بيتهيئ لي لو كان ليا أخ أكبر مني عمري ما كنت هحترمه وأعزة أكتر منك، شكرا لأنك موجود في حياتي يا باشمهندس!

أبتسم وأجابها شرف ليا يكون لي أخت محترمة ونقيه زيك كدة يا فريدة.

ثم نظر إلى سليم الواقف غاضب بجوار حسام وتحدث أما بقا بالنسبه للأخ سليم، سبية يخبط دماغه في الحيط لحد ما يعرف غلطة ويرجع لوحدة!

نظرت عليه بحزن وتنهدت بألم.

إنتهي الحفل وتوالت الأيام وخلافاتهما تتزايد يوم بعد الأخر بسبب عدم خروجها معه أو صعودها سيارته حتى ينفرد بها، أو حتى لمسة يدها المحرمه عليه كتفاحة أدم!

وفي يوم دلفت فريدة إلى جامعتها وجدته يقف مع فتاه غاية في الجمال ترتدي ملابس متحررة وتاركة لشعرها العنان ليتطاير مع الهواء بإنطلاق.

شعرت بنار الغيرة تسري بجسدها وقفت تنظر إليه وحسرة ملئت قلبها، وما أحزنها أنها رأته يمسك بهاتفها ويودع لها رقمه بإبتسامه وعيون متفحصة للفتاه.

إنسحب وصعد لأعلي إلى مكتبه.

تحركت بإتجاهه بغضب تام ودلفت.

نظر إليها ببرود وتحدثت هي بإنفعال ممكن تشرح لي أيه إللي أنا شفته من شويه ده؟

نظر لها نظرة مبهمه وتحدث بتخابث مش فاهم بتتكلمي عن أيه؟

أجابته بغصة مؤلمة أقصد البنت اللي كنت واقف معاها من شويه!

أجابها بلامبالاة ونبرة باردة وإنت أيه مشكلتك يعني مش فاهم؟

نظرت له بإستغراب وتحدثت أيه مشكلتي؟
هو أنت مش شايف فيها مشكله يا سليم، يعني تقف مع بنت تهزر وتضحك والمفروض إني مزعلش ولا حتى أجي أسألك؟

زفر بضيق وتحدث بلامبالاة فريدة، جو واقف مع دي ليه ورايح فين وجاي منين ده ما يلزمنيش ولا ينفع معايا،
وأكمل بنبرة حادة ومن الأخر كدة أنا حر وأعمل إللي أنا عاوزة، ومش من حقك تعترضي ولا حتى تتكلمي، مفهوم؟

نظرت إليه بذهول وخزي وقلب مصدوم، وهزت رأسها بإيجاب وتحدثت مفهوم يا باشمهندس.

ثم نظرت له بكبرياء بعد إذن حضرتك!

خرجت وصفقت خلفها الباب وزفر هو بضيق ثم أسند ظهرة على مقعدة بتعب وأغمض عيناه، فقد فعل ذلك خصيصا ظنا منه على أنها ستراجع حالها وتشددها معه وترضخ له ولأوامرة!

مرت ثلاثة أيام وفريدة لن تبالي بحال ذلك الغاضب من تجاهلها له، فقد كانت تذهب يوميا إلى المكتب وتعمل في صمت دون الإحتكاك به،
وفي الجامعه تحضر محاضراتها متلاشيه النظر إليه!

دلف إلى المكتب حيث كان يختتم بعض الأوراق من المدير،
وجدها تعمل بجديه، نظر إليها بحنان، فقد إشتاقها وأشتاق سماع نبرة صوتها الحنون وهي تناديه، ونظرة عيناها الساحرة وهي تنظر له.

تحمحم لتنتبه ولكنها تجاهلته وتابعت النظر بأوراقها.

حزن داخلة ثم تحدث إليها بعد إنقطاع دام أربعة أيام أومال فين على و حسام؟

أجابته ومازالت تنظر بأوراقها متلاشيه النظر له عن تعمد في مكتب المحاسبه بيخلصوا أوراق!

تنهد بألم وأقترب من مكتبها وتحدث بصوت ملام وإحنا هنفضل كده كتير؟

رفعت بصرها ثم خلعت عنها نظارتها الطبيه ونظرت له بإهتمام تنتظر باقي حديثه.

نظر لعيناها بحنين وتحدث بصوت حزين وبعدين معاكي يا فريدة، لسه ماشبعتيش زعل ونكد؟

إبتسمت ساخرة وضيقت عيناها وتحدثت علي فكرة أنا مش زعلانه، كل الحكاية أني عرفت حدودي وقيمتي وبتعامل على الأساس ده!

حرك يدة على شعرة وتحدث بألم أنا تعبان يا فريدة ومش حمل جدالك ده.

أجابته بنبرة جادة وأنا مش بجادل يا باشمهندس، أنا مجرد بوضح لحضرتك الصورة مش أكتر، وعلى العموم الموضوع مش مستاهل جدال لانه ببساطة منتهي، على الأقل بالنسبة لي!

نظر لها بذهول وتحدث بنبرة ملامه منتهي، وقدرتي تقوليها يا فريدة، قلبك طاوعك تنطقيها؟

أجابته بصوت منكسر وعيون تكسوها غشاوة الدموع بقولها أحسن ما تتقال لي، بحفظ كرامتي قبل ماتتهان!

اجابها بحب وهو يجلس أمامها كرامتك محفوظه ومفيش مخلوق يقدر يمسها، يا فريدة أنا قولت لك الكلام ده وقتها علشان أخليكي تخافي من بعدي عنك،
وأكمل بنبرة حزينه لكن للأسف، بدل ما يحصل إننا نقرب من بعض أكتر بعدتي وتلاشيتي وجودي نهائي.

تسائلت بحيرة اللي هو أيه اللي إنت عاوزة يا سليم، إني أركب معاك عربيتك؟
إننا نخرج ونسهر؟
إنك تمسك إيدي ولا تقرب مني؟

وأسترسلت حديثها بإستغراب وتساؤل طب ما أنت عارف من الأول إني عمري ما هعمل كدة، يبقي أيه بقا إللي أتغير؟

وأكملت بتفسير إللي إنت مش قادر تفهمه إني لو غيرت مبادئي مش هبقي فريدة إللي إنت عرفتها يا سليم، هابقي مجرد مسخ تابع.

وتسائلت هو ده إللي إنت عاوزة يا سليم؟

نظر لها بحيرة من أمرة هو حقا يريد أن يعيش معها لحظات جنون الحب، لكن بنفس التوقيت تثيرة شخصيتها المحافظة ويعجبه تدينها وحفاظها على مبادئها، هو حقا أصبح داخله مذبذب ولا يدري ماذا أصبح يريد منها!

حسم أمرة وتحدث بحنين وصدق أنا عاوزك زي ما أنت يا فريدة، وحقيقي أسف إني ضغطت عليكي طول الفترة إللي فاتت، وأوعدك إن اللي حصل ده مش هيتكرر تاني!

نظرت له ببادرة أمل وتحدثت ياريت فعلا يا سليم تعمل كدة علشان تريحني وتريح نفسك من جدالنا إللي مابنخرجش منه غير بوجع قلوبنا!

أجابها بعيون عاشقه وحشتني إبتسامتك أوي يا فريدة، ياريت ما تحرمنيش منها تاني!

إبتسمت له وأنزلت بصرها للأسفل خجلا من نظراته التي تنطق عشق!

وتوالت الشهور سريع وعلاقتهما تتعمق يوم بعد الأخر وأصبح سليم متفهم أكثر لظروفها، بل أكثر حنان وعشق.

كانت السنه الدراسيه قد أشرفت على الإنتهاء أما فريده فكانت تسابق الزمن لتتخرج برتبة إمتياز ككل عام حتى تستطيع تحقيق حلمها والذي زادت رغبتها بتحقيقه من بعد إرتباطها الروحي بسليم.

إقترب موعد إختبارات نهاية عامها الأخير، ولم يتبقي سوي الثلاث أسابيع،
كانت تخرج من قاعة المحاضرات أتاها إتصال هاتفي نظرت بشاشة هاتفها وإذ بالإبتسامه تزين ثغرها وتجمله ردت على الفور سليم!

رد عليها بسعادة عاوزك في المكتب حالا، عندي ليكي خبر هايل، ماتتأخريش!

تهللت أساريرها وأجابته بسعادة حالا هاكون عندك!

صعدت بفرحه عارمة إجتاحت قلبها لتيقنها من أنه سيعرض عليها طلب الزواج الذي طال إنتظارة بالنسبة لها.

دلفت للداخل وإذ به ينتفض من مقعدة وذهب إليها ممسكا يدها وبدأ يلف بها بسعادة هائلة وهو يتحدث تعالي يا فريدة أفرحي معايا، أنا إنهاردة أسعد إنسان على وجه الأرض كلها.

وأكمل خلاص يا فريدة، أخيرا هحقق حلمي وهحط رجلي على أول طريق الصعود!

كانت تبتسم له بسعادة بالغه لأجل سعادته لكنها لم تعي عن ما يتحدث.

فحدثته بتساؤل طب ما تفرحني معاك وتقول لي أيه اللي مخليك طاير من السعادة كده؟

حدثها بعيون تنطق سعادة فاكرة الشركة الألمانيه اللي قولت لك إني قدمت طلب بعثة ليها؟

هزت رأسها بإيماء فاأكمل هو وافقوا على طلبي وبلغوني إنهاردة إني لازم أسافر الإسبوع الجاي علشان أستلم مكاني في الشركة!

وتحرك إلى مكتبه ليجلس وهو يتنهد براحة وسعادة تظهر بعيناه وتكسو ملامحه!

نظرت إليه بخيبة أمل ولكنها سعدت حقا لأجلة وتحدثت مبروك يا سليم.

نظر لها وتحدث بسعادة متشكر يا فريدة، عقبال لما تحققي أحلامك إنت كمان.

وأكمل بصوت حماسي عايزك تخلي بالك من نفسك وتجتهدي علشان تجيبي تقدير وتحققي حلمك وتبقي معيدة، أنا هتبعك على الفيس بوك لما أسافر، وأكيد هنبقي نتطمن على بعض!

إنتفض داخلها بهلع من حديثه.

حدثت حالها بتألم،
ألم أخبرك بأن أحلامي تبدلت و أصبحت أنت أقصاها!
نعم حبيبي
لقد إختزلت أحلامي وأمنياتي بشخصك فارسي الفريد.

وبات كل ما أتمناه هو الوصول لدارك وأن يمتلكني حضنك الدافئ
وكفا!

ثم أستفاقت على حالها وحدثته بوجه وعيون حائرة إن شاء الله.

وأكملت بذكاء لتستعلم عن ما بداخله وأنت أكيد هتكون معايا وتساعدني في المراجعات زي ما وعدتني!

نظر لها بعيون خجله قائلا للأسف يا فريدة مش هينفع، أنا قدمت إستقالتي من شويه لعميد الكلية علشان ألحق أخلص إجراءات السفر وأجهز نفسي، وبكرة هروح الشركة أقدم إستقالتي.

ثم نظر لها وتحدث بمنتهي الأنانيه ماتتخيليش أنا مبسوط قد أيه!

وقفت ونظرت له بعيون تائهه وأشارت بسبابتها على حالها وتسائلت وأنا يا سليم، أنا فين من وسط حساباتك وترتيباتك دي كلها؟

نظر لها بعيون مستغربه وأكملت هي عمال تكلمني عن أحلامك وسفرك وأستقالاتك، أنا بقا فين من كل ده؟

نظر لها وتحدث على إستحياء فريدة، إنت أكيد فاهمة طبيعة العلاقه اللي ما بينا وشكلها، أنا ما أنكرش إني حبيتك وأتشديت لك، لكن كمان إنت ما يرضكيش إني أخد خطوة متهورة ممكن تعطل لي حياتي كلها.

نظرت له بعيون زائغه تائهه وأنا وحبي اللي هنعطل لك حياتك يا سليم؟

وأكملت بصوت ملام وقوي ولما أنت شايف كدة وراسم ومخطط لحياتك ومخرجني برة دايرة حسباتك وأحلامك، كان ليه من الأول تعلقني وتعلق قلبي بيك؟

أجابها بلا مبالاة مصطنعه ما تكبريش الموضوع وتدي له أكبر من حجمه، الموضوع بسيط ومايستاهلش إنفعالك بالشكل ده.

وأكمل مستخف بمشاعرها دخلنا علاقة حب وعيشنا جواها وأستمتعنا بيها وأنتهي وقتها خلاص، ما تخليش حاجه صغيرة وعاديه زي دي توقف لك حياتك وتعطلك عن تحقيق أحلامك!

كانت تنظر له بعيون جاحظه غير مستوعبه لما تراه امامها
حدثت حالها،
يالله
ليتني أستفيق وأتيقن أن كل ما يحدث الأن ما هو إلا كابوس، مجرد كابوس وينتهي الأمر عندما أستفيق من تلك الغفوة اللعينه.

نظرت له وتحدثت بتيهه بس أنا كنت فاكرة إني بقيت جزء كبير من أحلامك دي.

وقف بشموخ وأجابها بنبرة جاده وأنا عمري ما وعدتك بأي حاجه يا فريده!

خانتها دموعها وبدأت بالنزول وصاحت بقوه وكلمة بحبك اللي قولتهالي دي كانت أيه، مش وعد؟

كلامك ليا وأهتمامك بكل تفاصيل حياتي وترتيبها، مش بردوا وعد؟

المفروض إنك راجل، وأهلنا علمونا إن الراجل لازم يبقي أد كلمته، ولا أنت أهلك ما قالولكش الكلام ده يا حضرة المعيد المحترم!

تنهد بألم لأجل دموعها ثم تحدث بنبرة جاده لو كلمة بحبك وعد بالجواز كان زماني متجوز كتير أوي يا فريدة!

جحظت عيناها ونزلت كلماته الوضيعة كالصاعقة على قلبها دمرتها وشوهت معها صورته التي رسمتها بأحلامها الورديه، والتي لم يكن لها وجود سوي بقلبها المغفل!

وأكمل بجديه للأسف، أنا كنت فاكر إن عقلك واعي وفاهمه طبيعة علاقتنا كويس وإنها مجرد علاقه عابرة، علاقة وقتها زي ما بيقولوا!

صرخ قلبها وأجابته بدموعها للدرجة دي شايفني رخيصه قدامك علشان أكون عارفة نظرتك المنحطه دي ليا وأكمل معاك عادي؟

وأكملت بشرود ده أنا قضيت عمري كله قويه ومحافظه على نفسي وصيناها وعمري ما سمحت لمخلوق يقرب من قلبي، ويوم ما جيت لي وأعترفت لي بحبك قولت لنفسي أكيد ده عوض ربنا ليا.

وأكملت بدموع قولت ربنا كافئني براجل محترم وهعيش معاه الحب الحلال اللي كان نفسي فيه، رسمت معاك أحلامي وشفت بيتنا وأولادنا وهما بيكبروا قدام عيونا، بنيت أحلامي كلها عليك وأتاريك أكبر كدبه وأكبر كابوس أنا عشته!

كنت فاكراك بتحبني بجد، وأتاريني مش أكتر من مجرد محطة إنتظار بالنسبة لك،
وأكملت بنبرة ساخرة ترانزيت يا باشمهندس!

وتحدثت بملامه ودموع ساخنة أنا عملت لك أيه أستاهل عليه كل ده، أنا كنت في حالي وعمري ما أذيت حد، تيجي إنت وتأذيني في قلبي ليه؟
صاحت به رد عليا، ليه؟

تنهد بأسي ونظر لها وهز رأسه وتحدث أنا أسف، حقيقي ماعنديش أي حاجه ممكن أقدمهالك غير إني أتأسفلك على سوء التفاهم اللي حصل!

نظرت له بذهول وجففت دموعها بيديها وتحدثت وهي تهز رأسها وتردد بطريقه هيستيرية سوء تفاهم، سوء تفاهم،
لملمت شتاتها وصوبت نظرها إليه بغضب تام و تحدثت بقوة وأنا بقا مش قابله أسفك ده، وعمري ما هسامحك على إللي إنت عملته فيا،
وأكملت بقوة ونصيحه مني لوجه الله، بلاش تاني مرة تقول كلمة إنت مش قدها، ياتطلع راجل وتنفذ كلمتك، يا إما ما تنطقهاش من الأساس!

ورمقته بنظرة إشمئزاز وخرجت وصفقت خلفها الباب بقوة.

تنهد هو وزفر بضيق ثم تابع لملمت جميع أشيائه الخاصه من المكتب لمغادرته للأبد!

بعد يومان أبلغت فريدة المدير بأنها ستترك العمل في المكتب وتعللت بأنها لا تستطيع الجمع بين مراجعة دروسها والعمل.

دلف إلى المكتب وجدها تلملم أشيائها وتضعها داخل صندوق
تنهد بألم ووقف قبالتها وتسائل إنت فعلا هتسيبي الشغل؟

لم تنظر له وضلت تلملم أشيائها بصمت.

فتحدث هو بعمليه حطيها قاعدة قدام عيونك، علشان تنجحي في حياتك لازم تفصلي بين مشاعرك وحياتك الخاصه وبين حياتك العمليه، إنت كده بتضيعي من بين أديكي فرصه كويسه لمستقبلك،
فكري بعقلك، أنا كدة كدة سايب الشركه ومسافر، فبلاش تتصرفي بتهور وتخسري مكان زي ده.

وأكمل أكبر غلط إنك تاخدي قرار وإنت منفعله، أدي لنفسك وقت تهدي وتفكري وبعدها أبقي خدي قرارك!

نظرت له بعيون مغيمة بدموع الألم وتحدثت بصوت منكسر بيتهيئ لي كفايه أوي إنك رتبت لي حياتي طول المدة إللي فاتت، اللي جاي دة بقا يخصني أنا، وأنا الوحيدة اللي هقرر أنا هعمل فيه أيه،
سافر يا باشمهندس وأبني مستقبلك زي ما بتحلم
وأكملت بقوة بس عاوزاك تتأكد إني عمري ما هسامحك على كسرة قلبي وإهانتي إللي شفتها على أديك.

تنهد بألم وتحدث صدقيني يا فريدة كده أفضل علشانك قبل مني، إنت حد كويس وتستاهلي حد أح.

وكاد أن يكمل قاطعته هي بحدة خلاص لو سمحت، ياريت توفر كلامك لأنه زي العدم بالنسبة لي!

تألم قلبه لأجلها ولأجل ألمها الظاهر وأنسحب بخزي من المكان بأكمله.

دلف على وتحدث على إستحياء ياريت يا فريدة تراجعي نفسك، فرصة الشغل هنا في الشركة مش هتلاقي زيها تاني بسهولة.

نظرت عليه وتسائلت كنت عارف؟

سحب بصرة بعيدا عنها وتحدثت هي بتيهه وذهول كنت عارف وما قولتليش يا علي، طب ليه؟

ده أنا كنت بعتبرك أخويا الكبير وقولتهالك، ليه تقبلها على كرامتي، ليه؟

نظر لها وتحدث بنبرة خجلة كنت فاكر إنك عارفه وفاهمه طبيعة العلاقة بينكم.

صاحت بغضب وذهول عارفه، هي دي نظرتك ليا ولأخلاقي يا باشمهندس؟

إنت شايفني إزاي يا علي، للدرجة دي شايفني واحدة رخيصه علشان أوافق أكون مع صاحبك وأنا عارفه إني بالنسبة له مجرد واحدة بيقضي معاها وقت لطيف وشوية وكل واحد يمشي ويكمل طريقه عادي،
أنا كنت لصاحبك مجرد محطة إنتظار يا علي، مجرد ترانزيت!

ثم أكملت بذهول ودموع هو أنا إزاي ماكنتش شايفه حقيقتكم دي، إزاي إنخدعت فيكم وكنت فكراكم ناس محترمين، للدرجة دي أنا طلعت عامية وغبيه، إزاي إتغشيت في معدنكم ومقدرتش أشوف حقيقتكم البشعه دي قدامي!

تدخل حسام الذي كان يتسمع إليهما من خلف الباب وتحدث بفظاظه ماخلاص يا فريدة إنتي عاملة حوار على أيه، هو أيه إللي كان حصل لدة كله يعني، قصة ودخلتي فيها وفشلت وطلعتي منها سليمه زي مادخلتي بالظبط، أيه بقا مشكلتك أنا مش فاهم؟

أجابته بألم للدرجة دي قلوب الناس وكسرتها ملهاش عندكم أي إعتبار، أنا بجد مصدومه فيكم كلكم، وأكملت بنبرة صوت تدمي القلوب وكل اللي طلباه من ربنا إني عمري ما أقابل حد فيكم تاني ولو حتى صدفه، وأكملت بقوة من إنهاردة هعتبركم صفحة سودا في تاريخ حياتي هقطعها وأرميها خارج دايرتي!

ونظرت إليهما بإشمئزاز وهي تهز رأسها بدموع ثم جففت دموعها وأخرجت نظارتها الشمسيه وأرتداتها وأمسكت بصندوق أشيائها وخرجت محمله بالخيبات المميته.

كان يقف أخر الممر ينتظر خروجها، خرجت وتحركت بثبات بجانبه دون النظر إليه!

إنشق قلبه وهو يراها تغادر ويظهر على حالتها الضعف والإنكسار، ضل ينظر عليها حتى دلفت إلى المصعد وأغلقته وبدأ المصعد بالهبوط وإخفائها عن عيناه،
كادت أن تقع داخل المصعد لولا أسندت بيدها على جداره، وتحاملت على حالها وخرجت من الشركة بأسوء ذكري قابلتها بحياتها!

تحرك بهدوء ودلف داخل المكتب تحت أنظار على وحسام، إرتمي فوق مقعدة بإهمال ووضع كف يده يمسح به وجهه بضيق وألم يمزق داخله
تحت صمت رهيب من ثلاثتهم!

بعد عدة أيام سافر سليم وترك خلفه قلب محطم مزقته دروب الهوي.

أما هي فلم تعي على حالها من تلك الصدمه التي إجتاحت كيانها ودمرته، لم تعد لديها القدرة على التركيز كقبل، حتى جاء موعد الإختبارات، أدتها بعقل مشوش وروح ممزقه، وجاء موعد إعلان النتيجه وكانت تلك هي القشه التي قسمت ظهر البعير،
فاللأسف لم تحصل فريدة على درجة الإمتياز كعادتها وفقدت فرصة تعيينها بالجامعه وبسببه،.

إزداد إحتقانها من سليم وزاد حقدها عليه وخصوصا بعد إكتئاب والدها الذي أصابه من خيبة أمله بإبنته الكبري وأول فرحته.

مرت الشهور على سليم بصعوبه في غربته فقد تيقن أنه عشق فريدة بكل ما فيه ولم يعد فيه الإبتعاد عنها ولا العيش بدونها، حتى أنه لم يشعر بفرحة تعينه بتلك الشركة ذات الإسم الكبير ولم يعد لديه الشغف للحياة كقبل حين كانت هي بجوارة.

أجبرت فريدة حالها بتخطي تلك الصدمة ظاهريا فقط،
تقدمت لعدة شركات وأبتسم لها الحظ وقبلت بعرضها إحدي كبريات الشركات بعدما أجرت معها مقابله وأعجبوا بتفكيرها المختلف مهندسي الشركه فقرروا تعيينها على الفور.

أما سليم الذي أفصح عن ما بداخله إلى صديقه علي الذي لحق ب سليم إلى ألمانيا وتعين معه بمساعدة سليم، وأبلغه سليم أنه أنتوي محادثة فريدة للأعتذار منها وإبلاغها إنتوائه خطبتها، وشجعه علي على تلك الخطوة، ثم تحدث أيضا إلى حسام وأخبرة عن قرارة وقد حدث ما حدث!

عودة للحاضر!

كانت تجلس القرفصاء فوق تختها داخل غرفتها المظلمة وهي تبكي بمرارة بعدما تذكرت حكاية غدرة وكيف تأثرت حياتها بالسلب من تلك التجربه الأليمة.

إستمعت إلى طرقات فوق الباب إعتدلت بجلستها وجففت دموعها سريع وتحدثت أدخل!

دلفت والدتها وضغطت فوق زر الإضاءة لإنارة الغرفه، ثم توجهت إليها وجلست بجانبها وأردفت بإبتسامة قاعدة لوحدك ليه، وأيه الضلمة دي.

ثم نظرت لها بحنان وتحدثت مالك يا فريدة؟
من وقت ما رجعتي من شغلك وإنت مش طبيعيه، مسهمه وسرحانة، فيكي أيه يا بنتي طمنيني عليكي؟

إبتسمت لها وحدثتها لتطمئن مافيش حاجه يا حبيبتي، أنا كويسه صدقيني!

أجابتها علي ماما يا فريدة؟

أجابتها بكذب صدقيني يا ماما أنا كويسه، كل الموضوع شوية إرهاق من ضغط الشغل مش أكتر!

سألتها والدتها بإهتمام أوعي يكون عندك مشكلة مع هشام ومخبية عليا؟

تحدثت فريدة بإبتسامة باهته مشاكل أيه بس يا ماما اللي مع هشام، هو هشام فيه أطيب منه، ما حضرتك عارفه هو قد أيه بيحبني وبيتمني رضايا!

إبتسمت والدتها وأجابت ربنا يسعدكم، بقول لك يا فريدة، أنا هعمل عزومة ل هشام وأهله بس مستنيه لما بابا يقبض مرتبه علشان تبقي عزومة تشرفك وتليق بيكي وبينا قدام خطيبك وأهله.

إبتسمت لها فريدة وأجابتها لو محتاجه فلوس ماتحمليش هم يا ماما أنا الحمدلله معايا، شوفي محتاجه كام وأنا تحت أمرك!

هزت رأسها نافيه تسلمي يا بنتي بس إنت عارفه بابا وطبعه، محرم على البيت مليم واحد من فلوس شغلك، وبعدين يا بنتي كتر خيرك كفايه عليكي إنك إتحملتي جهازك كله وماحملتيناش حاجه منه، ده لوحدة حمل وأتشال من على ضهرنا.

تنهدت فريده وتحدثت بعرفان ما تقوليش كدة يا ماما، أنا وفلوسي ملك ليكم، وكفايه أوي إن حضرتك وبابا حرمتوا نفسكم من كل متع الدنيا علشان تعلمونا كويس وماتخلوناش محتاجين لحاجه.

ثم أكملت بإنتشاء إن شاء لو الشركة بتاعتنا إنضمت للشركة الألمانية مرتبي أنا وهشام هيعلي، وممكن كمان يتضاعف وساعتها هيكون ربنا كرمنا ونقدر نخلص جهازنا كله السنةدي.

داخل مطعم الأوتيل كان يجلس يتناول عشائه بجانب صديقه
تحدث على بأسي كل ده يطلع من حسام، طب أيه إللي إستفادة لما عمل كدة؟

زفر سليم بضيق وتحدث من صغري وأنا حاسس إنه مابيحبنيش وبيغير مني، بس كنت بكدب شعوري علشان ما أخليش الشك يتمكن مني ويلوث قلبي من ناحيته، لكن عمري ما تخيلت إن قلبه مليان بالسواد ده كله ليا!

هز على رأسه بأسي وتحدث وهتعمل أيه مع فريدة يا سليم؟

تألم داخله وأجاب أنا كلمتها قبل ماأنزلك وشرحت لها اللي حصل لكن للأسف هي غضبانه جدا، دي حتى مكانتش عاوزة تسمعني.

أجابه صديقه عندها حق طبعا، وعلشان كده أنا شايف إنك تستسلم للقدر وترضي بالمكتوب، صدقني يا صاحبي قضيتك مع فريدة خسرانه!

نظر له بضيق وتحدث مستغربا إنت إللي بتقول الكلام ده يا علي؟

ده أنت أكتر واحد عارف وشاهد أنا قد أيه تعبت في بعدي عنها، ده أنا برغم إني حققت أكتر ما كنت بتمني إلا إني معرفتش أفرح ولا أتهني يوم بنجاحي وهي بعيدة عني، أنا حياتي ملهاش قيمة ولا معني من غير فريدة يا علي، ولو ما حاربتش علشان أوصلها وأرجع قلبها ليا من جديد يبقا ما أستاهلش حبها ولا أستاهلها!

زفر على وتحدث بعقلانية أيوة يا سليم بس الكلام ده لو فريدة عندها إستعداد تسامحك أو ترجعلك، ماتنساش إنك كنت السبب بإنك دمرت لها حلمها بإنها تكون معيدة، ده غير إنها خلاص بدأت تأسس لحياة جديدة مع شخص هي إللي أختارته بنفسها وأكيد بتحبه!

إنتفض بجلسته ونظر لصديقه بغضب وتحدث بنبرة حادة فريدة عمرها ماحبت ولا هتحب غيري يا علي، أنا إللي حاسس بحبيبتي وعارف أيه إللي جوة قلبها، وقلبها مليان بحبي وعمره ما أتمني راجل غيري، فريدة ملكي وعمرها ما هاتكون لغيري، وعلى جثتي لو ده حصل!

وأكمل بعيون مليئه بالعشق إن شاء الله مش هرجع ألمانيا غير وهي مراتي!

تنهد على بإستسلام وأردف ودي هتعملها إزاي يا سليم، البنت مش طايقه حتى تبص في وشك وإحنا كل إللي قاعدينه في مصر هما شهرين ما فيش غيرهم!

ضحك سليم برجولة وتحدث بغرور إنت طيب أوي يا علي، خدعتك عيونك يا مسكين وصدقت الوش إللي ركبته لما شافتنا، فريدة بتعشقني وعشقي متملك من قلبها وكل جوارحها، ولو خبت حبي عن عيون الناس كلها مش هتقدر تخبية عن عيوني،
وأكمل بعيون يملئها الغرام أنا وفريدة بينا كيميا ما حدش يقدر يفهمها غيرنا، مجرد عيوني ما تبص جوة عيونها بتقرا إللي مخبياة جوة قلبها!

حدثه علي بقلق أنا خايف تعيد تجربة ظلمها على أيدك تاني يا سليم، وبعد ما تعشمها وتخليها تهد كل إللي عاشت تبنيه طول الفترة إللي فاتت ييجوا أهلك ويرفضوا جوازك منها وبكدة هتكون دمرت حياة البنت للأبد.

وأكمل برجاء ياريت لو فعلا مش هتقدر تقف قدام أهلك متبقاش أناني وسيبها تكمل في حياتها اللي أختارتها؟

ابتسم ساخرا على سذاجة صديقه وأردف بقوة تعرف يا علي، لو الدنيا دي كلها أجتمعت على إنها تبعدني عن فريدة مش هايقدروا، أنا وفريدة بنحب بعض ومفيش قوة على وجة الأرض هتقدر تمنعنا إننا نكمل حياتنا جوة أحضان بعض!

وأكمل بيقين أنا دعيت ربنا ولجأت له، قولت له يارب أنا ظلمتها وظلمت نفسي قبل منها، قولت له إني حابب أعوضها عن كل ألم شافته وعاشته بسببي، دعيت لربنا إنه يرجعهالي تاني، دعيت له ووعدته إني عمري ما هعمل أي حاجه تغضبه مني، وأترجيته يرجع لي فرحة قلبي، وربنا استجاب دعائي وجابها في طريقي تاني.

وأكمل بيقين تفتكر إن وجودها في طريقي بالشكل ده مجرد صدفه؟
وأكمل بإبتسامة رضا دي تدابير ربنا وحكمته يا علي.

إبتسم على وأردف أتغيرت أوي يا سليم، حب فريدة غيرك لدرجة إني حاسس إني قاعد بتكلم مع حد معرفهوش، قربت من ربنا وبقيت بتصلي وبتناجي ربنا كمان، أنا مبسوط أوي علشانك، ربنا ييسرلك أمورك إنت وفريدة وتكونوا مع بعض قريب.

داخل منزل قاسم!

كانت تجلس واضعه ساق فوق الأخري وتهزهما بضيق
نظر لها قاسم وتحدث مهدئا إياها إهدي يا أمال وبلاش تتعاملي مع أبنك بطريقة توجية الأوامر دي علشان ما تخسريهوش!

أجابته بقوة دي طريقتي معاه من زمان وهو متعود عليها يا قاسم، ولازم يسمع كلامي لأنه في مصلحته!

أجابها بنبرة عاقله ده كان زمان يا أمال، دالوقت إبنك كبر وبقاله حياته وقراراته المستقلة، إبنك ماسك منصب بيتحكم بيه في تحديد مستوي شركات الشرق الأوسط بالنسبه لمجال شركتة، وإنت جاية بكل بساطة و عاوزة توجهيه وتختاري له حياته، فكري بعقلك يا أمال قبل فوات الأوان!

نظرت لزوجها بإستغراب وصاحت به إنت عاوزني أوافقه على الكلام الفارغ دة يا قاسم، وبدل ما أروح أخطب له بنت وزير ولا بنت سفير أروح أخطب له حتة بنت لا ليها أصل ولا فصل؟

نظر لها بدهاء وتحدث بنبرة عاقلة كنت فاكرك أذكي من كدة يا أمال، وأكمل مفسرا البنت ومخطوبه، وأبنك بالنسبه لها مش أكتر من مجرد واحد دمرلها حلمها وحلم أبوها، يعني مستحيل تسيب خطيبها علشان ترجع لواحد كسرها وأتخلي عنها في عز أحتياجها ليه، يبقي العقل بيقول إننا نهدي ونقف بعيد ونتفرج على الموضوع وهو بينتهي للأبد بالنسبه لإبنك!

أجابته بقلق خايفه ل البنت تضعف قدام إبنك وترجع له يا قاسم، ماتنساش إن سليم بالنسبه لها فرصة ما كانتش تحلم بيها لا هي ولا أهلها،
وأكملت بإشمئزاز أنا فاهمة النوعيه دي كويس أوي، دي ممكن تضحي بكرامتها وبأي حاجه في سبيل إنها توصل لواحد ينتشلها من الحياة العدم إللي هي عيشاها!

أجابها بهدوء لو ده حصل وقتها نبقي نشوف حل ونحاول نتدخل وننهي المهزله دي، لكن قبل كدة يبقي بنضيع إبننا من أدينا على الفاضي!

داخل مسكن غادة خالة هشام!

والتي تسكن بمفردها هي وإبنها تميم البالغ من العمر الثامنة عشر والذي يقضي معظم وقته في التنقل بين مراكز التعليم الخاصه بدروسه بالثانويه العامه، وذلك لسفر زوجها خالد الذي يستقر في إحدي الدول العربية التي يعمل بها، وأيضا إبنها الكبير محمد الطالب بكلية الهندسه بجامعة أسيوط ولذلك يتواجد بتلك المدينه الصعيديه العريقة الأصل!

كانت تجلس ويجاورها هشام
تحدثت غادة بتساؤل أخبارك أيه مع فريدة؟

زفر بضيق وتحدث بصوت مختنق فريدة تعباني معاها أوي يا غادة، لا بتخرج معايا ولا حتى بتوافق إنها تركب معايا عربيتي ولا مديه لي أي فرصة أحاول أقرب منها وأفرح بحبها.

أنا بحبها بجد ونفسي نقرب من بعض أكتر من كدة، نفسي أعيش معاها أيام تبقي ذكري لينا لما نتجوز ونكبر نبقا نفتكرها مع بعض!

إبتسمت له وتحدثت بدعابه لتخفف عنه يا سيدي بكرة تتجوزوا وتزهق منها لدرجة إنك هتتمني كام ساعة تبعدهم عنها علشان تفك عن نفسك!

إبتسم وتحدث بعيون محبه مش فريدة إللي يتزهق منها يا دوده!

إبتسمت وأشارت بيدها ساخره كلكم بتقولوا كدة في الأول.

أجابها نافيا إلا أنا!

أجابته بسماجه بردوا كلكم بتقولوا كدة في الأول.

رد عليها بضيق أيه يا ست إنت كمية الإحباط إللي في كلامك دي، يعني علشان سيادتك متخانقه مع خالد والباشا منكد عليكي تقومي تطلعي زهقك عليا؟

ضحكت وحدثته بدعابه يا أبني بحاول أهون عليك وأهيئك نفسيا للي جاي، وبعدين أيه الجديد ما أنا طول الوقت بتخانق معاه!

وأكملت بجديه طب بقول لك أيه، أيه رأيك أعزمك أنت وهي على الغدا هنا، وأهو تيجوا تقضوا اليوم معايا وتونسوني بدل ما انا قاعدة طول اليوم لوحدي أستني تميم بيه لما ييجي الساعه 11 بالليل من دروسه اللي ما بتخلصش،
وأكملت بحماس وليك عليا يا سيدي ههيئ لكم الجو خالص علشان تقعد معاها براحتك!

إنفرجت أساريرة وتحدث فكرة تجنن يا غادة، بس تفتكري فريدة هتوافق؟

أجابته بثقه طبعا هتوافق وهي تقدر ترفض لي طلب، وأمسكت هاتفها وتحدثت وهي تضغط على زر المحادثه دالوقت تشوف غادة هتعمل أيه!

كانت تقف بشرفة غرفتها المشتركة بجانب شقيقتها نهله تقص عليها ما حدث منذ قليل من محادثتها مع سليم، وجدت هاتفها يرن تحركت نهله وأتت لها بالهاتف من فوق الكومود وأعتطه لشقيقتها.

نظرت به وردت بإحترام بعدما رأت نقش أسم خالة خطيبها السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذة غادة، إزي حضرتك يا أفندم!

ضحكت غادة وتحدثت بدعابه حضرتك ويا أفندم في جمله واحدة، كدة كتير عليا والله يا فريدة.

ثم أكملت بعتاب هو أنا مش قولت لك قبل كدة يا فيري إني ما بحبش الرسميات وبحب كل إللي حواليا يدلعوني، وبعدين ده أنا يادوب أكبر منك بكام سنه، يا ستي أعتبريني صاحبتك ودلعيني، ولا أنتي ما بتدلعيش أصحابك؟

إبتسمت فريدة على تلك الجميله خفيفة الظل وأجابتها إنتي جميلة أوي يا غادة وأنا بجد بحبك جدا، وأكيد طبعا شرف ليا إنك تكوني صاحبتي.

أجابتها غادة حبيبتي الشرف ليا أكيد، بصي بقا يا ستي، أنا عزماكي عندي على الغدا بعد بكرة إنتي وهشام، يعني تخلصوا شغلكم وتيجوا مع بعض كدة زي الشطار علشان مابحبش أتأخر في الغدا، تمام يا فريده؟

إرتبكت فريدة ثم أجابتها هستأذن بابا وأشوف رأيه أيه وأبلغ حضرتك!

أجابتها غادة برفض الكلام ده ما ينفعنيش، إنتي وبابا أحرار مع بعض وبابا على عيني وراسي، لكن أنا مستنياكي بعد بكرة مع هشام ومش عاوزة أي اعتذارات، أتفقنا يا فريدة!

أغمضت عيناها بإستسلام وأجابت حاضر يا غادة، إن شاء الله هاجي مع هشام!

أغلقت معها ثم نظرت إلى هشام وسعادته التي أنارت وجهه وتحدثت بإستغراب سبحان مغير الأحوال، إللي يشوف حبك ل فريدة وفرحتك لما بتكون معاك في مكان واحد عمرة ما يتخيل إن كان فيه قصة حب كبيرة في حياتك قبلها!

إبتسم ساخرا وتحدث ياااااه يا غادة، إنت لسه فاكرة؟

نظرت له بحب وأردفت بحنين وأنسي أزاي يا هشام وشقتي دي كانت شاهدة على قصة حبكم!

نظر لها بحنين إلى الماضي ثم أكملت هي بإنتشاء علي فكرة، خالتك مني كلمتني إمبارح وقالت لي إنهم خلاص هيرجعوا يستقروا هنا علشان عمك كمال حابب يرجع يكمل باقي حياته في بلدة.

ثم أكملت بدعابه يعني لو عاوز حاجه من دبي تقدر تكلم لبني و تطلبها منها!

قهقه عاليا وأجابها بحديث ذات معني خلاص يا غادة، مابقتش عاوز حاجه لا من لبني ولا من غيرها!

وتحدث بعيون تنطق عشقا ربنا يخلي لي فريدة ويهديهالي، ومش عاوز أي حاجه من الدنيا تاني!

تري ما قصة هشام وما حكايته مع تلك ال لبني التي تحدثت عنها غادة!

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

صباح اليوم التالي.

فاقت فريدة على منبة هاتفها، تحركت بهدوء حتى لا تيقظ شقيقتها الغافيه في تختها المقابل، خرجت من الغرفه بإتجاة المرحاض، توضأت وعادت إلى غرفتها من جديد وقضت فرض الله عليها بخشوع تام
ثم أرتدت ملابسها العملية ولفت حجابها إستعدادا للذهاب لعملها،
خرجت إلى بهو المنزل وجدت والدها ووالدتها يلتفون حول سفرة الطعام ينتظراها حتى يشرعوا في تناول فطورهم سويا
تحدثت بوجه بشوش صباح الخير!

ردوا عليها الصباح وتحدث والدها يلا يا بنتي إفطري علشان تلحقي وقتك!
أجابته بدعابه وهي تتناول كوب النسكافيه التي أحضرته لها والدتها مثلما تفضله وأيه الفايدة في إني أصحي بدري وعمو عزيز بيجيلي متأخر كل يوم يا بابا، وأكملت وهي تتنهد بأسي إمبارح لحقت إجتماع الشركة قبل ما يبدأ ب خمس دقايق بالظبط، تخيل حضرتك إجتماع بالأهمية دي وأروحه في أخر وقت، المشكلة كمان إني كنت مبلغاه قبلها!

تحدث والدها بهدوء معلش يا بنتي، إللي فيها لله ما بتغرقش، وده راجل مبقاش ليه مصدر رزق بعد ما طلع معاش غير اللي بيطلع له من عربيته دي، أتحمليه يا فريدة علشان خاطري!
اجابته بإبتسامة حب وأنا علشان خاطرك أعمل وأتحمل أي حاجه يا بابا!

تحدثت عايدة بتمني ربنا يكرمك يا بنتي ومرتبك يزيد زي ما بتقولي و تشوفي لك حتة عربية مستعمله وسعرها يكون معقول، أهي تريحك من مصاريف المواصلات دي كلها!
أردف فؤاد قائلا بإعتراض عربية مستعمله يعني موال يا عايدة، دي محتاجه مصاريف قد سعرها مرتين.

ثم نظر إلى فريدة وتحدث بجديه أنا من رأيي إنك تاخدي قرض و تجيبي لك عربية جديدة بالمرة ويكون سعرها معقول
تحدثت إلى والدها بنبرة مؤكدة هو ده فعلا إللي بفكر فيه يا بابا، بصراحه الفلوس اللي بدفعها في المواصلات كتير جدا وكلها مهدورة، إن شاء الله لو حصل نصيب وشركتنا إنضمت للشركة الألمانيه مرتبي هيزيد وساعتها هقدم على القرض بضمان وظيفتي ومرتبي هيساعدني على ده.

وأكملت بيقين وربنا يقدم إللي فيه الخير
تحدثت والدتها إن شاء الله كل الخير ليكي يا بنتي!

تحمحمت فريدة ووجهت حديثها إلى والدها بنيرة خجلة بابا، بعد إذن حضرتك كنت عاوزة أستأذنك في إني أروح بكرة مع هشام عند خالته غادة، أصلها كلمتني إمبارح بالليل وعزمتني على الغدا عندها، فكنت حابه أخد موافقة حضرتك!
هز رأسه لها بإيجاب وتحدث وماله يا بنتي، مدام غادة ست محترمه وأنا واثق فيها وفي هشام، وأكمل بإعتزاز وقبلهم واثق فيكي كل الثقه يا باشمهندسه!

إبتسمت وتحدثت له بشكر متشكرة لحضرتك يا بابا، ربنا يخليك ليا يا حبيبي!
رن هاتفها نظرت به وجدته عزيز صديق والدها، وقفت سريعا تلملم أشيائها وهي تجيب أيوة يا عمو عزيز، أنا نازله حالا!

وتحركت سريع وذهبت إلى عملها
نزلت من سيارة عزيز تحت أنظار سليم الذي تحرك هو الأخر بعدما ترك سيارته ذات الطراز الحديث إلى الأمن ليصفها داخل الجراج الخاص بالشركه.

تهللت أساريرة حين وجدها وأنتفض داخله بسعادة، أما هي فلم تكن بحال أفضل منه، فقد شعرت بغصة داخل صدرها
غصة مؤلمه من ماضيها الحزين التي وما إن رأته حتى تذكرته في التو واللحظه، وبنفس الوقت قشعريرة سعادة أصابت جسدها بالكامل من مجرد رؤية عيناه وعشقه الظاهر بها للضرير.

تحرك بجانبها متجهين إلى المصعد وتحدث هو بسعادة وصوت رجولي صباح الخير يا فريدة
لم تكلف حالها عناء النظر إليه وتحدثت بحده بالغه إسمي الباشمهندسه فريدة يا باشمهندس!

ثم مدت يدها وضغطت لإستدعاء المصعد!
إبتسم لها وتحدث بصوت لرجل عاشق أحلا وأجمل باشمهندسه في الدنيا كلها!

وجهت إليه بصرها بنظرات حارقه وتحدثت بعدما دلفت إلى المصعد وضغط هو زر الصعود من فضلك يا حضرت، ياريت تراعي كلامك معايا وما تتعداش الحدود الرسمية إللي بينا، لأني مش هاسمح لك بدة
وأكملت بعملية أنا هنا باشمهندسه وحضرتك ضيف عندنا في الشركة لمدة معينه، فياريت نتعامل مع بعض بعمليه ومهنيه علشان نقدر نعدي الفترة دي على خير وحضرتك تنجز مهمتك إللي جاي علشانها!

كان ينظر لها بإبتسامه وعيون متفحصه لكل إنش بوجهها بوله أجابها بصوت هائم مغرم بعيناها تعرفي إن شكلك حلو أوي وإنت متنرفزة
وأكمل بصوت هائم وعيون عاشقه لها وحشتيني أوي يا فريدة!

إبتلعت لعابها من نظرة عيناه المهلكة لقلبها الذي مازال ينبض بعشقه حتى الأن
حدثت حالها، اللعنة على قلبي ضعيف الإرادة الذي ما زال ينبض بحبك حتى بعد كل ما صار!

رسمت الجمود على وجهها وتحدثت بحدة ياريت توفر مجهودك وتمثيلك ده لحد غيري لأني ببساطة ما بقاش يخيل عليا كلامك وألاعيبك دي كلها!
اجابها بحب وصوت ناعم طب ما تبصي في عيوني كدة وإنت تتأكدي إنه مش تمثيل ولا كلام زي ما بتتهميني، وأكمل بوله ده عشق يا حبيبي.

وأكمل بصوت ملاما لها ثم أنا أمتي مثلت عليكي علشان أمثل دالوقت؟

كادت أن ترد إلا أن توقف المصعد وفتح بابه فجأة أوقفها، وجدت هشام بوجهها.

تلعثمت ونظرت إليه بإرتباك، نظر سليم إليها وأبتسم على إرتباكها الذي يدل على مدي عشقها له.

نظر إلى هشام وتحدث وهو يتحرك من بينهما بإتجاة مكتب المدير صباح الخير أستاذ هشام!

أجابه هشام بإقتضاب لعدم راحته لشخصه صباح النور يا باشمهندس!

وتحدث بإبهام مالك يا فريدة؟
أوعا يكون إللي أسمه سليم ده حاول يضايقك في الأسانسير؟

تحدثت سريع بنفي وأستنكار لا طبعا، أيه إللي إنت بتقوله ده يا هشام؟

اجابها بنبرة مستفهمه أومال مالك شكلك متضايق ومرتبك كدة ليه؟

تنهدت وهي تتحرك بجانبه متوجهه إلى مكتبها وأجابته مافيش يا هشام، أنا بس دماغي مشغولة في الشغل الكتير إللي مطلوب يخلص مني إنهاردة!

ودلفت لداخل مكتبها وضعت حقيبة يدها وتحركت لمقعدها خلف المكتب وجلست وجلس ذلك العاشق أمامها وتحدث إن شاء الله كله هيخلص على خير، إنت قدها وقدود يا باشمهندسه.

إبتسمت له وتحدث هو بإستفسار المهم يا حبيبي، قولتي لعمي إنك هتروحي معايا عند غادة بكرة؟

هزت رأسها بإيماء وأجابته بإبتسامة أه يا إتش قولت له، ووافق كمان يا سيدي!

تهللت أساريرة وتحدث بسعادة وأنتشاء إتش ووافق، الإتنين مع بعض في جملة واحدة يا فريدة، أرحمي قلبي يا روح قلبي.

ضحكت وتحدثت بدعابه أه بس أعمل حسابك مش هنتأخر!

إستمعا لدقات فوق الباب تحدثت هي بصوت جاد إتفضل!

دلف موظف الأمن الخاص بمكتب المدير وتحدث بإحترام أستاذة فريده، سيادة المدير عاوز حضرتك في مكتبة حالا!

أجابته وهي تقف بعمليه تمام يا حسين، أنا جايه حالا.

ثم وجهت حديثها إلى هشام أنا رايحه أشوف أستاذ فايز عاوز أيه وأنت روح على مكتبك ونتقابل في ال Break إن شاء الله.

وقف وتحرك معها للخارج وتحدث Ok يا حبيبي!

تحركت ودلفت إلى مكتب المدير بعد الإستئذان، وجدته يجلس بثقه فوق الأريكة بجانب المدير ويضع ساق فوق الأخري.

نظرت إلى المدير وتحدثت بإحترام صباح الخير يا أفندم، حسين قال لي إن حضرتك عاوزني!

أجابها وهو يشير إلى سليم صباح النور يا فريدة، أنا جهزت ل الباشمهندس سليم المكتب اللي جنبي، عاوزك تفضي لي نفسك اليومين دول وتركزي مع الباشمهندس وتقدمي له كل ال files الخاصه بالشركة إللي يطلبها!

نظرت له لتتأكد أجابها بتأكيد أي حاجه وكل حاجه يا فريدة، الباشمهندس سليم شخص موثوق فيه بالنسبة لي!

إبتسم سليم وتحدث بحديث ذات مغزي متشكر جدا لثقة حضرتك دي يا باشمهندس، والمفروض إن الثقه دي تبقا موجودة عند الباشمهندسه هي كمان، وده نظرا للعلاقه القديمه إللي كانت بينا.

ونظر لها متسائلا بلؤم ولا أيه يا باشمهندسه؟

جحظت عيناها بهلع وأبتلعت لعابها.

حين تحدث المدير مستفسرا وهو ينظر إلى سليم علاقة قديمة؟

نظر سليم لتلك التي أشرفت على إصابتها بذبحه صدريه من رعبها وأكمل مبتسما بلؤم أيه يا باشمهندسه، أنت ما قولتيش لسيادة المدير إننا كنا نعرف بعض زمان ولا أيه؟

نظر المدير إلى فريدة المتشنجة بوقفتها وتحدث سليم ناهيا رعبها بعدما حن قلبه لأجل هلعها الباشمهندسه فريدة كانت طالبة عندي أول ما أتعينت معيد في جامعة القاهرة، وكمان كانت بتدرب معايا في الشركة إللي كنت باشتغل فيها قبل ما أسافر لألمانيا!

تنهدت بإرتياح ثم نظر لها المدير وتحدث بنظرات معاتبه يعني طلعتوا معرفة قديمه، وليه ماقولتليش يا فريدة؟

وأكمل بمجامله وإطراء وأنا أقول فريدة جايبه كل العبقريه والتميز ده كله منين، كدة ظهرت الرؤيه يا أستاذة،
ثم نظر إلى سليم وأكمل بإطراء طبعا لازم تكون بالذكاء والتميز ده كله بما إنها إتدربت تحت إيد عبقري زي سليم الدمنهوري!

إبتسمت له وتحدثت بشكر متشكرة يا أفندم لمجاملة حضرتك الرقيقه.

ثم نظرت إلى سليم وتحدثت بمجاملة وابتسامة مزيفه وأكيد ليا الشرف إني أتدربت تحت أيد باشمهندس قامه متميز في مجالة زي الباشمهندس سليم الدمنهوري.

هز لها رأسه بشكر وتحدث مبتسما الحقيقه إنت اللي مميزة وفريدة علشان كدة أستوعبتي كل إللي أتعلمتيه مني وبقيتي فريدة كمان في مجالك!

ثم وقف وتحدث بعملية بعد إذنك يا فايز بيه، أنا رايح مكتبي مع الباشمهندسه علشان نبدأ شغل، وكمان علشان ما أضيعش وقت حضرتك الثمين ووقت الشركة!

وقف المدير وتحدث بإحترام أنا ووقتي والشركة كلها تحت أمرك يا باشمهندس، وإن شاء الله عندي أمل إن شركتنا يكون لها الأفضلية في أختيار حضرتك!

إبتسم سليم وتحدث بخباثه وهو ينظر إلى فريدة والله ده يتوقف على مدي إقناعي من الباشمهندسه لقدرات شركتكم وأمكانيتها، ويتوقف كمان على تعاونها معايا في الوصول السريع لحسم قراري، إللي بالطبع أتمني أنه يكون لصالح شركتكم!

أجابه المدير وهو ينظر إلى فريدة بنظرات ذات مغزي بأن تبذل أقصي ما لديها من قدرات وظيفيه وإظهارها إلى سليم وأنا بأكد لحضرتك إنك هتفاجيء بإمكانيات شركتنا وتميزها عن باقي الشركات المنافسه، ولا أيه يا باشمهندسة؟

أجابته فريدة بإبتسامة أكيد طبعا يا أفندم، إن شاء الله مستوي شركتنا يفاجيء الباشمهندس ويبهرة!

ذهبت معه داخل مكتبه وما أن أغلق باب المكتب حتى إنفجرت به صارخه بحنق ممكن تفهمني معناه أيه إللي سيادتك عملته ده، يعني أيه تطلب من المدير إني أقعد معاك في مكتبك؟
أيه، هتستغل موقعك علشان تجبرني أكون معاك في مكان واحد بالعافيه؟

نظر لها نظرات جادة وصاح بها بصوت حاد أرعب أوصالها جري أيه يا باشمهندسه، إنت نسيتي نفسك ولا أيه؟

وأكمل بتوضيح بصوت غاضب أنا هنا العضو المنتدب ومطلوب مني إني أدرس موقف شركتكم وإمكانيتها، وسيادتك مهندسه في الشركة ومطلوب منك إستعراض إمكانيات شركتك قدامي،
وأكمل بغرور واللي هيكون الحظ إبتسملها وليكم كلكم كموظفين لو إنا أختارتها علشان تنضم لشركتنا،
وأكمل بحدة هزتها فياريت ماتنسيش نفسك وتتعاملي معايا على أد اللي مطلوب منك وبس، وطول ما أحنا في الشغل تتعاملي معايا على إنك موظفه، مفهوم؟

إهتز داخلها من هيئته الغاضبه وصوته الحاد، ولامت نفسها على وضع حالها بتلك الخانه الحرجه، حزنت كثيرا على عدم فهم شخصية سليم العملية، فهو عندما يبدأ العمل ينفصل عن واقعه وشخصيته الخاصة ويتحول إلى جهاز ألي، وهذا ما جعله مميز وناجح بمجالة!

إبتلعت لعابها وتحدثت بغصة مؤلمه أنا أسفه يا أفندم!

نظر لها بوجه عابس وتحرك إلى المكتب أحضر جهاز اللاب توب وأرتدي نظارته الطبية التي جعلت منه وسيما للغايه، وتحرك إلى الأريكة، جلس عليها وأشار لها لتجلس بجانبة.

وتحدث بنبرة جادة أتفضلي يا باشمهندسه علشان نبدأ شغلنا!

أجابته بنبرة خجلة أسمح لي أروح مكتبي أجيب جهاز اللاب توب وكام دوسيه خاص بالشغل هنحتاجهم!

أشار لها بعمليه وبالفعل ذهبت وبعد بضعة دقائق كانت داخل مكتبه من جديد، تحركت وجلست بعيدا عنه إلى حد ما وبدأ هو بطرح أسئلته عليها.

أما هي التي وما إن بدأت بالرد عليه حتى أندمجت معه بالعمل بمنتهي المهنيه وتناست ما حدث بينهما منذ قليل.

بعد مدة طويله قضاها إثنتيهم في العمل الجاد خلع عنه نظارته الطبية وأراح ظهره للوراء ومسح على وجهه بإرهاق.

ثم نظر لها وتحدث بنبرة جادة مهذبه بعد إذنك يا باشمهندسه، ياريت تطلبي لنا فنجانين قهوة لأني لسه معرفش رقم البوفيه!

هزت برأسها بإيماء وتحركت إلى المكتب ورفعت سماعة الهاتف الأرضي وتحدثت من فضلك يا أمل تبلغي البوفيه يعمل فنجانين قهوة مظبوط ويبعتوهم لمكتب سيادة العضو المنتدب!

نظر عليها وأبتسم داخله عندما تأكد أنها لم تنسي تفاصيله، ومنها مذاق قهوته المفضل!

بعدما أنتهيا من فحص بعض الملفات تحدث وهو يقف ويتحرك نحو مكتبه كفاية عليكي كده إنهاردة يا باشمهندسه، مش عاوز أشغلك أكتر علشان تعرفي تشوفي شغلك الأساسي وماتقصريش فيه!

أجابته بتفهم وهي تجمع أشيائها متشكرة يا أفندم لتفهمك لوضعي، وإن شاء الله بكرة هجهزلك الملفات إللي حضرتك طلبتها، بعد إذن حضرتك!

وكادت أن تتحرك لولا أوقفها هو بصوت هادئ فريدة، أخبار عمو فؤاد وطنط أيه؟

إستدارت له وأبتسمت بجانب فمها بطريقة ساخرة وتحدثت وياتري سؤال حضرتك ده من صميم إختصاص الشغل بردوا؟

إبتسم لها بتودد وتحرك إليها ووقف قبالتها ثم وضع يداه داخل بنطاله وتحدث بعيون هائمه لا يا فريدة، ده من صميم قلبي اللي حابب يطمن عليكي وعلى كل حبايبك!

إبتسمت ساخرة وتحدثت هو أنا ممكن أطلب من حضرتك طلب؟

أجابها بعيون متيمه أؤمريني يا نبض قلبي!

تماسكت حالها لأبعد الحدود بعدما رأت تلك النظرات المهلكه لقلبها المسكين وتحدثت ساخرة لو مافيهاش إزعاج لحضرتك، ياريت تبقي تديني إشارة وقت ما يبدأ وقت الشغل اللي مطلوب مني مع حضرتك، علشان دة الوقت الوحيد إللي هضطر أتحملك فيه.

وأكملت بعيون غاضبه ونبرة سمجه غير كدة أنا مش مطالبة إني أضغط على أعصابي وأتحمل سخافة جناب سعادتك أكتر!

قالت كلماتها بغضب وخرجت كالإعصار وأغلقت خلفها الباب بغضب.

أما هو فضحك بتسلي وحدث حالة، مرحا بك أيتها الفاتنة الثائرة، يبدوا أننا سنتسلي كثيرا معا في الأيام القادمة، أحبك فريدتي، أحبك وأحببت تلك الشخصية الثائرة التي لم أرك بها قبل!

ثم ضحك برجوله وتحرك إلى الخارج وأصطحب معه جينا التي تجلس بمكتب جانبي وذهب إلى كافيتريا الشركة ليأخذا راحة يتناولا فيها بعض الشطائر مع مشروب.

داخل كافيه شهير بمدينة القاهرة!

دلف علي من باب الكافيه وجد حسام يجلس ويشير له بيده، تحرك بخطوات ثابته حتى وصل للطاوله.

مد على يده وتحدث بجديه أزيك يا حسام!

بادله حسام السلام وتحدث بعتاب أتأخرت ليه يا علي؟
ماكنتش حابب تقابلني، ولا تكون متأثر بالكلام إللي صاحبك قالهولك عني، ما أنت طول عمرك بتنصره عليا وتقف معاه ضدي!

هز علي رأسه بإستسلام وتحدث تصدق إنك بجح أوي، إنت كمان ليك عين تتكلم وتلوم عليه بعد كل إللي عملته معاه، إنت متخيل يا بني أدم إنت عملت أيه في صاحب عمرك!

زفر بضيق وتحدث إنت كمان هتظلمني زيه، صدقني يا على إللي حصل ده كان غصب عني، عمتي هددتني لو مانفذتلهاش اللي هتطلبه بالحرف عمرها ما هتجوزني ريم.

أجابه علي بإستخفاف ما تحاولش تخلق لنفسك مبررات وتبرئ نفسك قدامي يا حسام، علشان الخيانه ملهاش عندي أي مبررات يا صاحبي!

أردف حسام قائلا بضيق تاني هتقولي خيانه، طب ليه ما تبصلهاش من ناحية مصلحته والإستفادة اللي هتعود عليه، عمتي بجد عاوزة مصلحته وعاوزة تجوزة جوازة تشرف،
وأكمل بلوم ياريت تبص لي بنفس العين إللي بتبص بيها ل سليم، أنا كنت هتحرم من البنت إللي بحبها يا علي.

نظر له بإستغراب وتحدث بضيق وهو علشان سيادتك ماتتحرمش من البنت اللي بتحبها تقوم تحرمه هو من حبيبته؟
ده أيه الأنانيه إللي إنت فيها دي؟

زفر حسام بضيق وأردف بإستسلام أنا عارف ومتأكد من الأول إنك هتيجي معاه ضدي مهما حاولت أفهمك، إسمعني كويس يا علي، أنا جاي لك إنهاردة وبطلب منك تحاول تهدي سليم من ناحيتي وتخليه ينسي إللي حصل، مش معقول هيقطع علاقته بيا علشان اللي إسمها فريدة،
وأكمل بذكاء وحنكه حاول تفهمني يا علي، أنا وسليم أهل ونسايب ومش معقول يقاطعني بالشكل ده، طب حتى لو مش علشاني يبقا علشان خاطر أخته اللي متشتته بيني وبينه!

أخذ على نفسا طويلا ثم أخرجه وتحدث بطاعه حاضر يا حسام، هحاول بس علشان خاطر حق الصداقه والعشرة اللي بينا، وربنا يسهل وسليم يهدي ويوافق إنه يتعامل معاك تاني، سليم إبن عمتك قبل ما يكون صديقي وإنت أدري الناس بعنده وطبعه.

هز رأسه وأردف بخبث ما أنا علشان كده جيت لك إنت بالذات لأني عارف إنك أقرب الناس ل سليم وهتقدر تقنعه.

هز على رأسه بهدوء ثم أكملا حديثهما وهما يحتثيان مشروبا سويا!

داخل كافيتريا الشركة.

كانت تجلس بجانب هشام يتناولان بعض شطائر البيتزا والمقبلات الخفيفه مع مشروب الكولا المحبب لديهما.

دلف المدير تطلع عليها بإهتمام وأقترب منها وتحدث بإستفهام ولهفه طمنيني يا فريدة، وصلتي لفين مع العضو المنتدب؟

توقفت عن تناول طعامها إحتراما للمدير وأجابته كله تمام يا أفندم، قدمت له كل ال files إللي طلبها لحد دالوقت زي ما حضرتك أمرت.

سألها المدير بترقب طب ما لاحظتيش أي رد فعل عليه وهو بيتطلع على الملفات، منبهر، مبسوط، متضايق؟

وأكمل بتساؤل ملح طمنيني يا فريدة!

أجابته بنبرة شبه ساخرة يا فايز بيه أنا قولت لحضرتك قبل كدة إن سليم الدمنهوري ده رجل أشبه ب أله إلكترونيه، وبالتالي من الصعب على أي حد إنه يفهم إنفعالاته الداخليه!

وأكملت بتأكيد ده كان معيدي وأتدربت على أيدة وعارفه طبعه كويس، راجل عملي لأبعد الحدود، بيبحث في صمت وجديه وصعب تعرف هو منبهر ولا مبسوط ولا حتى إذا كان زعلان.

وأكملت بنبرة مطمئنة لكن كل إللي ممكن أقوله لحضرتك وأطمنك بيه وده بردو من خلال معرفتي بيه، إنه لو مش شايف إن الشركة تستاهل ما كنش عطل نفسه يوم واحد في إنه يكون معانا هنا ويبحث بنفسه ويعرف مستواها؟

نظر لها بحيرة وأردف بتساؤل يعني أطمن ولا أيه مش فاهم؟
ما تقولي جمله مفيدة وماتتعبيش أعصابي معاكي أكتر من كدة!

إبتسمت له وأردفت بطمئنه إطمن يا أفندم!

ضحك لها وتحدث بنبرة حماسيه يااااه يا فريدة لو ده حصل وقدرتي تقنعي سليم الدمنهوري بالشراكه، صدقيني هصرف لك مكافأة ماكنتيش تتوقعيها!

تحدث هشام بغيرة وهي هتقنعه إزاي حضرتك، إذا كانت بتقول لسيادتك إنه أشبه ب ريبود، يعني إقناعه بحاجه هو مش عاوزها يعتبر شبه مستحيل!

تحدث المدير إلى هشام بإمتعاض إسكت يا هشام وكل البيتزا بتاعتك قبل ما تبرد يا حبيبي، إسكت ومش عاوز أسمع صوتك ولا صوت أي حد يحبطني في الموضوع ده، فريدة فاهمه أنا أقصد أيه وعارفه كمان هي هتعمل أيه.

وأكمل بنبرة صوت مستبشرة وبعدين زي ما فريدة قالت بالظبط، سليم الدمنهوري مش هيضيع من وقته دقيقة في حاجة هو مش شايف إنها تستاهل!

كاد أن يكمل لكنه وجد سليم يدلف من باب الكافيتريا ينظر حوله بإستكشاف وتجاورة تلك الجميله التي تدعي جينا.

ذهب إليه فايز دون الإستئذان منهما.

زفر هشام وهو يري حماس مديره لحث حبيبته على التقرب من ذلك السليم وتقديم له كل المطلوب لإقناعه بقبول دمج الشركتين.

تحدث إلى فريدة التي تتناول شطيرة البيتزا ولا تبالي به وبغضبه فريدة، أنا مش مرتاح ولا حابب وجودك مع إللي أسمه سليم ده في مكتبه!

نظرت له وهي تمضغ ما في فمها وأبتلعته ثم تحدثت بنبرة جادة ده شغلي يا هشام، وكون إن المدير يختارني أنا بالتحديد للمهمة دي معناها كبير أوي عندي، والمفروض إن إنت كمان تفرح إنه شايفني من أكفيء مهندسي الشركة، ثم إنت بنفسك سمعت وهو بيقول إن الموضوع لو تم هايصرف لي مكافأة كويسه.

وأكملت بتمني إنت عارف يا هشام إني محتاجه فلوس جدا الفترة دي، على الأقل أجيب عربية بدل بهدلتي وسط عربيات الأجرة والفلوس الكتير إللي بدفعها فيها، وياريت بعد كل ده بوصل في ميعادي!

تنهد هشام لأجل حبيبته ولأجل أنه لم يستطع مساعدتها في تلك النقطه!

تحرك فايز بجانب سليم وجينا وهو يدلهما بيدة ويشير لهما بالجلوس لأحدي الطاولات وتحدث ببشاشة وجه إتفضلوا إرتاحوا، نورتوا المكان.

تحدث سليم بإبتسامة شكر متشكر جدا على إهتمام حضرتك فايز بيه!

جلست جينا بدلال تحت نظرات فريدة المستشاطه التي إسترقت النظر إليهما دون ملاحظة هشام.

تحرك المدير تاركا إياهم بعدما أجلسهم وأشار للعامل حتى يأتي ويستمع إلى ما يريدوه ويحضره لهما في التو واللحظه!

كانت هناك من تراقب حضورة الطاغي على المكان بإهتمام شديد،
إنها نجوي رفعت التي أعجبت بسليم حين رأته منذ الوهله الأولي، تحركت نجوي بدلال مثير حتى وصلت إليه ووضعت يدها فوق المنضدة وتحدثت بنعومه وإثارة نورت كافتيريا شركتنا المتواضعه يا باشمهندس.

رفع بصرة لينظر لتلك اللعوب بنظراتها الشقيه ثم حول بصرة بحرس شديد إلى فريدة، وجد وجهها إقترب على الإنفجار من شدة غيرتها والتي تحاول جاهدة في تخبأتها ولكن هيهات!

نظر إلى نجوي بعيون متفحصه وحدث حالة بتسلي، مرحا أيتها اللعوب، أتريدين اللعب؟
إذا فليكن ما تريدين، فلا يوجد لدي مانع من أن نلهو سويا إذا كان ذلك اللهو سيجعل أميرتي الفريدة تغار علي وتحترق.

أخرج حاله من تفكيرة وتحدث بصوت مسموع وعيون متفحصه متشكر يا.

أجابته بضحكه مثيرة نجوي، إسمي نجوي رفعت، تسمح لي أخد ال Break بتاعي مع حضرتك؟

وأكملت بفاه مفتوحه لشفاهها المطليه باللون الأحمر الصارخ ليذيدها جرأة وإثارة ده طبعا لو تحب؟

وضع يده على ذقنة النابته وحكها وإبتسم بجانب فمه بتسلي وتحدث أكيد أحب، ده أنا حتى أبقا راجل ماعنديش نظر لو ما حبيتش!

وضحك برجوله وضحكت هي بخلاعه ونظرت لهما جينا بإستغراب لحال مديرها التي ولأول مرة تراه على هذا الحال!

غمز سليم إلى جينا بعيناه بتسلي ضحكت جينا متفهمه حال مديرها وتحدثت بإنسحاب لطيف بعد إذن حضرتك يا أفندم، هاروح التواليت أظبط الميكب بتاعي.

أشار لها سليم بالذهاب وتحدث بدعابه أرجوك!

ضحكت جينا وأبتسمت نجوي بسعادة ظنا منها على أنها أستطاعت إغوائة.

نظر هشام بإبتسامه ساخرة إلى فريدة وهو يستمع إلى ضحكات نجوي اللعوب وتحدث نجوي رفعت شكلها وجهت سهامها ورسمت على النمرة الجديدة.

وهز رأسه بإستسلام متحدث بدعابه اللي بيعجبني في نجوي إنها نشيطه ومتجدده دايما، ماشاء الله، تطلع من حكاية تدخل لحكاية جديدة مع مغفل جديد!

تحدثت فريدة بصوت غاضب وعيون مشتعله اللي زي نجوي دي وجودها في الشركة إساءه لينا كلنا كموظفين، مش فاهمه الباشمهندس فايز مخليها مستمرة هنا ليه برغم بلاويها دي كلها.

وأكملت بغضب غلط كلامها وقعادها مع العضو المنتدب بالطريقه الرخيصه دي، الراجل يقول على شركتنا أيه؟

نظر لها هشام بإستغراب وتحدث بلوم وإنت أيه إللي مضايقك أوي كدة يا باشمهندسه؟

ده أنت طول عمرك مابتحبيش تتكلمي على حد وأول ما سيرة نجوي دي بالذات كانت تيجي كنتي بتزعلي وتقولي ملناش دعوة بحد يا هشام، إن الله حليم ستار، والله أعلم بعبادة، ماتاخدش بالظاهر يا هشام.

مش ده كان كلامك عنها، أيه اللي غير رأيك كدة مرة واحده يا فريدة؟

نظرت له بضيق وتحدثت جري أيه يا هشام، مالك إنهاردة ماسك لي على الكلمة كدة ليه؟

زفر بضيق وتحدث بهدوء حاول به تمالك حاله أنا أسف يا حبيبتي، أنا أعصابي متوترة إنهاردة من موضوع وجودك في مكتب واحد مع إللي إسمه سليم ده كمان.

وأكمل مغيرا مجري الحديث خلينا في المهم، بكرة هنستأذن بدري ساعه من الشغل علشان نلحق نروح لغادة.

ثم نظر لها بعيون عاشقه وتحدث بحب ما تتصوريش أنا فرحان أد أيه علشان هقعد معاكي وقت طويل.

وتسائل بعيون عاشقه هو أنا مش واحشك ولا أيه؟

نظرت له وأبتسمت بخجل تحت نظرات سليم وقلبه المشتعل وهو يختلس النظر إليهما دون ملاحظة أحد.

تحدثت فريدة خجلا ما أحنا بنقضي معظم وقتنا مع بعض يا هشام؟

أجابها بصوت عاشق أيوة يا فريدة بس أنا عاوزك معايا طول الوقت، متتصوريش بحلم إزاي باليوم إللي هيجمعنا فيه بيت واحد، أنا بحبك أوي يا فريدة، وعمري ما كنت أتخيل إني أحب بالشكل الكبير ده!

إبتلعت لعابها خجلا من كلماته التي تحزنها كثيرا وتخجلها من حالها على عدم مبادلته حالة العشق تلك، ولكن ما بيدها، فقلبها بقبضة غيرة وحسم الأمر!

اما سليم فكان يحترق داخليا وهو يري إبتسامتها لذلك الهشام الذي أصبح عدوه اللدود!

في تلك الأثناء، دلفت إلى الكافيتريا المهندسه نورهان صدقي، صديقة فريدة بالجامعه سابقا وزميلتها بالعمل حاليا والتي تعينت بالشركه بعد فريدة بعام واحد، ولكنها لم تكن بتميز وذكاء فريده.

نظرت إلى سليم بإستغراب وذهول وتحركت إليه وتحدثت دكتور سليم الدمنهوري، ده أيه المفاجأة الحلوة دي يا أفندم.

نظر لها سليم مضيقا عيناه لعدم معرفته بها فتحدثت نورهان حضرتك مش فاكرني، أنا نورهان صدقي خريجة دفعة جامعة القاهرة، أنا كنت صديقة فريدة فؤاد ونفس دفعتها.

فتح فاهه بتذكر وأجابها أاااه، إزيك يا باشمهندسه، إنت شغاله هنا في الشركة؟

أجابته بتأكيد أه يا أفندم
وتحدثت معه وفهمت سبب وجوده بالشركه تحت غضب نجوي وأستشاطها من إهدار وقتها معه على يد تلك النورهان.

إستأذنت منه وذهبت مباشرة إلى فريدة وتحدثت إلى هشام بدعابه ممكن يا أستاذ إنت تسيبني مع صاحبتي شويه، من وقت سيادتك ما خطبت البنت وماحدش عارف ينفرد بيها دقيقتين على بعض!

ضحك هشام على حديثها وتحدث وهو يقف إستعدادا للمغادرة إتفضلي يا ستي إنفردي بصاحبتك براحتك وأنا هاروح أقعد مع أكرم وعلاء.

وتحرك وذهب لأصدقائه بينما جلست نورهان وتحدثت بإستغراب ما قولتليش يعني إن سليم الدمنهوري موجود هنا في الشركة؟

نظرت لها وتحدثت بلامبالاه مدعيه عدم الإهتمام يمكن علشان سيادتك كنت في أجازة بقالك يومين، وبعدين الموضوع مش مهم للدرجه اللي تشغلني وتخليني أفتكر إني أقوله لك!

طب عيني في عينك كده، قالتها نورهان بنبرة خبيثه.

أجابتها فريدة بحده نور، ماتنسيش إني مخطوبه وما يصحش نتكلم في موضوع زي ده إكراما وإحتراما ل هشام.

تحمحمت نورهان وأردفت بإحراج أنا أكيد ما أقصدش المعني إللي وصل لك يا فريدة، أنا بس حبيت أطمن عليكي وأتأكد إن الموضوع ما بقاش بيعني لك أي شيء،
وأكملت بنبرة خبيثه حبيت كمان أنبهك علشان ما تنجرفيش ورا مشاعرك وتنسي نفسك في نظراتك ليه وهشام ياخد باله وتخسريه وتخسري حياتك اللي بقالك كتير بتبنيها على أنقاض حكايتك مع سليم!

نظرت لها بضيق وتحدثت بنبرة حاده أنا ما ببنيش حياتي مع هشام على أنقاض حكايتي مع حد يا نور، أنا حياتي نضفتها وجرفتها من زمان، وحياتي مع هشام بنيتها على أساس صلب ومتين، ومن فضلك ياريت تقفلي الموضوع ده علشان الكلام ممكن يتنقل ويوصل لهشام.

أجابتها سريع وبجديه طبعا يا فريده، مش لازم هشام يعرف أي حاجه عن الموضوع ده، أما سليم أنا متأكدة إنك هتقفي له وتصديه بكل قوتك علشان ما يحاولش يقرب منك، ربنا معاكي ويقويكي يا حبيبتي.

تنهدت فريدة بألم لحال قلبها المتألم ومشاعرها التي تبعثرت ما بين هنا وهناك منذ وصول ذلك ال سليم التي كانت تخدع حالها طوال الوقت وتوهمها على أنها تناسته، ولكنها وما أن ظهر من جديد حتى تأكدت أنها وللأسف عشقته أضعاف أضعاف السابق.

داخل الشقة السكنيه الخاصه بقاسم الدمنهوري.

كانت تجلس أمال فوق الأريكة وتجاورها شقيقتها أماني، وفي الشرفه توجد ريم شقيقة سليم وتجاورها ندي شقيقة حسام والتي تعشق سليم وتخطط هي ووالدتها للزواج منه!

تحدثت ندي بصوت محبط وحزين يعني مش هعرف أشوفه إنهاردة كمان يا ريم؟

أجابتها ريم بصوت حزين لأجلها مش عارفه أقول لك أيه يا ندي، كان نفسي أطمنك، بس الحقيقه كلام سليم مع ماما بيؤكد إنه مش هيسيب البنت اللي بيحبها ولا هيقدر يستغني عنها!

أجابت ندي بقوة وحماس أنا مستعدة أنسيهاله يا ريم صدقيني، بس أديني فرصه وخليني أقابلة، أرجوكي يا ريم ساعديني في أني أقابل سليم وسيبي الباقي عليا.

وأكملت بغرور وهي تتخلل خصلات شعرها الأشقر بأصابع يدها أنا مش بس مستعدة أنسيه اللي إسمها فريدة دي، ده أنا مستعده أنسيه نفسه كمان!

ثم نظرت إلى ريم وأكملت بإستعطاف كلميه دالوقت يا ريم، قولي له إنه وحشك جدا وإنك عاوزة تشوفيه ضروري وأطلبي منه يستقبلك عنده في الاوتيل وأنا هاجي معاكي وسيبي الباقي عليا!

أجابتها ريم بحيرة وحزن مش عارفه يا ندي، تفتكري سليم هيوافق، هو أصلا لسه زعلان مني، لما كلمته إمبارح بالليل علشان أطمن عليه مكنش زي عادته معايا!

حمستها ندي يا بنتي ما أنتي لما تكلميه ونروح له كدة إنتي تبقي بتدوبي جبل التلج إللي ما بينكم، وكمان أنا هسعدك صدقيني!

نظرت لها ريم بإقتناع وتحدثت أوك، بس أصبري لما ميعاد شغله يخلص.

وأكملت مفسرت لها أصل سليم مش بيرد على أي مكالمات خاصه في وقت شغله إطلاق.

هزت لها رأسها بإيماء على أمل ذهابها إلى سليم وإغوائه بجمالها لتحقق حلمها بالزواج منه والتنعم بحياة الرفاهيه التي تحلم أن تحظي بها عندما تسافر معه إلى ألمانيا.

أما داخل الشقه تجلس أمال وأماني فوق الأريكه وتحدثت أماني بإستفسار طب وإنتي هتسكتي فعلا زي ما قاسم قال لك؟

تنهدت أمال وأجابتها بصوت يشوبه الإحباط وأنا في أيدي أيه أعمله يا أماني، وبعدين ما هي البنت مخطوبه.

وأكملت بتمني عندي أمل إن يكون عندها كرامه هي وأهلها وترفض قرب سليم ليها من جديد!

ضحكت أماني ساخرة وتحدثت عمري ما أتخيلتك تكوني بالغباء ده يا أمال.

وأكملت بإعتذار Sorry إني بقولك كدة، أنا طبعا ما أقصدش المعني اللفظي للكلمه، بس بصراحه تفكيرك بالطريقه الساذجة دي خضني،
وأكملت بدهاء تفتكري إن البنت وأهلها هيرفضوا واحد بمواصفات سليم، مهندس مميز في شغله، عايش في ألمانيا وبيقبض بالدولار، علشان خطيب بنتهم حتة المحاسب إللي ما حيلتوش غير مرتبه؟

ده كلام بردوا يا أمال!

زفرت امال بضيق وأردفت قائله بحنق وأنا يعني في أيدي أيه أعمله يا أماني غير إني أصبر وأستني!

أجابتها أماني لا يا حبيبتي في أيدك كتير، أقل حاجه تروحي للبنت وأهلها وتهدديهم
خليك ذكيه وأسبقيهم بخطوة يا أمال، إبدأي بالهجوم بدل ما أنتي قاعدة مستسلمة ومستنيه الضربه اللي هتجيلك منهم!

نظرت لها بتفكر وتحدثت وتفتكري سليم لو عرف حاجه زي دي هيغفرهالي؟

اجابتها وهو لو أتجوزها غصب عنك ودخل بنت بالمستوي ده وسط عيلتنا هيبقي كويس أوي بالنسبة لك؟

ثم أكملت بحسم أنا هاخد عنوان بيتها من حسام ونروحلهم انا وانتي ونكلمهم بالذوق إنهم يبعدوا ينتهم عن سليم!

أجابتها أمال طب أصبري كمان يومين لما أتكلم تاني مع سليم وأشوفه وصل لفين في موضوعه، مش يمكن تكون البنت فعلا رفضت ترجع له ووقتها هنكون غلطنا غلطة كبيرة أوي وشكلنا هيبقي مش لطيف!

وافقتها أماني على أن ينتظرا يومان أخران وبعدها ستتحركان.

ثم نظرت أماني إلى الشرفه وتحدثت بضيق هي مرات أخوكي دي ما بتزهقش، أوام بعتت بنتها الدلوعه علشان تشاغل سليم!

نظرت أمال لها وتحدثت بإستكبار وغرور خليها تحلم هي وبنتها براحتهم، أنا عماله احارب ليا سنين علشان أبعد إللي إسمها فريدة دي عنه علشان أجوزه الجوازة اللي تليق بيه وبمقامه، وهي بتخطط تجوزة بنتها الفاشله اللي خدت الثانويه العامه في سنتين وفي الاخر دخلت حتة معهد، وياريتها عارفه تتخرج منه!

أجابتها أماني بغرور الناس إتجننت والطمع ملي قلوبهم، مش تحمد ربنا إنك وافقتي تجوزي ريم لإبنها حسام بعد ما لهفت ورثنا من بابا وطمعت فيه هي والبقف أخوكي، لا طمعانه كمان لبنتها تعيش وتتهني في عز سليم!

ردت عليها أمال بإشمئزاز صدقيني لولا أنه الوحيد إللي قدر يساعدني في موضوع سليم والبنت اللي كان عاوزها ما كنت وافقت على خطوبته من ريم أبدا، بس بصبر نفسي إنه مهندس شاطر وشغال في شركة محترمه ومرتبه كبير، وللأسف بنتي هبله وبتحبه!

تحدثت أماني بنتك هبله وهو خبيث زي أمه سميرة بالظبط وعرف يوصل لقلبها البرئ.

بعد إنتهاء ال Break ذهبت فريدة إلى مكتبها وبدأت بمتابعة عملها بمنتهي المهنيه.

وما أن إنغمثت في ملفاتها حتى أخرجها دقات فوق الباب.

تحدثت بعمليه وهي ما زالت تنكب فوق ملفاتها أدخل.

فتح الباب ودلف منه سليم الذي أغلق الباب خلفه ونظر لها نظرات ملامه وتحدث بصوت متألم ليه يا فريدة؟

إنتبهت لصوته ورفعت بصرها سريع إليه بلهفه ثم تمالكت حالها
وأكمل هو بعيون حزينه ملامه بتعملي فيا كده ليه؟

شبكت يداها ووضعتهم أمامها فوق المكتب وتحدثت بنبرة جاده خير يا باشمهندس، ياتري أيه الصدفة الغريبه إللي خلت سعادتك تتنازل وتزورني في مكتبي، لا وكمان تتكلم معايا وإنت شايل التكليف اللي ما بينا؟

هدر بها بصوت غاضب خلااااص يا فريدة من فضلك، ياريت ترحميني وترحمي نفسك من تمثيلك طول الوقت بإني خلاص ما بقتش بعني لك أي شيئ، لاني وببساطه بعني لك كل شيئ.

وأكمل بعيون هائمه تنطق عشقا زي ما بالظبط إنتي بالنسبة لي بتمثلي لي كل حياتي.

وأقترب من مكتبها ووضع يداه فوقه وأمال بوجه مقترب من مستوي وجهها وتحدث بهيام أنا تعبت في بعدي عنك ونفسي أرتاح بقا، نفسي تديني فرصه علشان أصلح غلطي وأرجعك لقلبي من جديد بالطريقة إللي تليق بيكي، نفسي تديني الفرصه علشان أرفعك على عرش ملكي وأتوجك قدام الكل وأخليكي أميرة حياتي.

تنهدت بألم وتلئلئت عيناها بغشاوة الدموع وتحدثت بصوت منكسر كلامك إتأخر أوي يا باشمهندس، متأخر خمس سنين بحالهم، خمس سنين دوقت فيهم كل أنواع المرار والألم إللي عمرك ما تتخيله، وأكملت بدموع إنهمرت من مقلتيها عنوة عنها إنت فاهم ومدرك إنت عملت فيا أيه يا سليم، للأسف، تجربتك علمت فيا وسابت أثر مؤلم عمري في حياتي ما هقدر أنساة، وأكملت بقلب يتألم أنا بسببك مش قادر أءمن لخطيبي ولا عارفه أسلم له قلبي!

حدثها بعيون سعيدة ولا هتعرفي لان ببساطة قلبك مش معاكي علشان تسلميه له أو لغيرة، وأكمل بعيون هائمه قلبك معايا وملكي يا حبيبي.

ملك سليم، بيعشق سليم، مش قادر يخرج سليم من جواه، أنا ساكن روحك يا فريدة.

وأكمل برجاء يا ريت يا حبيبي تفهمي كدة وترتاحي وتريحيني.

وقفت ونظرت له بعيون غاضبه مستشاطة وجرت إليه وبكل ما أوتيت من قوة دفعته على صدرة وضربته بقوة إهتز جسدة على أثرها وهي تحدثه بألم سنين يقطن داخل ضلوعها ولما أنت عارف إن حبك ساكن جوة روحي عملت فيا كدة ليه؟
دمرتني وسبتني ليه يا سليم؟

كسرت قلبي وسبت روحي تنهار وتتدمر من بعادك عنها ليه؟

وأكملت وهي تضربه على صدرة بقوة ليه، ليييييه، رد عليا وجاوبني، لما أنت حبتني زي ما بتقول كان ليه بتسيبني من الأول.

وأكملت بحدة بلاااش دي، لما عرفت وأتأكدت إنك لسه بتحبني ما رجعتليش تاني ليه، جاي لي بعد خمس سنين تعلن لي عن توبتك وحبك اللي مازال موجود في قلبك وتاعبك.

جاي تطلب مني أهد حياتي إللي عشت أبني فيها سنين ببساطه كده، طب إزاي، إقنعني؟

وقفت بكل شموخ وسألته وهي تشير بسبابتها طب أديني سبب واحد يخليني أثق فيك وفي وعدك من جديد وأصدقك؟

تنهد بألم وعيون يملئها الندم والحزن وتحدث إختاري كل الضمانات إللي ترضيكي وتريحك وأنا أنفذها لك في الوقت و الحال.

نظرت له وأبتسمت بجانب فاهها إبتسامه ساخرة وتحدثت وهي تتحرك وتجلس بمقعدها خلف مكتبها كل إللي أنا محتجاه منك هو إنك تبعد عن حياتي ليس إلا يا باشمهندس.

وأكملت بإعتزاز نفس وتفاخر أنا دالوقت مخطوبه لراجل محترم بيحبني ومبسوط بيا وشايفني ملكة بعيونه، راجل أول ما حس بحبه ليا جه بيتي وقابل بابا وطلبني منه بغلاوة، قدم لي كل ما عنده، بيشتغل ليل نهار علشان يشتري لي شقه تليق بمقامي الكبير عنده، مع إنه مش مطالب بدة، وبابا نفسه قاله ما يحملش نفسه فوق طاقتها، لكن هو ما سمعش كلام حد لأنه شايفني حاجه عاليه وغاليه أوي في نظره.

وأكملت بإبتسامة ساخرة بذمتك يا باشمهندس ده يبقي عدل، بأي عقل جاي تطلب مني أسيب راجل شاريني ومتمسك بحبي بالشكل ده، علشان أشتري راجل باعني ورماني وأشتري راحته وجري ورا مستقبله؟

نظر لها ساخرا وتحدث قصدك خيال المأته إللي إنت جيباه علشان يملي مكاني في قلبك؟

وأكمل بغرور أنا ماحدش هيعرف يملي مكاني في قلبك يا فريدة، لأني ببساطة ختمت عليه بختم سليم الدمنهوري وقفلته وللأبد، قلبك مغلق لإنشغاله يا قلبي.

فابلاش تضيعي وقتك وتتعبيني معاكي.

تنهد بألم وأقترب من مكان جلوسها مع إرتعاش جسدها الذي أصابها من مجرد إقترابه، تغلغلت رائحة عطرة التي لم يبدلها إلى الأن فابتلعت لعابها ولكنها أدعت الثبات ولم تنظر له بل ظلت تنظر أمامها بثبات.

وتحدث هو برجاء أرجوك يا حبيبي ما تتعبنيش معاكي، أنا عارف إني غلطت في حقك، وأنا والله راضي منك بأي عقاب بس وإنتي في حضني، عاقبيني وإنتي في حضني يا فريدة، البعد ده بيقتلني وبيقتلك!

أخذت نفسا عميقا وأخرجته ثم تحدثت بكبرياء ثائر لكرامتها قضيتك معايا خسرانه يا باشمهندس، أنا حسمت قراري من زمان، وأظن من الغباء إن الشخص يقع في نفس الغلطة مرتين!

ونظرت له وتحدثت ساخرة وبيتهئ لي إنك ماترضاليش إني أكون غبيه قدام نفسي بالشكل المهين ده!

كاد أن يتحدث لكنها وقفت بشموخ وحسمت أمرها وتحدثت بقوة من فضلك يا باشمهندس، أنا عندي شغل حضرتك معطلني عنه، وأظن إن حضرتك أكتر واحد ضد إن الشخص يتكلم في خصوصيات حياته ويهدر وقت الشغل، ولا حضرتك بتستثني نفسك من مبادئك وقراراتك الحاسمه.

وأكملت وكمان ياريت حضرتك ترجع خطوتين لورا، أظن ما يصحش تقف قريب مني بالطريقه دي.

إبتسم ساخرا وأجابها بصوت هائم في عشق عيناها الساحرة خايفه من قربي ليه يا فريدة، خايفه ماتقدريش تقاومي وتستسلمي لي؟

أجابته بصوت غاضب وقوي نابع من داخلها عيب أوي كلامك ده يا باشمهندس، وياريت تحط في إعتبارك إنك بتتكلم مع واحدة محترمه وكمان مخطوبه لراجل محترم، يعني كلام حضرتك ده يعتبر إساءة ليا وليه ولشخصك الكريم كمان!

وأردفت بقوة ودالوقت لو حضرتك ماعندكش حاجه نتكلم فيها بخصوص الشغل ياريت تتفضل على مكتبك علشان أقدر أشوف شغلي المطلوب مني.

وأشارت بيدها نحو الباب وتحدثت بلباقه لو سمحت.

تراجع للخلف قليلا وتحدث بنبرة واثقه أنا خارج يا فريدة، بس قبل ما أخرج عاوزك تفهمي حاجة، جوازك من غيري مش هيتم غير على جثتي.

ركزي في الكلام ده وأفهميه كويس أوي علشان ماتنسيهوش، أنا عمري ما هسمحلك تكوني مع راجل غيري، حتى لو هضطر أقتلك وأقتل نفسي معاكي، لإن الحالتين فيهم موتي، فهماني يا فريدة.

أنا كدة ميت، وكدة ميت، وأكمل بغمزة وقحه من عيناه فمن الأحسن ليكي إنك تموتي في حبي وجوه حضني، وأنا يا قلبي عليا الباقي،
وأكمل مهددا ياإمااااااااا.

وأشار بأصبع السبابه والإبهام بوجهها مغمضا إحدي عيناه، مطلقا بفمه صوت يشبه صوت طلقة النار!

وخرج مسرع من الباب بعدما أرعبها حديثه.

إرتمت على مقعدها بإهمال وهي تبتلع لعابها، تارة من حالة الهيام والغرام التي إنتابتها من تلميحاتها الوقحه التي أثارت أنوثتها، وتارة أخري من تهديدة المباشر لها والتي تعتقد أنه يستطيع تنفيذة!

حدثت حالها بحيرة، أااااه سليم، ماذا تظن نفسك فاعلا يا فتي، اللعنة على قلبي الضعيف أمامك، اللعنة عليك وعلى قلبك وعشقك الذي مازال يتملكني ويتملك فؤادي، اللعنة عليك سليم، اللعنة عليك!
صباح اليوم التالي!

داخل منزل حسن نور الدين والد هشام
المكون من أربع طوابق والذي ورثه عن والدة، توجد به حديقه صغيرة بها بعض الأشجار المثمرة لثمار اليوستفندي والجوافه والليمون، وأيضا بعض أشجار الزهور وتفترش الأرض بالنجيله الخضراء ذات المظهر الخلاب.

يوجد بها أيضا أرجوحه مخصصه لصغار المنزل، ومنضدة بلاستيكيه تحاوطها بعض المقاعد من نفس الخامة!
يقطن والديه بالطابق الأرضي والطابق الثاني يسكن به شقيقه الأكبر هادي وزوجته الهادئة دعاء وطفليهما.

أما الطابق الثالث يقطن به شقيقة الثاني حازم وزوجته رانيا ذات الطباع الخبيثة وطفليهما
والطابق الرابع كان سيسكنه هشام لكنه تنازل عنه لشقيقه الأصغر مصطفي الذي يدرس بالفرقه الثالثة بكلية الأداب، وتقدم هو بطلب شقة سكنيه من الإسكان المتوسط الجديد الذي طرحته الدولة للشباب!

كان الجميع يلتفون حول طاولة الطعام الموجودة داخل غرفة السفرة الخاصة بالمنزل، عدا هشام الذي كان يقف في الحديقه مرتديا ثيابه الرسمية الخاصة بالعمل ويهاتف فريدة ليطمئن عليها مثلما يفعل يوميا
بعد قليل إنضم إليهم وتحدث بإبتسامة سعيدة وهو يجلس فوق مقعدة المخصص له صباح الخير!

ردوا عليه جميعا الصباح وتحدث حازم مازح أديت التمام الصباحي يا إتش؟
غمز له بعيناه وتحدث ليحثه على الصمت حزوم باشا، صباحك فل!

تحدثت سميحه والدة هشام وهي تناولة كوبا من خليط الشاي بالحليب المفضل لديه خد يا حبيبي الشاي باللبن بتاعك
تحدث بإستفهام وهو يتناوله من يدها نص معلقة سكر يا ماما؟

أجابته بإبتسامة حانيه أه يا حبيبي نص معلقة!
تحدث هادي الأخ الأكبر بدعابه هو الباشا خايف ليتخن وميعجبش ولا أيه؟

ضحك حازم ساخرا طبعا يا أبني، رضي الباشمهندسه بالنسبة ل إتش من رضا الرب بالظبط!
إبتسم لهما وتحدث بدعابه صباح الفل يا رجالة، هي الإصطباحه إنهاردة على الغلبان هشام ولا أيه؟

أجابه مصطفي الأخ الأصغر خدلك شويه من إللي أخوك بيشوفه كل يوم يا إتش!
حدثه هشام بضحك طبعا سيادتك مبسوط ومرتاح، أهم حاجه إنهم يبعدوا عنك.

أجابه مصطفي بضحك بالظبط كدة
تحدثت سميحه بإبتسامة سيبوا أخوكم في حالة وملكمش دعوة بيه على الصبح علشان يعرف يفطر.

تحدث حازم مازح طبعا يا ست ماما، ماهو هشام باشا دلوع قلبك الوحيد
ضحك والده على ملاطفة أبناءة لشقيقهم وتحدث بجدية بقول لك أيه يا هشام، ما تكلم فريدة يا أبني تشوف شغل ل سراج إبن عمتك عندكم في الشركة، أو في أي شركة تكون نفس تخصصهم؟

تحدثت رانيا زوجة حازم بنبرة ساخرة يشوبها الغضب هو ليه حضرتك محسسنا إن فريدة دي حاجه مهمه أوي لدرجة إنها تتوسط لتعيين سراج، وأكملت للتقليل من شأن فريدة دي مهما كانت مش أكتر من مجرد مهندسه شغاله في الشركة، معلش يعني تطلع أيه هي علشان تعرف تعين سراج ولا غيرة!

نظر هشام على زوجة أخية الكارهه لوجود فريدة حتى قبل مجيؤها، وكان هذا السبب الرئيسي الذي جعله يضغط على حالة ليجلب شقة سكنية بعيدة عن تلك الرانيا التي بالطبع كانت ستزعج فريدته!
نظر لها حازم بنظرة حارقه تجاهلتها ولم تهتم!

هز حسن رأسه بيأس وأجابها بهدوء أنا يا بنتي لا عاوز أحسسك إنها مهمة ولا غيرة، كل الحكاية إن البنت مهندسة إلكترونيات وسراج نفس مجالها، وهي أدري إذا كان فيه وظايف خاليه في شركتهم ولا لاء
تنهدت سميحه بأسي وهي تري عدم تقبل زوجة إبنها المميت لخطيبة شقيق زوجها!

تحدث هشام وهو يتناول قطعة الجبن متلاشي حديث رانيا إكرام لشقيقه هقول لها إنهاردة يا بابا وأخليها تكلم مستر فايز المدير، وأكيد لو فيه مكان إن شاء الله يكون له نصيب معانا!
وقف وهو يتحدث بعد إذنكم، أنا كدة يدوب ألحق شغلي، حضرتك جاهز يا بابا؟

وقف حسن وأمسك بحقيبة يدة المخصصه بعملة كمحاسب في شركة الكهرباء، وذهب مع هشام كي يصطحبه بطريقة إلى مقر عملة ككل يوم
وتحرك حازم وهادي إلى وظائفهم وتحرك أيضا مصطفي إلى جامعته!

ووقفت سميحه وزوجتي ولديها يلملمون الصحون والأكواب وبقايا طعام الإفطار ويدعونها داخل المطبخ لجليها
خرجت سميحه إلى الحديقه لتتحدث إلى شقيقتها غادة عبر الهاتف.

حين تحدثت دعاء زوجة هادي الأخ الأكبر، وهي تحمل أدوات التنضيف وتتحرك بصعوبه لحملها بجنينها بالشهر الأخير أنا هخرج أنضف البيت وإنت نضفي المطبخ يا رانيا، ونبقا نجهز الغدا مع بعض
أجابتها رانيا تمام يا دعاء!

نظرت رانيا للخارج وجدت سميحه تتحدث عبر الهاتف إقتربت من شباك المطبخ المؤدي إلى الحديقه كي تتنصت إلى ما تقوله أم زوجها
ففهمت مما أستمعت أن هشام سيصطحب فريدة لتناول الغداء اليوم عند غادة، فقررت أن تفسد عليهما فرصة تواجدهما بهدوء بمنزل غادة،.

هاتفت زوجها في الحال وطلبت منه بأن يصطحبها اليوم بعد عودته من عمله لزيارة خالته غادة، فهي تذهب كل فترة إلى غادة لزيارتها مع زوجها، وبالطبع لم تخبرة أنها تعلم بوجود هشام مع فريدة بمنزل غادة اليوم.

دلفت سميحه للداخل بعد إنتهاء محادثتها مع غاده، وجدت دعاء تشرع في تنظيف المنزل أخذت منها أدوات التنظيف لتقوم هي به بديلا عنها نظرا لحالتها ولتعبها الظاهر عليها!

وصلت فريدة أمام مقر عملها وجدت علي يتدلي من سيارته
ذهب إليها وتحدث على إستحياء صباح الخير يا باشمهندسه!

أجابته بنبرة جاده صباح النور يا باشمهندس، هو حضرتك كمان هتقضي معانا الإسبوع ده في الشركة؟

أجابها بدعابه لطيفه ده لو مش هيضايقك طبعا، وأكمل بتفسير أنا وسليم شغلنا بيكمل بعضه، أنا بس ماجيتش إمبارح لإن إبني كان سخن شويه وأضطريت أوديه للدكتور وأفضل جنبه هو ومامته!

نظرت له بإستغراب مضيقتا عيناها وتسائلت إبنك؟

إبتسم لها وتحدث مفسرا أه يا فريدة، إبني سليم.

إبتسمت على حب علي الكبير والصادق لصديق عمره.

وأكمل وهو يتحرك بجانبها للداخل أنا متجوز من أربع سنين ومراتي معايا في ألمانيا، سليم بعد ما سافر وأستقر في الشركة، أول ما لقي فرصه تناسبني بعت لي ورحت أشتغلت معاه، بعدها نزلت إتجوزت البنت اللي كنت بحبها وأخدتها وعشنا هناك، وعندي سليم عمرة 3 سنين.

وأكمل بحديث ذات مغزي ولد شقي ومغلبني أنا ومامته، زي عمه سليم بالظبط!

إبتسمت إبتسامه جانبيه وأردفت بنبرة جادة ربنا يبارك لك فيه إنت ومامته!

أجابها بإبتسامة على فكرة مامته لطيفه جدا، إسمها أسما، إن شاء الله يكون فيه فرصه وأعرفك عليها!

هزت رأسها بإيماء وتحدثت بمجاملة إن شاء الله!

وأكمل هو مفسرا أنا أتجوزت وخلفت وحسام خطب ريم أخت سليم، ما فضلش من شلتنا غير سليم اللي أضرب عن الجواز بسببك يا فريدة!

وصلت للمصعد وضغطت زر الإستدعاء وتحدثت ساخرة تقصد بذنبي، مش بسببي.

ونظرت له وتحدثت بحديث ذات مغزي أصلها تفرق يا باشمهندس!

دلفا سويا وضغطت زر الصعود وتحدثت وهي تنظر إليه علي العموم يقدر دالوقت ينيم ضميرة ويريحه ويخطب ويعيش حياته، بعد ما أطمن إني مكمله حياتي وبنيتها من جديد بعد ما دمرها لي!

وأبتسمت ساخرة وأردفت قائلة ده لو كان البيه عنده ضمير من الأساس!

أجابها على بنظرة ونبرة صوت حزينة صدقيني يا فريدة إنت ظالمة سليم، سليم من أنضف وأنقي الشخصيات إللي عرفتها في حياتي!

أجابته بنبرة ساخرة يبقا يؤسفني أصدمك وأقول لك إنك للأسف مقابلتش حد نضيف في حياتك!

توقف المصعد وأنفتح بابه وخرجا منه ووقف على وتحدث إليها ياريت يا فريدة تدي له فرصة يشرح لك فيها إللي حصل بالظبط، أنا أكتر واحد شاف وجع سليم في بعادك وعارف كم الوجع والألم إللي عاشه بسبب إنه ماعرفش يوصل لك، ودة للأسف بسبب لعبة أتلعبت عليه من حسام!

ونظر لها برجاء سامحي يا فريدة، أنا عارف إن سليم غلط في حقك وظلمك، بس صدقيني هو دمر نفسه وأذاها قبل ما يأذيكي.

وأكمل بتعقل إحنا بشر وكلنا معرضين للخطأ وأرتكاب الذنوب، المهم إن الإنسان يدرك ذنبه ويتوب ويحاول بكل قوته يكفر عنه، وده اللي سليم بيحاول يعمله، ياريت تغفري له وتسامحي وتدي لقلوبكم فرصه للحياة من جديد!

إبتسمت له وتحدثت بنبرة تهكمية بتطلب مني أسامحه وأدي له فرصه من جديد وأصدقه، وكمان بتشهد على كم ألمه وعذابه والمفروض إني أصدقك؟

وأكملت بعيون لائمه طب أصدقك إزاي وأنت كنت شاهد على غشه وخداعه ليا ومتكلمتش ولا حتى جيت نبهتني؟

وأكملت بعتاب وأنا اللي إعتبرك زي أخويا وإنت كنت قابل عليا الوضع المهين اللي كنت فيه!

أجابها بصدق مكنش ينفع أخون ثقة صاحبي فيا، صدقيني مكنتش أقدر، وبعدين لو تفتكري أنا نبهتك بشكل غير مباشر، يوم عيد ميلاد سليم لو تفتكري، لما قولت لك أوعي تتغيري أو تغيري مبادئك وقيمك علشان أي حد مهما كان، حتى لو علشان سليم نفسه!

أجابته بقوة وتهكم لا والله كتر خيرك يا باشمهندس
وكادت أن تكمل لولا صعود المصعد وتوقفه المفاجئ وخروج سليم وهشام معا وكل منهما مكشعر الوجه لعدم راحته للأخر.

تحركا معا ووقف هشام قبالتهما وتحدث بوجه بشوش صباح الخير
ردوا عليه وكرر سليم الصباح.

وتحدث هشام إلى فريدة بوجه عاشق إزيك يا فريدة!

إبتسمت له وتحدثت بوجة بشوش الحمدلله يا هشام، أنا تمام.

كان هذا يحدث تحت غضب سليم وإشتعال قلبه بنيران الغيرة من مجرد حديثهما معا.

أشار هشام بيدة لها بأن تتحرك أمامه لإصطحابها إلى مكتبها وتحركا بالفعل
أوقفهما صوت سليم الذي بدا حاد إلى حد ما باشمهندسه فريده.

إلتفتت إليه فتحدث بلهجه أمرة هاتي لي الملفات اللي قولت لك عنها إمبارح
وحصليني على مكتبي لو سمحتي!

تفوة بكلماته الحادة وتحرك بخطي واثقه إلى مكتبه، نظر لها على بحذر وتحرك خلف سليم.

أما هشام الذي تحدث بغضب عارم وهو يقور يداه شوفي لك حل للموضوع ده مع فايز يا إما أنا بنفسي هروح له وأخليه يرشح أي حد مكانك للمهمه دي!

تحركت غاضبه إلى مكتبها من كلاهما وأفعالهما التي ستصيبها حتما بالجنون، دلفت لداخل المكتب تبحث في بعض الملفات الموضوعه فوق مكتبها بعنايه
وتحدثت غاضبه للمرة الألف يا هشام هقول لك أرجوك ماتتدخلش في شغلي.

وأكملت بنبرة حادة مش من حقك تروح ل مستر فايز وتقوله يسحب مني المهمه، إنت هنا زميل ليا مش أكتر، ياريت تفرق بين فريدة خطيبتك اللي برة الشركه، وبين فريدة زميلتك إللي في الشغل!

نظر لها بغضب عارم وعيون مشتعله وأردف قائلا بإعتراض وأنا بقا مش عاجبني الوضع ده يا باشمهندسة؟

أجابته دون تردد وبقوة إنت حر يا هشام، بس علشان تكون عارف أنا مش هضيع مستقبلي وتقدمي في منصبي علشان خاطر أي حد!

حتي لو كان الحد ده أنا يا فريدة؟، جملة قالها هشام بتساؤل.

أجابته بقوة وتأكيد حتي لو كان الحد ده أبويا بذات نفسه يا هشام.

وأكملت بقوة وأعتراض أنا متحملتش دراسة بالصعوبه دي وتعبت فيها وأبويا صرف عليا دم قلبه علشان في الأخر ييجي حد يتحكم فيا وفي مستقبلي!

كان يتحرك داخل مكتبه ذهابا وإيابا والغضب والغيرة ينهشان داخله ويحرقاها.

دلف إليه على وتحدث بإستفهام أيه اللي إنت عملته برة ده يا سليم، إنت كدة بتستفز خطيبها وتحط نفسك معاه في خانة الإختيار. ، وأكيد فريدة هتختار خطيبها.

أشار له بيده وتحدث بغضب من بين أسنانه علي، أنا مش ناقصك إنت كمان، كفايه عليا الهانم وعندها وغبائها اللي هيشلني ويموتني ناقص عمر، مش هتبقي أنت كمان عليا!

وتحرك للخارج كالمجنون لم يستطع فكرة تواجدها مع ذلك الهشام بمكان واحد، وصل إلى مكتبها حتى يستعجلها، توقف حين إستمع لشجارهما من فتحة الباب الغير مغلق بالكامل.

إبتسم وهو يستمع إليها حين رفضت تدخل هشام في عملها وأستمع لها وهي تفضل عملها معه على ذلك المدعو هشام.

تنهد بإرتياح وعاد إلى مكتبه من جديد تحت أنظار على المستغربه من كم الراحه التي علت ملامحه.

تسائل علي بإستغراب وده يطلع أيه ده كمان إن شاء الله؟
إبتسم له وتحدث بتأكيد فريدة بتحبني وهتختارني أنا يا علي، المسألة مسألة وقت مش إكتر، وبكرة هفكرك!

إبتسم على وكاد أن يتحدث لولا إستئذان فريدة ودلوفها وبيدها عدة ملفات وجهاز اللاب توب الخاص بها
أشار لها بالجلوس إلى الأريكة وجلس بعيدا عنها وبجانبه علي.

وتحدث بنبرة جادة وعملية يعرفها علي جيدا حتى فريدة باتت تعرفها.

سليم ياريت يا باشمهندسين نركز مع بعض علشان الملف ده محتاج تركيز وأنا حابب نخلصه إنهاردة.

وأكمل بجدية يعني تعملوا حسابكم إن حتى ال Break بتاعنا هناخده هنا!

أجابته بعملية مافيش مشكلة يا أفندم، أنا جاهزة يا ريت نبدأ.

أما هشام الذي كان يتحرك داخل مكتبه بغضب عارم بعدما فضلت فريدة عملها مع سليم على إرضاءه وتركته غاضبا وذهبت غير مباليه به وبغضبه، ضل يجوب المكتب ذهابا وإيابا بغضب عارم.

داخل شقة قاسم السكنيه!

يجلس حسام أمام عمته التي تضع ساق فوق الأخرة بكبرياء وتحدثه طمني وقولي أيه أخبار سليم مع البنت دي يا حسام؟

أجابها بطمئنه إطمني يا عمتو، أنا قولت لحضرتك مش عاوزك تقلقي من الموضوع ده طول ما أنا موجود!

تحدثت بقلق لم تستطع مداراته عاوزني أطمن إزاي يا حسام وإنت بتقول لي إن المجنون خلاهم خصصوله مكتب وأخد الهانم بتاعته معاه؟

وأكملت يعني فرصة رجوعها ليه إتضاعفت!

تحدث بثقه بنبرة عمليه يا عمتو اللي سليم عمله ده شغل وطبيعي جدا إنه يحصل في مجالنا، سليم المفروض هيختار شركة من بين شركات كتير مقدمين عروض، ومن الطبيعي أنه يدرس موقف الشركة بمنتهي الدقه، وأظن إللي سليم عمله ده تصرف صحيح وحل من ضمن مجموعة حلول أخري.

وأكمل بثقه وهو يبتسم أما بقا من ناحية قلقك من رجوع البنت لسليم فأحب أقول لك إن رجوعها ليه بقا من سابع المستحيلات،
أولا لأن سليم بسفرة المفاجيء أذاها وأهانها لدرجة عمرها ما هتقدر تنساها أو تتلاشاها وترجع من تاني تكمل معاه عادي وكأن شيئا لم يكن.

ثانيا بقا وده الأهم، إن البنت مخطوبه ومن حسن حظنا إنها محافظه جدا ومن المستحيل إنها تغدر بخطيبها أو تخونه وده طبعا من وجهة نظرها!

تنهدت وحدثته بتحذير همشي وراك وأسلم لك عقلي يا حسام، بس صدقني لو الموضوع ده ما أنتهاش زي ما أنا مرتبه له هتزعل مني أوي!

أجابها بثقه مش عاوزك تقلقي يا عمتو، أنا ليا عيون جوة الشركه بتنقل لي أخبار فريدة أول بأول، وعارف كويس كل تحركاتها وحتى أفكارها!

هزت له رأسها بإيماء وتحدثت برضا وأقتناع تمام يا حسام!
تنهد هو براحه وأرتخي بجلسته مطمئنا بعدما شعر برضا أمال عنه.

بعد إنتهاء دوام العمل!

خرجت فريدة من باب الشركة وجدته ينتظرها داخل سيارته، إستقلت السيارة بجانبه وهو على وضعيته لم يتحرك له ساكن، كان ينظر أمامه ويضع ساعده ساندا إياه على نافذة السيارة ويهزة بغضب!

إعتدلت بجلستها وقاد هو محرك السيارة وأنطلق بها تحت صمت رهيب من إتنتيهم.

بعد مدة قصيرة توقف بسيارته فجأة مما أحدث صوت صفير نتيجة لإحتكاك إطارات السيارة بالأسفلت.

نظرت له برعب وتحدثت بنبرة قلقه فيه أيه يا هشام، وقفت ليه بالطريقة المرعبه دي؟

نظر لها بعيون يملؤها الحزن والخزلان وتحدث مش عارفه فيه أيه يا فريدة؟
فيه إني إكتشفت إني مليش أي لازمه عندك يا باشمهندسه، بقا تفضلي مهمه تافهه زي دي عليا ومايهمكيش زعلي، للدرجة دي راحتي ورضايا مالهومش عندك أي تمن؟

تنهدت بأسي وتحدثت بعقلانيه أرجوك يا هشام ما تصعبش الموضوع عليا وعليك أكتر من كدة، الموضوع أبسط من إنك تحطه في إطار شخصي، ده موضوع شغل بحت، ليه بتحوله لموضوع شخصي وتحط نفسك في مقارنه وإختيار، يا هشام إنت حد غالي أوي عندي، وأنا بجد بحترمك وبقدرك فوق ما تتصور، فبلاش تخليني أتحط في إختيارات من النوع ده!

نظر له بحزن وتحدث بألم حد غالي عليكي وبتحترميني، بس يا فريدة؟
أنا كدة بالنسبة لك، كان نفسي تقولي إنت حبيبي يا هشام وأنت عارف كده كويس!

إبتلعت لعابها بخجل وتحدثت بإضطراب إنت أكيد عارف إنت أيه بالنسبة لي من غير ما أقول، وبعدين إنت عارف إني بخجل وبستحرم أقول الكلام ده.

ثم نظرت له وتحدثت بعيون مطمأنه لتراضيه إن شاء الله لما نتجوز هزهقك من الكلام اللي نفسك تسمعه!

إبتسم لها وأقشعر جسدة بالكامل من شدة فرحه لمجرد نطقها لتلك الكلمات البسيطه ولكنها كفيله له بأن تسعد قلبه وتحوله من الحزن إلى السعادة.

وتحدث بسعاده وعيون راضيه وأنا عمري ما هزهق من حبك يا فريدة، ده أنا بستني اليوم ده على نار علشان أعرفك وأقول لك أنا أد أيه بحبك، وكمان علشان أشوف مدي حبك ليا.

إبتسمت له بعيون خجله وتحدثت طب يلا أتحرك علشان نلحق نشتري علبة شيكولا وبوكيه ورد قبل ما نروح لغادة.

أجابها بوله وهو يدير مقود السيارة من جديد عيوني ليكي يا فريدة.

إبتسمت له وحسرة ملئت قلبها على ذلك العاشق الذي يعشقها بكل ما فيها!

حدثت حالها بألم، سامحني هشام
سامحني على عدم إستطاعتي إهدائك قلبي فهذا الامر ليس بيدي
يعلم الله أنني جاهدت بكل ما أوتيت من قوة ولم يأتي الأمر بنفع
فلتسامحني ولتصفح عني أرجوك!

أخرجها من شرودها وهو يصطف بسيارته أمام إحدي محلات الحلوي الشهيرة بالقاهرة وتحدث يلا يا حبيبتي إنزلي علشان تنقي الشيكولا بنفسك.

تحدثت وهي تهبط من السيارة بعد إذنك يا هشام أنا اللي هحاسب، لأن دي هديتي لغادة، فمش معقول هتدفع لي حساب الهدية.

نظر لها معاتبا وتحدث عيب يا فريدة الكلام اللي بتقوليه ده
تحدثت بإعتراض هشام أرجوك!

صاح بها بنبرة حادة إنت كده بتهينيني على فكرة!

تنهدت بإستسلام ودلفت معه للداخل
تحركت بجانبه وهي تنظر إلى صفوف الشيكولا المرصوصه بعنايه داخل الفاترينات الزجاجيه بشكل يجذب النظر لتنتقي من بينها الصنف المناسب.

كل هذا تحت أنظار سليم الذي يجلس بجانب على يحتسيان قدحان من القهوة مع قطعتان حلوي.

زفر بضيق وتحدث بنبرة غاضبه وبعدين بقا في حرقة الدم دي!

نظر علي إلى المكان الذي ينظر إليه صديقه وجد فريدة بجانب هشام وهما يبتسمان ويتحدثان إلى العامل المسؤول عن المكان.

تحدث على بدعابه إهدي يا وحش، كدة مش حلو على صحتك وإحنا محتاجينها علشان تبقا تشرفنا قدام فريدة، ولا أيه يا هندسة؟

أجاب صديقه بضيق من بين أسنانه إخرس يا على بدل ما أقوم أستعرض عليك صحتي وأطلع قرف اليوم كله عليك!

ضحك بصوت عالي أثار إنتباة الحضور جميعا ومن بينهما فريدة وهشام اللذان أستغربا وجودهما.

حين تحرك إليهما تحت إستغراب سليم.

وصل إليهما وتحدث بإبتسامه بشوشه ده أيه المفاجأة الحلوة دي، شكلكم كدة كان نفسكم في حاجه حلوة زينا.

تحدث هشام بإمتعاض أهلا يا باشمهندس، الحقيقه إحنا مش جايين ناكل، إحنا جايين نشتري شيكولا وجاتوة وماشيين على طول!

تحدث على وهو ينظر إلى فريدة المرتبكه من تفاجأها بوجود سليم طب إتفضلوا أقعدوا معانا خدوا فنجان قهوة على ما يجهزوا لكم طلبكم!

أجابه هشام بإعتذار لطيف شكرا يا باشمهندس مش حابين نزعجكم!

تحدث على سريع بإصرار وأستماته ياراجل تزعجونا أيه بس، ده أنتم هتنورونا.

وأشار بيدة إلى النادل وتحدث أتنين قهوة مع قطعتين تشيز كيك شيكولا هنا لو سمحت!

ثم نظر إليهم وهو يحثهم على التحرك الإجباري وتحدث بتحبوا التشيز كيك ولا تحبوا أبدله ليكم بحاجه تانيه؟

كان سليم يضحك بإستسلام على صديقه الذي أجبرهما بلطافه على الجلوس معهما بنفس الطاوله.

رفعت فريدة كتفيها بإستسلام إلى هشام وحسته بأن يتحرك ليجلسا حتى لا يحرجا علي على عزومته تلك.

تحدثت وهي تتحرك بجانب هشام لتسمع سليم لا كويس يا باشمهندس، أنا وهشام من عشاق التشيز كيك!

وصلت إلى الطاولة الجالس عليها سليم وأبتسمت وتحدثت بصوت رخيم مساء الخير يا باشمهندس!

وقف سريع إحتراما لها وهز رأسه بإبتسامه سعيدة وأجابها مساء النور يا باشمهندسه، وأشار بيدة بالجلوس إتفضلوا.

نظر له هشام وتحدث من بين أسنانه مكنش ليه لزوم تتعبوا نفسكم يا باشمهندسين.

نظر له وتحدث بإبتسامه مزيفه تعبكم راحه أستاذ هشام!
جاء النادل وتحدث قهوة حضراتكم أيه يا أفندم؟

أجابت فريده بثقه أنا قهوتي مظبوطه وأستاذ هشام قهوته على الريحه!

ونظرت إلى علي وتحدثت بإعتذار بس ياريت تعفينا من التشيز كيك لإننا معزومين على الغدا ومش هينفع ناكله حاليا.

نظر لها بإبهام حين تحدث علي بفضول بعد ذهاب النادل أكيد أستاذ هشام معزوم عندكم في البيت يا باشمهندسه؟

تحدث هشام بقوة مستغرب من فضول ذلك العلي الحقيقه معزومين عند خالتي، ولولا أنها عزومة خاصه جدا وجوها هادي كنت قلت لكم أتفضلوا معانا!

وأكمل بحديث ذات مغزي الحقيقه خالتي عملالنا العزومه مخصوص أنا وفيري علشان نقعد عندها براحتنا.

نظرت له فريدة بعتاب على ما تفوة به عن عمد، وجاء النادل بالقهوة وأنزلها وبدأ بإحتسائها.

حين تحدث سليم ساخرا بحديث ذات مغزي هو أنتم ما بتخرجوش مع بعض ولا أيه، يعني، زي أي إتنين مخطوبين وبيحبوا بعض ما بيعملوا.

كاد أن يرد ولكنها سبقته ونظرت له وتحدثت بقوة الحقيقه أنا اللي مش زي أي حد من المخطوبين اللي صادفوا حضرتك، أنا ما بعترفش بحاجه إسمها خطوبه أساسا، وهشام كمان مش أي راجل عادي والسلام، هشام راجل محترم وبيحترمني وبيقدرني لأبعد الحدود، علشان كدة أنا وأهلي بنثق فيه ثقه عمياء!

إبتسم هشام ونظر لها بسعادة من إطرائها عليه
أما سليم فغلي قلبه وأشتعل.

أشار له العامل وتحدث طلبات حضرتك جهزت يا أفندم، من فضلك أتفضل عند الكاشير علشان تحاسب.

وقف وأتجه إلى الكاشير ووقف على وأتجه إلى الحلوي ينظر إليها ليدع لهما الفرصه للحديث على إنفراد.

تحدث إليها سريعا برجاء بلاش تروحي معاه، أتحججي بأي حاجه وبلاش تروحي، فريدة أنا بموت ومش قادر أتحمل فكرت وجوك معاه في عربيته، إزاي هتحمل فكرة وجودك معاه في شقة واحدة، بلاش تعملي فيا كدة علشان خاطري، وحياة سليم عندك بلاش!

نظرت إليه بإستغراب من شدة تألمه وأنين قلبه التي ظهر بصوته وداخل عيناه.

نظر لها وأعاد الرجاء علشان خاطري يا حبيبي.

إلتفتت بشرود على صوت هشام وهو يستدعيها يلا بينا يا حبيبتي!

ونظر إلى سليم وتحدث متشكر يا باشمهندس على عزومة القهوة، وإن شاء الله نردهالك قريب.

وأكمل وهو ينظر إلى على الذي حضر بعد إذنكم
وتحركت هي بجانبه بقلب ولأول مرة يئن وبشدة لأجل ذلك السليم الذي رأت كم الغيرة والألم بصوته وأيضا داخل نظرة عيناة المترجيه.

نظرت إليه وتحدثت بصوت ضعيف متأثر بحالته بعد إذنك!

نظر لها وعيناه تترجاها بألا تفعل، إنسحبت وتحركت للخارج بجانب هشام تحت أنين قلب سليم وتوجع روحه المتعبه.

بعد قليل كانت تجلس بالسيارة تنتظر هشام الذي ذهب ليبتاع باقة الزهور، دلف إلى السيارة وبصحبته باقتين من الزهور وضع إحداهما في الخلف بجانب الحلوي والشيكولا.

ومد يدة بالأخري وأبتسم بحب وهو يقدمها لها وأردف بعيون سعيدة أتفضلي يا أحلا وردة في بستان حياتي
إبتسمت بشرود وتحدثت ده علشاني؟

إبتسم لها وأمسك يدها ووضع بها قبلة بث بها عشقه لها، إرتعش جسدها بالكامل وسحبت يدها سريع وأبتلعت لعابها وتحدثت بعتاب ليه كدة يا هشام، إنت عارف إني مش بحب كدة، وبعدين إنت كدة بتفتح باب للشيطان!

نظر لها بعيون عاشقه وتحدث متأسف أنا أسف يا قلبي، بس والله غصب عني
وأكمل بعيون هائمه يا فريدة أنا بحبك أوي وبجد بجاهد نفسي على أد ما أقدر لما بنكون مع بعض!

حدثته وهي تنظر من النافذة بحزن علشان كدة دايما برفض وجودنا مع بعض في مكان واحد، وسيادتك زعلان أوي علشان مابروحش الشغل معاك في عربيتك!

نظر لها وتحدث بدعابه خلاص يا فريدة مش حكاية هي، ماكنتش بوسه على أيدك إللي هتعملي لي عليها موال.

وغمز بعيناه بوقاحه وتحدث بجرأة أومال لو كانت فوق شفايفك الحلوة دي كنتي عملتي فيا أيه.

خجلت من تلميحاته ثم نظرت إلى الزهور وقربتها من أنفها وأشتمتها
ثم تحدثت لتغير مجري الحديث حلو أوي الورد يا هشام.

أجابها بعيون مسحورة بحبها بحبك يا قلب هشام من جوة!

إبتسمت ثم نظرت من نافذة السيارة وتألمت حين تذكرت ذلك العاشق الذي تألم داخلها لأجلة.

بعد قليل كانا يقفان أمام باب شقة غادة التي تقع في إحدي المناطق السكنيه المتوسطة الحال، فتحت لهما غادة بوجهها البشوش وروحها المرحه وتحدثت يا أهلا وسهلا المنطقة كلها نورت!

إبتسمت لها فريدة وهي تقبلها وتحدثت المنطقه منورة بناسها، أزي حضرتك!

نظرت لها غادة وتحدثت بتذمر مصطنع أممممم إحنا قولنا أيه؟

إبتسمت لها فريدة ومدت يدها بباقة الزهور لتعطيها إياها وأردفت Sorry يا غادة!

أجابتها بإبتسامة أيوة كدة، لازم تتعودي، أنا واحدة شايفه نفسي صغيرة ومش عاوزة حد يكبرني في السن، أتفضلي أدخلي، نورتيني.

تحرك هشام إلى الداخل ووضع ما بيدة فوق البوفيه
وتحدثت غادة بإعتراض ممكن أفهم أيه بقا إللي أنتم جايبينه معاكم ده؟

تحدث هشام بدعابه ده بس علشان فيري أول مرة تزورك، يعني ما تتعوديش على كدة، إحنا ناس بنبني مستقبلنا ولسه بنقول بسم الله!

ضحكت فريدة وغادة معا
و تحدثت فريدة وهي تنظر إلى شقة غادة ماشاء الله، ذوقك في ترتيب وفرش الشقه حلو أوي يا غادة!

أجابتها بحب عقبال شقتكم وتبقا أحسن من دي يا فيري.

أجابها هشام قريب جدا إن شاء الله، بالكتير أوي شهرين وأستلمها وأبدأ أوضب فيها على ذوق حبيبتي.

إبتسمت فريدة وتحدثت غادة طب يلا خد خطيبتك وأقعدوا جوة في الصالون على ما أجهز السفرة.

تحدثت فريدة بإعتراض لطيف كي لا تتواجد بمفردها مع هشام أسمحي لي أوضب معاكي السفرة يا غادة!

نطقت غادة بإعتراض بعدما لاحظت حزن هشام للدرجة دي شيفاني ست بيت خايبه ومحتاجه مساعدة؟

وأكملت على فكرة بقا يا فريدة، أنا ست بيت شاطرة جدا، وبعدين يا حبيبتي دي أول زيارة ليكي عندي، معقوله هدخلك المطبخ وأستغلك كدة من أولها.

وأكملت لحثهما للدخول يلا يا إتش خد خطيبتك وأدخلوا وأدوني مساحتي علشان أعرف أتحرك براحتي وأنا بجهز السفرة!

أشار هشام إلى غرفة الصالون وتحدث إتفضلي يا حبيبتي.

تحركت وجلست وجاورها هو وتحدث بعيون ملامه زعلان منك على فكرة!

أجابته بإستفهام مني أنا؟
طب ليه يا هشام؟

تنهد بألم يسكن داخله وأردف قائلا بحيرة علشان كل ما أحاول أخلق فرصة نقرب فيها من بعض بلاقيكي بتبعدي عني أكتر، ودة شيئ محيرني ومضايقني جدا، لدرجة إني ساعات بحس إنك ما بتحبنيش.

وأكمل بألم وعيون عاشقه مع إني والله بعشق التراب إللي بتمشي عليه.

صرخ داخلها بألم لأجل عاشق عيناها الذي لا ذنب له سوي أنه عشقها وبقوة!

حدثت حالها بأنين، سامحني هشام، أرجوك سامحني وألتمس لي العذر، فأمر هذا القلب اللعين ليس بيدي، بل وبكل أسف بين يدي قاتله وبحوزته كاملا، ولكني أجاهد وسأظل أجاهد حتى أنتزعه منه وأهدية إياك على الرحب والسعه، لأنك حقا تستحقه وبجدارة، وهذا وعدي لك.

فاقت من حديثها مع النفس وتحاملت على حالها وأجابته بكذب ليه بتقول كدة يا هشام، صدقني أنا كمان بحبك، يمكن بس مش بعرف أعبرلك ك.

قاطعها بفرحه عارمة إحتلت ملامح وجهه وتحدث بصوت سعيد قولتي أيه يا فريدة، قوليها تاني كده وإطربيني، قوليها تاني وريحي قلبي اللي ياما حلم يسمعها من بين شفايفك.

إبتسمت بمرارة على ذلك الحبيب الذي تكفيه نطقها لبعض الكلمات ليحلق في السماء فرح.

غريب حقا أمر هذا العشق، دائما يأتينا بأوقاتنا الخطأ مع الأشخاص الخطأ، وعندما يأتون أشخاصنا المناسبون
للأسف، يأتون بعد فوات الأوان!

إبتسمت وهي تبتلع غصه مرة داخل حلقها وتحدثت بإبتسامة تحاول بها مداراة وجع روحها إنت حد حلو أوي يا هشام، وصدقني إنت تستاهل اللي أحسن مني 1 مرة!

قطع حديثها بعيون هائمة في سحرها مفيش في الدنيا كلها حد أحسن منك يا فريدة، إنت أجمل ما شافت عيني، قلبي وعيوني ما بيشفوش حد غيرك،
وأكمل بدعابه بس أنت كدة غشتيني وماقولتليش الكلمة اللي حابب أسمعها، قوليها يا حبيبتي علشان خاطري، قوليها!

إبتسمت له وتحاملت على حالها وتحدثت بكذب بحبك يا هشام، صدقني بحبك!

أخذ نفسا عميقا وأخرجه بسعادة لامتناهيه ظهرت على وجهه وتحدث بصوت حنون عاشق وأنا بعشقك يا فريدة وبعشق التراب إللي بتمشي عليه، وكل يوم بحلم باليوم إللي هيتقفل علينا فيه باب واحد.

وأكمل بوعد أنا مش هقولك زي الشباب ما بيقولوا للبنات، لكن كل إللي أقدر أقوله ليكي إني هسخرلك قلبي وحياتي علشان أخليكي أسعد واحده في الدنيا كلها.

أجابته بصدق لصدق مشاعرة ربنا يخليك ليا يا هشام، أنا بجد ربنا بيحبني علشان رزقني حبك، ربنا يقدرني وأقدر أسعدك وأعوضك عن كل حاجه عملتها علشاني!

أجابها بحب وجودك معايا لوحدة كفيل إنه يخليني أسعد راجل على وجه الأرض، أوعي في يوم تبعدي عني يا فريدة، صدقيني اليوم ده هيكون فيه نهايتي.

تحدثت بلهفه بعد الشر عنك يا هشام، ربنا يخليك ليا!

حرك يده وكاد أن يلمس يدها الموضوعه فوق ساقها لكنها سحبتها سريع وتحدثت برجاء لطيف بلاش يا هشام نعصي ربنا علشان يبارك لنا في حياتنا!

أبتسم لها بحب وأجابها حاضر يا حبيبتي، وأنا هجاهد قلبي وأحساسي علشان خاطر ربنا وخاطرك!

بعد قليل كانت تجلس بجانبه حول سفرة الطعام وتقابلهما غادة!

نظرت غادة إلى وجه هشام وشعرت أنه هائم وكأنه في جنة الخلد من شدة سعادته، سعد قلبها
وإبتسمت لسعادة إبن شقيقتها الغالي على قلبها ونظرت إليه وهو يضع الطعام أمام حبيبته بإهتمام.

تحدثت غادة بسعادة نورتيني يا فريدة!

أجابتها فريدة بوجه بشوش متشكرة يا غادة، وتسلم إيدك، بجد الأكل تحفه وخصوصا ورق العنب، رهيب!

إبتسمت غادة وأجابتها بألف هنا على قلبك، ويكون في علمك الزيارة دي لازم تتكرر مرة شهريا على الأقل، هشام عارف إني قاعدة لوحدي طول اليوم، تميم بييجي بالليل متأخر، ومحمد بييجي يومين في الشهر، فحقيقي هتونسوني وتسعدوني لو كررتوها.

أجابها هشام إن شاء الله يا حبيبتي هتتكرر.

ونظر إلى فريدة وتحدث بحنان كلي يا فريدة.

أجابته أكلت يا هشام
ونظرت إلى غادة وتحدثت بشكر تسلم إيدك يا غادة!

أجابتها غادة هو أنت كدة إن شاء الله أكلتي، على فكرة أنا عامله الأكل ده كلة علشان يتاكل، مش هنتصور جنبه إحنا.

أجابتها وهي تقف وتمسك بالصحون وتلملمها فوق بعضها إستعدادا لدلوفها إلى المطبخ لمساعدة غادة صدقيني شبعت يا غادة، بجد تسلم إيدك!

داخل منزل حسن نور الدين.

كان حسن يجلس بجانب زوجته يحتسيان كأسان من الشاي بعد تناولهم وجبة الغداء مع باقي العائلة.

نظرت سميحه إلى حازم وزوجته رانيا وهما يرتديان ثيابا توحي إلى إنتوائهما الخروج وتحدثت خير يا ولاد، إنتوا خارجين ولا أيه؟

أجابها حازم بإبتسامة وهو يحمل طفله الصغير أحمد رايحين نزور خالتو غادة وهنقضي باقي اليوم معاها.

نظرت لهما سميحه بإستغراب وتحدثت وأيه اللي طلعها في دماغكم فجأة كدة ومن غير ما تقولوا؟

ردت عليها رانيا بتخابث وحضرتك معترضه ليه يا طنط على الزيارة، مش إنت إللي دايما بتطلبي مننا نروح نزورها علشان قاعدة لوحدها؟

تنهدت سميحه وتحدثت مش فكرة معترضه يا بنتي، أصل هشام وخطيبته هناك إنهاردة، فاستغربت إنكم رايحين.

تحدث حازم بإستغراب هو هشام وفريدة عند غادة إنهاردة؟
ثم نظر إلى رانيا وتحدث إليها بتساؤل إنت كنتي عارفه؟

أجابته بكذب وأنا هعرف منين يا حازم
ثم وجهت بصرها إلى سميحه وتحدثت بتخابث إذا كانت طنط نفسها قايله ل مصطفي قدامنا لما سألها على هشام إنه هيتغدا مع واحد صاحبه برة، يبقي أنا هعرف منين؟

تحدث حازم ناهيا النقاش خلاص مش ضروري نروح إنهاردة، نبقي نزورها يوم تاني إن شاء الله.

إشتعل داخل رانيا وكادت أن تعترض إلا أن حسن تحدث بعمليه وأيه المشكله يا أبني لما تروحوا وأخوك وخطيبته هناك!

نظرت له سميحه بضيق وتحدثت رانيا بخبث قوله يا عمو، وبعدين أهي فرصة أقعد مع فريدة علشان بجد وحشاني.

وتحركت وهي تمسك بطفلها الأول عبدالله وتحدثت على عجل يلا يا حازم كدة هنتأخر وممكن ما نلحقهمش!

نظرت لها سميحه بإستغراب وباتت متأكدة من أنها تنصتت عليها كعادتها وهي تهاتف شقيقتها.

بعد خروجهم من البوابه الحديديه تحدثت سميحه بيقين عمرها ما هتبطل خصله التصنت اللي فيها، ربنا يستر وما تعملش مشكله مع خطيبة هشام.

حدثها حسن بهدوء ولا مشكلة ولا حاجه، دي أخرها ترمي لها كلمتين سم من بتوعها وخلاص.

تنهدت سميحه وتحدثت بأسي والبنت ذنبها أيه تسمع لها كلمتين بايخين من كلامها اللي يحرق الدم.

ثم تنهدت وأكملت بإستسلام لله الأمر من قبل ومن بعد.

إستقلت رانيا سيارة زوجها بجانبه
نظر لها حازم بنظرات شك وسألها إنت كنتي تعرفي إن هشام وفريدة موجودين عند غادة إنهاردة؟

زفرت وأجابته بإمتعاض وأنا هعرف منين بس يا حازم، إنت هتعمل زي طنط وتشك فيا، يعني الحق عليا إني بحسك على صلة الرحم وبدل ما تيجي تشكرني تقعد تحقق معايا؟

نظر لها بتوجس وتحرك متجها إلى مسكن غادة القريب منهم وبعد مدة قليله كانوا قد وصلوا.

كانت فريدة تقف في شرفة المسكن بجانب هشام، يسمعها أحلا كلمات الغزل وهو في قمة سعادته.

وفجأة دق جرس الباب وتوجهت غادة لتفتح تفاجأت برانيا وحازم وطفليهما
رحبت بهما وأستغرب هشام من وجودهما.

توجه حازم إلى الشرفه ومد يدة بإبتسامه مرحبا بفريدة وأردف قائلا بود أزيك يا باشمهندسه، أخبارك أيه؟

أجابته بإبتسامة سعيدة فهي حقا تكن له كل الإحترام أهلا وسهلا يا متر.

تحركت رانيا وهي تنظر إليها بحقد وتتفحصها من أول حجابها إلى حذاء قدميها تحدثت بإبتسامه مزيفه أزيك يا فريدة، وحشاني.

إقتربت منها فريدة وهي تقبلها بود وتحدثت أهلا بيكي مدام رانيا.

وبعد مدة من جلوسهما معا في بهو المنزل إستأذن هشام وأخذ فريدة وخرجا مجددا إلى الشرفه وضلا يتحدثان بإبتسامات تحت أنظار رانيا المستشاطه غضبا من عشق هشام الذي تنطق به عيناه لتلك الفريدة.

تحركت إليهما تحت مناداة حازم لها ولكنها لم تعيرة أي إهتمام.

وقفت قبالتهما وتحدثت لسه مزهقتوش من وقفتكم مع بعض؟

نظر لها هشام ثم حول بصرة إلى فريده وتحدث بعيون عاشقه هو فيه حد يزهق من وجودة في الجنه؟
وأكمل بهيام فريدة دي جنتي على الأرض.

إشتعل داخل رانيا التي ما وإن رأت ثنائي سعيد تهب بداخلها نار الغيرة.

تحدثت بإبتسامة مزيفه كلكم بتقولوا كدة في الأول وبعدين بتتحولوا، ما علينا، روح أقعد مع أخوك وخالتك شويه وسيبني أنا وسلفتي نتعرف على بعض أكتر.

نظر لها بإستغراب وريبه وتحدث ساخرا وأقعد مع أخويا ليه إن شاء الله، هو كان لحق وحشني!

تحدثت فريدة أكيد أنا كمان يسعدني ويشرفني إني أتعرف عليكي أكتر.

إنسحب هشام على مضض وتوجه للداخل وجلس ووجه حديثه إلى حازم معاتبا إياه بدعابه يعني كان لازم تيجي وتجيب مراتك إنهاردة؟

ثم نظر إلى أحمد الصغير وهو يقبله منور يا قلب عمو.

ضحك حازم وتحدثت غادة بدعابه قلبي عندك يا إتش، هادمت اللذات إقتحمت عليكم خلوتكم.

تحدث حازم بدعابه محسسني إنك مقطع السمكه وديلها معاها أوي، بلا خيبه ده أنت تلقيك حتى معرفتش تمسك إيدها!

وضحك ساخرا وتحدثت غادة لا يا حازم قعدوا حبة حلوين في الصالون لوحدهم، أكيد خطف له بوسه كدة ولا كدة.

أجابها هشام بجديه علي فكرة إنت واخده فكرة غلط خالص عن فريدة، فريدة حد محترم لأبعد ما تتخيلي، لدرجة إني فعلا ما بعرفش أمسك إيدها.

ضحك حازم ساخرا وأردف بدعابه يا عين أمك وإنت أزاي صابر على كدة يا أبني!

اجابه هشام بنبرة جادة صابر علشان بحبها بجد يا حازم، وكمان علشان بكرة هفوز بيها كلها بس في الحلال.

داخل الشرفه
نظرت رانيا إلى فريدة وتحدثت بتخابث حنين هشام ورومانسي
إبتسمت لها فريدة وتحدثت هشام حد كويس جدا، وأنا بجد محظوظه إني مخطوبه لراجل محترم زيه.

إبتسمت بزيف وتحدثت أه هو كويس وكل حاجه، بس لو يبطل عصبيته الأوفر دي هيبقي أحسن.

نظرت لها فريدة مضيقتا عيناها بإستغراب وتسائلت عصبيته، بالعكس، هشام حد متزن جدا وبيقدر يتمالك حاله لأبعد الحدود!

ضحكت رانيا وتحدثت ساخرة ده بس قدامك يا حبيبتي، الحقيقه مش هشام بس اللي عصبي، دي العيله كلها كدة، من أول عمو حسن لحد كريم إبن هادي.

ثم تنهدت بألم مصطنع وتحدثت بكذب لإخافت فريدة ما تتصوريش يا فريدة أنا عايشه إزاي في البيت ده.

وأكملت لإخافتها حازم جوزي كان صورة طبق الأصل من هشام خطيبك، وإحنا مخطوبين ياما عيشني في الوهم، بحبك يا رانيا، هعيشك أحلا عيشه يا رانيا، هخليكي ملكه متوجه يا رانيا، عمري ما هزهق منك، وكلام كتير أوي وأنا من هبلي صدقته، وفي الأخر كل ده طلع وهم وكذب.

نظرت لها فريدة وتسائلت هو أنت مش مبسوطه مع حازم يا رانيا؟

نظرت لها بوهن مصتنع وتحدثت هي فيه خدامة بتبقي مبسوطه وهي عايشه تخدم أسيادها يا فريدة؟

ضيقت فريدة عيناها بعدم إستيعاب وأكملت رانيا بكذب هي دي حقيقتي أنا ودعاء للأسف، إحنا بنقوم الساعة سابعه الصبح علشان ننزل نجهز الفطار للبيت كله وحماتي بتكون نايمه ومرتاحه، وبعد ما نجهزة نصحيهم كلهم يفطروا ويمشوا على شغلهم،
وأنا ودعاء نمسك البيت تنضيف ومسح وغسيل وطبخ لحد ما بنتهلك، وممنوع نطلع شققنا إلا أخر الليل بعد ما بنعمل في البيت نفس اللي عملناه الصبح،.

ده غير عصبية عمي وطنط سميحه وأوامرها اللي مبتخلصش.

تنهدت فريدة وتحدث بتعقل كل إللي إنت بتقوليه ده يا رانيا عادي جدا وبيحصل في بيوت كتير،
لكن لو إنت حاسه نفسك مش مرتاحه ومش متقبله الوضع دة، تقدري تستقلي في شقتك لوحدك، وأظن طنط سميحه حد كويس ومش هتعترض لو عرفت إن راحتك في دة.

كادت أن تكمل لتعبئت رأس فريدة بأفكار ومعلومات مغلوطه إلا أن فريدة أذكي من أن تعطي لها الفرصه، وأيضا لعدم تصديق فريدة لكل ما قيل،
لذلك قاطعتها وتحدثت بإبتسامه وهي تتحرك أنا بقول كفايه كلام لحد كده إنهاردة وندخل نقعد شويه مع غادة، لأني أتأخرت وشويه كدة وهستأذن.

وبالفعل تحركت للداخل تحت غضب رانيا التي فشلت بإخراج كلمات تؤخذ على فريدة وتحسب ضدها.

أما عند سليم.

كان يقف تحت صنبور المياة ساندا بساعديه على الحائط الرخامي وهو يتنفس بغضب عارم تحت الماء البارد الذي يغمر جسده ظنا منه أنه سيطفئ لهيب صدرة المشتعل بنار الغيرة.

بعد مدة خرج من المرحاض وهو يلف خصرة بمنشفه، تهبط بعض قطرات المياة فوق جبينه أثر شعرة المبتل.

نظر لوجهه المحتقن في المرأه وحدث حالة بغضب، ماذا عساك فاعلا سليم؟
هل ستظل واقفا تشاهد تلك الحمقاء وهي تذيب قلبك وتنهي عليه من الغيرة؟
لا والله
لم أكن سليم الدمنهوري لو وقفت مكتوف الأيدي وأنا أشاهد وجعي وتألمي على يد تلك العنيدة المستبدة، لقد بدأ العد التنازلي، فاستعدي لمواجهة هجومي أيتها الحمقاء!

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

مازال يقف أمام مرأته بغضب يشعل داخله، يحدث حاله بهياج كمن فقد عقله من أفعال تلك التي ستصيبه بالجنون لامحال، حتى إستمع إلى رنين هاتفه فتوجه إلى الكومود ونظر به، وجد شقيقته ريم وقد كانت أبلغته مسبقا أنها تريد المجئ إليه.

أجابها وأخبرها أنه سيهبط إليها بعد قليل!
تحدثت ندي بتأفأف وهي تجلس بجانب ريم داخل إستقبال الأوتيل مش كنا طلعنه له ال Suite أحسن من قعدتنا دي؟

أجابتها ريم بإعتراض هنطلع ال Suite نعمل فيه أيه بس يا ندي، وبعدين مكنوش هيرضوا يطلعوكي معايا عندة ,,ده أوتيل محترم يا بنتي!
في غضون دقائق وجدا سليم يقف أمامهما وهو ينظر إلى ندي بإستغراب
فاقتربت هي عليه وكادت أن ترتمي داخل أحضانه وتحدثت بعيون متلهفه سليم أزيك، وحشتني أوي.

وأكملت بدلال أنا زعلانه منك جدا على فكرة!
نظر لها مضيقا عيناه وهو يبعدها بساعديه بعيدا عن مرمي أحضانه أهلا يا ندي، إزيك!

تحمحمت بإحراج لإبعادة إياها وعدم السماح لها بأن ترتمي بأحضانه وتحدث بعتاب بقا كدة يا سليم، أعرف بالصدفه من ريم إن بقالك كام يوم هنا في مصر ومتجيش تزونا ولا حتى تكلمني في التليفون علشان نتقابل، للدرجة دي أنا مش وحشاك؟
إقترب من ريم وضمها إليه بحنين وتحدث وهو يقبل جبينها متلاشيا حديث تلك الندي الذي أصابه بالإستغراب عامله أيه يا حبيبتي؟

أجابته ريم بنظرات خجله متهربه من مرمي عيناه الحمدلله يا حبيبي، إنت وحشتني أوي يا سليم
قبل وجنتها وأجابها بحنان وإنت كمان وحشتيني أوي يا ريم.

ثم نظر إليها وأشار بيدة إلى ندي المستشاطه من تجاهله لحديثها وتحدث إتفضلوا إقعدوا!
نظر إلى ندي وتحدث خالو عزمي وطنط سميرة أخبارهم أيه يا ندي؟

أجابته بدلال يهمك أوي تعرف أخبارنا يا باشمهندس؟
لو كنا فعلا نهمك كنت جيت زرتنا وأطمنت علينا بنفسك بعد غياب خمس سنين بحالهم!

أجابها بنبرة جاده متلاشيا نبرة صوتها التي تحاول إغوائه بها معلش يا ندي، الحقيقه أنا نازل مصر في شغل ووقتي ضيق جدا ومازرتش أي حد لحد دالوقت، لكن إن شاء الله أزوركم قريب!
أجابته بلهفه أثارت إستغرابه بجد يا سليم، طب قولي أمتي هتزورنا علشان أخلي مامي تعمل لك الإنجلش كيك إللي بتحبه من إيدها، فاكر يا سليم ولا ده كمان نسيته زي ما نسيتنا؟

أجابها بإقتضاب وأختصار ربنا يسهل يا ندي!
وأحال بصرة إلى شقيقته المستغربه حال إبنة خالها وحديثها الغريب!

فتحدث سليم إلى شقيقته ماما وبابا عاملين أيه يا ريم؟
أجابته بحزن ماما زعلانه أوي يا سليم، حتى بابا طول الوقت ساكت وحزين من وقت ما سبت البيت، معقوله يا سليم تسيب البيت يومين بحالهم من غير حتى ما تتصل تطمنا عليك؟

تنهد بأسي وتحدث إن شاء الله هاجي بكرة
أجابته بحزن وليه ما تجيش معايا دالوقت، ولا أنت عجبتك القعدة بعيد عننا، يا سليم أحنا لينا سنتين مشفنكش من أخر مرة بعتلنا فيها زيارة لألمانيا، معقوله تبقا جنبنا وتختار إنك تبعد وتقعد لوحدك على إنك تكون وسطنا؟

وأكملت بأسي هو ده وعدك ليا وإنت مسافر، مش كنت دايما تصبرني وتقولي لما أنزل مصر هلففك البلد كلها ومش هسيبك لحظه واحدة يا ريم، فين بقا وعودك دي كلها يا باشمهندش؟
أجابها بإعتذار وأسي معلش يا حبيبتي، صدقيني غضب عني، سبيني إنهاردة علشان بجد محتاج أكون لوحدي وبكرة إن شاء الله هكون في البيت!

تحدثت ندي بدلال وتدخل غير محبب إلى شخصية سليم أيه حابب تكون لوحدك دي كمان، لا أنا مش بحب أشوفك كده يا سليم، أنا هتصل ب حسام ونخرج كلنا مع بعض، أنا عارفه Night club حلو أوي، هنسهر فيه وصدقني هنسيك فيه كل تعبك ده
نظر لها مستغربا جرأتها برغم صغر سنها حيث أنها لم تتعدي ال 23 من عمرها إلا أن جرأتها ذائدة عن الحد، تذكر فريدته وخجلها الذي ما زال يلازمها إلى الأن وأبتسم داخلة.

تحدث بجديه وملامح عابسه متشكر يا ندي على عرضك لكن أنا الحقيقه بطلت أسهر في الأماكن دي من زمان
ثم نظر إلى شقيقته وتحدث وريم كمان على حد علمي وعلى حسب إتفاقنا إنها ما بتروحش الأماكن دي نهائي
وتسائل ولا أيه يا ريم؟

إبتسمت له بحب وأجابته براحه أكيد طبعا يا سليم
ثم أخذته بعيدا عن ندي بعض الشئ وتحدثت خجلا أنا أسفه يا سليم على إللي حصل مني زمان في موضوع المهندسه فريدة، صدقني يا حبيبي أنا مكنتش أقصد، أنا كنت بفضفض مع ماما بنيه صافيه، والله ما كنت أعرف إنها هتعمل كل ده!

تنهد بألم وتحدث مش زعلان منك ياريم لإني عارف ماما وتفكيرها كويس، وعارف ومتأكد كمان من إنك ملكيش أي ذنب في كل اللي حصل!
تحدثت بنبرة خجله متردده حتي حسام هو كمان ملهوش ذنب صدقني!

هنا تحولت نبرة سليم الهادئه إلى حادة وتحدث بوجه غاضب خرجي نفسك من اللي بيني وبين حسام يا ريم علشان متزعليش من اللي ممكن أعمله وقتها!
وتحرك وهو يتجه إلى ندي وأشار بيده وتحدث تعالوا ندخل مطعم الأوتيل علشان نتغدا مع بعض.

تهللت أسارير ندي وتحركت بجانبه هي وريم متجهين إلى المطعم المرفق بالأوتيل.

في اليوم التالي.

كانت تجلس داخل مكتبه تعمل معه بصحبة علي كما تعودت، إنتظرت أن يحادثها فيما حدث بالأمس ولكنه تجاهلها وتجاهل ما حدث وظل يعمل بصمت تام مما أستدعي إستغرابها.

جاء وقت ال Break دق الباب ودلفت منه نجوي رفعت وهي تتحرك بدلال مرتديه تايير بتنورة قصيرة ضيقه للغايه تظهر كم أنوثتها الطاغيه التي تنطق الحجر، وتضع على وجهها مساحيق تجميلية مبالغ بها.

وقف سليم متجها إليها بسعادة رسمها على وجهه ليشعل بها تلك العنيدة ويرد لها الصاع صاعين.

وتحدث بترحاب عالي أهلا أهلا باربي الشركة، نورتيني ونورتي مكتبي!

ضحكت بدلال وهي تمد يدها وتحتضن راحة يداة بإنوثه وتحدثت بشفاهها التي تشبه حبات الفراولة الناضجة ميرسي يا باشمهندس!

ثم نظرت على فريدة بكبرياء وتحدثت بدلال أزيك يا فيري!

نظرت لها بضيق ظهر على وجهها ولم تستطع مداراته وأردفت بجدية الحمدلله يا باشمهندسه!

ثم نظرت إلى علي وتحدثت أزيك يا باشمهندس.

ضحك على وتحدث ساخرا أهلا أهلا.

ثم وقف وتحدث بنبرة جادة طب أستأذن أنا علشان أروح أودي إبني للدكتور علشان الإستشارة بتاعته!

وذهب إلى سليم وهمس بجانب أذنه إهدي علينا يا عم سليم، المكتب بالشكل ده هينفجر يا ريس، العقل والإنوثة المتفجرة تجمعهم مع بعض يا قادر!

همس له سليم طب إخلع يا ظريف و روح لمراتك قبل ما أرجع في كلامي وأخليك تقعد برة متذنب جنب جينا!

رفع يداه بإستسلام وأردف لا وعلى أيه، الطيب أحسن يا سلم!

ثم نظر إلى فريدة وتحدث بعد إذنك يا باشمهندسه!

أمائت له برأسها وتحدثت ربنا يطمنك على إبنك!

ثم وققت وتحدثت ناظرة إليه بقوة بعد إذنك يا باشمهندس، أنا رايحه أخد القهوة بتاعتي في الكافيتريا.

ثم نظرت إلى نجوي وأبتسمت ساخرة ثم أرجعت بصرها إليه من جديد وتحدثت وكمان علشان تعرف تضايف الباشمهندسه كويس!

بادلها بنظرات مبهمه وتحدث بإعتراض مش هينفع تخرجي يا باشمهندسه علشان مستني إيميل مهم هيوصلني من الشركة وإنتي اللي هتردي عليه بنفسك، لإنهم طالبين معلومات معينه عن شركتكم وإنتي أكيد اللي عارفاها مش أنا، ولا أيه؟

وتحرك وهو يجلس خلف مكتبه وما تقلقيش، قهوتك جيالك في الطريق هي وساندوتش البرجر إللي بتحبيه!

ثم نظر إليها وتسائل مش بردوا لسه بتحبي البرجر زي زمان؟

إستشاط داخلها من ذلك المستبد الذي يستغل منصبه ويستغل حاجة مديرها لرضاه عن شركتهم ويفعل بها ما يحلو له.

إبتسم لها بسماجه وأشار بيده أرتاحي يا باشمهندسه!

ثم نظر إلى نجوي الواقفه تهتز بجسدها وتنتظر حديثه إليها وبالفعل نظر إليها وغمز بعيناه وتحدث ما تقعدي يا نجوي، واقفه ليه؟

تحركت بإنوثه بعدما أعطاها الإشارة ورفعت حالها بدلال وجلست فوق المكتب أمامه بمظهر مثير أشعل وأحرق قلب فريدة وأنهي عليه.

وبدأت تتحدث معه بإثارة علي فكرة يا باشمهندس، أنا ممكن أستقبل أنا الإيميل وأرد عليه، يعني ممكن فريدة تروح لخطيبها تاخد قهوتها معاه وإحنا كمان نقعد على راحتنا.

نظر لها وغمز بعينيه وأجاب للأسف يا نجوي مش هينفع، الحقيقه إن الباشمهندسه متقنه جدا في عملها ومتميزة ولازم أعترف إنها فعلا ملهاش بديل في شغلها.

وضحك برجوله وأكمل ليكمل على ما تبقي من صبر فريدة أما إنت بقا، فأنا متأكد إن ملكيش بديل في حاجات تانيه محتاجين نكتشفها مع بعض!

ضحكت بطريقة مثيرة.

تحت أشعتال تلك الفريدة التي ستصاب حتما بنوبه قلبية من تصرفات هذه اللعوب مع رجل أحلامها السابق والحالي والمستقبلي والذي يتفنن وبإتقان إشعال نار صدرها الحارقه لجسدها بالكامل.

كان يتحدث هامسا مع تلك النجوي بإبتسامته الساحرة تحت أنين قلب فريدة الذي يصرخ ويأن طالبا منه الرحمة وعدم الضغط أكثر على هذا القلب النازف الذي أدمته الحياة.

وقفت مستأذنه بعدما فاض بها الكيل وطفح ولم تعد تحتمل إشتعال صدرها بناره الحارقه أكثر.

وقف هو بشموخ وحدثها علي فين يا باشمهندسه؟

تسمرت مكانها أخذت شهيقا وأخرجته كي تهدء من روعها ثم أستدارت له وأجابته بنبره هادئه تحكمت بها ببراعه رايحه على مكتبي لحد ما حضرتك تخلص وصلت التعارف إللي بينك وبين الباشمهندسه!

إبتسمت نجوي بدلال إنثوي دون خجل مردفتا بصراحة أنا كمان شايفه كدة يا فريدة!

حين تحدث هو بهدوء بعدما شعر بإحتراق روحها وداخلها ولم يعد يحتمل ألم روحها أكتر إرجعي مكانك يا باشمهندسه علشان نكمل شغلنا، وقت ال Break بالنسبة لي إنتهي خلاص.

وحول بصره إلى نجوي الجالسه فوق المكتب تهز ساقيها بدلال وتحدث بحده بإشارة له بيدة بإتجاه الباب إتفضلي يا أستاذه لو سمحتي علشان هنبتدي شغل.

نظرت له نجوي ومازالت تهز ساقيها بدلال أنثوي وتحدثت بشفاه مفتوحه بطريقه مثيرة بس أنا حابه أفضل معاك وأشوفك وإنت بتشتغل!

هدر بها بصوت أرعب أوصالها إطلعي برة يا باشمهندسه وروحي شوفي شغلك وده أفضل لك، وإلا هعتبر وجودك هنا إهدار لوقت الشركة وده اللي عمري ماهقبل بيه لو الشركة دي إندمجت مع شركتنا، وأكيد وقتها هيكون ليا الحق في إني أختار الأفضل لمصلحة الشركة.

وأكمل بتهديد ولا أيه؟

إنتفضت من جلستها أثر تهديده المباشر بفصلها من العمل، ونزلت من فوق المكتب وبلمح البصر كانت خارج المكتب بأكمله!

زفر بضيق ثم نظر إلى فريدة الواقفه بعيون يملئها الحزن والحسرة والتألم.

نظرت له بألم وتحدثت بغضب إنت بتعمل معايا كدة ليه، قصدك أيه من تصرفاتك دي كلها، لو فاكر إنك بتضايقني تبقا غلطان.

وأكملت بصياح ولوم وحزن وغيرة قاتلة ظهرت بعيناها إنت بتأذي نفسك وإنت مغيب ومش فاهم، روح أسأل على نجوي كويس وعلى سمعتها في الشركة وإنت تعرف إنك بتغلط في حق نفسك وبتهينها لمجرد دمج إسمك وإسمها في جملة واحدة!

وقف قبالتها ونظر لها بتسلي ووجه لها حديثه بتساؤل ولما أنت لسه بتعشقيني وهتموتك غيرتك عليا بالشكل اللي أنا شايفه ده، يبقا ليه العند يا فريدة؟

نظرت له وتحدثت بإرتباك وأنا أغير عليك ليه إن شاء الله، حضرتك حر في تصرفاتك بس بعيد عني، أنا مش مرغمه أقعد أتفرج على مغامرات سعادتك وإنجازاتك في شقط الموظفات!

أجابها بثقه إنت غيرانه يا فريدة، وأنا أصلا جبت نجوي هنا مخصوص علشان أشوف النار اللي مولعه جوة قلبك وخارجه من عيونك وواصله لي دي، جبتها علشان أثبت لك إنك لسه بتعشقيني زي ما أنا بعشقك ويمكن أكتر!

وأكمل ليذيب على ما تبقي من صبرها وحصونها غيرانه من مجرد واحده قربت شويه من مكان الكرسي اللي أنا قاعد عليه؟
أومال لو أتجوزت وأخدت مراتي في حضني و، وصمت ثم أكمل بتساؤل تقدري تقولي لي وقتها هتحسي بأيه؟

نظرت له بعيون مشتعله وقلب يحترق بنيران الغيرة لمجرد تخيلها ما تفوة به، صرخ داخلها.

وأجابته بعيون مستسلمه ونبرة صوت مترجيه إنت عاوز مني أيه يا سليم، ما تسبني في حالي بقا، مش مكفيك إللي عملته فيا زمان؟

أجابها بتعب وإرهاق وأستسلام أنسي زمان واللي حصل فيه وأرحميني بقا، أنا تعبت يا فريدة، والله العظيم تعبت ونفسي أرتاح.

ونظر لها بعيون متوسله وتحدث بصوت حنون هامس أذابها ريحيني يا فريدة، إنت الوحيدة إللي في أديكي راحتنا، علشان خاطري سبيه وخلينا نبدأ صفحه وحياة جديدة مع بعض!

كادت أن تتحدث لولا إستماعها لخبطات سريعه فوق الباب ثم فتح الباب ودلف منه هشام كالثور الهائج!

نظر لهما وتحدث بحدة وعيون تطلق شزرا ولما سيادتك ماعندكيش شغل وواقفه تتكلمي مع البيه، ما جتيش الكافيتيريا ليه وإنت عارفه إني مستنيكي هناك يا أستاذة؟

إرتبكت بوقفتها وأرتعبت أوصالها،
حين تحدثت جينا بإحراج موجهه حديثها إلى سليم الذي تحول وجهه لقطعة فحم متوهجه من شدة إشتعاله أنا أسفه يا أفندم، أنا حاولت أمنعه لحد ما أستأذن حضرتك بس الأستاذ رفض وأقتحم دخول المكتب بالطريقه الهمجيه إللي حضرتك شفتها دي!

نظر لها بإبهام ووجه محتقن وتحدث بنبرة حادة إطلعي إنت برة يا جينا!

وأتجه إلى مكتبه وأمسك هاتفه وتحدث بكل ثقه وصوت جاد باشمهندس فايز، لو سمحت محتاج لك في مكتبي حالا!

نظرت له بإرتياب وتحدثت برجاء من فضلك يا باشمهندس، ياريت متكبرش الموضوع وتدي له أكبر من حجمه.

تحدث إليه هشام بقوة إنت بتهددني بمستر فايز، للدرجةدي شايف نفسك أضعف من إنك ترد عليا وتكلمني راجل لراجل!

رمقه بنظرة ساخرة ونظر إليه بكبرياء وتحدث أنا راجل بعرف في الأصول كويس ومبحبش أتعداها، وإنت غلطت، وأنا هنا مجرد ضيف وماأمتلكش السلطه اللي أقدر أحاسبك بيها على غلطك ده، فالعقل بيقول إني أجيب لك كبيرك علشان يحاسبك ويجيب لي حقي منك!

تحدثت هي بصوت مرتجف مترجي أرجوك مفيش داعي لدخول باشمهندس فايز في الموضوع، الموضوع بسيط وما يستاهلش كل ده، وإحنا قادرين نحل المشكلة بينا إحنا الثلاثه!

هدر بها هشام بحدة إنت كمان بتترجيه؟

كاد أن يكمل لولا دلوف فايز بعد الإستئذان
تحدث بهدوء بعدما نظر لوجوة ثلاثتهم الغير مبشرة بالخير خير يا باشمهندس؟

أجابه بقوة وصوت مقتضب غاضب مش خير والله يا فايز بيه.

وأكمل مفسرا أنا لما طلبت من حضرتك تجهزلي مكتب هنا وتخلي الباشمهندسه فريدة تشتغل معايا، طلبت ده لأني محتاج أعرف معلومات وأفحص ملفات خاصه بشغلكم علشان أقدر أقرر وأقول كلمتي الأخيرة وقراري بدقة وعن إقتناع.

وأكمل بحدة مكنتش بطلب كدة من باب الرفاهيه حضرتك، ده من صميم تخصصي، أنا مش فاضي أصلا ولا عندي وقت أهدرة وأضيعه زي حضراتكم في قعدات الكافيتريا وشرب القهوة.

أجابه فايز بهدوء مفهوم يا باشمهندس، وأنا تفهمت ده ونفذت لك طلبك فعلا، مش فاهم فين المشكله؟

صاح سليم بغضب وكبرياء المشكله إني المفروض موجود في شركة محترمه وليا وضعي إللي حضرتك عارفه كويس، ومش من المقبول حضرتك إني أبقا قاعد في مكتبي بشوف شغلي وألاقي المحترم ده مقتحم مكتبي ومتخطي وجود المساعدة بتاعتي برة وداخل عليا دخلت مخبرين.

وأكمل بصوت ملام أظن عيب أوي في حقك قبل ما يكون في حقي اللي حصل من الأستاذ ده، ولا أنت شايف أيه يا باشمهندس؟

تنهد فايز ونظر إلى هشام وهز رأسه بأسي وتحدث أتفضل رد يا أستاذ وفهمني أيه إللي حصل؟

تحدثت فريدة بشفاعه يا أفندم هشام أكيد مكنش يقصد.

صاح بها هشام وتحدث بحدة وهشام فيه لسان يرد يا أستاذه، مش محتاج محامي أنا.

نظرت له وترجته بعيناها بأن يهدأ من روعه ولكنه تجاهلها ونظر على ذلك الواقف يضع يداه داخل جيب بنطاله وينظر إليه بكل كبرياء.

وتحدث إلى فايز بتعقل أستاذ فايز، أظن إننا كلنا هنا في الشركة لينا نظام ومحدش فينا بيتعداه، حضرتك بتكون عامل لنا إجتماع وبنتناقش فيه في قرارات مصيريه للشركة، لكن لما بييجي وقت ال Break حضرتك بتنهي الإجتماع ونتحرك كلنا على الكافيتريا ناخد قهوتنا ونفصل من مشاحنات الشغل علشان نرجع بقوة ونشاط أعلي.

ثم نظر إلى سليم بقوة وتحدث بتهكم الباشمهندس من وقت ما طلب إن فريدة تشتغل معاه وهو بياخد إستراحة سعادته هنا في مكتبه وبيطلب قهوته هنا.

وأكمل بهدوء أنا ما عنديش مانع طبعا، هو حر و يعمل اللي هو عاوزة لكن بعيد عن خطيبتي، أظن دي مش أصول شغل يا فايز بيه!

تحدث سليم إلى فايز أولا مش من المهنيه إن كلمة خطيبته تتذكر في وسط مكتبي وشغلي كدة عادي، ودي أ ب في أساسيات نجاح أي شغل، الفصل بين الحياه العمليه والحياة الخاصة!

ثانيا بقا يا مستر فايز أنا مبقعدش في مكتبي هباء، أنا بتحرك تبع جدولي وشغلي اللي أنا واضعهم لنفسي واللي أنا شايفه صح من وجهة نظري، ومليش أي علاقه لا بإستراحة حضراتكم ولا بتقاليد وأصول شغلكم، وأظن ده حقي وأنا حر فيه.

وأكمل بقوة وصوت حاد أنا مش موظف تبع شركتكم يا حضرات علشان أتقيد بتقاليدكم، أنا جاي هنا في مهمه محددة ومطلوب مني أخلصها في وقت محدد، وأنا الوحيد إللي ليا الحق في إني أقرر مواعيد شغلي ونظامه.

وأكمل مفسرا وبرغم إن مش من حق أي حد يقف ويحاسبني، وإني كمان مش مطالب أشرح موقفي لكن هقول ده إنهاء للجدال إللي حاصل،
ونظر إلى فايز وتحدث بتفسير أحنا ما خرجناش لل Break إنهاردة علشان مستني إيميل من الشركة مهم جدا هيوصل في غضون دقايق ولازم يترد عليه في لحظتها، والباشمهندسه هي اللي لازم ترد عليه لإنهم هيطلبوا معلومات خاصة عن شركتكم.

تحدث هشام بحده و وقت ال Break خلص يا باشمهندس فايز، تقدر تقولي فين الإيميل اللي بيتكلم عنه الباشمهندس ده؟
ولا هو أي كلام وخلاص!

نظر سليم إلى ساعة يدة وتحدث بإتقان وعمليه لسه فاضل 8 دقايق على وقت إنتهاء الراحة.

ولم يكمل حديثه حتى إستمعوا إلى صوت وصول رسالة تخرج من جهاز اللاب توب الخاص بسليم.

نظر سليم إلى فريدة وتحدث بكل ثقه ومهنية روحي أفتحي الإيميل و ردي عليه يا باشمهندسه!

تحركت فريدة وهي تبتلع لعابها وتتنهد بإرتياح لوصول الإيميل وتعزيز موقفها أمام هشام!

نظرت بشاشة الجهاز وتفحصت الرسالة المبعوثه جيدا ثم حملت الجهاز وتوجهت إلى فايز الواقف يتابع الموقف بإهتمام وتأني.

وتحدثت فريدة وهي تحث مديرها على النظر إلى الرسالة لتفحصها لطلبهم معلومات شديدة الخصوصيه عن شركتهم باشمهندس، أقري الإيميل ده لو سمحت!

تفحصه فايز جيدا ثم نظر إلى فريدة من جديد وتحدث بثقه أبعتي ليهم كل المعلومات المطلوبه يا فريدة!

نظر له سليم وتحدث بشكر وعمليه متشكر لثقتك الكبيرة في شركتنا يا فايز بيه، واللي إن شاء الله مش هتندم عليها وهتشوف بعيونك نتايجها قريب جدا!

هز له فايز رأسه بإيجاب وتحدث وحضرتك وشركتكم تستاهلم الثقه دي يا باشمهندس.

بينما إتجهت فريدة حاملة للجهاز ووضعته أمامها فوق المنضدة، وجلست فوق الأريكه وبدأت بإرسال المعلومات المطلوبه منها تحت ترقبها لوجه هشام المحتقن وغضبة لصحة ما تفوة به ذلك المدعو سليم الذي أصبح غريمه.

تحدث فايز بأسف وهو ينظر إلى سليم أنا أسف جدا على اللي حصل يا باشمهندس وأوعدك إنها هتكون أخر مرة، ودالوقت أسيبكم علشان تشوفم شغلكم.

أجابه سليم بحده أتمني فعلا إنها ماتتكررش يا باشمهندس، وإلا وقتها هيكون لي تصرف تاني!

أماء له فايز ثم حول بصرة بقوة ونظر إلى هشام وتحدث بحده بالغه لإرضاء سليم وإنت يا أستاذ، أتفضل ورايا على مكتبي!

وتحرك فايز ووقف هشام يطالع سليم بغضب، الذي وبدوره إبتسم له بجانب فمه بطريقه ساخرا ونظر عليه بكبرياء رجل منتصر.

أما فريدة التي أنكبت على الجهاز لإرسال المعلومات المطلوبه منها ولم تنظر إلى هشام متعمدة لتفادي نظراته الملامه لها.

تحرك وخرج وتنهدت فريدة بألم ونظرت له ليه عملت كدة، كان ممكن نتكلم ونحل الموضوع ما بينا إحنا التلاته.

أجابها بقوة الأستاذ غلط واللي غلط لازم يتحاسب، وأكمل بهدوء ومهنيه من فضلك خلصي وأبعتي باقي المعلومات علشان نشوف شغلنا.

هزت رأسها بإستسلام وأسي وأكملت ما تفعله على غضض.

أما داخل مكتب فايز.

وقف يطالع هشام ويتحدث بحدة جرا لك أيه يا هشام، مالك يلا خبت كدة ليه، مش عارف تظبط إنفعلاتك قدام الراجل الغريب؟

وأكمل معترضا لا يا حبيبي، لو ده النظام خدلك أجازة كام يوم أقضيهم في البيت إشرب فيهم شايك جنب الحج لحد الإسبوع ده ما يعدي على خير، أنا مش عاوز مشاكل مع سليم الدمنهوري يا هشام!

تحدث هشام بإنفعال لم يستطع التحكم به يا أفندم إللي إسمه سليم ده شخص مستفز وبارد لأبعد الحدود، وأنا بجد مش قادر أتحمل وجود فريدة معاه في نفس المكتب.

وأكمل بغضب وتألم لرجل يغار على إمرأته يا فايز بيه قدر شعوري كراجل خطيبته موجودة في مكتب مع راجل غريب طول الوقت لوحدهم؟

وأكمل بنبرة ملامه أنا أصلا مش فاهم إزاي حضرتك موافق بوضع زي ده في الشركة؟

نظر له فايز بإستغراب وتحدث بإقتضاب ما تظبط كلامك وتوزنه كويس يا أستاذ، أيه وضع دي كمان؟

إللي يسمعك وإنت بتتكلم يقول إني قواد ومدورها، ما تفوق وتوعي لنفسك يا سيادة المحاسب المحترم، إنت في شركة محترمه يا حضرت والمفروض إنك تبقا واثق في خطيبتك أكتر من كده.

أجابه بإعتراض أرجوك يا فايز بيه ما تخلطش الأمور ببعض، أنا ثقتي في فريدة ملهاش حدود!

لوي فايز فمه ساخرا وأردف قائلا لا ما هي الثقه باينه يا حبيبي، فوق يا هشام وأعقل وخلي اليومين دول يعدوا على خير.

ثم أكمل بهدوء ونبرة صوت ودوده يلا أنا بحبك وبعتبرك زي أخويا الصغير،
إنت لولا إنك غالي عليا إنت وفريده صدقني ما كنت عديتهالك، إحمد ربنا، لو حد غيرك اللي عمل كدة وحياة أمي ما كنت قعدته فيها ساعه واحدة!

أجابه هشام بوجه عابس متشكر يا باشمهندس، بس لو أنا فعلا غالي على حضرتك زي ما بتقول، إسحب المهمة دي من فريدة وأديها لأي مهندس تاني.

نظر له وتحدث ساخرا نعم يا حبيبي، إنت شكل فريدة هبلتك على الاخر.

بقا عاوزني أروح أقول للعضو المنتدب معلش، أصل الباشمهندسه فريدة اللي إنت إختارتها بنفسك علشان تبحث معاها موقف ومستوي شركتنا مش هتكمل معاك.

وأكمل بصوت ساخر أصل لامؤاخذة سي هشام خطيبها بيغير عليها أوي من الهوي الطاير.

وزفر بضيق وتحدث وهو يتحرك إلى مقعدة خلف المكتب ويجلس عليه أمشي من قدامي يا هشام، روح على مكتبك وأطلب لك فنجان قهوة يضبط لك دماغك اللي فريده لحستها لك وخلص الشغل اللي وراك.

وحسه على التحرك قائلا يلا يا حبيبي ربنا يهديك.

كاد أن يتحرك ويخرج لولا صوت فايز الجاد هشام.

نظر له فأكمل فايز بنبرة جادة وعنيفه اللي حصل من شويه ده مايتكررش تاني، وإلا هنسي العشرة اللي بينا وأضطر أتعامل معاك معامله صدقني مش هترضيك.

وأكمل بتأكيد مفهوم يا هشام؟

أجابه هشام بإقتضاب مرغم مفهوم يا باشمهندس!

وخرج وتنهد فايز وتحدث بصوت مسموع جيل أيه المنيل ده كمان، الشباب مالها بقت خرعه كدة ليه قدام البنات!

داخل منزل حسن نور الدين.

كانت سميحه تجلس فوق مقعدها هي وزوجتي إبنيها حول المنضدة الموضوعه داخل المطبخ يفصصون ثمار البازلاء لتخزينها!

تحدثت دعاء زوجة هادي بوجه بشوش غادة عامله أيه يا رانيا؟

أجابتها وهي تنظر إلى والدة زوجها بخبث كويسه يا دعاء، ياريتك جيتي معايا كنتي شوفتي فريدة وقعدتي معاها.

نظرت إليها بإستغراب فريدة؟
وهي فريدة كانت عند غادة؟

تحدثت بلؤم وحديث مسموم غادة كانت عزماها على الغدا هي وهشام، بصراحه أنا إستغربت، مش عارفه إزاي بباها وافق إنها تروح مع خطيبها وتقعد معاه في شقه تعتبر فاضيه.

نظرت لها سميحه بذهول وأردفت بحده شقه فاضيه، ما تخلي بالك من كلامك يا رانيا، عيب أوي إللي إنت بتقوليه ده ومش مقبول،
واكملت بتفسير ولعلمك بقا أستاذ فؤاد راجل محترم وأبن أصول وبيفهم في معادن الناس كويس أوي، وهو عارف إن هشام متربي ومحترم وهيحافظ على بنته زي عنيه، وعارف كمان إن غادة ست محترمه وبيتها محترم.

تحدثت دعاء لتهدئة والدة زوجها إهدي يا طنط من فضلك، أكيد رانيا ما تقصدش المعني إللي وصل لك ده!

أكدت رانيا على حديثها صدقيني أنا فعلا ما أقصدش يا دعاء، كل الحكايه إني إستغربت، وأكملت بلؤم أصلهم ماسكين في حتة التدين أوي وعايشين في دور إللي يصح واللي ما يصحش،
ثم نظرت إلى سميحه وتحدثت بس تعرفي يا طنط إن فريدة طلعت غير ما كنت متخيلاها خالص.

نظرت لها سميحه بضيق وأردفت ساخرة ومعناه أيه كلامك دة كمان يا ست رانيا؟

أجابتها بخبث وهي تقلب عيناها مدعيه البرائة والله يا طنط خايفه أقول لك لتتصدمي زي صدمتي، وأكملت تخيلي يا طنط كنا بنتكلم مع بعض وبحكي لها عن نظام بيتنا وأد أيه إحنا مترابطين مع بعض وبناكل ونشرب وعايشين مرتاحين، تخيلي ترد عليا تقول لي أيه؟

نظرا لها إثنتيهما يتنظرا باقي حديثها فأكملت هي بتلائم قالت لي بس ده مش صح، المفروض إنت ودعاء يكون ليكم حياتكم الخاصة وكل واحدة تقعد في شقتها ويبقالها خصوصيتها علشان تبقوا مرتاحين أكتر!

نظرت لها دعاء وتحدثت بإستغراب معقوله فريدة قالت لك كدة؟

أجابتها بضيق يعني وأنا هكذب عليكي ليه يعني يا ست دعاء!

اجابتها دعاء بنبرة مبررة مش قصدي يا رانيا، أنا بس مستغربه، أصل فريدة هادية أوي وتحسيها كدة في حالها ويبان عليها إنها مابتدخلش في أمور غيرها.

أجابتها بقوة وتأكيد أديكي بتقولي، تحسيها، ويبان عليها، يعني مفيش حاجه مؤكدة، وبعدين هو أحنا كنا عاشرناها يا دعاء علشان نعرف طبعها،
وأكملت وعلي رأي المثل، تعرف فلان، أه أعرفه، عاشرته، لاء، يبقي ماتعرفوش!

نظرت لها سميحه بإستغراب وتحدثت بإستفهام فريدة هي إللي قالت لك الكلام ده؟
وأيه المناسبه إللي خلتها تقول لك حاجه زي دي؟

أجابتها رانيا بكذب من غير مناسبه صدقيني يا طنط، وده اللي خلاني إستغربتها.

وأكملت بذكاء بس من فضلك يا طنط ياريت ماتبلغيهاش إني قولت لك، يعني علشان ماتضايقش مني وتحط حاجز بينا!

وقفت سميحه وأجابتها بحديث ذات مغزي ومعني أكيد مش هروح أقول لها إن سلفتك اللي إنت أتفكيتي معاها بكلمتين سر بينكم جت تجري وقالتهم لي أنا وسلفتها،
ثم أكملت بحدة خلصوا وشوفوا اللي وراكم وماتنسوش تطفوا النار على الرز.

وخرجت من باب المطبخ حين تحدثت دعاء علي فكرة يا رانيا، مكانش يصح إنك تقولي الكلام اللي فريدة قالتهولك ده.

اجابتها بنيرة حقودة أسكتي، علشان يعرفوها على حقيقتها، زهقونا بكلمة الباشمهندسه، الباشمهندسه!
تقوليش محدش إتعلم غيرها.

نظرت لها دعاء وتنهدت بإستسلام وهي تري حقد رانيا الغير مبرر على فريدة!

داخل الشقه السكنية ل فؤاد شكري.

كان المنزل خالي من الجميع إلا من نهله، فاليوم يوم عطلتها من الجامعة، وقد فاقت مبكرا وقامت بتنظيف المنزل لحالها، أما عن والدتها فقد إستغلت وجود نهله بالمنزل وذهبت هي لزيارة شقيقتها.

شعرت بالملل فقررت الخروج إلى شرفة المنزل لتشتم بعض الهواء النقي، صنعت لحالها كوب من مشروب النسكافيه المفضل لديها وخرجت وهي تدندن بعض الكلمات لغنوة هي تعشقها لإليسا.

بعد قليل إستمعت لصوت غاضب هي الهانم واقفه تستعرض صوتها للجيران ولا أيه؟
إمشي إنجري على جوة!

أحالت ببصرها إلى تلك الشرفه المصطفه بجوارهم المملوكة للأستاذ عامر جارهم بنفس البنايه.

نظرت برعب إلى ذلك الشاب والذي يدعي عبدالله، يسكن بالشقه المقابله لهم مباشرة، ويعمل في مجال المحاماه، حيث تخرج من كلية الحقوق منذ حوالي الست سنوات ويعمل لدي محامي شهير.

إرتعبت أوصالها وتحركت سريع للداخل وبلحظة وجدت هاتفها يرن أسرعت إليه وألتقطته وما أن ضغطت زر الإجابه حتى إستمعت إلى وابل من الكلمات المعنفه لها.

عبدالله بصياح مرعب وغيرة واضحه هو إنت ليه مبتسمعيش الكلام وتنفذيه، أنا كام مرة منبه عليكي وقايل لك بلاش تخرجي في البلكونه بالزفت الترنج الضيق ده؟

لا وواقفه تتمايصي وتغني كمان، إنت شكلك كده مستعجله على موتك واللي هيكون على إيدي قريب إن شاء الله!

تلعثمت وتحدثت بصوت مرتبك مهزوز طب ممكن تهدي شوية علشان خاطري!

أجابها بجدة ونبرة غاضبه أهدي إزاي يا نهله، أنا نفسي أفهم إنت بتعملي فيا كده ليه، عاوزة تشليني يعني ولا أيه؟

أجابته بصوت هادئ في محاوله فاشله منها لإمتصاص غضبه خلاص يا عبدالله علشان خاطري، صدقني ماأخدتش بالي إني لابسه الترنج اللي بتضايق منه، أوعدك إنها هتكون أخر مرة أخرج بيه للبلكونه.

رد عليها بصوت غاضب الكلام ده سمعته قبل كده كتير، إسمعيني كويس وأفهمي كلامي علشان مش هعيدة عليكي تاني، الترنج ده ميتلبسش نهائي، حالا تقلعيه وترمية في باسكت الزباله،
وأكمل بصياح أرعبها إنت فاهمة؟

تحدثت بطاعة محببه لديها لعشقها الهائل لذلك العاشق الغائر بجنون حاضر يا عبدالله، ممكن بقا تهدي.

كان يتحرك بغرفته كالمجنون، توقف حين إستمع لصوتها العاشق الراضخ له ولأوامرة الحاده،
مسح على وجهه ثم تحدث بنبرة هادئه يشوبها الهيام وكأنه تبدل برجل أخر يا نهله إفهميني، أنا بحبك وبموت من غيرتي وخوفي عليكي، لما بلاقيكي واقفه بلبس مبين مفاتن جسمك بالطريقه دي بتجنن ومبحسش بنفسي!

نزلت كلمته عليها حرقت روحها وخجلت من حالها فأكمل هو إنت غاليه أوي يانهله ولازم تصوني نفسك وتحافظي عليها للراجل اللي يستاهلك!

وأكمل برجوله وتفاخر واللي هو أنا طبعا.

إبتسمت بخجل وتحدثت أنا أسفه يا عبدالله، خلاص بقا متزعلش مني، وصدقني مش هعمل أي حاجه تزعلك تاني!

تنفس بهدوء وأجابها وأنا مقدرش أزعل منك يا قلب عبدالله، أنا بس عاوزك تراعي شعوري شوية أكتر من كدة.

وأكمل تحت صمتها الخجول طمنيني، كلمتي فريدة في موضوعنا؟

تنهدت بضيق وتحدثت لسه والله يا عبدالله، بصراحه مكسوفه منها أوي.

إبتسم برجوله وتحدث مكسوفه من أيه بس يا روح قلبي، هو الحب بيكسف يا نانا، ده الحب ده أحلا حاجه في الدنيا كلها.

إبتسمت بخجل وقلب يتراقص فرح من شدة سعادته
وأكمل هو كلميها بسرعه يا نهله علشان تساعدنا لما أجي أكلم عمي فؤاد، بصراحه أنا متضايق من نفسي جدا علشان بنتكلم من غير علم عمي فؤاد وطنط عايدة، نفسي علاقتنا تبقي في النور والدنيا كلها تعرف إنك خلاص، بقيتي تخصيني ومفيش مخلوق يجرأ يبص لك تاني!

أجابته بسعادة من مجرد تفكيرها في أنها ستصبح ملك له ولقلبه العاشق المتملك حاضر يا عبدالله، هكلمها في أقرب وقت صدقني!

إنتهي دوام العمل وبدأ الموظفين بالخروج من الشركة
خرجت فريدة من مكتب سليم تحت نظراته المتألمة من إصرارها بالإبتعاد عنه وعدم إعطاءة الفرصه ليتقربا من جديد.

كانت تتحرك بإتجاة المصعد بعدما خرجت من مكتبها التي قد ذهبت إليه لجلب حقيبتها وأشيائها، وجدت فايز يتحرك هو أيضا إلى المصعد.

فا وقف ليتحدث معها بتساؤل أخبار شغلك مع سليم الدمنهوري أيه يا فريدة؟

أجابته بعمليه كله تمام يا أفندم، الباشمهندس شكلة مقتنع وراضي بحركة سير العمل عندنا، وبدأت ألاحظ بوادر إقتناعه بإندماج شركتنا مع شركتهم،
وأسترسلت حديثها يعني، كلامه مع مديرينه وأراءة اللي بيبعتهالهم، إن شاء الله خير يا باشمهندس.

أجابها بلهفه يارب يا فريدة؟
ثم تحدث بترقب ما أتكلمش معاكي تاني في إللي عملة هشام؟
اجابته بثقه لاء يا أفندم، هو أكتفي بتدخل حضرتك في الموضوع!

تحدث بجديه عقلي هشام يا فريدة وفهميه مصلحته كويس، أنا أتكلمت معاه بهدوء وتلاشيت إللي حصل علشانك وعلشانه، لكن لو الموضوع ده إتكرر مش هينفع أتغاضي عنه تاني، أنا مش مستعد أخسر حد مهم زي سليم الدمنهوري علشان أي حد، فهماني يا فريدة؟

تنهدت بأسي وأجابته فاهمه حضرتك يا أفندم، ووعد مني لسيادتك إن الموضوع ده مش هايتكرر تاني، وبجد متشكرة جدا على تفهم حضرتك لتصرف هشام!

ثم تحركت للمصعد مع فايز ونزلت وأتجهت خارج الشركة وجدت هشام يقترب من سيارته ليستقلها.

توجهت إليه ووقفت قبالته وتحدثت بعتاب مابتردش على تليفوني ليه يا هشام؟

ضل ينظر أمامه وهو صامت فتحدثت هي إنت كمان مبتردش عليا يا هشام؟
هو أنت كمان إللي زعلان بعد كل اللي عملته؟

نظر لها بغضب وتحدث بحدة وأيه بقا هو إللي أنا عملته يا أستاذة، إني راجل وبغير على خطيبتي خلاص بقيت أنا غلطان؟

إقترب عليها عزيز صديق والدها ومالك السيارة الذي يصطحبها بها يوميا وتحدث ببشاشه وجه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إبتسمت له بمجاملة وأيضا هشام وردوا السلام
وتحدث عزيز يلا بينا يا بنتي علشان أوصلك!

أجابته وهي تنظر إلى هشام بحيرة وتيهه من أمرها وبلحظة حسمت أمرها وتحدثت معلش يا عمو عزيز أنا بجد أسفه، بس أنا مضطره أروح مع هشام إنهاردة، تقدر حضرتك تتفضل.

أجابها بهدوء ورضا ولا يهمك يا بنتي، المهم تكوني كويسه وبخير!

أجابته وهي تنظر إلى هشام بهدوء أكيد هكون كويسه وأنا مع هشام يا عمو، وبجد متشكرة جدا لتفهمك!

تحرك عزيز إلى سيارته وأستقلها وذهب تحت أعين سليم الذي يقف عند مدخل الشركة ينظر إليها ولما يجري معها.

تحركت وهي تحث هشام على الصعود إلى السيارة يلا يا هشام من فضلك!

لكنه ضل واقفا صامتا كالصنم توجهت إليه وأمسكت كف يده بهدوء تحت ذهول سليم وأستشاطة داخله وتألمه.

إبتلع هشام لعابه من مجرد لمسة يدها ونظر لها وتنهد وأنساق لمشاعرة وفتح باب السيارة وصعد
وتحركت فريدة بإتجاة الباب الاخر لتصعد بجانبه.

وجدت من ينظر إليها بتألم يظهر بعيناه وهو يترجاها بألا تفعل ما تفعله بقلبه المسكين الذي يحترق بشدة.

تنهدت بأسي وألم لم تضاهي مثله، صرخ قلبها متألما طالبا الرحمه وهي تحدث حالها،
أرحمني سليم وأبتعد بعيناك عني، فأنا لم أعد أستطع التحمل بعد، لما عودت سليم؟ لما؟

ليتك تركتني وشأني
ليتك تركتني لأأسس حياتي كما كنت أفعل!

أشاحت بصرها عنه وأخذت شهيقا وأخرجته تحت أنظار سليم الذي يري حيرتها وأنينها الظاهر بملامح وجهها!

صعدت بجانب هشام الذي أنطلق سريع محدث صفير بسبب إحتكاك إطارات سيارته بالأسفلت،
تحت أنظار سليم الذي تحرك هو الأخر وأستقل سيارته بقلب مشتعل وهو يلعن غبائه الذي أبعد بينه وبين من عشقتها عيناه.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

تحرك هشام بسيارته من أمام الشركه ومازال صامتا غاضبا من فريدة على موقفها المخزي بالنسبة له
نظرت له بهدوء وتحدثت بحذر ممكن تهدي بقا علشان نعرف نتكلم؟

زفر بضيق وهدر بها بحدة نتكلم في أيه يا باشمهندسه، هو لسه فاضل حاجه علشان نتكلم فيها، ما سيادتك كسرتي كلمتي ومعملتيش لرجولتي أي حساب قدامهم!
تنهدت بأسي لأجل خطيبها المجروح بكرامته وتحدثت بهدوء في محاولة منها لإمتصاص غضبه أرجوك يا هشام تهدي وخلينا نتكلم بالعقل!

صف سيارته سريع بطريقة مفاجئة، نتج عن ذلك صوت صفير مزعج أرعبها وذلك بسبب إحتكاك إطارات السيارة بالأسفلت، وحول بصرة ونظر لها بغضب تام
وصاح بصوت عالي وغاضب أي عقل إللي عوزانا نتكلم بيه يا فريدة وأنا كل يوم شايف خطيبتي إللي المفروض بعشقها وبغير عليها من الهوا قاعدة لوحدها مع راجل غريب ومقفول عليهم باب واحد؟

برقت عيناها ونظرت له بذهول وتحدثت بصياح غاضب هشام، أنا ما أسمحلكش تتكلم معايا بالطريقه المهينه دي، وياريت يا أستاذ تفكر كويس في كلامك اللي كله تلميحات غير مقبوله قبل ما تنطقه
وأكملت بتفسير أولا يا محترم ده شغلي، ثانيا بقا أنا مبشتغلش لوحدي في المكتب مع سليم الدمنهوري، معظم الوقت الباشمهندس علي غلاب بيكون موجود معانا.

نظر أمامه وزفر بضيق ودق على مقود السيارة بحدة ثم تحدث قائلا بنبرة غاضبه وأنا من الاول خالص قولت لك إني مش مرتاح للموضوع ده، وقولت لك تعتذري ل فايز، وأكمل بصوت ملام لكن سيادتك ماإحترمتيش كلامي ولا حتى إهتميتي لزعلي وإعتراضي، وكأني أخر إهتماماتك، أو حتى هوا ومليش أي قيمة عندك بالمرة!

تنهدت بأسي مرير لأجل حالتة المؤسفه وتحدثت بقلة حيلة يا هشام إفهمني، أنا مكنش ينفع أرفض أصلا، إختيار فايز ليا أثبت ليا وللجميع تميزي في مكاني وأداني وضعي في الشركة، ده غير الإستفادة المادية إللي هتعود عليا من الموضوع ده واللي إنت عارف كويس مدي إحتياجي ليها الفترة دي؟
نظر لها بأسي وتحدث بصوت يكسوه القهر والألم مكنش لازم موضوع العربية السنة دي؟

أجابته بتوضيح إنت عارف أنا بصرف أد أيه في المواصلات يا هشام؟
أنا تلت مرتبي مهدور في المواصلات، ده غير حرقة الدم وأنا قاعدة مستنيه عمو عزيز ومتأخرة على شغلي، وبعدين الفلوس دي هكمل بيها جهازي مش بس موضوع العربيه، إنت عارف إني لسه ناقصني حاجات كتير في جهازي، وبابا إنت عارف ظروفه كويس، يدوب مرتبه مكفي البيت ودروس أسامه مقدرش أحمله فوق طاقته يا هشام!

ثم أخذت نفس عميق لتهدئة حالها، وتحدثت بهدوء وصوت يشوبه خيبة الأمل خلي بالك إن بتصرفاتك دي بتخلا بإتفاقنا ووعدك بإنك تكون داعم ليا في شغلي، وإن عمرك ما هتقف عائق بيني وبين نجاحي وتحقيق طموحي؟
هدر بكل صوته الغاضب مش على حساب رجولتي يا فريدة، أنا راجل وعندي نخوة ورجوله وتحملي النفسي ليه حدود!

أجابته بحدة وأعتراض لتاني مرة هقول لك خلي بالك من كلامك يا هشام، أنا ساكته لك من بدري وعماله أعدي الكلمه دي ومش راضيه أقف عندها علشان ما أخلقش مشكلة بينا، لكن كررتها كتير وكدة بقا إنت بتغلط
وأكملت بتفسير أول حاجه أنا بحترم نفسي وبعززها أوي وعمري ما هقبل بالغلط وإنت عارف كدة كويس، ثم ده شغلي، والراجل إللي أنا شغالة معاه قمة في الإحترام وعمرة ما تعدي حدوده معايا.

وأكملت بإقتضاب وبعدين يا أستاذ لازم يكون عندك ثقه في نفسك أكتر من كده!
هدر بها وصاح بغضب حاد إظبطي كلامك وأوزنيه كويس يا فريدة، أنا واثق من نفسي لأبعد الحدود وياريت ما تخلطيش الأوراق ببعضها!

زفرت بضيق وأردفت بإستسلام من الأخر كدة يا هشام، إنت عاوز أيه دالوقت؟
زفر بضيق ونظر أمامه بغضب وضل صامتا!

فتحدثت هي بهدوء وصوت أقل حده وقررت أن تستعمل ذكائها الأنثوي لإمتصاص غضبه أرجوك يا هشام متديش فرصة للشيطان بإنه يدخل بينا ويعمل فجوة صعب تخطيها بعد كدة، لو فعلا بتحبني زي ما بتقول ساعدني بإننا نتخطي المشكلة دي ونعديها، أنا بجد مش حابه أخسرك!

نظر لها بعيون جاحظه وتحدث بتساؤل وأستغراب تخسريني؟
هو أنت فعلا ممكن تخسريني علشان الموضوع التافه ده يا فريدة؟
هزت رأسها برفض وتحدثت بتفسير أنا بتكلم عن فكر يا هشام مش على موقف بعينه، لو ده موقفك وفكرك من الموضوع يبقا ده هيكون حال تفكيرك في كل المشاكل اللي هتواجهنا في حياتنا بعد كدة.

تنهد بألم ظهر بملامح وجهه وتحدث بأسي خلاص يا فريده، إنسي الموضوع، وأنا ربنا يقدرني وأقدر أتحمل الكام يوم اللي فاضلين للبني أدم ده في للشركة ويعدوا على خير
تنهدت بإرتياح وأبتسمت له بسعادة وتحدثت هو ده هشام إللي دايما حابه إني أشوفه، وزي ما أنت لسه قايل، فاضل كام يوم ويسيب الشركة كلها ومش هنشوفه تاني.

وأكملت بإبتسامة جذابه يلا بقا وصلني علشان إتأخرت وكده ممكن أخد مخالفه من عمك فؤاد، وأعمل حسابك إنك هتطلع تتغدي معايا
إبتسم لها وأجاب بعيون هادئة معلش يا حبيبتي، خليها مرة تانيه لأني بجد تعبان ومحتاج أنام!

أجابته طب حتى إطلع معايا سلم على ماما وبابا!

هز لها رأسه بإيماء وموافقه ثم نظر لها وتحدث بعيون متوسله خلي بالك عليا أكتر من كده يا فريدة، أنا بحبك أوي، بس محتاج أحس بحبك ليا وتمسكك بيا أكتر من كدة!

إبتسمت له وأجابته بتأكيد حاضر يا هشام، ممكن بقا تتحرك علشان إتأخرنا!

نظر لها بعيون عاشقه وتبادلا الإبتسامات الحانيه، وأدار مقود سيارته وتحرك بها متجها لمنزلها.

تحت أنظار ذلك المراقب لهما من بعيد وهو يستقل سيارته بعدما حركته غيرته ونيرانه المشتعله داخله وأجبرته بالتحرك خلفهما.

وبالفعل أوصلها هشام إلى منزلها وصعد معها للأعلي ووقف ببهو المنزل بجانب والديها.

حدثته عايدة بحب أموي أزيك يا حبيبي، عامل أيه؟

أجابها بإحترام وبصوت حنون الحمدلله، وحشاني يا ماما، طمنيني عليكي وعلى صحتك يا حبيبتي؟

أجابته بحنان أنا الحمدلله كويسه يا هشام، و أكملت بتذكر ماتنساش تفكر ماما إننا مستنيينكم على العشا بعد بكرة، وأنا هأكد عليها تاني في التليفون!

أجابها بإحترام مش هنسي يا حبيبتي، أستأذن أنا، مش عاوزة مني أي حاجه؟

أجابته بحب عاوزة سلامتك يا حبيبي، سلم على ماما ودعاء ورانيا كتير!

أردف هشام بإيجاب يوصل إن شاء الله يا أمي.

تحدث فؤاد بحنان مش كنت قعدت إتغديت معانا يا أبني؟

أجابه بإحترام معلش يا عمي مرة تانيه إن شاء الله.

ثم نظر إلى فريدة الواقفه بجانب أبيها وتحدث بإهتمام مش عاوزة حاجه يا فريدة؟

أجابته بإبتسامه حانيه عاوزة سلامتك يا هشام، طمني عليك لما توصل البيت!

هز رأسه بحنان وعيون سعيده وهو يتحرك بإتجاة الباب إن شاء الله!

فتح الباب وكاد أن يخرج وجد بوجهه نهله وأسامة عائدين من الخارج.

تحرك إليه أسامة وأرتمي داخل أحضانه وتحدث أبيه هشام، أزيك!

إحتضنه هشام بحنان وتحدث أسامه باشا اللي مبيسألش ولا حتى بالتليفون!

أجابه أسامه وهو ينظر إلى والده بعتاب موضوع التليفون ده تقدر تسأل عنه عمك فؤاد، حضرته واخد مني الفون طول الوقت، ومش باخده غير وأنا خارج للدروس!

أجابه والده بذكاء أومال أسيبه لك علشان تقضي وقتك كله على النت وتسيب مذاكرتك؟

إبتسم هشام وتحدث طالما الموضوع في مصلحتك يبقا سماح المرة دي!

ثم حول بصره إلى نهله ذات الوجه البشوش وتحدث إليها أزيك يا نهلة.

أجابته بإبتسامة الحمدلله يا هشام، أزيك إنت.

هز لها رأسه بإيجاب.

ثم أستأذن من جديد وخرج من الباب وتوجه والداها وأشقائها للداخل.

وتوجهت هي إلى غرفتها مباشرة وأغلقت بابها على حالها.

وأمسكت هاتفها وضغطت زر الإتصال أجابها على الفور ذلك الذي يقود سيارته بغضب عارم لرؤية حبيبته وهي تستقل سيارة رجل غيرة وتجاورة.

ردت هي بتساؤل على الفور عندما إستمعت لصوته هو الباشمهندس بيراقبني ولا أيه؟

أجابها ساخرا أرفع لك القبعه على ذكائك الخارق يا أستاذه، برغم إنشغالك بإنك تراضي خيال المأته بتاعك وتبلفيه بكلمتين منك علشان يتلهي وينسي إنك فضلتيني عليه، إلا إنك أخدتي بالك من وجودي!

أجابته بضيق ياريت يا محترم تتكلم بإسلوب راقي يليق بمركزك الوظيفي والتثقيفي، وياريت كمان ما تنساش إن الراجل اللي إنت بتتكلم عنه ده هيبقي جوزي!

جن جنونه وأشتشاط داخله حين إستمع لكلمة جوزي وكأنها بتلك الكلمة أخرجت الوحش الذي يقطن بداخله.

هدر بها بحدة وتحدث بفحيح علي جثتي لو ده حصل يا فريدة، وأخر مرة أسمع منك كلمة جوزي دي، إنت فاهمه!

وأكمل بتهديد أسعدها وجعل القشعريرة تسري بكامل جسدها قسما بربي لأحاسبك على كل ده بس نخلص من إللي إحنا فيه ده الأول، وساعتها حسابك معايا هيكون عسير يا فريدة يا فؤاد.

هحاسبك على عندك ودماغك الناشفه وهحاسبك على كل مرة سمحتي فيها للمغفل ده إنه يقرب منك حتى ولو بنظرة عين!

وأكمل بصوت يملئه الثقه قولتهالك قبل كده وهعيدهالك تاني، مفيش راجل في الدنيا دي هيلمسك غيري، ياتكوني ليا بكل ما فيكي، يا مفيش مخلوق في الكون ده هيقدر يقرب لك، فهماني يا فريدة؟

شعرت وكأن روحها تهيم سارحة في سماء الهوي تتراقص على أنغام كلماته المهلكة لإنوثتها ولقلبها الذائب به عشق.

لكنها تحاملت على حالها وتحدثت بنبرة ثابته ساخرة كي تزيد من إشتعال روحه حتى تخمد نيرانها عجباني أوي ثقتك وإنت بتتكلم عن مستقبل مش هيكون له وجود غير في خيالك الواسع وبس،
وأكملت بنبرة حادة إسمعني كويس يا باشمهندس علشان ماعنديش وقت كتير أضيعه في الكلام.

ضحك ساخرا وأردف مقاطعا لحديثها وهتجيبي الوقت اللي هتتكلمي معايا فيه منين يا مسكينه، كفايه عليكي الوقت المهدور والصداع اللي جالك وإنت بتقنعي المغفل إن وجودك في مكتبي وإنت جنبي ومعايا مجرد شغل ليس إلا.

وأكمل بصوت مغروم أشعل نيرانها المسكين مش عارف إنك مبقتيش تعرفي تتنفسي غير وإنت جنبي، مايعرفش إن قلبك ما بيرجعش يدق ويعيش غير في وجودي و حضرتي.

ما يعرفش إن عيونك ما بتشفش حلاوة الدنيا غير لما تبص جوة عيوني وتستمد منها طعم الحياة!

إبتلعت لعابها من حديثه الذي هز كيانها وزلزله، أخرجت صوتها بصعوبه وبرعشه وأهتزاز وصله وأسعده وتحدثت إنت موهوم يا سليم، وياريت بقا تفوق لنفسك وتسيبني في حالي أكمل حياتي بهدوء مع الراجل اللي إختارة قلبي!

أجابها بصوت هائم حطم به ما تبقي من حصونها مهو ده اللي أنا عاوزة بالظبط يا قلب سليم.

عاوزك تكملي حياتك مع الراجل اللي قلبك عشقه وأختارة، واللي هو سليم، يا عيون وقلب وروح سليم.

أخذ صدرها يعلو ويهبط من شدة ما أصابها من حديثه المهلك لروحها وكيانها بالكامل.

صمتت وأغمضت عيناها بإستسلام وضعف، وتركت لحالها العنان للإستمتاع بحديثه الذي غزي روحها وكيانها بالكامل، وكأن قلبها قد مات إكلينيكيا وأتته تلك الكلمات على شكل صدمات كهربائية فأعادت إليه نبض الحياه من جديد!

فأكمل هو مدغدغ مشاعرها بحبك يا فريدة، بحبك ونفسي تخلصينا من الكابوس إللي إنت معيشانا فيه ده، بحبك وبحلم باليوم اللي هتبقي ملكي فيه و أقدر أضمك في حضني وأنسيكي وأنسي بيك كل وجعنا وألمنا اللي عشناه!

أجابته بصوت هامس مترجي أشعل داخله وزلزل كيانه بالكامل أرجوك ياسليم ترحمني وتسيبني في حالي.

أجابها هامسا بصوت عابث أهلك روحها أنا اللي برجوك إنك ترحميني يا قلب سليم، إنت الوحيدة اللي في أيدك ترحمينا وترحمي قلوبنا المشتاقه، أفسخي الخطوبة يا فريدة وأرحمي قلبي من نار غيرته وإشتعاله.

وأكمل بنار تشتعل داخل صدرة أنا بموت في اليوم 1 مرة وأنا شايفك لابسه في أيدك دبلة راجل غيري، أرحميني يا فريدة، أرحميني من نار الغيرة اللي دوبت قلبي ونهت عليه!

كانت مغمضة العينان تاركه لروحها العنان سارحه
في كلماته المدغدغه لمشاعرها وكيانها بالكامل.

فاقت على حالها عندما أستمعت إلى طرقات فوق الباب إرتعبت أوصالها وتحدثت سريع أنا مضطرة أقفل!

أجابها سريع بعدما أستمع لصوت الطرقات هو الأخر تمام بس هستني تكلميني بالليل علشان نكمل كلامنا، أوك يا حبيبي!

أغلقت هي دون أن تجيبه وتحدثت بإرتباك وصوت مهزوز أدخل!

دلفت والدتها وتسائلت بإستغراب أيه اللي مقعدك لحد دالوقت بلس شغلك؟

أجابتها بكذب معلش يا ماما كنت برد على تليفون شغل ضروري، ووقفت وتحركت إلى خزانتها وأخرجت منامه بيتيه وتحدثت هروح أخد شاور وأتوضي وأصلي العصر على ما حضرتك تجهزي الغدا.

نظرت لها والدتها بإستغراب لحالتها الغريبه والمرتبكة ولكنها فضلت الصمت وخرجت لتجهيز سفرة الطعام لإسرتها.

أنهي سليم مكالمته مع فريدة وأتجه إلى مسكن والدة بوجه مبتسم وقلب سعيد يرفرف من شدة هيامه بحديثه المثمر مع فريدة قلبه وأحلامه.

وصل لمسكنه وجد والدته بإنتظارة، وقفت مقابله له ونظرت له بعيون ملامه وتحدثت بحزن عميق هنت عليك تسيبني تلات أيام بحالهم ومتسألش عليا فيهم؟
للدرجة دي الغربه قستك عليا يا أبني؟

تنهد بألم لأجل حزنها الصادق الواضح بوجهها وتحرك إليها وضمها بإشتياق وهو يقبل كف يدها ووجنتها وأردف بأسي أنا أسف يا حبيبتي، بس أنا حقيقي كنت محتاج أقعد مع نفسي علشان أهدي!

أجابته بصوت مختنق بالعبرات وأهم اليومين عدوا خلاص بحلوهم وشرهم وخلصنا منهم.

وسحبته من يدة وهي تجلسه فوق المقعد بإهتمام وتحدثت بحب مش هسمح لك تسيبني تاني طول الفترة اللي إنت قاعدها هنا في مصر، مفهوم؟

نظر لها بحب وتحدث بهدوء أرجوك يا ماما سبيني براحتي، ليكي عليا هفضل معاكي طول اليوم هنا، لكن هبات في الاوتيل!

نظرت له بدموع وتسائلت بألم ظهر بعيناها إنت بتعمل فيا كدة ليه يا سليم؟
كل ده ليه وعلشان أيه، للدرجة دي أنا مليش أي قيمة عندك قدام البنت دي؟

زفر بضيق وأردف بنبرة حادة ماما لو سمحتي، إحنا مش هنعيد الكلام ده تاني، أنا جاي تعبان ومش هتحمل أي نقاش وخصوصا لو كان الكلام يخص فريدة!

أجابته بهدوء إصطنعته لحالها خلاص يا حبيبي هعمل لك كل إللي يريحك ومش هجيب سيرتها تاني، بس أرجوك تجيب حاجتك من الأوتيل وترجع تقعد معانا.

نظر لها فتحدثت هي بترجي ونظرات متوسلة علشان خاطري يا سليم!

هز رأسه بإستسلام وأجاب حاضر يا ماما، بالليل هروح أعمل check out وأجيب حاجتي!

تهللت أساريرها بسعادة وتحدثت أيوا كدة يا حبيبي فرح قلبي!

وجد ندي تخرج عليه من غرفة ريم وهي ترتدي ثوب ناعم ورقيق للغايه، قصير و مثير، وتضع بعض مساحيق التجميل التي جعلت منها أيقونه للجمال!

تحركت بسعادة بجانب ريم وتحدثت وهي تقترب عليه لتحتضنه، شعر بها وأبتعد بجسده للخلف فقد تيقن أنها ستعيد نفس ما حاولت فعله أمس بالأوتيل،
مد يدة من بعيد مما جعلها تخجل وهي تنظر إلى عمتها وريم ثم تماسكت وأردفت قائله أزيك يا سليم، إتأخرت كدة ليه؟
إحنا مستنيينك من بدري!

نظر لها بإستغراب من تواجدها في منزل والده ثم أجابها وإنت تعرفي إني جاي منين يا ندي؟

نظرت له وتحدثت بإبتسامه جذابه معقوله يا سليم نسيت بالسرعة دي، مش إنت إللي قولت لنا إمبارح إنك هتخرج من شغلك على هنا!

هز رأسه بتذكر ثم نظر إلى ريم التي أرتمت داخل أحضانه، قبل وجنتها وتحدث بحنان وحشتيني.

إبتسمت له شقيقته ودثرت نفسها داخل أحضانه تحت نظرات ندي الغائرة وهي تتمني أن تصبح محلها وتستحوذ على سليم وحضنه ووسامته ورجولته وأيضا أمواله.

جاء والدة من الداخل مرحبا بسعادة ظهرت على وجهه وأنا أقول البيت منور ليه، أتاري الباشمهندس شرفنا وتفضل علينا بالزيارة.

تحدثت أمال بلهفه وسعادة لا زيارة أيه بقا، سليم خلاص ساب الأوتيل وهييجي يقعد معانا.

إقترب سليم من والدة ومد يدة بإحترام وأردف أزيك يا بابا، أخبار صحة حضرتك أيه؟

إبتسم والده وأجابه وهو يربت على كتفه بحنان الحمدلله يا باشمهندس، أنا بخير طول ما أنت وأختك بخير!

تحدثت أمال بسعادة يلا يا حبيبي على السفرة علشان تتغدا!

وأكملت بإهتمام أنا طبخت لك بنفسي كل الأصناف إللي إنت بتحبها!

تحدث بحنان وهي يتحرك بجانبها ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي!

إلتفوا جميعا حول سفرة الطعام المحملة بكل ما لذ وطاب من الأصناف المحببه لدي سليم.

جلست ندي بجانب سليم تحت إستغراب قاسم بإهتمامها المبالغ!

أمسكت الشوكة والسكين ومدت يدها وألتقطت قطعة لحم ووضعتها داخل صحن سليم بإهتمام وتحدثت بسعادة الإسكالوب إللي بتحبه يا سليم!

وأكملت تحت إستغراب سليم من أفعالها وأهتمامها المبالغ به علي فكرة يا سليم، أنا بعرف أعمل الإسكالوب كويس جدا، أكيد مامي هتعزمك قريب وساعتها هدوقه لك من إيدي،
وأكملت بتفاخر وثقه وبعدها أوعدك إنك مش هتعرف تستطعمه من إيد حد غيري!

تحدثت أمال بضيق من أفعال إبنة أخيها المستفزة كلي يا ندي وسيبي سليم ياكل براحته ويختار الصنف إللي يعجبه!

أجابتها بفرحه ما أنا بساعدة على إنه يختار يا عمتو!

أجابها سليم بنبرة حازمه وحديث ذات مغزي متشكر جدا لمساعدتك يا ندي، بس ملوش لزوم تتعبي نفسك لأني ما بحبش حد يختارلي حاجه ويوجهني ليها، أنا عارف أنا عاوز أيه كويس أوي ومنقيه بعيوني!

ثم أكمل بهدوء كي لا يحزنها وبعدين إنت ضيفتنا، يعني المفروض أنا إللي أعزم عليكي وأهتم بيكي مش العكس!

تحدث قاسم ملطفا الجو بعدما رأي حزن ندي بعيناها ضيفة أيه بس يا سليم، ندي دي صاحبة بيت زيها زي ريم بالظبط!

حدثت أمال حالها بغضب، ماذا تريدين من صغيري أيتها الخبيثه، أتيقن أن تلك الحية التي أنجبتك هي من تحركك كقطعة شطرنج بيدها اللعينه، لقد أخطأت بحساباتها حين ظنت أنها تستطيع أن تجعلني أرضخ وأجعل منك زوجة ل سليم الدمنهوري،
تلك الغبيه تظن أنني سأمنحها هذا الشرف، سليم لن يتزوج أقل من إبنة سفير أو وزير دولة على الأقل، وسترون جميعا أن تخطيطي لن ينهار أبدا
وأنني من سينتصر بالأخير!

نظرت ندي بسعادة إلى قاسم وتحدثت متلاشيه حديث سليم وأمال الجارح لها متشكرة يا عمو، أنا كمان بحب حضرتك جدا وبعتبرك زي بابا بالظبط.

هز لها رأسه بمجامله ثم حول بصرة إلى سليم وتحدث بنبرة جادة أخبار شغلك إللي إنت جاي علشانه أيه يا سليم؟

أجابه وهو يقطع الطعام من أمامه بالشوكة والسكين كله تمام يا بابا، الدنيا ماشيه كويس لحد دالوقت.

رد عليه والدة وتسائل كنت بتقول إنك هتحتاج تسافر دبي علشان تشوف شركة هناك؟

إنتظر لثواني حتى مضغ ما في فمه وأبتلعه وأجاب والده بإحترام إن شاء الله مش هحتاج أسافر، الشركة إللي أنا موجود فيها حاليا ممتازة ولو فيه نصيب هنمضي معاهم أخر الإسبوع!

نظرت أمال بغضب إلى قاسم وتنهدت بضيق لعلمها أن تلك الشركة هي الشركة المتواجدة بها فريدة، فقد أبلغها حسام بكل تحركات سليم وتواجدة معها بنفس المكتب، والتي أخبره بها شخصيه مجهوله داخل الشركة كانت تبلغه سابقا بكل أخبار فريدة مقابل مبلغ مالي شهري من أمال بحد ذاتها!

بعد أذان المغرب.

فاقت من غفوتها التي لم تتعدي الساعه لتفكيرها العميق في حديث سليم.

تحركت للخارج وتوضأت وشرعت في أداء فرضها وبعد إنتهائها من الصلاة تحركت للخارج، وجدت والدها يجلس في الشرفة يحتسي قدح من القهوة، ويستمع إلى غنوة أم كلثوم إنت عمري.

إتجهت إليه وجلست بجانبه وتحدثت بدعابه ووجه بشوش يا سيدي على الروقان، قهوة وأم كلثوم مرة واحدة يا عم فؤاد، أومال فين عايدة هانم علشان وصلة الروقان تكتمل!

نظر إليها بضحك وتحدث بدعابه قايمه من النوم مزاجك رايق أوي يا باشمهندسه.

ثم نظر لها وتسائل مش ناويه تقولي لي مشيتي عمك عزيز وركبتي مع هشام ليه؟

تنهدت وتحدثت بهدوء بصراحه يا بابا كان فيه مشكله حصلت بيني وبين هشام بخصوص الشغل وهو كان متضايق جدا، فقولت أجي معاه علشان يبقا فيه وقت نتكلم وأحاول أفهمه الموقف، والحمدلله ده حصل!

نظر لها والدها وأردف قائلا بتعقل هشام راجل أبن حلال وشاريكي يا فريدة، أوعي تخسريه يا بنتي بسبب الشغل أو غيرة!

أجابت والدها بنبرة جادة هشام فعلا راجل محترم وشاريني يا بابا، بس أنا مش هسمح له لا هو ولا غيرة إنه يوقفني ويمنعني من تحقيق أحلامي!

هز لها رأسه وتحدث بإبتسامة فخر هي دي فريدة بنتي وتربيتي اللي دايما مشرفاني، بس أنا كمان مش عاوزك تخسري هشام!

إبتسمت له وأردفت متقلقش يا بابا، أنا بعرف أتعامل مع هشام كويس وأقنعه باللي فيه مصلحتنا.

في المساء!

كانت تجلس فوق تختها وهي تعمل على جهاز الحاسوب الخاص بها، وشقيقتها تذاكر دروسها فوق مقعدها الخاص بالمكتب الموضوع داخل الغرفه.

رن هاتفها، رفعت رأسها وبدأت بتحسس عنقها وتدليكه بهدوء ثم أمسكت هاتفها ونظرت به رأت نقش أسم معذبها ومعذب روحها.

إرتعبت أوصالها ونظرت إلى نهله المنكبه بتركيز على كتبها غير مباليه برنين ذلك الهاتف بالمرة.

ضلت تنظر به بشرود وتيهه حتى إنقطع الإتصال، ثم عاود من جديد، ومن جديد إرتعب داخلها.

رفعت نهله عيناها من فوق كتابها وتحدثت بإستغراب مالك يا بنتي ماسكه الموبيل وباصه فيه ومتنحه كدة ليه، ماتردي!

تنهدت وأغمضت عيناها بتألم، وتجدد الإتصال من جديد للمرة الثالثه على التوالي
حين تساءلت نهله بذكاء ده سليم؟

هزت رأسها بإيجاب وأستسلام.

فتحدثت نهله وهي تتحرك ردي عليه وشوفيه عاوز أيه، شكلة مش هيستسلم غير لما تردي.

وأكملت وهي تتحرك للخارج أنا هطلع أقعد مع بابا وماما شويه علشان أديكي الفرصة تتكلمي براحتك.

وأكملت بتحذير بس ياريت يا فريدة ما تحنيش وتصدقي كلامه وتنسي إللي عمله فيكي زمان؟

قالت كلماتها وخرجت.

تنهدت فريده وضغطت زر الإجابة وأجابت بإقتضاب أفندم يا باشمهندس؟

تنهد براحه لسماعه أخيرا لصوتها العزب وأردف بدعابه طب ليه الدخله دي، إحنا مش قافلين وإحنا زي الفل مع بعض،
وأكمل بنبرة حنونه بتقلبي بسرعة ليه كدة على سليم يا قلب سليم.

كانت تستمع له وهي تجاهد حالها وصراعها الداخلي يمزقها، تحدثت بإستسلام عاوز أيه يا سليم؟

تنهد وتحدث بصوت حنون لرجل يذب عشق في الهوي عاوزك يا فريدة.

إبتلعت لعابها وتحدثت بحدة مدعية الغضب بصوت مرتبك خلي بالك من كلامك يا باشمهندس، أيه عاوزك دي كمان؟

ضحك برجوله لإرتباك صوتها وزلزلت داخلها وأجابها عاوزك يعني عاوزك، بيتهئ لي ملهاش غير معني واحد يا باشمهندسه.

وأكمل بهيام عاوز أتجوزك يا فريده، بحبك وبتحبيني والعشق مدوب قلوبنا، يبقي أيه اللي يمنع من إننا نتجوز وأخدك في حضني وأرتاح.

أجابته بقوة وغضب مصطنع الكلام ده تروح تضحك بيه على حد غيري، وبعدين أنا واحدة مخطوبه واللي حضرتك بتقوله ده حرام شرع وعيب وما يصحش،
وأكملت بتفسير هو حضرتك ما سمعتيش عن الحديث النبوي إللي بيقول ولا يخطب أحدكم على خطبة أخيه؟

أجابها بثقه وهدوء نفسي لا طبعا سمعته وعارفه وعارف معناه كويس جدا،
وأكمل مفسرا موقفه لكن كمان أعرف إن الست إللي تتجوز راجل وهي عارفه ومتأكدة إن قلبها مع غيرة وعمرها ما هتقدر تحبه وتقدم له قلبها يبقا حرام عليها، ويمكن كمان تأثم على ده.

واكمل ليسحق مشاعرها ويخيفها لتستفيق على حالها وأعرف كمان كم الخيانه والغدر والحرمانيه اللي بتسقط على الست لما جوزها يكون واخدها في حضنه وهي بتفكر في غيرة وغصب عن إرادتها بتتخيل حبيبها مكانه!

وأكمل مفسرا وده هيبقي حالك معاه لو أستمريتي في عنادك وكملتي!

صاحت بدموع وتوسل حرام عليك يا سليم، إنت عاوز مني أيه، متسيبني في حالي بقا!

أجابها بصوت حنون مش هسيبك لإن ببساطه هبقي بحكم على قلبي بالإعدام، وأنا في حب ذاتي أناني أوي يا فريدة!

أجابته بنبرة صوت متوسله أرجوك يا سليم إبعد وسيبني أكمل في حياتي اللي بدأت أأسسها، إنت كدة بتحولني لواحدة خاينه وهشام ميستاهلش إني أعمل فيه كده!

أجابها بإقناع تعرفي أيه هي الخيانه إللي بجد يا فريدة، إنك تفضلي معاه وقلبك وروحك ووجدانك مع غيرة،
وأكمل بتأكيد إنت كدة بتقتلي رجولته وتدمريه، وهو فعلا ما يستاهلش منك كدة، لو فعلا غالي عليكي وتتمني له الخير سبيه يا فريدة!

تنهدت بدموع وأجابته إسكت يا سليم، إنت أصلك متعرفش أنا أبقا أيه بالنسبه ل هشام!

تحكم بحالة إلى أبعد الحدود بعد كلماتها التي جعلت الدماء تغلي بعروقه من شدة غيرته وأجابها بهدوء هينساكي يا حبيبي، مع الوقت هينساكي صدقيني،
وأكمل حديثه ليطمئنها وأكيد ربنا هيعوضه بحد كويس يحبه ويعيش معاه اللي جاي من عمره.

وأسترسل حديثه بواقعيه لو سبتيه هتحيي قلبك وقلبي ويمكن كمان قلبه لما يلاقي حد يحبه بجد.

وأكمل بألم يملئء صوته لكن لو كملتي معاه تبقي بتحكمي على قلوبنا إحنا التلاته بالموت البطىء!

كادت أنا ترد أوقفها هو بعقلانيه فكري كويس قبل ماتردي، خدي وقتك وفكري وأبقي بلغيني بقرارك إللي هستناه على نار!

وتنهد براحه وصمتا كلاهما برهه من الوقت
ثم أكمل ليخرجها من حالتها تلك أسامه أخبارة أيه، أكيد دالوقت كبر وبقي راجل؟

إبتسمت وأجابته براحه في محاوله منها بتناسي ما حدث منذ قليل في ثانويه عامه السنه دي ومطلع عنينا كلنا!

أجابها بفخر إن شاء الله هيطلع من الأوائل ويبقا زي فريده، أشطر واحد في مجالة!

إبتسمت وتحدث هو بصوت حنون إنت وحشتيني أوي يا فريدة، وحشتني نظرة عيونك ليا لما كنت بتبقي راضيه عني، وحشتني نبرة صوتك وحنيته وإحنا بنتكلم مع بعض في لحظات صفائنا وعشقنا!

أغمضت عيناها وأرتعش جسدها بالكامل لمجرد تذكرها ماضيها الحالم معه.

وأكمل هو بحنين لماضيه فاكرة يا فريدة، فاكرة لما كنت بتقفي تحت المطر في ساحة الكلية وفاتحه درعاتك وباصه للسما والمطر نازل على وشك يحضنه وإنتي في قمة سعادتك،
وأكمل بحنين كنت ببقا نفسي أجري عليكي وأحضنك وأشيلك وألف بيكي والمطر ينزل على أرواحنا وقلوبنا يغسلها!

أجابته بحنين لماضي جميل مضي ولم يبقا له من الأثر وجود كانت أيام حلوة أوي يا سليم، ياريتها دامت.

وأكملت بصوت متألم مختنق بالعبرات إنت ليه عملت فيا كدة يا سليم؟
ليه كسرت وعدك ليا وأتخليت عن قلبي؟
ليه وجعت روحي وجرحتها، ليه يا سليم، ليه؟

تنهد بألم وتأوه بصوت مسموع وأردف قائلا بهمس علشان غبي يا حبيبي.

لما سيبتك ومشيت كان بيتهيئ لي إني هرتاح وأقدر أعيش حياتي في سعادة وأنا شايف أحلامي بتتحقق قدام عنيا.

وأكمل بحزن ورعشة ندم سكنت صوته أتاريني كنت بتخلي عن روحي وأودع بسمة حياتي للأبد!
وأتاريك كنت أقصي أحلامي يا فريدة!

ودي الحقيقه اللي للأسف كنت غافل عنها وفهمتها بس بعد فوات الأوان.

وأسترسل حديثه بألم أنا من يوم فراقنا والفرحه نسيتني والهم سكن قلبي وكياني يا فريدة
ما رجعتش أتنفس وأعيش غير لما لقيتك من جديد، ما بحسش بقلبي ونبضه غير وإنت جنبي وشايفك قدام عيوني!

شهقت بدمعه شقت صدرها وصدره وتحدثت بعتاب بس إنت سبتني خمس سنين من غير حتى ما تسأل عليا، لو فعلا حبتني زي ما بتقول، ليه مجتش تقولي وترجعني ليك من جديد؟

كنت مستني الصدفه اللي تجمعنا يا سليم؟

وأكملت بأسي للأسف مش قادرة أصدق كلامك عن وجعك في بعدي ولا أقتنع بيه!

أجابها بحماس ومين قال لك إني مدورتش عليك؟
أنا خليت حسام يدور عليكي ولما قالي إنه ملاقكيش مستسلمتش، خليته يكلف شركة أمن تبحث لي عنك وأتواصلت معاها بنفسي،
وأكمل بصوت يملئه الغل لكن الحقير كان متفق معاهم على إنهم يبلغوني إنهم معرفوش يوصلو لك،
ومع ذلك مستسلمتش والمفروض إن أجازتي دي كانت شهر واحد، مديتها وكنت جاي ومش ناوي أرجع ألمانيا غير وإنت معايا!

إبتسمت بمرارة وتحدثت بدموع راجع لي بعد خمس سنين تدور عليا، وأيه بقا اللي كان مخليك واثق إنك هترجع تلاقيني مش متجوزة مثلا؟

قلبي يا فريدة، قالها بقلب عاشق واثق.

وأكمل بيقين قلبي كان دايما دليلي، ويقيني بربنا ودعائي ليه إنه يحفظك ليا وأقدر أستردك كان دايما مطمن قلبي!

وأكمل بصدق والله العظيم حاولت كتير إني أخد أجازة علشان أنزل أدور عليك بنفسي، لكن للأسف في كل مرة توفيق ربنا مكنش بيحالفني.

وأكمل بمرارة بعدما تيقن أن كل ما كان يحدث ليس إلا تخطيط من والدته وحسام مرة أمي تتعب وتخليني ألغي السفر بعد ما أحجز، وتجيلي ألمانيا علشان أعمل لها فحصات عندي، ومرة أهلي يجولي زيارة ويقضوا الأجازة معايا بعد ما أكون أخدتها بالفعل،
ومرة الشغل يبقي محتاج لي جدا ومقدرش أخد أجازة،
وأكمل مفسرا الشغل برة صعب أوي يا فريدة، والشركه اللي أنا فيها حازمه جدا وصعب تاخدي أجازة طويله وتسيبي مكانك.

أنا علشان أخد الأجازة الطويله دي خيرتهم مابين شغلي معاهم، وبين الأجازة اللي هرجع أدور فيها عليكي، ولولا إني أثبت جدارتي عندهم مكنوش وافقوا.

وأكمل بألم شق صدرة أنا عشت عمري كله متعذب بسبب بعدك عن حضني، عمرك في يوم مغيبتي عن بالي لحظه واحده، كنت عايشه معايا يومي، كنتي معايا في ليلي ونهاري حتى أحلامي لما سكنتيها، أنا تعبت بجد ودوقت المر في بعدك يا فريدة.

وأكمل بحماس علشان كدة لازم تفركشي خطوبتك بأسرع وقت علشان نكون مع بعض.

وأردف بجديه ونبرة حماسية هتجوزك وأخدك ونروح نعيش في ألمانيا بعيد عن كل الناس،
وأكمل بصوت عاشق هنعيش حياتنا من غير ضغوط من أي حد من اللي حوالينا، هعيشك وهعيش معاكي أجمل سنين عمرنا، هنعوض حبنا وعمرنا إللي سرقهم الزمن مننا يا فريدة.

وأكمل بوعد عاشق هدوقك غرام وعشق سليم الدمنهوري على أصولة، غرام سليم اللي حرمتيه بجبروتك على كل ستات الدنيا بعدك.

إبتلعت لعابها من شدة تأثير صوته الحنون وكلماته عليها، كانت تستمع إليه مغمضة العينان طالقه العنان لروحها السارحه في دنياه،!

ولكنها وبلحظه وعت على حالها وأستفاقت وتذكرت هشام وتذكرت أيضا أن ما تفعله الأن ما هو إلا خيانه، وخيانه بشعه وغير مقبوله لرجل لا يوجد لديه ذنب سوي أنه عشقها وأصبح رجلا معها، وأتي إلى والدها وطلبها حسبما شرع الله والعرف أيضا!

إنتفض داخلها بألم وتحدثت بصوت باكي أسكت يا سليم من فضلك، إسكت، إللي بيحصل ده كله حرام وغلط وخيانه، أرجوك تقفل ومتكلمنيش تاني علشان أنا عمري ما هسمح لنفسي وأحطها في خانة الخيانه!

حدثها بحدة ورفض لحديثها فوقي يا فريدة ومتدمريش حبنا وحياتنا بغبائك، كفايه غبائي زمان واللي حصل لنا من وراه، مش هتيجي إنتي دالوقت وتكملي واصلة الغباء وتعيديها من جديد؟

نطقت بحده ودموع من فضلك أسكت مش عاوزة أسمعك، وياريت ما تتصلش بيا تاني لأني من إنهاردة مش هرد على تليفوناتك!

فاهم يا سليم، مش هرد على تليفوناتك ولا هسمع لك تاني!
وأكملت بدموع وقلب يتمزق من شدة الألم إنساني يا سليم، إنساني وعيش حياتك زي ما أنا هحاول أنساك!

وأغلقت هاتفها بوجهه دون أن تعطيه حق الرد وهي ترتعب وجسدها ينتفض من شدة خوفها من الله ومن فكرة أنها وبذلك التصرف أصبحت خائنة.

إرتمت بإهمال فوق تختها وأجهشت ببكاء مرير يدمي القلوب.

وبدأت تستغفر ربها وتؤنب حالها على سماح وتهاون ضميرها بتلك البساطه لخيانة هشام الذي لا يستحق منها ذلك أبدا.

حدثت حالها وهي تخفي وجهها بيديها خجلا من خالقها، ساعدني يا الله، ساعدني وأغفرلي ذنبي وأرحمني، أعفو عني خالقي، إنتزع عشقه من داخل صدري وضع عشق ذلك المسكين بديلا عنه، سامحني على تمادي مشاعري معه إلى هذا الحد.

ربي إني ظلمت نفسي فإن لم تغفر لي وترحمني لأكونن من الخاسرين!

إنتهي البارت.

هل ستفي فريدة بوعدها الذي قطعته على حالها بألا تستقبل مكالمات من سليم بعد الأن؟

أم أن لقيود العشق على قلوبنا المغرمة سلطة وسلطان؟

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

صباح اليوم التالي
دلفت إلى الشركة وجدت علي غلاب بوجهها ألقت عليه السلام ثم سألته بإهتمام أخبار إبنك أيه يا باشمهندس؟

أجابها بإبتسامه بشوشه وحديث ذات مغزي سليم، إسمه سليم يا فريدة، والحمدلله بقا أحسن كتير!

نظرت له بإقتضاب وأجابته ربنا يحفظه ويبارك لك فيه!

صعدت معه ودلفا معا إلى مكتب سليم وألقت هي السلام بنبرة جادة بعدما قررت بحزم التعامل معه بجديه وفي حدود العمل فقط، وذلك إبتغاء لمرضاة الله الكريم، ثم إكرام لهشام!

رد عليها السلام بجمود.

ثم وجه حديثه إليها بنبرة جادة وهو مازال ناظرا إلى أوراقه دون تكليف حاله عناء النظر لوجهها تقدري تتفضلي على مكتبك يا باشمهندسه، مش محتاجين لك هنا إنهاردة!

تسمرت بوقفتها لتستوعب تلك المعاملة السيئه التي ولأول مرة تتلقاها منه، نظرت إليه بشرود.

هدر هو بصوت حاد موجه حديثه إلى علي بنبرة صارمه إتفضل أقعد يا باشمهندس مش فاضيين للوقفه دي، ورانا شغل مهم محتاج يخلص!

نظرت له بحزن على عدم تقديره لها وحديثه معها بتلك الطريقه المهينه، ثم حولت بصرها إلى علي الذي وبدوره سحب بصره عنها لعدم إحراجها أكثر!

تحركت بإحراج وخطوات مهزوزة خارج المكتب وأغلقت خلفها الباب!

نظر علي إليه بإستغراب وأردف قائلا بتساؤل ونبرة ملامه فيه أيه يا سليم، أيه إللي حصل لقلبتك السودا دي؟

تحدث وهو ينظر إلى أوراقه بعمليه أقعد يا علي خلينا نشوف شغلنا!

قاطعه علي بتساؤل فيه أيه يا سليم، مالك قالب وشك علينا كدة ليه على الصبح، وبعدين إزاي تعامل فريدة بالطريقه المحرجه دي، البنت خارجه دموعها في عنيها يا سليم!

رمي بقلمه وزفر بضيق وأرجع رأسه إلى الخلف ساندا إياها بظهر المقعد وأردف قائلا بنبرة غاضبه هي اللي حضرت عفاريتي يا علي، خليها تستحمل بقا.

نظر له مضيقا عيناه وتسائل بدعابه دي شكلها وجعتك أوي يا هندسه؟

إبتسم بتسلي وأجابه الشاطر هو إللي يضحك في الأخر يا علي، وأنا إللي هضحك كالعادة!

تنهد على وجلس بالمقعد المقابل للمكتب وتحدث بأسي ونبرة جادة سيبها في حالها يا سليم، خطيبها بيحبها وهي مش هتسيبه!

أجابه بحده مش مهم مين اللي بيحبها يا بيه، المهم هنا هي بتحب مين!

تنهد على وأردف بتشكيك وإنت أيه اللي مخليك واثق ومتأكد من إنها لسه بتحبك، مش يمكن قلبها أتغير في الكام سنه إللي بعدتم فيهم عن بعض و حبته؟

أردف قائلا بغرور وثقة رجل عاشق طب بذمتك اللي تحب سليم الدمنهوري تعرف تشوف بعيونها راجل غيرة ولا حتى تقدر تخرجه من قلبها؟

صفق علي بيداه وأردف قائلا بدعابه يا سلم يا جامد، أيوا بقا، بس بردوا مش فاهم البنت عملت لك أيه وجعك أوي كدة وحضر عفاريتك زي ما بتقول!

تحدث من بين أسنانه بغضب غبية وعنيدة ومبتسمعش الكلام، قال أيه هشام بيحبها وميستاهلش إنها تسيبه وتجرحه.

تسائل علي أنا شكلي فاتني كتير ولا أيه، هو أنت عرضت عليها تسيبه؟

تنهد بضيق وأجابه أه يا علي، بس طبعا مطلبتش ده منها غير لما إتأكدت مليون في المية إنها لسه بتعشقني!

نظر له على بإستغرب وأردف قائلا طب ولما هي لسه بتحبك رفضت ليه تسيب خطيبها؟

زفر بضيق وتحدث بتألم مش بقول لك غبية!

حزن على لأجل حزن صديقه الظاهر بعيناه وأيضا لأجل فريدة.

تحدث سليم بجديه محاولا تناسي الأمر علي، أبعتلي ملف على الإيميل بتاعي
تحرك على وأمسك جهاز الحاسوب الخاص به وجلس وبدأ بتفحصه وأخراج الملف ليبعثه إلى سليم وأندمجا سريعا في عملهما كالعادة!

أما عند فريدة
كانت تجلس بمكتبها شاردة بقلب حزين لأجل معاملة سليم لها، نعم هي من طلبت منه الإبتعاد ونعم هي من طلبت منه عدم تقربه منها بأي شكل من الأشكال، ولكن ليس بتلك الطريقه وتلك المعاملة السيئة.

نفضت رأسها من تلك الأفكار وهذا الحزن الذي سكن روحها منذ مجيئة إلى الشركة ودلوفه لحياتها من جديد، وحمدت الله أنه إبتعد وأنتهي الأمر، أو هكذا هي توهمت.

أخذت شهيقا بقوة وأخرجته علها تهدئ من حالها، أمسكت جهاز الحاسوب الخاص بها وبدأت بإدارة أعمالها المطلوبه منها كي تنجز أعمالها لتثبت له ولغيرة أنها قادرة على النجاح والإستمراريه في هذا المجال الصعب.

داخل حديقة منزل حسن نور الدين.

كانت سميحة تجلس بصحبة شقيقتها غادة التي أتت لإصطحاب سميحه للذهاب معا لزيارة شقيقتهما الثالثة مني التي أتت أمس من دبي هي وزوجها وأبنائها ليستقروا بوطنهم الحبيب.

تحدثت غادة بإستعجال ما تقومي يا أبله تغيري هدومك، كدة هنتأخر على مني، وبصراحه بقا هي وحشاني جدا وهتجنن وأشوفها!

إبتسمت سميحه وأجابتها بوجه بشوش والله وحشتني أنا كمان ياغادة، بس أصبري شويه نشرب القهوة وهقوم بعدها أغير هدومي على طول، وبعدين يكونوا حتى صحيوا من النوم، ماتنسيش إنهم وصلوا من المطار متأخر وأكيد كانوا راجعين تعبانين وناموا،
وأكملت بتفسير ده هادي وحازم مجوش غير بعد أذان الفجر يا حبايبي، على ما وصلوهم وطلعوا معاهم الشنط لفوق!

تحدثت غادة أه مأنا كلمتها على فون حازم لما وصلوا، كانت مبسوطه جدا علشان نظفنالها الشقه!

وأكملت بتساؤل عرفتي إن لبني فركشت خطوبتها؟

تنهدت سميحة وأردفت بأسي أه عرفت، مني قالت لي من كام يوم لما كانت بتبلغني بميعاد وصولهم.

وأكملت بضيق أنا مش فاهمه البنت دي عاوزة أيه، دي تاني خطوبة تفركشها، الأول الشاب الإماراتي اللي أتخطبت له من تلات سنين أول ما سافرت مع مامتها علشان يعيشوا مع كمال في دبي، وده كدة تاني واحد،
مع إن مني كانت بتشكر فيه جدا وأهو على الأقل كان مصري وهيقدر يفهم تفكيرها كويس، لكن نقول أيه في دماغها اللي زي الحجر.

ردت عليها غادة بحرص وترقب أقول لك ولا تزعليش يا أبله، لبني لسه بتحب هشام ومش عارفه تنساه، وهو ده سبب توهت مشاعرها.

أجابتها بوجة مكشعر يكسوه ملامح الضيق والأسي وكان لازمته أيه من الأول يا غادة، مش هي إللي سابته وسافرت دبي؟

وأكملت بتذكر مع أنه وقتها خيرها ما بينه وبين سفرها، وهي أختارت سفرها وقالت له إحنا أصلا زي الأخوات ومننفعش لبعض،
وأكملت بحده جايه تظهر دالوقت بعد ما أبني لقي بنت الحلال إللي تستاهله بجد وحبها وبقت هي كل حياته؟
جايه تخرب على أبني حياته يا غادة؟

تنهدت غادة وأردفت بحزن إهدي يا أبله وريحي نفسك، هي راجعه وعارفه كل الكلام دة كويس، هي بنفسها قالت لي إن هشام مكلمهاش من وقت ما سافرت من أربع سنين ولا مرة، وقالت لي إنها عارفه إنه بيحب خطيبته ومعندهاش أي أمل إنه ممكن حتى يكون لسه فاكر أي حاجه من إللي كانت بينهم زمان!

تنهدت سميحة بإرتياح ظهر على وجهها وتحدثت ياريت فعلا تبقا قد كلامها!

ثم نظرت لها بتذكر وأردفت بفضول إلا قولي لي يا غادة، هي رانيا لما جت لك مع حازم يوم ما كنتي عازمه هشام وفريدة، قعدت مع فريدة وأتكلموا لوحدهم؟

ضيقت غادة عيناها لتسترجع ذلك اليوم ثم أردفت بتذكر أه فعلا وقفوا مع بعض شوية في البلكونه، فريدة كانت واقفه مع هشام ورانيا راحت لهم وطلبت من هشام يسبهم لوحدهم علشان كانت حابه تتكلم معاها شويه.

وتساءلت بفضول حضرتك بتسألي السؤال ده ليه يا أبله، هو فيه حاجه حصلت؟

هزت سميحة رأسها بأسي وبدأت تقص لها ما أستمعته من رانيا ومادار بينها هي وفريدة،
وبعد مدة تحدثت غادة بإحراج متزعليش مني يا أبله، بس أنا مش مصدقه كلام رانيا ولا برتاح لها أصلا، فريدة حد كويس جدا وأذكي من إنها تتكلم في موضوع زي ده، أو تحط نفسها في موقف بايخ يعرضها قدامنا للإحراج والإنتقاد!

هزت سميحة رأسها بيأس وأردفت وأنا هزعل منك ليه يا غادة، أنا نفسي عارفه إن ضميرها مش سالك لا ل هشام ولا لخطيبته، أنا متأكدة إنها سمعتني في التليفون وأنا بكلمك وعرفت إن هشام وفريدة رايحين عندك، ومتأكده كمان إنها راحت مخصوص علشان تفتري بالكلام ده على البنت وتخليني أتضايق وأخد منها موقف،.

وأكملت بإستسلام بس أعمل أيه، مقدرش أتكلم علشان هشام لو عرف مش هيسكت وهيبهدل الدنيا علشان فريدة، وكدة أبقا بخلي ولادي يعادوا بعض علشان الحريم!

وققت قائلة بإستسلام أنا هدخل أغير هدومي علشان نروح ل مني
وتحركت للداخل تحت أنظار شقيقتها الحزينه لأجلها.

تحرك هشام إلى مكتب فريدة بعدما علم من عامل البوفيه أنها بداخل مكتبها اليوم.

دلف للداخل وتحدث بإبتسامة بشوشه صباح الفل يا قلبي
إبتسمت له وهي ترفع له وجهها وتخلع عنها نظارتها الطبيه صباح النور، ده أيه الروقان إللي على الصبح ده يا إتش؟

ضحك لها وتحدث بسعادة وما أبقاش رايق ليه وأنا شايف حبيبتي أخيرا رجعت مكتبها ونورته من جديد، ثم نظر لها بتساؤل طمني قلبي وقولي لي إنك خلصتي الشغل المطلوب منك مع الرخم اللي إسمه سليم ده؟

هزت كتفيها بعدم معرفه وأجابت لسه فاضل له تلات أيام في الشركة ودول أخر إتفاقه مع مستر فايز، وإن شاء الله بعدها يعلن موافقته ويتم دمج الشركتين مع بعض،
وأكملت بحديث ذات مغزي و وقتها كلنا هنرتاح يا هشام!
إستمعا إلى خبطات فوق الباب، تحدثت فريدة بنبرة جادة أدخل.

فتح الباب ودلفت منه نورهان وتحدثت بإبتسامة يظهر إني مش الوحيدة إللي وحشني وجودك في مكتبك يا فيري.

ضحك هشام وتحدث بصوت حنون حبايب فريدة اللي وحشهم وجودها كتير يا باشمهندسه!

أجابته بثقه وإطراء طبعا يا أستاذي العزيز، بس الأكيد إن كل حبايبها في مكانه وإنت لوحدك في مكانه تانيه خالص يا هشام، ده أنت إللي في القلب يا إتش،
وحولت بصرها إلى فريدة وتساءلت ولا أيه يا فيري؟

أبتسمت لها بهدوء وأجابتها بنبرة تأكيد أكيد طبعا يا نور!

ضحك برجوله وأنتعش داخله من إطراء نورهان عن عشق فريده لشخصه وما أسعدة أكثر هو تأكيد فريدة على حديثها بعيونها الساحرة التي يعشق النظر إليها!

تحدث بإبتسامة شكر ونظرة إحترام متشكر يا نور!

أجابته بهدوء وهي توميء له برأسها بتشكرني على أيه بس يا هشام، دي شهادة حق!

ثم نظرت إلى فريدة وأردفت بتساؤل فاضيه أتكلم معاكي شويه؟

أجابتها بمجاملة ولو مش فاضيه أفضي لك مخصوص!

وقف هشام وأستأذن وأنسحب من المكان بهدوء ليترك لهما المجال للحديث
جلست نور ووجهت فريده إليها الحديث بنوتك عامله أيه؟

إبتسمت نورهان وتحدثت بسعادة مطلعه عيني وعين ماما معايا، ماما بالنهار وأنا وأشرف بالليل!

إبتسمت فريدة وتحدثت ربنا يبارك لك فيها يا نور!

إبتسمت لها وتحدثت عقبالك يا فيري، مع إني بصراحه بحسدك على الوضع إللي إنت فيه، ولازم أعترف إنك طلعتي أذكي واحده فينا لما أجلتي جوازك لحد ما تظبطي حالتك الماديه إنتي وهشام،
وأكملت عندك أنا مثلا، قاعده مع حماتي في شقتها وبقا كل حلمي إني أشتري شقه أستقل فيها بعيد عن سيطرة حماتي وتحكماتها اللي تخنق!

أجابتها فريدة بهدوء إن شاء الله ربنا هيصلح لك الحال وتعملي كل اللي نفسك فيه بالصبر!

إبتسمت لها ثم تنهدت متسائله بنبرة جادة خلصتي شغلك مع سليم؟

هزت رأسها بنفي وأردفت قائلة لسه!
أردفت بإستغراب مضيقة العينان طب رجعتي مكتبك ليه؟

أجابتها وهي تبتلع غصة بحلقها عندما تذكرت حديثه المهين وهو يطلب منها الخروج من مكتبه قال إنه مش محتاج مني حاجه إنهاردة
، سبته هو والباشمهندس علي بيراجعوا شويه ملفات مهمه كنت بعتها ليهم قبل كدة على الإيميل!

تنهدت نورهان بأسي قائله بخبث بصراحه يا فريدة أنا خايفه عليكي جدا من سليم!

نظرت لها بإستغراب متسائله عليا أنا؟
طب وأنا مالي ومال سليم يا نور؟

أجابتها بإصرار وتخابث لو خبيتي إللي في قلبك عن الدنيا كلها مش هتقدري تخبيه عني يا فريدة، إحنا أصحاب وعشرة عمر، يمكن تكون الدنيا بعدتنا شويه بحكم جوازي وإنشغالي ببيتي وبنتي، بس لسه بعرف أقري إللي في عيونك كويس أوي.

وأكملت بضغط على ضميرها خلي بالك على هشام يا فريدة، هشام بيحبك وأكتر واحد في الدنيا دي يستاهلك،
وأكملت بضغط على مشاعرها قاصدة وسليم لو كان بيحبك وعاوزك بجد مكنش غدر بيكي وسابك وسافر في أكتر وقت كنت محتاجةله فيه، اللي بيحب بجد ما بيقدرش يبعد السنين دي كلها عن حبيبه،.

واكملت بضغط أكثر كل الحكايه إنك إحلويتي في عينه لما رجع لقاكي ناجحه في شغلك ومخطوبه لراجل محترم وتخطيتي تجربته وبتكوني حياة جديدة، للأسف فيه ناس كدة، ما بيحلاش في عنيهم غير الست إللي في إيد غيرهم!

تألم داخلها من حديث نورهان القاسي الذي نزل على قلبها وأشعل غضبه، وجدد ألمه وغضبه من سليم من جديد!

تحدثت بنبرة جادة خبأت خلفها خيبات قلبها ملوش لزوم كلامك ده يا نور، لأن ببساطه مفيش حاجه من إللي بتفكري فيها دي صحيحه، سليم كان مجرد مرحله في حياتي وعدت وأنا تجاوزتها من زمان، بدليل حياتي اللي ببنيها مع هشام واللي مستحيل هسمح لأي حد مهما كان أنه يهدها أو حتى يحاول يزعزعها.

أجابتها نورهان بإبتسامة نصر وأرتياح أيوا كده طمنتيني، وياريت متزعليش من كلامي يا فريدة، أنتي صاحبتي وكنت حابه أطمن عليكي!

أجابتها بثبات وهدوء عكس ما يدور بداخلها أطمني يا نور، أنا فريدة فؤاد، ولا نسيتي زمان لما كنتي بتقولي لي إني ميتخافش عليا علشان بفكر وبحسب كل حاجه بعقلي أكتر من قلبي!

إبتسمت نورهان وأردفت بتخابث وهي تقف وتتحرك إستعدادا للخروج أكيد منسيتش يا فريدة، بس حبيت أأكد عليكي لأني مش واثقه في سليم الدمنهوري وعارفه سهوكته وذكائة لما يكون عاوز يوصل لواحدة عاصيه عليه!

المهم إني إطمنت، أسيبك بقا تشوفي شغلك!

هزت لها فريدة بإيماء وأبتسامة مجامله تحولت لضيق وزفير بعد خروجها مباشرة
حدثت حالها، يالك من لئيمة خبيثه، دائما ما تضعين لي السم داخل كلماتك اللازعه لتعكري صفوي ومراقي، حقا ما كان ينقصني سواك
فليسامحك الله على نزع يومي وتحويله للأسوء!

بعد قليل توجهت إلى الكافيتريا وشاركت هشام الطاوله وبدأ بتناول الطعام والشراب معا
جلست تترقب وصوله عبر مدخل الكافيتريا رغما عنها، فالقلب له أحكام وليس لنا عليه بسلطان.

وجدت فايز يقترب عليها ثم جلس بصحبتها هي وهشام وتحدث مستفهما سليم الدمنهوري خلاكي ترجعي مكتبك ليه إنهاردة؟

هزت رأسها بلامبالاه مصطنعه وأجابته بنبرة جادة معنديش معلومه محددة، بس تقريبا كده بيخلصوا شغل خاص بشركتهم هو والباشمهندس علي، ذائد إنه كمان بعتلي على الميل وطلب ملف معين بعتهوله على حسابه!

وأكملت بذكاء تقريبا كدة بيستعد لإعلان قرارة الأخير!

إنفرجت أسارير فايز وتحدث أدعوا معايا يا ولاد إن شركتنا يكون لها الأولوية عند سليم وتفوز بإتفاقية الشراكة دي!

ثم حول بصره إلى هشام المكشعر الوجه وتحدث ساخرا إفرد بوزك شويه يا إتش خلي ربنا يفرجها علينا، وياريت متتعبش نفسك وتدعي، بدل الدعوة ما تتقلب ونتسخط كلنا من تأثير لوية بوزك دي.

إبتسم هشام بمجامله وأردف بدعابه كده كويس يا أفندم ولا أفرده أكتر؟

إبتسمت فريدة على دعابة هشام وأكمل فايز ساخرا وكمان ليك نفس تهزر يا سي هشام،
وأكمل بوعيد مصطنع عارف يا هشام لو الراجل إتضايق من كلامك الرخم ليه وهجومك على مكتبه إمبارح أنا هعمل فيك أيه؟

وأردف مهددا له بدعابه وحياة أمي الغاليه ما هتشوف مليم واحد من نصيبك في أرباح الشركة أخر السنه!

أردفت فريدة بإستهجان وأعتراض بس كدة حضرتك هتكون بتعاقبني أنا مش هو، لإن ببساطه لو ده حصل أنا إللي هتدبس في تسديد قسط العفش السنه الجايه كلها!

رد عليها بمداعبه وماله يا ماما، أهو على الأقل تكوني كفرتي إنت كمان عن غلطتك في سوء إختيارك للشريك.

إقشعر وجه هشام بإصطناع وتحدث متسائلا ده رأيك فيا بردوا يا باشمهندس، أومال أيه بقا حكاية أخويا الصغير اللي في كل مناسبه تسمعهالي دي؟

وقف وهو يأفأف والله شكلكم إنتوا الإتنين هتودوني في داهيه من عمايلكم، أما أروح أشوف سيادة المغرور إللي حابس لي نفسه في مكتبه هو وصاحبه وعامل لي فيها سيادة المهم!

تحدثت فريدة على إستحياء باشمهندس فايز، هو أنا ممكن بعد إذن حضرتك، أستأذن بكرة ساعتين بدري عن ميعاد خروجي، أصل عندنا ضيوف وضروري أروح بدري علشان أساعد ماما في تجهيز السفرة والبيت!

نظر لها يتفحصها بإشمئزاز مصطنع وتحدث ساخرا أنا عارف إن أنا في الفترة الأخيرة زعلت أمي مني كتير، بس مش لدرجة إني ربنا يبتليني بيكي إنت وخطيبك مع بعض؟

إبتسمت وسألته بسماجه طب أيه؟

أجابها بإبتسامه طب أه يا أستاذه، بس ده طبعا لو مكنش سليم الدمنهوي محتاج لك في شغل ضروري.

إشتعل داخل هشام، حين أجابته هي بهدوء إن شاء الله مش هيكون فيه شغل محتاج لي فيه تاني يا أفندم
أجابها بهدوء ربنا يسهل يا فريدة.

وصلت غادة بصحبة سميحه إلى شقة شقيقتهما مني، التي عادت إلى أرض الوطن هي وأسرتها بعد غياب دام أكثر من أربع سنوات.

وبعد السلامات والأحضان والقبلات جلسا بصحبة شقيقتهما وزوجها وإبنتها لبني وشقيقها ماجد
تحدثت لبني إلى سميحه بإبتسامة سعيدة ونبرة رقيقه وحشتيني أوي يا خالتو، أخبار عمو حسن أيه؟

إبتسمت لها وأجابتها بحب، فهي رغم ما حدث تظل إبنة شقيقتها الغاليه الحمدلله يا لبني، يومين كدة لما ترتاحوا من تعب السفر تبقوا تيجوا تقضوا يوم معانا علشان تاكلي المحشي والرقاق اللي بتحبيهم من إيد خالتو سميحه.

وأكملت بتساؤل ولا خلاص ما بقتيش بتحبي الرقاق من أيد خالتك؟

تهللت أساريرها وأنتفض داخلها لمجرد تخيلها أنها ستراه من جديد وتقف أمامه، تنظر داخل عيناه وتذوب يدها داخل راحت يده وهي تتلمسها بوله.

تحدث ماجد بإبتسامه وحنين مش بس المحشي بتاع حضرتك إللي وحشنا يا خالتو، كل حاجه في مصر وحشتنا أوي وكإننا بعيد عنها لينا عشرات السنين، مش مجرد أربع سنين!

إبتسمت له وتحدثت غادة أديكم رجعتم وإن شاء الله تعوضوا كل اللي فاتكم!

نظرت لها مني وتحدثت عقبال ما خالد يرجع هو كمان ويستقر بقا علشانك وعلشان أولادكم.

إبتسمت لها غادة وأردفت بتمني يارب يا مني، يسمع منك ربنا.

أردف كمال بنبرة يملئها الحنين والحزن معا بكرة شوقه لبلدة ولناسه يرجعه غصب عنه، أنا قضيت نص عمري في الغربه وفي الأخر الشوق رجعني، بس يا خسارة، رجعت بعد ما الغربه سرقت من عمري أحلي سنينه.

هزت سميحه رأسها وحدثته محدش بياخد كل حاجه يا كمال، وعزائك إنك عملت مستقبل حلو لأولادك.

أجابها بنبرة نادمه المستقبل بإيد ربنا سبحانه وتعالي يا سميحه، صدقيني لو رجع بيا الزمن تاني عمري ما هختار غربتي بإيدي أبدا، ده كفايه أمي اللي أتوفت وأنا مش جنبها.

نظر ماجد إلى خالته سميحه وأردف قائلا كي يخرج والده من حالة الحزن تلك التي أصابته هشام أخبارة أيه يا خالتو، وحشني أوي ونفسي أشوفه وأقعد معاه زي زمان!

إنتفض صدر لبني بشدة على ذكر إسم حبيبها الوحيد
حين إبتسمت سميحه وأردفت قائلة هشام زي الفل يا حبيبي، الشركه اللي شغال فيها كل يوم إسمها بيعلي أكتر والحمدلله أمورة بقت كويسه جدا، وإن شاء الله هيتجوز بعد 6 شهور.

إنقبض صدر لبني حينما إستمعت موعد زفاف معشوق عيناها الوحيد على أخري.

أجابتها مني بأسي ظهر بصوتها بعدما رأت حزن إبنتها وألمها الذي ظهر بعيناها هشام إبن حلال ويستاهل كل خير، ربنا يتمم له على خير يا سميحه!

تسائل كمال هي خطيبته بتشتغل معاه في نفس الشركه يا أم هادي؟

أجابته بإيماء أه يا كمال.

فتسائل هو من جديد محاسبه معاه بردوا؟

أردفت بتفاخر وحب فهي حقا تحبها لا، دي ماشاء الله مهندسه قد الدنيا
إغتاظت لبني وأشتعل داخلها من إطراء خالتها على خاطفة قلب حبيبها وفضلت الصمت.

بعد حوالي الساعتان
داخل منزل حسن نور الدين
بعد تناولهم وجبة الغداء
كانت سميحه تجلس بصحبة زوجها وهشام ومصطفي يتناولون مشروب الشاي وتجاورهم تلك المتحشرة رانيا
تحدث حسن بإهتمام إلى زوجته كمال ومني عاملين أيه يا سميحه؟

أجابته بإبتسامه الحمدلله كويسين، أنا عزمتهم يقضوا يوم معانا هنا بس لما يرتاحوا شويه!

كان يستمع لهما وشعور بالحنين إنتابه، وتيقظ جيدا لحديث والدته عله يستمع إلى خبر يطمئن قلبه على من كان يكن لها عشق يسكن وريده، ولكنها تعمدت عدم ذكرها خصيصا لأجله!

أجابها حسن كويس إنك عملتي كده، وأنا إن شاء الله هاخد هادي وحازم ونروح نزورهم بكرة ونتطمن عليهم.

تحدث مصطفي متسائلا ماجد عامل أيه يا ماما؟

أجابته كويس يا حبيبي الحمدلله.

تسائلت تلك المتحشرة هتعزميهم أمتي يا طنط، أصلي نفسي أشفهم وأتعرف عليهم أوي، للأسف أنا أتجوزت بعد ما سافروا على طول وملحقتش أتعرف عليهم.

نظرت لها سميحه وتحدثت بتملل يومين تلاته كدة ان شاء الله، بعد عزومة أهل فريدة لينا.

ثم نظرت لها وتسائلت بضيق إنت سايبه جوزك لوحده فوق ليه يا بنتي، مش المفروض كنتي طلعتي وراه بعد الغدا؟

أجابتها بتملل هطلع أعمل له أيه يا طنط، هو بيطلع ينام بعد الغدا وأنا مبعرفش أنام في الوقت ده!

أجابتها بإقتضاب المفروض الست مكانها مع جوزها في أي مكان يكون موجود فيه، ودعاء أكبر مثال قدامك، دايما مكانها جنب هادي!

تحدثت بتملل لعلمها أن والدة زوجها تريد التخلص منها حاضر يا طنط، بعد إذنكم.

وتحركت هي للداخل وإبتسم هشام على حديث والدته مع تلك المتحشرة.

فتحدث حسن بطيبه أحرجتيها ليه كده بس يا سميحه؟

تحدث مصطفي ساخرا هي مين دي إللي إتحرجت يا حج!

وقهقه عاليا هو وهشام وتحدث هشام متقلقش على مشاعر رانيا أوي كده يا حج!

تحدثت سميحه بتملل هي اللي زي رانيا دي بتتحرج، دي قاعده تلقط لها كلمتين وتقعد تعيد وتزيد فيهم، ربنا يهديها.

داخل شقة حازم!
دلفت للداخل بوجه مكشعر كإعصار مدمر، وجدت حازم ممسك بيده هاتفه ويتصفح من خلاله صفحات التواصل الإجتماعي.

ضل جالسا مكانه ولم يعير لدخولها أية إهتمام.

فتحدثت هي بضيق وهي تجوب الغرفه ذهابا وإيابا أنا مش فاهمه مامتك مبتحبنيش ليه؟
أعملها أيه أكتر من كده، خدماها ليل ونهار وبردو مش عاجب.

ثم نظرت بغل على ذلك الجالس ببرود ولا يعطي لحديثها إهتمام وتحدثت بنبرة غاضبه إنت مبتردش عليا ليه يا حازم؟
إنت مش سامعني؟

زفر بضيق وأغمض عيناه ثم أفتحهما من جديد ونظر إليها وتحدث بإقتضاب عاوزة أيه يارانيا، مالك طالعه بزعبيبك وحاطة أمي في دماغك ليه؟

تحدثت بصوت حزين كي تستدعي تعاطفه معها أنا إللي حطاها يا حازم، دي هي اللي مبطقنيش جنبها، ده أنا بحرم نفسي من الراحه بعد الغدا علشان أقعد جنبها تحت وأشوف طلباتها هي وعمو وهشام ومصطفي، وفي الأخر تحرجني قدامهم وتقولي إطلعي شقتك؟

نظر لها مضيق عينه لعدم إقتناعه بحديثها وبرائتها الخادعه، وتحدث بهدوء وأيه المشكله في إنها تقول لك إطلعي شقتك، كتر خيرها مش عاوزة تتعبك معاها، ليه تاخديها بالمعني السئ،
وأكمل معنفا إياها وبعدين إنت ليه أصلا قاعده معاهم تحت، مش يمكن أمي حابه تقعد مع ولادها وجوزها بأريحيه أكتر، ولا يمكن حابه تتكلم معاهم في مواضيع خاصه، كان من الذوق واللباقة إن إنت اللي تطلعي من نفسك وتديهم مساحتهم من الحريه،.

مش تستني لحد ما أمي هي اللي تطلب ده منك!

زفرت بضيق وتحدثت بعتاب طبعا يا سي حازم هتيجي مع مامتك، أومال هتنصرني عليها وتيجي معايا!

أجابها بنبرة جاده إنتوا مش في حرب يا رانيا علشان أنصرك عليها أو أنصرها عليكي، و ياريت تخلي بالك من ولادك وتركزي في حياتك بدل ما أنت مديه كل إهتمامك للتركيز في حياة غيرك،.

وأكمل بحديث ذات مغزي ركزي في حياتك يا ماما قبل فوات الأوان!

وصل علي إلى مسكنه!

جرت عليه زوجته الجميلة أسما وأحتضنته بحنان وأشتياق بادلها إياهم ورفعها بأحضانه وقبل وجنتها بسعادة وهو يدور بها، ثم أفلتها من بين أحضانه وتحدث بإشتياق وحشتيني يا قلبي!

أجابته بسعاده وحب إنت كمان يا حبيبي وحشتني جدا،
يلا بسرعه أدخل خدلك شاور على ما أجهز السفرة علشان هموت من الجوع.

أجابها بطاعه حاضر يا حبيبتي
ثم تسائل بإهتمام سليم فين؟

أجابته وهي تتجه إلى مطبخها الموجود داخل البهو حيث تم تصميمه على الطريقه الأمريكيه بشقتهم المجهزة والتي يأتون إليها في الأجازات السنويه!

تحدثت بضحك وأجابت هيكون فين يعني غير في أوضته قدام البلاي ستيشن اللي عمه سليم جابه له.

ضحك وأتجه إلى غرفة طفله البالغ من العمر ثلاث سنوات وطل برأسه عليه بسعادة وتحدث يلا جايب البرود ده كله منين، بقا يا بارد سامع صوت أبوك برة وماتجيش تجري عليه وتحضنه؟

نظر الطفل إلى أبيه وقهقه بصوت ملائكي ثم وقف وجري عليه رفعه علي بين يديه وأحتضنه وتحدث الصغير بصوت طفولي محبب لدي والده معلش يا بابي، أصلي كنت بنهي اللعبه علشان مش أخسر فيها زي عمو سليم ما قال لي!

تحرك به إلى الخارج ووقف أمام المطبخ ووجه حديثه لزوجته هو بعينه برخامته وبرود أعصابه، سليم الدمنهوري، لا وأنا من غبائي رايح أسميه على إسمه.

أعترض الصغير وتحدث بصوت غاضب مش تقول كدة على عمو سلم صديقي العزيز.

قهقهت أسما وتحدثت طب خلي بالك علشان سليم جاي بالليل يشوفه وأول ما يوصل هتلاقيه فتن له على كل كلامك ده، وأنا بقا مش مسؤله على اللي هيحصل لك من سليم إللي عين نفسه والي وواصي على إبنك.

أجاب على بدعابه ما يقوله هو أنا يعني هخاف، وأنزل طفله بجانب والدته وتحدث بنبرة جادة أنا داخل أخد شاور سريع على ما ترصي الأكل على السفرة!

بعد مدة كان يجلس على بجانب أسما يتناولان طعام الغداء، أما الصغير كان يجلس فوق الأريكه الموضوعه ببهو الشقه يستمع لجهاز التلفاز بعدما تناول طعامه منذ أكثر من يقارب الساعه قبل وصول أبيه إلى المنزل.

تحدثت أسما بتساؤل سليم أخبارة أيه؟

أجابها وهو يتناول قطعة الدجاج المشوي بالشوكة والسكين أحواله مش قد كده، إنهاردة كان متضايق جدا علشان خرج فريدة برة المكتب وخلاها تكمل شغلها في مكتبها.

ونظر لها وضحك وأكمل بدعابه المفروض إنه كده بيعاقبها ببعدها عنه علشان تعرف قيمة قربها منه وتراجع نفسها وقرارها في إنها تكمل مع خطيبها
وأكمل ساخرا بس الحقيقه إن ماحدش إتعاقب غيري أنا، أضطربت أتحمل عصبيته وجنونه طول اليوم وخصوصا لما عرف إن خطيبها إستغل وجودها في مكتبها وراح لها.

تنهدت أسما وتحدثت بجديه بصراحه يا علي سليم صعبان عليا أوي، و كمان فريدة مع إني ماأعرفهاش، لكن صعبانه عليا جدا، و على فكرة أنا عزراها في طريقة تفكيرها وخوفها من فكرة قرب سليم منها ورجوعها ليه مرة تانيه،
وأكملت بحكمه خلينا نحكم بالحق يا علي، اللي فريدة عاشته وشافته على أيد سليم يخليها ما تأمنلوش تاني ولا حتى تديله فرصه يقرب منها!

نظر لها وتحدث بصوت يكسوة الحزن والله يا أسما على قد ما أنا زعلان على سليم ونفسي يرجع لها علشان يرتاح، على قد ما أنا متضايق علشان فريده وخايف عليها من ضعفها قدام سليم ورجوعها ليه تاني، علشان كدة بتمني تكمل مع خطيبها وتعيش معاه حياتها في هدوء!

نظرت له بإستغراب وأردفت مستفهمه دي فزورة دي ولا أيه يا باشمهندس، منين متضايق علشان صديقك وعارف إن راحته في وجودة معاها، ومنين بتتمني من جواك إن حبيبته تتجوز غيرة؟

أجابها بهدوء وتفسير لحديثه مامت سليم ست متسلطه ووصوليه وصعبه جدا، ومش هتسمح ل فريدة تقرب من إبنها مهما كان، أنا عن نفسي بعد الكلام إللي سمعته من حسام متخيل إنها ممكن تعمل أي حاجه علشان تفرق بينهم من جديد،
سليم بالنسبة لأمه إستثمارها بعيد المدي إللي ليها سنين بتجهزة ومستنيه تجمع حصاد إستثمارها ده وتجني أرباحه،.

نظرت له مضيقتا عيناها وأردفت بتساؤل أنا مش فاهمه منك ولا كلمه إنهاردة، هو أنت هتفضل مقضيها ألغاز كدة كتير؟

إبتسم وأسترسل حديثه بجديه أفهمك يا ستي، مامت سليم من وقت ما خلفت سليم وريم وهي قررت إنها هتستثمر فلوسها وحياتها فيهم وفي تعليمهم، حرمت نفسها هي وجوزها من كل متع الدنيا علشان توفر كل مليم وتدخل أولادها مدارس إنترناشيونال، علشان تضمن لهم تعليم له هدف ومضمونه كويس،.

وكمان تضمن لهم شغل كويس بما إن معظم الشركات بيطلبوا خريجي المدارس دي لإنهم بيبقوا متمكنين من اللغه والكمبيوتر، وده بيكون مطلوب جدا في معاملات الشركات.

أجابته بإستفهام تمام، بس ده عادي على فكرة وأسر كتير بتعمل كده.

أجابها اللي مش عادي بقا عند مامت سليم إنها دايما حاسه إنها صاحبة فضل على أولادها وإنهم صنيعة أديها،
وإن حقها عليهم إنهم ينفذوا كلامها ويحققولها رغباتها وأمانيها،.

وبرغم إن سليم وصل لمركز مرموق خلال فترة قصيرة في شركة كبيرة زي اللي شغال فيها، وكمان مرتبه منها عالي جدا ومكنش يحلم بيه، وبدأ بالفعل يحول لها فلوس كتير جدا أشترت منها الشقه بتاعتهم وبقا عندها خدم وأشترت منها عربيات ليها هي وجوزها وريم وعدلت كتير من مستوي حياتهم.

وأكمل إلا إنها أصبح كل شغلها الشاغل إن سليم يتجوز بنت راجل دوله أو حتى صاحب شركه علشان تحس بقيمة وعظمة إللي عملته لولادها، وإنها بكدة جنت ثمار مجهودها وتعبها اللي مضعوش هدر
فهمتي ليه بقولك إنها مش هتسمح لفريدة تقرب من إبنها.

هزت رأسها بتيهه وتحدثت يااااه يا علي، ده سليم وريم متحملين كتير أوي،
وأبتسمت وأكملت بس برغم كل ده سليم بيملك شخصيه قويه كتير بيحسدوة عليها، وأنا كمان واثقه إنه مش هيتخلي عن فريدة ولا هيدي الفرصه ل مامته تفرق بينه وبينها تاني،.

ثم نظرت له بتساؤل هسألك سؤال وتجاوبني عليه بصراحه يا علي، أنا حاسه إن سليم بيضيع وقت في الشركة علشان يبقي جنب فريدة مش أكتر، وحاسه كمان إنه هيختار شركتها علشان الإمتيازات اللي فريدة ممكن تحصل عليها لو قدرت تقنع سليم بإنه يختار شركتهم، وكمان مرتبها إللي ممكن يتضاعف على حسب كلامك ليا،
ونظرت له وتحدثت بتفاخر قولي إن تخميني صح.

ضحك عاليا وتحدث ساخرا إنت طيبه أوي يا أسما، سليم الدمنهوري في الشغل مبيعرفش أبوة، وعمرة ما كان هيضيع دقيقه واحده في حاجه هو مش مقتنع بيها ومش هيستفاد من وراها،
وأكمل بإبتسامه وعلشان أريحك أحب أقول لك إن سليم فعلا إستقر على الشركة، بس مش علشان فريدة زي ما أنت خمتتي، لا يا أسما، سليم أستقر على الشركه علشان الشركة فعلا تستحق إنها تنضم لشركتنا،.

ذائد إن فيها كوادر حقيقي تستحق التقدير وتستاهل تكون موجودة معانا وأكيد هتضيف لشركتنا، ومن ضمنهم فريدة نفسها.

يعني الشركه حقيقي إضافه كويسه لينا.

وأكمل بضحك لكن موضوع إن سليم خلاهم خصصوا له مكتب وإختار فريدة بنفسها علشان تتابع معاه ده فعلا كان مدبر علشان يقرب من فريدة، لإن كان ممكن بسهوله يراجع معاهم موقف شركتهم أون لاين، وياما عملها قبل كده مع شركات كتير.

ذائد إنه فعلا فكر لها في منصب معانا هيرفع من مستواها الوظيفي والمادي جدا، وده طبعا علشان خاطر عيونها أولا، وكمان كتعويض منه على اللي حصل لها زمان بسببه، بس الحقيقه فريدة تستاهل المنصب ده وعن جدارة.

هو أصلا كان حاجز لها المنصب وإحنا في ألمانيا وراجع يدور عليها ويحاول يعوضها عن كل اللي شافته من تجربتها المرة معاه!

عاد سليم إلى منزل والده بعد إنتهاء يومه العملي، والذي كان سيئا للغايه بالنسبة له.

وجد أمامه ما أفسد وأكمل على مراق يومه، إنه حسام، ذلك الخائن للأمانه الذي كان سببا رئيسيا في إبتعادة عن معشوقة عيناه الغاليه فريدة.

حيث كان يجلس بصحبة عمته وقاسم وريم.

ألقي السلام بإقتضاب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثم تحرك بإتجاه غرفته سريعا دون أن ينتظر رد السلام.

أوقفه صوت والدته الهاديء نسبيا حمدالله على السلامه يا سليم، يلا يا حبيبي بدل هدومك وتعالي علشان نتغدا، إحنا و حسام قاعدين مستنيينك من مدة طويله!

أجابها بإقتضاب وهو مازال مواليها ظهره مكنش ليه لزوم تستنوا لأني مليش نفس، إتفضلوا إنتوا بالهنا والشفا!

قال كلمته ودلف لداخل غرفته وأغلق بابها بحده معلنا بها عن عدم تقبله لوجود حسام.

تألمت ريم من معاملة شقيقها لحبيبها حسام ولكنها عذرته.

نظر قاسم إلى حسام بإحراج وتحدث ليرفع عنه الحرج معلش يا حسام يا إبني، أكيد يومه كان طويل وصعب ومحتاج يرتاح و ينام شويه!

وقفت أمال وتحدثت بهدوء أكيد حسام عارف الكلام ده كويس يا قاسم، وبعدين هو حسام غريب علشان تبرر له تصرفات سليم!

أجاب حسام بإحراج أه طبعا يا عمو، عمتو معاها حق!

إنزعجت ريم من تلك المعامله الجافه التي تلقاها خطيبها على يد شقيقها ولكنها بنفس التوقيت حزنت لأجل شقيقها وأعتطه الحق في ذلك التصرف.

دلفت أمال إلى حجرة سليم بعد الإستئذان وجدته يخلع عنه رابطة عنقه ويلقيها فوق التخت بإهمال مما يدل على شدة غضبه،
نظرت له وتحدثت بعيون ملامه ليه أحرجت إبن خالك بالشكل ده يا سليم؟

نظر لها بضيق وتحدث بنبرة حادة محتقنه من فضللك يا ماما، لو جايه تتكلمي في موضوع البيه إبن أخوك فياريت توفري مجهودك وكلامك لإن الموضوع بالنسبة لي محسوم ومنتهي!

تنهدت بأسي وتحدثت حسام ملهوش ذنب في إللي حصل زمان يا سليم، القرار كان قراري أنا، وأنا إللي قولت له يبلغك كل الكلام إللي وصلهولك بخصوص البنت دي، يعني لو فيه حد لازم تلومه وتحمله المسؤليه فالحد ده هو أنا يا سليم!

أجابها بأسي وعيون حزينه للأسف مش هقدر يا أمي، لو كنت أقدر أحملك مسؤلية اللي حصل يبقا المفروض مكنش موجود هنا دالوقت، أما بقا بالنسبه للبيه إللي حضرتك واقفه قدامي تدافعي عنه فأنا أصلا مش شايف حد مذنب في الموضوع ده كله غيرة، ده واحد المفروض إنه صاحبي وأمنته على سري وبكل بساطه طعني في ضهري وخان ثقتي فيه.

تنهدت وأردفت بإستسلام خلاص يا سليم مش وقت نقاش في الموضوع ده.

وأكملت لتحثه على الخروج للغداء يلا بدل هدومك بسرعه علشان تطلع تتغدا معانا.

أردف قائلا ببرود وتأكيد قولت لحضرتك برة إني مليش نفس، أنا تعبان وبجد محتاج إني أخد شاور وأنام، لما أصحي ويكون البني أدم إللي برة ده مشي وقتها هبقا أتغدا.

وتحرك إلى خزانة ملابسه وأخذ منها بنطال بيتي مريح وتي شيرت وتحرك إلى المرحاض المرفق بغرفته
الواسعه وتحدث بإحترام يحثها على الخروج بعد إذن حضرتك علشان داخل أخد شاور!

هزت رأسها بإستسلام وأجابت بإمتعاض براحتك يا سليم، ومتشكرة جدا لعدم تقديرك لكلامي!

وخرجت وزفر هو بضيق وتحرك داخل المرحاض ليستحم عله يزيل همومه التي أصابته اليوم من إبتعادة عن فريدة وأيضا ظهور ذلك الحسام أمام عيناه!

بعد قليل كان يتمدد فوق تخته ينظر إلى سقف غرفته وهو يحدث حاله بألم،
ماذا بعد فريدتي، ألم تكتفي بعد من العناد أيتها المستبدة، لقد تعبت وأنهارت قوايا يا فتاة، ألم يصعب عليك حالي، ألم ترأفي لتوسلاتي وأنين قلبي، ألم يحن الأوان بعد، لقد خارت قواي أمام حسنك الفريد
أريد ضمت صدرك أميرتي، أريد أن أشتم عبيرك المميز، أريد تذوق شهد عسلك الذي أتيقن من أنه فريد مثلك غاليتي
أريدك وبشده.

فلترحميني ولترأفي بحالي عزيزة عيني
كيف لي أن أبتعد عنك من جديد وأعود إلى حيث أتيت وأمارس حياتي دونك غاليتي، كيف فريدة كيف؟
نظر للسماء وحدث حاله، فلتساعدني يا الله بإقتناء جميلتي ومعشوقة عيني، فلتساعدني أرجوك، فلقد هرم قلبي وأنتهي
كرهت البعاد ولم أعد أحتمل الهجران.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

مساء
كانت تقف بجانب شقيقتها بالشرفة الخاصه بغرفتهما المشتركه، بقلب حزين مكسور، وعقل شارد، صدرها محمل بالأثقال والهموم التي إنتابتها بعدما إبتعد عنها سليمها متعمدا ولم تري اليوم عيناه وتشبع النظر منهما، وترتوي روحها بطلته التي أصبحت لها النفس الذي يعيدها للحياة من جديد!

خرج عبدالله لشرفة غرفته المجاورة لهما، نظر عليهما وتلاقت عيناه بأعين معشوقته الجميله وأبتسما كلاهما للأخر، ثم تحمحم وتحدث بهدوء مساء الخير يا بنات!

إنتبهت إليه تلك الشاردة ونظرت له بإبتسامة أخويه وتحدثت مساء الخير يا متر!

إبتسم لها حين إستمع لهذا اللقب التي تناديه به دائما ثم تحدث بوجه بشوش أزيك يا باشمهندسه، أخبارك أيه؟

هزت رأسها وتحدثت بأخويه الحمدلله يا عبدالله، أنا بخير.

ثم نظر لتلك التي تنظر عليه بعيون هائمة وقلب متيم به يتراقص فرح أزيك يا نهله، عامله اية؟

أجابته بصوت هادئ وحنون على غير عادتها أزيك يا عبدالله!

إبتسم لها ثم أنسحب سريع للداخل كي لا يزعجهما ويعرضهما للقيل والقال من ساكني الحي حين يراهما تتحدثان مع شاب من خلال الشرفة!

وبعد مده لملمت نهله شتاتها المبعثر أثر ظهور ذلك الفارس المغوار.

ثم نظرت إلى شقيقتها وتحدثت بتساؤل بعدما رأت تيهتها وحزنها سليم الدمنهوري خلص شغله عندكم في الشركه ولا لسه؟

تنهدت بحزن ثم أردفت قائلة بألم ظهر بعيناها فاضل له يومين والإسبوع إللي كان محددة لوجوده في الشركة ينتهي، وبعدها مش هييجي الشركه تاني، ولو تم إختيارنا لإتفاقيه الشراكة هيبلغ بيها باشمهندس فايز في التليفون!

أردفت نهله بصوت حزين متسائل طب وإنت ليه زعلانه كدة يا فريدة؟

نظرت لها بتمعن ثم خانتها عيناها ونزلت منها دمعه هاربه فوق وجنتها، جففتها سريع ولم تعد تحتمل الصمود أكثر،
هرولت للداخل وأرتمت فوق تختها بإهمال وبسرعة البرق أجهشت في بكاء مرير.

تحركت إليها نهله وجلست بجانبها، وضعت يدها فوق كتفها بحنان ونظرت لها بحزن وأردفت قائلة بترقب مالك يا حبيبتي، فيكي أيه يا فريدة؟

تحدثت من بين شهقاتها فلم تعد تستطيع الصمت والصمود أكثر تعبت يا نهله، تعبت وخلاص مبقاش عندي قدرة إني أكمل وأعيش في دور القويه اللي مش هاممها وأنا من جوايا بنهار وبتدمر!

نظرت لها نهله بأسي وتحدثت بلوم يااااااه يا فريده، لسه بتحبيه بعد كل إللي عمله فيكي؟

وتسائلت بجلد الذات طب وهشام يا فريدة؟

هزت رأسها بتيهه وعدم إتزان وتحدثت بحده وتشتت ماأعرفش ماأعرفش، ما تسألنيش عن أي حاجه، ما بقتش قادرة أفكر ولا عارفه أركز في أي حاجه،
وأكملت بشرود وذهول ليه دايما الدنيا بتديني الفرحه ناقصه، ماأنا كنت نسيت وعشت حياتي وبدأت أتأقلم عليها، كنت راضيه ومرتاحه لوجود هشام في حياتي وبدأت أرسم وأخطط لحياتنا سوا،.

وأكملت بإبتسامه ساخرة ممزوجة بدموع القهر ولما عرفت موضوع إتفاقية الشراكه فرحت وقولت لنفسي أخيرا الدنيا هتضحك لي ومرتبي هيتظبط وأقدر أوضب حياتي وأجهز نفسي وأسس لحياتنا صح أنا وهشام،
يوم الدنيا ما تبعت لي فرحة زيادة مرتبي تبعت لي مفاجأة سليم إللي قلبت لي حياتي كلها وجددت الحزن والألم جوة قلبي من جديد.

وتساءلت بدموع ليه سليم يرجع في الوقت ده بالذات، ليه يا نهله؟

ليه يرجع ويفكرني بأسوء تجربه مريت بيها في حياتي كلها؟

ليه يجدد جوايا ذكري إهانته ليا بعد ما كنت قربت أنساها، ليه، لييييه؟

أردفت نهله بتأكيد وأسي للأسف يا فريدة، إنت عمرك ما نستيه ولا نسيتي ألمك منه، أنا دالوقت بس إتأكدت إنك للأسف لسه بتحبيه ومش زي الأول، لاء، إنت بقيتي مدمنة لعشقه يا فريدة!

أجابتها بقوة وجرأه غير معهودة عليها أيوة بحبه، بحبه وعمره ما خرج من قلبي ولا عقلي، عمري ما عرفت طعم الحب ولا قلبي دق غير لعيونه، خلاص مش قادرة أخبي وأخدع نفسي أكتر من كدة!

سألتها نهله بتأثر طب وهو، ياتري لسه بيحبك؟

نظرت لها بتيهه وفتحت فاهها وهزت رأسها وأردفت بروح مشتته مش عارفه، هو بيقول إنه بيحبني وأنه عمره ما نسيني ولا حب غيري، ده حتى طلب مني أفسخ خطوبتي من هشام علشان يتجوزني و أسافر معاه لألمانيا!

تسائلت نهله بإهتمام وترقب للإجابه طب وإنت رديتي عليه وقولتي له أيه؟

أغمضت عيناها بتألم وتحدثت بنبرة تكسوها الحسرة قولت له إنه ما بقاش ينفع وإن الوقت خلاص فات، وإني بقيت مخطوبه لراجل محترم بيحبني ويقدرني، وقولت له كمان إني مبقاش عندي أي ثقه فيه ولا في كلامه!

هزت نهله رأسها بأسي وتحدثت بنبرة صوت ملامه ليه قولتي له كدة يا فريدة؟

طالما بتحبيه ليه تخسريه وتخسري نفسك وتختاري العذاب لقلبك لباقي حياتك إللي جايه كلها،
وأردفت لحثها على إتخاذ قرارا سيريح قلبها وعقلها وافقي يا فريدة، وافقي وأنسي جرح الماضي وعيشي وأفرحي بقربك من قلبه، سليم راجع لك ندمان وعرف غلطته في حقك، يبقا ليه العند ولمين؟

هزت رأسها وصاحت بألم مش هينفع يا نهله، هشام حد حلو أوي و ميستاهلش مني كده، ميستاهلش مني كدة أبدا!

أغمضت نهله عيناها وتنهدت بأسي لحال شقيقتها وصمتت لعدم وجود جواب لديها!

فحقا هشام لم يستحق منها سوي كل الخير، الخير وفقط!

إستمعا لدقات فوق الباب، إنتفضت فريده وأعتدلت وجففت دموعها سريع وسمحتا للطارق بالدخول.

طلت والدتهما من فتحة الباب وأردفت بإبتسامه يلا يا بنات تعالوا ساعدوني في تجهيز العزومه بتاعت بكرة، أنا جهزت خلطة المحشي وسلقت ورق العنب وبقا جاهز على اللف.

تنهدت فريدة وأجابت والدتها بهدوء حاضر يا ماما، هتوضأ وأصلي العشا وأحصل حضرتك!

أردفت نهله قائلة بإعتراض وهي تتحرك بإتجاه الباب حيث وقوف والدتها هو يعني كان لازم ورق العنب اللي بيكسر الظهر في لفه ده يا ست ماما؟

ما كان كفايه صواني الرقاق والمكرونه والأصناف الكتييييير أوي اللي حضرتك عملاها دي كلها!

أجابتها عايدة سريع قل أعوذ برب الفلق يا بنتي، قولي الله أكبر ل الأكل يتنظر، وبعدين هو أنا عامله أيه زيادة عن اللي الناس بتعمله، بالعكس، أنا كان نفسي أعمل أكتر من كدة بس ما باليد حيلة!

أجحظت نهله عيناها وتحدثت بإستنكار ما باليد حيلة؟
يا دودو إنت خلصتي ميزانية الشهر بحاله في العزومة بتاعتك دي، وبعدين أكتر من كده أيه إللي كنتي عاوزة تعمليه، هو أنت خليتي صنف ما عملتيهوش؟

وأكملت لتعد لها الأصناف محاشي وممبار وطواجن، وصواني مكرونه ونجرسكو ورقاق، بفتيك وبانيه وسامبوسك، وكفته وفراخ مشويه وديك رومي وحمام محشي، ولسان عصفور وسلطات وملوخيه ومخللات، ده طبعا غير العصاير والحلويات والفاكهه.

وأكملت بدعابه إهدي يا دودو وأعقلي، كده فؤاد هيهنج مننا في نص الشهر يا حبيبتي!

أجابتها عايدة بنفاذ صبر طب أتحركي قدامي وبلاش غلبه، وإنت يا فريده، قومي صلي وحصلينا على المطبخ بسرعه!

أجابتها فريدة بهدوء حاضر يا ماما.

في نفس التوقيت كان سليم متواجد بمسكن صديقه علي، يجلس بأريحيه ويحتضن صغير صديقه يقبله بحب.

تحدث الصغير وهو يضع كف يده الرقيق فوق ذقن سليم النابته علي فكرة، سليم زعلان منك كتير!

نظر له سليم وفتح فاهه ببلاهه وأردف بصدمه مصطنعه وأستغراب قائلا يانهار أبيض، معقولة حبيب قلب عمو زعلان، وياتري بقا سليم باشا غلاب زعلان مني ليه؟

أجاب الصغير بعفويه زعلان علشان عمو سليم مش جه يشوف سولي حبيبه تلاته يوم بحالهم.

وأشار بأصابع يدة الثلاث، أما سليم الذي إلتقط أصابعه بين راحتيه وقبلهما بشغف وأردف قائلا بحنان يسلم لي حبيب عمو اللي مش بيقدر يبعد عنه أبدا.

تحدث علي لصغيرة بحب طب يلا بقا يا بطل روح شوف الألعاب والشيكولا إللي جابهم لك عمو سليم!

هلل الصغير وتحرك إلى جلسته المعدة له والتي تتواجد بنفس المكان ولكن بعيدا عن موقع مجلسهم قليلا.

أتت إليهما أسما وهي تحمل بين يديها حاملا يوجد عليه قدحين من القهوة المحببه لديهما وبعض حبات الشيكولاته ومدت يدها وأردفت بإبتسامه إتفضل قهوتك يا سليم!

أجابها بوجه بشوش تسلم إيدك يا أسما، دايما تاعبينك معانا!

أردفت بإبتسامه تعبك راحه يا باشمهندس!

ثم تحركت إلى زوجها وأردفت بحب وعيون مبتسمه قهوتك يا حبيبي!

أجابها بنبرة محب عاشق تسلم إيدك يا حبيبتي!

ثم جلست وتحدثت إلى سليم ما قولتليش هتخلصوا شغلكم أمتي يا سليم علشان تسفروني شرم الشيخ زي ما وعدتوني وإحنا في ألمانيا،
وأكملت بدعابه الصيف قرب يخلص، وأنا بقا عاوزة ألحق لي أسبوعين أبلبط فيهم في الميه أنا وسولي!

أجابها بنبرة هادئة يومين بالظبط وهنخلص شغل الشركة، وبعدها هحجزلكم إنت وعلي وأهلي تقضوا أسبوعين مع بعض تستجموا فيهم!

نظر له علي وأردف قائلا بإستفهام هو أنت مش جاي معانا؟

هز رأسه برفض وأجاب بأسي لا يا علي، مش هينفع أسيب القاهرة حاليا!

سأله علي بريبه أفهم من كده إن لو الشهرين إللي مسموح لنا بيهم خلصوا وموضوعك مع فريدة ما أتحلش، ممكن تمد الأجازة؟

تنهد سليم طويلا وفضل الصمت
نظرت له أسما وأردفت بهدوء أقعد معاها وقول لها كل إللي في قلبك يا سليم، خرج لها كل إللي في قلبك وكل اللي حصل لك من يوم بعادها عنك، اللي بيخرج من القلب بيوصل بسرعه للقلب!

نظر لها وتنهد بأسي وتحدث ساخرا من حاله وتفتكري هتصدقني بعد كل إللي عملته فيها يا أسما؟

أجابته لو حبتك فعلا أكيد هتصدقك!

إبتسم ساخرا وأردف بنبرة نادمه طب ما هي حبتني زمان وصدقتني، وكانت أيه النتيجه؟

تسائلت أسما بإهتمام أفهم من كلامك ده إنك خلاص إستسلمت يا سليم؟

رد سريع نافيا لا طبعا، ولو أخر يوم في حياتي عمري ما هستسلم ولا أبطل إني أحاول أرجعها لقلبي تاني!

تحدث علي بتعجب ساخرا سبحان مغير الأحوال يا سليم، قبل 5 سنين من وقتنا الحالي كنت إنت إللي بتبعد وفريدة بتتوسل إليك إنك تفضل معاها، الوقت إنت إللي بتتوسل إليها وهي اللي مش عاوزة ورفضاك!

نظر له بغضب وحدث أسما وهو يجز على أسنانه بضيق سكتي جوزك يا أسما وقولي له يعدي يومه على خير بدل ما أخرج زهق يومي كله عليه!

ضحكت أسما على مناوشات زوجها الحبيب وصديقه التي تعتبره أخ لها لم تلده أمها.

ثم أردفت قائلة بحماس وأنتشاء طب ما تعرفوني عليها وأنا أتكلم معاها، صدقوني ممكن أقنعها!

أردف علي ساخرا بقا سليم الدمنهوري بجلالة قدره مقدرش يقنعها، هتيجي إنت يا مسكينه وتقنعيها؟

أجابته بإقناع أنا غير سليم يا علي، سليم هي قلقانه منه وعندها شك وخوف من جواها ناحيته،
ثم حولت بصرها إلى سليم وتحدثت بنبرة ملامه وده طبعا بسبب العمله السودا اللي عملها معاها زمان،
وأكملت لكن أنا بنت زيها وعندنا نقط مشتركة هنعرف نتواصل من خلالها ونفهم بعض ونوصل أفكارنا لبعض بطريقة سهلة!

نظر لها سليم مطولا وأردف قائلا بإقتناع أسما بتتكلم صح، فريدة فعلا محتاجه حد عارفني كويس يتكلم معاها ويحاول يطمن خوفها من ناحيتي!

أجابه على طب ما أنا إتكلمت معاها وبردوا ما سمعتش ليا!

رد سليم بإعتراض وعاوزها تسمع لك إزاي يا حضرة الذكي وإنت في نظرها كنت شريكي في خداعها؟

وأكمل بإنتشاء أسما عندها حق، أنت كل إللي عليك تحدد لهم ميعاد يتقابلوا ويقعدوا يتكلموا.

ثم حول بصره إليها قائلا وأنا معتمد على ربنا ثم عليكي يا أسما، أتفضلي بقا إبدعي و ورينا أفضل ما عندك في طرق الإقناع!

تحدثت بإنتشاء بنبرة حماسيه ده أنا هبهرك!

ضحك وأردف قائلا برجاء أرجوك!

داخل منزل عزمي الشافعي
والد حسام
كانت سميرة تجلس فوق مقعدها تضع ساق فوق الأخري ويقابلها زوجها عزمي
أما حسام وندي فكانا يتجاوران فوق الأريكة يتناولان بعض المقرمشات والتسالي سويا.

نظرت سميرة إلى ندي وتحدثت بتساؤل يعني سليم مجاش يزورنا زي ما أتفق معاكي يا ندي؟

أجابتها بثقه وغرور هييجي يا ماما، صدقيني هييجي، الحكاية مجرد وقت مش أكتر، ريم قالت لي إنه مشغول جدا في الشغل اللي نازل مصر علشانه، وبعد كام يوم هينتهي منه ويفضي لي أنا!

ضحك حسام ثم أردف ساخرا عجباني أوي ثقتك في نفسك دي يا ندي،
ثم أكمل بتهكم وتفتكري بقا عمتك أمال هتسمح له ييجي يزورنا ولا حتى يقرب مننا؟

نظر له والده وأردف قائلا بإستغراب طب وعمتك أيه إللي هيزعلها فإن سليم يزورنا ويحاول يتقرب مننا؟

أجابته سميرة بنبرة ساخرة الهانم أختك نفسها كبرت علينا من وقت ما أبنها سافر ألمانيا وبدأ يغرف ويبعت لها فلوس من غير حساب!

أجابتها ندي بإعتراض لكن عمتو باعده عننا من زمان يا ماما، ولأسباب حضرتك وبابا تعرفوها كويس!

نظر لها والدها وتحدث بحزم مدخليش نفسك في كلام ميخصكيش يا ندي، وبعدين أهي بقت أغني مننا كلنا والورث إللي كانت مصدعانا بيه بقا بالنسبة لها شوية ملاليم!

نظرت له سميرة وأردفت بدهاء طب انا عندي فكرة حلوه يا عزمي، أيه رأيك لو تروح تزورها وتكتب لها شيك بقيمة المبلغ اللي كانت طلباه في ورثها زمان وإنت رفضت؟

أجابها بإعتراض ونبرة طامعه إنت إتجننتي يا سميرة، إنت عوزاني أفتح على نفسي باب مصدقت إنه إتقفل وأتنسي، ده أنا لو سمعت كلامك مش بعيد تاني يوم ألاقي أماني جايه طالبه ورثها هي كمان!

نظرت له بدهاء وأردفت هو أنت فاكر إن أمال هترضي تاخد الفلوس منك، ده أنت تبقي غلبان أوي يا عزمي، دي ال 1 ألف اللي إنت زعلان عليهم اوي دول ممكن يكون سليم بيقبض ضعفهم بالدولار في الشهر الواحد!

وأكملت لطمئنته متقلقش، أنا هروح معاك وأقنعها إنك جمعتهم لها بالعافيه علشان ترضيها وتزيل زعل السنين اللي ما بينكم!

وأكملت بدهاء وساعتها هي اللي مش هتوافق تاخدهم، وعلاقتكم هترجع كويسه زي زمان، وأكيد هتفاتحك وقتها في جواز سليم من ندي!

تحدث حسام ناهيا الجدال يا جماعه إهدوا وريحوا نفسكم من كل الحوارات دي، عمتي راسمه ل سليم حياته ومخططه له بدماغها هي،
وأكمل بتأكيد ومش هتسمح لأي حد مهما كان إنه يفسد عليها تخطيطها حتى لو كان الحد ده هو سليم شخصيا،
وأديكم شوفتم بعيونكم هي عملت أيه علشان تبعد عنه البنت إللي كان عاوز يتقدم لها زمان!

زفرت سميرة بضيق وتحدثت عملت أيه يا حبيبي غير إنها منعتك من سفرك لألمانيا وقعدتك جنب بنتها زي الموكوس،
وأكملت بغل لولا قرارها وخطتها دي كان زمانك مسافر لألمانيا، ويمكن كان زمانك في مكانه مرموقه وأعلي من إللي إبنها فيها، بس أعمل أيه في هبلك وخيبتك،
رفضت عرض سليم ليك بالسفر بعد ما سفر علي علشان تقعد جنب الهانم، روح شوف علي هو كمان بقا أيه!

أجابها عزمي بإعتراض وماله حال إبنك بس يا سميرة، ما هو مهندس ليه وضعه و مركزة في الشركه إللي شغال فيها ومرتبه كمان ماشاء الله كويس جدا، وده كله بفضل قاسم اللي عينه ووصي عليه في الشركه وخلاهم مسكوة منصب مكنش يحلم بيه!

وأكمل إحمدي ربنا.

صاحت بغضب والله ما حد مقويه على الخيبه إللي هو فيه غيرك، تقدر تقولي إستفاد أيه من خطط أختك العظيمه دي؟

أجابها بدهاء إستفاد إنه خطب البنت اللي بيحبها، وأستفاد إن عمته ساعدته بجزء كبير جدا من تمن الشقه إللي هيتجوز فيها بنتها، واللي وافقت بكل سهوله إنه يكتبها بإسمه هو، وبما إنه هيبقا جوز بنتها الوحيدة فهيكون ليه الأولوية بكل الخير اللي عايشين فيه من غير حساب ده!

أجابته ساخرة إنت ليه محسسني إن أختك هتغرف وتدي له وتصرف عليه بعد الجواز؟

أجابها عزمي بثقه لأن ده إللي هيحصل فعلا، سليم بيبعت ل أمال فلوس ملهاش أول من أخر، تفتكري بعد ما بنتها الوحيدة تتجوز هيهون عليها بنتها تعيش في حرمان زي إللي عاشته هي زمان؟

تحدث حسام مستنكرا حديثهما بتصنع وتخابث أيه يا بابا إللي حضرتك بتقوله ده؟
أنا خطبت ريم واختارت أشتغل وأقعد في مصر علشان بحبها بجد، مش علشان الإمتيازات إللي ممكن استفاد منها!

تحدثت سميرة بضيق وأيه يعني لما تستفاد من وراها، هو أنت بتاخد من حد غريب، دي عمتك، وكمان كل ده قصاد خدماتك الكتير ليها، يعني الهانم مش بتديك صدقه من عندها ولا حاجه!

في اليوم التالي.

ذهبت فريده إلى مقر الشركة وصعدت إلى مكتبها مباشرة وأنتظرت كي يستدعيها سليم لتذهب إلى مكتبه ولكنه لم يعيرها أية إهتمام، إنتظرت وأنتظرت ولكن دون جدوي،
تألم داخلها بشدة على عدم إكتراثه لها، كانت تشتاقة حد الجنون وكأن رؤياه أصبحت إدمانها، إشتاقت نظرة عيناه الحنون وهو ينظر إليها ويبث لها عشقه الهائم من خلال عيناه العاشقه،.

مر أكثر من نصف الساعه وهي على نفس حالتها تنظر إلى هاتفها بشغف وتنتظر مهاتفته لها، وحين فقدت الأمل تألمت روحها وقررت أن تغمس حالها في دوامة العمل حتى تتتناسي الأمر!

بعد بضعة ساعات قضتهم فريدة بين العمل والقلق والإنتظار وأيضا نار الإشتياق التي إجتاحت روحها وأحتلتها، قررت فريدة مهاتفة فايز لتستأذنه لتغادر مبكرا.

وبالفعل إتصل فايز به وقد أخبرة سليم أنه ليس بحاجتها اليوم وبالتالي يمكنها الإنصراف كما تشاء.

وقفت فريدة تلملم أشيائها بوجة حزين وقلب مشتعل بنار الإشتياق، وبعد مدة كانت تخرج من باب الشركة لتستقل سيارة عزيز التي كانت بإنتظارها.

كان يقف يتطلع عليها بحرص شديد من خلف زجاج نافذة المكتب المخصص له بقلب شغوف مشتاق متألم.

تحرك إليه علي ووقف بجانبه يتطلع عليها وتحدث بنبرة معاتبه طب ولما أنت هتموت عليها كدة والبعد قاتلك، باعدها عنك ليها يومين ليه؟

تنهد بصدر محمل بالأثقال وأجاب صديقه علشان أديها فرصه تفكر وتقرر هي عاوزة أيه من غير ضغط مني يا علي،
وأكمل وكمان عاوز أعرف إذا كان قربي فارق معاها ولا لا.

أردف علي قائلا بتأكيد فريدة لسه بتحبك يا سليم، دي حاجه أنا كل يوم بتأكد منها أكتر، إنهاردة وأنا بكلمها في الفون وبطلب منها تبعت لنا الملف اللي كنا محتاجين له، حسيت في صوتها لهفه أول ما ردت على تليفون المكتب وكانت فكراك إنت إللي بتتصل، لكن لما سمعت صوتي حسيت بالحزن وخيبة الأمل خارجه من صوتها!

أجاب صديقه بشرود وهو ينظر على أثرها وهي تختفي من أمامه حب فريدة ليا شيء مفروغ منه يا علي، أنا عاوز قربها وعقلها، عاوزها تاخد خطوة في حكايتنا وترحمني وترحم روحها من دايرة العذاب اللي عمالين نلف جواها طول الوقت،
وده مش هيحصل غير لما فريدة تحس إنها ممكن تخسرني للأبد بعد قربي منها وظهوري في حياتها تاني من جديد!

داخل منزل فؤاد وبالتحديد داخل المطبخ
كانت تقف بجانب والدتها يعملون على قدم وساق
أما نهلة وخالتها عفاف وإبنة خالتها أمنيه، كانوا يتواجدون في بهو المنزل يضعون اللمسات الأخيرة به بعد تنظيفه جيدا!

نظرت عايدة لإبنتها وتسائلت بإهتمام مالك يا فريدة، أيه إللي شاغل بالك وقالقك طول الوقت كدة؟

إبتسمت بهدوء وأجابت لطمئنتها سلامتك يا حبيبتي، أنا كويسه الحمدلله!

أردفت عايدة بعتاب وحيرة لو خبيتي على الناس كلها مش هتعرفي تخبي عليا يا بنت بطني، إنت ليكي كام يوم متغيرة ودايما شاردة وحزينه، مالك يا بنتي، طمني قلبي عليكي يا فريدة؟

أجابتها بهدوء صدقيني يا ماما أنا كويسه، كل الحكاية إني مضغوطه في الشغل شويه،
وأجابت بشرود وحديث ذات معني وإن شاء الله كل الضغوط دي هتنتهي قريب جدا وأرجع لطبيعتي تاني!

ردت عليها عايدة وهي تتحرك وتخرج صواني الرقاق من داخل فرن المشعل إن شاء يا حبيبتي!

دلفت إليهما عفاف وتحدثت بنبرة جادة خلصتي ولا لسه يا عايدة، إنجزي شوية كدة الوقت هيسرقنا!

أجابتها عايدة خلاص بشطب يا عفاف!

تحدثت عفاف إلى فريده حلوة أوي فكرة إنك بعتي جبتي فريق وضبولك بوفيه كامل يا فريدة، بصراحه وسعوا الدنيا خالص والبوفيه شكله كدة حاجه تشرف، ده غير إنه جاي بالشوك والسكاكين والأطباق وكاسات المايه، يعني مش هتشيلي هم أي حاجه!

أجابتها فريدة بعمليه السفرة ما كنتش هتكفي حد يا خالتو، ده غير إنها كانت مضيعه مساحة كبيرة من الريسيبشن على الفاضي ومخلياه يبان صغير، مع إن مساحته ماشاء الله كبيرة جدا!

أجابت عفاف بإطراء كده أحسن طبعا، وأكملت بنبرة جاده شدي حيلك شويه يا عايده،
وإنت يا فيري، أدخلي يا قلبي خدي لك شاور علشان تلحقي تلبسي قبل أهل خطيبك ما يوصلوا، وأنا هخرج أرش معطر في الريسبشن علشان ريحة الأكل وبعدها هاخد أمنيه ونمشي!

تحدثت فريدة بتمني خليكم معانا يا خالتو، مش فاهمه ليه حضرتك مصممه إنكم تروحوا؟

إجابتها بعمليه كدة أحسن يا فريده علشان الناس تاخد راحتها أكتر، وكمان علشان منعملش زحمه في الشقه، وإن شاء الله أول ما يمشوا هاجي علشان أساعد ماما في توضيب الشقه وغسيل المواعين!

تحدثت إليها عايده بحب ربنا يخليكي ليا يا عفاف، دايما سندي اللي لما أحتاجه بلاقيه جنبي!

أجابتها عفاف ويخليكي ليا يا حبيبتي.

بعد مده كانت فريدة وأسرتها يقفون بكامل هيئتهم وأناقتهم في إستقبال عائلة حسن نور الدين بإبتسامات وترحيب عالي ومتبادل من الجميع.

وبعد مده كان الجميع يلتفون حول البوفيه المحمل بخيرات الله على خلقه، ينظرون إليه بإنبهار ومن بينهم غادة التي دعتها فريدة للحضور معهم لترد لها عزيمتها.

تحدثت سميحه بإبتسامه ووجه بشوش تسلم إيدك يا مدام عايدة، الأكل طعمه فوق الوصف، حقيقي نفسك هايل في الأكل!

أجابتها بإبتسامه تسلمي حبيبتي بألف هنا على قلوبكم، لكن أنا أكلي ونفسي هييجوا أيه جنب نفسك وأكلك إللي لا يعلي عليه!

أجابها هشام بإطراء لا بجد يا ماما الأكل حلو جدا، تسلم إيد حضرتك!

أجابته عايدة بحب يسلم لي ذوقك يا هشام!

كانت رانيا تقف بإمتعاض وضيق وهي تشاهد الجميع فرح ويلقون على مسامع فريدة ووالدتها أجمل الكلمات المجامله.

تحدثت غادة بدعابه علي فكرة يا مدام عايدة، أنا مش همشي من هنا غير لما أعرف طريقة صنية الرقاق الوهم بتاعتك دي وكمان سر خلطة ورق العنب، بصراحه عمري ما دقت في طعامتهم، يسلموا أديكي عليهم وعلى كل الاكل!

إبتسمت لها وأردفت بس كدة، من عيوني يا غادة
أحابتها غادة بحب يسلموا عيونك يا ست الكل!

فتحدث حسن ببشاشه والله يا جماعه مكنش ليه لزوم تكلفوا نفسكم وتعملوا الأصناف دي كلها، هو إحنا أغراب لكدة، ده أحنا خلاص يعتبر أهل!

أجابته عايدة وأكتر من الأهل كمان يا أستاذ حسن، لكن أحنا هنستفاد أيه من الأغراب، ده وجودكم معانا إنهاردة بالدنيا كلها!

تحدث فؤاد بإبتسامه ما تقولش كدة يا أستاذ حسن ده إنتم نورتونا إنهارده وكل ده قليل عليكم ومش مقامكم أبدا!

أجابه حسن وهادي بنفس واحد ربنا يكرم أصلك يا أستاذ فؤاد!

تناول الجميع طعامه بشهيه مفتوحه لجود وكرم أهل المنزل وأبتساماتهم البشوشه الخارجه من القلب، فحقا حينما تصنع ربة المنزل الطعام بصفاء نيه وقلب سعيد ونفس راضيه، يصبح الطعام أكثر لذة ويستمتع بمذاقه الجميع ويتناولونه براحه وأستقرار نفسي!

بعد تناولهم ما لذ وطاب إنتقل الرجال إلى بهو المنزل جلسوا براحه وقد قدمت لهم عايدة وفريده واجب الضيافه من فواكة وعصائر وحلويات وجلسوا سويا يتسامرون.

أمسكت فريدة بكأس المشروب لتناوله إلى هشام فنظر هو لعيناها بهيام وتحدث تسلم إيدك يا فريده، عقبال ما نعزم العيلتين في شقتنا إن شاء الله.

إبتسمت له وتحدثت بنبرة خجله إن شاء الله يا هشام!

تحدث حازم بإبتسامه إلى فريده وهي تقدم له المشروب بإحترام أخبارك أيه يا باشمهندسه وأخبار الشغل أيه؟

نظرت له بإبتسامة بشوشه وأجابته الحمدلله يا أستاذ حازم كله تمام!

وإنتقلت السيدات إلى الداخل في الصالون ليأخذن راحتهن أكثر.

وأيضا قدمت لهن فريده ونهله واجب ضيافتهن وجلسن يتسامرن بأحاديث شيقه.

نظرت غادة إلى سميحه وتحدثت بذكاء عن قصد ماشاء الله عليكي يا فريده وشك منور وشكلك فرحان، شكلك كدة زيي بتحبي اللمه والهيصه؟

إبتسمت بهدوء وأجابتها ومين مبيحبش اللمه والعيله يا غادة، دي اللمه كلها بركه وخير.

أجابت والدتها دي كانت فرحانه جدا لما هشام إتقدم لخطبتها وعرفت إنها هتقعد معاكم في بيت العيله، وزعلت لما هشام قال لها إنه هياخد شقه في منطقه بعيدة عنكم!

إبتلعت رانيا لعابها وأرتعبت من ان تنكشف كذبتها وأفترائها على فريده،
سألتها سميحه وهي تنظر إلى رانيا بدهاء حقيقي الكلام اللي ماما بتقوله ده يا فريدة؟

إبتسمت فريدة وأردفت بإحترام وهدوء أكيد طبعا يا طنط، أنا حقيقي بحب اللمه وبيت العيله جدا لأنه بيفكرني ببيت جدو الله يرحمه في السويس، ولمة أعمامي وأحنا حواليه لما كنا بنروح زيارة في الأجازات، وكمان بيت جدو والد ماما الله يرحمه.

ووجهت بصرها إلى رانيا وتحدثت بنبرة هادئه ده أنا حتى قولت الكلام ده ل رانيا وإحنا عند غادة، فاكرة يا رانيا؟

إرتبكت رانيا وكادت روحها أن تزهق من شدة إحراجها أمام سميحه ودعاء التي نظرت لها بإستغراب وخجل لأجل موقفها التي لا تحسد عليه.

هزت رانيا رأسها بإيجاب مجبرة ثم نظرت إلى طفلها تطعمه قطع الفاكهه لتتهرب من نظرات سميحة المدانه لها.

تحدثت سميحه بصوت عالي موجهه بصرها إلى رانيا أه ما هي رانيا قالت لنا أنا ودعاء،
وأكملت متكئه على تلك التي تكاد تنصهر من شدة خجلها وغيظها معا مش كده يا رانيا؟

بالكاد أخرجت رانيا صوتها وهي تستشيط غضبا من تلك الحما التي تصرفت بذكاء ودهاء لتوقعها وتكتشف كذبها أمامها هي ودعاء.

تحدثت بضيق وصوت ضعيف حصل يا طنط!

تحدثت عايدة مرحبه بهم نورتونا يا جماعه إنهاردة، بجد مبسوطه جدا بوجودكم معانا!

كان حسام يجلس بغرفته يحادث ريم عبر الهاتف فتحدث بتساؤل لسه بردوا ما أتكلمتيش مع سليم في موضوع خلافه معايا يا ريم؟

تنهدت ريم وأردفت بحزن سليم رافض فكرة الكلام في الموضوع من الأساس، لدرجة إنه رفض يديني فرصه أشرح له فيها موقفك، أنا أول مرة أشوف سليم واخد موقف عدائي من حد بالشكل ده يا حسام!

زفر بضيق وأردف قائلا بتبجح وأنا يعني كنت عملت له أيه ل ده كله، ده سامح عمتي نفسها، أنا مش فاهم أخوك ليه بيكرهني بالشكل ده؟

إنزعجت ريم من حديث حسام عن أخيها وتحدثت بإستنكار سليم ما بيعرفش يكرة حد يا حسام، لكن غلطتك معاه دفع تمنها غالي أوي، وسليم مبيسامحش إللي أذاه بسهوله!

صاح بها مستنكرا بنبرة ساخرة لا والله، وهو كان مين إللي راح بلغ مامتك بكلام سليم ليا وقتها يا ست ريم، مش سيادتك بردوا ولا أنا بيتهيئ لي؟

أجابته بحزن وألم ضمير لم يتركها منذ تلك الواقعه مكنش قصدي وما كنتش أعرف إن ماما هتعمل كل ده، الموضوع بالنسبة لي ما كانش اكتر من مجرد فضفصة ونماية،
وأكملت بدموع وتأنيب ضمير والله العظيم لو أعرف إن ماما هتعمل كل ده وتظلم سليم وتجرح قلبه بالشكل ده عمري ما كنت حكيت لها أي حاجه!

أجابها بمكر إهدي يا حبيبتي ومتعمليش في نفسك كدة، وبعدين لو إنت ما قولتيش لعمتي وقتها مكنتش وافقت على خطوبتنا، إنت ناسيه إن عمتي كانت رافضه موضوع قربك مني وخطوبتنا بسبب زعلها من بابا علشان موضوع الورث القديم،
يعني ربنا بعت لنا موضوع سليم ده علشان عمتي تساومني على موضوع خطوبتنا قدام إني أبعد فريدة عن طريق سليم نهائيا!

هزت رأسها بدموع وتحدثت بأسي بس إحنا كدة أنانيين أوي يا حسام، إحنا إختارنا سعادتنا على حساب وجع قلب أخويا!

أجابها ساخرا وجع قلب أيه وأيه الكلام الكبير اللي بتقوليه ده يا ريم، هو أنت فاكرة إن سليم أخوكي بيحب البنت دي بجد وزعلان علشانها؟

وأكمل ساخرا ده مجرد شو بيعمله قدامكم علشان يشد إنتباه الجميع كالعادة، وأكبر دليل على كلامي ده إن هو اللي سابها بمزاجه وغدر بيها زمان، ما حدش كان أجبرة إنه يسيبها؟

صاحت بغضب حسام لو سمحت، لأخر مرة هنبهك وأحذرك في إنك تتكلم بالطريقه دي تاني على سليم، وإلا صدقني هتشوف مني معامله مش هترضيك!

أجابها على الفور بصوت حنون إهدي يا حبيبي، صدقيني أنا مقصدش أبدا المعني اللي وصل لك،
وأكمل بصوت هائم لإمتصاص غضبها أنا بحبك يا ريم، بحبك ومستعد أعمل علشانك أي حاجه في الدنيا دي.

إرتخي جسدها من بعد تشنجه من حديثه وأردفت بحب وطيبه وأنا كمان بحبك أوي يا حسام!

إبتسم بلؤم على قدرته العجيبه لتغيير مزاجها وحالها في لحظات.

بعد بضعة ساعات داخل شقة قاسم الدمنهوري.

كان سليم يجلس داخل شرفة شقتهم ذات المساحه الواسعه للغايه حيث تنتشر الزهور والزرع النادر من حوله في مظهر يريح البصر والنفس من شدة جمالة وألوانه المبهجه، رافعا وجهه إلى السماء ناظرا إلى غيومها المبدع بشرود.

خرجت إليه أمال وهي تحمل قدحا من القهوة وتبتسم، ثم مدت يدها إليه وتحدثت بحب وعاطفه أمويه عملت لك قهوتك بنفسي، مرديتش أخلي رقية تعملها لك، حبيت إنك تشربها من إيدي زي زمان!

مد يده وأخذها منها ورد بإبتسامة شكر تسلم إيدك يا ماما.

أمسكت بيدها قدر الماء المخصص لسقي الزرع والزهور الموجوده داخل الشرفه وبدأت بنثر قطرات الماء فوق الزهور بعنايه فائقه!

وتحدثت بهدوء ناظرة إلى سليم بقولك أيه يا سليم، النادي إللي إحنا مشتركين فيه عامل حفله كبيرة جدا،
وأكملت بتفاخر ورأس مرفوع عاليا عاوزة أقول لك إن هيكون موجود فيها كريمة المجتمع القاهري كله، وأنا محتاجه لك تكون موجود معايا في الحفلة دي، عاوزة أتشرف بيك قدام الكل يا سليم.

وتحركت إليه بعدما أنتهت من سقي الزرع وأكملت بغرور وهي تجلس بالمقعد المقابل له عوزاهم يشوفوا إبني الباشمهندس العظيم سليم الدمنهوري!

نظر لها بتمعن وأردف قائلا بذكاء ريحي نفسك يا ماما، أنا عمري ما هتجوز بالطريقه القديمه بتاعتك دي، عاوزة تاخديني معاكي علشان أتفرج على فاترينة الجميلات اللي حضرتك حاطه عينك عليهم ومستنياني علشان أختار واحده ما بينهم!

أجابته بهدوء وصراحه وماله يا سليم لما تتجوز بالطريقه دي، إنت عارف البنات اللي حضرتك بتتريق عليهم دول يبقوا من عائلات مين؟

أردف بنبرة بارده ولامبالاه لا عارف ولا عاوز أعرف، وبعدين يا أمي أنا ما أتريقتش على حد لا سمح الله، وجايز جدا بل وأكيد فيهم بنات محترمه لكن مش مناسبين ليا، وده ما يقللش منهم نهائي بالعكس،
وأكمل بإعتراض وبعدين عائلات أيه إللي حضرتك عماله تتكلمي عنها طول الوقت، هو لسه فيه حد بيفكر بالطريقه العقيمه دي، أهم حاجة أخلاق البنت ودرجة تدينها وأحترامها لذاتها ولأهلها،.

وأسترسل بتعقل بيتهيئ لي المواصفات دي هي إللي محتاجها أي راجل بيحترم ذاته في البنت إللي المفروض هتشيل أسمه وتبقا أم لأولاده، ولا أنا غلطان يا ماما؟

تنفست بهدوء لظبط إنفعالاتها أمامه وتحدثت ببرود يداري غضبها أهي طريقتك دي بقا هي إللي عقيمه وقديمة يا باشمهندس، ولاد أيه وتربية أيه بس إللي هتربيهم لك مراتك؟

وأكملت بكبرياء يا حبيبي إحنا إتنقلنا لوسط تاني غير إللي كنا عايشين فيه، ولازم أفكارنا وعادتنا هي كمان تتغير علشان نواكب الوسط ده وناسه،
وأكملت مفسرة الوقت الناس بتجيب ناني لأولادهم علشان يهتموا بكل أمورهم والأم ماتهملش مظهرها ولا الإستمتاع بحياتها،
وأكملت بتفاخر من الاخر كده أنا بنقي لك زوجه جميله من عيله كبيرة، تكون وجهه مشرفه ليك قدام الناس، فهمتني يا سليم؟

إبتسم لها وأجابها ببرود قاتل إستفز به داخلها وأنا عاوز أريحك من الحيرة دي يا حبيبتي، وعاوزك كمان تطمني، مراتي أنا أختارتها خلاص وإن شاء الله قريب جدا هنروح نخطبها من بباها!

نظرت له بكبرياء لمعرفتها ما يقصده، وأردفت بلؤم وياتري مين هي صاحبة الصون والعفاف إللي تستاهل تكون حرم الباشمهندس سليم الدمنهوري،
وأكملت قاصده فرحني وقول لي إنك إختارت بنت وزير أو سفير؟

أجابها ببرود المفروض إن إختياري لبنت بحبها ده في حد ذاته يكون كفيل بإنه يفرحك ويسعد قلبك،
بغض النظر إن كان إختياري ده لبنت سفير أو حتى بنت غفير، فمظنش إنها تفرق معاكي وقتها.

صاحت بصوت عالي ووجه غاضب فلم تستطع التحمل بعد وضبط إنفعالاتها أكثر لو كنت تقصد البنت الشرشوحه بتاعتك دي تبقا بتحلم يا سليم،
أنا ما قعدتش عمري كله أربي فيكم وأحرم نفسي أنا وبباكم من كل متع الدنيا علشان أطلعك إنت واختك بالمستوي ده، وفي الأخر تروح تجيب لي بنت من الشارع؟

أجابها بنبره حاده مستفزة حاسبي على كلامك يا ماما، وياريت ما تنسيش إن اللي حضرتك بتتكلمي عنها دي هتكون مراتي وأم أحفادك؟

ثم إن فريدة مش من الشارع زي ما حضرتك بتقولي، فريدة باشمهندسه ناجحه ومحترمه، وبنت ناس محترمين ربوها كويس وعرفوها إزاي تحافظ على نفسها وتغلي جسمها وتحميه علشان تسلمه أمانه للراجل اللي هيتجوزها.

وأكمل بتفاخر وحب ظهر بعيناه بذمتك، جوهرة زي دي مطولتش منها حتى ماسكة إيد مش تستحق إني أحارب الدنيا كلها علشان أقتنيها وأتشرف بيها؟

أجابته بهدوء ودهاء ونبرة حزينه لدغدغة مشاعرة وأنا يا سليم، وعمري وشبابي اللي ضيعته عليك، مالوش عندك أي تمن؟

أجابها بقوة وثقه إزاي ملوش تمن ياماما، أومال حياتنا اللي حضرتك لسه معترفه إنها أتنقلت في حته تانيه دي تبقا أيه؟

ده غير إني فعلا دفعت التمن من غربتي وبعدي عنكم وعن بلدي وعن أصحابي،
وأكمل بنبرة ملامه وحضرتك ما أكتفتيش بده، خليتي إبن أخوكي لعب عليا لعبه قذرة تحت إشرافك بعدتني عن حبيبتي 5 سنين بحالهم!

وأكمل بصوت حزين ونبرة متألمه أظن إن ده تمن عادل أوي قصاد تضحياتك علشاني يا أمال هانم!

وقفت بغضب وأجابته بقوة بعدما عجزت عن إقناعه باللين يكون في علمك يا سليم، أنا لا يمكن أسمح للبنت دي إنها تنجح في مخطتها وتوصل لك وتعيش هي واهلها في النعيم اللي بتحلم بيه على حسابك، على جثتي لو أتجوزتها يا سليم!

قالت كلماتها وخرجت من الشرفه كالإعصار أما سليم فزفر بضيق وأرجع ظهرة للخلف.

وحدث حاله بتألم، لا تفعليها أمي أرجوك وتضعي حالك بخانة إختيار واحده أمام فريده،
أرجوك لا تفعليها وتضعيني في مأزق حياتي حينها، أرجوك أمي.

ورفع بصرة إلى السماء وناجي ربه، يا الله ساعدني أرجوك لأتخطي الصعاب وأصل لمرادي دون أن أحزن قلب أمي!

تري ما الذي يجعل سليم متأكدا طوال الوقت أن فريدة ستكون من نصيبه؟

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

بعد إنتهاء الوليمة التي صنعتها عائلة فؤاد إلى عائلة حسن نور الدين
عاد هشام متأخرا من منزل فريدة حيث ضل هو بعدما رحل الجميع وذلك ليجلس بصحبة خطيبته ووالدها الذي لم يتركهما بمفرديهما منذ أول يوم خطبه إلى يومنا هذا!

أما سليم فقد إتخذ قرار أنه لن يذهب إلى الشركه مجددا لعدم رؤية فريده له، فقد قرر اللعب على أوتار أعصابها ليشتت مشاعرها ويجبرها على الإختيار الإجباري، والذي هو بالتأكيد إختيار قلب سليم!
صباح اليوم الجديد!

وصلت فريده إلى مقر الشركه على أمل أن تراه وتصمت أنين قلبها الذي لم يتثني عن الصراخ منذ أن أبتعد سليم عنه قاصدا
جلست بمكتبها قليلا تنتظر أن يستدعيها سليم إلى مكتبه كما السابق، ولكن إنتظارها دون جدوي، وقفت وبدأت تتحرك بتوتر داخل المكتب، ثم توقفت فجأة وتحركت خارج المكتب قاصدة مكتب فايز!

وبالفعل طرقت الباب ودلفت ثم جلست، وتسائلت بهدوء وثبات إفتعلته لنفسها بإعجوبه هو الباشمهندس سليم ما طلبش من حضرتك ملفات إنهاردة يا أفندم؟
نظر لها فايز عاقدا حاجبيه بدون فهم!

فأكملت هي بشرح موافي لحديثها، أنا واصله مكتبي من بدري بس لا بعت لي أروح له مكتبه علشان نقفل شغلنا، ولا حتى إتصل يطلب ملفات زي عوايدة، فأنا قلقت وجيت لحضرتك علشان أستفسر بما إن إنهاردة أخر يوم ليه في الشركة!
نظر لها بإستغراب لحالتها وكلامها الغير مقنع بالمرة وأجابها الباشمهندس خلص شغله عندنا إمبارح يا فريدة، هو مبلغكيش ولا أيه؟

إرتعب داخلها وصرخ قلبها متفاجئ ورافض فكرة عدم تواجدها معه بنفس المكان من جديد، وأنه بالفعل رحل دون أن يخبرها لتستعد هي وقلبها لصدمة رحيله مرة أخري!
أجابت بصوت مهزوز وعيون زائغه غير مستقرة لا يا أفندم، المفروض كان قال لي علشان أكون عاملة حسابي، هو أنا للدرجة دي قليله أوي في نظرة؟

ثم وعت على حالها سريع حين رأت نظرات فايز المستغربه وتحدثت بشموخ إصطنعته لنفسها وبرأس مرفوع أردفت قائلة أقصد إني ليا وضعي في الشركه وإنه كان من الذوق واللباقه إنه يبلغني بإن شغله معايا إنتهي!
وأكملت بنبرة رافضة لتلك المعاملة أنا باشمهندسه وكنت بساعده، مش سكرتيرة ولا مساعدة جنابه علشان يتعامل معايا بالغطرسه دي، ولا أنا كلامي غلط يا أفندم؟

أجابها بهدوء بعدما أستقر حديثها وعادت لتوازنها الطبيعي هو المفروض إن ده كان يحصل يا فريدة، أنا فعلا مستغرب هو إزاي مبلغكيش، وخصوصا إن وهو بيبلغني إنه إنتهي من فحص الملفات وإنه قريب هيبلغني بقرارة وقرار شركته شكر فيكي جدا، وأشاد بذكائك وبشغلك المميز إللي كتير ساعدة في إتخاذ قرار هيرضي الكل إن شاء الله!

وقفت وتحدثت بقوة متلاشيه حديث فايز لإطراء سليم على مجهودها ربنا يصلح الحال يا أفندم وإن شاء الله خير، بعد إذن حضرتك!
وخرجت من مكتبه متوجه إلى مكتبها والتي دلفت إليه كالإعصار المدمر لما سيواجهه، وبلحظه أقبلت على هاتفها وبدون تفكير تفحصت إسمه وضغطت زر الإتصال.

كان يجلس بسيارته خلف مقود السيارة وهو يقودها للذهاب لإحدي الشركات التي كانت من ضمن مجموعة الشركات المتقدمه لطلب إدماج شركتهم لشركته
نظر لشاشة هاتفه وأبتسم بخبث حين رأي نقش عشقي الأبدي كما يلقبها، فقد راهن حاله على أنها ستهاتفه اليوم بعدما تنهار حصونها المصتنعه تلك!

صف سيارته جانبا وكان الإتصال قد إنتهت مدته، مما أحزنها وجعل حالتها مزريه ومحزنه
أعاد سليم الإتصال، نظرت بهاتفها متلهفه وهي تتفحصه وبلحظه ضغطت زر الإجابه.

تحدث هو بنبرة جاده ليقضي على ما تبقي من صبرها أهلا يا باشمهندسه!
أجابته هي بنبرة حادة غاضبه أسعدته باشمهندسة أيه بقا، هو حضرتك خليت فيها باشمهندسة، دي معاملة حضرتك ليا محصلتش حتى معاملت سيادتك لسكرتيرتك!

شعر بسعادة داخليه لا يضاهيها سعادة وتحدث بتخابث وبرود قاتل أغضبها أيه بس إللي مزعلك أوي كدة يا باشمهندسه؟
أجابته بغضب و إعتراض هو مش المفروض إني شغاله مع حضرتك في فحص ملفات الشركه واللي بناء عليه موقفه شغلي الأساسي لحد ما حضرتك تنتهي من مهمة سيادتك عندنا،
يبقا من الواجب والأصول إن لما حضرتك تنهي شغلك وتقرر تمشي، على الاقل تبلغني علشان أرجع لشغلي المتعطل بقاله أسبوع بسبب طوارئ سيادتك!

إبتسم وتحدث بتسلي بطريقه مستفزة لها أنا أسف يا أستاذه نسيت، جل من لا يسهو!

تنهدت بضيق من نبرته البارده وتحدثت بنبرة معاتبه علي العموم متشكرة جدا لتقدير سيادتك لشخصي ليا، ومتشكرة كمان على الوضع إللي حضرتك حطيتني فيه قدام باشمهندس فايز إنهاردة وأنا رايحه أسأل على حضرتك زي المغفله!
سألها بهدوء بنبرة خبيثه وياتري كنتي رايحه تسألي عني ليه؟

إرتبكت وتحدثت بنبرة مرتبكة وصلت له عادي يعني، كنت بسأل علشان أعرف إن كنت حضرتك محتاج لي في مكتبك إنهاردة، ولا حالة الطواريء اللي أنا وشغلي فيهم من إسبوع هتتفك وأرجع لشغلي الأساسي!

أجابها بهدوء وصوت حنون أذابها أنا بجد أسف على التصرف الغير مقصود أكيد، وحابب كمان أشكرك على تعاونك المميز معايا واللي ساعدني في إني أتحصل على كل المعلومات إللي إحتاجتها علشان أعرف أتخذ القرار المناسب بخصوص شركتكم، وأنا على فكرة قولت الكلام ده ل مستر فايز!

حزن داخلها من طريقة حديثه الرسميه معها وكادت أن تصرخ به معترضه،
ولكنها دفنت حزنها بداخلها وأخرجت صوتها بنبرة ضعيفه جادة بعض الشيئ متشكرة يا باشمهندس، وأسفه لو كنت أزعجت حضرتك بمكالمتي!

أجابها بخبث ولا يهمك مفيش إزعاج ولا حاجة، مع السلامة يا باشمهندسه!

وأغلق الهاتف نظرت هي بهاتفها غير مصدقه ما حدث، وأدمعت عيناها بألم لتلك المعامله الجافه.

وحدثت حالها بألم وذهول، أيعقل أن تنساني بتلك السرعة سليم؟

أين صوتك العاشق، أين مناداتك لي ب حبيبي؟

أين إصرارك وإلحاحك وحثك لي على أن أترك هشام وأعود لقلبك من جديد؟

أكان كل هذا هراء مثل سابقه؟

أكنت تلهو بي وبمشاعري كسابق عهدك؟

يا لحماقتي وغبائي!
بالله عليك لا تفعلها بي مجددا تاركي وتارك قلبي!

رفعت رأسها لله تناجيه بدموع يا الله قف بجانبي ومعي لأستمد منك العون والقوة لتحمل كل هذه المحن التي تطرق بابي واحدة تلو الأخري!

وأكملت بدموع وغضب، اللعنة عليك سليم، اللعنة عليك قاهري وقاهر قلبي الملعون، الذي وما أن تشار إليه يلهث ويرتمي داخل براثنك من جديد دون وعي أو إدراك!

عند سليم أغلق هاتفه وزفر بضيق وأسند ظهرة للخلف
ولام حاله على إحزان قلب فريدة حياته وإلامها.

أمسك هاتفه من جديد فلم يعد يستطيع تحمل تألم فريدته أكتر ظغط زر الهاتف من جديد، نظرت بشاشة هاتفها بدموع،
وجدت نقش إسمه، إبتسمت رغما عنها وأنتعش قلبها وأرتعش جسدها بسعادة.

وبرغم حزنها منه وسخطها عليه إلا أنها لم تستطع صبرا،
أمسكت هاتفها بيد مرتعشه وضغطت زر الإجابه وأخرجت صوتها عنوة خير يا باشمهندس، ياتري نسيت تقولي حاجه تانيه خاصه بالشغل؟

تنهد بألم لأجل صوتها الباكي التي تحاول جاهدة تخبأة بكائها ولكنها لم تفلح بالتأكيد أمام عاشق أنفاسها.

تنهد بقلب يحترق لأجل دموعها وأجابها بصوت عاشق هائم أهلك قلبها نسيت أقولك إنك حبيبتي ونور عيوني إللي من غيرهم الدنيا بالنسبة لي تبقا ظلام.

ونسيت أقولك إني عمري ما هستسلم وأبعد عنك حتى لو قولتيهالي ألاف المرات.

خرجت شهقه عاليه عنوة عنها من أثر بكائها فتحدث هو سريع بصوت عاشق متألم بلاش دموعك دي يا حبيبي
دموعك بتنزل على قلبي تحرقه، أرحميني وأرحمي ضعف قلبي ناحيتك يا فريدة!

أجابته من بين شهقاتها العاليه بصوت متقطع بائس ياريتك سمعت كلامي ومسافرتش وسبتني يا سليم، ياريتك مكنت ظلمتني وظلمت قلبك معايا!

أجابها بحماس وصوت شغوف إحنا لسه فيها يا حبيبي، إتكلمي مع هشام وقولي له إن نصيبكم مش مع بعض،
قولي له إنك مش قادرة ولا عارفه تكملي معاه، وأكمل برجاء إعملي كدة علشانا يا فريدة، أرجوك يا فريدة، أرجوك!

أردفت بألم ودموع ياريت كان ينفع يا سليم، للأسف الموضوع مش بالسهولة إللي إنت متصورها دي!

أجابها بهدوء وأيه بس إللي صعبها يا حبيبي؟

صاحت بألم وأسي لإن ببساطه الغدر مش من طبعي يا سليم، هشام كان راجل معايا من البدايه ومقبلش على نفسه ولا عليا إنه يحبني من غير رابط شرعي، هشام جه لحد بيتي وطلبني من بابا ومن وقتها عمرة ما زعلني بكلمه واحده،
وأكملت برفض تام ما أقدرش أقابل إحترامه ليا ورجولته معايا بقلة أصل ونداله وغدر، ما أقدرش يا سليم ما أقدرش!

تحدث بألم يمزق داخله من أثر حديثها عن هشام ورجولته معها وأردف بخزي وألم قصدك طلع أرجل مني ومعملش معاكي إللي أنا عملته،
وأكمل بصوت ضعيف مفسرا بس أنا دفعت الثمن غالي أوي، وندمت ندم يكفي عمري إللي راح واللي جاي كله،
وأكمل برجاء صدقيني وأغفري لي غلطتي وإنسي يا حبيبي، إنسي وخلينا نبدأ حياتنا مع بعض، أرجوك يا فريده!

أجابته بدموع وألم أرجوك يا سليم إفهمني وقدر موقفي، قولت لك مش هينفع، ماأقدرش ماأقدرش!

صاح بها بصوت متألم إنت عارفه إنت كده بتعملي أيه؟
إنت كدة بتحكمي على قلوبنا بالإعدام!

أجابته بألم ولو سبته ورجعت لك أبقي بحكم على ضميري بالإعدام، وساعتها عمري ما هحترم نفسي ولا هقدر أعيش معاك مبسوطه ومرتاحه البال،
وأكملت بدموع أهون عليا أعيش بقلب ميت ولا إني أعيش وضميري منتهي،
وأكملت برجاء أرجع من مكان ما جيت يا سليم وحاول تكمل حياتك وتنساني،
بكت بشهيق عالي وأكملت وأدعي لي وادعي لقلبي بالثبات، إدعي لي إن ربنا ينتزع حبك من جوايا ويزرع مكانه حب هشام.

صرخ قلبه متألما طالبا الرحمه وأردف بصوت رجل مدبوح على يد إمرأته يا جبروتك، يا قسوة قلبك يا فريدة، بقا بتطلبي مني أدعي لك إن ربنا يزرع في قلبك حب راجل غيري؟

جبتي القسوة والجبروت ده كله منين؟

أردفت بدموع أرجوك يا سليم لو فعلا بتحبني وأنا غاليه عليك سافر وماتحاولش تقرب مني تاني، وأكملت من بين شهقاتها ولو لقتني ضعفت وبتصل عليك في يوم أرجوك ما تردش عليا، ده رجائي الأخير منك يا سليم، أرجوك تحققه لي!

أخذ نفس عميق وتسائل بنبرة جادة ده أخر كلام عندك يا فريده؟

متأكده من إنك فعلا عوزاني أبعد وأنساكي وأحب وأتجوز وأعيش حياتي من غيرك؟

إشتعلت نار قلبها من الغيرة من مجرد تخيلها أنه بصحبة غيرها من النساء،
تحاملت على حالها وأجابته بصوت ضعيف متأكدة يا سليم، ربنا يوفقك ويرزقك ببنت الحلال إللي تقدر تعوضك!

أجابها بقوة وثبات تمام، زي ما تحبي، أنا هنفذلك طلبك وهبعد عنك زي ما طلبتي بالظبط، وصدقيني مش هحاول أضايقك بعد إنهاردة،
وأردف بنبرة حزينه مع السلامه يا فريدة!

أجابته بدموع وقلب يتمزق ويصرخ مع السلامه يا سليم، مع السلامه!

وأغلقت الهاتف وأجهشت ببكاء مرير كأنها إستمعت للتو خبر وفاة أغلي الغوالي لديها، بكت على أحلامها التي إنهارت وتسربت من بين أيديها للمرة الثانية!

نظرت للسماء تناجي ربها بدموع غزيرة وألم يمزق داخلها بلا رحمة، ، كن معي يا الله، كن بعوني وساندني كي لا أضعف وأصبح خائنة،
لقد إخترت أن أمتثل إلى شرعك وحكمك، فأرجوك ساعدني على أن لا أضعف من جديد،
إنتزع عشقه الأبدي من قلبي وضع محله عشق ذلك المسكين الذي لا ذنب له سوي عشقه الهائل لي،
أرجوك يا حبيبي، أرجوك كن معي ولا تتركني ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين!

أما عند سليم فقد أغلق معها وأمسك هاتفه وضغط على زر الإتصال وتحدث بضيق بعد أن أتاه الرد من الطرف الأخر عملت لي أيه في الموضوع اللي كلفتك بيه؟

تحدث بضيق بعد أن إستمع إليه يعني أيه عمر لسه ما وصلش لحاجه لحد دالوقت، إنجز وخلصني أنا مش هقعد عمري كله أستني خبر من سيادتك إنت وسي عمر بتاعك!

صمت ليستمع للطرف الأخر وأجاب تمام، بس ياريت تنجز لإن صبري بدأ ينفذ!

ثم أغلق الهاتف وتنهد بضيق وحدث حاله، صبرا فريدة، أقسم بربي لأعاقبك على كل هذا الهراء الذي تفوهتي به منذ قليل،
سأعاقبك على كل حرف تافه تفوهتي به، وأكمل مبتسم بتسلي ولكني سأعاقبك بطريقتي الخاصه، طريقة سليم الدمنهوري لغاليته ومبتغي أحلامه!

وتنهد بشوق وحدث حاله بهيام، هرم قلبي من ويلات الإشتياق أميرتي، متي يحين الأوان وترضي عني مهلكتي، أريد أن أقتطف معك ثمار عشقي الملتهب داخلي منذ سنوات، أقسم بربي سأذيقك من وابل العشق مالم يتذوقه قبلنا من العاشقين، فقط تخلصي من تلك الأفكار التي تعكر صفونا وتعي لأخضاني لنبدأ معا ملحمة غرامنا المنتظر، غرام ذلك المسكين صريع الهوي لفريدته.

بعد إنتهاء دوام العمل.

كان هشام يستقل سيارته عائدا إلى المنزل إستمع لصوت هاتفه معلنا عن وصول مكالمه، نظر ب شاشة هاتفه وجد رقما غير مسجلا بقائمة أسماء هاتفه.

قرر الإجابه وضغط على زر الإجابه وتحدث بترقب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

رد عليه صوت أنثوي هاديء وناعم ومرتبك بعض الشئ إزيك يا هشام!

ضيق عيناه بإستفهام وأردف بتساؤل أهلا يا أفندم، ممكن أعرف مين معايا؟

تألم داخلها وأردفت قائله بنبرة معاتبه معقوله نسيت صوتي يا هشام؟

صف هشام سيارته سريع وأبتلع لعابه بتوتر حين تذكر تلك النبرة وصاحبتها وأردف قائلا بترقب لبني؟

إنتفض داخلها بسعادة حين إستمعت لحروف إسمها بصوت معشوق عيناها!

وأجابته بصوت أنثوي رقيق للغايه أيوة لبني يا هشام، لبني اللي خلاص نسيت نبرة صوتها ونسيتها لدرجة إنك تبقا عارف إني موجوده في مصر ليا تلات أيام وماتجيش حتى تزورنا، ولا حتى تطمن عن خالتك و ماجد إللي نفسه يشوفك وأتصل بيك وإنت طنشته!

كان يستمع إلى صوتها بحنين لماضي فات ومضي، فجأه نفض وبشدة من رأسه وقلبه أية أفكار ممكن أن تجعله يشتاق لها ولحنين أيامه معها،
ثم أردف قائلا بعد إستفاقته من تلك الهفوة معلش يا لبني، صدقيني كان غصب عني، أول يوم كان عندي شغل ضروري وإمبارح لما ماجد كلمني كنت في طريقي لبيت فريدة خطيبتي، كنا معزومين كلنا عندهم على الغدا، ورجعت متأخر ونمت على طول!

أجابته بغيرة ظهرت بصوتها الساخر طبعا خطيبتك ليها الأولويه عن زيارة خالتك إللي ليها أربع سنين غايبه عن البلد!

وأكملت بتساؤل بصوت حاد طب وياتري هتتقضل علينا بالزيارة أمتي، ولا محتاج تاخد الإذن الأول من خطيبتك؟

أجابها بنبرة جادة ليذكرها بمعاملتها له من قبل وكيف لها أن تخلت عنه ورحلت أنا مبخدش إذن من حد يا لبني، ومش محتاج لأن ببساطه فريدة عقلها كبير وبتثق فيا لابعد الحدود، فالبتالي ما بحتاجش أبررلها مواقفي وتصرفاتي كل شويه.

أجابته بنبرة جادة وحديث ذات معني يبقا ما بتحبكش كفايه يا هشام،
وأكملت بحنان البنت لما بتحب راجل بيكون هو كل حياتها وبتهتم بأدق تفاصيله!

تحدث بهيام قاصدا جنونها الذي يعرفه جيدا بالعكس، أنا وفريدة بنعشق بعض، و عشقنا مدينا ثقه كبيرة في بعض وده عاملنا إستقرار نفسي في علاقتنا وهدوء روحي،
وأكمل لينهي الإتصال لعدم إعطائها وإعطاء قلبه الإنجراف لمشاعر يكبتها هو ويحجر عليها منذ أعوام ولن يسمح لها بالخروج إلى الحياه مرة أخري علي العموم وإحنا بنفطر إنهاردة الصبح سمعت ماما بتقول للحاج إنها هتعزمكم على العشا بكرة،.

فأنا شايف إنكم كده كده جايين وهنشوفكم،
وأكمل مبررا وأكيد إنتم لسه ماأستقرتوش وتعبتوا من زيارات الأهل
وأكمل بجديه وأكيد أهل خطيبك هما كمان بيزروكم، يعني من الأخر كدة أنا مش عاوز أزود إنشغالكم وتعبكم!

أجابته بصوت مترقب مرتبك أنا سيبت خطيبي يا هشام!

تفاجأ بالخبر وأهتز للحظه، ثم تمالك من حاله وتحدث وكأنه لم يهتم بالأمر من الأساس طب ليه كده، ده حتى ماجد كان بيشكر فيه وفي أخلاقه؟

أجابته بصوت حنون مقدرتش أكمل، خوفت أكون بظلمه معايا، ريحت نفسي وفركشت وإحنا لسه على البر!

تلاشي هشام نبرة صوتها الحنون وأجابها بصوت جاد ربنا يرزقك بإنسان كويس يستاهلك وتستاهليه يا لبني.

واكمل سريعا حتى لا يدع لها أية فرصه لفتح أحاديث مجددا لبني معلش مضطر أقفل لإني سايق ولسه هعدي على بابا في شغله علشان نروح سوا، إن شاء الله أشوفك قريب، مع السلامه!

أجابته بنبرة صوت حزينه من معاملته الجافه مع السلامه يا هشام!

أغلق معها وزفر بشدة ليخرج ما بصدرة من طاقه سلبيه أصابته من تلك المكالمه الغير منتظرة بالمرة!

ثم أدار سيارته مرة أخري وتحرك!

أما عن لبني التي ما أن إنتهت من المكالمه حتى إرتمت فوق تختها وأجهشت ببكاء مرير على ما صنعته بأيديها لتخريب حياتها وبعد حبيبها الأبدي عنها وللأبد.

في منزل حسن نور الدين.

كانت سميحه تقف على قدم وساق هي وزوجتي ولديها لإستكمال ما تبقي من صنع وجية الغداء قبل وصول زوجها وأبنائها من أعمالهم.

تحدثت رانيا بنبرة تكسوها الحذر علي فكرة يا طنط، أنا زعلانه من حضرتك علشان إنت شككتي في كلامي إللي قولته ليكي عن فريدة،
وأكملت بتصميم كاذب وعلي فكرة بقا، هي فعلا قالت الكلام اللي أنا وصلته لحضرتك بس مكانش بنفس السياق، كاا.

وكادت أن تكمل قاطعتها سميحه بنبرة صارمه أنا مسألتكيش عن الموضوع علشان ما احرجكيش، تقومي إنت إللي تيجي وتفتحيه؟

وأكملت بنبرة حاده وبعدين أنا ميهمنيش أيه إللي دار بينكم واللي إتقال، أنا مش صغيرة علشان تقعدي تحكي لي حكايات وروايات،
وأكملت بحديث ذات مغزي أنا كفايه عليا أبص للإنسان في عنيه أعرف إذا كان كذاب ولا صادق، شعري الأبيض ده مش صبغاه يا رانيا، ده سنين كتير علمت فيا وعلمتني كتير أوي.

وأكملت بحكمه اللي عاوزة أوصله ليكي يا بنتي، إني مش صغيرة وعارفه وفاهمه كل إللي بيدور حواليا،
وكلمتين هقولهم لك تحطيهم حلقه في ودانك، خلي بالك من جوزك وولادك وأهتمي بيهم بدل ما أنت شاغله نفسك ب فريدة قالت أيه وما قالتش أيه،
وأكملت بحديث ذات مغزي ومرة تانيه لما حد يقولك حاجه ياريت تخليها بينك وبينه، علشان أنا مش عاوزة مشاكل في بيتي!

وأسترسلت بنظرة حاده ونبره تهديديه فهماني يا رانيا؟

نظرت لها بضيق وتحدثت مرغمه حاضر يا طنط، أي أوامر تانيه؟

أجابتها بحده أنا مبديش أوامر يا بنتي، أنا واحده عاوزة أعيش في هدوء أنا وولادي، وأظن ده من حقي!

أجابتها دعاء بهدوء لتخطي الحدث عندك حق طبعا يا طنط، وأكيد رانيا متقصدش تزعل حضرتك، وإن شاء الله مفيش غير كل خير بعد كدة!

أجابتها سميحه بتمني ياريت يا دعاء!

وأكملت حين أستمعت لصوت زوجها وهشام الذي إصطحبه من عمله بطريق العوده ملحوا السلطه وطلعوها على السفرة، على ما أروح أشوف عمكم حسن!

نظرت رانيا على أثرها وتحدثت بغضب تام طبعا متقدريش تقولي كلامك ده غير ل المسكينه رانيا، لكن الباشمهندسه تضربوا ليها تعظيم سلام كلكم.

نظرت لها دعاء وتحدثت بنبرة ملامه يا بنتي أسكتي بقا هو أنت مكفاكيش الكلام اللي لسه سمعاه منها، إهدي بقا وخلينا في حالنا وخرجي فريدة من دماغك!

إمتعض وجه رانيا وكادت أن تتحدث لولا دلوف سميحه الذي أخرصها!

بعد يومان.

جاءت لبني مع أسرتها لزيارة أسرة حسن نور الدين
دلف هشام من باب الحديقه عائدا من عمله وجدها أمامه وكأنها تنتظر عودته، تلاقت العيون وأنتعش قلب لبني بشدة من الإشتياق، وبلحظه كاد أن يرحل معها إلى ماضيهما المنسي ولكنه إستفاق على حالة، وعاد إلى وعيه من جديد، وتذكر الوعد الذي قطعه على حاله حين رحلت وتركته!

إقتربت منه ومدت يدها وأحتصنت بها راحتيه بلمسه حنونه وأردفت بعيون متفحصه لكل إنش في وجهه هشام، إزيك.

تحمحم بإحراج من هيئتها التي ظهرت عليها أمام الجميع الجالسون يشاهدون لقاء الحب الضائع!

أجابها بهدوء بعدما سحب يده سريعا أزيك إنت يا لبني، حمدالله على السلامه.

ولم ينتظر ردها تركها وذهب إلى زوج خالته الجالس بجانب والده.

تحرك هشام إلى كمال وأحتضنه
ثم ماجد تليه خالته مني التي أردفت بنبرة معاتبه أهلا بالأستاذ إللي نسي إنه ليه خاله إسمها مني!

أجابها بإبتسامة حب وهو يحتضنها برعايه طب بذمتك القمر ده يتنسي إزاي؟

تحدث ماجد بدعابه أبتدينا البكش أهو!

ضحك الجميع وتحدث حازم شقيق هشام لا وهشام إبن خالتك في البكش ما شاء الله عليه، مالوش زي.

إبتسم هادي وأردف ياخد مركز أول وبجدارة.

كان ينظر لهم ويبتسم حين أكملت والدته يا سلام عليكم لما تجتمعوا على حد، سيبوه في حاله بقا ده لسه راجع من الشغل مخدش نفسه.

جاءت لبني إليه وهي ممسكه علبه بيديها ومدتها له وأردفت قائلة بإبتسامة ساحرة إتفضل يا هشام هديتي ليك!

نظر لها مستغربا وتحدث بتساؤل هدية، دي ليا أنا؟

أجابته غادة بإبتسامه لبني جابت لنا كلنا هدايا يا هشام، تقريبا كدة ما نسيتش حد، حتى الأطفال لما جابت لهم!

أخذ منها هشام العلبه وفتحها وإذ بها ساعة يد رجالي رولكس باهظة الثمن.

تفاجأ بها هشام.

وأردفت رانيا التي إقتربت منهما بفضول لتري هدية هشام أردفت بنبرة ساخره هي صحيح جابت لنا كلنا هدايا يا غادة، بس الظاهر إن هشام غلاوته عندها غير أي حد، بدليل الرولكس إللي تجنن دي!

نظر لها هشام وأجابها بهدوء كل واحد ونصيبه في الهدايا بقا يا رانيا، وبعدين لو عجباكي أوي كدة ممكن تاخديها،
وأكمل بحديث ذات مغزي للتوضيح إلى لبني أنا أصلا ما بقلعش ساعة فريدة من إيدي وإنت عارفه كده كويس!

ثم نظر إلى لبني التي إحتجزت دموعها من الهبوط بإعجوبه وتحدث تعبتي نفسك يا لبني، وبجد متشكر، الهديه فعلا حلوة جدا، وأكمل بعيون ولهه وهو ينظر إلى ساعة يده التي يرتديها لكن للأسف، مش هقدر ألبسها!

تمالكت حالها لأبعد الحدود وتحدثت بكبرياء لترد له الإهانه هو فيه كده يا هشام، بقا حد يرفض الرولكس علشان ساعه أخرها من الموسكي؟

أجابها بتفاخر بس عندي كأنها قطعة من الجنه، تخيلي!

وتحرك متوجها للداخل تحت إستشاطتها وأردف بإحترام بعد إذنكم، هغير هدومي وأرجع لكم!

وقفت سميحه وتحدثت علي ما تغير هدومك هكون حضرت السفرة!

إقتربت رانيا من دعاء وتسائلت بإستفسار أقطع دراعي إن ما كانت اللي إسمها لبي دي بتحب هشام!

ضحكت دعاء وأردفت وأي حب يا بنتي، دي كانت قصة إسطوريه!

نظرت له بتلهف وأردفت بحماس إنت بتتكلمي جد يا دعاء، يعني لبني فعلا بتحب هشام؟

أجابتها وهي تجاورها وتتجهان إلى المطبخ لتجهيز الطعام أيوة يا بنتي، وهشام كمان كان بيحبها جدا، دول كانوا تقريبا مبيسيبوش بعض أبدا، بس الكلام ده كان قبل ما تتجوزي إنت!

تحدثت رانيا بتلهف لا بقا، ده انت تحكي لي القصه من أولها لأخرها!

أجابتها دعاء بتذمر بذمتك ده مكان نتكلم فيه ولا ده وقته أصلا!

ردت رانيا بنبرة إصرار وماله الوقت بس، حماتك قاعده برة مع إخواتها وإحنا أدينا بنتسلي وإحنا بنحضر الأكل ونرصه!

تنهدت دعاء بإستسلام وتحدثت بصي يا ستي، الموضوع ده بدأ بدري أوي من ساعة هشام ما كان طالب في الليسانس، وهي كانت لسه في ثالته ثانوي،
حبوا بعض جدا والكل كان عارف إنهم شبه مخطوبين حتى عمي حسن كان موافق، بس كان مأجل الموضوع لبعد جواز حازم، كل مقابلاتهم كانت في شقة غادة، أصل هشام يعتبر كان ساكن معاها، كان واخد هدومه عندها وبيذاكر وينام عندها علشان ولادها كانوا لسه صغيرين وجوزها طبعا كان مسافر،.

بعد حوالي أربع سنين من حبهم لبني خلصت جامعتها، عمو كمال قرر ياخد طنط مني ولبني وماجد يعيشوا معاه في دبي، هشام رفض وطلب منها ترفض وتقعد مع غادة في شقتها وهو هيرجع يعيش معانا هنا تاني، لحد ميجهز شقته هنا في البيت ويتجوزا فيها!

لكن هي رفضت وأتهمته إنه بيكبت حريتها وإنها عاوزة تسافر وتشتغل وتعمل لنفسها كرير وتحقق ذاتها في دبي وبعدين تبقي ترجع ويتجوزا.

هشام وقتها اتجنن ورفض، و خيرها ما بين السفر وبين إنهاء علاقتهم للأبد، وللأسف لبني إختارت السفر وأنتهي كل شيء إتبني في سنين في لحظه واحده!

وأكملت سمعت مرة غاده كانت بتتكلم مع هشام وتقوله إنه مكنش قصدها الفراق، هي سافرت وكان بيتهي لها إنها بكلمتين منها هتعرف ترجعه ليها تاني، بس إنت بقا عارفه هشام ودماغه الناشفه!

إبتسمت رانيا بعيون متسعه وأردفت بعتاب بقا تبقي عارفه كنز زي ده ومخبياه عليا يا دعاء؟

وأكملت بلوم ده أنت مطلعتيش سهله يا ست دعاء زي ما كنت فكراكي!

أردفت دعاء بطيبه وانا هخبي عليكي ليه، كل الحكايه إن الموضوع ما يخصناش، وبعدين موضوع وأنتهي أصلا يعني مبقاش يهم حد!

تحدثت رانيا بتخابث ده بالنسبة لك، لكن الموضوع بالنسبة لي مهم، ومهم جدا كمان!

رفعت دعاء كتفيها بلامبالاة وأكملت ما تتابعه.

بعد حوالي يومان!

كانت فريدة تقبع فوق تختها وهي متقوقعه على حالها بوضع الجنين حزينه متألمه منذ ذلك اليوم، رن هاتف فريدة أمسكته وجدت نقش إسم علي غلاب، إنتفض قلبها فرحا، إعتقادا منها أن يكون سليم قد أرسله لها،
ثم تنهدت بألم عندما وعت وتيقنت أنها إتخذت القرار ولا رجعة فيه.

أجابت بهدوء أهلا باشمهندس علي!

أجابها بإحترام وصوت أخوي إزيك يا باشمهندسه فريدة، أخبارك أيه؟

اجابته تمام، الحمدلله!

أردف هو بصوت حماسي ليا عندك طلب وممنوع الرفض لإنها أوامر عليا!

أردفت بتعجب متسائلة خير يا باشمهندس، قلقتني!

رد عليها صوت أنثوي بخفة ظل أنا بقا يا ستي إسمي أسما، وأبقا مرات الأستاذ على أبو دم خفيف اللي إنت عرفاه ده، ونفسي أشوفك أنا وسولي جدا جدا من كتر ما سمعت عنك،
وأردفت بترقب ها، هتكسفيني ولا هتشرفيني بالزيارة بكرة علشان أتعرف عليكي؟

إبتسمت فريدة من خفة ظل أسما وأرتاح قلبها لصوتها وأردفت بإبتسامة طبعا يشرفني إني أشوفك وأتعرف عليكي، وأكيد هكون سعيدة جدا إني أشوف سولي!

أردفت أسما بسعادة خلاص هستناكي بكرة علشان نتغدا سوا ونتعرف على بعض، وكمان هخرج علي ينزل يقعد على أي Cafe علشان تاخدي راحتك!

أردفت فريدة بنبرة خجله أنا بجد أسفه يا أسما، ياريت إحنا إللي نتقابل في أي Cafe برة، لإن بصراحه بابا رافض مبدأ زيارتنا في أي أماكن مغلقه، ياريت متفهمنيش غلط!

أجابتها أسما بتفهم وأحترام حقه طبعا يا فريدة، وأنا لو مكانك كان ممكن أفكر بنفس طريقتك، مهما كان إنت لسه ما تعرفنيش ولا حتى معرفتك ب على كافيه إنك تثقي فيه وتدخلي بيته!

أغمضت فريدة عيناها بإحراج من طلبها هذا، ولكن هي ليست بالفتاه الساذجه التي تذهب لمنزل أي شخص مهما كانت ثقتها به، هذه أوامر دينها وهذة تربيتها وهذة أيضا قواعدها ولن تتنازل عنها مهما كان!

مع غروب شمس اليوم التالي.

دلفت فريدة داخل ال Cafe نظرت بترقب تتفقد المكان وجدت من أشار إليها بيده،
إبتسمت له وتحركت بإتجاهه قابلها هو وأبتسم وأردف قائلا في ميعادك بالثانية يا باشمهندسه!

أجابته بعمليه ما أنت عارف يا باشمهندس، مهنتنا مفيهاش تهاون، لازم نظبط وقتنا بالدقيقة والثانية، ومع الوقت إتعودنا وبقينا بنطبق نظامنا على كل حاجه في حياتنا!

إقتربت من أسما التي تحركت في إتجاهها مدت يدها وتحدثت بإنبهار ظلموكي كتير وهما بيوصفوكي ليا، أيه يا بنتي الجمال ده كله!

وأكملت بإستسماح تسمحي لي أقولك يا فريدة لأني بصراحه بتخنق من الرسميات ومش بكون مرتاحه!

أجابتها بإبتسامة بشوشه لوجهها الملائكي إنت تقولي وتعملي كل إللي إنت عوزاه، أسمحي لي أنا كمان أعبرلك عن إعجابي بجمالك وبخفة دمك وشخصيتك المحبوبه!

ثم نظرت لذلك الجالس يتطلع عليها بإستغراب وأردفت بإبتسامة وهي تمد يدها بكيس مملوء بالشيكولا المحببه لدي الأطفال!

مدت يدها له بإبتسامة وتحدثت أيه يا أستاذ سولي مش هتسلم عليا؟

إبتسم لها وأردف بصوت طفولي أزي حضرتك!

مالت عليه وقبلته وأردفت بإبتسامة بشوشه طب ممكن بقا نبقا أصحاب، و زي ما أنا بقول لك يا سولي إنت تقول لي يا فيري، إتفقنا؟

فتح كف يده ورفعا ليحسها على رفع يدها هي الأخري وألصق يدها بيده بحركه محببه لديه وأردف بسعادة إتفقنا يا فيري!

إبتسمت له وهي تجلس وتحدثت شطور يا سولي!

نظر على إلى فريدة وتحدث أنا هاخد سولي وأقعد على التربيزة اللي جنبكم علشان أسيبكم براحتكم!

وأشار للنادل وتحدث شوف الهوانم يشربوا أيه لو سمحت!

بعد مده من جلوسهما بمفرديهما وتعارفهما ببعضهما.

تحدثت أسما أنا عارفه إنك قلقانة وخايفه ترجعي تأمني لسليم من جديد ومن تاني يرجع يخدعك، بس صدقيني يا فريدة سليم إتعلم الدرس كويس أوي، وأردفت تعرفي إن حبك غير سليم للأفضل وخلق منه إنسان جديد؟

نظرت لها وضيقت عيناها وأردفت بتساؤل غيرة إزاي يعني، مش فاهمة؟

إبتسمت أسما بهدوء وتحدثت مفسرة سليم قبل ما يعرفك مكنش بيصلي ولا عنده درايه عن دينه إللي بينتمي ليه، وده طبعا بحكم المدارس الدوليه إللي كان بيدرس فيها ولاغيين مادة الدين من منهجهم وده عن قصد طبعا، وحتى مامته كان كل أولوياتها إنهم يتعلموا لغات ويبقوا متميزين ومتفوقين في دراستهم ويحصلوا أعلي النمر،.

وأكملت بإشراقه لكن لما حبك وقرب منك ولقي قد أيه عندك قيم وأخلاق مبتتعديهاش مهما كان السبب، وشافك قد أيه قريبه من ربنا ومحافظه على صلاتك وقد أيه قربك من ربنا عامل لك ثبات نفسي ورضا ومحلي روحك،
بدأ وقتها يقرب من ربنا خطوة خطوة وبدأ يصلي، ولأول مرة يمسك القرأن الكريم ويقرأه، وده كله كان بفضلك ويرجع لك يا فريدة!

إبتسمت فريدة بسعاده ثم أكملت أسما ده كله كان كوم، ولما سافر وحس إنه خسرك لما سابك كان كوم تاني، قرر يرجع لك علشان يتجوزك ويعيش معاكي باقي حياته،
وأكملت بحزن ولما معرفش يوصل لك بسبب اللعبه إللي لعبها عليه حسام، حزن، بس حزنه كان بارقة أمل جديدة وفتح له باب في إنه يقرب أكتر من ربنا، بدأ يناجي ربنا ويشتكي له هم بعدك عنه، بدأ يدعي له ويستعطفه إنه يرجعك لقلبه من جديد!

كانت تنظر لها وغيمة دموع تخيم على عيناها ولكنها تحكمت بها.

وأردفت أسما بدعابه أكيد بتسألي نفسك وتقولي وهي عرفت كل الحاجات دي منين!

وأكملت بنبرة حزينه علي عاش كل ده مع سليم قبل ما نتجوز وأسافر له، علي كان أكبر شاهد على عذاب سليم وألمه في بعدك عنه يا فريدة!

إبتسمت فريدة بألم وأردفت قائلة بصوت ضعيف للأسف يا أسما، إحنا بنتكلم في موضوع مات وأندفن، فات الأوان!

نظرت لها وأردفت بإعتراض هو أنت ما عندكيش غير الكلمتين دول يا فريدة، يا بنتي فوقي لنفسك وألحقيها قبل ما الأوان يفوت بجد!

تنهدت بألم وأردفت كلكم مش فاهميني ولا مقدرين الصراع إللي داير جوايا، أنا اللي جوايا ربنا وحده هو إللي يعلم بيه، صوت جوايا بيقولي إسمعي كلام سليم وامشي ورا قلبك يا فريدة،
ونفس الصوت بيصرخ ويقولي فوقي وأتقي ربنا في هشام يا فريدة،
صوت بيقولي إني لو عملت كدة في هشام لعنة ذنبه هتلازمني العمر كله ومش هقدر أعيش حياتي ولا هشوف الراحه تاني، ده غير إن فعلا هشام ما يستاهلش مني الغدر،.

ونظرت لها وأردفت بتساؤل هو علشان طلع معايا راجل يكون جزائه إني أغدر بيه يا أسما؟

نظرت لها أسما وشعرت بألم وتشتت فريده وصراع العقل والقلب الدائر داخلها يفتك بروحها بشراسه!

تألمت لأجلها وتحدثت بتساؤل ده قرارك الأخير يا فريدة، يعني مش محتاجه تدي لنفسك فرصه تفكري فيها تراجعي قرارك ده مرة تانيه؟

هزت رأسها بنفي وأردفت بصوت حزين لا يا أسما، ده قراري وأنا متأكدة منه!

وأكملت بإبتسامة وهي تنظر إلى طفل علي وتحدثت لتغيير الموضوع سولي دمه خفيف جدا، شكله متعلق ب بباه!

أردفت بتفهم لهروبها فعلا هما قريبين من بعض جدا، أنا بقول أنده ل علي وسولي علشان ييجوا يقعدوا معانا!

إبتسمت بمرارة وهزت رأسها بإيجاب وبالفعل أشارت أسما إلى زوجها الذي حمل طفله وذهب إليهما وجلسوا جميعا.

مساء كانت لبني تجلس داخل غرفتها وحيدة حزينه، دموع الندم تغرق وجنتيها بغزارة.

فاقت من حالتها على صوت هاتفها، أمسكته ونظرت بشاشته وجدت private number ردت بهدوء تستكشف هوية المتصل ألو.

رد عليها صوت غريب بعض الشيئ وكانه صوت ألي وليس لبشرا، لم تستمع إلى نبرته من قبل أستاذه لبني معايا؟

ضيقت عيناها بإستغراب وأردفت مين حضرتك؟

أجابها المتصل أنت ما تعرفنيش، لكن أنا عارفك كويس، وبينا مصلحه مشتركه لازم نتعاون مع بعض علشان لو تمت فيها خير كتير ليا وليكي!

صاحت بضيق وقلة صبر متسائله مصلحة أيه وخير أيه إللي بتقول عليها، إحنا هنقضيها ألغاز،
وأكملت بحده لو عندك كلام محدد و واضح قوله، معندكش تبقي تقفل الخط حالا علشان أنا فيا اللي مكفيني، ومش نقصاك ولا نقصاكي إذا كنت راجل ولا ست بصوتك الغريب ده!

رد المتصل سريعا بتأكيد أيواااااا، أنا بقا بكلمك مخصوص علشان أنهي لك عذابك اللي مكفيكي ده!

ردت لبني بإستفهام تقصد أيه؟

تنهد المتحدث بضيق وأردف بغضب أقصد فريدة فؤاد اللي خطفت حبيبك منك!

إبتلعت لبني لعابها وتحدثت بنبرة مرتبكه معارضه أيه التخاريف إللي إنت بتقولها دي؟

أجابها بقوة أنا مبقولش تخاريف وإنت عارفه كدة كويس أوي، أنا عارف قصة الحب إللي كانت بينك وبين هشام زمان، أظن ان الأوان ترجعي هشام لقلبك تاني وتفرحي بقربه بعد سنين غربتك دي كلها!

أردفت بذهول إنت مين وإزاي عرفت عني كل ده؟
وبعدين أيه صوتك ده، أنا مش قادرة أحدد ده صوت راجل ولا صوت ست؟

وأكملت بتذاكي بس على الاغلب إنت ست وبتكرهي فريدة أوي لدرجة إنك تعرضي عليا تساعديني علشان هشام يسيبها ويقهرها؟

وتسائلت صح ولا أنا غلطانه؟

أجابها المتصل بنبرة جادة مش مهم تعرفي أنا مين، المهم إن مصلحتنا وهدفنا بقا واحد من إنهاردة، وبالنسبة لموضوع إني راجل ولا ست دي بردوا مش مهم!

سألتها لبني بترقب بعدما تيقن داخلها أنها أنثي طب أنا ومصلحتي معروفه من ورا الموضوع ده، إنت بقا، أيه الفايدة إللي هتعود عليكي لو هشام ساب اللي إسمها فريدة دي ورجع لي؟

هحرق قلبها وأشوفها وهي مكسورة وده كفايه أوي عندي قالها المتصل بنبرة يكسوها الغل والذكاء
وأكمل بتساؤل قولتي أيه، معايا؟

نظرت أمامها بشرود وعيون زائغه ثم أردفت بموافقه معاكي!

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

بعد مرور إسبوع.

داخل كافيتريا الشركه، كانت فريدة تحتسي قهوتها بصحبة هشام ويتبادلان الأراء سويا في التجهيزات الخاصة بمسكن الزوجية الخاص بهم
دلف فايز ونظر للجميع بترقب وتحدث بصوت عالي يملؤه الحماس ليكم عندي خبر مهم جدا.

نظر جميع الموظفين إليه بتمعن وأهتمام يترقبون إكمال حديثه ثم أردف هو قائلا الشركه الألمانيه، وصمت لمدة ثواني ولكنها مرت على الجميع كدهر، ثم نظر إليهم بحماس وهو يرفع يداه لأعلي وأردف قائلا بنبرة حماسيه الشركة وافقت على دمج شركتنا لمجموعة شركاتها.

وقف الجميع وصاحوا وهللوا بحماس وصوت عالي، وبدأوا بتبادل التهاني بينهم وبين مديرهم
ثم أكمل فايز وهو يشير إلى فريدة بفخر وطبعا مش لازم ننسي دور الباشمهندسه فريدة في طريقة تقديم شغلها المميز وإظهار أعلا إمكانيات شركتنا قدام العضو المنتدب، واللي أشاد بيه سليم الدمنهوري بذات نفسه!

نظر الجميع إلى فريدة وهم يصفقون بحرارة كتحيه لها ويردفون بالشكر والتهاني
عدا تلك الواقفه التي تغلي من داخلها على مدح فايز لصديقة دراستها التي دائما ما تظهر تفوقها عليها وبمراحل،
إنها نورهان التي حدثت حالها بغضب مشتعل، بالطبع لابد من أن يغمرها بالشكر لدي سيدها، ولما لا وذلك الأبله عاشق لعيناها حتى النخاع.

ثم نظرت إلى هشام وأكملت داخلها بإستهجان، يا لك من مغفل إيها الأبله، ألم تري عشق ذلك الوسيم داخل عيناها اللعينة وهي تتطلع إليه؟!

أريد رؤية ملامح وجهك حينما تكتشف تلك الحرباء المتلونه على حقيقتها، وأريد رؤية معالم وجهك حينما تكتشف أنك لم تكن سوي مغفلا.

وأكملت بغل دفين، لو كان الأمر بيدي لأخبرتك في التو واللحظه، ولكن لسوء حظي أنني مقيدة و لن أستطيع إخبارك على الأقل بالوقت الحالي
ثم وجهت بصرها إلى فريدة وحدثت حالها بغل، لما يختارك ذلك الفايز لتلك المهمة اللعينه التي ستحصلين منها على مبلغ من المال لم ولن تحلمي به قط؟

أنا من كنت أحق منك بذلك المال، أنا من أستحق هذا الإطراء، لما الجميع دائما يشيدون بك وبذكائك؟
لما لا أكون أنا البديل، لما؟!

ثم نظرت إلى فريدة وهزت رأسها بتحيه مزيفه منها وأبتسمت لها بتخابث، قابلتها فريده بإبتسامة بشوشه وأمالت رأسها بإيماء
إبتسمت فريدة وسعد داخلها لأجل إتمام تلك الشراكة التي ستكون بمثابة خيط رفيع بينها وبين سليم، أينعم هي من طلبت منه الإبتعاد، ولكن مازال قلبها مشتعلا بنار فراقه،.

تريد رؤية عيناه الساحرة، تريد الإستماع إلى نبرة صوته الولهه وهو ينطق بحروف إسمها بتلذذ، يعلم الله كيف مر هذا الإسبوع على قلبها المسكين، ولكن ما بيدها لتفعله، فهذه إرادة الله وهذا قدرها وما عليها إلا الرضوخ والقبول به بنفس راضيه
ثم نظرت إلى هشام وجدته مكشعر الوجه حدثته بتساؤل مالك يا هشام، معقولة مش مبسوط للنقلة الكبيرة اللي هنتنقل لها كلنا دي؟!

زفر بوجه كاشر وتحدث بضيق أنا فعلا مش مبسوط يا فريدة، وكل يوم كنت بدعي لربنا إن الشراكة دي متتمش
جحظت عيناها بذهول وأردفت متسائلة إنت سامع نفسك بتقول أيه يا هشام، معقول بتدعي إن ربنا يحرمنا كلنا من زيادة مرتباتنا للضعف، ده على الأقل دا إذا مكنش أكتر؟!
إنت متخيل حجم النقله إللي أنا وإنت على الأقل هنتنقل لها؟

أجابها بإقتضاب أنا مش متخيل غير رخامة وغرور إللي إسمه سليم وهو جاي الشركة ينظر ويعدل علينا بما فينا مستر فايز بنفسه!
زفرت بضيق وأردفت قائلة بتملل يا سلام عليك يا هشام، هو أنت ما بتعرفش تفرح أبدا، دايما تسيب الجانب الإيجابي لإي موضوع وتبص على الجانب السلبي حتى ولو كان تأثيرة علينا لا يذكر،.

وأكملت ثم إطمن يا سيدي وريح نفسك، سليم الدمنهوري مش فاضي لنا أساسا، عنده زيارات لشركات تانيه، ده غير زيارته وسفرة ل دبي!
نظر إليها بضيق وأردف قائلا بنبرة حادة وحضرتك عرفتي منين بقا إن شاء الله المعلومات دي كلها؟

نظرت إليه بإستغراب وأجابته بتلقائيه عرفت من مستر فايز طبعا، وكمان عرفت من خلال شغلي معاه، إنت ناسي إني إشتغلت معاه إسبوع بحاله وكان من الطبيعي إني أعرف جدول أعماله الفترة الجايه!
أتي إليهم فايز بإبتسامة سعيدة على ثغرة وأردف قائلا ببشاشه موجه حديثه إلى فريدة برافوا عليك يا فريدة، عمرك ما خيبتي نظرتي فيك أبدا، مستنيكي في مكتبي كمان نص ساعه، ليكي عندي مفاجأة حلوة جدا.

إبتسمت له وأجابت بسعادة وقلب يتراقص من شدة سعادته أشكرك يا أفندم، ويارب دايما أكون عند حسن ظن حضرتك فيا!
إبتسم لها ثم نظر بإستغراب لذلك الواقف بوجه مكشعر مالك يا هشام، فيه حاجة مضيقاك؟!

أجابه بإقتضاب لا يا أفندم مفيش حاجه!
أردف قائلا بتعجب أومال مكشر كده ليه؟!
وأكمل ساخرا أوعا تكون بتخاف تضحك ل وشك يكرمش يا إتش؟!

ضحكت فريدة بشدة، نظر لها هشام بتعجب مصطنع وأردف مبسوطه سيادتك طبعا.

ضحكت وأردفت بدعابه جدا بصراحه.

ضحك فايز ثم تحدث وهو يتحرك ويشير إلى فريدة بأصبع يده مستنيكي في مكتبي، أوعي تنسي!

اجابته بإبتسامه وحديث ذات معني أكيد مش هنسي طبعا!

بعد ذهاب فايز نظرت فريدة بتعجب إلى هشام وتحدثت بتساؤل أنا مش فاهمه يا هشام إنت ليه مكشر كده؟!

وأكملت بدلال طب ياسيدي لو مش فرحان علشان مرتبك إللي زاد، إفرح علشاني وعلشان المكافأة إللي مستر فايز وعدني بيها، واللي هتسهل عليا موضوع العربية!

أجابها بإبتسامة سعيدة لأجل سعادتها وأجاب أكيد طبعا فرحان علشانك يا حبيبتي، أنا بس متضايق من إللي إسمه سليم مش أكتر!

نظرت له بأسي وأردفت قائلة ليه كل ده يا هشام، الراجل في حالة وطول الإسبوع إللي قعده هنا محاولش يضايقك أبدا، بالعكس إنت إللي كنت بتستفزة بتصرفاتك معاه!

أخذ نفسا عميقا وتحدث بضيق بصراحه كدة يا فريدة أنا بحس إن اللي إسمه سليم ده حاطط عينه عليك.

وأكمل بنبرة يكسوها الغضب دايما بيبص لك نظرات غامضه من تحت لتحت، نظرات ما يفهمهاش غير راجل زيه.

إرتعبت أوصالها وأقشعر بدنها من ما إستمعته للتو وأردفت قائلة بنبرة مرتبكة أيه التخاريف إللي بتقولها دي يا هشام؟

أجابها بقوة وتأكيد دي مش تخاريف يا فريدة، الكلام إللي بقوله ليكي ده أنا متأكد منه زي ما أنا متأكد إني واقف بتكلم معاكي حالا،
وأكمل بتمني علشان كده أنا بطلب منك إنك تتجنبي أي فرصه شغل تجمعك بالشخص ده تاني، أرجوك يا فريدة!

هزت رأسها بإيجاب وأخرجت صوتها وهي تحاول الثبات حاضر يا هشام،
وأكملت بكذب كي يزيل تلك الأفكار من داخل رأسه بس أنا عاوزة أقول لك إن إحساسك ده ملهوش أي أساس من الصحة، ياريت تخرج الأفكار دي من دماغك علشان ترتاح.

وأكملت سريعا كي لا تعطي له فرصة التحدث من جديد أنا لازم أطلع مكتبي علشان هبعت إيميل مهم خاص بالشغل، وبعدها هروح للباشمهندس فايز.

وتحركت هي إلى أعلي متهربه من نظرات هشام.

تحرك إليه أدم صديق العمل بالشركه وحدثه بدعابه أيوا يا سيدي مين قدك، إنت وخطيبتك هتقفشولكم قرشين حلوين يروقوكم!

نظر له هشام وأكمل بدعابه والله ما جايبنا لورا غير نقكم ده، أرحمونا أنت وزمايلك من عنيكم اللي راشقه جوة حياتنا موقفاها.

ثم ضحكا معا وأكملا حديثهما!

وصلت فريدة إلى مكتبها ووضعت يدها على صدرها الذي يهبط ويعلو ويدق بوتيرة عاليه من شدة رعبها،
حدثت حالها، ياالله ساعدني فيما هو أت.

ثم أخذت نفسا عميقا هدأت به حالها، وخرجت مرة أخري متجهه إلى مكتب فايز الذي رحب بها.

وتحدث بإبتسامة فرحه مبروك عليكي المكافأة يا فريدة.

إبتسمت بوجه بشوش وأردفت بإبتسامة عرفان متشكرة جدا لحضرتك يا أفندم!

نظر لها وأجابها بدعابه طب مش تسألي الأول المكافأة قد أيه؟

أجابته بمداعبه منها والله يا باشمهندس أنا قنوعه جدا، يعني لو حضرتك هتديني مليون جنيه بس أنا راضيه بيهم.

فتح فاهه مدعيا الذهول ثم حدثها بدعابه لا فعلا قنوعه يا باشمهندسه، ده أنا نفسي يا إللي إسمي مدير الشركه، مش هتحصل على نص المبلغ ده،
ثم أكمل بإبتسامة مطمئنه بس ما تقلقيش، مكافأتك حلوة بردوا مش وحشه، وكمان ليكي عندي خبر حلو.

أردفت بلهفه وتساؤل خير يا باشمهندس، قول حضرتك وفرحني!

أجابها بنبرة جادة بصي يا ستي، أنا ليا صديق مدير بنك، كلمته عن موضوع القروض الخاصه بالعربيات والراجل كتر خيرة قالي إنه هيساعدك ويخرج لك قرض بفايدة ضعيفه جدا،
وكمان مش هيبقي بإسمك وهي دي الخدمه اللي قدمهالي،
قالي إنه هيخلي موظف عنده من البنك يعمل القرض بإسمه، لإن زي ما هو معروف إن موظفين البنوك ليهم إمتيازات مخصوص علشانهم،.

وأكمل بإبتسامة بس ده طبعا بعد ما أنا ضمنتك عنده وقولتله إني أضمنك زي نفسي بالظبط،
فكدة مش مطلوب منك غير إنك تروحي مع الموظف بتاع البنك وتختاري الموديل واللون بتوع العربيه،
وباقي الإجراءات هيخلصها الموظف، وإنتي هتدفعي مقدم بسيط للعربيه وده هيتحدد بناء على سعر العربيه إللي هتختاريها، وبعدها هتدفعي مبلغ معين كل شهر كتسديد للقرض.

إنفرجت أساريرها وتحدثت بسعادة بجد مش عارفه أشكر حضرتك إزاي يا أفندم، متشكرة جدا على وقفتك معايا بالشكل ده!

أجابها بإبتسامة مفيش داعي للشكر يا فريدة، إنت زي أختي الصغيرة، وبعدين لازم أعترف إن لولا ذكائك وتميزك مكنتش الشركة حصلت على الإتفاقيه دي من الأساس، يعني أنا إللي المفروض أشكرك!

إبتسمت له وشكرته وخرجت إلى مكتبها لتستكمل عملها.

مساء
داخل غرفة فريدة ونهله المشتركة
كانت تجلس فوق مكتبها سانده ظهرها إلى الخلف ممسكه بيدها هاتفها تتحدث إلى عبدالله.

سألها عبدالله عبر الهاتف طمنيني يا حبيبتي، قولتي ل فريدة زي ما أتفقنا؟

أغمضت عيناها بأسي وتحدثت بصوت هاديء للأسف لا يا عبدالله، فريدة مشغوله جدا الفترة دي في شغلها، وأنا شايفه إنه مش هينفع أفاتحها في التوقيت ده خالص، وبصراحه أكتر أنا شايفه إن الموضوع مش هينفع يتفتح في الوقت الحالي.

أجابها عبدالله عبر هاتفه يا بنتي هو إنت كنتي فاتحتي أهلك في الموضوع أصلا علشان تقولي إنه مش هينفع؟

أردفت نهله بتعقل الموضوع مش محتاج إني أفاتحهم فيه علشان أعرف إنه مش هينفع يا عبدالله، ما هو بالعقل كده، إزاي بابا هيوافق على خطوبتك ليا وفريدة لسه بتجهز نفسها؟

أجابها بهدوء يا حبيبي إنت بنفسك قولتيها، فريدة هي إللي بتجهز نفسها، يعني عمي فؤاد مفيش عليه أي مسؤليه من ناحية جهازها، وبعدين إنت كمان فاضل ليكي كام شهر وتخلصي جامعتك و تشتغلي، وأنا خلاص حجزت لك مكانك من دالوقت في شركة محترمة ومرتباتها كويسه جدا، يعني إنت كمان هتجهزي نفسك ومش هنلزم عمي فؤاد بحاجه،.

وأكمل بقناعه ثم أنا مش عاوز منك حاجه يا نهله، اللي تقدري عليه هاتيه واللي يفضل نبقا نكمله بعد جوازنا، ربنا سبحانه وتعالي خلق الكون في سبع أيام.

تنهدت بإستسلام وأردفت أنا خايفه بابا يرفض مبدأ إرتباطي نفسه يا عبدالله وساعتها هنكون خسرنا كل حاجه.

أجابها بنبرة تحفيزيه إسمعي كلامي إنت بس وقولي ل فريدة وهي أكيد هتساعدنا، فريدة عقلها كبير وبباكي بيحترمها وبياخد رأيها في كل حاجه،
وأكمل بحب يا نهله أنا بحبك ونفسي ناخد خطوة جادة في علاقتنا دي علشان ربنا يبارك لنا في حياتنا، وبعدين بصراحه بقا أنا متضايق من نفسي جدا إني بكلمك في التليفون من غير علم عمي فؤاد وطنط عايدة،
وده شيء جارحني أوي ومحسسني إني مش راجل محترم ولا أمين عليكي، فهماني يا نهله؟

أجابته بهدوء فهماك يا عبدالله، خلاص أنا هكلم فريدة إنهارده وأقول لها وربنا يعمل لنا إللي فيه الخير.

أما فريدة التي كانت تجلس بجانب والدها ووالدتها يحتسون مشروب الشاي في جو يغلب عليه طابع الألفه والسكينه.

تحدثت عايدة بسعادة حلوة أوي المكافأة يا فريدة، وكمان موضوع العربيه أهو أتحل من عند ربنا.

وأكملت بعملية أنا شايفه إنك تشيلي المكافأة على جنب مع باقي فلوس جهازك وكدة تقريبا هيكفوا إن شاء الله وتبقي خلصتي.

أجابتها فريدة بهدوء إن شاء الله يا ماما.

تحدثت عايدة طب ما تعرفيش مرتبك هيزيد قد أيه؟

أجابتها فريدة لسه يا ماما، الموضوع ده لسه هتنسقه الشركه مع الشركه إللي إنضمينا ليها، يعني الموضوع هياخد شوية وقت!

أجابت عايدة بإستغراب أومال إنت عرفتي فلوس المكافأه إزاي؟

أجابتها فريدة مبلغ المكافأة شركتي هي اللي مكفأني بيه يا ماما، مكافأة تحفيزيه منهم على تعبي في الإسبوع اللي فات، ملهوش علاقه بالشركة الجديدة!

ثم نظرت إلى والدها الجالس يستمع بصمت تام وأردفت متسائله مالك يا بابا، حضرتك ليه ساكت من وقت ما قعدنا؟!

تنهد مطولا وتحدث بأسي متضايق علشانك يا بنتي، فكراها سهله عليا إني محملك هم جهازك؟

ونظر لها بعيون حانيه وأردف بحب ظهر بعيناه بس والله يا بنتي غصب عني، أديكي شايفه الظروف بنفسك، البيت ومصاريفه، ومصاريف جامعة أختك، ودروس أسامة اللي عاوزة ميزانية لوحدها.

تألمت بشدة من تلك الكسرة التي تكسو صوت والدها وعيناه التي تتهرب من النظر إليها لضيق حاله.

أجابته بإبتسامة بشوشه ومين إللي كان السبب في إنه وصلني وخلاني باشمهندسه وبقبض وبعرف أجهز نفسي، مش حضرتك وفلوسك بردوا يا بابا؟

حضرتك صرفت علينا وعلمتنا أحسن تعليم، والحمدلله مش مخلينا ناقصنا أي حاجه، يعني كله من خير ربنا علينا وخيرك يا حبيبي!

تحدثت عايدة بلوم ما أنت لو سمحت ل نهله إنها تشتغل زي ما كانت عايزة، كان زمانها على الأقل بتصرف على نفسها ومش محملاك هم مصاريف تعليمها ومواصلاتها ولبسها!

إحتد صوته وتحدث بنبرة صارمه أنا قولتلك 1 مرة ماتجبيش سيرة شغل الولاد طول ما هما بيدرسوا.

وأكمل بنبرة حزينه مش كفايه اللي حصل مع فريدة نتيجة شغلها وهي بتدرس، إنت وهي فرحتوا بالقرشين إللي كانت بتاخدهم في المكتب اللي كانت بتشتغل فيه والنتيجة كانت أيه؟

تألم قائلا حلم عمري وعمرها في إنها تبقا دكتورة جامعية إتهد في يوم وليلة!

نزلت كلمات والدها على قلبها شرخته وصرخ قلبها وبلحظة إنهمرت دموعها على وجنتيها حين تذكرت أسوء ذكري مرت بحياتها وعصفت بكيانها بالكامل.

وقفت معتذره وأتجهت سريعا إلى غرفتها.

تنهدت عايدة وأردفت بحزن كان لزمته أيه بس الكلام ده دالوقت يا فؤاد، كدة تكسر فرحتها.

نظر لها وتنهد بألم وبصمت.

أما داخل غرفة فريدة وبعد مده، هدأت فريده كثيرا بعدما أخذتها نهله بين أحضانها وواستها.

وبعد قليل تحدثت نهله بإرتباك فريدة، كنت عاوزة أقول لك على حاجه، بصي هو الموضوع حصل من وقت طويل، لكن أنا بصراحه كنت محرجه أفاتحك فيه،
وكادت أن تكمل ولكن أوقفها حديث فريدة الحاد هتقعدي تبرري كده كتير، ما أنت عرفاني يا نهله خلقي ضيق ومابحبش المقدمات الطويله، إتفضلي إدخلي في الموضوع مباشرة.

أخذت نفسا عميقا وأردفت بإحراج أنا وعبدالله محسن بنحب بعض من حوالي سبع شهور وهو عاوز يتقدم لي.

جحظت عيون فريده وأردفت قائله بتساؤل عبدالله محسن عبدالحي؟

عبدالله اللي هو جارنا إبن طنط إعتماد؟

نظرت أرضا وأردفت بنبرة خجلة أيوة هو!

أردفت فريدة بتساؤل أوعي تكونوا بتخرجوا لوحدكم يا نهله؟

ردت سريعا خالص يا فريدة والله، كل اللي بينا تليفونات مش أكتر، حتى لما ببقا واقفه في البلكونه وهو يخرج لبلكونته ويلاقيني بيدخل بسرعه، بيخاف علشان ماحدش يشوفنا ويتكلم عليا.

نظرت لها فريدة بترقب وتسائلت وهو عرف رقم تليفونك منين؟

نظرت لها بخجل وأجابت أخده من على فون طنط إعتماد.

نظرت لها ثم أبتسمت ببشاشه وأردفت بتساؤل بتحبيه؟

أطالت النظر لشقيقتها وأبتسمت وأجابتها بعيون هائمه أوي يا فريدة، بحبه بجنون.

أمسكت فريدة كف شقيقتها وملست عليه بحنان وأردفت وهي تنظر لها بعيون حانيه كبرتي يا قلبي وحبيتي، خلي بالك على نفسك يا نهله، قولي له لو حابب ييجي يتقدم يتفضل وأنا هكلم بابا وأقنعه يوافق!

تحدثت نهله بلهفه بجد يا فريدة، بجد هتكلمي بابا وتقنعيه؟

أجابتها بنبرة جادة عبدالله حد محترم وأبن أصول وشرف لأي عيلة إنها تناسبه، كفايه إنه عارف حدودة معاكي ومتخطهاش.

سعدت نهله بشده وبدأت تقص لشقيقتها كل ما حدث لها من مواقف مع عبدالله.

داخل شركة الحسيني لصناعة الأدوية.

كان يمر داخل إحدي أفرع شركات والده الخاصة بصناعة الأدويه، يتفقدها بإهتمام وعمليه وهو يباشر عمله كمدير لهذا الفرع ومراقب على جودة صناعة الأدوية.

إنه دكتور مراد صادق الحسيني، شاب في بداية العقد الثالث من عمره، تخرج من كلية الصيدلة وعمل مع والده دكتور صادق الحسيني بشركاته الشهيرة ذات السمعة الطيبه.

كان يتحرك بهيئته المنمقه وأناقته المعهودة وغروره اللامتناهي.

وأثناء مروره لتفقد إحدي المعامل، توقف فجأة وهو ينظر لأحدي الفتيات التي تتحدث بإنسجام عبر هاتفها تاركه ما يجب عليها فعله وهو المساعدة في صناعة وتركيب الأدوية.

ذهب إليها وتحدث بحدة وغرور إنت بتعملي أيه عندك يا أستاذة؟!

نظرت له بإستغراب، ثم أنهت حديثها مع حسام سريع وتحدثت بتساؤل أفندم؟!

أجابها بحده وكبرياء هو أنت كمان مسمعتيش سؤالي؟

وأكمل بتهكم طبعا، وهتسمعيني إزاي وسيادتك مشغوله في الرغي في التليفونات.

نظرت له بإستهجان وتحدثت بحده بعدما نجح غروره بإستشاطة داخلها الهادئ إنت مين وإزاي تسمح لنفسك تكلمني بالطريقه دي؟!

أمسكتها صديقتها سارة من يدها وهي توشي بجانب أذنها بتعملي أيه يا مجنونه، ده دكتور مراد الحسيني إبن صاحب الشركة والمدير التنفيذي للفرع إللي إحنا موجودين فيه ده!

أجابتها بحده وصوت عالي ليصل حديثها إلى مسامع ذلك المغرور ولو، ده ميدلوش الحق إنه يكلمني بالطريقه المتعجرفه دي!

تحرك إليها ووضع يداه داخل جيب بنطاله وضيق عيناه قائلا بتكبر إنت بتتكلمي عني أنا بالشكل ده؟!

منين جبتي الجرأة اللي تخليكي تقفي قدام مراد الحسيني وبكل بجاحه تنتقدي كلامي وتراجعيه؟!

وقفت أمامه قائلة بكبرياء وبنبرة ساخرة من حديثه من نفس المكان اللي جبت منه جرأة جلالتك اللي خلتك تكلمني بالطريقة دي وتدي لنفسك الحق إنك تقف قدامي وتحاسبني!

نظر الجميع لبعضهم البعض بذهول وبدأوا يتهامزون بنبرة ساخرة وهم ينظرون على مديرهم المغرور وتلك الفتاه تكيل له وابل من الكلمات اللازعة.

نظر للجميع نظرة صارمة أخرستهم ثم حول بصرة لتلك الواقفه بشموخ وتحدث بكبرياء وهو يوجه حديثه للطبيب المسؤول الذي يترأس ذلك المعمل وتلك المجموعة البنت دي تخرج برة الشركة حالا ومشفش وشها هنا مرة تانيه، مفهوم!

هز له رأسه بالإيجاب، بينما نظرت له ساخرة وتحدثت بقوة أنا إللي ميشرفنيش أقعد في مكان بيرأسه واحد عديم المهنيه زيك.

قالت كلماتها ونزعت عنها الزي الأبيض المسمي ب البالطو وألقت به بعنف فوق المنضده الموضوعه.

إستشاط داخله من تلك الوقحه التي تتحداه وتقف بوجهه بدلا من أن تنحني أمامه وتترجاه كي يعيدها إلى العمل مرة أخري.

كاد أن يتحدث إلا أنه وجد صوت أباه يصدح من خلفه فيه أيه يا دكتور مراد، مزعل دكتور ريم مننا ليه؟!

إعتدل إلى والده لينظر إليه بذهول وتحدث مزعل دكتور ريم؟!

وأكمل ساخرا وتطلع مين بجلالة قدرها الدكتورة؟!

نظرت عليه بقلب مشتعل ووجه عابس فقد نجح ذلك المستبد المتعجرف لتحويل هدوئها إلى عاصفة.

تحدث والده بهدوء ووقار وهو ينظر لولده نظرة تحذيرية بألا يتحامق دكتور مراد، دكتورة ريم، من فضلكم خلينا نتكلم في مكتبي أفضل.

ونظر للحضور وتحدث بحده صارمه كل واحد على شغله يا حضرات!

تحركت هي بجانب صادق تحت إستشاطت وذهول ذلك المصدوم من أفعال أبيه.

نظر لهما صادق وهو يتوجه إلى مقعده وأشار لهما يدعوهما للجلوس وتحدث إتفضلوا إرتاحوا يا دكاترة.

نظر مراد بذهول إلى والده الذي حظرة وأمره بنظرة عيناه بأن يصمت ثم تحدث صادق بعمليه خليني الأول أعرفكم على بعض.

وأشار إلى ولده وهو يتحدث إلى ريم دكتور مراد الحسيني، المدير التنفيذي للفرع ده والمسؤول عن سلامة صناعة الأدوية، وفي نفس الوقت يبقا إبني الوحيد!

وأشار إلى مراد وأكمل تعارف ودي دكتور ريم الدمنهوري، بنت سعادة قاسم بيه الدمنهوري، مسؤول كبير في الهيئة الدبلوماسية المصرية، والدكتورة موجودة هنا بقرار مني أنا شخصيا.

إحتقنت ملامحه بالغضب من نظرات تلك الصغيرة الشامته به وتحدث بس يا باشا،
قاطعة والده بنبرة جاده خلاص يا دكتور، بقول لك الدكتورة تحت إشرافي أنا شخصيا وفي حمايتي.

ردت ريم بإعتراض أنا متشكرة جدا لإهتمام حضرتك يا دكتور، بس أنا أسفه، أنا مش هقدر أكمل تدريب في الشركة بعد إللي حصل من الدكتور المبجل.

نظر لها صادق وتحدث بإبتسامة هادئة خلاص بقا يا دكتورة، ويا ستي لو الدكتور تجاوز معاكي في الكلام خليها عندي أنا، هو انا مش في مقام قاسم بيه عندك ولا ايه؟

نظر إلى والده بأعصاب تغلي من نصرته لتلك الفتاه التي إستطاعت أن تجعل داخله يغلي إستشاط وغضب.

وتحدث بنبرة حاده إلى حد ما هو حضرتك كمان بتترجاها يا دكتور؟
الدكتورة كانت سايبة شغلها ومقضياها رغي في التليفونات!

أجابته بقوة غير معتاده عليها ولكنه وبفضله إستطاع إخراج الجانب الشرس المدفون بداخلها والتي لم تكن تعلم هي شخصيا بوجوده من الأساس أولا أنا مسمحش لحضرتك تتكلم عني بالشكل ده.

ثانيا أنا كنت مخلصه الشغل المطلوب مني وده تقدر تسأل فيه دكتور حسن المسؤول عن تدريبي!

جاء ليتحدث ولكن أوقفه والده وتحدث ناهيا للجدال الدائر خلاص يا دكاتره لو سمحتم، الموضوع بسيط وميستاهلش كل الشد والجذب اللي بينكم ده!

وأكمل بعمليه ودالوقت اتفضلي يا دكتورة على شغلك لو سمحتي، وأكمل بمجاملة وأبتسامة هادئه وياريت تبلغي تحياتي وسلامي ل قاسم باشا، وتشكري لي الباشمهندس سليم بالنيابة عني على جودة وكفاءة الأجهزة اللي وردها لي من شركته في ألمانيا!

هزت رأسها بإيجاب وتحدثت بإحترام يوصل يا أفندم، بعد إذن حضرتك!

ورمقت ذلك المغرور بنظرة شامته إنتصاريه وتحركت للخارج!

ثم تحرك هو إلى والده وتحدث بنبرة غاضبه حاول التحكم بها إلى أبعد الحدود وذلك إحترام لوالده ممكن بقا يا دكتور تفهمني أيه اللي حصل من شوية ده؟!

وأكمل بغرور حضرتك باللي عملته ده كسرت كلمتي قدام الموجودين كلهم، ومحدش بعد كده هيحترم كلمتي ولا هياخد قراراتي على محمل الجد!

تنهد أباه بهدوء وتحدث إنت اللي حطيت نفسك في المأزق ده مش أنا يا دكتور،
كام مرة نبهتك لعصبيتك الزايدة وقولت لك لازم تتأني وتفكر كويس قبل ما تتخذ أي قرار، وخصوصا لو كان خاص بالشغل،
أيه الجريمة الكبري اللي إقترفتها البنت لما إتكلمت في التليفون، تفتكر حاجه تافهه زي دي تستاهل إنك تفصلها من التدريب وتطردها برة الشركة؟!

أجاب والده بقوة أنا مطردتهاش علشان كده يا دكتور، أنا طردتها لما وقفت قدامي وأتحدتني وسخرت من إسلوبي وكلامي قدام كل الموجودين!

أجابه صادق بإعتراض وهي البنت عملت كده من نفسها يا دكتور ولا بعد ما حضرتك تهكمت عليها وسخرت منها قدام اللي موجودين كلهم؟

وقف بشموخ وتحدث بغرور أنا أسف يا دكتور، بس لو حضرتك يهمك شكلي ووضعي في الشركه يبقا لازم البنت دي تسيب الشركة وحالا!

أجابه بهدوء ياخسارة يا دكتور، على قد ما ربنا إدي لك ذكاء وعبقرية في مجال شغلك، على قد ما أدالك غباء إجتماعي، وده السبب في إنك لحد إنهارده مش عارف تكون شبكة إجتماعيه حواليك بسبب غطرستك وتسرعك في الحكم على الأمور.

أجاب والده بعناد أنا مرتاح كده حضرتك، وبعدين أنا نفسي أفهم حضرتك متمسك بالبنت بالشكل ده ليه؟!

تحدث صادق ببساطة لأني بستفاد من منصب بباها يا أستاذ.

مراد بإستفهام بتستفاد إزاي يعني؟

أجابه صادق أنا أتعرفت على قاسم الدمنهوري في إجتماع شامل لرأسة الوزرا، كانوا بيناقشوا فيه أهمية صناعة الادوية في مصر وكيفية تصديرها للقارة الأفريقية،
إتعرفنا وبقينا بنتكلم كل فترة، ولما سألت عنه عرفت إن إبنه بيشتغل مهندس إلكترونيات وماسك منصب مهم جدا في شركة عالميه، قولت أستفاد منه في تجديد الأجهزه اللي عندنا في الشركات،.

وبالمرة أخليه يساعدني بخبرته في إختيار أجهزة متطورة تقدر تفيدنا في تطوير صناعة الأدوية، وبالفعل قاسم إداني رقمه وتواصلت معاه، وساعدني جدا وبعت لي مجموعة أجهزة متطورة وبسعر مكنتش أحلم بيه!

وتنهد وتحدث بهدوء وعلي فكرة، قاسم مطلبش مني أدرب بنته معانا هنا، أنا اللي طلبت ده منه لما بالصدفه عرفت إن عنده بنت في صيدلة.

وأكمل لذلك المستشاط فهمت أنا ليه مينفعش أمشيها يا مراد.

وأكمل بمرارة وعيون حزينه وياريت يا أبني تحاول تنسي و تريح نفسك وتريحني معاك، بطل تبص لكل البنات على إنهم القذرة اللي خانتك وهربت مع أعز أصحابك.

صاح بغضب وتحدث بإشتعال ظهر بعيناه بابا لو سمحت!

تحدث صادق سريع خلاص يا أبني حقك عليا، إتفضل على شغلك وياريت تحاول تتحكم في أعصابك أكتر من كده!

خرج كالإعصار المدمر وتوجه مباشرة إلى مكتبه بعدما أغلق بابه بشدة، توجه إلى مقعده وجلس وهو بقمة غضبه، وكل ذرة بجسدة متشنجه نافرة وبشدة وهو يتذكر تلك الخائنه التي كان يعشقها منذ أن كانا يدرسان معا بكلية الصيدلة،.

ثم إرتبط بها وأتمم خطبته عليها، وبعدما أنفق عليها الغالي والنفيس هربت للخارج بصحبة صديقه المقرب، عشيقها والذي كانت قد تزوجته عرفيا في الخفاء، وذلك بعدما إستغلت مراد أسوء إستغلال وأستنزفت منه أموالا طائلة بحجة شراء شقة الزوجية والإشراف على تجهيزها بنفسها،
هربت للخارج بصحبة صديقه محملان بأمواله وشبكته الباهظة الثمن،.

ومنذ ذلك اليوم تحول مراد من شخص هادئ الطباع و ودود مع البشر، لشخص كارة وساخط على كل ما هو مرتبط بتاء التأنيث.

مع غروب شمس اليوم التالي.

داخل منزل حسن نور الدين.

كان الأشقاء الثلاث يجلسون في حديقة منزلهم يتناولون مشروبا باردا مع بعض التسالي والمقرمشات.

نظر حازم إلى هشام الذي يمسك هاتفه ويبتسم بسعاده وهو يراسل فريدة على تطبيق الواتساب وأردف بتساؤل ملح هو أنت يا أبني ما بتزهقش، طول اليوم معاها في الشغل ولما تروح يادوب تتغدا وتنام لك شوية، وبعدها تقوم تكلمها واتس، وبالليل تكلمها علشان تنام على صوتها.

وأكمل ساخرا بالراحه على نفسك يا نجم، خف شويه وأعمل حساب البوساء إللي زي حالاتي إللي مقضيها نكد صبح وليل.

إبتسم هشام وترك هاتفه قائلا بدعابه وأديني يا سيدي قفلت معاها، إيكش ترتاح يا سي حازم وتبطل قر!

أردف حازم متسائلا إلا قولي يا إتش، حسيت ب أيه لما شفت لبني؟

ثم نظر إلى هادي وغمز بعينه وأردف ساخرا أصل بصراحه البنت شكلها راجعه مشتاقه أوي وحابه ترجع الماضى اللي كان.

إنفجرا هادي وحازم ضاحكان وأبتسم هشام وأردف ساخرا لا والله، وهي بقا اللي قالت لك إنها حابه ترجع الماضي اللي فات؟

أردف هادي قائلا بدهاء ودي محتاجه حد يقول له عليها يا إتش، البنت جايبه لك رولكس يا معلم!

وأكمل ساخرا بدعابه دي جايبه للمسكين حازم جوزين شربات من الرويعي!

إنفجرا ثلاثتهم من الضحك وأردف حازم مازحا والفردتين طلعوا شمال يا باشا.

ثم أكمل بنبرة جاده لا بجد يا إتش عاوزة أعرف إحساسك لما شفتها وسلمت عليها؟

وأكمل بعيون متسائلة مبررا أصل دايما أسمع عن الحب الأول وأنه من أصدق المشاعر إللي الإنسان بيعيشها، وعمرة ما يقدر ينساها مهما حب وعاش بعدها!

إبتسم هشام وتحدث بعيون سارحه هائمه رغما عنه هو أنا ما أنكرش إني إتخطفت لما شفتها، وكمان حسيت برعشه لمست في جسمي كله وفي قلبي بالأخص، هزت مشاعر مش عارف لها وصف،
تقدر تقول كده هزة قويه بتهز مشاعرك وكيانك كله، ده غير الحنين للماضي إللي في لحظة بيتملك منك ويرجعك لسنين ورا، بتحس نفس المشاعر ونفس رعشة القلب والجسد اللي كنت بتحسها زمان،.

وأكمل حين وعي على حاله لحظات، مجرد لحظات بتعدي عليك كعمر بحاله وبعدها بتحصل صدمة الإفاقة، ودي الحمدلله ما أخدتش معايا ثواني ورجعت لوعيي من جديد!

كانا شقيقاه ينظران إليه بتمعن يراقبان حركة عيناه وشفتاه المبتسمه حين تذكر الماضي.

وجه هادي الحديث إليه مردفا بإهتمام هشام، هو أنت فعلا نسيت لبني وحبيت فريدة؟

وعند ذكر أخاه لنطق أحرف كلمة فريدة تحول وجه هشام إلى وجه عاشق ولهان في التو واللحظه،
وأجاب أخاه بعيون عاشقه لم يستطع السيطرة عليها أنا بعشق فريدة، مش بحبها يا هادي.

نظر له حازم ذلك المسكين الذي لم يحالفه الحظ بمقابلة ذلك الذي يسمونه العشق، نطق مستفسرا ودي تفرق يا هشام؟

أجابه بنبرة هائمه تفرق كتير أوي يا حازم، العشق هو تخطيك الحب بمراحل، العشق معناه إنك وصلت لأعلي درجات الحب، لما بتوصل لدرجة عاشق عمرك ما بتشوف عيب في حبيبك، دايما تشوفه أجمل حد في الكون شكلا وموضوعا، كلامه أحلا كلام، أفعاله أحلا أفعال، العشق بيغسل قلوبنا من أي كرة وأي تفكير سلبي يا حازم.

أجابه هادي وياتري فريدة هي كمان وصلت معاك لدرجة العشق دي؟

أجابه بثقه بص يا هادي، فريدة خجوله جدا وصعب إنها تعبر عن مشاعرها بأريحيه، وده طبعا بحكم تدينها وقربها من ربنا، بس أنا متأكد من إنها بتعشقني زي ما بعشقها ويمكن أكتر.

غمز حازم وتحدث بوقاحه تعرف يا إتش، بيقولو إن الست المتدينه دي بتوري لجوزها الدلع والإنوثه على حقها، زي كده الشيوخ والمتدينين،
وأكمل بنبرة جادة بياخدوها من باب عفة الزوج أو الزوجه، اللي هو هدلع جوزي وأتشقلب له علشان أعفة وما يطلعش يتشقلب برة.

ضحك هادي وتحدث علي فكرة يا زومه إنت بتتكلم صح.

زفر هشام بحنق وأردف بإعتراض وغيرة ظهرت بعيناه الكلام ده ما فيهوش هزار يا رجاله، ياريت تغيروا الموضوع!

إبتسم حازم وأحترم غيرة هشام على خطيبته وأردف قائلا بدعابه ساخرا عندك حق يا إتش، نرجع بقا ل لبني.

ضحك هادي ساخرا على شقيقه وتحدث مخلاص يا زومه إتش قفلك الكلام في الموضوع بإعترافه عن عشق فريدة.

إبتسم هشام ونظر إلى هادي وأردف بنبرة ساخرة حازم شكله كدة رانيا منكدة عليه كالعادة فعاوز يتكلم في أي كلام والسلام!

داخل شقة كمال.

كانت لبني تجلس فوق الأريكة تشاهد جهاز التلفاز بشرود ونظرة حزن تسكن داخل عيناها.

أتت إليها مني وجلست بجوارها وتحدثت بترقب شديد لبني، عاوزة أتكلم معاكي في موضوع بس أرجوكي يا بنتي تفهميني كويس وتريحي قلبي.

نظرت لها لبني تترقب ما هو أت فأكملت مني أنا عوزاكي تبعدي عن هشام خالص ومتحاوليش تقربي منه تاني،
وأكملت بحزن لأني لاحظت لما كنا عندهم إن خالتك سميحة متضايقه من قربك منه، ده غير هشام نفسه ورفضه اللي كان واضح قدامنا كلنا لأي محاولة منك للكلام معاه!

أخرجت زفيرا قويا يدل على ثقل همومها الساكنة داخل صدرها المتألم.

ثم نظرت لها قائلة بنبرة متألمه إنت عوزاني أتخلي عن هشام يا ماما؟!

تنهدت مني بألم وهي تنظر لحالة طفلتها المزرية نتيجة عدم نسيانها لهشام وعشقه الذي بات يؤلم قلبها الضعيف.

وتحدثت بصوت متألم هشام هو إللي إتخلي يا بنتي، هشام نسيكي ورتب لحياته خلاص، سبيه يعيش يا بنتي.

أجابتها بألم مش هقدر أعيش من غيرة يا ماما، أنا محتاجة له أوي في حياتي علشان أقدر أكمل.

وأكملت بدموع كان نفسي إحكي له عن حقيقة سفري وأوضح له أنا ليه سبته زمان، كان نفسي أقول له إني متخلتش عنه زي ما هو فاكر.

وهزت رأسها بأسي وأكملت بس مش عوزاة يرجع لي مرغم، عوزاه يرجع لي علشان لسه بيحبني، مش شفقه ولا علشان صعبت عليه.

بكت مني وتحدثت بحده خلاص يا لبني، وقت الكلام عدي وفات، الكلام ده كان ينفع من أربع سنين لما قولت لك سبيني أقول له وإنت وقتها اللي عندتي وصممتي إن محدش يعرف، وأجبرتيني أكذب وأقول لهم إن بباكي هو إللي مصمم وعاوزنا نروح نعيش معاه في دبي.

وأكملت بدموع ياما إتحايلت عليكي إني أقول لهشام علشان ييجي معانا، لكن إنت إللي رفضتي وأصريتي على رأيك، وما كان مني أنا وأبوكي وأخوكي وقتها غير إننا نطيع أوامرك،
وأكملت بإنهيار ومكتفتيش بده وبس، لا، خلتينا ألفنا موضوع خطوبتك على شاب إماراتي.

أجابت والدتها بدموع وقلب متألم من تذكر تلك النكبه التي مرت بها كان لازم أخليه ينساني ويكرهني يا ماما، كان لازم أقطع عنه أي أمل في إنه يستناني.

تنهدت مني وتحدثت وهي تجفف دموعها خلاص يا لبني، طالما إختارتي من الأول إنك تضحي علشانه يبقي تكملي الطريق لأخرة، وسبيه يعيش حياته اللي إختارها بأديه.

صاحت بدموع حاولت والله يا ماما، حاولت، بدليل خطوبتي من علاء اللي كانت من 8 شهور، وصدقيني حاولت إني أكمل معاه وأنسي هشام لكن مقدرتش، والله العظيم مقدرت، غصب عني مش شايفه نفسي مع حد غيرة، غصب عني يا ماما.

تحدثت مني وهي تحتضن صغيرتها بحب إنسي يا بنتي، هشام بيحب خطبته ومش هيسيبها علشان أي حد، حتى لو حكيتي له الحقيقه اللي خليتك بعدتي عنه وكذبتي عليه وفهمتيه إنك مش عوزاه.

هزت رأسها بدموع ونفي وتحدثت من بين شهقاتها العاليه مش هقدر أعيش من غير هشام يا ماما، مش هقدر.

ربتت مني على ظهر غاليتها المتألمة وتحدثت بقلب يصرخ لأجلها هتقدري يا ماما، ربنا هيقويكي ويساعدك في إنك تنسيه وتكملي، ربنا مش هيتخلي عنك وهيشملك بعطفه،
و زي ما شملنا قبل كده ورزقك بحياة جديدة، هيعطف عليكي ويمحي حب هشام من قلبك علشان تقدري تكملي حياتك وإنت مرتاحه.

بكت وبكت والدتها معها بإنهيار تام وهي تحتضن صغيرتها لتضمم جرحها النازف الذي لم يجف لحظه طيلة الأربع سنوات الماضيه!

بعد منتصف الليل.

كانت تتمدد فوق تختها تحاول أن تغفو ولكن هيهات، من أين يأتي النوم ونار الإشتياق قد إجتاحت روحها وتملكت منها،
زفرت بضيق وأعتدلت وجلست ثم أسندت ظهرها على ظهر التخت، نظرت على شقيقتها وجدتها غافية بسلام.

تنهدت بإستسلام ونظرت لسقف الغرفه وأغمضت عيناها تحاول الإستجمام، لكن غلبها الشوق له، أفتحت عيناها من جديد وأمسكت هاتفها وبدأت بتصفح صفحات التواصل الاجتماعي عبر حسابها التمويهي التي أنشأته بعد أختراق حسام لحسابها السابق،.

أغمضت عيناها من جديد وزفرت بضيق تحاول مجاهدة حالها بألا تضعف أمام ذلك القلب العنيد الذي ومازال يإن بعشقه، بل أنه وصل به الأمر بأن أصبح لا يدق إلا من أجل عشقه، ولا يعطي الفرصه لها بنسيانه.

أفتحت عيناها من جديد وبيد مرتعشة، وقلب تتسارع دقاته، دلفت لحساب سليم وجدت صورة الحساب، نظرت لعيناه بوله ودقات متسارعه وعيون عاشقه هائمه وهي تنظر له وتتحسس بيدها ملامح وجهه بصدر يهبط ويعلو.

سحبت شاشة هاتفها لأعلي وجدت له صورة أشعلت صدرها بنار الغيرة حين وجدته يتوسط فتاتين ويضع يده في خصر إحداهن،
فتيقنت أنها ريم شقيقته، فقد شاهدت صورتها من قبل مع سليم، نعم لقد مرت أعوام وتغيرت ملامحها ولكن تبقي منها بعض الملامح والشبه الذي يربط بينها وبين سليم،.

أما الفتاه الأخري والتي كانت ترتدي ثياب تظهر كم إنوثتها الهائله، بالإضافة إلى نظرتها العاشقه التي كانت تنظر بها إلى سليم، تلك النظرات تعرفها هي جيدا.

جن جنونها وأشتعلت نيران قلبها وثارت روحها بغضب هائل، ولولا ستر الله علينا بأن نار القلوب تظل قاطنه بالقلوب لأشتعلت الغرفه بأكملها من شدة حرارتها.

وهذا ما أراده سليم بالفعل حينما نشر تلك الصور وجعل مشاهدتها للعام لتأكدة من ان لها حساب لم يتوصل هو إليه وذلك لشدة حرصها، وتيقن أنها تراقبه به للتطلع على أخبارة، نعم فهو يحفظها ويحفظ تفكيرها عن ظهر قلب.

ومن غير الحبيب يحفظ تفاصيل معشوقه؟

وبلحظه نزلت دموع عيناها وسرت تجري على وجنتيها وكأنها نارا حارقه تكوي كل ما يقابلها!

حدثت حالها بألم ودموع، أفعلتها سليم؟

أعشقت غيري بتلك السرعه؟

أين عشقك لي يا رجل؟

أكنت تخدعني من جديد؟

اللعنة عليك سليم!

اللعنه عليك مدمري ومدمر أحلامي!

كيف لك أيها الحقير أن تحطم قلبي هكذا؟

كيف لك أن تجعلني أتألم من جديد بتلك الوحشيه؟

لقد إشتعل داخلي من مجرد صورة يا رجل!

كيف لي أن أتحمل فكرة زواجك وإنجابك أطفالا من إمرأة غيري؟

ااااه سليم، لما فعلت بنا ما فعلته بالماضي أيها الحقير،
لو أنك لم تتركني ل أصبح الحال غير الحال.

وصرخ داخلها مناجيا ربه، يا الله، قلبي يتألم يا الله!

فلتساعدني أرجوك، فلترحم قلبي الضعيف من تلك النيران المشتعله داخله
يا الله.

تحاملت على حالها ووقفت وتوجهت إلى المرحاض، توضأت وأرتدت ثياب الصلاه وشرعت بتأديت صلاة قيام الليل.

وسجدت تناجي ربها بدموع وتترجاه أن يرحمها وقلبها من تلك النيران المشتعلة التي لا تهدأ أبدا.

وبعد مرور أكتر من ساعه كانت فوق تختها تغمض عيناها وتغفو بثبات عميق بعد أن هدأت وأغتسل قلبها بالمناجاة مع الله،
ومن لنا غير الله لنلتجأ إليه عند ضيقتنا!

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

في اليوم التالي
مساء داخل مسكن قاسم الدمنهوري
كان يجلس كل من
قاسم، أمال، سليم، ريم، بصحبة عائلة عزمي الشافعي
تحدث عزمي بإبتسامة سمجه أنا قولت نيجي إحنا نقضي معاكم اليوم ونشوف الباشمهندس سليم اللي ليه أكتر من أسبوعين في مصر وحتى مفكرش ييجي يسلم على خاله بعد غياب خمس سنين بحالهم!

نظر إليه سليم وتحدث بإحترام صدقني يا خالي غصب عني، أنا يعتبر مبدخلش البيت غير علشان النوم حتى إسأل ماما
تحدثث أمال بإبتسامة مجاملة لعدم تقبلها لشقيقها وزوجته اللذان ظلماها هي وشقيقتها ومنعوهما من ميراثهما الشرعي!

وأردفت قائلة بغرور الحقيقه سليم من وقت ما وصل مصر وكل يوم بيمر على الشركات ويقيمها، وفعلا مبيجيش غير وقت النوم!
وأكملت بكبرياء ما أنتوا عارفين منصب الباشمهندس كبير ومهم إزاي، الشركة بتثق فيه ثقة عمياء، ده كمان مسافر بعد كام يوم دبي علشان يقيم كام شركة هناك مقدمين طلبات دمج شركاتهم مع شركته!

إشتعل داخل سميرة من تلك المغرورة المتسلطه وكادت أن تقف وتمسك بتلك الفاز الكريستاليه الموضوعه جانبا، وتفتك برأس تلك الشمطاء المتكبرة!
حدثت حالها بغل، من يستمع إلى حديثك يظن أنها شركة العائلة التي أسسها له ذلك الأبله القاطن بجانبك والذي يدعي قاسم،.

يالك من شمطاء حمقاء، رحم الله تلك الأيام حينما كنتي لا تجدين ما تسدي به جوعك، أتتكبرين على سيدتك وسيدة عائلتك بالكامل أيتها الخنفساء، حقا عائلة رعاع، لا أدري ماذا فعلت بدنياي لأقع وسط ذلك المستنقع المسمي بعائله زوجي تلك.

ثم وعت على حالها وتحدثت بنفاق وهو فيه زي الباشمهندس سليم في الدنيا كلها، ربنا يعلي قدرة كمان وكمان
ثم تحدثت برياء مش عارفه يا أمال هتصدقيني ولا لاء، بس أنا فعلا بحب سليم وبتمني له كل الخير، ودايما بدعيله أكتر مبدعي لأولادي نفسهم.

كانت تنظر لها مستشفه كذبها وريائها
حدثت حالها بضيق، ماذا دهاك أيتها الساحرة، أتظنين أنني بذلك الغباء لأصدق مشعوذة شريرة مثلك؟

ثم عن أي دعاء تتحدثين أيتها الحرباء المتلونة، أكاد أجزم أنك حتى لا تتذكري أولادك بذلك الدعاء التي تتحدثين عنه، هذا وإن كنتي تركعين لربك من الأساس، أيتها الشيطانة بالعة السحت وأموال اليتامي داخل كرشك اللعين!

ثم تحدثت بإبتسامة مزيفه قائله بكبرياء أكيد طبعا، مهو بالنسبة لك زي حسام
ثم صاحت بصوتها لتستدعي العامله بكبرياء ليندا، ليندا
أتت العامله الفلبينيه.

التي وما إن رأتها سميرة حتى لوت فاهها
وحدثت حالها، فلبينيه يا إبنة عديلة، رحم الله ذلك الأيشارب الذي كنت تحبكين به رأسك وأنت تمسكين بتلك الخرقة المتهالكه وتنظفين بها أخشاب منزلك الحقير
تحدثت العامله بلغه ركيكه أفندم مدام؟

تحدثت أمال بغرور شوفي الضيوف يشربوا أيه!
وجه قاسم حديثه إلى أمال بإحراج ضيوف أيه بس يا أمال، الجماعه أصحاب بيت، وتحدث لحسها على التحرك قومي بلغي المطبخ علشان يجهزوا عشا يليق بأستاذ عزمي ومدام سميرة والأولاد!

إبتسمت ريم لحديث والدها وتحدثت بحماس أنا هقوم أبلغهم يا بابا
تحدثت سميرة ملوش لزوم يا قاسم بيه، هو أحنا أغراب للكلام ده!

أجابها سليم بإحترام إزاي يا طنط، حضراتكم مشرفينا إنهاردة وده أقل واجب يتقدم لكم
تحدثت أمال مرغمه تحبي أخلي الطباخ يعملكم أصناف معينه يا سميرة، ولا تاكلوا على ذوقي؟

أجابتها سميرة بنفاق أكيد على ذوقك، هو فيه زي ذوقك يا أمال
رد عليها عزمي بنفاق عندك حق طبعا يا سميرة، أمال طول عمرها ملكة الذوق.

إبتسمت أمال على ذلك الثنائي المنافق من الدرجه الأولي وأنسحبت إلى المطبخ
ثم نظرت سميرة إلى إبنتها نظرة ذات معني.

وقفت ندي وتحدثت بنبرة حماسيه ما تيجي يا سليم إنت وحسام نقعد في البلكون ونسيب الكبار يقعدوا براحتهم، أكيد فيه كلام كتير حابين يتكلموا فيه
تحدثت وياليتها لم تتحدث، ألقي سليم نظرة حارقه على حسام الجالس ينظر إليه يترقب لردة فعله،
فتحدث سليم بإحترام مفتعل أتفضلوا إنتم يا ندي وخدوا راحتكم، أنا للأسف مضطر أدخل أوضتي علشان عندي شغل مهم.

ثم نظر إلى عزمي وتحدث بعد إذن حضرتك يا خالي، وإن شاء الله لما العشا يجهز أكون خلصت شغل وأجي أتعشا معاكم.

تحدث عزمي براحتك يا حبيبي، ربنا يقويك
ثم نظر إلى سميرة التي إحتقن وجهها وتحدث بعد إذن حضرتك يا طنط.

هزت رأسها بإبتسامه كاذبه، أما حسام وندي فقد إستشاط داخلهما من عدم تقدير سليم لكل منهما، وتحركا إلى الشرفه وقفا بجانب بعضهما
حين نظر حسام إلى ندي وحدثها بنبرة ساخرة يا بنتي سيبك بقا من كلام ماما إللي هيقلل من كرامتك ده وسيبك من إللي إسمه سليم ده كمان،.

صدقيني سليم عمرة مهيفكر فيكي، وحتى لو حصلت المعجزة وفكر، عمتك عمرها ما هتسمح له بكدة،
واكمل بتأكيد إنت مش شايفه قذف الجبهات اللي بالعيون بينها وبين ماما، أنا متأكد إن الاتنين لو سنحت لهم الفرصه هيقطعوا بعض!

أجابته بتذمر وأنا قولت لك قبل كدة إن سليم مش هيكون لحد غيري أنا، وبكرة هفكرك!

أتت ريم إليهما وتحدثت لهما وهي تشير إلى العامله أتفضلو، أنا خليت داده رقيه تعمل لنا نسكافيه، هيعجبكم أوي على فكرة، أصل سليم جايبه معاه هو والقهوة من ألمانيا!

تحركت ندي وأخذت كوب النسكافيه الخاص بها وتحدثت بتخابث أسيبكم بقا علشان تقعدوا براحتكم!

غمز لها حسام بشكر حين إبتسمت ريم خجلا
وتحركت هي إلى بهو الشقه وأستغلت إنشغال الجميع بالحديث و وجود عمتها بالمطبخ لإشرافها على العشاء.

وتحركت للداخل حتى وقفت أمام غرفة سليم ثم دقت بابها بخفه وفتحته حتى قبل أن يأذن لها هو بالدخول،
وجدته يقف بالشرفه ينظر إلى السماء شاردا.

شعر بأقدام تتحرك خلفه فهو لم يستمع لخبطها نتيجة ضعفه، وأيضا لشرودة في من ملكت عقله ووجدانه وأثرته.

نظر خلفه وتساؤل مضيقا عيناه بإستغراب ندي، فيه حاجه؟!

ثم نظر لباب الغرفه وجده موصد، تحرك سريع كمن لدغه عقرب وأمسك المقبض وفتح الباب على مصرعيه.

أمالت هي رأسها بإستغراب ونظرت إليه وتحدثت بإستنكار فتحت الباب ليه يا سليم؟!

أجابها وهو مازال متسمرا بجانب الباب علشان ميصحش وجودك هنا والباب مقفول، وميصحش وجودك في أوضتي من الأساس يا ندي!

أجابته بدلال وإثارة هو فيه أيه يا سليم، إنت ليه مصر تتعامل معايا على إني غريبه عنك؟

أردف قائلا بهدوء بالعكس يا ندي، أنا بعتبرك زي ريم بالظبط وبخاف عليكي زيها، وعلشان كدة من واجبي إني أحافظ على شكلك وسمعتك قدام الناس!

زفرت وأردفت قائلة بتذمر وأعتراض أيه حكاية بعتبرك زي ريم إللي كل شويه تقولها لي دي، أولا أنا مش أختك، ولا عمري إعتبرتك زي حسام،
وأكملت بإستعطاف ودلال يا سليم أنا محتاجه فرصه أتكلم فيها معاك وأشرح لك كل اللي جوايا وبحس بيه من ناحيتك، هي فرصة واحده بس، وإنت في كل مرة بحاول أخلق الفرصة دي بتصدني و مش بتسمح لي بيها.

أجابها بإصرار من فضلك يا ندي أخرجي من الأوضه حالا لإن وجودك هنا مش مقبول، وممكن يتفسر غلط.

كادت أن تتحدث ولكن أسكتها دلوف أمال التي وقفت بجانب سليم ونظرت إليها بإستنكار وتسائلت بنبرة حادة متعجبه سايبه مامتك وبباكي برة وجايه تعملي أيه هنا يا ندي؟!

إرتبكت ندي وأردفت قائلة بكذب وهي تمسك هاتفها أنا كنت جايه أسأل سليم عن حاجه خاصه بحسابي على جوجل يا عمتو!

نظر لها بإستغراب وتعجب من كذبها وقدرتها على تلون وجهها رغم صغر سنها.

أجابتها أمال بنبره جاده ما أنت سامعه سليم وهو بيقول إن عنده شغل مهم هيعمله، ثم إن وجودك في أوضة شاب عازب غلط ومرفوض، وبيتهيئ لي وقفة سليم عند الباب وفتحه ليه أكبر دليل منه على إن وجودك هنا مش مقبول وغير مرغوب فيه بالنسبة له، ده غير إنه مش فاضي لجوجل والكلام التافه ده!

كان يستمع لحديث والدته بأريحيه لصحته، وأيضا لعلمه لأغراض ندي من التقرب إليه وهو ما يرفضه شكلا وموضوعا!

تحركت ندي بقلب يملئه الغضب من هذه العمه التي أفسدت عليها فرصتها في التقرب من سليم.

وتحدثت بنبرة هادئه عكس ما بداخلها تماما أنا أسفه يا عمتو، أكيد مقصدتش أعطل سليم عن شغله.

ثم تحركت ووقفت مقابله ل سليم وتحدثت بنبرة صوت رقيقه بعد إذنك يا سليم.

هز لها رأسه بجمود ووجه خالي من أي تعبير
وخرجت.

وزفر هو وتحرك للداخل وتحدث إلى والدته بعتاب هو إزاي خالي سايب ندي توصل للحالة دي يا ماما، إزاي توصل بيها الجرأة إنها تدخل لراجل أوضته وتقفل باباها من غير خجل ولا حياء؟

ده غير لبسها الضيق وشعرها، هو مستني أيه علشان يقول لها تلبس حجابها الشرعي وتلتزم بلبسها؟

تنهدت وأردفت قائلة وهو خالك ولا الهانم مراته فاضيين لها!

تحدث سليم بنبرة جاده ياريت يا ماما تخلي بالك من ريم ومتسمحيش لها تخرج وتخطلت معاها!

أجابته بجديه هو أنت مش عارف باباك وتشدده معاها يا سليم، ده مبيسمحلهاش تخرج برة البيت من بعد أذان المغرب، ودايما بيراقب لبسها بنفسه!

بعد مرور حوالي ساعه كان الجميع يلتفون حول سفرة الطعام.

نظرت سميرة إلى الطعام وتحدثت حلو أوي الأكل يا أمال، بس أكيد مش في طعامة ولذاذة أكلك.

وتسائلت هو أنت مبقتيش بتدخلي المطبخ خالص؟

إبتسمت أمال بمجاملة وأجابتها بصراحه لا بقا عندي وقت ولا صبر على وقفة المطبخ زي زمان،
ثم نظرت إلى سليم وتحدثت بحنان بس ده ميمنعش إن من وقت ما سليم رجع وأنا تقريبا بدخل المطبخ يوميا، إنت عارفه بقا أكل دول أوروبا إللي ملوش لا طعم ولا لون!

تحدث عزمي بحديث ذات معزي ومقصود ناظرا إلى سليم أنا شايف إن سليم لازم يستغل أجازته دي ويخطب ويتجوز وياخد مراته معاه تطبخ له هي بنفسها،
وأكمل بإبتسامه سمجة ولا أنت أيه رأيك يا باشمهندس؟

إبتسم إلى خاله وتحدث عن قصد لسه بدري على الخطوة دي حضرتك!

أجابته سميرة بإستماتة للتأكيد على حديث زوجها الموجه بدري من عمرك يا حبيبي، ده كل إللي من سنك معاهم أولاد، مفيش غيرك إنت وحسام، بس على الأقل حسام خاطب وعذرة إن ريم لسه بتكمل تعليمها، لكن إنت بقا عذرك أيه يا باشمهندس؟

ثم نظرت إلى قاسم وتحدثت جري أيه يا قاسم بيه، هو حضرتك مش حابب تشوف أحفادك وهما بيلعبوا حواليك ولا أيه؟

أجابها بعيون سعيدة من مجرد ذكر إسم أحفادة أكيد نفسي وجدا كمان، بس أنا في أيدي أيه أعمله إذا كان صاحب القرار نفسه شايف إن لسه شويه على الخطوة دي؟

نظرت إلى سليم وتحدثت بإستماتة ولا شويه ولا حاجه يا سليم، قرر إنت بس وسيب الباقي علينا، حتى علشان تفرح بابا وماما!

كانت ندي تستمع إليهم وهي تنظر إلى سليم بعيون سعيده وقلب يتراقص.

تحدثت أمال ناهيه الموضوع لمعرفة غرض أخيها وزوجته من فتح ذلك الموضوع الأن ياريت يا جماعه تقفلوا على الموضوع ده علشان سليم بيتضايق،
وأكملت بحديث ذات مغزي وبعدين خلينا نستمتع بطعم الأكل ونستمتع بلمتنا الحلوة إللي مبتتكررش كتير.

أجابها عزمي بسماجه متقلقيش يا حبيبتي، إن شاء الله زياراتنا هتتكرر كتير بعد كدة!

إبتسمت له بمجاملة وأكملا طعامهم.

تحت أنظار ندي الجريئة إلى سليم الذي يتلاشاها وينظر إلى صحن طعامه الموضوع أمامه.

ذهبت فريدة بصحبة هشام وموظف البنك الذي أرسله معهما مديره وذلك بناء على توصية مستر فايز.

إختارت فريدة ماركة سيارتها ولونها تحت سعادتها الهائلة، وخرجوا من المعرض ليستقلوا سيارتهم.

تحدثت فريدة إلى الموظف بإحترام وشكر حقيقي مش عارفه أشكر حضرتك إزاي يا أستاذ أمير، متشكرة جدا وياريت تبلغ شكري ل أحمد بيه مدير البنك!

أجابها أمير بوجه بشوش علي أيه الشكر بس يا باشمهندسه، أنا معملتش غير المطلوب مني، وبعيدا عن أي توصيه أنا تحت أمرك في أي حاجه تحتاجيها بعد كدة!

ثم نظر إلى هشام وتحدث بإحترام أستاذ هشام، أتشرفت بمعرفتك يا باشا، ويشرفني إنك تعتبرنا من إنهاردة أصحاب.

أجابه هشام ببشاشة وجه أكيد يا باشا دي مش محتاجه كلام!

تحدثت فريدة إلى أمير بتساؤل هو أنا كدة ممكن أستلم العربيه أمتي؟

أجابها بنبرة عمليه إن شاء الله إسبوع بالكتير وتستلميها.

وأكمل بتساؤل بالمناسبه يا باشمهندسه، حضرتك بتعرفي تسوقي؟
والسؤال الأهم، ياتري معاكي رخصه؟

أجابه هشام فريدة واخدة Course تدريب وبتعرف تسوق كويس جدا!

وأكملت فريدة وبالنسبه للرخصه فهي معايا من سنه تقريبا ولسه ساريه، متقلقش!

تحدث أمير بنبرة جادة كدة كويس جدا، أستني مني تليفون هبلغك فيه بميعاد الإستلام!

شكراه وإستقلت فريدة سيارة هشام وتحدث هو بسعادة أيه يا بنتي السعادة اللي على وشك دي كلها، ده أنا حاسس إنك فرحانه أكتر من يوم خطوبتنا؟

ضحكت وأردفت قائلة بدعابة أرجوك يا إتش متظلمنيش، هما تقريبا المناسبتين نفس الفرحة!

ضحك برجوله وتحدث برضا وأنا يا ستي موافق ومرحب كمان،
وأكمل بعشق أهم حاجة تكون حبيبتي سعيدة ومرتاحه،
وأكمل بتذكر فاكرة يا فريدة يوم ما إشتريت عربيتي؟

إبتسمت له بسعاده وتحدثت كنت فرحانه علشانك جدا لما شفت مدي سعادتك وإنت بتحقق أول حلم ليك!

أجابها بعيون شاكرة ممتنه لها ولفضلها عليه كله بفضلك يا فريدة، كل اللي أنا فيه ده واللي وصلت له كان بفضلك وبفضل وقفتك معايا.

نظرت له بعيون بها بعض عبرات الدموع لأجله وتحدثت كله بفضل الله أولا ثم مجهودك وتميزك يا هشام.

أجابها بإصرار ونعم بالله يا فريده، بس حقيقي الفضل كله يرجع لك بعد ربنا، يوم ما قابلتك أول مرة في مصلحة الضرايب، وأكمل بإبتسامة حانيه فاكرة يا فريدة؟

فلااااااش بااااك
قبل أقل من ثلاث سنوات.

كانت تقف أمام نافذة الموظف الموجود داخل مصلحة الضرائب المصريه ويليها صف من البشر كل ينتظر دوره، تحدثت إلى الموضف بتيهه يعني أختمه منين الورق ده حضرتك؟

أجابها الموظف بضيق ووجه عابس يا أستاذه قولت لك إطلعي الدور الرابع وإسالي على الاستاذ عبدالجواد وخليه يختمهولك،
وبعدها روحي شباك 9 اشتري ورقتين دمغة من أم 7 جنيه، وبعدها روحي شباك 11 للأستاذة خيريه وخليها تطبع لك ورقة الدمغه وتمضيهولك، وبعدها تعالي لي هنا علشان أختمهولك بختم النسر!

وقفت تنظر له فاتحه فاهها ببلاهه غير مستوعبه لما يتفوه به صاحب ذلك الوجه العابس وتحدثت بتيهه أنا مش فاهمه أي حاجه من اللي حضرتك قولتها لي دي، وبعدين أيه اللفه الطويله دي كلها، هيجري أيه يعني لو الموظف منكم يخلص الورق كله بدل شحططت الناس بالشكل ده؟

أجابها الموظف بسماجة وغرور ده روتين يا أستاذه، هو حضرتك جايه تعلمينا شغلنا وتعدلي علينا؟

وأكمل بنبرة حادة إتفضلي علشان سيادتك معطلة كل الناس اللي وراكي دي!

تحركت من أمامه وهي تزفر بضيق وتنظر إلى تلك الاوراق التي بيدها بتيهه.

تحرك إليها ذلك المراقب لها من بعيد وهو يري حيرتها بعدما إستمع لحديثها مع الموظف
وتحدث بإحترام صباح الخير يا أنسه.

نظرت له ببلاهه وأستغراب وتحدث هو شكلك كده لسه متخرجه جديد ومأخدتيش على شغل المحاسبه وبهدلته في وسط المصالح الحكوميه.

أجابته بوجه عابس أنا مهندسة إلكترنيات ومليش علاقه بالمحاسبه نهائي، كل الحكاية إن ليا صديقه محاسبه في الشركه وهي اللي مسؤله عن تخليص المعاملات دي من المصلحه،
وللأسف حصلت لها ظروف مفاجئة، وطلبت مني أجي هنا اخلص الورق مكانها، و الورق ده لو ما اتمضاش إنهاردة هتحصل لها مشكله وممكن تتأذي فيها،
وأكملت بقلة حيلة وأديني واقفه محتاسه ومش فاهمه أي حاجه من اللي قالها لي سيادة المبجل ده كمان!

تحدث بهدوء ولا يهمك، أنا بشتغل محاسب في مكتب محاسبه، وشغلتي تخليص المعاملات اللي من النوعيه دي،
وأشار بيده هاتي الورق وتعالي معايا وأنا إن شاء الله هخلصهولك بسرعه!

نظرت له بريبه، فضحك هو ببشاشة وجه، وأخرج من سترته بطاقة تعريفه والكارنيه الخاص بعمله وتحدث متقلقيش، مش هاخد الورق وأطلع أجري.

إبتسمت بإحراج وتحدثت بإحباط أنا أسفه، بس الحقيقه الزمن اللي إحنا عايشينه يتطلب مننا الحرص الزايد في تعاملاتنا مع كل الناس.

هز راسه بتفهم وتحدث مؤكدا على حديثها في دي بقا عندك حق.

وتحركت هي معه وبعد حوالي نصف ساعه كانت تخرج بجانبه من مبني مصلحة الضرائب وهي تتنفس بإنتشاء وتحدثت أخيرااااااا، أنا حقيقي مش عارفه أشكرك إزاي يا أستاذ هشام.

أجابها بهدوء علي أيه بس، دي حاجه بسيطه!

نظرت له بتمعن ثم أردفت قائلة خسارة إنك شغال في مكتب محاسبه صغير زي اللي قولت لي عليه، إنت بذكائك وشطارتك دي تستاهل تشتغل في أكبر الشركات.

أجابها بيقين ووجه محبط الحمدلله على كل حال يا باشمهندسه.

تحدثت هي بحماس بقول لك أيه، متديني رقم تليفونك، ولو إن شاء الله الشركة عندنا إحتاجت محاسبين هرشحك للمدير وأتصل بيك تيجي تعمل إنتر يو!

إبتسم لها بمرارة وأملي عليها رقم هاتفه، ولكن من داخله كان يتيقن انها لن تفعل له شيئ وكل حماسها هذا، مجرد ثرثرة ليس إلا.

عودة للحاضر!

إبتسم لها وتحدث بعيون ممتنه عمري منسيت اليوم ده ولا هقدر أنساه، لأنه بالنسبة لي كان يوم سعدي من كل النواحي، ده اليوم اللي شفتك فيه أول مرة، ومكنتش أعرف وقتها إنك هتكوني حبيبتي وعوض ربنا اللي كان شايلهولي علشان يكافئني بيه ويعوضني عن تجربتي المرة مع لبني.

أجابته بمرارة بصوتها محدش عارف مين فينا اللي كان العوض للتاني يا هشام!

إبتسم لها وتحدث تعرفي إني مكنتش مصدقك لما أخدتي رقم تليفوني وقولتي إنك هتساعديني؟

إبتسم وتحدث بتذكر قولت لنفسي دي واحده الجلاله وخداها علشان خدمتها وخلصت لها الأوراق.

وأكمل بضحك بعد يا حرام ما كانت واقفه محتاسه فيها ومش عارفه تروح فين وتيجي منين، قولت أكيد بتقول كده وخلاص علشان تجاملني بكلمتين،
وأكمل ومصدقتش نفسي لما لقيتك بتتصلي بيا بعد إسبوع وبتقولي لي إن شركتكم طالبه محاسب، وإنك رشحتيني والمدير علشان بيثق فيكي وافق حتى من غير إنتر يو!

إبتسمت لسعادته وتحدثت يااااه يا هشام، إنت لسه فاكر!

أجابها بعرفان وصوت حنون وأنسي إزاي يا فريده وإنت كنتي السبب في كل حاجه حلوة حصلت لي في حياتي،
إنت وقفتي جنبي وساعدتيني في الوقت اللي مكنش عندي ثقه في أي حد، ولا حتى في نفسي،.

وأكمل بعيون شاكرة إنت مكتفتيش بإنك خليتي المدير وظفني وبس يا فريدة، إنت كنتي بتساعديني وتجيبي لي شغل إضافي من شركات أصحابك بيشتغلوا فيها، المعاملات الحسابية اللي كنت بخلصهالهم من المصالح الحكومية وكنت باخد عليها فلوس حلوة جدا،
وأكمل بإبتسامه لدرجة إني إشتريت عربيتي في أقل من ست شهور، وكل ده قبل معترف لك بحبي اللي كان كل يوم بيزيد عن اليوم اللي قبله، إنت كنتي بتساعديني من غير أي غرض يا فريده!

وأكمل بنبرة صوت متأثره أنا قبل ما أقابلك كنت فاقد الأهليه ولقيت روحي بلقياك!

أجابته بعيون حنونه إنت إبن حلال وتستاهل كل خير يا هشام!

أستاهلك يا فريده، أنا أستاهلك، قالها بتأكيد وعيون عاشقه وصوت حنون صادق.

صرخ قلبها متألم مطالبا إياه بالرحمة!

ثم زفر ليخرج من داخله ما أصابه من حزن لتذكرة تلك الأيام الصعبه التي مر بها، وتحدث بصي بقا يا ستي، بالمناسبة السعيدة دي أنا عازمك على الغدا في أفخم مطعم على النيل فيكي يا قاهرة!

إبتسمت بسعادة وأردفت قائلة متشكرة يا هشام!

أجابها بنبرة ملامه وقلب يريد المزيد بس كدة يا فريدة، متشكرة يا هشام؟

وأكمل بحب مفيش ربنا يخليك ليا يا هشام، بحبك يا هشام، بعشقك وبحلم باليوم اللي هتضمني فيه لحضنك يا هشام!

إشتعل وجهها وتحول للون الوردي الداكن من شدة خجلها!

ضحك عاليا برجوله وأردف قائلا خلاص خلاص، إهدي يا قلبي، كدة هتنصهري مني وشويه ومش هلاقيكي!

ثم أردف قائلا بصوت هائم فريدة
نظرت له فتحدث هو بوله وعيون عاشقه بحبك.

إبتسمت وأردفت قائلة بنبرة خجله وبعدين معاك يا هشام.

ضحك هو وأردف قائلا بإنتشاء أحلا هشام بسمعها في حياتي كلها منك إنت يا فريدة!

وبعد مدة وصلا لمقصدهم ودلف إلى المطعم لتناول غدائهما.

بعد يومان كانت تجلس بمكتبها تعمل على جهاز الحاسوب الخاص بها، وجدت هاتفها يرن معلنا عن وصول مكالمة، نظرت به وأستغربت حين وجدت نقش إسم والدتها،
ردت على الفور
إرتعبت أوصالها حين إستمعت لصوت والدتها الباكي وهي تستنجد بها قائلة بصراخ إلحقيني يا فريدة، أبوكي اغمي عليه ومبيردش عليا!

وقفت مرتعبه وتحدثت أغمي عليه إزاي يا ماما، أيه اللي حصل، وأنتوا فين دالوقت؟

صرخت عايدة أنا في البيت والجيران طلبوا الإسعاف ولسه مجتش ومش عارفه أعمل أيه؟

أجابتها على الفور وهي تلتقط حقيبة يدها إهدي يا ماما وأنا هكلم عمو عزيز ييجي لكم حالا، هو جنبك وأكيد هيوصل أسرع، وإطلعي على مستشفي
هي أقرب ليكم وكمان مستواها كويس، وأنا هسبقك على هناك حالا.

حدثتها عايدة بسرعه يا فريدة، خلي هشام يجيبك بالعربيه علشان توصلي أسرع ويقف معانا.

أجابتها فريده بأسي هشام في مصلحة الضرايب بيخلص ورق ومش هييجي الوقت خالص،
أغلقت مع والدتها وهاتفت عزيز الذي طمئنها وأخبرها أنه قريب جدا من موقع مسكنهم.

وصلت إلى مكتب فايز وتحدثت إليه بعد إذن حضرتك يا باشمهندس أنا لازم أمشي حالا.

أجابها سريعا خير يا فريدة، فيه حاجه؟

أجابته سريع بابا تعبان شويه ولازم أروح له المستشفي!

أجابها وهو يتحرك ليحثها على الخروج تمام، تحبي أجي معاكي أوصلك؟

أجابته سريع متشكرة يا أفندم، أنا هاخد تاكسي من قدام الشركة!

وصلت للمصعد الذي كان يصعد إليها بالفعل وأنفتح بابه، وجدت سليم بوجهها وكأنها وجدت ضالتها، ودت لو أن لها الحق في أن ترتمي داخل أحضانه ليمتص عنها رعبها وهلعها الذي أصابها من ذلك الخبر المشؤم ويتولي هو أمرها.

تحدث فايز بإحترام أهلا باشمهندس سليم، في ميعادك مظبوط يا أفندم، وأشار بيده بإتجاه مكتبه إتفضل.

نظر سليم إلى فريدة المتخشبه بوقفتها وبعيناها هلع ورعب لم يرها عليه من قبل، وأيضا قرأ بعيناها إحتياجها الشديد له.

تحدث سريع مالك يا باشمهندسه؟

أجابه فايز باباها تعبان شويه!

فاقت على حالها وتحدثت وهي تدلف إلى المصعد لتحث سليم على الخروج منه حتى تضغط على زر الهبوط بعد إذنك يا باشمهندس!

أجابها بقوة وهو مازال يقبع داخل المصعد أنا جاي معاكي أوصلك!

نظرت له بذهول ولم تعترض وكأنها بالفعل تحتاجه معها ليطمئن قلبها.

حدث سليم فايز بعد إذنك يا باشمهندس، وبعد إذن حضرتك مضطر أجل ميعادنا لبكرة إن شاء الله!

أجابه فايز الذي أصابه الذهول من تصرف ذلك السليم المعروف بعدم إكتراثه لأي شيء خارج نطاق عمله ولا يهمك يا أفندم، أهم حاجه نطمن على الأستاذ فؤاد،
ثم أشار إلى فريده أبقي طمنيني يا فريدة، ما تنسيش!

ظغط سليم زر الهبوط ثم نظر إليها وتحدث بحنان إطمني يا فريدة، إن شاء الله هيبقي كويس.

أمائت برأسها بضعف وخرجا وأستقلت سيارته وأنطلق سريع إلى وجهتهم بعدما هاتفت والدتها وتأكدت أنهما إقتربا من المشفي.

وفجأة وبدون سابق إنذار إنفجرت دموعها التي إحتجزتها كثيرا ولكنها لم تعد تحتمل إدعاء القوة أكثر.

نظر لها ومازال يقود سيارته وتحدث بتألم إهدي يا حبيبي، صدقيني هيبقا كويس.

نظرت له من وسط دموعها وتحدثت بصوت متقطع بابا لو جراله حاجه أنا ممكن أموت يا سليم، عمري ما تخيلت إن ييجي عليا يوم وأشوفه ضعيف ومهزوم من المرض أو.

وصمتت وهزت رأسها بدموع وهي ترفض تلك الأفكار المتشائمة التي إجتاحت خيالها،
تنهد لأجل حالتها و تمنا لو أن له الحق ليأخذها داخل أحضانه ويمتص عنها ألامها وهمها.

تحدث بهدوء هو أيه اللي حصل؟

رفعت كتفيها بعدم معرفة وأردفت ماعنديش تفاصيل، كل إللي فهمته من ماما إنه أغمي عليه، محبيتش أضغط عليها لإنها منهارة ومضغوطه لوحدها!

أجابها ليطمئنها إن شاء الله خير يا فريدة.

ردت عليه بعيون متلهفه لدعائه يارب ياسليم، يارب.

وصلا للمشفي وصعدا معا إلى مكان والدها بعدما سأل سليم عن مكان تواجده في الإستعلامات.

تحركت فريدة بجوار سليم وهي تهرول داخل الممر المؤدي إلى غرفة العناية المشددة المتواجد بها فؤاد.

وجدت والدتها تجلس وهي تبكي بإنهيار تام وبجانبها عزيز وشابان من جيرانهم!

جرت عليها فريدة وأحتضنتها وتحدثت بإطمئنان رغم رعبها الساكن بداخلها إهدي يا حبيبتي، بابا هيبقا كويس ان شاء الله.

تحدثت عايدة من بين شهقاتها وهي تحتضن إبنتها فريدة، شفتي إللي حصل لبابا يا فريدة.

تحدث سليم إلى عايدة بإحترام ألف سلامة على أستاذ فؤاد يا أفندم.

أجابته بعدم إكتراث دون أن تنظر له الله يسلمك.

نظرت فريدة إلى الشابان الواقفان وتحدثت لهما متشكرة جدا يا مصطفي إنت ومحمد على وقفتكم مع ماما ومجيتكم معاها لحد هنا!

أجابها محمد بإحترام إنت بتقولي أيه يا باشمهندسه، إنتم أهلنا ولولا إن الوقت وقت شغل ورجالة الشارع كلهم في أشغالهم كان زمان المستشفي دي إتملت بالرجاله!

وأكمل مصطفي مؤكدا على حديث صديقه الأستاذ فؤاد خيرة على الكل يا باشمهندسه، وطنط عايدة أم لينا كلنا ونخدمها بعنينا.

تحدثت عايدة من بين شهقاتها ربنا يخليكم يا حبايبي ومايحرمنيش منكم أبدا.

نظر عزيز إلى فريدة وتحدث أنا هروح أكمل الإجراءات يا بنتي وأرجع لكم تاني.

وقفت فريدة وأجابته أنا جاية معاك يا عمو.

حدثها سليم برجوله خليكي إنت وأنا هنزل.

أجابته بتصميم متشكرة لحصرتك يا باشمهندس، أنا إللي هنزل!

أجابها بإصرار طب هاجي معاكي لتحتاجي فلوس.

أجابته بشكر متشكرة، أنا معايا كفاية، وبعدين بابا موظف حكومه والمستشفي دي تبع التأمين بتاعه، يعني إن شاء الله المبلغ المطلوب مش هيكون كبير.

وبالفعل نزلت للحسابات ودفعت مبلغا تحت الحساب من خلال بطاقة الكريدت كارد الخاصة بها!

ثم توجهت مرة أخري إلى الأعلي
جلست بجانب والدتها التي مازالت تبكي بحالة هيستيرية وسليم يجلس مقتربا منها إلى حد ما.

خرج الطبيب وأسرع الجميع إليه بتلهف حين تحدث هو إطمنوا يا جماعه، الحمدلله الحالة إستقرت وبقا كويس!

تحدث سليم بعمليه تشخيص الحالة أيه لو سمحت؟

أجابه الدكتور إرتفاع عالي في ضغط الدم أدي لإرتفاع نسبة السكر في الدم وده اللي سبب للمريض حالة الإغماء المفاجئة،
ونظرا لهما وتحدث بترقب أقلق فريده وإحنا بنعمل للمريض إشاعه علشان نتطمن إكتشفنا إن فيه إنسداد للشريان التاجي، وده محتاج عملية بأسرع وقت علشان ميأثرش على صحته وخصوصا في وجود مرض زي السكر.

شهقت عايدة ووضعت فريدة يدها على فمها وهبطت دموعها بشده.

فبادر سليم بالحديث لطمئنتهما إهدوا يا جماعه، العملية بسيطه جدا وبتتعمل تقريبا في أقل من ساعه والمريض بيروح بيته في نفس اليوم، بابا لسه عاملها من فترة وبقا كويس جدا الحمدلله!

أجابه الطبيب بتأكيد على حديثه كلامك صح جدا وفعلا الموضوع مش محتاج كل القلق ده، وياريت تهدوا ومتظهروش خوفكم قدام المريض علشان حالته النفسيه مهمه جدا الفترة دي.

وأكمل ياريت تقرروا هتعملوا العمليه أمتي علشان نستعد، بعد إذنكم.

أوقفته فريدة و تحدثت وهي تجفف دموعها لو سمحت يا دكتور، إحنا ممكن نشوف بابا أمتي؟

أجابها بعمليه بباكي محتاج يقعد في العنايه تحت الملاحظه حوالي ساعتين كمان، وبعدها هنخرجه لغرفة عاديه وهيضطر يبات معانا إنهاردة علشان نظبط له السكر والضغط، بعد ما يتنقل لغرفته تقدروا تدخلوا عنده، بس ياريت بلاش الزحمه والكلام الكتير!

وافقته فريده وأنصرف الطبيب وجلست فريدة ووالدتها تبكيان بحرقه أمام ذلك الذي يتقطع لأجل دموعها وكأنها تنزل على قلبه كحمم تكوي كل ما يقابلها،
بعد حوالي نصف الساعه تحرك سليم وجلب من كافيتيريا المشفي بعض زجاجات المياه والعصائر لهما وللحضور،
شكرته عايدة ورفضت تناول أي شيء حتى خروج شريك حياتها ورفيق دربها الغالي من داخل تلك الغرفه التي تحجب عنها رؤياه!

وأيضا فريدة التي شكرته ورفضت لكنه أصر عليها فتناولت بعض قطرات المياة من يدة.

نظرت فريدة إلى والدتها ثم تساءلت أيه إللي حصل ووصل بابا للحاله دي يا ماما؟

نظرت لها وتحدثت أمام سليم الجالس بجانبهما هو من الصبح وهو حاسس بنفسه تعبان زي ما سمعتيه كدة وإحنا على الفطار، أتصل بالشغل وأخد أجازة عارضه ودخل نام شويه وبعدها قام من النوم، دخلت أعمل له حاجه يشربها.

وهو دخل أوضة أسامة يتطمن عليه ويشوفه بيذاكر ولا أيه، لاقاه مولع سيجارة.

وبكت بحرقة وكأن توفي لها غالي شفتي المصيبه اللي إحنا فيها يا فريده، أسامة بيشرب سجاير وطول الوقت كان بيخدعنا.

شهقت فريدة وتحدثت بعدم تصديق أسامة، حضرتك متأكدة من الكلام ده يا ماما؟

تحدثت بتأكيد أيوة طبعا، أنا جريت من المطبخ على أصواتهم العاليه، دخلت لقيت بباكي بيزعق وضرب أسامة قلم على وشه وبعدها مسك صدرة وأتوجع و وقع على الأرض، قعد حوالي خمس دقايق وبعدها دخل في حالة الإغماء.

كانت تستمع لها وهي تبكي ثم أردفت قائلة وأسامه فين الوقت؟

أجابتها جه معايا على المستشفي بس ماعرفش راح فين.

تحدث سليم بهدوء أنا أسف لتدخلي، بس بعد إذن حضرتك لو تسمحي لي أنا ممكن أقول رأيي في الموضوع ده؟

نظرت له عايدة وكأنها وأخيرا إستفاقت ووعت على ذلك الجالس بجانبها منذ الكثير، تطلعت إليه بإستغراب وتساءلت مين حضرتك؟

تحمحمت فريدة وأجابتها وهي تشير إلى سليم ده الباشمهندس سليم يا ماما، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للشركة الألمانيه اللي كلمتك عنها قبل كدة!

نظرت له عايدة بعدم إستيعاب وتسائل داخلها عن ما الذي يجعل العضو المنتدب يصطحب إبنتها إلى هنا؟

ولكنها تلاشت تلك الأسئله فالأن ليس محلها ولا مجالها وتحدثت أه، أهلا وسهلا بحضرتك!

وأكملت فريدة لإستكمال شرح موقفها الباشمهندس كان داخل لمستر فايز مكتبه ولما لقا حالتي مش كويسه أصر يوصلني لحد هنا ويطلع يتطمن على بابا.

إبتسمت له عايدة بجانب فمها وأردفت بعرفان كتر خيرك يا باشمهندس، باين عليك إبن أصول يا أبني ومتربي كويس، ربنا ما يوقعك في ضيقه أبدا!

أجابها بإحترام علي أيه يا أفندم، أنا ما عملتش حاجه أستاهل عليها شكر حضرتك ده!

وأكمل بتمني ممكن بعد إذنك يا فريدة تتصلي ب أسامة وتطمنيه على بباه، وكمان علشان تطمني عليه، مين عارف حالته عامله أيه دالوقت،
ثم نظر إلى عايدة وأردف ليطمئن قلبها وبالنسبه لموضوع السجاير ده حضرتك تصرف طبيعي جدا ومتوقع من شاب في سنه، متنسيش إن أسامه مراهق وأكيد شيطانه بيحدثه إنه لازم يجرب كل حاجه، وللأسف أصحاب السوء ليهم دور كبير في السن ده.

حدثته عايدة بس متوصلش للسجاير يا باشمهندس، ده بباه عمرة ما حطها على بقه ولا حتى يعرف طعمها أيه!

أجابها سليم بهدوء يا أفندم أسامة في سن مراهقة، يعني طبيعي إنه يتمرد على كل حاجه في حياته، وللأسف أكيد عمرة ما هيبص ليباه ويقلدة، كمان هينظر على حضرتك وبباه،
وأكمل بخجل وأعتذار أنا أسف طبعا في اللفظ، هينظر لكم نظرة دونيه،.

واكمل شارح بمعني إنه هيبص لكم على إنكم مش من مستوي تفكيرة وإنه أذكي من حضراتكم، وإنه بيعرف في الدنيا والناس أحسن منكم، وأي نصيحه هتتقال له سواء من حضرتك أو حتى من بباه هيرفضها رفض قاطع ويبص لها على إنها هراء ليس إلا.

تنهدت عايدة وتحدثت مؤكدة على حديث سليم عندك حق يا باشمهندس، فعلا معظم الكلام إللي قولته بيعمله أسامة.

وأكملت وهي تنظر إليه بإهتمام طب والحل أيه بقا، نسيبه كده يعمل اللي هو عاوزة ونقف نتفرج عليه وهو بيضيع وبيدمر نفسه قدام عنينا؟

إبتسم لها بخفه وأجابها بهدوء لا طبعا يا أفندم، أنا بشرح لحضرتك حالة اسامه وطريقة تفكيرة وده مش معاناه أبدا إني بقول لحضرتك تسبيه كده،
وأكمل بهدوء أنا أسف في إللي هقوله لحضرتك، لكن للأسف أستاذ فؤاد غلط لما ضرب أسامه، عمر الضرب والعنف ما كانوا حل لأي مشكله، بالعكس ده بيزودها.

كانت فريدة تنظر إليه بإعجاب من طريقة حديثه وفكرة الناضج.

نظرت له عايدة وتسائلت أومال أيه التصرف اللي ينفع مع أسامه ويجيب معاه نتيجه؟

أجابها بثقه الحب والثقه والإحترام والصداقه، هما دول إللي هتقدري تعدي بيهم مع أسامه لبر الأمان،
صاحبي إبنك وأدي له قيمته قدام نفسه، حسسيه إنه كبر وخلاص بقا راجل يعتمد عليه، حمليه مسؤليه في البيت، دايما حسسيه انك واثقه فيه وفي تصرفاته،
وأكمل بس ده ميمنعش انك لازم تدوري وراه وتراقبي تصرفاته من بعيد لبعيد ومن غير ما ياخد باله وده علشان أمانه.

تنهدت عايدة وتحدثت تربية الولاد غير البنات خالص، دي فريدة ونهله عمرهم ما غلبوني، وخصوصا فريدة ربنا يبارك لها.

نظر هو إلى فريدة وتحدث بإطراء هو فيه حد في عقل وإحترام الباشمهندسه.

أجابته بخجل متشكرة لحضرتك.

وأردفت عايدة بإندماخ وكأنها تناست أمر زوجها القاطن بتلك الغرفة إلا قولي يا باشمهندش، هو حضرتك عرفت كل المعلومات دي إزاي؟

إللي يسمعك وإنت بتتكلم يقول عليك معدي الخمسين سنه من خبرتك.

أجابها أنا بحب أبحث وأعرف كل حاجه حواليا، وبعدين بثقف نفسي وبجهزها علشان لما أتجوز وأخلف إن شاء الله أقدر أتواصل مع أولادي كويس.

وهنا نظر إلى فريدة نظرة ذات معني، والتي بدورها إنتابتها قشعريرة سرت بجميع جسدها.

أردفت عايدة ربنا يا أبني يرزقك ببنت الحلال اللي تسعدك وتخلف لك الولد والبنت ان شاء الله!

نظر داخل عينان فريدة وأجاب بتمني ربنا يتقبل من حضرتك.

إرتبكت وأنتفض داخلها وسحبت عيناها عنه.

في تلك الأثناء دلفت نهلة بدموع وعيون متلهفه تبحث بكل مكان وهي تسرع ويجاورها عبدالله، نظرت فريدة لهما بإستغراب،
وصلا لمكان جلوسهم وأحتضنت عايدة صغيرتها وبعد إطمئنانها على والدها.

حدثتها فريدة بهمس جايه مع عبدالله منين يا أستاذة؟

أردفت لطمئنة شقيقتها روحت لقيته مستنيني هو وطنط إعتماد وطنط ساميه وجينا كلنا مع بعض، بس هما واقفين مع حد يعرفوة برة وهيدخلوا دالوقت.

هزت فريدة رأسها بتفهم.

وتحدث عبدالله هو أسامه قاعد تحت في الجنينة لوحدة ليه، أنا طلبت منه يطلع معانا لكن مرديش!

أجابته فريدة بتعقل أسامه مش حابب يشوف ماما وهي منهارة بالشكل ده، ففضل يقعد تحت لحد ما بابا يخرج من الرعاية.

أتت خالتها وزوجها وولدها الكبير وأمتلئت المشفي بالأهل والمعارف.

وفي تلك الأثناء وقفت فريده وتوجهت إلى سليم وتحدثت متشكرة جدا على وقفتك معانا يا باشمهندس، إتفصل حضرتك شوف شغلك ومتعطلش نفسك أكتر من كدة، إحنا خلاص إطمنا على بابا الحمدلله.

أجابها بهدوء لما يخرج من العناية وتتأكدوا إنه كويس هبقا أمشي،
وأكمل بنبرة حزينه وبعدين للدرجة دي مش طايقة وجودي معاكي في نفس المكان؟

نظرت له سريع وأجابته بنبرة متلهفه وعيون أفصحت عن ما بداخلها بالعكس، لو تعرف وجودك جنبي طمني أد أيه إنهاردة،
ثم وعت على حالها وتحدثت خجلا بإرتباك أقصد يعني كلامك مع ماما عن أسامة اللي طمنها، وكمان شغلها وخلاها تبطل عياط وتنسي شويه حالة بابا.

ثم نظرت له بعيون شاكرة وأيضا عاشقه شكرا يا سليم.

حدثها بهدوء فريدة، تعالي معايا نشوف أسامه تحت، الولد تلاقيه مرعوب.

هزت رأسها بتفهم وتحدثت إلى والدتها ماما أنا نازله أشوف أسامة ولما بابا يخرج أبقي رني عليا.

هزت عايدة رأسها بموافقه وتحركت هي بجانبه.

وبعد مدة كانا يجلسان بحديقة المشفي بجانب أسامة يتحدثان بهدوء.

تحدث أسامة بنبرة صوت خجلة صدقيني يا فريدة دي أول مرة أعمل كدة، وان شاء الله هتكون أخر مرة.

رد عليه سليم يا أسامة إنت كبرت وبقيت راجل، مش معقول بدل ما تريح قلب بابا وتشيل عنه هم اخواتك والبيت وتكون مسؤل معاه تبقا أنت سبب تعبه، بدل ما تشغل وقتك وتجرب حاجات ممكن تدمر لك حياتك أعمل حاجه تفيدك، ألعب رياضه مثلا، أو أتعلم سباحه.

وافقه أسامة وبدأ يتحدث معه بأريحيه متناسي حزنه وخوفه، وشعر وكأنهما أصدقاء منذ زمن بعيد.

وقف سليم وتحرك إلى الكافيتريا ليجلب إلى أسامة زجاجة مياة وأي شيئ ليتناوله، فقد مر وقت طويل ولم يتناول الفتي شيئ.

كانت تجلس بجانب شقيقها بالحديقه، وجدت من يتحرك بإتجاههما.

وهو يتحدث بلهفه فريدة، طمنيني عمو فؤاد عامل أيه؟

لا تدري لما إرتبك داخلها وأرتعبت أوصالها حين رأته يقف أمامها، وتسائلت هشام، إنت عرفت إزاي إننا هنا؟

أجابها مستر فايز إتصل بيا وقال لي، ثم أردف قائلا بنبرة ملامه هو أنت إزاي متكلمنيش وتقولي لي على إللي حصل ده؟

تنهدت بألم وتحدثت بحزن ظهر فوق ملامحها هو أنا كنت في أيه ولا في أيه بس يا هشام، ده أنا كنت هموت من الرعب لما ماما اتصلت بيا وقالت لي،
وبعدين ما أنا عارفه إنك في مصلحة الضرايب ومش هينفع تيجي وتسيب الورق اللي لما تخلصه وتمضيه.

أجابها ولو يا حبيبتي، كان لازم تديني خبر، طب يلا بينا علشان نطلع نتطمن على عمي.

لم يكمل حديثه ورأي من يتحرك إليهم بثقه عاليه ثم نظر إليه وتحدث بنبرة جاده السلام عليكم.

نظر له هشام بصدمه وعيون مشتعله، أما فريدة التي كادت أن تزهق روحها من شدة رعبها من نظرات هشام الناريه الموجهه إلى سليم.

مد سليم يدة إلى أسامة ببعض عبوات البسكوت مع العصائر متلاشيا ذلك المشتعل، أخذ منه أسامة البسكوت وبدأ بفتحه على الفور وتناوله، وذلك لشدة جوعه.

تحدث هشام بحده بالغه هو أنا ممكن أفهم حضرتك موجود هنا بأي صفه، ثم أنت إزاي عرفت إننا هنا؟

تجاهله وبدأ يناول أسامة قطعة أخري من البسكوت وتحدث ببرود كل دي كمان يا أسامة علشان تظبط لك مستوي السكر في جسمك.

إبتلعت فريدة لعابها برعب وتماسكت جاهدة، أخرجت صوتها بصعوبه متحدثه الباشمهندس سليم كان خارج من الأسانسير لما ماما كلمتني، ولما عرف اللي حصل لبابا من مستر فايز أصر ييجي يوصلني، وكتر خيرة فضل معانا ومرضيش يسيبنا لوحدنا!

نظر لها بنظرات مشتعله كطلقات ناريه، و لو كانت النظرات تقتل لأنتهي أمر الفتاه.

ثم وجه حديثه إلى سليم بحده بالغة متشكرين يا باشمهندس وياريت حضرتك تتفضل، بيتهيء لي وجود حضرتك مبقاش ليه لزوم بعد ما أنا جيت، مش عاوزين نعطلك أكتر من كده!

نظر له سليم وتحدث بإبتسامة ساخرة وحديث ذات مغزي في دي بقا معاك حق، أنا وإنت فعلا مينفعش نكون موجودين في نفس المكان!

وأكمل ليشعل داخله أنا كده كدة كنت ماشي بعد ما إطمنت على الباشمهندسه وأتأكدت إنها خلاص بقت أحسن بعد ما إطمنت على والدها.

وأكمل وهو ينظر إلى فريدة بعد إذنك يا باشمهندسه، وياريت توصلي سلامي لمدام عايدة وتتأسفي لها إني مشيت من غير ما أسلم عليها.

ونظر إلى أسامة وأردف قائلا بإبتسامه لو أحتاجت أي حاجه في أي وقت كلمني، رقمي هتلاقيه مع الباشمهندسه وهستني مكالمتك، تمام!

وقف أسامه ومد يدة ليصافحه وتحدث أكيد، بس ياريت ما تزهقش مني لاني خلاص من إنهاردة أعتبرتك صديقي!

أجابه سليم بإبتسامة خلي بالك على نفسك!

ونظر للجميع وتحدث وهو يتحرك للمغادرة بعد إذنكم.

كانت تتابع أنسحابه من المكان بقلب يكاد أن يصرخ ويحتضنه ويتشبث به ليمنعه من الرحيل، فبرغم من إرتباكها الذي أصابها من وجود هشام إلا أنها كانت تشعر بالأمان في وجوده وحضرته!

كاد هشام أن يتحدث لكن أوقفه رنين هاتف فريدة التي أسرعت بالرد وكانت والدتها تخبرها بخروج والدها وإفاقته.

تحركت سريعا للأعلي متناسيه العالم أجمع وأصبح كل ما يشغل تفكيرها هو الإطمئنان على عزيز عيناها وغاليها والدها الحبيب وفقط.

تحرك خلفها هو وأسامه الذي تشجع بعد حديث سليم له وحثه على ان يستدعي شجاعته ويصعد إلى والده ويطلب منه العفو والسماح!

كانت تجلس داخل غرفتها تضع طلاء الأظافر كي تذهب إلى منزل خالتها غادة.

إستمعت لرنين هاتفها أمسكته وتحدثت بعدما رأت ال private number
كنت مستنيه مكالمتك علشان أعرف الخطوة الجايه أيه؟

أجابها المتصل بهدوء وعمليه أول حاجه لازم نعملها هي إنك تحاولي تخلقي مواقف شبه اللي كانت بتحصل بينكم زمان، ولازم يشوفك كتير ويسمع صوتك في الفون أكتر، علشان يشتاق ويحن لماضيه.

تأفأفت لبني وأجابت بملل أيوا بس هشام مش مديني فرصه أقرب منه خالص، إمبارح مثلا رنيت عليه كذا مرة و مردش عليا، ولما لقيته أون لاين كلمته واتس وأتدللت عليه وقولت له أني زعلانه منه، تخيلي رد عليا وقالي أيه،
وأكملت بحزن قال لي معلش أصل كنت بكلم فريدة، زي ما يكون قاصد يقول لي إنه بيحبها وإني أخلي عندي دم وأبعد عنه!

أجابها المتصل بهدوء وتفهم كل ده طبيعي جدا، هو خايف يتكلم معاكي ويقرب منك علشان ما يحنش ليكي ولماضيه الجميل معاكي، هشام خايف على نفسه ليضعف في قربك يا لبني،
إنتي بقا خليكي أشطر منه وحاوطية من كل الإتجاهات، ما تديلوش فرصه يفكر ويبعد، لاحقيه في كل مكان ممكن يتواجد فيه، عند غادة، في بيته، حتى في خروجاته.

تسائلت بتعجب وأنا هعرف منين خروجاته وتحركاته؟!

أجابها دي بقا سبيها عليا، أنا عارف كل خطواته وهبلغك بيها أول بأول، بس إنت فرغي لي وقتك اليومين الجايين علشان هنبدأ الشغل الصح!

تسائت لبني بفضول بردوا مش ناويه تقولي لي إنت مين؟

رد عليها المتصل بإمتعاض مش شغلك، وخليكي في إللي مطلوب منك وبس، ولا أنت مش عاوزة هشام يسيب فريدة ويرجع لك؟

أجابتها سريع طبعا عوزاة يرجع لي، أنا أسفه، يلا قولي لي المطلوب مني بالظبط وأنا كلي أذان صاغيه!

رد المتصل بتأكيد أيوا كده خليكي شاطرة وأسمعي الكلام علشان ننجز مهمتنا ونخلص!

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

دلفت فريدة إلى حيث والدها بمفردها وذلك حسب أرشادات الطبيب
وجدته يقبع بإستسلام فوق تخت المشفي وتجلس بجانبه عايدة ممسكه بيده بعناية وحب،.

نظر عليها وأبتسم بوهن، تحركت إليه، وبرغم إدعائها التماسك إلا أنها لم تستطع حينما وجدته يرقد بجسد ضعيف وعلى الفور نزلت دموعها رغم عنها، صرخ داخلها رافضا مكوثه بتلك الحالة الممزقه لقلبها الضعيف تجاهه، إنه والدها سندها وعزيز عيناها، بطلها ورجلها وفارسها الأول، كيف له أن يكون بهذا الوهن والضعف وهي التي دائما تستمد منه قوتها وثباتها.

وصلت إليه وأنحنت إلى مستوي كف يده وقبلته بعنايه ثم أردفت بإبتسامة خرجت حزينة عنوة عنها، وعيون متألمة رغم محاولاتها المستميته لمداراة وجعها الساكن روحها حمدالله على سلامتك يا حبيبي، وأكملت بدعابه كدة يا سي بابا تخضنا عليك بالشكل ده، أيه، حضرتك كنت عاوز تعرف مقدار غلاوتك عندنا؟

إبتسم بوهن وأخرج كلماته بصوت ضعيف متعب متألم بالظبط كدة!
تحدثت عايدة وهي تقبل جبهته وتتحسس شعر رأسه بحنان وهو أنت لسه محتاج تعرف غلاتك يا فؤاد، ده أنا والولاد كنا هنموت من الرعب عليك!

نظر إليها بعيون محبه وضل يتبادلان نظرات العشق وبعدها نظر إلى فريدة وتسائل أخوكي فين؟
تحدثت عايدة بنبرة قلقه قاعد برة مرعوب، خايف يدخل عندك بعد إللي حصل،
وأكملت لتهدئته وأمتصاص غضبه من ناحية صغيرها علشان خاطري متزعلش نفسك يا فؤاد، والله الواد من ساعة إللي حصل وهو دموعه ما نشفت!
أغمض فؤاد عيناه بألم ثم بادرت فريدة بالحديث بتعقل الحمدلله يا بابا، المفروض نحمد ربنا على كل إللي حصل ده،.

وأكملت بيقين لتهدئة والدها من إتجاه أخاها ده لولا إللي حصل من أسامة وأتسبب لحضرتك في التعب ده مكناش عرفنا إن حضرتك عندك مشاكل في الشريان التاجي ومحتاج تدخل جراحي فورا، سبحان الله، كلها أسباب ربنا بيسببها علشان نوصل للي ربنا سبحانه وتعالي عاوزه، واللي أكيد فيه نجاتنا!
هز فؤاد رأسه وأردف برضا ويقين ونعم بالله العلي العظيم!

أردفت عايدة قائله بترقب لوجه زوجها والله عندك حق يا بنتي!
تحدثت فريدة بهدوء بابا، بعد إذنك أنا هخرج أجيب أسامة علشان يطمن عليك وياريت حضرتك ما تضايقش، إتفقنا يا حبيبي؟

هز رأسه بموافقه وبعد قليل كان أسامه يقف أمامه بدموع ممسك بيده يقبلها قائلا بندم أنا أسف يا بابا أرجوك سامحني، صدقني عمري ما هعمل حاجه تزعلك مني تاني، والله يا بابا ما هحطها في بقي تاني!
نظر له فؤاد وتحدث بصوت ضعيف يكاد يسمع وعد؟

أجابه أسامة وعد يا بابا صدقني
هز فؤاد رأسه وتحدثت عايدة إلى فريدة خدي أخوكي وأطلعوا علشان بابا ميتعبش.

تحدثت وهي تقبل جبهة والدها هشام برة وحابب يطمن على حضرتك؟
هز رأسه بموافقه وتحدثت هي إلى والدتها هدخل هشام بس يا ماما ومحدش تاني هيدخل، الناس برة كتير جدا وإدارة المستشفي بدأت تضايق، تقريبا المنطقه كلها برة، ده غير أعمامي وولادهم اللي جايين في الطريق وزمانهم على وصول.

تحدثت عايدة الناس كلها بتحب أبوكي يا فريدة، دخلي هشام وأنا هقوله يقول لهم أيه
خرجت فريدة ودلف هشام لهما فعايدة وفؤاد يعتبراه إبنهما البكري ولديه غلاوة كبيرة بقلب كل منهما،
وبعد مده خرج هشام للجمع المتواجد بالمشفي وأخبرهم أن عليهم الرحيل حتى لا تنزعج إدارة المشفي من شدة الزحام، وذهبت نهلة وأسامه إلى منزلهم بصحبة عبدالله ووالدته وتبقت عايدة وفريدة وهشام.

في المساء خرجت فريدة إلى حديقة المشفي لإستنشاق بعض الهواء النقي بعيدا عن رائحة المستشفيات التي تكرهها منذ صغرها
تحرك خلفها هشام وتحدث بصوت عالي يطغي عليه الغضب بيتهيء لي خلاص إطمنتي على بباكي والوقت ممكن نتكلم؟

نظرت له بوجه مرهق وتسائلت بهدوء ونبرة متعبه هنتكلم في أيه يا هشام؟
أجابها بقوة نتكلم مثلا على البيه إللي كان سارح بينكم في المستشفي ولا كأنه واحد من العيله؟

وأكمل بنبرة غائرة مرة يتكلم مع مامتك إللي قاعدة جوة تقول فيه وفي تفكيرة شعر، ومرة مع أسامه اللي كان ناقص ياخده بالأحضان وهو ماشي، لا وكمان بكل وقاحه واقف قدامي يقول له أبقي خد رقمي من فريدة، وأكمل بغضب ونبرة حادة سؤالي بقا يا هانم، رقم البيه بيعمل أيه معاكي لحد دالوقت؟

كان حجته الشغل والمعلومات اللي كان عاوز يعرفها بخصوص إتفاقية الزفت دي، وأهي تمت وخلصنا، وأكمل بنبرة غاضبه رقمه بقا لسه بيعمل أيه مع سيادتك؟

وأكمل والسؤال الأهم يا أستاذه، إزاي واحده محترمه زيك تقبل تركب عربية مع راجل غريب عنها، ده أنت مطلعه عين أمي في الموضوع ده يا فريده، وأقدر بكل سهوله أعد لك المرات إللي ركبتي فيهم معايا عربيتي؟
وضعت كف يداها فوق وجهها وفركته بتعب وإرهاق ثم رفعت له عيناها وأردفت بإستنكار هو أنت فعلا شايف إن ده وقت ومكان الكلام اللي بتقوله ده؟

وأكملت بنبرة ملامه يعني بدل ما تقعد تطمني على أبويا إللي مرمي جوة على سرير وقلبه موصل بأسلاك وداخل على عمليه يا عالم هيقوم منها ولا لاء، جاي تحاسبني؟

واقف تحاسبني وتلومني على واحد وقف معايا وساعدني وقت شدتي وأحتياجي؟

وأكملت بعيون ضعيفه ده أنا كنت خارجه من الشركة منهارة وربنا وحده يعلم أيه إللي بيا وهوصل للمستشفي إزاي؟

وأكملت مبررة وجوده في اللحظه دي كان طوق النجاة بالنسبة لي، وصلني لبابا في وقت قياسي ووقف معانا وقعد يهدي في ماما إللي كانت منهارة، ولا أسامة العيل الصغير إللي كان هيموت من رعبه بعد اللي حصل قدام عيونه، جاي تلومني على أيه يا هشام؟

ده بدل ما تحمد ربنا وتفرح إن ربنا سخر لنا حد يقف معانا في شدتنا؟

أنا بجد مستغرباك ومش قادرة أستوعب تفكيرك ده.

وأكملت بنبرة لائمه إزاي قادر تكون أناني أوي كده في تفكيرك؟

إزاي مفكرتش فيا وفي حالتي وألمي ورعبي على أبويا اللي مليش سند غيرة في الدنيا بعد ربنا؟

إزاي مفرقش معاك خوف أسامه ورعبه اللي كان مالي قلبه ولا أمي اللي كانت هتموت من رعبها على رفيق عمرها وحبيبها، يا خسارة يا هشام، إفتكرتك أعقل من كدة بكتير.

صمت رهيب حل بهما وجلسا صامتان،
شعر بخزي عميق بعد حديثها الذي أحزنه وبين له كم هو حقا أناني وتفكيرة محدود داخل نطاق حاله فقط،
بعد مدة تحدث بنبرة هادئه ونظرات خزي أنا أسف يا فريدة، أنا بعترف لك إني فعلا كنت أناني في تفكيري، بس أنا حقيقي مقدرتش أشوف غير نار غيرتي عليكي وأنا متخيلك راكبه العربيه جنب إللي إسمه سليم ده.

تنهدت بقلة صبر وتحدثت بإستسلام أنا طالعه أشوف ماما لتكون محتاجه حاجه وبعدها هروح لأني بجد فقدت طاقتي ومش قادرة أقعد أكتر من كده.

حدثها هو بهدوء أنا جاي معاكي وهوصلك وأرجع هنا تاني.

صعدت لوالدها إطمئنت عليه وتحدث عمها الذي أتي من السويس هو وولديه حين علموا بما حدث لشقيقهم.

تحدث أحمد إلى عايدة يلا أنتي كمان يا أم أسامه روحي مع فريدة وأنا هبات مع فؤاد.

رفضت عايدة وتحدثت بعيون تكسوها غشاوة دموع أنا مش هسيب فؤاد ومش هروح البيت غير وإحنا مع بعض زي ما خرجنا!

حدثتها فريدة عمي بيتكلم صح يا ماما، حضرتك مش هتعرفي تتصرفي لو لا قدر الله بابا أحتاج لدكتور أو أي مساعدة، عمي الأنسب إنه يبات مع بابا.

وبالكاد أقنع فؤاد والجميع عايدة على مغادرة المشفي مع فريدة وهشام،
تحدث هشام إلى أبناء عم فريده طب إتفضلوا باتوا معايا في بيتي يا شباب، إحنا عندنا شقه فاضيه في البيت و إن شاء الله هتخدوا راحتكم فيها.

أجابه ذياد الإبن الأكبر بإحترام متشكرين يا أستاذ هشام على كرم أخلاقك، بس إحنا عندنا شقه هنا في القاهرة، شارينها للطواريء اللي زي دي!

وشكرة أحمد أيضا.

وصلت عايدة وفريده بصحبة هشام إلى مكان السيارة، بادرت فريده وتحركت نحو الباب الخلفي وصعدت بالكنبة الخلفيه،
نظرت لها والدتها بإستغراب ثم حولت بصرها إلى هشام الذي كسي الحزن وجهه، تحركت هي غير مواليه بهما فالأن ليس وقت هذه المهاترات بالنسبة لحالتها،
وفتحت الباب الامامي وجلست بجانب هشام الذي جلس خلف مقود القيادة وتحرك، ووجه المرأة وسلطها على ملامح فريدة الحزينه.

تحدث هشام بهدوء وهو ينظر إلى عايدة تحبوا تاكلوا أيه يا ماما؟

أجابته عايدة برفض قاطع ولا أي حاجه يا حبيبي، روحنا بس علشان محتاجه أغير هدومي وأريح جسمي شوية علشان أجي لعمك بدري ان شاء الله.

أجابها بإصرار ياحبيبتي مينفعش تقعدي طول اليوم من غير أكل، وكمان علشان فريده وأسامه ونهله ياكلوا أي حاجه معاكي.

ثم وجه حديثه لتلك الحزينه الشاردة في حالة والدها تحبي تاكلي حاجه معينه يا فريدة ولا أجيب لك على ذوقي؟

نظرت له وتنهدت بتعب متجيبش حاجه يا هشام، محدش ليه نفس للأكل، أنا عن نفسي تعبانه وكل إللي محتجاه هو إني أنام وبس.

تحدثت عايده يا أبني متتعبش نفسك، أنا كنت سالقه اللحمه وعامله خضار وسلطه وكنت بجهز للرز وحصل إللي حصل، يعني أكيد نهله كملت عمايل الرز وأكلت هي وأخوها.

لم يستمع لهما وصف سيارته وتوقف أمام مطعم للمأكولات المشوية وجلب بعض الأصناف المحببه لديهم مع بعض السلطات والمقبلات وأستقل السيارة من جديد.

أتتها رسالة بهاتفها نظرت بها تحت أنظار هشام المسلطه عليها، كانت من سليم يطمئن بها على حالة والدها ووالدتها المنهاررة، أجابته بإختصار أنهما بخير، ففهم هو أنها بوضع لم يسنح لها بفرصة الحديث،
أغمضت عيناها بتألم لحالة أبيها وألقت رأسها بإهمال مستندة على زجاج النافذة تحت بصر ذلك المستشاط.

ثم رن هاتفها مرة أخري نظرت بشاشته وجدته فايز
ردت بهدوء تحت أنظار هشام المترقبه أهلا يا باشمهندس!

إنزعج هشام بشدة ظنا منه أنه سليم.

فأكملت فريده بهدوء متشكره لحضرتك يا أفندم وبعدين حضرتك كلمتني كذا مرة برغم إنشغالك، يبقا فين التقصير إللي حضرتك بتقول عليه ده.

لاحظت فريده نظرات هشام فردت متعمدة ليطمئن قلبه ويستريح من تلك الشكوك التي إنتابته مؤخرا هيعملها بكره إن شاء الله، وبجد متشكره جدا لإهتمام حضرتك مستر فايز!

وأغلقت تحت إرتياح هشام.

وأخيرا وصلوا لمنزلهم صعدت فريده ووالدتها وتحرك هشام عائدا إلى منزله، أخذت فريده حماما دافئا وتناولت بعض اللقيمات القليله هي ووالدتها ونهله وأسامه.

وأتجهت إلى تختها وغفت بعمق لتعب عقلها وجسدها المنهكان.

في اليوم التالي
أجري فؤاد جراحته بنجاح وخرج بنفس اليوم من المشفي وأستقرت حالته كثيرا،
وبعد أربع أيام إستلمت فريده سيارتها تحت سعادتها أنها وأخيرا سيستريح بالها من ذهابها للعمل بهدوء نفسي وأيضا المال المهدر التي كانت تنفقه على السيارات المستأجرة.

إبتعد سليم ولم يتصل بها نهائيا من بعد اليوم الذي أجري والدها به الجراحه وحدثها ليطمئن عليه، تحت إستغرابها من إبتعاده
أحقا قرر نسيانها أو لم يكن يعشقها من الأساس؟

وصلت لبني إلى مسكن غادة بعدما أخبرها المتصل المجهول أن هشام سيذهب بعد قليل إلى غادة ليتناول غدائه بصحبتها.

إستقبلت غادة لبني التي أتت محمله بالحلوي الشرقيه التي يعشقها هشام بإستغراب فتحدثت لبني، مقولتيش إنك جايه يعني؟

أجابتها بتملل وأنزعاج أرجع تاني يعني ولا أيه؟

ضحكت غادة وتحدثت بدعابه أدخلي أدخلي يا قماصه، لسه زي ما أنت ومتغيرتيش، بتتأمصي من أقل كلمه،
ثم نظرت إلى العلبة التي بيدها وأردفت بسعادة وكمان جايبة لي الحلويات إللي بحبها.

وضعت العلبه بين يدي غاده، وفكت لبني شعرها من ربطته لينساب فوق ظهرها في مظهر مبهر ثم اجابتها بدعابه وهو أنا عندي أغلي منك يا دوده!

ثم أشتمت بأنفها وأغمضت عيناها بتلذذ وأردفت بتساؤل أيه ريحة الأكل إللي تجنن دي، إنت عازمه حد من ورايا ولا أيه يا دوده؟

نظرت لها بترقب وأردفت قائله مستنيه هشام على الغدا، إتصل من الشغل وقال لي إنه هيعدي عليا يتغدا ويقضي اليوم معايا.

تصنعت الإندهاش وتحدثت بلؤم طب أمشي أنا ولا أيه؟

أجابتها غادة بهدوء وتمشي ليه يا بنتي، هو أنت غريبه؟
وأكملت بحديث ذات مغزي وبعدين هشام خلاص بقا زي أخوكي، عادي يعني لما تقعدوا مع بعض تتغدوا.

حزن داخلها من إلقاء تلك الكلمة على مسامعها، هزت رأسها بإيماء وتحدثت بأسي عندك حق يا غادة.

إستمعا إلى جرس الباب تحركت غادة ووضعت وفتحت الباب ومازالت بيدها علبة الحلوي نظر لها هشام وتحدث يعني مكلفه نفسك وعزماني على الغدا وكمان جايبة لي الحلويات إللي بحبها؟

وأكمل بدعابه وهو يقبل وجنتيها بالتبادل كتير عليا كده والله يا غادة.

ثم دلف للداخل وفجأة تسمر مكانه حين وجدها أمامه تبتسم له بعيون متلهفه وكأنها كانت تنتظر قدومه بفارغ الصبر.

عاد به الزمان إلى ما قبل الأربع سنوات، حين كانت تنتظرة هنا، بنفس المكان ونفس الهيئة ونفس الإبتسامة الجذابة، ونفس لهفة العيون الهائمة بعشقه.

ولكن
ولكن ما تغير هو الزمان
فلا أصبح الزمان هو الزمان
ولا عاد هو يشعر بها كما كان
ولا بقي كيانه متيم بعيناها و ولهان
ولا أصبح قلبه يشعر في حضرتها بالأمان
مثل زمان.

نظرت له بإبتسامتها الرائعه وعيناها الولهه بطلتها عليه، تلك النظرات الولهه التي تختصه هو فقط.

نظر لها بعد لملمة كيانه من حضوره لذلك الموقف المهيب وتلك الذكري التي أرجعته للوراء سنوات وسنوات.

وأردف بهدوء بعدما تحدي حاله وأستقوي عليها أزيك يا لبني، أخبارك وأخبار خالتي أيه؟

أجابته بصوت أنثوي جذاب أنا كويسه يا هشام، إنت اللي عامل أيه، طمني عليك وعلى أخبارك.

أجابها بهدوء وهو يتجه إلى الأريكه ليجلس كله تمام الحمدلله.

ثم نظر إلى غادة الواقفه تتطلع على إبنة شقيقتها بألم وتحدث هو أيه يا دودو، طابخه لنا أيه إنهاردة؟

أجابته بهدوء كل الأكل إللي إنت بتحبه يا حبيبي، بس شكل لبني حماتها هتحبها ان شاء الله، علشان كدة جت وهتشاركنا.

تحدثت لبني بدلال أنثوي مقصود بس أنا عاوزة إبنها هو إللي يحبني يا دودو!

تجاهل هشام دلالها وأنوثتها المتعمدة وأردف ناظرا إلى غادة عن قصد ليلغي أي أفكار قد تطرأ بمخيلتها ومخيلته علي فكرة يا غادة، ديدا بتسلم عليكي كتير.

إستشاط داخلها وهبت نار الغيرة داخل قلبها المسكين.

أجابته غادة بهدوء الله يسلمها، باباها أخبارة أيه الوقت؟

أجابها بهدوء الحمد لله صحته إتحسنت كتير، ده حتى ماشاء الله بقا أحسن من قبل مايتعب، يظهر إن موضوع الشريان اللي كان مسدود ده كان مأثر على صحته.

تحدثت غادة وهي تتجه إلى المطبخ طب كويس، لما رحنا نزورة أنا ومامتك كان لسه تعبان.

وأردفت من داخل المطبخ قوم بدل هدومك يا إتش علشان تاكل براحتك، هتلاقي بيجامتك في أوضة الولاد على السرير،
ثم وجهت حديثها إلى لبني وإنت يا لولو تعالي ساعديني.

أبدل ثيابه وأستغل وجود لبني بجانب السفرة لتوضيبها، وتحرك هو إلى المطبخ ووقف أمام غادة ينظر لها بإمتعاض وضيق وعيون متسائله.

فهمت هي وأجابته والله ما قولت لها حاجه ولا كنت أعرف إنها جايه أصلا.

أردف قائلا بضيق طب ليه مكلمتنيش لما وصلت هي، مكنتش جيت؟

أجابته بنبرة مفسرة ملحقتش يا هشام، وبعدين مالك مكبر الموضوع كده ليه؟

زفر بضيق وأردف بتعجب هو إنتي شايفه الموضوع عادي يا غادة؟

يعني عادي أنا ولبني نرجع نجتمع هنا تاني بعد كل اللي كان بينا زمان؟
طب ولو فريدة عرفت ساعتها يبقا أيه موقفي؟

أجابته وفريدة هتعرف منين بس يا هشام؟
وأكملت وحتي يا سيدي لو عرفت، هي أصلا تعرف إللي كان بينك وبين لبني منين.

أجابها بتأكيد تعرف طبعا، أنا حكيت لها كل حاجه عن الموضوع قبل الخطوبه.

دلفت لبني فصمتا كلاهما وتحدثت هي بتساؤل فيه حاجه؟

أجابتها غادة مفيش حاجه يا حبيبتي، ده هشام كان بيسألني عامله أكل أيه، يلا يا هشام خد بولة السلطة خرجها على السفرة وإحنا هنجيب باقي الأكل ونحصلك.

تحرك هو وأجتمعوا حول مائدة الطعام وحاوطته لبني بنظراتها وأهتمامها به ووضع الطعام أمامه بإهتمام وحب.

مما جعل داخله مبعثر ولكنه تدارك حاله ولملم كيانه سريع حتى أنه أنهي طعامه وأبدل ثيابه وذهب سريع كي لا يعطي إليها ولحالة أية فرصة للضعف.

بعد رحيله وقفت غادة أمامها وربعت يديها فوق صدرها وأردفت بتساؤل وبعدين معاكي يا لبني، ناوية على أية يا بنت أختي؟

ضحكت وتحركت إلى الأريكة مكان جلوس هشام وأمسكت كوب الشاي الخاص به ومدت شفتاها مكان شفتاه وتلمستها بوله دون خجل وتحدثت ناوية أرجع حياتي إللي ضاعت مني تاني، ناويه أرجع هشام لحضني من جديد يا غادة.

أجابتها بصياح وهو كان مين إللي ضيع حياتك زي ما بتقولي يا لبني، مش إنت؟!

وأكملت لتحبطها وبعدين ريحي نفسك، هشام بيعشق فريدة وبيتمني لها الرضا ومستحيل يسيبها علشان أي حد.

تحدثت بإبتسامة وعيون عاشقه وهو أنا بالنسبة لهشام أي حد بردوا يا دودة، ثم أنا معرفش حاجه إسمها مستحيل في قاموس حياتي.

وأكملت بإصرار وعيون حزينه هشام حبيبي أنا، ومش هسمح لأي حد ياخده من حضني.

تنهدت غادة وضلت تحادثها وتحثها على التراجع عن خطتها التي ستبوء بالفشل بالتأكيد، ولكنها لن تبالي.

في اليوم التالي
كان يجلس بصحبة فايز بمكتبه.

تحدث فايز بهدوء كله تمام يا باشمهندس، الموضوع تم زي ما حضرتك رتبت له بالظبط، الموظف راح معاها وهي إختارت العربيه اللي عوزاها وأستلمتها خلاص، وإن شاء الله المبلغ الشهري اللي هتدفعه فريدة هيتحول في الحساب اللي إتفقنا عليه مع مدير البنك.

وأكمل مستغربا بس أنا مش فاهم ليه حضرتك أصريت إن الباشمهندسه فريدة متعرفش حاجة عن الموضوع ده؟!

أجابه سليم بهدوء الباشمهندسة فريدة عندها عزة نفس وإعتزاز عالي بكرامتها، وعمرها مكانت هتقبل مساعدتي ليها،
وأكمل بجديه الموضوع من ناحيتك إنت طبيعي أكتر ومقبول.

نظر له فايز بإستغراب وبدأ الشك يتسلل لقلبه بأن ذلك السليم يعشق تلك الفريدة من نوعها.

أما فريدة التي كانت تعمل داخل مكتبها حين أتاها إتصال من مكتب سكرتارية فايز يخبرها بأن عليها القدوم لأمر عاجل.

دلفت إلى المكتب تفاجأت بوجود سليم، إرتبك داخلها ولم تستطع التمالك من إظهار مشاعرها فتغلبت عليها مشاعر الأنثي التي بداخلها ونظرت إليه بعيون معاتبه لعدم تقديرة لها وإهمالها وعدم الإتصال بها بأي شكل من الأشكال طوال الفترة الماضيه.

تمالكت من حالها ولملمت روحها وتحدثت بكبرياء حاولت به تخبأت ما بداخلها مساء الخير.

أجابها بهدوء ونبرة باردة أحرقت روحها أهلا يا باشمهندسه.

تحدث فايز الذي بدأ يتأكد من عشق ذلك الثنائي وهو يشير إليها بالجلوس أتفضلي يا باشمهندسه أقعدي.

تحركت بهدوء وجلست بالمقعد المقابل ل سليم ونظرت عليه بإرتباك.

تحدث فايز الذي يجلس خلف مقعد مكتبه باشمهندس سليم عنده مفاجأه حلوة ليكي، أحب تسمعيها منه هو شخصيا.

نظرت إليه بتيهه وعيون متسائله قابلها هو ببرود ونبرة صوت عمليه موجه حديثه إلى فايز هي مش مفاجأه على أد ما هو حق واجب ومشروع للباشمهندسه،
ثم نظر إليها بنظرات مبهمه جافة تخلو من أي تعبيرات وأردف بنبرة جادة وعمليه أول حاجه الشركة خصصت لك مكافأة على تعبك و وقتك إللي مبخلتيش علينا بيه، وإن شاء الله المكافأة تكون مرضيه ليكي.

نظرت له وتنهدت من شدة ألمها الذي تملك من روحها من تلك المعامله الجافة وأردفت بهدوء أنا متشكرة جدا يا باشمهندس، بس أنا شايفه إني ما عملتش حاجه لشركة حضرتك أستاهل عليها مكافأة، أنا كل إللي عملته هو إني قومت بشغلي الخاص بشركتي، واللي بالفعل أخدت عليه مكافأتي إللي أستحقها من الشركة.

أجابها بنبرة جاده إزاي بقا يا باشمهندسه، حضرتك كرستي معظم وقتك وساعدتيني في حسم إختياري بوقت قياسي، وده ليه تقديرة عندنا، إحنا شركة عالميه وبنقدر وقت ومجهود الأشخاص جدا، وحضرتك إدتينا من وقتك ومجهودك ما يكفي لإستحقاق الكافأة،
وزي ما فيدتي شركتك كمان أفدتي شركتنا، مش بس شركتكم اللي ربحت من خلال إتفاقية الشراكه، كمان شركتنا أكيد كسبانه من ورا الموضوع،.

وأكمل بنبرة عمليه تاني حاجة ودي الأهم، هي إني رشحتك للشركه علشان تكوني عضو معانا في اللجنة الإستشارية للشركة الألمانيه،
والحقيقه هما رحبوا بالإختيار بعد شهادتي أنا والباشمهندس على في حق قدراتك، وإن شاء أخر الأسبوع وإحنا بنمضي عقود إتمام إتفاقية الشراكة بين الشركتين هنمضي معاكي عقد إنضمامك لينا.

سعد داخلها وطارت من شدة فرحها من ترشحها لذلك المنصب ذات الأهمية والشأن العظيمان، وسعدت لتلك الخطوة المهمه لبناء تاريخ إسمها في مجال عالم الإلكترونيات.

وتحدثت بإبتسامة سعيدة ووجه بشوش نست بهما ما أصابها من جفاء معاملته أنا بجد مش عارفه أشكر حضرتك إزاي يا باشمهندس.

تحدث بعمليه ووجه غامض يحاول خلفه تخبأة شدة سعادته وروحه الهائمه لأجل سعادة خليلته الموضوع مش مستدعي أي شكر يا باشمهندسه، ولولا أنك تستحقي المنصب ده عن جدارة عمري ما كنت هرشحك ليه لا أنا ولا الباشمهندس على غلاب.

أردف فايز بسعادة لأجل فريدة فهو دائما يراها متميزة ودئوبه بعملها وحقا تستحق الأفضل ألف ألف مبروك يا فريدة، حقيقي تستحقي المنصب وبجدارة.

وأكمل بإطراء وهو ينظر إلى سليم إختيار موفق يا باشمهندس، أحييك عليه.

إبتسمت له فريده وأردفت متشكرة جدا يا أفندم، كله بفضل توجيهات سعادتك.

وأكمل سليم متشكر يا فايز بيه، نيجي بقا لموضوع الحفلة الخاصة بتوقيع عقد الشراكة، ودي هتتم في نهاية الإسبوع علشان يكونوا مديرين الشركه وصلوا من ألمانيا،
وبالنسبه للحفله مش عايز حضرتك تشغل بالك بيها خالص، أنا أتفقت مع شركة تنظيم حفلات وهي أختارت المكان وهترتب كل حاجه على أعلي مستوي.

أردف فايز بنبرة متسائلة حرجه طب بالنسبه لنفقات الحفله ها.

ولم يكمل حديثه حين قاطعه سليم بجديه كل النفقات الخاصه بالحفلة هتتكفلها الشركه عندنا.

وقفت فريدة بإعتذار وأردفت أستأذن حضراتكم لو مش محتاجيني في حاجه تانيه علشان عندي شغل.

وقف سليم هو الأخر متحدثا إليها إحنا خلاص خلصنا كلامنا وأنا مضطر أستأذن لاني مرتبط بمواعيد مهمة.

تحدث إليه فايز شرفتنا يا باشمهندس وإن شاء الله هجهز لحضرتك المكتب لو حبيت في أي وقت تيجي تشوف شغلك منه.

خرجت وخرج هو خلفها وتحدث بجديه وهو يتحرك بجانبها أستاذ فؤاد أخباره أيه؟

أجابته بخيبة أمل وعيون حزينه لسؤاله بتلك الجديه الحمدلله، أحسن كتير.

أجابها وهو يتجه إلى المصعد الحمدلله، حمدالله على سلامته، بعد إذنك.

تركها وأنطلق وضغط زر المصعد وهبط تحت نظراتها وشرودها وذهولها من تغييره المفاجئ.

دلفت إلى مكتبها وصفقت خلفها الباب بشدة من أثر غضبها العارم وبدأت تتحرك داخل المكتب ذهابا وإيابا وهي تفرك يديها ببعضهما بغضب تام.

ثم توقفت فجأة وحدثت حالها، مابك أيتها الغاضبة؟
لما بركان الغضب الثائر بداخلك هذا؟

لما غضبتي من تلك المعامله، أولم يكن هذا بطلبك أنت؟

أولم تترجيه بأن يتركك وشأنك، أنت من بادرتي بطلب الإبتعاد، إذا لما العويل والغضب الأن؟

إستفيقي وعودي لوعيك فريدة، أتقي الله في هشام و نفسك، جاهدي نفسك وأدبيها يا فتاه،
وأكملت بيقين، إستعيذي بالله من شيطانك الرجيم، أرجميه بذكر الله والتحلي بالصبر والقرب من الله
ليس لديك طريقه للنجاة سوي القرب من الله عز وجل
تنهدت وأستعاذت بالله وجلست خلف مكتبها وبدأت بإشغال روحها ولهيها بالإنغماس بالعمل.

داخل شركة الحسيني.

كانت تقف داخل المعمل الخاص بصناعة الأدويه بجانب أصدقائها والكمييائي المختص التي تعمل تحت إشرافه.

دلف إليهم مراد بكل ثقه بعدما استدعاه الكميائي المختص بتدريبهم، وقف بجوارهم يتطلع على تلك التجربه الناجحه التي أبهرت الصيدلي المتخصص عن اكتشاف إحدي العقاقير الجديدة،
تحدث مراد بهدوء وأتزان هايل يادكتور، الإكتشاف ده ممكن يبقا نقلة كبيرة للشركة ويخلينا نتبوء مكانه عاليه ويجعل من شركتنا رائدة في مجال صناعة الأدوية!

ثم نظر إلى الكميائي وتحدث بجديه حقيقي برافوا دكتور حسين.

إبتسم ذلك الكميائي الذي تعدي عامه الخمسين وتحدث وهو يشير إلى ريم الواقفه تبتسم بسعادة لا يضاهيها شعور الحقيقه يا دكتور مراد اللي تستحق الشكر هي دكتور ريم صاحبة الفكرة، انا ما عليا غير إني شاركتها تنفيذ التجربه واللي الحمدلله أثبتت نجاحها الباهر.

نظر ليتطلع إلى التي يشير إليها الكميائي وإذ به فجأة تنقبض عضلات جسدة وتتيبس، وتكشعر ملامح وجهه ويظهر عليها الغضب،
ثم رمقها بنظرات ناريه وانسحب من المكان دون أن يتفوه بكلمه واحده، مما إستشاط غضبها وجعل الدموع تترقرق داخل مقلتيها البنيتان ذوات الرموش الكثيفه.

تحدث إليها الكميائي بهدوء بعدما لاحظ دموعها الأبيه معلش يا دكتور ريم، دكتور مراد يمكن مابيعرفش يعبر كويس بالكلام، بس يكفي إن التجربه عجبته وأكيد كمان هيعمل لك شهادة تضاف لك في مشروع التخرج.

هزت رأسها بإيجاب ولم تستطع إخراج صوتها من شدة خجلها وحزنها معا وأكملا من جديد ما كان يفعلاه.

وبعد قليل كانت تخرج من الشركة بصحبة صديقتها سارة، وقفت وتحدثت بنبرة غاضبه بني ادم مريض، المفروض يروح يتعالج.

ضحكت سارة وتحدثت يا بنتي انسي بقا، إنت هتفضلي طول اليوم تاكلي في نفسك كده، اللي حصل حصل كبري دماغك.

أجابتها ريم بضيق أنا مش فاهمه هو حاططني في دماغه وبيكرهني كدة ليه؟

ردت عليها سارة بإنتشاء طب اسمعي الجديد بقا.

نظرت لها ريم بترقب فأكملت سارة فاكرة اليوم اللي إتخانق معاكي فيه، لما روحت عملت عنه سيرش لقيت الجرايد الصفرا كاتبه بالبونط العريض، تفاصيل فضيحة إبن الحسيني، الفضول جنني ودخلت أشوف، لقيتهم كاتبين إن خطيبته سابته وهربت مع صديق عمره قبل فرحهم بتلات شهور.

شهقت ريم ووضعت يدها فوق فمها بذهول وتحدثت معقوله؟!

تحدثت ساره بتأكيد ايوة يا بنتي زي ما بقولك كده، وعرفت كمان إن من يومها وهو بقا معقد ستات ورافض الجواز، والدليل على كده معاملته ليكي يوم التليفون وكمان إنهاردة، الواد إتعقد يا حرام وكرة الصنف كله.

هزت ريم رأسها وتحدثت بنفي يا بنتي متصدقيش كلام الجرايد اللي من النوعيه دي، تلاقيهم كانوا قابضين من منافسين شركة بباه وبيشهروا بيه مش أكتر.

أكدت سارة ودي حاجه تفوتني بردوا، أنا بحثت عن البنت المذكور إسمها وفعلا الموضوع طلع حقيقي.

نظرا إثنتيهم لذلك المغرور الذي يخرج من باب الشركه متوجه إلى سيارته التي أتي بها العامل إليه بكل إحترام،
وتحرك هو يتخطاهم بكل غرور وكبرياء دون النظر إليهما وأستقل سيارته.

فتحدثت ريم وهي تنظر إليه والله مجنون، وكلامك ده أكد لي اكتر إنه فعلا مريض نفسي وان المفروض ياخدوه يعالجوه، مش يسيبوه كده يقرف في خلق الله ويعقدهم في حياتهم.

نظرت عليه سارة وتحدثت بإعجاب بس بصراحه الواد قمر، طول بعرض بعضلات، حاجه كده من الأخر.

ضحكت ريم وتحدثت وهي تتحرك بإتجاه سيارتها لتستقلها أهو قدامك، روحي فكي له عقدته وحلال عليكي.

ضحكت سارة التي إستقلت بجانبها وتحدثت يااااريت كان ينفع، بس للأسف مليش في الصعب، انا بتاعة التجارب السهله المستقرة، والحمدلله ده كله لقيته في احمد خطيبي، بس ربنا يبعد عني أمه ورزالتها.

ضحكت الفتاتان تحت أنظار ذلك الجالس بسيارته يدعي مهاتفتة لأحدهم، وهو يراقب تعبرات وجهها ويقرأ حركة شفاها من تحت نظارته الشمسيه الذي يحجب بها عيناه،
كان غاضب إلى حد كبير بعدما فهم من حركة شفاها ونظرات عيناها عليه أنها وصديقتها يسخران منه ووصفته هي بالجنون.

فتوعد لها وأنتوي على أن يضيق عليها الخناق بالشركة ويريها كيف يكون الجنون حتى تفر هاربه من الشركة ولا تعود إليها من جديد، و حتى لا يري وجهها الذي بات يؤرقه ويصيبه بالإشمئزاز والتشنج كلما نظر إليها ورأها أمامه.

في المساء.

جاء هشام إلى منزل فؤاد ليطمئن على حالتة الصحيه، جلست معه فريدة وقصت لهم ما حدث،
مما أشعل النار من جديد داخل صدر هشام ولكنه فضل الصمت مؤقتا.

هللت والدتها وسعدت كثيرا وأردفت بسعادة ألف مبروك يا فريدة، ربنا يا بنتي يكتب لك السعد والهنا كله.

علي عكس والدها الذي تحدث بقلق أيوا يا بنتي بس الكلام ده معناه إنك ممكن تسافري برة البلد في أي وقت؟

أجابته فريدة بهدوء موضوع السفر مش وارد في الوقت الحالي يا بابا، أنا معظم شغلي معاهم هيكون عبر مشاركتي ليهم أون لاين، وأحتمال السفر هيكون ضعيف جدا.

تحدثت نهله بسعادة قائلة حتي لو فيه سفر يا بابا أيه المشكله، حضرتك عارف النقله دي لفريدة معناها أيه وهي لسه في بداية مشوارها كده، ده غير إن أكيد المرتب هيكون مجزي جدا.

ثم نظرت إلى شقيقتها وتحدثت بدعابه شكلك كده عديتي خلاص يا فيري.

إبتسمت لشقيقتها وترقبت ردة فعل والدها وهشام على الموضوع.

تنهد فؤاد بإستسلام ثم نظر إلى هشام الصامت وأردف بتساؤل وإنت أيه رأيك في الموضوع ده يا هشام؟

إبتسم هشام بجانب فمه بطريقه ساخرة وأردف قائلا أيضا بنبرة ساخرة كتر خيرك والله يا عمي إن حضرتك أخدت بالك إني موجود.

نظر له الجميع خجلا فحقا هم تغافلوا وجوده أو على الأقل فريدة هي من تغافلت!

وأكمل هو معاتبا وبعدين أظن إن رأيي ملهوش أي أهمية بالنسبة للباشمهمدسه،
بدليل إنها أدت موافقتها للباشوات من غير حتى متقول لهم أدوني وقت أعرف البني أدم إللي أنا مخطوبة ليه، وأشوف رأيه أيه في موضوع السفر.

إبتلعت لعابها خجلا فحقا هي مخطئة وأردفت بتعقل ونبرة هادئة أنا حقيقي أسفه يا هشام، بس أكيد أنا مقصدتش أضايقك أو حتى أوصلك الإحساس اللي حسيته ده،
وأكملت مبررة أنا وافقت علشان عارفه إنك أكيد مش هتكره لي الخير، ثم إن سليم الدمنهوري زي ما أنت عارف، تفكيرة عملي ومعندوش حاجه إسمها لما أسأل خطيبي، كده كنت هخلي شكلي وحش جدا قدامه يا هشام.

أجابها وهو يهز رأسه ساخرا لا إزاي، أهم حاجه إن شكلك ميبقاش وحش قدام سليم الدمنهوري، لكن بالنسبة لهشام الغلبان يتفلق ويولع.

نظرت له بهدوء فأكمل والدها إنت أيه بس إللي مزعلك كدة يا هشام؟

أجابه بنبرة هادئة عكس ما يدور داخله من بركان لازم أزعل لما ألاقي نفسي أخر إهتمامات خطيبتي، لما فريدة تاخد قرارات مصيريه زي دي من غير ما ترجع لي يبقا أنا مليش أي قيمة ولا لازمه عندها يا عمي!

تحدثت عايدة بنفي قاطع متقولش كدة يا حبيبي، ده أنت على العين والراس ورأيك بالنسبة لفريدة أهم رأي، ده أنت هتبقا راجلها وسندها بعد ربنا يا هشام.

أجابها بجديه مش باين يا ماما، لو فعلا فريدة بتعتبرني إني هكون راجلها مكنتش تجاهلت وجودي ورأيي بالشكل المهين لرجولتي ده،
وأكمل بضيق ظهر بصوته يعني أيه ميكونليش رأي في موضوع يخصني من الدرجة الأولي بالشكل ده!

تحدثت فريدة بهدوء بس الموضوع ميخصش حد غيري يا هشام، ده شغلي ومستقبلي وأظن إنه ميزعلكش إن يبقالي كارير في شغلي.

أجابها بقوة ونبرة حادة لما مراتي إللي هتبقا في بيتي وأبقا مسؤل عنها تيجي في يوم وتقولي إنها مسافرة برة مصر في شغل ضروري، يبقا ساعتها الموضوع يخصني ولا لاء يا باشمهندسه؟

إنت مش هتعيشي حياتك لوحدك يا فريدة،
وأكمل بحدة ظهرت بصوته رغم محاولاته المستميته في السيطرة على غضبه أنا شريكك في الحياة دي، وبالتالي قراراتنا لازم ناخدها بتنسيق وموافقه مننا إحنا الإثنين، وإلا وقتها حياتنا هتتحول لفوضي.

تحدث فؤاد بهدوء أقعد مع فريدة يا أبني وأستقروا على رأي، وفي الأخر مش هيتم غير اللي يرضيك.

وقف وأشار إلى غرفة الضيافه وتحدث تمام يا عمي، وأنا بعد إذن حضرتك محتاج أقعد حالا مع فريدة لوحدنا.

وافق فؤاد ودلفت فريدة مع هشام داخل الغرفة وبقيا بابها مفتوحا.

وتحدثت عايدة بنبرة صوت ملامه ملكش حق تقول له مش هيحصل إلا اللي يرضيك، كدة طمعته في بنتك يا فؤاد.

أجابها بهدوء متقلقيش يا عايدة، فريدة هتعرف تقنعه وهيتفقوا من غير مشاكل إن شاء الله!

أما بالداخل تحدث ذلك المستشاط بعيون غاضبه ليعلن عن إخراج غضبه الذي كتمه بالخارج مضطرا هو ده وعدك ليا يا فريدة؟

إنت مش وعدتيني إنك هترفضي أي عرض ممكن يخليكي تشتغلي تاني مع إللي إسمه سليم ده؟

تحدثت بأسي وعيون حزينه لأجل ما أصابه من حزن عند إستماعه لذلك الخبر من فضلك يا هشام إهدي علشان نعرف نتفاهم كويس، طول ما أنت متنرفز بالشكل ده مش هنعرف نسمع بعض.

إبتسم ساخرا وأردف أديني هديت يا أستاذة، أتفضلي إتكلمي، أنا سامعك.

أخذت نفسا عميق وأردفت بهدوء هو أنت تكره لي الخير يا هشام؟

أجابها بهدوء أكيد لا، بس لو الخير ده هيكون سبب في خراب حياتنا وخلق مشاكل إحنا في غني عنها يبقا مش خير من الأساس.

أردفت بهدوء المشاكل دي ملهاش وجود غير في دماغك وبس يا هشام، ده خير وفرصة عمري اللي هثبت للكل إني أكبر غبية لو فرطت فيها وسيبتها،
ده مستوي وظيفي تاني، عارف يعني أيه أكون مستشارة لشركة عالمية زي دي في سني ده، طب إنت عارف مرتبي كام من الوظيفة دي؟

أجابها بضيق وإحنا مش محتاجين فلوس يا فريدة، إحنا مرتباتنا إتضاعفت وتقريبا خلصنا جهازنا،
وأكمل بحب وأنا بعد كده مش هخليكي محتاجه لأي حاجه خالص، حتى لو هضطر أشتغل شغل تاني بالليل هعمل كدة علشان أعيشك في المستوي إللي يليق بيكي وتستحقيه.

هزت رأسها بإعتراض وأردفت مفسرة يا هشام إنت ليه مش قادر تفهمني، أنا مش هاممني الفلوس على قد ما هاممني المستوي الوظيفي وتقدم مستوايا في شغلي بالشكل السريع ده.

وقف بغضب وتحدث بعناد وأنا مش موافق يا فريدة.

تنهدت بألم وتحدثت بنبرة حزينه وصوت مختنق يا خسارة يا هشام، كان نفسي توفي بوعدك ليا اللي قطعته على نفسك أول ما أرتبطنا،
وأكملت بتذكير لما قولت لي إنك هتقف دايما في ضهري وهتدعمني لحد ما أوصل لأعلي المناصب في وظيفتي.

أجابها بحده وأنا لسه عند وعدي ليكي، لكن بعيد عن سليم الدمنهوري، قولتي أيه؟

أجابته بنبرة جادة قاطعه وحزينه أنا مش هعتذر عن المنصب ده يا هشام.

نظر لها بعيون حادة وأردف قائلا ده أخر كلام عندك؟

صمتت ولم ترد ففهم هو وخرج كالإعصار من الغرفة بل ومن المنزل بأكمله.

خرجت إلى والدها الذي تحدث بإعتراض إنتي كدة ممكن تخسري هشام يا بنتي!

أجابت بقوة مش هتوصل للخسارة إن شاء الله يا بابا، هشام طيب، هما يومين وهيهدي ويراجع نفسه تاني.

أردفت عايدة ربنا يهديه.

دلفت إلى غرفتها فلحقتها نهله التي أردفت بحديث ذات مغزي أنا شايفه إن القدر بيخدمك وبيعمل معاكي أحلا واجب.

نظرت لها بإستغراب فأكملت نهله بدهاء الشغل اللي هيخليكي قريبه من سليم وممكن كمان تسافري معاه، وهشام وغضبه ورفضه للموضوع كله من الأساس،
وإنت وإصرارك اللي عكس رغبة هشام، واللي ممكن يخليه ينهي موضوع خطوبتكم بمنتهي السهوله،
وأكملت بذكاء وكده تبقا إتحلت من عند هشام نفسه وريح لك ضميرك اللي كان موقفك محلك سر.

نظرت لها بذهول وأردفت بقلب منتفض، لما تدري هل هو خوف وحزن لأجل هشام، أم أنه سعادة لا متناهيه من حديث نهله إنت بتقولي أيه يا نهله، إزاي تفكري بالطريقه دي؟

كادت نهله أن تكمل فأسكتها حديث فريدة من فضلك يا نهله، سيبيني لوحدي وأخرجي.

وبالفعل خرجت نهله وخرجت هي إلى الشرفه لتشتم بعض الهواء عله يهديء نبضات قلبها وروعها وحزنها على هشام وما أصابه من حزن لأجل ذلك الموضوع.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

توالت الأيام والوضع يزداد سوء بين فريدة وهشام، وهناك من يراقب وضعهما من بعيد، وبدأت لبني برمي شباكها حول هشام وذلك حسب الخطة الموضوعة من قبل ذلك المجهول، ولكن هشام مازال يبتعد ويضع بينهما حدود، وذلك حفاظ على كرامته وكبريائه التي أهدرتهما لبني بالماضي وأيضا إحترام لفريدة
كانت سميحة تجلس بحديقة منزلها بصحبة زوجتي إبنيها بعدما قمن بالإنتهاء من أعمال المنزل.

تحدثت سميحة إلى دعاء التي أوشكت على وضع جنينها الثالث لسه الألم إللي كان عندك إمبارح موجود يا دعاء؟
أجابتها دعاء بألم ظهر على وجهها لسه والله يا طنط، ده أنا مدوقتش طعم النوم إمبارح من كتر الوجع.

أردفت سميحة قائلة بأسي معلش يا حبيبتي إتحملي شوية، هما كلهم يومين زي الدكتور ما حددلك وإن شاء الله يعدوا على خير!
أردفت رانيا بتساؤل لسه بردوا ما إستقرتوش على الأسم يا دعاء؟

أردفت دعاء قائلة بهدوء ووجه بشوش هادي أختارله إسم هشام إن شاء الله!
لوت فاهها وأردفت ساخرة كنت متأكدة إنه هيسمي هشام، طبعا، ماهو الأخ الأقرب لقلب هادي.

نظرت لها سميحة وتحدثت بعتاب أيه يا بنتي الكلام إللي بتقوليه ده، ولادي كلهم نفس الغلاوة عند بعض، ومش معني إن هادي إختار أسم أخوه لإبنه إنه بيفضلوا على باقي إخواته، كل الحكاية إن الإسم عجبه مش أكتر!
إنتبهن على صوت الجرس للباب الحديدي ونظرن وجدن لبني ووالدتها تقفان بالخارج بإنتظار فتح الباب، وبالفعل تحركت رانيا.

ودلفتا للداخل
كانت لبني تمسك ببعض العلب المعبئه بالحلوي وأيضا كيس مملوء ببعض الحلوي الخاصة بالأطفال.

نظرت لهما سميحه وتحدثت أيه إللي إنتم جايبينه معاكم ده، تعبتم نفسكم ليه بس!
أجابتها مني بهدوء يعني إحنا جايبين أيه، دول يدوب حبة بيتي فور على حبة حلويات شرقيه!

تحدثت إليها سميحة بإبتسامة شكر تسلم أيدك وتعيشي وتجيبي يا حبيبتي!
نظرت لبني إلى الأطفال وأردفت قائلة بإبتسامه حانيه، فهي تعشق الأطفال وتشعر في حضرتهم بالسعادة الحلويات دي بقا علشان الأبطال، إتفضلوا يا حلوين!

هلل الصغار وأخذوا منها الكيس وبدأوا بتفريغ ما به ليتناولوا بعضه
جلست مني فوق المقعد وتحدثت إلى دعاء عامله أيه يا دعاء في حملك؟

أجابتها بوجه بشوش الحمدلله يا طنط، هانت إن شاء الله!
ثم نظرت إلى رانيا وتحدثت أزيك يا رانيا وإزي حازم.

أجابتها بإبتسامة الحمدلله يا طنط كلنا كويسين!
تحدثت سميحه إلى شقيقتها وحشتيني أوي يا مني، طمنيني كمال أخبارة أيه؟

أجابتها بهدوء الحمدلله يا سميحه، كلنا بخير!
نظرت رانيا إلى لبني وأردفت قائلة بتخابث متيجي معايا يا لبني نعمل لهم شاي ونجيب معاه حبة بيتي فور،
وأكملت مفسرة طلبها أصل دعاء الحمل تاعبها زي ما أنت شايفه وأنا بصراحه مش بحب أدخل المطبخ لوحدي!
وبرغم عدم تقبل لبني إلى شخص رانيا التي يبدوا على وجهها علامات الخبث، إلا أنها وافقت ودلفت معها للداخل.

تبادلت سميحة مع دعاء نظرات الأسي لعلمهما بشخصية رانيا الثرثارة
وفي الداخل جلبت رانيا إلى لبني بعض الصحون ووضعتهم أمامها فوق المنضدة وتحدثت إقعدي إنت إرتاحي ورصي البيتي فور والحلويات على ما أعمل أنا الشاي.

أجابتها لبني بإبتسامة مجاملة أوك
تساءلت رانيا بفضول هو أنت هتشتغلي هنا زي ما كنتي بتشتغلي في دبي يا لبني؟

أجابتها لبني بتأكيد أكيد طبعا هتشغل، وقدمت كمان في كذا شركة لكن لسه مستنيه الرد
أردفت رانيا بتساؤل هو أنت كنتي بتشتغلي أيه في دبي؟

ردت لبني بإختصار كنت بشتغل في ال H R
ردت عليها رانيا بتخابث طب متخلي هشام يساعدك ويقدم لك في الشركة إللي بيشتغل فيها،
علي فكرة، هشام علاقتة كويسه جدا بالمدير بتاعة، ده حتى لسه معين إبن عمته مهندس عندهم، يعني لو عرف إنك بتدوري على شغل أكيد ما هيصدق علشان تكوني معاه
نظرت لبني إليها وضيقت عيناها بعدم إستيعاب وأردفت بتساؤل وأستغراب تقصدي أيه ب ماهيصدق علشان أكون معاه دي؟

إبتسمت وأردفت قائلة بنبرة خبيثة علي فكرة يا لبني، أنا عارفه قصة الحب القديمة إللي كانت بينك وبين هشام، وعارفه كمان ومتأكدة إن إنت مش مجرد قصة وعدت بالنسبة لهشام، بدليل نظراته اللي بتتحول أول مبيشوفك ولهفة عيونه وهو بيبص عليكي!
أنتبهت لها بكل حواسها وأردفت قائلة والسعادة تشع من داخل عيناها، فبرغم أنها ذكية إلا أنها عاشقة حتى النخاع بجد الكلام إللي بتقوليه ده يا رانيا؟

يعني إنت فعلا شايفه إن هشام لسه بيحبني، ولا بتقولي كدة علشان تفرحيني؟
إبتسمت بخباثة بعدما تأكدت من أن تلك ال لبني مازالت تحب هشام، بل أن الأمر قد وصل بها لدرجة العشق والهيام، وهذا ما كشفته عيناها وأخبرت عنه.

تحدثت رانيا بضحكة خبيثة صدقيني يا بنتي زي مبقولك كدة، أنا خبيرة في لغة العيون، وعيون هشام فضحته وقالت إللي جواه ومخبيه،
وأكملت لدغدغة مشاعرها طب إنت عارفه، أنا عمري مشفت نظرة الحب اللي بيبص لك بيها دي وهو بيبص على فريدة!

نظرت لبني لها وتساءلت بفضول هو هشام بيجيبها هنا كتير؟

أجابتها بوجة مكشعر وحياتك مجت هنا ولا مرة، أصل الهانم بتستكبر علينا، عاملالي فيها مهندسه وباصة لنا من فوق أوي،
وأكملك بغل ظهر على وجهها واللي هيجنني إن خالتك دايما معاها وبتحبها، أصلها واكله عقلها ولابسه لهم وش البرائة على طول، بس على مين، أنا الوحيدة إللي عارفة حقيقتها وكشفاها.

ضحكت لبني وأردفت ساخرة ده أنت شكلك بتحبيها أوي!

أجابتها رانيا بإقتضاب أحبها، ليه، حد قال لك عليا أني مغفلة!

ضحكت لبني وأردفت شكلنا هنبقي أصحاب أوي يا رانيا، مليني رقم تليفونك علشان أسيفه!

إنتهت من صنع الشاي وصبته داخل الأكواب وحملته بين يديها وتحركت بجانب لبني التي حملت بين يديها حامل الحلوي.

وخرجتا من المطبخ ثم أوقفتها رانيا وأردفت قائلة بتنبية أوعي تسيبي هشام يضيع من بين أديكي يا لبني، مش كل يوم هتلاقي راجل يحبك بالشكل ده، هشام فرصتك الأخيرة، أوعي تسبيه للي إسمها فريدة دي تتهني بيه!

أجابتها لبني بلؤم ودي أعملها إزاي وهو خاطب واحدة غيري؟

ردت عليها رانيا بغمزة من عيناها الراجل من دول زي الطفل الصغير، بيقع من أقل كلمة وضحكه من أي ست، ما بالك بقا لما تكون الحاجات دي كلها من البنت اللي كان بيحبها زمان وبيتمناها؟

إبتسما أثنتيهما وتحركتا للجالسين في الحديقه.

داخل مسكن قاسم الدمنهوري.

خرج سليم من غرفته وجد والدة يجلس فوق الأريكه يتابع نشرة الأخبار على شاشة جهاز التلفاز!

تحرك إليه وجلس بجانبه وتسائل عن والدته أخبره والده أنها دلفت إلى غرفتها لأخذ قسط من الراحة.

ونظر إليه والده وأردف بنبرة ملامه مزعل أمك منك ليه يا سليم؟

إبتسم وأردف قائلا هي لحقت تشتكي لحضرتك مني؟

ضحك قاسم وأردف قائلا هي الستات حيلتها غير الندب والشكيه يا أبني، دول لو في يوم بطلوا يشتكوا ميزان الكون يختل!

إبتسم سليم على دعابة والده وأكمل قاسم بنبرة جادة هي مش بردوا البنت اللي إنت مصر عليها دي مخطوبه يا سليم؟

نظر له سليم وتحدث قاصدا بتفاخر أيوا يا بابا، الباشمهندسه فريدة فعلا مخطوبه، لكن ده وضع مؤقت إن شاء الله وهينتهي قريب!

إبتسم قاسم على صغيره المشاكس وتحدث بنبرة ساخرة إلى حد ما هو مش المفروض يا باشمهندس إن المسلم حرام يبص لواحدة مخطوبه لراجل غيرة ويحاول يفرق بينهم، أومال بتصلي وبتقرأ قرأن إزاي بقا؟

نظر إلى والده وأردف بهدوء أكيد طبعا دي حاجه مكروهه في الدين، وأكيد كمان هأثم عليها من ربنا، لكن في الحقيقه هي هتمنع غلط أكبر هيحصل لو الجوازة كملت!

وأسترسل حديثه بكلام ذات مغزي ومعني بس تعرف أيه هو إللي حرام أكتر يا بابا؟

نظر له قاسم بإهتمام، فأكمل سليم بأسي لما تبقا عارف إن فيه قلبين حياتهم وسعادتهم متوقفه على إنهم يكونوا مع بعض، ومع ذلك تعمل المستحيل وتخطط علشان يتفرقوا، وبالفعل تفرق بينهم وينتج عن كدة إن الحلم يتهد والبنت تتخطب!

وأبتسم ساخرا وأكمل بصوت حزين وجاي حضرتك تقولي حرام، أنا إللي حرام عليا بردوا يا بابا، حرام عليا علشان بحاول أصلح غلطة هتدمر معاها ثلاث قلوب، طب إزاي؟

تنهد قاسم بألم ونكس رأسه خجلا من حديث ولده المحق بكل حرف نطق به، وصمتا كلاهما لعدم وجود أي مقال يقال!

وفي تلك الأثناء جاءت إليهما ريم وندي وتحدثت ندي بإستعطاف سليم، هو ممكن أجي معاك إنت وريم الحفلة بكرة؟

أجابها مفسرا دي حفلة تبع الشغل يا ندي، صدقيني مش هتكوني مرتاحه فيها، أنا واخد ريم علشان مدخلش لوحدي مش أكتر!

إجابته بحزن وإستماته بس أنا نفسي أحضر معاكم.

تحدث قاسم إلى سليم خدها معاك يا سليم علشان خاطري.

هز رأسه بإيماء بعدما فكر جيدا وأستشعر بأن ذهاب ندي بصحبته ستشعل غيرة فريدة وهذا هو المطلوب لإنجاز مهمته.

فتحدثت ندي إلى قاسم بسعادة ربنا يخليك ليا يا أنكل!

إبتسم لها قاسم وأردف يلا بقا روحي حضري الفستان إللي هتروحي بيه الحفلة.

إبتسمت وذهبت إلى منزلها متحمسه للغد المنتظر!

نظرت ريم إلى سليم وأردفت بنبرة توسليه طب ممكن يا سليم علشان خاطري توافق إن حسام هو كمان يحضر معانا الحفله؟

أجابها بضيق وبعدين معاكي يا ريم، مش إتكلمنا إمبارح في الموضوع ده كتير.

وأكمل حين رأي الحزن الذي سكن ملامحها من رفضه خلاص، هديكي دعوه ليه بس بشرط!

نظرت له بلهفه فأكمل هو ملوش دعوة بيا خالص ولا عاوز أحس إنه موجود أساسا.

أردفت بسعاده وهي تحتضنه وتقبل وجنتيه كطفله صغيرة إنت أحن وأحسن أخ في الدنيا دي كلها.

إبتسم لسعادة شقيقته الوحيدة.

كانت تقود سيارتها بحذر لعدم حرفيتها القيادة بعد، تجلس بجانبها شقيقتها نهلة ممسكه بيدها بعض الأكياس المتواجد بداخلها ثيابا عصرية محتشمه باهظة الثمن.

ويجلس بالأريكة الخلفيه للسيارة أسامه وهو يفتح بعض الأكياس كيسا يلو الأخر قائلا بسعادة أيوا بقا يا فريدة يا جامد، هو ده اللبس ولا بلاش، مش التي شيرتات إللي ماما كانت بتجيبهالي من أسواق الجيزة والموسكي!

أجابته فريدة بإعتراض وأمتعض وجهها أوعي تقول الكلام ده قدام بابا ولا ماما يا أسامة علشان متجرحهومش، وبعدين مالهم أسواق الجيزة والموسكي، ما معظم البلد بتلبس منهم والحمدلله مستواهم كويس،
وأكملت بيقين أحمد ربنا يا حبيبي علشان ربنا يذيدك خير ونعمه!

إعترضت نهله وأردفت بسعادة بصراحه بقا يا فيري الفرق بينهم وبين المحلات إللي أشترينا منها دي، فرق السما من الأرض،
وأكملت بذهول ده مستوي تاني وذوق تاني وأسعار تانيه خالص، دي حتى البنات إللي بتبيع مستواهم غير.

وأكملت بدعابه وهي تنظر للخلف على أسامة أوعا يا أسامة تقول لماما على أسعار اللبس ده، للمسكينه يا حرام تروح مننا.

ضحك ثلاثتهم وأكملت فريدة ماما لو عرفت تمن اللبس اللي أشتريناه ليها مش هتحطهم على جسمها.

تحدث أسامه بسعادة ربنا يخليكي لينا يا فريدة ويخلي لنا الشركة الألمانيه ومكافأتها الجامدة.

إبتسمت وسعد داخلها لسعادة أشقائها التي ملئت قلوبهم وعيونهم من مجرد إقتنائهما مجموعة ثياب عصريه وغالية الثمن.

تحدثت نهله بإطراء بس عاوزة أقولك إن الفستان إللي أشترتيه لحفلة بكرة رهيب، أنا متأكدة إنك هتبقي أشيك وأجمل وأرق بنوته في الحفلة كلها!

أردف أسامة قائلا بتذمر بردوا مش موافقة تاخديني معاكي الحفله يا فريدة برغم إن الباشمهندس سليم عزمني بنفسه؟

تنهدت وأردفت بضيق يا حبيبي قولت لك مينفعش، دي حفلة خاصة بالشركة وكل اللي معزوم فيها رجال أعمال وموظفين، هتروح تعمل أيه هناك؟

وبعدين إنت ناسي يا أستاذ إنك ثانوية عامة السنة دي ولازم تذاكر كويس!

أردفت نهلة متبقاش طماع يا أسامة وكفاية عليك اللبس الجامد ده.

أردف أسامه بنبرة طفوليه طب أنا عاوز أتعشي بيتزا وكمان عاوز تورتة أيس كريم نحلي بيها.

أبتسمت له وأردفت بسعادة ورضا بس كدة، أحلا بيتزا وأطعم تورتة أيس كريم للباشمهندس أسامه.

واكملت بتحذير بس بقولكم أيه، خلوا بالكم من كلامكم لما نروح علشان بابا ميزعلش، إحنا مصدقنا إنه وافق نخرج وأجبلكم لبس معايا، مش عوزاة يحس إنه كان نقصر معانا ولا كان ناقصنا حاجه، إتفقنا؟

أردف كلاهما تمام يا فيري!

صفت سيارتها أمام منزلها بعدما إبتاعت ما أشتهاه شقيقها وشقيقتها وصعدا إلى مسكنهم وأنقضا يومهم بخير.

وباتت هي تتجهز لحفلة الغد التي ستري بها سليم الذي بدأ بتجاهلها التام وتجاهل وجودها من الأساس،
وأيضا هشام الذي أخذ منها موقف مؤخرا ليحثها على التراجع في قرار قبول تلك الوظيفه التي ستقربها أكثر وأكثر من ذلك ال سليم الذي يكن له عداوة لا يعلم مصدرها.

جاء مساء اليوم التالي.

دلفت عايدة إلى غرفة إبنتها بعدما أرتدت ثوبها الذي إبتاعته خصيصا لإرتدائه خلال حفل التوقيع.

نظرت عايدة إلى إبنتها وأردفت بإنبهار وعيون متسعه غير مصدقه جمال إبنتها الفتان التي تخفيه طيلة الوقت خلف تلك الملابس العمليه الله أكبر ماشاء الله عليكي يا فريدة، ربنا يا بنتي يحميكي من العين.

إبتسمت لوالدتها بحب وأردفت بتساؤل عجبك الفستان يا ماما؟

أجابتها عايدة بعيون مبتسمه ووجه سعيد اللي أجمل من الفستان هي اللي لابسه الفستان وزادته جمال وحلا.

دلفت نهله من باب الغرفه وتحدثت بدعابه طبعا يا ست عايده، ومين هيشهد للعروسه غير أمها.

إبتسمت فريدة بهدوء فأكملت نهله مش كنتي روحتي الكوافير أحسن علشان الشياكة تكمل!

تحدثت عايدة وهي تنظر إلى فريدة وهي فريدة محتاجه كوافير، دي الله أكبر بدر منور ليلة تمامه!

أردفت فريدة بثقه ورضا أنا حطيت كحل وملمع شفايف وده كفايه جدا.

تسائلت عايدة مش كنتي كلمتي هشام ييجي ياخدك معاه؟

تنهدت بألم وأردفت قائلة بنبرة حزينه هو مين إللي المفروض يكلم مين يا ماما؟

المفروض لو مهتم وهامه شكلنا قدام رؤسائنا وزمايلنا في الشغل كان كلمني وعدي عليا أخدني ودخلنا الحفلة سوا، بدل ما أنا رايحه كدة لوحدي.

نظرت نهله إلى عايدة وأردفت بتأكيد فريدة معاها حق يا ماما، هشام زودها أوي وبين قد أيه هو أناني بتصرفه ده.

أردفت عايدة بإستسلام ربنا يا بنتي يهديه ويرجعه لصوابه، وإن شاء الله زوبعة فنجان وهتعدي على خير!

تنهدت فريدة ووضعت لمساتها الأخيرة وذهبت إلى الحفل لحالها.

توقفت فريدة بسيارتها أمام المكان المقيم به الحفل وترجلت من سيارتها بنفس اللحظه التي ترجل سليم من داخل سيارته بإصطحاب فتاه فائقة الجمال ترتدي ثيابا مثيرة وتضع ميك أب صارخ.

لا تدري لما تألم داخلها وأشتعلت به النيران عند رؤيته بإصطحاب تلك الجميله،
إنتبهت لهيئة الفتاه وتذكرت أنها هي من كانت بصحبته بتلك الصورة التي نشرها عبر حسابه من عدة أيام.

جاء إليها العامل الخاص بإصطحاب سيارات الحضور وصفها لداخل الجراج المختص بالحفل، أمائت له وأعتطه مفتاح السيارة.

أما سليم الذي ضل متسمرا ينظر إليها بإنبهار هائل، صرخ قلبه معنفا إياه يحثه على الركض إليها وأحتضانها وتخبأتها داخل ضلوع صدرة ليحجب عنها عيون البشر، حتى لا يراها غيرة وهي بتلك الهيئة وذاك السحر المبهر للعيون.

وبلحظه عاد لوعيه ونظر إلى ندي التي ترقص من شدة سعادتها لتواجدها معه، تحرك إليها وأخرج صوت جاد ليكمل مخطته مساء الخير يا باشمهندسه.

إبتلعت لعابها من هيئته وطلته بتلك الحلة السوداء التي تشبه نجوم السينما، وأجابت بنبرة هادئه أهلا يا باشمهندس.

أشار إلى ندي وأردف ناظرا إلى فريدة ببرود إصطنعه بإعجوبه باشمهندسه فريدة، ودي بقا ندي بنت خالي!

نظرت إلى ندي وأردفت بإبتسامة مجاملة عكس داخلها أهلا يا أفندم!

ردتها لها ندي بضيق لعلمها من حسام من هي فريدة وما هي بالنسبة إلى سليم أهلا.

وتحدث سليم بتساؤل خبيث أومال فين أستاذ هشام؟

تماسكت حالها وأردفت بهدوء هشام عنده مشوار ضروري هيخلصه وييجي على الحفله.

أردف هو ساخرا متعمدا هو فيه أهم من إنه يدخل معاكي الحفله في يوم زي ده، دي الليلة ليلتك والمفروض يكون ساندك وواقف معاكي في لحظه زي دي، ولا أيه يا باشمهندسه؟

نظرت إليه بضيق وتحركت أمامهم تاركه إياهم بإنتظار العامل ليصف لهما السيارة.

ودلفت هي للداخل تترقب المكان بحذر وبدأت بالنظر حولها لإستكشاف الحضور،
وجدت هشام يقف بجانب صديقه علاء، تجاهلت وجوده ودلفت للداخل ووقفت بجانب نورهان وبعض زميلات العمل.

نظر لها هشام بعيون متألمه وقلب حزين لأجل عدم تقديرها له، ثم تفاجأ بدلوف سليم بصحبة فتاه فاتنة، إرتاح داخله وأرتخت أعضاء جسدة المشدودة قليلا عندما وجد داخل أعين تلك الفتاه حب وأهتمام بسليم واضحين.

تحرك إلى فايز وقدم له ندي تحت إشتعال فريدة المراقبه له بعيناها ولكن بحذر تام حتى لا يشعر بها هشام.

تفاجأ سليم بوجود هشام داخل الحفل وطار قلبه فرحا عندما لاحظ تفرق الثنائي ويبدوا على وجهيهما الخلاف والضيق.

تحدثت نورهان بفضول هي أية الحكاية يافريدة، إنت داخله لوحدك وهشام داخل قبل منك بعشر دقايق، وكل واحد فيكم واقف على تربيزة لوحدة، هو أنتم متخانقين؟

أردفت فريدة بنبرة هادئه خلاف بسيط يا نور!

ردت نورهان بإستغراب خلاف يوم الحفلة، طب حتى لو فيه خلاف المفروض كنتم تجاوزتوة وحضرتم الحفله مع بعض علشان شكلكم قدام أصحابكم.

زفرت فريدة وردت بإقتضاب من تدخل تلك النورهان من فضلك يا نور، مش حابه أتكلم، ياريت تغيري الموضوع!

أجابتها نور بتصنع الحزن والخجل أنا أسفه يا فريدة، أنا كنت حابة أطمن عليكي مش أكتر، بس يظهر إنك زعلتي من إهتمامي!

تجاهلتها فريدة لعدم إستطاعتها لمجابهة تلك الثرثارة حاليا.

نظرت أمامها وجدت فايز يشير إليها لتذهب إليه تحركت بالفعل.

فأردف فايز قائلا أيه يا بنت الجمال والشياكة دي كلها؟
كنتي مخبيه الشياكة دي كلها فين يا أستاذة؟

إبتسمت له وتحدثت بإطراء مشيرة إلى زوجته صفاء وأنا هاجي أيه في جمال وأناقة دكتور صفاء، منورة المكان كله يا دكتور.

أردفت صفاء بإبتسامة بشوشه ده نورك يا باشمهندسه، وألف ألف مبروك على المنصب الجديد، الحقيقه تستاهليه وبجدارة.

إبتسمت فريدة وأردفت ميرسي يا دكتور، كلام حضرتك شهادة أعتز بيها.

دلفت أسما تتشابك الأيادي مع زوجها الحبيب، نظرت إلى علي وتحدثت حلو أوي الترتيب يا علي، ده أكيد تحت إشراف سليم الدمنهوري؟

أجابها بتأكيد أكيد طبعا، ما أنت عارفه سليم، مبيرضاش غير بالحاجه الكامله!

تحدثت بإنتشاء فريدة هناك واقفه أهي، تعالي يا حبيبي نسلم عليها.

وبالفعل إتجها إليها، أخذت أسما فريدة داخل أحضانها وأردفت بتودد قائلة فريدة، وحشتيني جدا.

أجابتها بإبتسامة بشوشه إنت كمان يا أسما وحشتيني.

مد على يده إلى فريدة وأردف أزيك يا باشمهندسه، أخبارك أيه؟

أجابته بإبتسامة الحمدلله، أنا تمام، أومال سليم مش معاكم ليه؟

أجابها علي بلؤم قاصدا وهو يشير إلى صديقه سليم واقف هناك مع مدير الشركة!

نظرت له بضيق وأجابته بنبرة ساخرة أنا بقصد سليم إبنكم على فكرة، وأخر همي هو الباشمهندس بتاعك، مش ناقص كمان غير إني أسأل عنه!

لم تكمل جملتها وأستمعت إلى من يتحدث من خلفها بنبرة مداعبه وياتري بقا هشام نور الدين هو أول همك يا باشمهندسه؟

إجابته هي بنبرة قوية بالتأكيد هشام أول وأخر إهتمامي، زي ما أنا بالنسبة له أول وأخر إهتماماته!

أجابها بنبرة ساخرة لا ما هو واضح فعلا، بدليل إنه بدل ما يدخل الحفلة وإيدة في إيدك، فضل إنه ييجي قبلك ومعملش حساب حتى لشكلك قدام الناس وإنت داخله لوحدك في يوم مهم زي ده!

أجابته بنبرة ساخرة وحديث ذات مغزي بيتهيء لي حضرتك أخر واحد بتفكر وتعمل حساب لشكل أي حد قدام الناس، وأكملت ساخرة فياريت تبطل تنظير لأن ببساطة فاقد الشيء لا يعطيه يا حضرت!

لم تستطع أسما تمالك حالها من قصف جبهة سليم على يد فريدة، فضحكت بصوت عالي.

ونظر لها سليم وأردف بتعجب يظهر إن ألش الأستاذة عليا عجب أسما هانم!

ضحكت أكثر وهزت رأسها بإيجاب!

وأردفت فريدة بنبرة جادة العفو يا أفندم، هو أنا أقدر حضرتك.

نظر لعيناها بعيون هائمة بجمالها، وأردف بحديث ذات مغزي هز داخلها إنت الوحيدة اللي قدرتي على إللي محدش قدر عليه قبلك ولا هيقدر يا فريدة يا فؤاد.

نظرت داخل عيناه وجدته ينظر لها بعيون مستعطفه مترجيه بأن ترحم قلبه من ما تفعله به.

سحبت عنه نظرها وكادت أن تتحرك من بينهم لولا صوت هشام الذي ثبت حركتها متحدثا بصوت جاد مساء الخير!

رد عليه الجميع ومد علي يده له وأردف بإحترام أستاذ هشام، أزيك.

وإكمل بتعارف وهو يشير إلى زوجته أقدم لك مدام أسما، مراتي!

أماء لها هشام برأسه بإحترام وأردف أهلا وسهلا يا أفندم، أتشرفت بمعرفة حضرتك!

ردت أسما عليه بإبتسامة مجاملة الشرف ليا يا أفندم!

نظر سليم إلى هشام وأردف بإبتسامة مستفزة وحديث ذات مغزي أراد به معرفة ما إذا كان هذا الخلاف الذي يراه بأم أعينه بسبب تلك الوظيفه أم لا ألف مبروك للباشمهندسه فريدة على المنصب الجديد يا أستاذ هشام، وإن شاء الله تبقا نقلة كبيرة ليها وخطوة مميزة في مستواها الوظيفي.

وأكمل بإبتسامة سمجه مستفزة وزي ما بيقولوا، وراء نجاح كل إمرأة عظيمه، رجل يدعي هشام نور الدين!

نظر له هشام بإبتسامة حاول خلفها تخبأة ما يدور بداخله من إشتعال لروحه وكيانه بالكامل
وأردف بهدوء وحديث ذات مقصد كله بفضل تخطيطك يا باشمهندس، ولا أيه؟

ضحك سليم وأردف بنبرة مستفزة متقولش كدة يا سيادة المحاسب، كله بشطارة ومجهود الباشمهندسه، أنا ما إلا سبب لتوجية بوصلتها لطريق نجاحها العالمي إن شاء الله!

إشتعل داخل هشام من حديث سليم المستفز بالنسبة له، فتجاهله،
ونظر إلى فريدة الحاضر الصامت وأردف قائلا بهدوء وهو يشير إليها بإحترام ويحثها على التحرك أمامه بعد إذنكم، مضطر أخد فريدة منكم.

تحركت هي وجاورها الخطوات وتحدث بفحيح يا تري عاجبك تلقيح البيه عليا ده يا أستاذة؟

أجابته بقوة ونبرة ملامه وهو مين إللي أدي الفرصة ليه ولغيرة أنه يتكلم يا أستاذ هشام؟
مش سيادتك لما دخلت للحفلة لوحدك و وقوفك بعيد عني لما وصلت ولا كأنك شفتني؟

تحدث بلهجة حازمة فريدة، مش وقت مين السبب ومين إللي غلطان، أنا بطلب منك ولأخر مرة إنك تعتذري عن المنصب ده!

نظرت له بإستغراب وأردفت بنبرة معاتبه يااااه على أنانيتك يا هشام، للدرجة دي مش شايف غير نفسك وغضبك؟
للدرجة دي أخر همك نجاحي وحصولي على منصب بالأهميه دي وأنا لسه في بداية مشواري؟

أجابها بتأكيد على حديثها أديكي إنت قولتيها بنفسك، منصب بالأهمية دي وإنتي لسه في بداية مشوارك العملي، يبقا إزاي بقا يا باشمهندسه؟

وأكمل بتأكيد سليم هو إللي قاصد يرشحك للمنصب ده علشان يخلق مشاكل بينا، فوقي يا فريدة قبل فوات الأوان.

نظرت له بذهول وأردفت بنبرة منكسرة حزينه هو أنا صغيرة أوي كدة في نظرك لدرجة إنك شايفني مش جديرة وما أستحقش المنصب، للدرجة دي مش مأمن بقدراتي وبعقليتي؟

كل إللي في دماغك إنك تضايق سليم الدمنهوري وتخليني أرفض المنصب لمجرد إن هو اللي رشحني ليه؟

وأكملت بنبرة معاتبه وحزينه أيه اللي جرالك يا هشام، إزاي إتحولت لإنسان أناني فجأة كده ومبقاش يهمك غير رغباتك وأرائك وبس، حتى لو كانت أرائك دي غلط ونتايجها سيئة بالنسبة للي حواليك.

صاح بها بقوة ولا مبالاة لحديثها وأردف أمرا لأخر مرة بقولك وبنبهك يا فريدة، لو فعلا عوزانا نكمل في هدوء يبقا لازم تعتذري عن المنصب ده!

نظرت له بكل شموخ وأردفت قائلة بقوة وأنا لأخر مرة بقولك أرجوك تراجع نفسك وقرارك ده يا هشام.

نظر داخل عيناها الحزينه مطولا، ثم أنسحب من جانبها بهدوء متجها إلى صديقيه علاء وأكرم المتواجدان على منضدة يحتسيان مشروبهما بهدوء!

أما أسما التي وما أن تحركا هشام وفريدة من جانبهم حتى نظرت إلى سليم وأردفت قائلة أيه يا أبني الجبروت اللي إنت بقيت فيه ده؟

أكمل علي حديثها قائلا بنبرة مستفزة جبروت أيه اللي بتتكلمي عنه يا أسما، ده الموضوع عدي معاه و وصل لدرجة البجاحه،
وأكمل بنبرة ملامه حرام عليك يا سليم، إنت كدة ولعت الدنيا أكتر ما هي والعة بينهم، وأكيد بعد كلامك المستفز ده هشام هيجبر فريدة على إنها تعتذر عن المنصب، وبكدة هتكون إتسببت في أذية فريدة.

ضحك ساخرا على حديث صديقة الساخر بالنسبة له وأردف قائلا تفكيرك عقيم ومحدود جدا يا باشمهندس، فريدة مين إللي هشام هيجبرها على الإعتذار عن المنصب؟

وأكمل بيقين فريدة لو أبوها نفسه طلب منها تعتذر وتنسحب مش هتعملها، فريدة عندها حلم ومش هتسمح لأي مخلوق إيا كان هو مين على إنه يعطلها ويوقفها عن تحقيقه!

نظرت له أسما وأردفت بيقين يبقا إنت قاصد تعمل كدة فعلا علشان فريدة ترفض وهشام يصر على موقفه، ولما فريدة تمضي العقد هشام يسيبها وينهي الخطوبة!

نظر لها مصدوما وأردف قائلا بإستهجان هي دي فكرتك عني يا أسما؟

إنتي متخيلة إني ممكن أخالف ضميري وأرشح فريدة لمنصب هي متستحقهوش لمجرد إني أحقق أغراض شخصيه في نفسي؟

وأكمل بإعتراف أنا منكرش إني فرحت لما لقيت إن الموضوع ممكن يخدمني في إنه يتسبب في مشكلة ما بينهم، لكن صدقيني أنا كانت نيتي كلها خير وأنا برشحها للمنصب، وفي نفس الوقت مجاش في تفكيري أبدا إن ممكن هشام يبقا بالأنانية دي ويقف قدام مستقبلها!

نظرت له أسما خجلا وأردفت بأسف أنا أسفه يا سليم لو كان كلامي ضايقك، بس بصراحه ومن غير ماأكذب عليك أنا شكيت إن الموضوع مترتب منك من كتر ما هو مظبوط أوي!

أجابها علي بهدوء ده بس لإنك ما تعرفيش مبادئ سليم الدمنهوري في شغله!

أما فريدة التي تسمرت بمكانها بعدما تركها هشام شاردة الذهن فيما تفعله، وبدأ عقلها يتسائل، هل هي على صواب أم أن هشام هو من على الصواب.

فاقت من شرودها على صوت هي تتذكره جيدا قائلا والله زمان يا باشمهندسه، شفتي الدنيا صغيرة إزاي؟

نظرت إليه نظرات مبهمه وتذكرته، إنه حسام، ذلك الذي أهانها وجرح كبريائها بحديثه ذاك اليوم المشؤم، عندما إستهان بوجع روحها وحزنها من ما حدث لها على يد صديقه وبمشاركته هو وصديقه علي.

نظرت إليه بكبرياء وأردفت بقوة فعلا يا باشمهندس، صغيرة لدرجة إنها تجمعني في مكان واحد بأكتر ثلاث أشخاص كنت بدعي من قلبي إن وشوشنا متتلاقاش غير في الأخرة، وإحنا بين أيادي رب العالمين!

نظر لها وضحك ساخرا وأردف إنها سخرية القدر عزيزتي!

وأكمل معترضا على حديثها بس الحقيقة ومن إللي أنا شايفه إن المفروض الموضوع ميزعلكيش خالص، بالعكس، أنا شايف إن رجوع سليم وظهورة في حياتك من جديد أفادك جدا مضركيش، بدليل المكافأت اللي نازلة ترف عليكي زي المطر من الشركتين،
وأكمل وهو يخمس بيداة بحركة دعابيه ده غير الله أكبر مرتبك إللي أتضاعف مرتين ونص.

إبتسمت ساخرة وأرادت حرق روحه أكثر بعدما رأت الغل يظهر من بين إبتسامته الماكرة ونسيت بالمرة تحسب لي مرتبي إللي هيتضاف لي من المنصب الجديد، يلا، علشان تكمل الحسبة بالمظبوط.

ضيق عيناة وتسائل بفضول منصب جديد؟
هو أنا شكلي فايتني معلومات ولا أيه؟

نظرت له وأجابت بتسلي هو قريبك مبلغكش إنه رشحني لمنصب إنضمامي للمجموعة الإستشاريه بالشركة ولا أيه؟

، لا وكمان اللجنة وافقت وإحتمال أمضي العقد كمان شوية!

أنصدم من حديثها هذا وخصوصا أن عمته كانت قد طلبت سابقا من سليم ترشيحه هو لهذا المنصب، ولكن كالعادة إختار غيرة وفضله عليه.

تمالك حاله وأردف قائلا بشرود مبروك يا باشمهندسه، الحقيقه قريبي مبلغنيش بحاجه.

وأنسحب معتذرا لعدم قدرته على الصمود أكثر!

أما هي فاستغربت حالته التي تحولت ووجه الذي لا يبشر بخير أبدا.

أما حسام فقد تحرك وهو مشتعل الكيان، ووقف بعيدا وأمسك هاتفه وأبلغ عمته بكل ما أخبرته به فريدة للتو!

تحركت ريم وندي بجانب سليم
إبتسم سليم لشقيقته وأحاطها بذراعه وأخذها بين أحضانه برعايه.

نظرت ندي إليهما وأشتعلت نار الغيرة بداخلها، كم كانت تتمني أن تدلف هي داخل أحضانه محلها وتنول شرف عشق وقرب سليم الدمنهوري الذي سينقل حياتها إلى حياة الطرف التي تريدها.

داخل فيلا صادق الحسيني.

كان يجلس هو وزوجته الجميلة هناء ووحيدهما مراد، يلتفون حول سفرة الطعام يتناولون عشائهم في هدوء
مدت هناء يدها لصحن صغيرها تضع داخله بعض شرائح الجبن!

نظر لها مراد وتحدث بهدوء تسلم إيدك يا حبيبتي!

إبتسمت له وتحدثت بحنان بألف هنا يا حبيبي.

نظر له والده وتحدث مقولتليش يعني عن تجربة ريم الدمنهوري اللي تمت في المعمل إمبارح؟

إمتعضت ملامح وجهه وتشنجت عندما إستمع لإسمها الذي بات يؤرقه ويصيبه بالتشنج، ثم تمالك من حاله وتحدث بهدوء ولامبالاة إفتعلهم لحاله مجتش فرصة!

ثم نظر إليه وتسائل حضرتك عرفت منين الموضوع ده؟

أجابه صادق بعتاب من دكتور حسين، هو مش المفروض إن حضرتك كنت تبلغني بموضوع مهم زي ده؟

نظر بصحنه وبدأ بتقطيع الطعام وتناوله بلامبالاة ثم تحدث أيه يعني المهم في موضوع زي ده، تجربه ونجحت زيها زي تجارب كتير غيرها، مش أول مرة تحصل يعني.

وأكمل بتشكك ثم أنا شاكك أصلا إن التجربه تكون بتاعت البنت دي، دي شكلها بنت مدلعه وفاشله، واللي يدور عليها يلاقيها سرقاها من طالب زميلها أهبل كانت راسمه عليه دور الحب وبتخدعه.

إستشاط داخل صادق وتحدث بحده مش هتبطل طريقتك السخيفه دي وإنت بتتكلم على الناس، وبعدين إحنا في أيه ولا في أيه يا حضرة المهني.

وأكمل بلوم بكلمك عن إختراع وتجربه ناجحه ممكن تنقل شركتنا وإسمنا لمكانه تانيه وإنت تكلمني عن حب وسرقه وخداع وكلام أهبل،
وبعدين ريح نفسك وبطل ترمي الناس بتهم باطلة، البنت محترمه وبنت ناس وكمان مخطوبه لمهندس قد الدنيا.

إنقبض داخله حينما إستمع من والده قصة إرتباطها، لما شعر بتلك الإنقباضه؟ هو لا يدري!

تحدثت هناء مستفهمه بنت مين دي اللي بتتكلم عنها يا صادق؟

تنفس بهدوء وأجابها بنت قاسم الدمنهوري، اللي كنا معزومين معاهم من إسبوع عند سيادة وزير الخارجيه.

تحدثت هناء بتذكر أه، بنت أمال الشافعي، ماشاء الله هي أمال عندها بنت في صيدلة؟

أجابها صادق بتفاخر عندها ريم في صيدله، و سليم مهندس إلكترونيات، شغال في أكبر شركة ألمانية في مجال الإلكترونيات، هو اللي ورد لي أخر طلبيه لتحديث أجهزة مجموعة الشركات.

ثم نظر لمراد وتحدث أمرا المهم يا مراد، بكرة تمضي لي معاها عقد تضمن لنا بيه الأحقية بخصوص براءة الإختراع، بما إن التجربة تمت في معاملنا وتحت إشرافنا يبقا لنا أحقية الإستفادة منها،
وأكمل وعلشان نضمن إنها تشتغل معانا بعد تخرجها إن شاء الله، وأنا بلغت دكتور حسين إنه يبتدي في إجراءات تسجيل براءة الإختراع بإسمها من بكرة، وبلغتها هي كمان بكده.

تملك الغضب داخله لكنه رد بهدوء إصطنعه بإعجوبه أوامرك يا دكتور.

داخل شقة قاسم الدمنهوري.

كانت تجوب البهو إيابا وذهابا و تفرك يديها ببعضهما من شدة غضبها.

تحدث قاسم الجالس فوق الأريكة بهدوء إهدي من فضلك يا أمال، إنت كدة ممكن يحصل لك حاجه!

دارت حول نفسها وتحدثت بغضب تام إنت لسه بتطلب مني أهدي بعد كل إللي حكيته لك ده؟

البيه إبنك راسم ومخطط لكل حاجة يا قاسم، وظف البنت في منصب مهم في الشركة علشان لو إتجوزها غصب عننا وأخدها معاه لألمانيا الهانم تبقا موظفه ومؤهلة للعيشة هناك،
وأكملت بصوت غاضب ولائم لحالها أنا إللي غلطانه إللي مسمعتش كلام أماني ورحت لأهلها عرفتهم مقامهم ووقفتهم عند حدهم!

أردف قاسم بإعتراض والبنت وأهلها ذنبهم أيه يا أمال علشان تروحي لهم، إبنك هو إللي بيخطط وبيعمل المستحيل علشان يوصل لها،
ولا نسيتي الكلام إللي وصل لحسام من قلب الشركة إللي البنت شغالة فيها، مش حسام قال لك إن العميلة بتاعته قالت له إن البنت مش مديه لإبنك أي أهميه وبتحترم خطيبها جدا وبتقدرة!

صاحت بنبرة غاضبة ومازالت تتحرك بجنون وإنت بقا بتخيل عليك حركات بنات الحواري دي؟

دي واحدة متربية في بيئة متدنية يا قاسم، يعني أكيد راسمة وش البرائة والإحترام قدام الكل وهي مش أكتر من حرباية،
وأكملت بغل بس على مين، إذا كانت هي حرباية وبتعرف تتلون وتخطط، أنا بقا هعرفها هي بتلعب مع مين؟

نظر لها قاسم بإرتياب وتساءل بترقب مش مرتاح لكلامك يا أمال، ياتري ناوية على أيه؟

أجابته بإبتسامة ساخرة ناويه أواجة العدو وأروح له لحد خندقه بنفسي، وكفايه عليا دور المدافع لحد كده!

داخل الحفل
تجهز الجميع لإمضاء عقد إتفاقية الشراكة بين الشركتين وإدماجهما معا، وقف سليم بجانب مدير الشركة الألمانية ويليه من الجانب الأخر فايز مدير الشركة المصريه
وبدأ بإمضاء العقود مع التصفيق الحار من جميع الحضور،
وجاء الدور على فريدة لإمضاء التعاقد مع الشركة لإستلام منصبها الجديد، تحت إستغراب زملائها بالعمل لعدم علمهم مسبقا بتلك الخطوة،.

وخصوصا نورهان التي كانت على وشك الإصابة بنوبة قلبية من شدة غضبها وحسرة قلبها على ما وصلت إليه غريمتها بالعمل من علو شأن!

أمسكت فريدة بقلمها وكادت أن تضع إمضائها فوق ذلك العقد، توقفت فجأة ورفعت بصرها إلى هشام الواقف بعيدا يترقب ما إذا كانت ستلقي بكلمته عرض الحائط وتمضي هذا العقد اللعين، أم ستشتري خاطرة ورضاه؟

نظرت له وجدت بعيناه تحذير وغضب ولأول مرة تراه، فتنهدت وأهتز قلمها.

نظر إليها سليم الواقف بجانبها وتنفس بهدوء مترقب قرارها الأخير!

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

نظرت إلى هشام، وجدت بعيناه تحذير وغضب ولأول مرة تراه، فتنهدت وأهتز قلمها
كادت أن تتراجع لأجل إرضائة وإرضاء خاطره، لكنها وبلحظة حسمت أمرها، فيكفيها خسارتها لحلمها السابق على يد سليم، فلن تتنازل تلك المرة عن وصولها لذلك المنصب العريق لأجل هشام الذي لم يهتم سوي بحاله وغيرته وفقط!

أخذت نفس عميق وأخرجته بهدوء، وبكل قوة وثبات، أمسكت بقلمها من جديد و وضعت إمضتها على ذلك العقد تحت سعادة سليم التي تخطت عنان السماء!
إستشاط داخل هشام وشعر بطعنة داخل صدرة وخصوصا عندما لاحظ سعادة ذلك الواقف بجوارها،
تحرك لخارج المكان بأكملة تارك الحفل الذي لم يبدأ بعد، وأستقل سيارته وقادها بغضب تام!
أما سليم الذي إنتفض داخله بسعادة وتراقص قلبه فرحا.

ثم نظر إليها بعيون تشع سعادة لأجلها ولأجل وضع قدميها على أول درجة بسلم صعودها المهني،
وأردف بعيون سعيدة وصوت عاشق مبروك يا فريدة، ألف مبروك، الوقت بس إبتديتي أول خطوة في مشوار صعودك لسلم المجد في مجالك!
نظرت له بتيهه، مستغربة شدة سعادته ولمعة عيناه السعيدة لأجلها وأردفت بسعادة متشكرة يا باشمهندس، بجد ميرسي على وقوفك معايا!

أجابها بصوت حنون عمري مهسيبك يا فريدة، هفضل واقف جنبك طول الوقت حتى لو كان غصب عنك!
فاقت على صوت فايز الذي صافحها مهنئ بسعادة
وأيضا معظم زملائها حتى الحاقد منهم وأتت إليها أسما التي إحتضنتها وهنئتها تلاها علي وأيضا نورهان.

كانت تجلس فوق مقعدها داخل شرفتها، إستمعت لهاتفها فأردفت سريع وبلهفة إتأخرتي ليه، أنا مستنيه تليفونك ده من بدري؟

أجابها المتصل إسمعيني كويس وركزي علشان معنديش وقت، هشام خرج غضبان من الحفلة، هو حاليا عامل زي الطفل الغضبان إللي لعبته اللي متعود عليها ضاعت منه ومش عارف يوصل لها، علشان كده لازم نهديه ونشغلة بلعبه جديدة وتكون مختلفه، علشان ينشغل معاها و ينسي بيها لعبته اللي إتعود عليها!

أردفت لبني بإستغراب هو أنت ليه كل كلامك ألغاز كده، أنا مش فاهمه منك حاجه؟!
أجابها المتصل هشام حاليا وحيد وحزين وغضبان من فريدة لأنها فضلت شغلها عليه، حالا تتصلي بيه وبصوت كله حنان تحاولي تحتويه،
وأكمل بتحذير بس أوعي تجيبي له سيرة فريدة بأي شكل من الأشكال، خليكي دايما حريصة وذكية في التعامل معاه، إطلبي منه إنه يخرج معاك دالوقت وتسهروا
تسائلت لبني طب ولو رفض؟

أجابها المتصل بنبرة واثقه هيقبل، هو حاليا محتاج يثبت لنفسه إنه مرغوب، وأكمل بنبرة أمرة حالا تتصلي بيه!
وبالفعل أغلقت مع ذلك المجهول وهاتفت هشام الذي كان يقود بسرعه جنونيه، فاستمع هاتفه نظر به وجدها لبني.

رد بإقتضاب ونبرة حادة أهلا يا لبني!
ردت بصوت أنثوي مثير أزيك يا هشام، أسفه لو كنت أزعجتك، أصلي قاعدة متضايقه وقولت أتصل بيك لو فاضي نتكلم شوية، أو حتى لو حابب نخرج نقعد في مكان مفتوح نشم فيه شوية هوا!

أجابها بإقتضاب معلش يا لبني تعبان وبجد مش هينفع
ثم فكر قليلا وأردف قائلا بعناد خلاص يا لبني، إلبسي وأنا هعدي عليك حالا!

طار قلبها فرحا وأغلقت معه وقفزت من سعادتها لترتدي أجمل ما لديها من ثياب!

داخل الحفل!
إشتغلت الموسيقي للإعلان عن رقص كل ثنائي معا
تحرك فايز مع زوجته الجميله دكتورة صفاء، وأيضا مدير الشركة الألمانيه مع زوجته، وعلي مع أسما، وأيضا نورهان وزوجها وجميع موظفي الشركتان إلا سليم الواقف بجانب ندي.

وهو ينظر على تلك الفريدة الواقفه تنظر للأمام بشرود وحزن، نظرت ندي إلى ماينظر بحقد وغل وأردفت قائلة بتمني بليز يا سليم ممكن ترقص معايا؟

نظر لها ثم أجابها بهدوء معلش يا ندي، أنا مبرقصش مع حد!
ضيقت عيناها بإستغراب وأردفت قائلة بنبرة ساخرة لا والله، طب ده أنا ياما سمعت عنك حكايات مع بنات تملي مجلدات، حسام ياما حكالي إنكم كنتم بتخرجوا يوميا وبترقصوا مع بنات وكنتم كمان بتسهروا لوش الصبح!

أجابها بعيون حزينة ده كان قبل ما ربنا يهديني وأفهم ديني كويس يا ندي، لما سافرت تعمقت في دراسة ديني وبقيت أدخل على مواقع إسلامية وأبحث في أراء شيوخنا الأجلاء في إن إزاي نعيش حياتنا ونستمتع بيها وبنفس الوقت ما نغضبش ربنا مننا!
ضحكت ندي وأردفت بنبرة ساخرة يعني الناس بتسافر دول الغرب وتنفتح على ثقافات العالم المختلفه وتعيش حياتها بحرية، وإنت روحت هناك علشان تبحث في الدين؟

وأكملت بجهل وبعدين مال الدين بالرقص، إنت ليه محسسني إني واقفه قدام شيخ، مش لايق عليك الكلام ده يا سليم!
أجابها بهدوء أنا عارف إني موصلتش لحالة التدين إللي تسعدني كمسلم وتخليني أفتخر بنفسي، بس الحمدلله أنا واصل لدرجة راضياني وبحاول أوصل للأعلي،
ويكفيني إني مبقربش من الكبائر، ولا بقرب من حقوق الناس، لأن أكبر الذنوب هي حقوق الناس بكل أنواعها،.

وأكمل يوم البعث ربنا سبحانه وتعالى ممكن يغفرلنا أي ذنوب إلا المرتبطة بحقوق البشر، لازم هما بنفسهم يسامحوا في حقوقهم، وده طبعا نادرا لو حصل لأن معظمنا وقتها هيبقا بيفكر في المكانة الأعلي عند رب العالمين، وبالتالي محتاجين لكل حسنة وكل عمل صالح يقربنا من كدة، فهمتي يا ندي!

وأكمل والرقص حرام طبعا، رقص يعني راجل يقف قدام ست ويقرب منها، يلمس إديها وكمان كتفها وإحتمال وسطها،
ونظر لها بأسي وأكمل تفتكري ده يصح ولا يرضي ربنا؟

ونظر إلى شقيقته وأردف قائلا عمرك شفتي ريم رقصت مع حسام، طبعا لا، لأني أنا وبابا قعدنا معاها قبل كدة وشرحنالها كل الكلام ده!

وأكمل وعلي فكرة يا ندي، أنا مش راضي عن نفسي كل الرضا وأكيد فيه حاجات بعملها غلط،
لكن على الأقل بحاول، ما لا يدرك كله لا يترك كله،
بمعني إذا مكناش صالحين بما يكفي ونفذنا أوامر دينا بحذافيرة، منبقاش مفسدين ونهمل نفسنا وننسي تأديبها ونوصل نفسنا بأدينا للهلاك!

هزت رأسها بإيجاب حتى يصمت لعدم إرادتها الحديث معه بهذة المواضيع أكثر، فقد زين لها شيطانها دنيتها فقط وأنساها أخرتها.

في تلك الأثناء
كان حسام يقف بجانب ريم وتحدث إليها بغضب تام عرفتي وأتأكدتي إن سليم فعلا مبيحبنيش؟

أجابته بهدوء تحاول تهدأته متقولش كدة يا حسام، أكيد سليم شاف إن فريدة أحق بالمنصب ده منك وأنها هتحقق مكاسب للشركة من خلال وجودها معاهم، وإحتمال يكون هيرشحك في أقرب فرصة، وبعدين مش يمكن يكون بيحاول يعتذر لها عن إللي حصل منه زمان.

وأكملت وبصراحة كدة يا حسام فريدة دي شكلها متمكنه جدا في شغلها!

نظر لها بضيق وأردف قائلا بإستهجان شكلها متمكنة، هو بقا بالشكل كمان ولا أيه يا دكتورة ريم؟

أجابته بتأكيد أه طبعا، الإنسان الذكي بيبان من نظرة عيونه ومن خلال تعاملة بالمحيطين بيه!

في تلك الأثناء أشار إليها شقيقها فذهبت إلية، جذبها من يدها وتحرك بها إلى مكان وقوف فريدة التي بدورها إستغربت وبدأ هو بتعريفهما و أردف بإحترام وهو يشير بيده إلى فريدة أحب أعرفك بالباشمهندسة فريدة فؤاد، طالبتي النجيبة سابقا، صديقة العمل حاليا.

وأكمل التعارف وهو ينتقل بيده ليشير إلى شقيقته ودي بقا أختي وصديقتي ريم، طالبة صيدلة في الفرقة الرابعة!

نظرت لها فريدة بإبتسامة جذابة وأردفت بنبرة سعيدة أهلا يا ريم، إتشرفت جدا بمعرفتك.

بادلتها ريم إبتسامتها وأردفت قائلة بإحترام الشرف ليا يا باشمهندسه، كان نفسي أتعرف عليك من زمان من كتر مسمعت عنك!

نظرت فريدة إلى سليم بعيون متسائلة وأردفت بدعابة وياتري اللي سمعتيه عني شيء يحسب لي ولا.

ضحك سليم برجولة أثارت داخل فريدة، وأردف بإبتسامة ساحرة علي فكرة إنت دايما ظلمناني، أنا عمري ما أتكلمت عنك غير بكل خير، حتى إسألي ريم!

إبتسمت له برضا، وأردفت ريم ده حقيقي على فكرة يا باشمهندسه.

ردت فريدة بوجة بشوش خليها فريدة وبس، ولا عوزاني أقول لك يا دكتور؟

إبتسمت بوجة جميل وأردفت بسعادة ده شرف ليا إنك تشيلي الألقاب ما بينا، وياريت لو نبقا أصحاب.

إبتسمت فريدة بوجع وأجابتها بقلب حزين لعدم إستطاعتها لتحقيق تلك الرغبه إن شاء الله يا ريم.

ثم أنسحبت بهدوء تحت تألم سليم ووجع روحه، تنهد بأسي فحدثته ريم بصوت حزين أنا أسفه يا حبيبي، والله أسفه!

نظر لوجه شقيقته وقبل رأسها وأردف قائلا بهدوء متتأسفيش يا ريم، ده قدر ربنا، وإن شاء الله إللي جاي كله خير.

وقفت بجانب أسما التي حدثتها بأسي هو خطيبك مشي خلاص وساب الحفله؟
أخذت نفسا عميقا وأخرجته كي تهدأ، ثم أردفت بنبرة حزينه لم تستطع السيطرة عليها للأسف.

نظرت لها بأسي وأردفت بتردد فريدة، ممكن أتكلم معاكي بصراحة؟

نظرت لها فريدة وهزت رأسها بتأكيد فأكملت أسما حديثها بنبرة هادئه أنا عارفه إني مليش الحق في إني أتكلم في موضوعك مع خطيبك، بس بصراحه إنت وهو وكمان سليم صعبانين عليا أوي،
وأكملت بتيقن علي فكرة خطيبك حاسس بحب سليم ليكي، وممكن كمان يكون حاسس باللي في قلبك ناحية سليم واللي غصب عنك مقدرتيش تتخلصي منه وتنسيه!

نظرت إليها بأسي وأردفت بنيرة صوت يتألم ويكاد أن يصرخ وتفتكري أنا مبسوطه بكدة يا أسما، أنا قلبي جواه نار والعة مبتهداش، نار وجعي على حالي واللي وصلت له، ونار وجعي ووجع ضميري على هشام إللي بجد ميستاهلش مني كده، و.

وكادت أن تكمل ولكنها تراجعت وفضلت الصمت.

فأكملت أسما ونار وجعك على وجع سليم وتيهة حياته من بعدك، سيبي هشام وريحيه وريحي نفسك يا فريدة، صدقيني إنتوا التلاتة هترتاحوا لو الخطوبة دي أنتهت.

إبتسمت بجانب فمها بطريقه ساخرة ثم أردفت لإنهاء الحديث أيه رأيك في ترتيبات الحفلة، حلوة مش كده؟

تيقنت أسما من أنها تريد إنهاء المحادثة فأحترمت رغبتها وغيرت مجري الحديث.

وبعد مده قرر ذلك العاشق أن يهدي حبيبته غنوة علها تشرح ما يكنه داخل قلبه العاشق لها ويجعلها تفكر فيما عليها فعله لأجل إحياء قلبيهما معا.

وقف أمام الجميع وأمسك بالميكرفون وظبط صوته ببعض التكنيات الحديثة التي يجيدها بحكم مجاله، ليتلائم مع صوت الموسيقي.

مع إنتشاء جميع الحضور وإنتباه أذهانهم مع ذلك الوسيم،
عدل من وقوفه ليكون بإتجاه بوصلتها، ولكنه نظر للسماء لعدم جذب الإنتباه إليهما وذلك حفاظا على مظهرها العام أمام الجميع.

وبدأ بالغناء غنوة عارفة
ذات اللحن الرائع والرقيق
وتغني بصوته العاشق العذب.

عارفة، من يوم ماقابلتك إنت، وإحتل هواك مدينتي.

وبقيتي في لحظه أميرتي، أيوة أميرتي أميرتي وعارفة.

أنانفسي تكوني حلااااالي، وحبيبتي وأم عيالي.

ونعيش العمر أنا وإنت، بس أنا وإنت أنا وإنت وعارفة.

أنا هفضل طوووول العمر معاااك، معاااك
مهما الأياااام طالت وياك، طالت وياااك
هو انا مجنووون علشان أنساك، أنسااااك
أه يا أول فرحة تمسح دمعة عيني.

وأستغرب لييييه طولتي علياااا
لا متجاوبيش إستني شويه، شويه
أصل أنا برداااان دفي لي إيديا
وخديني في حضنك وبوسيني على جبيني.

كانت تستمع إلى صوته الهائم وكلماته الموجهه كسهام إلى ذلك القلب العاشق حتى النخاع، فما بيدها لتفعله؟
فدائما ما يخونها ذاك القلب العنيد
كان ينزف ويصرخ ألما، يريده، يريد قاتله وجارح نبضاته،.

يصرخ ويكاد يجذبها عنوة عنها ويومي بها داخل أحضانه الدافئة لتنعم بها، لكن عقلها يحثها على الرجوع ويصرخ بذلك القلب الساذج ويحدثه، إستفق أيها المغفل، فهذا ال سليم هو من جعلك تنزف خلال تلك السنوات الحزينه الماضيه، هو من جعلنا نعيش تلك الليالي الحالكة الخالية من النجوم، تلك الليالي قاسية البرودة
أفبعد كل ما عايشته من ألام تريد الإرتماء داخل أحضانه الخائنة تلك؟

إستفق وعد لرشدك أيها الأحمق.

تنهدت بألم لما أصبحت عليه، أمسكت حقيبتها وتحركت للمغادرة فأوقفها علي بتساؤل رايحه فين يا فريدة، الحفله لسه مخلصتش!

أجابته بصوت يكسوة الألم بالنسبة لي خلصت من بدري يا باشمهندس!

نظر بأسي لحالتها المزريه فأردف بهدوء طب تعالي كملي سهرتك معانا أنا وأسما وسليم وريم، هنخرج نقعد في أي مكان هادي، إنت أكيد محتاجه تهدي أعصابك وتغيري جو!

أجابته بإبتسامة شاكرة متشكرة يا علي، بس أنا للأسف تعبانه وكل إللي محتجاه حاليا هو إني أروح مش أكتر!

نظرت على ذلك الذي ينظر إليها بإهتمام يترقب قرارها، فأصابه الإحباط حين رأي تعبيرات وجهها الحزين،
وأكملت بعيون حزينه تنم عن مدي ألمها الداخلي الساكن روحها علي، أرجوك قول ل سليم يبعد عني لأني مش هقدر أتخلي عن هشام ولا أسيبة لأي سبب كان،
قوله يكمل حياته وينساني ويعتبرني ذكري حلوة، كل ما يفتكرها يبتسم، ويفتكر إن فيه واحدة حبته بكل ما فيها، لكن القدر كان ليه رأي تاني،.

قولة كمان إن فيه حاجات لما بيروح وقتها ويعدي، مينفعش ترجع تاني!

أجابها علي معترض على حديثها وليه توجعيه وتوجعي روحك بالبعد لما فيكم تكونوا مع بعض، إنتوا فعلا بتحبوا بعض وتستحقوا تعيشوا إحساس السعادة.

قاطعته بقوة وأعتراض حتي إحساس السعادة في حالتنا دي مرفوض لأنه هيتبني على أنقاض قلب كل ذنبة إنه حب وأخلص،
وأكملت بنبرة صوت ضعيف وحزين أرجوك يا علي، قول ل سليم فريدة بتقول لك وحياة حبك ليها لتنساني وتسيبني أكمل مع هشام في هدوء، وبلاش تتدخل تاني في حياتي،
وأكملت برجاء قوله إنه كدة بيوجع روحي ويحرقها وإني بجد ما أستاهلش منه كده!

ثم تنفست بتألم ونظرت إلى سليم بأسي ينم عن إحتراق روحها وتألمها الشديد وأستأذنت من علي
و تحركت بإتجاة فايز وزوجته وأستأذنت منهما.

وأتجهت من جديد إلى الباب الخارجي تاركة المكان بأكملة،
أستقلت سيارتها عائدة إلى منزلها بقلب محمل بالأثقال عكس ما كان يجب أن يكون علية، فكان من المفترض أن يكون اليوم هو أسعد أيامها، ولكن من أين تأتيها السعادة وهي حائرة ومكبلة ما بين سليم وهشام!

إنفطر داخلها ولم تستطع التمالك من حالها أكثر فأجهشت ببكاء مرير لقلب حزين لم يعد يستطيع التحمل بعد!

في مكان أخر من المدينه.

تجلس تلك العاشقة تستند بإحدي ساعديها فوق المنضدة، واضعة كف يدها فوق وجنتها، تنظر له بعيون هائمة تراقب كل كلمة تخرج من شفتاة بقلب عاشق وروح طائرة في سماء عشقه.

كان يخبرها عن كل ما حدث معه خلال فترة سفرها، وكأنه يحتاج من تلهيهه من غضبه وألمه من ما فعلته به فريدة أحلامه،
إنتهي من حديثه ومازالت هي على وضعيتها وهي تنظر له بعيونها المتلهفه للنظر لعيناه ولشفتاه ولكل إنش به.

إبتسم لها وأردف قائلا أيه يا بنتي، بتبصي لي كدة ليه؟

أجابته بعيون عاشقة وصوت هائم أقولك بصراحة، للحظة شفت قدامي هشام اللي كنت معاه قبل أربع سنين، وحشني كلامك ونبرة صوتك، وحشتني عيونك وإنت بتتكلم، وحشني سردك لتفاصيلك،
شفتك هشام بتاع زمان، هشام إللي كنت لما بغيب عنه يومين وبعدها نتقابل كان يجري عليا ويقعد يبص جوة عيوني ويبدأ في سرد تفاصيل يومه إللي قضاة بعيد عني!

إبتسم لها بمرارة وأردف قائلا بتوضيح يمكن الشكل فعلا شكلي، لكن لا أنا بقيت هشام بتاع زمان، ولا أنت فضلتي على حالك يا لبني،
ثم أبتسم بعيون ملئها العشق متذكرا معشوقة عيناه، نعم هي معشوقته ومعشوقة عيناه وقلبه، حتى ولو أغضبته ولم تستمع إليه إلا أنها مازالت ولا تزال معشوقته المفضلة التي أنسته ألام الماضي بقلبها البرئ.

أجابها بنبرة عاشقة كي يقطع عنها أي أمل ممكن أن يجعلها تبني أمالا وأوهاما داخلها هشام إللي قدامك قلبه بقا مليان بالغرام، قلبه بقا ملك لفريدة وبس يا لبني، أنا حبيتها أوي، حبيتها لدرجة إن قلبي مبقاش يدق غير علشانها!

نزلت كلماته عليها وكأنها سواط نزل على جسدها جلد كل إنش به بلا رحمة، وأردفت بنبرة حزينه أنا عارفه إنك بتحبها، وعارفه إنه مش بإيدك، لكن كمان مش بإيدي أبطل أحبك ولا أخرج حبك من قلبي، الحب قدر، وهو اللي بيختار قلوبنا مش هي إللي بتحتارة يا هشام، ياريت كان بأدينا نقدر نعشق ونقدر كمان بسهولة ننسا،
أكيد كنا هنبقا أحسن من كدة، لكن للأسف، لا بإيدك تبطل تحبها، ولا بإيدي أبطل أتنفس حبك!

نظر لها بتيهه وأردف متسائلا إنت لسه بتحبيني يا لبني، أقصد لسه بتحبيني بنفس درجة الحب بتاع زمان؟

هزت له رأسها نافيتا وأردفت قائلة بأسي وعيون شبه دامعة لا يا هسام، أنا مش بس بحبك زي زمان، أنا إتخطيط معاك درجة الحب و وصلت في حبك لدرجة عشق الهوس والجنون،
وأكملت بهيام مبقتش عاوزة ولا قادرة أتخيل نفسي مع راجل غيرك، أنا بقيت بتنفسك يا هشام!

شعر بإحساس متناقض غريب وصراع داخله، ما بين سعادته وشعورة بالفخر برجولتة لسماعه إعتراف لبني بعشقه، هو دون غيرة من الرجال، ومابين كرامته التي تأبي الخضوع لتلك المخادعة من جديد، وما بين رفضه لحديثها وشعورة بخيانته لفريدة التي لم تستحق منه مجرد شعوره بالسعادة من إعتراف غيرها بعشقه!

هل ستستسلم لبني بعد إعتراف هشام الصريح بعشقه الهائل لفريدة؟

أم أنها ستظل تحارب من أجل الوصول إلى مبتغاها وهو قلب هشام لا غيرة.

قضا الجميع ليلتهم
بقلوب حائرة تائهه وأرواح تملئها الجراح.

فريدة وسليم وهشام ولبني وحتى ريم التي حزنت لأجل حال شقيقها وما والته هي بأيديها إليه!

صباح اليوم التالي، يوم الجمعه!

تمللت فريدة فوق تختها تحاول أن تفتح عيناها بتثاقل لتصحو من غفوتها القصيرة التي كانت غير مريحة بالمرة، مدت يدها بجانبها لتلتقط هاتفها الموضوع فوق الكومود لتري به كم أصبح الوقت، وجدت الساعة قد تخطت العاشرة.

نهضت و إتجهت خارج الغرفه بإتجاة المرحاض، توضأت وصلت فريضة الضحي وتضرعت إلى الله لتدعوة أن يصلح شأنها ويوجهها للطريق المستقيم.

خرجت من جديد وجدت بهو المنزل خالي من الجميع، إستمعت لصوت والدتها وشقيقتها يخرج عليها من داخل المطبخ، إتجهت إليهما وأردفت قائلة بوخم وصوت متحشرج صباح الخير.

نظرت كلاهما إليها وردوا الصباح وأردفت والدتها بإبتسامة تعالي يا حبيبتي أقعدي علشان تفطري.

إتجهت إلى المنضدة الموضوعه بمنتصف المطبخ وسحبت مقعدا وجلست فوقه بتراخي وأردفت بإستفهام هو بابا فين؟

أجابتها والدتها بإيضاح راح مع عمك عزيز يزور واحد صاحبة في الشغل تعبان!

هزت فريدة رأسها بتفهم وتحركت نهله إليها وأردفت قائلة بتساؤل وهي تجلس بمقابلتها يلا بقا أحكي لي على كل إللي حصل في الحفلة، إمبارح قولتي لي إنك راجعة مرهقة ومش قادرة تحكي، أظن إنهاردة بقا ملكيش حجه!

أجابتها عايدة وهي تضع الطعام لصغيرتها يعني هيكون أيه اللي حصل فيها، أهي حفلة زي باقي الحفلات إللي كانت بتحضرها قبل كده.

أردفت نهلة قائلة بإعتراض لا طبعا يا ماما مش زي باقي الحفلات، أولا الحفلة فيها ناس مختلفه وأجانب من الشركة الجديدة، ثانيا بقا فريدة في الحفلة دي مضت عقد منصبها الجديد، يعني كانت محط الانظار كلها وملكة الليلة!

تنهدت عايدة بألم وأردفت متسائلة بأسي لعلمها الإجابه مسبقا وذلك من الحزن الظاهر على وجه إبنتها اللي أهم من ده كلة إن هشام يكون ربنا هداة وأتكلم معاكي ونهيتوا الزعل اللي ما بينكم.

صمتت ففهمت والدتها ألم إبنتها ونظرت إلى نهلة بحزن وصمتا.

فتحدثت فريدة بنبرة جادة ماما، المكافأة إللي أخدتها من الشركة الألمانية مش محتاجة فلوسها في حاجه، وكنت بفكر لو تقنعي بابا في إننا نغير فرش الشقه ونجدد ألوان الحيطان!

هللت نهلة قائلة بحماس ياريت يا فريدة، الشقة بجد محتاجه شوية تجديدات.

غمزت لها فريدة بعيناها وأردفت بمداعبة أيوة طبعا يا نانا، لازم حبة تجديدات علشان لو حد زارنا كدة ولا كدة الشقة تبقا فخامة وتشرف.

نظرت لها نهلة سريع بنظرات تحذيرية تحسها على إلتزام الصمت.

حين تنهدت عايدة بأسي وأجابت بصوت قلق أيوة يا بنات بس تفتكروا بابا هيوافق؟

ثم نظرت إلى فريدة وأكملت بنبرة حزينه ده أنت لو شفتي حالتة كانت عاملة إزاي لما أخدتي إخواتك ونزلتي تشتري ليهم لبس جديد!

تأفأفت نهلة وأردفت بتملل بصراحة يا ماما بابا مكبر الموضوع أوي، فيها أيه لما فريدة ربنا فرجها عليها و بقا معاها فلوس وحبت تفرحنا معاها؟

أجابتها عايدة بابا واخد الموضوع من ناحية إنه حاسس إنه قصر معاكم ومكانش الأب اللي عرف يسعد أولادة ويسد حاجتهم، مع إني إتكلمت معاه في الموضوع ده أكتر من مرة وفهمته إنه عمرة ما قصر معاكم في حاجه، بس تقولوا أيه بقا لدماغه اللي زي الحجر!

إستمعن لجرس الباب وقفت فريدة وأردفت بإبتسامة ده أكيد بابا، أنا هروح أفتح له!

تحركت إلى بهو الشقة وأخذت حجابها وضعته على شعرها بإهمال فهربت خصلة من شعرها لتزيدها جمالا وتجعل من هيئتها جذابة إلى حد كبيرا.

فتحت الباب ونظرت بإستغراب عندما وجدت أمامها سيدتان جميلتان ومنمقتان في هيئتهما ويبدوا عليهما الثراء.

نظرت أمال إليها وصدمت عندما رأت جمال عيناها الساحرة ووجها الذي ينم عن شخصية قويه، كانت ترتدي إحدي البيجامات البيتيه التي تجسد منحنيات جسدها بطريقة تجعله مثيرا ويشهي لكل من ينظر إليها.

بدأتا السيدتان بالنظر إليها بإشمئزاز وأردفت إحداهما بغرور وكبرياء وهي تشير إليها بسبابتها بإشمئزاز واضح إنت بقا إللي إسمك فريدة؟

إستغربت فريدة إلى طريقة هذه المتعجرفة التي لم تسني لها حتى معرفتها لكي تحادثها بتلك الطريقة المهينه فأردفت فريدة بإستنكار أيوة أنا فريدة، مين حضراتكم؟

أردفت أمال بكبرياء وهي تشير من جديد بسبابتها بوجه مكشعر ولكن هذه المرة تشير إلى داخل الشقة وأردفت قائله مش تقولي لنا إتفضلوا الأول وبعدين تسألينا.

أجابتها بقوة ومازالت تمسك بيدها الباب بحركة تعني عدم السماح بالدلوف مش لما أعرف الأول مين حضراتكم؟

تأفأفت أماني وأردفت قائلة بملل دي تبقا أمال هانم الشافعي، مامت الباشمهندس سليم الدمنهوري، أظن عارفاه كويس،
وأكملت بغرور وهي تشير على حالها بمنتهي الكبرياء وأنا أختها، أماني هانم الشافعي!

إبتلعت فريدة لعابها بتوتر من أثر تلك الزيارة الغريبة والغير متوقعة بالمرة.

تحركت من أمام الباب وأشارت لهما بالدخول وأردفت بإحترام أهلا وسهلا، إتفصلوا إدخلوا وأسفة لو ضايقتكم!

خطت أمال للداخل بخطوات بطيئة وهي تتناقل بصرها حولها يمينا ويسارا تتطلع إلى المكان بإشمئزاز.

وأردفت بكبرياء ووقاحة برغم جهدكم اللي باين في توضيب المكان وريحة النظافة اللي واضحة، إلا إني متأكدة إن شقة رقية اللي بتنظف لي الشقة أرقي وأحسن من كدة بكتير!

في تلك الحظة خرجتا عايدة ونهلة من المطبخ حينما إستمعتا لإصوات غريبه داخل منزلهما.

وأردفت عايدة بضيق عندما أستمعت لتلك التراهات التي خرجت من فم تلك المتعجرفة التي تقف وتنظر لكل ما حولها بإشمئزاز.

أردفت عايدة قائلة بنبرة حادة متسائلة إنت مين يا ست إنت؟
وشقة مين دي إللي شقة الست إللي بتنظف لك أحسن منها يا عنيا؟

نظرت أمال إليها بإشمئزاز ثم حولت بصرها لشقيقتها وإبتسمتا ساخرتان وأردفت أمال وهي تشير إلى فريدة إنت أكيد مامتها، صح؟

أجابتها عايدة بقوة وشموخ أيوة يا روحي، أنا مامت الباشمهندسه فريدة، ممكن بقا أعرف إنت مين وبأي حق داخلة بيتنا وبتكلمينا بالطريقة دي؟

أجابتها أماني بنبرة قوية دي تبقا أمال هانم الشافعي، مامت الباشمهندس سليم الدمنهوري اللي الهانم المحترمة إللي بتقولي عليها باشمهندسه دايرة تحوم حواليه ومشغلاه.

وأكملت بوقاحة فياريت بدل ما أنت واقفه تتفردي علينا كدة تربي بنتك وتعلميها متبصش لأسيادها وتخليها في خطيبها الكحيان، أهو على الأقل شبهها ومن مستواها، ولما تتجوزة مش هتحس بالنقص لا ليها ولا لأهلها،
وأكملت وهي تتناقل الإشارة بين عايدة وأمال قائلة بكبرياء وغرور موجهه حديثها إلى فريدة أظن إنت شايفة بعينك الفرق الشاسع بين أمال هانم الشافعي وبين.

وضحكت ساخرة وهي تنظر إلى عايدة نظرات تنم على الإستهجان والإشمئزاز.

هنا لم تتحمل فريدة إهانة والدتها بهذا الشكل المهين من تلك العقربة التي تبخ سمها بوجه البشر دون الإكتراس إلى مشاعرهم.

وقفت بكل شموخ ورأس مرفوعة وأردفت بنبرة حادة إعرفي حدودك كويس وياريت تراعي إنك موجودة في بيتنا، وللأسف ده الشئ الوحيد اللي هيمنعني إني أرد عليكي الرد المناسب إللي يليق بواحدة قليلة الذوق والأخلاق زيك،
وأحمدي ربنا إنك وقعتي في وسط ناس محترمين ومتربيين على إنهم يحترموا الضيف حتى لو كان هو مش محترم نفسه ولا محترم الناس إللي موجود في بيتهم، بس لحد كدة وكفاية أوي.

ثم نظرت إلى أمال وأردفت بنبرة حادة أنا بصراحة مستغربة إزاي جت لكم الجرأة تيجم لحد هنا وتتكلموا الكلام الفارغ دة برغم إنكم عارفين إني مخطوبة؟

إبتسمت أمال بطريقة ساخرة وأردفت و تفتكري إن ده سبب يمنعك في إنك تسعي وتحاولي تخطفي سليم علشان ينشلك من حالة العدم اللي إنت عيشاها إنت وأهلك دي؟

وأكملت بإطراء أنا منكرش إنك جميله وكمان ذكية، بس تفتكري ده كفاية علشان تنولي شرف لقب حرم سليم قاسم الدمنهوري؟

وأكملت بنبرة تهديدية فوقي لنفسك قبل متصحي على صدمة أكبر من صدمتك الأولي،
وأكملت بنبرة شامته فاكره، لما سابك ورماكي وسافر لألمانيا؟

صاحت نهلة بها وتحدثت بكبرياء وأهو راجع لها من تاني ندمان وعمال يلف حواليها ويترجاها إنها تسيب خطيبها ويتجوزها ويسفرها معاه ألمانيا، وهي اللي بتصدة ومش معبراه،
وأكملت نهلة بحده بدل ما أنت تاعبه نفسك وجاية لحد هنا تقولي الكلام الفارغ ده لفريدة، روحي قولي لإبنك اللي داير يتحايل عليها في كل مناسبه يحترم نفسه ويسيبها في حالها هي وخطيبها.

فتحت عايدة فاهها قائلة بعدم إستيعاب إبنك مين وسليم مين ده اللي بتتكلموا عنه؟

وتسائلت الست دي بتتكلم عن أيه يا فريدة، ومين ده اللي سابك وسافر؟

ضحكت أماني وأردفت قائلة بنبرة ساخرة يا حراااام، بنتك يا مدام شكلها إستغفلتك ومقالتلكيش على سليم إللي أداها قلم عمرها ورماها وسابها وسافر لألمانيا.

صرخت بهما فريدة وصاحت بنبرة غاضبة كفاية أوي لحد كدة وأتفضلوا من غير مطرود، وياريت تطمني على إبنك يا هانم، لإن ببساطة إبنك مكنش راجل معايا بالدرجة الكافيه إللي تخليني أفكر إني أسيب راجل بجد زي هشام، علشان أرجع لواحد عمرة ما كان راجل معايا،.

وأكملت بنبرة ساخرة وأطمني أوي حضرتك، حتى لو كان شيطاني بيوزني إني أحاول أصدق كلامه من جديد، فصدقيني بعد ما شفت حضراتكم أصبح مجرد التفكير في الموضوع مستحيل بالنسبة لي.

وأكملت وهي تشير إلى باب الخروج وياريت بقا تتفضلوا وكفاية أوي لحد كدة!

تحدثت أمال ياريت تبقي أد كلامك ده وتنفذية فعلا، ساعتها بس صدقيني هحترمك جدا وأبتدي أبص لك نظرة تانيه!

قاطعتها فريدة بحده وأنا مستغنية عن إحترام سيادتك الجليل وكل اللي محتجاه منكم إنكم تنسوني خالص وتخرجوني من تفكيركم.

وتحركت إلى الباب وفتحته بقوة ولكن إرتعبت حين وجدت والدها بوجهها.

دلف والدها ونظر إلى السيدتان وأردف بإحترام هو أحنا عندنا ضيوف؟

أجابته عايدة بقوة وهي تنظر إلى أمال بنظرة تحذيرية دول غلطانين في العنوان وكانوا خارجين حالا!

نظرت لها أمال بتفهم وأردفت أحنا أسفين للإزعاج يا مدام.

ونظرت إلى شقيقتها وأردفت بهدوء يلا بينا يا أماني.

أمائت لها أماني بطاعه وخرجا معا وأغلقت فريدة خلفهما الباب بهدوء،
ثم نظرت إلى والدتها بعيون متألمة ودلفت إلى غرفتها، تبعتها نهلة وأغلقت الباب خلفهما.

فتسائل فؤاد بناتك مالهم يا عايدة، ومين الناس دول؟

سحبت بصرها عنه ومالت على طبق الفاكهه الموضوع فوق المنضدة الصغيرة وأخذت ثمرة موز وبدأت بتقشيرها وتناولها لإلهائة.

وأردفت بلامبالاة مصطنعة أنا عارفة يا فؤاد، إحنا كنا قاعدين في أمان الله ولقينا دول بيخبطوا وبيسألوا عن واحدة،
وأكملت بإلهاء ده أنا حتى مش فاكرة قالوا إسمها أية، شكلهم كدة تايهين وغلطانين في العنوان.

نظر لها وتسائل بشك طب ولما هما غلطانين في العنوان مدخلاهم الشقة ليه يا أم البنات؟

تنهدت وأردفت بضيق طلبوا كباية ماية يشربوا، جري أيه يا فؤاد، هو تحقيق ولا أيه؟

وأكملت وهي تتحرك لداخل غرفة نومهما تعالي غير هدومك على ما أجهزلك الحمام علشان تجهز قبل الشيخ ما يبدأ في خطبة الجمعة وتفوتك!

نظرت نهلة إلى فريدة التي وما إن دلفت لداخل الغرفة حتى هبطت دموعها بغزارة وكأنها كانت مكبلة وفك الأن وثاقها.

أسرعت إليها وشددت من إحتضانها وحاولت تهدأتها قائلة إهدي يا فريدة ومتخليش كلام ستات تافهه وفاضية زي دول يأثر فيكي بالشكل ده، وعلى فكرة بقا وجودهم هنا إنهاردة أكبر دليل على رعبهم وخوفهم منك، وده طبعا مش من فراغ، أكيد مجوش غير لما حسوا بتمسك سليم بيكي وإصرارة على حبك!

جرجت من بين أحضان شقيقتها وصاحت كمن لدغها عقرب متجبليش سيرة البني ادم ده تاني، مش عاوزة أسمع أسمه ولا حتى طايقة أشوفة قدامي،
وأكملت بإنهيار أي إهانة حصلت لي في حياتي كلها كانت بسببة وبسبب وجودة في حياتي!

أردفت نهلة وهي تمسك كف يدها بحنان قائلة خلاص يا حبيبتي إهدي ومتعمليش في نفسك كدة.

ترجتها فريدة بدموع من فضلك يا نهلة عاوزة أبقا لوحدي شوية!

هزت رأسها بإيجاب وتفهم وخرجت من الغرفة وأغلقت بابها عليها وبخروجها إنفجرت فريدة وأخذت تبكي بشدة وضلت هكذا مدة حتى أستكانت وهدأت وشعرت ببعض الراحة.

أمسكت هاتفها ونظرت بإسمه، لم تعي لما جاء بخاطرها في ذلك الوقت بالتحديد، شعرت بالإحتياج إليه وإلي التحدث معه، كل ما شعرت به في هذا التوقيت أنها تحتاج إلى التقرب منه أكثر، فحقا كان قد إبتعدا كثيرا في الأونة الأخيرة ولكنها لن تسمح لذلك السليم بأن يبعدها عنه أكثر،
فكفا بأنه دمر لها حياتها السابقة، لن تعطي له الفرصه من جديد ليفسد عليها حياتها القادمة مع هشام.

لابد أن تستقوي بنفسها على حالها وتبدأ برفع راية العصيان على ذلك القلب العنيد الفاقد الوعي بكل ما يحدث من حوله، وكل ما يهمه ويشغل دقاته هو عشق سليم وفقط لا غير، ولا يبالي بأي كان.

وبلحظة حسمت أمرها و ضغطت زر الإتصال وأنتظرت الرد.

كان يجلس وسط عائلته داخل حديقة منزلهم يحتسون الشاي وسط أجواء يوم الجمعة المبهجه وضحكات أشقائة وأصوات أطفالهم وهم يلهون من حولهم لتضيف بهجه وسعادة للمكان،
وبالداخل توجد نساء العائلة ووالدة دعاء التي أنجبت طفلها الثالث منذ يومان، يجلسن بجانبها ليطمئنوا عليها.

إستمع لصوت هاتفه معلنا عن وصول مكالمه نظر بشاشة الهاتف بإهمال وفجأة أجحظت عيناه وتراقص داخلة وأنتفض قلبه فرحا عندما شاهد نقش إسمها.

نظر إليه حازم وأردف وهو يوشي له بجانب أذنه ويهمس يلا أجمد شويه مش كدة، البت كده هي اللي هتمسك الدفه وتسوق يا إتش.

إبتسم لأخيه بسعادة لم يستطع مداراتها وأردف بعيون هائمة متقلقش على إتش يا حزوم، أخوك مسيطر وماسك اللجام كويس.

ضحك حازم برجولة وأردف بفخر راجل يا إتش، تربية حسن نور الدين بجد.

وقف سريعا ولكن كان الإتصال قد إنتهي فبادر هو وأتصل من جديد وهو يتحرك إلى داخل غرفتة التي أوصد بابها خلفه وجلس فوق تخته،
كانت تتقوقع فوق تختها تبكي بشدة على عدم تفهم هشام لحالتها وعدم الإجابة على إتصالها، حتى أستمعت لرنين الهاتف.

فأمسكت الهاتف بلهفة وأردفت بدموع وتساؤل إنت فين يا هشام وليه سايبني لوحدي؟

إنفطر قلبه حين أستمع لصوتها الباكي وأردف سريعا بنبرة قلقة متناسيا غضبه منها فريدة، مالك يا قلبي بتعيطي ليه؟

أجابته بشهقات متقطعه لم تستطع السيطرة عليها أنا أسفه يا هشام والله ما كان قصدي أزعلك، أنا بس كان صعبان عليا منك وكان نفسي تفرح لي وتقف معايا، كنت محتاجة لك تكون واقف جنبي وانا بحقق أحلامي مش أكتر والله.

أجابها بصوت حنون أنا إللي أسف إني كنت أناني ومفكرتش غير في غيرتي العميا عليك، بس أنا كمان كان صعبان عليا منك لما حسيت إن زعلي مش فارق معاكي، ولا أنا نفسي كنت فارق معاكي يا فريدة.

أجابته بدموع متقولش كدة يا هشام، إنت غالي، وغالي أوي كمان،
وأكملت بدموع وترجي أنا محتاجة لك أوي يا هشام، أرجوك متبعدش عني وتسيبني لوحدي!

أردف هو قائلا بذهول يا حبيبتي، للدرجة دي فرق معاكي بعادي عنك اليومين اللي عدوا يا فريدة؟

وأكمل بحماس خلاص يا حبيبتي، إنسي كل إللي حصل وأعتبرية كأنه محصلش،
وأكمل بصوت عاشق أنا بحبك أوي يا فريدة، بحبك ومقدرش أبعد عنك أبدا.

أردفت وهي تجفف دموعها بصوت مترجي هشام هو أنا ممكن أطلب منك طلب؟

أجابها بلهفة أؤمريني يا فريدة.

تنهدت وأردفت بإنتشاء أنا عاوزة أخرج معاك إنهاردة، نفسي نخرج في مكان فيه ماية وخضرا وهوا نضيف، نفسي أتنفس، حاسه إني مخنوقه أوي يا هشام!

إنتفض داخله بسعادة وأردف بدعابة لو أعرف إن بعدي عنك هيغيرك لدرجة إنك تطلبي مني إننا نخرج مع بعض، كنت بعدت من زمان، على الأقل كنت عرفت إني غالي أوي كدة عندك!

إبتسمت لسعادتة وأردفت بصوت حنون إنت تستاهل كل حاجه حلوة يا هشام.

أجابها بهيام يبقا أنا فعلا أستاهلك يا فريدة، لأن مفيش أحلا منك، ولا أسعد مني بوجودي معاكي!

وأكمل بتفكر أيه رأيك أتصل دالوقت حالا وأحجزلك يخت في النيل لمدة 3 ساعات وأخليهم يجهزوا لنا غدا، بيتهيء لي النيل هو المكان إللي إنت فعلا محتاجه له!

أجابته بعيون دامعه وصوت حنون ربنا يخليك ليا يا هشام، هو ده فعلا المكان إللي أنا محتاجة أروحه معاك!

أردف هشام قائلا بحماس خلاص يا قلبي، أنا هقفل دالوقت علشان صلاة الجمعة وإن شاء الله هعدي عليكي بعد أذان العصر،
وتسائل هتيجي معايا بعربيتك؟

أردفت سريعا قائلة بنفي لا يا هشام، أنا حابة أروح معاك بعربيتك، محتاجة لك تكون جنبي!

إبتسم بسعادة وأردف قائلا بصوت مغروم أنا بحبك أوي يا فريدة، خليكي فاكرة كدة كويس أوي!

إستمعت لطرقات خفيفة فوق الباب فسمحت للطارق بالدخول و أنهت المكالمة مع هشام!

دلفت ووالدتها تنظر لها بملامح جادة وتسائلت بنبرة حادة بتكلمي مين؟

نظرت لها بأسي لهدم الثقة بينهما وأردفت ده هشام يا ماما!

تسائلت عايدة وهي مازالت واقفة متصلبة الجسد إنتي إللي كلمتيه ولا هو إللي كلمك؟

أجابتها بهدوء أنا اللي كلمته يا ماما، وهو أعتذرلي وطلب مني ننسي كل اللي حصل، وكمان عازمني على الغدا إنهاردة، ياريت تبلغي بابا إني خارجه معاه بعد أذان العصر!

أمائت برأسها بإيجاب ثم تحركت وسحبت مقعدا وجلست فوقة بجسد مشدود وتسائلت الست إللي كانت هنا دي مامت الباشمهندس سليم إللي جابك المستشفي بعربيته وقت ما كان بابا تعبان، صح يا فريدة؟

هزت رأسها بإيماء وصمت تام أصابها،
فأكملت والدتها بذهول ياااااه يا فريدة، تصدقي إني كنت فاكرة إني عارفه بناتي كويس ومصحباهم، بس طلعت مغفله بالظبط زي خالة البية المحترم ما قالت عليا!

لم تقوي فريدة على رفع عيناها في وجه والدتها وأكملت عايدة بتساؤل حاد عرفتية أمتي وإزاي؟

تطلعت لوجة والدتها وأردفت بهدوء كان المعيد بتاعي في أخر سنه في الكليه!

شهقت والدتها ونظرت لها وأردفت بعتاب علشان كده مجبتيش تقدير في السنة دي وضيعتي حلمك وحلم أبوكي اللي عاش عمره كله يحلم بيه.

وأكملت أمرة أتفضلي ياأستاذة أحكي لي الموضوع كله من أولة لأخرة!

أخذت فريدة نفسا طويلا وأخرجته وبدأت بقص الرواية لوالدتها إلا من بعض التفاصيل الخاصة جدا التي ستزعج والدتها.

وبعد مدة تنهدت عايدة بألم لأجل حال إبنتها ونصحتها بالإبتعاد عن ذلك السليم نهائيا والتمسك بخطيبها فهو يشبهها وأيضا يعشقها وهذا يظهر للعلن!

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

وصلت أمال وأماني إلى منزل قاسم الدمنهوري وجلستا معا وتحدثت أمال بنبرة قلقه أنا قلقانة أوي للبنت تتصل بسليم وتقول له على إللي حصل
زفرت أماني بضيق وأردفت بتعقل وأيه المشكله لو حصل وقالت له، هيزعل له يومين وياخد موقف وبعدها يرجع يصفي لك من جديد زي عادته، مش أحسن ماكنا نقعد نتفرج لحد متلعب علية وتشوفي خيبة أملك في إبنك وهو مدخل عليكي بنت الحواري دي وفارضها عليكي زوجة إبن.

وأكملت بوجه مشمئز تقدي تقولي لي وقتها كنتي هتعملي أيه وتقدميها للناس هي وأهلها إزاي؟
تنهدت أمال براحة وأردفت بتأكيد عندك حق يا أماني، كدة أحسن، وعلى رأيك لو عرف هينسي ويسامحني زي كل مرة، سليم طيب ومحترم ومبيحبش يزعلني، وأكيد مش هيخسرني علشان واحدة زي دي.

أردفت أماني بحماس المهم دالوقت إننا إتأكدنا إن البنت مش هتسمح لسليم يقرب منها تاني بعد اللي عملناه فيها قدام مامتها، وكدة قفلنا الموضوع وصعبناه عليها خالص
وأكملت بتعقل المفروض بقا تحاولي تضغطي على سليم إنت وقاسم علشان يخطب قبل ميسافر، لازم سليم يخطب يا أمال علشان ينشغل بخطيبته وينسي البنت دي خالص!

أجابتها أمال ده إللي بحاول أعمله فعلا يا أماني!
في ذلك التوقيت إستمعا لصوت جرس الباب فتحت العاملة ودلف سليم ووالده حيث كانا يؤديان صلاة الجمعة داخل المسجد المتواجد في تلك المنطقة الراقية التي يقطنون بها.

ألقيا عليهما السلام وردوه
ثم إقترب سليم من خالته ومال عليها مقبلا وجنتيها بحنان وأردف قائلا بإحترام إزيك يا حبيبتي، عاملة أيه وعمو عاطف ورامي أخبارهم أيه؟

أجابته بحب بخير يا حبيبي الحمدلله، طمني عنك إنت؟
وأردفت وهي تغمز له بعينيها مفيش خبر سعيد كدة يفرحنا قريب؟

أجابها وهو يقبل جبين والدته بإحترام وأكمل إن شاء الله قريب جدا يا خالتو
أردف قاسم وهو ينظر إلى أماني الكلمة دي ليا سنين بسمعها، لما خلاص حاسس إنها بقت حلم بعيد المدي.

تحدثت أماني بإستماته لا، بعيد المدي أيه، إحنا عاوزين نفرح بالباشمهندس قبل ميرجع لألمانيا
وأكملت بتفاخر ليك عندي حتة عروسه، لما تشوفها هتقضي باقي عمرك كله تشكرني إني كنت السبب في جوازك منها.

سألتها أمال بكبرياء بنت مين دي يا أماني؟
كادت أن تتحدث ولكن قاطعها سليم منهيا الحديث يا حبيبتي أنا مش حابب أتعبكم معايا، على العموم قريب جدا هفرحكم زي ما أنتوا عاوزين.

تحدثت أمال بتخابث وعد يا سليم؟
أجابها بثقه وعد إن شاء الله يا أمي!

تحدث قاسم لإنهاء تلك المحادثه التي دائما ما تنتهي بالخلافات الحادة متتصلي بعاطف ورامي ييجوا وتقضوا اليوم معانا هنا يا أماني
أجابته متشكرة يا قاسم، بس الحقيقه مش هينفع خالص لإن عاطف عازمنا على العشا برة.

داخل النيل الساحر وبالتحديد فوق يخت صغير،
كانت تقف بجانبة يستندان على سور اليخت ويتطلعان بسحر إلى مياة النيل الساحرة وأمواجه العاليه المرتفعه للأعلي، وذلك من تأثير مداعبة هواء شهر أكتوبر لأمواجه، حيث كان الهواء يرتطم بالمياه بعنف ويرتفعان سويا ويتناثران في مظهر رائع يشد البصر والبصيرة.

أغمضت عيناها ورفعت وجهها للأعلي، وأخذت نفس عميق وأخرجته بهدوء، وكررت تلك العملية عدة مرات حتى حصلت على بعض الإستجمام، ثم أبتسمت بهدوء وهي مازالت مغمضة العينان!
كان كل هذا يحدث تحت أعين ذلك العاشق الذي ينظر عليها بعيون هائمة في سحر وجهها ومظهرها البديع.

أفتحت عيناها بهدوء وحولت بصرها إليه براحه وجدته ينظر إليها بعيون تشع سعادة وعلى ثغرة إبتسامة خفيفه
إبتسمت له خجلا وأردفت بنبرة صوت رقيقة بتبص لي كدة ليه؟

إبتسم لها وأردف قائلا بسعادة مبسوط وأنا شايفك مستجمه وأد أيه سعيدة
إنفرجت أساريرها وأجابته بإبتسامة سعيدة تعرف يا هشام، النيل ده ساحر، ليه تأثير السحر في إنه يغير مودي في لحظات!

نظر لها وتسائل بإهتمام بقيتي أحسن؟
أجابته بإبتسامة الحمدلله يا هشام، بقيت أحسن كتير.

أتي إليهم العامل وأردف بإحترام الأكل جاهز يا أفندم
أجابه هشام بوجة بشوش تمام، متشكر جدا
ونظر إلى فريدة وأشار لها بالتقدم وبالفعل تحركا إلى منتصف اليخت حيث المنضدة الموضوع عليها الطعام بعناية.

تقدم هشام وسحب لها المقعد نظرت له بإبتسامة وجلست وأردفت ميرسي!
إبتسم لها وتحرك وجلس بمقابلها وبدأ بتناول طعامهما المحبب الذي إختارة هشام بعناية من إحدي المحلات المشهورة.

نظرت له وهي تمضغ قطعة الأستيك الغارقة في صوص الدمجلاس المحبب لديها وأبتلعتها ثم أردفت بإعجاب الأستيك تحفة يا هشام، هما عاملينه هنا؟

أجابها وهو ينظر إليها بسعادة بألف هنا يا حبيبي، لا يا قلبي هنا مبيعملوش أكل، هما بس بيتعاملوا مع مطاعم معينه وبيطلبوا منهم اللي الزبون بيطلبه، وأنا إللي أختارت لك المنيو علشان عارفك بتحبي الأستيك وورق العنب.

إبتسمت له وأردفت بإمتنان متشكرة يا هشام، بجد متشكرة على كل حاجه عملتها علشاني إنهاردة!

أردف بدعابة إنت تؤمري يا قلبي، أول متحسي إنك متضايقة إديني رنة وأنا أظبط لك مودك في دقايق،
وأكمل بوقاحة وجرأة بس بعد الجواز بقا مش هنحتاج نخرج لو المود أتغير، هنظبطة بعون الله من غير منخرج من أوضتنا.

سعلت من شدة خجلها وتوقف الطعام داخل حلقها مما أستدعي هشام الإسراع في إعطائها لكوب الماء الموضوع أمامها وتناولت هي القليل منه حتى هدأت، تحت ضحكات هشام الساخرة من هيئتها التي أصبحت عليها من مجرد بضعة كلمات.

وأردف خلاص خلاص إهدي يا فيري، كل ده من كلمتين، أومال يوم الدخلة هتعملي فيا أيه، ولا.

أسكتته بحديثها التحذيري هشاااام، لو مبطلتش كلامك ده هخلي القبطان يلف ويرجعنا تاني للمرسا.

ضحك برجولة وأردف بمداعبه إنت تؤمر يا مالك القلب، الصبر يا إتش، هانت، كلها أربع شهور وتنوري لي حياتي، وساعتها هنقول أحلا كلام وبدون رقابه.

إبتسمت له بقلب مهموم من مجرد ذكره لموعد زفافهما
وأكملت طعامها ثم أردفت لتغيير مجري الحديث دعاء والبيبي عاملين أيه؟

علم أنها تريد تغيير الحديث فتفهم ذلك جيدا وأجابها كويسين الحمدلله، تعرفي إن هادي سمي البيبي هشام؟

إبتسمت بسعادة لسعادته قائلة ماما سميحة قالت لي لما كلمتها من يومين علشان أطمن عليهم.

نظر لها وأردف بتأكيد إنت جاية السبوع طبعا!

أجابته بتأكيد إن شاء الله يا هشام، هاجي علشان دعاء
وأكملت بدعابه وكمان علشان أشوف الأستاذ هشام الصغير.

أجابها بسعادة وتمني عقبالنا يا فريدة.

إبتسمت خجلا وأحالت بصرها عنه، وإبتسم هو لخجلها الذي يعشقه.

ثم أردف قائلا بجديه إن شاء الله هنعدي على أي جواهرجي وإحنا مروحين علشان ننقي الهدية بتاعة البيبي مع بعض.

ردت عليه بتأكيد بس بشرط، أنا اللي هحاسب على الهدية بتاعتي، وأرجوك متنشفش دماغك وتحجرها زي كل مرة!

نظر لها وتحدث بدعابة لا أصحي لي كدة وفوقي، هديتك أيه وهديتي أية، إنت عيزاهم يطمعوا فينا كدة من أولها، هي هدية واحدة بإسمنا إحنا الإتنين وإنت اللي هتقدميها، إحنا داخلين على جواز ومحتاجين مصاريف كتير يا ماما.

إبتسمت له وأكملا تناول طعامهما مع حديثهما الشيق معا.

أخر الليل كان يجلس فوق تخته ساندا برأسه بإهمال مغمض العينان، يتنفس بغضب ويحادث حاله
وماذا بعد فريدة؟

ألن تكتفي من العناد والغباء بعد، ألم يكفيك بعد ماتذوقناه من الألام والحرمان، ماذا تظنين نفسك فاعله أيتها الغبية؟

وأكمل بغل، أبكل جرأة ووقاحه تطلبين وده وقربه؟

ماذا دهاك يا فتاة، وإلي أين تظنين حالك ذاهبة؟

وأكمل بحنان، لو أنك تيقنتي أنك ملكيتي الخاصة لأرحتي حالك وأرحتني من ذلك العناء!

هل صور لك غبائك أنني سأتركك ترحلين لأحضان رجل غيري؟
إذا فحينها قد تثبتين لي أنه ليس لديك عقل من الأساس.

وأكمل بقلب يشتعل نارا، أنت لي بكل ما لديك فريدتي، قلبك، عقلك، روحك، وحتى جسدك لم يمتلكه غيري من البشر، وإن حكمت سأقتلك قبل أن يمتلكك غيري من الرجال،
نعم فريدة سأقتلك قبل أن أنهي حياتي معك،
فليس من العدل تحيي أنت وأزول أنا.

وأكمل بعشق، سأمتلكك فريدتي وقريبا جدا ستغفي داخل أحضاني الدافئة،
وهذا وعدي لكي غاليتي، فترقبيه في القريب العاجل،
ترقبي اللقاء بعد الفراق
الوصل بعد الهجران
السلام بعد الحرب
التسلم والتراخي بعد العصيان
نعم غاليتي ستوهبيني جسدك بكامل الرضا مثلما وهبتيني روحك وقلبك وكيانك
ستوهبيني أياه لنتنعم معا ولنلتقي في دروب العشق ولنقم بجولاتنا الممتعه سويا
أنتظرك حبيبتي حين تفوقين من غفلتك تلك.

سأنتظرك تأتين إلى وتعلنين عن رفع راية الإستسلام بعد العصيان الذي أدمي قلوبنا.

سأنتظرك حبيبتي بقلب صبور هادئ، حتى ثورة اللقاء.

داخل منزل فريدة مساء.

كان الجميع يجلسون بصحبة عائلة عامر التي أتت لخطبة نهلة لولدهم عبدالله، وأيضا هشام الذي دعته فريدة إلى جلسة الإتفاق.

حيث بدأت بتقريبه إليها حتى تحتمي به من تفكيرها الدائم بسليم.

تحدث الأستاذ عامر بإحترام طبعا يا فؤاد إحنا جيران وأخوات وأصحاب من زمان، وإنت عارفنا وعارف عبداللة كويس، وعلشان كده أنا يشرفني إني أطلب إيد نهلة لعبداللة إبني.

وأحنا تحت أمركم في أي طلبات تطلبوها!

إبتسم فؤاد وأردف قائلا طلبات أيه بس يا عامر إللي بتتكلم عنها، ده أنا أجهز بنتي وأجيبها لحد باب بيتك علشان خاطرك وخاطر عبدالله إللي يشرف أي بيت يدخلة!

أجابه عبدالله بإحترام ربنا يبارك في حضرتك يا عمي، وأوعدك إني إن شاء الله هحافظ على نهلة وأشيلها جوة عنيا!

إبتسمت فريدة وأمسكت كف شقيقتها التي نظرت إليها بحنان وأبتسمت بعيون سعيدة.

وأردف عامر قائلا ده من أصلك يا فؤاد، نتكلم بقا في تفاصيل الشبكة والمهر!

أجابه فؤاد بإبتسامة وتأكيد ما أنا قولت لك يا عامر مليش طلبات، الشبكة دي هدية عبداللة لنهلة وأي حاجه منه أكيد هتفرحها وتسعدها، أما بقا الشقه وفرشها هما إللي هيعيشوا فيها، وإللي يريحهم فيها يعملوة.

نظر هشام إلى فؤاد وأردف قائلا بإحترام ماشاء الله على بساطة حضرتك ومرونة تفكيرك يا عمي، لو كل أب فكر بطريقة حضرتك صدقني مش هيبقا فيه أزمة جواز في البلد أبدا!

إبتسم له فؤاد وأردف قائلا بتقدير يا أبني أنا لما وافقت عليكم لبناتي، وافقت وأنا متأكد إني هسلمهم لأولاد أصول ورجالة متربيين على طبلية أبوهم، إنت وعبدالله رجالة بجد ويعتمد عليكم، وكفاية إني هكون مطمن على بناتي وهما في بيوتكم،
وأكمل بتساؤل تفتكر يا هشام بعد كل ده، ممكن يكون فيه حاجة تستاهل إننا نتكلم فيها ولا نختلف عليها؟

أجابه هشام وعبدالله معا ربنا يكرم أصل حضرتك يا عمي!

تحدثت إعتماد وهي تنظر إلى نهلة بإبتسامة نهلة ست البنات وتستاهل أحلا حاجة في الدنيا كلها، وعبدالله هيجيب لها شبكة تليق بأدبها وتربيتها إللي تشرف!

ردت عليها عايدة بوجة سعيد ربنا يجبر بخاطرك يا أم عبداللة.

وضلوا يتسامرون ويتبادلون الأحاديث الممتعة لهم جميعا!

وبعد ذهاب الجميع كانت نهلة تجلس فوق تختها بسعادة مذهله،
أما فريدة كانت تقبع فوق سجادة الصلاة تقيم صلاة قيام الليل وتتضرع إلى الله داعيه بإصلاح أحوال جميع أحبائها.

أما داخل منزل كمال وبالتحديد داخل غرفة لبني.

كانت تجلس حزينة بجانب شقيقها الذي دلف إليها ليطمئن عليها بعدما رفضت خروجها من غرفتها لتناول عشائها.

تحدث ماجد متأثرا من حالة شقيقته أنا مش فاهم إنتي بتعملي في نفسك كدة ليه؟

إنسي هشام وحاولي تكملي حياتك مع حد تاني يا لبني، هشام بيعشق خطيبتة مش بس بيحبها، وده أنا شفته بنفسي اليوم اللي رحت له فيه الشغل علشان أقابلة، أخدني وعرفني عليها، وساعتها شفت في عيونه حب ولهفة عمري مشفته عليها قبل كدة!

وأكمل بتذكير وبعدين إنت إللي سبتيه زمان بمزاجك ومحدش أجبرك، كان فيكي تحكي له الحقيقه، راجعة تاني تبكي على اللبن المسكوب ليه؟

تمللت بجلستها وأكشعرت ملامح وجهها وأردفت قائلة بنبرة معاتبة إنت جاي تحاسبني وتلوم عليا يا ماجد؟

وأكملت بنبرة حزينة مستسلمة علي العموم وفر كلامك لأني فعلا خلاص، نويت أكمل حياتي بس لوحدي، من غير أي حد يا ماجد، لأني بجد مش هقدر أعيش وأكمل حياتي مع حد غير هشام!

نظر ماجد إلى شقيقته بحزن وكاد أن يتحدث، أسكته رنين هاتف شقيقته التي إرتبكت حين نظرت بشاشته ونظرت سريعا إلى شقيقها وأردفت ماجد من فضلك سيبني لوحدي علشان أكلم صاحبتي.

خرج ماجد وضغطت هي زر الإجابة على الفور وأردفت قائلة بإقتضاب أفندم!

رد المتصل المجهول الهوية بتساؤل فيه أيه، بتكلميني كدة ليه؟

أجابتها بنبرة ثائرة ولا تكلميني ولا أكلمك، أنا الحق عليا إللي صدقتك ومشيت ورا كلامك وأقتنعت إن هشام هيسيب خطيبته ويرجع لي من جديد، بس يظهر إني كنت مغفلة!

ضحك المتصل وأردفت بنبرة ساخرة مكنتش أعرف إنك شخصية إنهزامية وضعيفة أوي كدة، أيه، تعبتي وسلمتي كدة من أول جولة؟

صاحت به لبني وأردفت بنبرة غاضبة طبعا ما أنت مش خسرانة حاجه، أنا إللي حسيت بمنتهي الإهانة اليومين إللي فاتوا في كل مرة إتصلت علية وكنسل عليا ورفص المكالمة، أنا إللي كرامتي أتبعترت في الارض مش إنت!

أجابها المتصل بقوة في قانون الحب مفيش حاجة إسمها كرامة، فيه حاجة إسمها أحارب بكل السبل والطرق علشان أوصل لقلب حبيبي وأرجعة لحضني من تاني.

وأكمل بنبرة حادة شبه أمرة فوقي لي كدة علشان الموضوع دخل في الجد، هشام لو مش حاسس إن قلبه إبتدي يلين ويحن لك من تاني مكنش هرب من مكالماتك، هشام خايف يسمع صوتك لينهار ويسلم يا لبني!

إنفرجت أساريرها ودلف شعاع الأمل إلى قلبها من جديد وأردفت قائلة بنبرة متلهفة تفتكري يكون ده تفكير هشام فعلا، يعني ممكن فعلا يكون هشام إبتدي يرجع في حبي زي زمان؟

أجابها المتصل المجهول على عجل ده أكيد، هشام غضبان منك بسبب كرامته اللي فرمتيها تحت جزمتك زمان، علشان كده قافل على قلبه بميت مفتاح وواهم نفسه وبيحاول يوهم كل اللي حواليه بعشقه لفريدة، هشام كذب الكذبه وصدقها يا لبني.

وأكمل بإصرار وإحنا بقا لازم نفوقه ونرجعه لصوابه!

وأكمل بعملية خلينا في المهم، هشام رجع زي الأول مع فريدة وبدأ يرتاح من جديد، هو حاليا متطمن وضامن حب فريدة ليه وحاسس معاها بإستقرار، وهنا يبدأ دورك بمحاصرتة وبإحياء مشاعرة ورجوعها ليكي من جديد، خلية يحس إنه شهريار زمانة اللي الستات كلها هتموت علية،
ومن هنا هيبدأ غرورة يصورله ونفسة تحدثة إنه ليه لاء، ليه ميرجعش يعيش إحساس الحب إللي كان معاكي من جديد، وفي نفس الوقت هو مع فريدة وهيتجوزها!

ردت لبني بإعتراض بس هشام مش من النوع ده من الرجالة؟

أجابها المتصل المجهول بقوة وثقه صدقيني كل الرجالة كدة، الواحد منهم أول ميشوف نظرة الرغبه ليه في عيون الأنثي بيتغر وينساق ورا رغبتة الرجوليه ويرضي غرورة، ويحاول يثبت لنفسه إنه الدكر الوحيد اللي ملوش مثيل في الكون ده كلة!

تخيلي بقا لو النظرة دي كانت من أول حب في حياته، بل والوحيد، وده اللي هشام بيحاول ينكرة.

أردفت لبني بنبرة متحمسه وأنسياق تام تمام، قولي لي أيه المطلوب مني وانا هنفذة بالحرف الواحد!

داخل منزل حسن نور الدين.

كانت تصعد لسلم الطابق الرابع وجدت رانيا تفترش درجات السلم وتتحدث في هاتفها، أغلقت سريع حين وجدت سميحة بوجهها.

نظرت لها سميحة بريبة وأردفت متسائلة رانيا، أيه يا بنتي اللي مقعدك هنا، وبتكلمي مين في الوقت المتأخر ده؟

إرتبكت وأردفت قائلة كنت عاوزة أكلم ماما والشبكة ضعيفه تحت فقولت أطلع أكلمها هنا، منه الشبكة قوية ومنه كمان أكون بعيدة عن الدوشه إللي تحت دي كلها.

وأكملت بضيق بصراحة يا طنط أهل دعاء مزودينها أوي، كل يوم مامتها وأخواتها وولادهم هنا، لدرجة إني بقيت حاسه إننا قاعدين في شارع مش في بيت!

أجابتها سميحة وهي تضع مفتاح داخل باب الشقة الخالية وتدلف للداخل مش أهلها يا بنتي وبييجوا يطمنوا عليها.

أجابتها رانيا وهي تدلف خلفها داخل الشقة وتتطلع حولها بإستطلاع وفضول أنا مقولتش ميجوش يا طنط، بس يعني مش كل يوم ييجوا من بعد أذان الظهر وميمشوش غير أخر الليل، المفروض يراعوا إن البيت فيه ناس ومحتاجه ترتاح.

تنهدت سميحة وصمتت لصحة حديث رانيا.

فأردفت رانيا قائلة بتساؤل ساكته ليه يا طنط؟

تحدثت سميحة بهدوء هتكلم أقول أية بس يا رانيا، أدينا متحملين لحد السبوع ميعدي ودعاء تبقا أحسن، وأكيد بعد كدة مامتها بس هي اللي هتيجي تطمن عليها!

وأكملت تعالي شيلي معايا طقم الصيني ده ننزله علشان نستخدمة يوم السبوع.

أردفت رانيا قائلة بنبرة متسائلة هي فريدة جاية مع أهلها تحضر السبوع يا طنط؟

اجابتها بتأكيد إن شاء الله جاية.

أردفت بنبرة لئيمة مظنش إنها هتتنازل وتوافق تيجي عندنا هنا.

زفرت سميحة بضيق وأغمضت عيناها بإستسلام وأردفت قائلة أنا مش فاهمه إنت حاطة فريدة في دماغك ليه يا رانيا، ياريت تشيليها هي وهشام من دماغك وتعالي ننزل الحجات دي علشان نغسلها ونجهزها ليوم السبوع.

إغتاظت من دفاع والدة زوجها المستديم لتلك التي تدعي فريدة وحملت معها الاشياء وقامت بتنزيلها
للطابق الأرضي.

ثم صعدت من جديد ودلفت لداخل مسكنها الخاص وجدت الشقة هادئة، دلفت غرفة طفليها وجدتهما غافيين بسلام فوق تختهما مندثران تحت غطائهما، حيث إهتم بهما حازم.

قبلتهما وخرجت متجهه إلى غرفة نومها دلفت وجدت زوجها يقبع فوق التخت ساندا ظهرة براحه على ظهرة، واضعا جهاز اللاب توب فوق ساقيه وينظر به حيث يستمع إلى فيلم سينمائيا وهو مبتسم.

نظرت له بضيق وأردفت قائلة بتهكم خليك إنت قاعدلي كدة طول الوقت قدام اللاب توب وسايب الدنيا تضرب تقلب.

نفخ بضيق ونظر إليها بإشمئزاز وأردف ساخرا أهلا بخميرة عكننة حياتي.

نظرت إليه بوجة غاضب وأردفت قائلة بصياح حااازم، أتمسي ولم نفسك، وبدل متقعد تتمسخر عليا روح شوف إخواتك واللي بيعملوة.

نظر لها بضيق وأردف وعملو لك أيه بقا إخواتي هما كمان إن شاء الله؟

تحركت بعد أن أبدلت ثيابها، جلست بجانبة وتحدثت قصدي على هشام إللي بباك قرر يدي له الفلوس إللي كان شايلها في البنك، علشان البيه يجيب فرش يليق بالليدي فريدة فؤاد!

أجابها بهدوء طب وإنت أيه مشكلتك مش فاهم، واحد وهيساعد إبنه في جوازة وده الطبيعي، أيه بقا اللي مزعل جنابك؟

ردت عليه بإقتضاب ونبرة غاضبة يساعدة على حسابكم؟
هي الفلوس دي مش المفروض بتاعت شقة فيصل اللي عمي باعها السنه إللي فاتت، يعني المفروض كلكم ليكم نصيب فيها، إزاي بقا يديها كلها لهشام؟

أجابها بضيق أولا محدش ليه حاجه طول ما بابا موجود وعلى وش الدنيا، ثانيا بقا هو حر يدي فلوسه للي هو عاوزة، وبعدين ده حق هشام عليه، بابا ساعدنا كلنا في جوازنا وكل واحد فينا ليه شقه هنا حتى مصطفي إللي لسه بيدرس،
هشام الوحيد إللي إشتري شقه لنفسه، يبقا من الطبيعي إن بابا يساعدة في الفرش اللي هيفرش بيه شقته!

إغتاظت واجابته بغيرة واضحة كان ممكن يدي له جزء يساعدة بيه ويجيب أي فرش وخلاص، لكن إزاي، البيه أخوك عاوز يفرش شقته من أفخم محلات الموبيليا، على أساس إن فريدة هانم عايشه في جاردن سيتي مش في العمرانية!

زفر بضيق وأردف وهو يتحرك بغضب واضعا اللاب توب فوق الكومود خليكي إنت إهري كده مع نفسك وأنا نازل وسايب لك الشقه كلها تشبعي بيها.

وأرتدي ثيابه ونزل للأسفل يجلس بجانب والده ووالدته المتواجدان داخل حديقة المنزل.

بعد يومان كانت فريدة تعمل داخل مكتبها.

دلفت إليها نجوي تتحرك بدلال قائلة أنا قلت طالما أنت ما بتسأليش أسأل أنا وأجي أشرب معاكي مج نسكافية.

وأكملت بدلال هو أحنا مش أصحاب ولا أيه يا فريدة؟

تفاجأت فريدة بزيارتها الغير مرحب بها بالمرة
نظرت إليها وأردفت بهدوء وهي تشير بيدها أهلا يا باشمهندسه، أتفضلي.

ورفعت سماعة هاتف المكتب وطلبت من عامل البوفيه كوب من النسكافيه.

فأردفت نجوي بدلال مطلبتيش لنفسك نسكافية ليه؟

وأكملت بدعابه ولا مش حابه تشربي حاجه معايا؟

أجابتها فريدة بنبرة جادة مش قادرة أشرب حاجه يا باشمهندسه، وياريت تدخلي في الموضوع على طول علشان عندي شغل مهم لازم يخلص إنهاردة!

إشتعل داخلها من معاملة تلك الفريدة التي لا تتقبلها كصديقة أبدا.

وأردفت قائلة بإبتسامة سمجة تمام، أنا فعلا ليا عندك طلب وكنت حباكي تخدميني فيه!

نظرت لها فريدة وأردفت قائلة بترقب أتفضلي أنا سمعاكي، ولو في إيدي أساعدك أكيد مش هتأخر!

إنفرجت أسارير نجوي وتشجعت قائلة بصي يا فريدة، أنا شايفه إن علاقتك بالباشمهندس سليم بخصوص الشغل هايلة، فدة شجعني إني أجي وأطلب منك تتوسطي لي عنده بإنه يعيني معاه في الفرع الرئيسي لشركتهم في ألمانيا، نفسي أسافر أشتغل هناك أوي.

إبتسمت فريدة بجانب فمها بطريقة ساخرة وأردفت أولا أنا علاقتي بالباشمهندس سليم علاقة جافة جدا، ومش معني إنه رشحني للمنصب اللي أتعينت فيه إن جاملني، أو إني طلبت ده منه،
وأكملت نافية خالص يا نجوي.

صدقيني، الباشمهندس سليم عمرة ما دخل العلاقات الإنسانية في الشغل، هو مرشحنيش للمنصب ده غير لما أتأكد إني هفيد شركتة في الجزئية دي، ده غير إن علاقتي بيه متسمحليش إني أطلب منه طلب زي ده، لا ليكي ولا حتى ليا أنا شخصيا.

وأكملت بأسف أنا أسفه بجد لكن مش هقدر أفيدك،
وأكملت بلؤم طب متروحي له المكتب وتطلبي ده منه بنفسك!

زفرت نجوي بضيق وأردفت مكذبش عليك يا فريدة، أنا فعلا حاولت أعمل كدة بعد ما رجع لمكتبة بعد دمج الشركتين، بس مسمحليش بالدخول أساسا، الرخمة مديرة مكتبة إللي إسمها جينا كل ما أروح له تقولي الباشمهندس عنده شغل مهم، وحتى لما بيكون في ال Break بلاقية بيصدني، مش فاهمة أتغير كدة ليه معايا مرة واحدة، من أخر مرة روحت له المكتب لما كنت موجودة معانا وهو أتغير ومبقاش بيسمح لي حتى أحاول أقرب من مكان وجوده!

إنتفض داخل فريدة فرحا وشعرت بسعادة لا متناهية، وتنهدت بإرتياح وأردفت قائلة بإخلاص عاوزة نصيحتي يا نجوي، سليم الدمنهوري مش سكتك، هتضيعي وقتك معاه على الفاضي، سليم الدمنهوري راجل جد وملتزم جدا في شغله وعمرة ما بيقبل بالتهاون فيه!

ردت نجوي بوقاحة يا خسارة، كنا هنعمل أنا وهو أحلا دويتو.

ضحكت فريدة بنبرة ساخرة وأردفت قائلة بإستفهام إلا قولي لي يا نجوي، إنت إطلقتي من جوزك التاني ليه؟
رغم إني سمعت إنه كان بيحبك جدا، وكمان كان راجل غني وهيحقق لك كل أحلامك؟

ضحكت نجوي وأردفت قائلة هو فعلا حقق لي كتير من أحلامي وكنت عايشه معاه ملكة، وحتى بعد الطلاق أخدت لي منه شقة وعربية وقرشين حلوين في البنك، بس بيني وبينك كدة يا فيري أنا مش بتاعت جواز، جواز يعني خنقة وتحكمات وأنا مليش في الجو ده، أنا واحده عاملة زي الفراشه، عاوزة أطير وأفرح وأعيش حياتي زي ما أنا عاوزة وبالطريقه اللي تريحني!

تنهدت فريدة بأسي على تفكير تلك النجوي وأردفت بس الكلام إللي بتقوليه ده ضد الشرع والعرف وكمان الطبيعه يا نجوي، إنت محتاجه تقربي من ربنا أكتر من كدة وكمان محتاجه تفهمي دينك كويس، ومع فهمه هتعرفي وتفهمي طبيعة الحياة اللي بجد، الحياة إللي تستحق تعيشيها،
فكري في الإستقرار وإن يبقي عندك أطفال وتهتمي بيهم وبحياتهم، أكيد هتحسي بالفرق.

نظرت لها نجوي وأردفت بنبرة ساخرة أجيب ولاد وأربيهم، طب ما أنا كنت طفلة يا فريدة لما بابا وماما إتطلقوا وكل واحد راح عاش حياته وأتجوز ورموني عند جدتي أم بابا أواجه مصيري بنفسي.

ثم وقفت متهربة وأردفت قائلة أخدت من وقتك كتير يا فيري، وأسفه لو عطلتك عن شغلك.

وقفت فريدة ونظرت لها بوجه بشوش وأردفت قائلة بصدق بعدما تعاطفت معها وتفهمت ان أفعالها ماهي إلا نتيجة ظروف نشأتها ولا يهمك يا نجوي، لو حبيتي تيجي وتقعدي معايا، مكتبي مفتوح لك في أي وقت، نورتي يا نجوي!

نظرت لها نجوي بإستغراب من تحولها السريع وأردفت قائلة بوجة سعيد متشكرة أوي يا فريدة، أكيد هاجي لك تاني!

وتحركت للخارج في حين ضلت فريدة ناظره بشرود على أثرها بأسي وحزن على حال تلك الفتاة التي كانت ضحية أنانية أب وأم غير ناضجين فكريا، دمروا إبنتهم وشوهوها نفسيا إلى هذه الدرجه!

بعد خروج نجوي مباشرة إستمعت فريدة إلى رنين هاتفها.

أمسكته لتري من المتصل إبتسمت حين وجدت نقش إسم أسما زوجة علي.

ضغطت فوق زر الإجابة وأردفت قائلة بنبرة سعيدة الناس الرايقه إللي قاعدة تستجم في شرم الشيخ!

ضحكت أسما بسعادة وأردفت قائلة بتمني ياريتك كنتي معانا يا فريدة، بجد الجو هنا يجنن!

إبتسمت فريدة وأردفت قائلة أهم حاجه إنبسطي إنت والباشمهندس وسولي ومتفكريش في أي حاجه تانية!

أجابتها أسما فيري، أحنا نازلين القاهرة بكرة علشان عيد ميلاد سولي، وكنت حباكي تكوني معايا في اليوم ده علشان أفرحه، إنت عارفة في ألمانيا مفيش حد معانا غير سليم، والسنة دي أول سنه يحضر عيد ميلادة في مصر، فحابه أعملة عيد ميلاد كبير وأجمع فيه كل أهلنا وأصحابنا وحبايبنا.

إرتبكت فريدة من دعوة أسما لعلمها لوجود سليم المؤكد فأردفت بهدوء هو أنا لو أعتذرت ممكن تتفهمي موقفي وتعذريني يا أسما؟

أجابتها أسما بنبرة محب أكيد هزعل طبعا، وخصوصا إن رفضك غير مبرر بالنسبة لي، علشان سليم إللي مش حابة تحضري علشانه إنت كدة كدة بتشوفيه كل يوم في الشغل!

أردفت فريدة قائلة بنبرة مستسلمة أوك يا أسما، بس بعد إذنك أنا هاجي مع هشام.

أردفت أسما بالموافقة بترحاب رغم إرتباكها لإنتوائها من البداية عدم رغبتها بحضور هشام كي لا تزعج صديقها وصديق زوجها سليم، ولكنها وافقت مرغمة لأجل حضور فريدة التي إحتلت مكان ومعزة داخل قلبها بدون أستئذان!

جائت الساعة الثانية عشر لتعلن عن بدء موعد ال Break المخصص لموظفي الشركة، تحركت فريدة متجهه إلى المصعد للهبوط إلى الكافيتريا بعد أن هاتفها هشام وأخبرها أنه بإنتظارها داخل الكافيتريا.

وصلت للمصعد وضغطت فوق زر إستدعائه، إستمعت لصوت أقدام أحدهما خلفها، إلتفت لتستعلم عن صاحب تلك الأقدام وجدته سليم يقترب عليها هو ومساعدته الخاصة جينا التي ما وأن رأت فريدة حتى إنفرجت أساريرها.

وأردفت بإبتسامة بشوشه إزيك يا باشمهندسه.

ردت فريدة بنفس تلك الإبتسامة أهلا أستاذة جينا، أخبارك أيه؟

ردت ببشاشة وجه.

حين نظر سليم إلى فريدة نظرة باردة وأكتفي بإيماءة رأسه لها كتحية منه.

ردتها فريدة بنفس إيمائة الرأس الباردة مع تجاهل كلي للنظر إليه وضيق ظهر بملامحها مما أستدعي إستغراب سليم!

أتي المصعد ودلف إليه ثلاثتهم مع تحفظ فريدة النظر أو الحديث إلى سليم حتى توقف المصعد خرجت هي سريعا وأتجهت أمامهما ناحية الكافيتريا.

دلفت وتحركت بإتجاة هشام الذي وما أن رأها حتى إنفرجت أساريرة ووقف إحتراما لها ليستقبلها تحت نظرات سليم المستشاطة حين وجدها تبتسم ببشاشة وراحة وهي تتحرك إليه!

جلست مع هشام بطاولتة، كان قد طلب الطعام ووضعه فوقها وأنتظر حضور فريدة التي ما وإن حضرت حتى أشرعوا بتناول طعامهما معا تحت سعادة هشام وألم سليم الناظر لهما من خلف نظارته الشمسيه التي لم يخلعها عنه حتى ينظر إليهما ويراقب أفعالهما دون لفت النظر إليه.

نظرت جينا إليه وأردفت قائلة بتذكير وهي تشير إلى عيناها نظارة حضرتك يا أفندم!

نظر إليها من خلفها وأردف ساخرا بضيق بتركزي في حاجات غريبة إنت يا جينا، وأنتزعها عنه مرغما بعد ملاحظة جينا.

وأردف قائلا لها بإهمال شوفي هتأكلينا أيه، إنا سايب لك نفسي إنهاردة تطلبي لي على ذوقك!

إبتسمت له وأردفت بعملية من أمتي يا باشمهندس وحضرتك بتسمح لحد إنه يوجهك أو يفرض عليك إختيارة؟

نظر لها بتأفف وأجاب بملل مصطنع يوجهك ويفرض عليك إختيارة، كل ده علشان بقولك إختاري لي الأكل على ذوقك،
وأكمل طب أيه رأيك بقا أنا إللي هأكلك على ذوقي، وهطلب لك أكتر حاجه مبتحبيهاش!

تحدثت سريع بإستعطاف مصطنع أرجوك تقبل إعتذاري يا أفندم وتعتبر كلامي جهل مني وذلة لسان مش أكتر!

أما عند فريدة، كانت تتناول طعامها تحت سعادة هشام بتغير فريدة الهائل معه وأهتمامها الواضح به وبما يرضيه.

تحدثت فريدة بإستحياء هشام، كنت عاوزة أقول لك على حاجه، بس أرجوك توافق!

نظر لها بإستغراب وأردف قائلا بترقب قولي يا حبيبتي، وأكيد لو أقدر أنفذلك اللي إنت هتطلبيه مش هتأخر!

نظرت له وأردفت بترقب أسما مرات الباشمهندس علي، إتصلت بيا إنهاردة وعزمتني أنا وإنت على عيد ميلاد سليم إبنها.

إستمع هو إسم سليم يخرج من بين شفاها وأشتعل جسدة بالكامل غضب وأردف قائلا لا يا فريدة، الناس دي ولا شبهنا ولا يخصونا أساسا علشان نحضر أعياد ميلادهم، تطلع مين أسما دي ولا أيه إللي يربطنا بيها علشان علاقتنا توصل بيها إننا نحضر حفلة عيد ميلاد إبنها؟

نظرت له بإستعطاف وأردفت بنبرة حنون رصدها سليم وصرخ قلبه حينها،
وأكملت فريده ممكن تهدي يا هشام أرجوك!

إنتفض داخل هشام حين إستمع لصوتها الحنون ونظراتها المستعطفة فأردف بهدوء وطاعة حاضر يا فريدة، أديني هديت، بس أنا يا حبيبتي عاوزك تقدري ظروفي أكتر من كده.

ونظر إليها بتوتر ثم أخذ نفس عميق و أكمل بشجاعة أكلمك بصراحة أكتر!

هزت رأسها وأردفت بهدوء وترقب ياريت يا هشام!

أردف قائلا وهو ينظر إلى عيناها برجاء أنا مش حابب يكون لنا أي صلة بأي حد ممكن يقربنا خطوة واحدة من إللي إسمة سليم الدمنهوري، أنا مبرتحش للراجل ده يا فريدة، ياريت يا حبيبتي تقدري الجزئية دي!

نظرت له بتيهه ومشاعر مخطلته ما بين ألم لأجلة ومابين إحساس بالذنب والعتاب لحالها لما أوصلت إليه هشام وجعلته يشعر بذلك الإحساس.

وأجابت بنبرة هادئة أنا فاهمة ومقدرة شعورك كويس أوي، بس أرجوك يا هشام إتحمل المشوار ده علشان خاطري، أسما حد كويس أوي وأول مرة تعمل عيد ميلاد لإبنها في بلدة،
وحابة تجمع له أكبر عدد من الناس إللي بتحبهم حواليها علشان تفرح إبنها،
وأكملت لتهدئتة وبعدين يا سيدي دول هما إسبوعين ويسافروا ومش هنشوفهم تاني ولا حتى بالصدفة!

أخذ نفسا عميقا كي يهديء من روعة ويحاول تقبل الأمر لأجلها وأبلغها الموافقة تحت سعادتها.

وأشتعال ذلك المراقب لهما بقلب لو خرجت منه تلك النار المشتعلة بداخلة لأحترق المكان بأكملة!

داخل إحدي النوادي الإجتماعية
حيث تجلس أمال وأماني بصحبة حسام.

تحدثت أماني موجهة حديثها إلى حسام إنت متأكد يا حسام من الكلام إللي بتقوله ده، يعني فعلا البنت وسليم بعدوا نهائي عن بعض؟

أجاب عمته بإنتشاء وتأكيد طبعا يا عمتو متأكد، البنت إللي بتبلغني بأخبار فريدة لسه مكلماني قبل ما أجي لكم حالا، وأكدت لي إن فريدة علاقتها مع هشام بقت أعمق وأحسن من الأول بكتير،
قالت لي كمان إن سليم مبقاش بيستدعي فريدة لمكتبة نهائي، وكمان فريدة بقت بتتجاهل وجود سليم، يعني مثلا إمبارح كانت رايحة مكتب مدير الشركة لكن لما عرفت إن سليم موجود عنده، رجعت لمكتبها وإستنت لما سليم خرج وبعدها راحت للمدير.

ضيقت أماني عيناها بإستغراب وأردفت قائلة أنا مستغربة إنها مقالتش لسليم على زيارتنا ليها بيت أهلها، بصراحة كنت متخيلاها هتجري علية وتشتكي له مننا وتحاول تقلبه علينا لصالحها!

تنهدت أمال براحة وأردفت قائلة بكبرياء شكلك كدة كان عندك حق لما أصريتي إننا نروح لها البيت ونهددها، وأهو التهديد جاب نتيجة وعرفها قيمة نفسها هي وأهلها كويس أوي!

أكدت أماني على حديثها وأردفت بغرور طبعا، وخصوصا لما شافتنا قدامها، شكلنا، لبسنا، لباقتنا في الكلام، قارنت بينك وبين مامتها أكيد وعرفت حجمها الطبيعي، من الأخر كدة طلعت ذكية وصانت كرامتها هي وأهلها إللي كنا هنمسح بيها البلاط لو تمادت أكتر من كدة مع سليم!

نظر حسام إليهما وأردف بتعقل صدقوني يا جماعة إنتوا بتلعبوا مع الخصم الغلط، فريدة مش خصم ليكم أصلا ومفيش منها أي خوف، الخوف كله من سليم نفسه،
هو ده اللاعب الأساسي و إللي المفروض تحاصروة من كل الإتجاهات، علشان المفاجأت الغير متوقعة كلها هتبقي من سليم!

إنتوا متخيلين إن فريدة ممكن تفكر في إنها تسيب خطيبها و ترجع لسليم، طب بأمارة أيه؟

دي تبقا في منتهي الغباء لو فكرت بالشكل ده، فريدة أذكي من إنها تسيب الراجل إللي بيحبها وراح خطبها من بباها وترجع لواحد مشفتش منه غير الغدر!

أجابته أمال بنبرة واثقة وتخطيط سليم هيفيد بأية لما تكون البنت رافضة موضوع الرجوع أصلا، وبعدين مش البنت إللي بتنقل لك أخبارها في الشركة قالت لك إن سليم هو كمان بعد جدا عنها؟

رد حسام بدهاء وهو ده إللي قالقني ومخليني مش مطمن يا عمتو، سليم مش هو الحد إللي بسهولة يستسلم ويعلن إنهزامة وخصوصا لما يكون الموضوع متعلق بفريدة اللي وقف حياته علشانها خمس سنين بحالهم!

توترت أمال وتبادلت النظرات بينها وبين أماني لإقتناعهما بصحة حديث حسام عن شخصية سليم الغير إنهزامية بالمرة!

داخل مكتب مراد الحسيني
كان يجلس بإسترخاء ملقي برأسه للخلف مغمض العينان
إستمع إلى طرقات خفيفه فوق الباب، فأذن للطارق بالدخول ومازال على وضعيته.

دلفت ريم بجانب محامي الشركة الذي تحدث بهدوء صباح الخير يا دكتور مراد!

تنفس براحة وتحدث بصوت هادئ ينم عن إسترخائة وراحته وهو مازال على وضعيته صباح النور أستاذ سامح!

مما أثار إستغرابها وهي تنظر إليه ببلاهه وحدثت حالها ساخرة، مابك اليوم أيها المتعجرف، أمريض أنت أم خارت قواك من كثرة الغل والتكبر؟
أين لسانك السليط وكبريائك ووجهك الكشر؟

أفتح مراد عيناه وأعتدل في جلسته ينظر إلى سامح وما أن رأي تلك الواقفه بجانبه حتى إحتدت نظرة عيناه وأقشعرت ملامح وجهه وتحولت من هادئة حنونه جذابه، إلى مكشعرة محتقنه مكتظة.

حدثت حالها بدعابه، نعم، هاهو ذلك الفظ قد أتي، كنت أستغرب من ذلك القانط بهدوء وأستكانه، فمرحا بك من جديد أيها الفظ صاحب أسوء طباع مرت علي بحياتي، وأكملت بدعاء، ياالله ساعدني أرجوك كي أتحمل ذلك الوجه العكر.

تحدث بملامح مكتظة محتقنه وهو ينظر إلى تلك الواقفه ترتسم فوق وجهها إبتسامه سمجه بلهاء.

وتحدث هو من بين أسنانه بضيق خير يا أستاذ سامح على الصبح؟

إرتعب داخل سامح من هيئة ذلك الرجل الذي يتحول بلحظة من أثر رؤيتة لإحدي بنات حواء أنا جبت دكتورة ريم لحضرتك علشان تتفقوا على بنود العقد اللي بلغني بيه دكتور صادق!

نتفق قالها مراد بنبرة ساخرة
وأكمل بإقتضاب وتهاون وهو يشير بيده بعدم أهميه نتفق على أيه، أعمل لها عقد زي عقد أي موظف عادي!

نظرت إليه وقد كسي الغضب وجهها من تلك المعاملة السيئه التي لا ترقي بها ولا بمستوي ذكائها وتحدثت يعني أيه زي أي عقد لموظف عادي،
وأكملت بعملية دكتور صادق لما كلمني فهمني إن ده عقد إحتكار للتجربة بتاعتي لشركتكم، وده معناه إننا لازم نقعد ونتفق على بنود العقد والنسبة اللي هتطلع لي من دخول التجربة وإضافتها لخط الإنتاج،
ثم نظرت إلى سامح وتحدثت مش هي دي أصول الشغل بردوا ولا أيه يا أستاذ سامح؟

نظر لها مراد بذهول وتسائل داخله كيف لتلك الصغيرة ان تكون بكل ذلك الوعي والدراية بتلك الإمور الإدارية.

ثم إستفاق على حاله وتحدث بنبرة ساخرة ماشاء الله عليكي، شكلك سألتي محامي وعرفتي حقوقك كويس جدا،
وأكمل بنظرة ساخطة ونبرة متهكمة كلكم نفس النوعية، الفلوس عندكم أولا وأخيرا، بتتنفسوها بدل الهوا.

إستشاط داخلها لعلمها مايقصدة وتحدثت بنبرة حاده أنا ما أسمحلكش تكلمني بالطريقة المهينة دي، أولا يا حضرة المبجل ده شغلي ومجهودي ولازم أسأل فيه وأعرف حقوقي كويس جدا، وده اللي أكد عليه دكتور صادق للباشمهندس سليم أخويا لما أتصل بيه يستعلم عن حقوقي هتتحفظ إزاي في بنود العقد.

ثانيا أنا دكتورة وبشتغل وده حق مشروع ليا.

وأكملت قاصدة كي تحرق روحه أنا لا جاية أتسول منك، ولا جاية أستغفلك وأسرق فلوسك وأهرب.

أما مراد الذي وبمجرد سماعه لما تفوهت به وبتيقنه ماتقصده، شعر بإشتعال يسري بكامل جسده وتحولت ملامحه للغضب وأنتفض من جلسته كالأسد الذي يستعد للإنقضاض على فريسته.

مما جعل الرعب يدب داخل أوصالها وتراجعت للخلف رعب من هيئته، وأيضا ذلك ال سامح الذي إنتفض رعب من ذلك الذي تحول إلى مجنون بلحظة.

شهق سامح مما رأي.

وجحظت عين ريم ووضعت يدها على فمها شاهقة من هول ما رأت.

تري ما الذي سيفعله مراد بريم بعدما تهورت وذكرته بأبشع نكبة حدثت له وجعلته يشعر كيف كان مغفلا حين أمن لإحداهن؟

وماالذي فعله مراد كي يجعل ريم وسامح يذهلان هكذا؟

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

وقف مراد وهو ينظر إليها بشر وتحدث بفحيح إنت إزاي تتجرأي وتتكلمي معايا بالطريقه دي، إنت نسيتي نفسك.

وكاد أن يكمل لكنه توقف فجأة وتشنجت جميع أعضاء جسده بطريقة مرعبه، تحجرت عيناه وتملكت رعشة قوية من جسده بالكامل، وبلحظه سقط أرض بطوله الفارع
جحظت عين ريم ووضعت يدها فوق فاهه شاهقه من هول ما رأت.

ثم إستفاقت على صوت سامح الذي جري وتدلي لمستواه وصرخ بها ساعديني يا دكتورة
إستفاقت على حالها وجرت إلى مقعده وسحبت جاكيت الحله، ونزلت لمستواه ووضعتها تحت رأسه
ثم نظرت له برعب وجدت صف أسنانه تنتفض وتكاد أن تغلق في حركة تشنجيه.

صرخت بسامح وتحدثت إنده لأي حد من بره بسرعه يساعدنا
خرج هو.

ومدت هي يدها حول عنقها وسحبت وشاح تضعه للزينه، وأطبقته وبصعوبه بالغه فتحت فمه ووضعت جزء منه حتى لا تلتصق أسنانه ببعضها
كان ينظر إليها برعب وضعف شديد، وبلحظه أمسك كف يدها وكأنه يطلب العون منها، وأعتصره لدرجة ألمتها لكنها تحملت وحدثته بنبرة مطمئنه متخافش، هتبقي كويس، أنا معاك ومش هسيبك.

كانت تلك الكلمات المطمئنة هي أخر ما إستمع إليه، وبدأ جفني عيناه تتعلقان لأعلي وحل مكان السواد بياض كاملا، وإزداد جسده بالإنتفاض وكأن أحدهم قد أوصل جسده بفولت كهرباء عالي
صرخت بأعلي صوت لها حد يلحقناااااا، ساعدونااااا.

وهنا وصل والده الذي أتي مهرولا حين أبلغه سامح ودني من مستوي صغيره، وحمل رأسه ووضعها فوق ساقه وتحدث برعب وهلع ظهر بعيناه لاء يا مراد، متوجعش قلبي تاني عليك يا أبني، ده أنا مصدقت إنك رجعت لطبيعتك، فوق يا حبيبي، أمك لو شافتك كده تاني هتموت!
كانت تستمع لوالده ودموعها تهبط فوق وجنتيها وشعور الذنب والندم يعتصر قلبها ويدميه.

هنا قد أتي الطبيب الخاص بالشركة ودني لمستواه وتحدث إبعدي من فضلك يا دكتورة
كادت أن تتحرك ولكنها وجدت يدها مكبلة بضغطت يده التي تعتصرها وتشدد عليها بإحكام وذلك نتيجة تشنج جسدة.

نظر لها الطبيب بتفهم وتحدث إلى صادق قوم من فضلك يا صادق بيه
تحرك صادق وجلس الطبيب محله وتحدث إلى ريم أنا هحاول أفتح بقه وإنت إمسكي الإيشارب وأسحبيه بسرعه علشان أحطله البرشامه تحت لسانه.

هزت رأسها بدموع هيستيريه، وبالفعل سحبت بيدها الغير مكبله الإيشارب ووضع الطبيب الدواء ثم حقنه بدواء مهدئ كي تلين أعضائة من تلك الحالة، وأمر الحضور أن يحملوة ليضعوة فوق الأريكة، حملوة مع مراعاة ريم ويدها التي مازال قابض عليها بإحكام.

كان يقبع فوق الأريكه وتجلس هي أرضا وتقترب منه ودموعها تسيل على وجنتيها بحرارة وحزن
هي من تسببت له بتلك الحاله، هي بعنادها وغبائها.

كانت تنظر بندم إلى والده الذي يقف خلف الأريكه يملس على شعرة ويتلو بعض أيات القرأن الكريم
وبعد مرور حوالي خمس دقائق بدأ يستفيق ويتنفس بهدوء وبدأت عيناه تستعيد طبيعتها رويدا رويدا، نظر بعيناه حوله بإستغراب، يتفقد ويستوعب أين هو،
كان شبه حالم، وجدها بوجهها الذي يشبه نور الشمس في سطوعها، تبكي ندم وألم، وتنظر له بأسف وأسي.

نظر لها بهدوء وتاه بجمال عيناها وكأنه خارج نطاق الواقع، ضل ينظر لها ولدموعها بإستغراب وشرود.

حدث حاله بإستغراب، لما تبكي تلك الصغيرة، وماالذي أتي بها محل غفوتي، هل هذا حلم، أم أنه من وحي الخيال؟

أتدرين أيتها الصغيرة، لكي عينان صافيتان بريئتان، بل يمكن أن أجزم أنهما أروع ما رأت عيني على الإطلاق
وكم أن ملامح وجهك بريئة، هل هذه براءة حقا؟

أم أن هذا قناع تخفي خلفه وجهك البشع ككل النساء؟
نعم كل بنات حواء خبيثات ملعونات، إلا من أمي.

تحدث والده بسعادة حمدالله على سلامتك يا حبيبي
نظر بشرود يتفقد لصوت والده الذي يرن في أذناه وكأنه صدي صوت.

إلتف إلى والده وبدأ يستفيق رويدا رويدا، وبلحظه إنتفض ونظر حوله بهلع وجلس سريعا عندما لاحظ إمساكه ليدها، وبلحظه إستفاق و نفضها بعيدا عنه كمن لدغه عقرب وتحدث بحده أنا أيه اللي حصل لي؟
سحبت هي يدها وتحسستها بألم ونظرت بها، وجدت بعض الخدوش نتيجة غرس أظافرة بلحمها بحدة.

نظر هو لها ورأي بعض الخدوش وبعض الدماء الخفيفه تسيل منها
تحرك والده وجلس بجانبه وتحدث وهو يتلمس وجنته بحنان أيه إللي حصل يا مراد ووصلك للحالة دي تاني؟

هنا تبادلت النظرات بينها وبين سامح خجلا
ثم أنزلت بصرها للأسفل تستعد لإعترافه، كان ينظر لها وهو يتذكر ويستعيد كل ما حدث،
ثم أخذ نفس عميق وتحدث مفيش حاجه حصلت يا بابا، أنا بخير الحمدلله.

نظرت له بإستغراب فتحدث والده إليها إيدك بتنزف يا بنتي!

ثم حول بصرة إلى الطبيب وتحدث طهرلها الجرح من فضلك يا دكتور
وأكمل أنا أسف يا بنتي.

تحدثت هي على الفور ملوش داعي يا دكتور، أنا معايا مطهر في شنتطي هروح أطهرها بنفسي.

ثم نظرت إلى مراد وتحدثت بنظرات يملؤها الندم والخجل سلامتك يا دكتور.

هز رأسه دون النظر إليها وتحركت هي للخارج.

وبعد مدة تحركت لمكتب صادق وتحدثت هو أنا ممكن أسأل حضرتك سؤال؟

تنهد هو وتحدث عارف سؤالك وهجاوبك عليه، مراد عنده كهربا زيادة في المخ، جت له نتيجة صدمة حصلت له من فترة.

ورفع وجهه لها وتحدث بألم أكيد قريتي في المواقع عن طعنة الغدر والخيانة اللي إتعرض لها على إيد حبيبتة وصديق عمرة!

وقتها إتصدم بس كبريائه منعه إنه يعبر عن مشاعره، فضل متماسك وبيمارس حياته بشكل طبيعي وكابت ألمه وحزنه جواه، لحد ما في يوم جسمة أعلن عصيانه عليه وأعلن ضعفه وعدم قدرته على الإستحمال وأنهار،
وأكمل بحزن في يوم أمه لقته إتأخر في النوم ودخلت تصحيه، لقيته بالوضع اللي شفتيه عليه من شوية، قعد يتعالج فترة كبيرة و الحمدلله ربنا شفاه.

وأكمل بإستغراب مش عارف أيه إللي حصل وخلاه إنتكس تاني، أنا هتجنن، أمه لو عرفت باللي حصل إنهاردة ممكن يجرالها حاجه.

كانت تستمع له والذنب يمزق داخلها ولكن لم تكن لديها الجرأة لتعترف وتخبره بأنها هي من أجرمت بحق وحيده وذكرته بأسوء ذكري له.

في اليوم التالي.

كان يجلس بجوارها يتحدث بوجه غاضب مكشعر يعني أيه متقوليليش على خبر مهم زي ده؟

يعني أعرف بالصدفه من عمتو بموضوع التجربة، لا وكمان إتفقتي على العقد وبنوده من غير متاخدي رأيي؟

تحدثت بإستغراب فيه أيه يا حسام، مالك مكبر الموضوع كده ليه؟

تحدث بغضب لانه فعلا كبير يا ريم، المفروض كنتي بلغتيني أول واحد بالموضوع، وكمان كنا أخدنا التجربه وعرضناها على كذا شركة وشفنا أعلا عرض ومضينا بناء عليه، مش تخلي الشركه تستغلك بالشكل الأهبل ده.

تحدثت بإستغراب أعلي عرض، هو أنا داخله سباق يا حسام، يكفيني إني هتعين في شركة محترمه وكبيرة زي شركة الحسيني.

وبعدين إطمن، سليم إتصل بدكتور صادق وحفظ لي كل حقوقي.

أجاب معترض وليه سليم اللي يقعد ويتفق، المفروض أنا الأولي اللي أقعد وأتفق على كل حاجه.

وأكمل بتهكم طبعا، وسليم بيه هيهتم ليه، ما هي لو الفلوس دي داخله جيبه هو كان لف بالتجربه على شركات مصر كلها لحد موصل لأعلي سعر، لكن طالما الموضوع يخصني أنا لازم يختار لك الأسوء.

تحدثت بحده لأخر مرة هنبهك وأقولك خلي بالك وإنت بتتكلم عن سليم يا حسام، أنا مبقتش قادرة أتحمل إسلوبك العدائي المستفز اللي بتتكلم بيه عن أخويا أكتر من كدة.

تحدث هو بصوت حنون ليمتص غضبها الذي أصابها إهدي يا قلبي، إنت زعلتي ليه كده، أنا مقصدش أبدا المعني اللي وصل لك من كلامي، أنا خايف عليكي يا ريم، هي الفلوس دي مش هتدخل بيتنا وتبقا بتاعت ولادنا في المستقبل، يبقي من الطبيعي أخاف عليكي وعليها.

نظرت له بإستغراب ولامت حالها على أنها لم تكتشف ذلك الوجه القبيح لحسام من ذي قبل!

أتت إليهم أمال وتحدثت مرحبه أهلا يا حسام.

وقفت ريم متحدثه بإستئذان بعد إذنكم.

إستشاط داخله من تمرد تلك الريم عليه ولأول مرة، وشعر بالريبه أنه ولأول مرة لم يستطع إغوائها والسيطرة عليها كليا.

في اليوم التالي.

وبالتحديد داخل منزل حسن نور الدين.

كان المنزل يأج بالزائرين الذين أتوا لحضور حفل السبوع الخاص بطفل هادي الجديد.

كانت الحديقة مزينة بالبالون المعلق بألوانه المبهجه الخاصة بتلك المناسبة، وبعض أفرع الزينة الخاصة بهذا الإحتفال وأيضا وضعت طاولات مستطيلة بطول الحديقة بأكملها تلتف حولها بعض المقاعد لإستقبال المعازيم.

كان يقف أمام المنزل بإنتظار فريدة التي إقترب موعد وصولها هي وعائلتها!

خرجت لبني إليه وتحركت بدلال أنثوي تحت أنظارة المعجبة بشياكتها وأناقتها الزائدة عن الحد، والتي تأنقت بها خصيصا لمواجهة غريمتها فريدة التي ولأول مرة ستراها.

تحركت وأقتربت منه قائلة بصوت أنثوي واقف كدة لية يا هشام؟

أجابها بنبرة صوت حماسية متعمدة أشعلت نيران الغيرة داخلها مستني فريدة، أصلها أول مرة تيجي هنا وخايف لتتلغبط في العنوان!

هزت رأسها بإبتسامة حاولت بها تخبأة نيرانها المشتعله وأردفت قائلة هي مجتش هنا خالص من وقت ما أتخطبتم؟

إنتظرت حتى يعيرها إهتمام ويجيبها ولكنه وبلحظة تخطاها وتعمد تجاهلها حين نظر بعيناه ووجد فريدة تتحرك بسيارتها بإتجاهه.

تحرك سريع وفتح لها باب السيارة ليستقبلها بلهفة عيناه التي تنظر إليها بإنبهار تام من شدة جمالها الأخاد وأناقتها الغير معهودة،
فحقا مؤخرا وتحديدا بعد عودة سليم أصبحت فريدة تهتم لأناقتها وجاذبيتها بشكل ملحوظ.

علي عكس السابق حيث كانت ترتدي ثيابا عملية أكثر منها جذابة وأنثوية،
مد لها يدة وهو يتلمس يدها وينظر داخل عيناها بوله وعشق ظاهر للكفيف.

نظرت لبني بقلب يتمزق إلى معشوقها الأول والأخير وهو يتطلع بنظرات يملئها الغرام والوله إلى غريمتها التي أعلنت الحرب عليها حتى من قبل أن تراها، وزاد كرهها وعدائها لها حين رصدت تلك النظرات التي تفوقت بمراحل على نظراته السابقة لها.

تحرك هشام لإستقبال عايدة وقبل يدها بسعادة مردف نورتي المنطقة كلها يا ماما.

إبتسمت له عايدة وأردفت قائلة بحب المنطقة والدنيا كلها منورة طول ما أنت فيها يا حبيبي!

ثم حول بصرة إلى نهلة ومد يده يصافحها بإحترام أهلا بعروستنا الجميلة!

إبتسمت نهلة بسعادة وتحدثت مبروك على البيبي يا هشام، عقبال فرحك على فيري!

حول بصرة سريعا إلى فريدة وتحدث بعيون متلهفة يارب يا نهلة، يسمع منك ربنا!

ثم تحرك بجانب فريدة وأشار لهم بالدلوف إلى الداخل لكنه توقف حين وجد لبني بوجهه، شعر بالإرتباك لا يدري لما، وقف وأشار لها بالتعرف إلى نهلة وعايدة.

حتي وصل إلى فريدة فنظر إلى فريدة وأردف قائلا بنبرة فخورة قوية فريدة، خطيبتي!

ثم أشار إلى لبني وتحدث إلى فريدة لبني بنت خالتي!

نظرت فريدة إليها بإستغراب لعدم علمها بوصول لبني من دبي، ولكنها تلاشت تلك النقطة وتحدثت بوجة بشوش ونبرة مرحبة أهلا وسهلا يا لبني!

نظرت لها لبني نظرة غامضة وأردفت قائلة بنبرة باردة خالية من أية مشاعر أهلا بيك!

نظر هشام إلى لبني بضيق ثم دلف للداخل بجانب فريدة تارك لبني خلفه تستشيط غضب من عدم تقديرة لها.

في الداخل رحب الجميع بفريدة ووالدتها وشقيقتها وقدمت عايدة ونهلة الهدايا للمولود ووالدته.

ثم تقدمت فريدة بجانب هشام ومدت يدها بتلك الهدية التي إختارتها هي على ذوقها ودفع ثمنها هشام وتحدثت ألف مبروك على البيبي يا دعاء، يتربي في عزكم إن شاء الله!

إبتسمت دعاء وأردفت قائلة بشكر تعبتي نفسك ليه يا فريدة، أردهالك يوم فرحك إن شاء الله.

أمن الجميع خلفها وتحدثت سميحة بحب عقبال فرحك إنت وهشام يا فريدة!

أردف هشام قائلا بإبتسامة وتمني يارب يا ماما، يارب!

نظرت للأسفل خجلا وجلست بجانب دعاء،
دلفت رانيا للداخل وأقتربت من فريدة وأردفت قائلة بنبرة ساخرة وهي تقبلها برياء أخيرا إتنازلتي وشرفتينا يا فريدة!

خجلت فريدة من تلميحات رانيا السخيفه في حين تحدثت عايدة معللة معلش يا بنتي، أصل عمك فؤاد صعب في تحكماته شويه بخصوص البنات!

أكدت سميحة على حديثها قائلة بإحترام أشعل رانيا ونعم التربية يا حبيبتي، ما أسمهاش تحكمات، إسمها تربية صحيحة وتشرف.

نظر هشام إلى رانيا باقتضاب وأردف قائلا وأهي جت وشرفت يا رانيا، المفروض يبقا الترحيب ب نورتي البيت، شرفتينا، مش كدة ولا أيه؟

إبتسمت له رانيا إبتسامة خبيثه وتحدثت نورتينا يا فريدة.

حمل هشام الصغير ومد يده إلى فريدة التي تلبكت وسعد داخلها ولم تدري ماذا عليها أن تفعل، إبتسم لها هشام بحنان وأردف بنبرة هادئة أفتحي أديكي.

إبتسمت بتوتر وفتحت ذراعيها وتلقت الصغير تحت سعادة قلبها ولهفته،
نظرت بوجهه الملائكي ومالت على وجنته الوردية اللون ذات الملمس الحريري وتلمستها بشفاها الناعمة وهي مغمضة العينان،
تحت أنظار هشام الذي ذاب قلبه من مجرد مظهرها وهي تقبل ذلك المحظوظ.

أردف قائلا بدعابة بالراحة على الولد وعلى قلبي يا باشمهندسة، لا أنا ولا هو قد اللي بتعملية ده!

ضحك الجميع على دعابة هشام، أما فريدة التي خجلت من كلماته وتلميحاته،
إبتسمت ومدت يدها بالصغير إلى سميحة التي إبتسمت وتحدثت بحنان ونبرة سعيدة عقبال فرحك على الغالي يا حبيبتي.

إبتسمت لها وتحدثت بهدوء متشكرة يا ماما.

كانت لبني تراقب الوضع في صمت وتحاول تقييم العلاقة بين فريدة وهشام من خلال رؤية إنفعالات نظراتهما وحديثهما لبعضهما البعض.

وبعد مدة كان الجميع في الحديقة يمارسون الطقوس والعادات المصرية الخاصة بتلك المناسبة المبهجه.

إنتهي الإحتفال تحت سعادة الجميع إلا من لبني ورانيا.

تحركت فريدة مع عائلتها لتستقل سيارتها عائدين إلى منزلهم، ويجاورها هشام الذي يتحرك بجانب فريدة، إستقلت والدتها المقعد الأمامي أما نهلة تحركت وجلست بالخلف، وقفت فريدة تطالع هشام الناظر لها بعيون هائمة فتسائلت هي بإستفهام مقولتليش يعني إن لبني رجعت من دبي؟

نظر لها وتحامل على حاله وأجابها بلامبالاة وعدم إهتمام مصطنعين مجتش فرصة، وبعدين الموضوع كله لا يعنينا بشيء.

إبتسمت له وأردفت قائلة بنبرة حنون ممكن تيجي بكرة بالليل تقعد معايا شوية؟

تراقص قلبه فرحا وشعر برجولته وأنه وأخيرا بدأ بالإستحواذ على قلب فريدة.

فأجابها وهو ينظر إليها برجولة وتفاخر هو أنا بقيت أوحشك أوي كدة، مش قادرة تتحملي فكرة إن بكرة أجازة من الشغل ومش هتشوفيني؟

إبتسمت خجلا وأردفت بتهرب تصبح على خير يا هشام.

رد بصوت ولهان أصبح على خير أيه، إنت فاكرة كدة إن اليوم خلص، أنا عاوز أسهر معاكي على الفون إنهاردة، روحي ولما البيت يهدي هنا وكل الناس تمشي هكلمك،
وأكمل برجاء إوعي تنامي؟

أجابته بوجه سعيد لسعادته هستناك!

وأنتهي الإحتفال وأنسحب الجميع إلا من لبني التي قررت أن تقضي ليلتها في منزل خالتها متحججه بأنها ستساعد خالتها في تنظيف تلك الفوضي التي خلفها الإحتفال.

بعد مدة خرج هشام إلى الحديقة كي يتحدث إلى فريدة عبر الهاتف.

وقبل أن يخرج هاتفه من جيب بنطالة إستمع إلى صوتها الرقيق من خلفه حلوة خطيبتك على فكرة.

إستدار لينظر لها وأردف بهدوء متشكر يا لبني، إن شاء الله قريب تلاقي إنسان كويس يفهمك وتكملوا حياتكم مع بعض!

إبتسمت بألم وظهر الحزن داخل مقلتيها وتحدثت بنبرة بائسه للأسف مش هيحصل يا هشام، أنا مش عاوزة أظلم حد معايا أكتر من كدة، كفاية الإتنين إللي إتخطبت لهم قبل كده وكسرت قلبهم!

نظر لها بعيون تائهه حزينه لأجل غيمة دموع الألم والندم التي تسكن مقلتيها كلما نظر إليها، وتحدث بهدوء ليه مصره تسجني روحك في ذكريات الماضي يا لبني، ليه متديش لنفسك فرصة تحبي وتعيشي من جديد؟

وأكمل محفزا إياها علي فكرة الموضوع سهل وممكن، وأشار بسبابته إلى صدره كمثال وأنا أكبر مثال قدامك أهو، لكن إنت إللي مش مديه لنفسك الفرصة يا لبني، أخرجي برة دايرة الماضي إللي بتلفي فيها طول الوقت وأسمحي لقلبك يعيش و يتنفس.

نزلت دموعها بألم وتحدثت بشهقات متقطعه حاولت ومقدرتش يا هشام، والله حاولت، وهزت رأسها بدموع وأردفت قائلة بضعف بس الموضوع مش بإيدي صدقني، غصب عني مش قادرة أخرجك من جوايا، حبك بقا بيجري في دمي يا هشام، مش قادرة أتخيل نفسي جوة حضن راجل غيرك!

إنتفض داخله برهبه وسعد من حديثها الذي أشعره بالفخر وبرجولته، وبالحنين إلى ماضي مازال يسكن روحه ويريد الخروج، لكنه يكبته ويضغط عليه بكل ما أوتي من قوة.

حاول تهدئة حاله وعدم السماح لحاله بالتمادي والإنجراف وراء تلك المشاعر التي تريد من يطلق لها العنان.

وأردف قائلا بهدوء عكس ما بداخله صدقيني إنت إللي واهمه نفسك بكدة، إن شاء الله هتقابلي الشخص المناسب وتحبية.

هزت رأسها رافضتا حديثة قولت لك حاولت ومقدرتش.

ثم أكملت برجاء وعيون متوسلة أنا مش عاوزة حاجه من الدنيا كلها غيرك يا هشام، وكل إللي بطلبه منك هو إنك تسيبني أحبك ومتبعدنيش عنك.

كاد أن يعترض لكنها أوقفته بنبرة متلهفه أنا مش هضايقك خالص ولا حتى عوزاك تتجاوب معايا، أنا كل إللي بطلبه منك إنك تسمحي لي أفضل قريبه منك، يعني لما أكون مخنوقه ومشتاقة لك تسمح لي أكلمك وأشوفك و تسمعني، مش أكتر من كده.

شعر بحيرة داخله وكمية مشاعر مبعثرة ومشتته وغير محددة،
وأردف قائلا بإعتراض بس أنا مش هعرف أعمل كدة يا لبني، لأني ببساطة بحب فريدة ومش هسمح لنفسي إني أأذي مشاعرها، فريدة متستاهلش مني كده!

أجابته بعيون متوسلة ونبرة صوت مترجيه صادقه أنا عارفه إنت قد أيه بتحبها ومتفهمه لده كويس أوي، بس وحياة الحب إللي كان بينا يا هشام لتوافق تخليني جنبك، أنت لو بعدت عني أنا ممكن أفكر أخلص من حياتي كلها!

نظر لها برعب دب داخل أوصاله من فكرة خسارتها، وتحدث معنفا إياها أيه الهبل إللي بتقوليه ده، إنت إتجننتي يا لبني، إزاي تفكري في كدة؟

أجابته بدموع وألم عاشقه يمزق داخلها يا هشام إفهمني، أنا حياتي من غيرك زي عدمها، ده إللي إنت مش قادر تفهمه، أرجوك متحرمنيش من سعادة قلبي في قربك!

زفر بضيق وفكر قليلا ثم أتخذ قرارة بالموافقه، ظنا منه أنه سيقربها منه ولكن لم يسمح لمشاعرة بالإنجراف وراء ماضيه معها، والذي يخشي خروجه ورجوعه مرة أخري طيلة الوقت.

هز رأسه بموافقه وأبتسامة خفيفه، تحت سعادتها اللامتناهيه، لم تشعر بحالها إلا وهي ترتمي داخل أحضانه وتشكرة بعرفان.

إهتز جسده وأقشعر من تقربها المفاجيء، وفجأه شعر بنفس مشاعرة الماضيه لها بل وأشد، شعر بروحه تحوم في سماء الهوى، كاد أن يندمج معها ويذهب لماضيه الجميل، لكنه وبلحظه وعي على حاله وأبعدها سريع.

وهو ينظر إليها ويبتلع لعابه من هيئتها وهي سعيدة، كم كانت فاتنه، بل رائعة الجمال.

تحدث بحده وتهديد مصطنع أخر مرة تعملي التصرف ده تاني وإلا هرجع في وعدي ليكي، مفهوم؟

هزت رأسها بسعاده وأردفت بنبرة خجلة أنا أسفه يا هشام، بس بجد محسيتش بنفسي من شدة فرحتي.

نظر لها وهز رأسه بتفهم وأبتلع لعابه من شدة تأثرة
كان كل هذا يحدث تحت أنظار تلك الرانيا التي تقف مختبئه في زاوية من زوايا شرفتها تراقب ذلك اللقاء بقلب سعيد ومنتشي.

وأيضا غادة التي تراقب ذلك اللقاء بقلب حزين من شرفة المطبخ.

إنسجم معها بالحديث حتى أنه نسي أمر فريدة التي وعدها بإنتظاره لمحادثتها، ولكنه إنشغل عنها وجلس مع لبني يتسامران بقلوب طائرة.

تري ما الذي يحمله الغد لعلاقة هشام ولبني؟

بعد عدة أيام.

داخل مدينة السلام كما لقبت
مدينة شرم الشيخ، مدينة السحر والجمال، حيت الهواء النقي والمناظر الطبيعية الخلابة التي تجذب البصر إليها وتريح النفوس.

كانت تتحرك أمام البحر بأصوات أمواجه الهائجة المتمردة، أمسكت هاتفها وضغطت زر الإتصال وأنتظرت ليجيب سليم عليها كي تطمئن عليه.

أما عند سليم الذي كان يقبع فوق تخته متسطح يغفو بجسد منهك، داخل ال Suite المتواجد بالفندق الذي إنتقل إليه فور سفر عائلتة مع عائلة علي للإستجمام!

إستمع إلى رنين هاتفه بدأ بفتح عيناه بتثاقل، زفر بضيق لعدم أخذه القسط الكافي من النوم وعدم راحة جسده المنهك.

مد يده وألتقط الهاتف من فوق الكومود ونظر به وأجاب على الفور حين وجد نقش إسم والدته
سليم بصوت ناعس متحشرج صباح الخير يا ماما.

أجابته أمال بحب ولهفة أم صباح النور يا باشمهندس، صوتك بيقول إنك لسه نايم؟

تنهد سليم وهو يتمطئ وأجابها وهو يجلس فوق التخت لسه والله يا ماما، كان عندي شغل كتير بالليل ونمت متأخر.

وأكمل مضيقا عيناه بتساؤل وفضول خير يا حبيبتي، أيه اللي مخليكي تتصلي بدري كده؟
بابا وريم كويسين؟

أجابته بهدوء ليطمئن كلنا بخير يا حبيبي، أنا بس حبيت أقول لك إننا حجزنا و راجعين القاهرة إنهارده بالليل، فياريت تجهز شنطتك وتعمل check out قبل متنزل على شغلك وترجع من الشغل على البيت.

أجابها بهدوء خليها لبكرة يا ماما، مش هتفرق من يوم.

أردفت بحنين ومشاعر صادقه يا حبيبي وحشتني وعاوزة أملي عيني منك، مش كفايه إن أجازتك قربت تخلص وملحقتش أقعد معاك ولا أشبع منك، ده أنت حتى مرضيتش تيجي تقضي معانا الإسبوع بتاع شرم يا سليم!

سعد داخله من مشاعر والدته الصادقة التي وصلته، وأردف قائلا بسعادة أمال هانم تؤمر وأنا عليا التنفيذ، وصدقيني يا حبيبتي لو عوزاني أخد أول طيارة رايحه شرم وأجي لك حالا مش هتأخر!

إبتسمت وأنتشي داخلها بسعادة وأردفت بحب ربنا يخليك ليا يا حبيبي، متنساش تروح على البيت على طول، أنا خليت هنيه تعمل لك الأكلات اللي بتحبها، وكمان خليتهم يملوا الثلاجه فواكة وحلويات، يعني البيت فيه كل حاجه ممكن تحتاج لها.

أغلق مع والدته وتحرك من تخته ووقف بوسط ال Suite وبدأ بممارسة تمارينه الصباحيه، وبعد مده كان يقف تحت صنبور المياه ليستحم، وخرج من جديد وبدأ في ارتداء ملابسه.

وبالفعل لملم أشيائه وأغلق حسابه بالأوتيل ووضع حقيبته بالسيارة وتحرك ذاهب إلى مقر الشركة التي تعمل بها فريدة.

كانت تجلس خلف مكتبها منهمكه في عملها، منكبه على أوراقها الموضوعه أمامها، إستمعت إلى طرقات خفيفه فوق الباب، سمحت للطارق بالدلوف قائلة بصوت جاد أدخل.

دلف سليم وتحرك إليها وبلحظه توقف عن الحركة، نظر إليها بوله وقلب هائم فقد إشتاقها حقا وأشتاق الحديث معها، إشتاق النظر لعيناها، الوقوف أمامها والقرب من جسدها المهلك لروحه، النظر لكريزتيها المهلكه لرجولته،
صرخ قلبه مطالبا إياه بالركض إليها وجذبها من خصرها وإلصاقها بصدرة وضمها بقوة ليشبع روحه العطشه لها ولرائحتها المميزة.

أما فريدة التي كانت تجلس منكبه على أوراقها، لا تبالي بذلك الواقف أمامها وروحه تحترق من شدة الإشتياق.

وبلحظه حسم أمرة ونظف حنجرته وتحدث بصوت غلب عليه طابع الحنان رغما عنه صباح الخير يا باشمهندسه!

كانت منشغله لأبعد الحدود بفحص أوراقها وبلحظه إشتعلت جميع حواسها وأنتفض قلبها بنشوة وبسرعة البرق رفعت بصرها تنظر إليه بعيون مشتاقه متفحصه لكل إنش بوجهه، إشتعل داخلها من هيئته المهلكه لروحها،
فقد كان يرتدي حلة سوداء وقميص أبيض يطلق العنان لزرائرة العلوي ليظهر منه صدرة الملفت للنظر والمهلك لروحها العاشقه.

وبلحظه عادت لوعيها وغضت بصرها بسرعة البرق وأستغفرت ربها وطلبت منه العفو والمغفرة.

أما هو فقد طار داخله وسعد وتفاخر برجولته حين رأي عشقها ولهفتها الظاهرة بعيناها التي تنطق غراما ولهفه
وبلحظه تذكرت هي وجه والدته وهي تكيل لها وابل الإهانات والإتهامات الباطلة،
فحسمت أمرها سريع وأعتدلت بجلستها ورسمت على ملامحها الجمود وأردفت قائلة بصوت جاد أهلا يا باشمهندس، خير؟

هز رأسه بإستسلام لتحولها السريع وكبتها لمشاعرها الصادقة.

إبتسم لها وأردف قائلا بهدوء أكيد خير يا باشمهندسه، وأكمل متحجج كنت عاوزك تبعتي لي ملف وعلى فكرة كلمت مستر فايز عليه قبل ما أدخل لك على طول!

هزت رأسها بتفهم وأردفت قائلة بعمليه ومن غير ما تستأذنه يا باشمهندس، حضرتك بعد توقيع الشراكه أصبحت عضو رسمي معانا ومن حقك تطلع على أي ملف خاص بالشركة، ومستر فايز بلغني إن أي حاجه حضرتك تحتاج لها أنفذهالك فورا.

تحرك إليها ووضع كفيه فوق المكتب ساندا عليه بساعديه القويتان ومال برأسه عليها حتى إقترب منها كثيرا.

ومرر لسانه فوق شفتاه بطريقة مثيرة أذابت حصونها وجعلت داخلها يتهاوي وأردف قائلا بإثارة ووقاحه أي حاجه أي حاجه؟

إبتلعت لعابها بصعوبه من هيئته المهلكه لإنوثتها وأردفت قائلة بتلعثم ونبرة خجله من فضلك إبعد يا باشمهندس، وياريت بلاش إسلوب المراوغه في الكلام ده لأني مبحبهوش!

إبتسم لها وتحدث بمراوغه وعيون ساحرة طب متجربي تحبيه، مش يمكن يعجبك؟

إرتبكت بجلستها من تلميحاته وأردفت بتساؤل بنبرة جاده هو أيه ده حضرتك إللي ممكن يعجبني؟

إعتدل بوقفته ووضع يداه داخل جيب بنطاله وأصبح جذابا بطريقة جعلت قلبها المسكين يصرخ طالبا منه الرحمه،
وضحك برجوله هدمت ما تبقي من حصونها قائلا إسلوبي يا باشمهندسه،
وأكمل بوقاحة ولا، إنت فهمتي حاجه تانيه من كلامي!

وقفت بحزم ورسمت الجمود فوق ملامحها وأردفت بقوة ولا تانيه ولا تالته، إتفضل حضرتك على مكتبك وأنا خمس دقايق وهبعت لسيادتك الملف حالا،
وأكملت بحده وعمليه أي أوامر تانيه حضرتك؟

إبتسم لها وتحدث بنبرة صوت هادئة حاليا لا، لكن أكيد هاجي لك تاني، وقريب أوي.

وأردف قائلا بحنان وهو يتحرك نحو الباب شكرا يا فريدة.

تحرك خارجا وأغلق خلفه الباب، تنفست هي الصعداء وكأنها كانت ممنوعه من التنفس وألقت بحالها فوق مقعدها وأغمضت عيناها بإرتباك.

أمام جامعة القاهرة.

كان يقف عبدالله بإنتظار نهلة ليصطحبها كي يتناولان الغداء سويا بإحدي المطاعم وذلك بعد أن إستطاع أخذ الإذن من والدها بالخروج معها.

تحركت وهي تخطو خطواتها خارج الحرم الجامعي تحت سعادتها اللامتناهية، رأته يقف بعيدا بطلتة الساحرة لقلبها العاشق، تحركت إليه سريعا
قابلها هو بفرحه عارمه، فها هو أول لقاء لهما معا بالخارج ومصرح به من والدها أيضا!

مد يده لها محتضنا كف يدها الصغير بحنان ونظر بعيناها الخجله قائلا أزيك يا نهلة.

أجابته وهي تنظر داخل مقلتيه البنيتين قائلة بصوت يرتجف من شدة خجلة وسعادته معا أزيك إنت يا عبدالله!

إبتسم لها وأردف قائلا بحب تعرفي إني طول عمري بحب إسمي ومعتز بيه أوي، لكن حبيته أكتر وحسيت قد أيه هو مميز لما سمعته من بين شفايفك.

نظرت له وأردفت قائلة بملامه محببه وبعدين معاك يا عبدالله!

أجابها بعيونه الساحره عيون وقلب عبدالله.

إبتسمت خجلا فأشار لها بالتحرك إلى السيارة وبالفعل تحركت وأستقلت بجانبه سيارته البسيطة الحال وهي بقمة سعادتها!

وصلا معا إلى إحدي المطاعم المتوسطة الحال، سحب لها المقعد بكل إحترام تحت شدة سعادتها، جلست بهدوء وتحرك عبدالله وجلس بالمقابل ونظر لها بإبتسامته البريئه.

أتي إليهما النادل وتحدث بإحترام مساء الخير يا أفندم، نورتونا.

ومد يده إلى عبدالله وناوله قائمة الطعام
نظر عبدالله إلى حبيبته وأردف قائلا بحنان ها يا حبيبتي، تحبي تاكلي أيه؟

إبتسمت له وأردفت خجلا عادي، إللي تختارة!

رد عليها بتصميم وهو يناولها قائمة الطعام بإحترام أنا نفسي هاكل على ذوقك، يلا إختاري ليا وليكي!

إبتسمت وهي تنظر إليه بعيون هائمة سعيدة من إهتمامه بها،
ثم نظرت إلى القائمة وأردفت قائلة وهي تنظر إلى النادل وتحادثه بإحترام لشخصه ياريت لو سمحت تجيب لنا إسكالوب بانيه وبطاطس محمرة ومعاهم أسباجتي وسلطة خضرا.

إبتسم لها عبدالله لمعرفته أنها طلبت تلك الوجبه خصيصا لمعرفتها بعشقه لها!

إنصرف النادل ونظر لها ذلك العاشق بعيونه البنية اللون الساحرة وأردف قائلا طلبتي الإسباجتي والإسكالوب علشاني، صح يا نهلة؟

أجابته بعيون هائمه وروح طائرة سعيدة لو قلت لك إنهم بقوا وجبتي المفضله أنا كمان هتصدقني؟

أجابها سريع بصدق هصدقك لسبب واحد، إن أنا كمان بقيت بعشق كل تفاصيلك وكل حاجه بتحبيها.

وأكمل بعيون مغرمه وصوت هائم عاشق بحبك يا نهله، بحبك وبقيت بحسب الأيام والليالي اللي فاضله على ميعاد جوازنا، وأكمل بإشتياق سنتين كتير أوي يا نهله، ياتري هقدر أتحملهم؟

أجابته بوجه يشع إحمرارا من شدة خجلها إن شاء الله هيعدوا بسرعه يا عبدالله.

رد بلهفه يارب يا قلبي، يارب.

ضلا يتحدثان بسعادة وقلوب متراقصه حتى أتي النادل إليهما وأنزل لهما الطعام وبدأ بتناوله تحت نظراتهم العاشقه لبعضهما!

في مساء اليوم التالي!

وبالتحديد داخل النيل، كانت فريده وهشام يصعدان إلى يخت فخم مخصص لإقامة الحفلات والمناسبات وذلك لتلبية دعوة علي وزوجته أسما لحضور حفل يوم ميلاد طفلهما السعيد سليم،
كانت أسما وعلي يقفان عند مقدمة اليخت لإستقبال باقي الضيوف حتى يكتمل العدد ويبلغوا القبطان بالتحرك داخل المياة ليبدأ الحفل.

كان الجميع بإنتظار أخر شخصان حتى يتحرك اليخت ويبحر،
وفجأة ظهرت هي وهشام بطلتها البهيه، كانت أشبة بحوريات الجنة بثوبها الحريري بملمسه الناعم، ولونه الأزرق الأخاذ للبصر، ومطرز بتطريز رقيق للغايه وحجابها الأو وايت الذي جعل منها ملكة متوجه،
كانت مبهرة بمقلتيها الرماديه وشفتاها الكريزيه ووجها الصافي الغير متكلف.

جذبت إنتباه الجميع حين دلفت بجوار ذلك الأنيق ذو الطلة الرجوليه بجسدة الرياضي ومظهره المنمق.

إشتعل داخل سليم وصرخ قلبه حين رأي ذلك الهشام وهو يمسك يدها لتصعد سلم اليخت.

إبتسمت فريدة إلى أسما وأقتربت عليها وقبلتها بود قائلة كل سنه وسليم بخير وسعادة.

أجابتها أسما بوجه بشوش وإنت طيبه يا فريدة، مبسوطة جدا إنكم جيتم!

ثم نظرت إلى هشام وهزت برأسها كتحية له وتحدثت بترحاب نورتنا أستاذ هشام!

أجابها بإحترام ووجه بشوش متشكر يا أفندم وكل سنه وأنتم طيبين!

ثم حول بصره إلى علي وتحدث بإحترام أزيك يا باشمهندس!

أجابه علي بإبتسامة ترحاب تسلم أستاذ هشام، نورتنا يا باشا!

وأشار لهما بالدخول والجلوس ثم أخبر مساعد القبطان بإكتمال العدد، وتحرك اليخت.

في تلك الأثناء أسرع الصغير إلى فريدة التي رأها مسبقا ولكنه ضل متذكرا إياها، قابلته فريدة بحب شديد وترحاب!

ثم تحركت فريده وهشام وجلسا بعد أن ألقوا التحيه على الحضور دون سلام باليد، عدا والدة على ووالده وأيضا عائلة أسما.

كان ينظر أمامه بلامبالاه إصطنعها لحاله حتى لا يشعر عليه أحد ولا لألمه!

أما أمال التي نظرت إلى فريدة بكبرياء وغرور مما أستدع فريدة إلى رد تلك النظرة لها وبنفس درجة الكبرياء والتحدي.

نظر سليم عليهما مضيق عيناه بإستغراب وهو يري تبادل نظرات التحدي الظاهرة بعيناهما بعضهما البعض،
وبلحظه ودهاء معهود هو عليه بدأ يربط بين تغير فريدة الكلي بمعاملته، وبين هدوء وأستكانة والدته في الفترة الأخيرة!

وفهم أن لقاء الجبابرة الذي كان يخشاه قد حدث بالفعل، ولكن كيف وأين، هو لا يدري.

تلك المرة قد جري الماء من تحته ولن يشعر هو به!

فإحتقر غبائه وحزن ولعن حاله ولامها على عدم رؤيته ورصد كل ما يدور من حوله من جميع الإتجهات.

لاحظ قاسم هو أيضا صراع النظرات المتبادله بين سليم، أمال، فريدة التي تعرف على شخصيتها من نظرات الوله التي تنطلق من مقلتي ولده بإتجاه تلك الفريدة.

مال على أذن أمال وهمس بذكاء بردوا نفذتي إللي في دماغك وروحتي هددتي البنت يا أمال!

إلتفتت إليه سريع بنظرات حائرة ونطقت بتساؤل وإنت عرفت منين يا قاسم؟

إبتسم ساخرا وأجابها بدهاء من أسلحة الدمار الشامل المتبادلة اللي خارجه من عيونكم لبعض إنت وهي.

وأكمل بإطراء بس تصدقي إن إبنك معزور، البنت فعلا زي القمر وجذابه جدا، ده غير إنها شيك ومنمقه في نفسها والذكاء باين أوي من نظرة عنيها!

إبتسمت ساخرة وتحدثت بتهكم وتفتكر إن دي مقومات تشفع لها وتخليني أتنازل وأتغاضي عن أصلها ونشأتها؟

تنهد قاسم براحه وأجابها بتأكيد على حديثها عندك حق طبعا، أنا كنت بحاول أشوفها بعيون سليم مش أكتر!

إبتسمت بإنتصار وتنفست بهدوء وراحة!

أما سليم الذي تابع بتدقيق ملامح والديه وحركة شفاههما وحاول جاهدا قراءة ما يدور بينهما وفهم من حركة الشفاه والنظر إلى فريدة أن والدته قد إقترفت كارثة ما.

تحرك سليم إلى فريدة ووقف بقبالتها هي وهشام وأردف قائلا بإبتسامه يخبئ خلفها ناره المشتعله مساء الخير، أزيك يا باشمهندسه!

أجابته بإقتضاب وملامح جامدة فهم منها أن ماكان يخشاه قد تم بالفعل أهلا بحضرتك.

ثم حول بصره إلى هشام وتحامل على حاله وأبتسم بزيف وتحدث من بين أسنانه أزيك يا أستاذ هشام، أخبارك أيه؟

أجابه هشام بنظرة تحدي الحمد لله، أنا تمام جدا!

أتي علي إليهم بعدما لاحظ ضعف سليم داخل عيناه، وعدم سيطرته على حاله وقدرته على الإبتعاد عن فريدة وتركها لحالها بصحبة هشام.

إقترب علي عليهم وأشار إلى سليم بالجلوس على نفس الطاولة بعدما رحب بهما، وجلس هو الأخر مما أسعد سليم من تصرف صديقه وشعورة به وبقلبه المتألم
إرتعب داخل فريدة من تواجد سليم وهشام على نفس الطاولة،
بادر علي بالتحدث حتى يذيب جبل الجليد المتواجد بين هشام وسليم، ونظر لثلاثتهم موجه الحديث إليهم أخبار الشغل أيه يا أساتذه؟

أجابه هشام كله تمام الحمدلله!

أسترسل سليم حديثه بنبرة جادة إن شاء الله فيه إجتماع مهم بعد يومين لكل كوادر الشركة، وفيه قرارات مهمه لازم تتاخد علشان محتاجين نظبط الشغل أكتر من كدة.

ضيق هشام عيناه وتحدث بتهكم قرارات أيه دي اللي هتتاخد، بيتهيئ لي إن نظام الشركة عندنا ناجح جدا ومش محتاج لأي قرارات إضافيه، والدليل على كدة إن شركتنا محققه مكاسب مالية عاليه جدا السنة دي!

إبتسم له سليم ساخرا وأردف قائلا بتهكم أديك قولتها بنفسك، بيتهئ لك،
وأكمل بنبرة عمليه جادة عود نفسك يا أستاذ هشام إن دايما كل نقطه بتوصل لها فيه إللي أعلي منها واللي لازم تحارب علشان تطولها، وبعدها تبص على اللي يليها، النجاح ملهوش سقف يا حضرة المحاسب الناجح!

ثم حول بصرة إلى الجالسه تستمع لهم بصمت تام وكأن الأمر لا يعنيها وأكمل متسائلا لها بإهتمام أنت أيه رأيك في الكلام ده يا باشمهندسه؟

كانت تستمع إليه وشعور الذنب يتأكل داخلها لإحساسها الدائم بخيانتها ل هشام في حضور سليم.

تحاملت على حالها ونظرت إليه وأردفت بهدوء ومهنيه كلام حضرتك صحيح ويحترم طبعا، لأن من أسباب نجاح أي كيان إن القائمين عليه ميشعروش بالكمال أبدا، ودايما يسعوا للتطوير والتقدم فيه أكتر وأكتر!

نظر لها سليم بإعجاب لم يستطع مداراته تحت إشتعال صدر هشام الغائر،
ثم حول بصره إلى هشام وأشار إليها بكف يده محدث هشام بتأكيد شوفت يا أستاذ هشام، هو ده الرأي الصحيح للشخص الناجح اللي معندوش نقطة نهاية للنجاح.

ثم تبادل نظراته بين ثلاثتهم وأردف قائلا الطموح والنجاح ملهومش سقف يا أساتذه.

أتت إليهم أسما ووضعت يداها فوق كتفي زوجها بحنان ونظرت للجميع وأردفت بإبتسامه ممكن بقا تبطلوا كلام في الشغل وتقوموا علشان نطفي الشمع.

وقف هشام ومد يده إلى فريده كي يشعل داخل سليم ويثبت للجميع ملكيته لتلك الجميله الفاتنه،
إستشاط داخل سليم وغلي عندما وجد فريده تنظر إلى يده بتردد، ولكنها وبلحظه حسمت أمرها وسلمت له يدها بترحاب كي تقطع الأمل أمام سليم.

تحرك الحضور وألتفوا حول قالب الحلوي المخصص للإحتفال وبدأ الجميع بالتصفيق الخفيف والغناء
أما هشام فقد أتاه إتصال فاضطر أن يتحرك بعيدا ليجيب على والده.

إقترب سليم مستغلا الوضع وأنشغال الحضور بالغناء، قرب فمه من أذنها وتحدث بهمس عابث مثير أرعب جسدها قائلا بتوعد وحياتك عندي لأحاسبك على كل مرة سمحتي له فيها بإنه يلمس حاجة متخصوش، حسابك تقل معايا أوي يا فريدة، بس ولا يهمك، الحساب يجمع، ووقته قرب أوي!

إرتعبت أوصالها من همسه وأقترابه بهذا الشكل المثير، ولكنها تماسكت وضلت ناظرة أمامها بثبات مزيف حتى لا تلفت الأنظار إليها.

ولكن كان هناك من يراقب تقاربه منها والغل يتأكل قلبه، إنها أمال لا غيرها التي تأكدت من عشق إبنها الهائل لتلك اللعينه.

أتي هشام بعدما أبتعد سليم قليلا عن فريدة وأطفئ الطفل شموعه الثلاث تحت تصفيق حار من الجميع وبدأت الهدايا تنهال عليه من الحضور.

إقتربت فريده من الصغير وقبلته وأعطته هديتها هي وهشام تحت سعادة الطفل وشكره لها.

وبعد مده كانت تقف عند سور اليخت هي وهشام وهما منسجمان بالحديث ويضحكان بسعادة والإرتياح يظهر على ملاحمهما.

كان يقف بعيدا ذلك العاشق الولهان صاحب القلب الدامي الذي إشتعل قلبه وأحترقت روحه مما يراه أمامه، رفقا بقلبي أميرتي
فقد هرم ولم يعد لديه القدرة على تحمل الجراح بعد
. ألم يحن الأوان للصفح والغفران.

نظر عليه قاسم وتألم قلبه على حال صغيره وحالة الإشتعال الذي يداريها تحت ملامحه الجامدة الذي أتقن رسمها ببراعه، ولكن لم تنطلي على والده فهو أدري الناس به.

تحرك إلى إبنه ووقف بجانبه ووضع يده مربت على كتفه قائلا بحديث ذات مغزي متزعلش على حاجه مش من نصيبك يا أبني، أكيد ربنا شايل لك الأحسن والأفضل علشان يكافئك!

نظر إلى والده وأردف بنبرة قوية واثقه ومين اللي قال إنها مش من نصيبي يا قاسم باشا، يا عالم بكرة هيحصل فيه أيه، ربك خلاف الظنون!

نظر قاسم إلى ولده وتحدث بنبرة قلقه متسائلا ناوي على أيه يا سليم، ياريت يا أبني تفكر بعقلك قبل قلبك، فكر في مستقبلك وفي أولادك اللي هييجوا بعد كده.

نظر إلى فريده وتحدث بعشق يملئ صوته وعيناه وأردف قائلا بتفاخر طب بذمتك فيه أطهر من دي أم لأولادي، ولا أجمل من كدة مستقبل؟

ثم نظر إلى والده وأردف بعيون عاشقه متخليا عن كبريائة إبنك عاشق ولهان وبيتمني القرب والرضا.

وأكمل بوله سليم داب قلبه وأنتهي الأمر يا أبو سليم.

تنهد قاسم بحزن وشعر بغصة تقتحم صدرة، وغضب من حاله ومن زوجته على عدم شعورهما بقلب صغيرهما الذي أدماه الهوي وأذابه، وبدلا من أن يصطفا بجانب ولدهما ويدعماه، يقفان بوجهه ويحاربا قلب صغيرهما العاشق بكل ما أوتوا من قوة!

أما عن ريم التي كانت تنظر إلى أخيها بقلب حزين يتألم لأجله، إقتربت من فريدة وأردفت بإبتسامه ووجه بشوش أزيك يا باشمهندسه!

نظرت إليها فريدة وابتسمت ومدت يدها لها وأردفت بترحاب أهلا وسهلا يا ريم، إزيك، أخبارك أيه؟

أجابتها ريم أنا تمام الحمدلله.

نظرت فريدة إلى هشام وأشارت بيدها إلى ريم وبدأت بتقديمها دي ريم الدمنهوري يا هشام، أخت باشمهندس سليم، إتعرفت عليها في حفله الشركة.

ثم نظرت إلى هشام وأردفت قائله وده أستاذ هشام يا ريم، خطيبي وزميلي في الشركة.

نظر لها هشام بإحترام وأردف قائلا أتشرفت بمعرفتك أستاذة ريم.

ردتها ريم له.

وبعد مدة تحرك على وأسما ووقف بجانب فريدة وهشام.

وأثناء إنشغال على وهشام بالحديث وأندماجهما.

تحدثت أسما إلى فريدة قائله وهي تنظر إلى أمال فريدة، تعالي أعرفك على مامت سليم!

هزت فريده رأسها برفض سريع وأردفت بإعتراض وقوة لا يا أسما لو سمحتي، أنا مش حابه أتعرف على حد!

نظرت لها أسما وأستغربت طريقة رفضها العنيف والتي هي عكس طبيعتها الهادئة، ولكنها إحترمت رغبتها وغيرت مجري الحديث كي لا تزعجها أكثر!

إنقضي اليوم ورحل الجميع كل بإتجاهه تحت مشاعر مختلفه ومختلطه أيضا.

بعد أنتهاء الحفل عاد سليم بصحبة أسرته إلى منزلهم،
كادت أمال أن تتحرك داخل غرفتها إلى أن أوقفها صوت سليم الحازم لو سمحتي يا ماما،
إستدارت أمال ونظرت إليه فأكمل هو بقوة وملامح جامدة بيتهئ لي إحنا محتاجين نتكلم مع بعض شوية!

نظرت إليه أمال وأردفت بنبرة متهربه مش شايف إن الوقت متأخر على الكلام يا باشمهندس؟

أجابها بحده وحديث ذات مغزي بالعكس، ده هو ده الوقت المناسب للكلام يا أمي!

أغمض قاسم عيناه بأسي لعلمه ما سيتحدث به إبنه
فنظر إلى ريم وتحدث أدخلي أوضتك إنت يا ريم، غيري هدومك ونامي،
ثم نظر إلى سليم و أمال وتحدث بنبرة جادة أتفضلوا نتكلم جوة بدل ما الشغالين يتفرجوا علينا زي المرة اللي فاتت.

زفرت أمال بضيق وتحركت للداخل وتحرك خلفها قاسم وسليم وأغلق سليم باب الغرفه وتحدث إتفضلي يا ماما، أنا سامعك!

ضحكت بطريقة ساخرة وتحدثت أتفضل أقول أيه يا سليم، هو مين فينا اللي طالب يتكلم؟

أجابها بقوة حضرتك إللي هتتكلمي يا ماما، هتقولي لي شفتي فريدة أمتي وأزاي وفين؟

ونظر لها بتدقيق راصدا ردة فعلها.

كانت تتهرب من نظراته المتفحصه لها وأردفت بإنكار فريدة مين دي كمان اللي شفتها وأ.

كادت ان تكمل لكنه قاطعها بحده شفتي فريدة فين وأمتي يا أمي؟

رمقته بنظرة حادة وصاحت بنبرة غاضبه روحت لها بيتها ياسليم، روحت هددتها هي وأمها وعرفتهم مقامهم، عريتهم قدام نفسهم و وريتهم حجمهم الطبيعي!

جحظت عيناه من هول ما إستمع إليه وتحدث بذهول هو حضرتك بتتكلمي بجد؟
يعني إنت حقيقي روحتي إقتحمتي على الناس بيتهم
وأتهكمتي عليهم؟

ضحكت وتحدثت بنبرة ساخرة بيت أيه اللي إقتحمته عليهم يا سليم،
وأكملت بإشمئزاز أنا كان نفسي تيجي معايا علشان تشوف المزبله إللي عايشه فيها ست الحسن والجمال بتاعتك هي وأهلها وبيسموة بيت.

وأكملت بنبرة جاده تعرف يا سليم، أنا كنت شاكه إنها ممكن تكون بتحبك، لكن بعد ما رحت أنا وخالتك وشفنا عيشتها المؤرفة هي وأهلها، إتأكدنا إنها فعلا طمعانه فيك علشان تنشلها من القرف اللي هي عايشه فيه.

ونظرت إلى قاسم الذي يجلس يستمع فقط ولا يعقب وأكملت بتعالي وغرور لو شفت المنطقه اللي عايشه فيها يا قاسم، Oh No!

وأقشعرت بوجهها بإشمئزاز مكملة ولا مامتها، ياااااي، طالعه علينا من المطبخ رابطة شعرها بإيشارب ولابسه جلبية مرضاش أخلي رقية تنظف لي البيت بيها!

نظر لها بإندهاش وتحدث بذهول أمتي وأزاي إتحولتي وبقيتي بالصورة الشنيعة إللي ظاهرة قدامي دي؟

معقوله إنت أمي الست المكافحة إللي ضحت علشان أولادها وحرمت نفسها حتى من الاكل الكويس علشان تعلمهم؟

أول ما ربنا يدينا تتكبري وتسخري من خلقه بالطريقه البشعة دي؟

وأكمل وعلي فكرة بقا يا ماما، أنا شفت مامت فريدة، ست محترمه ومنمقة في لبسها ونظيفه جدا، حتى كلامها كلام ست واعيه وفاهمه الدنيا كويس جدا، وأحسن من ناس كتير عاملين فيها سيدات مجتمع وهما جواهم فاضي.

ثم حول بصره إلى والده وأردف مستغرب صمته حضرتك ساكت ليه يا بابا، معقولة حضرتك كنت عارف اللي ماما عملته وسكت وعجبك تصرفها؟

تنهد قاسم وأردف قائلا بنفي طبعا مكنتش أعرف يا سليم، ولو عرفت كنت أكيد منعتها إنها تعمل كده، واكمل بنبرة هادئة بس ده ميمنعش إن أمك من حقها تدافع عنك وتختارلك الأفضل،
يمكن الطريقه اللي إتصرفت بيها كانت غلط، لكن الدافع معنديش أي إعتراض عليه، أمك خايفه عليك يا سليم وده حقها.

أفحمه رد والده البارد وسحق داخله، وقف ينظر إليهما بشموخ وأردف قائلا بحسم أنا كمان من حقي أدافع عن إختياراتي وأحفظ كرامة البنت إللي بحبها واللي إن شاء الله هتكون مراتي وأم أولادي.

ونظر إلى والدته وتحدث بقوة وحزم قدام حضرتك إختيار من إتنين ملهومش تالت، الأول هو إن حضرتك تيجي معايا بكرة ونروح للست اللي حضرتك أهنتيها في بيتها وتعتذري لها، وأظن ده أقل شيئ نقدر نعمله علشان نرد ليها إعتبارها.

أجابت بقوة ونبرة مستفزة قبل أن يكمل علي جثتي يا سليم.

وأكمل والده معترضا بحده إنت إتجننت يا سليم، عاوز أمك تروح تهين نفسها وتعتذر لواحده في بيتها؟

رد سليم بقوة الست اللي حضرتك مستكتر إن أمي تروح تعتذر لها دي، أمي بنفسها هي اللي راحت لها نفس البيت ده واهانتها وأهانت بنتها فيه.

وأكمل بحده إحنا بنصحح أوضاع ليس إلا يا قاسم باشا!

تحدث قاسم برفض قاطع وأنا قلت مش هيحصل يا سليم!

إبتسم لأبيه وتحدث يبقا مفيش غير الحل التاني، وهو إني هيسيب البيت دالوقت حالا ومش راجع هنا تاني.

ردت بصياح إنت بتهددنا يا سليم، بتحطني قدام الأمر الواقع، يعني ياإما أروح أتزل لأم الشرشوحه بتاعتك وأعتذر لها، يا إما هتقاطعنا وتسيب البيت؟

أجابها بقوة رافع رأسه بشموخ بالظبط كده يا أمي!

إبتسمت ساخرة وأردفت بقوة مماثله وتحدي وأنا مش هروح يا سليم.

إبتسم لها وهز رأسه بإيجاب وتوجه إلى الباب وذهب لغرفته وبدأ بجمع أشيائة.

دلف والده قائلا وهو ينظر إليه إعقل يا سليم وبلاش تهور، مش معقول كل ما تختلف إنت وأمك تلم هدومك وتروح تقعد في الأوتيل، أظن إنت كبرت على حركات الولاد دي.

جمع أشيائة ونظر إليه قائلا أنا فعلا كبرت يا بابا، وده اللي حضراتكم مش قادرين تشوفوه ولا تفهموة، وعلشان كبرت فاسمح لي، من إنهاردة هكون مسؤل عن إختياراتي، ومن غير ما أشارك فيها أي حد.

حتي إحنا يا سليم؟ قالها قاسم بتساؤل.

أجابه سليم حضراتكم اللي إخترتم وحكمتم بكدة، مش أنا يا بابا.

وحمل حقيبته وخرج من الشقه إلى الأوتيل مباشرة تحت إشتعال أمال وكرهها أكثر وحقدها على تلك الفريدة.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

داخل شركة الحسيني وبالتحديد بمكتب دكتور مراد
كان يجلس داخل مكتبه يفحص أوراقه الموضوعه أمامه بعناية.

إستمع إلى طرقات خفيفه فوق الباب فتحدث بهدوء أدخل.

خطت بساقيها المرتبكة للداخل ووقفت أمامه تنظر إليه خجلا وتحدثت صباح الخير يا دكتور.

نظر إليها بجمود وتسائل بحدة بالغه خير يا دكتورة؟

تنهدت من طريقته الحادة ولكنها تحاملت على حالها بعدما عاهدت نفسها على أن لا تغضب منه بعد الأن، وذلك لتعاطفها مع ظروف مرضه وحالته الإنسانية وأيضا تضامنا مع حالة والديه.

وتحدثت بإبتسامة هادئة وصوت رقيق أنا كنت حابه أشكر حضرتك على موقفك النبيل معايا قدام دكتور صادق، الحقيقه أنا كنت محرجه جدا ومش عارفه هواجه دكتور صادق إزاي لما يعرف إني كنت سبب مباشر في إللي حصل لحضرتك يومها.

كان ينظر إليها بجمود وقلب مشتعل غضب منها وتحدث بحده بالغه مكنش ليه لزوم تتعبي نفسك وتيجي لحد هنا تتحفيني برؤيتك البهية دي،
وأكمل بوقاحه لازمته مؤخرا والموضوع مش زي ما جنابك فاهمه، أخر همي شكلك قدام دكتور صادق أو قدام أي حد، كل الحكاية إنك ساعدتيني في اليوم ده وبقالك عندي دين، وأنا بقا محبش حد يبقا ليه عليا جمايل، وخصوصا إنت بالذات،
وأكمل مشمئزا فياريت متديش لنفسك حجم أكبر من اللي تستحقيه.

وأكمل مهددا وبالمناسبة، لازم تحمدي ربك على اللي حصل لي في اليوم ده، لأن لولا اللي حصل لي ولولا مساعدتك ليا وإني مبأذيش ولا بغدر بحد ساعدني وليه في رقبتي دين، كان زماني موريكي مقامك صح واللي تستحقة واحدة زيك.

وأكمل شبه طاردا إياها ودالوقت ياريت تتفضلي على مكتبك لأن وقتي ضيق ومعنديش إستعداد أضيعه في كلام فارغ.

تألم داخلها من تلك المعاملة التي أشعرتها بدونيتها وهي التي تربت على الكرامة وعزة النفس، إقشعر بدنها وحزن قلبها وشعرت بغصة مرة وقفت بحلقها وأختنقت عيناها بالعبرات، حتى أنها لم تستطع التحدث وأكتفت بهزت الرأس وتحركت للخارج بساقين تهتزان ألما وخجلا.

شعر بغصة تملكت من قلبه وألمته، نظر إلى طيفها بشرود وقلب يتألم لأجلها.

دق على مكتبه بعنف، وبات يعنف حاله بشدة على إطلاقه لتلك الكلمات الأشبه بطلقات الرصاص الذي أطلقها على تلك الرقيقه التي يبدوا عليها الرقه والطيبه والحنان!

ثم بلحظه أستفاق على حاله وحدثها، مابك مراد، إستفق أيها المغفل، لاتدع الفرصة لتلك المخادعه أن تلعب عليك وتخدعك بمكرها وقناع البراءة التي ترتدية بمهارة.

من تلك التي يرق قلبك لأجلها؟
ماهي إلا مخادعة صغيرة حقيرة كباقي بنات جنسها
إستفق بالله عليك وعد لرشدك وصوابك.

أما ريم التي ما إن خرجت من مكتبه حتى أسرعت إلى المرحاض وأغلقته وشرعت في بكاء مرير على كرامتها التي دهست تحت أرجل ذلك الغاضب،
والذي زاد من ألمها وكسر كبريائها أنها لم تقوي على صده وردعه، وذلك لأخذها وعدا على حالها لعدم إزعاجه من جديد لتعاطفها الشديد مع حالته وأيضا إكرام لضعف والدة أمامه.

داخل شقة غادة التي كانت تحادث زوجها عبر تطبيق الفيديو كول.

أردفت غاده قائلة بعيون مترجيه أرجوك يا خالد كفاية غربه لحد كدة وأرجع بقا، أنا خلاص تعبت ومش قادرة أتحمل أكتر من كده، ولادك كبروا ومحتاجين أب يعملوا حسابه ويخافوا منه، وأنا محتاجه لوجودك جنبي يطمني.

تنهد خالد ونظر إليها بحنين وأردف قائلا إهدي يا غادة أرجوك، صدقيني أنا كمان تعبت ويمكن أكتر منك، تعبت من الغربه والوحده والإشتياق،
يا غادة أنا نفسي أرجع وأعيش في بلدي وسط أهلي، نفسي أرجع من شغلي على بيتي ألاقي مراتي مستنياني وفتحالي دراعتها بحب وحنان، ألاقي ولادي حواليا، نفسي أقعد على سفرة وأكل أكل بيتي من أيد مراتي وحواليا ولادي وأحس بعزوتي.

وأكمل بحب أصبري يا غادة، صدقيني قريب جدا هتلاقيني بتصل بيكي وأقول لك إني راجع خلاص.

تنهدت بأسي وأردفت بتمني ياريت يا خالد لأني بجد تعبت ومش هقدر أكمل بالطريقه دي.

إستمعت لرنين جرس الباب، إتجه تميم إلى الباب وفتحه وتفاجأ بوجود لبني أمامه.

تحدثت إليه وهي تدلف للداخل أزيك يا تيمو، خالتو فين؟

أجابها الفتي ببشاشة وجه أهلا يا لبني، ماما جوة بتكلم بابا فيديو كول، أدخلي لها تلاقيها خلصت.

دلفت لبني بالفعل إليها وأشارت إلى خالد بيدها قائلة أنكل خالد، وحشتني، أخبارك أيه؟

رد عليها خالد لبني أزيك، بابا وماما عاملين أيه، سلمي عليهم كتير!

أجابته وهي تشير إلى غادة يوصل إكيد، غادة أنا هقعد برة مع تميم لما تخلصي مكالمتك.

وتحركت بالفعل ووقفت بالشرفة بجانب تميم حتى أتت إليهما غادة موجهه حديثها إلى تميم بنبرة هادئة يلا يا باشا على أوضتك شوف مذاكرتك.

تملل الفتي بوقفته وأردف قائلا بإعتراض وتذمر هو إنت يا ماما كل ما تشوفي وشي تقولي لي ذاكر، معندكيش كلام تاني غير ده تقوليه؟

تحدثت غادة بنبرة تحذيرية تميم، إتفضل روح أوضتك!

ذهب الفتي ونظرت لها لبني وأردفت بضحكات بالراحة على تيمو يا غادة، الولد مش حمل شدتك دي!

نظرت لها غادة وأردفت بتساؤل وإنت بقا أيه حكايتك إنت كمان؟

ضيقت لبني عيناها وتسائلت بإستغراب حكايتي أنا، هو أنت هتسيبي إبنك وتستلميني مكانه؟

تحدثت غادة بنبرة جادة إنت عارفه أنا أقصد أيه كويس يا لبني، فياريت متتلائميش عليا، أيه حكايتك مع هشام بالظبط، و وصلتوا لحد فين؟

وأكملت بحزم وقبل متنكري أنا شفتكم مع بعض من شباك المطبخ يوم السبوع بتاع إبن هادي!

تنهدت لبني ورفعت كتفيها بإستسلام وأردفت قائلة بنبرة حزينه مش عارفه أنساة يا غادة، بحبه ومش قادرة أخرجه من قلبي وأحط حد مكانه، حاولت، والله العظيم حاولت بس مقدرتش!

تسائلت غادة وقولتي له الكلام ده؟

هزت رأسها بتأكيد فأكملت غادة وهشام، رد عليكي بأيه؟

اجابتها بعيون متألمة هشام ملهوش ذنب يا غادة، أنا اللي طلبت منه يسبني أحبه من غير ما يبعد نفسه عني، طلبت منه يسمح لي أكون قريبه منه، مش أكتر صدقيني!

زفرت غاده بضيق وتحدثت بس ده أكبر غلط يا لبني، إنت كده بتهيني نفسك وبتقللي من كرامتك معاه، ثم إزاي البيه ده كمان يوافق على حاجه زي كدة، إتجنن ده ولا أيه.

وأكملت بتعقل لازم تبعدي عن هشام وفورا علشان تدي لنفسك فرصه تنسيه، وكمان علشان متخربيش حياته اللي بناها مع فريدة.

هدرت بكامل صوتها بحده وألم وغيرة متولع فريدة، فريدة الأهم عندك ولا أنا يا غادة؟

اجابتها بتعقل يا بنتي إفهمي، أنا عامله عليكي إنت وعلى كرامتك، هشام مش هيسيب فريدة علشانك لسبب بسيط جدا، وهو إنه فعلا بيحبها بجد!

أجابتها بإنكار شديد هشام محبش حد غيري يا غادة، هشام وهم نفسه وكان بيحاول ينساني بيها لكن معرفش، بدليل إني أول مقولت له يسمح لي أقرب منه وأكلمه فون معترضش أبدا،
كادت غادة أن تتحدث ولكن أسكتتها لبني بإستعطاف أرجوك يا غادة متتكلميش تاني في الموضوع ده لا معايا ولا مع هشام.

ونظرت لها برجاء وأستعطاف أرجوك.

لبت غادة طلبها وبالفعل غيرت مجري الحديث وضلا تتحدثتان.

إلي أن أستمعتا لجرس الباب، تحركت لبني سريع وفتحت الباب وأردفت بسعاده عندما وجدته أمامها وذلك بعدما أتفقا بمكالمتهما معا بالإلتقاء هنا وكأنها صدفه.

نظرت لعيناه وأردفت بسعاده وعيون عاشقه متفحصه لكل إنش لوجهه التي تعشق ملامحه وحشتني.

إبتسم برجوله وأنتشي داخله وشعر بفخر شديد من شدة عشقها له الظاهر بعيناها.

وتحدث متسائلا غادة هنا؟

إجابته وهي تغلق الباب سريع وتتحرك خلفه للداخل بلهفه أه جوة.

نظر لها بعيون سعيدة وتحدث عاوز أشرب فنجان قهوة من إديكي!

طار داخلها وسعد وأردفت قائلة بطاعه عمياء بس كدة، من عنيا يا هشام.

تنفس براحه ودلف لخالته إلى الشرفة وأقترب عليها قبل وجنتيها تحت نظرات غادة التي بدأ الشك يتغلغل داخلها من ناحية ذلك الثنائي.

تحركا معا إلى غرفة الجلوس وجلسا سويا.

قررت غادة أن تصارح هشام وتخبره بشكوكها وأيضا بما رأته من وله وعيون سعيده أثناء حديثهما معا داخل الحديقه يوم السبوع وذلك لخوفها عليه وعلى لبني وأيضا فريدة.

وبالفعل بدأت بالحديث، وتوقفا حين دلفت لبني بالقهوة، فطلبت منها غادة الذهاب للمطبخ مجددا لصنع عصير الليمون المحبب لدي هشام، فتوجهت مرة أخري.

وأسترسلت غاده حديثها وبعد مدة
نظرت إليه غادة وأردفت بتساؤل ونظرات لوم ليه كدة يا هشام، أنا كنت فكراك أكبر وأعقل من كده؟

أجابها بإقتضاب وإنكار الموضوع مش زي ما أنت فاهمه خالص على فكرة، تواجدنا هنا في نفس الوقت مجرد صدفة مش أكتر يا غادة!

طالعته بنظرات مشككه صدفكم مع بعض كترت أوي يا أبن أختي، حابه بس أفكرك إن فريدة لو عرفت حاجه زي دي ممكن تخسرها للأبد،
وأكملت بشك إلا إذا،
إنتفض بجلسته ووقف غاضب وأردف قائلا بضيق مستنكرا تفكيرها ورافضا إياه أيه التخاريف اللي بتقوليها دي يا غادة، أيه إلا إذا دي كمان.

وقفت غادة تطالعه بترقب وتحدثت لتهدئته خلاص خلاص، أقعد وكمل قهوتك، وأنا يا سيدي هسكت خالص وهعمل نفسي مش واخدة بالي لو ده إللي هيريحك!

زفر بضيق وتحدث بوجه عابس أنا ماشي يا غادة، وبعد كدة لو وجودي هيضايقك بالشكل ده مش هاجي هنا تاني!

نظرت له مضيقتا عيناها بإستغراب لغضبته الغير مبررة بالنسبة لها وقالت جري أيه يا هشام، هو أيه إللي حصل لقلبتك وزعلك بالشكل ده، وبعدين إنت عارف كويس أوي إن ده بيتك ومرحب بيك في أي وقت، يعني ملوش لازمه تحريف الكلام وقلب الموازين بالشكل ده!

أجابها بإنسحاب وهروب وهو يلملم أشيائه الخاصة غادة من فضلك، أنا مش حابب ولا قادر أتكلم، أنا ماشي، سلام.

وتحرك سريع ليخرج تحت نظرات غادة المتطلعه إليه بأسي،
تقابل بوجهه مع لبني التي نظرت إليه بإستغراب وحزن ظهر بعيناها وأردفت قائلة رايح فين يا هشام؟

لم ينظر إليها وتابع السير متجها إلى الباب وتحدث أنا ماشي يا لبني، إفتكرت مشوار مهم لازم أروحه.

أشارت إلى الحامل الذي بيدها والموضوع عليه بعض أكواب العصير طب إشرب العصير الأول.

لم يعيرها ولا لحديثها أية إهتمام وخرج وصفق الباب خلفه بقوة!

حولت بصرها إلى غادة ونظرت لها بعيون مغيمة بالدموع، وفهمت أنها حدثته بموضوعهما،
تراجعت إلى المطبخ و وضعت الحامل وخرجت وحملت أشيائها هي الأخري وخرجت كالإعصار دون حديث
تنهدت غادة وهي تنظر بشرود وحيرة إلى أثرهما!

نزلت لبني سريع وأستقلت سيارتها وهاتفت هشام الذي رد عليها بعد عدة محاولات منها.

وبعد محايلات وافق ان يتقابل معها داخل إحدي الكافيهات، وبالفعل حدث وجلسا يتثامران وقد إستطاعت أن تنسيه حزنه الذي أصابه من حديث غادة الصريح وأندمج معها لأبعد الحدود.

في اليوم التالي بعد إنتهاء الدوام اليومي داخل الشركة
كانت تتحرك إلى خارج الشركة لتستقل سيارتها عائدة لمنزلها
وجدت نورهان بوجهها والتي تحدثت بإبتسامة زائفة أزيك يا فيري.

إقتربت عليها فريدة مقبله إياها بود أهلا يا نور، وحشتيني.

أردفت قائلة بنبرة معاتبة لو وحشاكي فعلا زي مبتقولي كنتي سألتي، مش تطنشيني بالشكل ده ولا تسألي.

أجابتها فريدة وهي تتحرك بجانبها إلى خارج الشركة صدقيني غصب عني يا نور، الباشمهندس فايز مديني شغل كتير جدا محتاج يخلص قبل إنتهاء الشهر، ده غير ضغط الشغل إللي أتحطيت فيه بسبب المنصب الجديد.

إشتعل داخل نورهان حين ذكرت فريدة ذلك المنصب وتحدثت برياء قدها وقدود يا باشمهندسه، مستر فايز بيثق فيكي لأبعد الحدود ودايما بيسند لك المهام الصعبة و الحساسة.

ثم أكملت بنبرة جادة طمنيني عنك إنت وهشام، قربتوا تفرحونا معاكم؟

إبتسمت فريدة وأجابتها الحمدلله، هشام أخيرا إستلم الشقه وهنبتدي من أول الشهر نجهزها.

إبتسمت وأردفت قائلة ده خبر هايل، الف مبروك يا فريدة.

هنا أتي العامل المسؤول عن إسطفاف السيارات بالجراچ وتحدث إلى فريدة قائلا بإحترام وهو يترجل من سيارتها إتفضلي يا أفندم.

إبتسمت فريدة إليه وتحدثت ببشاشة وجه متشكرة يا رفعت.

كانت نورهان تشتعل داخليا من فريدة وأمورها الماديه التي بدأت تستقر وتعلو.

وأردفت قائلة بتشكيك تعرفي إني طلبت من فايز بيه يتوسط لي في قرض زي بتاعك علشان أشتري عربية ورفض، قالي إن مدير البنك مش هيوافق.

وأكملت بنبرة تشككيه أقول لك الحق يا فريدة ومتزعليش.

نظرت لها فريدة بترقب فأكملت هي مش عارفه ليه عندي إحساس إن موضوع العربية ده وراه إن.

نظرت لها فريدة بإستغراب وتحدثت وراه إن إزاي يعني؟

وأكملت بتعقل كل الحكاية إن فايز بيه حب يخدمني بعد موضوع إتمام الشراكه مش أكتر، ما أنت عارفه مستر فايز عملي قد أيه، الحياة عنده خد وهات
ومش معقول كل يوم هيكلم مدير البنك ويخلي موظفينه يجيبوا قروض بأسمائهم لموظفينا!

ثم نظرت إليها بإستغراب وتسائلت نور، هو أنت عرفتي منين موضوع إن مستر فايز هو إللي أتوسط لي في تسهيل قرض العربية؟

تنهدت نور ثم أردفت قائلة من هشام يا فريدة، كنا بنتكلم من يومين والكلام جاب بعضه!

وهنا إنتبها إثنتيهما لخروج ذلك الوسيم من الشركة بهيئته الخاطفة لأنفاس أية أنثي، وطلته المهلكة على وجه الخصوص لقلب تلك العاشقه، مما جعلها ترتبك قليلا بوقفتها ونظرة عيناها الحائرة التي تنطق عشق وأشتياق يطلان منهما عنوة عنها مهما حاولت تخبأتهم.

وقد لاحظت نورهان هذا الإرتباك والتشتت وسعد داخلها بشماته وأبتسمت بتشفي في تلك العاشقة الذي أذابها الغرام وأنهي على قلبها ورغم ذلك العشق الهائل لم تستطع أن تغفو بأحضان ذلك الوسيم وتتذوق معه شهد الغرام، وتكحل عيناها برؤيته صباحا ومساء.

إقترب هو وعلي من وقفتهما إنتظارا لإحضار سيارتهما ونظر هو من خلف نظارته الشمسية التي يرتديها خصيصا حتى يشبع عيناه برؤية من ملكت الفؤاد والوجدان بأريحيه.

تحدث سليم بنبره جاده يجيدها مساء الخير.

نظرت إليه إثنتيهما وأجابتا مساء النور.

وتحدثت نورهان بتملق أزي حضرتك يا باشمهندس.

أجابها بنبرة بارده وجاده الحمدلله يا باشمهندسه.

نظر علي إلى فريده وأردف قائلا بود أزيك يا باشمهندسه، أخبارك أيه؟

أجابته ببشاشة وجه ونبرة هادئة الحمدلله.

هنا خرج هشام الذي إشتعل داخله لمجرد رؤيته لتواجدها بجانب ذلك المستفز،
إقترب عليها وتحدث للجميع السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ردو الجميع وأستقلت هي سيارتها وأنسحبت على الفور منعا لمضايقة هشام وأيضا لتعطي المجال لحارس السيارات بجلب سياراتهم.

وأستقلت نورهان سيارة الأجرة التي كانت تنتظرها
وكل ذهب إلى وجهته.

هاتفت فريده هشام على الفور وتسائلت إنت إزاي يا هشام تقول لنورهان إن مستر فايز هو اللي إتوسط لي في موضوع قرض العربية؟

أجابها ببرود وأيه المشكلة في إني قولت لها يا فريدة، هي نورهان دي مش بردوا صاحبتك؟

أجابته بحده أيه دخل صاحبتي بإنك تقولها على موضوع شخصي زي ده؟

طب أهي راحت طلبت من فايز إنه يتوسط لها في قرض، وأكملت بضيق الراجل يقول عليا أيه دالوقت يا هشام؟

أردف هشام متعجب معقول نورهان عملت كده، أنا أسف يا حبيبتي، أكيد مكنتش أقصد إن كل ده يحصل.

تنهدت هي وأردفت بهدوء خلاص يا هشام حصل خير، بس من فضلك بلاش تتكلم مع أي حد تاني في أي حاجه تخصنا.

أجابها بهدوء حاضر يا حبيبتي.

أنهيا الإتصال بينهما وأكملا طريقهما كل إلى وجهته.

وبعد عدة ايام من واقعه ما حدث بمنزل غادة كانت لبني قد إستطاعت أن تجذب هشام إليها وتعيد معه الذكريات من جديد،
ولكن هشام كان أناني لأبعد الحدود، فقد قرر أن يحتفظ بحبها وذكرياته السعيدة معها، وأيضا يحتفظ بعشقه إلى فريدة وزواجه منها.

كانت لبني تحادث ذلك المجهول من غرفتها.

تحدث المجهول محذرا خلي بالك بكرة كويس جدا، بكرة اللقاء المنتظر، اللقاء الحاسم اللي هينهي كل حاجه بين هشام وفريدة، لازم تبقي حذرة وتليفونك ميفارقش إيدك لحظه واحده، هنتواصل عبر الرسايل علشان مياخدش باله.

وأكمل بتحذير لبني، دي فرصتك الأخيرة في رجوعك ل هشام، أوعي تسبيها تضيع من بين أديكي.

أردفت لبني قائلة بحماس إطمني، إذا كنت إنت بتعملي كل ده وتخططي له علشان تنتقمي من فريدة، فأنا برجع حلم عمري الضايع لقلبي من جديد، واللي أكيد هكون حريصه على تحقيقه أكتر من أي حد.

بنفس التوقيت بمنزل فؤاد.

كان يجلس بصحبة فريدة وعائلتها.

تحدث هشام إلى فؤاد بإحترام بعد إذن حضرتك يا عمي، كنت حابب أخد فريدة بكرة علشان نروح نتفرج على الشقه لأني خلاص الحمدلله إستلمت مفتاحها، وكمان علشان نشوف الفرش المناسب ليها.

تحدث فؤاد طبقا للشرع والدين والعرف وماله يا أبني، بس خليها بعد بكرة علشان أرتب حالي، لأني هاجي معاكم إن شاء الله.

خاب أمل هشام الذي كان يريد الذهاب بمفرده مع فريده ليعبر لها عن مشاعره تجاهها داخل مسكنهم الخاص الذي سيشهد على أجمل لحظات الهوي التي طالما حلم بها معها.

كانت تجلس داخل غرفتها تقبع فوق مكتبها تراجع دروسها
إستمعت إلى طرقات خفيفة فوق الباب سمحت للطارق بالدلوف.

دلفت والدتها وتحركت إليها قائلة بتعملي أيه يا ريم؟

نظرت لوالدتها وأجابت بإقتضاب وذلك لحزنها الشديد منها بعد علمها بما فعلته بفريدة ووالدتها، وذلك بعدما ذهبت إلى سليم تطلب منه العودة إلى المنزل فأضطر أن يقص لها سبب إبتعادة.

تحدثت زي ما حضرتك شايفه، بذاكر.

تنهدت أمال ثم تحدثت هي البنت مش دخلت لك من شوية وقالت لك إن حسام برة؟

أجابتها بتملل أه يا مامي قالت لي، بس زي ما حضرتك شايفه، ورايا مذاكرة كتير ومش فاضيه.

ضيقت أمال عيناها وتسائلت بإستجواب هي أيه الحكاية بالظبط يا ريم، هو أنا ليه ملاحظه مؤخرا إنك بدأتي تتلاشي وجودك مع حسام وتضايقي من زياراته، وحتى لما بتقعدي معاه، بحس إنك مجبرة على القاعده وطول الوقت ساكته؟

زفرت بصيق وتحدثت أقول لك الصراحه يا مامي، حسام مؤخرا بقا خنيق جدا، وبدأ يتدخل في شغلي وكل تفاصيل حياتي بطريقه تخنق، ده غير كلامه على سليم اللي كله لوم وعتاب، لدرجة إني إبتديت أحس إنه بيغير من سليم وبيحقد عليه.

نظرت إليها بضيق وتحدثت بلوم مش هو ده حبيب القلب إللي فرضتيه عليا وقولتي بحبه يا مامي ومش هقدر أعيش من غيرة،
وأكملت بجديه وتحذير إسمعي يا ريم، أوعي تسمحي له يتعدي حدوده معاكي ويتحكم فيكي، وبالنسبه لكلامه عن سليم أوعي تدي له فرصة يتكلم عن أخوكي قدامك تاني،
وأكملت لو مش حابه تكملي معاه ياريت تقولي لي من دالوقت، علشان أعرف هتصرف إزاي؟

إرتبكت ريم وتحدثت أيه الكلام اللي حضرتك بتقوليه ده يا مامي، أسيب حسام إزاي يعني، أنا بس بشتكي لك منه لما حسيت إنه زودها، لكن أكيد هيراجع نفسه لما يلاقيني بعدت وأتغيرت، ويرجع معايا تاني زي الأول وأحسن.

أجابتها أمال بهدوء تمام يا ريم، شوفي اللي يرضيكي ويريحك أيه وأنا أكيد معاكي فيه مش ضدك،
وأكملت بضيق وياريت تتصلي بالبية أخوكي تاني وتحاولي تعقليه وتخليه يرجع البيت، أنا مش فاهمه هو جايب العند ده كله منين؟

وأكملت وهي تستعد للخروج على العموم ذاكري وأنا هخرج وأقول لحسام إني لقيتك تعبانه ونايمه.

وتحركت للخارج، أما ريم التي ألقت برأسها للخلف وبدون وعي بدأت تتذكر ذلك الوسيم حين دلفت إليه مكتبة بصحبة سامح المحامي،
حين كان شاردا وهادئ الروح ومستكين الملامح
إبتسمت وتحدثت، يالك من وسيم أيها المراد، كم كان صوتك هادئ مستكينا ذلك اليوم.

وتنهدت بسعاده لا تدري ولا تعلم من أين مصدرها.

أما ذلك الذي كان يتحرك داخل حديقة منزلة بشرود، يفكر دون وعي بتلك البريئه التي بدأت تشغل حيزا كبيرا من تفكيرة اليومي.

حزن داخله حين تذكر دموعها الحبيسه وهو يكيل لها وابل الإهانات الذي إنهال بها عليها وهي التي أتت لتشكرة وتطمئن على حالته.

تذكر هلعها ورعبها عليه حين وقع صريع، وتذكر كيف طمئنته وشددت على يده ولم تتركه حتى عاد إلى وعيه من جديد.

ثم زفر بضيق وحدث حاله بغضب تام، مابك مراد؟
ماذا تظن حالك فاعلا يا فتي؟
إستفق بالله عليك، فقلبك لم يعد لديه القدرة لتحمل الخيبات بعد.

لاتدع لدموع عيناها الزائفة بأن تخدعك وتنطلي عليك، ففي النهاية كلهن خائنات مخادعات ملعونات، يجيدن اللعب بالمشاعر والقلوب مثلما يتنفسن.

زفر بضيق وبدأت أصابع يده تتخلل خصلات شعرة الأسود الحريري الملمس في حركة عصبيه يحاول بها تهدأت روعه ومنع حاله من التفكير بتلك المستفزة التي إقتحمت حياته مؤخرا عنوة عنه.

في تلك الأثناء أتت إليه والدته وتصاحبها العامله التي تحمل كوب من العصير الطازج والتي أحضرته خصيصا لأجل صحة صغيرها الحبيب.

وتحدثت بحنان أيه يا حبيبي، قاعد لوحدك ليه وسايبني أنا وبابا جوة؟

قبل رأسها بحنان وتحدث مفيش يا حبيبتي، حسيت إني مخنوق شويه فقلت أخرج في الجنينة أشم شوية هوا.

تحدثت بقلق وهي تناوله كأس العصير طب أيه، حاسس نفسك بقيت أحسن؟

تناول منها الكأس وأردف قائلا بطمأنة تسلم إيدك يا حبيبتي، الحمدلله أحسن كتير.

وبدأ بتناول مشروبه وهو يتحرك بجانب والدته ويتسامران سويا.

كان يجلس داخل غرفته يتصفح جهاز اللاب توب الخاص به.

دلفت وتحركت إليه وجلست بجانبه فوق التخت وتحدثت بدلال أخوي وبعدين معاك يا حسام، هتفضل سايبني أحارب لوحدي كدة كتير؟

ضحك ساخرا وأجابها تحاربي، أيه يا بنتي الكلام الكبير ده؟

أردفت قائلة بضيق ولوم بدل ما أنت قاعد تتريق عليا كده إتفضل ساعدني علشان أقدر أقرب من سليم وأخلية يتقدم لي قبل ميسافر لأمانيا،
وأكملت بإستعطاف أرجوك يا حسام تساعدني، سليم لو رجع ألمانيا قبل ميخطبني هيكون من الصعب إني أوصل له تاني.

تنفس طويلا ثم أردف قائلا بهدوء يا ندي إفهمي، صدقيني يا حبيبتي أنا لو شايف إن فيه أمل ولو واحد في المية من إن سليم يفكر فيكي كزوجة، كنت عملت المستحيل وقربتك منه، بس لا سليم عمرة هيفكر فيكي كزوجة ولا عمتك هتفكر تقرب تاني من بابا وتناسبه، لأسباب إنت عرفاها وفي غني إني أقولها لك.

تأفأفت وتحدثت بنبرة حاده إنت واحد أناني ومبتفكرش غير في مصلحتك وبس يا حسام، وكل إللي يهمك هو إن إزاي تخلي عمتو ترضي عنك علشان تتم جوازك من ريم وبس.

وأكملت بإشمئزاز إنت واحد عايش بمبدأ أنا ثم أنا ثم يذهب الجميع إلى الجحيم.

تملل بجلسته وأجابها يابنتي إفهميني، سليم بيحب فريدة، ولو متجوزهاش عمرة ماهيفكر في الجواز من أي واحده تانية.

وأكمل بجدية واللي أنا متأكد منه إن عمتك عمرها ماهتسمح لفريدة إنها تقرب من دلوع عينها، وهتقف له بكل قوتها علشان الجوازة دي متمش.

وأكمل بنبرة مؤكدة يعني من الأخر كده سليم لا هيتجوز فريدة ولا غيرها.

نظرت له وابتسمت ساخرة وطبعا ده إللي إنت عاوزة وبتتمناه، علشان في الأخر ندي وأولادها اللي هما هيبقوا أولادك يكوشوا على كل أملاك سليم وقاسم، وأكملت بذكاء ملعوبه صح يا حسام.

نظر لها بإستغراب وتحدث نافي هو أنت علشان تفكيرك كله في الفلوس فاكرة إن كل الناس زيك؟

لعلمك بقا، أنا بحب ندي جدا، وكل حاجه عملتها ولسه هعملها، عملتها علشان تقربني منها وبإسم الحب ليس إلا.

ضحكت ندي وتحدثت وهي تتحرك بإتجاه الباب الكلام ده تروح تضحك بية على أي حد إلا أنا، لأني فهماك كويس أوي يا حسام، إنت بتلعب على كل الحبال وبيتهئ لك إنك هتكون الرابح في الأخر،
وأكملت بتأكيد بس متنساش يا باشمهندس إن كل ذكي فيه إللي أذكي منه.

ثم نظرت له وتحدثت بنبرة حادة و بكرة هفكرك وأثبت لك إن سليم مش هيتجوز حد غيري أنا.

وخرجت وصفقت خلفها الباب بعنف.

نظر لطيفها وزفر بضيق وأكمل ما كان يفعله دون إكتراس.

مساء اليوم التالي!

كانت تجلس ببهو مسكنهم بصحبة والديها وأخويها، يلتفون حول جهاز التلفاز وهم يستمعون لإحدي البرامج التوعوية داخل جو أسري دافئ.

تحدث أسامة إلى فريدة فريدة، تليفونك بيرن.

صمتت قليلا فأستمعت لصوت رنين الهاتف، تحركت إلى غرفتها وأمسكت هاتفها ونظرت بشاشتة وجدت إتصال private number إستغربت وتجاهلته، فتكرر الإتصال مرة أخري.

فقررت أن تجيب وأردفت قائلة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

رد عليها المتصل السلام وتحدث قائلا أستاذة فريدة فؤاد معايا؟

ردت فريدة بإرتياب مستغربه نبرة الصوت التي أشبه بجهاز منها إلى صوت إنسان مين حضرتك؟

اجابها المتصل أعتبريني حد مبحبش أشوف واحده بتتخان وبيتلعب بمشاعرها وكرامتها وأقف أتفرج من غير ما أعمل لها حاجه!

تحدثت فريدة بإستغراب إنت مين، وأيه الألغاز إللي بتقولها دي؟

أجابها بهدوء بخصوص أنا مين، فأظن ده ميخصكيش ولا هيفرق معاكي في أي حاجه.

أما بقا بخصوص الألغاز، فيأسفني إني أقولك إن هشام خطيبك بيخونك، ولو حابه تتأكدي هو موجود دالوقتي حالا مع لبني بنت خالته في مطعم.

وأكمل ليحثها على التحرك ياريت تتحركي بسرعه وتيجي تشوفيه وهو قاعد مسبل لها بعيونه وماسك إديها وعمال يسمعها أحلا كلام في الغرام!

إشتعل داخل فريدة وأجابته بعدم تصديق إنت واحد كذاب وحقود، هشام إنسان محترم ووفي لحبي ولا يمكن يخون!

ضحك المتصل وأردف بنبرة مستفزة لها والله تقدري تتأكدي من كلامي ده لو حبيتي، أما بقا لو حابه تفضلي مغفله دي حاجه ترجع لك.

وأغلق الهاتف بوجهها دون إستئذان.

وقفت فريدة تتحرك وتدور حول حالها ونيران الشك تنهش داخلها، وبنفس التوقيت عقلها يرفض تصديق ما قيل من قبل ذلك المتصل ذو النبرة المريبة!

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

وبعد دقائق معدوده كانت فريدة قد حسمت أمرها وقررت الذهاب حتى تقطع الشك باليقين، إرتدت ثيابها وأستقلت سيارتها متجهه إلى ذلك العنوان الذي أملاه لها ذلك المجهول غريب الأطوار.

وصلت إلى مقر المطعم المذكور وصفت سيارتها
كان هناك من يجلس داخل سيارته ويراقب عن كثب مدخل المطعم، وجدها تدلف إلى الداخل بسيقان مرتجفه ووجه تسيطر على ملامحه علامات الإرتباك والتوتر.

أمسك بهاتفه وضغط فوق زر لإرسال رسالة نصية، والتي وصلت في التو واللحظه إلى هاتف لبني التي كانت تجلس أمام هشام يحتسيان مشروب تحت سعادتهما اللامتناهية
فتحت لبني الرسالة بحرص شديد وجدت نصها كالتالي، فريدة وصلت، جهزي نفسك للوضع اللي إتفقنا عليه!

أغلقت الهاتف بإرتباك تحت نظرات هشام المستغربه
وبلحظة لملمت شتاتها ونظرت إلى هشام بعيونها العاشقه وأردفت قائلة بهيام أنا مبسوطه أوي يا هشام إننا رجعنا مع بعض تاني، مبسوطه وراضيه باللي إنت سمحت لي بيه منك حتى ولو كان بسيط.

رأت طيف يقترب من بعيد فتيقنت أنها فريدة
فأكملت بهمس عابث وإنوثة قاتلة لرجولته بعثرت بها كيانه هشام، هو أنا ليه عيوني مبقتش بتشوف في الدنيا كلها راجل غيرك، إنت إزاي خلتني أختزل كل رجالة العالم فيك بالشكل ده.

وتسائلت بهمس عابس أثار رجولته هشام، ياتري لسه بتشوفني حلوة زي زمان؟
وصلت فريدة للداخل وباتت تحرك عيناها هنا وهناك، تبحث ما إذا كانت هذه إكذوبة كما يتمني داخلها، أم أنها حقيقه ستفقدها الثقه من جديد بحالها وبكل من حولها.

وبلحظه تسمرت بوقفتها حين رأت وجه لبني ويقابلها هشام الذي تيقنت من شخصه
إبتلعت لعابها وشعرت بإنهيار الكون بأكمله من تحت قدميها، تحركت ببطئ حتى وقفت خلف هشام وأمام لبني التي تظاهرت بعدم رؤيتها حتى تكمل الخطه التي وضعت لها من خلال ذلك المتصل المجهول!

مد هشام كف يده وحاوط به كف لبني بلمسه حنون وأردف بصوت هائم طول عمري وأنا بشوفك أجمل بنت في الدنيا كلها يا لبني، وأكمل بإثارة متأثرا من إبتسامتها ونظرتها الجذابه المليئة بالأنوثة التي يفتقدها مع فريدة يا بنتي إنت تجسيد حي لمعني الإنوثه!

نزلت تلك الكلمات على قلبها المصدوم كصاعقة كهربائيه دمرته وبعثرت داخلها بأكملة، نعم لم تكن له العشق داخل قلبها بيوم من الايام، لكن يكفي أنها وثقت به وبقلبه، ويكفي أنها فضلته وفضلت راحته وسعادته على سعادة قلبها وقلب حبيبها الممزق الروح، تمسكت به لأجل عدم جرح روحه للمرة الثانية على يدها،
ولكن، أنظر ماذا فعل هو؟!

تحاملت على حالها وأخرجت صوتها بصعوبه قائله بنبرة صوت مرتجفه ولما هي عاجباك أوي كدة وبتمثل لك المعني الحقيقي للإنوثه، كنت بتخطبني أنا ليه يا محترم؟

إنتفض بجلستة بهلع حين إستمع إلى صوتها وأهتز كمن لدغه عقرب
وقف سريع وألتف إليها بجسد مرتجف وعيون جاحظه،
وتلعثم بكلماته قائلا بتبرير ف، فريدة، أ، أ، أنا كنت بهزر على فكرة.

وبدأ بالهزيان تحت دموعها التي إنهمرت رغما عنها وهي تنظر إليه بصدمه وذهول وخزلان وألم يعتصر داخلها ويزلزله إوعي تكوني صدقتي اللي سمعتيه ده يا فريدة، صدقيني أنا بهزر مع لبني، هي كانت متضايقه ونفسيتها تعبانه وطلبت مني نخرج وأنا جيت علشان.

قاطعته هي بدموعها وصوت ضعيف مهزوم جيت علشان تأزرها وتقف معاها وتخرجها من الإكتئاب، مش كده يا هشام؟
إلتفت هو ونظر إلى لبني التي تجلس بهدوء وتحدث بنبرة متلبكه قولي لها يا لبني، قولي لها إن اللي بتفكر فيه وفهمته ده مش حقيقي، قولي لها إن مفيش بينا أي حاجه!

وصاح بها عاليا ماتتكلمي إنت ساكته ليه؟
كادت لبني أن تتحدث أوقفتها فريده بإشارة من يدها وأردفت قائلة بكبرياء وأنا مش محتاجه حد يقولي حاجه يا محترم، اللي شفته بعيوني وسمعته بوداني كافي أوي في إنه يمحي أي صورة مثالية رسمتهالك في يوم من الأيام!

وأطالت النظر إليه وهي تهز رأسها بأسي وأسف، ثم أنتزعت خاتم خطبتها من يدها بعنف وألقته بإهمال فوق المنضدة بجانب هاتفه وأشيائة الموضوعه
أردف هو قائلا برجاء وعيون متوسلة فريدة أنا عمري ماحبيت حد غيرك وإنتي عارفه كده كويس، أرجوك بلاش تدمريني وتضيعي كل إللي بينا في لحظة غضب!

رمقته بنظرة إحتقار ثم جففت دموعها بكبرياء وأنطلقت سريع للخارج
إلتقط أشيائه وخاتمها سريع وتحرك وهو يلهث خلفها ويترجاها أن تعطي له فرصه وتستمع إليه.

أما لبني التي إنتابتها مشاعر مختلطة مبعثرة ما بين سعادة وحزن، سعاده لأجل نجاح مخططها مع ذلك المجهول ورجوع هشام إليها وإحياء قلبها الممزق من جديد، وبنفس اللحظة شعرت بحزن عميق يغزو قلبها ويعتصره لأجل تلك الفريدة ودموعها وألامها التي نزلت على صدرها ومزقته، فبالنهاية لبني ليست بسيئه،.

كل ما في الأمر أنها عاشقة تقطعت بها الطرق بينها وبين حبيبها فكان من البديهي أنها تتمسك بأية فرصة لإحياء قلبهما معا ووصل الطريق بينهما من جديد، وها قد كان.

تحركت فريدة بغضب حتى وصلت لمكان إصطفاف سيارتها وكادت أن تفتح بابها إلى أن أوقفها هشام ممسكا يدها برجاء متحدث أرجوك يا فريدة أديني فرصة أشرح لك وأفهمك إللي حصل جوة بالظبط.

نفضت عنها يده بحده بالغه وأردفت بغضب تام وهي تنظر إليه بنظرات يملئها الإحتقار والإشمئزاز إبعد إيدك عني لأكسرهالك، وأوعا تفكر تيجي ورايا أو حتى تلحقني بعربيتك، ولو لسه عندك ولو ذرة كرامة تحترم نفسك ومتخطيش خطوة واحده في البيت عندنا.

ورمقته بنظرة إشمئزاز قائلة كل اللي بينا أنتهي يا محترم، وشبكتك وحاجتك بالكامل هتوصل لك لحد باب بيتك في أقرب وقت.

وأردفت بعيون حزينه ونبرة منكسرة يا خسارة، أنا إزاي إنخدعت فيك وأفتكرتك حد محترم، إزاي؟

تحدث بلهفه مستعطف إياها يا فريدة صدقيني الموضوع مش زي ما أنت فهماه، علشان كدة بقول لك لازم نقعد ونتكلم!

تحدثت بدموع أنا كل إللي محزني إني أكتشفت أنا قد أيه كنت غبية لما أفتكرتك بتحبني بجد، ده أنا فضلتك على نفسي، كنت بخاف عليك وعلى قلبك أكتر مبخاف على قلبي.

أنا معملتش فيك اللي أستاهل عليه غدرك وخيانتك،
وأكملت بضعف ودمعة هاربه أنا ما أستاهلش منك كدة أبدا، والله ما أستاهل.

نظر لها بعيون مغيمه بدموع الحزن والألم والندم وهز رأسه متوسلا إياها قائلا أرجوكي يا حبيبتي متدبحنيش ببعدك عني، بعدك عني فيه هلاكي يا فريدة.

أجابته بقوة وقربك مني فيه دبح لكرامتي وكبريائي، وده إللي عمري ماهقبله.

وإسترسلت حديثها بذهول تعرف يا هشام، أنا لو حد حكالي اللي حصل من شويه أكيد مكنتش هصدقه مهما كان هو مين، لكن علشان ربنا بيحبني بعت لي اللي يكتشف خيانتك ويتصل بيا ينبهني، وكمان يديني العنوان،
ثم أكملت بنبرة وأبتسامة حزينة ساخرة قال وأنا من تغفيلي وسذاجتي مكنتش مصدقاه ومكنتش هاجي، لكن الحمدلله إن ربنا نور بصيرتي في أخر لحظة وخلاني أجي علشان أشوفك وإنت بتجسدلي أبشع صور الخيانه!

ضيق عيناه وتسائل بإستغراب واحد، واحد مين دي اللي إتصل بيكي يا فريده؟

إبتسمت بجانب فمها بطريقه ساخرة وأردفت قائلة بتهكم الحقيقه الصوت كان غريب ومقدرش أحدد إذا كان واحد ولا واحدة، بس الأكيد إنها واحدة من اللي كنت بتستغفلني معاهم ولما سيبتها ورجعت لبنت خالتك حبت تنتقم منك!

كان يجلس براحة وأسترخاء داخل سيارته ينظر إليهما بسعاده وضحكات متتاليه تصل لحد للقهقه وبالأخص بعدما هاتف لبني بحكم أنه المتصل المجهول وأبلغته بما حدث بالداخل.

نعم يا ساااادة!

إنه سليم الدمنهوري لا غير
فالحرب خدعة وما أجمل الحرب لأجل عيناك
ولو عاد بي الزمان لفعلتها مرارا لعيون مولاتي
فأنا الصريع الذي قاتل بإستماته
لأجل إنتزاع الترياق، والعودة بحياتي
ومن غيره ذلك العاشق الولهان
هو من فعل كل هذا لأجلها
لأجل إسترجاع معشوقة عيناه
عشقه الأبدي
فريدتة
إنه العشق يا ساده، وعندما يتحدث القلب، فما من العقل إلا الإنسياق والإستجابه لأمر الهوي.

فلاااش باااك!

كان يقود سيارته عائدا من عمله إلى منزله، إستمع إلى رنين هاتفه فضغط زر الإجابه قائلا بدعابه لحقت أوحشك بالسرعة دي، إحنا يا أبني مش لسه سايبين بعض من ربع ساعة!

ضحك على وأردف بدعابة يا باشا إنت بتوحشني حتى وإنت معايا.

قهقه سليم وأردف قائلا بمرح أه لو أسما سمعتك، هتحرم عليا أدخل بيتكم تاني.

قهقه علي وأجابه بدعابه مماثلة لا ما أنا أعترفت لها إنك كنت أول حب في حياتي وهي مقدرة النقطة دي.

وأكمل بنبرة جاده المهم، أسما عزماك على العشا إنهارده، ومش هتقبل أي أعذار، أوعي تتأخر!

إبتسم سليم وتحدث بإيجاب مش هتأخر، أنا أساسا كنت هاجي علشان أشوف سولي لأنه وحشني جدا!

أتفقا معا وأغلق هاتفه وبالفعل ذهب في المساء إلى منزل علي،
دلف للداخل يحمل معه بعض الأكياس المحمله بالألعاب والحلوي للصغير.

رأه الصغير وجري عليه بلهفة وهو يهلل بإسمه عمو سليييييم.

حمله سليم براحتيه وبدأ بتقبيله وأردف قائلا بدلال يا قلب عمو سليم إنت، وحشتني يا سولي!

ثم حول بصره إلى أسما الواقفه بإستقبالة ببشاشة وجهها الضاحك أسما، أزيك، أخبارك أيه؟

أجابته بإبتسامة بشوشه الحمدلله يا سليم، وأشارت بيدها إلى الداخل قائلة صاحبك مستنيك جوة، إدخل له!

أعطاها الأكياس وتحرك للداخل وهو يحمل الصغير ويداعبه بدلال ويكيله القبلات،
وفجأة تسمر بوقفته وعبس وجهه حين وجد حسام يجلس بجانب علي!

أنزل الصغير بهدوء وعاد للخارج مرة أخري!

حين جري إليه الصغير وأمسكه من ساقه متحدثا بنبرة طفوليه بريئة عمو سليم، رايح فين؟

دني من مستوي الصغير وحدثه بوجة بشوش أنا أسف يا حبيبي، بس أنا لازم أمشي حالا لأني أفتكرت إن كان عندي مشوار ضروري وناسيه!

وكاد أن يتحرك إلى أن ألحق به علي وأمسك معصمه قائلا رايح فين يا سليم؟

أفلت معصمه ونفضه من قبضة على ونظر له بعيون تطلق شرزا بتحطني قدام الأمر الواقع يا علي؟

وأكمل بحدة إنت إزاي تدي لنفسك الحق إنك تخدعني وتجبني لحد هنا وتجبرني إني أقعد مع البني أدم ده في مكان واحد؟

تحركت أسما إليه وتحدثت برجاء إهدي يا سليم من فضلك وتعال أقعد مع حسام وحاولوا تصفوا الخلاف اللي ما بينكم، إنتم أهل يا سليم، وحسام خطيب أختك ومش معقول هتفضلوا متخاصمين العمر كله!

صاح سليم قائلا بغضب عارم ده بني أدم خاين يا أسما وأنا ولا يشرفني إنه يبقا صاحبي ولا حتى خطيب أختي!

وقف حسام وتحرك إلى وقفت سليم وتحدث برجاء من فضلك يا سليم خلينا نقعد ونتكلم بهدوء واللي يرضيك كله أنا هعمله لك،
وياسيدي لو على فريدة أنا مستعد أروح لها وأحكي لها على كل اللي حصل وأقول لها إن أنا السبب في البعد اللي حصل ما بينكم!

نظر إليه بعيون غاضبه وأردف قائلا بصياح وإنت بقا فاكر إنك بالكلام الأهبل دة ممكن تكفر عن إللي عملته معايا ولا حتى تخليني أغفرلك خيانتك ليا؟

تحدث علي وهو يربت فوق كتف سليم ويشير إليه للداخل من فضلك يا سليم تعال نقعد ونتفاهم، حسام عرف غلطته خلاص وندم عليها!

نظرت إليه أسما وأردفت بعيون مترجية علشان خاطري أنا يا سليم أدخل،
نظر إليها فأكملت بعيون متوسله علشان خاطري!

زفر بضيق وتحرك للداخل لأجل أسما وتحدث بنبرة غاضبة أنا هدخل علشان خاطرك إنت بس يا أسما!

دلف الجميع وجلسوا.

أخذ حسام نفس طويلا ثم أخرجه وتحدث بنبرة خجلة أنا بجد أسف يا سليم، بس صدقني كل اللي حصل ده كان غصب عني، إنت أكتر واحد في الدنيا دي عارف عمتي كويس، وعارف إنها لما بتحط حاجه في دماغها بتنفذها،
وأكمل وأنا والله ما كان قصدي أبدا إني أفرق بينك وببن فريدة، بس زي ما أنت عارف عمتي مكنتش موافقة أساسا بموضوع خطوبتي من ريم،.

لكن لما عرفت موضوع فريدة عن طريق الصدفة من ريم ساومتني إنها ممكن توافق من جوازي من ريم بشرط إني أبعد عنك فريدة،
ورفع كتفيه بإستسلام قائلا بمنتهي الأنانية الموضوع بالنسبة لي كان مسألة حياة أو موت!

نظر له سليم بإقتضاب فأكمل حسام مبررا أيوة يا سليم، بعد ريم عني كان بالنسبة لي الموت البطيئ!

إستشاط سليم غضبا وأردف قائلا بصوت حاد وطبعا علشان سيادتك ترتاح وتريح قلبك، تقوم تدوس بجزمتك على قلب سليم وتفعصة، مش كدة يا حسام بيه؟

تدخل علي لتهدئة الوضع اللي فات إنتهي يا جماعه وياريت منتكلمش فيه علشان منفتحش في الجراح من جديد، أنا شايف إنكم تنسوا كل اللي حصل وتفتحوا مع بعض صفحة جديدة،
ونظر إلى سليم متحدث في النهايه يا سليم حسام هيبقي جوز أختك ومش معقول هتفضلوا كدة!

وتحدث حسام بإنتشاء وأنا زي مقولت لك هروح لفريدة وهقول لها على كل اللي حصل!

تحدث علي بجديه للأسف يا حسام أنا أتكلمت مع فريدة وهي رافضة فكرة الرجوع أساسا، بتقول إنها لا يمكن تغدر بخطيبها!

نظر حسام إلى على وتحدث بجدية طب وبعدين، هنقف كدة نتفرج؟

طب أيه رأيكم لو نساوم خطيبها على منصب كبير في شركة من اللي نعرفهم، أو مبلغ كدة محترم يخليه يسيبها هو.

نظر سليم إلى حسام مضيقا عيناه بتساؤل هو أنت فعلا عاوز تساعدني يا حسام؟

أجابه حسام بتأكيد وعلل أيوة طبعا يا سليم، بصراحة ريم زعلانه جدا علشان خصامنا ودايما حزينة وأنا نفسي أنهيه بجد علشان أفرحها!

سأله سليم بنبرة جادة طب ولو طلعت دي مؤامرة من مؤامراتك مع عمتك؟

اجابه حسام بنبرة حزينه أنا مش وحش أوي كدة يا سليم، أنا يمكن أه مش مثالي وعندي عيوب كتير، لكن مش معني كدة إني شيطان!

أطال سليم النظر إلية بتشكيك ثم تحدث وأنا هديلك فرصة تحاول تصلح غلطك يا حسام وتثبت لي إنك فعلا راجل وتستحق ريم!

تحدثت أسما بإنتشاء برافوا عليك يا سليم، وأكيد حسام هيحاول بكل جهدة يرجع ثقتك فيه تاني، ثم حولت بصرها إلى حسام وتسائلت مش كدة يا حسام؟

أجابها بتأكيد أكيد أنا مش غبي لدرجة إني أغلط نفس الغلطة مرتين يا أسما!

وأكمل بس علشان نبقا واضحين من الأول أنا هفضل زي ما أنا مع عمتي وهحاول أفهمها طول الوقت إني لسه على إتفاقي معاها، بس طبعا ده هيبقا مجرد كلام علشان مترجعش في إتفاقها معايا وتفركش خطوبتي من ريم!

نظر له سليم وأردف بتفهم وأنا معنديش أي مانع،
وأكمل بوعيد لكن قسما بربي يا حسام لو أكتشفت إنك نقضت إتفاقك معايا ماهخليك تطول شعرة واحدة من ريم طول ما أنا عايش على وش الأرض!

توافقوا جميعا وبدأو بالتفكير سويا.

وتحدث سليم أنا شايف إن الحل الوحيد هو إننا نراقب هشام ونمسك عليه أي غلطة، وساعتها فريدة هي بنفسها اللي هتضطر تسيبه، لأن للأسف فريدة قافلة موضوع الرجوع من ناحيتها نهائي، علشان كده لازم نلاقي سبب قوي ومقنع يخليها تسيبه وهي ضميرها مرتاح!

نظر له على وأردف متسائلا بإهتمام عندك خطة؟

أجابه بتأكيد عندي، وأساسا كنت هنفذها الإسبوع ده، بصوا، مبدأيا كده إحنا محتاجين حد شغال في شركة الإتصالات ويكون شخص موثوق فيه!

تحدث حسام بجدية موجود يا هندسه، فاكر مهندس إيهاب عبداللطيف إللي كان معانا في الكلية، شغال دالوقتي في شركة الإتصالات وماسك فيها منصب مهم، قابلته صدفة من حوالي سنتين وأنا وهو بقينا أصحاب جدا!

تحدث سليم بإنتشاء كدة حلو أوي، ياريت تاخد لنا منه ميعاد في أسرع وقت علشان نحاول نقنعه إنه يسجل لنا كل مكالمات هشام ويبعتها لي، يمكن نلاقي له أي ثغرة نحاول بيها نمسك خيط ونمشي وراة!

هز حسام رأسه بطاعه وأكملوا وضع خطتهم بالإيقاع بهشام داخل براثينهم!

وبالفعل أستعانوا بصديقهم وجعلوه يسجل لهم كل محادثات هشام على هاتفة ويرسلها إلى سليم، كي يتعرف على مستجداته وأسرارة عله يجد ثغرة يمكن له عن طريقها الوصول إلى المستحيل.

وقد كان، فقد وجد مكالمة إبنة خالته له وتذكيرة دائما بالماضي، فقرر اللعب مع تلك العاشقه التي كانت بمثابة الحصان الرابح بالنسبة له، وقد كان بالفعل.

خططوا معا لكل شيئ، وحينما إستمع سليم مكالمة لبني مع هشام تنفس بإنتشاء كمن كان خارج نطاق الحياة وها هو عاد إليها من جديد!

جلب شريحة هاتف private number، ووضع على هاتفة برنامج خاصيه تغيير الأصوات وبدأ بالتواصل مع لبني التي ظنت وتعاملت معه على أنه فتاه حينما أبلغها أنه يكن العداء إلى فريدة كي يقنعها بالإتفاق معه بتلك الخطه!

عودة للحاضر!

شاهدها وهي تستقل سيارتها بغضب تحت محايلات من ذلك المغفل الذي سقط بين براثين سليم بمنتهي الغباء والسهولة!

قهقه بسعادة وتحرك بإرتياح متجها إلى الأوتيل الذي يسكن به حاليا.

وصلت لمنزلها ودموعها تنهمر من مقلتيها وصدرها يعلو ويهبط من شدة شهقاتها العالية، أسرع إليها والدها ووالدتها ونهله يسألاها بقلق عن ما حدث وأوصلها لتلك الحالة.

جلست وقصت لهم ماحدث تحت إستغرابهم جميعا وعدم تصديقهم لما بدر من هشام نحو فريدة التي كان يظهر مدي عشقه لها للكفيف.

أما هشام الذي ضل واقف ينظر بشرود إلى أثر فريدة، أخرجه صوت لبني التي وقفت أمامه بأسي مدعيه الخجل والأسف قائله أنا مش عارفه أقول لك أيه يا هشام، أنا بجد أسفه على اللي حصل.

فاق من شرودة وأحال بصرة إليها وكأنه إسترد وعيه للتو،
أمسكها من يدها ساحبا إياها بعنف حيث وقوف السيارة وفتح بابها وألقاها بحده، ثم أغلق الباب وتحرك للإتجاه الأخر وصعد بجانبها.

وتحدث بفحيح يشبه فحيح الأفعي مين إللي كلم فريدة في التليفون وقالها إننا هنا؟

تلبكت وتوترت بجلستها وأردفت قائلة بإرتباك معرفش يا هشام، صدقني معرفش إنت بتتكلم عن أيه!

صاح بغضب مريب أرعب أوصالها قولي لي الصراحة ونجي نفسك، أنا كدة كدة هعرف وساعتها صدقيني مش هرحمك!

إرتعب جسدها من هيئته الغاضبة وقصت له كل ما حدث معها، فطلب منها رقم تلك المتصلة وللأسف أخبرته أنه Private number.

فلعن حظه وغبائة بعدما تأكد أنه وقع في فخ قد أعد له بمهارة عاليه وهو كالأبله وقع داخله بكل سذاجة.

دلف هشام إلى منزله وجد والده ووالدته وهادي وحازم بإنتظارة
إبتلع لعابه بتوتر وبالأخص عندما رأي نظرات الغضب تتطاير من مقلتي والده الذي تحدث سريع بنبرات غاضبه.

إنتفض حسن في جلسته وتحدث بنبرة غاضبة حمدالله على السلامه يا دنچوان عصرك وأوانك، تعالي هنا يا محترم وفسرلي الكلام اللي فؤاد إتصل وقالهولي ده.

وقفت سميحه وأردفت قائلة بنبرة مرتبكه إهدي يا حسن علشان صحتك، وهشام ياأخويا هيحكي لنا على كل اللي حصل، واللي أنا متأكدة إنه مش أكتر من سوء تفاهم.

ثم نظرت إلى هشام وأردفت متسائله مش كده يا هشام؟

أكد هادي على صحة حديث والدته لتهدئة والده أكيد طبعا يا ماما، تعال أقعد يا هشام وأحكي لنا أيه اللي حصل بالظبط.

جلس هشام بإرتباك وبدأ يقص على مسامعهم ما حدث وما قصته لبني على مسامعة.

بعد مدة تحدث حسن بنبرة غاضبة وإنت فاكر يا بية إن الكلام اللي إنت قولته ده يعفيك من الغلط، بالعكس، ده يدينك أكتر ويبين قد أيه سيادتك تافه ومفعول بيك، حتة بت شاورت لك بصباعها، سيبت خطيبتك المحترمه بنت الأصول اللي وقفت جنبك وسندتك في وقت إحتياجك، وجريت تلهث وتريل على اللي رمتك زمان وأستكبرت عليك.

إبتلع هشام غصة مريرة داخل حلقة من حديث والده الموجع لكرامته ولرجولته.

وتحدث ناظرا لأسفل قدمية أنا عارف إني غلطان وأتصرفت بغباء،
وأكمل مترجيا بس أرجوك يا بابا أقف جنبي وكلم عمي فؤاد علشان نحاول نحل الموضوع بسرعة وأراضي فريدة، لأنها رافضة تسمعني.

أجابه حسن بنبرة صوت غاضبه عندها حق طبعا ترفض تبص في خلقتك بعد عملتك السودا دي.

ثم وقف بغضب وأتجه للداخل وتلته زوجته وذلك بعدما حدث فؤاد وطلب منه تحديد موعد لزيارته هو وهشام كي يشرح إلى فريدة ملابسات تلك المؤامرة وليتصافوا من جديد.

تحدث حازم بعد دلوف والديه للداخل وأما أنت واقع لشوشتك ودايب فيها كدة داير تعط من وراها ليه؟

يا جبروتك يا أخي، الواحد يستني أما يتجوز ويضمن إللي بيحبها في بيته وبعدين يعط براحته، إنت بقا قلبت بجبروتك كل الموازين.

نظر إلى أخيه وتحدث بحدة وهو يزفر بغضب وضيق حاااازم، نقطني بسكاتك أنا مش ناقصك، كفاية عليا اللي أنا فيه!

نظر هادي إلى هشام بتعجب وأردف قائلا بنبرة ملامه عاوز الصراحه يا هشام، إنت غلطان، أنا بجد مصدوم من تصرفاتك دي، أيه اللي جري لك يلا؟

إنت طول عمرك عاقل وبتحكم عقلك قبل أي خطوة بتخطيها، أيه إللي حصل لك خلاك تتصرف بالغباء ده؟

أجابه حازم بنبرة ساخرة أعذرة يا هادي، البت لبني بجبروتها دخلت علية داخلة شديدة وحطت علية بكل ثقلها، إنت مشفتش يوم السبوع كانت محوطاه ودايرة وراه وبتبص له إزاي،
ثم نظر إلى هشام وأكمل مستفزا إياه والله يا إتش أنا لو مكانك في اليوم ده لكنت أعلنت إستسلامي ورفعت الراية البيضا وكتبت كتابي عليها وش.

نظر له هشام وزفر بضيق ووقف قائلا بحده أنا داخل أوضتي أحسن ما أرتكب جناية حالا.

وخطا خطواته للداخل حين نظر هادي إلى حازم نظرة صارمه وأردف بنبرة حادة ملامة يا أخي إنت مش هتكبر أبدا، شايف أخوك في المصيبه دي وقاعد تهزر وتضحك ولا هامك.

نظر إلى هادي وأبتسم بجانب فاهه بطريقة ساخرة وتحدث بلامبالاة مصيبه، وهو كان مين اللي عمل كدة فيه، مش هو؟

واكمل بتعقل وبعدين مصيبة أيه اللي بتتكلم عنها دي، يا باشا أخوك في كلا الحالتين كسبان، سواء فريدة تفهمت الموضوع ورجعت له وعاش مع اللي بيحبها، أو حتى سابته وخطب هو لبني وأتجوزها،
وقتها هيعيش مع اللي بتحبه، واللي أكيد هتوريه الدلع ألوان، وهو كمان هيرجع معاها أمجاده القديمة.

ثم قهقه عاليا وأردف الواد هشام ده طول عمرة محظوظ وأمة دعيالة.

ضحك هادي وهز رأسه بإستسلام قائلا ده أنت مسخرة والله يا حازم!

أما عن لبني التي عادت إلى منزلها وجدت والدتها بإنتظارها وما أن رأتها حتى جذبتها من معصمها بشدة ودلفت بها لغرفتها وأغلقت الباب حتى لا يستمع أباها وأخاها حديثهما.

نظرت لبني إلى والدتها بريبة وتحدثت بنبرة لئيمة
فيه أيه يا ماما؟

نفضت مني يدها بعنف وأردفت بنبرة متسائلة غاضبة إنت اللي هتقولي لي فيه أيه، وأيه الكلام إللي غادة متصله بيا تقوله لي ده؟

إنت فعلا كنتي خارجة مع هشام وخطيبته شافت البيه وهو ماسك إيدك ونازل فيكي غزل وغرام؟

وقفت بشموخ وأجابتها بقوة وتبجح أيوة يا ماما حصل، ويمكن ربنا عمل كدة علشان هشام يرجع لي تاني ونتجوز.

نظرت لها مني بذهول وكمان بتعترفي قدامي بكل بجاحة، هي دي أخرة الحرية والثقة اللي أدتهم لك يا لبني؟
تروحي تخربي حياة إبن خالتك إللي إنت سبتية من الأول، وأكملت وهي تشير إلى حالها بسبابتها طب وأنا، مفكرتيش أختي ممكن تقول أية عليا ولا حتى تفكر فيكي إزاي؟

تحركت وهي تخرج هاتفها من حقيبتها وتضعه على جهاز الشاحن.

ثم نظرت إلى والدتها وتحدثت ببرود ولا مبالاة مصطنعة متكبريش الموضوع أوي كده يا ماما، خالتو سميحة حنينة وهتنسي كل حاجة بسرعة، صدقيني كلها أسبوع ولا أتنين وتلاقيها جاية بنفسها تطلبني لهشام.

نظرت مني إلى إبنتها وبرودها الغير طبيعي بالمرة وقررت الإنسحاب من أمام تلك الباردة الغير مبالية بما أقترفته من خطأ كبير، حتى لا يشعر عليهما كمال أو ماجد.

خرجت والدتها ونظرت هي بشرود لأثرها وبدون مقدمات أجهشت في بكاء مرير وأنهار قناع القوة التي كانت ترتديه، إنهارت لحزنها على مظهر فريدة وكسرتها التي لم تفارق مخيلتها من وقت ما حدث.

وحدثت حالها، سامحني يا الله، لم يكن لدي خيار أخر، خيرت بين إحياء قلبي أم قلبها، وبطبيعة البشر إخترت قلبي.

عند منتصف الليل داخل غرفة فريدة
كانت منكمشة على حالها حاضنها ساقيها بساعديها بإحتواء ودموعها تسيل فوق وجنتيها بحرارة
تجلس بجانبها نهلة ووالدتها يحتضناها برعاية وتبكيان لإجل ألم غاليتهم.

إستمعن لبعض الطرقات الخفيفه فوق الباب
جففت فريدة دموعها سريعا وتحدثت عايدة إلى الطارق أدخل.

دلف فؤاد وهو يتطلع بحزن إلى غاليته وحزنها
تحرك وجلس بجانبها بعدما إبتعدت نهله وأفسحت له المجال،
وضع يده بحنان على وجنتيها وجفف لها دمعه هاربة، نظرت لعيناي والدها بضعف ثم أرتمت داخل أحضانه بإشتياق، حاوطها والدها ولف ساعديه حولها وشدد من إحتضانها بحنان.

ثم تحدث بنبرة حنون كفاية يا بنتي، متعمليش في نفسك كدة،
ثم أخرجها من بين أحضانه ونظر لها وأردف قائلا بترقب حسن نور الدين إتصل عليا دالوقت وبيقول إنه عاوز يجيب هشام بكرة وييجوا يوضحولك سوء التفاهم اللي حصل.

تحدثت نهلة بنبرة غاضبه هو لسه ليه عين ييجي هنا تاني بعد اللي عملة؟

رد عليها والدها بهدوء بيقول إن هشام بيقول إنها لعبه وأتعملت عليه، وبيقول إن فيه واحدة كانت بتكلم البنت و لعبت عليها وهي اللي حرضتها علشان تعمل كده، وهي كمان اللي إتصلت بفريدة وبلغتها بالمكان
نظرت له فريدة وأردفت قائلة بدموع وحضرتك صدقته؟

تنهد فؤاد وتحدث بقلب محمل بالأثقال أنا بقول تقعدي معاه وتسمعيه، مش يمكن فعلا تكون مؤامرة وأتعملت عليكم.

أكدت عايدة على حديثه وهي تنظر بترقب إلى فريدة كل شيئ ممكن يا بنتي، وخصوصا إن هشام محترم وبيحبك ومن وقت ما خطبك عمرنا ما شفنا منه حاجه وحشه!

أجابتها بصوت ضعيف منكسر وتفتكري يا ماما إنها لو مؤامرة بجد زي مبيقول دي حاجه ممكن تشفع له ولا تبرر له خيانته ليا؟

أجابها فؤاد بقلة حيلة يا بنتي إديلة فرصه، الولد فعلا بيحبك وشاريكي، وحتى يا بنتي لو فرضنا إنه فعلا غلط وضعف وقابل بنت خالته، ده مش معناه إنكم تفسخوا الخطبه، إحنا بشر يا فريدة وكلنا خطائين.

نظرت لوالدها بذهول وأردفت قائلة بغضب معقوله يا بابا حضرتك بتطلب مني أرجع له واسامحه بعد اللي عمله؟

وأكملت بدموع ده واحد خاني وعاش قصة حب عليا وإحنا لسه مخطوبين وعلى البر، أومال بعد الجواز هيعمل فيا أيه؟

أجابها فؤاد بضعف يا فريدة أنا كبرت وإنت كمان يا بنتي كبرتي، أنا نفسي أطمن عليك قبل ما يجرالي حاجه.

تحدثت عايدة بلهفه بعد الشر عنك يا فؤاد، ربنا يخليك لينا يا حبيبي وتجوزهم وتشوف ولاد ولادهم كمان!

بكت فريدة بحرقة وهزت رأسها بأسي وأردفت قائلة أرجوك يا بابا بلاش تضغط عليا لأني أخدت قراري والموضوع منتهي بالنسبة لي!

تسائل فؤاد بنبرة حزينه ده أخر كلام عندك يا بنتي؟

أردفت بنبرة جادة واثقه أيوة يا بابا، أخر كلام!

تنهد فؤاد وتحدث بأسي خلاص، يبقا هكلم حسن نور الدين بكرة وأقوله إن كل شيئ نصيب!

تنهدت عايده بأسي وذلك لمعزة هشام ومكانته الكبيرة داخل قلبها، وتحدثت إلى فريدة بترقب طب أدي لنفسك فرصة كمان يومين تفكري فيهم يا بنتي.

نظر إليها فؤاد وأجابها برد قاطع خلاص يا عايدة، متضغطيش عليها أكتر من كدة.

وأشار لها ولنهلة وأردف يلا بينا نخرج وسيبوها ترتاح شويه!

خرج الجميع وجلست هي تبكي بحسرة وألم يتملكان من قلبها على الخيانه والخزلان التي تعرضت لهما على يد هشام التي كانت تظنه السند التي ستتوكئ عليه من غدر الحياة.

أما ذلك العاشق المنتصر، فكان يقف بإنتشاء داخل شرفة غرفته الموجوده داخل الأوتيل، يتنفس براحة وينظر للسماء مراقبا لنجومها اللامعة بهدوء.

أخذ نفس عميق بسعادة وحدث حاله بإنتشاء، هانت صغيرتي، لم يتبق على دخولك عالمى سوي القليل، فأصبري غاليتي، إصبري لنظفرا معا بنتيجة صبرنا وتحملنا لكل تلك الصعاب،
وأكمل بهيام، أعشقك فريدة، أعشقك وأشتاقك حد الجنون، كاد صبري أن ينفد صغيرتي، أكاد أجن من ويل الإشتياق
فلتساعدني إلهي لأتحمل ما تبقي.

ثم أغمض عيناه ونظر للأعلي وبدأ بالتفس الشديد وإخراجه بهدوء، كي يهدئ من إشتعال نيران الإشتياق الساكنة بداخله.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

صباح اليوم التالي
فاقت من نومها بأجفان منتفخة ووجه ذابل وقلب مهموم محمل بثقل الخزلان والخيبات المتتالية، غصة مرة تلازم حلقها ولم تفارقها منذ البارحه،
تحركت لتتدلي من فوق تختها بخمول، شعرت بألام مبرحة تسكن جميع جسدها، يبدو أن حالتها النفسيه قد أثرت على جسدها المسكين
تحاملت على حالها وهاتفت فايز وأبلغته أنها مجهدة ولن تستطع الذهاب إلى العمل خلال اليومين القادمين، وبالفعل وافق لها على طلب الإجازة،.

أما عن سليم الذي ذهب إلى العمل وعلم أنها لم تأتي اليوم إلى عملها
كان يجلس داخل مكتبه وقرر الإتصال بها للإطمئنان عليها وبالفعل أمسك هاتفه.

كانت حبيسة داخل غرفتها، وحيدة حزينة شاردة، وذلك بعدما ذهب والدها وأشقائها إلى دوامهم اليومي، أما عن والدتها فقد كانت متواجده داخل المطبخ كي تعد لعائلتها وجبة الغداء، بقلب مهموم لأجل غاليتها
إستمعت لرنين هاتفها
نظرت بشاشته وإذ بقلبها ينتفض ويدق بوتيرة سريعة متزايدة.

إبتسمت بمرارة وتذكرت خيباتها معه هو الأخر، وشعرت كم أنها عديمة الحظ مع ذلك الثنائي، تنفست الصعداء وضغطت زر الإجابه
وأردفت بنبرة جاده السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إستمع لرنين صوتها وشعر وكأن روحه تحوم في الفضاء هائمة في عشق صوتها الخلاب
أجابها بصوت حنون أذاب قلبها رغم حزنه وألامه وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أزيك يا فريدة!

خانها قلبها وإنتعش وأنتفض رغم عنها بعدما إستمعت لنطقة لحروف إسمها بكل هذا السحر والهيام!
فأجابته بصوت هادئ متأثرة بنبرته الحنون الحمدلله يا باشمهندس!

أردف هو بنبرة تخابثية صوتك ماله يا فريدة، إنت كنت بتعيطي؟
تنفست بهدوء وأغمضت عيناها وأردفت قائلة بإنكار لا طبعا، وهعيط ليه، كل الحكاية إني كنت واقفه في البلكونه بالليل وشكلي أخدت دور برد.

إبتسم على تلك العنيدة ذات الرأس اليابس وأكمل سلامتك، فريدة، أنا بصراحة محرج منك جدا ومش عارف أبدأ كلامي منين، وأكمل بألم ملئ صوته أنا بجد أسف على التصرف إللي عملته أمي، وصدقيني أنا معرفتش غير يوم عيد ميلاد سولي، وده عن طريق الصدفة البحته، لما لاحظت نظرات عدم الإرتياح إللي كانت متبادلة بينك وبين أمي!

إنقبض صدرها حين ذكرها بذلك اليوم وإهانات تلك المتعاليه لها ولوالدتها
وأكمل هو حين لاحظ تنفسها بصوت عالي مما يدل على تشنجها وعلي فكرة بقا، أنا زعلان منك أوي!

إستغربت حديثه وأردفت قائلة بإستهجان زعلان مني أنا، إنت غريب أوي يا باشمهندس، ده بدل متزعل من اللي مامتك عملته فينا وتهكمها علينا في وسط بيتنا، جاي تزعل مني أنا؟
أجابها بنبرة صادقة ومتأثرة زعلان لأني كنت فاكر إني قريب منك أكتر من كدة، وإن لما حاجة زي كدة تحصل أكيد كنت هتتصلي بيا وتبلغيني على الأقل علشان أقدر أتصرف!

تنهدت بضيق وأردفت هتتصرف تعمل أية يعني؟
وأكملت بضيق علي العموم حصل خير والموضوع بالنسبة لي إنتهي.

أجابها بصدق بس بالنسبة لي لسه منتهاش يا فريدة، أنا مدان ليك إنت وطنط بإعتذار شديد بالنيابة عن أمي
وأكمل بإستئذان علشان كده لو تسمحي لي أنا حابب أجي عندكم بالليل علشان أعتذر لطنط وأتأكد إنها خلاص مش زعلانه.

إرتبكت حين أستمعت لحديثه وأردفت قائلة بتلبك خلاص يا باشمهندش قلت لحضرتك الموضوع إنتهي، وبعدين بابا ميعرفش الموضوع ومش لازم يعرف علشان الضغط ميعلاش عليه
إنتهزها فرصة وأردف بحماس خلاص، أنا هاجي حالا أعتذر لطنط قبل ما الأستاذ فؤاد يرجع من شغله.

لم تجد ما تجيبه به بعد إلحاحه هذا فوافقت مرغمة
وخرجت وأبلغت والدتها تحت أستغراب عايدة التي
أردفت قائلة وإشمعنا إنهاردة بالذات إللي إفتكر كلام أمه وجاي يعتذر عنه؟

ثم نظرت إلى فريدة بنظرات تملئها الريبه قائله التوقيت مش غريب شوية يا باشمهندسه؟
تلعثمت فريدة وأردفت قائلة بتهرب الحكاية كلها مش أكتر من صدفة يا ماما، اللي في دماغ حضرتك ده بقا أبعد من تفكيرة وتفكيري، وبعدين هو ميعرفش اصلا إني سيبت هشام، أنا داخله أبدل هدومي علشان أقابلة، بعد إذن حضرتك!

دلفت فريدة إلى غرفتها، نظرت عايدة إلى طيفها بشرود وتنهدت بإستسلام ودلفت هي الأخري لتبديل ثيابها.

داخل إحدي المعامل الخاصة بشركة الحسيني للأدوية
كان يمر ليطمئن على سير العمل، دلف لداخل المعمل
وجدها تجلس بجانب صديقتها سارة غير واعيه لذلك الواقف خلفها بقلب مستشيط غاضب، كاد أن يعنفهما على تركهما للعمل وجلوسهما ملتهيتان بالحديث.

لكنه توقف حين أستمعها تتحدث بنبرة صوت حزينه ومتأثرة حسام إتغير أوي يا سارة، مبقاش الراجل الرومانسي الشهم اللي حبيته وأتحديت أهلي علشانه، أنا حقيقي كل يوم بتصدم فيه أكتر من اليوم اللي قبله، لدرجة إني مبقتش عارفه أحدد مشاعري من ناحيتة،
وأكملت بتيهه أنا حاسه إني مشتته ومش قادرة أخد قرار في موضوعنا.

أجابتها سارة متأثرة بحالة صديقتها كل التشتت اللي إنت فيه ده بسبب كلامه المستفز عن سليم يا ريم، بس أنا مش عوزاكي تبصي للموضوع على إن حسام بيكرة سليم.

وأكملت بتعقل مش يمكن يكون زعل منه لما فضل البنت اللي بيحبها عليه وأداها الوظيفة اللي كان واعده بيها قبل كده؟

وأكملت بإخلاص عاوزة نصيحتي يا ريم، خلي حبك لأخوكي وأحترامك ليه بعيد عن علاقتك بحسام!

كاد أن يتحرك ويعود إلى مكتبه كي لا يزعجهما ويتلصص على حديثهما، لكن من العجيب أنه تسمر بوقفته وأصر على الإستماع لحديثها ومعرفة الكثير عنها وعن حياتها مع خطيبها، لما؟، هو لا يعلم!

هزت ريم رأسها بنفي وتحدثت بتفسير مش بس كلامه عن سليم يا سارة، حسام بدأ يتدخل في حياتي بطريقة مستفزة ومرفوضة بالنسبة لي، تخيلي إنه لامني وزعل مني علشان مقولتلوش على موضوع التجربة؟

نظرت لها سارة فأكملت ريم حسام طلع مادي بطريقه قلقتني منه، تخيلي إن الأمر وصل بيه إنه بيلومني علشان مضيت مع شركة الحسيني، بيقولي إن كان ممكن نعرضها على شركات الأدوية الكبري ونتفاوض معاهم ونمضي مع الشركة اللي هتدفع أعلي سعر.

وأكملت بإستهجان حسسني إن دماغي دي سلعة وبيفكر إزاي يستغلها ويستفاد منها.

تنهدت سارة وأردفت قائلة بهدوء مش يمكن خايف عليكي وعاوز يحفظ لك حقوقك؟

هزت رأسها بنفي وتحدثت لو خايف عليا زي مبتقولي كان يفرح لي إني مضيت عقد مع شركة محترمة وليها وزنها في سوق الأدوية زي شركة الحسيني،
لو فعلا ببحبني كان أخر حاجه فكر فيها هو العائد المادي، كان فكر في مستوايا العلمي والأدبي وأية اللي ممكن يعود عليا من الموضوع ده.

تنهدت سارة وتحدثت بس على حد علمي إن حسام مرتاح ماديا ومش محتاج لفلوسك يا ريم؟!

أجابتها ريم بأسي يمكن حسام فعلا مش محتاج فلوس ومستواه المادي كويس، بس تفتكري إن ده سبب يمنعه إنه يبص لفلوسي، فيه ناس مبتكتفيش باللي معاها وبس يا سارة، ونظرت لها وأردفت قائلة هل من مزيد يا دكتورة!

وأكملت بشرود تعرفي يا سارة، أنا بدأت أسترجع كل مواقف حسام معايا من يوم ما أتخطبنا، حسيت اني كنت غبية أوي وزي ما بيقولوا مراية الحب عامية،
وأكملت مستشهدة يعني مثلا موضوع الدوبليكس اللي إشتراه لجوازنا، ماما دفعت أكتر من 7 % من تمنه، وهو بكل بجاحه طلب إنه يتكتب بإسمة، وللأسف ماما وافقت.

كان يستمع إليها بإعجاب بتفكيرها العقلاني والغير مادي بالمرة، وشعر بتعاطف معها ومع حيرتها، وبدأ قلبه يلين لها ويحن، وبلحظه إستفاق على حالة وطرد من عقله ذلك الإحساس اللعين الذي دائما يطالبه بالتفكير بها والتقرب إليها.

وأنتفض وتجددت داخله نيران الحقد على كل ما هو مرتبط بتاء التأنيث!

وبدون سابق إنذار تحدث بنبرة حاده دى بقت قعدت مصاطب مش شركة محترمه دي أبدا.

إرتعبت الفتاتان وأنتفضتا بجلستيهما وأعتدلا تنظران بهلع إلى ذلك الغاضب.

نظرت إليه وتسائلت بهدوء فيه أيه يا دكتور؟

نظر لها بعينان تطلقان شرزا وأجابها فيه إن دي مستشفي محترمة يا أستاذة، مش جلسة مصارحة نفسيه هي.

جحظت عيناها بضيق من حديثه الذي يوحي بأنه إستمع لحديثها الخاص ده حضرتك واقف تتسمع علينا بقا؟

إنتفض غاضبا وأردف قائلا وهو يتطلع إليها بغرور الظاهر إن سيادتك ناسية إنك موجوده في شركتي، وإن من حقي أتحرك في المكان والزمان اللي يعجبني،
وأكمل بحدة اللي مرفوض بقا يا حضرة الدكتورة المحترمة هو اللي سيادتك عملاه إنت وزميلتك.

خرج دكتور محمود من داخل غرفة المعمل الداخلية حين إستمع لتلك الأصوات المرتفعة واستغرب حين وجد مراد وهو يتحدث بتلك النبرة المتعصبة.

فتحدث بإستفهام خير يا دكتور مراد، أيه اللي حصل؟

أجابه بنبرة غاضبه وهييجي منين الخير يا دكتور والهوانم سايبين شغلهم وقاعدين يتكلموا بمنتهي الأريحية ولا اللي قاعدين على المصطبه.

نظرت إليه بإستغراب وتحدثت بنبرة صوت حاده لم تستطع السيطرة عليها رامية بالوعد الذي قطعته على حالها بعرض الحائط هو حضرتك ليه محسسني إننا شغالين في مشغل تريكو وفاصلين المكن وموقفين الإنتاج لحضرتك وقاعدين نرغي،
وأكملت بإعتزاز ورأس مرفوع حضرتك إحنا دكاترة ولينا إحترامنا وتقديرنا، والمفروض إن سيادتك تعاملنا بإسلوب أرقي من كدة.

نظر إليها بعيون تطلق شزرا مما ينم عن إشتعال داخله وأجابها متهكما المفروض، ده أنت هتعمليني الذوق واللي يصح واللي ميصحش كمان.

ثم أكمل وهو ينظر إلى للدكتور محمود وتحدث أمرا دكتور محمود، من أول الإسبوع الجاي تبعت الأستاذة لأي فرع تاني للشركة، مش عاوز أشوفها في الشركة قدامي هنا تاني، رؤيتها بقت كفيلة بإنها تعصبني وتقفلي يومي من أوله.

نظرت له بتهكم وردت بقوة لو حضرتك مش متحمل وجودي هنا قدامك ورؤية جلالتك لوشي، فأحب أقول لسيادتك إنه شعور متبادل،
وحولت بصرها إلى الدكتور محمود وتحدثت بقوه وحده وياريت يا دكتور تنفذ أوامر سعادته وتسرع في إنك تنقلني لفرع تاني،
وأكملت بتحدي كي تحرق روحه بس ياريت ده يكون من بكرة، مش من الاسبوع الجاي زي ما حضرته أمر.

هنا قد أتي دكتور صادق الذي أبلغه أحد العاملين بالشركة بما يحدث وذلك بناء على توجيهات من صادق بنفسه.

وتحدث بإستسلام من أفعال ولده التي أصبحت عدائية مع تلك الريم بشكل ملحوظ خير يا دكاترة، أيه اللي حصل تاني؟

وبعد مدة كان قد إستمع لجميع الأطراف كل لوجهة نظرة.

فتحدث بتعقل ناظرا إلى ريم أولا يا دكتورة أنا بتأسف لك على سوء فهمك لموقف دكتور مراد، أكيد الدكتور ميقصدش يضايقك بكلامه، كل الحكاية إن دكتور مراد جاد جدا في شغلة وبيقدر وقت العمل وميحبش يشوف حد مقصر فيه، وأكيد فهم قعادك انت وصديقتك غلط، ومن هنا حصل سوء التفاهم.

نظر إلى والده بعيون مشتعله وكاد أن يتحدث أوقفته إشارة من عين والده يطالبه فيها بالصمت.

وأكمل صادق بهدوء ومهنية ثانيا حضرتك مش هينفع تسيبي الشركة هنا وتتنقلي لأي فرع تاني، لأن فرع الشركة ده هو الفرع الرئيسي واللي هتتنفذ فيه تجربتك واللي بالفعل بدأنا نستعد لدخولها على خط الإنتاج الجديد،
وأكمل لتحفيزها فمش من الطبيعي إنك تبعدي ومتشرفيش بنفسك على خط سير العمل وتشوفي وتفرحي بنجاح تجربتك ودخولها لأرض الواقع!

نظرت له بتيهه فحقا حديثه به كل الصحه، وبلحظه حسمت أمرها وتحدثت بهدوء وأنا موافقه على أي حاجه حضرتك تشوفها في صالح الشغل يا دكتور.

نظر لها ذلك المراد بغضب وتحرك كالإعصار متجه إلى مكتبة.

بعد مرور حوالي ساعة من محادثة سليم إلى فريدة كانت تقف بجانب والدتها أمام سليم الذي بدا على وجهه الإشراق والراحة مهما حاول تخبأتهما.

تحدثت عايدة وهي تشير إليه بيدها لتحثه على الدخول أتفضل يا باشمهندس.

تحرك خلفها بقلب يتراقص فرح، ولما لا، فإنه ولأول مرة يخطو داخل قصر أميرته المصان ويأمل بأن تكون تلك هي البداية، فكم من المرات التي حلم بتواجده معها بمكان نشأتها والنظر إلى غرفتها الخاصة.

وبعد جلوسه نظر إلى عايدة بإحترام وأردف قائلا بأسي أنا حقيقي أسف لحضرتك على سوء التفاهم اللي حصل بين حضرتك وماما، أنا طبعا مش جاي أبرر اللي عملته أمي، أنا جاي وطمعان في كرم وأخلاق حضرتك إنك تتعطفي وتسامحيها وتقبلي إعتذاري بالنيابة عنها.

نظرت له عايدة بغيظ كتمته داخلها وذلك لشدة إحترامه الزائد عن الحد، فكم تمنت أن تكيل إليه بعض الكلمات التي تليق بتلك الحرباء المسماه بوالدته،
ولكنها وللأسف الشديد لم تستطع الأن لما رأته من إحترام بكلمات ذلك الراقي الذي يختلف كليا عن تلك المتعالية.

أردفت قائلة بهدوء وأبتسامة باردة تخفي خلفها نار مشتعله وماما ليه مجتش بنفسها علشان تعتذر يا باشمهندس، مش المفروض إللي غلط هو إللي يعتذر بردوا ولا أيه؟

وأكملت بتأكيد على حديثها الإصول بتقول كدة، وأنت سيد من يفهم في الأصول!

إبتسم لها وأردف بهدوء ووجه بشوش أكيد كلام حضرتك مظبوط وجدا كمان،
وأكمل مفسرا لكن خلينا أكلمك بصراحة، أمي من نوعية الناس اللي بيخجلوا لما بيغلطتوا، وللأسف مبتعرفش تواجه غلطها،
وأسترسل حديثه مترجيا فلو تكرمتي عليا تقبلي أسفي بالنيابة عنها، وبكدة أكون أتأسفت لحضرتك عن االغلط الغير مقصود، وأكون عفيت أمي من حرج اللحظة!

تنهدت عايدة ثم حولت بصرها إلى فريدة لتسألها كيف هو الحال، فمالت لها فريدة بعيناها بمعني الموافقة!

فأبتسمت عايدة وأردفت بهدوء وأنا مجيتك لحد هنا وكلامك وذوقك محوا كل الزعل يا باشمهندس!

أجابها بسعادة أنا بجد مش عارف أشكر حضرتك إزاي على كرم أخلاقك الزايد ده!

وأكمل بتمني هو أنا ممكن أتجرأ وأطلب من حضرتك طلب؟

ردت عايدة بترحاب طبعا يا باشمهندس، إتفضل.

رد عليها بتمني وأبتسامة بشوشه ممكن حضرتك تعتبريني زي إبنك وتندهي لي بإسمي من غير ألقاب، سليم كفاية أوي!

هزت رأسها بموافقه وتحدث ده شيئ يشرفني إن يكون عندي إبن في إحترامك وذوقك!

نظر سليم إلى فريدة وأردف بتساؤل أتمني متكونيش زعلانه إنت كمان يا فريدة.

هزت رأسها بإيماء وأبتسامة باهته فسألها سليم بتخابث مالك يا فريدة، هو أنا ليه من وقت ما دخلت وأنا ملاحظ إنك ساكته وشاردة، كمان عيونك دبلانه أوي، لو فيه حاجة أقدر أساعد بيها ياريت تقولي لي.

تنهدت عايدة وأجابت بنبرة حزينه للأسف يا سليم، فريدة سابت خطيبها.

تهللت أساريرة ولم يستطع تمالك حاله، فبرغم أنه يعلم مسبقا ولكن إستماعه إلى هذا الخبر من والدتها والتأكيد عليه أسعده كثيرا وأراح قلبه.

تمالك حاله بعد نظرات عايدة المستغربه من ذلك الأبله الفاتح الفاه بسعادة وهو يتلقي خبرا محزنا كهذا مما جعلها تنظر إليه بإستغراب.

وأردف هو قائلا بصوت هادئ وحنون بعض الشئ وهو ينظر إلى فريدة وهو ده اللي مزعلك بالشكل دة، أكيد ربنا شايل لك الأحسن.

أجابته عايدة وهي تقف ونعم بالله، متأخذنيش يا أبني، الكلام أخدنا ونسيت أقدم لك حاجه تشربها، وتسائلت تحب تشرب أيه؟

تحدث وهو يقف ياريت متتعبيش نفسك، أنا خلاص ماشي.

تحدثت عايدة بإصرار ريح نفسك، مش هتخرج من هنا غير لما تاخد واجب ضيافتك، قولي بقا تحب تشرب أيه؟

إبتسم سليم وأردف بهدوء طالما حضرتك مصممه يبقا فنجان قهوة مظبوط.

أجابته بوجه بشوش بس كدة، من عنيا، وعاملة كيكة برتقال لسه سخنه هتعجبك أوي!

اجابها وهو يجلس من جديد تسلم إيد حضرتك.

دلفت عايدة وتحدث هو بوجه مبتسم وسعيد أخيرا خلصتينا من الكابوس إللي إسمه هشام ده!

نظرت إليه بإستهجان وتحدثت بإستنكار ولهجه حادة أوعا يكون خيالك صور لك إني سيبت هشام علشانك، لا، دانت تبقا موهوم أوي يا باشمهندس.

ضحك برجولة بعثرت داخلها ونظر إليها بعيون عاشقه لكل إنش بها قائلا أومال حبيبي سابه وروق لي الجو ليه؟

أجابته بحده علشان طلع زيك بالظبط، خاين وكذاب، النسخة المكررة من سعادتك، إنتم الإتنين بتمثلوا الخيانه في أبشع صورها، بس كل واحد منكم محتفظ بطريقته الخاصة!

نظر لها بعيون عاشقه وأردف قائلا بنبرة مثيرة أذابتها وبعثرة داخلها حد بردوا يقول على حبيبه اللي هيكون جوزه في خلال أيام خاين وكذاب؟

وأكمل بصوت هائم أذابها ما يصحش كدة يا ديدا، لازم تحترمي جوزك أكتر من كدة، أنا زعلي غبي على فكرة وبحذرك من أولها،
وأكمل بوقاحه وعلشان ترضيني هتضطري تدلعيني كتير، وسليم من دلع مراته مش هيشبع يا قلب سليم.

إرتبكت بجلستها وأرتعش جسدها بالكامل على أثر كلماته التي نزلت على قلبها العاشق أنعشته وزلزلت كيانه.

تحدثت بتلبك ونبرة أنثويه لم تستطع التحكم بها إعقل يا سليم، ماما ممكن تسمعك!

أجابها بصوت حنون وعيون مشتعله هي ماما بس إللي هتسمع، ده أنا هصرخ بأعلي صوتي وهسمع الدنيا كلها، هقول لهم إني بعشقك وقلبي دايب في غرامك وبحر عيونك، هقول لهم إني تعبت في بعدك ونفسي أرتاح جوة حضنك، هقو.

كاد أن يكمل إلا أن إستمعوا لطرقات عاليه وسريعه فوق الباب
وقفت فريدة والقلق ينهش داخلها وتحركت سريع نحو الباب وفتحته،
وجدت أمامها أخر شخص تمنت أن تراه بتلك اللحظه الحالمه!

نظرت إلى الطارق وتفاجأت به واقف أمامها، ينظر لعيناها بغضب تام لم يستطع التحكم به، إنه هشام لا غير، فقد جاء ليتحدث معها ووالدتها ويقص عليهما ما أخبرته به لبني.

ثم حول بصره إلى الداخل باحثا بجنون عن سليم بعدما رأي سيارته المصطفة أسفل البناية أثناء صعودة.

وجده يجلس فوق المقعد ويظهر على وجهه كم من الراحة والإسترخاء.

فدلف دون الإستئذان ناظرا إليه بعيون تطلق شرزا
قائلا بغضب وإتهام أنا كدة بقا إتأكدت إن ظنوني كلها في محلها!

نظر له سليم بإبتسامة مستفزة ووضع ساقه فوق الأخر مما إستشاط غضب الأخر.

أغلقت فريدة الباب وذهبت إليه وتحدثت بحدة بالغة أنت لسه ليك عين تيجي لحد هنا، هو أنا مش قولت لك إمبارح إني مش عاوزة أشوف وشك تاني؟

وأشارت بيدها للخارج قائلة بنبرة حادة إتفضل يا محترم لو سمحت، وياريت متضطرنيش إني أفقد أعصابي معاك أكتر من كده!

نظر إليها هشام وتحدث بإستماتة وهو يشير إلى سليم مش همشي قبل ما أعرفك حقيقة المؤامرة الحقيرة إللي لعبها علينا البيه المحترم!

في تلك اللحظه خرجت عايدة من المطبخ تحمل بين يداها حاملا موضوع عليه بعض أقداح القهوة مع بعض الحلوي.

وقف سليم سريع وحمل عنها مابيدها تحت إستشاطت هشام وأستغرابه.

وتحدث سليم بهدوء وأحترام تسلم إيد حضرتك يا أفندم، تعبتك معايا!

ثم وضعها فوق المنضدة وجلس من جديد بمنتهي البرود!

هزت رأسها له وأردفت قائلة بهدوء مفيش تعب ولا حاجه يا أبني، ده واجبك.

ثم حولت بصرها إلى هشام ونظرت إليه بنظرات يملئها اللوم والعتاب وتنهدت بأسي وتحدثت أهلا يا أستاذ هشام!

نظر لها بحزن وأردف متألما أستاذ هشام؟

وأبتلع غصة داخله ثم تحدث بنظرات مترجية ممكن يا ماما حضرتك تقولي لي البني ادم ده بيعمل أيه هنا؟

قاطعته فريدة بحده فقد بلغ غضبها منه عنان السماء وإنت بأي صفه إن شاء الله بتسأل؟

وأكملت بنبرة حادة ياريت يا محترم تتفضل بقا لأن وجودك غير مرحب بيه بالمرة!

قاطعتها عايدة بحده عيب كدة يا فريدة، مش تربية فؤاد اللي تتعامل مع ضيوفها بالشكل دة!

نظر لها هشام بحزن وأردف قائلا بنبرة حزينه هو أنا خلاص بقيت ضيف يا ماما؟

تنهدت عايدة وأزاحت بصرها عنه.

حول بصرة هو إلى فريدة وتحدث بإصرار أنا قولت لك إني مش هخرج من هنا غير لما أكشف لك المؤامرة اللي إتعملت علينا من الحقير إللي قاعد قدامك ده!

تسائلت عايدة بإستغراب مؤامرة، مؤامرة أيه اللي بتتكلم عنها دي؟
وتقصد مين بكلامك ده؟

أجابها بقوة وهو يشير بسبابته إلى الجالس بمنتهي البرود يتناول قهوته ويرتشفها بتلذذ يظهر على وجهه دون الإكتراث لما يدور من حوله المؤامرة اللي الحقير ده عملها عليا علشان يبعدني عن فريدة يا أمي.

تحدثت عايدة بحده عيب كدة يا هشام، مينفعش تهين الراجل وهو في بيتي!

ربعت فريدة ساعديها أمام صدرها وتسائلت بنبرة ساخرة لا برافوا، وياتري بقا هو اللي جرك من إيدك وخلاك تروح تقعد مع حبيبتك القديمه؟

وهو كمان اللي أجبرك تقول لها كل كلام العشق والغرام اللي أنا بنفسي سمعته بوداني؟

أجابها بنبرة قوية أيوة يا فريدة، البيه خلي واحدة تكلم لبني على أساس انها واحدة بتكرهك وحابه تنتقم منك وتخليني أسيبك!

وبدأ بسرد كل ما حدث على أسماعهم تحت نظرات سليم الباردة وفريدة المشمئزة وعايدة الحزينه.

وجه حديثه إلى سليم بعدما أنتهي من سرد التفاصيل لو راجل بجد أعترف وقولها على مؤامرتك الدنيئة.

وأخيرا تحدث سليم ببرود وهو يضع قدح القهوة فوق المنضده من الطبيعي جدا إنك تحاول تبرر موقفك وعملتك الغير أخلاقيه بالمرة، بس إللي مش طبيعي ومش مقبول عندي إنك تفتري عليا وتتهمني علشان تخلص نفسك.

وأكمل مضيق عيناه بإستجواب وبعدين حتى لو إفترضنا إن كلامك ده فعلا حصل، المفروض إنك بتحب فريدة جدا، وبناء عليه مبدأ الخيانه المفروض إنه مرفوض ومستبعد بالنسبة لك، وأبتسم بطريقة مستفزة قائلا ولا أيه؟

صاح به هشام وأردف قائلا بغضب ده المفروض، بس لما يكون المخرج شيطان زيك ولعبها بمنتهي البراعة والدنائة، لازم النتيجة تكون ممتازة وغير متوقعة!

تحدثت عايدة بهدوء وكأنها كانت تنتظر تلك الكلمات أنا طبعا مصدقاك يا هشام ومصدقة إن فيه لعبة إتعملت عليكم من ناس معندهاش ضمير، وأكملت برفض بس يا إبني مظنش إن الباشمهندس سليم ليه صلة بالموضوع!

تحدث هشام بحدة وهو ينظر إلى سليم طب لو مش هو اللي خطط ودبر لكل ده تقدري تقولي لي هو هنا بيعمل أيه، وبأي مناسبه جاي يزوركم في البيت وكمان في غياب عمي فؤاد، وإشمعنا في التوقيت ده بالذات يا ماما؟

حدثه سليم بنبرة جاده ياريت يا أستاذ هشام لو عندك مشكلة تحلها بعيد عني وما تقحمنيش فيها ولا تحملني ذنب تصرفاتك الصبيانيه ومرهقتك المتأخرة!

نظر له بحقد وتحدث غاضب ماتحترم نفسك يا أستاذ إنت وتنقي ألفاظك، أيه مراهقتك المتأخرة دي كمان، على العموم أنا هفضل ورا الموضوع لحد ما أثبت إنك ورا الحقيرة اللي إتصلت وعملت كل ده، واكمل بإصرار وهنتقابل تاني وقريب أوي، أوعدك!

إبتسم سليم ساخرا وأردف بنبرة متهكمة وأنا مستنيك!

تحدثت عايدة بتهدئة إهدوا يا جماعة لو سمحتم، ميصحش تتكلموا مع بعض بالشكل دة،
ثم أكملت وهي تنظر إلى هشام مفسرة وعلي العموم يا هشام الباشمهندس سليم جاي في موضوع مهم ومقنع جدا بالنسبة لي، وبيتهئ لي أنت عندك ثقة في كلامي وعارف إني مش هقول لك كدة من فراغ!

تسائل بفضول بصوت حاد ممكن أعرف موضوع أيه ده يا ماما؟

صاحت به فريدة بصوت غاضب فقد طفح الكيل بها وأنت مالك، ده شيئ ميخصكش لا من بعيد ولا من قريب، وياريت يا أستاذ تعرف حدودك الجديدة عندنا وتتصرف على أساسها!

قاطعتها عايدة قائلة بنبرة جادة إهدي يا فريدة وأقعدي مع هشام وحاولوا تصفوا الزعل اللي مابينكم، هشام بيحبك وشاريكي ومينفعش تضيعوا اللي ما بينكم وتشمتوا العدو فيكم!

إنتفض داخله وأرتعب من فكرة موافقة فريدة لحديث والدتها، نظر إليها سريع بعيون مترجيه بألا تستجيب لحديثها!

نظرت له وأبتلعت لعابها ثم حولت بصرها إلى هشام وزفرت بضيق قائلة الموضوع بالنسبة لي منتهي النقاش فيه يا ماما، وأشارت بيدها نحو هشام ولو على مبررات الأستاذ اللي جاي يغني عليا بيها، فأحب أقوله إن كلامك ده لو صح، فهو بالنسبة لي عذر أقبح من ذنب،
ثم أكملت بنظرات معاتبه موجهة حديثها إليه مباشرة جاي بكل بجاحة تبررلي خيانتك ليا؟

وأكملت بنظرة حزينه معاتبة أشعلت داخل سليم يعني أيه تبقا طول الوقت مفهمني إنك بتحبني وإني أغلي حد في حياتك، وأول ما بنت خالتك تشاورلك تجري عليها بكل سهولة،
وأكملت بتساؤل أما بتعمل فيا كدة وإحنا لسه على البر، أومال لو كنا إتجوزنا وراحت زهوتي عندك كنت هتعمل فيا أيه؟

نزلت دموعها رغما عنها وتحدثت بضعف وهي تشير له بالخروج أرجوك يا هشام أمشي، مش عاوزة أشوف وشك تاني.

ثم تحدثت إلى والدتها من فضلك يا ماما تجمعي حاجة أستاذ هشام وتديهاله وهو ماشي!

تحدث هشام برجاء وقلب يتمزق أرجوك يا فريدة أديني فرصة أثبت لك إني ضحية مؤامرة حقيرة.

حدثته بدموع أرجوك يا هشام كفاية وياريت متصعبهاش عليك وعليا أكتر من كدة!

تسائل بنبرة جاده ده أخر كلام عندك يا فريدة؟

أجابته بدموع ومعنديش كلام غيرة!

نظر إليها بحزن ثم حول بصرة إلى ذلك الجالس ببرود وتحدث بوعيد قسما بالله ماهسيبك ولأدفعك تمن اللي عملته ده غالي أوي يا سليم يا دمنهوري!

وتحرك خارج من المكان كالبركان الذي أوشك على الإنفجار!

وقف سليم متحدث بهدوء أنا أسف يا جماعة إن الظروف حطيتني إني أحضر النقاش الحاد ده، أستأذن ومرة تانيه بتأسف لحضرتك على كل إللي حصل من أمي!

أجابته عايدة بأسي وشرود حصل خير يا أبني وأنا اللي بتأسف لك على كلام هشام اللي قاله، إنت أكيد عازرة طبعا ومقدر الموقف اللي هو فيه!

هز رأسه وأجابها متفهما ولا يهمك يا طنط، بعد إذن حضرتك ومتشكر جدا على القهوة.

تحرك إلى فريدة وتحدث هامسا لها بإقتضاب وعيون لائمة هكلمك من العربية، ياريت تردي!

غادر سليم المكان ووجهت فريدة حديثها إلى والدتها بهدوء ودموع أنا داخله أجمع الشبكة والهدايا كلها علشان بابا يوصلها لعمو حسن لما يرجع، خليني أخلص من الكابوس ده!

وتحركت للداخل تحت نظرات عايده الحزينه وقلبها المتألم لأجل إبنتها ولأجل هشام أيضا!

لملمت الأشياء داخل صندوق وأخرجته لوالدتها ودلفت مجددا إلى غرفتها.

وبدون مقدمات أجهشت في نوبة بكاء مرير، إلى أن أتاها إتصاله الذي لم تعيره إهتماما، فحاول مجددا الإتصال مرارا وتكرارا ولكنها قررت عدم الإجابه!

جلست تبكي وتفكر بتشتت في أمرها وما يجب عليها فعله، وايضا فكرت في حديث هشام ومدي صحته، حتى غفت دون وعي أو إدراك.

فاقت من غفوتها بعد حوالي الساعتان على صوت نهلة وهي تحدثها قومي يا فريدة علشان تتغدي معانا!

أجابت شقيقتها بنعاس سبيني أنام يا نهله، مليش نفس للأكل!

ردت نهلة بتصميم بابا قاعد مستنيكي برة ومش هيتغدا من غيرك.

تمللت بنومتها وأفاقت حالها وتحركت للخارج كي ترحب بأبيها، أخبرته أنها لملمت جميع الأشياء والهدايا الخاصة بهشام، وطلبت من أبيها أن يغلق لها ذلك الموضوع سريع كي يرتاح ذهنها!

وافقها أباها على مضض، وبالفعل ذهب هو وعبدالله في المساء لمنزل حسن نور الدين وأعتذرا منهم تحت دموع سميحه وحزن حسن وأعتصار قلب هشام.

مساء بنفس اليوم
داخل غرفة هشام، كان يجلس فوق تخته ملقيا رأسه للخلف بإهمال وذلك أثر نوبة حزن أصابته بعدما أتي فؤاد وسلمه كافة الأشياء التي أهداها إلى فريدة طيلة فترة خطبتهما!

دلفت إليه غادة بصحبة سميحه التي إنتفخت عيناها من كثرة بكائها حزن على صغيرها وأيضا لخسارته لفريدة التي كانت تراها زوجه مثالية لإبنها.

جلست غادة وهي تمرر كف يدها فوق رأس إبن شقيقتها وتحدثت بصوت حنون عامل أية دالوقت يا هشام؟

أغمض عيناه بتألم متهرب من عيناها وتحدث بصوت مهزوم الحمدلله!

جلست سميحه بجانبه و وضعت كف يديها فوق موضع قلبه وأردفت بصوت حنون ماتقوم يا حبيبي تغير هدومك وتخرج تسهر مع أصحابك!

نظر لها وأجابها بغصة مؤلمه مش عاوز أخرج يا ماما، ولو سمحتم بلاش نظرات الحزن والشفقه إللي في عنيكم دي لأنها بتقتلني!

بكت سميحة وتحدثت بنبرة لوم وعتاب مش عايزني أحزن على إللي عملته في نفسك، كان ليه ده كله يا هشام، ما كانت معاك خطيبتك يا أبني، عقل وجمال وكمال وألف مين يتمناها،
سبت عقلك ومشيت ورا لبني اللي باعتك قبل كده علشان تسافر عند أبوها وتعيش حياتها بحريتها!

تملل بجلسته ونظر لها بضيق وأردف قائلا هو أنا ناقص كلامك ده يا ماما، مش هخلص أنا من التنظير واللوم ده إنهاردة،
وأكمل بصياح بصوت حاد قولت لك إللي حصل ده مؤامرة وأتعملت عليا وشاركت فيها الغبية بنت أختك ووقعتني.

نظرت إليه غادة بإندهاش وأردفت بعتاب وهي لبني كانت غلطت لوحدها يا هشام؟

المفروض إنك راجل واعي وعندك عقل يوزن بلد،
وتسائلت كان فين عقلك وإنت ماشي وراها مسير، أنا مش نبهتك من كام يوم لما كنتوا عندي وقولت لك إن فريدة لو عرفت مش هتسامح، وأهو حصل اللي حذرتك منه يا أبن أختي.

تحدثت سميحة بندم من بين دموعها الغزيرة ياريتك يا أبني كنت سمعت كلام خالتك!

نظر إليها بضعف وأردف نادم ياريت يا أمي، ياريت!

إحتضنته والدته وربتت فوق ظهره بحنان تحت إسترخائه وكأنه كان يحتاج لذلك الحضن وبشدة!

في اليوم التالي.

كانت تقود سيارتها عائدة إلى منزلها بعد يوم شاق ومرهق داخل شركة ذلك المراد الذي بات يتعمد إسناد المهام إليها وإرهاقها بشتي الطرق.

وكأنه يريد أن تمل كثرة العمل وتذهب لحال سبيلها، ليحمي قلبه من تقاربها والذي أصبح يشعر بالخطر عليه في حضرتها.

وجدت هاتفها يرن معلنا عن وصول مكالمة هاتفيه، نظرت به وتأفأفت بتملل حين وجدت نقش أحرف حسام.

أجابت على مضض ألو.

رد عليها ذلك المغروم بصوت ناعم ليتغلغل إلى داخلها حبيبتي اللي وحشاني موت، عاملة أيه يا قلبي؟

أخذت نفس عميق وأخرجته وشعور وليد عليها يرفض بشدة الإستماع إلى كلمات الغزل تلك والتي كانت تعشقها بالسابق، ولكن الحال قد تغير بها مؤخرا.

أجابته بإقتضاب أنا كويسه الحمدلله، وأكملت بتهرب حسام، ممكن نتكلم لما أروح علشان سايقه وخايفه أخد مخالفة.

زفر بضيق ولكنه تحامل على حاله وأردف قائلا بنبرة ملامه وصوت حزين حتى يستطيع به التأثر على قلب تلك العاشقه المتمردة مؤخرا هو أنا ليه ملاحظ في الفترة الاخيرة إنك بتهربي مني وتتجنبي الكلام معايا.

وتسائل بنبرة صوت مختنقه حزينه فيه أيه يا ريم، هو أنا عملت حاجه زعلتك مني وأنا مش واخد بالي؟!

أجابته بصوت مختنق لا يطيق التحدث إليه مفيش حاجه يا حسام، كل الحكاية إني مشغوله في الدراسه والتدريب اليومين دول ومعنديش وقت لأي حد.

حتي أنا يا ريم، قالها بنبرة معاتبه!

وأكمل ليكسب تعاطفها وأنا اللي بغامر بنفسي وبأغلي حاجه في حياتي علشان أسعدك وأشوفك مبسوطه، تقومي تقولي لي الكلام ده؟

ضيقت عيناها بإستغراب وأردفت قائلة بإستفهام تقصد أيه بكلامك ده يا حسام، يعني أيه بتغامر بنفسك وبأغلي حاجه في حياتك؟

أجابها بتخابث بغامر بعلاقتي بيكي يا ريم
وأكمل فريدة فركشت خطوبتها وأنا كنت السبب الرئيسي في كدة.

أوقفت سيارتها سريع وتحدثت بإستفهام ونبرة سعيدة إنت بتتكلم جد يا حسام؟
فريدة سابت خطيبها فعلا؟

إبتسم بمكر لوصوله لمبتغاه وتحدث وهي المواضيع دي ينفع فيها هزار يا قلبي!

وبدأ بقص ماحدث على مسامعها مع تضخيم دورة وتجملية ليجعلها تراه فارس أحلامها من جديد.

وبعد مده تحدث هو بنبرة مستعطفه أنا عملت كل ده علشان عيونك يا ريم، مقدرتش أشوف الحزن في عيونك وأقف أتفرج من غير ماأرجع البسمة لعيونك من جديد، حتى لو كان على حساب قلبي اللي ممكن يتحرم منك لو عمتو عرفت بالموضوع.

أجابته سريع بسعادة وطمأنة متقلقش يا حسام، ماما عمرها ماهتعرف، وسليم طالما وعدك يبقي أكيد هيوفي بوعده، وبعدين مش من مصلحته إنه يقول لها، وأنا عمرى ما هقول لأي حد عن اللي حصل ده.

تسائل بنبرة لئيمة مبسوطه يا حبيبتي؟

اجابته بسعادة بالغه لأجل شقيقها الغالي أوي يا حسام، ربنا يخليك ليا.

تنهد بإرتياح للوصول لما كان يريد وتحدث بحنان ويخليكي ليا يا روح قلبي.

تري مالذي يفكر به حسام بعدما أستعاد ثقة ريم به من جديد؟
وهل حقا فعل ذلك من أجل إسعادها؟

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

صباح
فاقت فريدة مبكرا كعادتها وقررت أن تذهب إلى عملها وتمارس حياتها بشكل طبيعي كالسابق، كفاها إنكسارا وألم إلى هذا الحد، ستذهب إلى عملها وتتحرك بين الجميع بشموخ ورأس مرفوع
فهي فريدة فؤاد القوية ولن تدع حالها للدخول في دائرة الإنكسار مرة أخري.

كانت تجلس داخل مكتبها بعقل مشوش، مشغول بحديث هشام عن أن سليم وراء ما حدث، تشتت عقلها من كثرة التفكير
وقفت وحسمت أمرها وقررت الذهاب إلى مكتب سليم لمواجهته بهذا الشأن، دقت بابه فاستمعت إلى صوته وهو يسمح لها بالدلوف.

وقفت أمامه بكل شموخ وتسائلت بنبرة حادة إنت فعلا اللي كلمت لبني في التليفون زي هشام ما بيقول؟
قام من جلسته بهدوء وتحرك حتى وصل إليها ووقف مقابلا لها منتصب الظهر.

ثم تنهد براحة ظهرت فوق ملامحه وأردف قائلا بعيون عاشقه ونبرة متفاخرة أيوة يا فريدة، أنا فعلا إللي كنت بكلم لبني!
نظرت له بذهول وتعجب وأنتابتها مجموعة مشاعر متناقضه، ما بين ذهول، عشق، سعادة، فخر، إستغراب، إرتياح.

أطالت له النظر ثم تحاملت على حالها وتسائلت بنبرة مهزوزة طب ليه؟
رد سريع بنبرة قويه واثقة متملكة علشان مش هسمح لراجل غيري يلمسك يا فريدة، وسبق وقولت لك الكلام ده قبل كدة!

إبتلعت لعابها وأنتشي داخلها بسعادة وتراقص على أنغام كلماته التي دنت إلى أذناها كلحن فريد لن تمل الأذن من إستماعه مرارا!
صمتت فتحدث هو بإبتسامته الساحرة التي تأسر قلبها بسرعة بقا حددي لي معاد مع أستاذ فؤاد علشان نشرب الشربات على رأي علي!

نظرت إليه بجمود إصطنعته لحالها بصعوبة وأجابت بقوة زائفة ومين قال لك بقا إني موافقة إن شاء الله؟
ضحك برجوله دمرت حصونها وجعلتها تتهاوي بوقفتها.

ثم وضع يداه داخل جيب بنطالة وتحدث بغرور قلبك يا فريدة هو اللي فتن عليك، يا بنتي إنتي أصلا هتموتي عليا بس بتكابري، وأكمل بتأكيد عيونك فضحاكي يا ديدا
وأكمل بعيون هائمة أشعلت داخلها عيونك بتشوفني بتدي أوردر فوري لقلبك على إنه يجري ويترمي جوة حضني ويدوب معايا في جنتنا إللي مستنيانا.

لولا بس كبريائك وكرامتك اللي حطاهم بينا زي الحيطه السد
ونظر إليها برغبة وغمزه من عيناه وأردف قائلا بوقاحة لولا كده كان زمانا في إنتظار علي وفريدة وبنجهز لإستقبالهم العظيم ياااا، يا أم علي.

إنتفضت بوقفتها وأرتجف داخلها وتراجعت للخلف سريع بمظهر يدعو للسخرية
وأردفت قائلة بنبرة غاضبة وعيون تطلق شرزا إحترم نفسك وخلي بالك من كلامك يا حضرة الباشمهندش المحترم!

قهقه برجوله وأجابها بصوت هائم بالحلال يا قلب الباشمهندس، كله بالحلال!
ثم أقترب منها حتى تغلغل عطره المميز داخل أنفها وبعثر مشاعرها، ونظر لها بتسلي وتحدث مداعبا إياها أنا بتكلم في الحلال ومش ملزم بأي أفكار منحلة إحتلت دماغ سيادتك يا باشمهندسة.

تراجعت أكثر حتى إلتصقت بالحائط وتحدثت بنبرة مرتبكه وهي تحذره بسبابتها إبعد يا سليم وياريت تبطل إسلوبك ده لأني مش بحبه!
نظر لها بعيون عاشقة ناظرا لكريزتيها برغبة حالمة وأجابها بنبرة عابثة بعثر بها داخلها تعبت من البعد وأكتفيت منه يا فريدة، وخلاص مبقتش قادر عليه.

تطلعت إليه بحدة وبنبرة تحذيرية شرسة تحدثت قولت لك إبعد يا سليم
وتلبيتا إلى سرعة بديهتها وإستشعارها بالخطر التي تيقنته من نظرة الرغبه التي لمحتها بعيناه، ومن دون سابق إنذار دفعته بساعديها بكل ما أوتيت من قوة.

تراجع هو على أثر دفعتها القويه حتى أنه تهاوي بوقفته وكاد أن يسقط أرض لولا قوة بنيانه التي جعلته يتماسك
وتحركت مسرعة بإتجاة الباب وخرجت ثم صفقت خلفها الباب بقوة كادت أن تخلعه.

أما هو فأنتصب بوقفته بعدما تمالك من حاله بعد دفعتها القوية، ونظر على أثرها بإندهاش، وفجأة أنطلقت الضحكات منه بصوت عالي وأخذ نفس عميق بسعادة وتفاخر لأجل إختياره الموفق لفتاتة التي تتحول لقطة شرسه تدافع عن حالها وقت اللزوم، وتأكد حينها انه أحسن الإختيار لمن ستكون زوجتة وأم أطفالة.

أما فريدة التي أسرعت إلى مكتبها وأغلقته خلفها وأستندت على بابه بإهمال وجسد ينتفض، وضعت يدها فوق صدرها عله يهدأ من ضرباته القوية التي أصابته من نظرة الرغبه التي لمحتها داخل عين معشوقها الوقح والتي تراها ولأول مرة منذ أن عرفته
تحركت بساقين مرتجفتين من تأثير اللحظة ورمت حالها بإهمال فوق مقعدها وأخذت تنظم أنفاسها بأخذها شهيق مطولا وإخراجه على هيئة زفير، ضلت على هذا الحال حتى هدأت أنفاسها وأنتظمت.

ثم وضعت يدها فوق موضع صدرها وبدون سابق إنذار أخرجت تنهيدة وأبتسامه حالمة!

كان يجلس داخل المكتب المشترك بينه وبين زملائه بالعمل.

دلفت تلك البسمة التي تعينت جديدا لشركتهم وانضمت لذلك المكتب الذي يضم أربعة موظفين هو وأثنين من زملائة وتلك البسمة التي إحتلت نصيبا كبيرا من إسمها.

تحركت إلى مكتبها وتحدثت وهي تتأهب للجلوس فوق مقعدها صباح الخير.

نظر إليها حازم بقلب منتعش وشعور غريب وجديد عليه بدأ يحتله منذ وصول تلك الرقيقه منذ إسبوعان.

وتحدث وهو ينظر إليها بإعجاب متبادل بينهما وأردف قائلا بإبتسامة جذابة صباح النور أستاذه بسمه.

جلست فوق مكتبها المقابل لذلك الحازم ذو القلب الوليد وبدأ بتبادل النظرات المعجبه بينهما.

بسمه، تبلغ من العمر سبع وعشرون عام، منفصلة ولديها طفل ذو ثلاث سنوات، إمرأه جميله هادئة تمتلك شخصية مسالمة، رقيقة الطباع، وهذا ما جعل حازم ينجذب إليها بإعجاب تحول سريع إلى بداية شرارة حب.

داخل منزل حسن نور الدين
دلفت رانيا بصحبة صغيريها إلى المطبخ وجدت سميحة تقف أمام المشعل وتضع إناء به حليب لتجهيزه لأطفال غواليها.

كانت تقف بوجه حزين مهموم،
تحركت إليها رانيا وهي تحدث حالها، يالك من إمرأة كئيبة الوجه تعشق الحزن، ماذا فعلت بدنياي حتى أبدأ يومي برؤية ذلك الوجه الكشر منذ الصباح الباكر.

تحدثت بصوت هادئ منافق صباح الخير يا طنط.

تنهدت سميحه وردت بهدوء صباح الخير يا رانيا، تعالي صبي اللبن للأولاد علشان يفطروا.

أجابتها بهدوء حاضر.

تحركت سميحه وحملت منها الطفل الصغير وقبلته وجلست به فوق المقعد وأجلست الطفل الأخر بالمقعد المجاور.

تحدثت رانيا فكي بقا يا طنط من الحزن اللي إنت عايشه فيه ده، أنا مش فاهمه إنت زعلانه ليه، المفروض إن حضرتك تبقي أكتر واحده فرحانه باللي حصل ده.

نظرت لها بإستغراب وأردفت قائلة فرحانه، هي المصايب بيتفرح لها بردوا يا بنتي؟

ردت رانيا بإقتضاب ونبرة متهكمه مصااااايب مرة واحدة، كل ده علشان فريدة، طب والله ربنا بيحب هشام علشان بعد عنها، أنا بقا شايفه إن لبني أكتر حد لايق لهشام، وأهي على الاقل بنت خالته من لحمه ودمه ومش هتتعالي عليه زي اللي كانت منفوخه علينا طول الوقت، ومحسسانا إن محدش دخل هندسه غيرها.

نظرت إليها سميحة بحزن لما رأته من شماته وفرحة داخل أعين تلك اللعينه.

وتحدثت بإستسلام وذلك لعدم قدرتها على المجابهه مع تلك المستفزة قفلي على الموضوع ده الله يهديكي، أنا فيا إللي مكفيني ومش نقصاكي.

نظرت لها وتحدثت الحق عليا اللي بهون عليكي يا طنط.

رمقتها سميحه بنظرة قويه محذرة أخرصتها وجعلتها تتابع ما تفعله بصمت تام.

عصرا داخل منزل كمال!
كانت تجلس بجانب مني وغادة الغاضبتان من تصرفات تلك المتهورة الغير مبالية بما فعلت من كارثة.

نظرت غادة إلى لبني وتحدثت بنبرة بائسة أنا حقيقي مصدومة فيكي ومش قادرة أستوعب اللي عملتية، إزاي واحدة مثقفة ومتعلمة زيك يوصل بيها الأمر بإنها تسلم دماغها لواحدة متعرفهاش وتمشي وراها زي التابع بالشكل المهين ده؟

رفعت رأسها بكبرياء وأردفت قائلة بقوة وثبات ولو رجوعي لهشام كان هيخليني أتحد مع الشيطان نفسة، صدقيني مكنتش هفكر لحظة في إني أسمع كلامة وأمشي وراه علشان أرجع هشام ليا زي زمان!

نظرت لها غادة وتحدثت بأسي بس الوضع إتغير وما بقاش زي زمان يا لبني، على الأقل زمان مكنش فيه فريدة اللي إنت دمرتيها وهزيتي ثقتها بنفسها، حتى هشام نفسة مسلمش من الموضوع!

أجابتها بقوة وصوت مرتفع فريدة، فريدة، كل اللي شاغل دماغكم هي فريدة وبس، وأنا فين من تفكيركم، أنا الأهم عندكم ولا فريدة، مستقبلها ولا مستقبلي؟

تنهدت مني بقلب متثاقل محمل بالهموم وأردفت قائلة بأسي إنت إزاي بقيتي أنانية ومبتفكريش ولا بتهتمي غير بنفسك بالشكل البشع ده!

أنا هتجنن علشان أطمن على أختي ومليش عين أروح لها ولا حتى أتصل بيها وكل ده بسببك وبسبب عمايلك السودا، وإنت كل اللي يهمك هشام وإزاي تقدري ترجعيه ليكي من تاني!

أردفت غادة قائلة لتذكيرها وهو مين اللي كان ساب هشام زمان، مش إنت يا لبني؟

نظرت مني إلى لبني بأسي وكادت أن تسرد لشقيقتها حقيقة الإبتعاد لولا لبني ونظراتها المحذرة المترجية التي أسكتتها.

ثم نظرت لبني إلى غادة وأجابتها بحنين وندم غلطة وربنا بعت لي الفرصة علشان أصلحها على أدين واحدة ما أعرفهاش، وأنا مسكت في فرصتي بكل قوتي،
وأكملت بنبرة ملامة وعيون مغيمة بالدموع إنتوا ليه مش قادرين تفهموني، أنا كان لازم أرجع لهشام من تاني علشان عمري ماكنت هقدر أكون مع واحد غيرة.

وأكملت بتعقل مكنتش هقدر أظلم إنسان وأكون معاه بجسمي وأنا قلبي وروحي مع راجل تاني، مكنش هينفع صدقوني!

أجابتها غادة بتألم وتفتكري إن هشام هيوافق يرجع لك بعد كل اللي حصل ده؟

إبتسمت وأجابت بثقة تكاد تصل إلى حد الغرور هيرجع يا غادة، هيرجع بعد ما يتأكد إنه لسه بيحبني زي زمان ويمكن كمان أكتر،
هيرجع علشان هو عارف ومتأكد إن محدش هيحبه وهيخاف علية في الكون ده كله قدي!

تبادلت مني وغادة النظرات بينهما وتنهدت كل منهما بأسي!

وتحدثت مني بيأس ربنا يهديكي يا بنتي!

إنتبهوا جميعا على صوت هاتفها التي نظرت به وأبتسمت.

ثم وقفت سريع وأتجهت إلى غرفتها ودلفت ثم أغلقت بابها تحت إستغراب غادة ومني.

أردفت لبني قائلة بعتاب أخيرا إفتكرتيني وإتصلتي؟

ضحكت رانيا بسعادة وأردفت قائلة بنبرة ساخرة علي معرفت أفلت من وسط النكد اللي خالتك وإبنها معيشينا فيه من يوم اللي حصل.

تسائلت لبني للدرجة دي؟

أجابتها بتأكيد وأكتر يا بنتي والله، عاوزة أقول لك إن حماتي قالبه لنا البيت نكد وعياط طول الوقت!

وأكملت بإشادة بس بجد يا لبني برافوا عليك، لعبتيها صح وخلصتينا من المغرورة اللي إسمها فريدة في لمح البصر.

ضحكت لبني وأردفت قائلة بتفاخر عدي الجمايل يا رانيا!

ضحكت رانيا وأكملت بتفسير أنا منكرش إني كنت واثقة من إنك هتقدري، لكن بصراحة مكنتش متوقعة إنك هتنجزي الموضوع وتنهيه بالسرعة دي!

ضحكت لبني وأجابتها بتفاخر ده بس علشان لسه متعرفنيش كويس، وبعدين إنت كان عندك شك في قدراتي ولا أيه؟

أجابتها رانيا سريع لا خلاص، أنا كدة هبتدي أثق فيكي ثقة عمياء، وأكملت بتساؤل إلا قولي لي يا لبني، هي مين دي اللي كانت بتكلمك وبتنقل لك تحركات هشام وبلغت فريدة بمكانكم؟!

أجابتها لبني بلامبالاة ولا أعرف هي مين ولا حتى يهمني إني أعرف، أنا كل اللي يهمني إنها وصلتني للنتيجة إللي كنت بتمناها، ودة اللي يخصني في الموضوع كلة!

تحدثت رانيا بحيرة ده هشام هيتجنن ويعرف هي مين، كنت سمعاه إنهاردة بيكلم حازم علشان يشوف له أي حد شغال في شركات الإتصالات علشان يساعده في إنه يوصل لها!

ضحكت لبني وأردفت خلية يدور براحته، ولا هيعرف يوصل لأي حاجه، دة private number يا بنتي، والأرقام دي بيبقا ليها حماية ونظام خاص ومحدش بيعرف يوصل لها!

تسائلت رانيا بفضول هي لسه بتكلمك يا لبني؟

أجابتها لبني من وقت إللي حصل وهي قطعت الإتصالات نهائي، شكلها كدة وصلت لمبتغاها زيي وأكتفت باللعب لحد كده!

ثم تسائلت بإهتمام لتغيير مجري الحديث المهم، طمنيني على هشام؟

أجابتها لبني بنبرة متهكمة أهو من وقت إللي حصل وهو حابس نفسه في أوضتة ليل ونهار، ولا بيخرج ولا بيروح شغله من يومها، وأكملت بضحك ما شاء الله علية وارث النكد على أصولة من خالتك، بصراحه يا لبني الله يكون في عونك.

أردفت لبني بنبرة واثقه وعاشقه يومين وهيعدوا، وبعدها هنسية كل اللي عاشه من غيري، هخلية ينسي نفسه من كتر السعادة إللي هيعيشها معايا وفي حضني.

لوت رانيا فاهها إعتراض على حديث تلك المغرورة ولكنها لن تبالي، وأكملا نميمتهما وفرحتهما بإنتصارهما معا.

كان يجلس داخل غرفته ليلا
يفكر فيمن إحتلت تفكيرة وأقتحمت قلعته المشيدة رغم عنه، وبرغم محاربته المستميته لرفض تلك المشاعر المنبثقه من داخله وموجه لتلك الريم التي إستحوذت على جميع حواسه مؤخرا،
إلا أنه أصبح لا يغفي إلا على ملامحها المرسومه داخل خياله، ويصحو عليها.

أخذه الفضول إلى البحث عن صفحتها الخاصة على منصات التواصل الإجتماعي، جلس بإسترخاء وقلب ينبض بدقات متسارعه عندما شاهد صورها مع شقيقها والتي كانت تشاركه إياها وفهم هو ذلك من إسمه، وإلا لإنهارت قواه غيرة على صغيرته.

مرر يده فوق ملامحها الرقيقه يتلمسها بطريقة مذيبه لقلبه الذي أصبح عاشق حتى النخاع ولكنه يكابر ويرفض الإعتراف.

أحتلت ملامحه إبتسامة حالمة عندما تذكرها وهي تجلس أمامه أرض وتمسك بيده، كم كانت رقيقه وهي باكية، كم كان رائع شعوره بالسعادة عندما لاحظ خوفها الساكن عيناها لأجله، كم تمني لو أنه إستطاع بتلك اللحظة أن يحتضنها ويطمئن حاله بوجودها قبل أن يطمئنها.

حدث حالة بإستسلام ولوم، ماذا دهاك يا رجل؟

لما سمحت لتلك المشاعر أن تولد بداخلك من جديد و تقودك إلى الهلاك مرة أخري أيها الأحمق؟

ما الذي أصابك وأوصلك إلى هذه المرحلة المهينه؟

أبكل بساطه وأستهانة تسمح لحالك بعشق إحداهن من جديد؟

وحدث صراع ما بين القلب والعقل وكان كالأتي!

فتحدث عقله معنف إياه، ماذا تنتظر منها غير الغدر والخيانة والجراح مرة اخري؟

هذا بجانب أنها مرتبطة برجل أخر بل وتعشقه!

رد عليه قلبه سريع، لا مراد هي لم تعد تعشقه، فقد سئمت أنانيته وطمعه وعدم رجولته معها، لقد إستمعت لها بأذناي وهي تعترف أمام صديقتها، نعم لم تعد تعشقه.

أجابه عقله بحده، وهل معني ذلك أنها عشقتك أنت أيه الأبله؟
هي تمقتك، أنت بالنسبة لها شخص رخيم متكبر ليس إلا!

رد قلبه برقه ووعد حالم كعادته، سأخبرها أني لم أعد ذلك الشخص الرخيم، بل أصبحت عاشق لها حتى النخاع.

سأعاملها بمنتهي الحنان والعشق حتى أجعلها تذوب بشخصي، سأسمعها أحلا كلمات الغزل حتى أجعل قلبها يلين ويحن، ستعشقني، أنا أكيد من ذلك.

العقل بحده، أصمت أيها الأحمق وتذكر فقط أن جميعهن كاذبات مخادعات خائنات.

رد قلبه معترض، عدا ريم، فالوفاء يتمثل بعيناها.

قضي ليلته في صراع شرس ما بين القلب والعقل حتى وقع صريع للنوم بعدما أهلكه التفكير.

بعد يومان
كانت تجلس داخل مكتبها إستمعت لطرقات خفيفة فوق الباب فسمحت للطارق بالدخول،
دلفت نورهان وعلى وجهها إبتسامة مزيفة قائلة بنبرة ملامة الناس الوحشه اللي مبتسألش.

وتحركت وجلست بالمقعد المقابل لمكتب فريدة وأردفت قائلة هو أنا مش بوحشك ولا ايه يا باشمهندسة، يعني لو ما سألتش أنا متسأليش أبدا.

إبتسمت لها فريدة وأردفت قائلة بهدوء غصب عني والله يا نور، أصلي كنت مشغوله شوية الفترة إللي فاتت.

أجابتها نور بتخابث متذكرة أيوة صحيح، أيه الكلام اللي أنا سمعته ده، إنت وهشام سبتوا بعض فعلا؟

تنهدت وقد ظهر على وجهها العبس والضيق وأردفت بنبرة جادة أيوه يا نور، اللي سمعتية حقيقي!

نظرت لها وتسائلت بفضول طب ليه يا فريدة، أيه اللي حصل وصلكم لكدة؟
ده خلاص يا بنتي، مش فاضل غير كام شهر على فرحكم!

اجابتها فريدة بإختصار كل شيئ قسمة ونصيب يا نور، ويظهر إن أنا وهشام ملناش نصيب في بعض!

نظرت لها بضيق وتحدثت بإستماتة أيه الأي كلام اللي إنت بتقولية ده؟

وأكملت بإستماتة وضغط سيبك من الكلام الفاضي ده يا فريدة وأعقلي، هشام بيحبك وعمرك ماهتلاقي حد يحترمك ويقدرك زية، مينفعش تضيعي حب كبير بالشكل ده من بين إديكي!

وكررت سؤالها الفضولي بطريقة مستفزة طب إحكي لي أيه إللي حصل؟
مش يمكن أقدر أساعدكم ونحل الخلاف مع بعض؟

نظرت إليها فريدة وكتمت غيظها من تلك المتحشرة وأردفت قائلة بهدوء على عكس ما يدور بداخلها ما أنا قولت لك يا نور، كل شيئ قسمة ونصيب!

لن تكتفي تلك النور بهذة الإجابة فتحدثت بطريقة أمرة مستفزة بصي بقا، أنا هتصل بهشام حالا ييجي هنا ونقعد إحنا الثلاثة ونتكلم ونحاول نقرب وجهات النظر ما بينكم ونشوف نقط الخلاف ونحلها!

أخرجت هاتفها وكادت أن تضغط زر الإتصال لولا أوقفها صوت فريدة الحاد وهي تتحدث بملامح مكتظة ونبرة صوت حادة وقويه نور، هو أنا ينفع أجي أقول لك وأقنعك إن حياتك مع جوزك فاشلة وإنك لازم تسبية فورا ومن غير حتى ما تفكري لأن ده في مصلحتك؟

نظرت إليها نورهان وهي مضيقة العينان بإستغراب وأجابتها بعدم إستيعاب مش فاهمة أية علاقة كلامك ده بكلامي معاكي؟

أجابتها فريدة بملامح جامدة مكتظه وصوت حاد قوي إزاي بقا، ده هو هو نفس التفكير ونفس المنطق، إنت جاية تقولي لي وتقرري بدالي أيه اللي لازم أعمله مع هشام، لا وكمان بتفرضي عليا إنك تجبية لحد هنا علشان أقعد معاه وأتكلم في موضوع منتهي أساسا بالنسبة لي!

وأكملت بنبرة جادة وملامح جامدة طب هو ينفع كدة يا نور؟

إشتعل داخل نور من تلك الفريدة التي أهانتها وتهكمت عليها دون الإفصاح علنا.

فتحدثت مبررة تداخلها البشع شكلك إتضايقتي من كلامي وأنا طبعا مقصدتش إني أضايقك خالص يا فريدة، أنا كل اللي قصدته إني أحاول أصلح ما بينكم ودة لأنك صاحبتي اللي بحبها وأمرك يهمني!

وأكملت بإعتراف وكمان بصراحة هشام جالي وطلب مني أحاول أخليكي تتراجعي عن فسخ الخطوبة، و إني أجمعكم ببعض وأحاول أهدي الأمور ما بينكم!

أردفت فريدة قائله بقوة وحزم يبقا المفروص كنت تصارحيني من الأول وتسأليني إذا كنت أحب أقعد معاه ولا لاء!

تحدثت نورهان بإستماتة متلاشية غضب تلك الفريدة التي أصابها من تداخلها يمكن معاك حق في النقطة دي، قولي لي بقا، أقول أيه لهشام؟

أجابتها بملامح جامدة ونبرة قوية ما أنا قولت لك من الأول يا نور، قولي له فريدة بتقول لك كل شيئ قسمة ونصيب!

وأكملت بأبتسامة سمجه شرفتي يا نور مع إنك مشربتيش حاجة!

وقفت نورهان وبداخلها بركان لو إشتعل لأحرق الشركة بأكملها وتحدثت متلاشية نبرة فريدة الغاضبه الجايات كتير يا فريدة، أسيبك أنا علشان تشوفي شغلك.

لم ترد عليها وأكتفت بهز رأسها بطريقة باردة وأبتسامة سمجه!

خرجت نورهان وأغلقت خلفها الباب وزفرت فريدة بضيق وغضب من تلك المتداخلة فيما لا يعنيها بطريقة مستفزة.

وأثناء غضبها إستمعت لرنين هاتفها معلنا عن وصول إتصالا فنظرت بشاشتة وإذ بها وجدت نقش إسم أسما فردت على الفور بصوت مرحب سعيد وبعد السلام.

تحدثت أسما قلبي عندك يا فريدة، سليم حكي لنا على اللي حصل من خطيبك.

تنهدت فريدة وأجابتها بنبرة حزينه قدر الله وما شاء فعل، الحمدلله على كل حال يا أسما.

تحدثت أسما فريدة، أنا كنت عاوزة أشوفك ونتكلم شويه، أيه رأيك نتقابل إنهاردة بعد الشغل في اليخت اللي عملنا فيه عيد ميلاد سولي، وبالمرة نتغدا مع بعض، بصراحه أنا حابه نتقرب من بعض أكتر من كدة!

وافقتها فريدة وبالفعل هاتفت والدها وأستأذنت منه وذهبت إلى اليخت وصعدا وتحرك اليخت بالفعل.

كانت تقف بجانب أسما ممسكة بسور اليخت ناظرة أمامها بشرود وتيهه وهي تقص كل ما حدث على مسامع أسما.

وبعد مدة كانت قد قصت فريدة وانتهت من سرد الحكاية ولكنها قد وصلت إلى ذروتها ولم تستطع التماسك بعد، خارت قواها وأجهشت بنوبة بكاء مرير!

كان هناك من يراقبهم من داخل الصالون المتواجد باليخت ويتطلع إليهم في صمت تام، إشتعلت نيرانه حين وجد دموعها وأنهيار كيانها مما أثار غضبه وأخرجه عن شعورة،
إشتعل داخله وهو يراها تزرف الدموع لأجل رجل غيرة تحرك إليها سريع وظهر أمامها وصرخ بها بغضب ونيران الغيرة تخرج من عيناه
عاملة في نفسك كل ده ده ليه، بتعيطي ليه وعلى مين؟

وصاح بصوت عالي كل ده علشان واحد خانك؟

نظرت له بإندهاش من تواجده الغير متوقع، لكنها لم تعلق فقد باتت في الأونه الأخيرة تتوقع منه أي شيئ.

زادت شهقاتها وهي تنظر إليه بضعف، فصرخ بها مستعطف إياها كفاية يا فريدة، دموعك عليه بالشكل ده بتدبحني، كل ده علشان واحد خاين ما يستاهلش دمعة واحدة من عيونك؟

إستوعبت حالها وأجابته من بين شهقاتها المتقطعه التي تدمي القلوب إنت فاكرني بعيط علشانه، أنا بعيط على نفسي يا سليم، بعيط على حالي واللي جرا لي من ورا طيبة قلبي وعفويتي، بعيط على قلبي اللي إتخان بعد ما أدي الأمان!

ثم تسائلت بدموع وضعف دمر كيانه هو أنا وحشه أوي كدة يا سليم، أنا وحشه لدرجة إن إنتم الإتنين تغدروا بيا بالشكل البشع دة؟

أجابها بهدوء وصوت حنون مش يمكن ربنا عمل كل ده علشان نعرف قيمة بعض ونحافظ على وجودنا في حياة بعض؟

تفتكري إن ربنا سبحانه و تعالى ملوش حكمة في كل إللي حصل لنا ده يا فريدة؟

أشار بيده إلى أسما التي كانت تتحسس بيدها على ظهر فريدة بحنان لتهدئتها، فأمتثلت لطلبه وتحركت للداخل وتركتهما بمفرديهما كي يخرجا كل ما في صدرهما براحة.

إزداد نحيبها فصرخ هو كفاية بقااا، ميستاهلش دموعك دي صدقيني!

نظرت له بغضب تام وأردفت قائله بإشمئزاز وإنت بقا اللي تستاهل؟

للأسف، إنت وهو وجهان لعملة واحدة، إنتم الإتنين بتمثلوا الندالة والخيانة في أبهي صورهم!

صاح بها معترض بنبرة غاضبة وأستنكار إنت بتشبهيني أنا بيه يا فريدة؟

بتشبهيني أنا اللي عشت في ألمانيا خمس سنين إتعرض عليا فيهم ستات أشكال وألوان، مسمحتش لنفسي إني ألمس أيد واحدة فيهم علشانك.

بتشبهيني بواحد خانك وجري ورا واحدة تانية وسمح لنفسه إنه يخرج ويقعد يحب في واحدة غيرك؟

وأكمل متألما أنا حبيتك بكل ما فيا يا فريدة، حبيتك لدرجة إن عيوني مبقتش بتشوف غيرك وخيالي مبقاش بيحلم ولا يتمني غيرك،
وأكمل بصوت متألم حزين أنا أختذلت فيك ستات الدنيا بحالها يا فريدة.

حرمت على نفسي كل متع الدنيا من سفر لسهر لغيرة ووقفت حياتي علشان لما أرجعك لقلبي نستمتع ونعيش مع بعض كل اللي أتحرمنا منه، وفي الأخر بتشبهيني بواحد ميستاهلش حتى ضفر واحد منك؟

نظرت له بعيون باكية وأردفت بقلب متألم حبتني بعد أيه يا سليم؟
بعد ما دمرتني وخلتني أفقد الثقه في أي حد، ده أنا عشت بعدك قافلة على قلبي ب 1 مفتاح وخايفه أسلمه لحد علشان ميكسرهوش زيك ويكرر وجعي معاك مرة تانيه!

تحدث إليها بحب وعيون واعده هنسيك كل الألم اللي عشتيه بسببي، هعوضك وأعوض نفسي عن سنين الألم والحرمان اللي عشناها وإحنا بعاد عن بعض، هشق صدري وأخبيكي جواه، وأسقيكي من شهد غرامي اللي شلتهولك وحافظت لك عليه عمري كله!

نظرت له بتيهه وأردفت بتشتت وأنا أية اللي يضمن لي إنك مبتخدعنيش زي زمان، وأول ما أصدقك وأمن لك تسيبني وتسافر وتدبح روحي من جديد؟

إبتسم بجانب فمه بطريقه ساخرة وأردف بصوت متألم أكيد مش هعمل كدة لأني ببساطة هبقي بدبح روحي قبل ما أدبحك!

إقترب منها ونظر داخل عيناها بوله وتحدث بنبرة صوت عاشقة إحنا تعبنا وقلوبنا دابت من الفراق يا فريدة، إديني فرصة أثبت لك فيها مدي جديتي في علاقتنا،
خلينا نسافر ألمانيا ونعيش هناك بعيد عن كل شيئ ممكن يدايقنا، أديني فرصه أعوضك فيها عن ظلمي ليكي.

وأكمل بعيون مترجية أرجوك يا حبيبي.

كانت تستمع له بقلب حائر وروح يملئها الجراح.

أتعطي له فرصة أخرى تسعد بها روحها التعبه وتستكين بين أحضانه، والتي هي مبتغاها ومرجاها، أم تقرر الإبتعاد عنه ويكفي ما أصاب قلبها الحزين على يده سابقا!

نظرت إليه بعيون تائهه فأكمل هو مدغدغ لمشاعرها وهو ينظر إليها بعيون عاشقه وتسائل بوله تتجوزيني يا فريدة.

إنتفض جسدها بالكامل من أثر كلماته التي طالما حلمت بها وهي تخرج من بين شفتاه.

إبتلعت لعابها وأردفت قائلة بدلال سبني في حالي يا سليم، أنا لا قدك ولا قد ألاعيبك دي!

إبتسم لها بحب وأردف قائلا بهدوء دي مش ألاعيب يا قلب سليم، دي أمنية حياتي إللي بترجاك تحققيه لي وتسمحي لي أنول شرف قربك وحضنك.

إتسعت عيناها بحب وهدأت وأستكانت روحها وهي تستمع لكلمات عشقه بقلب هائم عاشق محلق في سماء عشقه الفريد.

إبتسم لها وأردف بنبرة واثقه خدي لي ميعاد من بابا بسرعة علشان أجي وأطلب منه تتويج أميرتي، وأستأذنه في إني أخدها ل مملكتها الخاصة اللي تليق بيها، واللي هي قلبي يا روح قلبي.

إبتسمت بهدوء وتحدثت بنبرة خجلة بلاش تهور وأعقل يا سليم، مينفعش تكلم بابا في موضوع زي ده وأنا لسه مفركشة خطوبتي من كام يوم!

أجابها بعيون هائمة وصوت دغدغ مشاعرها مش قادر يا فريدة، صبرت كتير في حبك، بس خلاص، الصبر تعب مني وأشتكي!

الصبر مر، وأنا نفسي أدوق شهدك وأضيع بيه مرارته!

إبتسمت له بحنان وأردفت قائلة بهدوء طب علشان خاطري إتحمل كمان إسبوعين بس مش أكتر!

أجابها بصوت حنون وعيون مستسلمة لأمر الهوي وأمرها إنتي تؤمريني يا فريدة، اللي تؤمري بيه كله أنا هنفذه ليك، أهم حاجة إنك توعديني متبعديش عني تاني،
وأكمل بعيون ولهه أذابت داخلها إتفقنا يا حبيبي؟

إبتسمت له برقة وأنوثه وهزت رأسها بطاعة أثارته وأشعلت جميع حواسة!

ضلا ينظران لبعضهما بعيون هائمه وقلوب تهيم في سماء عشقهما من شدة سعادتها وأبتسامات لم تفارق ملامحهما.

حتي قطعت أسما عليهما لحظات عشقهما الصامته وتحدثت بسعادة ووجه بشوش أنا شايفه إننا نبعت نجيب مأذون وإتنين شهود ونريح القلوب اللي بقالها سنين في عذاب وحرمان دي بقا!

نظر إليها كلاهما وأبتسما فأقتربت هي من فريدة وأحتضنتها بحب وتحدثت مبروك يا فريدة، مبروك يا سليم.

أجابها وهو مازال ناظرا إلى فريدته بإبتسامته الخلابه متشكر يا أسما، بس مبروك دي تقوليهالي وأنا إيدي في إيد عمي فؤاد والمأذون بيخطف المنديل قبل ما أي حد تاني يخطفه!

نظرت إليه بهيام فأكمل هو أنا جعت على فكرة، جرا أية يا أسما إنت مش ناوية تأكلينا إنهاردة ولا أية؟

إبتسمت أسما وأردفت بدعابة الأكل قرب يبرد، كنت مستنيه لما مباحثات السلام تخلص على خير، والحمدلله.

تحركوا جميع وألتفوا حول المنضدة الموضوعة بمنتصف اليخت وجلسوا يتناولون طعامهم بسعادة وشهية مفتوحة وهم يتبادلون النظرات والإبتسامات السعيدة.

وبعد مدة وقفت فريدة بجانب سليم وهما ينظران إلى النيل بمظهرة الخلاب، حيث الغروب وجمال الشمش الأخاذ وهي تسلط أشعتها الذهبية وتذوب داخل المياة ليتحدا معا في مظهر يشد البصر ويسعد الروح.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

عادت فريدة إلى منزلها بقلب هائم سعيد يحوم في سماء العشق والغرام وينتظر غد جديد مشرق مع حبيب طال إنتظار لقياه
وجدت عبدالله يجلس بجانب فؤاد وعايدة ونهلة!

وبعد أن ألقت عليهم التحية وجلست
تحدث إليها عبدالله الذي كان بإنتظارها بعد إذنك يا باشمهندسة، كنت حابب أتكلم معاكي في موضوع، ده طبعا لو تسمحي لي!
نظرت إلية فريدة وأبتسمت وأردفت قائلة بأخوة أولا إسمي فريدة، ولا عاوزني أنا كمان أقولك يا متر ونقضيها ألقاب؟

وبعدين إنت طول عمرك أخ وسند لينا من أيام ما كنا صغيرين يا عبدالله، ورابط الأخوة ده متانته زادت من بعد خطوبتك لنهلة، وأبتسمت قائلة بالإختصار كده إنت بالذات تقول اللي إنت عاوزة كله!
تحدث إليها عبداللة ببشاشة وجه تسلمي يا فريدة، وده عشمي فيكي بردوا.

تحدث فؤاد الذي كان يعلم بالأمر مسبقا هو وعايدة ونهلة من عبداللة بذاته خدي عبدالله وأخرجوا للبلكونه علشان تاخدوا راحتكم في الكلام يا فريدة
هزت رأسها وأردفت قائله بطاعة حاضر يا بابا.

وقفت وأشارت بيدها إلى عبدالله بإتجاه شرفة المنزل، وتحدثت نهلة وهي تنتوي التحرك إلى المطبخ وأنا هروح أعمل لكم حاجه تشربوها
تحركت فريدة وجلست مقابل عبدالله الذي بدا على وجهه القلق والتوتر.

فابتسمت فريدة وتحدثت بذكاء وفطانة ده أنت حتى مش عارف تفاتحني في الموضوع يا عبدالله، يبقي إزاي هتقدر تقنعني بيه؟
وأكملت بدعابه للأسف، المرة دي ما أحسنتش إختيار موكلك!

هز رأسه وأبتسم معجب بذكائها وأردف قائلا أو يمكن يكون موكلي هو اللي ما أختارش المحامي الصح اللي يعرف يدافع عنه!
إبتسم كلاهما واستكمل هو حديثه قائلا بهدوء أنا يمكن أكون معنديش ملكة إختيار الكلمات المناسبه للمواقف اللي زي دي، لكن كل اللي أقدر أقوله لك إن هشام فعلا بيحبك، وجدا كمان.

أجابته بإبتسامة ساخرة وهو اللي بيحب واحدة بيخونها وهما مخطوبين يا عبدالله؟
أومال بعد الجواز كان هيعمل فيا أيه؟

تحمحم عبدالله بإحراج من تساؤلها المقنع وتحدث محاولا إقناعها بصي يا فريدة، أنا طبعا ضد اللي هشام عمله ومش معني إني بتوسط له عندك إني موافق على تصرفة، ولا حتى إني مهون من اللي حصل ومن صدمتك فيه
وأكمل معللا بس أنا ما وافقتش أتدخل وأكلمك إلا لما شفت في عيون هشام صدق مشاعرة من ناحيك، وكمان الندم اللي ظاهر أوي في صوته ومالي نظرة عنيه،.

وأكمل برجاء أديله فرصه يا فريدة، هشام حد كويس ويستاهل فرصة تانيه، وكلنا عارفين الكلام ده كويس، هشام من وقت ماخطبك ودخل بينا وعاشرناه لمسنا جواه الطيبه والأخلاق، وأنا واثق بحث المحامي اللي جوايا إن الموضوع وراه مؤامرة زي هشام ما بيقول!

تنهدت بصدر محمل بالأثقال وتحدثت بألم ظهر بملامحها ولو فعلا الموضوع وراه مؤامرة يا عبدالله، تفتكر إن ده ممكن يكون عذر، وياتري المؤامرة هي كمان اللي أجبرته على إنه يخني،
وأكملت بمرارة أنثي ذبحت أنا سمعته بوداني وهو بيتغزل فيها، سمعته وشفته وهو ماسك إديها بعيون مغرومة، شفته بنفسي محدش قال لي يا عبدالله!

كان ينظر لعيونها الحزينه المغيمة بدموع الألم، يبحث داخله عن كلمات تليق بموقفهما هذا يحاول بها إقناعها ولكن بالنهاية هي على حق،
فلقد دق هشام أخر مسمار بنعش قصتهما معا
ولهذا فعليه تحمل نتائج أفعاله الغير محسوبه
في تلك الاثناء أتت إليهم نهلة وهي تحمل بيديها كؤوس المشروب، وقف عبدالله سريع وحمل عنها الحامل ووضعه فوق المنضدة البلاستيكية الصغيرة.

نظرت لهما نهلة وأستغربت حالتهما، فريدة بعيونها المغيمة بدموع الألم، وملامح وجهها الحزينه، وعبدالله التي ظهر على ملامحه الأسي.

تحدثت وهي تجلس مالكم، فيه أيه؟
تنهد عبدالله وهو ناظرا إليها وأجابها بهدوء مفيش حاجه يا حبيبتي.

تحدثت نهلة التي كانت معترضة من الاساس على تدخل عبدالله أنا قلت لك من الأول بلاش تكلمها يا عبدالله، الموضوع إنتهي بالنسبة لفريدة وأنا كمان شايفة كده.

وأكملت بنبرة حادة هشام نهي الموضوع بإيدة وأنا بقا شايفة إنه ميستاهلش أي فرصة!
رمقها عبدالله بنظرة حاده وتحدث بضيق معنف إياها وبعدين معاكي يا نهلة، إحنا بنحاول نهدي مش نشعلل الموضوع أكتر، وبعدين هو ده اللي إتفقنا عليه؟

رمقته نهلة بنفس ذات النظرة وكادت ان تتحدث
أسكتتها فريدة برجاء أرجوكم يا جماعه متخلونيش أحس بالذنب، مش معقول أول خلاف بينكم هيكون بسببي؟

زفر عبدالله وأكملت فريدة إهدي يا عبدالله من فضلك، وياريت تبلغ موكلك إن قضيته معايا خسرانه، قوله القاضي حكم والحكم إتنفذ وإنتهي الأمر
ثم وقفت وأمسكت كأس مشروبها وتحدثت بإبتسامة مرحه أروح أشرب بقا العصير بتاعي جنب ماما وبابا علشان مبقاش عزول،
ونظرت إلى نهلة قائله بدعابه فكي التكشيرة دي وأفردي وشك يا نانا!

إبتسمت نهله وأتجهت فريدة إلى والديها.

نظر عبدالله إلى نهله وتحدث بعيون عاشقه مسكينه فريدة ومعزورة، مش عارفه إننا بقينا لبعض النفس اللي من غيره منقدرش نعيش!

نظرت إليه بعيون خجله ووجه يشع إحمرارا من شدة العشق والخجل معا وتحدثت ربنا يخليك ليا يا عبدالله!

تنفس براحة وأردف بعيون تطلق قلوب من شدة عشقها ربنا يصبر قلبك على اللي إنت فيه يا عبدالله!

أما فريدة التي جلست بجانب والديها وأسامة بهدوء، ففهم والديها من ملامح وجهها أن عبدالله لم يستطع إقناعها.

تحدثت على إستحياء بعدما نظرت إلى عايدة وأسامة وطلبت منهما العون بابا، كنت حابه أكلم حضرتك في موضوع تغيير فرش البيت، ماما كانت قالت لي إنها إدت لحضرتك فكرة عن الموضوع!

تغيرت ملامح فؤاد وأقشعرت وزفر بضيق
فأكمل أسامة حديث فريدة وغلاوة ماما عندك يا بابا لتوافق، ده الفرش ده من ساعة ما أنا أتولدت، نفسنا نفرح بقا ونجدد أي حاجه في حياتنا!

من فلوسي يا أسامه، أجددلكم من حر مالي قالها فؤاد بحده.

فإسترسلت فريدة حديثها بحنان وهو مين اللي عملنا كلنا ووصلنا للي إحنا فيه ده بعد ربنا يا بابا؟
وأكملت بتأكيد وجبر خاطر مش حضرتك!

وجهت عايدة حديثها إلى فؤاد برجاء وافق علشان خاطرنا يا فؤاد، أهل عبدالله بييجوم كل شويه، وبكرة فريدة هي كمان تتخطب ويدخل لنا ناس جديدة.

نظر فؤاد إلى فريدة وأبتسم لها وأردف قائلا بدعابه يبقا الباشمهندسة عاملة على شكلها هي بقا؟

إبتسمت له وتحدثت بتأكيد ولو فرضنا إن ده صح يا عم فؤاد، بردوا هتفضل معترض؟

أجابها بإبتسامة ساعتها الكلام كله هيختلف يا باشمهندسة.

ضحك أسامة وصفق بطفوله وأردف قائلا بسعادة يعني حضرتك موافق يا بابا؟

ضحك لهم وهز رأسه بموافقه تحت سعادتهم وتصفيق أسامة وتهليله.

أقبلت عليهم نهلة ويجاورها عبداللة وهما يتسائلان بإستغراب عما يحدث، أخبرهم أسامه وسعدت نهلة كثيرا بهذا الخبر.

فتحدثت فريدة طالما حضرتك وافقت يا بابا، فأسمح لي أنا هكلم أستاذ إبراهيم وهخليه يأجرلنا الشقه الفاضية اللي تحتنا ننقل فيها حاجتنا، وحضرتك كلم لنا حد ييجي يتمن العفش ده وياخده، تحدثت عايدة بسعادة وبالمرة يا فؤاد شوف لنا صنايعي إبن حلال يدهن لنا الشقه.

تحدث عبدالله بنبرة حماسية سيبي لي أنا الموضوع ده يا طنط، أنا أعرف نقاش ماشاء الله إيدة تتلف في حرير، وكمان سريع وهيسلمك الشقه بسرعه.

كان الجميع يتحدث بسعادة وفرحه وهم يتبادلون المهام بينهم، فحقا هذه الطبقة البسيطه يسعدها حتى القليل.

في نفس التوقيت
داخل المطعم المتواجد بالأوتيل الذي يسكن به سليم
يجلس فوق طاولة الطعام ويجاورة علي وحسام يتناولون طعام العشاء سويا إحتفالا بنجاح خطتهم.

تحدث حسام بإنتشاء بس بجد برافوا عليك سليم، وأكمل بمداعبه مكنتش أعرف إنك جامد اوي كدة في إقناع الجنس الناعم، ملعوبه، أقنعت الإتنين في لمح البصر، لبني بإنها تلعب معاك وهي حتى متعرفش إسمك، وبعدها فريدة في إنها تروح تقفش الحزين وهو مدلوق زي الجردل!

وأكمل بإطراء وإشاده بجد، أرفعلك القبعه يا هندسه، أستاذ!

ضحك الجميع وتسائل سليم بتخابث وياتري بقا ده زم ولا مدح يا حسام؟

اجابه بتأكيد مدح طبعا يا باشا.

تحدث علي بإشادة وإفصاح ناظرا إلى حسام أومال لو عرفت إنه أقنع فريدة إنهاردة وخلاها وافقت على الخطوبه هتقول أيه!

نظر حسام إلى سليم بذهول وأردف متسائلا فعلا؟

هز سليم رأسه وتنهد براحة تامه وظهرت على ملامحه السعادة وتحدث فعلا يا حسام، أخيرا أقنعتها.

ضحك حسام وأردف قائلا لا ده أنا كده أنحني لك إحترام وتقدير.

وأكمل بنبرة قلقه إصطنعها بإتقان بس عمتي وعمي قاسم، هتعمل معاهم أية؟

أجابه وهو ينظر إلى طبقة ويقطع بسكينه الحاد بعض اللحوم ليتناولها أكيد هقولهم، وبسرعة جدا كمان علشان ألحق أظبط أموري وأخلص أوراق فريدة الخاصة بالسفر!

أردف على قائلا بتذكير الموضوع كله لازم يخلص قبل معاد سفرنا يا سليم، متنساش إن أجازتنا قربت تخلص ولازم نرجع لألمانيا.

هز سليم رأسه وتحدث بطمأنينة ماتقلقش يا علي، أنا عامل حساب الوقت كويس أوي.

وأكملوا طعامهم وحديثهم معا وأكملوا سهرتهم.

في اليوم التالي داخل الشركة
بأجواء مشحونه ووجوه مكتظه، يلتف موظفين الشركة حول المنضدة المتواجدة داخل غرفة الإجتماعات.

حيث هشام الذي يصوب سهام أنظاره الخارقه كالسيوف والتي لو خرجت وتوجهت لأنهت على سليم وحولت جسده إلى أشلاء صغيرة!

وتارة ينظر بعيون هائمة نادمه متحسرة، وقلب يلعنه ويلعن غبائه الذي جعله يفقد جوهرته الثمينه بهذة السهولة واليسر!

أما عن نورهان التي تنظر إلى فريدة بقلب يملؤه الحقد والغيرة من صديقة دراستها التي تفوقت عليها وأصبحت تمتلك مكانه مرموقه داخل الشركة وحتى مع سليم في الشركة الألمانيه مما جلب لها اموال تراها نورهان هي الاولي والأحق بها!

وأيضا نجوي التي تحقد على فريدة وذلك لنظرات سليم الخاطفة لها والتي لم يلاحظها سواها ويرجع ذلك لذكاء سليم وتحفظه على أن لا يظهر مشاعره للعلن، بسبب مهنيته في عمله، فكم تمنت هي تلك النظرات لحالها، وأيضا منصبها بجوارة الذي كان سيزيد من الوصل أكثر وأكثر.

وفريدة التي تشعر بالإختناق من مجرد تواجدها مع ذلك الخائن بغرفة واحده، كلما نظرت إليه أو إستمعت لنبرة صوته تذكرت صوته الهائم وهو يمدح بجمال تلك اللبني ويطعنها بإنوثتها وكبريائها، نعم تعلم أن سليم وراء ما حدث، لكن ذلك لم يعفي هشام من الخيانه وهي التي وثقت به وتوسمت به الخير!

وسليم الذي يشعر بغيرة رجولية تأكل داخله وتنهشه دون رحمة من مجرد نظرات ذلك اللزج لحبيبته وأمرأته الوحيدة، زوجته المستقبليه!

أما عن علي الذي يجلس مرتخي وهو يشاهد بمرح وأستمتاع وكأنه يشاهد فيلما صامت لوجوة معبرة تؤدي عملها بإتقان رائع!

إنتهي الإجتماع الذي إتسم بعدم التركيز وكانت معظم كلماته ما بين، نعم، حضرتك تقصدني أنا بالكلام ده يا أفندم، معلش ما كنتش واخد بالي، لو بعد إذنك تعيد عليا تاني اللي مطلوب مني لأني مفهمتش كويس!

مما جعل فايز كاد أن يفقد أعصابه ويقتلع شعر رأسه من هؤلاء التائهون ذوات العقول المشتته الذين سيصيبونه بذبحة صدريه لا محال!

تحرك الجميع وكادوا أن يهموا للخروج إلى أن إستمعوا لصوت فايز وهو يتحدث فريدة وهشام، إستنوا لو سمحتم عاوزكم في موضوع خاص!

خرج الجميع عدا سليم الذي إلتفت إلى فايز بملامح جامدة وعيون كالصقر وتحدث دون إدراك ياريت وقت تاني يا فايز بيه لأني محتاج الباشمهندسه ضروري في شغل خاص بمنصبها الجديد كمستشارة!

ود هشام أن ينقض عليه كالأسد الذي ينقض على فريسته ويلكمه حتى يوقعه أرض!

نظر له فايز وتحدث بإستئذان معلش يا باشمهندس، صدقني الموضوع ضروري ومش هياخد اكتر من ربع ساعه وبعدها الباشمهندسه هتكون تحت أمر سيادتك!

نظر له سليم بإقتضاب مما جعل الرعب يدب في أوصال فايز حتى أنه كاد أن يتراجع لولا نظرات فريدة المطمئنة إلى سليم!

والذي تحدث بعدها بهدوء وطمأنينة تمام يا فايز بيه، بس ياريت بسرعة!

خرج سليم وأشار فايز إلى إثنتيهم قائلا بهدوء إتفضلوا يا ولاد أقعدوا.

بعد الجلوس تحدث إنتم طبعا عارفين ومتأكدين إنتوا قد أيه غاليين عليا وإني بعزكم زي إخواتي الصغيرين بالظبط،
وأكمل بأسي وهو يهز رأسه أنا حقيقي إنصدمت لما عرفت من نورهان إنكم فشكلتم خطوبتكم، وأنا كأخ ليكم بقولكم إني مش مبسوط ولا موافق على القرار ده.

وأكمل بطريقه ساخرة لينهي خلافهما بطريقه لطيفه فعلشان كده ومن غير ما ندخل في تفاصيل كتير، أنا قررت إنكم ترجعوا لبعض وحالا!

إبتسم له هشام وأردف قائلا بحماس وعيون عاشقه تنظر لعيناها وأنا موفق جدا على قرار حضرتك ده يا باشمهندس!

نظر فايز إلى فريدة التي إكتظت ملامحها بالغضب وتحدث هو أوك يا فريدة؟

تنهدت بهدوء وتحدثت بلباقة تجيدها أكيد حضرتك عارف معزتك ودرجة إحترامي لشخصك قد أيه، بس أنا فعلا أسفه جدا ويعز عليا إني أرفض لحضرتك طلب، بس الحقيقة أنا وأستاذ هشام طرقنا إتقطعت وإختلفت الإتجاهات، وحقيقي موضوعنا إنتهي بالنسبة لي وبدون راجعة!

وأكملت ربنا يسهل له ويسعده مع حد غيري.

كان يستمع لها بقلب يتمزق ألما وندما وعيون تطلب الصفح والمغفرة والرحمه لقلب أضناه الهوي، ولكن هيهات فهي لم تعطة حتى فرصة النظر لعيناها!

تنهد فايز وتحدث برجاء طب علشان خاطري إدي لنفسك فرصة تفكري.

أجابته وهي تقف وتجمع أشيائها بعملية خاطرك غالي عندي جدا يا باشمهندس، وعلشان كدة مش هقدر أخدعك وأقول لك هفكر وأنا من جوايا حاسمة قراري!

وتحدثت ناهية الحوار لو تسمح لي أستأذن علشان عندي شغل كتير ومحتاج يخلص إنهاردة!

سمح لها فايز بالمغادرة بعدما رأي إصرارها لعدم العودة مرة أخري
بعد خروجها وجه فايز حديثه إلى ذلك الجالس بحزن كمن توفي له عزيزا في التو واللحظه إنت هببت أيه للبت خلاها مش طايقه تبص في وشك كده؟
عملت أيه يا حزين؟

ثم أكمل متسائلا الموضوع فيه ستات يلا، صح؟

تنهد هشام وتحدث مفسرا أيوة، ومن غير الخوض في تفاصيل صدقني يا أفندم لعبة وأتلعبت عليا.

قهقه فايز عاليا وتحدث ساخرا وبادئها بدري كدة ليه يا دنجوان عصرك، العط ده بيبقا بعد الجواز يا مغفل، مش قبلة!

دلفت إلى مكتبها وكادت أن تجلس إلى أن أستمعت لطرقات قوية فوق الباب، سمحت لطارقها ودلف هو سريع حينما إستمع السماح له.

وقف ينظر إليها وتسائل بعيون غاضبه فلم يعد لديه القدرة على السيطرة على حاله وغضبه البية المحترم طبعا كان عايزكم علشان يحاول يخليكي تتراجعي في قرارك، صح؟

تنهدت بأسي وهي تري حالته وغضبه الثائر وتحدثت لتهدئته ممكن تهدي علشان خاطري، صدقني مفيش حاجة تستاهل غضبك ده كله!

رد عليها بضيق بتطلبي مني أهدي إزاي وهو لسه بيحاول يخليكي تتراجعي عن قرارك؟

تحركت من مكانها ووقفت أمامه ونظرت داخل عيناه بإبتسامة ساحرة حاولت بها إمتصاص غضبه وبالفعل إستطاعت فعلها وبجدارة.

ثم تحدثت بصوت حنون خدر جميع حواسه وجعله يشعر بالهدوء والسكينه سليم، أنا قلبي إختار ومن زمان أوي، صدقني الموضوع مش مستاهل قلقك ده كله، وأكملت بإبتسامة عاشقة قلبي وملكته، وروحي وفؤادي بقوا ملك أديك، عاوز أيه تاني علشان تهدي!

حضنك، قالها بعيون متمنيه، متيمة وعاشقه.

وأكمل بهيام نفسي أستكين جوة حضنك وترتاح روحي يا فريدة، نفسي أغمض عيوني وأفتحهم ألاقيكي بقيتي مراتي ومنورة حياتي وبيتي، ساعتها بس هرتاح وأهدي!

أنزلت عيناها خجلا وأبتسمت بوجنتيها التي أصبحت بحمرة ثمرة التفاح الناضجة التي وجب الإستمتاع بقضمها والتمتع بلذاذتها.

وتحدثت بهدوء إن شاء الله هيحصل يا سليم، بس لحد ميحصل أرجوك أصبر ومتحاولش تحتك بهشام بأي شكل من الأشكال،
زفر هو بضيق فأكملت هي بنبرة حنون إمتصت بها غضبه علشان خاطر فريدة أعمل كدة.

إنتفض جسدة بالكامل وتحدث كالمسحور علشان خاطر فريدة سليم يعمل أي حاجه في الكون.

كانت تخرج من المرحاض الخاص بالشركه
تتحرك داخل رواق الشركه عائدة إلى المختبر التي تعمل به تحت إشراف دكتور محمود.

وجدته أمامها، كان يتجول داخل الشركة ليتابع سير العمل كعادته ولكن بذهن شارد حزين، وذلك لعدم إستطاعته لرؤيتة لمن إحتلت قلعته العالية.

فقد تغيبت عن الشركة منذ يومان لمتابعة محاضراتها الخاصه بكليتها، ولقد ذهب منذ القليل إلى المعمل ليراها ويشبع عيناه منها متعللا بمتابعة سير العمل، ولكنه أحبط حين لم يجدها وظن أنها لم تأتي اليوم أيضا،
وبلحظه تسمر ونظر أمامه بعيون جاحظه مندهشه من رؤية ملاكه البريئ التي طلت كشمس ساطعة أنارت ظلمة حياته السابقه.

تعالت دقات قلبه بوتيرة سريعه معلنه عن عشقه المؤكد لذلك الملاك البريئ، نظر لها حتى يشبع عيناه ويكحلها برؤيتها البهية، فقد إشتاق رؤياها وأصابه غيابها بالجنون.

إنتفض قلبها حين رأته وهو يتجه إليها بالطريق المعاكس، تنفست بوتيرة سريعه وأنتظرت توبيخها على يده كالعاده، ولكنها تفاجات من ذلك الذي قطع طريقها ووقف مقابلا لها بإبتسامة جعلتها تقسم داخلها أنها أجمل إبتسامة رأتها بأعينها لأكثر رجلا وسيم بالعالم.

نظر إليها وتحدث بإبتسامة جذابة خرجت عنوة عنه ولم يستطع التحكم. بها أزيك يا دكتورة.

نظرت إليه بتعجب وأردفت قائلة بهدوء وحذر الحمدلله يا دكتور.

وكادت أن تتحرك ماضيه بطريقها أوقفها بصوته المهتم دكتورة ريم.

نظرت له غير مصدقه لإستماعها لحروف إسمها بكل ذلك الهمس الذي حرك داخلها فأكمل هو بتساؤل ياتري مرتاحه في شغلك مع دكتور محمود؟!

تحدثت بإستغراب الحمدلله، دكتور محمود مرن جدا في شغله وصدرة رحب وكلنا بنتعلم منه.

إسترسل حديثه بإهتمام بعثر داخلها وجعلها تتهاوي بوقفتها لو إحتجتي أي حاجه بخصوص شغلك هنا أنا تحت أمرك.

أجابته بصوت رقيق هز كيانة وزلزله متشكرة يا دكتور.

فأكمل هو ليطيل معها الحديث على فكرة، خط الإنتاج الجديد الخاص بتجربتك هينزل السوق من أول الشهر الجاي، مبروك.

نظرت له بسعاده وعيون مشرقة وأردفت قائلة متشكرة يا دكتور.

نظر داخل عيناها وتاه داخلهما وتحدث وكأنه مسلوب الإرادة دكتورة ريم، أنا أسف على كل حاجه حصلت مني الفترة اللي فاتت وضايقتك مني.

مالت رأسها وهي تنظر له بإندهاش فأبتسم هو وأكمل أنا عارف إنك مستغربه كلامي، بس أنا حسيت إني زودتها معاك وأكتشفت إنك إنسانة محترمة وتستحقي التقدير، فحسيت إني مدين ليك بإعتذار.

وأكمل وأرجوك لو إحتاجتي لأي حاجه متتردديش في إنك تيجي لي المكتب وأنا أكيد هوفرلك أي حاجه أو أي إستشارة تحتاجي لها.

إبتسمت بسعادة وتحدثت برقة أنا متشكرة جدا يا دكتور، وحقيقي مش قادرة أوصف لك مدي سعادتي من كلام حضرتك.

نظر داخل عيناها وتاه في بحرهما العميق وتحدثت هي بإنسحاب هاربه من سحر عيناه وتأثيرهما الهائل عليها بعد إذن حضرتك.

وقف ينظر إلى طيفها بشرود إلى أن إختفت للداخل، تنفس بإرتياح وشعر بسعادة لم يشعر بمثلها من ذي قبل، ثم تحرك عائدا إلى مكتبه بقلب طائر.

في اليوم التالي
داخل إحدي الكافيهات
كان يجلس قاسم بمقابل ولده وهما يحتسيان مشروبهما المفضل، وهي القهوة لا غير.

كان ينظر لأبيه بتدقيق راصدا ردة فعله على حديثه الذي أبلغه إياه منذ قليل.

طال صمت قاسم ناظرا إلى فنجان قهوته بشرود، ثم تنهد وتحدث بهدوء وتمعن هو أحنا مش إتكلمنا في الموضوع ده قبل كده وقفلناه يا سليم؟

اجابه سليم بتذكير إحنا فعلا إتكلمنا في الموضوع ده يا بابا لكن لا قفلناه ولا حتى إتناقشنا فيه بالعقل، إحنا اتخانقنا لو حضرتك تفتكر!

تنهد قاسم وتحدث بإستسلام عاوز أية يا سليم؟

نظر لداخل عيناه يستنبط من داخلهما تعاطفه معه وشعوره به وتحمله المسؤلية كوالد له.

وأردف قائلا بهدوء وأستعطاف عاوزك تفهمني وتقدر حالة قلبي العاشق، عاوزك تحس بيا كراجل قبل ما تكون أب، وأكمل بتفسير أنا كلمت حضرتك وإتقابلنا بعيد عن البيت علشان نتكلم مع بعض راجل لراجل ومتأكد إنك هتفهمني!

وأسترسل حديثه بأسي وصدقني يا بابا أنا لو أقدر أبعد عن فريدة علشان أرضيكم مكنتش إترددت لحظة واحدة.

ثم رفع كتفيه بإستسلام وتحدث بصوت ضعيف مهزوم يبكي الحجر بس مش بإيدي، والله ما بإيدي، فريدة بقت بتجري في دمي يا بابا، وفكرة إني أكمل حياتي من غيرها أصبحت مستحيلة.

نظر قاسم إلى ولده بقلب نازف وشعور الخزي يدمي قلبه على ما فعله بولده الوحيد.

فأكمل سليم مستغلا حالة والده مدغدغ لمشاعره قولت أيه يا بابا، هتقف معايا علشان أحقق حلمي وأقدر أضم حبيبتي في حضني؟

أخذ نفس عميق ثم أخرجه بهدوء وأبتسم بخفة قائلا بصوت حنون معنديش غيرك علشان أقف معاه وأساندة يا سليم!

إنتعش داخله من شدة سعادته وأمسك يد والده الموضوعة فوق المنضدة وقبلها بسعادة وتحدث كنت متأكد إن حضرتك هتفهمني وتقف معايا!

تحدث قاسم بهدوء مش عاوزك تتفائل أوي كده يا سليم، للأسف أمال مش هتسكت وهتولع الدنيا، علشان كدة لازم تكون عارف إنك هتفتح على نفسك أبواب جهنم ولازم تكون جاهز لها كويس،.

ثم أكمل مطمئن له بإبتسامة حانيه بس مش عاوزك تقلق، من إنهاردة أبوك هيكون في ظهرك ومش هيتخلي عنك تاني أبدا!

إبتسم لوالده وتحدث بإطراء ربنا يبارك لي فيك يا حبيبي، وأنا مش عاوز غيرك جنبي!

داخل منزل عزمي
تحدثت ندي بضيق إلى والدتها وبعدين يا ست ماما، إنتي هتفضلي قاعدة تتفرجي عليا كده وسليم أجازته قربت تخلص؟

ردت سميرة بإقتضاب وتسائلت وأنا في إيدي أيه أعمله ومعملتوش يا ندي.

أجابتها ندي إعزميه على العشا زي ما وعدتيني وسيبي الباقي عليا لما ييجي هنا، انا هعرف أشغله بيا.

زفرت سميرة بضيق وتحدثت هو أنا عارفه أوصل له هو ولا الحربايه عمتك علشان أعزمهم
ده الست قليلة الذوق بكلمها إمبارح وبقولها هاجي أقعد معاكي شوية أنا وندي، تخيلي ترد عليا وتقولي أيه؟
قالتلي بكل عنتظه،
وتحدثت بصوت مقلد ساخرا سوري يا سميرة، أصلي معزومه على العشا في بيت مستشار في القضاء صديق لقاسم، وأنا حاليا عند الكوافير ومش فاضيه، خليها وقت تاني!

وأكملت بغضب شديد الله يرحم أمها عديله اللي كانت لما تغسل وشها بالصابونه النابولسي تعمل فرح.

تأففت ندي ودبت بأرجلها على الأرض وتحدثت بإعتراض أنا مليش دعوة بالكلام ده كله، إنسي لي مشاكلك إنت وعمتي وأركنيها على جنب وتتفضلي تعزميهم هنا في أقرب وقت،
ماأنا مش هفضل قاعدة مستنيه لحد ما ألاقي سليم أجازته خلصت وراجع لألمانيا من غيري!

زفرت سميرة وتحدثت بضيق ما هو لو الغبي اللي إسمه حسام يرضي يساعدنا كان الموضوع بقا أسهل كتير، بس المغفل خايف من الحرباية وبنتها ليغضبوا عليه!

أجابتها ندي بغضب حسام ده أكبر أناني ومبيفكرش غير في نفسه وفي مصلحته وبس، وعلشان كده لازم نفكر في حل يكون بعيد عنه!

عصرا داخل منزل فؤاد
تحركت فريدة من غرفتها متوجهه إلى المطبخ تبحث عن والدتها بعد أن جفاها النوم بسبب التفكير.

وجدتها تجلس حول الطاوله تصنع لحالها قدح من القهوة على ذلك المشعل الصغير المسمي ب(السبرتاية).

فأتجهت إليها وتحدثت بمرح ودعابه يامزاجك العالي يا عايدة هانم، حضرتك بتستغلي ان البيت كله نايم وقاعدة تعملي قهوتك بمزاج على السبرتايه؟

ضحكت عايدة وتحدثت وهي تفرغ ما بداخل الكنكة داخل القدح المخصص لها وتناوله إلى فريدة التي جلست قبالتها لاقيتكم كلكم نايمين وانا قاعدة لوحدي، قولت أدلع نفسي وأشرب لي فنجان قهوة بمزاج.

وبدأت في الشروع في صنع قدح لها.

أمسكت فريدة قدح القهوة وقربته من أنفها ثم أغمضت عيناها وبدأت تشتم رائحتة المنعشه بإستمتاع ومزاج تام، أرتشفت منه وتذوقته وأفتحت عيناها قائلة تسلم أيدك يا ماما!

أجابتها عايدة بذكاء بالهنا والشفا، ها، مش هتقولي لي أيه اللي مطير النوم من عينك ومخليكي راجعة من برة الضحكه ماليه وشك ومنوراه؟

إبتسمت على ذكاء تلك السيدة البسيطه التي تمتلك من البصيرة ما لم يمتلكه غيرها من أصحاب أعلي الشهادات.

أخذت نفس عميق وصارحت والدتها أنا جايه علشان فعلا أحكي لك يا ماما،
أخذت نفس عميق وتحدثت لما روحت لأسما إمبارح لقيت سليم مستنيني هناك، هو اللي كان مخطط للمقابله، نظرت لعيناي والدتها وتحدثت بترقب سليم عرض عليا الجواز يا ماما!

تنهدت عايدة ونظرت لإبنتها بملامح مبهمه وتحدثت وإنت رديتي عليه وقولتي له أيه؟

نظرت فريدة لوالدتها وصمتت فتحدثت عايدة بنبرة ملامه موافقه يا فريدة؟
بعد كل الإهانات اللي سمعتيها من أمه ليكي وليا موافقه كدة عادي؟

وأكملت بتفسير أنا مرضيتش أحاسب سليم على كلام أمه لما جه يعتذر لإنه كان في بيتي، وبرغم إني عارفه ومتأكدة إنه جاي من نفسه وإنها متعرفش حاجه عن الزيارة دي بس عديت الموضوع بمزاجي علشان ما يصحش أضايقه وهو في بيتي،
وأكملت بإعتراض بس متوصلش إنك توافقي على الجواز منه، إنتي غاليه أوي يا فريدة، علشان كده لازم اللي يطلبك أهلة قبل منه يكونوا شايفينك ملكة وأعلي من إبنهم كمان ومرحبين بيك وسطهم.

وأكملت بنبرة معترضه ده غير اللي إسمه سليم ده كمان واللي عملة فيك زمان، أيه، نسيتي إنه سابك وغدر بيك بعد ما علق قلبك بيه؟

نظرت لها بعيون مطالبه بالشعور بقلبها العاشق وتحدثت أنا بحب سليم يا ماما وعمري ماقدرت أنساه، حاولت والله بس غصب عني ماقدرتش.

وأكملت بمبرر ولو على أمه سليم وعدني إنه مش هيسمح لها تتدخل في حياتنا أبدا، ده غير إنه هياخدني معاه ألمانيا ونعيش هناك، وبكده هكون مرتاحه أكتر، أول حاجه هكون مع الإنسان إللي بحبه وبتمناه، وكمان هكبر في شغلي وأحقق كل أحلامي وأنا معاه!

تنهدت عايدة بمرارة وتحدثت أنا خايفه عليكي يا فريدة!

أجابتها بنبرة مترجية أرجوك يا ماما إفهميني وأقفي جنبي، أنا حاولت أنسي سليم والله بس قلبي كان أقوي مني ومن إرادتي.

تنهدت عايدة وتسائلت والبيه بقا قال لك هييجي أمتي يخطبك؟

تهللت أساريرها وتحدثت سريع لو عليه كان عاوز يبجي بعد يومين يتقدم لي، بس أنا أقنعته إنه يستني كمان إسبوعين علشان يكون عدي وقت كفايه على موضوع هشام
ثم تسائلت بترقب قولتي أيه يا ماما؟

تنهدت عايدة بقلق وتحدثت لله الأمر من قبل ومن بعد، ربنا يستر وأبوكي مايخدش باله ويفتكر أمه لما كانت هنا.

أجابتها فريدة بطمأنة هو بابا كان لحق شافها يا ماما، إن شاء الله مش هيفتكرها!

نظرت عايدة لسعادة إبنتها التي ولأول مرة تراها عليها، وتنهدت بقلب محمل بأثقال الهموم من ما هو أت والتي تستشعره بقلب الأم.

داخل منزل قاسم الدمنهوري
كان الصمت يعم أرجاء المكان بعدما أبلغ والدته وشقيقته أنه قرر وانتوي الزواج من فريدة وذلك قبل موعد انتهاء الأجازة المحددة له.

جلس يترقب وجه والدته التي تنظر إليه بنظرات مبهمه لم يستطع تفسيرها رغم ذكائه الخارق.

إعتدلت بجلستها وحولت بصرها إلى قاسم وأردفت قائلة بجمود وإنت موافقه على الكلام ده؟

نظر إليها قاسم وتحدث بتعقل وهدوء دي حياته وهو أكثر واحد يقدر يحدد ويعرف هو عاوز أيه، وفي النهاية إبنك راجل ويمتلك عقل يأهله على صحة الإختيار
وهو أختار اللي شايف وحاسس إنها هتسعدة،
وأكمل بحديث ذات مغزي يدل على موافقته وإحنا ما علينا إلا إننا نبارك الإختيار ده ونتمني له السعادة مع إللي إختارها قلبه!

نظرت ريم إلى والدتها تترقب إجابتها بفارغ الصبر
صمتت والكل يترقب جوابها، أطالت النظر إلى سليم بنظرات غامضة مبهمة.

ثم تحدثت إليه قائلة إنت جاي تبلغني بقرارك ليه وإنت عارف ومتأكد رفضي للموضوع ده يا سليم؟

نظر لعيناها بحب وتحدث بصوت حنون مترجي مش عاوز أبدأ حياتي مع الإنسانه الوحيدة اللي إختارها قلبي من غير رضاك يا أمي، عندي أمل إنك تسعدي قلبي وتمني عليا بموافقتك ومباركتك.

وأكمل برجاء أرجوك يا أمي، لو فعلا تهمك سعادتي وافقي، لو سمحتي!

تحدثت ريم بإستعطاف لقلب والدتها وافقي يا مامي علشان خاطر سليم، من فضلك!

صمت رهيب ولحظات تمر كأعوام على الجميع
نظرت إلى سليم وتحدثت بإبتسامة خفيفة مبروك يا سليم!

نظر لها قاسم مضيق عيناه بتشكيك غير مستوعب لما أستمعه من شريكة حياتة التي يعرفها جيدا عن ظهر قلب.

أما سليم الذي وقف وتحرك إلى والدته غير مصدق لما إستمعته أذناه للتو وهو يسألها بلهفه فعلا وافقتي يا أمي؟

وبدأ يكيلها وابل من القبلات المتفرقة، تارة فوق جبهتها وتارة فوق وجنتيها وتارة أخرى فوق يداها!

ملست على رأس ولدها بحنان وأردفت قائلة بتأكيد أيوة يا سليم موافقة، في النهاية أنا هعوز أيه من الدنيا غير إني أشوفك سعيد إنت وأختك.

وأكملت بتعالي أنا طبعا كنت بتمني لك واحده تليق بمقامك وتتباهي بيها و بأهلها قدام الناس، بس طالما ده إختيارك وقرارك يبقا مفيش في إيدي حاجه تانيه غير إني أوافق وأنساق لرغبتك.

تحدث سليم بإبتسامة سعيدة صدقيني يا أمي فريدة أحسن بنت في الدنيا وتشرف أي حد، وأنا متأكد إنك لما تعرفيها وتعاشريها هتحبيها جدا وبكرة هفكرك!

صدقت ريم بإنتشاء على حديث شقيقها سليم عنده حق يا مامي، فعلا لما تشوفي فريدة وتتعاملي معاها هتحبيها جدا.

هزت رأسها بإيماء وأبتسامة خفيفه ثم غيرت مجري الحديث عن عمد وإنت بقا هتفضل قاعد لي في الأوتيلات كدة كتير؟

وأكملت بنبرة ملامه أنا حقيقي يا سليم مصدومه ومش قادرة أستوعب تفكيرك ولا متقبلاه، معقوله كل ما نختلف في الرأي على حاجة تروح سايب البيت وجري على الأوتيل؟

نظر إليها وتحدث هو أنا يعني بروح الأوتيل ليه يا ماما، مش علشان أمنع دايرة الخلاف اللي ما بينا من إنها تكبر وتوسع، بدي لنفسي وليكم فرصة ناخد فيها هدنه نفكر فيها بعقل ونراجع قراراتنا وكلامنا.

ثم أبتسم لها وأردف قائلا ليرضيها علي العموم أنا هبات هنا إنهاردة وبكرة إن شاء الله هروح الأوتيل أعمل Check out وأجيب حاجتي.

إبتسمت له برضا وأكملت ريم بسعادة طب ممكن بقا تاخدني معاك وإنت رايح بكرة تجيب حاجتك، علشان بصراحه كدة طمعانه في إنك تعزمني على الغدا في مطعم الأوتيل، الأكل هناك تحفة وعجبني جدا وحابه أكرر التجربة!

إبتسم لشقيقته وأجابها بس كدة، إنت تؤمري يا قلبي!

إبتسمت بدلال وأردفت ربنا يخليك ليا يا حبيبي.

وجلسا يتثامرون ويضحكون بسعادة تحت سعادة سليم وحديثه عن تخطيطاته لزفافة المنتظر الذي طال إنتظارة.

بعد مدة دلف قاسم إلى غرفة نومه ووقف ينظر بترقب إلى تلك الجالسه أمام مرأتها
سألها بنبرة مشككة إنت فعلا وافقتي على جواز سليم من فريدة؟

لم تكلف حالها عناء النظر لوجهه وأجابته بإقتضاب ما أنت سامعني وأنا بقول لإبنك إني موافقه يا قاسم!

نظر لها بتشكيك وأردف قائلا عاوزة تقنعيني إن بعد كل إللي عملتيه طول السنين إللي فاتت دي علشان تبعدي إبنك عن البنت، تيجي إنهاردة وتوافقي كدة بمنتهي السهولة؟

مش عارف ليه مش مقتنع بموافقتك دي يا أمال، وياريت تخيبي لي ظني ومتكونيش بتخططي لحاجه كدة ولا كده، ساعتها صدقيني هتخسري إبنك وللأبد!

أجابته دون النظر إليه وهي تضع بعض من الكريمات المرطبة فوق يديها وتدلكهما بعنايه أنا لا بخطط ولا بتكتك يا قاسم، كل الحكاية إني إتأكدت إن سليم هينفذ إللي هو عاوزة مهما أعترضت ولا رفضت، فحبيت أريح دماغي وأسيبه يجرب بنفسه!

ونظرت إليه وهي تتسائل بإعتراض ثم أنا مش فاهمة إنت مستغرب أوي كدة ليه، إذا كنت إنت نفسك وافقت بسهولة بعد ما كنت معترض؟
تفرق أية موافقتك من موافقتي مش فاهمه؟

أجابها بإعتراض وتشكيك لااااا، تفرق كتير أوي يا أمال، أنا أعتراضي بنيته بناء على رأيك إنت شخصيا، إنت إللي أقنعتيني إن لا البنت ولا أهلها يليقوا بسليم، وإن سليم يستاهل فرصة أحسن من دي بكتير.

وأكمل بإطراء لكن بصراحه لما شفت البنت ولقيتها قد أيه محترمة وذكيه وجميلة وكمان لبقه، وقتها بس أتأكدت إن اللي يربي التربية الحسنه دي لازم يكونوا ناس محترمين ويستحقوا التقدير.

وأكمل بلوم لحاله قبلها ده غير الحسرة والألم اللي شفتهم في عيون إبني لما كانت البنت واقفه مع خطيبها وباين عليهم الإنسجام، ساعتها بس إحتقرت نفسي وصغرت أوي في عيني، وأتأكدت إني مكنتش الأب الداعم لأبني.

علشان كدة أول ما ربنا بعت لي الفرصة إني أصلح غلطي في حق سليم متردتش لحظه واحده!

إبتسمت له بخفة وأردفت قائلة بجمود وهي تتحرك إلى التخت وهو ده اللي حصل معايا بالظبط يا قاسم، أنا كمان فكرت في راحة إبني وسعادته!

تمددت فوق تختها ودثرت حالها تحت غطائها وتحدثت بإبتسامة سمجه منهية الحديث تصبح على خير يا قاسم!
من فضلك إقفل النور.

وقف يتطلع عليها بشرود وتيهه من أمرها العجيب وهدوئها الذي يراها عليه ولأول مرة، والذي يشبه هدوء ما قبل العاصفه!

هل وافقت أمال بتلك السهولة على زيجة إبنها من فريدة؟

أم أنها تستعد للتخطيط لشيئ ما لا يعلمه سوي الله وسواها؟

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

بعد يومان داخل الشركه
كان يجلس داخل مكتبه حزين، شاردا بحاله وما وصل إليه بسبب غبائة ووقوعه بذلك الفخ الذي نصب إليه من ذلك اللئيم الذي إستغل ضعف إبنة خالته الساذجة وغرامها له
إستمع لطرقات خفيفه فوق الباب، سمح للطارق بالدخول.

فتح الباب وطلت منه نورهان بوجه بائس وتحدثت أزيك يا هشام!
تفاجأ هشام بوجودها وتحدث بصوت بائس أهلا يا نور، إتفضلي إقعدي.

تحركت وجلست بمقابل جلسته وتحدثت مفيش جديد في موضوع فريدة؟
تنهد بأسي وأجابها للأسف يا نور، فريدة قفلت كل البيبان اللي كانت ممكن توصلنا لبعض تاني!

تسائلت بنبرة حادة وإنت هتستسلم وتسكت على كدة يا هشام؟!
أجابها بأسي وأنا في إيدي أيه أعمله أكتر من اللي عملته يا نور، خلصت خلاص!

أجابته بحدة ونبرة حقودة في إيدك كتير طبعا، بص يا هشام، أنا هقول لك على اللي هيعزز موقفك ويقويه قدام فريدة ويقلب الموازين كلها لصالحك!
نظر لها مضيق عيناه بإستغراب وتسائل بإهتمام تقصدي أيه بكلامك ده يا نور؟

تحدثت بتخابث وحقد دفين أقصد فريدة هانم اللي جايه بكل بجاحه تحاسبك على إنك كنت قاعد مع لبني حبيبتك القديمه، وهي نفسها عملت ده قبل منك عشرات المرات، بس الفرق بينك وبينها إنها عرفت وظبطتك!
ضيق عيناه بإستغراب متسائلا إنت عرفتي منين موضوع لبني يا نور؟
فريدة هي اللي قالت لك؟

إرتبكت بجلستها وتحدثت بإرتباك مش مهم عرفت منين يا هشام، خلينا في المهم، هي فريدة قالت لك قبل كده إنها كانت عايشه قصة حب هي وسليم الدمنهوري لما كان بيدرس لنا في الكليه؟
جحظت عيناه من هول ما أستمع من تلك الحرباء المتلونه وتحدث بتيهه وحده أيه الكلام الفارغ اللي بتقوليه ده يا نور،
وأكمل رافض التصديق فريدة، لا طبعا، أنا لايمكن أصدق على فريدة الكلام الفارغ ده!

أجابته بنبرة شيطانيه لازم تصدق يا هشام، أنا كنت صاحبتها وشاهده على قصة حبهم دي، مش بس أنا، دي الجامعه كلها كانت شاهده، بس اللي أنا مستغرباه هو إن إزاي فريدة ما تبلغكش بموضوع مهم زي ده؟

وأكملت بنبرة ساخرة أومال عملالي فيها متدينه وبتاعة ربنا إزاي، هو مش ده يعتبر غش بردة؟!
قور يده ودق بها المكتب وتحدث بنبرة غاضبة كده ظهرت الرؤيه، أنا كدة عرفت أيه سبب إرتباكها الدايم كل ما كانت تشوف البيه، وعرفت أيه سبب نظراته وضيقته لما كان بيشوفها معايا، عمري ما أرتحت له ولا أرتحت لنظرة عينه ليها!

أكملت تلك النورهان بنبرة شيطانيه لتزيد من حقد ذلك الغاضب على فريدة بس المفروض ومن الأمانه إنها كانت تقول لك، وخصوصا انها كانت طول الوقت معاه في مكتبه ومقفول عليهم باب واحد، وأكملت بنبرة تشكيكية وياعالم، أيه اللي كان بيحصل بينهم جوة!

إحتدت ملامح هشام وأحتقنت بحدة بالغة، وبرزت عروق جسدة بالكامل من شدة غضبته، فحتي وإن إختلفا وتركا كلاهما الأخر فمازال يكن لها كل الإحترام والتقدير ولن يقبل عليها مكروه، أو أن يرمها أحدهم بتهم ملفقة وباطلة، ويقذفها بحديث كاذب يفتري به عليها وهي الطاهرة النقية بكل المقاييس بعيناه.

هب واقفا بحدة وأردف قائلا بنبرة تحذيرية نور، ما تنسيش نفسك وأفتكري إنك بتتكلمي عن فريدة فؤاد، وأظن إن إنت أكتر واحده عارفه ومتأكدة من أخلاقها كويس أوي، فياربت متتعديش حدودك وإنت بتتكلمي عنها لإني مش هسمح لك بده، وأكمل بتأكيد ولو شيطانك قال لك إننا خلاص سيبنا بعض وإني هسمح لك تتعدي حدودك وتفتري عليها بالكلام الفاضي ده تبقي غلطانه.

إرتبكت بجلستها ووقفت سريع وتحدثت بتخابث إهدي من فضلك يا هشام، أنا مقصدش ابدا المعني اللي وصل لك، أنا كل اللي قصدت إني أقوله إنها كانت بتبقا موجودة معاه لوحدهم وأكيد سليم مارس عليها خبثه وضغط على أعصابها بكلامه المعسول علشان يقنعها إنها تسيبك وترجع له
وأكملت بتخابث لتهدئة روعه أنا كل اللي يهمني هي مصلحة صاحبتي وانها تعيش مع الراجل اللي تستاهله، واللي هو إنت يا هشام.

وأكملت بحماس لتحثه على الذهاب روح لها وواجها باللي عرفته وأقلب عليها التربيزة، بس طبعا من غير ما تجيب سيرتي في الموضوع، أظن إنت ميرضكش أقطع علاقتي بصديقتي وأنا كل اللي أقصده إنها تبقي بخير!
أماء لها بتفهم وخرجت هي وتحرك هو متوجه إلى مكتب فريدة بجنون، دق بابها فسمحت له ودلف للداخل وأغلق الباب خلفه.

أما فريدة التي وما أن رأته حتى إحتدت ملامحها ونظرت له بملامح مكشعرة وتحدثت بلهجة حادة خير يا أستاذ هشام، ياتري فيه حاجه بخصوص الشغل هي اللي جابت حضرتك لحد هنا؟
وقف أمامها بشموخ ونظر لها وتسائل بحده إنت حقيقي كنت في علاقة حب مع اللي إسمه سليم الدمنهوري أيام ماكان بيدرس لك؟

إستمعت لكلماته التي نزلت عليها كالصاعقة الكهربائية وشلت جميع حواسها، أبتلعت لعابها برعب وتلون وجهها بجميع ألوان الطيف من شدة هلعها.

كان ينظر لها بتدقيق راصدا ردة فعلها، أما هي فكانت تتهرب من نظراته
فتيقن حينها من صحة حديث نور وأنفطر قلبه وشعر بخيبة أمل
وتحدث بنبرة ضعيفة متألمة طب ليه كذبتي عليا؟

تحاملت على حالها وأخرجت صوتها بصعوبه وتحدثت بنبرة نافية أنا مكذبتش عليك ياهشام، إنت مسألتنيش عن حياتي قبل منك علشان أقول لك، وبعدين وقت ما أرتبطنا الموضوع مكنش يعني لي أي شيئ ولا يستاهل إني أحكي لك عنه أصلا!

هدر بها متسائلا بحدة ولما البيه شرف هنا وكنتي بتقعدي معاه في مكتبه لوحدكم بالساعات، ضميرك موجعكيش وحسك على إنك لازم تبلغيني؟

لو فعلا الموضوع مكنش يعني لك أي شيئ كنت على الاقل جيتي وحكيتي لي، لكن يظهر إن الموضوع كان على مزاج الهانم!

إنتفضت من جلستها ووقفت وأردفت قائلة بحدة فوق يا هشام وشوف نفسك بتقول أيه.

أجابها بحده مماثلة إنت اللي لازم تفوقي يا فريدة، جايه تحاسبيني على أيه؟

بتحاسبيني علشان مسكت إيد بنت خالتي في مكان عام وجاملتها بكلمتين في إطار لعبه حقيرة اتلعبت عليا من واحد معدوم الضمير.

وتسائل طب أيه الفرق بينك وبيني، طب ماإنت كمان خنتيني وخنتي ثقتي فيكي، إنت كمان غشتيني وخبيتي عليا متعمدة!

أجابته بصوت مختنق وعيون لامعه بالعبرات أنا متعمدتش أخبي عليك يا هشام صدقني، أنا في الأول حقيقي الموضوع كان منتهي بالنسبة لي ومكنش ليه لزوم أقوله لك، ولما سليم جه الشركه مكنش ينفع أقول لك وأخليك تضايق وتتحامل عليه على الفاضي،
وأكملت مبررة قولت لنفسي إنت كده كده مش طايقه لوحدك، أصبر لحد ما يسافر ونخلص من الموضوع ده نهائيا وللأبد!

تحدث بحده ولما كنتي بتقعدي معاه في مكتبه لوحدك يا هانم.

أجابته بدفاع عن حالها قعدتي معاه كانت في إطار الشغل البحت وربي شاهد عليا إنه عمرة مالمس إيدي حتى لو عن طريق السلام، أنا حافظت على نفسي وصونتك وصونت غيابك يا هشام.

وأكملت بإتهام بنبرة محتدة في المقابل سيادتك كنت مقضيها مع الهانم بتاعتك خروج وفسح وحب، لا وبعد كل ده ليك عين وجاي كمان تحاسبني؟

تنهد وزفر لتهدئة حاله وتحدث بنبرة جادة خلاص يا فريدة، إنسي كل اللي فات وخلينا نبدأ مع بعض صفحة جديدة، أنا بحبك ولحد إنهاردة مش قادر أتخطي موضوع فراقنا.

تنهدت بضيق وتحدثت رافضة لحديثه أرجوك يا هشام تسكت وتنسي موضوعنا نهائي وتكمل حياتك من غيري، ولو إنت مش قادر تتخطي موضوع فراقنا، فأنا كمان لا يمكن أتخطي اللي حصل وشفته بعيوني وسمعته بوداني!

هنا دلف سليم بعد الإستئذان وكان قد أتي ليطمئن على غاليته
ولكنه تفاجأ بوجود هشام يقف مقابلا لفريدة ويبدو عليه الغضب والتشنج.

نظر إليه بإستغراب مضيق العينان، حين هدر به هشام وتحدث ساخرا أهلا بسيادة الألعبان العظيم، أستاذ الغش والتخطيط الحقير.

وقف سليم يطالعه وهو مكشعر الملامح وتحدث بلهجة حاده محذرة إحترم نفسك يا بني أدم إنت وأحفظ أدبك.

تحدث هشام بنبرة غاضبة أنا محترم مع الناس المحترمه وبس،
وأكمل ساخرا وبعدين إنت زعلت أوي ليه كدة، ده أنا بوصفك يا راجل وبدي لك حقك اللي تستحقه وعن جدارة!

نظرت إليه فريدة وتحدثت بعيون مترجية أرجوك يا هشام تراعي إننا في الشركة، أنا مش عاوزة مشاكل وفضايح!

تحدث سليم بحدة ناهرا إياها إنت كمان بتترجيه؟

وأكمل أمرا بحدة وهو يوجه بصره إلى هشام إتفضل يا أستاذ على مكتبك شوف شغلك ومشوفش وشك في المكتب ده تاني!

نظر له هشام وتحدث ساخرا هو البيه غيران عليها مني ولا أيه، إنت ناسي إنها كانت خطيبتي وكنا خلاص هنتجوز لولا حقارتك وندالتك؟

وأكمل مستفزا إياه إنت لو فعلا راجل كنت جيت وواجهتني راجل لراجل، مش تروح ترسم وتخطط وتستغل واحده ضعيفه زي لبني في لعبتك الحقيرة؟

تحدث سليم بحدة بالغه قسما بربي لو زودت كلمة تانيه لأمسح بكرامتك الأرض!

وقف هشام أمامه يطالعة بغضب وأجابه بنبرة حادة مستفزة هات أخرك ووريني هتعمل أيه يا أبن الدمنهوري؟

زفر سليم بقوة ثم أخذ نفس عميق وتحدث بهدوء إصطنعه بصعوبة يا بني أدم إفهم، اللي حصل ده كان لازم يحصل من زمان، هتعمل أيه بواحده قلبها وروحها وكيانها مع راجل غيرك، حتى لو إنت روحك فيها كنت هتقبلها إزاي على رجولتك؟

تحدثت إليه بصياح ورعب وصوت مترجي سليم، إسكت من فضلك!

نظر لها هشام بعيون جاحظه وتحدث بذهول سليم، سليم كده من غير ألقاب يا فريدة؟

وأسترسل حديثه بتأكيد ده الموضوع طلع بجد بقا زي ما سمعت ويظهر إن أنا الوحيد اللي كنت مغفل ومش واعي للي كان بيحصل حواليا.

أجابه سليم بنبرة حاسمه وناهيه للجدال أيوااااا، هو كده بالظبط.

نظرت له وتحدثت برجاء وهي تهز رأسها بدموع كفايه يا سليم، من فضلك إسكت!

هدر بها وصاح بغضب وهو ينظر إليها بغل معنف إياها إنت اللي لازم تسكتي علشان إللي إحنا فيه ده كله بسببك وبسبب عنادك!

أشارت على حالها بسبابتها وأردفت قائلة بذهول بسببي أنا يا سليم؟

أجابها بحده مؤكدا على حديثه السابق أيوة بسببك إنت يا فريدة، علشان لو سمعتي كلامي من البدايه وصارحتيه مكناش وصلنا للي إحنا فيه ده كله!

ثم نظر إلى ذلك الواقف مذهول غير مصدق لما يراه بعيناه ويستمع إليه بأذناه، وتحدث سليم مصارح إياه إسمعني كويس يا هشام وأفهمني، أنا عمري ما كنت ضد شخصك ولا حتى كرهتك، أنا كل اللي عملته، عملته من منطلق مصلحتنا إحنا التلاته.

ضحك ساخرا بتألم وتسائل لا والله، وياتري بقا أيه هي مصلحتي في إنك تخدعني وتلعب عليا لعبه قذرة تبعدني بيها عن حبيبتي؟

أجابه سليم بثقه مصلحتك في إنك متتخدعش وتعيش مع واحدة قلبها وروحها وكيانها بيعشقوا راجل غيرك، يا تري كنت هتبقي مبسوط وإنت مش راجل أحلام مراتك؟

وأكمل بتعقل إسمع يا هشام، اللي حصل ده هو الصح واللي كان لازم يحصل من أول يوم أنا رجعت فيه، أنا وفريدة بنحب بعض وكان هيبقي منتهي الظلم إننا نعيش مع ناس تانيه، ناس مش شبه أرواحنا!

وأنا، مفكرتش فيا وفي قلبي اللي إتدمر من بعاد فريدة عني؟ قالها هشام بغضب.

تمالك سليم حاله إلى أبعد الحدود بعد غليان صدرة وأشتعاله من حديث هشام عن عشقه لإمرأته.

أخذ نفس عميق يهدئ به من روعه وتحدث بنبرة تعقلية التدمير الحقيقي هو إنك تعيش مع واحده مش عوزاك، واحدة وهي جوة حضنك بتتمني وبتحلم بحضن راجل غيرك!

وأكمل بعقلانيه على فكرة يا هشام إنت موهوم بحب فريده، إنت عمرك ما حبيت فريدة لإن ببساطة لو حبيتها بجد مكنتش فكرت للحظه إنك تخونها مع واحدة تانيه، إللي بيحب مبيشوفش في الدنيا دي كلها غير حبيبه، ومهما قابل من مغريات عمرة ما يتأثر لأن قلبه وروحه متشبعين بعشق حبيبه الروحي.

إنت كل الحكاية إنك لقيت في فريدة اللي إفتقدته مع لبني، وهو الإحترام المتبادل والطاعه اللي بتحسسك بأهميتك وبرجولتك، إنت عمرك ما حبيت غير لبني يا هشام، بس جرحك منها لما فضلت إنها تسافر لبباها وتعيش حياتها هناك بحرية ومن غير قيود هو اللي جرحك ووهمت نفسك إنك خلاص نسيتها،
وأكمل بتأكيد بس الحب الحقيقي مابيتنسيش بدليل إنها لما رجعت رجع معاها حنينك ليها وظهر من جديد.

وأكمل بهدوء ناصح له بإهتمام إرجع للبني وأتجوزها يا هشام، هي أكتر حد هتقدر تسعدك وهي أكتر حد إنت تستاهله لإنها فعلا بتحبك من قلبها.

وأكمل بصدق وإنت حقيقي تستاهل حد يحبك بجد، مش حد يعيش معاك بجسمه وروحه سارحة في ملكوت غيرك.

كادت فريده أن تتحدث أشار لها سليم بأن تصمت وتحدث هو موجه حديثه إلى هشام ودالوقت ياريت تخرج و متحاولش تتقرب تاني من فريدة لإن أنا اللي هقف لك من هنا ورايح، فريدة خلاص هتبقي مراتي قريب جدا،
وأكمل بنبرة رجل عاشق غائر متملك بجنون إنت متعرفنيش كويس يا هشام، أنا لما الموضوع يخص فريدة بتحول لمنتهي الغباء، فياريت متقفش قدامي وتحترم رغبة فريدة ومتحاولش تستفز الحيوان اللي جوايا!

إبتسم هشام بجانب فمه وتحدث بنبرة ساخرة تمام يا، يا باشمهندس.

ورمقهما بنظرة إشمئزاز وخرج صافق خلفه الباب بعنف زلزل جدران الحوائط!

نظر لها وجدها تبكي بصمت وتألم.

تحدث هو بجديه أنا لازم أتقدم لك في أسرع وقت، صعب أستني إسبوعين زي ما أنت عاوزة، مش هينفع.

أجابته بصوت متألم أنا موجوعه أوي علشان هشام يا سليم، هشام ميستاهلش مني الوجع اللي هو فيه ده أبدا.

تحرك إليها ونظر داخل عيناها وتحدث بحنان وطمأنه كده أفضل له يا حبيبي، هشام كان لازم يفوق من وهم حبك ليه وحبه ليكي، صدقيني هيتخطي كل الوجع ده وهيبقي كويس، لبني بتحبه وهتعرف تشده لعالمها من جديد.

وأكمل بصدق صدقيني يا فريدة أنا كمان موجوع جدا علشانه، بس المواجهه دي كانت لازم تحصل علشان نحط النقط على الحروف وكل حاجه تبقي على نور.

ثم أخرج تنهيدة طويله تنم عن وجع روحه لأجل ما عاشه ثلاثتهم منذ قليل
وتحدث بنبرة حاسمة المهم يا حبيبي، لازم تاخدي لي ميعاد من بابا علشان أجيب أبويا وأتقدم لك في أسرع وقت ممكن.

أصبر شويه من فضلك يا سليم، قالتها بترجي ودموع.

أجابها بحده وحزم وعيون تطلق شزرا ولا يوم واحد يا فريدة، ولا هستني يوم واحد تاني.

وتحدث أمرا بأمر الهوي وسلطانة تقعدي مع بابا إنهاردة وتاخدي لي منه ميعاد، خلينا نخلص من الباب ده ونقفله، مفهوم يا فريدة؟

نظرت إليه منساقه لأمر قلبها ولأمر العشق وهزت رأسها بطاعه أثارته وأشعلت نيران قلبه المشتعله بعشقها.

وتحدث هو هامس إليها بإبتسامة جذابة وعيون تنطق عشق وتأكل كل إنش بوجهها بحبك وإنت مطيعة أوي كده يا فريدة، قد أيه بتبقي مثيرة وتجنني يا عيون سليم.

إبتسمت خجلا وهي تجفف دموعها، وخرج هو ليكمل باقي عمله وتركها لعذاب ضميرها الذي بات يأن لأجل هشام ووجعه التي رأته عليه!

أما عن هشام الذي خرج من الشركة بأكملها كالثور الهائج يفكر كيف سينتقم من سليم ويرد له الصاع صاعين ويضربه بمقتل من خلال علاقته بفريدة.

وبخلال مدة قصيرة كان يقطن داخل منزل فريدة جالسا أمام عايدة والتي من حسن حظ فريدة كانت بمفردها دون فؤاد الذي لو إستمع حرف من حديث هشام لأصبح من المستحيل أن يوافق على تلك الزيجة.

نظرت له عايدة بأسي بعدما قص عليها كل ما تعرف عليه جديدا.

تحدثت عايدة بهدوء أنا عارفه كل الكلام ده يا هشام، فريدة حكت لي على كل حاجه.

نظر لها بذهول فأسترسلت هي حديثها خليني أكلمك بصراحه يا هشام، إنت إبني وعارف غلاوتك عندي كويس أوي، وربنا يعلم إني بعتبرك واحد من أولادي، حتى بعد كل اللي حصل منك في حق بنتي، أنا شايفه إن اللي حصل ده فيه خير ليك ولفريدة.

وأكملت مفسرة بص يا أبني، فريدة بنتي وأنا أدري الناس بطبعها العنيد اللي ورثاه عن أبوها، فريدة حتى لو مش هتتجوز سليم عمرها ماهترجع لواحد خانها وحب واحده غيرها وهما لسه على البر.

نظر لها بألم وتحدث يعني أيه ياماما، هتتخلي عني ومش هتقفي معايا علشان أرجع فريدة ليا من تاني؟

أجابته مؤكدة بثقة ماأنا لسه قايله لك يا هشام، فريدة عمرها ماهترجع لك تاني، عاوز نصيحتي يا أبني؟

نظر لها وأنتظر باقي حديثها فتحدثت هي إتجوز بنت خالتك، هي بتحبك وحاربت علشانك وهي الوحيدة اللي هتتفنن في إنها تسعدك، إنسي فريدة وعيش حياتك وكمل يا هشام.

وأبتسمت بحنان قائله بترجي بس أوعي تنساني يا هشام، إبقي إسأل عليا يا أبني كل فترة وطمني عليك.

شعر بخيبة أمل وشعور بالخزلان ثم تحدث بشعور صادق أكيد يا ماما مش هنساكي، العشرة متهونش غير على ولاد الحرام.

إبتسمت هي وتحدثت مكملة وإنت إبن حلال مصفي يا أبني وسيد من يصون العشرة.

وقف ونظر إليها بأسي وتحدث أشوف وشك بخير يا أمي!

أجابته بعبرة خنقت صوتها مع السلامه يا حبيبي!

وخرج هو وبكت عايدة على ولد لم يخرجه رحمها وكانت تتمني دوامه بحياتها، ولكنه القدر وما بأيدينا لنفعله أمام إرادة الله وحكمته التي لا يعلمها سواه.

داخل منزل قاسم الدمنهوري
كان يجلس بجانب والدته ووالده داخل شرفتهم الواسعه المليئة بالزهور النادرة ذات المظهر الخلاب الأخاذ للبصر والبصيرة.

تحدثت أمال بهدوء إعفيني أنا يا سليم من أول زيارة دي، إنتم رايحين تطلبوها لسه، لما تتفقوا ويوافقوا وقتها أبقا أروح.

إبتلع سليم غصه مرة بحلقة من رفض والدته ونظرة حزن سكنت عيناه رأها قاسم.

فقرر مواجهة زوجته والوقوف لها فكفاه خضوع لرأي امرأته وخصوص بعدما إكتشف أنها غير مؤهلة لإتخاذ قرارات مصيرية تخص أولاده.

فتحدث إليها بنبرة حاسمة شبه أمرة كلنا هنروح يا أمال، وإنت بالذات أول واحدة هتروحي، لأن موافقتهم مرهونه قصاد زيارتك ليهم.

نظرت إليه مضيقة العينان بإستغراب فأردف هو مفسرا بنبرة لائمة إنت ناسية إنك روحتي للناس بيتهم وهنتيهم فيه، يبقي أقل حاجه تعمليها هي إنك تروحي معانا وإحنا بنطلب إيد البنت وبكدة هيتأكدوا من موافقتك، وكمان الزيارة دي هتكون بمثابة إعتذار منك عن اللي حصل وسحب كلامك السابق ليهم.

ثم أكمل ضاغط على مشاعر الأمومة بداخلها وبعدين لية تحرمي نفسك من متعة إنك تروحي تخطبي لإبنك الوحيد.

نظر إليه سليم بعيون ممتنة لمساندته له بقوة، وأنتظر إجابة والدته التي تبادلت النظرات بينهما وصمتت بتفكير وبعد قليل أردفت قائلة بهدوء وهي تنظر إلى سليم بإبتسامة خفيفه خلاص يا حبيبي، أنا جاية معاك.

إنفرجت أساريرة ووقف متحرك إليها وهو يقبل كف يدها ربنا يخليك ليا يا أمي!

داخل فيلا صادق الحسيني.

كان ينزل من فوق الدرج بمزاج حسن، ووجه هادئ وملامح تكاد تنطق من شدة سعادتها، مما إستدعي إستغراب والديه الجالسان ببهو المنزل ينظران له ببلاهه.

إقترب عليهما بوجه مشرق مبتسم وأردف قائلا مساء الخير.

نظرت إليه والدته بقلب سعيد وأجابته بوجه بشوش مساء الفل يا حبيبي.

وجلس وهو يستدعي العامله بالمنزل التي أتت إليه مسرعة خوف من بطشه وغضبته المعتادة.

فتفاجأت به مبتسم وأردف قائلا بإسلوب هادئ مهذب على غير العادة من فضلك يا شريفة، إعملي لي أي عصير فريش وهاتي لي حاجه حلوة معاه.

إبتلعت لعابها وهي تنظر إليه ببلاهه وفم مفتوح وأردفت قائلة بطاعه تحت أمرك يا دكتور، وأكملت بإرتباك خوفت من بطشه لو أحضرت مشرب لم يروق له حضرتك تحب أعمل لك أي نوع من العصير يا أفندم؟!

أجابها بإبتسامة إستغربها والديه قبل تلك الشريفه المرتبكة بوقفتها أي عصير على ذوقك يا شريفه.

هزت رأسها بطاعة وأنصرفت مسرعة من أمامه.

وتحدث والده مداعب إياه ده أيه الروقان إللي إنت فيه ده كله يا دكتور؟!

نظر لوالده وتحدث بدعابة مماثلة وإبتسامة أشرقت وجهه ودلت كم أن داخله سعيد لو حضرتك زعلان أنا ممكن أرجع للتكشيرة تاني يا باشا؟!

ضحكت والدته وأردفت قائلة بتمني لا أرجوك، خليك مكمل على كده، وأكملت بحب وعيون سعيدة ربنا يسعدك يا حبيبي ودايما أشوف نظرة الرضا والراحة دي في عنيك.

إبتسم لها فتحدث صادق متسائلا أخبار الشغل في الفرع عندك أيه يا مراد؟

أنير وجهه حين ذكر إسم العمل كي يستطيع أن يتحدث بإستفاضة عن ما ملكت زمام قلبه بالفترة الأخير وأردف قائلا كله تمام يا باشا، تجربة ريم الدمنهوري دخلت خط الإنتاج خلاص، وإن شاء الله الدوا هينزل للسوق أول الشهر، ومندوبين الشركة عندنا سوقوا له كويس عند الدكاترة المختصين، ولحد الأن وصلت لنا طلبيات معقوله من الصيدليات بناء على توصيات الدكاترة ليهم،.

وأكمل بحماس إستغربه صادق ولسه إن شاء الله لما الدوا ينزل ومفعولة يجيب نتيجة مع المرضي، أكيد الدكاترة هتعتمده في شغلهم والطلب عليه هيزيد من الصيدليات.

هز صادق رأسه بهدوء وأكمل إن شاءالله يا مراد.

فأكمل مراد بحماس عجيب على فكرة يا بابا، أنا خصصت نسبة من أرباح مبيعات الدوا الجديد لريم كتشجيع ليها وتقدير من الشركة على مجهودها معانا.

نظر له صادق مضيق عيناها وتسائل مستغرب سبحان مغير الأحوال، ده أيه الحنية اللي نزلت عليك مرة واحدة دي من ناحية ريم الدمنهوري، ده أنا لسه من إسبوع شايلها من تحت إديك وإنت بتفترسها زي الوحش لما ينقض على فريسته.

وتسائل أيه اللي حصل وخلي قلبك يرق لها وترحمها من رخامتك عليها.

ضحك مراد وتسائلت هناء مش ريم دي تبقي بنت أمال الشافعي يا صادق؟

رد مراد بدلا من ابيه متلهف أه يا ماما هي، وأكمل موجه حديثه إلى والده علي فكرة يا دكتور، مش عيب أبدا إني أراجع نفسي لو أكتشف إني كنت غلطان في حكمي على شخص، وبالفعل ده اللي حصل معايا في حكمي على ريم الدمنهوري.

وهنا أتت شريفه وهي تحمل بين يديها ما طلبه منها مراد، فوقف مراد وتحدث لها بإحترام من فضلك يا شريفه تخرجي لي العصير برة في الجنينه علشان هشربه هناك.

وتحرك للخارج تحت أنظار صادق الذي شرد في أمر صغيره العجيب.

أخرجه من شروده صوت زوجته المتسائل مراد ماله يا صادق؟

نظر لها وأردف قائلا بنبرة تحمل الكثير من الهموم إبنك شكله حب بنت قاسم الدمنهوري يا هناء.

نظرت له بسعادة وأردفت بتمني ياريت يا صادق، ياريت تبقي عقدته إتفكت وقدر يفتح قلبه من جديد، ده يبقا يوم المني عندي.

نظر لها بتعجب وأردف قائلا بإعتراض أيه هو ده إللي ياريت ويوم المني.

وأكمل مفسرا البنت مخطوبه يا هناء وأكيد بتحب خطيبها، يعني إحساسي لو طلع صح يبقي إبنك داخل على إنتكاسة وصدمة أفظع وأكبر من صدمتة الأولي.

إرتعب داخلها وتحدثت بهلع ظهر بعيناها فال الله ولا فالك يا صادق، أنا هكلم أمال الشافعي وأستدرجها في الكلام وأحاول أفهم منها ظروف الخطوبة دي أيه!

صاح بها صادق محذرا إياها إوعي تعملي كده يا هناء، إصبري لما أتأكد من إحساس إبنك بنفسي وربنا يخيب ظني ويطلع تفكيري مجرد وهم مش أكتر.

حزن داخلها وتألمت محدثت إياه بنبرة معاتبة ليه بس كدة يا صادق، ده أنا ماصدقت ألاقي حاجه تفرحني وتطمن قلبي عليه قبل ما أموت.

أجابها بقوة وثقة للأسف يا هناء، دي مش فرحة، دي كارثة وإنتكاسة بكل المقاييس
تنهدت والدته بحزن وصمتت.

بعد حوالي أربعة أيام داخل منزل فؤاد بعد التجديد حيث الأثاث الراقي والذوق الرفيع وكأن المنزل قد تبدل بالكامل.

أتت عائلة الدمنهوري محملين بالهدايا الثمينه والزهور المنتقاة بعناية فائقة والشيكولا، كما هو المتعارف عليه في مثل هذه المناسبه السعيدة.

كانت أمال تجلس على مقعدا مقابلا لجلسة عايدة، تضع ساقها فوق الأخري بتعالي وهي تنظر حولها للتجديدات بوجه خالي من أي تعبيرات، مما إستدعي إستغراب عايدة التي تضع هي الأخري ساق فوق الأخري لمجاراة تلك المتعاليه.

وكان قاسم وسليم يجلسان بصحبة فؤاد وأخويه صالح الأخ الأكبر لفؤاد، وأحمد الأخ الأصغر، حيث أستدعاهما فؤاد من السويس لمساندته لإستقبال قاسم الدمنهوري رجل السلك الدبلوماسي ذو المستوى الرفيع، وأيضا عبدالله خطيب نهلة.

تحدث قاسم بهدوء بإبتسامة وفخر بدون مقدمات وكلام كتير يا أستاذ فؤاد، أنا يشرفني إني أطلب بنت حضرتك، ربة الصون والعفاف الباشمهندسه فريده لإبني الباشمهندس سليم.

إبتسم له فؤاد وأجاب بإحترام وعزة نفس الشرف لينا يا أفندم، وأنا أكيد يشرفني طلبك لإيد بنتي.

وبعد مدة من الوقت كانت العائلتان قد إتفقتا على عقد القران بعد إسبوعان من الوقت الحالي وسفر فريدة مع زوجها إلى ألمانيا والإقامة الكاملة معه.

حولت عايدة بصرها موجهه حديثها إلى أمال بحديث ذات مغزي وأبتسامة شبه شامته منورة يا مدام أمال، شرفتينا، ومبروك عليكم الباشمهندسة فريدة.

إستشاط داخل أمال من ضغط تلك المشعوذة على أعصابها وتذكيرها بأنها أتت إليها مجبرة وجلست هي وزوجها يطلبان بل ويستسمحان بأن توافق هي وزوجها على طلب يد إبنتها للزواج من إبنها.

تحاملت على حالها وأردفت قائلة بنبرة متعاليه ولكن بهدوء كي لا تحزن صغيرها ميرسي يا مدام، ومبروك عليكم إنتم كمان الباشمهندس سليم الدمنهوري.

إبتسمت عايدة ثم نظرت إلى سليم الناظر لهما بترقب خشية الإشتباك بينهما وبالأخص بعدما إستمع لحرب قذف الكلمات اللازعه وأردفت بإبتسامة صادقة أكيد مبروك علينا، الباشمهندس يشرف أي حد وأكيد بنتي محظوظة إن ربنا أكرمها براجل محترم زي سليم.

نظر لها سليم وأبتسم بسعادة وأردف قائلا بفخر وإحترام أنا إللي أكيد محظوظ وربنا بيحبني علشان رزقني بنسب يشرف زي نسب حضراتكم يا أفندم.

نظر له كل من فؤاد وصالح وأحمد بإعجاب وتحدث فؤاد بنبرة شاكرة ربنا يكرم أصلك يا أبني.

تحدث قاسم بإبتسامة ناظرا إلى عايدة جري أيه يا عايدة هانم، هي العروسه مش حابه تسلم على حماها وحماتها ولا أيه؟

تحدثت عايدة بإبتسامة وهي تقف لتستدعي فريدة لا إزاي، حالا هتكون عند حضرتك.

وبالفعل دلفت لتستدعي إبنتها
وبعد مدة قليله خرجت فريدة عليهم بطلتها المبهرة الخاطفه لأنفاس ذلك العاشق الذي هب واقفا مسلط أنظاره عليها بطريقه ملفته للنظر وكأنه مسحور.

كانت ترتدي ثوب حريري ناعم الملمس، ذات أرضيه بيضاء مبطوش بنقشة رقيقه باللون الروز، وحجاب ايضا باللون الروزي، كانت حقا ساحرة تخطف الأنفاس بعيناها ذوات اللون الرمادي المميز ورموشها الكثيفه، وشفاهها الممتلئة التي زادت من توهجها عندما وضعت عليها ملمع شفاه باللون الوردي، مما جعل منها أيقونه خطفت قلب معشوقها من تلك الطله المهلكه لرجولته، حبس أنفاسه اللهثه من شدة جمالها المتوهج.

نظر قاسم لفلذة كبده وسعد داخله لسعادة سليم الظاهرة للضرير.

في حين إقترب منها عمها وأمسك يدها وتحدث بفخر وهو يقترب بها إتفضلي يا باشمهندسه.

وقف قاسم إحترام لها وتحدث بنبرة كلها رضا بسم الله ما شاء الله،
فاقتربت فريده منه وتحدثت بإحترام وعيون خجله ولكنها سعيدة للغايه أهلا وسهلا بحضرتك.

مد يده لها وتحدث بسعادة أهلا بيك يا بنتي، ألف مبروك يا عروسة.

أجابته بإبتسامة خجله وصوت هادئ يدل على تربيتها الحسنه الله يبارك في حضرتك يا عمي.

ثم إستدارت لتلك المتعالية التي مازالت تجلس واضعة ساق فوق الأخري تتطلع عليها بتعالي، نظر لها قاسم يحثها على الوقوف إحترام للفتاة.

وبالفعل تحاملت على حالها وأستقامت بوقفتها ومدت يدها من مسافة بعيدة وأردفت قائلة بنبرة باردة خالية من أية مشاعر مبروك يا باشمهندسه.

أجابتها فريدة وهي تمد يدها بغصة مؤلمة إجتاحت صدرها من تلك النبرة الخالية من أية مشاعر مبهجة من أم زوجها المستقبلي متشكرة لحضرتك يا أفندم.

ثم تحدث والدها ليحثها على التحرك إلى سليم سلمي على الباشمهندس سليم يا فريدة.

حولت بصرها عليه وهو بدورة تحرك إليها بنظرات هائمة مسحورة غير مبالي بكل من حوله ومد يده لها وهو ينظر إلى مقلتيها المزينتان بالكحل العربي الأصيل الذي يشبهها من حيث أصالتها وعراقتها،
تلمس راحة يدها وأحتضنها بلمسة أذابت إثنتيهم وجعلت القشعريرة تسري بجسديهما معا.

وتحدث بإبتسامه جذابه جعلت منه وسيم للغايه مبروك يا فريدة!

تحاملت على حالها وأخرجت صوتها بصعوبه وتحدثت بإرتباك لاحظه الجميع متشكرة يا باشمهندس.

ضحك قاسم وتحدث قائلا بدعابه باشمهندس أيه بقا، ده كلها إسبوعين وهيبقي جوزك إن شاء الله.

إبتسم والدها وتحدث إن شاء الله الرحمن يا قاسم بيه.

جلست في مقابلة حبيبها الأبدي وتبادلا النظرات ثم تحدث قاسم بإبتسامة نقول بسم الله ونقرأ الفاتحه علشان ربنا يبارك لنا.

وافقه الجميع الرأي وبدأوا برفع كفيهما وبدأ قراءة الفاتحه بسعادة، إلا من تلك التي تجلس وبجسدها نارا تسري به، ولكن ما بيدها لتفعله، تلك هي رغبة صغيرها وعليها مجاراته ورضائه.

وبعد الإنتهاء من قراءة الفاتحة وقف سليم وأخرج من جيب سترته علبه فاخرة وفتحها وأخرج منها خاتم من الألماس الخالص كان قد أتي به معه من ألمانيا خصيصا لتلك المناسبة التي كان متأكدا من حدوثها.

وأقترب عليها وقفت هي مقابله له وبدوره أمسك يدها تحت رعشة جسدها بالكامل وألبسها إياه ثم نظر لعيناها وتحدث بعشق لم يستطع إخفائة مبروك يا فريدة!

كان يود لو أن له الحق ليأخذها بين أحضانه ويضمها بشده حتى يسحق عظامها ويدخلها داخل صدره ويخبئها عن عيون كل البشر!

أما هي فكانت بعالم أخر ودت لو ترتمي بأحضانه وتبكي بشدة وتخرج كل ما ضاق به صدرها بالماضي لتبدأ معه بداية جديدة بدون أحزان بدون إبتعاد، بدون ألم، بدايه داخل أحضانه الدافئه التي أصبحت قمة مبتغاها!

وجه عبدالله حديثه بسعادة إلى عايده الجالسه وهي تنظر لسعادة إبنتها التي ولأول مرة تراها عليها، تنظر لها بعيون تكسو عليها غشاوة دموع الفرح لأجلها مش هتسمعينا زغروطة ولا أيه يا ماما؟

إنتبهت له وتحدثت بسعاده أحلا زغروطة لأجمل عروسه يا عبدالله.

وبدأت بإطلاق الزغاريد الرنانه التي صدعت بجدران المنزل لتعلن للجيران عن سعادة هذا المنزل وحلول فرحة عارمة به.

بعد قليل كانت تجلس مع سليم أحلامها بغرفة الصالون المقابله ببهو الشقه والتي يجلس به الجميع وتحت أنظارهم جميعا، وذلك لفتح باب الغرفة على مصرعيه كما الشرع والعرف والأصول.

كان يجلس بجانبها يشعر وكأنه ملك تسلم عرش ملكيته وتوج في التو واللحظه.

نظر لها بعيون مسحورة منبهرة بجمالها الخلاب الأخاذ للبصر والبصيرة وتحدث بهمس عابث أثار داخلها وبعثرة مبروك يا قلب سليم، مبروك يا نور عيون سليم، مبروك يا حبيبي.

إبتلعت لعابها وتحدثت بعدم تصديق سليم، قولي إن اللي بيحصل ده حقيقي مش مجرد حلم وهينتهي أول ما أقوم من نومي؟

أجابها بصوت حنون هو فعلا حلم يا فريدة، بس أجمل حلم عشنا جواه أنا وإنتي لسنين، وإنهاردة ربنا وقف معانا وقدرنا نحققه.

من إنهاردة أحلامك كلها هتبقي حقيقة، حياتك معايا هتكون أجمل حلم في دنية العاشقين.

كانت تنظر له بعيون متيمة ودت لو تضعه داخل عيناها وتغلق عليه برموشها لتحميه وتحتفظ به لحالها فقط.

تحدث هو مسحورا بجمالها هو إنت إزاي حلوة أوي كده إنهاردة، إزاي بلمسات بسيطه جدا قدرتي توصلي للمستوي الخيالي من الجمال اللي أنا شايفه قدامي ده؟

إبتسمت وأنزلت وجهها للأسفل خجلا فأكمل هو فريدة إنت حلوة، حلوة أوي بجد، أنا مش عارف إزاي هقدر أمشي وأسيبك كده عادي،
وأكمل تعرفي؟

نظرت له لإستماع باقي حديثه فتحدث مسحورا أنا بفكر أخرج أقول لبابا وأقنعه إني أجيب مأذون حالا ونكتب الكتاب.

وأكمل وهو يبتلع لعابه وهو ينظر لكريزتيها بإثارة وأخدك على الأوتيل ونقضي أجمل ليلة مرت في تاريخ العشاق.

إبتلعت لعابها من هيئته وتحدثت خجلا بلاش الكلام ده يا سليم أرجوك، خلي ربنا يبارك لنا في بداية علاقتنا، وكمان بابا بيبص علينا وأنا مكسوفه منه أوي، يقول عليا أيه!

نظر عليها وتحدث هيفتخر ببنته أوي وهيقول إن بنتي جبارة، قدرت تدوب قلب سليم وتبهدله بالشكل ده!

إبتسمت له وأكملا حديثهما البديع

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

صباح اليوم التالي
ترجلت فريدة من سيارتها وأعطت المفاتيح للعامل المختص كي يصفها داخل جراچ الشركة
دلفت للداخل وفجأة تسمرت وأتسعت عيناها بذهول، شعرت بروحها تحوم من شدة سعادتها التي تملكت من روحها، نظرت أمامها بسعادة وجدت ما جعل صدرها ينتفض فرحا
إنه سليمها
فارسها النبيل ومرادها
معشوق عيناها أسر روحها
فارس أحلامها متملك فؤادها
خاطف أنفاسها، مالك زمامها.

كان بإنتظارها يقف بطوله الفارع وجسدة العريض، كفارس همام خرج للتو من إحدي الأساطير العريقه كي يخطف أميرته الحسناء بجوادة العربي الأصيل
يرتدي حلة سوداء يطلق العنان لأزرار قميصه العلوي ليظهر صدرة بمظهر شديد الرجوله مهلك لإنوثتها وروحها العاشقه.

ممسك بين يديه باقة من أروع الزهور وأجملها، ممزوجة باللونين القرمزي والأبيض معا مما أعطاها مظهرا خلاب
يصطف خلفه جميع موظفي الشركة والذين أتوا لينتظرونها لتهنئتها وعلى رأسهم فايز الذي لم يتفاجأ بالخبر حين أخبرهم به سليم منذ قليل، فقد إستشف بفطانته إهتمام سليم المبالغ به بفريدة وفهم عشق ذلك الرجل لتلك الحسناء.

إبتسمت بسعادة حين وجدته يقترب عليها بطلته المهلكه لقلبها الولهان، إبتلعت لعابها من شدة وسامته وهو يبتسم لها بسعادة ظهرت على ملامح وجهه فزادتها وسامه وجاذبيه مهلكه لروحها
مد يده إليها بالزهور ونظر بهيام وعيون تكاد تلتهم جميع ملامحها وتحدث بصوت حنون هائم مبروك يا عيون سليم!

إنتشي داخلها ودقت طبول السعادة داخل قلبها الرقيق ونظرت له بعيون هائمة حاولت التحكم بها ولكنها فشلت فشلا ذريع
وتحدثت بصوت حنون أذابه وهز كل ذرة بكيانه الله يبارك فيك يا سليم!

تحرك إليها فايز وتحدث بإبتسامة ألف ألف مبروك يا فريده، حقيقي تستاهلوا بعض
أجابته بإبتسامه ميرسي يا باشمهندس.

أتت إليها نورهان التي رسمت على وجهها إبتسامة مزيفه خبأت خلفها مدي حقدها لتلك المسكينة التي لا ذنب لها سوي أنها حالمه ومتفوقه وتمتلك روح شفافه.

وتحدثت وهي تحتضنها كالأفعي التي تحتضن ضحيتها وتشدد من إحتوائها بجلدها الناعم الملمس، حتى تتمكن من تكسير عظامها لتسهيل إلتهامها في الوقت المناسب مبرك يا فريدة، ألف ألف مبروك يا حبيبتي، ماتتصوريش فرحتي بيكي قد أيه إنهاردة، مع إني عاتبه عليكي علشان خبيتي عليا.

أجابتها بإختصار لضيق الوقت وشدة الزحام من من يقتربون منها لتقديم التهنئة صدقيني يا نور الموضوع كله كان مفاجأة بالنسبة لي
ثم تهافت عليها المهنئون يقدمون لها التهاني هي وذلك الواقف بجانبها يشعر بتفاخر وكبرياء وقلب يهيم فرحا وسعادة على أنه وأخيرا إقتني جوهرته الثمينة.

تحرك عمال الكافيتريا بين الحضور وهم يوزعون الشيكولا والحلوي وعلب المياه الغازيه إحتفالا بتلك المناسبة السعيدة وذلك بناء على توصية سليم بحد ذاته
كان ينظر عليهما من أعلي ممسك بقوة وغضب بسور الشرفه المطله على مدخل الشركه، بقلب يحترق على تلك التي عشق روحها الطيبه وقلبها ناصع البياض، تلك التي أزرته ووقفت بجانبه وأسندته بقوة حين تخلي عنه الجميع.

تلك الجميلة ذات الحس المرهف والضمير المستيقظ، تلك الجوهرة التي أضاعها بغبائه
نعم مازال لديه عشق للبني من مامضي، ولكنه ليس كافيا لينسيه تلك الشفافه، جميلة القلب والعقل والروح
كيف له أن ينسي من وقفت معه بأحلك الليالي وأسوأها
كيف سيحيا بدون عيناها وضحكتها
حديثها ورقتها، خجلها وعفتها
فسلام على من ملكت الروح بعذوبتها
أما أنا
فلي الله يصبرني على مر الأيام وقسوتها.

حدث حاله بغضب، اللعنة عليك سليم، اللعنة عليك أيها المخادع المكار، اللعنة عليك وعلى غبائي ومراهقتي المتأخرة، اللعنة على كل من باعد بيني وبينك جوهرتي، قلبي يحترق لأجل خسارتك غاليتي!

عزائي أن تكوني سعيدة بحياتك بعدي، أما أنا فلي الله بعدك عزيزة عيني وأسرتي!
تحرك بقلب يحترق متجها إلى مكتبة، وقرر أن يتناساها وينغمس بالعمل محاولا نسيانها وأن يكمل حياته بدونها ويتحمل ويلاتها.

داخل شركة الحسيني
كانت تتحرك داخل الرواق تتجه إلى البوفية الخاص بالدور المتواجده به.

وجدها تتحرك فاتجه إليها بعيون تطلق قلوب من شدة سعادتها، فقد قرر أن يطلق العنان لمشاعره البريئه تجاهها وذلك بعد الفشل الذريع في محاولاته المستميتة لأجل نسيانها وإخراجها من قلبه وعقله
إقترب عليها وأردف قائلا بإحترام ونبرة صوت هادئة دكتورة ريم، أزيك.

إرتبك داخلها حين رأته، فقد أصبح هذا هو حالها مؤخرا عندما تنظر داخل عيناه أو تستمع لرنين صوته العذب
وأردفت قائلة بصوت هادئ أزيك إنت يا دكتور.

إبتسم بجاذبية على إرتباكها حديث الولادة المصاحب بنظرة تيهه عندما تراه، وهذا وإن دل لديه بشئ فيدل على أنها بدأت تشعر بما غزي قلبه إتجاهها وبالطبع فهو يغزو قلبها أيضا.

فتحدث بهدوء كي لا يربكها أكثر رايحة فين؟

نظرت له بإستغراب لتطفله الغير معتاد وأجابت رايحة البوفيه هجيب حاجه أشربها.

نظر لها مضيق العينان متسائلا ورايحة بنفسك ليه، ماتطلبي البوفيه وهيبعتوا لك اللي إنت عوزاه مع عامل البوفيه؟

أجابته بكلمات تظهر كم أن روحها جميلة وعلى أيه أتعب العامل معايا، وبعدين أنا بحب أتمشي بدل القعدة على الكرسي طول اليوم.

وأبتسمت وتحدثت خجلا وبيني وبينك كده أنا خرجت إنهاردة من غير فطار وجعانة جدا، هروح أشوف أي بسكوت أو أي حاجة تنفع تتاكل مع النسكافية.

إبتسم لها وأنساق بجانبها متجه معها إلى البوفية ودلفا معا، إنتفض عمال البوفيه من جلستهم ونهضوا واقفين بإحترام.

وتحدث أحدهم وعيناها بالأسفل تحت أمرك يا مراد بيه.

إبتسمت على إستحياء منه، من رعب هؤلاء المساكين الذين هلعوا خوفة من بطش ذلك المتجبر بهم كعادتة، نظر بجانبه لها وأبتسم لأجل إبتسامتها.

ثم وجه حديثه للعامل بهدوء شوف دكتورة ريم تطلب أيه الأول.

إستغرب العامل تعامل مديرة بكل تلك الهدوء والسكينة مع إحدي بنات حواء.

ثم نظر إلى ريم وتسائل بإحترام أؤمري يا دكتورة؟

أجابته بإبتسامة بشوشه الأمر لله وحده، عاوزة نسكافيه من غير سكر ومعاه أي بسكوت سادة.

نظر لها وأجابها نافي للأسف يا دكتور مفيش بسكوت.

تسائلت ولا كيك؟

هز رأسه قائلا مفيش أي مأكولات في البوفيه، البوفيه هنا مشاريب فقط لا غير يا أفندم.

نظرت ببلاهه وتحدثت بإعتراض يعني أيه بوفيه في شركة كبيرة زي دي وميكونش فيه حتى باكو بسكوت يتقدم مع الشاي لو حد من الموظفين حس بالجوع.

أنزل بصره أرض قائلا على إستحياء دي أوامر يا دكتورة.

تحدثت بإستهجان أوامر؟!

والأوامر دي خرجت من دماغ أنهي عبقري إن شاء الله.

إبتسم ذلك الواقف بجانبها يستمع حديثها مع العامل بصمت وضحكات داخليه.

أمال على أذنها بهدوء هامس بدعابه أوامر من دماغ دراكولا الشركة اللي واقف جنب حضرتك.

أغمضت عيناها خجلا ونظرت بجانب عيناها تترقب لذلك الواقف.

ثم تحدثت إلى العامل بدعابة قرار صائب طبعا وفي مصلحة الموظفين، إحنا جايين نشتغل يا حسن، مش هنهرج بقا ونقضيها شاي وبسكوت ونضيع وقت الشركة.

وتحمحمت وأردفت بطريقة ساخرة وهي تشير لساعة يدها إستعجل بالنسكافية يا حسن من فضلك، إحنا كدة بنهدر وقت الشركة يا إبني.

ضحك على جمال وخفة ظلها ووجه حديثة إلى حسن تتصرف في علبة بسكوت سادة حالا وتجيبها على مكتبي مع النسكافية بتاع الدكتورة وقهوتي الساده.

ثم نظر لها بجانب عيناه وأكمل حديثه ومن بكرة تنزل في البوفيه أي حاجه ممكن يحتاجوها الدكاترة والموظفين هنا في الشركة.

وأشار بيده إليها ليحثها على التحرك أمامه وأردف قائلا إتفضلي يا دكتورة نكمل شغلنا في مكتبي.

تحركت بجانبه وتسائلت حين خرجا من البوفيه شغل أية ده اللي حضرتك عاوزني فيه؟!

أجابها عاوز أسألك وأخد رأيك في موضوع خاص بالشغل هنا في الشركة.

ضيقت عيناها وتسائلت وهي تشير بسبابتها على حالها بتعجب حضرتك متأكد من إنك عاوز تاخد رأيي أنا؟!

إبتسم بخفه ودلف معا لباب المكتب وتحدث وهو يشير إليها بالجلوس أعتبر ده تواضع منك؟

وأتجه إلى مقعده الرئيسي خلف مكتبه وأكمل بنبرة معظمه إنت مش عارفة قيمة نفسك وعقلك ولا أية يا دكتورة.

إبتسمت لإطرائه عليها.

خلع حلة بدلتة وعلقها خلفه وبدأ برفع أكمام قميصه بطريقة جعلته أكثر وسامه،
إنتفض قلبها وأرتبكت من شدة وسامته ورجولته وغضت بصرها سريع.

لاحظ هو إرتباكها وسعد داخله بشدة وتنهد براحه.

ثم بدأ يتحدثا بالعمل وتوقفا حين إستمعا لطرقات خفيفه فوق الباب
تحدث مراد بهدوء أدخل.

دلف العامل ومعه علبة بسكوت كانت متواجدة بالفعل لديهم خاصة بهم وأنزل النسكافيه وقدح القهوة وخرج سريع.

كان يتحدث معها بالعمل تحت سعادته المطلقة وهو يراها تتناول طعامها خجلا مع المشروب ويبدوا عليها الجوع الشديد.

وبعد مده دلف صادق إلى مكتب مراد، شعر بغصة مؤلمة إقتحمت صدرة حينما وجدها تجلس أمام صغيره بكل أريحيه ووجد السعادة تكسو وجه فلذة كبده.

تسائل صادق بعدما ألقي التحيه لعل وجودك هنا خير يا دكتورة ريم؟

نظرت له بإستغراب في حين غلي داخل مراد من إحراج والده لمن خطفت قلبه مؤخرا.

وقفت ريم وأبتسمت بوجهها الصابح وتحدثت لا إطمن يا دكتور صادق، خير جدا إن شاء الله، أنا ودكتور مراد كنا بنتناقش في بعض الأمور الخاصة بالفرع هنا.

ثم أبتسمت وحولت بصرها إلى مراد وتحدثت مداعبة إياه دكتور مراد عمل لنا هدنة من لعبة القط والفار والحمدلله تجاوزنا المرحلة دي وبقينا أصدقاء كمان.

ثم أشارت إلى علبة البسكوت الموضوعة فوق المنضدة وتحدثت بخفة ظل ده حتى سمح للبسكوت يتواجد معانا في الشركة بدون قيود ولا فرض رسوم.

كان يستمع لحديثها وهو ينظر لوجه فلذة كبده الذي يبتسم بسعادة لم يره عليها منذ الكثير.

فتحدث صادق متعمدا لإفاقة مراد أخبار خطيبك أيه يا ريم، مش هنفرح بيك قريب ولا أية؟

إرتبك داخلها وأنكمشت أسفل معدتها وأكشعرت ملامح وجهها لا إراديا عندما تذكرت حسام.

علي الجهه الأخري إرتخت أعضاء جسده ولانت بعدما لاحظ تشنجها وردة فعل وجهها التي تدل على ضيقها وضيق صدرها من مجرد الحديث عنه.

فهي حقا أصبحت مؤخرا لم تعد تريد الإستماع حتى لذكر إسمه، فلقد باتت تشعر بالإختناق مباشرة لمجرد الإشارة من أحدهم إلى شخصة.

وأردفت قائلة بلامبالاة لسه بدري يا دكتور، أنا حاليا مابفكرش غير في دراستي وإزاي أتخرج منها بتفوق علشان أكون جديرة بالمكانة اللي حضرتك وضعتني فيها.

أجابها ذلك المنتشي التي كست ملامحه السعادة فجعلت منه وسيم بشكل مبالغ به تحت أنظار والده المشتته برافوا عليكي يا دكتورة، كلام عملي وصحيح جدا لحد متمكن من نفسه ومن قدراته.

نظر والده لملامحه بعقل مشوش وقلب مشتت متسائلا هل يفرح لأجل سعادة صغيرة المزيفه، أم يحزن ويستعد لما هو أت.

فأكملت ريم بسعاده وهي تستعد للخروج على العموم عندنا فرح قريب جدا، الباشمهندس سليم خطب وهيتجوز في خلال إسبوعين إن شاء الله، وأكيد حضراتكم هتكونم أول المدعوين.

إبتسما كلاهما وهنأها وخرجت هي وضل صادق ينظر لوجه إبنه السعيد وهو مكتف الأيدي ولا يدري ماذا يتوجب عليه فعله.

أما ذلك العاشق
الذي كان متواجدا داخل مكتبها يجلس أمامها، مستند بساعديه فوق المكتب ويضع كف يده على وجنته، ينظر إليها بعيون هائمة عاشقه حتى النخاع.

تحدث بعدم إستيعاب أنا مش مصدق نفسي يا فريدة، من كتر ما أتمنيت اليوم ده وحلمت بيه مش مصدق إنه أخيرا حصل وقريب جدا هتكوني مراتي، نور عيوني وأميرة حياتي.

إبتسمت له وسحبت بصرها للأسفل خجلا فتحدث هو معترض بتحرميني من عيونك ليه يا فريدة؟
وأكمل بهيام بصي لي يا حبيبي
بصي لي خلي سليم يشبع من عيون حبيبه اللي إتحرم منها سنين وسنين.

وأكمل بصوت ذائب عشق أذاب روحها وجعل قلبها يصرخ مطالبا إياه يا فريدة.

نظرت له بعيون هائمة مطيعه مسحورة فأكمل هو لينهي على ما تبقي من صبرها وتماسكها الهش بحبك يا فريدة.

تحدثت مستعطفه إياه بشفاه مرتعشه سليم.

أجابها بطاعه وعشق يا عيون سليم.

تحدثت خجلا وبعدين معاك يا سليم، كفايه كده أرجوك.

أجابها هائما كفاية أيه، هو أحنا لسه قولنا حاجه، إحنا لسه بنبتدي يا حبيبي.

وأكمل لسه هنقول اللي ماقولنهوش طول الخمس سنين إللي فاتوا، هوريكي الغرام على أصوله يا فريدة
غرام سليم الدمنهوري لمراته حبيبته اللي عاش عمرة كله يتمني اليوم اللي ياخدها فيه جوة حضنه ويتقفل عليهم باب واحد.

وأكمل بنبرة حماسيه إسبوعين يا فريدة، إسبوعين بس وهتكوني حلالي، وساعتها هعوضك وهعوض نفسي عن سنين الحرمان اللي عشناها، هدوقك شهد الغرام، غرام سليم لفريدة أحلامه.

كانت تستمع لكلماته بقلب هائم وروح حالمه ومشاعر مدغدغة وكأنها تتراقص على نغمات عازف بيانو محترف إستطاع تملك روحها بالكامل وجعل منها راقصة بالية محترفة.

إستفاقت على حالها وتحدثت خجلا أرجوك كفاية يا سليم، حرام عليك اللي بتعمله فيا ده!

غمز بعيناه وأجابها بوقاحه هو أنا لسه عملت حاجه يا قلب سليم، إصبري، ده أنا هبهرك.

إبتلعت لعلبها وتحدثت بإرتباك إنت قليل الأدب على فكرة، وإتفضل بقا على مكتبك.

ضحك برجولة وتحدث بوقاحه قليل الأدب من مجرد تلميح، أومال وقت التنفيذ هتعملي أية؟

وقهقه مسترسلا حديثه هتقدمي فيا بلاغ لشرطة الأداب قسم مكافحة إفساد الأخلاق والفضيلة.

وقفت بإرتباك وتحدثت وهي تشير إليه للخارج سليم من فضلك، ياريت تتفضل على مكتبك لأن عندي شغل كتير محتاج يخلص،
وأكملت وهي تتهرب من عيناه وياريت تبطل تلميحاتك دي لإنها بتوترني وبتضايقني.

وقف وتحرك إليها وأقترب من وقفتها، تلفحتها رائحة عطرة التي باتت تعشقها كما تعشقه وشعرت بقشعريرة تسري بجسدها من مجرد إقترابه، بات صدرها يعلو ويهبط بسرعة فائقة.

فتسائل هو بهمس عابث بعثر كيانها فعلا تلميحاتي بتضايقك وتوترك؟

أجابته برجاء وإرتباك حاجبه عيناها عنه سليم.

أجابها هامس بعثر داخلها عيونه.

تحدثت بقلب ينتفض كفاية أرجوك، متعملش فيا كدة.

تسائل وهو يقترب أكثر كدة اللي هو إزاي يا فريدة، ممكن أعرف هو قربي بيعمل أيه في حبيبي؟

أعلنت إستسلامها ورمت حالها بإهمال فوق مقعدها وتحدثت بنبرة توسلية أخرج يا سليم من فضلك، أرجوك أخرج، إنت ناسي إننا في الشركة.

أجابها بهيام عيونك تنسي الواحد إسمه وزمانه يا حبيبي.

ثم زفر بهدوء وتراجع للخلف وتنهد براحه وعيون هائمه بحبك يا فريدة، بحبك.

ثم تحرك للخارج وأغلق خلفه الباب، وتنهدت هي ثم وضعت يدها فوق صدرها.

وابتسمت بسعادة وحدثت حالها، ماأجمل شعور عشقك حبيبي، يالك من رجل ساحر وسيم، أعشقك يا رجلي، أعشق كل ما بك.

عيناك الساحرة المتيمة بالنظر إلي رسمي
صوتك الهائم وهو يتغني بحروف إسمي
روحك السارحة في سماء عشقي وهمسي.

أعشقك سليم، أعشقك وأنتظر ضمتك الحلال لي ولقلبي المسكين الذي طال إنتظاره لفرحة لقياك.

سأنتظر لقيانا وأنا على أحر من الجمر من شدة الإشتياق
أحبك سليمي بل أعشقك رجلي الوحيد وزوجي المنتظر.

داخل منزل حسن نور الدين وبالتحديد داخل شقة هادي.

خرجت دعاء من المرحاض بعدما أخذت حمام دافئ وجدت زوجها يحمل طفله الرضيع ويهدهده بين راحتيه.

تحركت إليه بهدوء وتحدثت هامسة البيبي نام؟

هز لها رأسه بإيجاب وتحرك بملاكه وقبل جبهته بحنان ثم وضعه داخل مهده بهدوء وعاد إليها.

وبعد مده كانت تقبع داخل أحضانه فوق تختهما وهو يحتويها بحنان متمددا بجوارها.

تحدثت دعاء بنبرة صوت مهموم هادي، أنا عاوزة أقول لك على حاجه.

قبل جبهتها بحب وأردف قائلا بدعابه قولي على حاجه.

تنهدت دعاء وتحدثت أنا حاسه إن رانيا هي المتصل المجهول إللي كانت بتكلم لبني.

وفجأة وبدون مقدمات إنفجر هادي ضاحكا بصوت عالي جعلها تبتعد عن أحضانه وجلست تنظر إليه بوجه عابس.

وأردفت قائلة بغضب طفولي شكرا يا هادي على تقديرك ليا ولكلامي.

أردف قائلا وهو يحاول السيطرة على نوبة الضحك التي أصابته من حديث زوجته الساذج أنا أسف يا حبيبتي، حقيقي مقصدش أتريق على كلامك، بس بجد يا دعاء كلامك مش منطقي خالص.

ربعت يداها على صدرها وتحدثت بوجه كاشر طب مش تسألني يا أستاذ أيه إللي خلاني أقول لك كلامي دي قبل ما تتريق.

نظر لها وكتم ضحكاته محاولا السيطرة وتحدث بهدوء أنا اسف يا قلبي، إتفضلي قوليلي أسبابك.

زفرت بضيق وأكملت بص يا هادي، إنت عارفني مبحبش أظلم حد ولا أفتري عليه بالكلام، علشان كده هقولك شكوكي وإنت أحكم بنفسك،
وأسترسلت حديثها من فترة كده رانيا استدرجتني في الكلام وعرفت مني علاقة هشام ولبني القديمة والغريبه إنها فرحت اوي وقتها، وبعدها بدأت تتقرب من لبني وأخدت رقم تليفونها وبقت تكلمها على طول، ده غير إنها كانت بتتصرف مؤخرا بطريقه غريبة.

إبتسم لها هادي وتحدث بتعقل أنا معاكي في كلامك وأصدق إن رانيا كانت ممكن تعمل أي حاجه علشان تخلي هشام يسيب فريدة، لأن زي ما كان واضح للجميع إن رانيا بتغير من فريده وبتحقد عليها،
وأكمل حديثه معترض بس أنا مش معاك في موضوع إن رانيا هي المتصل المجهول، لسبب بسيط جدا وهو إن رانيا أغبي من إنها تخطط بالذكاء ده كلة، ده غير private number.

واللي رانيا لا تقدر على تمنه ولا حتى كان ييجي في مخيلتها.

تنهدت وأردفت بتفهم وهي تهز رأسها كلامك صح، بس أنا بردوا حاسه إن رانيا مش بريئة من موضوع هشام وفريدة.

تنهد هادي وتحدث بنبرة جادة ربنا يستر عليها الفترة اللي جاية، حازم هيفوقها من عمايلها دي كلها على كابوس عمرها.

ضيقت عيناها بإستغراب وأردفت قائلة تقصد أيه بكلامك ده يا هادي؟

تنهد مهموم وأجابها وهو يسحبها داخل أحضانه من جديد ويدثرها تحت الغطاء بعناية ما أقصدش حاجه يا حبيبتي، تعالي في حضني ونامي لك شوية قبل الولد ما يصحي.

تنهدت بإسترخاء ووضعت رأسها فوق زراعه وأغمضت عيناها مستسلمة للنوم بأحضان زوجها الدافئة.

أما هادي الذي شرد بحديث شقيقه الذي أخبره به منذ يومان على أنه عشق صديقه له بالعمل وينتوي إخبار والديه وزوجته لإتمام زواجه منها وذلك لعدم راحته مع زوجته.

في اليوم التالي داخل مسكن غادة
كان هشام يجلس فوق الأريكة مجاورا خالته التي تواسيه وتعينه على حالة كعادتها.

إستمعا لصوت جرس المنزل فتحركت غادة وفتحت الباب، فوجئت ب لبني تقف أمامها، تنهدت وأشارت لها بالدخول.

دلفت للداخل ونظرت إليه والدموع تمليئ مقلتيها وتحدثت بندم أنا أسفه يا هشام، أرجوك تسامحني.

وقف كمن لدغه عقرب وتحدث بحدة أسفه على أيه يا أستاذة، على إنك إتفقتي مع واحد حقير ومثلتي عليا دور الحب علشان تخلي فريدة تسيبني؟

تحدثت بصياح بنبرة معترضه أنا ممثلتش عليك الحب يا هشام وإنت عارف كده كويس أوي،
وأكملت بنبرة صريحه ومش هنكر اللي عملته ولا هتكسف منه، ولو رجع بيا الزمن تاني مش هتردد لحظه واحده بإني أعمل أي حاجه في سبيل إني أرجعك ليا تاني.

تحدثت غاده بمحاولة منها لتهدئة كلاهما إهدوا وأتكلموا بالراحه وبالعقل علشان تعرفوا تفهموا بعض!

وقف هشام وحمل أشيائه قائلا وهو يستعد للذهاب أنا لا طايق أتكلم مع حد ولا عاوز أفهم حاجه، أنا ماشي!

جرت عليه وأمسكته من ساعديه وتحدثت بتوسل ودموع أرجوك تسمعني يا هشام، أديني فرصة أتكلم وأشرح لك كل إللي حصل، وأنا راضيه بحكمك عليا بعدها.

وأكملت بعيون باكية مترجية أنا محتاجة لك أوي يا هشام، أرجوك متسبنيش وتمشي!

نظر لعيناها مطولا، وبلحظه أنتفض داخله وأرتعش صارخ متمردا معلنا عن إنهيار وذوبان جبل الجليد الذي ضل يشيده داخل قلبه طيلة السنوات الأربع الماضيه
ضل يشيده حتى لا يأتي اليوم الذي يضعف به أمام عيناها مرة أخري، ولكن يبدو أنه حان الأن أوان الأنهيار.

أمالت رأسها له في حركة توسلية شلة بها حركته وتسمر بوقفته.

فأكملت هي بهمس عابث له، بعدما شعرت ببداية لينه لها تعال نتكلم جوة، أرجوك يا هشام، أنا تعبانه وفعلا محتاجه أتكلم معاك!

إبتلع لعابه فاستغلت هي ضعفه وسحبته من يده وأنساق هو ورائها ممتثلا لأمر الهوي ولأمرها.

نظرت لهما غادة وتنهدت متمنيه داخل نفسها بأن يتفقا ويعودان لعهدهما السابق.

دلفا لداخل حجرة المعيشه وأجلسته فوق الأريكه وجلست بجانبه ثم أمسكت يده تحت إنتفاض قلبه وتحدثت خلاص يا هشام، ملوش لزوم تعاند وتغالط نفسك أكتر من كده، أنا بحبك وعمري ماقدرت أنساك، وإنت بتحبني وعمرك ماقدرت تنساني، يبقا ليه العند والبعاد؟

وأكملت بترجي خلينا نرجع تاني يا هشام، خلينا نتجوز زي ما كنت بتطلب مني زمان!

إنتفض جسده غضبا عندما ذكرته بالماضي وبلحظة إستفاق من حالة الهيام تلك التي سيطرت عليه، فجذب يده منها بعنف وتحدث بصياح ونبرة محتده أتجوزك علشان ترجعي من تاني تسبيني وتقولي لي إحنا زي الإخوات ومننفعش لبعض يا هشام.

هزت رأسها بدموع وأردفت قائلة بنفي عمري ما هعمل كده لأني بحبك.

أجابها بحده وعيون تطلق شرزا طب ما أنت بردوا كنت بتحبيني زمان، وحبك ده ما منعكيش ولا شفع لي عندك إنك تفضلي معايا، سبتيني علشان تسافري لباباكي وتتمتعي وتعيشي حياتك في دبي، إتكبرتي عليا وعلى عيشتي وحسستيني بعجزي وقلة حيلتي ومستوايا اللي مايلقش بمستوي جنابك.

وأسترسل حديثه بصياح عالي ويوم ماقررتي ترجعي رجعتي علشان تخربي لي حياتي اللي عشت أبني فيها علشان أتخبي ورا جدرانها وأنسي بيها تجربة غدرك المرة!

وأكمل بإتهام وصياح عالي يوم ما رجعتي رجعتي علشان تخلي فريدة تسيبني وتتخلي عني زي ما أنت عملتي معايا بالظبط، يعني ماأكتفتيش باللي عملتيه فيا زمان، لا، رجعتي علشان تخليني أعيش نفس تجربتك المرة من جديد على إيد فريدة.

وأكمل بمرارة وعيون بها لمعة دموع حبيسة تأبي النزول فريده الإنسانه الوحيده اللي إحتوتني بإحترامها وولائها ليا وصبرها معايا، ووقفتها في ظهري وإصرارها على إننا نتخطي الصعب ونصنع حياه أفضل بمجهودنا وكفاحنا مع بعض.

وأكمل معنف إياها فريده قبلت بيا وبظروفي اللي إنت إتمردتي عليها وروحتي تعيشي حياه الرفاهية عند أبوكي.

وسبحان الله، بعد ماسافرتي على طول قابلت فريدة بالصدفه، وكانت دي الصدفة اللي غيرت حياتي 18 درجة للأفضل.

ونظر لها بقلب يتألم وعيون حزينة تتلئ لئ بها حبات الدموع فريدة كانت القشه اللي إتعلقت بيها علشان أخرج من بحر ظلماتك اللي رمتيني فيه ومشيتي وسبتيني بدون رحمة!

وأكمل متألما فريدة قدمت لي كل حاجه فقدتها على أديكي، قدمت لي ثقتي في نفسي اللي عليت وأرتفعت لعنان السما بفضلها، قدمت لي الإحترام في معاملتها الراقيه ليا، عاملتني كإنسان ليه قيمة، ومكتفتش بكده وبس، لا، فريدة فضلت جنبي وتدعمني عند رؤسائها ومديرينها لحد موصلت للمكانة اللي حسيت بيها إني بقيت بني ادم ليه قيمة بجد.

وأكمل بعيون تحن لذكري أجمل وأنقي فتاة قابلها بحياته وأضاعها بغبائة وضعفه الذكوري فريدة كانت السبب في كل حاجه حلوة حصلت لي في حياتي، فريدة كانت كل حياتي.

ثم نظر لها وهدر بها بإشمئزاز ووجع دفين لسنوات مضت إنت بقا عملتي لي أيه غير إنك إتمردتي على ظروفي وروحتي تعيشي في الرخاء عند أبوكي.

كانت تنظر له بقلب يتأكل ندم وغيرة وحسرة، و تهز رأسها بنفي ودموعها تنهمر فوق وجنتيها وتحدثت مفسرة إنت فاهم غلط يا هشام، إنت كده بتظلمني، أنا مسبتكش علشان ظروفك الماديه.

نظر لها بإشمئزاز وتحدث متسائلا أومال سبتيني ليه يا حب عمري؟

بكت وأنزلت بصرها للأسفل وصمتت.

نظر لها وتحدث بنبرة حادة من إنهاردة مش عاوز أشوف وشك قدامي في أي مكان أروحه يا لبني.

وخطي خطوتين وفجأة تسمر بوقفته وتزلزل جسده بالكامل حين إستمع لحديثها بنبرة صوتها الباكي أنا سافرت علشان ماتشوفنيش وأنا بموت يا هشام، أنا كنت مريضة لوكيميا في مرحلة متأخرة.

فاق كلاهما على صوت تهشم عال، إلتفتا حيث مصدر الصوت، وجدا غادة تقف واضعه يدها فوق فمها بذهول وعيون جاحظة، تتناثر حولها قطع زجاجية نتيجة تهشم تلك الكؤؤس التي كانت تحملها وتدلف بها إليهما، و وقعت منها على أثر ما إستمعته من فم إبنة شقيقتها.

أما هو التي نزلت عليه كلماتها كالصاعقة الكهربائية، حول بصره إليها وتحدث بذهول إنت بتقولي أيه يا لبني.

بكت بحرقة وجرت عليها غاده تسألها والقلق ينهش داخلها لبني، إنت بتقولي أيه.

تحرك بخطوات مرتبكه ووقف مقابلا لها وتسائل بصوت حذر والقلق ينهش داخله قبل أي حاجه طمنيني وقولي لي إنك خفيتي وبقيتي كويسه؟

هزت رأسها من بين دموعها الغزيرة بإيجاب.

فتنفس هو براحه كمن كان خارج الحياة وعاد إليها بسلام.

أمسكت غادة التي تبكي بشدة يدها تجرها خلفها للأريكة وأجلستها وتحدث بهدوء أنا كنت حاسة إن سفرك إنت وأمك وراه حاجه كبيرة، بس كنت طول الوقت بكذب إحساسي.

إحكي لي كل حاجه من الأول.

نظرت لهما وبكت حين تذكرت أسوء ذكري في تاريخ حياتها على الإطلاق.

فلاش بااااااااك.

قبل أربعة أعوام من وقتنا الحالي.

كانت تتحرك داخل جامعتها بجانب صديقاتها، فتحرك شاب إليهما قائلا نتيجة التحاليل بتاعت الحملة اللي وزارة الصحة كانت عملاها لنا ظهرت يا بنات، كل واحده تروح تستلم أوراق تحاليلها وتطمن على نفسها.

ضحكت لبني قائلة بدعابة وإنت بقا دخل عليك حوار الإهتمام من الدولة والكلام الفاكس ده، ياأبني ده مجرد برتوكول ظاهري ولا منه أي لازمه.

تحدث هيثم معترض لا طبعا يا لبني مش مجرد برتكول، الدولة عامله الحملة دي علشان إكتشاف الأمراض وإزدياد فرصة علاجها وشفائها بدري.

هزت رأسها بعدم إقتناع وذهبت لإستلام نتيجة التحليل الخاص بها.

نظر لها الموظف الخاص بتسليم نتائج التحاليل مطولا ثم تحدث بنبرة قلقه أنسه لبني، مفيش أي أعراض غريبة حسيتي بيها الفترة اللي فاتت؟

تساءلت بعدم فهم أعراض زي أي يعني مش فاهمه؟

أجابها بهدوء بصي يا أنسه، نتيجة التحاليل بتقول إن فيه أجسام غريبة في الدم، لازم تخضعي لكشف كامل عند دكتور خبرة وتروحي معمل كويس وتعملي تحليل CBC وربنا معاكي إن شاء الله.

إرتبكت لبني من حديثه وعادت إلى المنزل وقصت على مسامع والدتها ما دار بينها وبين ذلك المختص.

بعد مرور ثلاثة أيام كانت تقبع فوق تختها بحالة لا يرثي لها تنظر لسقف الغرفه بشرود وصمت مخيف، تجاورها والدتها التي تحتضن كف يدها وتبكي بألم يمزق جسدها بالكامل وليس قلبها فقط، وذلك بعدما كشفت التحاليل والأشعة التلفزيونية أنها مريضة بسرطان الدم بمرحلة متأخرة وتحتاج إلى معجزة لشفائها.

أخبرهم الطبيب أيضا أن العلاج الأسلم هو زرع نخاع لها من أحد أقرباء الدرجه الأولي وبعدها ستخضع للعلاج الكيميائي.

دلف شقيقها إليهما وهو يتحدث إلى والده عبر تطبيق الفيديو كول من جهاز الحاسوب.

وبعد مدة من الدموع والألام من الجميع.

تحدث كمال بحنان ليطمئن فلذة كبده متخافيش يا لبني، هتتعالجي وهتبقي كويسه، لو هتضر أبيع هدومي وأعالجك مش هتأخر عليكي يا بنتي، أنا هحجز وهنزل مصر في أقرب وقت.

بعد قليل خرجت لبني لبهو المسكن وجدت والدتها وشقيقها يجلسان بوجه مهموم حزين.

جلست مقابله لهما وتحدثت بجمود إصطنعته بصعوبه أنا قررت أسيب هشام، وهسافر عند بابا أقضي أيامي إللي بقيالي في هدوء بعيد عن الكل.

نظرت لها والدتها بألم فأكملت هي مش عاوزة أي حد يعرف بقصة مرضي، أنا فاضل لي إسبوع وأبدأ إمتحاناتي، هخلصها علشان محدش يشك في حاجة وبعدها هسافر دبي عند بابا.

بكت والدتها بقهر وتحدث ماجد بنبرة حادة أيه كمية الإحباط إللي في كلامك دي يا لبني؟

وأكمل بنبرة حماسية أمرة أنا مش هسمح لك تكوني بالضعف ده إنت فاهمه، هتتعالجي وهتخفي وإحنا كلنا هنكون معاك وحواليكي ومش هنسيبك، أنا وبابا وماما وهشام وكل حبايبك هندعمك ونقف معاك.

صرخت به وتحدثت بإنهيار قولت لك مش عاوزة حد يعرف وخصوصا هشام.

أردفت مني قائلة بدموع ليه بس يا بنتي، هشام بيحبك وأكيد وجودة معاكي هيفرق في نفسيتك وهيسرع شفاكي.

صرخت لبني قائلة بيأس وإنهيار ودموع إنت بتضحكي على نفسك ولا بتضحكي عليا يا ماما؟

أنا وإنت عارفين كويس أوي إن إللي بييجي له المرض ده مبينجاش منه،
وأكملت بضعف وأستسلام تيتا وعمتو متوفيين بنفس المرص وأنا أكيد هموت زيهم.

جري عليها ماجد وأحتضنها بإحتواء وتحدث بدموع خلاص يا حبيبتي إهدي، أنا هكلم بابا وأقول له يلغي الحجز وأنا وأنت هنسافر له وهتتعالجي هناك وهتبقي زي الفل.

أكملت والدته على حديثه بتأكيد وأنا هسافر معاكم، وهتخفي يا قلبي، بس أنا هتصل بهشام وأقول له علشان يعمل حسابة ويسافر معانا.

خرجت من أحضان شقيقها تهز رأسها رفض بطريقه هيستيرية
وأردفت قائلة قولت لك هشام مش لازم يعرف يا ماما.

وأكملت ببكاء حارق للقلوب هشام مايستاهلش إني أوجعه يا ماما، أنا هسيبه وهسافر علشان يكرهني وينساني، مش عوزاه يشوفني وأنا بتألم ويتوجع علشاني،
وأكملت بمرارة تدمي القلوب وهي تتلمس شعر رأسها بحسرة عاوزه لما أجي على باله يفتكرني وأنا في أجمل صورة ليا، عوزاه يفضل فاكر لبني الجميله اللي حبها وحلم معاها ببيت صغير يضمهم.

وبعد جدال طويل وافقتها مني وماجد وابلغا والدها وبالفعل بعد تأدية الإختبارات أبلغت هشام أنها لا تريد الزواج منه، وسافرت وتركته محطم الأمال والوجدان.

بعد ذهابها إلى دبي تبرع لها أحد الأثرياء المقربين من كمال بمبلغ طائل وساعدها على السفر إلى أمريكا وبدأت رحلة علاجها التي إستغرقت ثلاثة أعوام حتى الشفاء الكامل.

داقت خلالهم الويلات وكم قابلتها لحظات ضعف ولحظات استسلام حتى تجاوزت محنتها بفضل الله ثم الصبر والدعاء من والديها ومنها وشقيقها.

تذكرت بإحدي المرات التي كانت تقبع فوق سرير المشفي بهيئة مزرية وجسد نحيل ووجة ذابل وذلك من تأثير جلسات العلاج الكميائي التي خضعت إليه بعد زرع النخاع داخل عظامها والذي تبرع لها به شقيقها ماجد.

تحدثت بصوت ضعيف إلى شقيقها الجالس بجانبها هو ووالدتها ماجد، إتصل بهشام وكلمه في أي حاجه، نفسي أسمع صوته، وحشني أوي.

بكت والدتها وأردفت قائلة بمرارة تسكن داخلها خليني أكلمه وأقوله ييجي يقف معاكي يا لبني.

هزت رأسها بضعف وهوان وأردفت قائلة عوزاه ييجي يشوفني وأنا بالشكل ده، ليه كده يا ماما، للدرجة دي مش خايفه عليه وعلى قلبه من الوجع.

هز ماجد رأسه بطاعة وأجابها متجهديش نفسك بالكلام يا حبيبتي وأنا هتصل لك عليه بكرة علشان ممنوع دخول التليفونات وانتي واخده الجلسه.

في اليوم التالي هاتف ماجد هشام لتستمع لبني صوته وتريح قلبها المشتاق، لكنه لم يجب على المكالمة التي كررها ماجد ولكن دون فائدة.

إستمرت رحلة العلاج ثلاثة أعوام كاملة وبعدها تم الشفاء بفضل الله، ضلت لبني عام أخر بدبي عندما علمت بخطبة هشام لأخري وأندماجه معها ونسيانها، حاولت الإرتباط بأخر حتى تمحو هشام من ذاكرتها ويصبح من ماضيها وتكمل هي حياتها بدونه، ولكنها فشلت فشلا زريع، وبعدها قررت العوده هي وأسرتها إلى أرض الوطن.

عودة للحاضر!
إنتهت من سرد قصة مرضها المميت ونظرت إليه تستشف من عيناه السماح والغفران.

كان ينظر لها بذهول وصدمة ألجمته وشلت جميع جسدة بالكامل.

أما عن غادة التي كانت تبكي بإنهيار، أمسكت كفي يداها وقبلتهما وأردفت قائلة بدموع كل ده يحصل لك ومتقوللناش.

تحركت إلى ذلك الساكن بجلسته وجلست بجانبه وتسائلت بترقب ساكت ليه يا هشام؟

إبتسم ساخرا وأجابها بنبرة متهكمه منتظرة تسمعي مني أيه يا لبني، أجري عليك وأحضنك وأقول لك أنا أسف، أقول لك أنا أسف على إنك خلتيني أعيش تجربة وجعت روحي ودمرت كياني سنين، إنت عارفة إنت عملتي فيا أيه؟

ثم نظر لها بإشمئزاز قائلا تعرفي يا لبني، إنت أكتر واحده أنانية أنا شفتها في حياتي، كنت أنانية حتى في مرضك وقررتي تخبيه عن الكل،
كنتي أنانية وإنت بتدبحي روحي وتحسسيني أنا قد أيه قليل الحيلة ومش قادر أحقق لك أحلامك، مشيتي ومهمكيش أهلي وأصحابي هيبصولي إزاي،.

حتي لما قررتي ترجعي رجعتي علشان نفسك، قررتي تدبحي فريدة بسكينه تلمه ومهمكيش قلبها اللي إتكسر وثقتها في نفسها إللي كانت ممكن تدمر لولا قوتها وثباتها، وبردوا ده عملتيه علشان نفسك.

وراجعه تاني وبكل بساطة عاوزة تاخدي كل حاجه من غير ماتخسري أي حاجه،
وتسائل ده في شرع مين الكلام ده يا لبني هانم؟

أجابته بعيون متوسلة في شرع القلوب العاشقة يا هشام، وأكملت بدموع وترجي أنا راجعه من رحلة الموت وأنكتب لي عمر جديد ونفسي أعيشه في حضنك يا هشام.

أمسكت يده وقبلتها ودموع الندم تنهمر من مقلتيها بغزارة سامحني يا هشام وأديني فرصه ثانية، أنا بحبك ومستعده أعيش عمري كله تحت رجليك، بس خليني جنبك أرجوك متبعدنيش.

تماسك لأبعد الحدود كي لا يرتمي بأحضانها ويبكي كطفل صغير وجد ملاذه الأمن بوجود أمه نبع الطمأنينه والامان.

نظر لها وأخذ نفس طويلا وتحدث معترف بتألم أنا عمري مانسيتك يا لبني، أنا كنت بتناساكي، كنت بتلاشي أي حد يجيب سيرتك علشان محسش بحنين ناحيتك.

إنفرجت أساريرها وتحدثت بحماس وفرحة عارمه يعني إنت لسه بتحبني يا هشام؟

أجابها بإبتسامة وعيون عاشقه أنا أكتشفت إنهاردة بس إن عمري مابطلت أحبك يا لبني!

تسائلت هي بحماس هشام، إنت لسه عاوز تتجوزني؟

إبتسم لها بحب وهز رأسه بإيجاب.

فتحدثت هي سريع بسعاده وأنا موافقه، موافقه إني أكون مراتك يا هشام.

تحركت غاده إليهما وإبتسمت بسعادة وأحتضنت إبنة شقيتها التي كادت أن تحلق في السماء من شدة سعادتها.

ثم تحركت لهشام الذي هب واقفا وأحتضنته بسعاده قائلة ألف مبروك يا حبيبي، عين العقل يا هشام، عين العقل يا حبيبي.

ثم نظرت إلى لبني وأشارت لها لتقترب وأحتضنت كلاهما بسعاده وحب تحت نظرات الهيام والسعاده التي تنطق من نظراتهما بعضهما البعض.

سعد داخله وهو ينظر إليها وقرر أن يكمل حياته مع لبني لينسيها ألام الماضي ويتناسي معها ألام ماضيه وحاضره،
وينغمس داخل أحضانها ويذوب فيها ويسبح، علها تنسيه تلك البريئة جميلة الروح، صافية القلب التي لم ولن ينسي برائتها مهما طال الزمن.

ولكن صبرا هشام، فالزمن كفيل يا ولدي أن ينسيك صافية القلب والروح، نعم لن يستطيع أن يمحي تفاصيلها من مخيلتك، ولكن ستتناساها وتتغافل وجودها وخصوص بوجود تلك العاشقة لبني.

ستزور مخيلتك كل حين والأخر، مثل طيف جميل يمر عبر خيالك السارح، مثل نسمة هواء منعشة في نهار صيف ساخن تلفح وجهك تنعشه وتسعد فؤادك، تبتسم لتلك الذكري بسعادة، ثم تستمر بالمضي قدما في رحلة حياتك مع عاشقة عيناك لبني.

هكذا هي الحياة، وهذا هو حال العاشقين.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

عاد هشام إلى منزله بصحبة غادة التي أصرت أن تحضر معه نقاشه مع والديه وتقف بجانبه وهو يخبرهما أنه إنتوي خطبة لبني، ويطلب منهما الرضا والسماح.

وشرحت لهما غادة ملابسات سفر لبني ومرضها وما حدث معها طيلة الاعوام الأربع السابقة، وبالطبع تعاطف الجميع مع حالتها وخصوصا سميحه التي بكت بحرقة من قلبها على ما أصاب إبنة شقيقتها الغالية، وما عانته هي وأهلها دون وقوف أحبائهم بجانبهم، وهاتفت شقيقتها ولامتها على عدم إخبارهم بالحقيقه وتحمل ويلات ذلك المرض الشرس هي وأسرتها دون مشاركة الأهل وتقاسم الهموم والحزن سويا.

وبعد يومان ذهب حسن نور الدين بصحبة عائلته لزيارة عائلة كمال وطلب منه أخذ الموافقة على خطبة لبني إلى هشام، وبالفعل تمت الخطبه تحت سعادة ورضا الجميع وبالأخص تلك العاشقه التي وأخيرا أشرعت بالبدء في أولي خطوات تحقيق حلمها السعيد.

بعد عودة عائلة حسن إلى منزلهم
كان الجميع يجلس داخل الحديقه يتسامرون بهدوء، دلفت دعاء إلى المطبخ لتحضر وجبه لطفلها الكبير حيث أخبرها أنه جائع.

وجدت رانيا تدندن بسعادة مفرطه وهي تقف أمام المشعل لصنع مشروب القهوة المفضل لدي أهل زوجها
نظرت لها دعاء وتحدثت بإستغراب ده أيه السعادة اللي إنت فيها دي كلها يا رانيا؟

نظرت لها وتنهدت بإنتشاء وأجابتها بعيون سعيدة فرحانه علشان خطوبة هشام ولبني يا دعاء، أيه، عندك مانع؟
أجابتها دعاء بحديث ذات مغزي أه ما أنا واخده بالي وملاحظة كمان إنك فرحانه يمكن أكتر من لبني نفسها، وإستغربتك أوي لما أفتكرت تكشيرتك يوم خطوبة هشام على فريدة.

إقشعرت ملامح رانيا وأجابت دعاء بوجه عابس ملقتيش غير السيرة اللي تحرق الدم دي علشان تنكدي عليا بيها وأنا مبسوطه؟
وأكملت بحقد ظهر بحديثها وبعدين أهي غارت في داهيه وخلصنا من تناكتها وأرفها، وياريت بقا تبطلي تجيبي سيرتها في البيت تاني.

وأكملت بنبرة تهديدية ومتنسيش إن هشام خطب بنت أخت حماتك، يعني أكيد مش هتسمح لأي حد يجيب سيرة الكونتيسه القديمه علشان متضايقش بنت أختها
أجابتها دعاء بهدوء أولا أنا مش عارفه إنت ليه بتكرهي فريدة بالشكل البشع ده، ثانيا بقا أنا وإنت عارفين كويس أوي إن حماتي بتحب فريدة وأهلها.

وأكملت لتشعل روحها ولعلمك بقا، طنط سميحه مازالت بتحب فريدة جدا وبتحترمها، بدليل إنها فرحت جدا إمبارح لما هادي بلغها إن فريدة إتخطبت للعضو المنتدب اللي كان السبب في زيادة مرتبات الشركة كلها، وإنها كمان هتسافر معاه لألمانيا وتعيش هناك.

وأكملت دعاء لتحثها على إستيقاظ ضميرها النائم قبل فوات الأوان سبحان الله، اللي حاول يفرق بينها وبين هشام علشان يقهر قلبها، كان بيخدمها ويعلي من شأنها وهو مش عارف إنه مش أكتر من مستخدم من رب العالمين لتحقيق إرادته سبحانه وتعالى،
وأستشهدت بالأية الجليله من كتاب الله عز وچل قال الله تعالي في كتابه الكريم
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.

وأكملت بيقين يعني سبحان الله، إللي حاول يأذيها بقلبه الإسود خدمها خدمة عمرها
إكتظت ملامحها وأشتعل داخلها من نار غيرتها لحظ تلك الفريدة المرتفع لعنان السماء، ولكنها تحدثت بنبرة بارده حاولت بها تخبأة نارها الشاعله الله يسهل لها بعيد عننا، أهم حاجه إنها إختفت من قدام عنينا وللأبد.

وحملت القهوة وخرجت من المطبخ بأكملة تحت حزن دعاء على تلك الحقودة التي سيدمرها حقدها على الأخرين.

في اليوم التالي داخل إحدي الأماكن العامة
كان يجلس حازم و تلك الحبيبة الهادئه يحتسيان مشروب ويتحدثان بسعادة عن التخطيط لمستقبلهما المنتظر.

تحدثت بسمة بقلق وتوجس أنا خايفه أوي يا حازم لتحصل مشكلة بينك وبين أهلك بسببي، قلقانة من إنهم يرفضوا إرتباطنا وخصوصا لما يعرفوا إن عندي ولد وهيعيش معايا مكان ماهكون
أجابها بثقة ماتقلقيش يا حبيبتي، أنا أهلي متأكدين وشايفين بعيونهم إني مش مرتاح مع رانيا، وإن شاء الله يتفهموا موضوعنا ويتقبلوة، وربنا يقدرني وأكون أب حقيقي لإبنك وأقدر أعوضه وأعوضك.

أكملت حديثها القلق طب ومراتك يا حازم، تفتكر هتسكت على خبر جوازك من غيرها؟
زفر حازم وأجابها هي حرة في أي قرار وتصرف تعمله، ولو مش حابه تكمل أنا،
كاد أن يكمل لولا حديث بسمة الرافض لحديثه لا يا حازم أرجوك، بلاش طلاق، وأكملت بمشاعر صادقة أنا دوقت مرارة الطلاق ونظرة المجتمع العقيمة للست المطلقة ولا يمكن هقبل إن مراتك تعيش نفس ظروفي.

وأكملت بإصرار أنا مش هبني سعادتي على تعاسة غيري يا حازم.

أجابها حازم مبتسم متقلقيش يا حبيبتي، إن شاء الله مش هيحصل مشاكل،
وأكمل مفسرا أساسا أنا مش في دماغ رانيا علشان تعمل ثورة أو تزعل وتطلب الطلاق.

أجابته بثبات بيتهيئ لك يا حازم، مهما كانت الست مش مهتمه بجوزها أو مش فارق معاها إلا إنها بتتحول لغول مجروح لما تعرف إن جوزها فضل عليها ست تانيه، بتحس بمنتهي الإهانه وغصب عنها بتتحول لمنتهي الشراسه، وده طبعا من حقها،
ثم أكملت بنبرة صوت متأثرة وعيون تكسو عليها غشاوة الدموع عارف يا حازم، أنا عمري ماتخيلت إن ييجي عليا اليوم اللي أجرح فيه ست زيي وأدوقها من نفس مرارة الكاس اللي شربت منه.

وأكملت بإعتراف وضعف شديد لكن غصب عني والله، أنا حبيتك أوي يا حازم وشفت فيك فارس أحلامي اللي كنت بحلم بيه طول حياتي، غصب عني إتشديت لك ومفكرتش في أي حاجه تانية.

كان يستمع لها بسعادة وقلب ينتفض فرح وتحدث بعيون متيمه وأنا حبيتك أوي يا بسمة وشفت فيكي عوض ربنا ليا، وإن شاء الله هعوضك عن كل إللي شفتيه قبل مني.

تبادلا بينهما النظرات العاشقه والإبتسامات الهائمة متأملين غد أفضل لكليهما داخل أحضان الأخر.

بعد يومان طلب سليم من والدته وريم الذهاب معه إلى منزل فريدة كي يذهبا معهما وهما ينتقيان شبكة فريدة، وبالفعل ذهبت أمال وريم بصحبته.

دلفت أمال للداخل بعدما إستقبلهم فؤاد وأدخلهم، وجلست بجانب سليم بوجه بارد وأنف مرتفع وهي تتطلع حولها بإستكبار وغرور، نعم فقد أبدلت فريدة أثاث المنزل بأكمله ولكنه لا يرقي لذوق تلك المتكبرة ذات الغرور الهائل.

جاءت إليها عايده وفريده، تحاملت على حالها ووقفت وتحدثت بإبتسامة رسمتها بصعوبه أهلا يا مدام عايده.

أجابتها عايدة بإبتسامة صافيه ولكن ينتابها قلق من وجه تلك الباردة أهلا بيكي يا حبيبتي، نورتينا.

إقتربت عليها فريده وأردفت قائلة بإحترام أزي حضرتك يا طنط.

أجابتها بهدوء وأبتسامة رسمتها على وجهها خشية حزن سليم أهلا يا فريدة.

حولت فريده بصرها لتلك الريم التي ما أن إعتدلت لها فريده حتى إرتمت داخل أحضانها وتحدثت بسعادة مبروك يا ديدا، ألف مبروك.

وأخرجت حالها وأكملت باقي حديثها تحت سعادة فريدة الهائلة متتصوريش أنا فرحت قد أيه لخبر الموسم ده.

إبتسمت لها فريدة وأكملت ريم تعارفها بعايدة ونهلة اللتان أحبا تلك الجميلة المرحة والتي لا تشبه والدتها بشئ.

وجلس الجميع داخل أجواء مشحونه غير مريحه وذلك بسبب نظرات تلك الأمال المتعالية لكل ما حولها.

وبعد قليل كانت فريدة بصحبة سليم وعايده وأمال وريم ونهلة داخل إحدي المحال الكبري لبيع المجوهرات.

كانت تقف بجوارة تنتقي إحدي القطع
أمسكت إسوارة من الذهب الخالص رقيقة للغايه وبسيطه.

إبتسم لها ذلك العاشق وتحدث بحنان عجبتك يا حبيبي؟

هزت له رأسها بإيجاب وتحدثت حلوة أوي يا سليم.

إبتسم لها ثم تحدث إلى الجواهرجي هناخد دي، ومن فضلك عاوز طقم كامل من الألماس، بس يكون حاجه مميزة.

تحدث إليه الجواهرجي بهدوء موجود يا أفندم، طقم مميز ونادر، بس سعرة هيكون عالي شوية.

إنتفض داخل أمال برعب وضيق ونظرت إلى سليم تترقب إجابته فتحدث وهو ينظر لعين معشوقته مش هيكون أغلي وأعلي من اللي هتلبسه، حبيبتي غاليه أوي، ولازم شبكتها تبقا غاليه ومميزة زيها.

تحدثت فريدة بإعتراض بلاش يا سليم، كفاية أوي الإسورة وخاتم الخطوبة، حقيقي هما عاجبيني جدا ومش عاوزة حاجة غيرهم.

أكدت عايدة على حديث إبنتها إسمع كلامها ياسليم وكفاية الإسورة، دي كلها شكليات فاضيه يا أبني.

نظر لها وتحدث بإصرار على فكرة يا ماما دي هديتي لفريدة، وأنا وذوقي بقا.

أتي الجواهرجي بالطقم وأعطاه إلى سليم الذي نظر إليه بإنبهار وقدمه إلى فريده وتحدث شوفي كده يا حبيبي.

نظرت إليه بإنبهار فحقا كان رائع ويشد البصر وتحدثت على إستحياء بلاش من فضلك يا سليم، ده شكله غالي أوي.

أجابها بعيون ولهه الغالي يرخص قدام عيونك يا فريدة، أنا لو أقدر أقدم لك نجمة من نجوم السما مش هتأخر يا عمري.

إبتسمت عايدة وسعد داخلها من عشق سليم الهائل لصغيرتها.

وتحدثت ريم بسعادة وهي تنظر إليه حلو أوي يا ديدا، مبروك عليك.

وأكدت نهلة على حديثها وأحتضنت شقيقتها بسعادة هائلة وأردفت قائلة مبروك يا حبيبتي، ربنا يتمم لك بخير يا فريدة.

ونظرت إلى سليم وتحدثت بإبتسامة مبروك يا باشمهندس.

أجابها سليم بسعادة متشكر يا نهلة، عقبالك.

أما أمال التي إشتعلت النار داخلها وهي تنظر لذلك الطقم النادر بألم داخل قلبها، ولكنها فضلت الصمت.

وحدثت حالها بغضب تام، ظهرت الرؤية أيتها المشعوذات، تجيدن رسم وجه البرائة بإتقان عال، يمكن أن تنطلي تلك الوجوة الخبيثة على ذلك الأبلة عديم الخبرة، أما أنا فلن تستطعن خداعي بعد الأن.

في اليوم التالي
إصطحب سليم فريدة ونهله إلى إحدي المتاجر الخاصة ببيع أثواب الزفاف لتنتقي ثوبها الذي طالما حلمت به وبإرتدائه له هو بالتحديد.

إنتقت ثوبها الرقيق ودلفت للداخل وبعد مدة خرجت عليه وهي ترتديه.

فتح فاهه وتحرك إليها منبهرا بجمالها وجمال الثوب الذي زادته هي روعة وجمالا.

نظر لها بقلب يحترق شوق وهيام، تمني لو أن له الحق في أن يدخلها داخل أحضانه ويشدد من ضمتها ويخفيها عن العيون.

وقف مقابلا لها وتحدث بصوت هائم وكأنه مسحورا إنتي حلوة أوي يا فريدة، حلوة أوي.

إبتسمت له برقة وسحبت بصرها عنه خجلا متلاشية نظراته الجريئة.

تحركت إليهما نهلة وتحدثت على عجل خرجتي بالفستان ليه يا فيري، بيقولوا فال مش حلو إن العريس يشوف عروسته بفستان الفرح.

إبتسمت هي وتحدث هو بضحكات رجوليه وإنتي بقا بتصدقي الكلام الفارغ ده يا نهلة؟

أجابته بتوجس مش عارفه يا سليم، أنا بسمع مش أكتر.

ثم نظرت إلى شقيقتها وتحدثت بإنبهار الله أكبر عليكي يا قلبي الفستان هياكل منك حته،
وأحتضنتها بحب قائلة ربنا يتمم لك بخير يا حبيبتي.

إبتسمت لشقيقتها وتحدثت بإبتسامه رقيقه عقبالك يا نهلة.

كان ينظر لها متمنيا مرور الوقت سريع كي يقتني جوهرته الثمينة ويسكنها داخل روحه وتستكين روحه بوجودها بقربه.

ذهب هشام إلى فايز وأبلغه عن طلبه في توظيف خطيبته وبالفعل وافق فايز تقديرا لموقف هشام المؤلم وقلبه المجروح.

وبعد يومان كانت تتحرك داخل الشركة متوجهه إلى المصعد للذهاب إلى مكتبها، وجدت بوجهها هشام يتحرك بجوار تلك اللبني بطريقهم أيضا إلى المصعد.

نظرت إليه ونظر هو إليها بإنتفاضة من صدرة شعرت بها لبني، لكنها تغاضتها لتفهمها لوضع هشام وأنه مازل يكن لها بعض الإحترام ويشعر تجاهها بالفضل عليه.

وتفهمت أيصا أن مشاعرة الان مازالت مشتته ومبعثرة نتيجة ما حدث، وتأكدها من أن لها القدرة على إسترجاعه إليها من جديد، بل أنها قادرة على جعله أن يعشقها أضعاف أضعاف ما كان بينهما من ذي قبل.

إقتربت عليهما فريدة وتحدثت بوجه بشوش كي تذيب تلك المشاحنات صباح الخير.

رد هشام بإقتضاب مصطنع صباح النور.

ثم نظر لها بكل كبرياء وتحدث وهو يشير إلى لبني كي يحرق روحها ويجعلها تغار عليه مش تباركي للبني، أول حاجه أنا خطبتها، تاني حاجه إتعينت معانا هنا في الشركة.

نظرت إليها بإبتسامة بشوشه خارجه من قلبها الحنون وتحدثت إليها ألف مبروك، هشام إبن حلال ويستاهل كل خير، خلي بالك منه كويس، ومبروك على الوظيفة، إن شاء الله تنبسطي معانا هنا في الشركة وتلاقي نفسك.

إبتلعت لبني لعابها من سماحة تلك الفريدة المطلقة وما كان منها إلا أنها اجابتها بهدوء ووجه بشوش ميرسي يا فريدة.

ثم نظرت إلى هشام وتحدثت بنبرة ودوده مبروك يا هشام.

ثم تحركت وتخطتهما وذهبت إلى مكتبها تحت إستغراب هشام وحيرته، كيف لها أن تكون بكل ذلك البرود، أين غيرتها وحرقة روحها لأجلي؟
ألم تكن بخطيبتي؟
ألم تكن تعشقني ذات يوم من الأيام؟
ماتلك الحيرة التي وضعتني بها تلك الفتاه!

فاق من شروده على يد لبني التي إحتضنته لتسحبه إلى عالمها من جديد، نظر لها وجدها تبتسم له بعيون عاشقه هائمة.

إرتبك من تلك النظرة ثم شعر براحه غريبة داخل قلبه وأطمئنت روحه، وتحرك بجانبها بإتجاة مكتبه الخاص بهدوء وثبات نفسي.

توالت الأيام وبدأ هشام بالتعود وقبول فقدانه لفريدة بل والتعود على وجود لبني بحياته وعودة عشقه السابق لها وأندمجا معا في الترتيبات لموعد زفافهما المنتظر.

مساء.

إرتدت فريدة ثوب مميزا جعلها تبدو كملكة وذلك لإنتظارها لفارسها الذي أخذ الإذن من والدها ليصطحبها لإحدي المطاعم لتناولهما العشاء سويا.

وبعد قليل كانت تجلس بجانبه داخل سيارته بعدما جاهد في إقناع والدها بإصطحابها بسيارته وبرر ذلك أنه يخشي عليها القيادة ليلا وسط الزحام.

نظر إليها وتحدث بإنبهار أكاد من ويلات الإشتياق أذوب.

إبتسمت هي وأكمل هو بإشتياق أمتي ال خمس أيام اللي فاضلين دول يعدوا، الصبر جاب أخر صبره معايا يا فريدة.

أجابته خجلا إن شاء الله يعدوا على خير يا سليم.

أخبرها هو بأسي تعرفي إني بقيت بخاف من النوم.

نظرت له بإستغراب فأكمل هو بعيون حزينه تنم عن مدي ما عاناه ذلك المسكين من ويلات الإبتعاد أيوة يا فريدة، بخاف أنام لأقوم من النوم وألاقي كل السعادة اللي أنا فيها دي كانت مجرد حلم، الحلم اللي عيشته وتعايشت معاه لمدة خمس سنين، وأخيرا إتحقق،
ثم نظر لها وتحدث قولي لي إنه بقا حقيقه يا فريدة، قولي لي إنه مش حلمي اللي طال إنتظارة وأرهقني وتعب روحي معاه.

نظرت له وأبتسمت بجاذبية مهلكة لروحه وتحدثت مش حلم يا سليم، دي أجمل حقيقة حصلت لنا، حقيقي الحلم طال إنتظارة، بس أخيرا ربنا أراد إنه يتحقق.

إبتسم لها وتحدث بعيون عاشقه بحبك.

ضحكت برقه.

بعد مدة كانت تتحرك بجانبه داخل المطعم، قابلهم المسؤل عن المكان وتحرك بجانبهما ليصطحبهما حيث مكان جلوسهما المحدد.

تحرك سريع وسحب لها المقعد تحت سعادتها البالغه من إهتمامه، جلست وجلس مقابلا لها مبتسم.

جاء إليهما النادل وناول إياهم قائمة الطعام.

نظر إليها وبعيون عاشقه حدثها إختاري لي على ذوقك يا فريدة.

نظرت له فأكمل وهو يتنهد براحة عاوز أعيش إللي جاي من عمرة كله على ذوقك، كفاية عليا اللي عدي من غيرك.

خجلت من نظرات النادل لهما وأختارت لهما طعام لطيف وتحرك النادل لإحضارة.

وتحدثت هي بنبرة خجلة ملامه أحرجتني يا سليم، الراجل يقول علينا أيه؟

أجابها بعيون هائمه في سماء عشقها هيقول عشاق جمعهم الهوا بعد فراق،
وأكمل معترض وبعدين بقول لك أيه، أنا مش عاوز إعتراض على أي حاجه من إنهاردة، كفاية عليا سنوات عجافي إللي عشتها في بعادك،
وأكمل وهو ينظر داخل مقلتيها الساحرة عارفة يا فريدة، أنا نفسي أصرخ وأسمع الدنيا كلها وأقول لهم إني بعشق روحك، أنا فرحان لدرجة محدش يتخيلها.

كانت تستمع له بعيون سعيدة وقلب يتراقص على سمفونية إحساسه الفريد.

وتسائلت بصوت رقيق أنثوي أمتي حبتني الحب ده كلة يا سليم؟
أمتي وصلت لدرجة العشق اللي شيفاها جوة عيونك دي؟

إبتسم بمرارة وأجابها هتصدقيني لو قولت لك إن من أول ماعرفتك حسيتك مختلفه وعشقتك،
وأسترسل حديثه بإعتراف موجع لروحه بعد سفري بإسبوع واحد، إكتشفت أني كنت بعاند نفسي وأكبت شعور حبك جوايا، ماحسيتش بزهوة السفر ولا بفرحة تحقيق حلمي اللي عشت عمري كلة أحلم بيه،
وضحك ساخرا أتاريكي كنتي أقصي أحلامي وأنا اللي كنت مغفل وبكابر.

إبتسمت له وتحدثت بمرارة أنسي يا سليم، إنسي وخليني أنسي معاك مر الأيام اللي عشناها، مش عاوزة أفتكر طعم مرارتها.

أجابها بحب ووعد وحياتك عندي يا غالية لأنسيهالك، أوعدك من إنهاردة مش هتدوقي غير طعم شهد غرامي اللي هغرقك فيه.

وأكمل برجاء فريدة، أنا عاوزك بعد الجواز متخرجنيش من حضنك، نفسي أحس بدفي حضنك وأنسي فيه أيام خريفي اللي عشتها في بعدك.

هزت له رأسها بموافقه وتحدثت لتغيير مجري الحديث سليم، أنا مش عاوزة أقدم إستقالتي في الشركة غير لما أضمن مكاني الأول في الشركة الألمانية.

أجابها بنبرة عملية يا حبيبي إعتبري نفسك إتعينتي خلاص، أنا كلمت المدير وهو وعدني إن مكانك محفوظ معانا، وأول مانسافر إن شاء الله بعد الفرح هتمضي العقد على طول.

أجابته بتعقل وذكاء مشهود لها به معلش، خليني على راحتي، لما نسافر إن شاء الله وأستلم شغلي هبقا أبلغ فايز بيه وأستقيل.

أجابها بحب ودلال أنا كنت حابب تقدمي الإستقالة علشان تعرفي تستجمي كويس قبل الفرح وتستعدي لي،
وأكمل بغمزة من عيناه مشتاق أشوف دلع مراتي حبيبتي لجوزها اللي الشوق بهدلة.

إبتسمت خجلا وسحبت بصرها عنه، وهنا قد وصل الطعام وبدأ بتناوله تحت سعادتهما ونظرات العشق والهيام التي تنبثق من داخل أعينهم.

تحدث سليم ناظرا إليها علي فكرة يا فريدة، أنا حجزت الوحدة اللي هتكون مقر لينا علشان نبقي ننزل فيها أجازاتتا اللي هنقضيها في مصر، وكمان علشان بابا وماما يطمنوا إن ليك مكان ثابت ومستقر!

نظرت إليه بعيون سعيدة وتحدثت بحنان ربنا يخليك ليا يا سليم.

أجابها بعيون هائمة ويخليك ليا يا قلب سليم.

أمسك الشوكة والسكينة وبدأ بتقطيع الطعام وغرسه بالشوكه.

ثم نظر لها بإبتسامة جذابة ومد يده وقربها من فمها وهو ينظر إليها بعيون عاشقه.

نظرت له بإبسامة وعيون خجلة وبهدوء أفتحت فمها بطريقة مثيرة أذابت قلبه، تناولت طعامها من بين يديه لأول مرة تحت خجلها وسعادة قلبه العارمة.

إبتسمت له وتحدثت بصوت أنثوي مثير خرج رغم عنها تسلم إيدك يا سليم!

إبتسم لها وتحدث بغمزة من عيناة بس أنا بحب الفعل، مليش في الكلام أنا يا عيون سليم.

وأشار بعيناه لصحنها ففهمت مغزي إشارته، إبتسمت برقة وشرعت بتقطيع الطعام ومدت يدها له،
نظرت داخل عيناه خجلا، مد يده وأمسك بها كف يدها الرقيق تحت رعشة جسدها بالكامل.

نظر داخل عيناها بهيام وقرب شوكة طعامها من فمه وألتهم ما بها من طعام،
ثم بدأ بتلمسها وتحسسها بشفتاه بشكل مثير مع إغماض عيناة بطريقه جعلت منه وسيما للغاية ومثيرا لإنوثتها المبعثرة.

إنتفض داخلها وتبعثرت بالكامل، إرتعش جسدها وتزايدت دقات قلبها بوتيرة سريعة للغاية، إبتلعت لعابها تأثرا من هيئته المهلكة لقلبها المسكين.

أما هو فكان داخل عالمه الساحر الذي يحاوطه ويحوم داخله من مجرد تواجده معها.

كان يتلمس موضع شفتاها فوق الشوكة بتلذذ متخيلا كريزتيها وكيف سيكون مذاقهما.

لحظات، مجرد لحظات مرت عليهما كدهر بأكملة.

ثم أفتح عيناه ينظر لها بعيون يملؤها الغرام والعشق والرغبه،
وجدها بعالم أخر فاتحة الفاه بطريقة مغرية بشفاه مرتعشه تشهي أثارت داخلة.

سحبت يدها سريع وأوقعت شوكة طعامها من ربكتها، إبتسم بخفة وأردف بصوت عاشق إهدي يا حبيبي، محصلش حاجه لربكتك دي كلها.

إبتسمت خجلا وسحبت عنه بصرها.

فأردف هو قائلا بنبرة هائمة فريدة، بصي لي، بلاش تحرميني من سحر عيونك، كفيانا حرمان وبعد.

إبتسمت له وأبتلعت لعابها بتوتر لاحظه هو فأراد ألا يزيدها عليها كي لا يوترها أكثر.

فتحدث بجديه فريدة، أنا هسجل الفيلا إللي هنشتريها بإسمك،
نظرت له بإندهاش فأكمل هو بنبرة حنون دي هديتي ليكي بعد سنين الحرمان.

هزت رأسها نافيه وأردفت قائلة بإعتراض لا طبعا يا سليم، أنا لا يمكن أوافق على حاجه زي كدة، دي فلوسك وتمن غربتك.

نظر لها وأجابها بعيون مغيمة بلمعه تكاد تكون عبرة تريد من يفسح لها الطريق لتنطلق للخروج، لكن كبريائه يمنعها ويترجاها لتأبي النزول ثمن الغربة إتقاسمناه مع بعض ودفعناه من وجع قلوبنا ومرارة أيامنا يا فريدة،
وأكمل بنبرة رجل عاشق عادل وزي ما أتقاسمنا مرارتها يبقي من العدل إننا نتقاسم جني ثمارها هي كمان.

الفيلا دي أقل تعويض ممكن أقدمه لك وأعبرلك بيه عن شدة أسفي.

كادت أن تعترض أسكتها برجاء من عيناه وأكمل أنا مش بقولك كده علشان أخد رأيك على فكرة، أنا مقرر ومفيش قوة هتخليني أتراجع عن قراري ده، أنا ببلغك علشان متتفاجئيش وإحنا بنمضي العقد وتعترضي، وكمان علشان تبلغي عمي.

نظرت له بعيون تملؤها عبرات دموع السعادة وتحدثت بحب بس ده كتير أوي يا سليم، الفيلا تمنها غالي جدا.

إبتسم لها بعيون محبه وأردف قائلا بنبرة عاشقة الدنيا كلها قليلة عليك يا حبيبي، إنت غالية أوي، أوي يا فريدة.

إبتسمت بحب وأجابته ربنا يخليك ليا يا سليم.

أجابها بعيون هائمة في بحر عيناها قد أية بعشق إسمي وهو خارج من بين شفايفك يا حبيبي.

إبتسمت خجلا وعشق وأكملا سهرتهما بين نظرات العشق والهيام والإبتسامات الساحرة.

بعد يومان
إصطحب سليم فريدة وعائلتها إلى الكمبوند وذلك بعدما إكتتب عقد تلك الوحدة وسجله بإسم فريدته تحت سعادة فؤاد لتقدير سليم لإبنته، وتخوف عايدة من أن تظن أمال بهما السوء.

وقف سليم بسيارته أمام الفيلا وترجل منها هو وفؤاد وأسامه.

صفت فريدة سيارتها وترجلت منها هي وعايدة ونهلة.

دلف أسامة سريع لداخل الفيلا بسعادة ينظر إلى الحديقة الواسعة بذهول وجري إلى حمام السباحة الموضوع وسط الحديقة ووقف ينظر إليه بذهول
وتحدث بفرحة حلو أوي حمام السباحة يا باشمهندس.

إقترب عليه سليم ووضع يده فوق كتفه بحنان وتحدث بإبتسامة عجبك يا أسامة؟

أوي قالها الفتي بإنبهار.

تحدث سليم بحنان خلاص، إعتبر المكان مكانك من إنهاردة، وأنا هبلغ الحرس إن وقت ما تيجي يفتحو لك المكان، وإنت في أي وقت تحب تعالي وعوم فيه براحتك.

إنتفض داخل الفتي بسعادة
ودلف الجميع ينظرون بسعادة للمكان من الخارج ومن الداخل.

تحدثت نهلة إلى فريدة الفيلا تجنن يا ديدا، صبرتي ونولتي يا قلبي.

أجابت عايدة بتوجس أنا بقا كل اللي قالقني هو إن والدة سليم تفتكر إننا طمعانين فيه زي ما كانت شاكه، وإن إحنا إللي خليناه يكتب لك الفيلا بإسمك.

نظرت لها فريدة وأردفت قائلة بتعقل متقلقيش يا ماما، هي أكيد عارفه إبنها كويس أوي وعارفه إن محدش يقدر يجبره على أي حاجه هو مش عايزها.

تنهدت عايدة وأردفت نهله قائلة بتعجب أما إنت ست غريبه أوي يا ماما، هو إنت مابتعرفيش تفرحي زي الناس كده عادي؟!

دايما فرحتك قلقانه ويصاحبها ألف سؤال وإحتمال.

وأكملت بدعابه وهي تحتضنها إفرحي يا دودو وفرفشي، بنتك بقت من ذوي الأملاك، ولسه البقيه تأتي، سليم شكله راجع ندمان وناوي يعوضها عن سنين الوجع اللي إتسبب لها فيها زمان.

نظرت لها فريدة وتحدثت بإخلاص وأنا مش عاوزة عوض من الدنيا غيرة يا نهله، سليم كفاية عليا، والله ما عاوزة غيرة.

تحرك إليهن ذلك العاشق وهو يتسائل أيه رأيك في بيت فريدة يا ماما، ياتري عجبك؟

نظرت له وتحدثت بإبتسامة تعيش وتجيب لها يا حبيبي، بس ده مسموش بيت فريدة، ده بيتك، وهيتفتح إن شاء الله بحسك، ربنا يسعدكم يا أبني ويجعله وش الخير عليكم، ويرزقكم فيه بالخلف الصالح إن شاء الله.

نظر لعين معشوقته متمنيا يارب يا ماما، يسمع من بقك ربنا.

سحبت بصرها بعيدا عنه خجلا من نظراته الجريئة رغم وجود والدتها وشقيقتها.

ثم أكمل هو بتساؤل لها عجبك الفرش يا فريدة؟

وأكمل معتذرا معلش يا حبيبتي، أنا عارف إن الوقت مكنش كفاية علشان ننقي فرشنا أنا وإنت براحتنا، بس أنا كلفت مكتب من أكبر مكاتب مصممي الديكور وهو اللي إتولي كل حاجه ورتبوة على ذوقهم.

نظرت له وأجابته بإبتسامه بالعكس يا سليم، الفرش حلو جدا والألوان والموديلات متناسقه مع بعضها بشكل هايل،
وأكملت بنبرة خجله أثارته ربنا يخليك ليا.

إبتلع لعابه ولعن حظه العثر لتواجد عايدة ونهله اللتان تنظران لها بإستغراب لحديثها إليه.

فأراد أن يخرج حبيبته من ذلك الموقف الحرج فنظر هو لأسامه الذي إقترب عليهم قائلا أسامة، تقدر تغير هدومك جوة في الحمام وتطلع تعوم في البول برة،
ثم نظر إلى فؤاد مستأذنا وبعد إذن حضرتك يا عمي، أنا كلمت مطعم يبعت لنا غدا على هنا، وأكمل بحنان حابب أبدأ أول يوم لينا هنا بإننا ناكل عيش وملح مع بعض علشان ربنا يبارك لنا في المكان.

تحدثت عايدة بإعتراض ملوش لزوم يا حبيبي، المكان كده هيتبهدل وهو لسه جديد.

إبتسم لها وأردف قائلا المكان وأصحابه فداكم يا ماما، وبعدين المكان هيزيد نور وبركه بوجودكم فيه.

تحدث فؤاد بإبتسامة ربنا يبارك في أصلك يا أبني.

بعد مدة
خرج من الفيلا يتلفت هنا وهناك باحث عنها بعيون متلهفه، وجدها تقف أمام المسبح تنظر إليه بإنبهار، فكم تعشق النظر للمياه ويخطفها مظهرها الخلاب.

تحرك إليها بثبات ووقف بجانبها ينظر أمامه وتسائلا بهمس عابث عجبك البول؟

إبتسمت لحضوره الطاغي وأجابته بإنتشاء أوي يا سليم، متتصورش فرحانه بوجوده قد أيه، أنا بعشق منظر الماية أوي.

نظر لها وتحدث غامز بعيناه وهتعشقيها أكتر لما تجربي العوم فيها وإنت في حضن سليم.

إكتسي وجهها بحمرة الخجل فأكمل هو بوقاحه بس اللي هيبهرك بقا هو غرفة الجاكوزي واللي هيحصل لك معايا فيها.

إنتفض داخله وأرتبك حين إستمع لصوت عايدة الذي يأتي من خلفه متسائلة بخبث و يطلع أيه الجاكوزي ده كمان اللي بتقول عليه يا سي سليم؟

وأيه بقا يا أخويا اللي هيحصل لها فيه إن شاء الله؟

تحمحم بحرج وتلون وجهه إلى بضعة ألوان متداخلة، نظرت عليه فريدة وأبتسمت شامته.

نظر لها بغيظ ثم تحدث إلى عايدة بإرتباك كالفرخ المبلول الجاكوزي ده يا ماما حاجة كده زي البانيو.

لوت عايدة فاهها ونظرت له بنظرات ناريه تكاد تفترسه وأردفت قائلة بنبرة متهكمة قولت لي بقا،
وأسترسلت حديثها بنبرة ساخرة وهي تربت على كتفه وتحثه على الحركة طب يلا يا حبيبي روح أقف مع عمك فؤاد بدل ما الراجل واقف زي التايه جوة لوحده كده.

كانت تكتم ضحكاتها على هيئته التي تدعو للسخريه فهي ولأول مرة تري سليمها الجرئ مرتبك بهذا الشكل والفضل يرجع لجبروت عايدة التي وضعته في موقف لا يحسد عليه.

أجابها بوجه شاحب وعيون خجلة تنظر أرض تؤمريني يا ماما.

كاد أن يتحرك أمسكته من كتفه وتحدثت أستني هنا.

أجاب مسرع بطاعه نعم يا حبيبتي.

تسائلت فين أوضة الزاكوزي اللي بتقول عليها دي، أوعا تكون الأوضه اللي مقفوله جوة؟!

ضحكت فريده بشدة وأبتسم هو بهدوء وأجابها أه يا ماما هي فعلا الأوضة اللي مقفوله دي
ضيقت عيناها وتسائلت وإنت بقا قافلها ليه إن شاء الله؟

كان سليم قد جهز تلك الغرفة على أعلي مستوي ووضع بها ثياب مثيرة خاصه بفريدته كي ينعم معها بمتعة الجاكوزي ويصفيان ذهنهما ويسعدان بقربهما معا بعيدا عن العالم بأكملة.

تحمحم قائلا بمراوغه أصل الأوضه لسه مش متشطبه وناقصها توضيبات كتير يا حبيبتي، فقفلتها علشان متشوهش منظر باقي المكان.

ضيقت عايدة عيناها بعدم تصديق وتحدثت بنبرة متهكمة وحديث ذات مغزي ربنا يقويك وتكملها على خير يا باشمهندس، يلا يا حبيبي أدخل لعمك جوة ومتقلقش على فريدة، أنا قاعدة معاها.

إبتسم لها وأنسحب للداخل من أمام تلك السيدة ذات العقل المتجبر.

قبل موعد الزفاف بيوم واحد
كان يجلس ببهو المنزل بجانب والده يتحدثون عن ترتيبات الغد.

خرجت عليهما من غرفتها مرتديه ثوب رائع المظهر وترتسم فوق ثغرها إبتسامة سعيده وأردفت قائلة بتساؤل أيه رأيكم في فستاني، يليق بكوني أم العريس؟

وقف سليم وأقترب عليها وهو يمسك بيدها ويلفها بإنبهار أيه يا ماما الجمال ده كله؟

وأكمل بمداعبة كده حضرتك هتخطفي الأنظار من فريدة.

أجابته بغرور طول عمري بدخل أي مكان بكون التوب فيه يا سليم.

أجابها إرضاء لغرورها أكيد يا ست الكل دي مش محتاجه كلام.

إبتسمت له ووضعت يدها على ذقنه النابته وتحدثت بحب وهي تتحسسها بحنان مبروك يا حبيبي، إبقا إحلق دقنك دي علشان ماتضايقش عروستك بيها بكرة.

غمز لها وتحدث بدعابة ماتقلقيش يا ماما، فريدة مش هتضايق بالعكس، دي بتعشق دقني وهي كدة.

وضحكا إثنتيهم تحت نظرات قاسم المتعجبه من تحول زوجته وهدوئها الغريب وسعادتها الغير متوقعه بالنسبة له.

تري ما الذي يحمله الغد لتلك القلوب العاشقه؟
وهل سيلتقي العاشقان ويجتمعا في عشهما السعيد وترتاح قلوبهما الهرمه؟

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

وأخيرا جاء اليوم المنتظر والذي طال إنتظارة لتلك القلوب المرهقه
إصطحب سليم فريدة وعايدة وأحبائهم منذ الصباح الباكر إلى الأوتيل الذي سيقام به الحفل حيث إحتجز لها سليم Suite لتتجهز به وتتأهب لتلك الليلة الموعودة التي طال إنتظارها لكليهما.

وبعد عودته إلى المنزل هاتفها وأطمئن عليها ودلف لغرفته لإخذ قسط وافر من الراحه حتى يستعد لليلته مع معشوقة عيناه وساحرته.

أما ريم التي كانت تهيم فرح بعدما علمت من والدها أنه قام بدعوة دكتور صادق وأسرته لحضور حفل زفاف سليم، كانت تتأهب لتظهر بأبهي صورة لها أمام مراد، لما؟ هي لا تعلم!
ولكن كان يراودها شعور بالقلق من تواجدها بجانب حسام أمام مراد، ورؤيته لها بصحبته.

خرجت من غرفتها وجدت حسام يجلس بجوار والدتها، صمتا كلاهما عند خروجها وإقترابها عليهما، تحرك إليها سريع وأصطحبها إلى الشرفه وتحدث بعيون عاشقه وصوت هائم وحشتيني.

ضلت ناظرة أمامها ولم تجب عليه وذلك لعدم تقبلها لحديثه وشعورها بالإختناق وعدم الراحه في حضرته.

فتسائل هو بترقب مالك يا ريم؟

تنهدت بصدر مهموم ثم أجابته بإقتضاب مفيش يا حسام، مرهقه من المذاكرة وشغل الشركة مش أكتر.

رد عليها بنبرة صوت متأثرة ليبتز بها عواطفها ويسحبها لعالمه من جديد كعادته إنت إتغيرتي معايا أوي يا ريم، مابقتيش ريم حبيبتي بتاعت زمان، ريم اللي كنت لما أبص في عيونها ألاقي نفسي وأشوف مستقبلي وحياتي الحلوة اللي مستنياني.

وأكمل بتساؤل وحيرة حقيقيه كل ده راح فين يا حبيبتي؟
فين لهفة عيونك عليا وإنت بتبصي لي، دفا إيدك وأنا بحضنها في سلامي، نظرتك ليا بقت بارده أوي يا ريم، خاليه من أي مشاعر أو حب.

أجابته متهربه بعدما أنتوت داخل نفسها أن تتحدث إلى والدتها لتفض لها تلك الخطبه التي باتت تؤرق داخلها وأصبحت حملا ثقيلا على عاتقها.

فتحدثت بإقتضاب أرجوك يا حسام مش وقت الكلام ده دالوقت، إن شاء الله بعد الفرح هنبقا نقعد ونتكلم.

وأكملت متهربه قبل أن يبدأ بالحديث مجددا بعد إذنك يا حسام.

ودلفت للداخل وتركته شاردا ينظر لأثرها بتسائل، ماذا بك حبيبتي، هل سئمت عشقي؟

أم أنك أصبحت نسخة أمك المصغرة وتعاليتي علي ورأيتني لم أعد أناسب مركزك الجديد ومركز عائلتك؟

وأكمل بتوعد داخله لا ريم، سيكون من الغباء لو إعتقدتي أنني لقمة خبز سهلة المضغ.

أصور لك غبائك بأنك ستمضغينني وتبتلعي ورائي لعابك وكأن شيئا لم يكن؟

كلا يا إبنة أمال، فأنت لم تعرفيني بعد، فأنا لقمة عيش صعبة المضغ ومرة ولو حاولتي مضغي ونجحتي به، فلن تستطيعي بلعي، سأقف في منتصف بلعومك وأمنع عن رأتيك دخول الهواء، سأجعلك تشعرين بإزهاق روحك رويدا رويدا، ولن تستطيعين الخلاص مني، فروحينا مرتبطة كل بالأخري، وسنحيا سويا أو نموت معا، وغير ذلك لن أسمح.

داخل الشركة.

كان يجلس داخل مكتبه بقلب حزين مهموم، نعم، فقد بدأ يندمج بحياته الجديدة مع لبني لأبعد الحدود، ولكن كيف له أن يستطيع محو ذلك الملاك البريئ صافية القلب نقية الروح بهذة السهوله.

فقد عاش فترة ليست بالقليله يحلم بيوم زفافه عليها وكيف سينعم داخل أحضانها الدافئة ويذوب داخل عيناها الساحرة،
ولكن أنظر ماذا فعل به القدر، بلحظة تحول كل شيئ من حوله وتغير، وأصبحت فريدة عروس لغيرة وستزف اليوم ويتنعم داخل أحضانها رجل غيرة، أمر جنوني وصعب الإدراك والتصديق بالنسبة له.

إستمع لطرقات فوق الباب فاسمح للطارق بالدخول، دلف صديقه أكرم وأردف قائلا بإبتسامة إزيك يا إتش.

وقف هشام إحترام لصديقه وصافحه وأبتسم قائلا أهلا يا أكرم، إتفضل.

جلس أكرم وتلاه هشام الذي تسائل تشرب أيه يا أكرم؟

أجابه برفض ولا أي حاجه، أنا جاي أقعد معاك شويه وماشي على طول.

وتحمحم وأسترسل حديثه متسائلا بإحراج مش هتيجي معانا فرح فريدة يا هشام؟

وأكمل كلنا رايحين علشانها وكمان علشان سليم الدمنهوري.

تنهد هشام بألم داخله وأجابه بهدوء مش هينفع يا أكرم علشان لبني.

نظر له مضيق عيناه وتحدث بإستغراب الدنيا دي غريبة أوي يا هشام، من شهر بالظبط إنت وفريدة كنتم مع بعض وبتسابقوا الوقت علشان تجهزوا كل حاجه قبل ميعاد فرحكم اللي كان بعد شهور قليله.

وأكمل بإستغراب إنهاردة فريدة بتتجوز من راجل غيرك، وإنت خاطب واحده غيرها، لا واللي يجنن أكتر إن كل واحد منكم مبسوط مع حبيبه الجديد.

وأكمل مفسرا إللي يشوفها يوم خطوبتها وهي بتبص لعيون سليم يقول إنها كانت بتعشقه من سنين، ولا هو ونظرته ليها!

وأكمل بتأكيد وإنت ولبني، برغم نظرة الحزن اللي سكنت عنيك من وقت ما سبت فريده، إلا إني لما بشوفك وإنت جايبها معاك في عربيتك وبتجري علشان تفتح لها الباب وتمسك إيدها بكل عنايه وحب،
ولا وإنت قاعد معاها في الكافيتريا ونظرات العشق اللي ما بينكم واللي ظاهرة للكفيف وبتأكد إنكم بتعشقوا بعض وإنكم متفاهمين جدا ومنسجمين.

وأردف قائلا أقولك على حاجه ومتزعلش مني يا إتش.

هز رأسه بموافقه فأسترسل أكرم إعترافه أنا حاسس إن إنت وفريدة مكنتوش بتحبوا بعض، ودالوقت كل واحد راح للشريك الصح اللي يستاهله بجد.

إبتسم هشام وتحدث بيقين كلها تدابير ربنا يا أكرم، أقدار مقدرها الرحمن، فريدة بنت حلال وتستاهل كل خير،
وأكمل بقلب متألم ربنا يسعدها ويتمم لها على خير.

إستمعا لطرقات فوق الباب وبعدها دلفت منه لبني بإبتسامتها الساحره ووجهها المشرق وتحدثت مساء الخير.

ردوا عليها وتحرك هشام سريع وجاورها وتحدثت هي بدعابه إنتوا بايتين هنا ولا أيه؟
ميعاد الخروج عدا.

وقف أكرم وتحدث وهو يتحرك إلى الباب الوقت سرقنا في الكلام أنا وإتش ومحسيناش بيه، بعد إذنكم.

وأنصرف هو وأبتسمت هي لحبيبها وأقتربت منه وتحدثت بدلال أنا عازمه نفسي على الغدا مع حبيبي، ها، يا تري هتغديني فين يا حبيبي؟

إبتسم لها بسعاده على شقاوتها ودلالها الذي يعشقه وأردف قائلا بإيجاب عيوني، إختاري المكان اللي يعجبك وشاوري عليه.

أجابته بعيون عاشقه لكل ما به أي مكان معاك هيكون جنتي يا هشام، المهم نكون سوا.

إنتفض داخله بسعاده وأجابها بنبرة صوت حنون طول العمر هنفضل سوا يا لبني، عمري ما هسمح لك تبعدي عن قلبي تاني أبدا.

إبتسمت وتحدثت بعيون هائمة ونبرة صوت أنثويه ناعمه أذابت كيانه وزلزلته بحبك يا هشام، بحبك.

كان ينظر لها بعيون ذائبه عشق، ومد يده لها، وضعت هي يدها وأحتضنت كف يده بعناية وتحركا للخارج متشابكين الأيدي بقلوب مطمئنه منتظرة بإشتياق لغد أفضل وحياة مشرقه.

بعد مدة كان يجلس أمامها يتناولان طعام غدائهما داخل إحدي المطاعم.

تحدثت هي بهدوء ونبرة صوت يكسو عليها رنين الحزن هشام.

نظر إليها وهو يمضغ طعامه وأردف متسائلا نعم يا حبيبتي.

تسائلت بصوت مختنق هو أنت وأكرم كنتم بتتكلموا عن فريده؟

أطال النظر لها ثم أجابها بنبرة صادقه أه يا لبني، أكرم كان بيسألني إذا كنت هروح معاهم الفرح ولا لاء.

تسائلت وهي تبتلع لعابها خشية ذهابه وإنت قولت له أيه؟

إبتسم لها وأجابها بعيون هائمة قولت له إن مش هينفع أروح علشان مشاعر حبيبتي متتأثرش!

إنت لسه بتحبها يا هشام؟ نطقت بها لبني وهي تترقب الإجابة بقلب ينتفض رعب.

إهتز داخله للحظات ولكن بلحظه حسم أمرة وأجابها بصدق يشعر به في حضرتها أنا عمري ما حبيت غيرك يا لبني،
وأكمل بهدوء أنا بس عاوزك تفهميني وتقدري حالتي كويس،
وأكمل بعرفان فريدة كانت حالة خاصه بالنسبة لي، فريدة كانت بر الأمان إللي وقفت عليه بعد توهت روحي اللي صابتني نتيجة بعادك يا لبني، وقفت جنبي في أصعب أيامي، هي اللي صنعتني من جديد، هشام الناجح الواثق من نفسه اللي قاعد قدامك ده صنع فريدة بعد ربنا.

وأكمل بصدق صعب أقدر أنسي أصالتها ونقاء روحها بالسرعة دي، ولو عملت كده هبقا مش إنسان سوي من جوايا وناكر للجميل، فهماني يا لبني؟

كانت تستمع له بروح ممزقه ونفس تجلد ذاتها بحده، على أنها تركته بلا عنوان وأبعدته عن أحضانها ورحلت دون أن تبدي له أسبابها.

شعر بها وبألمها، مد يده وأحتضن كف يدها الموضوعه بإحتواء وأسترسل حديثه برجاء إحتويني يا لبني وخليكي دايما جنبي، أنا لسه تايه ومشاعري مشتته محتاجه ترسي على بر،
وأكمل بنبرة مؤكده أنا بحبك ومتأكد من ده كويس أوي، بس أنا جوايا صراع وتشتت وده أمر طبيعي على فكرة، أنا إنسان وعندي مشاعر هي اللي بتحركني وبتقودني يا لبني، قلبي وعقلي مش جهاز بلحظة همحي اللي جواهم بضغطت زر وأصبح ناسي.

إبتسمت له وأردفت قائلة بإرتياح ظهر فوق ملامحها تعرف يا هشام، أنا كان ممكن أقلق منك ومصدقكش لو كنت قولت لي كلام غير ده،
صدقك وصدق مشاعرك خلوني أحترمك أكتر وأصدق كل حرف قولته لي.

وأكملت بغرور مصطنع كي تخرج حالها وتخرجه من تلك الحالة وبعدين أنا متأكده إني هعرف أرجعك لحضني زي زمان ويمكن أكتر، وكلي ثقة من إنك وإنت معايا هتنسي حتى إسمك، مش بس خطيبتك السابقه.

ضحك لها برجوله وغمز بعيناه قائلا بحماس هو ده بقا الشغل الصح، إديني في الدلع وزودي يا لبني.

أطلقت ضحكه أنثوية أشعلت بها نيرانه وأندمجا معا داخل عشقهما العائد من رحلته بعد طول غياب.

جاء المساء
حضر فؤاد وعائلته الكبيرة أشقائه وأبناء عمومته وأنجالهم جميعا إلى الأوتيل، ولكنهم إستغربوا عدم حضور سليم وأهله، فكان من المفترض أن يأتوا مبكرا لإستقبال المعازيم والترحيب بهم.

بعد مده حضر الثنائي على وأسما إلى القاعة وأستغربا أيضا عدم حضور سليم وأهله إلى الأن.

تحدثت أسما إلى على حبيبي، أنا هطلع لفريدة علشان أطمن عليها وإنت إتصل بسليم وإستعجلة وشوفه إتأخر ليه.

صعدت أسما للأعلي إلى فريدة وجدت الجميع يجلسون داخل بهو ال Suite يتأهبون لخروج فريدة من غرفتها، متشوقين لرؤيتها كعروس.

عايدة، عفاف، نهلة، بنات خالتها وعمومتها التي حضرن، نورهان التي كانت ترتسم فوق شفتيها إبتسامه وفرحه عارمه خارجة من القلب.

وبلحظة إنفتح باب الغرفه وظهرت تلك الجميله بثوبها الرقيق ناصع البياض، كانت أشبه بحوريات الجنة مما جعل كلهن ينظرن إليها منذهلات من شدة جمال تلك البريئه التي زادها الله نور على نور في يومها المميز هذا.

وذلك بفضل صفاء ونقاء قلبها وأيضا بفضل قربها من الله وحجابها الذي زادها توهجا وجمالا.

تهافتن جميعن عليها ليقدمن المباركات والتهاني مع شدة سعادتها وخجلها وتوترها أيضا.

نظرت لها عايدة وبدأت دموع الفرح بالهطول وهي تري صغيرتها بثوب زفافها وتحدثت الله أكبر عليكي وعلى جمالك يا فريدة، ربنا يا بنتي يحميك من العين ويتمم لك على خير.

أكملت خالتها عفاف بحب ربنا يبعد عنك العين ويكفيكي شر الحاقدين يا قلبي.

إبتسمت لخالتها وتحدثت تسلمي يا خالتو، عقبال سارة.

كانت تقف بجانب شقيقتها بقلب يتراقص فرح لأجلها، إستمعت لرنين هاتفها نظرت بشاشته وجدت نقش أحرف حبيبها، فانسحبت لشرفة ال Suite وردت بنبرة صوت أنثويه أيوة يا عبدالله.

تنهد ذلك العاشق وأجابها وحشتيني، هتجنن وأشوفك.

أجابته خجلا وبعدين معاك يا عبدالله، إصبر، كلها نص ساعة بالكتير وسليم ييجي وننزل كلنا مع فريدة.

أخذ نفس عالي وأردف قائلا بإعتراض بس أنا محتاج أشوفك حالا يا نهلة، قابليني عند مدخل الأوتيل، ما تدخليش القاعة.

ضيقت عيناها عندما فهمت المغزي من حديثه فتحدثت بنبرة لائمة طب ما تخليك دخري يا عبداللة وقول إنك حابب تقيم لبسي والميك اب بتاعي قبل ما أنزل بيهم القاعة؟

أجابها بحدة وغيرة عاشق مجنون يعني الهانم بردوا مسمعتش الكلام وحطت ميك اب؟

تنفست بهدوء لتهدئ من روعها وتحدثت بنيرة صوت ناعمه لتمتص بها غضب حبيبها الغائر صدقني يا عبدالله ده ميك اب بسيط جدا، ويمكن محدش ياخد باله إن أنا حاطة أصلا.

أردف قائلا بإصرار ونبرة صوت غاضبة نهلة، من غير كلام ورغي كتير تنزلي لي حالا.

دبت بأرجلها أرض وتحدثت من بين أسنانها بغيظ وإستسلام حاضر يا أستاذ عبدالله، ثواني وهكون عندك.

تسحبت بهدوء وهبطت للأسفل بعد إصرارة على رؤيتها،
وبعد قليل كانت تقف أمام ذلك المسحور بجمالها الذي تحدث قائلا بحنان وهو ينظر لعيناها مش أنا قولت لك قبل كده متحطيش كحل ولا أي حاجه في عيونك، طب أعمل فيكي أيه أنا دالوقت؟

نظرت له بهيام وتحدثت بهدوء هو أنت لقيت الفستان واسع والحجاب طويل قولت أنكد عليها في أي حاجه والسلام.

وأكملت بتساؤل بنبرة ساخرة تقدر تقول لي مالهم الكحل والمسكرة هما كمان؟

مخليين عيونك تسحر أي حد من أول طلة، قالها مسحورا بجمالها.

إبتسمت خجلا وتحدثت أعتبر ده مدح ولا ذم.

ده عشق يا نهله، قالها بعيون مغرمة
وأكمل بحنان إنت حلوة أوي يا نهله، وحلاتك دي فوق طاقة إحتمالي، وأكمل بنبرة غائرة هتجنن مش قادر أتخيل إن حد ممكن يبص لك ويشوفك حلوة أوي زي ما أنا شايفك بعيوني كدة.

أجابته بوجه بشوش كي تمتص غيرته طمن قلبك يا عبدالله، محدش هيشوفني زيك، علشان نظرة العاشق بتختلف، عيون العاشق بتشوف حبيبها في أبهي صورة ليه، ومستحيل حد غيرة يشوفه بنفس النظرة والصورة.

تنهد براحه بعدما إستطاعت تلك الماكرة الصغيرة أن تسحب كل غضبه وغيرته الشديدة عليها.

وصلت إليهما إعتماد والدة عبدالله التي خرجت تبحث عن ولدها بعدما لاحظت حضور معظم المعازيم وعدم وصول العريس وأهله إلى الأن.

إقتربت من وقفتهما وتحدثت وهي تنظر إلى نهلة بعيون منبهرة أيه يا نهلة القمر ده، معقوله الجمال ده كله هيبقا من حظ إبني.

إقتربت عليها نهله وأرتمت داخل أحضانها بحنان، ضمتها إعتماد بحب وأحتواء وتحدثت نهلة عيونك الحلوة يا طنط.

ثم خرجت نهله من أحضان والدة خطيبها
وتحدثت إعتماد بقلق ظهر فوق ملامح وجهها هو العريس إتأخر يا ولاد ولا أنا اللي بيتهئ لي؟

نظر عبدالله بساعة يدة وتحدث إتأخر عشر دقائق بس يا ماما مش فيلم يعني، إن شاء الله شويه ويوصل.

ثم نظر إلى نهلة أمرا بحب إطلعي إنت يا نهلة علشان تكوني جنب فريدة، وأنا هاخد ماما وندخل نستني العريس جوة.

داخل قاعة الزفاف.

بدأت المعازيم بالتوافد مع إستغراب فؤاد وأشقائه والحضور عدم حضور العريس وأهله إلى الأن.

وقف على مستغرب ثم أخرج هاتفه وطلب رقم سليم وأستغرب أكثر حين أعطي جرس وأنتهي ولم يجب سليم، فكرر على الإتصال ولكن دون جدوى، فبادر بالإتصال برقم قاسم ولكن فوجئ به مغلقا.

إقترب على من فؤاد الذي بدا على وجهه التوتر والقلق وتحدث مساء الخير يا أفندم،
نظر له فؤاد مستغرب إياه فأكمل على حضرتك متعرفنيش، لإننا للأسف متقابلناش قبل كده، أنا على غلاب صديق سليم وبشتغل معاه في ألمانيا.

نظر له فؤاد وكأنه وجد ضالته التي يبحث عنها وتسائل بلهفه طب قولي يا أبني بالله عليك، متعرفش سليم وأهله إتأخروا ليه؟

شعر على بالإشفاق على ذلك الأب الذي بدأ القلق يتسلل إلى داخله وتحدث مطمئنا إياه رغم قلقه هو شخصيا متقلقش يا أفندم إن شاء الله خير، أنا بتصل على سليم بس هو مبيردش، أكيد هو في الطريق وقريب من هنا، وأكيد عنده هيصه من فرحة أهله حوليه ومش سامع الجرس.

تحدث أحمد بنبرة غاضبه يحاول جاهدا السيطرة عليها بس المفروض يا باشمهندس إنهم يبقوا هنا من ساعه على الأقل، معظم الناس اللي جت دي ضيوفهم هما، وكان من الذوق إنهم يكونوا في إستقبالهم، مش يسبونا إحنا نقابل ضيوفهم اللي منعرفهومش ويحطونا في الموقف البايخ ده.

تنهد على وبدأ القلق يتسلل لداخله لصحة حديث ذلك الرجل
وتحدث بهدوء عكس ما يدور بداخله أنا أسف يا أفندم بالنيابة عنهم، أنا هتصل تاني على سليم وأستعجله
وأكمل وهو يتحرك ويمسك بهاتفه ليستعد لمهاتفة سليم بعد إذنكم.

كان يجلس بجانب والده ووالدته حول المنضدة الخاصة بجلوسهم، يترقب وصولها بقلب مشتعل من شدة الغيرة، وذلك من مجرد تخيلها وهي تتحرك بجانب ذلك المسمي بخطيبها،
وأشتعلت النار الحارقة بقلبه حينما تخيلها وهي تدلف من باب القاعة وهو يمسك بيدها بتملك،.

وأزداد الإشتعال أكثر فأكثر عندما إفترض أيضا أنه يمكن أن يصل به الحال بأن يراقصها ويقترب من جسدها وذلك ما لم يستطع مراد تحمله وخصوصا بعدما بات يعتمد ذلك الجسد ملكيته الخاصه،
فقط هي مسألة وقت بالنسبة له، فهو ينتظرها أن تحل خطبتها من ذلك الثقيل ويطلبها هو للزواج الفوري وذلك لعدم إستطاعته الصبر على الإبتعاد أكثر.

نظرت إليه والدته بإستغراب وتحدثت بتساؤل خير يا مراد، مالك يا أبني ماشلتش عينك من على الباب من وقت مقعدنا كده ليه؟
وتسائلت بنبرة خبيثة إنت مستني حد؟

نظر إليها وتحدث بثبات إنفعالي أجاده هستني مين يعني يا ماما، بصراحه أنا مستغرب الفرح أوي، أول مرة أحضر فرح والاقي العروسه وأهلها والمعازيم يوصلوا قبل العريس وأهله.

أكد صادق على حديثه قائلا بتعجب أنا كمان مستغرب الموضوع ده أوي، غريبة فعلا، الموضوع شكلة كدة مش ظريف.

ردت هناء مفسرت بإستنكار أمال الشافعي طول عمرها وهي كده، شخصية متعاليه وتحب تظهر في الصورة وتجذب العيون كلها عليها، دايما في الحفلات توصل أخر واحده علشان تشد إنتباه الجميع ليها.

رد مراد بنبرة حاده معترضه وغاضبة من تلك الريم لتأخرها على قلبه الكلام ده ممكن يحصل في الحفلات العادية، بس مش لدرجة إنها تتعمد تعمل كده في فرح إبنها، دي إسمها جليطة وقلة ذوق منها ومن جوزها وأولادها.

رفعت كتفيها بإستسلام وتحدثت كل واحد وتفكيرة بقا يا مراد.

زفر هو وأرجع بصره مرة أخري وثبته على مدخل القاعة ينتظرها بقلب مشتعل غاضب منها وعليها.

بعد مرور ساعة كاملة.

وقف صالح وأحمد بجانب شقيقهما وتحدث صالح الأخ الأكبر لفؤاد بنبرة مرتبكه وبعدين يا فؤاد، العريس إتأخر أوي وشكلنا بقا وحش قدام المعازيم، وأكمل بنبرة حادة إتصل بيه وشوفه إتنيل إتأخر كده ليه.

أجابه فؤاد بعيون زائغة والقلق بدأ يتملك من داخله بتصل بيه يا صالح ومبيردش، وأبوة تليفونه مقفول.

تحدث أحمد بتساؤل يعني أيه الكلام ده، رجعوا في كلامهم ومش هيتمموا الجوازة؟

نظر له فؤاد بنظرات مرتعبه فأكمل صالح ليهدئ من روع أخيه المريض فال الله ولا فالك يا أحمد، أكيد الطريق زحمه وزمانهم على وصول.

في تلك الأثناء إقترب عليهم المأذون الشرعي وتحدث بتملل وبعدين يا حضرات، العريس إتأخر جدا وأنا كمان إتأخرت، أنا عندي كتب كتاب تاني بعد ساعه ولازم أتحرك حالا علشان ألحقه.

إقترب علي من وقفتهم وتحدث إلى المأذون إصبر شويه يا مولانا، إن شاء الله زمانهم على وصول.

تحدث المأذون الشرعي بإعتراض مش هينفع يا حضرة، أنا إتفاقي مع العريس إن كتب الكتاب هيكون الساعه 9، الوقت الساعه عدت من 1 وأنا مش مسؤول عن التأخير ده كله.

وبالفعل إنسحب المأذون تحت إنهيار فؤاد الداخلي الذي رمي حاله فوق المقعد بإهمال تحت نظرات جميع الحضور المشفقه والمستغربه عدم حضور العريس إلى الأن.

داخل ال Suite بالأعلي.

كانت تجلس شاردة تنظر أمامها والقلق يتغلغل داخل أوصالها.

يجلس أيضا جميع من حولها بوجوة وقلوب حزينة، عدا تلك الشامته التي تشعر بإنتصارا وفرحه تغزو قلبها ليس لها مثيل.

تحركت إليها والدتها وتحدثت بترقب فريدة، قومي يا بنتي كلمي سليم في التليفون وشوفيه إتأخر كده ليه، أبوكي بيكلمني وبيقولي إن الناس بدأت تقلق وفيه منهم اللي مشي.

فاقت على صوت والدتها ووقفت وهي تتحدث بنبرة صوت مرتبكة تنم عن داخلها المشتت حاضر يا ماما، هدخل أكلمه من جوة.

وبالفعل دلفت للداخل وأوصدت عليها باب الغرفه بإحكام.

وبيد مرتعشة ضغطت على زر الإتصال الذي أعطاها جرس وترقبت هي بإنتفاضه أملا أن يجيبها، ولكن للأسف خاب أملها وأنتهي وقت الإتصال دون إجابه، فعاودت الإتصال مرارا وتكرارا وتظل النتيجه واحدة، وهي عدم الإجابه.

فقررت الإتصال من جديد ولكنها صدمت حين إستمعت لقطع الإتصال، نظرت بشاشة هاتفها بذهول وعدم تصديق، وأعادت الإتصال مرة أخري، ولكن ما أكمل على قلبها أنها فؤجئت تلك المرة بغلق الهاتف نهائيا.

أجحظت عيناها بصدمة وذهول إنتاباها، وهنا قد خارت قواها وأعلنت روحها الاستسلام لما هو أت، أرتمت أرض بإهمال وجلست تبكي بذهول ومرارة.

وبرغم كل ما يحدث حولها مازال داخلها صوت يحدثها ويعطيها أملا ويأمرها بأن تضع له ألف عذرا وعذرا.

أمسكت هاتفها من جديد وضغطت لتسجيل رسالة صوتيه وتحدثت بصوت مهزوزا مرتعش ينم عن مدي ضعفها وأنهيار داخلها إنت فين يا سليم، سايبني ليه كل ده لوحدي من غير ماتطمني.

وأكملت بصوت راجي أرجوك رد عليا وماتسبنيس كده وأنا مش فاهمه حاجه.

وبلحظه إنهارت قواها وبكت بإنهيار لم تستطع التحكم به قائلة برجاء تعالي يا سليم بقا، أنا وأهلي شكلنا بقا وحش أوي قدام الناس، طب بلاش علشان خاطري، تعالي علشان خاطر بابا وقلبه التعبان.

وبكت بشهيق وصوت يدمي القلوب وأكملت بإستعطاف علشان خاطر ربنا يا سليم أوعا تعمل فيا كده، لا أنا ولا أهلي نستاهل منك فضيحة بالشكل ده، أبويا قلبه مش هيتحمل يا سليم، والله ما هيتحمل.

ثم ضغطت زر الإرسال، وأجهشت ببكاء مرير على حظها العثر الذي يلازمها أينما ذهبت.

أما بالأسفل.

تحرك أحمد إلى فؤاد وتحدث بنبرة حادة يلا بينا نروح يا فؤاد، كفيانا فضايح وفرجة الناس علينا لحد كده، الناس زهقت وفيهم إللي مشي أصلا، والبيه شكله خلاص مش جاي.

أماء له فؤاد بإستسلام وهاتف عايدة المنهارة وأمرها أن تجلب إبنتيها وتهبط للأسفل للمغادرة، فيكفيهما إهانه إلى هذا الحد.

أبلغت عايدة نهله أن تدلف لفريدة وتخبرها بأنه وجب عليهم الرحيل، وبالفعل دلفت لها نهلة وجدتها تنبطح أرض، شاردة تنظر أمامها في الفراغ، بوجة ملطخ بالدموع.

تحركت إليها نهلة وجثت على ركبتيها وهزتها بحرص لتستفيق مما هي عليه وتحدتث بترقب يلا بينا علشان نروح البيت يا فريدة.

نظرت لها بتيهه وهزت رأسها وأردفت قائلة برفض وأعتراض هيستيري أنا هستني سليم يا نهلة، هو وعدني إنه هييجي، سليم وعدني إنه مش هيسبني ولا هيوجع روحي تاني، وأنا مصدقاه وهستناه،
وهزت رأسها بشرود وأكملت بعيون زائغة تنظر هنا وهناك وهو هييجي، مش هيتأخر، أكيد هييجي.

كانت تستمع لشقيقتها ودموع قلبها تزرف قبل عيناها وأردفت قائلة بنبرة صوت توحي لقلب يتقطع لأجل عزيزة عيناها وغاليتها، شقيقتها معدومة الحظ سليم مش جاي يا فريدة، سليم قفل تلفونه هو وبباه علشان محدش يكلمهم تاني، وأكملت بنبرة صوت محبطة يعني خلاص، خلصت يا فريدة.

تحركت إليهما أسما ووقفت تنظر عليهما بترقب وتحدثت بهدوء سليم مش وحش كده يا نهله، أنا متأكدة إن فيه حاجة كبيرة أوي حصلت وهي اللي منعت سليم من الحضور.

إستمعن لصوت تلك الحقودة يصدح من خلفهم قائلة بغل لم تستطع مداراته وياتري بقا أيه هي الحاجه اللي ممكن تخلي عريس يسيب عروسته يوم فرحها في وسط المعازيم هي وأهلها بالشكل المهين ده؟

نظرت لها أسما وتحدثت بتيهه معرفش، بس أكيد حاجه خارجه عن إرادته.

أجابتها بنبرة ساخرة أنا بقا أقول لك أيه هي الحاجه اللي خارجه عن إرادته ومنعته من الحضور،
وإكملت بحقد دفين وعيون تطلق سهام قاتلة الحاجه دي تبقي ندالته وخسته وعدم رجولته واللي هي مش جديدة عليه أصلا ومش أول مرة يعملها معاها،
وأشارت بيدها على فريدة وأكملت لكن للأسف المسكينه دي هي اللي دفعت تمن طيبتها وتصديقها ليه مرة تانية من جديد،.

وأكملت لتزيد من غضب فريدة وحقدها عليه فضل يدحلب لها ويضحك عليها لحد ماصدقت كذبه وسابت هشام، الراجل المحترم اللي كان بيعشق التراب اللي بتمشي عليه، علشان واحد ندل جبان ميعرفش عن الرجوله شيئ غير وصفه اللي مكتوب في بطاقته الشخصية.

تحدثت أسما بإعتراض مدافعه عن صديقها وصديق زوجها أنا ما أسمح لكيش تتكلمي عن سليم بالطريقة الهجومية واللا أخلاقيه دي.

نظرت لها فريدة وهي تهز رأسها وتتحدث بهيستريا ونبرة غاضبه بعدما تأثرت بحديث نورهان نورهان بتتكلم صح، بتدافعي عنه وواثقه فيه للدرجة دي ليه؟
، علشان صديق جوزك؟
وأكملت بإتهام طب وإذا كان جوزك نفسه شارك في غشي زمان معاه وكذب عليا، يبقا أيه بقا اللي مخليكي واثقه إنه مش كده؟

كادت أسما أن تتحدث أوقفتهما نهله التي صاحت بهما بحده كفاية بقا حرام عليكم، إنتوا شايفين إن ده وقت الكلام في الموضوع ده، مش شايفين حالتها قدامكم عامله إزاي؟

وأكملت وهي تساعد شقيقتها على النهوض يلا يا قلبي، بابا مستنينا تحت علشان نروح.

تحركت إليها سارة إبنة خالتها عفاف وأسنداها حتى وقفت وتحركا للأسفل بخيبة أملهم ويد خاويه من الوصال.

وجرت أسما للأسفل بقلب يذرف دم وتحدثت إلى على الذي يقف والقلق يسيطر على كل تفكيرة ويشل حركته.

أردفت أسما بتساؤل ونبرة قلقه سليم قافل تلفونه ليه يا علي؟

أجابها بشرود مش عارف يا أسما، أنا هتجنن وهموت من القلق عليه، ولا هو ولا بباه ولا حتى حسام بيرد على تليفونه.

ثم نظر لها وتحدث بلهفه معكيش رقم تليفون ريم ولا مامته نكلمهم.

هزت رأسها بنفي قائلة للأسف لا يا علي، العلاقه بينا متسمحش بإننا نتبادل أرقام التليفونات.

وبلحظه رفع الجميع وجوههم لأعلي ينظرون على تلك المسكينه ذات الحظ العثر وهي تنزل الدرج بهيئة مزرية وعيون ذابلة منتفخة من أثر الدموع،
وبدلا من أن ينتظرها عريسها أسفل الدرج ليأخذها بسعادة وينطلقا إلى جنة عشقهما سويا.

وجدت عيون الحاضرين تخترق روحها بنظرات أشبه بخناجر مسمومة تصوب نحو جسدها الهزيل وتهاجمه بلا رحمة لتحوله لأشلاء صغيرة مبعثرة.

متسائلين فيما بينهم وهم يتهامزون ويتلامزون بالكلمات الخبيثة عن ما هو سبب ترك عريس لعروسه ليلة زفافهما.

ذهب إليها عمها أحمد وحاوطها برعاية ودفن وجهها داخل أحضانه خشية عليها من عيون البشر ونظراتهم المختلفه.

فمنهم من يصوبون أنظارهم بسهام قاتلة بإتجاهها غير مبالين بحالتها وما أوت إليه تلك المسكينة،
ومنهم من يرأفون بحالتها وينظرون لها بعين الشفقة والرحمة.

ومنهم من يتهامزون بكلماتهم الخبيثه تحت أنظارهم القاتلة لبرائتها.

تحدثت إعتماد إلى عايدة التي تحاول التماسك فقط لأجل مساندة غاليتها في مصيبتها الكبري قلبي عندك يا عايدة.

أجابتها عايدة بهدوء الحمدلله على كل حال يا أعتماد، قدر الله وماشاء فعل.

أمسك فؤاد الميكرفون وتحدث للحضور بصوت قوي إستمده من إيمانه بالله أنا أسف جدا يا جماعه، العريس حصلت له ظروف طارئة وللأسف مش هيقدر ييجي وهنضطر نأجل الفرح لوقت تاني وهنبقي نبلغكم بيه إن شاء الله، إتفضلوا حضراتكم وأسف مرة تانيه ليكم.

تعالت الهمهمات والأحاديث الجانبية داخل القاعة، كل يسأل عن سبب عدم حضور العريس وعائلته.

تحركت بإتجاة الخارج محاطة من عمها ووالدتها.

جسدا بلا روح، عقلا بلا إدراك، قلب بلا حياة، كيانا بلا شعور.

إعترض طريقها ذلك المراد وأوقفها ونظر لها بتعاطف وتحدث بقوة مؤزرا إياها قلبي عندك يا باشمهندسه.

رفعت وجهها تنظر إليه بإنكسار وتيهه.

فتحدث بقوة وهو يعطيها بطاقته التعريفيه أنا دكتور مراد صادق الحسيني، إبن صادق الحسيني مالك شركات الحسيني للأدويه، وحبيت أبلغك إني واقف معاك وفي ضهرك في أي إجراءات قانونية حابه تتخذيها ضد اللي إسمه سليم ده هو وأهله.

هزت رأسها بطريقة هيستيرية وتحدثت إجراءات أيه اللي بتتكلم عنها يا دكتور، هو بعد الدبح ينفع للمدبوح الإعتراض، الحاجه الوحيدة اللي مسموح بيها للمدبوح هي رقصة الموت، وأنا رقصتها.

وأكملت بإستسلام تام قضي الأمر وأنتهي العرض يا دكتور.

نزلت كلماتها المعبرة على قلبه الرقيق جلدته وأحرقته، ومن يشعر بألام ذبحها غيره، وكيف لا يشعر بها وهو الذي مر بنفس تجربتها الأليمة، وشعر بجلد البشر لذاته وعيونهم التي لا ترحم ضعيف أهلكت روحه الحياة.

شعر بالأسي تجاهها وتهاوت روحه حين تذكر واقعته وكأن التاريخ يعيد نفسه مع إختلاف الأحداث والأشخاص.

مد أحمد يده بهدوء وأتخذ من يده البطاقه وتحدث وهو يحث إبنة أخيه على المضي قدم متشكرين لذوقك يا دكتور، وبالنسبه لبنتنا إحنا هنعرف نجيب لها حقها من الحقير ده هو وأهله.

وتحركوا للأمام.

تحرك صادق إلى ولده وجذبه من ذراعه بعنف وتحدث إليه بنبرة حادة إنت أيه اللي بتهببه ده يا أفندي، إحنا مالنا يا أبني بالموضوع ده، ندخل نفسنا في مشاكل ملناش فيها ليه؟

نظر لأبيه وتحدث بحده مالنا إزاي يا بابا، ده واحد معندوش ضمير لا هو ولا أهله، كسر بنت بريئة زي دي وخلاها فرجة لشوية ناس معدومة الضمير علشان يجلدوها بكلامهم ويسنوا سكاكينهم عليها و كل واحد يقطع في لحمها بطريقته،
وأكمل بإصرار دي واحده مظلومة وأنا واجبي يحتم عليا إني أقف معاها وأساندها في محنتها.

نظر لإبنه وزفر بإستسلام لرأسه العنيد.

وتحدثت والدته إسمع كلام بابا يا مراد وملكش دعوة يا أبني.

كانت تقف بعيدا عن وقفتهم ممسكه بهاتفها تسجل به فيديو لتوثيق حالة تلك الحزينة المزرية، وهي بكامل إنتشائها وفرحتها، إنها تلك الصديقه المزيفه المسماه بنورهان، معدومة الضمير ذات القلب المتيبس عديم الرحمه،
حيث كانت تشعر بسعادة وأنتشاء غير طبيعي وهي تنظر إلى عدوتها اللدود وتري إنهيارها أمام عيناها وفضيحتها أمام العلن والتي ستلازمها على مر الزمان، بل وتسجل تلك اللحظه وكأنها تسجل إحدي إنجازاتها.

ثم ضغطت زر تسجيل رسالة صوتيه وتحدثت بإنتشاء ونبرة صوت شامته كله تمام يا باشمهندس، المولد إنفض زي ما أنت عاوز بالظبط، وأنا سجلت فيديو خروجها من الأوتيل وبعته للرقم إللي إنت بعته لي في رسالتك،
وأكملت بجشع وحقارة مستنيه مكافأتي اللي وعدتني بيها توصل لي على حسابي.

كانت تتحرك بصحبة أهلها تاركين المكان بقلوب محطمة.

أوقفهم مدير الأوتيل قائلا بإحراج أحنا أسفين جدا للي حصل يا أفندم، أنا عارف إن الظرف مش مناسب أبدا لكلامي في الموضوع ده، بس أرجو المعذرة، ده شغلي وأنا هنا موظف وبنفذ الأوامر ليس إلا.

أردف زياد نجل عمها أحمد قائلا بنفاذ صبر ياريت يا حضرت تدخل في الموضوع على طول وبلاش المقدمات الطويله دي، إنت أكيد شايف حالتنا قدامك.

أجابه المدير بإحترام أنا أسف مرة تانيه يا أفندم، الحقيقه إن حساب الأوتيل ما أتقفلش، فبعد إذنكم حد منكم يتفضل معايا على الحسابات علشان نقفل حساب الليلة.

أجابه أحمد بحدة بالغه وأعتراض والله البيه اللي حجز معاكم يبقا يبجي يحاسبكم، لكن إحنا كفاية علينا حاسبنا على الفضيحه، مش ه.

لم يكمل جملته لمقاطعة فريدة له حيث وجهت حديثها إلى المدير بهدوء حالا يا أفندم هتاخد حسابك.

ثم نظرت إلى والدتها وتحدثت بهدوء من فضلك يا ماما، طلعي الكريدت كارد من الشنطه وأديها ل زياد علشان يدفع بيها الحساب.

أردف على غلاب الذي يجاورها هو وزوجته الباكية لإنهيار حلم صديقها أمام أعينها.

تحدث بنبرة خجله من فضلك يا فريدة خليني أنا إللي أحاسب مكان سليم.

نظرت داخل عيناه وتحدثت بقوة لم تدري من أين إستمدتها أنا وأهلي اللي حضرنا الحفلة والفضيحة كانت من نصيبا إحنا يا باشمهندس، وأنا كنت نمرة الليله وفرجة المعازيم وسخريتهم،
وأكملت بقوة يبقا أنا إللي لازم أحاسب على الليلة كلها، وده أقل تمن أدفعه قصاد غبائي للمرة التانيه على التوالي.

زاد شهيق عايدة وتحدثت حسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله ونعم الوكيل فيك يا سليم إنت وأهلك، قادر عليكم ربنا، قادر يجيب لبنتي حقها منكم.

تعالت شهقات جميع الموجدات من أهلها وأزداد نحيبهن وبكائهن.

تحدث أحمد بحده ناهرهن مش عاوز أسمع صوت واحده فيكم، مفهووووم.

ثم نظر إلى علي بحدة وأردف قائلا بغضب تام قول لصاحبك لو حاول يقرب من بنت أخويا تاني قسما بالله هقتله ومش هيبقا له عندي ديه.

ثم إحتضن إبنة شقيقه بعنايه وتحدث ليحثها على التحرك للأمام يلا بينا يا بنتي كفيانا واقفه، الناس كلها بتتفرج علينا.

هزت له رأسها بطاعه وتحركت بساقين مرتعشتان تكاد تحملاها بصعوبه، شعر عمها بتعبها فأسندها جيدا كي لا تنهار أرض وجري عليها أسامة وأبعد والدته المنهارة وأحتوي شقيقته ساندا إياها بقوة بجوار عمه.

وتحرك عبدالله بجانب عايدة ونهله المنهارتان وتحدث يلا بينا يا ماما.

تحركوا جميعا إلى منزل فؤاد بخيبة أمل تلازمهم وفضيحة ستلازم إبنتهم لأخر حياتها.

تري ما الذي حدث وجعل سليم يتراجع بأخر لحظة عن إتمام زواجه من معشوقة عيناه ومني روحه؟!

ولما أغلق قاسم هاتفه؟!

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

فلاااااش باااك
منذ ما يقارب من إسبوعان.

كانت تجاور شقيقتها بالجلوس، نطقت بإستهجان ناظره إليها بإندهاش يعني أيه الكلام ده يا أمال، معقولة توافقية على الجنان ده؟!
تحدثت أمال بإستسلام وكنت عوزاني أعمل أيه قدام إصرارة يا أماني، إنت فاكرة إن سليم كان بياخد رأيي؟

وأكملت بيقين سليم كان بيبلغني بقرارة يا أماني، وسواء وافقت ولا رفضت كان هيتجوزها يعني هيتجوزها، من الاخر كده مكنتش هتفرق معاه موافقتي من عدمها
أردفت أماني بتساؤل متعجب أفهم من كلامك ده إنك خلاص إستسلمتي وقبلتي ببنت الحواري دي زوجة لإبنك؟!

أجابتها بقوة ورفض قاطع لا طبعا، أيه التخاريف اللي بتقوليها دي يا أماني، على جثتي لو بنت الحواري دي دخلت بيتي وبقت مرات سليم
تنهدت أماني وزفرت بإرتياح وأردفت قائلة بهدوء أيوة كده طمنتيني، وياتري ناوية على أيه؟

أجابتها من بين أسنانها بغيظ وتشفي ناوية أفضحها هي وأهلها وأخلي سيرتهم على كل لسان علشان يعرفوا إنهم لعبوا وإتحدوا الخصم الغلط.

وبدأت تروي لها ما ستفعلة وما أوتي بخيالها المسموم من فكرة شيطانية قد أوحي لها بها ذلك الشيطان المسمي بحسام،
والذي خطط لكل هذا بعزيمة قوية وإصرار تام حتى يقف ويشاهد بإستمتاع تدمير وذبح قلب سليم وهو يترك عشقه الأبدي وحب حياتة بلا رجعة، والذي يعلم جيدا أنه وبتواجده معها سيحيا حياة العاشقين ويتنعم داخل أحضانها بهناء وسعادة مطلقة.

وهذا ما لايتمناه حسام لعدوة اللدود منذ الصغر والذي يكن له كره وعداوة غير مبرره ترجع أسبابها لسواد قلبه المليئ بالحقد ناحية ذلك السليم
بعد مدة تحدثت أماني بحذر وتفتكري إن عزمي وسميرة وندي هيساعدوكي لله فا لله كده، أنا خايفه يكونوا بيخططوا ويوقعوا سليم في شباك بنتهم، وساعتها هتكوني خرجتي من حوار بنت الحواري على بنت عزمي وسميرة، وما أدراك ما عزمي وسميرة يا أمال!

أجابتها بهدوء حسام هو المسؤول قدامي وهو اللي طلب منهم المساعده علشان يرضيني، وأكملت بإطمئنان وبعدين متقلقيش، أنا فايقه لهم كويس أوي، أهم حاجه عندي الوقت إني أخلص من البنت دي، وبعدها أي حاجه تهون.

عوده للحاضر.

مساء يوم الزفاف بمنزل قاسم الدمنهوري
كان يقف أمام مرأته يرتدي قميصه الأبيض أمسك بزجاجة عطره المميز ونثره على جسده بسخاء وإفراط، ثم أغلق زرائر القميص وأكمل إرتداء حلة زواجه السوداء بقميصها الناصع البياض وببيونة جعلت منه وسيم للغايه،
صفف شعره وهندم ذقنه ثم أخذ نفس عميق وأخرجه بإسترخاء ونظر لحاله في إنعكاس المرأة برضا تام.

كاد قلبه أن يخرج من مكانة ويتركه من شدة ضرباته التي تشبه صوت دق طبول الحرب المعلنة عن تقارب لقاء العشاق الذي طال إنتظارة.

ثم تحرك للخارج
نظر للحضور حيث كان البهو مكتظ بالجميع وهم ينتظرون خروجه كي يذهبوا معا إلى المكان الذي ستقام به مراسم الزفاف.

إقترب عليهم وبسمة تحتل ثغرة، ينظر للجميع بسعادة، والدته، والده، شقيقته، حسام، ندي التي زينة ثغرها بإبتسامة سعيدة، وسميرة التي تنظر إليه بتشفي لما هو قادم عليه، أماني والتي حضرت لحالها دون زوجها وولدها اللذان سبقوها إلى العنوان المزيف التي أرسلتهما إليه حتى لا يتواصلا مع فريدة وأهلها ويساعداهما في الوصول إليهم.

جرت إليه ريم وأحتضنته بسعادة وقبلته قائله بحنو ألف مبروك يا حبيبي، زي القمر يا سليم، ربنا يتمم لك بخير
إبتسم لشقيقته وتحدث بسعادة بالغة الله يبارك فيكي يا حبيبتي، عقبالك يا ريم.

تحرك والده إليه بإبتسامة حانيه وأحتضنه بسعادة بالغه مربت على ظهره بحنو وتحدث قائلا ألف ألف مبروك يا حبيبي، عشت وشفتك عريس يا سليم، عقبال ما أشوف عوضك يا أبني
أجاب والده بسعادة في حياة عينك يا حبيبي إن شاء الله.

ثم حول بصره إلى تلك الواقفه ويظهر عليها التعب، تحرك إليها وتحدث مداعب إياها هي حبيبتي مش هتبارك لي ولا أيه؟
إبتسمت بوهن وتحدثت بصوت ضعيف مفتعل إزاي بقا يا حبيبي، ده أنا سعادتي إنهاردة ماتتوصفش، ده اليوم اللي بتمناه من سنين يا سليم.

نظر لها بتوجس وأردف متسائلا بقلق مالك يا ماما؟
بدأت تتهاوي بوقفتها وتحدثت بضعف ووهن مصتنع بإتقان مفيش يا حبيبي، متقلقش، أنا كويسه.

قالت كلماتها وأمسكت ذراعه وهي تصرخ متأوة قبل ان تقع أرض فاقدة الوعي إلحقني يا سليم
صرخت ريم وجرت عليها هي وأماني التي حملت رأسها من على الأرض ووضعتها فوق ساقيها أماااال، مالك يا حبيبتي، ردي عليااااا.

جري الجميع وهم يدنون من مستوي وقوعها وبدأ سليم بمحاولة إفاقتها والقلق ينهش داخلة.

نظرت أماني إلى سميرة وتحدثت بهلع مصطنع إتصلي يا سميرة بسرعة على عزمي يكلم دكتور منير صديقه يبعت لنا عربية إسعاف مجهزة.

تحدثت سميرة برافوا عليكي يا أماني، كانت تايهه عني فين دي.

ونظرت إلى ندي وأردفت قائلة بتخابث بسرعة يا ندي إتصلي ببابا.

تحدثت ندي ما أنتي عارفه يا مامي إن فوني مسقط شبكة من إمبارح.

نظرت أماني إلى سليم الجالس مقابلا لها وأردفت بنبرة متعجله إديها تليفونك بسرعه يا سليم تكلم خالك يبعت لنا عربية إسعاف مجهزة.

تحركت ندي ودنت من مستواه وأردفت بنبرة متلهفة بسرعة يا سليم.

لم يكن يعي لأي شيئ من حوله غير وقوع غاليته المفاجئ، هز رأسه بطاعه وأخرج هاتفه من دون وعي وضغط على كلمة المرور أمام أعينها وأعطاها إياه.

أجرت منه إتصالاها وأختفت من المكان بأكمله.

وبعد حوالي 2 دقيقة كان سليم وقاسم يجاوران تلك المخادعة داخل عربة الإسعاف والتي كان حسام متفق مع سائقها مسبق على أن يتحرك بهدوء ويتوههما بشوارع شديدة الإزدحام حتى يصعب عليه التحرك والمرور من بين السيارات ولا يوصلهم إلى المشفي المتفق عليه إلا بعد مرور الساعه والنصف على الأقل، حتى إقتراب فوات ميعاد الزفاف وإنقضاء وقته المحدد.

كان يجلس بجانبها ممسك بكف يدها يطمئنها
ينظر لها بألم يمزق داخله وهو يراها ترتدي ماسك التنفس الإصطناعي وتنظر إليه بعيون ضعيفه ونظرات يغلب عليها طابع الإنكسار ودموع التماسيح تزرف من عيناها بوهن.

أردف قائلا بعيون مطمئنه عكس ما يدور داخله من قلق ينهش قلبه خوف على عزيزة عيناه، غاليته، والدته الحبيبه متخافيش يا حبيبتي، إن شاء الله هتبقي كويسه، هنوصل المستشفي وهيسعفوكي وهتبقي زي الفل.

أكد ذلك الجالس بالجهه الاخري على حديث ولده قائلا إن شاء الله، إتحملي يا أمال كلها شوية وهنوصل.

ثم نظر إلى المسعف الجالس بجانب أمال يمثل إسعافها
وجه قاسم حديثه إليه هي العربية مبتتحركش ليه؟

أجابه ذلك المخادع الشوارع زحمة جدا يا أفندم، شوية وهتروق وهنوصل.

نظر سليم إلى والده متذكرا حبيبته المنتظرة وصوله وكأنه كان خارج نطاق الواقع وعاد فجأة.

مد يده داخل جيبه سريع ليلتقط هاتفه ويطمئن على صغيرته ويخبرها بما جري كي لا تقلق وتنتظر مجيئة.

إنصدم حين تذكر أن ندي إستعارته منه كي تهاتف منه والدها
زفر بضيق ونظر إلى والده محدث إياه بابا من فضلك إديني تلفونك أتصل بفريدة وأطمنها، للأسف نسيت فوني مع ندي.

مد قاسم يده داخل جيب سترته وأخرج منه هاتفه وأعطاه إياه، نظر سليم بشاشته وضغط عليه لتشغيله، لكن تفاجأ بفروغ البطاريه فحاول مرارا وتكرارا ولكن جميع محاولاته بائت بالفشل.

نظرت إليه أمال ورجعت بذاكرتها حين إستغلت وجود قاسم داخل المرحاض وأسرعت بإستبدال بطارية هاتفه بأخري غير صالحة.

زفر سليم وأرجع شعر رأسه للخلف في حركة تعصبيه وتحدث البطاريه فاضيه يا بابا.

نظر له قاسم متحدث بنفي فاضيه إزاي يا أبني، أنا شاحن الفون قبل ما أجي بنفسي.

زفر سليم بضيق ثم حول بصرة لذلك الجالس وتحدث برجاء ممكن بعد إذنك أعمل مكالمة من تلفونك؟

تحدث ذلك الملاوع أنا معييش تلفون يا أفندم وده بناء على التعليمات علشان متشوش على الاجهزة الموجوده في العربية هنا.

نظر له سليم بإستغراب من حديثه الغير واقعي بالمرة وتحدث طب ممكن تطلب من السواق يديني.

ولم يكمل جملته حينما لاحظ تشنج والدته وأرتعاش جسدها بالكامل، إرتعب داخله هو وقاسم.

وأسرع ذلك المخادع بتوصيل إحدي الأجهزة إلى قلبها وإعطائها إبرة مليئة بالفيتامينات المكملة غذائيا
وأدعي أنها مهدئة للتشنجات حتى إيصالها للمشفي.

أما ريم التي كانت تبكي بشدة وهي تجاور حسام الذي يتحرك بسيارته ذاهبا بها إلى المشفي، أمسكت هاتفها ونظرت بشاشته كي تحادث شقيقها وتطمئن منه على حالة والدتها،
زفرت بضيق وأردفت قائلة معرفش تلفوني ماله إنهاردة، مش لاقط شبكه خالص.

إبتسم داخل ذلك الماكر حين تذكر أنه طلب من صديقه مهندس الإتصالات أن يقطع الخدمة عن هاتفها اليوم بأكمله حتى لا تستطيع أن تهاتف فريدة، أو تستقبل أية مكالمات.

و تحدث بنبرة خبيثه تقريبا كده في عيب في الشبكة إنهاردة، أنا كمان فوني مش لاقط شبكه نهائي.

تحدثت بدموع غزيرة مش عارفه أيه إللي بيحصل لنا ده كله، وأمتي، يوم فرح سليم اللي كلنا كنا منتظرينه بفارغ الصبر.

أجابها بتخابث إهدي يا حبيبتي من فضلك، كل حاجه هتبقي كويسه.

أما سليم.

ضل على ذلك الوضع الصعب ما يقارب من الساعة حتى وصلوا للمشفي تحت إنهياره ورعبه من فكرة فقدانه لوالدته، وفكرة ما يدار الأن بعقل صغيرته.

وجدوا عزمي وأماني وسميرة بإنتظارهم
وفوجئوا بإستعدادات على أعلا مستوي كي يوهما سليم وقاسم بصعوبة حالتها وخطورتها، تحرك بها الممرضين سريع إلى غرفة الإنعاش.

وكان بإنتظارها الطبيب ذو السمعة الملوثه الذي باع ضميره المهني بحفنه من الأموال الطائلة قد أعطته له تلك الكاذبه المدعية للمرض، بمساعدة ذلك الحقير المسمي بحسام قبل يومين وهو يتفق معه.

دلف إليها الطبيب ثم خرج بعد مده بسيطه وتحدث بأسي مصطنع للأسف، الأعراض والكشف الأولي بيشيروا إلى ذبحة صدريه.

جحظت أعين سليم من هول ما أستمع وأرتعب داخل قاسم الذي تحدث طب وحالتها أيه يا دكتور؟

أجابه بإدعاء كاذب للأسف، الحالة خطيرة جدا ومحتاجه لمعجزة، أنا هدخل حالا وهحاول بكل جهدي أنقذ الحالة.

ثم نظر للجميع بأسي مصطنع وتحدث بمكر كي يدب الرعب داخل أوصالهما إدعولها، هي حاليا محتاجه لدعواتكم أكتر من أي وقت.

ودلف لغرفة الإنعاش من جديد تحت صدمة سليم وقاسم.

صاحت أماني بصياح وعويل يا حبيبتي يا أمال، كان مستخبي لك فين ده كله يا قلبي، يارب أقف معاها يارب.

إحتضنتها سميرة وتحدثت بإدعاء كاذب إهدي يا أماني متعملش في نفسك كده لتتعبي إنت كمان، كفاية علينا اللي مرمية جوة بين الحياه والموت دي.

طال إنتظار سليم والقلق بدأ ينهش داخله، قلقه على والدته حبيبته القانطه بالداخل تصارع الحياة
وقلق قلبه الذي ينهش بداخله على غاليته التي تنتظرة دون معرفة أسباب تأخرة إلى الأن.

تحمحم وأخرج صوته بصعوبه موجه حديثه إلى خاله خالي من فضلك، محتاج تلفونك أكلم منه فريدة وأهلها علشان ميقلقوش من تأخيرنا عليهم.

هنا صرخت به أماني وتحدثت بحده بالغه أمك بتموت جوة وأنت كل اللي فارق معاك وشاغل بالك إنك تطمن ست الحسن والجمال هي وأهلها؟!

تحدث عزمي بخباثه إهدي يا أماني مش كده أومال.

نظرت لأخيها وتحدثت بحده مصتنعه أهدي إزاي يا عزمي وكل اللي حصل لأختي ده بسبب اللي إسمها فريدة.

نظر لها سليم بإستنكار فأكملت هي بإستماته وتأكيد أيوة يا سليم، دي الحقيقه اللي لازم تعرفها كويس أوي، أمال ضغطت على نفسها وعلى قلبها علشان تحاول تتقبلها كزوجة ليك،
وكل ده ليه، كل ده لأنك أناني ومبتفكرش غير في نفسك وسعادتك وبس، إنت واحد أناني يا سليم.

نظر لها بذهول وأشار بسبابته على حاله ونطق بإستهجان أنا أناني يا خالتي؟!

أجابته بقوة ودموع مصطنعه أيوة إنت أناني يا سليم، حرمتها من أجمل لحظة بتتمناها أي أم وتستناها من أول مابتخلف إبنها وتضمه لحضنها، حرمتها من إنها تفرح بالنسب اللي تتشرف بيه وتتمناه ليك.

نظر لها قاسم وتحدث بحده ملوش لازمه الكلام ده دالوقت يا أماني، مش وقته.

ردت بحده لجلد ذاته لا وقته يا قاسم، لازم يعرف إن المسكينه اللي مرميه جوة دي ممكن تدفع حياتها تمن سعادته،
ونظرت إليه وتحدثت بدموع ونبرة لائمة ياريت تكون مبسوط من النتيجة اللي وصلت لها أختي بسببك يا باشمهندس.

تحرك للخارج غاضب تارك إياهم متوجه للحديقة لعدم قدرته للإستماع لحديث خالته الذي يجلد ذاته ويخبره كم هو حقا أناني.

وكان قد قرر للخروج إلى الشارع ليهاتف فريدة من أية كبينة خاصه بالإتصالات ويطمئمها،
وأثناء طريقه للخارج إستمع لإحدي الممرضات تتحدث بالهاتف أيوة يا حسام بيه، مدام أمال دخلت مع دكتور منير أوضة الانعاش، وإن شاء الله مش هيخرجها غير بعد الوقت اللي اتفقنا عليه مايعدي،
وأكملت بإنتشاء بس ياريت متنساش حلاوتي يا باشا.

أما عن حسام الذي كان قريبا جدا من المشفي ولكنه ترك ريم بالسيارة مدعيا أنه سيجلب زجاجة مياة من إحدي المحال وذلك لعطشه الشديد، وحدث الممرضة للإطمئنان على سير خطته بنجاح.

جحظت عيناه من هول ما أستمع، وبلحظة إستعاد وعيه وتركيزه تحرك من جديد إلى الداخل كالإعصار المدمر.

نظر الجميع على ذلك الغاضب وهو يقتحم الغرفة بمنتهي الهمجيه.

تحدثت أماني صارخه بهلع خوف من إنكشاف مخطتهم بتعمل أيه يا مجنون؟!

جري خلفه قاسم للداخل وتسمرا كلاهما عندما وجدا أمال تجلس فوق التخت بكامل صحتها وهي تنظر إلى هاتفها بإنتشاء وتشاهد الفيديو الخاص بخروج فريده وأهلها من الفندق بخيبة أملهم، وذلك بعدما بعثته لها معدومة الضمير تلك المسماه بنورهان.

أما الطبيب فكان يجلس فوق مقعدا جانبيا يتحدث إلى الممرضه المصاحبه له.

نظر لها بصدمة عارمة وهو يهز رأسه بعدم إستيعاب وإنكار لما يراه أمامه وتحدث بإنكسار لا يا أمي أرجوك، قولي لي إن اللي بفكر فيه ده مستحيل، قولي لي إني في كابوس وإنك مستحيل تدبحيني بأديكي بالشكل البشع ده.

إرتبكت وهربت الدماء من وجهها ثم تحدثت خجلا أنا عملت كل ده علشانك يا سليم، أنا بحميك من نفسك يا أبني.

تحدث قاسم بذهول معقول فيه أم في الدنيا تكسر فرحة إبنها بإديها في أسعد ليلة في حياته، إنت لا يمكن تكوني بني أدمه طبيعية، إنت مريضة يا أمال.

تحدث الطبيب بتبجح من فضلكم يا جماعة تحلوا مشاكلكم دي بعيد عن هنا، أنا مش عاوز شوشرة في المستشفي.

جري عليه سليم مثل الأسد الشرس حين ينقض على فريسته وبدون مقدمات بدأ يكيل له اللكمات وهو يحدثه بفحيح شوشرة يا حقير يا مرتشي يا زباله، ده أنا هخرب بيتك وهطربق لك المستشفي دي كلها على دماغك، وديني وما أعبد لأفضحك وأفصلك من النقابه يا أحقر خلق الله.

جري عليه قاسم وبدأ بتخليص ذلك الحقير من يده وتحدث مش وقته يا سليم، يلا بينا علشان نلحق عروستك قبل ماتروح هي وأهلها، لسه فاضل ساعه على إنتهاء الميعاد ان شاء الله نلحقهم.

تحرك بجانب والده ثم نظر لخاله وخالته وسميرة وهم واقفون بوجوه شاحبه كالموتي وتحدث بإحتقار ملعون أبو غبائي اللي صدق ناس معدومة الضمير زيكم، وصدق كذبكم ودموع التماسيح اللي نازله من عيون لقلوب ميته وعفا عليها الزمن،
وأكمل بحدة ونبرة تهديدية من إنهاردة مش عاوز أشوف خلقت حد فيكم قدامي ولو حتى صدفه، وقسما بربي اللي هيقع منكم تحت إيدي بعد كده لأفعصة بدون ما يرمش لي جفن.

ثم نظر إلى تلك الكاذبه المنكمشه على حالها تبكي بصمت تام، وتحدث بقوة وثبات أنا أمي ماتت إنهاردة ودفنت حزني عليها برة قلبي، ومن اللحظة دي تنسي إن ليك إبن إسمه سليم،
وأكمل بعيون مشتعله هخرج قلبي من بين ضلوعي وأدوس عليه بجزمتي وأمحي وجودك من جواه ومن حياتي كلها.

نزلت كلماته القوية على قلبها جلدته وشرخت روحها، وتيقنت أنها خسرت ولدها للأبد.

خرج كالإعصار من المشفي بأكملها بجوار والده الذي ذهب معه كي يسابقا الوقت ويحاولا إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

كاد أن يخرج من حديقة المشفي وجد ذلك الندل بوجهه مصطحب ريم وتلحق بهما تلك المخادعه الصغيرة التي كانت بإنتظارهما ليدلفوا سويا.

جري عليه كالوحش الكاسر وبكل ما أوتي من قوة بدأ يكيل له لكمات متتاليه حتى أوقعه أرض وأنبطح فوقه مستمرا بتسديد اللكمات بغل لذلك الحقير حتى أمتلأ وجهه بالكامل بالدماء.

وقفت ريم بالزاويه منكمشه على حالها تشاهد ذلك المنظر البشع بهلع وهي تضع يدها فوق فاهها وتهز رأسها بزعر تام وعدم إستيعاب لما يحدث.

أما قاسم الذي دني من مستوي ولده يحاول تخليص ذلك الجبان من قبضة يده ولكن هيهات، فقد كان يحاوط عنقه مضيق عليها الخناق بغل وقوة مفرطة حتى أن روحه المليئة بالشر كادت أن تزهق من شدة ضغط سليم فوق عنقه.

إجتمع المارة بمساعدة قاسم وخلصوا ذلك الندل من قبضة يده بإعجوبه، وأبعدوه عنه، وقف حسام يسعل بشده ممسك بعنقه يحاول إستنشاق الهواء وتنظيم أنفاسه المتقطعه.

وقف ينظر إليه لاهثا من شدة غضبه وتحدث بشر وهو يشير إليه بسبابته مهددا إياه راجعلك تاني يا خاين، تصفية حسابي معاك جه وقتها،
وأكمل بوعيد وفحيح وإدعي ربنا إن موضوعي مع فريدة يكمل على خير، وإلا قسما بربي لتشوفوا شر سليم اللي عمركم ما هتتخيلوه، وقت الحساب إبتدي والكل لازم يحاسب على الفواتير.

ثم حول بصره لتلك اللعينه المسماه بندي.

إبتلعت لعابها وتحدثت بتخابث كي توهمه بعدم معرفتها بما حدث فيه أيه يا سليم؟!

نظر لها بعيون تطلق شزرا وتحدث بفحيح ماددا يده هاتي موبايلي يا حقيرة.

إرتعبت من نظرة عيناه المخيفه وبسرعة البرق مدت يدها داخل حقيبتها وأخرجته، جذبه منها بحدة وعنف كادت أن تخلع يدها.

حين جرت عليه تلك البريئه الباكيه التي تسائلت قائلة برعب مالك يا سليم، ماما جري لها حاجه؟

نظر لها بخيبة أمل وأردف قائلا بنبرة متألمه أمك دبحتني بسكينه تلمه يا ريم، مثلت إنها تعبانه علشان تكسرني قدام فريدة، أمك نهت على أملي خلاص.

هزت رأسها بهستيريا غير مصدقة لما أستمعته أذناها.

جذبه قاسم من ذراعه وأردف قائلا مش وقته يا أبني، يلا بينا نلحق عروستك.

تحرك مع والده مباشرة إلى منزل فريدة بعدما أعاد تشغيل هاتفه وهاتف على الذي كان متجها إلى منزل قاسم ليطمئن على الجميع، وعلم منه ماحدث.

وصلا للمنزل وجد الباب مفتوح على مصرعيه، خطي للداخل مع والده وبصحبتهما المأذون الذي كان متفق معه لعقد القران داخل الأوتيل وذلك بعدما هاتفه وجلبه معه،
تحرك بجانب والده خجلا وكانا بموقف لا يحسدا عليه.

نظر إلى فؤاد الذي يجلس فوق الأريكة يضع يداه فوق رأسه والهم يظهر بملامح وجهه الحزين على ما أصاب عزيزة عيناه في اليوم الذي كان منتظر أن يكون أسعد لياليها.

يجاوراه شقيقاه أحمد وصالح يحاولان تهدأته والتخفيف عنه، ويلتف حولهم أنجالهم وأبناء عمومتهم وعبدالله ووالده.

تحدث سليم بنبرة صوت متحشرجة حرجة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نظر إليه الجميع ووقف أحمد ونجله زياد
أسرع أحمد إليه بغضب وكاد أن يقترب منه ليفتك به ويكيل إليه بعض الضربات واللكمات كي يشفي غليله منه.

أمسك به عبدالله وزياد وأكرم كي لا يحتد بينهم الحال ويصل للمشاجرة.

تحدث أحمد بحدة بالغة وهو يحاول الفكاك من بين أيديهم كي يتجه إليه ويبرحه ضرب يا بجاحتك يا أخي، إنت لسه ليك عين تيجي لحد هنا.

صاح به صالح الجالس بجانب شقيقه بصوت حاد ناهرا أخاه إهدي يا أحمد وأقعد وخلينا نتكلم بهدوء كفيانا فضايح.

زفر أحمد بضيق وكتم غيظه وهو ينظر لذلك الواقف بقلب يغلي وينصهر ألما وقلقا على صغيرته،
يريد الاطمئنان عليها ولا يبالي بكل ما يجري من حوله، كل مايشغل باله حاليا هو الركض إلى داخل غرفتها وسحبها وشق ضلوعه وأدخالها كي يحميها من العالم بأكملها ويمحي عنها أي حزن قد أصاب قلبها الرقيق.

تحدث قاسم بتعابير وجه تنم عن مدي خجله أنا حقيقي أسف ومش عارف أيه اللي ممكن يتقال في موقف زي ده يا أستاذ فؤاد، بس لو تسمح لي أشرح لك اللي حصل معانا ومنعنا إننا نيجي القاعه أكون شاكر ليك.

وقف صالح متحاملا على حاله وذلك لأجل أن يجدا حلا معا وإنقاذ ما يمكن إنقاذة من تلك الفضيحه التي طالت إبنة أخيه.

وتحدث بهدوء وهو يشير بيده للجلوس إتفضل أقعد يا قاسم بيه إنت والباشمهندس.

وأكمل بنبرة حادة وأتفضل قول لنا مبرراتكم اللي منعتكم تيجوا الفرح ومن غير حتى متعتذروا بإتصال وتعرفونا.

تنهد قاسم وجلس هو وسليم والمأذون بجانب ذلك الأب الحزين، وبدأ بقص ماحدث معهم من مرض زوجته وبأنهم تركوا هواتفهم من تأثير الصدمه عليهم، وبالطبع لم يذكر أنها مجرد مؤامرة حقيرة من تلك اللعينه معدومة الضمير المسماة بزوجته كي لا يزداد الوضع سوء.

أردف فؤاد قائلا بعتاب بعدما إستمع لحديث قاسم. ولما هو ده فعلا إللي حصل ماأتصلتوش بينا ليه وبلغتونا يا قاسم بيه، على الأقل مكناش إنتظرنا وشكلنا بقا وحش اوي كده قدام الناس؟

تنهد قاسم وأجاب صدقني يا أستاذ فؤاد كل حاجه حصلت بسرعة وكأننا كنا خارج نطاق الزمن.

تنهد فؤاد بإستسلام و تحدث سليم بصوت هادئ من فضلك يا عمي، أنا بستأذن حضرتك في إني أكتب كتابي دالوقت على فريدة، وبعد كام يوم نبقا نعمل ترتيبات للفرح من جديد، واللي حضرتك عاوزة كله أنا تحت أمرك فيه.

نظر له فؤاد الذي بدا على وجهه الحزن والتعب وتحدث بإنكسار فرح أيه اللي عاوزنا نعيدة بعد الفضيحه إللي حصلت إنهاردة يا باشمهندس، أنا بنتي قعدت في الاوتيل قدام الناس كلها مستنيه عريسها اللي معبرهاش يوم فرحها ولا حتى إتصل يعتذر.

وأكمل بألم وأي ناس إللي هروح أعزمهم تاني، الناس اللي زمانهم بيلسنوا على شرف بنتي وبيألفوا عليها قصص وحكايات.

هدر به أحمد قائلا بحدة قطع لسان اللي يتكلم على بنتنا نص كلمة، بنتنا أشرف من الشرف والكل متأكد من كده.

نظر سليم إلى فؤاد وتحدث بهدوء كل حاجه هتتصلح يا عمي.

هنا قرر قاسم التدخل قائلا بتعقل إسمعني كويس يا أستاذ فؤاد، إللي حصل حصل خلاص.

وأكمل بتعقل دالوقت الكلام والعتاب لا هيقدم ولا هيأخر، أنا شايف إننا نكتب الكتاب وسليم ياخد عروسته للأوتيل اللي حاجزلها فيه ويتراضوا هناك براحتهم، وبكده هنكون خرسنا كل الألسنه اللي بتتكلم، وياسيدي لو على الفرح والناس، بعد إسبوع يكونوا العرسان هديوا ونفسيتهم إرتاحت ونعمله من جديد.

أكد صالح على حديثه وكأنه كان ينتظر تلك الكلمات عين العقل يا قاسم بيه، كلام حضرتك محترم.

وهز أحمد رأسه بتأكيد هو الأخر وتحدث أيه رأيك في الكلام ده يا فؤاد.

تنهد فؤاد إليهما وتحدث بهدوء أنا معنديش مانع، المهم فريدة هي اللي توافق.

وقف سليم وأردف بهدوء بعد إذن حضرتك يا عمي ياريت تسمح لي أدخل لها وأبلغها بنفسي.

هنا إستمع الجميع لصوت فتح الباب بقوه وخروج تلك التعيسة ذات الحظ العثر بهيئتها المزرية ووجهها الملطخ بالسواد من تأثيرالكحل العربي الذي إختلط بدموعها وتحول على وجنتيها وكأنه نهرا من السواد الجاري.

نظر لها بقلب يتمزق لسوء حالتها، لثوب زفافها الذي أصبح بحالة مزريه كصاحبته.

لعيناها المنتفخة وأنفها وشفاها الذي كستهم حمرة دموع الحزن والخزلان والقهر.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

هنا إستمع الجميع لصوت فتح الباب بقوه وخروج تلك التعيسة ذات الحظ العثر بهيئتها المزرية ووجهها الملطخ بالسواد من تأثيرالكحل العربي الذي إختلط بدموعها وتحول على وجنتيها وكأنه نهرا من السواد الجاري
نظر لها بقلب يتمزق لسوء حالتها، لثوب زفافها الذي أصبح بحالة مزريه كصاحبته.

لعيناها المنتفخة وأنفها وشفاها الذي كستهم حمرة دموع الحزن والخزلان والقهر
بادلته نظراته بأخري كارهه، حاقدة وتحركت إليه كالبركان الثائر المتدفق بعد الكتمان والفوران وأخذت تضربه على صدرة بكل ما أوتيت من قوة.

وقف ناظرا إليها بخجل يتلقي ضرباتها بصدر رحب وأستسلام تام متهاويا بوقفته كي يعطيها الفرصة حتى تخرج شحنة غضبها وتنفس عن روحها الجريحه
وتحدثت بحده وهي تكيل له الضربات المتتالية تحت ذهول الجميع من حالتها الجنونية التي ولأول مرة يروها عليها جاي بعد أيه يا حقير، جاي بعد مافرجت الناس كلها عليا وأنا خارجة بفستان فرحي في أيد أبويا زي مادخلت؟

وأكملت بذهول كتب كتاب أيه اللي جاي وعاوز تكتبه؟
إنت فاكر إني ممكن أءمن لك تاني وأعتبرك راجل بعد إنهاردة
جري عليها عمها أحمد وأحتضنها وبدأ يملس على ظهرها بحنان في حركة مهدأه لها إهدي يا فريدة، إهدي يا بنتي.

إشتعلت داخله نيران الغيرة وأستشاط غضب وهو يراها داخل أحضان عمها، رحماك ياالله فقد فاض به الكيل وطفح
ولم يعد يستطع التحمل بعد، فاليوم كان من المفترض أن تكون داخل أحضانه هو لينعم معها بالغرق داخل بحر شهدهما المنتظر منذ الزمان، ولكن أنظر كيف أصبح الحال.

فتحرك بإتجاهها وتحدث بهدوء عكس ما يدور داخله من نار مشتعله فريدة، خلينا نقعد لوحدنا ونتكلم وأنا هفهمك على كل حاجه
نظرت إليه من بين دموعها وأنهيارها بإشمئزاز وتحدثت إطلع برة، ومن إنهاردة مش عاوزة أشوف وشك قدامي.

وقف والده وتحدث بهدوء محاولا إمتصاص غضبها إهدي يا بنتي، الموضوع حصل فيه لبس، سليم هيبقا يفهمك على اللي حصل بعدين، المهم دالوقت إنكم تكتبوا الكتاب وتروحي مع جوزك الأوتيل وهناك إتكلموا وإتفاهموا براحتكم، لازم نكتب الكتاب علشان نخرص أي حد يحاول يجيب سيرتك.

نظرت له وتحدثت بحده بالغة وهما الناس لسه هيتكلموا يا قاسم بية، ده أنا بقيت تسلية الناس لمدة شهر قدام على الأقل، والفضل في ده يرجع لندالة إبنك المتأصلة فيه.

تدخل صالح بالحديث قائلا بنبرة تعقليه إستهدي بالله يا بنتي وخلينا نكتب الكتاب ونقطع إلسنة الناس اللي بتتكلم
قاطعت حديثه بحدة وعيون متسعه متمردة علي جثتي يا عمي إني أكون مرات واحد زي ده.

رد عليها سليم بحده إهدي يا فريدة وبطلي صراخ، إهدي وخلينا نكتب الكتاب وخلصينا من الموقف البايخ ده
نظرت له بحدة وتحدثت بنبرة ساخرة نكتب الكتاب، إنت بتتكلم جد، ده أنت لو أخر راجل في الدنيا دي كلها لا يمكن أءمن على نفسي معاك بعد إللي عملته إنهاردة، أنا بكرهك يا سليم، بكرهك.

وأكملت بإشمئزاز تعرف؟
أنا عمري في حياتي ما كرهت حد، بس إتعلمت الكرة على أديك وأبتديت بيك
كان ينظر لحالتها بقلب محطم الأمال، تمني لو أن له الأحقيه لأخذها داخل أحضانه وضمها وطمئنة داخلها وتطييب جراح قلبها النازف.

وتحدث داخله بتألم، رحماك مولاتي، فلترحمي عذابي ولترتمي بأحضاني وأترك ضمام جراحك لقلبي، فهو بها كفيل!
أجابها بتأثر وقلب ممزق لأجلها عاذرا جرحها خلينا نكتب الكتاب وبعدها إبقي إكرهيني زي ما أنت عاوزة.

كانت عايدة تقف أمام غرفة فريده تبكي بحرقة على صغيرتها وتجاورها شقيقتها عفاف تحتضنها بإحتواء
فصرخت عايدة بتألم وتأوهت يا ميلة بختك يا بنتي يا ميلة بختك، الصبر من عندك يارب.

وقف فؤاد وذهب إليها وأخذها بين أحضانه وقبل جبينها وجفف بكفي يداه دموعها وتحدث بهدوء وافقي يا بنتي، وافقي علشان كلام الناس
سحبت حالها من بين أحضانه ونظرت له بحده وأجابته بنبرة جامدة وأنا يا بابا، مش مهم عندك الإهانة إللي حسيتها إنهارده، مش مهم أقضي باقية حياتي مع بني أدم كل ما أبص في وشه أفتكر قهرة قلبي وفرجة الناس عليا؟!

صاحت عايدة من بين دموعها الحارة بنبرة صوت ملامه مش وقت كلام إنشا يا فريدة، الناس هتاكل وشنا يا بنتي
إنسحبت من بين يدي والدها ووقفت منتصبة الظهر ورفعت رأسها لأعلي بشموخ وتحدثت بعزة وكرامة أخر همي الناس، أنا واحدة واثقة في نفسي وفي أخلاقي ومش ههتم ولا أدفن نفسي مع واحد ملوش كلمة ولا عهد علشان خاطر كلام الناس.

نزلت عليه كلماتها المهينة لشخصة ورجولته كمدمرة قتالية فتكت به وبرجولته وبكل كيانة، نظر لها بعيون ملامة، تلاقت عيناها بعيناه التي صرخت بها تترجاها كي تتوقف وترضخ لأمر الهوي وترحم قلوبهم الهرمة التي أدماها الهوي
تحدث صالح برجاء خلاص بقا يا فريدة، وافقي يا بنتي علشان خاطر أبوك التعبان ده.

أجابته بقوة وإصرار ريح نفسك يا عمي، أنا مش هتجوز غير راجل بجد، راجل ليه كلمة وعهد وأبقي مطمنه على نفسي وأنا معاه،
وأكملت بنبرة قويه وهي تنظر إليه بإشمئزاز مش محتاجه أشباه رجال أنا في حياتي.

نظر لها بعيون متسعة مصدومة مما إستمع من إمرأته.

سحبت عنه عيناها ثم حولت بصرها إلى قاسم الواقف يستمع بإستسلام وقلب يتمزق لأجل صغيره محترق القلب والكيان.

وأكملت هي بكل شموخ شبه طاردة إياهم نورت يا قاسم بيه، متنساش تاخد إبنك في إيدك وإنت خارج.

قالت كلماتها الهادمة لأخر أمل له وتحركت إلى غرفتها بعد أن فجرت قنبلتها بوجوة الجميع، وتركت خلفها قلوب جميعها تحترق ألما على تلك الحزينة وذلك المحطم.

وقف ينظر على طيفها بشرود وعقل يرفض تصديق ما رأه وأستمعة منذ القليل،
وحدث حاله بذهول، أحقا إنتهت حكايتنا؟
لا فريدة، حبا في الله لا تفعليها!
عودي لأحضاني فالبرد بدأ يتغلغل بين عظامي
سيهلكني الإشتياق يا فتاة.

لا تقوليها
فقد سئمت مذاق المرار
ولم أعد أحتمل الإنتظار.

أستفاق على صوت أباه وهو يربت على كتفه ويحدثه بإستسلام يلا بينا يا أبني، ربنا يعوض عليك.

نظر له يتيهه وعدم إستيعاب لما يحدث من حوله.

وهنا صرخت عايدة بتألم يا ميلة بختك يا بنتي، يا فرحتك اللي إتقلبت لسواد يا فريدة، لاحول ولا قوة الا بالله، الصبر من عندك يا رب.

تحدث صالح بحده وحدي الله يا أم أسامة وأدخلي لبنتك وحاولي تعقليها علشان ننهي الموضوع ونخرص ألسنة الناس.

إرتمي فؤاد بجسده فوق الأريكة بإستسلام وأردف قائلا ريح نفسك يا صالح، بنتي وأنا عارفها كويس وطلما قالت لا يعني هي لا، وأكمل بإستسلام لله الأمر من قبل ومن بعد، لله الأمر من قبل ومن بعد.

تحدث أحمد بحدة وهو يتحرك إلى غرفتها يعني أية قالت لا، الموضوع مبقاش بمزاجها، دي فضيحة للعيلة كلها ولازم تتلم.

وقف فؤاد وتحدث بقوة ووعيد أحمد، أوعي تدخل لها، الموضوع إنتهي وأنا عمري ماهجبر بنتي على حاجه هي مش عوزاها.

ثم حول بصره إلى قاسم وتحدث إتفضل حضرتك يا قاسم بيه علشان متعطلش نفسك، وأنا إن شاء الله لو بنتي هديت وجد أي جديد وغيرت رأيها هبلغك في التليفون.

هز رأسه بتفهم وتحدث بهدوء إن شاء الله يا أستاذ فؤاد، وأنا وسليم تحت أمركم في أي وقت، ومرة تانيه بكرر أسفي على اللي حصل.

وأمسك يد سليم الذي مازال شارد وعينه على باب غرفتها وتحدث وهو يسحبه ليحثه على الخروج يلا يا باشمهندس.

إنساق معه للخارج تحت نظرات الجميع وغادر المأذون وأنتهي أخر أمل.

عاد قاسم إلى منزله بمفرده بعدما أصر سليم الذهاب إلى الأوتيل الذي كان من المفترض أن يقضي ليلته الأولي به مع حلم حياته الذي تحول إلى كابوس مهلك لروحه.

دلف للداخل وجد أمال ويجاوراها أماني وعزمي.

تحدثت أماني بنبرة متلهفه عملتوا أيه يا قاسم، وفين سليم؟

أجابها بنبرة حادة إطمني يا أماني هانم، الخطة الحقيرة بتاعتكم جنت ثمارها والبنت رفضت تتمم الجوازة.

ثم نظر إليهم بإشمئزاز وتحدث إلى تلك الجالسه بجمود طول عمري وأنا بديكي عذرك لأي حاجه بتعمليها مع ولادك وأقول من خوفها عليهم، لكن عمري ما فكرت إن الحقارة توصل بيكي بإنك تكسري إبنك في أسعد ليلة عاش عمرة كله يحلم بيها ويستناها.

وأكمل مفسرا إنت مش بس كسرتي فريدة وأهلها، إنت كسرتي هيبتي ورجولتي ورجولة إبنك قدام الناس كلها،
وأكمل بإشمئزاز حقد قلبك وغرورك عماكي وخلاكي متفكريش حتى في الناس اللي أنا عزمتهم وشكلي هيبقا أيه قدامهم، وإزاي هيبصولي أنا وإبني بعد ما شافونا بعيونهم وإحنا بنكسر بنت بريئه في يوم فرحها ونفضحها هي وأهلها بالشكل المهين ده.

الناس كلها هتعيش تحتقرني أنا وأبني وده بفضل غبائك وسواد قلبك يا هانم.

أجابته بهدوء ونبرة منكسرة متقلقش يا قاسم، أنا خليت أماني تنزلي منشور على صفحات التواصل عندي، وزمان الكل عرف إننا محضرناش علشان تعبي ودخولي المستشفي، وكمان علشان سمعة البنت متتأثرش،
وأكملت بنيرة لائمة مع إنها هي السبب في اللي حصل ده كله، هي وأهلها اللي وصلونا للنتيجة دي بطمعهم وحلمهم اللي أعلي من مقامهم، لو سمعوا كلامي من الأول وبعدوا عن إبني مكنش حصل كل ده.

كان يستمع لها بذهول وإشمئزاز
وحدث حاله، من تلك المرأه بحق الله؟
أتلك هي أم أولادي ورفيقة دربي؟!
تلك الغبيه عديمة الرحمه فاقدة الإنسانيه
أتلك هي من أمنتها على بيتي وعرضي وأولادي؟

عذرا فلذات قلبي، فقد أسئت الإختار.

تحدث إليها بقوة أمال، من إنهارده إنت محرمه عليا كزوجة،
وأكمل مبررا ولولا إني خايف على بنتي اللي على وش جواز وسمعتها أنا كنت طلقتك وخرجتك من حياتي وحياة أولادي للأبد، بس للأسف فيه أصول وتقاليد بتحكمنا وتخلينا نكمل في حاجات غصب عننا.

نزلت كلماته عليها كالصاعقة الكهربائية التي شلت جميع جسدها، نظرت له بعيون جاحظة وتحدثت بإرتجاف ونبرة متلبكة إنت بتقول أيه يا قاسم؟!

نظر لها بحقد وأجابها بإشمئزاز اللي سمعتيه يا هانم، من إنهاردة إنت مجرد سراب ملوش وجود بالنسبة لي.

ثم نظر إلى عزمي المذعور وتحدث بقوة وإنت يا خيال المأته، بلغ الحقير إبنك إن نجوم السما بقت أقرب له من بنتي.

وأكمل هو موجها حديثه إلى أمال المصدومه بنبرة حاسمه وحاده الشقه اللي خدتي شقي إبني وتمن غربته وأدتيها لإبن أخوكي المجرم رشوة علشان يساعدك في تدمير إبنك، تتباع وفلوس إبني ترجعي له على داير مليم، وإلا قسما بالله هحبسه وهخرب بيته.

وقف عزمي وتحدث بهدوء في محاولة منه لتهدأت ذلك الثائر إهدي بس يا قاسم وخلينا نتكلم بالعقل.

اكملت اماني حديث شقيقها إهدي يا قاسم ومتخليش موضوع زي ده يأثر على ترابط عيلتنا.

جحظت عيناه ونظر لهما بتعجب متحدث أي عقل اللي عاوزيني أتكلم بيه وأنتوا بكل جبروت إتجمعتوا ودبحتوا إبني قدام عنيا.

وصاح بصوت عالي مرعب للجميع من إنهاردة مش عاوز أشوف وش واحد منكم هنا تاني، وأحمدوا ربنا إني مبحبش الأذيه وبخاف من ربنا، وإلا كنتوا هتشوفوا مني أسود أيام حياتكم بعد اللي عملتوة في إبني.

وأشار بيده للخارج ودالوقت إتفضلوا من غير مطرود وياريت دي تكون أخر مرة أشوف خلقكم هنا في بيتي.

وقفت أمال وتحدثت بحده قاسم، إنت إتجننت، بتطرد إخواتي من بيتي؟!

أجابها بقوة وحده ده مش بيتك، ده بيت إبني وخيرة وتمن غربتة سنين،
وأكمل وإنت يا ناكرة الجميل بدل ما تحمدي ربنا عليه وتحطي إبنك جوة عيونك على اللي عمله معاكي، أخدتي شقاه وتعبه وبهدلتيه على خطتك القذرة في تدميرة.

كادت أن تتحدث أخرصها بإشارة من يده ونظرة غاضبه من عيناه قائلا بحده كلمه واحده وهتبقي طالق وهتخرجي معاهم وساعتها إبقي شوفي مين فيهم هيتحملك في بيته ويصرف عليكي.

إرتبك عزمي وتحدث سريع وهو يحث أماني على التحرك وعلى أيه المشاكل يا جماعه، إهدوا كده ووحدوا الله، يلا بينا يا أماني نروح.

كادت أن تتحدث جذبها عزمي من يدها وأكد يلااااا.

وخرجا مسرعين ونظر هو لها وتحدث بلهجه أمره من إنهاردة مش عاوز أشوف وشك قدامي، وطول ما أنا موجود في البيت ممنوع تخرجي من باب أوضتك.

وأسترسل حديثه بإشمئزاز ولولا إني مبقتش مطمن على بنتي معاك، أنا كنت أخدت شقه وعشت فيها لوحدي علشان ما أشوفش وشك ولو بالصدفة.

كانت تنظر إليه بصدمه وذهول وهي تهز رأسها بصمت تام خشية غضبته التي ولأول مرة تراه عليها منذ زواجهما.

تحرك إلى غرفة إبنته ودلف ليطمئن عليها، وجدها متكورة على حالها كوضع الجنين، غارقة بدموعها على حال شقيقها المغدور به من أقرب أحبائه!

تحرك إليها وجلس بجانبها، إعتدلت هي وأرتمت داخل أحضان والدها وبكت بإنهيار تام على ما أصابهم
وتسائلت عن حال شقيقها فأخبرها أباها بما حدث.

فتحدثت بدموع بابا، أنا عاوزة أفسخ خطوبتي من الحقير اللي إسمه حسام.

هز رأسه وتحدث إطمني يا حبيبتي، أنا بلغت أبوه ونهيت معاه الموضوع،
بكت بإنهيار وتحدثت بعدم إستيعاب أنا مش قادرة أستوعب إن سليم هان على ماما للدرجة دي و قدرت تعمل فيه كده، أنا زعلانه منها أوي يا بابا.

أخذها داخل أحضانه وربت على ظهرها بحنان وتحدث للأسف يا بنتي، أمك فاكرة إنها بكدة بتحمي أخوكي،.

وأكمل بعقلانيه كي لا يزيدها على إبنته ويساعدها على عقوق والدتها هي أكيد مكنتش تقصد تأذيه، محدش في الدنيا دي كلها هيخاف عليكم ويحبكم قدها، بس أمك تفكيرها غلط وبدل ماتحميكم أذتكم من غير ماتقصد.

وأكمل محذرا إياها علشان كده يا ريم عاوزك تاخدي بالك من تصرفاتها كويس جدا، وأي حاجه تقلقك تبلغيني بيها.

هزت رأسها إلى والدها وخرج هو وطلب من العمال أن يجهزوا له غرفة سليم ويقوموا بنقل جميع ما يخصه بها لتصبح هي غرفته الأساسيه بعد الأن تحت ذهول أمال الغير مستوعبه لما يحدث من حولها وما أوت إليه بيدها.

وصل للأوتيل وصعد لأعلي ووقف أمام باب ال Suite الذي كان من المفترض أن يدلف إليه حاملا إياها بين ساعديه وهو بقمة سعادته بعدما حقق حلم حياتة وأقتني جوهرته الثمينة.

ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.

دلف بيد فارغة وقلب محطم تكسوة برودة كاليل شتاء ممطر قارص البرودة، ليلة من ليالي يناير الصقيعة
خطي للداخل بساق مرتعشه وقلب ممزق وروح تتهاوي وتتأرجح من شدة تمزقها.

خطي بقلب ينزف دم وكأن أحدهم غرس بمنتصفه خنجر مسمم.

تطلع حولة بحسرة عاتية تملكت من قلبة، تلك الليلة التي عاش طيلة حياتة يحلم بها ويتمناها وينتظرها ويخطط لها بمنتهي الحرفية، تحولت بلحظة إلى أسوء كابوس وليلة ستمر عليه ويتذكرها مهما طال ومر العمر.

كانت من المفترض أن تكون تلك هي أسعد ليالية، حيث حلم بأن يحملها بين ساعدية القويتان ويدلف بها بإشتياق العمر، ينظر لمقلتيها الساحرتين، لكريزتيها التي تشبه حباة الكرز في موسم حصادها، ينهال عليهما برقة ليقتطف منهما أول ثمار عشقهما الحلال.

ولكن، أنظر كيف أصبح الحال؟!

هو الأن وحيدا بقلب مكسور وروح ممزقة ينظر من حوله بنفس محطمة.

نظر لتلك الورود المنثورة بعناية فوق تخته بفراشه الوثير الذي كان من المفترض أن ينعم فوقه داخل أحضان معشوقته الحانيه.

نظر لتلك الشموع وما يجاورها من مشروبها المفضل ونوع الشيكولا المحبب لديها الذي إنتقاه بعناية فائقة لنيل رضائها.

تحرك بخطي بطيئة حتى وصل إلى التخت، نظر لثوبها الحريري بملمسه الناعم، القصير للغايه والملفت للنظر ومحرق للروح بلونه ناصع البياض وهو موضوع بعناية بجانب منامة هادئة اللون له.

مال على ثوبها وبيد مرتعشة أمسكه ورفعه لمستوي أنفه وأغمض عيناه وبدأ بإنتشائة، وأستنشاق عطرها التي إختارته بعناية بمساعدته، والتي نثرته والدتها فوق ثوبها بسخاء.

هنا لم تعد لساقيه ولا لقلبه التحمل بعد، خارت قواه وجث على ركبتيه أرضا، أطلق صرخة من أعماق قلبه الممزق حزن وألم على حاله وما وصل إليه أااااأاااااااه،
يا الله، قف بجانبي وساعدني لأتحمل ذلك الألم المميت، روحي تتهاوي يا إلهي، أشعر وكأن روحي تفارقني، لم أعد أستطيع تحمل كل هذا الوجع المميت،
فريددددددة،
أه ياحب العمر يا مر الزمان
عسي عقلي يتوه بزحمة النسيان
والقلب تلهوه الحياة ويتناسي الحنين.

عسي جراح الروح تذبل، وتذوب مع فقد الأماني
حتي أعود وأعلن توبتي، من ذلك العشق الأناني
عشق أهلكي، وفي غيبات جب الأحزان ألقاني.

ولكن، كيف السبيل إلى النجاة بدون عشقك مولاتي.

وبكي وزرفت دموعه العزيزة الأبية على حاله و غاليته وما وصلا إليه بيد أقرب أحبائة.

تلك التي تسمي والدته والتي من المفترض أن تكون أول من تسعي لجلب سعادتة وهنا قلبه بقرب حبيبة عيناه.

بكي لأول مرة بحياته وهو القوي ذو القلب الجامد المتمكن من حاله، بكي بضعف ووهن وحزن تملك من داخله وهوي روحه وألمها!

بعد يومان
داخل غرفة حازم
كان يقبع فوق تخته وحيدا كعادته يفكر في من شغلت باله مؤخرا.

دلفت رانيا إليه وجاورته وبدأت تثرثر كعادتها.

وتحدثت بنبرة شامته ظهرة بإبتسامتها شفت إللي حصل لفريدة يا حازم، مش هتصدق والله لو حكيت لك اللي هشام كان بيحكيه لعمو حسن وطنط سميحه من شويه.

وبدأت بسرد الحكايه تحت إستغراب حازم من تلك الشامته في مصائب البشر وفضائحهم.

وبعدما إنتهت من سرد التفاصيل، أكملت بضحكه شامته البنت خلاص، فضيحتها بقت على كل لسان!

كادت أن تكمل أخرصها حديثه الهادئ النبرة العاصف المعني وهو يتحدث بجمود رانيا، أنا هتجوز!

تري كيف ستكون ردة فعل رانيا على قنبلة حازم الذي ألقاها بوجهها؟

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

نظرت له وأردفت قائلة بإستهجان هو ده وقت هزار يا حازم؟
أجابها بقوة ونظرة مثبته داخل عيناها بس أنا مبهزرش يا رانيا، أنا فعلا هتجوز، وببلغك حسب أوامر الشرع وعلشان تكوني معايا في الصورة.

كانت تستمع له بعقل مشوش غير مستوعبه بما يتفوه به وتحدثت بإستفهام إنت بتقول لي كده علشان تهددني يا حازم، صح؟
وأكملت بتيهه زعلان مني إكمني إنشغلت عنك اليومين اللي فاتوا؟

أجابها بنبرة ساخرة اليومين اللي فاتوا، إنت طول عمرك وإنت مشغوله بكل الناس وشاغله نفسك بأمورهم إلا الأشخاص اللي المفروض يبقا هما شغلك الشاغل يارانيا
وأكمل بحده. واللي هما أنا وولادك يا هانم.

وأكمل بنبرة صوت ملامه وقويه تقدري تقوليلي أنا وولادك فين في حياتك؟
أجابته بقوة وتبجح وأيه بقا اللي جد لكلامك ده يا حازم بيه، ولا أنت قومت من النوم كده فجأة وحسيت إن رانيا الشريرة الوحشه مقصرة في حقي أنا وولادي ولازم أتجوز عليها.

أجابها بهدوء دمر كيان الأنثي بداخلها إللي جد إني لقيت واحده تفهمني وتحبني وتحسسني إني أهم حد في حياتها، وإن الكون في عيونها بيدور من حواليا أنا، أنا وبس
جحظت عيناها من هول ما أستمعت وتحدثت بإستفسار إنت بتتكلم جد، يعني إنت بكل بجاحه جاي تبلغني وتقولي إنك حبيت واحده صايعه خطافة رجاله وكمان عاوز تتجوزها عليا؟!

رمقها بنظرة ناريه وتحدث بحده وقوة قائلا بنبرة تهديديه راااانيا، إحترمي نفسك وإنت بتتكلمي عن الست اللي هتبقي مراتي
إتسعت عيناها بذهول وأردفت قائلة بإستهجان إنت بتقولي أنا الكلام ده يا حازم، وعلشان مين؟

أردف قائلا بوقار ياريت يا رانيا نتعامل كأشخاص محترمه ونتكلم بإسلوب راقي يليق بينا كا ناس كبار، بلاش شغل ردح ستات الحواري ده
نظرت له بذهول ودارت حول نفسها ونيران الغل والحقد تنهش صدرها.

ثم رمقته بنظرة حاده وتحدثت بصياح كنوع من التهديد ليس إلا طالما أنا مبقتش مش عجباك وشايفني مش لايقه بتفكيرك يبقا تطلقني قبل ماتتجوز الهانم بتاعتك
أجابها بكل هدوء ونبرة بارده أحرقت روحها زي ما تحبي يا رانيا، كل إلى إنت عوزاه هنفذة لك.

إرتعب داخلها من تخليه عنها بتلك البساطه وتحدثت بنبرة صوت مرتعشه للدرجه دي بايعني يا حازم؟
تنهد هو وتحدث بأسي للدرجه دي شاري نفسي وولادي يا رانيا.

إنسحبت بخيبة أمل من الغرفه واتجهت لغرفة أطفالها كي تقضي ليلتها معهم وتفكر فيما ستفعل أمام تلك الكارثه ألتي أتتها من العدم.

فاق حازم من نومه المتقطع وأرتدي ثياب بيتيه مريحه وأتجه للأسفل ليتناول طعام إفطار يوم أجازته مع عائلته، وقد أنتوي إخبارهم بقرار زواجه بعد الإفطار
نزل الدرج وجد الجميع ينظرون إليه بإهتمام ويبدوا من نظراتهم أنهم بإنتظاره.

نظر بعيناه إلى تلك الباكيه التي تجلس بجانب سميحه وهي تحتضنها وتربت على ظهرها بحنان وتجاورها دعاء بوجه حزين لأجلها
تحدث إليه والده قائلا بحده صباح الخير يا حازم بيه، ولا أقول يا عريس.

نظر لتلك الباكيه وفهم أنها أعلنت الحرب عليه وحشدت الجميع في صفها ضده
تحمحم وتحرك إلى مجلسهم وأردف قائلا بإحراج صباح الخير يا حاج.

تحدث والده بحده الكلام اللي رانيا بتقوله ده صحيح يا حازم، إنت فعلا هتتجوز عليها؟
تحمحم وتحدث بصوت متحشرج أنا كنت هفاتح حضرتك إنهاردة في الموضوع ده يا بابا.

ثم نظر إلى رانيا وأردف قائلا بضيق بس يظهر إن رانيا سبقتني وبلغتكم زي عوايدها
هدر به والده معنف إياه بصياح حاد طب ومالك مستعجل كده ليه، ماكنت تستني لما تتجوز وتعملهالي مفاجأة.

تدخل هادي في الحديث كي يرفع الحرج عن أخيه حازم كان ناوي يفاتح حضرتك في الموضوع إنهاردة يا بابا
إتسعت أعين رانيا وتحدثت بملامه وإنت كمان كنت عارف نية أخوك وغدره بيا وسكت يا هادي؟

تحدث حازم بحده رانيا، ملكيش دعوة بهادي وخلي كلامك مباشر معايا أنا
بكت بدموع غزيرة وتحدثت بألم صادق يغزو روحها طبعا من حقك تعمل فيا أكتر من كدة، ما أنا لو بابا عايش وواقف في ظهري كنت عملت له حساب، لكن هتعمل حساب لمين، لأخويا اللي مش معتبرني موجوده في حياته من الأساس، ولا لأمي الست المسنه اللي لا حول ليها ولا قوة.

إتسعت عيناه غضب وتحدث بإشمئزاز بطلي أسلوب إستنزاف مشاعر اللي قدامك بالطريقه الرخيصة دي يا رانيا
نظرت له بضعف وبكت بكاء مر، بكاء بطعم اليتم بطعم الكسرة، بطعم الضياع.

فحتي لو كانت فظه غليظة القلب إلا أنها دائما ما تشعر باليتم والإحتياج إلى العاطفة الأبويه، وهذا ما كان يدفعها بأن تحقد على كل فتاه تحاوطها وتشملها رعاية أبيها وحنانه، وهي التي حرمت من عاطفة وحنان الأب منذ الصغر
هنا لم يستطع حسن الصمت وصاح بولده ناهرا إياه حاااازم، إنت سامع نفسك بتقول أيه، أوعي تفتكر إني هسمح لك تيجي على المسكينه دي.

ثم نظر إليها نظرة إبوه إقشعر جسدها لها وتحدث مطمئنا إياها وإنت يا بنتي، إزاي تقولي إن لو كان ليك أب كان حازم عمله حساب،
وأكمل بحنو صادق طب وأنا روحت فين يا بنتي، هو أنا بردوا مش أبوكي؟

إبتسمت من ببن دموعها ورعبها الذي دب بأوصالها من فكرة طلاقها من حازم وتشتتها وتركها لمنزله لتواجه مصيرا غير معلوم، والتلطم داخل منزل أخاها الجاحد الذي يتحمل والدته كرها وبغض.

أما ما أشعرها بالأمان والطمأنينه أكثر فهو حضن سميحه التي أدخلتها بها وهي تتلمس ظهرها بحنان وتحدثت ناهرة إبنها إتقي الله في مراتك وولادك يا أبني، وإوعا تفتكر إن رانيا مراتك وبس، لاء، هي ودعاء بعتبرهم بناتي اللي مخلفتهومش.

وأكملت بنبره تهديديه وطول ما أنا وأبوك فينا نفس مش هنسمح لأي حد يأذيهم، حتى لو كان الحد ده ولادي نفسهم.

نظر لوالدته يطلب منها الدعم وتحدث وأنا يا أمي، وراحتي ونفسي وسعادتي اللي مش لاقيهم معاها، أنا مش حاسس إني متجوز أصلا، والمفروض إن حضرتك أكتر حد يحس بيا،
الهانم اللي وخداها في حضنك وصعبانه عليكي أوي عمرها ما أعتبرتكم أهلها، كل كلامها نميمه وغيبه وحاجه تقرف، وأنا خلاص مبقتش قادر أتحملها أكتر من كده.

تحدث هشام أخيرا مؤزرا رانيا ومين فينا معصوم من الخطأ وخالي من العيوب يا حازم؟
كلنا مليانين عيوب ولازم نلتمس لبعض العذر.

نظرت إلى هشام من بين أحضان سميحه الحانيه وبكت بحرقة قلب وندم على ما فعلته بذلك الأخ التي لم تبادله الإحترام يوم، لامت حالها على ما أقترفته بحقه وشعرت أن ما حدث لها ما هو إلا تخليص ذنبه هو وفريدة وعقابها من رب العباد.

تحدث حازم بأسي إنتوا ليه مش قادرين تفهموني، أنا كراجل مش مرتاح مع مراتي، بتطلبوا مني أتحمل وادفن سعادتي بإيدي ليه؟

أجابه والده بحزم العيب مش على رانيا لوحدها يا حازم، العيب عليك أكتر منها، إنت الراجل وإنت اللي المفروض تقود العلاقه وتوصل لها للشكل اللي يرضيك، لكن إنت تراخيت وأستسلمت ومكنتش معاها حازم من الأول، فمتجيش دالوقت تحاسبها وتعيش لنا في دور الضحيه.

خرجت هي من أحضان سميحه وتحدثت بدموع الندم أنا مستعده أتغير وأعمل كل اللي يرضيك يا حازم، بس أرجوك بلاش جواز، وصدقني أنا هتغير، والله العطيم هتغير وهكون لك الزوجة اللي ترضيك وتناسبك،
وأكملت بتوسل وعيون مترجية بس متسبنيش يا حازم، وحياة ولادك ما تتجوز عليا، علشان خاطر ربنا.

وبعد مناقشات ومناوشات تحدث حسن بحزم بلاش تخرب بيتك وتشتت أمان ولادك علشان خاطر نزوة وهتروح زهوتها بعدين يا حازم، إهدي يا أبني وأتقي الله في بيتك وإن شاء الله ربنا هيعوضك مع مراتك.

ونظر إلى رانيا وتحدث بنبرة حازمه ولو على رانيا وعيوبها اللي مضايقاك أنا أوعدك إنها هتغير من نفسها، ولو ده محصلش أنا بنفسي وقتها اللي هقول لك إتجوز.

واكمل بنبرة جامده مفهوم يا رانيا؟

نظرت له بإمتنان واجابت بإحترام وشكر والله يا عمو هعمل كل اللي حضرتك تؤمر بيه واللي يرضي حازم.

هز رأسه طاعة لوالده وأحترام لرئيه وتحرك إلى الخارج بخيبة أمل وقلب جريح ممزق على حاله وحال حبيبته التي وثقت به ولكنه سيخزلها إمتثالا لأمر والده وصوت العقل.

بعد مرور يومان قضاهم حبيس غرفته داخل الأوتيل.

كان مستلقي فوق تخته حزين شاردا على ما وصل إليه، أمسك هاتفه وأعاد تشغيله حيث كان قد أغلقه منذ تلك النكبه كي يعيش عزلته وحزنه على أميرته وحاله وما وصلا إليه،
وجد رساله صوتيه مبعوثه من رقم جارحة روحه، فتحها بشغف ليستمع إلى محتواها.

إنصدم وأنشق صدرة وكأن أحدهم نزل عليه بسيف مسنون حاد وبكل قوته شطره لنصفين فسلب منه الروح والحياه.

نزلت دموع عيناه الأبيه تجري فوق وجنتيه حينما إستمع لصوتها المرتعش الخائف الباكي وهي تترجاه بضعف بألا يتخلي عنها وأن يأتي لإنقاذ سمعتها وعائلتها.

إستشاط غضب وتجددت النيران داخل صدره وكأن صدمته جعلته خارج نطاق العقل والتفكير وها هو عاد أخيرا.

وقف يدور حول نفسه كالثور الهائج وبدأ يفكر ويفكر ويفكر كيف سينتقم لحبيبته وقهر روحها،
وبعد مده إرتدي ثيابه على عجل وتحرك منطلق بسيارته، وبخلال وقت قصير كان يصف سيارته امام الشركه التي يعمل بها ذلك الندل الخائن.

أخرج بطاقة تعريفه وأعطاها إلى الحارس الأمني المتواجد خارج، على الفور هاتف الحارس مدير مكتب رئيس الشركه الذي وبدوره أبلغ مديرة وسمح له بالصعود الفوري.

بعد قليل كان يقبع أمام المدير الذي تحدث بترحاب أهلا وسهلا يا باشمهندس، نورت الشركه يا أفندم.

أجابه سليم بإختصار أنا هدخل في الموضوع على طول علشان مطولش على حضرتك وأخذ من وقتك الثمين.

وأكمل طبعا أكيد بتسأل نفسك أنا موجود هنا ليه برغم إن عرض شركتكم بالإندماج مع شركتنا ما أتوافقش عليه.

أنا هجاوبك، بصراحه يا عزت بيه ومن غير زعل مستوي شركتك لا يرتقي بالإرتباط بإسم شركة كبيرة زي الشركه الألمانيه.

كاد الرجل أن يعترض أوقفه سليم بإشارة من يده وأكمل بإغراء لكن، لكن أنا مستعد أتواصل مع حضرتك وأساعدك بإنك ترفع من مستوي شركتك في وقت قياسي علشان إن شاء الله يبقا لها الأولويه في الإنضمام لينا السنه الجايه.

نظر له عزت مضيق العينان وتسائل بذكاء وياتري أيه المقابل يا باشمهندس؟!

وأكمل بفطانه إسمح لي يعني، أنا عارف مين هو سليم الدمنهوري، واللي معروف عنك إنك مبتقبلش بأي تجاوزات ولا مجاملات في شغلك.

واكمل علشان كده عاوز تساعدني وترفع من مستوي شركتي علشان متخالفش ضميرك المهني، وعارف كمان إنك مش هتعرض عليا عرض مغري زي ده إلا إذا كان ليه مقابل، واللي هو مش فلوس أكيد، لأن دي مش أخلاقك.

إبتسم له سليم وتحدث بإطراء بحب أتعامل مع الناس الذكيه اللي بتريح وتستريح،
وأكمل بنبرة صارمه هو طلب واحد بس وأعتبره كارت مرورك السحري للوصول لشركتنا.

وضع عزت يده على ذقنه يحكها بإرتياب ثم أردف قائلا أسمع طلبك الأول!

أجابه سليم بنبرة صوت قوية حسام الشافعي، من إنهاردة مش عايز يكون له أي وجود هنا في الشركه!

تنهد الرجل بإرتياح وهز رأسه بإيجاب متحدث بوجه بشوش بس كده، إعتبر الموضوع منتهي.

أكمل سليم حديثه كلامي لسه مخلصش يا عزت بيه، أنا مش عاوزة يمشي من شركة حضرتك بس، لا، أنا عاوزة يلف على شركات مصر كلها ومايلقيش اللي يقبل يوظفه.

أجابه الرجل بإستغراب ودي أعملها إزاي يا باشمهندس؟!

وقف سليم منتصب الظهر قائلا بشبه أمر إتصرف يا عزت بيه، إنت أكيد ليك طرقك وهتعرف توصل للنتيجه اللي ترضيني.

وقف عزت إحترام له وتسائل مستغرب بفضول ممكن أعرف أيه سبب الطلب الغريب ده، مع إن على حد علمي إن حسام الشافعي قريبك، ده غير إن قاسم بيه والد حضرتك هو اللي متوسط له هنا في الشركه.

رمقه بنظرة حاده وأجاب بقوة وثقه لحد كده وملكش فيه يا عزت بيه، إنت ليك إن شركتك تحظوا بشرف دمجها لإسم شركتنا، وده أنا هنفذهه لك قصاد تنفيذ طلبي.

أجابه عزت بهدوء إعتبر طلبك إتنفذ خلاص يا باشمهندس، قبل ما حضرتك تخرج من باب الشركه هتكون ورقة إقالة حسام موجوده على مكتبه.

وأكمل بعملية مستني تواصلنا مع بعض علشان نبدأ شغلنا.

هز سليم رأسه برضا وتحرك خارج الشركة، وبالفعل إستدعي ذلك المدير حسام وأخبره بإستغناء الشركه عنه، لأسباب ترجع إلى زيادة عماله داخل الشركة.

تلقي حسام الخبر بصدمه وذهول وشعر بالكون يختل من تحت أرجله، لعن حظه وكاد أن يچن من صدمات تلقيه لضرباته المتتالية التي تأتيه بالترتيب واحده تلو الأخري.

خرج سليم وتوجه مباشرة إلى مكتب المدعو إيهاب عبداللطيف، المهندس الذي ساعدهم في التجسس على هشام.

جلس مقابلا له، ثم أخرج تسجيلا صوتيا قد سجله له ذلك الداهي أثناء جلوسه معه وعلى وحسام وهم يتفقون سويا لإيقاع هشام، وقد سجله سليم بعدما شعر بعدم الراحه منه هو وحسام وتحسب لأية ظروف، وربما يحتاج إليه، وبالفعل فقد إحتاج إليه.

إتسعت أعين إيهاب ثم نظر له مصدوم وتحدث ملام له هي دي أخرة خدمتي ليك يا سليم؟
ده جزائي علشان ساعدتك، بتسجلي وعاوز تخرب بيتي؟

نظر له وتحدث بحده بالغه سيبك من الكلام الفاضي اللي مش هياكل معايا ده وإسمعني كويس يا إيهاب.

أنا سجلت لك لما حسيت إن نيتك مش سالكه وإن من السهل جدا تبيعني لما يؤمرك حسام، وبالفعل، اللي حسبته لقيته.

نظر له غير مستوعب حديثه وأردف قائلا بدفاع بس أنا ما أذتكش في حاجه يا سليم، ولو قصدك موضوع إني عطلت خط أختك وسقطه من الشبكه يوم فرحك، فا أنا عملت كده لأن حسام طلب ده مني وقال لي إنه عامل لها مفجأة ومش عاوز حد يبلغها قبل منه!

إشتعل داخله من ذلك الحقير الذي خطط ودبر بإتقان ولم يترك أية تفصيلة لمحض الصدفة.

ضيق عيناه وأردف قائلا بتهديد ريح نفسك يا إيهاب، كلامك وتبريرك ده كله مش هيفرق معايا ولا هيرحمك من إيدي.

وأكمل مهددا إنت عارف كويس أوي إن ممكن أسجنك بالتسجيل اللي معايا ده، مشوار صغير لحد مكتب رئيس الشركه وأسمعه التسجيل وإنت عارف الباقي، خيانة أمانه وإستغلال موقع عملك بطريقة سيئة، وقضية تجسس على العملاء وليلة كبيرة إنت مش قدها.

إبتلع لعابه رعب وتسائل أرجوك يا سليم متعملش فيا كده، أنا عندي زوجة وبنت عاوز أربيها، شوف إنت عاوز أيه وأنا تحت أمرك.

نظر له بحده وأردف قائلا عاوز تسجيلات لخط الحقير اللي إسمه حسام شهرين لورا، عاوز أعرف كل بني أدم ساعده في إنه يإذيني.

هز رأسه بطاعه وتحدث بصوت مهزوز حاضر يا سليم، إديني فرصه يومين تلاته أجمع لك كل التسجيلات وأجبهم لك لحد عندك، بس متأذنيش أرجوك وأديني التسجيل ده.

تحدث بجديه هديهولك يا إيهاب، بس ياريت تبطل أساليبك الملتويه دي وتتقي الله في شغلك، ربي بنتك وإبعد عن حسام وشرة يا إيهاب.

وأكمل بنبرة نادمه وعاوز أقول لك إن ندمان ندم عمري على المؤامرة اللي عملتها في هشام، ربنا رد لي اللي عملته في هشام الصاع صاعين وبنفس الإسلوب علشان يفوقني من غفلتي، ربنا منتقم جبار ومايرضيهوش الأساليب الملتويه أبدا مهما كانت الغايه بريئه وخير، الغاية لا تبرر الوسيلة يا إيهاب.

وقف إيهاب سريع وتحرك إليه وتحدث ممتن له أنا متشكر أوي يا سليم، وصدقني دي هتكون أخر مرة أستغل فيها موقعي، وحسام ده أنا هعمل له بلوك من حياتي كلها.

بعد مرور أربعة أيام على تلك النكبة التي أصابت الجميع ولم يخرج منها أحدا معافي النفس.

خرجت ريم من غرفتها مرتديه ثيابها العمليه بعد أن قررت الذهاب إلى العمل، فيكفيها العكوف داخل غرفتها إلى هذا الحد.

وجدت والدها يجلس حول سفرة الطعام وحيدا ينتظر قدومها بعدما بعث لإستدعائها ليتناولا وجبة إفطارهما سويا.

جلست بعدما ألقت على والدها التحيه، تنهدت وهي تنظر لباب غرفة والدتها الموصد عليها، فمنذ ذلك اليوم المشؤم وهي لا تخرج من باب غرفتها لا في حضور قاسم ولا حتى أثناء غيابه،
وذلك لحزنها الشديد على حالها وإهانتها التي تعرضت إليها أمام أشقائها وزوجة أخيها على يد ولدها، ثم زوجها أمام أشقائها، وإهانتها أمام عمال منزلها وهم يشاهدون نفيها من قاسم على مرأي ومسمع من الجميع.

نظرت لذلك الحزين وتحدثت بابا، أنا عاوزة أشوف سليم.

تنهد بألم ثم أجابها بهدوء بلاش يا ريم، أخوكي مجروح ومحتاح يبقا لوحده علشان يهدي، وماتقلقيش عليه، أنا متابعه كويس وعارف سير خطواته ويوميا بكلمه وبطمن عليه.

تنهدت بألم وأردفت قائلة وهي تقف لإستعدادها للمغادرة أنا رايحه شغلي، بعد إذن حضرتك.

وقف معها وتحركا معا للأسفل تاركين تلك المنبوذه لحالها، وما جنته بيداها.

وصلت ريم أمام مقر شركة الحسيني بعد إنقطاع دام أربعة أيام.

صفت سيارتها أمام الشركه وترجلت منها لتدلف للداخل
وجدت من يترجل من سيارته تسمرت مكانها ونظرت إليه بقلب مشتاق، أنتظرت أن يأتي إليها ليؤازرها في محنة شقيقها ويسألها كيف أصبحت كما تعودت منه مؤخرا.

ولكنه تجاهل وجودها من الاساس وبدا على وجهه الجمود وتحرك للداخل متخطيا وقوفها دون عناء النظر لوجهها.

نظرت إلى طيفه بشرود وغصة مرة وقفت بحلقها، تنهدت بألم ودلفت تجر أذيال خيبة أملها به.

دلفت للمعمل وبدأت ممارسة عملها بقلب حزين ووجه عابس.

بعد قليل دلف إليهم المعمل ليتابع سير العمل كعادته، تعمد تجاهلها ووجه سؤاله إلى صديقتها سارة دكتور محمود فين يا دكتورة؟

أجابته سارة بهدوء دكتور محمود خرج للتواليت يا أفندم.

أردف قائلا بهدوء لو سمحتي لما يرجع ياريت تبلغيه إني مستنيه في مكتبي.

وخرج دون النظر إليها.

وبعد مدة تحركت إلى مكتبه بعد أن قررت أن تسأله عن سبب تلك المعاملة الجافة.

دلف للداخل وتحدثت بهدوء مساء الخير يا دكتور.

رفع بصره إليها بجمود ثم عاود النظر لأوراقه من جديد وتحدث بإقتضاب كالسابق خير يا دكتورة، فيه حاجه؟

نظرت له بحزن عميق وتسائلت بنبرة صوت حزينه ألمت داخله هو أنا زعلت حضرتك في حاجه يا دكتور؟!

إنفطر قلبه لسماع نبرة صوتها التي تحمل بين طياتها حزن وألما عميقان.

تنفس عاليا لتهدئة دقات قلبه المتسارعه والتي أعلنت الحرب عليه، أمره إياه بالنهوض إليها وجذبها بعنف وإدخالها داخل أحضانه الدافئه حتى يمحو عنها حزنها.

تمالك من حاله إلى أبعد الحدود ورسم على ملامح وجهه الجمود وتسائل بتقولي ليه كده؟!

أجابته بنبرة صوت متأثره علشان معاملة حضرتك معايا اللي رجعت زي الأول وأكتر.

دقق النظر لملامحها وزفر بضيق ثم خلع عنه نظارته الطبيه وألقاها بإهمال وتحدث بهدوء أكلمك بصراحه؟

أجابته سريع ياريت.

أشار لها بالجلوس فجلست وتحدث هو بنبرة صوت مقتظة بصراحه كده متضايق منك إنت وعيلتك ومش طايق أشوف حد فيكم بسبب اللي عملتوة في المسكينه اللي إسمها فريدة.

سحبت بصرها عنه خجلا وأكمل هو بنبرة حاده أخوكي ده أحقر بني أدم أنا شفته في حياتي، إزاي قدر يدبح بنت بريئه بالشكل البشع ده؟

وأكمل بغضب صدقيني أنا لو شفته يومها مكنش فيه مخلوق على وجه الأرض قدر يخلصه من تحت إيدي.

إلتمعت عيناها بالدموع وتحدثت بدفاع مستميت عن شقيقها الغالي من فضلك يا دكتور متتكلمش بالطريقة دي عن سليم، وياريت متحكمش على حد من غير متعرف ظروفه.

ثم نظرت له بنظرة ذات مغزي وأسترسلت حديثها بيتهئ لي حضرتك بالذات مش لازم تحكم على حد من قبل متسمع وجهة نظرة علشان تقدر تشوف الصورة كامله من كل الإتجاهات.

وأكملت بتفسير كي لا يسئ فهمها وده بحكم إن حضرتك إتظلمت من كلام الناس وأنجرحت وإنت مش أكتر من مجني عليك، فكان من الأولي إنك تتحري الدقة وتعرف الحقيقة الكاملة قبل ما تصدر حكمك على أخويا.

زفر بضيق محاولا تهدئة حاله كي لا يحزنها أكثر وتسائل وياتري بقا أيه هي الحقيقة الكامله دي؟

أجابته بنبرة متألمه للأسف سليم كان ضحية مؤامرة حقيرة إتنسجت خيوطها بمهارة لدرجة إنه ما شكش لحظة،
أخذت نفس عميق وأكملت ومن مين؟ من أعز وأقرب الناس واللي عمرة ما كان يتخيل إن ضربته القاضية هتبقا على إديهم.

تقصدي مين بكلامك ده؟ تسائل بها مراد مضيق عيناه بإستفهام!

أجابته بنبرة غاضبه وكأنها تحولت لأخري مؤامرة من الحقير اللي كنت مخطوبه له.

وأكملت بحزن عميق وأسي وللاسف بالإتفاق مع أمي.

إنتفض داخله برهبه وتسائل بلهفة ظهرت على ملامحه وبنبرة صوته اللي كنتي مخطوبه له؟!
وتسائل هو إنت.

قاطعته بحده فقت من غيبوبتي وخلصت روحي من هلاك مؤكد كان هيقضي عليا بالتدريج.

وأكملت ببكاء قطع نياط قلبه بس للاسف، مفوقتش غير بعد ما دمر أخويا وموته بالحيا.

وقف منتصب الظهر وتحرك وجلس مقابلا لها وتحدث بنبرة صوت حنونه رقيقه أربكتها بجلستها إهدي يا ريم من فضلك.

رفعت بصرها إليه سريع وألتقت الأعين في نظرة مطولة عبر بها كل منهما عن مدي إحتياجه للأخر.

وأاااااه من العيون حينما تتحدث وتعلن عن مشاعرها
إنتفض داخله وتعالت دقات قلبه بوتيرة سريعه، وما كان حالها بأفضل منه.

قرر التحدث ليخرجها من ما هي عليه إحكي لي الموضوع من أوله يا ريم، يمكن أقدر أساعد في رجوع سليم وفريده لبعض.

إقشعر جسدها من جمال وروعة نطقه لحروف إسمها، تمالكت من حالها وبدأت تقص على مسامعه كل ما حدث من ذلك الندل التي أمنته على روحها ولكنه غدر وخان ثقتها به.

كان يستمع لها بذهول مستغرب، لا يستوعب ما فعلته والدتها بإبنها الوحيد.

بعد مده تسائل بإهتمام وهو فين سليم الوقت؟

بكت بحرقه وأجابته حابس نفسه في الأوتيل من يوم اللي حصل ومبيردش على تليفونات أي حد، بيرد على بابا بس ويطمنه عليه مش أكتر.

تنفس بضيق ثم تحدث بحماس ريم، أنا محتاج لك تيجي معايا نتكلم مع فريدة ونحاول نقنعها تتراجع عن قرارها.

هزت رأسها بدموع وأردفت قائلة بيأس مفيش فايدة يا دكتور، فريدة حسمت قرارها خلاص وعمرها ما هتتراجع عنه.

نظر لها وتحدث برقة أذابتها طب ممكن تهدي علشان خاطري.

نظرت له غير مستوعبه حديثه، فأكمل هو بدون مقدمات ريم، أنا بحبك.

فتحت فاهها ببلاهه تنظر له بذهول وقلب يتتفض ومشاعر جياشه تجتاح عالمها ولأول مرة.

نعم، فقد أوهمت حالها بعشق ذلك الندل، لكنه لم يكن إلا وهم ومشاعر مراهقه وسيطرة من ذلك الحقير على مشاعرها البريئه بحديثه المعسول.

فأكمل هو بعيون عاشقه متيمه أيوة بحبك يا ريم، بحبك ويمكن من أول يوم شفتك فيه، كنت مستني لما اللحظه المناسبه تيجي وتفركشي خطوبتك علشان أصارحك بمشاعري نحيتك.

مالت رأسها بتعجب وتسائلت وإنت أيه إللي كان مخليك متأكد أوي كده من إني هسيب حسام؟!

سحب نسبه كبيرة من الهواء حتى إمتلئت رأتيه وأخرجه بهدوء كي يهدئ من روعة غضبته التي أصابته
وتحدث بنبرة غائرة متملكه طب علشان نبقا متفقين من أولها كده، أنا مش عاوز أسمع إسم البني ادم ده على لسانك مرة تانيه.

وأكمل بنبرة عاشق غائر على إمرأته خاصته أنا راجل بغير موت ومبحبش مراتي تجيب سيرة حد غيري على لسانها.

إرتبكت بجلستها وأنتفض جسدها بالكامل وتزلزلت مشاعرها البريئة من كلماته المتملكه وكلمة مراتي التي زلزلت كيانها.

رمشت عيناها سريع ووقفت بإرتباك وتحركت متجهه إلى الخارج.

جري عليها ووقف مقابلا لها وتسائل بعيون عاشقه على فكرة أنا لسه مخلصتش كلامي.

وأكمل بثقه بالغة أنهت على ثباتها المزيف مش المفروض لما جوزك المستقبلي يتكلم تقفي وتسمعيه لحد ما يخلص كلامه للأخر؟

أخرجت حروف كلماتها بشفاه مرتعشه أثارت ذلك المسكين ذو القلب العاشق حتى النخاع دكتور مراد، إنت بتقول أيه؟

أجابها بنبرة هائمة مراد بس يا ريم، مش عاوز أسمع غير مراد وبس،
وأسترسل حديثه متسائلا بعيون متيمه ونبرة صوت هائمه تتجوزيني يا ريم؟

إبتسمت بذهول ونظرت إليه بوجه منير كالقمر في ليلة تمامه إنت أكيد مجنون.

أجاب بلهفه وثقه بيكي، مجنون بيكي وبحبك وعاوز أتجوزك وبسرعه جدا، وعارف ومتأكد من إنك بتحبيني ومع الوقت هخليكي تعشقيني مش بس تحبيني.

إبتسمت بسعادة فأبتسم هو وتسائل بدلال إفهم من ضحكتك دي إن حبيبي خلاص موافق؟

ضحكت وسحبت بصرها عنه خجلا وهزت رأسها بطاعه أثارت داخله وأشعلت كيانه.

بعد إنقضاء إسبوع من واقعة ليلة الزفاف قضتها حبيسة غرفتها.

أمسكت هاتفها بعدما قررت المواجهه وضغطت زر المحادثه وأنتظرت الرد.

كان متسطح فوق تخته معلق أنظارة بسقف الغرفه بشرود تام، إستمع إلى رنين هاتفه، فتجاهله حتى إنتهي، ثم تكرر الإتصال مرة أخري، تأفأف بضيق ثم مد يده بإهمال وألتقطه من فوق الكومود، نظر بشاشته بفتور،
وفجأة إتسعت عيناه بذهول وأعتدل سريع جالس وبلحظه ضغط زر الإجابه وتحدث بنبرة متلهفه فريدة.

إستمعت إلى صوته المتلهف وحالة من الغضب والرفض لصوته تملكت منها وأجابت بنبرة حاده إنت فين؟

تنهد بألم حينما أستمع لنبرة صوتها التي يملؤها الجمود وأجابها بإختصار أنا في الأوتيل.

أجابته بنبرة حاده أنا جايه لك كمان ساعه، لازم نتكلم!

تنهد بإرتياح وسعد داخله متأملا وتحدث وأنا مستيكي يا فريدة.

أغلق معها وتحرك مسرع إلى المرأة ووقف يتطلع على هيئته المزريه، حيث شعره المشعث وشعر ذقنه بهيئته الغير منمقه.

تحرك سريع إلى خزانته وأخرج ثياب نظيفه وتحرك للمرحاض متحمسا، إستحم وهندم من ذقنه وشعر رأسه ونثر عطره فوق جسده بسخاء ونظر لإنعكاس حاله في المرأه نظرة رضا ثم تحرك للأسفل ينتظرها بقلب مرتجف وعيون متشوقه.

إرتدت ثيابها وخرجت من غرفتها بعدما ظلت حبيستها طيلة الفترة المنصهره.

وجدت والدتها جالسة فوق المقعد تضع كف يدها على وجنتها بوجه شاردا مهموم.

حولت بصرها حينما إستمعت لصوت الباب وهو يغلق نظرت لها بإستغراب وأردفت قائلة بتعجب لابسه كده ورايحه على فين يا فريدة؟!

ثم نظرت لما بيدها وأسترسلت حديثها بتساؤل وأيه الكيس اللي في إيدك ده؟

أجابتها بوجه خالي من التعبير دي شبكة الباشمهندس، رايحه أرجعها له هي وعقد الفيلا يا ماما.

بكت والدتها وأردفت قائلة بنبرة مترجيه علشان خاطر ربنا يا بنتي راجعي نفسك، إحنا لسه فيها، ولسه أبوة مكلم أبوكي إمبارح وبيسأله إذا كنت غيرتي رأيك، يعني الناس شاريينك يا فريدة.

رفعت رأسها بشموخ وتحدثت أرجوك يا ماما، أنا حسمت قراري، وموضوع رجوعي ليه منتهي بالنسبه لي.

وتحركت للخارج تحت دموع عايدة وتوسلاتها التي لم تجدي نفعا.

وقفت أمام منزل عبدالله المقابل لمنزها وطرقته، فتحت لها إعتماد التي تحدثت بحنان أهلا يا فريدة، عاملة اية إنهاردة يا حبيبتي؟

أجابتها بقوة وثبات ووجه تكسو على ملامحه الجمود المصطنع الحمدلله يا طنط، يا تري عبدالله موجود؟

أشارت لها إعتماد في دعوة منها للداخل وأردفت قائلة أه يا حبيبتي إتفضلي، ثواني أنده له.

دلفت للداخل وبعد قليل خرج لها عبدالله وتحدثت هي في حضرة إعتماد عبدالله، عوزاك تعملي عقد تنازل مني عن الفيلا اللي الباشمهندس سليم كتبها لي بإسمي، عاوزة أرجع له عقد التنازل مع عقد الفيلا علشان أكون خلصت ضميري.

نظر لها حين ردت إعتماد تحثها على التراجع وعليكي من ده كله بأيه يا بنتي، إستهدي بالله وإستعيذي بيه من الشيطان الرجيم ووافقي على كتب الكتاب.

وبعد مناقشات غير مجديه بالمرة إكتتب لها عبدالله عقد التنازل وأخذته وهاتفت ذلك المحطم كي تزيدها عليه وتنهي على أخر أمل له.

بعد قليل دلفت إلى الأوتيل وجدته يجلس في الإستقبال ينتظرها بروح مرفرفه معلقه بكلمة منها.

تحركت متجه إليه، وقف سريع لإستقبالها بقلب منتعش سعيد يكاد يخرج من بين أضلعه ليذوب داخل أحضانها، قلب يأمل بأن ينتهي ذلك العذاب ويرحل بلا عودة بحضورها.

ولكنها أصابته بخيبة الأمل السريعه حين تخطت وقوفه وتحركت دون عناء النظر إليه، جلست دون أن تعير لوجوده أية إهتمام مما حطم كبريائه ولكنه تحامل على حاله وعذر كبريائها المطعون.

وتحدث بصوت متحشرج بعدما جلس مقابلا لها أزيك يا فريدة.

نظرت داخل عيناه وأجابته بقوة متجاهله سؤاله عليها كنت بتقول إن عندك أسبابك المقنعه اللي خلتك متحضرش الفرح، واللي هو مرض والدتك،
وأكملت بإعتراض لكن أنا الحقيقه مش شايفاه سبب مقنع بالنسبه لي يخليك متردش على إتصالاتي، ويوصل بيك الأمر لدرجة إنك تقفل الخط في وشي.

إستشاط داخله من تلك الملعونه التي نفذت ما أمرت به بدون رحمه أو شفقه بروح تلك المذبوحه.

أخذ نفس عميق وبدأ يقص عليها ما حدث من خطة حقيرة من حسام وندي.

نظرت له بقوة وتسائلت هسألك سؤال وعوزاك تجاوبني عليه بصراحه.

نطق سريع بلهفه وعشق ظهر بعيونه فهز كيانها ولكنها إدعت الصمود إمتثالا لكرامتها أؤمريني يا فريدة وأنا هجاوبك على أي حاجه تحبي تعرفيها،
وأكمل بنبرة مترجيه ونظرة متوسله بس أرجوك ترجعي لحضني يا فريده، أنا بموت من غيرك.

إبتلعت لعابها من هيئته التي تدمي القلوب وتؤلمها وأجابته بنبرة حاده مصطنعة مامتك كانت تعبانه بجد؟

نزل عليه سؤالها وكأنه سواط جلد روحه بدون رحمه، تمالك من حاله ونظرة إنكسار تملكت منه وأجابها بنبرة صوت متوجعه، متألمه، مذبوحه لا يا فريدة، طلع فيلم معمول عليا أنا وأبويا وريم.

إتسعت عيناها بذهول ونزلت كلماته على قلبها مزقته وتحدثت بلمعة دمعه حبيسه سكنت عيناها ياااااااه، للدرجة دي قلوب الناس وكسرتهم ملهاش عندهم أي تمن!

وأكملت بعدم تصديق بالبساطة دي يتفقوا ويخططوا لفضحتي أنا وأهلي بكل برود!

ونظرت له بجمود وتحدثت بنبرة حاده وكل ده ليه؟
علشان الهانم مامتك شيفاني أنا وأهلي مش قد المقام وإني مش العروسه المناسبة لجنابك؟

نظر لها خجلا وتحدث متاخدنيش بذنب حد يا فريدة، كفايه عليا دبح روحي بسكينه تلمه في أكتر يوم عشت عمري كله أتمناه، وعلى إيد مين، على إيد الست اللي كانت السبب في وجودي، واللي كانت المفروض تكون أسعد واحده لسعادتي.

إبتسمت ساخرة وتحدثت دي مشكلتك لوحدك، أحيانا أخطاء الأباء يتحملها الأبناء.

نظر لها مضيق العينان وتسائل بنبرة قلقه تقصدي أيه يا حبيبي؟

إرتبكت من نطقه لكلمة حبيبي التي تذيبها عشق، ولكنها تحاملت وتحدثت بقوه مصطنعه يعني خلاص يا باشمهندس، مامتك حكمت على علاقتنا بالإعدام.

وأكملت بشموخ ولو هي شايفه إني مينفعش أنول شرف لقب زوجة سعادتك.

فاحب أقولك إن أنا وأهلي اللي ميشرفناش وجود واحد ينتمي لأم حقودة وقلبها إسود بالطريقه البشعه دي،.

إستشاط داخله غضب وتحدث بنبرة تحذيريه خلي بالك من كلامك يا فريده، أنا سكت على إهانتك ليا في بيتكم وعذرتك وقولت مجروحه، بس أكتر من كده مش هسمح لك، أنا راجل حر ومقبلش على نفسي الإهانه.

إبتسمت ساخرة ومدت يدها بذلك الكيس قائله هدي نفسك يا باشمهندس ومتاخدش الأمور على أعصابك أوي كده.

وأكملت دي شبكتك، وده عقد تنازل مني عن الفيلا اللي كتبتها لي، وكده يبقا خالصين ولا تسمح لي ولا اسمح لك.

بالبساطه دي، قالها مصدوم
وأكمل قد كده متمسكه بيا وبحبنا؟!

أكملت بشموخ وأعتزاز قد كده متمسكه بكرامة أهلي وكبريائهم، مش أنا إللي أدخل بيت أهله شايفيني أقل منهم وباصين لأهلي نظرة دونيه، أنا عاليه أوي يا باشمهندس، وأهلي عاليين أوي ولازم اللي يتجوزني أهله قبل منه يبصوا لأبويا وأمي على إنهم حاجه كبيرة أوي.

نظر لها بعيون عاشقه وتحدث برجاء أنا بحبك ومش هقدر أكمل حياتي من غيرك.

وقفت وتحدثت بكبرياء دي مشكلتك مش مشكلتي.

إنصدم من ردة فعلها ونظر لها بعيون مصدومه، من تلك الجاحدة ذات القلب المتيبس عديم الشفقه؟

بلحظه ثارت كرامته وأشتعل داخله غضب منها وتحدث تمام يا باشمهندسه، مشكلتي أنا هعرف أحلها كويس وقلبي أنا هخرجه وهفعصه تحت جزمتي بكل اللي فيه، وبالنسبه للشبكه وعقد الفيلا دول حقك، وأنا متنازل لك عنهم.

وأنا ما يلزمنيش ولا عاوزه أي حاجه تفكرني بالتجربه المرة ده، قالت كلماتها بنار مشتعله رد على حديثه المهين لها.

وتحركت سريع إلى الخارج تحت ذهول سليم وصرخات قلبه المتوسله لها بأن تتراجع، ولكن، سبق السيف العذل.

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

داخل منزل عزمي الشافعي.

كان يجلس بوجه غاضب وروح محترقة على ما وصل إليه، بلحظة خسر كل شيئ وأنقلب السحر على الساحر.

صاحت سميرة بملامح غاضبه ونبرة ملامه لإبنها ياما نصحتك وقولت لك سيبك من عمتك وخططها الخايبه وخليك مع سليم تكسب، مسمعتش كلامي ومشيت وراها وأهي غرقتك.

وأكملت بنواح شغلك وخسرته، وسمعتك كمهندس إضربت في السوق بعد إبن أمال ما حطك في دماغه ووصي عليك جميع الشركات في مجالكم، حتى ريم إللي عملت كل ده علشانها، هي أول واحدة باعتك وفركشت الخطوبه، لا والأدهي إنها عملت لك بلوك علشان متعرفش توصل لها.

إنتفض بجلسته وتحدث بفحيح متوعدا لسليم وديني وما أعبد لأرد له الضربة بأقوي منها وأدمرة.

صاح به عزمي متحدث بإعتراض هترد له أيه يا أبني، هو الراجل كان أذاك إلا بعد ما أذيته وخربت له حياته، إحمد ربنا إنه طلع مسالم وأكتفي بفصلك من الشغل، واحد غيره كان أنتقم منك أشد إنتقام ولا كان أجر لك بلطجيه خلصوا عليك.

واكمل بتذكر بالمناسبه يا حسام، عملت أيه في موضوع الدوبلكس، ياتري شفت له بيعه علشان ترجع لعمتك فلوسها؟

نظر لوالده وأردف قائلا برفض تام مش هرجع حاجه يا بابا وأعلا ما في خيلهم يركبوة.

أجابه عزمي محذرا أنا قولت لك اللي بلغني بيه قاسم وتهديده ليك وإنت حر، بس لازم تعرف إن قاسم مبيتكلمش وخلاص، ميغركش سكوته وهدوئة دي قرصته بالدم،
وأكمل بعيون زائغة متذكرا لو شفته عمل أيه مع أمال والقسوة والغل والجبروت إللي كان بيكلمها بيهم، كنت فهمت أنا ليه مصر إنك ترجع له فلوس إبنه.

إبتسمت سميرة ساخرة وأردفت قائلة بنبرة شامته ياما كان نفسي أشوف أمال هانم اللي عامله لي فيها ملكة إنجلترا وهي مذلوله قدام خدمها.

رمقها عزمي بنظرة ناريه وتحدث بتحذير وبعدين معاكي يا سميرة، مش هتبطلي طريقتك المستفزة دي.

أشاحت له بيدها بإهمال.

وأكمل حسام بثقه قد تصل إلى الغرور إطمن يا بابا، أساسا موضوعي أنا وريم لسه ما أنتهاش، أنا بس مستني أنفرد بيها وأقعد معاها وأنا كفيل برجوعها ليا من جديد، والجوازة هتم يعني هتم.

تحدثت ندي بصياح وتملل كله من طمعك يا سي حسام، فضلت تلعب على كل الحبال لحد ماغرقت وغرقتنا كلنا معاك، وبعد ما سليم عرف خطتك الخايبه حطك في دماغه وبقا كل تفكيرة في إنه إزاي يدمرك، وأبقا قابلني بقا لو لقيت شركة تشغلك بعد كدة.

تحدثت سميرة بتفكير عقلاني أنا شايفه إن الحل الوحيد إنك تسافر برة البلد وتشتغل، طول ما سليم حاطك في دماغه إستحالة هتلاقي حد يشغلك هنا.

أجابها سريع وبإصرار وأسيب ريم بالسهوله دي، ده على جثتي.

فاقت على صوت المنبه بعدما قررت أن تعود إلى طبيعتها الأولي وتذهب إلى عملها كي تندمج وتنغمس في دوامة العمل والحياة وتتناسي سليم وقصتها المحزنه معه، هكذا أوهمت حالها تلك الأبيه الشامخه.

توضأت وصلت فرضها وإرتدت ثيابها، تحدثت إليها نهله التي كانت تستعد هي الأخري للذهاب إلى جامعتها متأكده إنك هتقدري تروحي الشركه يا فريدة؟

أجابت شقيقتها بثبات وقوه مفتعلان لم يفارقا وجهها منذ تلك الواقعه هو أنا هفضل محبوسه في البيت ولا أيه يا نهله، لازم أرجع وأمارس حياتي الطبيعيه والحمدلله إني مقدمتش إستقالتي زي البيه ما كان طالب مني.

تحدثت نهله بترقب على إستحياء فريدة، لسه مش عاوزة تدي لنفسك ولسليم فرصة تانية؟

إحتدت ملامحها وتحدثت نهله، قولت لك قبل كده ياريت ماتتكلميش في الموضوع ده تاني وإنت برده مصره تفتحيه.

إرتبكت نهله وتحدثت سريع خلاص بقا متزعليش، أنا أسفه يا ستي واوعدك إن دي هتكون أخر مرة.

تحركت بسيارتها متجهه إلى مقر الشركه، دلفت إلى الشركه برأس شامخ تحت النظرات المشفقه عليها من الجميع والتي تجلدها وتشعرها بمنتهي الألم.

حدثت حالها بقلب يتمزق، توقفوا، ليتكم تعلمون أن تلك النظرات أشد على جسدي من جلد السياط، توقفوا، حبا بالله توقفوا، كفوا عني بنظراتكم تلك، لا أريد شفقة من أحد، فقط أتركوني بحالي وسألملم شتات نفسي وسأصبح بخير!

إقترب الجميع منها للإطمئنان على حالها ومن بينهم تلك الخبيثة الملعونه صديقة السوء.

بعد قليل دلفت إلى مكتبها مهلكة الروح، تحرك إليها فايز وتحدث بنبرة حماسيه حمدالله على السلامه يا فريدة، برافوا عليكي إنك نزلتي شغلك، الشغل هو الحاجه الوحيده اللي هتخرجك من اللي إنت فيه،
وأكمل بتمني ولو إني أتمني إن الأمور بينك إنت والباشمهندس تتصلح وترجعوا لبعض تاني.

شكرته فريدة وكعادتها ردت بدبلوماسيه وتحرك فايز من جديد إلى مكتبه.

جلست تتابع عملها بعقل مشوش وروح متهالكه غير مستوعبه ما مرت به من تجربه قاسيه أستنزفت كل طاقتها وأرهقتها.

إستمعت إلى طرقات خفيفة فوق الباب سمحت للطارق قائلة أدخل.

طل عليها ذلك الممزق لأجلها، نظر لعيناها بإشتياق، ولكن ليس كالسابق، إشتياق العشرة، الصديقه، إشتياق للسند وأيام جميلة مضت ولن تعود.

نظرت له بحنين لرجل كان سندا حقيقيا، رجل بكل ما تحمله الكلمه من معني وتحدثت أهلا يا هشام، إتفصل.

تشجع وتحرك للداخل وجلس مقابلا لها وتحدث بإهتمام عامله أيه، طمنيني عليك.

إبتسمت بمرارة وألم ظهر بعيناها لم تستطع تخبأته عنه وأجابته الحمدلله يا هشام، أنا تمام.

تسائل بإهتمام مش عاوزة أي حاجه أعملها لك، أي مساعده أنا تحت أمرك.

أجابته بإبتسامه هادئه متشكرة يا هشام.

أردف مؤكدا بإهتمام إنت عارفه معزتك وغلاوتك عندي قد أيه يا فريدة، أنا مبقولش كلام تأدية واجب، أنا فعلا عاوز أقف جنبك وأساعدك علشان تتخطي أزمتك بسلام.

إبتسمت بخفه وأجابته أنا عارفه إنك راجل أصيل وبتعرض المساعدة بجد يا هشام، بس لو بجد عاوز تساعدني، بلاش نظرة الشفقه اللي في عيونك دي لأنها بتدبحني، عاملوني عادي زي الأول، أنا مش أول واحده فرحها يتلغي في أخر لحظه،
ثم تنفست بعمق وأردفت قائلة بيقين قدر الله وما شاء فعل، وأنا الحمدلله راضيه ومسلمه لأمر ربنا وكلي يقين إنه هيعوضني خير.

إبتسم لها بمرارة وأردف قائلا ونعم بالله.

وبلحظه إستمعا لطرقات عالية فوق الباب، سمحت فريدة للطارق فاقتحمت لبني دافعه الباب بقوة، وأندفعت للداخل بوجه غاضب.

وقفت تهز جسدها بتوتر ويبدوا على ملامحها العبوس والغضب وتحدثت موجهة حديثها إلى هشام متجاهله تلك الجالسه عوزاك يا هشام!

ضيق عيناه وأجابها بتساؤل فيه أيه يا لبني؟

ألقت نظرة سريعة على تلك المستغربه من طريقتها الحاده ثم عادت ببصرها إليه من جديد واردفت قائلة بضيق أكيد مش هنتكلم قدام الناس!

شعر هشام بالحرج التام لأجل فريدة من معاملة تلك المستفزة وتحمحم حرج موجه حديثه إليها بنبرة حادة إرجعي لمكتبك يا لبني وأنا ربع ساعة بالكتير وهعدي عليك.

تسمرت بوقفتها وتحدثت بغيرة قاتله دالوقت يا هشام، عوزاك في موضوع مهم مايحتملش التأجيل.

إستشاط داخله من تلك العنيدة فتدخلت فريدة لتنهي الجدال خلاص يا أستاذ هشام، إتفضل معاها ونبقي نكمل كلامنا بعدين.

نظرت لها بقلب مشتعل وتحدثت بنبرة ساخرة والله أستاذ هشام مش مستني الأمر من جنابك علشان يتحرك مع خطيبته.

نظرت لها فريده بإستغراب ولكنها تحكمت بغضبها من تلك النبرة الساخرة لتقديرها لموقف لبني وغيرتها المشروعه على رجلها، ففضلت الصمت منعا لإفتعال المشاكل.

وقف هشام بعدما تملك منه الغضب ووجه حديثه إلى فريده بإحترام وتعمد تلفظه إسمها بدون ألقاب لحرق روح تلك التي أحرجته هنكمل كلامنا وقت تاني يا فريده، بعد إذنك.

وتحرك أمام تلك المستشاطه التي رمقت فريده بنظرة حارقه قبل المغادرة خلف رجلها الأول والأخير.

إبتسمت فريده بمرارة سكنت حلقها على ما وصلت إليه.

دلف لداخل مكتبه وتلته تلك الغاضبه التي ما أن خطت بساقيها للداخل حتى أغلقت الباب بعنف شديد وألتفت بجسدها إليه بوجه غاضب.

وكادت أن تتحدث لولا صوته الهادر الذي أخرسها ممكن تفهميني أيه قلة الذوق اللي إتعاملتي بيها مع فريدة دي؟

وأكمل بنبرة حاده ثم إنت إزاي يا أستاذة تكلميني بالطريقه دي قدام فريدة؟

إتسعت عيناها بغضب وأشتعلت نار غيرتها وتحدثت بنبرة حادة فريدة فريده، هو ده كل اللي شاغل بال سيادتك، وأنا يا هشام؟
مشاعري وكرامتي ملهمش عندك حساب؟

أجابها بنبرة حاده ومين اللي لمس كرامتك ولا جه جنبها يا لبني؟

نظرت له بعيون تطلق شزرا من شدة غيرتها وأجابته وتفتكر لما ألاقي خطيبي قاعد في مكتب خطيبته الأولي ومقفول عليهم باب واحد ده ميجرحش كبريائي ويمس كرامتي يا أستاذ؟

زفر بضيق وأقتربت هي عليه وأحتضنت يداه برعايه ثم نظرت داخل عيناه برعب وتسائلت بعيون بها لمعة دمعه تريد الفرار هشام، إوعا تكون بتفكر تسيبني وترجع لها؟
وأكملت بدموعها التي لم تستطع التماسك أنا ممكن أموت لو بعدت عني تاني يا هشام!

نزلت دموعها على قلبه ألمته وحزن داخله، مد يده وتلمس بأصابعه الحانيه وجنتها مجفف لها دموعها وتحدث بصوت حنون صادق إنت بتقولي أيه بس يا لبني، أسيبك إزاي بس يا قلبي وأنا ما صدقت إني لقيتك، ده أنا برجوعك ليا رجعت لي روحي اللي كانت تايهه مني، أنا بحبك يا لبني وعمري ما أقدر أستغني عنك، ريحي بالك يا حبيبتي وطمني قلبك.

وأكمل بشرح لتصرفه أنا روحت لفريدة أقف معاها في أزمتها وأسألها لو محتاجه مني حاجه اعملها لها، وده بحكم العشرة اللي كانت بينا وبحكم جمايلها عليا اللي ملهاش حدود،
وأكمل وهو ينظر داخل عيناها ليطمئنها أنا لو معملتش كده أبقي قليل الأصل ومبقاش تربية حسن نور الدين يا لبني.

هزت له رأسها متفهمه حديثه وتحدثت من بين دموعها أنا أسفه يا هشام، أنا محستش بنفسي لما عرفت إنك عندها، أنا بحبك وبموت من غيرتي عليك وخصوصا من فريدة، علشان خاطري يا حبيبي حاول تراعي غيرتي عليك.

رفع يدها وقربها من فمه وقبلها برقه أذابت كلاهما وأردف قائلا بنبرة حنون حاضر يا قلبي، وعلشان خاطري بلاش أشوف دموعك دي تاني،
وأكمل بعيون عاشقه مابقدرش أتحملها يا لبني.

إبتسمت من بين دموعها وتحدثت بطاعة أثارته حاضر يا حبيبي!

إبتسم لها وأبتسمت وأنتهي حزنهما قبل بدايته.

كان يرتدي ثيابه إستعدادا للذهاب إلى سليم
مد ذراعيه لزوجته الجميله التي تقف خلفه ممسكه بيدها سترته لمساعدته في إرتدائها.

إعتدل لها بعد إنتهائه ومال على وجنتها قبلها بهدوء وتحدث بإمتنان تسلم إيدك يا حبيبتي.

إبتسمت له أسما بهدوء ثم تسائلت بترقب أنا خايفه على سليم أوي يا علي، الضربه كانت شديدة وقاسية أوي عليه، مامته وأهله اللي إنصدم فيهم، ده غير حلمه اللي إنهار قدام عنيه بعد ما كان خلاص قرب يلمسه بإديه ويملكه.

تنفس على بتنهيده عاليه تنم عن مدي حزنه العميق لأجل صديق عمره وتحدث ليطمأنها ماتقلقيش يا حبيبتي، هي الضربه أه كانت قاضيه، لكن ده برضه سليم الدمنهوري، يعني ميتخافش عليه، قريب أوي هيفوق وهيرجع أقوي من الأول.

وأكمل بتأكيد المسألة مسألة وقت مش أكتر، فريده شوية وهتفوق من صدمتها وهتهدي وتعرف إن ملهاش غير حضن سليم وإن هو الوحيد اللي هيقدر يداوي جراحها.

أجابته بصوت يطغو عليه الأسي ياريت يحصل كده يا على وبسرعه، أنا بصراحه قلقانه عليهم أوي، وفريده من يوم اللي حصل وهي قافله تليفونها، وأنا أحترمت عزلتها ومرضتش أروح لها البيت.

قبل وجنتها وتحدث على عجل وهو يتحرك بإتجاه الباب الخارجي إن شاء الله خير يا حبيبتي، انا هتحرك علشان متأخرش على سليم.

بعد مده من الوقت كان يجلس مقابلا لسليم داخل كافيتيريا الأوتيل.

تحدث سليم بنبرة جاده تشرب أيه يا علي؟

أجابه بهدوء أي عصير فريش ليا وليك.

أشار سليم إلى العامل وطلب منه عصير إلى على وقهوة له تحت إعتراض علي الذي تجاهله سليم.

تحدث على بترقب سليم، خليني أروح لفريدة بيتها وأتكلم معاها.

أجابه بحده ونبرة صارمه أوعا تعمل كده يا علي، كفاية إهانه لكرامتي اللي إتبعثرت على إديها لحد كده.

رد عليه على معترض مفيش كرامة بين العشاق يا سليم؟

أجابه بحده وعيون مشتعله تنم عن مدي غضبه الداخلي لا فيه يا علي، لما الموضوع يوصل للإهانه لرجولتي يبقا فيه.

أعذرها يا سليم، نطق بها علي.

إنفجر الأخر وتحدث بحده وأنا كل ده ماعذرتهاش يا علي؟

ده أنا سمعت منها اللي مفيش راجل يقبله على كرامته ولا على رجولته ومع ذلك قبلت وقولت لنفسي أعذرها يا سليم، اللي حصل مش قليل عليها وسيبها تهدي يومين وهتتراجع وتحس بغلطها، قبلت غلطها في رجولتي قدام أبويا وعيلتها كلها وسامحت، مطلوب مني أيه تاني أنا مش فاهم؟

تحدث على في محاوله منه لتهدئة ذلك الثائر لازم تعذرها وتتفهم موقفها، فريدة لسه تحت تأثير الصدمه وبتتصرف بعدوانيه ردا لكرامتها.

صاح بنبرة غاضبه لفتت إنتباه الحضور إليه وأنا مين يعذرني يا علي، مين يخفف عني صدمتي في أمي وفقداني لحلم حياتي اللي إتبخر قدام عنيا في لحظة.

وأكمل بصلابه وجمود مش هغالط نفسي وأكابر وأقول لك إني خلاص مبقتش عاوزها أو إني بطلت أحبها، بالعكس، أنا بعد اللي حصل لي بقيت محتاج لها معايا أضعاف الأول،
وأسترسل حديثه قائلا بإصرار بس خلاص، اللي بيني وبين فريده بقا متوقف عليها هي يا علي، لو لسه عوزاني تتفضل تبرهن لي، غير كده أنا خلاص، عملت كل اللي عليا من ناحيتها، الكورة دالوقت في ملعبها.

تنهد على بأسي وأردف متسائلا وميعاد سفرنا اللي قرب ده كمان هتعمل أيه فيه؟

أجابه برد قاطع ونبرة حادة هنسافر طبعا ونرجع لشغلنا، فاكرني هوقف حياتي وأقعد أستني إشارة من الهانم لم تحن وترضي.

تنهد على بأسي على حال صديقه الذي برغم تألم روحه الشديد إلا أنه يتظاهر بالقوة، وهذا منتهي التحامل والالم النفسي.

خرجت من باب الشركه وكادت أن تصل إلى سيارتها المصطفه، وجدت من يقطع عليها الطريق متحدث بلهفه ظهرت بعيناه وحشتيني يا ريم.

نظرت له ببغض وكره وأردفت قائلة بحده وهي تتطلع عليه بإشمئزاز معقوله بجاحتك دي، إنت إزاي لسه عندك الجرأه تيجي وتقف قدامي وتبص في عيني بعد اللي عملته؟

أجابها بنبرة صوت هائمه كي يستنزف مشاعرها كقبل إهدي يا حبيبتي وخلينا نتكلم بهدوء.

أجابته بنبرة صارمه هنتكلم في أيه يا ندل، هو لسه فيه كلام يتقال بعد اللي عملته في أخويا؟!

تحدث مستعطف إياها أنا كل حاجه عملتها، عملتها علشانك وعلشان نكون مع بعض يا ريم!

ردت عليه بقوة لا وإنت الصادق، إنت كل حاجه عملتها كانت نابعه من قلبك الإسود وكرهك وغيرتك من أخويا، حقدك الأعمي هو اللي كان بيحركك يا حسام، مش حبك ليا.

وأثناء صياحهما كان مراد يخرج من باب الشركه ليتجه إلى منزله، وجدها تتشاجر مع أحدهم أسرع إليها بقلب يغلي وبسرعة البرق كان يقف أمامها ويخبأها خلف بنيانه القوي متسائلا بحده بالغه وهو ينظر لذلك الحسام فيه حاجه يا دكتورة ريم؟

كادت أن تتحدث قاطعها صوت ذلك الغاضب من تلك الحركه وتطلع أيه إنت كمان علشان تدي لنفسك الأحقيه إنك تتدخل في كلامنا؟

إجتمع رجال الأمن سريع يصطفون خلف مراد بحماية، أشار لهم مراد بالإبتعاد فأبتعدوا.

نظر له مراد من جديد ثم أجابه بهيبة وثقه معلنا عن حاله أنا دكتو مراد الحسيني، صاحب الشركة اللي الدكتورة بتشتغل معايا فيها.

رد عليه حسام بنبرة حاده وتفتكر إن ده مبرر يديك الحق إنك تقتحم وقفنا بالشكل ده، وبعدين واحد وبيتكلم مع خطيبته، تحشر نفسك وتتدخل في اللي ملكش فيه ليه؟

ضيق مراد عين وفتح الأخري ناظرا له بتمعن وتحدث بهدوء ولما إنت تبقا خطيبها، أنا أبقا أيه بقا إن شاء الله؟

كانت تقف خلفه تشعر برجولته وحمايتة، ورعايته التي شملتها وأشعرتها بالأمان.

نظر له بذهول وتحدث بصياح وغضب تام إنت بتخرف بتقول أيه؟!
هي مين دي اللي خطيبتك؟!

وكاد أن يتحرك ليجذبها من خلفه أوقفه بإشارة من يده قائلا بنبرة صارمه أربكته لو ناوي تقضي باقي حياتك مرمي فوق كرسي متحرك إتجرأ بس وألمسها.

تحركت هي من خلفه ووقفت بجانب مراد لتعلن بأنها أصبحت خاصته وأردفت قائلة بنبرة قوية أيوة خطيبته، وياريت تمشي من هنا ومتورنيش وشك تاني وإلا قسما بالله لأقول لبابا وسليم وأخليهم ي.

لم تكمل جملتها لمقاطعة ذلك الثائر الذي نظر لها بعيون ملامه غاضبه منها في وجودي مبقاش فيه داعي لوجود بابا وسليم، إنت خلاص، بقيتي مسؤله مني وأي حد هيتعرض لك هيبقا كأنه إتعرض لمراد الحسيني شخصيا.

جحظت أعين حسام وشعر بطعنة داخل صدرة وتحدث بنبره ساخرة ده الموضوع بجد بقا، دي الهانم شكلها كانت مقرطساني ودايرة ترسم وتخطط هي وأمها علشان يوقعوا الباشا إبن الأكابر في شباكهم.

واكمل بغمزة وقحه من عيناه ملعوبه يا بنت أمال وفي الجون، خطتي ورسمي وحسبتي حسبتك إنت وامك وقولتوا لنفسكم نضمن الزبون وبعدها نقلب حسام ونخرجه برة اللعبه.

وأكمل مهددا بس نسيتي حاجه مهمه أوي، إن أنا لحمي مر ومابتنازلش عن حاجه ملكي إلا بالدم.

نظر له وتحدث بنبرة ساخرة مقلله من شأنه هو أنت علشان واحد حقير وماشي بالخطط فاكر إن كل الناس زيك؟

وأكمل مهددا وتاني مرة تبقا تتكلم على قدك يا شاطر، ولو على الشر يا أهلا بيك في دايرتي، بس خليك دكر وإتحمل اللي هيحصل لك للأخر.

نظر لها بعيون مشتعله ثم حول بصرة إليه وتحدث ساخرا دي الهانم شكلها حكيالك على كل حاجه،
وأكمل بتساؤل أربكها وأرعب داخلها طب ياتري بقا الهانم اللي دخلت عليك بوش البرائة اللي رسماه طول الوقت، حكت لك إنها كانت شريكتي في أول تخطيط فرق بين فريدة وسليم؟

إبتسم مراد ساخرا في حركة تؤكد عدم تصديقه.

فأبتسم حسام قائلا بنبرة واثقه وهو ينظر بتأكيد داخل عيناه أكيد طبعا مش هتحكي لك إنها لعبت على أخوها وشاركت في مؤامرة علشان بس، تبقي معايا وفي حضني.

ضيق عيناه بغضب أشعل صدرة من ذكر تلك الكلمه ولم يشعر بحاله إلا وهو يمسكه من تلابيب سترته ويهزه بعنف أرعبه، وكز على أسنانه وتحدث بفحيح إنت شكلك كده ناوي على موتك إنهارده.

جري عليه الأمن وتحدثت هي من بين رعبها سيبه يا مراد من فضلك.

نجح رجال الأمن في تخليصه من قبضة مراد الذي أحكم الخناق عليه حتى أنه كاد أن يختنق وتزهق روحه الشريرة حيث الفناء.

جذبه الأمن وحركوه للخلف وقف يتهاوي ويسعل بشده ثم تطلع إليه وقهقه عاليا وتحدث مش مصدقني، ولا زعلت لما تخيلت الكلمه.

كاد أن ينطلق بإتجاهه ليفتك به مرة أخري إلا أن يدها الرقيقه التي أمسكت بيده وتغلبت على شيطانه، نظر لها ورعشه سرت بجسده بالكامل، إلتقت الأعين تحت إستشاطت حسام وغليان قلبه وتحدث مجددا كي ينهي عليها ماتتكلمي يا دكتورة وتكذبيني لو تقدري؟

إرتبكت بوقفتها وزاغ بصرها فتيقن مراد من صحة حديث ذلك الحقير.

نظر لها بإرتياب وشعر بطعنه قويه إقتحمت صدره، إبتلع لعابه وتحدث وهو ينظر داخل عيناها موجه الحديث لرجال الأمن مشوا الحقير ده من هنا، ولو شفتوة مرة تانيه إمسكوة وبلغوا الشرطه وأعملوله بلاغ تعدي على الشركة.

إستشاط داخل حسام وتحدث بحديث ذات مغزي وهو مكبلا من رجال الأمن ليوصلاه إلى سيارته حتى يرحل أنا الحق عليا اللي بفوقك علشان ما يضحكش عليك مرة تانيه، شكلك كده حنيت لماضيك!

إستشاط داخله وكأن أحدهم أشعل نارا داخله ثم سكب فوقها مادة قابلة للإشتعال فزادت من إشتعال روحه وتوهجها،
جري عليه كالأسد الجريح، ألتقطه من بين أيدي رجال الأمن وبدأ يكيل له وابل من الضربات المتتاليه التي أطيحت به وجعلته يتهاوي، ثم إحتجزة بجانب السيارة ومازال يلكمه فوق أنفه التي نزفت الدماء بغزارة، وتارة فوق وجنتيه، بصعوبه بالغه أنقذه رجال الأمن من بين براثين ذلك الغاضب.

أوصلوه إلى سيارته تحت أعين ريم المذعورة ومراد الذي تطلع عليه وأشار بسبابته قائلا بتهديد لو شفتك قدامي مرة تانيه هقتلك.

إرتعب حسام من منظر ذلك الهائج الذي كاد على وشك فقدان روحه على يده، فحقا مراد لديه قوة تصل للخارقه عندما يذكره أحدهم بتلك الواقعه.

جري حسام وتحرك بسيارته مذعورا وفهم أنه لعب مع الخصم الخطأ، أما مراد فكان صدره يعلو ويهبط من شدة الغضب، حول بصره إلى تلك المرعوبه ورمقها بنظرة حارقه وتحرك إلى سيارته ليغادر،
إلا أنها جرت إليه متحدثه بدموع ونبرة مترجيه مش هسيبك تمشي غير لما تسمعني.

رمقها بنظرات مريبه بعيون غاضبه وأردف قائلا بنبرة حادة مش عاوز أسمع منك ولا كلمه ومش طايق أشوفك قدامي أساسا.

إقتربت عليه وأمسكت ذراعه بترجي قائله بدموع لا يا مراد لازم تسمعني، الموضوع مش زي ما أنت فاهم، الكلام اللي بيقوله ده محصلش بالصورة اللي إتكونت في دماغك.

نظرت له بترجي وأسترسلت حديثها بتوسل أرجوك يا مراد.

نظر لها فاستشف الصدق من نظرة عيناها وأنتفض قلبه صارخ معنف ومطالب إياه بأن يرحمها ويرحم حاله ويستمع إليها.

إبتلع لعابه من قربها وهيئتها المهلكه لرجولته، تنفس عاليا ثم تحرك لباب السيارة وفتحه وأشار إليها بالدلوف.

إرتبكت بوقفتها فتحدث هو ليطمئنها إركبي يا ريم، هنروح مكان مفتوح نتكلم فيه بدل وقفتنا دي.

وأشار لأحد رجال الأمن قائلا خد مفتاح عربية الدكتورة وإتحرك بيها ورانا.

تنهدت براحه وتحركت وأستقلت سيارته وأغلق هو الباب وأتجه للناحيه الأخري وأستقل بجانبها وتحرك.

كان الصمت سيد الموقف طوال الطريق، وصلا لمكان عام وجلسا وبدأت ريم بقص ماحدث معها بالماضي، وأبلغته أنها كانت تبلغ من العمر حينها السابعة عشر وأبلغت والدتها بما إستمعت ولم يطرأ بمخيلتها أن تستغل والدتها ذلك الخبر وتتأمر مع حسام ضد سليم.

كان يستمع إليها وهو مصدوم من تلك المسماه بوالدتها وتحدث أنا أسف يا ريم، بس حقيقي مش قادر أتخيل ولا أستوعب جبروت مامتك في تدمير قلب أخوكي بالشكل البشع ده، إزاي جالها قلب تعمل فيه كده؟

وأكمل بحنان وإبتسامه زينة ثغره حينما تذكر إمه الحنون ده أنا مش قادر أنسي ضمة أمي ليا في عز جرحي، حضنها هو الحاجه الوحيدة اللي قوتني وخرجتني من وسط ظلماتي.

نظرت له بدموع وتحدثت وهي تهز رأسها بنفي أنا أمي مش وحشه يا مراد، بالعكس، أمي ضحت علشاني أنا وسليم بكل حاجه، ضحت براحتها وبإنها تعيش عيشه كريمه من دخل بابا اللي مكنش قليل، لكن أمي فضلت إنها تعلمنا كويس علشان تضمن لنا مستقبل واعد،
أمي عيبها الوحيد إنها عاوزانا نعيش بطريقتها هي، بقلبها وعقلها هي، مش بقلوبنا وعقولنا إحنا!

كان يستمع لها بإعجاب وأندهاش، فبرغم صغر سنها إلا أنها تمتلك عقلا واعي وتفكيرا متعمق شامل من كل الجوانب.

إبتسم لها بهدوء ونظر بعيناها وتعمق داخلهما وتحدث بعيون عاشقه إنت جميلة أوي ياريم، مش بس من بره، لا، إنت أجمل بكتير من جوة.

إنتعش قلبها وسعد داخلها لتصديقه ما روته على مسامعه.

فأكمل هو حديثه ريم، أنا عاوز أجيب بابا وماما ونيجي نطلبك رسمي، مش عاوز الإسبوع ده يعدي غير ودبلتي في صباعك.

إنتفض قلبها فرح وأبتسمت خجلا وتحدثت بنبرة صوت رقيقه مش عارفه يا مراد إذا كان الوقت مناسب ولا لاء.

تسائل وأيه اللي هيخليه مش مناسب يا ريم، ولا تقصدي علشان موضوع سليم؟

أجابته بإختصار بالظبط ده اللي أقصده.

فأجابها إن شاء الله نحاول نتدخل أنا وإنت ونحل الخلاف اللي ما بينهم.

ثم غمز بعيناه وتحدث ويمكن وقتها الفرحة تبقي فرحتين والخطوبة تبقا دخله.

إرتبكت بجلستها ووقفت سريع تحت قهقهة مراد وتحدثت هي أنا، أنا إتأخرت أوي ولازم أروح.

وقف مقابلا لها وتحدث وهو يخرج من حافظة أمواله بعض الأوراق المالية لتسديد الفاتورة تمام يا حبيبتي.

وتحركا للخارج كل إلى وجهته ولكن بقيا قلبيهما معا.

في اليوم التالي داخل كافيتيريا الشركة
كان الجميع متواجد، هشام بجانب لبني يتناولون شطائرهم تحت سعادة قلبيهما، فايز مع أصدقاء له، فريده التي تجلس بصحبة نورهان ونجوي التي وقفت بجانبها خلال أزمتها لتعلن عن معدنها الأصيل رغم مساوئها،
ومن منا خالي من العيوب يا سادة!

دلف للداخل بهيئته الجذابه بعد إنقطاع دام الكثير، نظرت إليه وتسارعت دقات قلبها بوتيرة عاليه لتعلن لها عن فشلها الذريع لمحاولاتها المستميته لكرهه أو نسيانه.

وقف فايز سريع وتحرك إليه مرحب به، وتوجه سليم بجانب العامل الذي أحضر له جهاز صوتي ضخم، وقف سليم ووضع فلاشه كانت بيده داخل جهاز الصوت.

وتحدث لجذب إنتباه الجميع مساء الخير، معايا مفاجأه من العيار التقيل ويهمني إن الكل يسمعها.

ثم نظر إلى فريده وتحدث بجمود الحاجه دي تهمك إنت بالأخص يا باشمهندسه.

ضيقت عيناها بإستغراب فابتسم ذلك السليم بمرارة وسحب عنها بصره وضغط زر التشغيل.

وإذ بصوت نورهان الواضح للجميع يصدح وهي تتحدث إلى حسام خلاص يا باشمهندس فهمت، أنا كده المطلوب مني أصور يديو لفريدة يوم الفرح وهي خارجه بفضيحتها من باب الأوتيل وأبعته للرقم اللي بعتهولي على الواتس!

أجابها حسام بتأكيد بالظبط كده يا نورهان.

تحدثت بنبرة جشعه تمام، بس ياريت تزود لي المبلغ شويه لأني محتاجه أكمل على تمن الشقه اللي هشتريها.

إتسعت حدقة عين فريدة ونظرت لتلك المجاورة لها والتي بدورها إنسحبت الدماء من عروق جسدها بالكامل،
يا إلهي، ما تلك الفضيحه التي لحقت بك أيتها الخبيثه!
ماذا بينك وببن الله ليفضح سترك هكذا ويهتكه أمام العلن؟!

صاح بها حسام قائلا هو إنت مبتشبعيش فلوس أبدا، إنت ليك خمس سنين بتاخدي مني فلوس بحجة الشقه دي.

ردت عليه بتفاخر وغرور أنا ما بخدش منك حسنه يا باشمهندس، ده تعبي ومجهودي المتميز، تقدر تقولي كنت هتعمل أيه من غيري، الخمس سنين اللي بتقول عليهم دول أنا كنت فيهم عينك في الشركة على فريده، كل أسرارها وأخبارها بوصلهالك يوم بيوم، ولولايا أنا كان زمان سليم واصل لها ويا عالم، كان ممكن يكونوا متجوزين ومخلفين كمان.

نظرت إلى سليم بدمعه هاربه من بين عيناها، تألم هو لها وتأمل خيرا.

أجابها حسام بملل وتهكم خلااااص، إنت هتحكي لي على إنجازاتك العظيمة في مراقبة الكونتيسه فريدة، فرحانة أوي بخيانتك لصاحبتك؟!

أجابته بحده ملهوش لزوم الكلام ده يا باشمهندس،
وأكملت بتهكم وإهانه لشخصه ولو كنت أنا بخون صاحبتي اللي أنا أصلا مبطقهاش، فسيادتك وعلى حد علمي بتخون إبن عمتك وصديقك المقرب، يعني الحال من بعضه، فملوش لزوم تقطيمك ده من الأساس.

إنقضت المكالمه وبدأت أخري بصوتها إنت بتتنرفز عليا ليه دالوقت، أنا عملت كل اللي أقدر عليه وحاولت كتير مع هشام، حكيت له على اللي كان بينها وبين سليم زمان وشحنته ضدها وخليته يروح لها مكتبها ويهددها وكنت متأكده إنها هتخاف على إسمها من الفضيحة وترجع له،
بس للأسف، من سوء حظنا إن سليم دخل عليهم وهما بيتكلموا وكالعادة ثبت الجميع بكلامه، وللأسف هشام طلع أهبل وأنسحب بهدوء.

نظر لها هشام بعيون جاحظة غير مستوعبه وتذكر يوم زيارتها له داخل مكتبه.

ثم نظر إلى فريدة مشفق على حالتها وطعناتها التي تأتيها متتالية بالترتيب.

إنقطع الإتصال وبدأ من جديد بتلك الرساله الصوتيه كله تمام يا باشمهندس، المولد إنفض زي ما أنت عاوز بالظبط، وأنا سجلت فيديو خروجها من الأوتيل وبعته للرقم إللي إنت بعته لي في رسالتك!

وأكملت بجشع وحقارة مستنيه مكافأتي اللي وعدتني بيها توصل لي على حسابي.

كان الجميع يستمع بعيون متسعه وعقول منذهله من شدة بشاعة تلك الصديقه التي تمثل الحب لصديقتها طول الوقت،
تعالت الهمهمات والأحاديث الجانبيه وهم ينظرون إليها بإشمئزاز.

فسبحان الذي يمهل ولا يهمل.

نظرت لها تلك المغدورة ودموع الألم تغرق وجنتيها وتسيل، وتسائلت بذهول طب ليه، أنا عملت لك أية أستاهل عليه منك الغدر والخيانه، ده أنا عمري ما أذيتك، تأذيني وتتأمري على فضيحتي أنا وأهلي بالشكل البشع ده ليه؟!

أردفت قائلة بنبرة ضعيفه مرتعشه ردي عليا، ساكته ليه؟!

هنا إنهارت قواها الزائفة وبكت بشهيق وأنين مسموع للجميع.

جرت عليها نجوي وحاوطتها بذراعيها وتحدثت إمسكي نفسك يا فريده.

كانت صامته تنظر أمامها في اللاشئ بوجه يكسو عليه الجمود، خالي من أية تعابير توحي بحالتها.

وجه حديثه لها بقوة أنا كان ممكن أسمع التسجيلات للباشمهندسه لوحدها وده من باب الستر.

وأكمل بتشفي بس إنت متستاهليش الستر، وبصراحه حسيت إن حقارتك تستاهل تكريم أكبر وأعظم من إن صاحبتك لوحدها هي اللي تسمعه،
وأكمل بيقين كل ساق سيسقي بما سقي ولا يظلم ربك أحد.

هدر فايز بصوت عالي ونبرة أمرة باشمهندسه نورهان، ربع ساعه وتكون إستقالتك موجوده على مكتبي.

قاطعه سليم برد قاطع إقالة يا باشمهندس، مش إستقاله،
ونظر له وأكمل وده أقل عقاب تستحقه واحده حقودة زيها إن يكون في الC. V بتاعها ورقة إقالة من شركة ليها إسمها ومكانتها زي شركتنا.

إرتعب داخلها وشعرت بالكون يهتز من تحت قدميها، بلحظة إنهارت أحلامها وتحولت لكابوس مرعب سيلازمها لباقي حياتها.

تحركت للخارج تنظر أرض خشية نظرات الجميع التي تحتقرها وترمقها بنظرات يملؤها الإشمئزاز وعدم الإحترام، خرجت تجر أزيال خيبتها نتيجة أفعالها الشنعاء،
إفعل ما شئت فكما تدين تدان.

نظر سليم لتلك الباكيه متأملا أن تعي ما فعلته من جرم في حقه وتطلب منه تناسيه والبدء من جديد، لكنها وبكل جبروت تخلت عنه مجددا وسحبت بصرها بعيدا.

شعر بالدماء تنسحب من جسده بالكامل وغصة مؤلمه وقفت بحلقه كادت أن تزهق روحه، إنسحب من المكان بخيبة أمل وخرج من الشركه بأكملها.

تحت دموعها وحنينها إليه، لكنها الكرامة لعنة الله عليها هي من منعتها من الإنسياق وراء قلبها الذي يصرخ ويأن متألما مطالبا إياه ليؤازها في ضرباتها المتتالة، كانت تريد الصراخ والإسراع خلفه لترتمي داخل أحضانه وتحتمي بها.

ولكن ليس كل ما يتمناه المرأ يدركه.

إستقل سيارته وقادها بغضب عارم وبات يدق طارة السيارة بكف يده بعنف.

ويحدث حاله بغصب تام، اللعنة علي وعلى قلبي وغبائي الذي مازال ينتظراك أيتها العنيدة عديمة الرحمه، كيف خدعت في تصنيف قلبك ووصفه بالرقيق، كيف أيتها المستبدة ذات القلب المتيبس، كيف؟
من أين لك كل هذا الجبروت؟

أغمض عيناه وزفر بشدة لينفث عن غضبه، لحظات، مجرد لحظات وأفتحهما من جديد ليتفاجئ بشاحنه كبيرة مسرعه تتجه إليه في الطريق المعاكس،
إنتبه سريع وبسرعة بديهه أمسك طارة السيارة وبذل كل جهده لتفادي الصدمة التي وإن تمت ستقضي عليه لا محال، إستمع لصوت صفير عالي ناتج عن إحتكاك إطارات سيارته بعنف بالأسفلت،
وبأخر لحظه تغيرت وجهة سيارته للرصيف ليصتدم بشدة بعمود الإنارة وترتضدم رأسه بعنف بطارة السياره!

ظل يحاول فتح عيناه بصعوبه ليستوعب ما حدث له، ولكن، وكأن غيمة سوداء تسحبه للمجهول رويدا رويدا، لم يستطع الصمود كثيرا، لحظات وإستسلم لمصيريه وخر فاقدا وعيه بالكامل!

متنساش ان الرواية موجودة كاملة في قناة التلجرام والواتساب

داخل رواق المشفي 

تقف أسما تزرفُ دموعها الساخنه المنهمرة فوق وجنتيها بغزارة،، يحتضنها ذلك الواقف بقلبٍ مٌرتعب وجسدٍ ينتفض رٌعبً علي صديقهٌ الراقد بالداخل ولا يعلم عن حالتهِ شيئ،،،وذلكَ بعد أن تلقي إتصالاً مٌنذ القليل فأجابَ متوقعً أنه سليم، ،فتفاجئ بصوت رجلً غريب يٌبلغهٌ أن صاحب هذا الهاتف قد تعرضَ إلي حادث ولذا وجبَ عليهِ الحضور الفوري بعدما أملي عليه إسم المشفي وعنوانه ،، وقد هاتفهٌ الرجل علي أساس أن رقم علي كان أخر من حادث سليم !!!

أما ذلك المسكين فكان يرقد داخل غرفة الإشعه المقطعيه لفحص جسده كي يطمئن عليه الأطباء بعدما أوصلتهٌ الإسعاف 

هاتف علي قاسم وأبلغهٌ بما حدث ،،وبدورهٍ أبلغ قاسم ريم لتلحق بهِ

بعد قليل أتي قاسم وجلس بجانبهما وقلبهٌ يرتعب من فكرة فقدانهِ لإبنهِ الوحيد 

الجميع يجلس بقلوبٍ نازفة يترقبونَ أية خبر يطمئنهم علي غاليهم 

حول الجميع أبصارهم بإتجاة مدخل الرواق،،حيث تهرول كٌلٍ من ريم وتلك الباكيه المنهارة التي تجاورها وهي بحالة مٌزريه يٌرثي لها 

نظر إليها وإذ بقلبهِ يشتعلٌ بنيران الغضب الذي تجدد في التو واللحظه عند رؤيتهِ لها ،، فكانت تلك هي المرة الأولي التي يراها مٌنذُ واقعة ليلة الزفاف

أسرعَ إليها بغضبٍ عارم وجذبها من ذراعها وتحدثَ بفحيحٍ وعيونً تطلقٌ شزراً ٠٠٠ إنتِ أيه اللي جايبك هنا ؟؟

حاولت ريم تخليص ذراع والدتها من قبضة أبيها المحكمه وأردفت قائلة برجاء ٠٠٠ إهدي يا بابا من فضلك،،متنساش إننا في مستشفي 

أما أمال التي تسائلت بدموع عيناها الساخنه وقلبها يإنُ من الألم متجاهله غضبته ٠٠٠ إبني جري له أية يا قاسم،،أرجوك تطمن قلبي وتقولي إن سليم كويس ؟؟

هزهاَ بعنفٍ وتحدث بصريرٍ من بين أسنانه ٠٠٠ دالوقت بس عرفتي إن ليكِ إبن ؟؟
وكان فين قلبك ده وإنتِ بتدبحيه بأديكي بدون رحمة او شفقه ؟! 

أسرعَ إليهِ علي وأردفَ قائلاً لتهدئتهْ ٠٠٠ إهدي يا قاسم بيه لو سمحت وياريت تراعي حالة الهانم،،،دي بردوا أم ومحتاجه تطمن علي إبنها 

صاح بتهكم قائلاً٠٠٠ أم،،هي دي لو أم بجد كانت عملت كده في إبنها الوحيد ،،جايه تسألي عليه وزعلانه أوي وإنتِ السبب في كل اللي حصل له 

تعالت شهقاتها تبكي بقلبٍ يزرفٌ دمً علي فلذة كبدها الراقد بالداخل ولا تعلم عنه شيئً 

نجحت ريم وأسما في إفلات أمال من بين قبضة قاسم ،،وأجلساها فوق المقعد كي لا تنهار وتسقط أرضً 

وأشارَ قاسم إليها بسبابتهِ وأردفَ قائلاً بنبرة تهديديه ٠٠٠ إدعي ربنا إن إبني يخرج من جوة سليم ومعافي ،،لإن لو لا قدر الله إبني جري له حاجه أقسم بالله العلي العظيم لأدمرك إنتِ وعيلتك بالكامل ،،وكل شخص شارك في قهرة قلب إبني ما هيسلم من شري وإنتقامي !!!

صاحت ريم بدموع وأنهيار ٠٠٠ كفاية أرجوكم،، حرام عليكم كده ،،إصبروا لما نتطمن علي سليم وبعدها إبقوا إرموا التهم علي بعض زي ما انتم عاوزين 

أخدتها أسما داخل أحضانها وتحدثت لتهدئتها ٠٠٠ إهدي يا ريم،،إن شاء الله سليم هيبقي كويس ويقوم لنا بالسلامه 

وقفت أسما وأبتعدت قليلاً ،،وطلبت رقم فريده التي كانت تجلس داخل مكتبها تبكي بحُرقه علي حظها العثر وخياناتها المتكررة التي تتعرض إليها دوماً من الجميع 

نظرت بشاشة هاتفها وجففت دموعها وأخذت نفسً عميقً ثم أجابت ٠٠٠ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

أجابتها أسما بدموعٍ مريرة ٠٠٠ فريده،،سليم عمل حادثة

نزلت كلمات أسما علي مسامعها كبركانٍ زلزلَ كيانها ودمرهُ بالكامل ،،،إنتفض قلبها رعبً وصاحت بصوتٍ مرتعب ٠٠٠ إنتِ بتقولي أيه يا أسما ؟؟

بكت أسما وأجابتها٠٠٠ سليم عمل حادثه وهو الوقتِ مع الدكاترة جوة ومنعرفش عن حالته أي حاجه 

تحدثت بإنهيار وروحٍ تكادٌ تفارقها من هول تلك الكارثه التي أحلت بروحها ٠٠٠ إديني عنوان المستشفي 

أخذت العنوان وتحركت بساقان مرتعشتان 

________________

بعد قليل خرجت الممرضه من الداخل هرولَ إليها الجميع وتسائلَ قاسم بلهفة ٠٠٠ طمنيني لو سمحتي،،إبني عامل أيه ؟؟

إبتسمت له الممرضة وأردفت قائلة بطمأنينة ٠٠٠ الحمدلله ياأفندم إبن حضرتك زي الفل،،الدكتور كان شاكك في نزيف في المخ،،بس الحمدلله طلع عنده إرتجاج في المخ بس 

إتسعت أعين قاسم وصرخه مدوية خرجت من أمال وتحدثت بذهول ٠٠٠إرتجاج،،دخلوني لإبني، ،أنا عاوزة أشوف سليم ،،،سليييييم 

أسندتها ريم وأسما المنهارتان 

هٌنا خرج الطبيب وتحدث بنبرة جامده٠٠٠ أيه الدوشه دي ،،فيه أيه ؟؟

أسرعَ إليه الجميع وتحدثَ قاسم ٠٠٠ إبني فيه أيه يا دكتور ؟؟

أجابهُ الطبيب بمهنية ٠٠٠ إطمن يا أفندم،،إبن حضرتك كويس جداً 

تحدث عَلي متلهفً ٠٠٠ كويس إزاي يا دكتور والممرضة بتقول إن عنده إرتجاج في المخ ؟!
  

تبادل الطبيب النظر بين وجوه الجميع المترقبه وتحدث بثبات إنفعالي أجاد التحكم به ٠٠٠ مفيش داعي للقلق يا جماعه،، المريض فاق وحالته كويسه جداً ومستقرة ،،إحنا عملناله إشعه مقطعيه علي جسمه بالكامل علشان نطمن عليه،،وإكتشفنا إرتجاج بسيط جداً في الدماغ،، وده نتيجة الخبطة القويه اللي إتعرض لها دماغه أثناء الحادثه،، والحمدلله 

يعني إبني حالته كويسه يا دكتور ؟؟،،،،تسائل بها قاسم بلهفه 

أجابهٌ الطبيب ٠٠٠ما أنا لسه قايل لحضرتك إنه كويس ،،هما شوية كدمات بسيطه جداً في جسمه زائد الإرتجاج ،،وممكن يروح معاكم بس هيحتاج هدوء وراحة ويقعد في أوضة ضلمه ،،تقدروا دالوقت تدخلوا تشفوة 

وأكمل بإبتسامة مجاملة وهو ينسحب ٠٠٠حمدالله على سلامته 

تنهدت أمال وتحدثت بشكر ٠٠٠ الحمدلله ،، ألف حمد وألف شكر ليك يارب ،، الحمدلله 

دلف الجميع ونظروا علي ذلكَ الممدد فوق تخت المشفي بوجهٍ مٌرهق وبهِ بعض الكدمات ،،تجاورهٌ الممرضه وتعطيه إبرة مسكنه لألام رأسهِ الذي صاحبهٌ أثر الخبطة 

جري عليه قاسم وأقترب منه،،أمسك كف يده ورفعها لفمهِ يقبلها وتحدث بلهفه ٠٠٠سليم،، إنتَ كويس يا أبني ،،طمني عليك يا حبيبي ؟؟

نظر إلي والدهِ بوجهٍ مٌبهم خالي من التعبير وأردف قائلاً بهدوء ٠٠٠ الحمدلله،،متقلقش يا بابا أنا كويس

إقتربت ريم وتحدثت من بين شهقاتها المتعاله ٠٠٠حمدالله علي سلامتك يا حبيبي 

أدارَ وجههٌ لها وإبتسم بخفه وأثناء إبتسامتهِ لاحظ وجود تلك الباكيه التي تقف بعيداً مٌتلهفة للنظر إلي عيناه،،وعلي وجهها علامات الهلع والرعب

تذكر حاله وما وصلَ إليه بفضلها ،،وبلحظه غضب داخلهٌ وأشتعلَ وحَملها نتيجة كل ما حدث ،،،فلولاها لكان الأن يٌقضي رحلة إجازة زواجه غارقً داخل بحر شهد عسل تلك العنيدة المستبده

أدار وجههٌ للجهه الأخري وتحدثَ بلهجه عنيفه ٠٠٠ مش عاوز حد معايا في الاوضه، ،عاوز أبقا لوحدي

إهدي يا أبني ،،قالها قاسم وهو يربت علي كتفهِ 

زادت حدتهِ قائلاً ٠٠٠ أرجوك يا بابا طلعهم بره 

زادت شهقاتها وأرتفع صوت بكائها النادم علي معاملة صغيرها لها فتحدثت بهدوء ٠٠٠سليم ،،أنا

لم تٌكمل جٌملتها حين إستمعت لصراخه العالي٠٠٠قولت مش عاوز حد معايا في الأوضه،،إطلعوا برررررررره

جري عليه عَلي وتحدث مهدأً إياه ٠٠٠ إهدي يا سليم إنت لسه تعبان والصراخ ده غلط عليك 

تعالت نبضات قلبهِ وأنتفض صدرهِ من شدة غضبه وتحدث إلي علي ٠٠٠ مش عاوز حد معايا يا علي ،،خرجهم كلهم برة وتعالي ساعدني ألبس هدومي علشان أخرج من هنا 

هٌنا صاح قاسم في تلك الباكيه ونهرها بحده ٠٠٠إنتِ ما سمعتيش،،إطلعي بره 

جرت إليها أسما وأمسكتها من ذراعها وتحدثت من ببن دموعها ٠٠٠إتفضلي معايا يا مدام أمال

أسندتها هي وريم بينما ألقت هي نظرة نادمه علي وجه صغيرها الذي ينظر للجهه الأخري رافضً رؤيتها ،،وخرجت بساقٍ تتحرك ببطئ وقلبٍ يصرخ ويئنٌ يٌريد إحتضان عزيز عيناها ويضمهٌ إليه ليطمئن

تحدث قاسم بعد خروجها ٠٠٠ إهدي يا سليم وفكر بالعقل،،خروج ايه اللي بتفكر فيه في حالتك دي ؟! 

تحامل علي حالهِ وجلس وهو يٌشير إلي الممرضه كي تخلع عنه الكانيولا المسؤله عن توصيل سائل الجلوكوز لجسدهِ المرهق

وتحدثَ بجديه ٠٠٠ أنا سألت الدكتور وقالي إن ممكن أخرج وإن مفيش مشكله

وافقهٌ قاسم مٌرغمً وأردف قائلاً ٠٠٠ خلاص يا سليم،،ساعده يا علي في لبسه علشان أخده علي البيت

البيت لاء يا بابا،،، كلمات نطق بها سليم بعنف !!

تسائل قاسم بحده ٠٠٠ متكابرش يا سليم،،تقدر تقولي هتقعد فين ومين هياخد باله منك وإنت تعبان بالشكل ده ؟؟

تحدثَ علي بإحترام ٠٠٠ أنا هاخده في بيتي يا قاسم بيه !!

تحدث سليم بنبرة حاده ٠٠٠ أنا مش رايح عند حد يا عَلي ،،،أنا هقعد في الاوتيل،، أنا مش محتاج غير إني أقعد مع نفسي وبس !!!

وبعد جدال وافق قاسم مٌرغمً 

خرج سليم مٌستنداً علي كتف صديقهٌ ،،يتحرك خلفهُ الجميع بترقب وهدوء،، 

قاسم الحزين علي ما وصل إليه فلذة كبدهِ ولا يستثني حالهٌ من ما حدث !!

أمال محترقة الروح والكيان والتي باتت متأكدة أنها خسرت صغيرها وللأبد ،،بكت بحرقة ولأول مرة يتسللَ داخلها شعور الندم والحسرة علي ما مضي 

ريم وأسما ودموعهم الساخنه علي غاليهم وحالتهٌ

إستقل سيارة علي وجلس بجانبه واضعً رأسهُ للخلف،مغمضً العينان بقلبٍ يغلي ناراً،،ساخطً علي جميع من أوصلوة لتلك الحاله،، وقفَ الجميع ينظر إليه بقلوبٍ مٌنفطرة ودموع الألم تنساب فوق وجناتهم

قاد علي السيارة وأثناء خروجهُ من الشارع لاحظ دلوف سيارة فريده التي تبكي ويبدوا علي ملامحها الإنهيار التام 

هدئ علي من سرعتهِ وتحدث سريعً إلي سليم٠٠٠ فريده يا سليم،، تقريباً كده حد قال لها علشان شكلها منهارة 

إنتفض قلبهٌ العاشق عند ذكر إسمها رٌغمً عنهْ ،، ولكنه تحامل علي حاله ولم يتحرك لهٌ ساكنً وتحدث بنبرة هادئه ومازال علي وضعيته ٠٠٠ كمل طريقك يا عَلي 

نظر لهٌ علي وتحدث مٌعترضً ٠٠٠ طريق أيه إللي هكمله يا سليم،،بقولك البنت منهارة وجايه علشان تشوفك ،،خلاص بقا يا سليم،، بطل عند ومكابرة 

جز علي أسنانهِ ونطق بغيظ وهو يٌمسك بمقبض باب السيارة إستعداداً لفتحه ٠٠٠ لو ما أتحركتش حالاً ومشيت هنزل وهاخد تاكسي يوصلني مكان ما أنا عاوز 

أشار بيده سريعً وأردف قائلاً ٠٠٠ خلاص خلاص إهدي

وتحرك بسيارتهِ من جديد 

ألقي رأسهٌ للخلف مجدداً وتحدثَ بنبره هادئة ٠٠٠ إركن عند أي فرع إتصالات وأشتري لي خط علشان نتواصل منه لأني هقفل خطي،،،ومش عاوز مخلوق يعرفه حتي أبويا نفسه ،،وأحجز لنا تذاكر الطيران وحدد ميعاد السفر بعد إسبوع بالظبط،، ،،ودالوقت وديني لأي أوتيل بعيد عن دوشة المدينة ،،،مش عاوز مخلوق يعرف مكاني يا علي،، مفهوم ؟؟

ليه ده كله يا سليم،،،،نطق بها علي بإستغراب 

وأكمل مٌفسراً ٠٠٠أمك وندمت وقلبها كان بيتقطع وهتموت عليك إنهارده،،وفريدة أول ما عرفت حالتك جت تجري منهارة،،،يعني خلاص

أردفَ قائلا بحده بالغه٠٠٠ وأنا مش عاوز شفقه من حد فيهم ومش هشحت حنيتهم عليا يا عَلي 

وأكملَ بصياحٍ عالِ ٠٠٠ كل واحده فيهم فكرت في راحتها وكبريائها بمنتهي الأنانيه ويولع سليم،،،مفيش واحده فيهم فكرت في سليم وإحساس سليم وكبرياء ورجولة سليم اللي إتهرست تحت رجليهم ،،

وأكملَ بصوتٍ ضعيف مٌتألم ٠٠٠ يسبوني في حالي بقا ويبتدوا يحصدوا نتيجة أفعالهم من غير عويل 

وأكملَ بحده وعناد٠٠٠ ومن إنهارده خلاص،،مبقتش محتاج لوجودهم في حياتي وقلبي هدوس عليه وأفعصه بجزمتي ولا إنه يشتاق لوجود واحده منهم تاني 

كان يستمع بقلبٍ يإنٌ لأجل صديقهٌ المذبوح الذي يرقص علي أنغام وتر أوجاعه المٌميته التي باتت تٌلازم روحهِ 
________________

أما فريده التي لم تٌلاحظ مرور سيارة علي لدموعها الغزيرة وتشتت عقلها،، تخطتها ووصلت إلي مقر المشفي ،،ترجلت سريعً وداخل قلبها نارً حارقه،،تريد الإطمئنان علي مالك كيانها ،،تريد النظر إليه والتمعن بملامحهِ وبجسدهِ بالكامل كي تطمئن روحها الهرمه علي خليلها

نظرت أمامها وجدت الجميع يصطفون ويذرفون الدموع ألماً 

تقدمت بقدميها المرتعشتان ووجهت حديثها إلي قاسم ٠٠٠ سليم فين يا عمو،،أنا عاوزة أشوفه وأطمن عليه 

رمقها بنظرات ناريه ووجهَ حديثهٌ إليها بحده ٠٠٠ وصلتي متأخر أوي يا باشمهندسه،،سليم ساب المستشفي ومشي علشان مش عاوز يشوف حد فيكم

ثم تبادل النظر بينها وبين أمال وتحدث نبرة جامدة ٠٠٠ ذنب إبني في رقبتكم إنتم الإتنين،،وإحمدوا ربنا إنه قام بالسلامة ،، لإن لو لا قدر الله حصل له حاجه مكنتش ولا واحدة منكم هتسلم من إنتقامي وأذايا 

قال كلماتهٌ الحادة وتحرك إلي سيارته وأستقلها ورحل

أما تلك الباكية التي أخذت نفسً عميقً ثم نظرت إلي السماء وتحدثت إلي الله بدموع منهمرة ٠٠٠ الحمدلله ،،،الحمدلله

كانت تنظر لها ولدموعها المنهمرة ،،تنفست بصوتٍ عالي وحزن داخلها علي تدخلها وإفساد حياة فلذة كبدها وإبعادهٌ عن تلك الحبيبة الوفيه،،التي وبوجوها كان سيختلف وضع صغيرها الكٌلي 

تحركت إليها أسما وأحتضنتها برعايه وطمئنتها قائله٠٠٠متقلقيش يا فريدة سليم كويس،،هو بس غضبان ومحتاج يقعد مع نفسه شويه وإن شاء الله هيهدي ويبقا أحسن 

هزت رأسها بإيماء وتحدثت برجاء ٠٠٠ إبقي طمنيني عليه يا أسما من فضلك،،وأنا هكلمه وأطمن عليه بنفسي

أتت إليها ريم وأحتضنتها وبكت كلاهما بشدة من قلبيهما علي حبيبهما الغالي وما وصلَ إليه 

وبعد قليل إصطحبت فريده أسما وأوصلتها بطريقها وذهبت ريم بصحبة والدتها عائدين إلي المنزل بقلوبٍ متألمه

  ***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

ليلاً 
داخل غرفة مراد 
يقف بشرفته يتحدث معها عبر الهاتف مٌتسائلاً بإهتمام وتأثر ٠٠٠وسليم فين دالوقت ؟ 

كانت تقبع فوق تختها محتضنة ساقيها برعاية ودموعها تنهمر فوق وجنتيها وأجابته ٠٠٠ معرفش يا مراد،،محدش يعرف مكانه غير علي اللي طمنا عليه وقال إنه مسبهوش غير لما أكل وأخذ أدويته،،وطبعاً مرديش يقول لنا علي مكانه وده علي حسب طلب سليم منه،، 

وأكملت بصوتٍ ضعيف باكي أشغل نيرانه لأجلها ٠٠٠ هموت علشانه يا مراد ،،نفسي أشوفه وأطمن عليه  

أجابها بنبرة حنون إمتصت حزنها ٠٠٠طب ممكن يا حبيبي تهدي،،أنا مش قادر أسمعك بدموعك دي يا ريم

وأكملَ بثقه٠٠٠ إهدي وإديني ساعه واحده بس وأنا هعرف لك مكانه وبكرة هنزورة أنا وإنتِ 

إتسعت عيناها بسعاده وتسائلت من بين شهقاتها بلهفه ٠٠٠ بجد يا مراد،،يعني إنتَ ممكن تعرف مكانه بجد ؟؟

إبتسم لسعادة صوتها وأردفَ قائلاً بدٌعابة قاصداً إخراجها من حالتها وسحبها لعالمه٠٠٠ شكلك كده متعرفيش قدرات جوزك المنتظر وكده غلط كبير في حقي،،إحنا لازم نقرب من بعض أكتر علشان ما تتصدميش بعد كده 

إشتعلت وجنتيها بالسخونه وأكتست بلون حبات التفاح الناضجه وشعرت بروحها تهيمٌ في جنة عشقه 

فقد إستطاعَ بحرفية عالية إخراجها من حالة حزنها وسحبها داخل عالمهٌ ،،،عالم عشق مراد الحٌسيني 

ضل يتحدثان ويغمرها هو بكلمات عشقهِ الصادق التي أذابت قلبها البرئ وغمرته بالسعادة 

بعد مده،، نزل الدرج وجد والداه يجلسان في بهو الفيلا الواسعه يتسامران بهدوءٍ وتفاهم 

إقترب عليهما وأردف قائلا بوجهٍ سعيد ٠٠٠ عندي ليكم خبر حلو أوي

ترقبا والداه حديثهٌ بإهتمام وأسترسل وهو يتوسطهما بالجلوس علي الأريكه ٠٠٠ أنا قررت أتجوز 

نزلت تلك الكلمات البسيطه وكأنهٌا ترياقٌ الحياه لقلب تلك الأم الحنون، إتسعت حدقة عيناها ووضعت يدها فوق وجنتيه بحنان وتسائلت بترقب ٠٠٠ إنتَ بتتكلم جد يا مراد ؟؟
أخيراً هتفرح قلبي 

هز رأسهٌ بإبتسامة سعيده فأردفَ والدهٌ قائلاً بتوجس ٠٠٠ وياتري إختارت العروسه ولا لسه ؟؟ 

أجاب والدهٌ بإحترام ٠٠٠ أكيد إخترتها يا بابا،،معقول هاجي أبلغكم من غير ما أكون محدد وعارف أنا عاوز أيه  

تصنم قاسم وتبادلا نظرات الرعب بينهٌ وبين هناء ثم تحدث ٠٠٠ مين هي العروسه يا مراد ؟؟ 

أجابهٌ بإبتسامه ونبرة تفاخر ٠٠٠ دكتورة ريم الدمنهوري

نظر له والدهٌ وتسائلت هناء بترقب ووجهٍ شاحب خشيةً رفض الفتاه لولدها ٠٠٠ بس دي مخطوبة يا أبني ؟؟

قهقهَ عالياً وتسائلَ ٠٠٠ وهو ده بقا السبب اللي مخليكم تبصوا لبعض النظرات المريبه دي ؟

ده أنا أتخضيت وقولت لنفسي أيه اللي حصل لنظراتكم دي كلها 

وأكملَ مفسراً ٠٠٠ إطمنوا ،،ريم فركشت خطوبتها يوم فرح سليم،، 

وبدأ يقص عليهما ندالة حسام مع صديقهٌ ولكنهٌ إحتفظَ بسر أمال لحالهِ وذلكَ بناءً علي طلب ريم كي لا ينظرا والدا مراد إلي والدتها نظرة دونيه،، وأحترم مراد رغبتها وأنساقَ إليها 

إنتهي مراد من سرد التفاصيل وتحدث صادق بإبتسامة سعيدة ٠٠٠ ألف مبروك يا مراد،،إن شاء الله أول ما يطمنوا علي إبنهم هكلم قاسم الدمنهوري وأخد منه ميعاد ونروح نخطبها 

أردفت هناء قائلة بإعتراض وهي تنظر لصغيرها ٠٠٠ خطوبة أيه بس يا صادق،،،هو إحنا لسه هنتكلم في خطوبة،،أنا عاوزة أفرح بإبني وأشوف عياله وأخدهم في حضني 

إبتسمَ بسعادة وأخذ والدتهٌ داخل أحضانهٌ برعاية وتحدث ٠٠٠ ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي وتشوفي أولادي وتربيهم لي وتجوزيهم بأديكي كمان 

  ***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

داخل منزل غاده 
كانت تجلس بصحبة ولداها وتحدثت إلي نجلها مٌحمد الذي أتي من جامعتهِ الموجوده بأسيوط ليلة أمس 

فتحدثت هي بسعاده ٠٠٠أديني يا سيدي عملت لك كل الأكل اللي طلبته،، يارب بس تاكل 

إبتسم لها مٌحمد وتحدث بإمتنان ٠٠٠ ربنا يخليكي ليا يا ماما 

فأردفَ تميم قائلاً بمشاكسة ٠٠٠ يعني حضرتك عامله الأكل ده كله علشان الأستاذ محمد وتميم لا

إبتسمت وأجابته بدعابه ٠٠٠ لا طبعاً ،،أنا عاملة كل ده علشان تميم باشا،، 

وأكملت وهي تقف ٠٠٠هقوم أجهز لكم السفرة 

صاح الشابان بإعتراض بنفسٍ واحد ٠٠٠ لا يا ماما أستني شويه 

نظرت لهما ببلاهه وتسائلت بإستغراب ٠٠٠ هنستني ليه،، ده ميعاد الغدا عدا عليه نص ساعه 

لم تكمل جملتها حتي إستمعوا جرس الباب ،، تسابق الشابان إلي فتح الباب مع إستغراب غاده التي إنتفضت وهبت صارخه بسعادة وهي تري زوجها الحبيب يقف أمامها بإبتسامتهِ الخلابه التي تٌأسر قلبها وتسعده 

جرت عليه صارخه بسعادة ٠٠٠خاااااالد 

إقترب عليها مسرعً وأخذها داخل أحضانه وبدأ يدور بها بسعاده مٌتحدثً من بين أحضانها ٠٠٠وحشتيني يا غاده وحشتيني 

خرجت من بين أحضانهِ ووضعت كفي راحتيها تتلمس وجنتاه غير مصدقة لما تراهٌ عيناها وتحدثت بسعاده ٠٠٠ أيه المفاجأه الحلوة دي ؟؟

إبتسم لها بسعاده وقبل راحة يدها وتحدث ٠٠٠ مش أنا قلت لك قبل كده إصبري وهتلاقيني في يوم واقف قدامك وعامل لك مفاجأة 

تحدث محمد بإبتسامة ٠٠٠ مفاجأه لحضرتك بس يا ماما 

نظرت لنجليها مٌتسائلة بإبتسامه ٠٠٠كنتوا عارفين ،،صح ؟؟ 

أجابها تميم ٠٠٠ بابا قال لنا منقولكيش علشان حابب يعملها لك مفاجأة 

نظرت لزوجها بحنان وتحدثت بعيون مشتاقه ٠٠٠ أحلا مفاجأة في عمري كله يا خالد 

تنفس عالياً وأردفَ قائلاَ ٠٠٠ وهتفرحي أكتر لما تعرفي إني مش هسافر تاني 

تسائلت بلهفه٠٠٠ بجد يا خالد ؟؟

أجابها بعيون سعيدة لأجل سعادتها ٠٠٠بجد يا غاده 

وقفَ ينظران بهيام أخرجهما من حالتهما صوت تميم المزعج ٠٠٠ هو إحنا مش هنتغدا ولا أيه ؟؟

فاقت غاده علي صوت نجلها وتحدثت أثناء هرولتها إلي المطبخ ٠٠٠حالاً هرص الاكل،،إغسل إيدك يا خالد علشان هتاكل أكلاتك المفضله اللي غششتها لولادك من ورايا طبعا  

ضحك الجميع وأجهزت غاده سفرتها المليئة بكل ما لذ وطاب وجلست بصحبة عائلتها يتناولون غدائهم بعيون متشوقه وقلوب تتراقص فرحً لعودة سندهم إلي ديارةِ سالمً غانمً

  ***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

أما حازم ،،الذي قد أبلغ بسمة بأسفهِ البالغ وعدم قدرته علي الوفاء بالوعد الذي قطعهٌ علي نفسهِ وذلك بعدما أخبرها بما حدث ،،وقد عذرته بسمة وتمنت لهُ الخير

وتركا كلاهما قلبهٌ مع الاخر ورحل 

دلف إلي شقتهِ ليلاً وجد السكون يعمٌ أرجائها 

دلف لغرفة أطفاله وجدهما يٌخلدان في ثباتٍ عميق ،،قبلهما وأحكم عليهما الغطاء وتوجه إلي غرفتهِ بقلبٍ مهموم 

خطي برجلهِ للداخل ولكنه تسمر بوقفته ينظر إلي تلك الجميله التي تقف بإنتظارة ترتدي ثوبً للنوم مٌثيراً للغايه،،أما شعرها الطويل الذي يشبه الليل بسوادهِ فقد أطلقت لهٌ العنان لينسدل خلف ظهرها بمظهراً أثار ذلك المتسمر بوقفته،، 

تحركت إليه وأمسكت يده لتسحبهٌ للداخل ،،إنساقَ معها مٌستغربً حالتها ،،توقفت به بمنتصف الغرفه بجانب تلك المنضدة 

نظر حازم إلي تلك الشموع وتلك الحلوي المفضله لديه التي أحضرتها لهٌ بمساعدة سميحه،،والفاكهه والمشروب

وتحدثت هي بنعومه ولأول مرة يراها منها ذلك المحروم ٠٠٠ أنا جهزت لك البسبوسه اللي بتحبها ،،عملتهالك بإديا بتوجيهات ماما سميحة 

نظر لها مٌضيقً عيناه وتسائل مٌتعجبً ٠٠٠ماما سميحه ؟!

أجابتهْ بنعومه حديثة الولادة بالنسبة لهْ ٠٠٠ أيوة يا حازم،،من إنهاردة مامتك هي مامتي،،وبابا حسن هيبقا أبويا 

وأكملت بنبرة صادقة ٠٠٠ أنا خلاص يا حازم،،فوقت من غفلتي والفضل يرجع للقلم اللي إنتَ إديته لي ،،من إنهاردة مش هعمل إلا اللي يرضيك،،وهعيش علشانك إنتَ وولادي وبس ،،أنا أسفه يا حازم ،،أنا كنت ماشيه ورا شيطاني وساخطة علي كل الناس اللي ظروفهم أحسن مني ومغمضة عنيا عن كل حاجه حلوة في حياتي،،

وأكملت بنبرة حزينه ٠٠٠وأكتر حاجه قهرتني بجد ،،لما فوقت وسألت نفسي أنا إزاي مكنتش شايفه نعم ربنا الكتير عليا دي كلها،،إزاي قدرت أغفل عنك وعن ولادي بالطريقه دي

وضعت يدها فوق صدره وتحدثت بنبرة ناعمه أنثوية مٌهلكه لذلك المحروم ٠٠٠٠أنا بحبك أوي يا حازم،،والله بحبك أوي 

وأمسكت الشوكة وغرستها بقطعة من الحلوي ورفعتها لمستوي فمه،، إلتقطها بفمه وأبتلع لعابهٌ السائل من هيئتها المتفجرة الأنوثه ،،سحبته هي من يدهِ متجهه إلي تختها بدعوة صريحه منها لإغراقهِ داخل شهد عسلها 

إنساقت مشاعرة تجاهها وقرر الإندماج داخل أحضانها لبدأ حياة جديده معها وإعطائها وحاله فرصه لإحياء قلبيهما والتقرب لبعضهما البعض 

  ***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

في اليوم التالي 

كان يجلس في غرفته مٌمدداً علي تختهِ ناظراً لسقف غرفتهِ ، إستمع إلي رنين الهاتف الخاص بالغرفة،،مد يدهُ بجانبه ورفع سماعة الهاتف وأجاب بهدوء ٠٠٠ألو

إستمعَ لصوت موظفة الإستقبال ٠٠٠ أنا أسفه للإزعاج يا أفندم،،بس فيه أنسة موجوده قدامي وطالبه تقابلك وبتقول إنها أخت حضرتك وإسمها ريم الدمنهوري 

تنفس بهدوء وأجابها بإقتضاب ٠٠٠ تمام،،أنا نازل لها حالاً 

زفر بضيق لعدم قدرتهِ النفسية لرؤية أحدهم،،هو الأن يريد العزلة،،يريد الإبتعاد عن الجميع وفقط،،،،،

إرتدي ثيابهِ وبخلال دقائق كان يخرج من المصعد ،،نظر للأمام وجد شقيقتهٌ تجلس بجانب أحدهم ويبدو عليهما الإنسجام ،،عقد حاجبية مٌستغربً وإتجهَ إلي مجلسهما 

وقفت سريعً وإقترب عليها سليم،، إرتمت داخل أحضانه تحت شعور مراد بالغيرة،،فكم تمني أن يحظي هو بذلك الحضن الدافئ 

إحتضنها سليم برعاية وتسائلت وهي تتطلع إليه متلهفه ٠٠٠ عامل أية يا سليم ؟؟ 

طمئنها وهو ينظر بإستغراب لذلك الواقف أمامه ٠٠٠الحمدلله،،عَلي هو اللي قالك علي مكاني ؟؟ 

أجابته بإرتباك وهي تترقب نظراتهٌ المتفحصة لمراد ٠٠٠ لا يا سليم،،دكتور مراد هو ٠٠٠٠ 

لم تكمل جملتها حين إقترب عليه مراد بهيئة رجوليه وتحدث مادداً يده بتعريف عن حاله ٠٠٠ مراد صادق الحٌسيني ،،أظن سمعت عني

مد سليم يده مصافحً إياه وأردفَ قائلاً بإحترام ٠٠٠ غني عن التعريف يا دكتور،،،أنا إتعاملت مع والد حضرتك لكن ماحصليش الشرف بمقابلتك

إبتسم مراد وتحدث ٠٠٠ ده لأن دكتور صادق هو المسؤل عن الجانب المالي للشركة،، وأنا بدير الجانب الإداري 

أشار سليم إليهما في دعوة منه للجلوس ،،جلسوا جميعً وتحدثَ مراد بنبرة جاده ٠٠٠ طبعاً حضرتك بتسأل نفسك أنا بصفتي أية جاي مع ريم ! 

وأكملَ بنبرة جاده ٠٠٠أنا هجاوبك لأن مليش في اللف والدوران،، 

ونظر لهٌ بجدية وتحدث برجوله ٠٠٠ أنا جاي أطلب منك إيد ريم وأتمني تقف معايا وأنا بطلبها من والدك 

عقد حاجبيه بإستغراب ونظر إلي شقيقته التي كست حمرة الخجل وجنتيها ، بادلتهٌ النظر وإبتسامة رقيقة زينة ثغرها الجميل 

إبتسم لها سليم وأمسك كف يدها وتسائل بحنان ٠٠٠ أيه رأيك يا عروسة ؟؟

أحالت بصرها عنه وأبتسمت خجلاً تحت سعادة مراد فتحدثَ سليم ٠٠٠ ألف مبروك يا دكتور،،خلي بالك من ريم ،،ولازم تكون عارف إنك هتاخد جوهرة نادرة ،،أرجوك حافظ عليها كويس

إبتسم له مٌراد ونظر إلي ريم وتحدث بعيون هائمة لم يستطع التحكم بها ٠٠٠ ريم هشيلها جوة عيوني ،،وإطمن يا باشمهندس،،أنا عارف قيمتها كويس أوي

وأخذ نفسً عميقً وتحدثَ بإهتمام ٠٠٠طب موضوعي أنا وريم خلصنا منه،،ندخل بقا علي موضوعك إنتَ والباشمهندسه فريده ،،أنا بصراحه حزين علشانكم وحابب أتدخل وأقرب وجهات النظر وأحاول أصلح بينكم 

إقشعرت ملامح سليم وتحدث بنبرة بارده ٠٠٠ أرجوك يا دكتور،،،الموضوع حالياً ميتحملش أي نقاش ،،أنا وفريدة يعتبر في فترة نقاهه ومحتاجين نرتب أفكارنا أكتر 

وأكملَ مبتسمً ٠٠٠ يمكن لما تعدي فترة من الوقت ونهدي،،نرجع من غير أي ضغوط نفسيه 

إبتسمت ريم وتسائلت ٠٠٠ يعني إنتَ هترجع تاني لفريدة يا سليم ؟؟ 

إبتسم لشقيقته وتحدثَ ٠٠٠ اللي عاوزة ربنا هيكون يا ريم،، 

وتنفسَ عالياً وتحدثَ ٠٠٠المهم،،خلونا فيكم،، أنا مسافر بعد يومين وعاوز أطمن علي ريم قبل ما أسافر

إندفع مراد قائلاً ٠٠٠ وأنا مستعد أطمنك خالص ونكتب الكتاب قبل ما تسافر والفرح وقت ما يحدده قاسم بيه

خجلت ريم من ذلك المٌتسرع وإبتسم سليم بإرتياح حينما رأي لهفة ذلك العاشق لشقيقتهِ الغالية وتحدث ٠٠٠ كتب كتاب مرة واحده ،،إهدي يا دكتور الأمور مبتتاخدش بالسرعة دي 

أجابهٌ مراد بنبرة ودوده ٠٠٠ أولاً كده خلينا نشيل الألقاب علشان أنا إرتحت لك وخلاص،، من اللحظه دي إعتبرتك صديقي المقرب 

إبتسم لهٌ سليم وتحدثَ بصدق٠٠٠ هتصدقني لو قولت لك إن أنا كمان إرتحت لك جداً 

ضحك مراد بسعاده وأكمل ٠٠٠ تمام،،كده يبقا متفقين،، 

إسترسل مراد حديثهٌ بحكمه وعقلٍ إكتسبهم من عمله٠٠٠ إسمعني كويس يا سليم وخليني أكلمك بصراحه،، من الأخر كده أنا خايف علي ريم من اللي إسمه حسام الشافعي،،وبصراحه أكتر هو إتجرأ وجالها عندي قدام الشركة 

نظر سليم سريعً بريبه إلي شقيقته ،،فأكملَ مراد بطمأنينه٠٠٠ متقلقش يا سليم ،، أنا أديته تمامه واللي يستحقه وأظن إنه شاف مني اللي يخليه يفكر ألف مرة من إنه يكررها،،لكن علشان أكون مطمن أكتر لازم ريم تبقي مراتي ومسؤله مني في أقرب وقت،،وبعد ست شهور تكون ريم إتخرجت

وهٌنا حول بصرةِ لتلك الخجوله وأكمل٠٠٠ وأعملها أحلا وأكبر فرح إتعمل في مصر كلها 

هز سليم رأسهٌ بموافقه وأردف قائلا ٠٠٠ كلامك مظبوط ،،بس أنا ليا بشرط

عقد مراد حاجبية وأنتظر باقي الحديث فأسترسل سليم قائلاً بحديث ذات مغزي ومعني ٠٠٠كتب الكتاب يفضل كتب كتاب وبس،،أكيد فاهمني يا مراد !!

إنتفض داخل تلك الجالسه خجلاً من تلميحات شقيقها وأكملَ سليم ٠٠٠وإن شاء الله بعد التخرج نتمم الجوازة

تحدثَ مراد بنبرة رجوليه تنم عن أصلهِ الطيب وتربيته الحسنه ٠٠٠ عيب يا سليم ،،الكلام ده ما يتقلش لمراد الحسيني،،،أنا راجل متربي وأفهم في الأصول كويس أوي ،،وعارف إني داخل بيت رجاله وواخد بنت متربية كويس،، وأكيد مش هقبل علي مراتي ولا علي رجولتي نتحط في موقف زي ده 

إبتسم له سليم وحول بصرهِ لشقيقته وأحتضنها مقبلاً جبهتها تحت سعادة قلبها الذي يكادُ يتوقفَ فرحً 

وأكملَ ٠٠٠ خلاص،،خلي دكتور صادق يكلم بابا إنهاردة علشان تشرفونا بكرة بالليل إن شاء الله 

تراقص قلبي العاشقين وتبادلا نظرات الهيام تحت نظرات ذلك المسكين ،،التي إستوطنت داخلهُ جراح الروح 

  ***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

كانت تجلس بغرفتها وحيده بعد أن أصبحت منبوذة من الجميع،،تبكي كعادتها ،،فمنذٌ ذلك اليوم ولن تجف دموعها 

إستمعت إلي طرقات فوق الباب ،،جففت دموعها سريعً بكبرباء وسمحت للطارق بالدلوف ،،توجهت ريم وجلست بجانبها وتحدثت بصوتٍ هادئ ٠٠٠أنا شفت سليم إنهارده 

إنتفضت بجلستها وتسائلت بلهفه ٠٠٠ شفتيه فين يا ريم ؟؟
طب هو كويس وصحته كويسه ؟؟

وأكملت بدموعٍ تقطع نياط القلب ٠٠٠ قولي لي علي مكانه وأنا أروح له وأبوس إيده وأترجاه يرجع البيت تاني 

ربتت ريم علي يد والدتها وتحدثت بدموع ٠٠٠وكان ليه كل اللي حصل ده من الأول ده يا ماما،، سليم مكنش يستاهل منك كده أبدآ 

بكت أمال وأجابت إبنتها بنبرة نادمه ٠٠٠ شيطاني عماني يا ريم وكنت فاكرة إني بعمل كده لمصلحته ،،أوعي يا بنتي تكوني فاكرة إني تعمدت أذيته،،أنا قولت هينساها ويكمل حياتهٌ مع اللي تستاهله بجد 

قاطعتها ريم بحده ٠٠٠ ومين قال لحضرتك إن فريدة ماتستاهلهوش ؟؟

جففت دموعها وأردفت بهدوء ٠٠٠ خلاص يا ريم،، أنا مبقاش عندي مانع إنه يتجوزها،،ولو عاوزني أروح أعتذرلها هي وأهلها في مقابل إنه يرجع لحضني ولبيته تاني أنا موافقه 

أجابتها ريم بنبرة لائمة ٠٠٠٠بعد أيه يا ماما،،سليم وفريده إتدمروا وخرجوا من اليوم ده بأسوء ذكري مرت في حياتهم،،واللي أكيد عمرهم ما هينسوها 

أنزلت أمال بصرها خجلاً فأكملت ريم بنبرة خجله٠٠٠ ماما،،بابا بيبلغك إن فيه ضيوف جايين لنا بكرة وعاوزك تخرجي وتتابعي مع الشغالين وتحضري كويس للزيارة  

ضيقت عيناها بإستغراب وتسائلت وهي تٌجفف دموعها ٠٠٠ ضيوف مين دول ؟؟ 

إبتسمت ريم وقصت علي والدتها ما حدث 

إبتسمت أمال بسعادة وتحدثت بغرور كعادتها ٠٠٠ أيوة كده يا ريم،،أهي هي دي الجوازه اللي طول عمري كنت بتمناهالك،،جوازة تشرف ونسب يضيف لنا ،،ده غير المستوي المادي والنقله الكبيرة اللي هتتنقلي لها 

كانت تنظر إليها بقلبٍ حزين وتحدثت بنبره مٌعترضه ٠٠٠ بس أنا حبيت مراد وده السبب الوحيد اللي خلاني وافقت عليه يا ماما،،مش المستوي المادي 

___________________ 

مساء اليوم التالي 
داخل منزل قاسم الدمنهوري 

دلفَ سليم للداخل ،،قابلهٌ قاسم وأحتضنهٌ بحنان،،وأحتضن ريم أيضاً،،ثم نظر بجانب عيناه لتلك الواقفه تنظر إليه متلهفه سلامهٌ ونظرت عيناه فتحدثت بنبرة صوت مٌرتجفه ٠٠٠ إزيك يا سليم 

تجاهل سؤالها وتخطاها وجلس بجانب والدهِ متجاهلين وجودها بالمرة وبدأوا بالتسامر 

نظرت ريم إلي والدتها بقلبٍ ينزف دمً علي حالها وما أوت إليه بفعل يداها 

بعد قليل أتت عائلة صادق محملين بالهدايا الثمينه والورود ،،قابلهم قاسم وأمال وسليم بحفاوة هائلة 

وجلس الجميع وبعد مده من الوقت إتفقت العائلتان علي كل شيئ 

وطلت عليهم ريم التي أبهرت الجميع بطلتها البهية

وقف ذلك العاشق وتحدث إلي والدتهِ وهو يُشير إلي ريم بعيونهٌ الذائبة عشقً بتلك الجميله ٠٠٠ ريم يا ماما 

نظرت إليها هناء بإنبهارٍ لجمالها وجمال روحها وحجابها المنمق وملابسها المحتشمه حتي أنها شككت في أن تكون تلك الملاك إبنة تلك المتعاليه أمال ،،

إحتضنتها هناء بسعادة قائله ٠٠٠بسم الله ماشاء الله،،زي القمر يا حبيبتي 

ثم نظرت إلي مراد وأردفت بحنان ٠٠٠ يسلم ذوقك يا مراد،،،ربنا يتمم لك بخير يا حبيبي 

ونظرت إلي تلك الواقفه تتطلع إليهم بوجهٍ مرتفع ورأسٍ شامخه وتحدثت برجاء ٠٠٠ محدش هنا بيعرف يزغرط يا مدام أمال،، نفسي أسمع زغروطة تفرح قلبي

أجابتها بغرور ٠٠٠ للأسف يا هناء هانم،، محدش هنا بيعرف

قطع حديثها قاسم الذي صاح بصوتهِ ٠٠٠رقيه،،يا رقية 

جائت رقيه علي عجلٍ وتسائلت بإحترام ٠٠٠أفندم يا قاسم بيه ؟؟

نظر قاسم إلي هناء بإحترام وأردف قائلاً ٠٠٠ هناء هانم حابه تسمع زغروطه حلوة !!

إبتسمت رقيه تحت إستشاطت تلك المغرورة التي تنظر بكبرياء إلي تلك العادات الجميله وتعتبرها عادات لا ترقي بمستواها الحالي

تحدثت رقيه بسعاده ٠٠٠إنتِ تؤمري يا هانم 

وأطلقت رقيه الزغاريط واحده تلو الأخري تحت إنتعاش قلب هناء وسعادتها التي تخطت عنان السماء فرحً بصغيرها التي كانت قد فقدت الأمل بأن يتزوج ويكمل حياته كباقي البشر 

أخرجت هناء من حقيبتها عٌلبه كبيرة وفتحتها وإذ بها طقمٌ من الألماس الحر نادر الصنع 

ووجهته لولدها 
وبدأ مراد بوضع أول حجر في بناء أساس رباطهِ الشرعي ليعلن للجميع عن ملكيتهِ الخاصه لتلك الجميلة نادرة الوجود 

وضع الخاتم داخل أصبع يدها ثم رفعها وقربها من فمه ووضع قبله أذابت كلاهما تحت إرتعاش جسدها بالكامل،،إلتقت العيون وأنتفضت القلوب عشقً

تحرك سليم ليفض ذلك الإشتباك الذي إستشاط نارة ونار قاسم ولكنه عذر قلب ذلك العاشق الهائم 

سحب يد شقيقته الرقيقة من قبضة ذلك المراد وأدخلها داخل أحضانه مباركً لها وتحدث ٠٠٠ ألف مبروك يا حبيبتي !!

ثم إقترب علي مراد وأحتضنه هامسً بقرب إذنهِ ٠٠٠ ماتهدي شويه يا عمنا،،لا وزعلان مني أوي وأنا بقولك كتب الكتاب يفضل كتب كتاب  

إبتسم مراد وهمس هو الأخر ٠٠٠ أستر علي أخوك وألتمس العذر لقلبه العاشق 

إبتعد إثنتيهم وتحدث صادق إلي ريم ٠٠٠ ألف مبروك يا دكتورة،،أنا كده خلاص بقيت مطمن علي الشركة في وجودك مع مراد

إبتسم مراد وأردف قائلاً بمرح جديداً علي شخصيته ٠٠٠ طب مش تطمن علي مراد الأول يا دكتور ؟؟

إبتسم صادق وأردف قائلا بحديثٍ ذات مغزي ٠٠٠ مراد عارف مراده ومقصده ومايتخافش عليه،،إنما الشركه هي اللي بقا يتخاف عليها من بعد إنشغالك عنها يا دكتور !!

ضحك الجميع بسعاده وأنقضي اليوم وغادر سليم مباشرةً بعد مغادرة عائلة صادق كي لا يٌعطي لوالدتهِ فرصه للحديث من جديد،،ولا يعطي لحالهٌ فرصه للرضوخ لها 

  ***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

قبل سفر سليم بليله واحده 
كانت تجلس بغرفتها حزينه شاردة بعدما علمت من أسما أن ميعاد إقلاع طائرتهم غداً ،،وتجاورها نهلة التي تحدثت بنبرة مٌلامه ٠٠٠ كلميه يا فريده وقولي له إنك مسمحاه ومستنياه 

تحدثت بهدوء عكس نارها المشتعله داخلها ٠٠٠ خلاص يا نهله مبقاش ينفع،، أنا وسليم حكايتنا خلاص إنتهت،،يمكن يكون اللي حصل ده خير لينا 

وأكملت بهدوء ٠٠٠ أنا بعت له رساله لما لقيت تلفونه مقفول ،،لو كان لسه عاوزني أكيد كان هيكلمني  

تنهدت نهله لحال شقيقتها وأردفت ٠٠٠ طب ما تروحي له الأوتيل اللي نازل فيه 

وكرامتي يا نهله ؟؟ صاحت بها فريده بكبرياء 

وأكملت بنبرة حزينه ٠٠٠ وبعدين هو غير مكان الأوتيل وقفل تليفونه،،هحتاج أيه اكتر من كده يثبت لي إنه خلاص نسيني وخرجني من حسباته 

  ***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

يوم الرحيل !!! 
يوم الرحيل،،،يفضل لي أيه بَعدك،،يا غٌربتي في بٌعدك 

كانت تقف بسيارة نجوي التي إستعارتها منها كي لا يتعرف إليها أحد،، إصطفت بالسيارة في الطريق المقابل للمطار لتكون بعيداً عن الأبصار 

لمحت سيارة قاسم التي توقفت أمام المطار ،،نزلت منها ريم وتلتها أسما التي باتت تتلفت حولها متأمله وصول فريده بعدما أبلغتها بميعاد سفرهم

ثم وقفت سيارة مراد التي تعرفت إليه فريده وتذكرتهْ في التو 
   
وترجلَ عَلي من السيارة وبدأ هو ومراد بتنزيل الحقائب معاً 

وأخيراً نزل سليم 

التي وما أن رأتهٌ تلك العاشقه حتي إنتفض داخلها معلنً عليها العصيان ،،إنفطر قلبها ونزلت دموعها الحارة لتعلن عن عدم قدرتها تحمل إبتعادهٌ عن أحضانها ،،

صرخ قلبها معنفً إياها وطالبها بالإسراع إليه والأرتماء داخل أحضانه ومنعهِ من الإبتعاد،،هي تريدهٌ،، تريد حبيبها بجانبها ،،ستفقد صوابها عند الإبتعاد 
ولكن،،،ألا لعنة الله علي الكبرياء الذي حطم كيانها ودمر كيانه 

إحتصن سليم والدهٌ وهو يترقب المكان ويمشطهٌ بعيناه تأملاً بحضورها،، أقسم داخله لو أتت سيلغي سفرهِ ويأخذها لأقرب مكتب مأذونٍ شرعي ويعقد عليها قرانهٌ في التو واللحظه،، ليأخذها وينطلقا بعيداً عن عيون البشر وتدخلاتهم البغيضه وليسبح معها داخل بحر عشقهما المميز 

ولكنها كالعاده خزلته وأشعرته بخيبة أملٍ ليست بجديده عليه 

ودع شقيقتهُ تحت دموعها الغزيرة ودلف لداخل المطار بجانب علي وأسما

وهٌنااااا،، صرخ داخلها متحدثً ،،،سليييييم ،،عٌد يا رجل ،، لا ترحل،،حباً في الله لا ترحل ،، تراجع يا رجل،،سأفقدٌ روحي في التوِ عند الرحيل،،أرجوك حبيبي فلتعد،، عٌد إلي أحضاني وأقسم بربي لم أمانع تلك المرة ،،عٌد حبيبي وأعقد قرانك بي وسأوهبك حالي في التو واللحظه،، ،،سينهي علِيّ الإشتياق يا فتي،،أين ضميرٌك سليم،، أطاوعك قلبك علي تركي بهذة السهوله،،أبتلك البساطه هنتُ عليك حبيبي ،،لا سليم ،،،لا تفعلها أرجوك 

شهقت بصوتٍ عالي وقلبٍ نازف يصرخ مٌتألماً ،،غاب عن عيناها ودلف للداخل،،شعرت بأن روحها قد فارقتها للتو،، وضعت يدها فوق صدرها وأغمضت عيناها وبكت بمرارة ،، مرارة ملئت حلقها لتخبرها عن طعم أيامها القادمه !!

أما هو فقد إستقل الطائرة وجلس بمقعدهِ محطم الأمالِ ،،عائداً خالي الوفاض كما أتي !!!

  ***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين

بعد مرور ثلاثة أشهر !!!

كانت تتحرك برواق الشركه بخطوات واثقه متجهه إلي المصعد ،،ومنهٌ تحركت إلي مكتبها وجلست فوق مقعدها بهدوء،، فتحت جهاز الحاسوب لديها ،،وجدت رساله نصيه من الشركة الألمانيه،، تطالبها بالسفر العاجل لأجل إجتماعٍ هام يخص مستشاري الشركه ولابد من الحضور الفوري 

إنتفض داخلها فرحً من فكرة رؤيتهِ من جديد،،فرصة إنتظرتها وباتت تحلٌم بها طيلة الفترة المنصهرة،، وها هي أتتها فرصتها ،،نعم كانت تنتظر تلك الفرصه ليجمعهما مكانً ولتسنح لهما فرصه للحديث وشرح كلاهما موقفه للأخر ،،وذلك بعدما هدأت النفوس ووضحت الرؤية 

تحركت إلي مكتب فايز وأخبرته والذي وافق علي الفور،، وبدورها إتصلت بإحدي شركات الطيران وتحدد السفر بعد يومان،،،

يومان فقط وستري سارق قلبها وخاطف أنفاسها مرةً أخري !!!

تٌري ما الذي سيحدث داخل ألمانيا لتلك القلوب التي أذابها الهوي وأشعلها ؟؟
داخل منزل فؤاد 
فتحت عايدة باب غرفة إبنتها لتحسها علي التعجٌل كي لا تتأخر علي موعد طائراتها 

وجدتها جالسه فوق سجادة صلاتها تختم أذكار ما بعد الصلاة 

تحدثت عايدة بنبرة صوت متأثرة من فكرة إبتعاد غاليتها عنها ٠٠٠حرمً يا حبيبتي 

نظرت إليها فريدة وأردفت قائلة بنبرة قلقه متوترة ٠٠٠ جمعاً إن شاء الله يا ماما 

وققت وهندمت ثيابها وعدلت من حجابها وتحركت للخارج بصحبة والدتها،، وجدت فؤاد وعبدالله ونهله وأسامه بإنتظارها بوجوه حزينه مٌتأثرة من فكرة سفر تلك الجميله وأبتعادها عنهم ولأول مرة 

إحتضنها والدها وتحدثَ بحنان ٠٠٠ خلي بالك من نفسك يا فريدة،، وأول ما توصلي تتصلي عليا وتطمنيني،،، 

ونظر لها وتحدث كي يبٌث داخل روحها الإطمئنان ٠٠٠ فريده،،،أنا مخلف بنت ب 100 راجل ،،هتاخد بالها من نفسها كويس أوي وهترجع لي بألف سلامة 

إرتمت داخل أحضانهُ الحانيه وتحدثت ٠٠٠ متقلقش عليا يا عم فؤاد ،، 

وخرجت من أحضانه وأكملت بحنان ٠٠٠خلي بالك من صحتك يا حبيبي !! 

وأحتضنت أسامه الذي تحدث بطفوله ٠٠٠ أوعي تنسي اللاب توب بتاعي يا فريده !!

إبتسمت له وأجابت ٠٠٠ مش هنسي يا أستاذ،،بس ياريت تذاكر وتخلي بالك من نفسك ومتتعبش بابا وماما معاك 

حولت بصرها إلي والدتها وجدتها تبكي فأبتسمت كي تخفف عنها وتحدثت ٠٠٠ ممكن بقا أعرف حضرتك بتعيطي ليه،،،دول كلهم خمس أيام وهرجع لك علي طول 

هزت عايده رأسها وأجابت ٠٠٠ إن شاء الله يا حبيبتي، خلي بالك من نفسك يا بنتي !!

تحدث عبدالله ٠٠٠ يلا يا فريده كده هتتأخري

إبتسمت له وذهبت بصحبتهِ هو ونهله وأسامه إلي المطار،،وبعد مده وصلت وودعتهم تحت دموع نهله التي تحدثت بنبرة متأثرة ٠٠٠هتوحشيني أوي ،،خلي بالك علي نفسك !!!

هزت لها رأسها بدموع وتحركت للداخل تحت انظارهم 
وأستقلت الطائره مٌتجهه إلي حيثٌ تواجد الحبيب 

بعد مرور حوالي 6 ساعات قضتهم فريده داخل الطائرة بين توتر وقلق وأشتياق ،،وصلت أخيراً إلي مطار برلين الدولي

وجدت بإنتظارها موظف من الشركة مٌكلف بتخليص جميع أوراقها بيٌسرٍ ،، وبالطبع تلك التوجيهات بناءً علي أوامر ذلكَ العاشق الولهان الذي أذابهٌ الحنين لمعشوقة عيناه 

بعد مده خرجت إلي صالة الإنتظار بصحبة ذلكَ الموظف الذي أخبرها أنه سيصطحبها بالسيارة الخاصة التي أرسلتها لها الشركة ويقوم بإيصالها إلي الأوتيل

تفاجأت بوجود عَلي وأسما وطفلهما بإنتظارها ،،جري عليها الصغير وهو يٌهلل بإسمها بسعادة غامرة ،،إبتسمت بسعادة وجثت علي ركبتيها وأدخلته داخل أحضانها وبدأت بتقبيل كٌل إنشٍ بوجههِ 

وهي تتحدث إليهِ بسعاده ٠٠٠يا سولي،، وحشتني !!

قابلها الصغير برد قبلاتها وتحدثَ بحب٠٠٠ وحضرتك كمان وحشتيني أوي !!

إقترب عليها عَلي بوجههِ البشوش وتحدث بترحاب ٠٠٠ حمدالله على السلامه يا فريده 

أجابته بإبتسامة هادئة ٠٠٠الله يسلمك يا علي

إقتربت عليها أسما وأحتضنتها بسعاده بالغه وتحدثت ٠٠٠وحشتيني ،، نورتي برلين وألمانيا كلها 

أجابتها بإبتسامة بشوشه ووجهٍ سعيد ٠٠٠إنتي أكتر يا أسما،، 

وتسائلت بإبتسامة ٠٠٠ إنتم إزاي عرفتم معاد وصولي ؟!

أجابها علي بدعابة ٠٠٠ عيب عليكِ تسألي سؤال زي ده،، هو أنا قليل في الشركة ولا أيه ؟؟ 

وأكمل حديثهٌ بجدية ٠٠٠المهم إعملي حسابك إنك جاية معانا البيت وهتقضي مدة إقامتك في ضيافتنا 

أكدت أسما علي حديثه٠٠٠ هو أنتَ بتاخد رأيها، ،طبعاً جايه معانا وش 

أجابتهما معتذرة بلباقة ٠٠٠ معلش يا جماعة خلوني علي راحتي،،وبعدين الشركة حجزالي Suite في أوتيل جنب مبني الشركة علي طول،، وده هيسهل عليا الحركة 

وبعد مجادلات أقنعتهما فريدة بأن مكوثها بالأوتيل سيريحها أكثر ،،طلب علي من الموظف المكلف بإيصال فريدة الإنصراف،، وتحركت معهم خارج المطار لتذهب معهم بسيارة علي 

خرجت تتلفت حولها بإنبهار تنظر إلي معالم تلك المدينة الجميلة الهادئة 

كان يجلس داخل السيارة ذات الزجاج المٌفيم والتي إستأجرها خصيصاً حتي ينتظرها ويراها عن قٌرب دون أن يلاحظهُ علي وأسما أو حتي هي 

يجلس متوتراً يترقب خروجها بين الثانية والأخري متأهبً علي أحر من الجمر 

وفجأة طلت عليه كشمسٍ ساطعة أنارت ظلمة ليلهِ الحَالك الذي طال ببعدها،،شمسً إنتظرها مراراً ومراراً،،أخذ شهيقً عالياً بإنتشاء كمن كان يلفظ أنفاسهٌ الأخيرة وأتاهٌ ترياقٌ الحياة ليعيدهٌ إليها من جديد ♡

تسارعت دقات قلبه بوتيرة عاليه حتي أنها كادت أن تخرج من قلبه وتتركهٌ مٌحتضنه إياها 

نظر عليها بإشتياقٍ وقد تجمع حنين العالم أجمع داخل عيناه العاشقه 

إنتفض كامل جسدة برؤيتها البهية وأبتسم تلقائياً حين رأي إبتسامتها الجذابه وهي تتطلع علي المكان بإنبهار وتحادث أسما 

كاد قلبه أن يتركه ويذهب إليها مٌحدثً إياه ،،،،،هيا سليم،،تحرك يا رجل لتأخذها بين أحضانك وتشق ضلوعك كي تٌخبئها داخلها ،،لا تكابر سليم ،،فقد إشتقتها كثيراً ولم يعد لدي التحمل بعد 

إبتسم وأجاب قلبه الذائب،،،، أهدئ أيها الأحمق،،الأمور لا تحل بتلك البساطه ،،ألم تكف عن تهورك هذا أيها الأرعن ؟؟

ثم نظر إلي وجهها الملائكي الذي يراه عن قرب لتواجدهٌ أمامها مباشرةً وتحدث بحنين وعشقٍ وقلبٍ مٌنتفض ٠٠٠ مرحاَ صغيرتي، أنرتي حياتي مجدداً ،، كم إشتقتك وأشتقت تلك البسمة وهاتان العينان الساحرتان،،
كم إشتقت النظر والغوص داخل بحرهما العميق أميرتي

إسند ظهرهٌ للخلف بإسترخاء،،تنفسَ عالياً وشعر بتخدر لذيذ سريَ بجميع أجزاء جسدهِ وحدثَ حالةِ،،، أحبك غاليتي بل أعشقكك ،،أحبك وأذاب قلبيّ الفراق ،،
فهل إشتاقتني أميرتي مثلما أذابني البعاد ؟؟

أما عن فريدة التي كانت تنظر حولها بإنبهار بقلبٍ يرفرف من شدة سعادته لمجرد تواجدهٌ بنفس مكان مكوث معشوقها 

نظرت لأعلي وأخذت نفسً عميقً ملئت بهِ رئتيها ،،شعرت برائحتهٌ وكأنها ممزوجة برائحة هواء البَلدة !!

نعم تعترف لحالها أنها ومٌنذٌ رحيلةٌ لم تعٌد تتنفس براحة لشعورها الدائم بعدم الإكتمال بكل شيئ حولها حتي الهواء !!

كانت تتمني رؤية وجههِ فورَ وصولها ،،لكن،،،،،متي تحققت أحلامنا لمجرد التمني !!

تحركت ثم إستقلت سيارة علي وجلست بالخلف بجانب ذلكَ الملاك الصغير الذي إبتسم لها بسعادة 

تحركَ علي تحت أعين ذلك العاشق الذي أخذ نفسً عميقً ثم أخرجهُ بشدة وتحرك إلي وجهتهِ

وصلت فريدة إلي الأوتيل وتناولت غدائها بصحبة علي وأسما ثم صعدت لغرفتها وأخذت حمامً دافئً زالت بهِ عناء يومها وتوترها وغفت بثباتٍ عميق بعد ان هاتفت والديها وطمئنتهم أنها بخير 

أتي الليل !!! 

أفاقت من نومها وتوجهت إلي المرحاض ،،توضأت وشرعت بأداء صلاتها بخشوعٍ تام،،،حتي إنتهت وجلست تناجي ربها وتدعوهُ أن يٌصلح لها شأنها وألا يَكِلها إلي نفسها طرفة عين 

وناجته أن يرحمها من شدة إشتياقها لعاشقها وعاشق روحها،،طلبت من ربها أن يجمعها به علي خير وأن يجعل لها نصيبً معه ليستريح ذلك القلب الذي هرم من شدة الإشتياق ولم يعٌد لديهِ القدرة علي الإنتظار

إنتهت من مناجاتها لله وخلعت عنها إسدال صلاتها وتوجهت إلي التخت 

جلست تتصفح جهاز اللاب توب وتتابع عملها بحرفيه كعادتها ،،،وفجأة دق قلبها بوتيرة عاليه وأنتفض جسدها وأتسعت عيناها بذهول وذلك حيمنا إستمعت إلي صوتهِ الحنون وكأنهٌ يحادث أحدهم 

وقفت تتلفت حولها بجنون لتستدل علي مصدر الصوت،، وجدته يقترب من شرفتها جرت سريعً وأخذت حجابها ولفته جيداً بإحكام ووقفت تضع يدها فوق صدرها حتي تنظم أنفاسها وتهدئ من روعها ،، 

ستخرج في التو والحال،، فقد أذابها الإشتياق وتريد الأن أن تٌكحل عيناها برويتهِ البهيه 

تحركت للخارج تنظر أمامها ببرود إصطنعته بإعجوبه 

نعم هو من إحتجز لها تلك الغرفة لتكن بجانبه ويستطيع حمايتها وطمأنة قلبيهما بتقاربهما بالجوار ،،وقد تعمد الخروج إلي الشرفه والتحدث إلي شقيقته بصوتٍ عالي نسبياً ليٌسمعها ويخبرها أنه هٌنا،،بجوارها ويطمئن روحها القلقة 

خرجت تتطلع إليه وجدته يجاورها بالشرفه يضع هاتفهٌ علي أذنه مواليها ظهرة مٌتحدثً٠٠٠ أكيد يا حبيبتي،،إن شاء الله، ،خلي بالك علي نفسك 

وختم حديثهٌ مع شقيقته بالتوحيد ٠٠٠٠ لا إله إلا الله 

ثم تنهد وألتف بإتجاهها ووضع هاتفه جانبً ،،نظر بجانب عينه وجد طيفها فتلائم وتصنع عدم رؤيتها ونظر امامهٌ بشرود ينظر لتلك السماء الصافيه بنجومها اللامعه وكأنها تحتفل معهٌ بقدومها السعيد 

إنتفض داخلها بشدة وأصابت القشعريرةٌ جسدها ،،تريدٌ رؤية عيناه لتذوب داخل سحرهما ،، تريد النظر إلي وجهه والإستماع لصوته وهو يٌناديها بحبيبي ،،إشتاقته،، إشتاقت كل ما به حد الجنون 

تحمحمت حتي ينتبه لوجودها ويستدر إليها ويبدأ هو بالحديث وتحفظ هي ماء الوجه،، ولكنهٌ تباردَ لأبعد الحدود حتي يٌشعل داخلها أكثر ويجعلها ترفع لهٌ راية الإستسلام وتعلن عن إنهيارها أمامهٌ حتي يسترد كرامته التي دٌهست تحت قدميها سابقً 

إتخذ قرارهٌ وأنتهي الأمر بالنسبةِ لهْ !!!

إقشعرت ملامحها وحزنت من ذلك الغير مبالي بوجودها بالمرة ،،،فقررت التنازل للوصول إلي مٌبتغاها 
فتحدثت بصوتٍ خجول ٠٠٠أزيك

نظر إليها بإستغراب وكأنهٌ متفاجئ بوجودها بجوارة 
وأجابها ببرودٍ وهدوء حتي يٌشعل روحها ٠٠٠ حمدالله على السلامه يا باشمهندسه 
وتسائل بتخابث ٠٠٠وصلتي أمتي ؟؟ 

إبتلعت لٌعابها من هيئته فكانت هذة هي المرة الأولي التي تراهُ بها بملابس بيتيه ،،كان يرتدي تي شيرت من القِطن يصل لنصف كتفيهِ ويظهر كم عضلاتهِ الرائعه،، وشعر رأسٍ مٌبعثراً بطريقه جعلت منهُ وسيماً وجذابً للغايه

تحدثت وهي تنظر للأسفل لتغض بصرها عنهْ حتي لا تصرخ وتطلب ودهٌ وعشقه وتبادر هي بطلبها بعقد قرانهِ عليها ،،،والأن 

ردت فريده بصوتٍ مٌرتبك أسعدهُ ٠٠٠ وصلت إنهاردة 

أجابها بنبرة عمليه بارده أشعلتها ٠٠٠جهزي نفسك،، بكرة عندنا إجتماع مهم،، 
وتحدث بنبرة جاده وهو يتحرك إلي للداخل ٠٠٠ تصبحي علي خير !!

قال جملته وتحرك إلي الداخل وتركها لذهولها وأشتعال روحها من تلك المعامله الباردة 

ودلفت هي للداخل بخيبة أملها تحت قهقهة سليم من منظرها وذهولها الذي تقاسم فوقَ ملامحها بطريقه مضحكه

قضا إثنتيهم ليلتهما في إشتعالٍ وأشتياق حار من تجاورهما المهلك لروحيهما 

***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

أتي الصباح !! 

تحركت فريدة إلي أسفل بعدما تناولت فطورها بغرفتها 
وأتجهت للخارج بإتجاة الشركة،، وجدت موظفة الإستقبال التي أوصلتها إلي غرفة الإجتماعات حيث إستقبلتها چينا بترحابٍ عالي وود ،،وبعدها أدخلتها 

دلفت للداخل وجدت سليم جالسً بمفردهِ حول طاولة الإجتماع

أخرجت صوتها برقه أذابت داخلهٌ لكنه تصنع البرود وأجادهٌ ٠٠٠ صباح الخير يا باشمهندس 

قابلها ببرود وعملية مٌتحدثً٠٠٠ صباح النور،، إتفضلي إرتاحي لما الفريق كله يوصل،، وبعدها هنبدأ الإجتماع إن شاء الله 

تحمحمت خجلاً وجلست تحت إنشغالهِ بعملهِ علي جهاز الحاسوب بجديه متجاهلاً إياها !!

حزن داخلها وألتمعت عيناها بالدموع التي تٌريد الفرار ولكنها تحاملت علي حالها وتماسكت 

دلفت كامليا ،، تلك الجميلةٌ الشقراء فارعة الطول منشوقة القوام ،،وجهت حديثها إلي سليم بوجهٍ سعيد بلغتها الأم ٠٠٠ كيف حالكَ أيها الوسيم ؟؟

رفعَ بصرهِ إليها سريعً وبلهفه أشعلت قلب فريده،،وقف منتصب الظهر مادداً يدهٌ ليصافحها قائلاً بإبتسامه ومٌداعبه ٠٠٠ حالي أصبح أفضل برؤيتك أيتها الجميلة

إبتسمت بدلال وتحدثت ٠٠٠ بالطبع أنا محظوظه لأبدأ يومي بوجهك البشوش وأستمع لكلماتك الساحرة أيها الوسيم 

قهقه عالياً وأجابها بإطراءٍ٠٠٠ إذا كنتِ محظوظه جميلتي ،،فماذا أكون أنا ؟؟

إستشاط داخلها وشعرت بنار الغيرة تٌسري داخل جسدها وهي تري تلك الجريئة تداعب رجٌلها بلا حياء ،،وأستشاطت أكثر من معاملة ذلك الوقح لها 

نظرت كاميليا إلي فريدة بإستغراب وتحدثت ٠٠٠ أري وجوةً جديده قد إنضمت إلي فريقنا ؟!

أشار سليم بيدهِ بإهمال وتحدث إلي كاميليا ٠٠٠ فريدة،،تٌدعي فريده وقد إنضمت إلينا مؤخراً 

هزت كاميليا رأسها وأردفت قائلة بنبرة بارده ٠٠٠ مرحباً فريده !!

هزت لها فريده رأسها وتحدثت بجمود ووجهٍ خالي من التعبير ٠٠٠ أهلاً بكِ 

أراد إحراق روحها أكثر فوجهَ حديثهُ إلي كاميليا وأردف بإهتمام ٠٠٠ لما تقفين هكذا كاميليا ؟؟

وأشار بيدهِ إلي جوارهِ٠٠٠ يٌمكنكِ الجلوس بجانبي كي أري بعض نمازج ما قمتِ به من أعمال !!

أجابته بإبتسامة وهي تجلس بجانبه ٠٠٠علي الرحب والسعه أيها الوسيم 

جاء علي وإيهاب صديقهما المصري والذي قدمهُ علي إلي فريده قائلاً ٠٠٠ باشمهندسه فريده،،وده باشمهندس إيهاب صديقي أنا وسليم يا فريده 

إبتسمت له بهدوء وأردفت قائلة ٠٠٠ أهلا يا باشمهندس،، إتشرفت بمعرفتك 

أجابها إيهاب بإحترام ٠٠٠ الشرف ليا يا باشمهندسه،، نورتي ألمانيا 

كان يستمع إليهم بتمعن مٌستشيطاً لحديثها مع غيرة،،فحتي إن كانا صديقاه ويثق بهما كل الثقه إلا أنها خاصته،،إمرأته،،تلكَ الفاكهه اللذيذة المٌحرمه علي غيرة 

حضر باقي فريق العمل وإكتمل العدد وبدأ الإجتماع ،،والتي سرعان ما إندمجت بهِ وكعادتها أبهرت الجميع بذكائها المميز 

نظر لها رئيس الشركه برضا وإنبهار وهنئ سليم الجالس يشعر بفخرٍ لأجلها علي إختيارهِ الموفق لتلك الذكيه 

إنتهي الإجتماع وتحرك سليم بجانب تلك الجميله تاركً إياها لنارها المشتعله ،،كانت تقف مٌتسمرة تنظر بشرود لطيفهِ 

أخرجها من شرودها صوت علي الذي تحدث إليها بتخابث لعلمهِ ما يقوم بهِ صديقهٌ حتي يشعل روحها ويجعلها ترفع راية الإستسلام ٠٠٠مالك يا فريده،،إنتِ فيه حاجه مضايقاكي ؟؟ 

إرتبكت بوقفتها وتحدثت بجمود ٠٠٠ وأنا أيه اللي هيضايقني يا علي،،كل الحكاية إني لسه ما أخدتش علي المكان ولا علي الناس اللي موجودين هنا 

تحدث وهو يُشير إليها بيده ٠٠٠ طب يلا بينا علشان نروح نتغدا ،،زمان أسما وسولي ميتين من الجوع وهما مستنينا 

تحركت معه إلي منزلهِ وتناولت طعام غدائها بصحبتهم وقضت معهم اليوم بعقلٍ شارد ينتظر قدومه بين الثانيه والأخري ،،ولكنهٌ خزلها ولم يأتي فتحركت هي إلي الأوتيل بخيبة أمل جديدة تضاف إلي طابور خيباتها التي تٌلازمها منذٌ الوصول !!!

***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

أما ريم ملاكنا البرئ 
وبعد مرور ثلاثة أشهر علي عقد قرانها 

كانت تجاور ذلك العاشق الولهان سيارتهْ ،،متجهً بها إلي مسكن عائلتهِ كي يٌريها جناحهما التي خصصته والدتهٌ الحنون لزواجهما الذي إقترب موعدهٌ ،،فلم يتبقي سوي الخمسة أشهر فقط 

أوقفَ سيارتهٌ داخل الحديقه الواسعه وتحدث مٌراد مٌحتضناً كف يدها برعايه قائلاً ٠٠٠ يلا يا حبيبي !!

إبتسمت له وترجل هو من سيارته وتحركَ إلي الإتجاه الأخر وفتح لها الباب مٌمسكاً يدها بعناية ،،تطلعت بإنبهارٍ تام وهي تنظر لتلك الحديقه الواسعه وذلك المبني الذي أقلَ ما يوصف بهِ أنهٌ قصراً 

خرجت والدتهٌ بإستقبال زوجة وحيدها بحفاوة وتحدثت ٠٠٠ نورتي بيتك يا عروسة 

خجلت تلك الرقيقه وتوردت وجنتيها وتحدثت بإبتسامه صافيه ٠٠٠ ميرسي يا ماما ،،البيت منور بوجود حضرتك وعمو صادق !!

إحتضنتها تلك الحنون وتحدثت ٠٠٠ يلا يا مراد خد عروستك وفرجها علي الجناح 

ثم حولت بصرها إلي تلك الرقيقه وأردفت قائلة بنبرة حنون ٠٠٠ إطلعي يا حبيبتي مع مراد وشوفيه ولو فيه أي حاجه مش عجباكي بلغيني بيها وأنا هخلي مهندس الديكور يعدلها زي ما تحبي بالظبط 

تحدثت ريم بهدوء وأحترام ٠٠٠ أكيد هيعجبني طبعاً يا ماما،،مش ذوق حضرتك !!

إبتسمت هناء وتحدثت بحب ٠٠٠ أنا طبعاً كنت أتمني إنك تفرشيه علي ذوقك،،بس إنتِ ومراد اللي كلفتوني علشان دراستك متتأثرش ،،وإن شاء الله تتخرجي بإمتياز مع مرتبة الشرف يا مرات الغالي 

إبتسمت لها وتحدثت ٠٠٠ حبيبتي يا ماما 

كان يستمع لحديثهما الودود بسعاده بالغة وهو يشاهد تقارب وتفاهم والدتهٌ وزوجتهِ الحنون ،،فماذا يتمني أكثر من هذا !!

إحتضن مراد كف يدها وقبلهٌ تحت خجلها وتحدث هو ٠٠٠ يلا يا حبيبي !!

دلفوا لداخل الفيلا وتحدثت هناء بسعاده ٠٠٠ إطلعوا إتفرجوا علي الجناح وعلي ما تنزلوا هتكون السفرة جاهزة للغدا

أجابها مراد وهو يتجه بصحبة حبيبته إلي الدرج ٠٠٠ ياريت يا ماما ،، أنا ميت من الجوع 

إنزعجت هناء وتحدثت بإعتراض لرعبها الشديد علي صغيرها ٠٠٠بعد الشر عليك يا حبيبي ،،،قولت لك ميت مرة ماتقولش الكلام ده 

قالت كلمتها وأتجهت إلي المطبخ لمساعدة العمال في تجهيز وجبة الغداء

صعد بزوجته وخطي بها للداخل تحت إنبهارها بكل ما حولها،،فحقاً كان كل شيئ مبهر ومبدع ومنظم بشكلٍ مٌثير 

وبلحظه إنتفض جسدها حين حاوطها ذلك الولهان من خلفها دافناً أنفهٌ داخل عنقها ،،يتنفسٌ رائحتها التي بات يعشقها

إرتبكت وإنتفض جسدها وتحدثت بنبرة مٌتلبكه ٠٠٠ أرجوك يا مراد تبعد،،ممكن حد يدخل علينا 

شدد من إحتضانها أكثر وتحدث بجانب أذنها بهمسٍ بعثر كيان الأنثي بداخلها ٠٠٠ أولاً مفيش مخلوق يقدر يتجرأ ويدخل مكان أنا موجود فيه من غير ما يستأذن وأسمح له بنفسي 

ثم لفها لتواجه وجهههٌ وجذبها بعنفٍ جعلها ترتضم بصدرة بقوة زلزلت كيانها ،، وألصقها بشده وقرب أنفهٌ مداعبً بهِ أنفها الصغير وتحدثَ أمام شفتاها المهلكه ٠٠٠ ثانياً بقا وده الأهم،،لو حد دخل وشافك كده في حضني هيقول واحد ودايب في سحر عيون مراته اللي جننته 

مراااد ٠٠٠قالتها بدلال 

أجابها ٠٠٠ عيون مراد 

إبتلعت لعابها ومال هو علي شفتاها ليلتهمها بقبله طويله أخبرها بها كم يشتاقها بجنون ،،إندمجت هي معه 

فصل قبلتهٌ بعد مده ثم نظر لذلك التخت وتحدث بوقاحه ٠٠٠ ما قولتليش،،،أيه رأيك في السرير 

إبتلعت لعابها من حديثه وأبعدت جسدها عنه سريعً وتحدثت بنبرة متلبكه ٠٠٠ يلا بينا ننزل يا مراد

ضحك برجوله وتحدثَ ٠٠٠ علي فكرة فهمتيني غلط،،أنا قصدي لو ليكي عليه أي تعليق نقول للباشمهندس عليه،، 
إقتربَ عليها وتحدث بهيام٠٠٠يعني نجيبه الناحيه دي،، ولا دي

وبلحظه أفلتت حالها من بين أحضانه وأسرعت للخارج 
قهقهَ عالياً وأردفَ منادياً عليها بدعابه ٠٠٠ إستني يا جبانه

وتحرك للخارج للحاق بها لينزلا معاً ،،وبالفعل إلتحقَ بها عند الدرج وأحتضن يدها بتملك أسعدها وأشعرها برضي ربها عليها،، ونزلا سوياً وقضت باقي يومها في حضرت تلك الأسرة الدافئة 

***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

كانت تقف بشرفة غرفتها ،،خرج ذلك العاشق وتحدثَ ٠٠٠وحشتيني 
لفت نهله بصرها إليه وتحدثت بإبتسامه خجولة ٠٠٠ وإنتَ كمان 

أردف قائلاً بإهتمام ٠٠٠ ليكِ عندي خبر حلو أوي !!

أردفت قائلة بنبرة مٌتلهفه ٠٠٠ خير يا عبدالله، ،فرحني معاك 

أجابها بإبتسامه ٠٠٠ إستلمت عقد الشقه إنهاردة 

وأكملَ وهو ينظر داخل عيناها بهيام ٠٠٠ يعني خلاص يا نهله،،قربنا أوي من حلمنا،،وكده إن شاء الله مش هنحتاج نستني نكمل السنتين 

أجابته بوجهٍ عابس ٠٠٠أيوة يا عبدالله بس أنا لسه ماخلصتش جهازي ،،أنا لسه حتي متخرجتش ولا أشتغلت،،دي لولا فريدة هي اللي ساعدتني بالفلوس اللي حطتهالي في حسابي مكنتش هعرف أبدأ في جهازي إزاي 

أجابها بعيون عاشقه ونبرة صادقه ٠٠٠ وأنا مش عاوز منك أي حاجه يا نهله،،أنا ربنا وسع في رزقي والحمدلله بدأت حالتي الماديه تتيسر ،،وإن شاء الله هكمل جهاز الشقه واللي يتبقا نبقا نكمله وإحنا متجوزين،،

وأكملَ بنبرة عاشقه٠٠٠ المهم نكون مع بعض يا نهله وأي حاجه بعد كده مقدور عليها 

إبتسمت له وتحدثت ٠٠٠ربنا يخليك ليا يا عبدالله ،،أنا حقيقي محظوظه بيك 

أجابها بهيام ٠٠٠ بحبك يا نهلة،، والله العظيم بحبك 

إبتسمت خجلاً وأنسحبت هاربه للداخل تحت ضحكاتهِ وسعادة قلبه وإنتشائة

***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

جاء المساء !!! 

إرتدت ثوبً ناعمً ورقيقً للغايه ولفت حجابها ورسمت رموشها الكثيفه وحددت عيناها بكحلها العربي ،،مما جعلها ساحرة ومشرقه وجميلة للغايه وتوجهت إلي أسفل حيت موعد العشاء الخاص بموظفي الشركه وعائلتهم 

دلفت داخل المطعم وجدت الجميع،، إقتربت عليهم بوجهٍ بشوش وألقت عليهم التحيه،، 
ردها الجميع بإهتمام 

عدا ذلكَ الجالس بجانب تلك الكامليا الحسناء وهو يٌميل بجانب إذنها ويهمس لها حين تطلق الأخيرة ضحكاتها الأنثويه الجذابه

إستشاط داخلها غضبً وهي تنظر عليهما كالبلهاء ومازالت واقفه 

فاقت علي صوت أسما التي أردفت قائلة بإستغراب ٠٠٠أيه يا ديدا واقفه ليه،،ماتقعدي !

إنتبهت لها و تحاملت علي حالها وجلست بجانبها مقابله لذلك الذي لم يعر لوجودها أية إهتمام

كانت تشعر بإنسحاب أنفاسها وإشتعال نيران الغيرة تتأكل من قلبها حتي أنها كادت تصرخ متأوهَا من شدة ألمها الغير مُحتمل الناتج عن غيرتها علي رجٌلها،،

نظرت عليه وجدته مندمجً لأبعد الحدود مع تلك الكاميليا 

جاء النادل إليهم ليستمع إلي طلباتهم ويٌحضرها 

نظرت تلك الكاميليا إلي سليم وتحدثت بلغتها ٠٠٠ ماذا ستأكل أيها الوسيم ؟ 

أجابها سليم كي يٌحرق روح تلك العنيدة التي لم تٌحيل عنهٌ ناظريها مٌنذٌ جلوسها ٠٠٠ سأتركٌ لكِ الخيار ،،أريد تناول وجبتي اليوم حسب ذوقكِ الراقي 

إبتسمت بسعاده وتحدثت وهي تضع أصبع يدها علي مقدمه رأسها بتفكر ٠٠٠٠أمممم ،،ما رأيكَ بطبقٍ من المعكرونة بالجٌبنْ المطبوخ مع قطع الدجاج الحار 

إبتسمَ لها وتحدثَ بموافقه ٠٠٠ قٌلت لكِ سأترك لكِ اليوم حالي،، فلتفعلي بي ما تريدين 

أطلقت ضحكه أنثوية مثيرة 

نظر عَلي إلي تلك الجالسه بجوار أسما وصدرها يعلو ويهبط من شده إشتعاله،، وهي مسلطة عيناها علي تلك الكامليا حيثُ تمنع حالها بصعوبه من رغبة قوية تلحٌ عليها وتطلب منها التحركْ إليها والفتك برأسها بشراسه 

فتحدثَ بخبثٍ كي يٌشعلها أكثر ويساند صديقهٌ فيما يفعله بتلك العنيدة ٠٠٠ إختارتي هتاكلي أيه يا فريده،،ولا إنتِ كمان حابه تاكلي علي ذوق كاميليا زي سليم ؟؟

حولت بصرها تنظر له بشراسه فتحدث هو سريعً ٠٠٠ قصدي يعني مكرونه وفراخ حارة !!

أجابته بإقتضاب بنبرة رخيمه ٠٠٠ مبحبش المكرونه بصوص الجبنه،،بتبقا مايعه وملهاش طعم،، والشطه بتخلي الفراخ تفقد نكهتها وتضيع طعمها الأصلي 

أجابها سليم وهو ينظر إلي كاميليا كي يشعل قلبها بنار الغيرة ٠٠٠ بس بتميزها عن غيرها ،،تبقا سبايسي وملهلبه وتشد 

ثم حول بصرهِ إليها وأكملَ بنبرة حادة وكلام ذات مغزي ٠٠٠ مش بارده !! 

نظرت إليه بعيون متسعه غاضبه فأكملَ هو بنبرة ساخرة ٠٠٠ الفراخ قصدي !! 

كتم عَلي وأسما ضحكاتهم فتحدثت هي هامسه ٠٠٠ إنتِ كمان بتضحكي يا أسما،،عاجبك تلقيح البيه ده عليا ؟؟

إبتسمت أسما وتحدثت بإستسلام ٠٠٠ والله إنتم الأثنين دماغكم حجر،،متخلصونا وتريحونا من لعبة القط والفار دي بقا 

نظرت لها فريدة بضعفٍ أثار حزن أسما عليها !!!

تناولوا عشائهم تحت تبادل الأحاديث المثمرة من الجميع عدا تلك الحزينه ذات القلب المتألم ،،كانت تتناول طعامها دون تذوق أو شهيه وهي تٌشاهد حبيبها يتسامر مع تلك الجميلة بإندماجٍ تام 

بعد مدة إنتهوا من عشائهم،، وقف الجميع وذهبوا حيثُ المكان المخصص للرقص وبدأ كل ثٌنائي رقصتهٌ مع حبيبه ،،عدا ذلك الجالس يقابلها ومن تجاورة ،،والتي وقفت وطلبت منه بكل جرأة أن يشاركها رقصتها

إبتلعت فريدة لٌعابها ونظرت عليه والرعب يدٌبٌ داخل أوصالها خوفً من أن يوافقها ويمزق قلبها من قربهِ متلاصقاً من إمرأه غيرها 

كان يشعر بنيران صدرها المٌشتعل التي تصل إليه حيث مجلسه، نظر لتلك الواقفه وتحدث معتذراً بلغتها٠٠٠ أسف كاميليا،،أعتذر منكِ بشدة،،فالحقيقة أنا لا أراقص النساء 

ضحكت متفهمه وداعبته٠٠٠٠لا تراقص النساء مطلقاً ؟؟

أجابها بهدوء٠٠٠٠ديني ينص عليّ ألا أقترب من أجنبية عني،،ولكن وعداً،،سأرقص مع تلك التي ستخطفني وتأخذني من عالمي إلي عالمها،،والتي بالطبع ستكون زوجتي حينها

إبتسمت كاميليا وتحدثت بإطراء٠٠٠هنيئاً لها،، أتيقنٌ أنها ستكون سعيده بوجودها داخل أحضان رجل جذاب وقوي ووفي مِثلكَ أيها الوسيم ! 

هز لها رأسهُ وتحدث٠٠٠أشكرك علي تلك المجاملة 

كانت تستمع لهما بنيران مشتعله وجسدٍ ينتفض ويتشنج من كثرة غضبته

تحركت كاميليا وطلبت رجلاً كان يجلس لحاله للرقص وبالطبع وافقً مرحباً لطلب تلك الجميلة 

جلس ذلكَ الثنائي العنيد بمفرديهما يسترقان النظر لبعضهما، وبلحظه وهي تسترق النظر منهْ وجدته مسلطً أنظاره عليها،،

كادت أن تسحب بصرها عنه ولكنها لم تستطع،،وكأن مغنطيسً جذبها وأجبرها علي التدقيق إلي عيناه والغوض في بحرهما العميق 

ضل يٌطيلان النظر وقد قالت العيون وشرحت مالم يستطع أي لسانٍ شرحهُ مهما كانت لباقته وفقاهته 

تحدثت عيناهٌ لعيناها،،لما فعلتي هذا بنا غاليتي ؟
أسعيدةُ أنت بما وصلنا إليه الأن ؟

أجابت عيناها بإعتذار،،،إلتمس لي العذرُ حبيبي وسامحني أرجوك،،فقد أعماني غضبي وكل ما فكرت بهِ هو الاخذ بالثأر لكرامتي وأهلي وفقط

حل صمتٍ رهيب ببنهما،، كسرته هي بصوتٍ مٌرتجف مٌعتذر نادم٠٠٠ أنا أسفه 

سقط السدٌ المنيع الذي أجاد رسمهُ مٌنذٌ مجيئها السعيد
أجابها بقلبٍ ينتفض ويفيض من شدة الإشتياق ٠٠٠وحشتيني ♡ 

برقت عيناها بسعادة وتحدثت ولأولِ مرة بجرأة ٠٠٠ وإنتَ كمان ♡ 

إنتفض داخلهِ من كلماتها البسيطه التي أشعلت نيران جسدهِ بالكامل وتحدث بعيون هائمة ٠٠٠ أنا لسه بحبك،، ولسه عاوزك،،ياتري إنتِ كمان لسه عوزاني ؟ 

لم تدري بحالها إلا وهي تهز رأسها بإيجاب ودموع الفرح تجري فوق وجنتيها 

إبتسم بسعاده وتحدثَ بحماس ٠٠٠ خلينا نتجوز إنهاردة يا فريدة،، تعالي معايا نروح حالاً السفارة ونكتب كتابنا هناك وعلي وإيهاب يبقوا شهود !! 

إبتسمت بدموع لحماس رجل حياتها المتعجل لأمر زواجهما وتحدثت بإبتسامه وهي تجفف دموعها٠٠٠٠إتجننت خلاص يا سليم !!

أجابها بإبتسامة جذابه وصوت رجٌلً عاشق٠٠٠ بٌعدك جنني وخلاني فاقد الأهليه والعقل يا فريده،،قلب سليم في بٌعادك بيبقا خارج نطاق الحياة ♡

وأكملَ بنبرة حماسيه وهو يستعد للنهوض ٠٠٠هروح أبلغ علي وإيهاب وإنتِ إطلعي هاتي باسبورك علشان كتب الكتاب !!

أوقفته بصوتها المٌعترض٠٠٠إهدي يا سليم،، الأمور متتاخدش بالبساطة دي 

أجابها برغبه ظهرت بعيناه٠٠٠مش قادر يا فريده 

خجلت وأجابته بهدوء٠٠٠طب أقعد وخلينا نتفاهم الأول 

جلس يترقب حديثها فأكملت هي ٠٠٠٠ إصبر لما ننزل مصر ونتجوز هناك !!

أجابها بصوتٍ هائم وعيون تملؤها الرغبه ٠٠٠إفهميني يا فريدة،،بقولك وحشاني ومش هقدر أصبر ،، إنتِ ليه مش قادرة تحسي بيا

وأسترسلَ حديثهٌ بتفكير عقلاني٠٠٠ ده غير إني عاوز أضمن جوازنا وإنه يتم من غير أي مشاكل ولا مؤامرات تانيه،،،وياستي لو عامله علي الفرح ،،هعملك أحلا وأجمل فرح لما نرجع مصر

وأكملَ بعيون مٌتلهفه راغبه٠٠٠بس خلينا نتجوز إنهارده ونقضي إسبوع عسل هنا مع بعض ،،وبعدها ننزل مصر وأعمل لك كل اللي إنتِ عوزاه 

ردت علي حديثهٌ بإعتراض ٠٠٠طب وبابا يا سليم،،أقول له أيه ؟

أجابها مفسراً بنبرة يملؤها الحماس ٠٠٠هكلمه دالوقتِ حالاً وأخد موافقته،، وأظن إنه مش هيمانع،، إحنا كده كده كنا هنتجوز ولولا اللي حصل كان زمانك مراتي 

أجابته بإعتراض ٠٠٠لا يا سليم أرجوك،، إنتَ كده هتخلي شكلي وحش جداً قدام بابا 

نظر لها بذهول غير مستوعب رفضها لتقربه منها بتلك الطريقه ٠٠٠شكلك قدام بابا ؟؟

هو ده كل اللي عامله حسابه يا فريدة،،وأنا وقلبي اللي هنموت عليكي مش فارقين معاكي ؟! 

صبري السنين دي كلها وانا مستني اليوم اللي هخدك فيه في حضني وأمتلكك ونريح قلوبنا مش فارق معاكي ؟؟

وأسترسلَ حديثهُ بإتهام وتعجب٠٠٠ إنتِ إزاي أنانيه أوي كده ؟
كل تفكيرك في بابا وشكلك قدامه وقدام الناس ؟ 

الأول ورتينا مرار الدنيا كله وإنتِ متمسكه بخطوبتك من هشام علشان ميزعلش وعلشان شكلك قدام بابا وقدام الناس 
ودالوقتي عامله علي شكلك قدام بابا وقدام الناس 

وصاح بغضبٍ أرعبها ٠٠٠٠طظ في الناس اللي ضيعتي مننا أجمل لحظات كان ممكن نعيشها و إنتِ عامله لهم حساب كداب 

وتسائل بحده ٠٠٠٠أنا فين من حياتك وحساباتك يا فريده،،عمرك ضحيتي علشاني ؟ 

أنا اللي دايماً ببدأ وببادر،،،أنا اللي رجعت لك ندمان،،أنا اللي تخطيت قنعاتي وأخلاقي وقبلت أكلم لبني وأتفق معاها علشان أبعد هشام وأريح ضمير سيادتك إللي كان قاتلك أوي ومش عاوزه تسيبيه علشانه

ثم نظر لها مطولاً وأردف قائلا بخيبة أمل وإحباط٠٠٠٠إنتِ مبتحبنيش يا فريده،،،،،إنتِ عمرك ماحبتيني 

كانت تستمع له وهي تهز رأسها بدموع ونفي قائله من بين شهقاتها٠٠٠٠إزاي بتقول كده ؟

نظر لها بعيون معاتبه حزينه فنطقت هي بغرام ملئ صوتها وشعاع عشق إنطلق من عيناها وصل لعيناه ٠٠٠٠أنا بحبك يا سليم،،بحبك وحبك إتملك من روحي ووجداني لدرجة إنه إمتلكني و أمتلك كل جوارحي،، روحي بتعشق كل ما فيك ،، بتنفس عشقك ،،قلبي مبقاش يدق غير ليك ولحبك وبس،،أنا بحبك يا سليم ،،والله بحبك ♡

كان يستمع لها بعيون مٌتسعه فاتح فاههٌ بذهول ،،إنقلبَ حاله من هول ما أستمع،،،نعم فقد تخيلها كثيراً وهي تعترف له بعشقه

كم تمني أن يستمع منها كلمة حبيبي،،،كم حلٌمَ بتلك الكلمه وتخيلها وهي تخرج من بين شفتاها المٌهلكة 

ولكن مهما تخيل وتخيل لم يكن تخيلهٌ بذلك الحس وتلك المشاعر وتلك الرعشه التي هزت كيانه وجعلت منه حالم يهيم في سماء العشق،،يمرح بأريحيه وسعاده لم يضاهي مثلها بكامل عمره المٌنصرم 

أجابها من بين ذهوله وسعادته الظاهرة بعيناه٠٠٠٠إنتِ قولتي أيه؟

وتساءل بجنون وعدم تصديق ٠٠٠ فريده هو اللي أنا سمعته ده حقيقي،،إنتِ فعلاً قولتي حبيبي،،قولتيها يا فريده صح ؟؟ 

وأكملَ بتيهه٠٠٠يعني أنا مش بيتهيئ لي ،،ردي عليا وريحيني 

إبتسمت من بين دموعها الخفيفه وتحدثت٠٠٠ بحبك يا سليم 

تأوة بصوتٍ مسموع أثارها وتحدث وهو يتنهد براحه٠٠٠آااااااه،،يا الله،،أخيراً،،،أخيراً قولتيها يا عيون سليم ونبض قلبه 

ثم تحدث بإصرار وحماس ولهفه ٠٠٠وافقي يا فريدة،،علشان خاطري خليني أكلم بابا وأستأذنه ونروح السفارة دالوقتِ،، 
وأكمل وهو يهز رأسهٌ بنفي٠٠٠٠ما أنا بعد اللي سمعته منك ده مش هقدر أروح الاوتيل لوحدي وأنام كده عادي وكأن مفيش حاجه حصلت !!

وأمال رأسهُ بدلال بحركه أذابتها،،قائلاً برجاء ٠٠٠وحياة سليم عندك توافقي ،،خليني أنام في حضنك إنهاردة يا فريدة،،وحياة سليم 

إكتسي وجهها بحمرة الخجل وبللت شفتاها في حركة أثارت جنونهٌ أكثر وأكثر،، وتحدثت ٠٠٠٠إهدي من فضلك يا سليم،،خلينا نستني اليومين اللي فاضلين لنا هنا،،وبعدها تعالي معايا علي مصر وكلم بابا ،،علشان خاطري يا سليم تعذرني،،مش حابه أكون أنانية وأكسر فرحة ماما بيوم فرحي اللي بتستناه ليها زمان 

أطلق تنهيده شقت صدرها قبل صدرة وتحدثَ بأسي وأستسلام ٠٠٠ حاضر يا فريدة،،،هضغط علي نفسي وأصبر روحي علي أمل القٌرب ،،بس يكون في علمك،،أنا مش هصبر كتير،،هما اليومين اللي هتقعديهم هنا وأول منرجع مصر هما يومين بالكتير وتكوني في حضني،،مفهوم !!

إبتسمت خجلاً وأستفاقت لسماع صوت أسما المرح ويجاورها زوجها ٠٠٠٠شكلنا كده هنبل الشربات علي رأي علي 

نظرا إثنتيهم لها بسعاده وتحدثت هي بتساؤل مٌلح ٠٠٠هاااا،،ردوا عليا ،،نقول مبروك ؟؟

إبتسمت فريده وتحدثَ سليم برجوله وفرحه سكنت عيناه٠٠٠٠الله يبارك فيكي يا أسما 

إبتسم علي وتحدث٠٠٠ الله أكبر،،أخيراااااا 

واقترب علي صديقه وأحتضنهُ بشده وهو يربت فوق ظهرهِ بحنان وتحدث بصوتٍ تضغي علي نبرتهِ السعاده٠٠٠ألف مبروك يا سليم، ،مبروك يا صاحبي 

إحتضنت أسما فريدة وتحدثت بدعابه ٠٠٠ وكان لزمته أيه وجع القلب ده كله من الأول،،مش كنتي ريحتي قلب المسكين ده وجيتي معانا من تلات شهور 

إبتسمت لها وتحدثت بيقين ٠٠٠ الحمدلله،،،قدر الله وما شاء فعل يا أسما 

جاءت إليهم كاميليا تطلق ضحكاتها وتحدثت وهي تغمز بعيناها إلي سليم ٠٠٠ أري خطتنا قد أتت بثمارها أيها الوسيم 

أجابها بضحكات وهو ينظر إلي فريده ٠٠٠نعم صديقتي،، شكراً لمساعدتك

ثم قهقهَ سليم وأتسعت عين فريده متساءله ٠٠٠ يعني كل ده كنت بتمثل عليا يا سليم ؟!

هز رأسهٌ بإيجاب تحت سعادتها ووجهت كاميليا حديثها إلي فريده ٠٠٠ هنيئاً لكِ بذلكَ العاشق عزيزتي !!

إبتسمت فريده بسعاده وتحدثت إليها بنبرة ودوده ٠٠٠ أشكرك ،،حقاً أشكرك !!

إقترب عليها ذلكَ العاشق ووقف مقابلاً لها ثم مد يدهٌ داخل جيب سترته وأخرج عٌلبه صغيرة وأخرج منها ذلكَ الخاتم بذاته الذي ألبسها إياه يوم قراءة الفاتحه بمنزلها 

إبتسمت بدموع الفرح وتساءلت ٠٠٠ لسه محتفظ بيه ؟!

أجابها بثقه ٠٠٠ من يوم ما رجعتهولي وهو في جيبي مافارقنيش،،كنت مستني اللحظه دي وعارف إنها هتيجي !! 

نظرت لهٌ وأبتسمت بسعاده،،أخرج الخاتم فمدت يدها وألبسها إياه ورفع كف يدها وقربهٌ من شفتاه وتلمسهٌ بقبلة رقيقه أذابت روحيهما وأنعشتها 

لم يشعرا علي حالهما إلا علي صوت تصفيق الحضور الذين وقفوا إحترامً لتلك اللحظه الحالمة بين هذا الثنائي العاشق 

***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

صعدا معاً داخل المصعد،،،كان يقف مقابلاً لها ينظران بعيون مشتاقه وإبتسامات رقيقه 

إستفاقا كلاهما علي فتح باب المصعد خرجا وتحركا بجانب بعضهما حتي وصلا لغرفتها،،توقف وضل متسمراً ناظراً إليها بإشتياق ،،دلفت وأمسكت باب غرفتها وألتقت العيون بنظرات هائمه فصلها صد الباب التي أغلقته فريده بهدوء وتوجهَ هو إلي غرفته المجاورة 

أسرعت للداخل تدور حول حالها واضعه يدها فوق صدرها وسعادة الدٌنيا تحومٌ حولها 

بعد قليل خرجت إلي شرفتها وجدته بإنتظارها وتحدثَ هو بعيون متشوقه ٠٠٠ إتأخرتي عليا 

إبتسمت وأجابته بهدوء ٠٠٠ كنت بكلم ماما 

تسائل بإهتمام٠٠٠قولتي لها ؟؟ 

هزت رأسها بإيجاب وأبتسمت 
ورأيها أيه ؟ ،،تسائل بإهتمام 

ضحكت هي وتحدثت ٠٠٠ مبسوطة طبعاً،،ما أنتَ عارف قد إن ماما بتحبك 

تسائلَ بدعابه ٠٠٠ ماما بس هي اللي بتحبني ؟؟ 

إبتسمت خجلاً وبعد حديث طويل بينهما لن يكلا ولن يملا منه،، 

قررت أن تشعل قلب حبيبها قبل الذهاب لترد له بعض جمائلهُ عليها وبعض ما فعلهٌ بها طيلة الفترة المنصرمة ٠٠٠سليم 

أجابها بنبرة ناعمه أذابتها ٠٠٠ يا عيونه

إبتسمت خجلاً وتسائلت ٠٠٠ هي أوضة الجاكوزي لسه موجودة زي ما هي ؟؟

نظر لها ببلاهه وعيون مٌتسعه غير مستوعب ما نطقت به تلك الشقيه ،،،ألقت بدلوها وبسرعة البرق إختفت إلي الداخل

صاح مٌنادياً عليها بنبرة تحمل الكثير من المشاعر الحالمة ٠٠٠ فريده،،تعالي بس هقول لك،،إخرجي بس هقولك علي حاجه،،يا فريده،،

وأكملَ بنبرة هائمة ٠٠٠ يا حبيبي مينفعش تدخلي وتسبيني بالشكل ده بعد ما تفجري قنبلتك ،،،يا فريدة

كانت تستندت علي الجدار المٌلاصق للشرفه تستمع إلي كلماته وهي واضعه يدها فوق فمها مبتسمه برقه وعيونها تطلق قلوبً تتمايل وتتراقصٌ حولها 

وضل ذلك الولهان يٌصيحٌ بإسمها مٌترجياً إياها بالخروج من خلف تلك الجدران اللعينه 
داخل منزل عزمي الشافعي 
كان يجلس فوق تختهِ مٌمسكً بجهاز اللاب توب ينظر بحقدٍ دفين إلي صورتها وهي تتسلم جائزة الدولة علي براءة الإختراع الخاص بها ،،وكان ذلك الغائر يجاورها وهو يحتضن يدها برعاية وتملك ظاهران للعلن 

دلفت والدتهٌ إليه وتحدثت بإقتضاب ٠٠٠ وبعدين معاك يا حٌسام ،،هو أنتَ يا أبني هتفضل قاعد لي في البيت كده كتير،،ما تطلع تدور علي شغل بدل ما أنت قاعد لي ليل ونهار في أوضتك كدة 

  
تمللَ بجلستهِ وأردف قائلاً بحده توطدت في شخصيتهِ مؤخراً ٠٠٠ هو أنتِ مبتزهقيش من الكلام ده خالص،،كل يوم تعيدي وتزيدي في نفس النغمة !!

وياريته جايب معاك نتيجة،،،،جملة صاحت بها سميرة  

ثم جاورتهٌ الجلوس وأكملت بهدوء٠٠٠ أيه اللي جري لك بس يا حٌسام،،من يوم اللي إسمة قاسم ما أجبرك وخلاك بعت الدوبلكس ورجعت له الفلوس بتاعت إبنه وإنتَ مخرجتش من أوضتك 

أجابها بعيون تُطلق شزراً ٠٠٠ وديني لأندمه هو وبنته وإبنة علي كل اللي عملوة معايا 

صاحت سميرة بنبرة غاضبة ٠٠٠ هو أنتَ مابتوبش أبداً ،،مش كفايه اللي حصل لك من اللي إسمه مراد والعلقه اللي إدهالك،،وبعدين البنت وإتجوزت خلاص،،عاوز منها أيه تاني ؟؟

وأكملت بحقدٍ وهي تنظر أمامها ٠٠٠ طلعت بنت أمال بجد ووقعت واقفه ،،رسمت علي الواد وسحبته وهتغرق في العز هي وأمها 

وأكملت باشمئزاز ٠٠٠مش زيك إنتَ وأختك 

إستمعت إلي صوت ندي التي تقف مٌمسكة بالباب تتحدثت بنبرة ساخطة ٠٠٠ ممكن تخليكي في خيبة إبنك وتسبيني في حالي،،لأن محدش ضيعني غير طمعه ،،لولا خطته الخايبه وأنانيته كان زماني متجوزه سليم ومسافرة معاه ألمانيا 

نظر إليها وزفر بضيق وتحدثَ بوعيد٠٠٠ تصدقي بالله أنا قررت أسافر وأسيب لك البلد كلها علشان أخلص من ندبك ده !!

إنفرجت أسارير سميرة وتحدثت بإشادة ٠٠٠ ربنا يكملك بعقلك يا حٌسام،،هو ده الكلام المظبوط ،،سافر وإشتغل علشان تثبت للكل إنك أحسن وأنجح منهم كلهم 

زفر بضيق مٌستسلمً لمصيرةِ المٌعتم بعدما قرر السفر بعيداً عن قبضة مراد ومحاصرة سليم له واللذان ضيقا عليه الخناق للغايه،،فقرر الإنسحاب والهرب وذلكَ بحكم شخصيتة الجبانة التي لا تستطيع المواجهه كالرجال 

  ***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

داخل مدينة برلين 

هاتف سليم فؤاد وحدد معهٌ ميعاد الزفاف بعد يومان من رجوعهما وأتصل بوالدهٌ الذي طبع لهٌ دعوات الزفاف وقام بتوزيعها علي الأقارب والأحباب والأصدقاء 

وقد قام سليم عبر الأنترنت بإحتجاز مكانً مفتوحً لإقامة الحفل داخله بعيداً عن الأوتيلات وما باتت تحملهٌ من ذكري مؤلمة لفريده ،،وقد قررا العروسان أن يكون الحفل نهاراً وليس ليلاً،، كنوعٍ من التغيير والتفاؤل !!

  

تأهب الجميع لرجوع العشاق وإتمام زواجهما الذي طال إنتظاره 

_______________

بعد إنتهاء اليومان 

خطت بساقيها لداخل المطار بجوار عاشقها وأسما وعلي والصغير وكٌلها أمل بغدٍ أفضل مع عاشقُ عيناها 

بعد قليل كانت تجلس بجانبه فوق مقعد الطائرة مٌستلقيه للخلف تنظر إليه بعيون سعيدة يبادلها إياها بمتلهفه عاشقه وتساءلت هي بإندهاش ٠٠٠ أمتي جهزت فستان الفرح ؟؟

إبتسم لها وأجاب ٠٠٠ من أول إسبوع جيت فيه هنا وأنا بجهز لفرحنا،،إشتريت الفستان وإشتريت بيت وجهزته بكل سبل الراحة علشان حبيبي يكون مبسوط فيه ومرتاح 

إبتسمت له ثم وتساءلت بحزنٍ ظهر بعيناها ٠٠٠ ليه مكلمتنيش قبل ماتسافر يا سليم ؟؟
كنت مستعدة أسيب الدنيا كلها وأجي معاك لو كٌنت حسيت إنك لسه عاوزني !!

أجابها بهدوء وأبتسامة جميلة زينة ثغرهِ ٠٠٠ أنا وإنتِ كٌنا محتاجين وقت نهدي فيه ونرتب أفكارنا من جديد يا فريده،،لو رجعنا علي طول مكناش هنعرف قيمة بعض وأهميتنا في حياة بعض،،ومع أول خلاف بينا كنا هنرمي بعض بالتهم 

حالياً إحنا هدينا ورجعنا لبعض بكامل شوقنا ومن غير أي ضغوط علينا 

إبتسمت له ووافقته الرأي وأكملا أحاديثهم التي لا تنتهي ولا يكلا ولا يملا منها 

وبعد مدة وصلوا إلي مطار القاهرة الدولي 
وجدوا المكان مٌكتظ بالأحباب المنتظرين عودة العشاق

كانت تتحرك بجانبه وسعادة الدنيا تملئ قلبها البرئ نظرت أمامها وجدت الجميع بإنتظارهم 

عايدة ،،فؤاد،،نهلة وعبدالله وأسامه،،قاسم وريم ومراد العاشق 

أسرعت وأرتمت داخل أحضان والدها الذي وبدورهِ ضمها إليه بإحتواء وتحدث وهو يٌربتَ علي ضهر صغيرته بحنان ٠٠٠مبروك يا باشمهندسه،،ألف مبروك يا بنتي 

خرجت من بين أحضانه تنظر إليه خجلاً وأجابته ٠٠٠ الله يبارك فيك يا حبيبي 

أما عايدة فكانت سعادتها تتخطي عنان السماء من ذلك الخبر السعيد،، 

إقترب عليها سليم وأمسك كف يدها وأردف قائلا وهو يضع قٌبلة إحترام ٠٠٠ إدعي لي ربنا يتمم لي فرحتي يا ماما 

إبتسمت له عايدة وأجابته بتفاؤل ويقين ٠٠٠ إن شاء الله هتكمل علي خير يا حبيبي،، أنا قلبي دليلي وقلبي بيقول لي إن سنين العجاف إنتهت خلاص واللي جاي كله حصاد الخير والصبر 

إنتعش داخلهٌ من كلمات تلك المتفائلة وتحدثَ بإنتشاء ٠٠٠ يارب يا أمي ،،يارب 

_______________ 

ليلاً 
داخل فيلا سليم 
كان يجلس هو وقاسم وريم 
إنتفض بجلستهِ كمن لدغهٌ عقرب وأردف قائلا بنبرة رافضه صارمة ٠٠٠ لا يا بابا،،أنا مش حاببها تحضر 

وأكمل غاضبً بجمود ٠٠٠ كل اللي فرق بيني وبين سعادتي وحرمني في أخر لحظه من حضن حبيبتي مش عاوز يكون له وجود وأنا بكمل فرحتي

بس دي أمك يا سليم ،،،،قالها قاسم وهو يحاول إقناعهٌ بحضور أمال لحفل زفافه !!

وقف منتصب الظهر وأجابهٌ بملامح جامدة مٌتشنجه ٠٠٠ وأنا خلاص،،خرجتها من حساباتي ومش محتاج لوجودها تاني في حياتي ،،كفاية اللي جري لي من ورا تخطيتها طول السنين اللي فاتت

تنهد قاسم بأسي لصحة حديث نجلهِ،،وتحدث كي يٌقنعهْ ٠٠٠ إنتَ فاكرني نسيت اللي عملته فيك ولا سامحتها عليه ؟؟

أنا مبقتش بشوف أمال غير في وجود مناسبه تستدعي وجودنا مع بعض وببقا مرغم ومضطر كمان،،،بس أنا عامل علي شكلنا الإجتماعي قدام الناس وخصوصاً أهل جوز أختك اللي ميعرفوش حاجه عن اللي بينا ومش لازم يعرفوا 

نظر سليم إلي تلك الصامته التي تستمع حديثهما بحزنٍ عميق علي ما أوصلت بهِ غاليتها حالها وما آوتْ إليه بفضل تعاونها مع شيطان الإنس المٌسمي بحٌسام لعنة الله على أمثالة 

تنهد وتحدثَ بتأثر لأجل غاليته ٠٠٠ أنا هوافق علشان خاطر ريم بس بشرط 

نظرا إليه كلاهما فأكمل هو مٌشيراً بسبابته بنبرة حاده ٠٠٠ ملهاش دعوة بيا أنا وفريدة ومتقربش مننا نهائي ،،تخليها في ضيوفها وتترسم عليهم براحتها،،وأظن إن هي بتجيد وبتتفنن في رسم دور المهمه وملكة الليلة

تنهد قاسم لأجل نجلهِ وما وصل إليه من عدم تقبلهُ لوالدتهِ ودخولها مرة أخري إلي حياتهِ 
ووافقاه علي شرطهِ مٌرغمان

  ***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

كانت تجلس داخل شرفة غرفتها التي تظل حبيستها طيلة الوقت ،،تتحدث عبر الهاتف إلي شقيقتها بنبرة نادمة حزينه لأجل حالها التي أصبحت عليه ٠٠٠ إهدي إزاي بس يا أماني،، بقولك مكنش عاوزني أحضر فرحه،،لولا قاسم هو اللي ضغط عليه علشان نكمل الشكل الإجتماعى مش أكتر !!

تنهدت أماني وأردفت قائلة بأسي ٠٠٠ أنا مش عارفه سليم جاب القسوة دي كلها منين ،،هو مش عمل اللي في دماغه وهيتجوز البنت اللي كانت السبب في المشكلة،، زعلان منك ليه بقا ؟

بكت أمال وأردفت قائلة ٠٠٠ متكابريش نفسك وإعترفي بالحق يا أماني،، أنا اللي وصلت إبني بإنه يكرهني ويخرجني من حياته ،، غروري وكبريائي عماني عن إني أشوف الحقيقه،،أنا تجاهلت مشاعر إبني ومشيت ورا هوس حبي لإختيار الافضل ليه من وجهة نظري وتجاهلت رغبته وصوت قلبه،، 

وأكملت بنبرة نادمه متألمه٠٠٠ وأدي النتيجه،،إبني بعد عني وكرهني،، وجوزي حرمني عليه كزوجة ونفاني من بيتي ووصل بيا الحال إنه يطبق عليا نظام الإقامة الجبرية في أوضتي !!!

شعرت أماني بالذنب المشترك وحزن داخلها لما أوت إليه شقيقتها الغالية ،،ولكن بما يفيد الندم وقد فات الأوان 

***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين

وأخيراً جاء اليوم الذي طال إنتظارة 
كان الجميع متواجدون وسط أجواء سعيده من الجميع حتي تلك الأمال التي وبرغم حزنها علي عدم تقبل ولدها لوجودها ووضع شرطهِ بألا تقترب منه وعروسهِ ،،إلا أنها تشعر بسعادة لا مثيل لها 

أما مكان إقامة حفل الزفاف فكانَ أشبه بالأماكن المذكورة داخل حكايات الأساطير والروايات ،،حيث الحديقة الواسعة للغايه،، يتواجد بها مبني داخلي تقطِن بداخلهِ فريدة بصحبة شقيقتها وإبنة خالتها وفريق التجميل الخاص بتزيينها لليلتها المميزة تلكْ

أما الحديقة فكانت عبارة عن قطعة من الأرض الواسعه المفروشه بنَبتة النجيلة بلونها الأخضر الجذاب ،،يتوسطها حمام سباحة مزين بالورود والبالونات باللونين الأبيض والموڤ،، وباقي المساحة وضعت بها الطاولات المستديرة ذات المفارش البيضاء والزهور الموضوعه عليها بعناية فائقة بلونينها الممزوجين الأبيض والموڤ مما أعطي للمكان رونقً مٌميز ومبهج للغايه 

ويٌحاط المكان بأكمله بالستائر البيضاء المنسدله،،يتدلي منها عناقيد الزهور بلونيها الممزوجين الموڤ والأبيض،، تٌداعبٌها نسائم إبريل برقه فتجعلها ترفرف بمظهر يسٌر البصر والبصيرة 

تحركَ قاسم إلي الطاوله المستطيلة المخصصة لعقد القران وسأل المأذون ٠٠٠ جاهز يا مولانا ؟؟ 

أجابهٌ المأذون وهو يفتح ذلك الدفتر الموضوع أمامهٌ ٠٠٠ جاهز يا أفندم 

أشار قاسم إلي سليم الذي يبتعد قليلاً بصحبة علي ومراد وإيهاب ،،أتي إليه سليم فتحدث قاسم ٠٠٠ نادي علي أستاذ فؤاد ويلا علشان نكتب الكتاب 

هز سليم رأسهٌ وتحرك إلي قاسم وأشقائهْ وأبلغهم ،،ضحك أحمد شقيق فؤاد وتحدثَ إلي سليم بدعابه ٠٠٠ كويس إنك جيت إنهاردة ،،وإلا المرة دي مكنش حد هيعرف يخلصك من إيدي !!

ضحك سليم وتحدث بدعابة مماثلة ٠٠٠ لا ما أنا عملت حسابي المرة دي،، وعلشان كده بايت هنا من إمبارح أنا وأبويا 

ضحك فؤاد وصالح وأحمد وتحركوا جميعاً بصحبة سليم 

إصطف الجميع وتوسط المأذون فؤاد وسليم وبدأ بمراسم بدأ عقد القران وبعد مده تحدث فؤاد بناءً علي تعليمات المأذون ٠٠٠ زوجتك إبنتي البكر الرشيد فريدة فؤاد شكري علي سنة الله ورسوله وعلي الصداق المسمي بيننا 

تحدث المأذون موجهً حديثهٌ إلي سليم وكرر سليم قائلاً وهو ينظر إلي فؤاد بقلبٍ ينتفض فرحً وروحٍ منطلقة تكادٌ تصل لعنان السماء ٠٠٠وأنا قبلت الزواج من موكلتك 

تحدث المأذون ٠٠٠ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير،،بالرفاق والبنيبن إن شاء الله 

وأختطف عَلي المحرم سريعً وأنطلقت الزغاريد من نساء الحفل معلنه عن إتمام عقد القران 

إقترب قاسم من نجلهِ وآحتضنهٌ في عناقٍ طويل بث بهِ كمْ سعادته ومشاركته لفرحة نجلهِ الحبيب 

أخرجهٌ مرة آخري وتحدثَ ٠٠٠ ألف مبروك يا أبني،،ألف مبروك 

أجابهٌ وكأن سعادة الدنيا تكونت وتجمعت داخل مقلتيه فجعلت بها لمعة براقة ٠٠٠ الله يبارك فيك يا حبيبي 

إحتضنهٌ فؤاد وأردف قائلاً ٠٠٠ ألف مبروك يا أبني 

أجابهٌ مبتسمً ٠٠٠ الله يبارك فى حضرتك يا عمي 

أما عايدة التي إقتربت عليه محتضنه إياه وأردفت قائلة بنبرة حنون ٠٠٠ مبروك يا سليم ،،ألف مبروك يا أبني،،، 
واكملت برجاء أم ٠٠٠ خلي بالك من فريدة 

رفع يدها مقبلاً إياها وأردف قائلا بامتنان ٠٠٠ فريدة في عيوني يا أمي !!

كانت تقف بعيداً وكأنها أحد المدعوين الغرباء ،،صرخْ قلبها معنفً كبريائها وغبائها الذي أوصلها إلي تلك المكانه المهينة لكرامتها كأم 

شعرت بطعنة شقت صدرها وتعمقت به عندما رأت صغيرها أمسك كف يد عايدة وقبلهٌ بكل حب تحت سعادة عايده وهي تٌربت فوق كتفهِ بحنان ،،فرت دمعه هاربه من عيناها جففتها سريعً كي لا يراها أحد في لحظات ضعفها وتحركت بين صفوف الحضور كي ترحب بهم وتتناسي حالها وهمها الكبير 

إحتضن علي صديقهٌ وربتَ علي ظهرهِ بحنان وتحدثت أسما وسعادة الدنيا سكنت مقلتيها لأجل صديقها وحبيبتهٌ الغاليه٠٠٠ مبررررروك يا سليم،،وأخيراً 

إبتسم لها وأردفَ قائلاً ٠٠٠ الله يبارك فيكي يا أسما،،عقبال سولي 

صعد فؤاد إلي الأعلي لجلب إبنتهِ كي يٌسلمها إلي الرجل التي إختارته بنفسها ليكون رجٌلها وسندها وشريكها بالحياة 

نظرت أمال إلي سليم وجدته يقف بإنتظار عروسه والقلق يظهر علي وجههِ شعرت بالذنب وتيقنت أنها من أوصلت ولدها إلي هذه الحاله من عدم الطمأنينة 
وأكثر ما زاد الحسرةٌ والألم داخل قلبها هو وقوف عايده الحميمي بجانبهِ في إنتظار إبنتها 

تحركَ مراد حيث مكان سليم وهمس بجانب أذنه بدٌعابه ٠٠٠ الباشا اللي هيشرفنا إنهاردة ويرفع راسنا 

إنتبه إليهِ سليم وأبتسمَ بهدوء ثم حول بصرهِ مرةً أخري بإتجاه المبني حيث ترقبَ وصول غاليته والقلق سيد موقفهٌ 

تحدث إليهِ مراد مٌتساءلاً٠٠٠ مالك يا سليم ؟؟

نظر إليه بعيون زائغة وأردف قائلاً بنبرة متوترة ٠٠٠ قلقان يا مراد،،اللي حصل المرة إللي فاتت سايب أثر سلبي جوايا ومش مخليني عارف أطمن 

أحاطهٌ مراد بوضع يدهٌ حول كتفهِ بإحتواء وأردف قائلا بإطمئنان ٠٠٠ إهدي يا سليم ومتخليش القلق يسيطر عليك،،وبعدين فريدة خلاص بقت مراتك رسمي،،، 

وأكملَ بهدوء كنوعٍ من المؤازرة ٠٠٠ أنا حاسس بيك،، ومعاك في إنها كانت تجربه قاسيه ،،بس حاول تتخطاها وتكمل 

أجابهٌ سليم بألمٍ ظهر بنبرة صوته ٠٠٠ دي مكنتش تجربه يا مراد،،دي كانت عاصفه عصفت كل كياني وأخدت معاها حاجات حلوة كتير أوي،،أخدت غلاوة ناس وثقه عمرها ما هترجع تاني،، وأخدت معاها فرحة حلم عشت عمري كله أتمناه واحلمه،،وفجأة صحيت منه علي كابوس عمري 

رد مراد بأسي ٠٠٠ حاسس بيك طبعاً 

أجابه سليم بأسي٠٠٠ إنك تحس بحد وتقدر موقفه إللي إتحط فيه حاجه،،وإنك تتعايش وتعيش الحدث دي قصه تانيه خالص،،ده شعور مميت ،،ودي فعلاً أقل كلمه توصفه !!

إنتبه كلاهما علي صوت تلك البريئه التي أتت إليهما بإبتسامتها الجذابة ووجها البشوش،،وقفت أمام شقيقها وأمسكت يدهُ وتحدثت بإبتسامتها البريئه ٠٠٠ ألف مبروك يا حبيبي،،أنا فرحانه أوي علشانك يا سليم 

تمالك من حالهِ وإبتسم لها كي لا ينقل إليها توترهٌ وأجابها وهو يدخلها داخل أحضانه ٠٠٠ الله يبارك فيكي يا حبيبتي 

ثم أخرجها وحاوط وجهها بكفيه وتحدث بحنان ٠٠٠ عقبالك يا ريم 

إبتسمت برقه وهي تنظر لذلك المستشاط الذي تحدث من بين أسنانه ٠٠٠ ما تهدي يا هندسه ،،هو أنا مش مالي عينك ولا أية ؟؟

إبتسمت ريم حين تحدثت عايدة إلي سليم بلهفة أم ٠٠٠جهز نفسك يا سليم، ،عمك فؤاد إتصل وبيقول إنهم نازلين حالاً

شدد من إنتصاب ظهرةِ وأخذ نفسً عميقً ملئ بهِ رئتيه وصوبَ بصرهِ علي مدخل المبني يترقب ظهور أميرتهِ 

إشتغلت الموسيقي الهادئة المعدة لدخول العروس 
وبلحظه تسمرَ بوقفتهِ وآتسعت عيناه بذهول وآنبهار حين وجدها أمامه كحورية هبطت عليهِ من الجنان 

تنفس عالياً وآنتفض داخلهٌ بشدة وتسارعت دقات قلبهِ بوتيرة سريعه 

وحدثَ حالهِ ،،،غاليتي وأميرتي،،كم إنتظرتٌ وصولي إلي لحظتي تلك وكثيراً تمنيتٌها،،، كم تخيلتٌ طلتٌكِ البهيه بثوبكِ الأبيض وحجابٌكِ الشاهد علي عِفتُكِ وطهارتك،،ولكن،،، دعيني أعترف لكِ صغيرتي ،،أنني وبرغم براعتي في رسم صورتكِ ،،إلا أنني أعترف أني لم أصّب التخيٌل !!!

أما تلك الجميلة الراقيه،،فكانت تتأبط ذراع والدها وتتحرك بجانبهٌ بفخرٍ وآعتزازٍ به ،،نظرت أمامها وجدت عاشقها يقف بإنتظارها بهيئتهِ الجذابة بتلك الحِله السوداء التي جعلت منهٌ وسيمً للغاية ،،ممسكً بيدهِ باقة من الزهور النادرة 

تحركت بجانب والدها حتي وصلت إلي ذلك العاشق 

نظر لهٌ فؤاد وبنبرة صوت مٌتحشرجه تأثراً بالموقف حدثهٌ قائلاً برجاء أب ٠٠٠ خلي بالك من فريدة يا سليم،،بنتي أمانه عندك يا أبني،،حافظ عليها وأكرمها !!

تأثرت بنبرة صوت أبيها فالتمعت مقلتيها بالدموع وأحتضن سليم فؤاد وربت علي قلب الأب بداخله وأردفَ قائلاً بنبرة مٌطمئنة ٠٠٠ أمانتك جوة عيوني وهتتصان وتتشال علي الراس يا عمي،،وأوعا حضرتك تقلق علي فريدة طول ما أنا موجود علي وش الدنيا 

ربت فؤاد علي ظهرهِ بحنان وتحدث بإمتنان ٠٠٠ ربنا يكرم أصلك يا أبني 

حول بصرهِ لفريدته،،ملكة حياته وأميرتهْ،،مبتغاهٌ وجوهرتهٌ الثمينة الذي طالما حَلٌمَ بإقتنائها،، وها هو أخيراً قد فعلها وأمتلكها 

أمسك فؤاد يدها وسلمها إلي سليم بقلبٍ يتمزق وأنسحبَ بهدوء ،،لمس سليم كف يدها الرقيق ورفعهٌ إلي فمهِ وقبلهُ،، وأعطاها باقة الزهور ،،

ثم حاوط وجنتيها بكفي يداه وآلتقت الأعين وقالت حديثها ،،ثم وضع قٌبله فوق جبهتها،، تلمس بشفتاه بشرتها الناعمه ولأول مرة،،،يا الله ،،،،يا لهٌ من شعورٍ رائع لم يٌحظي بهِ من ذي قبل

إقشعر بدنها لملامسة شفتاه لبشرتها ،،أبعدها من جديد وتحدث ومازال محاوطً وجهها بيداه ٠٠٠ مبروك يا حبيبي 

إبتسمت برقه وأردفت قائلة بنبرة هادئة مٌرتبكه ٠٠٠ الله يبارك فيك يا سليم !!

وقف بجانبها وكبل يدها داخل راحته بتملك وتأبط ذراعها وتحرك متجهاً إلي المكان المخصص لجلوسهم تحت الموسيقي الهادئة وأوراق الورود التي تتناثر فوق رؤوسهما من المحبين ،،

كانت تتحرك بجانبهِ وسعادة الدنيا سكنت بداخلها ،،أما هو فكان يشعر وكأنهٌ مَلكٌ قد تسلمَ عرشهِ في التو واللحظه !!

وصل لمكانهما المخصص التي آنبهرت بهِ فريدة،،جلسا وتهافت عليهم المهنئون من الأهل والأحباب عدا تلك الحزينه التي تدفع ثمن ما فعلتهٌ أيديها ،،كانت الحسرة والندم والنفي جزائها لما أقترفتهٌ أيديها وما أوت إليهِ بفضل كبريائها وعدم إدراكها لبشاعة فعلتها 

تحركت سميحه بصحبة حسن إلي مكان فريده التي وما أن رأتهما إلا وأنفرجت أساريرها وسعد داخلها وتحدثت بنبرة سعيدة ٠٠٠ ده أيه المفاجأه الجميلة دي يا طنط 

إحتضنتها سميحه بحب وتحدثت ٠٠٠مكنش ينفع محضرش فرح بنتي،،ألف مبروك يا فريده ،،ربنا يتمم لك بخير يا بنتي 

وأردف حسن قائلاً بإبتسامه وهو يُشير إلي سليم المٌبتسم بسعاده ٠٠٠ الباشمهندس إتصل بينا وعزمنا وأكد علي ضرورة حضورنا علشان يفرحك ويعملهالك مفاجأة 

نظرت لحبيبها بسعاده وشكرته عيناها بإمتنان وتحدثت إلي حسن بنبرة حماسيه ٠٠٠أحلا مفاجأه يا عمو ،،حقيقي مبسوطه جداً بوجودكم حواليا في يوم مهم بالنسبه لي زي ده !!

نزل ذلك الثنائي وصعد إليهما حازم متأبطً بسعاده تلك الرانيا التي قد تغيرت مائه وثمانون درجه خلال الثلاثة أشهر المٌنصرمه حتي أنهٌ بات يعشقها بعدما وجد منها ما كان ينقصه،،،وهو الإحتواء والإهتمام والحب والرعايه !!

إقتربت رانيا من فريده وهنئتها بحفاوة هي وحازم وهمست لها جانبً مٌتحدثه بنبرة خجله ٠٠٠ سامحيني يا فريده،،أنا أذيتك كتير بكلامي وأفعالي،،بس أنا فوقت وأتغيرت وأتمني متكونيش زعلانه مني 

إبتسمت لها فريدة وتحدثت بوجهِ بشوش وطيبة ٠٠٠ ولو إني معرفش بتقصدي أيه بكلامك ده إلا إني طول عمري بحبك وبعتبرك زي نهله ،،وأكيد مسمحاكي علي أي تجاوز قولتيه في حقي 

خجلت رانيا من جميلة الشكل والروح تلك،،،وتحدثت بنبرة صادقه ٠٠٠ ربنا يسعدك يا فريده ويديكي خير علي قد ما في قلبك حب وسماحه للناس 

وبعدها صعدت دعاء بجانب هادي وهنئاهما 

بعد مده إشتغلت الموسيقي لتٌعلن عن بدأ رقصة العروسان فتلبكت فريدة وتحدثت إلي سَليمٌها بنيرة مٌعترضة ويسيطر عليها القلق ٠٠٠مش هينفع يا سليم،،،أنا مبعرفش أرقص 

إبتسم لها برقة وأردفَ قائلا بإطمئنان وهو يسحبها بجانبه ٠٠٠ طول ما أنتِ معايا مش عاوزك تقلقي من أي حاجه،،أنا معاكِ يا حبيبي وواحده واحده هعلمك،،كل اللي عليكي تبصي في عيوني وتتحركي معايا مش أكثر   

هزت رأسها بطاعه بعدما إطمئنت ووصلت معه إلي المكان المخصص للرقص،،وقفا فوق الدانس فلور،،بدأت غنوة أوعديني لرامي جمال 

أمسك كف يدها بإحدي يداه والأخري لفها حول خصرِها في حركة أذابت جسدها وأصابتهْ بالقشعريرة

وبدأ بحرفيه عاليه يخطو بها في حركات هادئه سلسه جعلتها سرعان ما تناست قلقها وأندمجت معه وخصوصاً أنهٌ أذابها بنظرات عيناه الهائمه التي تٌنسيها عالمها بأكملهْ 

رقصَ سوياً علي كلمات تلك الغنوة الرومانسية التي أذابت كلاهما 

بعدما إنتها من رقصتهما الأولي ،،أشار إلي العامل المٌختص بتشغيل الموسيقي،،أتي إليه ممٌسكً بيدهِ الميكرفون بناءً علي إتفاق سليم المٌسبق معه،، 

أمسك الميكرفون وتحدث إليها برقه ٠٠٠دي غنوتك يا فريدة،،كل كلمه فيها كأنها متفصله علي شعوري ناحيتك بالمقاس 

وبدأ بالغناء 

وأناااا ،،من غيرك الدنيا لما أتخيلها ،،بلاقيني صعب أكملها 
وأنا لو قدرت أعيش بعدك،، دا أنا أموت ولا إني اعملها 

وأنااااا،،من غيرك أحلامي مٌش عايز احلمها ،،
تبقي الحياه زي عدمها 
كلمة حبيبي استحرمها ،،مع حد تاني غيرك اقولها 

بس وانا معاك انا نفسي عمري ما يخلص 
جوايا كلام ما بيتقلش لكن يتحس 
لو فيه حاجه مش حلوة في عيني 
كفاية أشوفك بس،،،،
علشان تحلي في عيني لما انتَ تبص لها 

وانااااا من غيرررك،، فكرة أما بتاخد ليها،،بحس إني هروح فيها 
وبخاف كمان أوي من بكرة ،،واللي هيجري لي بعديها 

وأنااااااا من غيرك دي فكرة لازم استبعدها  
وانا من زماااان قلبي رافضها ،،قضيت كتير أيام قبلك أنا بدعي ربنا لا يِعيدها 

بس وانا معاك انا نفسي عمري ما يخلص 
جوايا كلام ما بيتقلش لكن يتحس 
لو فيه حاجه مش حلوة في عيني 
كفاية أشوفك بس،،،،
علشان تحلي في عيني لما انتَ تبص لها 

كانت تستمع لهْ ودموع الفرح سيدة موقفها ،،وعايده التي تبكي بدموع الفرح لعشق ذلك الولهان لإبنتها وتحتضناها نهلة وعفاف اللتان تشاركها دموعها فرحهم بغاليتهم الفريدة 

إنتهي من غنوتهِ ثم إحتضنها وشدد من ضمتها تحت تصفيق حار من جميع الحضور ،،دفن وجههٌ داخل عنقها حتي يختبئ كي لا يبكي ويعلن إنهياره وانهيار جدران قوته التي دٌكت حصونها من تلك الرقيقه 

ثم رفعها لمستواه وأحتضنها بشدة وبدأ يدور بها بسعاده بالغه وقلوبهما تتراقص علي أنغام عشقهما ،،صفق الجميع وبداوا بالصفير أيضاً تشجيعً لسليم 

ثم أنزلها وقبل وجنتها بحنان تحت خجلها ،،إنضمَ إليهما ثنائيات الحفل ليشاركهما رقصتهما وفرحتهما 

إتسعت عيناها بذهول حينما رأت هشام ولٌبني يقتربان عليهما بإبتسامات عذبه جميله 

إقترب هشام ومد يدهٌ مصافحً سليم بإبتسامة ٠٠٠ مبروك يا باشمهندس 

قابله سليم بإبتسامة جذابه قائلاً ٠٠٠ متشكر يا أستاذ هشام إنك قبلت دعوتي وشرفتني 

تبادلت النظر بينهما ببلاهه ونظرات غير مستوعبه ما يحدثْ حولها 

إنتبهت علي هشام الذي تحدثَ إليها بإبتسامة سعيده ٠٠٠مبروك يا فريدة،،ماتتصوريش فرحت إزاي علشانك !!

إبتسمت له وأجابته بسعادة ٠٠٠ متشكرة يا هشام ،،حقيقي فرحتوني بوجودكم معايا إنهاردة 

إبتسمت لها لٌبني وتحدثت ٠٠٠ مبروك يا باشمهندسه 

بادلتها فريده ثم أشار هشام إلي لٌبني وتحدثَ مٌداعبً سليم ٠٠٠ مش هتسلم علي شريكتك الإلكترونيه ولا أيه يا باشمهندس ؟؟

ضحك الجميع وتحدث سليم إلي لبني مشيراً بأصبعه متساءلاً ٠٠٠ أستاذة لبني ؟! 

هزت رأسها بإبتسامه مؤكدة فتحدثَ هشام مٌستغربً ٠٠٠ معقوله متعرفوش بعض ؟! 

إبتسم سليم وتحدث نافياً ٠٠٠ تخيل !!

وأكملت لٌبني بإبتسامة ٠٠٠ أنا أصلاً كنت فكراه واحده مش واحد !!

ضحكْ الجميع وتحدث سليم موجهً حديثهٌ إلي هشام بإعتذار ٠٠٠ أتمني متكونش لسه زعلان مني يا أستاذ هشام !!

إبتسم هشام ونظر بعيون هائمة إلي لٌبني وتحدث بنبرة صوت عاشقه ٠٠٠ أزعل منك إزاي وإنتَ رجعت لي حياتي اللي كانت ضايعة مني !!

نظرت لهٌ فريدة غير مستوعبه لما إستمعت له أذناها ،،وسعد داخلها بشده لأجل هشام التي دوماً ما كانت تشعر بإتجاههٌ بالذنب 

تحرك الثنائي للرقص وتشابك سليم الأيدي مع فريدة يتابعون رقصتهما وتحدثت فريده بتساؤل حنون ٠٠٠ كل ده عملته علشاني يا سليم،،،قد كده بتحبني ؟؟ 

أجابها بعيون يملؤها الغرام ٠٠٠ ومستعد أعمل أي حاجه علشان بس أشوف الفرحة دي وهي ساكنه عيونك يا ضي عيوني ♡ 

بحبك يا سليم ،،،قالتها بعيون مغرومة وهائمة في عشق مغرومها ومالكٌ كيانها 

إنتفض داخلهٌ بشده ونظر إليها وتحدث بعيون ذائبة بعشقها ٠٠٠ حرام عليكِ يا فريدة،،بتعملي فيا ليه كدة ؟

إبتسمت وتساءلت بنبرة لئيمه ٠٠٠ وأنا كٌنت عملت لك أيه بس يا سليم ؟؟

دوبتي قلبي يا نبض سليم ،،،قالها بنبرة ذائبة عشقً 

ضحكت برقة أذابته فأكملَ هو بحب ٠٠٠ إتغيرتي أوي يا فريدة 

تساءلت بإستفسار ٠٠٠ إزاي يا سليم ؟!

أجابها بحب٠٠٠ بقيتي حنينه ورمانسيه وشقيه أوي،،مبقتيش فريدة الغامضة اللي مخبية عشقها جواها ودفناه بعيد عن كل العيون 

إبتسمت برقة وأجابته بعقلانيه ٠٠٠ مكنش ينفع زمان يا سليم،،لكن حالياً خلاص،،أنا بقيت حلالك وإنتَ بقيت جوزي حبيبي

نزلت كلمة " جوزي حبيبي " علي قلبهِ أنعشتهْ وزلزلت كيانه 

تحدثَ بنبرة جاده ٠٠٠طب إسمعيني كويس أوي يا فريده واحفظي الكلمتين دول ،،من اللحظة اللي إحنا فيها دي لحد ما نروح بيتنا مش عاوز أسمع منك كلمة حبيبي أو جوزي او أي كلمة غير سليم،،،تندهي لي كإنك واحد صاحبي ،،،مفهوم يا فريدة ؟؟ 

إبتسمت وتحدثت برقة أذابته٠٠٠ مفهوم يا سليم 

تنفس عالياً وأردفَ قائلاً بهدوء٠٠٠ ولا حتي سليم،،مش عاوزك تنطقي إسمي خالص إنهارده  

وأكملَ بإحباط ٠٠٠ بصي،،من الأخر كده ماتتكلميش خالص لحد منوصل بيتنا وبعدها عاوزك تفتحي علي الرابع ،،جوزي وحبيبي وسٌلم 

وغمز بعيناه وأكملَ ٠٠٠ وحتي الجاكوزي يا مجرمة 

إبتسمت برقه وأردفت قائلة ٠٠٠ قلبك إسود أوي يا سليم،،لسه فاكر ؟

أجابها بغمزة وقحه ٠٠٠ ودي حاجه تتنسي بردوا يا بنت عايدة ،،إصبري بس وأنا هعرفك قيمة اللي عملتيه فيا وقتها وهدفعك حسابة بالكااااامل 

ضحكت وأردف بنبرة شقية لتزيدها عليه ٠٠٠ طب لعلمك بقا ،،،أنا مبحبش يبقا عليا ديون لحد 

أردفَ قائلاً بغمزة من عيناه٠٠٠ قد كلامك ده ؟؟ 

إبتسمت وفاقت علي صوت والدتها المحب والحنون ٠٠٠كفاية رقص لحد كده يا سليم وخد فريدة ويلا أقعدوا علشان متتعبوش وكمان علشان العيون ماتصيبكمش 

إبتسم لها وأخذ فريدة وأتجه بها إلي المكان المخصص لهما ،،وبعد مدة إقترب منهما هناء وصادق الذي تحدث إلي فريدة بسعاده ٠٠٠ ألف مبروك يا باشمهندسه 

وتحدثت هناء بنبرة حنونه صادقة ٠٠٠ألف مبروك يا بنتي،،ماتتصوريش فرحت إزاي علشانك !! 

إبتسمت لهما فريده وشكرتهما كثيراً 

وجاء المصور الفوتوغرافي لإلتقاط بعض الصور التذكاريه معاً

فأشارت هناء للمصور وتحدثت ٠٠٠ ثواني لو سمحت 

ثم أشارت إلي قاسم وتحدثت بإبتسامه ٠٠٠ قاسم بيه،،ممكن تجيب مدام أمال وريم ومراد،، حابه ناخد صورة جماعيه للذكري 

إحتقنت ملامح سليم وشعرت بهِ فريدة فهمست بجانب إذنهْ كي تهدئه رغم غضبها الذي أصابها هي الاخري ٠٠٠ إهدي يا حبيبي من فضلك علشان محدش ياخد باله !!

نظر لها وأماء برأسه وصعدت أمال بجانب قاسم تترقب ملامح صغيرها التي تحولت إلي الجمود 

وقف الجميع وألتٌقطتْ لهم بعض الصور

فتحدث المصور مٌشيراً إلي أمال وذلك حسب طبيعة عمله ٠٠٠ مامت العريس،،أتفضلي حضرتك في وسط العروسه والعريس علشان أصوركم 

نظرت إلي سليم بترقب فتحدثت هناء بسعاده ٠٠٠ يا بختك يا مدام أمال،،إدعي لي أقف وقفتك دي قريب إن شاء الله 

إبتسمت لها وتحركت ،،أفسح سليم لها المجال ووقفت تتوسطهم وألتٌقطت لهم الصورة التي تخلو من أية مشاعر أو أية صور للبهجه 

نظرت إلي فريده وتحدثت بنبرة صوت منكسرة خجلة ٠٠٠ مبروك يا فريده،،خلي بالك من سليم

إقشعر داخلها تأثراً من نبرة تلك السيدة المسكينه التي حٌرمت من إحترام وحضن ومجاورة صغيرها في أسعد ليلة بحياته ،،ولكنها هي من إختارت وجهتها ومكانتها لدي صغيرها الغالي 

أجابتها فريده بهدوء ٠٠٠ متشكرة لحضرتك،،ومتقلقيش علي سليم،،سليم في عنيا 

أما سليم الذي لف سريعً من خلفها كي لا يٌعطي لها المجال للتحدث إليه،،تحركَ مٌتجاهلاً وجودها وأحتضن فريده ليلتقط لهما المصور بعض الصور بمفرديهما 

شعرت وكأن أحدهم طعنها بخنجرٍ مسموم داخل قلبها ،،تحركت بسيقانٍ تجرَ بهما أزيال خيبتها  

نظر قاسم إليها بهدوء وحدث حالهٌ،، لا تحزني رفيقة العمر،،وحدك من أوصلتي حالك إلي هذة المكانه،،فلا تلومنَ إلا حالك !!

نظرت ريم إليها وصرخ قلبها متألمً لاجل والدتها وما أوت إليه،، وبرغم حزنها الشديد عليها إلا أنها لم تستطع إلقاء اللوم علي شقيقها الغالي من معاملته تلك

تحركت ريم إلي والدتها وأمسكت يدها بحنان وقبلتها كنوعٍ من الدعم النفسي،، وتحركتا إلي مقعديهما وجاورتها بالجلوس  

صعد فايز هو وزوجته ونجوي إلي العروسان وهنئوهما  
وتحدث إلي فريده ٠٠٠ مبروك يا باشمهندسه،،هتسيبي فراغ كبير أوي في الشركة يا فريدة 

إبتسم سليم وأحتضن فريده بإحتواء وأردفَ قائلاً ٠٠٠ كفاية عليكم لحد كدة يا فايز بيه،،جه الدور عليا علشان تنور لي حياتي زي ما كانت منورا لكم الشركة 

تحدثت زوجته الجميله ٠٠٠ ربنا يسعدكم يا باشمهندس

إقتربت نجوي من فريده وتحدثت هامسة بنبرة دٌعابية ٠٠٠ بقا أقول لك الباشمهندس عاجبني تقومي تخطفيه لنفسك يا فريدة،،هو ده بردوا حق الصداقة عندك 

إنفجرت فريدة ضاحكه نظر إليها سليم وتساءل ٠٠٠ ماتضحكوني معاكم 

تحدثت نجوي قائلة بمراوغه ٠٠٠ بوصيها عليك يا باشمهندس ،،متقلقش 

هزت فريدة رأسها بإستسلام تحت ضحكات نجوي 

بعد مدة ذهب مراد إلي ريم وأصطحبها للرقص،،وبدأ برقصتهما وتحدث بعيون ذائبة ٠٠٠ عقبال ليلتنا يا حبيبي 

إبتسمت خجلاً وتحدثت ٠٠٠ أيه رأيك في فكرة الفرح بالنهار،،حلوة مش كده 

غمز بعيناه قائلاً بوقاحة ٠٠٠ طبعاً حلوة وأحلا ما فيها إنهم هيلحقوا اليوم من أوله 

إبتسمت خجلاً وتحدثت كي تٌغير مجري الحديث ٠٠٠ مراد،،أنا زعلانه أوي علشان معاملة سليم ل ماما،، وفي نفس الوقت مش قادرة أزعل منه أو آلوم علية 

أجابها بهدوء كي يطمئن قلبها ٠٠٠ متحمليش نفسك فوق طاقتها ياريم،،أكيد سليم هيرجع مع ماما زي الأول وأحسن،، بس الموضوع محتاج وقت،،

واكملَ بعقلانية ٠٠٠ وبعدين لو حسبتيها صح هتعرفي إن ده أحسن لمامتك 

ضيقت عيناها بعدم إستيعاب فأردفَ هو مٌفسراً ٠٠٠بصي يا حبيبي،،خلينا متفقين إن ماما غلطتك غلطة كبيرة جداً دفع تمنها سليم وفريدة وأهلها،،فمن الطبيعي ومن العدل إن مامتك تتعاقب علي فعلتها علشان تحس بحجم غلطتها وتندم،، علشان بعد كدة تفكر قبل ما تعمل اي حاجه وتحسب عواقب أي خطوة هتخطيها 

أماءت له بهدوء فتحدث هو غامز بعينه بشقاوة ٠٠٠ هو إنتِ حلوة أوي ليه كده إنهارده 

إبتسمت له فتحدث هو بعيون عاشقة ٠٠٠ بحبك يا ريم،،والله بحبك !! 

وبعد مده جاء العاملين بحمل حلوي الزواج وتحرك سليم وفريدة إليها وأمسكت فريده وسليم السكين وقاما بتقطيعها تحت التصفيق الحار ،،أمسك سليم الشوكة وغرسها بقطعة من الحلوي وقربها من فم حبيبته ،،إلتقتطها فريده بفمها تحت خجلها وسعادة سليم ،،وتبادلت هي الشوكه وأطعمت سليم 

وقفت أمال وتحدثت إلي الجميع بإبتسامة صافيه ٠٠٠ إتفضلوا علي البوفيه يا جماعه 

تحرك الجميع إلي البوفيه ووقف سليم بجانب فريدة وأمسك الشوكه وغرسها بالطعام ثم أطعمها إياه ،،قضا الجميع يومً رائعً ومميزاً ثم إنتهي الحفل وتحرك الجميع إلي إيصال العروسان لمنزلهما ،،ثم توجهَ كٌلٍ إلي وجهته 

***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

داخل فيلا سليم ،،دلفا من الباب وأغلقهٌ ثم حملها وصعد بها الدرج سريعٌ حتي وصل بها أمام غرفة نومهما وأنزلها بهدوء 

ووقف مٌقابلاً لها ينظر لعيناها وتنظر ،،،إختفت لغة كلام اللسان وأحتلَ محلها لغة العيون وآه من لغة العيونٍ وسحرها ،،فللغة العيونٍ سحرها ورونقِها الخاص 

إبتسم لها برقه وبحركة لم يتوقعها منها ،،وبدون سابق إنذار رمت حالها داخل أحضانه الدافئة،،ملاذها التي طالما حلمت به وبالدلوف إليه

تصلبَ جسدهِ بالكامل وآتسعت عيناه بذهول غير مستوعب ما حدث،،،يا إلهي ،،،أحقاً تلك الفتاه هي فريدتي 

لم يشعر بحالهٌ إلا وهو يضمها إليه بشده كادت أن تسحق عظامها،، لفت فريدة ذراعيها حول جسدهِ برعايه،،ووضعت كف يداها الحانيه فوق ظهرهِ،، وبحركة حانيه بدأت تٌطبطب علي ظهرهِ وتتلمسهُ بحنان وكأنها بتلك الحركه تٌطيب جراحهٌ وتطبطب علي قلبهِ الذي عاني الكثير والكثير 

دفن وجههٌ داخل عٌنقها وتنفس براحه وكأنهٌ طِفلً صغيرً تاه بدروب الحياه وفقد مصدر حنانهِ وفجأة وجد ضالته،،حٌضن أمهِ الحنون،،حِصنهٌ الأمين 

تنفس عالياً وأخرجها من ببن أحضانه ،،وضع كفي يداه وحاوط بهما وجهها الملائكي وتحدث برقه ٠٠٠ مبروك يا حبيبي،،نورتي بيتك 

واكملَ بنبرة جادة ٠٠٠ أدخلي أوضة النوم وغيري هدومك وأتوضي علشان نصلي،، عاوز أشكر ربنا علي رحمته بيا ولطفه بقلبي 

إبتسمت خجلا وتحدثت بهدوء ٠٠٠ حاضر يا حبيبي 

إنتفض داخلهٌ لنطقها لحبيبي بتلك الروعه وذلك الإحساس 

تحامل علي حاله ودلف للداخل معها ،،فك لها حجابها وساعدها بسحب سحاب الثوب وهو مغمض العينان كي يساعده الله علي تخطي تلك اللحظه دون ضعف ،،أخذ منامته وخرج سريعً للمرحاض الخارجي وخلعت هي عنها ثيابها ودلف للداخل أخذت حمامً دافئً زال عنها عناء اليوم وتوترهُ وتوضأت وخرجت 

وقف أمامها يؤمٌ بها للصلاة وبعد مده ختم صلاتهم ،،إستدارَ لها وإقترب عليها ثم وضع كف يدهٌ فوق رأسها وبدأ بالدعاء إلي الله بأن يبارك لهما بحياتهما سوياً وان يرزقهٌ الله منها بالذرية الصالحة وأمنت هي علي دعائه 

وقف ومد يدهٌ لها إقترب منها وبهدوء خلع عنها إسدال صلاتها ليظهر شعرها الحريري الذي أبهرهٌ وأذهلهْ،،ثم إحتضنها بشوق سنين عمره الضائع 

طال إحتضانهٌ لها ثم أخرجها ونظر لها بعيون متشوقه هائمه وتحدث بصوتٍ متحشرج ٠٠٠ نورتي حياتي يا فريده 

تحمحمت وأنزلت بصرها أمسك ذقنها ورفع وجهها إليه ومال برقه ليقتطف منها أول قٌبله في زواجهما الحلال 

طالت قبلتهٌ فصلها هو كي يأخذا نفسيهما ثم سحبها من يدها برقه وأوصلها لتختهما وغاصا معاً داخل عشقهما الحلال،،ضل يسبحان في بحر الشوق والغرام الذي طال انتظاره من كلاهما 

بعد مده كانت تقطن داخل أحضانهٌ الحانيه،،حيث كان يشدد من ضمتها،،غير مستوعب أنهٌ وأخيراً نالَ مرادهٌ ومبتغاه 

نظر لها ثم مال علي شفتاها إختطف قٌبلةً سريعة وإعتدل ينظر لها قائلاً بعيون عاشقه وصوتٍ هائم ٠٠٠ مبروك يا حبيبي 

إبتسمت وسحبت بصرها للأسفل خجلاً وتحدثت بهدوء ٠٠٠ مبروك يا سليم 

إبتسم لجمال خجلها وحدثها بهدوء٠٠٠ فريدة 

رفعت بصرها إليه تترقب حديثهٌ فاسترسلَ هو حديثهٌ قائلاً ٠٠٠ خليكي دايماً حنينه معايا،،ماتبعدنيش عن حضنك تاني مهما حصل،،حتي لو حصل بينا خلاف متسبنيش،،إزعلي مني بس وإنتِ جوة حضني،،

وأكملَ بنبرة حنون٠٠٠ أنا بتوة من نفسي وانا بعيد عنك يا فريده

كانت تستمع لهْ بإبتسامه حانيه تهز رأسها بطاعه فأكمل هو ٠٠٠عارفه،،أنا مصدقتش نفسي لما أخدتيني في حضنك أول مدخلنا هنا،، 

وأكملَ بعيون متأثرة ٠٠٠ لمسة إديكي وهي بتطبطب عليا وتلمس علي ظهري مسحت مع كل لمسه تعب وألم وحرمان السنين اللي فاتت كلها 

إبتسمَ وأكملَ بحنين ٠٠٠ وبعد ما كان إحساسي بيكي ذكوري بحت زيي زي أي راجل وإحساسه بمراته في ليلة دخلته ،،حولتيه بلمسة إيدك لإحتياج من نوع تاني،،إحتياج روحاني أكثر من شهوة وإحتياج جسماني،،

وأكملَ بنبرة حنون عاشقه ٠٠٠إنتِ حنينه أوي يا فريده 

وضعت كف يدها علي موضع قلبهِ وتحدثت بإبتسامة جذابه ٠٠٠ أنا بحبك أوي يا سليم وحبك مستوطن جوة روحي،،لما حضنتك إنهارده حضنتك علشان حسيت إنك محتاج لحضن الإحتواء ده أكتر من أي شيئ تاني،،، 

وأكملت بتأكيد ٠٠٠ إحتياجنا لبعض عمرة ما كان إحتاج جسماني يا سليم،،أنا وإنتَ أرواحنا إتلاقت وألتحمت ببعض من سنين

وتساءلت بعيون هائمة ٠٠٠ هو أنتَ فاكر إنك بعدت عني يوم واحد طول السنين اللي فاتت دي ؟ 

إنتَ كُنت ساكن روحي وبتجري في دمي يا سليم،،طب إنتَ عارف إن برغم بٌعادك كنتَ أقرب حد ليا ؟؟

عقد حاجبية باستغراب فآبتسمت هي وأكملت حديثها ٠٠٠ ماتستغربش يا حبيبي،،برغم حزني ووجع قلبي من اللي عملته فيا إلا إن كل يوم كان بيعدي عليا روحي كانت بتتعلق بروحك أكتر لدرجة إني كنت بقعد أشتكي لك منك وأتخيل إنك موجود،،وكنت لما يفيض بيا الحنين وأعيط من شدة اشتياقي وإحتياجي ليك ،،ألاقي إيدك بتمسح دموعي وبتطبطب عليا 

وآبتسمت وأكملت بإعتراف بلمعة دمعه ظهرت بعيناها ٠٠٠ علشان كده أول ما دخلنا هنا حضنتك وطبطبت عليك علشان أشكرك وأرد لك جزء من حنيتك عليا 

إتسعت عيناه وأطلق تنهيده عاليه وتحدث بتأثر ٠٠٠يااااااه يا فريدة،،قد كدة حبتيني ،،وقد كده أنا كنت مغفل وحرمت نفسي من عشقك ده كله 

إبتسمت واكمل هو بنبرة صوت حنونه٠٠٠ إنتِ جميلة ومشاعرك راقيه أوي يا فريدة 

فريده ،، قالها بنبرة هائمة 

أجابته برقه ٠٠٠نعم 

بحبك ،،قالها وهو يسحبها من جديد داخل عالمهٌ الحالم،،عالم العاشقين الذي طال إنتظارة 
كانت غافية بين أحضانة بسلام وأطمئنان وكأنهٌ ملاذها الأمن التي تعتادهٌ مٌنذ عقود،،واضعه كف يدها الرقيق فوق موضع قلبهِ النابض بعشقها،، دافنة وجهها داخل عنقهٍ تتنفس رائحتهٌ العطرة بهدوء 

أما هو،، فكان مٌكبلاً إياها بين ذراعيه مٌحاوطاً خصرها بتملك وجسدها مٌلتصقً بجسدهٍ 

تمطأت بدلال إيقظهٌ ،،حاول فتح أجفانه بصعوبة بالغه ويرجع ذلك لقلة عدد ساعات نومةِ ،،فتح عيناه بهدوء ثم أغلقها وبلحظه فتحهما بإتساع يدقق النظر فيما رأه،، إنتفض داخلهٌ بسعاده حين رأي وجهها الملائكي وتذكر ليلتهٌ الأولي معها وكم كانت ليلة رائعة بكل تفاصيلها ،،إبتسم سريعً وتعالت دقات قلبه منتفضه بسعاده 

مال علي شفتاها ووضع فوقها قٌبله رقيقه ،، تمللت بنومها وتمطأت بدلال أذاب قلب ذلكَ العاشق 

فتحت عيناها بثٌقلٍ ونٌعاس وإذا بها تري أكثر وجه تمنت علي مدار سنواتها الخمس المٌنصرمة أن تصحو كلَ صباحٍ من غفوتها وتراهٌ أمامها 

ظهرت علي وجهها بوادر السعادة وتحدثث بصوتٍ مٌتحشرج ٠٠٠صباح الخير 

أمسك خصلة هاربه من شعرها الحريري وأرجعها خلف أذنها،،ثم مال علي أنفها وداعبها بأنفه وتحدث بصوت هائم بعشق حبيبتهٌ ٠٠٠ صباحية مباركه يا حبيبي 

خجلت وأنزلت بصرها عنه ،،أمسك ذقنها ورفع وجهها ونظر داخل عيناها وتحدثَ بأمر ٠٠٠ مبقاش من حقك علي فكرة 

إبتسمت برقه وأكمل هو ٠٠٠عيونك وإبتسامتك وكل ما فيكي بقوا ملكي ،،يعني مبقاش من حقك تحرميني منهم ،،

وأكملَ بنبرة حنون ٠٠٠ كفاية عليا حرمان لحد كده يا فريده،،أنا عاوزك تغرقيني في بحر عسلك مطلعنيش منه تاني

إبتسمت له بإيماءة خجله ثم وضعت يدها فوق ذقنه النابته وتحسستها برقه وأردفت قائلة بتساؤل٠٠٠هو أنتَ ليه محلقتش دقنك ؟؟ 

غمز لها بعيناه وتحدث بحديث ذات مغزي ٠٠٠ سبتها علشانك !!

إتسعت عيناها بذهول وتساءلت بتعجب ٠٠٠ علشاني أنا ؟!

أردفَ قائلاً بحنان ٠٠٠أه يا حبيبي علشانك ،،أنا سِبت ذقني علشان عارف إنك بتعشقيها 

إتسعت عيناها بذهول وأردفت قائلة بنبرة مٌتساءلة خَجِلة ٠٠٠ هو أنا كٌنت باينه أوي كده ومشاعري كانت مكشوفة ؟

أجابها بنبرة هائمة وعيون عاشقه ٠٠٠ لا يا فريدة،،أنا إللي كنت قاري جواكِ قوي وعارف كل اللي بيدور في عقلك وقلبك من قبل حتي ما تفكري فيه 

سحب حالهِ من بين أحضانها وأعتدلَ بجلستهِ ومد يدهٌ وسحب درج الكمود المجاور لهْ ،،أخرج منهٌ ظرفً وسلمها إياه متحدثً بإبتسامة جذابة ٠٠٠ إتفضلي يا قلبي 

ضيقت عيناها بإستغراب وأردفت قائلة بتساؤل ٠٠٠ أيه ده يا سليم ؟! 

اجابها بنبرة حنون ٠٠٠ ده عقد الفيلا بتاعتك يا عروسة

ردت عليه قائلة بتعجب ٠٠٠ بس أنا خلاص مش عوزاها يا سليم ،،وبعدين أنا كتبت لك تنازل عنها 

إبتسم لها وأردف قائلا ٠٠٠ ده حقك يا حبيبي وبالنسبة للتنازل اللي بتتكلمي عنه ده أنا قطعته بمجرد ماخرجتي من باب الأوتيل

تحدثت إليه بنبرة هادئة ٠٠٠ بس أنا حقيقي مش عوزاه يا سليم،،أنا كفاية عليا حبك وحنيتك اللي ملهومش حدود ،،ودول عندي يساوا الدنيا كلها 

اجابها بتذمر مٌصطنع ٠٠٠ وبعدين معاكي بقا،،معنديش أنا ستات تراجع كلمة ورا جوزها ،،بعد كدة تسمعي الكلام واللي أقولك عليه تقولي حاضر وبس ،،مفهوم يا حرمنا المصون ؟

ضحكت بخفة وأردفت بطاعة ٠٠٠ حاضر يا حبيبي

ثم نظرت له بحنان وأردفت قائله بنبرة هائمة ٠٠٠ أنا بحبك أوي يا سليم ،،ربنا يخليك ليا 

وأنا بعشقك يا روح سليم ،،قالها بنبرة حنون ثم سحبها لداخل أحضانه الحانية المتشوقة من جديد 

_______________

بعد مده كانت تجلس فوق ساقيه أمام حمام السباحه المتواجد بالحديقة ،،يٌطعمها بيداه بدلالٍ يليقُ برقتها وجمالها

قربَ من فمها إحدي اللقيمات فتحدثت مٌعترضه ٠٠٠ كفاية يا سليم،،شبعت خلاص يا حبيبي 

هز رأسهٌ نافيً وأردفَ قائلاً بنبرة صارمة ٠٠٠ مفيش حاجه إسمها خلاص شبعت،،الدلع ده هناك عند عايدة لكن معايا هتسمعي الكلام وتاكلي 

مد يدهٌ مقربً قطعة التوست من جديد فأعترضت بتذمر لطيف ٠٠٠ مش قادرة بجد يا حبيبي،، والله شبعت 

طب ولو قولت لك تاكليها علشان خاطر سليم ،،،،جملة قالها بنبرة حنونه 

إبتسمت له وأجابته وهي تستعد لتناولها من يده٠٠٠ علشان سليم أعمل أي حاجه في الدنيا كلها 
وتناولتها من يده تحت سعادته 

وتحدثت إليه بإستفسار٠٠٠ إحنا هنسافر ألمانيا أمتي يا حبيبي ؟؟

أجابها بهدوء ٠٠٠ كمان إسبوع بالظبط،،هنقضي إسبوعين Honey moon في ألمانيا قبل مانرجع لشغلنا ،،وإن شاء الله في إجازة الصيف هحجزلك في المكان اللي تختارية بنفسك 

أجابته بإبتسامة سعيدة ٠٠٠ وأنا مش عاوزه غير إني أكون معاك وبس يا سليم 

***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

داخل شقة محمد زوج نورهان 

كان يجلس هو ووالدتهٌ يتناولون قدحين من القهوة قد صنعتهما والدته السيدة إمتثال 

خرجت نورهان من غرفتها بهيئة مٌزريه ووجهٍ عابس وشعرٍ مٌشعث من عدم إهتمامها به،،حيث أنها مٌنذ واقعة الشركة وأفتضاح أمرها أمام زملائها ومديرها وقد تملكت منها حالة من عدم اللامبالاه بإتجاة الجميع وأصبحت لا تكترس لأي شيئ حتي لأناقتها وإهتمامها بنفسها كأنثي

وخصوصاً بعدما تقدمت للعمل بأكثر من شركة وجميعهم رفضوا تعيينها والسبب يرجع إلي إقالتها من شركة كبيرة ولها إسمٌ ضخم في مجال الإلكترونيات مثل شركتها السابقه،،،وهذا ما كان يٌريدهٌ سليم بالفعل حين إشترط الإقاله وليس الإستقاله 

تحدثت نورهان بصوتٍ مٌتحشرج كسول ٠٠٠ صباح الخير 

لوت إمتثال فاهها وتحدثت بنبرة ساخرة ٠٠٠ نامٌوسيتك كحلي يا برنسيسه ،،الساعه عدت من 12 وإنتِ لسه نايمه ولا ساءلة عن أي حاجه،،لا علي جوزك ولا بنتك ولا علي البيت،، 
وأكملت بنبرة ساخرة ٠٠٠ أيه يا أختي ،، تكونيش فاكرة نفسك عايشه في لوكاندة ؟؟

تذمرت نورهان وتحدثت بضيق ٠٠٠ ولزمته أيه الكلام ده علي الصبح يا طنط،، ولا هي إسطوانة وبقا مقرر عليا أسمعها كل يوم ؟؟

ردت عليها إمتثال بحده ٠٠٠ وياريتها يا أختي جايبه معاكي نتيجه

وأكملت بنبرة جامده ٠٠٠ إسمعي يا بنت الناس،، أنا خلاص جبت أخري منك،،الأول كنت بستحمل أفعالك اللي تنقط علشان كنتي شغاله وبتساعدي في مصاريف البيت ،،لكن دلوقت بعد ما بقيتي قاعدة ولا شغله ولا مشغله أستحمل عمايلك دي ليه ؟؟

وأكملت بلهجه أمرة ٠٠٠ من بكرة تقومي بدري زي الستات اللي خلقها ربنا ما بتعمل،،تجهزي الفطار وتنضفي الشقه والمطبخ ،،مش تسيبي البيت بالمنظر ده لحد ما سيادتك تقومي براحتك،، وده أخر كلام عندي هقولهٌ لك 

نظرت بغضبٍ إلي زوجها الصامت وتحدثت بحده ٠٠٠ إنتَ ساكت ليه يا محمد،،ولا تكونش موافق علي كلام مامتك ده ؟ 

أجابها ببرود وهو يحتسي قهوته ٠٠٠ أه يا نورهان موافق

واكمل بنبرة تهديديه ٠٠٠إسمعي يا بنت الناس ،،يا تنزلي تدوري علي شغل وترجعي تشتغلي تاني،، يا إما تنفذي كلام ماما بالحرف الواحد وبدون نقاش 

صاحت به قائلة ٠٠٠ وأنا كٌنت لقيت شغل وقولت لاء يا محمد ،،ما علي إيدك كل الشركات اللي بقدم فيها بترفض الطلب 

اجابها ببرود ٠٠٠ مش لازم تشتغلي في نفس مجالك 

ضيقت عيناها بتساؤل ٠٠٠٠ يعني أيه الكلام ده ؟

أجابتها إمتثال بنبرة حاده ٠٠٠ يعني تشتغلي أي حاجه تجيب فلوس يا حبيبتي،،إن شاله حتي تقفي تبيعي في محل ملابس

نظرت إليها بإستنكار وتحدثت بتعالي وغرور ٠٠٠ إنتِ عوزاني أنا ،،،الباشمهندسه نورهان أقف أبيع هدوم لزباين ماتسواش 

أطلقت إمتثال ضحكه ساخرة ووقف محمد وتحدث بحده ٠٠٠ الكلام اللي بقولهولك ده يتنفذ بالحرف ،،ومن بكرة ياتنزلي تدوري علي أي شغل وتشتغلي، يا إما تقومي من الساعه سبعه تعملي كل طلبات البيت

ربعت يداها وتساءلت بترقب ٠٠٠ ولو معملتش اللي بتقول عليه ،،هتعمل أيه يا محمد ؟؟

وقف مقابلاً لها وتحدث بنبرة حادة ٠٠٠ لو كلامي ما أتنفذش يبقا كل واحد فينا يروح لحاله 

جحظت عيناها بذهول وصدمة وخرج هو وصفق خلفهٌ الباب بشدة 

أما إمتثال فرمقتها بنظرة شامته وذلك رداً علي معاملة تلك النورهان المتعاليه لوالدة زوجها طوال الوقت ،،تركتها بغيظٍ دفين ودلفت إلي المرحاض 

وهذا ما أستحقتهٌ تلك التي أغواها الشيطان وجعلها تبيع صديقتها من أجل حفنة من الأموال 

***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

داخل شقة عَلي 

كانت تقطن داخل أحضان زوجها الحانيه مٌمددة بجانبهِ فوق تختها بعد جوله غراميه أخذها بها حبيبها وأذاقها من شهد عسلهِ ألوانً

تحدث عَلي مٌبتسمً ٠٠٠ مش مصدق إن سليم وفريدة خلاص الدنيا ضحكت لهم والقدر أخيراً جمعهم 

ضحكت أسما قائله بدٌعابه ٠٠٠ سليم يا حرام مكنش مصدق نفسه لدرجة إنه قفل في وشنا باب الفيلا من غير حتي ما يستأذن 

قهقهَ علي وأجابها ساخراً ٠٠٠ معذور بردوا يا أسما،،الراجل قاسيّ كتير والصبر ملْ منه

  
إبتسمت له ثم شددت من إحتضانه قائلة برجاء ٠٠٠حبيبي،،خلينا قاعدين شويه كمان في مصر،،أنا ماما وحشاني أوي ونفسي أشبع منها 

إبتسم لها وتحدثَ بنبرة عاقله ٠٠٠ مش هينفع يا قلبي،،لازم نرجع المانيا بعد يومين علشان مش هينفع أنا وسليم منبقاش موجودين في الشركة 

واكملَ بوعدٍ ٠٠٠ بس أوعدك إن في أقرب وقت تسمح بيه الظروف هنيجي نقعد لو حتي إسبوع واحد 

إبتسمت له وتحدثت ٠٠٠ ربنا يخليك ليا يا حبيبي 

شدد من إحتضانها وأردفَ قائلاً بنبرة حنون ٠٠٠ ويخليكِ ليا يا نور عيوني 

***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

داخل شقة فؤاد 

كانت تجلس فوق تخت غاليتها وتجاورها نهلة تبكيان لفراق عزيزة عيناهم الغاليه الذي لم يٌكمل يومهِ الأول 

دلف إليهما فؤاد والحزن ساكنٌ عيناه لبٌعد فلذة كبدهِ عنهْ
وتحدث مٌتحاملاً علي حالة بنبرة لائمة ٠٠٠ جري أيه يا عايدة،،ده بدل ما تهدي بنتك قاعدة تعيطي معاها،، قومي يا عايدة إعملي أكل صباحية بنتك علشان نروح لها 

أجابتهٌ بصوتٍ ضعيف من بين دموعها ٠٠٠ كل حاجه جاهزة وعفاف بتسوي باقي الأكل في المطبخ 

إقترب منها وجلس بجوارها وربتَ علي كف يدها بحنان وتحدثَ ٠٠٠ إدعي لها إن ربنا يهدي سرها ويسعدها 

ردت عليه بدموع غزيرة ٠٠٠ داعيه لها وقلبي وربي إن شاء الله راضيين عنها يا فؤاد ،،بس صعبان عليا إني مش هشوفها كل يوم وأصطبح بوشها البشوش وضحكتها اللي تٌرد الروح 

وهٌنا بكت نهلة وأردفت بحنين٠٠٠ أنا معرفتش انام طول الليل من غير وجودها ،،الأوضة وحشه أوي من غيرها يا بابا،،فريده كانت نسمة الهواء اللي بترطب علي قلبي في عز الصيف 

وقف فؤاد وتحدثَ بحزمٍ مٌصطنع ٠٠٠ قومي يا عايدة إنتِ وبنتك شوفوا هتعملوا أيه وكفايه نواح علي الصبح 

دلفت إليهم عفاف وتحدثت بنبرة لائمة ٠٠٠ وبعدين معاكِ يا عايدة،،سيبك من اللي إنتِ فيه ده وقومي معايا شوفي هنرص الأكل ده إزاي ؟

تحدث إليها فؤاد وهو يتحرك إلي الخارج ٠٠٠ قوليلها وفوقيها من اللي هي فيه ده يا أم أحمد 

خرج فؤاد وتحاملت عايده ونهله علي حالهما وتحركا بجانب عفاف لتوضيب ورص كل ما لذ وطاب من الأطعمة التي جهزتها عايده وعفاف لغاليتهم الجميله 

***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

داخل مكتب مٌراد الحسيني 

كان يجلس مٌنكب علي أوراقهِ يعمل بجِدٍ وعزيمة ،،إستمع إلي طرقات خفيفه فوق الباب ،،سمح للطارق بالدخول ومازال علي موضعهِ ينظر بأوراقة بعناية 

وبلحظه إشتمَ رائحة ذكية يحفظها هو عن ظهر قلب،،إنتعش داخلهٌ وأنتفض،،رفع رأسهٌ سريعً ليري شمسهٌ المنيرة قد طلت وأنارة حياته كما المعتاد 

إنتفض من جلستهِ وتحرك سريعً إلي تلك المبتسمه التي تحدثت برقه ٠٠٠ ممكن أدخل يا دكتور 

أمسك يدها وقبلها برقه وتحدثَ بعيون لامعه ٠٠٠ ده أيه المفاجأة الحلوة دي يا ريم 

أمسك يدها وتحركَ بها إلي الأريكة وجلسا سوياً 
وتحدثت هي ٠٠٠ كٌنت محتاجه دكتور محمود يفهمني حاجه في المنهج فجيت له وشرحهالي ،،ولقيت نفسي جعانة،،قولت أجي أشرب النسكافيه بتاعي معاك وبالمرة تطلب لي حاجه أكٌلها 

وأكملت بحنين ٠٠٠يا تري ممكن ألاقي عندكم في البوفيه بسكوت أو كيك ؟؟

إبتسم لها بحنين لأجمل ذكري لهٌ معها وتحدثَ ٠٠٠ موجود طبعاً،، والفضل في ده كٌله يرجع لدكتورة جميلة قدرت بعفويتها ورقتها تدوب جبل الجليد وترجع الحياة والبسمة من جديد لقلب كان بيحتضر 

وأسترسلَ حديثهٌ بعيون شاكرة ٠٠٠ غيرتيني أوي يا ريم،،رجعتيني لأدميتي بعد ما كنت قربت أنساها وأتحول لأله إلكترونية 

إبتسمت له وتحدثت بنبرة صوت رقيقه ٠٠٠ إنتِ أحن وأرق قلب أنا قابلته في حياتي يا مراد 

بحبك يا ريم ،،قالها بغرام 

إبتسمت هي وردت بحنان ٠٠٠ وأنا بحبك أوي يا مراد 

رفع سماعة الهاتف وطلب من البوفيه كٌل ما تٌريد حبيبتهْ

ثم إقترب منها وأدخلها بين أحضانه وشدد من إحتضانها وأخذَ نفسً عميقً يدٌل عن مدي إشتياقهِ لحبيبته وتحدثَ٠٠٠وحشتيني أوي يا ريم 

خجلت منه ولكنها إستسلمت لإحتضانهٌ الحاني لها 

ضل مٌحتضنً إياها لفترة لم تكن بالقليلة حتي أصابها القلق منهْ،،تمللت وحاولت الفكاك من بين أحضانه فشدد هو أكثر وأكثر وتحدثَ بنبرة صوت متحشرجه ٠٠٠ إهدي يا ريم وخليكي جوة حضني ومتخافيش مني 

فتحدثت هي بنبرة مٌعترضه ٠٠٠ مراااااد،،إحنا في الشركة 

أجابها بلامبالاة ٠٠٠ أيه المشكلة مش فاهم 

كادت ان تتحدث لولا صوت دقات الباب التي جعلتها تٌفلت حالها بقوة من بين أحضانه 

قهقه هو بقوة ناعتً إياها بالجٌبن وتحدث للطارق ٠٠٠ أدخل 

دلف عامل البوفية وأقترب ووضع لهما ما بيده وتحدثَ ٠٠٠ أي خدمة تاني يا مراد باشا ؟

اجابهٌ بوجهِ بشوش ٠٠٠ شكراً يا محمد،، لو إحتجت حاجة هكلمك

خرج العامل وقام هو بفتح عبوة البسكويت وأخذ قطعة ووضعها بفمها بحنان 

إلتقتطها منه بفمها تحت خجلها وتحدثت برقه ٠٠٠ تسلم إيدك يا مراد

أجابها بحنان ٠٠٠ بألف هنا يا حبيبي،،كٌلي تصبيرة صغيرة وأنا هقوم أخلص الشغل الضروري بسرعة ونخرج نتغدا مع بعض،، وبعدها هوصلك علشان عاوز أقعد مع طنط شويه   

إبتسمت له وتحدثت بسعادة ٠٠٠ إنتَ حد جواه حلو أوي يا مراد وأنا حقيقي محظوظة بيك،،مبسوطه جداً علشان بتحاول تقرب من ماما علشان تخرجها من عٌزلتها ومقدرة موقفك ده جداً 

إبتسم لها وأردفَ قائلاً بعيون هائمة ٠٠٠ أنا مستعد أعمل أي حاجه علشانك يا ريم،،المهم أشوفك سعيدة ومرتاحه 

أمسكت كف يدهِ برعاية وأردفت قائلة بإمتنان ٠٠٠ ربنا يخليك ليا يا مراد

إبتسم لها وقّبلَ يدها،،وقف وأتجه إلي مكتبهِ وجلس ليٌكمل أعمالهٌ سريعً كي يتحرك معها للخارج 

***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

داخل حديقة منزل حسن نور الدين 

كان المنزل مٌزدحم للغايه حيث الجميع حاضر بناءً علي دعوتهم من تلكَ المتسامحه ذات القلب الكبير تلك السميحه صاحبة القلب الأبيض،،فقد جهزت لعزيمة كبيرة دعت بها شقيقتيها وزوجيهما وأنجالهما 

تحركَ الجميع إلي الحديقة وجلسوا بمقاعدهم حول الطاولة المٌستطيله المليئة بكل ما لذ وطاب من صنع أيادي سميحه ودعاء ورانيا 

تحدث حسن ببشاشة وجه مٌرحبً بالجميع ٠٠٠ منورينا يا جماعة 

رد عليهِ كمال والد لٌبني ٠٠٠ ده نورك يا أبو هادي 

وأردفت مني موجهَ حديثها إلي حسن ٠٠٠ ربنا يجعل بيتك دايماً مفتوح وعمران بالخير يا أبو هادي 

إبتسم لها وتحدثت غادة إلي زوجها بإهتمام ٠٠٠ أحط لك بط يا خالد ؟؟

ردت عليها سميحة بنبرة لائمه ٠٠٠إنتِ بتسأليه يا غادة،،حطي له طبعاً 

رد عليها خالد ٠٠٠تسلمي يا أم هادي وتسلم إيدك ،،طول عمر أكلك ليه نكهه مميزة خاصه بيكِ لوحدك،،ودايماً بتميزك عن غيرك 

إبتسمت له وتحدثت ٠٠٠بألف هنا علي قلبك يا خالد 

نظرت لهٌ غادة مٌتصنعه الحزن وتحدثت ٠٠٠ وأنا أكلي ما بيعجبكش ولا أيه يا أستاذ خالد ؟؟ 

ضحك الجميع وتحدث خالد بإطراء مٌحب ٠٠٠ إنتِ بقا أكلك ليه نكهه تالتة خالص يا غادة 

تحدثت مني إلي غادة ٠٠٠ بصراحة بقا يا غادة خالد قال الحق،،طول عمر سميحة نفسها في الأكل لا يٌعليّ عليه 

ردت عليها غادة بوجةٍ بشوش ٠٠٠ أكيد يا أبله،،أبلة سميحه ورثت النفس من ماما الله يرحمها 

نظرت لهما سميحه وتحدثت بوجهٍ سعيد ٠٠٠ ربنا يجبر بخاطركم يا بنات 

نظرت رانيا إلي حازم وتحدثت ٠٠٠أغرف لك محشي يا حبيبي ؟؟

هز لها رأسهٌ بإيجاب وسعادة من إهتمامها التي باتت تغمرهٌ بهْ وأردفَ قائلاً ٠٠٠ آه يا حبيبتي 

أما ذلكَ الثنائي العاشق فكانا يتناولان طعامهما تحت نظرات يملؤها العشق والغرام 

تناول الجميع طعامهم وسط أجواء عائلية سعيدة ومرحة 

بعد إنتهاء وجبة الطعام لملمت نساء المنزل الصحون والأواني ودلفت رانيا ودعاء إلي المطبخ 

تحدثت رانيا إلي دعاء بحنان وهي ترتدي مريول المطبخ وتٌشرع في جلي الأواني ٠٠٠ إعملي إنتِ الشاي يا دعاء وأنا هغسل المواعين وأشطب المطبخ 

ردت عليها دعاء ٠٠٠بس المواعين كتير أوي عليكِ يا رانيا،،إغسلي نصها وأنا هكمل الباقي 

ردت رانيا بوجةٍ بشوش ٠٠٠ خليكي إنتِ علشان هشام الصغير وأنا هشطبهم علي طول إن شاء الله 

نظرت لها دعاء بشكر وأستغربت في حال نفسها،،فسبحان الذي يٌغيَّر ولا يتغيَّر 

بعد قليل ،،كان يقف جانبً بصحبتها يحتسون مشروب الشاي وتحدث هو ٠٠٠ علي فكرة يا لٌبني ،،أنا أخدت لك أجازة من فايز بيه هتبدأ من بكرة 

أردفت قائلة بهدوء ٠٠٠ مش لسه بدري علي الأجازة يا هشام ،، ده فاضل علي الفرح إسبوع بحاله،،ولسه كمان أجازة شهر العسل ؟؟

أردفَ قائلاً بإطمئنان ٠٠٠ ماتقلقيش يا حبيبتي أنا إتفقت مع فايز وظبط كل حاجه 

وأسترسل حديثهٌ بنبرة سعيدة ٠٠٠ سيبك إنتِ من ده كله،،أنا مش مصدق نفسي إنك خلاص بعد إسبوع هتكوني مراتي 

إبتسمت وأردفت قائلة بنبرة سعيدة ٠٠٠ أنا مبسوطة أوي يا هشام 

وأكملا حديثهما في سعادة 

***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

داخل فيلا سليم 

حضرت عايدة وفؤاد ونهله وأسامه وعفاف ،،مٌحملين بالهدايا والأطعمه المتنوعه وجائوا كي يطمئنوا علي غاليتهم 

إستقبلتهم العاملة التي حضرت صباحاً بإحترام وصعدت لسيدها تبلغهٌ 

دقائق معدودة وكانت تجاور معشوقها يتدليان الدرج سوياً بأيادي متشابكه وقلوب تتراقص علي أنغام عشقهما الفريد 

رفعت عايدة عيناها تنظر لملاكها البرئ التي تتدلي بثوبها الرقيق بلونهِ الأحمر الصارخ بأكمامهِ الطويله والذي يصل طولهٌ لنصف ساقيها ،،تاركه لشعرها الحريري العنان،، وكانت قد وضعت بعض مساحيق الزينة التي جعلت منها أيقونة جمال متحركة علي الأرض 

تحركت إليهم بوجهٍ يشعٌ إحمراراً من شدة خجلها من والدها وأخاها والجميع  

إقتربت من وقوف والدها وأرتمت داخل أحضانهِ الحانيه ،،ربت فؤاد علي ظهرها بحنان مٌتحدثً بسعاده ٠٠٠ وحشتيني يا فريده 

تحدثت من داخل أحضانه ٠٠٠ وحضرتك كمان يا حبيبي وحشتني أوي 

أخرجها من بين أحضانه وحاوط وجهها بكفي يداه وتحدثَ مٌبتسماً ٠٠٠ ألف مبروك يا حبيبتي 

ردت عليه خجلاً ٠٠٠ الله يبارك فيك يا بابا 

أما عايدة التي إحتضنت سليم وربتت علي ظهرهِ بحنان أم وتحدثت ٠٠٠ مبروك يا حبيبي،،ألف مبروك يا أبني 

خرج من بين أحضانها وأمسك كف يدها وقبلها وأردف قائلاً بنبرة صوت سعيده ٠٠٠ الله يبارك فيك يا أمي 

إقترب عليه أسامة وأحتضنهٌ سليم بأخويه وتحدثَ هو ٠٠٠ ألف مبروك يا باشمهندس 

أما نهلة التي إحتضنت شقيقتها وشددت من إحتضانها وأردفت قائلة بنبرة حنون ٠٠٠ وحشتيني يا فريدة،،البيت وحش أوي من غيرك 

إبتسمت لشقيقتها وأردفت قائلة ٠٠٠ وإنتِ كمان وحشتيني أوي يا نهلة 

أما عايدة التي إحتضنت فلذة كبدها وأطمئنت عليها ،، 
جلست عائلة فريدة بصحبة العروسان في جلسة يسودها الحب والود وبعد مدة إعتذروا وذهبوا 

إقتربَ سليم علي حبيبته وأخذها بين أحضانه ثم تناولا غدائهما من أكلات عايدة اللذيذة وصعدا من جديد إلي غرفتهما 

_____________

ليلاً داخل غرفة الجاكوزي الذي أعدها سليم كي يرفه بها عن حاله وعروسهٌ الجميلة 

كان مٌستلقي علي ظهرهٍ علي حافة المغطس مٌسترخياً مغمض العينان ومحتضن تلك الجميله من ظهرها بعناية،، تغمرٌ جسديهما المياة الساخنه برائحتها الذكية ودفئها المهدئ للأعصاب،، ساكنيين داخل الماء وكأن جسديهما تخدر 

أما عن المغطس فكان مُحاطً بشموعً متفرقة بألوانٍ حمراء طغت ألوانها علي ضوء الغرفه فجعلت الإضاءة خافته بلونٍ أحمر مٌحبب للعين ،، وكانت تلك الشموع تفرز رائحة عطرة ملئت المكان بعبقها الرائع المٌحبب 

سحبت فريده شهيقً عميقً وزفرته براحه وتحدثت بنبرة مسترخيه ووجهٍ مٌنتعش وعينان مغمضتان ٠٠٠ سليم 

أجابها ذو القلب العاشق الهائم مٌهمهمً ٠٠٠ أمم 

إبتسمت وأردفت مٌتساءله ٠٠٠ إنتَ نمت ؟

أجابها بهدوء وإسترخاء ٠٠٠تؤ تؤ ،، بس حاسس إن جسمي كله متخدر 

وأكملَ هائماً ٠٠٠ إنتِ حلوة أوي يا فريدة،،جمالك فاق كل توقعاتي وشقاوتك فاقت تخيلاتي 

إبتسمت وأردفت قائلة ٠٠٠ شقاوتي أنا بردو يا باشمهندس 

وتحركت من داخل أحضانه وهي تسبح للداخل ،،إنتفض جسدهِ وأفتح عيناه بلهفه حين إبتعدت عن أحضانه ،،إبتسم لشقاوتها حين رأها تتحرك داخل الماء بدلالٍ إنثوي أثار داخلهٌ وزاد من جنونهِ بها ،،تحرك إليها محتضناً إياها وتحدث ٠٠٠ مش ناويه تبطلي شقاوة إنهاردة ولا أيه ؟؟

حركت رأسها يمينً ويساراً وأردفت ٠٠٠تؤ تؤ ،،مش ناويه !!

ضحك هو وأخذها داخل أحضانه وغاص معها من جديد داخل بحر عشقهما الحلال 

كانت السعادة دارهما الجديد وسكنيهما ،،والراحة والطمأنينة مكافأتهما من الله علي صبرهما ودعائهم الذي لن يكلا ولن يملا منهٌ كلاهما ،،فحقاً من صبرَ زفرَ 
بعد مرور خمسة أسابيع علي زواج سليم وفريدة

ليلاً !!!

داخل إحدي المطاعم الفاخرة المتواجده داخل مدينه برلين 
كانت تجاور زوجها الحبيب ويجاورهما ذاكَ الثنائي الوفي عَلي وأسما 

تحدث عَلي إلي فريدة بتساؤل ٠٠٠ بمناسبة مرور أول إسبوع ليكِ معانا في الشغل يا فريدة ،، يا تري نظام الشغل هنا عجبك ؟؟

أجابتهْ بنبرة جاده ٠٠٠هو بعيداً عن إن الشغل هنا أكثر وبيحتاج منى مجهود ذهني وتركيز أعلي ، وكمان برغم جدية المعاملة وإن مفيش أدني تهاون في حق الشغل إلا إني مرتاحه جداً،،يمكن البسبب في ده يرجع إلي إني شخصية جاده في شغلي وبحب النظام

أجابها عَلي بتأكيد ٠٠٠ ده أكيد 

ثم نظر لها عاشقٌ عيناها وتحدث بنبرة جادة ٠٠٠ أحلا حاجه هنا في بلاد الغرب هي التقدير للعقليات والمعاملة علي حسب مجهودك وإجتهادك ،،يعني كل ما تدي لشغلك حقه كل ما هتلاقي تقدير معنوي ومادي،، وعلي العكس 

تحدثت أسما ردً علي حديث سليم وأردفت قائلة ٠٠٠ بس أكتر حاجة وحشه فيهم هي برودهم المٌميت ، البرود هنا واخد حقه معاهم وزيادة ، كل واحد في حالة، مفيش حد بيهتم بمشاعر حد ولا فيه اللمه الحلوة والقعدة الصافيه اللي من القلب ،،،من الأخر كدة مفيش حياة 

رد عليها عَلي بإبتسامة سعيدة ٠٠٠ أهي فريدة جت لك علشان ماتشتكيش من الوحدة وعدم الإختلاط،، إختلطي إنتِ وهي زي ما أنتم عاوزين !!

رمقهما سليم بنظرة حادة قائلاً ٠٠٠ لا بقول لك أيه إنتَ ومراتك إهدوا كده وإستكنوا في بيتكم،،إختلاط أية يا حبيبي إللي بتقول عليه ؟!

ثم نظر إلي فريدتهٌ بعيون يملؤها الغرام وأردفَ هائمً ٠٠٠ إحنا لسه عرسان جٌداد ومحتاجين للإسرخاء والعزله عن الجميع 

قهقهَ علي وأردف قائلا بنبرة ساخرة ٠٠٠ حقك يا بااااشا،،كل واحد فينا بياخد له يومين ،،وإنتَ يومينك وجبوا يا حبيبي ،،كلها شهر وتنضم لقائمة البوساء

رمقته أسما بنظرة حارقه وإقشعرت ملامح وجهها
وتساءلت بنبرة حادة ٠٠٠ ويا تري بقا سيادتك من البوساء دول يا باشمهندس ؟

ضحك سليم وتحدثَ إليها بنبرة ساخرة ٠٠٠سيادتك ده إسمه محطوط في أول القائمة،، وطول الوقت مقضيها هو ورٌفقاء السوء نواح وعويل وسخط علي الجواز واليوم اللي إتجوزا فيه 

وضعت فريده كف يدِها الرقيق فوق كف يد معشوقها الأبدي وتحدثت بنبرة مٌحذرة ٠٠٠ سليم ما تهزرش في المواضيع دي ،،أسما ممكن تصدق علي فكرة 

أما عَلي فرمقهٌ بنظرة حارقه وتحدثَ بفحيح من ببن أسنانه موجهً حديثهٌ إلي فريدة ٠٠٠ سبيه يهزر براحته ويعمل كل اللي علي كيفه 

ثم حول بصرهِ إليه وأسترسل بتهديد ٠٠٠وليك يوم يا حبيبي وواجبك هيترد لك وبزيادة  

قهقه سليم وأردف قائلا بغرور ٠٠٠ مش أنا يا حبيبي اللي يتقال له الكلام ده ،،أنا سليم الدمنهوري يا باشا 

نظر عَلي إلي أسما وأمسك كف يدها بحنان وأردفَ قائلا بنبرة عاشقه ٠٠٠ وأنا حبيبتي واثقة فيا لأبعد مدي وأكيد مش هتصدق مجرد كلام مٌرسل ،،مش كده ولا أية يا قلبي ؟؟

إبتسمت له بهيام وهزت رأسها بطاعه ٠٠٠ أكيد يا حبيبي !!

تحدث سليم إلي أسما ٠٠٠ بلفك بكلمتين علي غلاب 

إبتسمت أسما وتحدثت إليه فريدة برجاء ووجهٍ شاحب ٠٠٠ خلاص بقا يا سليم  

وهٌنا جاء إليهم النادل يحمل بين يديه حاملً موضوع فوقهٌ بعض الصحون المملؤة بالأطعمه المحببه لديهم بناءً علي طلبهم،، وبدء برص الصحون فوق الطاولة برتابه ورحل هو 

أمسك سليم الشوكة والسكين وبدأ بتقطيع الطعام ثم غرس قطعة لحم وقربها من فمْ حبيبته ،،نظرت إليه وقد بدا علي وجهها الإرهاق والتعب

إقشعرت ملامحها وتحدثت برفضٍ قاطع ٠٠٠ أرجوك يا سليم إبعد الأكل،،مش قادرة حتي أشم ريحته 

قربها أكثر من فمها وأردفَ قائلاً بإصرار ٠٠٠ مش قادرة أيه يا حبيبي،،إنتي مأكلتيش حاجه من الصبح

شعرت بحاجتها إلي التقيؤ،، أبعدت يدهٌ بحده ووضعت يدها فوق فمها ثم وقفت وأسرعت بإتجاه المرحاض ،،جري خلفها ذلك العاشق وتلاهٌ أسما وعَلي اللذان تحركا سريعً خلفهما 

وصلت أسما إلي سليم الواقف أمام المرحاض الخاص بالسيدات والقلق ينهش داخله ويظهر فوق ملامحهٌ 

تحدث بلهفه إلي أسما ٠٠٠ إدخلي شوفيها بسرعه يا أسما 

هزت لهٌ رأسها بطاعه ودلفت سريعً 

وقف علي بجانبهٌ مربتً علي كتفهِ وحدثهُ بطمأنينة ٠٠٠ماتقلقش يا سليم ،،أكيد أخدت برد في معدتها من تغيير الجو هنا 

هز لهٌ رأسهٌ بإيماء والصمت والقلق يسيطران عليه 

أما بالداخل ،،جرت أسما إلي فريدة التي تقف أمام الحوض تتقيئ بإرهاق والتعب يظهر فوق ملامحها ،،وقفت تٌساندها حتي أفرغت ما بداخل معدتها وأنتهت ،،ثم غسلت وجهها بالماء الفاتر 

وقفت منتصبة الظهر ورفعت وجهها للاعلي ،،سحبت شهيقً عالياً وزفرته بهدوء

أطالت أسما النظر إلي وجهها تتمعن ملامحها وتساءلت ٠٠٠ بقيتي أحسن ؟؟ 

هزت رأسها بإيمائة بسيطه وأجابت بهمهمه ٠٠٠٠ أم 

إبتسمت لها أسما وتحدثت بغمزة من عيناها ٠٠٠مبروك يا ديدا 

ضيقت عيناها بإستغراب وأردفت بتساؤل مٌتعجب ٠٠٠ مبروك علي أية ؟! 

ضحكت أسما وأردفت قائلة بنبرة دٌعابيه ٠٠٠ مبروك علي سليم الصغير اللي هيشرفنا قريب 

نظرت لها ببلاهه،،ثم إستوعبت حديثها وأردفت قائلة وهي تضع يدها فوق أحشاءها ٠٠٠ تقصدي إني ٠٠

لم تٌكمل جملتها لمقاطعة تلك الأسما التي أردفت قائلة بنبرة سعيدة ٠٠٠ حامل يا فريده،،وشك أصفر والحمل باين أوي عليه

إبتسمت فريده حين تذكرت أن دورتها الشهرية قد تغيبت عنها منذُ خمسةُ أيام ولكنها أرجعت ذلك السبب للخبطت الهرمونات من جراء الزواج ليس إلا 

إحتضنتها أسما بسعاده،،وبعد مده خرجتا من الباب ،،جري عليها سليم وأمسك كتفيها بعناية وتساءل بلهفة ورعب ظهر بعيناه ٠٠٠ مالك يا حبيبي،،إنتِ تعبانه ،،طب حاسه بأيه قولي لي ؟؟

ثم حاوط كتفه وهو يحثها علي التحرك معهْ وتحدث ٠٠٠يلا يا حبيبي نروح المستشفي علشان أطمن عليكِ 

نظرت له خجلاً وهزت رأسها بالنفي وكادت أن تتحدث سبقتها اسما التي تحدثت بإبتسامة سعيده ٠٠٠ إهدي يا سليم ومتخافش أوي كدة ،، اللي حصل لفريدة ده طبيعي جداً للي زيها ،،ومش مستاهل كل القلق ده منك 

تبادل النظر بينهٌ وبين علي الذي فهم مغزي حديث زوجتهٌ وأبتسم ،،ثم نظر سليم إلي فريدة التي إكتسي وجهها باللون الاحمر جراء خجلها العالي

حول بصرهِ إلي أسما ونظر لها بعدم إستيعاب فتحدثت أسما وهي تطلق ضحكاتً خفيفه ٠٠٠ مبروك يا سليم،،هتبقا بابي قريب 

نزلت تلك الكلمات البسيطه علي قلبهِ المٌشتاق لذلك الخبر والذي طالما حَلٌمَ به علي مدار سنوات وزلزلهْ ، 

فكمْ من المرات التي سرحَ به خيالهٌ وتخيلَ وجود طفلً لهٌ بالحلال داخل أحشاء أميرته الغالية وفريدته 

حول بصرهِ إلي تلك الخجلة وطال النظر بينهما وبدون سابق إنذار وصمتٍ تام جذبها وخبأها داخل أحضانه مٌتملكً إياها برعاية 

إنسحب علي من المكان هو وزوجته إجلالاً وأحترامً لخصوصية تلك اللحظه المقدسة ، وأنتظراهما بالخارج

بعد مده وعا علي حالهما وأخرجها هو ثم حاوط وجهها بكفي يداه برعايه ونظر داخل عيناها وتساءل بنبرة هائمة ٠٠٠ فريده،،الكلام اللي بتقوله أسما ده صحيح ؟؟

هزت رأسها بإيمائة بسيطة وتملكَ الخجل منها فتساءل هو بفرحة عارمة ٠٠٠ يعني حبيبي فعلاً شايل جواه حته مني،،حامل يا فريدة،،حامل في إبني ؟؟

إبتسمت خجلاً وتحدثت بنبرة صوت ضعيفه خجله ٠٠٠ مبروك يا سليم 

إنفرجت أساريرهٌ وأجابها بعيون عاشقه ونبرة حنون ٠٠٠ يا عٌمر وقلب سليم إنتٍ 

كاد لو يود أن يحتضنها ويٌميل علي عٌنقَها وشفتاها ويٌقبلهما بشده لكنهٌ تمالك حالهٌ لأبعد الحدود ،،ثم إحتضنَ كف يدها بتملٌك 

وتحركا للخارج حتي وصلا إلي مجلس أسما وعَلي الذي وقف سريعً ونظر إليهما وتحدث بإبتسامة عارمة وفرحة أخويه ٠٠٠ مبرك يا فريدة

أجابته بنبرة خجِلهْ ٠٠٠ مٌتشكرة يا عَلي 

ثم تحرك إلي سليم وجذبهٌ داخل أحضانه وبات يٌربت علي كتفهِ بحنان وتحدثَ مهنئً صديق عٌمرهِ ٠٠٠ ألف مبروك يا سليم،،مبروك يا صاحبي 

بادلهٌ سليم الحضن وشدد منه قائلاً بسعاده ٠٠٠ تسلم لي يا عَلي 

وقفت أسما بجانب فريده وأمسكت يدها وتحدثت بفرحة عارمة ٠٠٠ مبرررروك 

إبتسمت لها فريدة وأجابتها بفرحة عارمة ٠٠٠ الله يبارك فيكِ يا أسما 

أشار لهما عَلي متحدثً٠٠٠ ماتقعدوا،،واقفين ليه ؟؟

أجابهٌ سليم وهو ينحني لمستوي المقعد ليلتقط معطف معشوقة عيناه وحقيبة يدها مٌعتذراً بلباقة ٠٠٠ معلش يا جماعه،،إحنا هنضطر نمشي علشان هاخد فريدة وأوديها المستشفي واطمن عليها ،،وكمان علشان نتأكد من الخبر وبعدها هنروح علشان فريدة ترتاح 

عرضت أسما المساعدة مُتحدثه ٠٠٠ طب أنا هاجي معاكم علشان أكون مع فريدة 

أشار لها سريعً ٠٠٠ لا يا أسما أرجوكِ،،خليكم إنتم إتعشوا علشان ما تتأخروش علي سليم الصغير 

أكد عَلي علي حديث زوجته ولكن سليم أصّر على موقفهٌ الرافض وأخذ زوجته وذهبا إلي المشفي حيث قامت الطبيبة النسائيه بفحصها وإجراء الإختبار اللازم للتأكٌد من حملها ،،وبالفعل تأكدت من الحمل الذي إكتملَ إسبوعهٌ الخامس ،،حيثٌ أنهٌ تم مٌنذ أول ليلة بالزفاف 

وبعد مٌدة كانت تقطن داخل أحضانهِ الحانية تغفوا بسلام فوق تختهما ، أما هو فكان ينظر إليها ويمسح بحنان فوق شعرها الحريري ويفكر بإستيعاب عطايا الله الهائلة له ، وكم أن ربهٌ رضي عليه وأكرمه وأعطاهٌ الراحه والسعادة بسخاءٍ وكرمٍ ليس ببعيد علي قدرة وعظمة الله عز وجّل 

أخذ شهيقً عميق وزفرهٌ براحه وهدوء ،وبلحظة غفي بسلام بجانب أميرتهٌ حاملة حٌلمهٌ الغالي 

***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

بعد مرور خمسة أشهر 

داخل ألمانيا 

كانت تجاورهٌ الجلوس بإرتخاء فوق الأريكة المتواجده ببهو منزلهما السعيد ، تسترخي للخلف ببطنها المٌنتفخ جراء حَملِها بتؤمها الأول والذي أسعدهٌ وأشعرهٌ بقمة الشٌكر لله عندما علم أنهما صبي وفتاة !!

أمسك قطعة من ثمار التفاح الشهي وقربها من فمها ،،نظرت لهٌ بحنان وإقتضمت نصفها وإقتضم هو باقي القطعه 

كاد أن يٌقدم علي تقطيع ثمرةً أخري أوقفته هي بإشارة من يدها قائلة بتملل ودلال ٠٠٠ كفاية يا حبيبي،، شبعت ومش قادرة أكل أكتر من كده 

إبتسم لها وأبعد صَحن الفاكهه واضعاً إياه فوق المنضده وسند ظهرةِ خلفاً ثم سحبها داخل أحضانه وتحدثت هي علي إستحياء ٠٠٠ سليم 

أجابها علي الفور ٠٠٠ نعم يا قلب سليم 

تحدثت بنبرة مٌتلبكة ٠٠٠ إحنا طبعاً هننزل الإسبوع الجاي مصر علشان نحضر فرح ريم 

أجابها بهدوء ٠٠٠إن شاء الله يا حبيبي 

تلبكت مرة أخري وخرجت من بين أحضانه تنظر إليهِ بتوتر فتساءل هو بإستغراب ٠٠٠ مالك يا فريدة ؟؟

أجابتهْ بنبرة مٌترقبه ٠٠٠ بصراحه كده أنا عوزاك تصالح مامتك وتعتذر لها 

نعم ،، قالها وهو يتراجع بجلسته وينظر إليها بإستغراب

ثم أكمل بتعجب لحديثها ٠٠٠ أصالحها وأعتذر لها كمان،، ليه،، هو مين اللي غلط في حق التاني يا فريده ؟!

اجابتهٌ سريعً ٠٠٠ يا سيدي عارفه إنها غلطت وغلطها كبير كمان ، بس خلاص يا سليم،،مش هنفضل نعاقبها العمر كله علشان غلطة 

تحدث بهدوء محاولاً تمالك أعصابه كي لا يٌحزنها ٠٠٠ خليكي بعيد عن الموضوع ده أحسن يا فريده 

ردت عليه برفضٍ وإصرار ٠٠٠ لا مش هخليني يا سليم،،بصراحه أنا مش عاجبني إنك تقاطع مامتك الفترة دي كلها،، إنتَ كدة بتغلط وبتغضب ربنا يا سليم

إتسعت عيناه ونظر لها بذهول وأردف مٌتساءلاً ٠٠٠ أنا بغضب ربنا يا فريده ؟!

ردت عليه بنبرة جاده ٠٠٠ أيوة بتغضب ربنا يا سليم،،ربنا قال في كتابهٌ العزيز
،، بسم الله الرحمن الرحيم،، "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا 

نظر لها بملامح حزينه وأجابها مٌفسراً لموقفهٍ ٠٠٠بس أنا عمري ما كٌنت وحش في أمي يا فريدة،، أنا بقَوم سلوكها علشان بعد كده تفكر بدل المرة ألف قبل ما تٌقدم علي أي خطوة 

أجابته بنبرة هادئة ولكن معترضه ٠٠٠ مش مطلوب منك كده علي فكرة،،دي أمك، يعني كل اللي مطلوب منك هو إنك تبرها وتودها وتديها كامل الإحترام 

أجابها مفسراً لموقفهٌ ٠٠٠ وأنا عمري ما كنت عاق في معاملتي لأمي يا فريدة ، حتي بعد ماعرفت إنها كانت السبب في بعدي عنك طول السنين دي كلها ، مأذتهاش بكلمة واحده وكل اللي عملته هو إني بعدت عنها علشان مأذيهاش حتي بالنظرة ،،لكن للأسف مفهمتش رسالتي ، بعدها راحت لكم البيت وغلطت في حقك إنتِ وأهلك ،،وبردوا سكت 

وأكملَ مٌعترضً ٠٠٠ لكن لما يوصل بيها الحال إنها تمشي ورا الشيطان اللي إسمه حُسام وتعمل اللي عملته ده،، هنا بقا Stop ونقطة ومن أول السطر يا باشمهندسة !! 

لحد هنا وكان لازم أقف لأمي وامنعها من إنها تأذي نفسها قبل غيرها ، للأسف أمي الفلوس خلتها إتجبرت وبقت محتاجه لضرورة التقويم لسلوكها وتفكيرها الخاطئ ، وخصوصاً بعد ما إبتدت تدوس علي مشاعر وقلوب الناس من غير حتي ما تحس بالذنب

وأسترسلَ مٌفسراً ٠٠٠ والتقويم ده مكنش هيحصل غير لما تحس إنها فقدت القوة اللي وصلتها لحالة التجبر دي،،،وأول قوة أمي كانت بتستقوي بيها هي أنا يا فريده

وأكملَ بتيقن ٠٠٠ وجودي معاها وطاعتي ليها وغفراني المتساهل لكل ذنب بتعمله هما اللي وصلوها لكده 

ردت علي حديثهٌ بهدوء وحكمه إكتسبتهم من أصلها الطيب٠٠٠ مش مطلوب منك كل ده،،،أهلنا هما اللي المفروض يربونا ويقومونا،، مش العكس يا سليم 

أجابها بقوه وإصرار على موقفهٌ ٠٠٠ أنا عملت اللي أنا شايفه صح من وجهة نظري ولمصلحة أمي،،وجهة نظرنا للموضوع مختلفه يا فريدة، وعلي فكرة،، أنا أستشرت دكتور نفسي قبل ما أخد الخطوة دي وهو اللي شجعني 

ثم نظر لها وتحدث بهدوء ٠٠٠ ممكن بقا تهدي ومتفكريش في أي حاجه علشان خاطر اللي في بطنك 

أجابته بهدوء ٠٠٠ ما اللي أنا بقوله ده علشان اللي في بطني يا سليم 

وضعت يدها تتلمس وجنتهٌ بحنان وأردفت قائلة بنبرة هادئة ٠٠٠أرجوك يا حبيبي تفهمني ، أنا مش حابه ولادي ييجم للدنيا ويلاقوا علاقة بباهم بجدتهم مقطوعه،، إزاي هيجي لي عين أدعي ربنا واطلب منه إنه يبارك لنا في ولادنا ويجعلهم بارين بينا وإنت مقاطع مامتك يا سليم 

واكملت برجاء ٠٠٠ علشان خاطري يا سليم،،وحياة فريده عندك كفاية بٌعد وجفا لحد كدة

إحتضن كف يدها الموضوع فوق وجنته وقبلهٌ بحنان وتفاخر بزوجتهِ ذات المعدن الطيب وتحدث هامسً ٠٠٠ وحياة فريدة لأعملك كل اللي إنتِ عوزاه 

ثم أكمل بنبرة حزينه ٠٠٠ وبعدين مين اللي قال لك إني مش هتجنن علشان أشوفها وأخدها في حضني وأراضيها ،،إنتِ فاكرة إن بٌعد أمي عني مش فارق معايا ؟؟ 

بالعكس يا فريدة،،أنا طول الوقت حاسس بالذنب وحاسس إن ربنا زعلان مني ، وده بالفعل ظهرلي في عدم توفيقي في شغلي الفترة اللي فاتت،، وكأن ربنا بينبهني وبيقول لي فوق من غفلتك قبل فوات الأوان

واكمل بهدوء ٠٠٠ وبرغم إن بعمل كده غصب عني وعلشان مصلحتها وربي شاهد وعالم بصحة كلامي،، إلا إني زعلان من نفسي جداً ،،بس هانت يا حبيبي،،والله هانت

تنفست عالياً وأبتسمت لزوجها الحنون وتحدثت ٠٠٠ أنا بحبك أوي علي فكرة 

إبتسم لها وسحبها من جديد داخل أحضانهْ الدافئة وسحب عليها الغطاء وردَ قائلاً ٠٠٠ وأنا بعشقك يا فريدة 

***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

بعد إسبوع وصل فريده وسليم وعلي وأسما إلي أرض الوطن بسلام كي يحضروا حفل زفاف ريم ومراد 

أوصل سليم فريدة إلي منزل والدها حيث إقترحت هي عليه أن يذهب إلي والدتهِ بدونها كي تٌفسح لهم المجال بالعتاب والحديث براحه دون حساسية وجودها

وصل سليم إلي منزل والدهِ قابلهٌ قاسم بحفاوة وأحتضنهٌ بحنان قائلاً ٠٠٠ حمدالله على السلامه يا باشمهندس !!

أجابهٌ سليم بحنان ٠٠٠ الله يسلم حضرتك يا بابا 

خرجت ريم من غرفتها علي صوت أبيها رأت شقيقها الغالي جرت عليهْ صارخه بإسمهِ بسعادة،،إحتضنته بحنين قائلة ٠٠٠حمدالله علي السلامه يا حبيبي،،وحشتني أوي يا سليم 

رد سليم عليها وهو محتضن وجهها بكفيهِ بعنايه ٠٠٠ وإنت كمان وحشتيني أوي يا حبيبتي ،،
وأكملَ بحنان ٠٠٠ مبروك يا عروسه 

ألتهبت وجنتيها خجلاً وتحدثت٠٠٠ الله يبارك فيك يا حبيبي !!

وجه قاسم سؤالهٌ لنجلهِ بإهتمام ٠٠٠ أومال فين مراتك يا أبني ؟! 

اجاب والدهٌ بهدوء ٠٠٠ وديتها عند بباها 

كانت تقبع داخل منفاها ودموع الحنين تنهمر فوق وجنتيها بغزارة وذلكَ حين أستمعت لصوتهِ التي إشتاقته بجنون،،إشتاقته وأشتاقت رائحتهٌ العطرة ، نظرة عيناهٌ الحانيه ، صوتهٌ الحنون المنادي بأمي 

وبرغم إشتياقها الحاد له لن يحق لها الخروج لإستقباله وأخذهِ بين أحضانها 

إستمعت لطرقات خفيفه فوق الباب ،،إعتدلت بجلستها وجففت دموعها سريعً إمتثالاً لكرامتها وتحدثت بنبرة ضعيفه ٠٠٠ أدخل 

فتح الباب بهدوء ونظر لغاليتهٌ التي إشتاقها حد الجنون،، ولكن ما منعهٌ عنها غير إرادتهِ القوية في تقويمها وتعديل سلوكها الذي أصبحَ مؤخراً أناني وغير مبالي بقلوب البشر بطريقة غير مقبوله ولا مٌرضيه له ولا لرب العالمين 

إنتفض قلبها بشده حين رأتهْ متواجداً أمامها ينظر إليها بقلبٍ مٌنفطر لأجل هيئتها التي تبدوا عليها ، حيثٌ فقدت كثيراً من وزنها وذبلَ وجهها وكٌسر كبريائها الذي إعتاد عليه منها 

إنتفض قلبهٌ صارخً لأجلها وتحرك إليها بساقين مرتعشتين ،،جلس بجانبها فوق تختها ،،فأنزلت بصرها خجلاً وفرت دمعه هاربه من بين جفنيها صرخ قلبهٌ لاجلها 

أمسك كف يدها بعنايه وأشتياق وأردف قائلاً بنبرة حنون ٠٠٠ أزيك يا ماما 

رفعت إليه بصرها وتعمقت داخل مِقلتيهْ بحنان وبدون سابق إنذار إنهمرت دموعها بشدة وشهقة عالية خرجت من صدرها شقت بها صدرهْ 

صرخ قلبهِ مٌتالمً لأجلها،،جذبها بعناية وأدلفها لداخل أحضانه وبدأ بتهدأتها قائلاً وهو يتحسس ظهرها بعناية ٠٠٠ أنا أسف يا حبيبتي،،والله أسف،،والله أسف،، حقك علي راسي يا أمي

كانت تبكي داخل أحضانه مٌتشيثة بكتفيه بشده وكأنها تخشي رحيلهٌ وإبتعادهٌ من جديد 

فتحدثت بنبرة مٌستعطفة قطعت بها نياطَ قلبهِ ٠٠٠ أنا اللي أسفه يا سليم ،،أنا اللي أسفه يا أبني 

وخرجت من داخل أحضانه وتحدثت من بين شهقاتها وبنبرة ذليله أردفت بلهفه ٠٠٠ أنا أسفه ومستعده أبوس إيدك وإيد مراتك بس إرجع لي زي الأول يا سليم ،،إرجع لحضني تاني يا ابني 

إتسعت عيناه بذهول ورفض عقلهٌ تصديق ما تراه عيناه من ذل وأستهانة والدتهٌ الغاليه بتلك الطريقه المهينه لكبريائها 

هز رأسهٌ نافياً وأردفَ برفضٍ تام ٠٠٠ لا عِشت ولا كٌنت لو خليتك تهيني نفسك ليا أو لأي مخلوق في الدنيا دي كلها،،إنتِ غالية أوي يا أمي وغلاوتك ماتتقارنش بأي حد أصلاً ، إنتِ أغلي عندي من مراتي ومني أنا شخصياً 

يعني إنتَ خلاص مش زعلان مني يا سليم،،،كلمات تساءلت بها أمال بنبرة مٌتلهفه ونظرة مترقبه 

صرخ قلبهُ لأجلها وأردفَ قائلا بنبرة حنون ولمعة دمعة سكنت مقلتيه ٠٠٠ أنا مقدرش ازعل منك يا حبيبتي ،،بٌعدي عنك كان مجرد تعبير عن إعتراضي علي تصرفاتك الأخيرة مش أكتر، ، لكن ربنا يعلم أنا قضيت الكام شهر اللي فاتوا دول وعدوا عليا إزاي !!

مالت برأسها وبكت بفرحه ،،وضعت يدها فوق ذقنهِ النابته تتحسسها بحنان وتساءلت ٠٠٠ يعني خلاص سامحتني ومش هتبعد عني تاني يا حبيبي ؟؟

هز رأسهٌ نافياً وأمسك كف يدها مٌقبلاً إياه بحنان وتحدثَ ٠٠٠ أوعدك إن عمري ما هبعد عنك تاني يا حبيبتي 

طب ومراتك ؟،،قالت جملتها بترقب قلق 

إبتسم لها وأجابها بإبتسامه ٠٠٠ فريدة هي اللي اترجتني علشان أجي أعتذر لك يا أمي !!

إختفت إبتسامتها وحزن داخلها وتساءلت ٠٠٠ يعني لولا مراتك قالت لك مكنتش هتسامحني يا سليم؟؟

إبتسم لها وتحدث بنبرة صادقة ٠٠٠ هتصدقيني لو قٌلت لك إني كٌنت مقرر أرجع لك وأعتذر لك قبل ما هي تفاتحني ؟؟

إبتسمت وأردفت قائلة بنبرة حنون ٠٠٠ المهم إنك رجعت لي ،،ريم قالت لي إن فريدة حامل 

إبتسم لها وأردفَ قائلا بتأكيد ٠٠٠ جهزي نفسك يا أمال هانم،،هتبقي أجمل وأصغر وأشيك تيتا لأجمل توينز،، ولد وبنوته 

إتسعت عيناها بذهول وآنبهار وتحدثت بنبرة صوت سعيدة ٠٠٠ مبروك يا حبيبي،،ربنا عوض صبرك إنتَ ومراتك خير 

وقف وأوقفها معهْ وتحدث قائلاً لها بهدوء ٠٠٠ أنا خارج أتكلم مع بابا شوية علي ما حضرتك تاخدي شاور وتتشيكي وتظهري في أبهي صورة ليكِ علشان تخرجي تعملي لي الأكل اللي بحبه من أديكي 

أجابته بنبرة حزينه وملامح مٌنكسرة ذليله ٠٠٠مش هينفع يا سليم،، أنا ممنوع أخرج من أوضتي طول ما بباك موجود في البيت 

قبل وجنتها قائلاً بإطمئنان وتحدث ٠٠٠ كل حاجه هترجع زي الأول وأحسن يا حبيبتي ،،متقلقيش يا أمي

نظرت له ببارقة أمل وتحرك هو للخارج وأسرعت هي إلي المرحاص لتفعل ما طلبهٌ منها نجلها العزيز وغاليها 

_______________

جلس بجانب والدهٌ وأستسمحهُ وطلب منه إرجاع والدتهٌ إلي مكانتها الاولي 

فتحدثَ قاسم محاولاً التماسك ٠٠٠ أيوة يا أبني بس أنا حالف يمين وحرمتها عليا 

رد عليه سليم مٌفسراً ٠٠٠ أنا سألت في مشيخة الأزهر وعرفت إن يمين التحريم ليه كفارة بتندفع وكأن الأمر لم يكٌن،،صيام شهرين متتاليين أو إطعام أو فلوس ،،الأمر محلول بإذن الله يا بابا 

تحدث قاسم بتمنع مٌصطنع وذلك لحفظ ماء الوجه ٠٠٠أمك معملتش حسابي وصغرتني قدامك وقدام الناس يا سليم،،وأنا خلاص،، مبقتش عاوزها تاني في حياتي 

أجاب والدهَ ناهياً النقاش في ذلكَ الموضوع٠٠٠ خلاص بقا يا بابا علشان خاطري ،،مش قولنا ننسي اللي فات ؟

واكملَ مٌداعبً إياه ٠٠٠ وبعدين ملوش لزوم تعاند نفسك وتكابرها اكتر من كده،،أنا عارف يا قاسم بيه إنك تعبان وتايه من غير ماما،،بأمارة عينك اللي كانت هتسيب حضرتك وتجري جوة الاوضه تدور عليها وأنا بفتح الباب وخارج من عندها 

تحمحمَ خجلاً وأردف قائلاً بنبرة صارمه ٠٠٠ وبعدين يا ولد 

غمز سليم بعيناه وتحدث ٠٠٠ خلاص بقا يا أبو سليم قلبك أبيض 

بعد مده من الوقت كانت ريم تجاور شقيقها بالوقوف 
وكان قاسم يقف مقابلاً لوقفة أمال التي تنتفض داخلياً وتحدثت بنبرة صوت ضعيفه ٠٠٠ أنا أسفه يا قاسم 

إنتفض داخلهٌ بسعاده وتحدث إليها بنبرة حاول التحكم بها كي لا يصرخ بإسمها ويأخذها داخل أحضانه وذلك لشدة إشتياقه لها ٠٠٠ ولا يهمك يا أمال،،يلا أدخلي المطبخ إعملي لنا الغدا علشان سليم وحشه الأكل من إديكي 

نظرت له بحنين وتحدثت بنبرة هادئة رقيقه متحمسه٠٠٠ حاضر يا قاسم ، ساعه بالكتير والأكل يكون جاهز 

وتحركت إلي المطبخ إلي أن أوقفها صوت قاسم الحاني ٠٠٠ أمال 

إستدارت له فاسترسل هو حديثهٌ ذات المعني ٠٠٠ إعملي إنتِ الأكل وخلي رٌقيه تاخد البنات وينقلوا حاجتي من أوضة سليم لأوضتنا 

نظرت ريم إلي سليم وأبتسما بسعادة وإنتفض داخل أمال بفرحة عارمه 

فأكمل قاسم مفسراً موقفه بإحراج ٠٠٠ يعني ، أنا بقول نفضي الأوضه علشان سليم لو حب يجيب مراته ويباتوا هنا 

ثم نظر إلي سليم وتساءل ٠٠٠ ولا أيه يا سليم ؟

رد سليم سريعً لمساندة والدهٌ ٠٠٠كلام حضرتك مظبوط يا بابا،،أنا فعلاً هجيب فريدة اليومين الجايين ونبات هنا وأكيد هحتاج لأوضتي 

إبتسمت أمال وتحركت سريعً لداخل المطبخ وأخبرت العمال بسرعة نقل كل الاشياء الخاصه بقاسم ووضعها من جديد إلي غرفتها 

وبعد مده جلس الجميع حول مائدة الطعام وتناولوا طعامهم بشهيه مفتوحه وأحاديث مثمرة ونظرات متشوقه وعاشقه بين قاسم وآمال ومشاعرهم الجياشه التي ولدت من جديد 
بعد يومان 

داخل إحدي الأوتيلات الفخمه التي تم داخلٌها التجهيزات للزفاف الضخم الذي سيٌقيم والذي أشرفَ علي تجهيزاتهِ صادق بنفسهِ كي يظهر الحفل بشكلٍ يليق بنجل الدكتور الكبير صادق الحٌسيني 

كانت تقف بقمة سعادتها بإستقبال المعازيم وهي تتوسط زوجها الحبيب ونجلها الغالي بعدما سامحها كلاهما وبث لها كٌلٍ منهما حبه وعبر لها عن مشاعرهما الغاليه تجاهها 

أمسك قاسم كف يدها وقبلهٌ بعيون مٌتلهفه وتحدثَ إليها ٠٠٠ مبروك يا أم العروسه 

إبتسمت له وأجابتهٌ بحب ٠٠٠ ميرسي يا حبيبي 

أكملَ بعيون مغرومهْ وكأنهٌ أصبح إبن العشرين في عشقهِ ٠٠٠ هو أنتِ حلوة أوي كده ليه إنهارده ؟؟

ضحكت بدلال وأجابتهْ بنبرة محذرة ٠٠٠ إبنك يسمعك يا قاسم !!

ردَ عليها بنبرة قوية ٠٠٠ ما يسمع ، أنا هخاف من إبني ولا أيه ؟

ضحكا وتبادلا النظرات العاشقة بينهما 

كان يتحدث في هاتفهِ الجوال ثم أغلقهٌ ونظر إليهما وأردفَ قائلاً ٠٠٠ بابا ،،فريدة وصلت بره هي وأهلها ، هروح أستقبلهم  

أجابهٌ قاسم بموافقه ٠٠٠ تمام يا سليم ، بس متتاخرش علينا 

وبالفعل خرج بإستقبالهم وبعد مده وقفوا جميعاً أمام أمال وقاسم وتبادلوا التهاني الحارة مع قاسم أما أمال فكان السلام من الجميع بارداً،، تحركَ بهما سليم لإحدي الطاولات العائلية وأجلسهم بإحترام 

بعد مدة ذهبت أمال إلي فريدة وتحدثت بحنين وهي تنظر إلي أحشائها المٌنتفخه التي تحمل أولاد غاليها 

تحدثت بنبرة صوت حنون تحمل بين طياتها أسفً غير مباشر ٠٠٠أزيك يا فريده

إبتلعت فريده لٌعابها وتوترت ثم تحاملت علي حالها وذلكَ لتعبها من جراء الحمل ،،وقفت إحترامً لوالدة زوجها الغالي وتحدثت بنبرة رسميه ٠٠٠ الحمدلله يا أفندم 

نظرت لأحشائها بحنين وتحدثت ٠٠٠مبروك ،،خلي بالك من أحفادي وغذيهم كويس،،عوزاهم يطلعوا في جمال وحنية مامتهم وأقوياء زي سليم 

إبتسمت فريده فأردفت أمال بإعتذار مباشر ٠٠٠ أنا أسفه يا فريدة،،أرجوكِ تقبلي إعتذاري علي كل اللي بدر مني ناحيتك وناحية أهلك 

أجابتها فريدة بوجةٍ بشوش ونبرة صوت صادقة ٠٠٠ مفيش داعي للأسف حضرتك ،،أنا نسيت كل حاجة إكرامً لسليم وغلاوته 

تحدثت أمال وهي تنظر لها بإستحياء ٠٠٠ إنتِ حلوة أوي من جوة يا فريده،، ومحدش غيرك فعلاً كان يستاهل إبني 

فتحت لها ذراعيها في دعوة منها لإحتضانها فدلفت فريده لداخل أخضانها تحت سعادة سليم الذي ينظر إلي غاليتاه من بعيد بترقب شديد ،،وعايدة وفؤاد ونهله الذين إطمئنوا علي غاليتهم وسط تلك العائله 

خرجت فريدة من بين أحضانها ،،ثم نظرت أمال إلي عايده وأردفت قائلة بنبرة صادقه مٌعتذرة ٠٠٠ أنا أسفه 

وقفت عايدة ومدت يدها لها وربتت علي كف يدها وتحدثت بنبرة حنون ٠٠٠ حصل خير واللي فات مات يا مدام عايدة،،،إحنا خلاص بقينا أهل ومفيش بينا الكلام ده !!

شكرتها أمال وتوجهت مرة أخري لزوجها ونجلها بصحبة فريدة التي جلبتها لتقف بجانب زوجها في يومٍ مهم كهذا 

أما مراد الذي كان يقف بإنتظار عروسهٌ الجميله بعدما صعد قاسم كي يأتي بها ليٌسلمها لزوجها

إقتربت ريم من مراد التي كانت سعادته تتخطي عنان السماء تسلمها من بين أيدي قاسم وقبل جبينها ناظراً لعيناها بشوق العالم أجمع 

وأردفَ قائلاً لها بنبرة حنون مٌتأثرة ٠٠٠ مبروك يا قلبي،،نورتي حياتي كلها يا ريم !!

أجابته من بين خجلها الشديد ٠٠٠ الله يبارك فيك يا مراد 

تحرك بها قاصداً المكان المخصص لجلوس العروسان تحت التصفيق الحار وتناثر الورود فوق رأسيهما ،،جلسا العروسان وأنهالت عليهما المباركات والتهاني 

إحتضنتهٌ هناء ودموع فرحها تنهالُ فوق وجنتيها بسعادة وتحدثت ٠٠٠ مبروك يا قلب ماما،،مبروك يا مراد 

شدد من إحتضانها متأثراً بدموعها ثم أخرجها وأمسك كف يدها وقبلهٌ بإحترام وأردف قائلا بنبرة حنون ٠٠٠ الله يبارك فيكِ يا أمي 

إحتضنت ريم وتحدثت بنبرة مترجية ٠٠٠ خلي بالك من مراد يا ريم ،، مراد أمانتي الغالية ليكِ ، حافظي عليها وراعيها بحنيتك عليه وطبطبتك علي قلبه !!

إبتسمت لها ريم وتحدثت خجلاً بكلمات مٌطمئنة إياها بها ٠٠٠ مراد في عيوني يا ماما ، متقلقيش عليه 

نظر لها مراد بعيون هائمة بعشقها 

وبعد مده بدأت رقصتهما الأولي 

تحرك بها حيث الدنس فلور وبدأ برقصتهم بحرفيه عاليه من ذلك المراد الذي قام برفعها وأحتضانها مرة واحده وبدأ يدور بها بسعاده تحت سعادة ريم وأنتشائها وتصفيق حار من الجميع 

ثم أنزلها وقبل وجنتها تحت خجلها وتحدثَ وهو ينظر داخل عيناها ٠٠٠ بحبك يا ريم ، بحبك 

أجابته خجلاً بإبتسامه سعيدة ٠٠٠ بحبك يا مراد 

إنتهي الحفل بسلام وأخذ مراد عروسه الجميل وصعد بها إلي جناحهِ حاملاً إياها بين ساعديه القويتين كفراشه رقيقه 

دلف للداخل ومازال يحملٌها ،،نظر لداخل عيناها بشوقٍ وحنين قائلاً ٠٠٠ نورتي حياتي يا كل حياتي 

خجلت ريم ودفنت وجهها داخل عٌنقهِ وهي لا تعلم أنها وبتلك اللمسه قد إشعلت جسد ذلك المراد بالكامل 

تحدث ومازال يحملها ٠٠٠٠ريم ،،أرفعي وشك ،،عاوز أشوف عيونك 

رفعت لهٌ وجهها فإذ به يميلُ علي شفتاها وينهل من شهدهما بجوعٍ شديد لعشقها الحاد المتعمق داخله

ثم تحركَ بها ووضعها فوق التخت بهدوءٍ ،،خلع عنه حلة بدلته ورماها بإهمال فوق مقعد جانبي ثم جلس بجانب تلك التي تشعر بأنفاسها ستنقطع من شدة خجلها 

فزعت وهلعت من تقربهِ بها وتحدثت مٌتهربه ٠٠٠هو إحنا مش هنتعشي ؟

ضحك بخفه من أفعال تلك المتهربه وتساءل بنبرة زلزلت كيانها ٠٠٠ هو حبيب جوزه جعان ؟؟

إبتلعت لٌعابها من جاذبيتهِ العاليه ونبرة صوتهِ الحنون ونظراتهِ العاشقه الراغبه 

هزت رأسها بإيجاب وتحدث هو غامزاً بعينه ٠٠٠ ما أنا هأكلك حالاً 

وأقترب منها ،، هزت هي رأسها بنفي ووقفت بفزعٍ وتحدثت بنبرة مٌتلبكه ٠٠٠ مراد،،أحنا لازم نبدأ حياتنا بالصلاة علشان ربنا يبارك لنا فيها 

أخذ شهيقً عميق وزفرهُ بهدوء وأجابها مٌعتذراً عن سهوته تلك ٠٠٠ عندك حق يا حبيبي 

واقترب عليها وأمسك كف يدها وقبلهٌ بإشتياق وتحدث ٠٠٠ أنا أسف ، نسيت نفسي من كتر إشتياقي ليكِ،،جننتيني يا ريم 

إبتسمت له وتحرك وتوضئ كلاهما وصلي بها مراد ودعي الله أن يبارك لهما زواجهما وأن يٌجنبهما الشيطان

إنتهي من صلاتهما وخلعت عنها إسدال صلاتها وبدون سابق إنذار أسرع إليها ذلك المتسرع وحملها وتوجه بها إلي تختهِ مباشرةً ليقطفا معاً أول ثمار عشقهٌما الحلال تحت جنون مراد وخجل ريم الذي أثارهُ أكثر وأكثر وبات يزيدها من عشقهِ الثائر المجنون التي عشقته وتقبلته منه تلك الخجوله 

***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

داخل منزل قاسم 

خطت فريده خطوتها الأولي داخل منزل عائلة زوجها الحبيب 

نظر لها قاسم وتحدثَ مٌرحبً بزوجة صغيرهٌ وأم أحفادة الغوالي ٠٠٠ نورتي بيتك يا فريدة 

إبتسمت له بسعادة وأجابته بوجةٍ بشوش ٠٠٠ متشكرة يا عمو،،البيت منور بناسه الطيبين 

وأكدت أمال علي حديث زوجها الحبيب ٠٠٠ نورتي بيتك يا بنتي 

وأكملت ٠٠٠ هجيب لك بيجامه من عندي تنامي بيها علي ما سليم يجيب لك شنطة هدومك من بيت بباكي بكرة 

غمز سليم لوالدتهِ وتحدث بوقاحه جديدة علية ٠٠٠ مش لازم يا ماما،،إحنا هنتصرف 

إلتهبت وجنتيها خجلاً وضغطت بشدة علي كف يدهِ المتملكه لكف يدها 

إبتسمت والدتهٌ وأردفت قائلة بنبرة دعابيه ٠٠٠ أخلاقك باظت خالص بعد الجواز يا سليم 

اجابتها فريدة مدافعه عن حالها ٠٠٠ لا والله يا طنط ، أنا واخداه بأخلاقه زي ما هي كدة 

ضحكت أمال وأجابتها بدعابه٠٠٠ تقريبا كدة عيب تقفيل 

نظر لكلتاهما مضيقً عيناه وتحدثَ ساخراً ٠٠٠ هو أنا بيتروشن عليا وأنا مش واخد بالي ولا أية ؟

ضحك الجميع وتحدثت أمال ٠٠٠ خد مراتك وأدخلوا اوضتكم ، وهبعت لك البيجامه تغيري علشان تاخدي راحتك علي ما رقيه تجهز العشا 

قاطعتها فريدة برفضٍ ٠٠٠ بلاش عشا يا طنط ، أنا مش جعانه ،،كل اللي محتاجاه هو إني أنام وبس 

رفضت أمال ولكن فريدة أصرت علي موقفها فطلب سليم من والدتهِ أن تتركها علي راحتها 

دلفت بجوارةِ إلي غرفتهِ تتلفت حولها بحنين ،،كم تمنت أن تري غرفة معشوق عيناها ،، وكم من المرات التي حَلٌمت وتخيلت كيف هي شكلها غرفته ؟؟

والأن تحقق حلمٌها وهي الآن بين يديه داخل غرفته 

إحتضنها بشده وتحدثَ بنبرة هائمة ٠٠٠ نورتي دٌنيتي يا نور عيوني 

إبتسمت له وتحدثت ٠٠٠بحبك يا سليم 

نظر لها بعيون راغبه وتاه بجمالها ثم نزل علي شفتاها ليشرب من شهد عسلهما ، ثم حملها وأتجه بها بإتجاه تختهِ ووضعها فوقهٌ برقه ، وبات يزيقها من وابل عشقهِ التي إعتادت عليه وأدمنته من معشوقها زوجها الغالي ورفيقٌ دربها 

بعد مدة من الوقت كانت تستكين داخل أحضانهْ الدافئة ، واضعه رأسها براحة فوق صدرهِ الحنون الذي أصبحَ ملاذٌها الأمن 

وتحدث هو بحنين ٠٠٠ يااااه يا فريدة،، متتصوريش قد أيه إتمنيت اللحظه اللي إحنا فيها دي ، ياما عدت عليا أيام وأنا نايم فيها علي سريري ده وأتخيلك وإنتِ جنبي 

تنهد براحه وتحدث وهو يٌشدد من إحتضانهِ لها ٠٠٠ الحمدلله ، ربنا حقق لي كل أحلامي، وأغلي وأكبر أحلامي كان الوصول ليكِ يا غالية، ،واللي أخيراً إتحقق 

شددت من إحتواءها له وتحدثت بنبرة حنون٠٠٠ الحمد لله يا حبيبي،،أيام وعدت بحلوها ومرها، واللي جاي بإذن الله كله خير 

أجابها بتأكيد ٠٠٠ بإذن الله يا قلب سليم،،بإذن الله

***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

صباح اليوم التالي 

طرقت هناء باب جناح غاليها بخفه ،،تحرك مراد وفتح لها الباب، ،وجد والدتهٌ الغالية وبصحبتها إحدي العاملات تحمل بين يديها حاملاً كبيراً موضوع عليه كل ما لذ وطاب من الأكلات التي تناسب تلك المناسبه السعيدة 

أفسح مراد لهما الطريق ودلفت العاملة ووضعت ما بيدها فوق الطاوله الموضوعة بوسط بهو الجناح وخرجت سريعً

أما هناء التي إحتضنت صغيرها بفرحه عارمة حين وجدت سعادتهٌ محفورة فوق ملامحهٌ فتحدثت٠٠٠ ألف مبروك يا حبيبي 

أجابها بسعادة ٠٠٠ الله يبارك فيكِ يا حبيبتي 

أردفت متساءلة بنبرة حنون٠٠٠ أومال فين عروستك يا مراد ؟! 

إبتسم لها وأجاب ٠٠٠ مكسوفة يا ماما

وبعد مده خرجت ريم عليها بصحبة مراد وقدمت لها هناء التهنئة وأنسحبت بهدوء للأسفل  

جلس مراد أمام طاولة الطعام وأجلس حبيبتهٌ فوق ساقيه بعناية تحت خجلها الشديد 

وبدأ بإطعامها من بين يداه تحت سعادتها البالغه وتحدثت هي بدلال ٠٠٠كفاية يا مراد،، أنا شبعت 

أجابها بعيون عاشقه وغمزة شقيه من إحدي عيناه ٠٠٠ بس أنا لسه مشبعتش يا ريم 

وقف وحملها من جديد واتجه بها للداخل إلي تختهما ليكملا وصلة غرامهما الحلال 

***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

بعد بضعة شهور أخري 
داخل ألمانيا ليلاً 
كانت تتمدد فوق إحدي أسِرت المشفي تصرخ بشدة جراء ألام المٌخاض المؤلمه 

تحدثت إليها أسما المجاورة لها ٠٠٠ إهدي يا فريده وأتحملي شويه 

مش قااااادرة ،،هموت يا أسما هموووووت ،،كلمات تفوهت بها تلك الصارخه المتألمة 

وأكملت حديثها بسخطٍ علي سليم ٠٠٠ هو البيه راح فين،، سايبني بموت وهو ولا علي باله وراح فيييين ؟؟

إبتسمت أسما علي أمر النساء العجيب وأجابتها ٠٠٠ هيروح فين يعني يا بنتي،،أهو برة مع الدكتور هو وعَلي بيشوف الإجراءات اللازمة وبيمضي علي أوراق الولادة،، هو إنتِ ناسية إننا وافدين ولا أية 

وبعد قليل دلف ذلك المٌنتفض وأسرع إليها بسيقانٍ مرتعشه 

أمالَ بجسدةِ إلي موضع رأسها وأمسك كف يدها مؤزراً إياها وتحدثَ بصوتٍ مٌرتجف حنون ٠٠٠سلامتك يا نور عيوني

نظرت إليه وتحدثت بدموع حانيه قطعت بها أنياط قلبه ٠٠٠ هموت يا سليم 

وضع يدهٌ سريعً فوق فمها مانعً إياها من إكمال جملتها وأردف قائلا برفضٍ ٠٠٠ إوعي تقولي كده تاني، إنتِ فاهمه ؟؟ 

إنتِ هتولدي وتقومي لي بألف سلامه إنتِ وفريدة وعَلي 

وأكملَ بنبرة مختنقه بدموع القلق والرعب ٠٠٠ إتفقنا يا فريدة ؟

هزت رأسها بتعب وهي تتلوي من شدة الألم ٠٠٠حاضر يا حبيبي،،حاضر 

بكت أسما تأثراً بذلك المشهد ثم تحدثت بدعابه كي تخرجهما من تلك الحالة٠٠٠ أنا أعترض يا صديق العمر،،إزاي يا حضرة تسمي فريدة وعلي وتنساني ؟

إبتسم لصديقة غربتهِ وأردفَ قائلاً بدعابه ٠٠٠ أوعدك صديقتي الغاليه إن التوينز الجاي إسمك هيكون أول الكشف

إبتسمت أسما وصرخت به فريده بعدما أغاظها حديثهٌ وخرجها عن شعورها ٠٠٠ إنتوا بتهزروا وأنا بمووووووت،،توينز تااااااني،،مش لما تخلصني من الزنقة اللي أنا فيها دي تبقا تفكر في اللي جاااااي،،،،آااااااااااه 

إنتفض داخلهٌ برعب من صرخاتها ودلفت إليها الممرضات وألبسوها الثياب الخاصه بغرفة العمليات 
وبعد قليل كانت داخل غرفة الولادة وبجوارها رفيق رحلتها وعاشق عيناها،،يرتدي الثياب الخاصه بالعمليات ،،مٌمسكً بيدها يؤازرها 

وهي تصرخ بأعلي صوتٍ لها ،،نظرت له وتحدثت ٠٠٠بموت يا سليم بموووووووت ،،آااااااااه 

تحدث إليها بنبرة صوت مهدئه ٠٠٠إهدي يا حبيبي،،إهدي يا قلبي وخدي نفس طويل ،،هانت يا فريده،،خلاص يا حبيبي هانت 

صرخت بأعلي صوتها وهي تٌقلص من ملامحها وتشدد علي يده بحده ٠٠٠ خلاص مش قادرة ،،خلااااااص ،،،

وبلحظة إستمعوا لصوت طفلهما الغالي وهو يصرخ مٌعلناً عن وصول رحلتهِ إلي الحياة بسلام 

هدأت قليلاً وأبتسمت ثم عادوت للصراخ من جديد لألام مخاض الطفل الثاني تحت تهدأة سليم لها ومؤازرته لحبيبة العمر 

حتي إستكانت بهدوء بعد نزول الطفل الثاني 

بعد مده طويله من الوقت ،،كانت تتمدد فوق تختها داخل غرفتها بالمشفي وبجانبها أسما الجميلة التي لم تتركهما أبدا وسليم ،،

أما علي فكان بالخارج وذلك لمحافظة سليم علي الحدود الدينيه والثوابت التي لم يتخطاها أبداً حتي مع صديق عمرهِ 

مال علي حبيبته وقبل وجنتها بعيون عاشقه وأردف قائلا بنبرة سعيده ٠٠٠ ألف مبروك يا حبيبي

إبتسمت لهٌ بعيون سعيدة وأردفت قائلة بنبرة حنون ٠٠٠ الله يسلمك يا حبيبي ،،ولادي فين يا سليم ؟

إبتسم لها وتحدثَ ٠٠٠ في حضانة الأطفال يا قلبي بيطمنوا عليهم 

تحدثت أسما بإنتشاء ٠٠٠مبروك يا فريده،،أنا هخرج اقعد برة مع عَلي 

وخرجت بالفعل وأكملَ هو بسعادة ٠٠٠ ليكِ عندي خبر يجنن 

نظرت له متشوقة فأكملَ هو ٠٠٠ قدمت طلب إنتداب لمدة سنتين لينا لفرع الشركة اللي في مصر علشان نبقا وسط أهلنا وإحنا بنربي ولادنا ،،وكمان علشان منحرمش أمال وعايدة من فرحتهم بأحفادهم 

وأكملَ بدعابه٠٠٠وأهو نستغلهم ويساعدوكي في تربية فريدة وعلي 

والطلب إتوافق عليه وهنسافر الإسبوع الجاي 

إتسعت عيناها بسعاده وأردفت قائلة بنبرة سعيدة ٠٠٠ أنا بحبك يا سليم ، بحبك أوي 

مال علي جانب شِفتها ووضع قٌبله حانيه وتحدث ٠٠٠ وأنا بعشقك بجنون يا قلب سليم 

____________

بعد حوالي إسبوعان 
داخل فيلا سليم 

حيث المكان مٌكتظ بالحضور والزائرين الذين أتوا للمباركه بقدوم كِلا المولودين السعيدين 

كانت تجلس فوق الأريكة مثل الفراشه،، محتضنً إياها ذلك العاشق لها بجنون ينظر لعيناها بلهفه لم تقل يومً عن سابق أبدا

أما أمال فكانت تحمل الصغير عَلي وتهدهدهٌ بحِنو ودلال يليق بحفيدها الغالي 

تتحدث إلي قاسم الواقف بجانبها واضعاً ذراعهٌ فوق كَتفها بحنان ٠٠٠ شوفت يا قاسم جماله،،بذمتك مش كله سليم وهو صغير ؟

أجابها قاسم وهو ينظر إلي حفيدهُ الغالي بحنان ٠٠٠ فعلاً يا أمال،،سبحان الله واخد كل ملامح سليم 

ثم نظر إليها بعيون متشوقة بحنين للذكريات ٠٠٠ فاكرة يا أمال اليوم اللي إتولد فيه سليم ؟؟

نظرت لعيناه بإشتياق لأيام صِباهما وأردفت قائلة بنبرة حنون ٠٠٠ وأنسي إزاي أجمل سنين عمرنا وصِبانا يا قاسم 

إبتسم لها ثم ربتَ علي كتفها بحنان وتحدثَ ٠٠٠ ربنا يبارك لنا في سليم وزريته ويقوم لنا ريم بالسلامة 

أجابته بحنان ٠٠٠ يارب يا قاسم 

أما عايدة التي تحمل تلك الملاك البرئ التي تٌشبه والدتها بجمالها الأخاذ وعيونها الجذابه بلونها المميز 

إقتربت منها نهلة ومالت علي وجنة تلك البريئة وقبلتها بحنان وتحدثت إلي والدتها ٠٠٠ جميلة أوي يا ماما ماشاء الله 

نظرت لها عايدة ورددت ٠٠٠ عقبال ما ربنا يتمم لك بخير إنتِ وعبدالله وبعدها أشوف عوضك وأشوفكم إنتِ واخواتك متهنيين يا نهله 

أردفت قائلة بنبرة حنون ٠٠٠ ربنا يبارك لنا فيكِ إنتِ وبابا يا ماما ويرزقكم بركة العمر وخيرة 

إقترب أسامه علي فريدة وقبلها فوق وجنتيها وأردف قائلا بسعادة وهو يعطي لشقيقته هدايا الصغيران ٠٠٠ مبروك يا باشمهندسه،،يتربوا في عزكم إن شاء الله 

أجابهٌ سليم بحنان ٠٠٠ الله يبارك فيك يا باشمهندس

وأكملَ محفزاً إياه ٠٠٠إتشطر بقا في الهندسه وشد حيلك،،كليتك صعبه ومحتاجه شغل ومجهود كبير ،،وإن شاء الله مكانك محفوظ معايا أنا وفريدة 

أجابهُ أسامه بنبرة حماسيه ٠٠٠ أكيد بعد كلامك ده هذاكر بجديه وأخد السنه من أولها بحماس إن شاء الله

أما مراد فكان يقف بجوار حوريتهِ الجميلة محاوطً إياها بذراعهِ الموضوع فوق كتفها بحنان،،تحدث بجانب أذنها مما جعل القشعريرة تصيب جسدها بالكامل ٠٠٠ عقبالنا يا حبيبي 

نظرت له ثم تحسست أحشائها التي تحوي جنينها الذي تم شهرهٌ الثاني وتحدثت بنبرة متشوقه ٠٠٠ يارب يا مراد،،مشتاقه أوي إني أشوف إبني ،،يا تري هيكون شكله أيه ؟؟

ضيق عيناه وتساءل ٠٠٠ وإنتِ مين اللي قال لك إنه هيكون ولد ؟ 

أجابته بيقين ٠٠٠ أنا دعيت ربنا إنه يكون ولد وإن شاء الله ربنا هيستجيب لي 

وأكملت بنبرة عاشقه ٠٠٠ ونفسي كمان يكون شبهك وياخد نظرة عيونك وطيبة قلبك وحنيتك اللي ملهاش مثيل،،نفسي إبني يكون شبهك في كل حاجه يا مراد 

كان يستمع لها بقلبٍ ينبض بعشقها وذائب بغرامها وتساءل ٠٠٠ للدرجة دي بتحبيني يا ريم ؟

وأكتر يا مراد ،،حبك تخطي جوايا كل الحدود ، ،،كلمات قالتها ريم بنبرة صوت عاشقه 

وأثناء حديثهما إقتربت منهما هناء وتحدثت بسعاده وهي تٌمسك بكفي يداهما معاً ٠٠٠ عقبال ما البيبي بتاعنا يوصل بالسلامه وينور دنيتي كلها 

تحدثت إليها ريم متساءلة بنبرة رقيقة ٠٠٠ ياتري نفسك في ولد ولا بنت يا ماما ؟؟

إبتسمت لها هناء وأردفت قائلة بنبرة حَنون ٠٠٠ كل اللي يجيبه ربنا خير يا بنتي،،أهم حاجة الخِلقه الكاملة والصحه 

ثم نظرت إلي مراد وتحدثت بنبرة حنون ٠٠٠ هو أنا كنت أتخيل إن مراد يريح قلبي ويتجوز وكمان ينور دنيتي أنا وابوة بأولاده 

حاوط مراد رأسها بكفي يداه بعناية ثم أمال بطولهِ الفارع عليها ووضع قٌبله حانيه فوق رأسها وتحدث مٌتأسفً ٠٠٠ حقك عاليا يا ماما ،،أنا عارف إني تعبتك معايا كتير إنتِ وبابا 

إبتسمت له وتحدثت بحنان ٠٠٠تعب أية بس يا مراد اللي بتتكلم عنه،،أنا وأبوك فداك وفدي صحتك يا حبيبي

ثم حولت بصرها إلي ريم وتحدثت بإبتسامه بشوشه ٠٠٠ وأهم حاجه إن ربنا عوضك بزوجه زي النسمة وتستاهلك بجد 

وعوضك وعوضنا بالخلف الصالح اللي إن شاء الله هيملي علينا حياتنا وهيكون لنا العوض الجميل من رب العالمين ورضاه علينا 

إبتسم كلاهما لتلك الحنون ذات القلب الطيب وأمنوا علي كلامها

تحدث صادق إلي قاسم الجالس بجانبه ٠٠٠ أخبار البلد أيه يا قاسم باشا 

أجابهٌ قاسم بنبرة متفائلة ٠٠٠ البلد بخير وفي تقدم طالما فيها ناس لسه ضميرها صاحي وبيحركها للبوصله الصحيحه 

إقترب الثنائي عبدالله ونهلة من فريدة يقدمان لها الهدايا الخاصه بالطفلان وتحدث سليم إلي عبدالله بنبرة أخويه ٠٠٠مكنش ليه لزوم التعب ده كله يا عبدالله،،كانت كفايه أوي هدية واحده وخصوصاً إنكم داخلين علي جواز ومحتاجين لكل مليم 

أجابهٌ عبدالله بنبرة هادئه ووجهٍ بشوش ٠٠٠ الحمدلله خير ربنا ونعمه عليا كتير يا باشمهندس،،وبعدين إحنا عندنا كام فريده وكام عَلي علشان نجيب لهم هدايا 

أجابهٌ سليم بأخوية ٠٠٠ تسلم يا عبدالله ،،نردهولك في فرحك بعد إسبوعين إن شاء الله 

خجلت نهلة وتحدثت إليها فريدة ٠٠٠ مبروك يا نهله،،ربنا يتمم لك بخير يا حبيبتي

أجابتها نهلة بنبرة حنون ٠٠٠ تسلمي لي يا فريدة 

أما هناء التي تحدثت إلي أمال ٠٠٠ كبرنا خلاص يا أمال والولاد خلونا تيتات 

إقشعر وجه أمال وتحدثت برفضٍ ودلال ٠٠٠ لا كبرنا ده أية يا هناء، ، إتكلمي عن نفسك يا حبيبتي،،أنا عن نفسي لسه صغيرة وهفضل كده لأخر يوم في عمري ،،أنا أصلاً متجوزة وأنا صغيرة جداً

ضحكت هناء وعايدة التي تحدثت برضا ٠٠٠ أنا بقا موافقه جداً ومرحبه إذا كان الكبر هيخليني تيتا لملايكه زي دول 

وقبلت الصغيرة بحنان وابتسمت لها هناء وآمال التي أصبحت مؤخراً صديقه لتلك العايدة وروحها المرحه وطبعها الحنون 

إجتمع الجميع وبدأت مراسم السبوع كما المعتاد ،،دق الهون ووضع الصغار داخل ذلك الشيئ المخصص لهما المسمي ب ( الغربال ) 

وبدأت عايدة بدق الهون بهدوء شديد كي لا تؤثر علي سمع الصغار وإزعاجهما وتحدثت بسعادة ٠٠٠ إسمعوا كلام أمكم وأسمعوا كلام أبوكم علشان بحبه 

أرسل سليم إليها قُبله عبر الهواء قابلتها بإبتسامة حانية 

وأكملت هي بخفة ظلها ٠٠٠وإسمعوا كلام جدوا قاسم بس تيتا أمال لاء 

أطلق الجميع ضحكاتهم وأشارت أمال علي حالها ونظرت بعتاب مصطنع إلي عايده فأردفت عايده قائلة ٠٠٠ خلاص إسمعوا كلام تيتا أمال علشان متزعلش وكمان علشان تيتا عايدة بتحبها 

وأكملت وهي تنظر إلي فؤاد روحها وامانها وسندها الحقيقي بعد الله وتحدثت بنبرة حنون إقشعر لها أبدان الجميع ٠٠٠ وإسمعوا كلام جدكم فؤاد ،،الراجل الطيب المحترم إبن الأصول، اللي عاش عمرة كله في رضا ربنا

إبتسم لها فؤاد وأردف قائلا بتأثر ٠٠٠ تسلمي يا بنت الأصول 

أما فريدة ونهلة اللتان كانتا بجوار عزيز عيناهما فألقتا بحالهما لداخل أحضانهِ الحانيه وقّبلَ هو جبهتي صغيرتاه الجميلتان وشدد من ضمتهٌ الحنون لكلتاهما

وإبتسمت عايدة لهم ثم أكملت وهي تهز صغير إبنتها بحنان وهدوء ٠٠٠ وإسمعوا كلام خالكم الباشمهندس أسامه 

إبتسم لها أسامه وتحدثت نهلة بنبرة مٌعترضه ٠٠٠ وأنا يا ست ماما ،،نستيني خلاص 

أردفت قائلة بنبرة حنون ٠٠٠ أنساكي إزاي يا قلبي، ،وإسمعوا كلام خالتو نهلة وخطيبها عبدالله الراجل المحترم

نظر عبدالله إلي نهلة وتبادلا النظرات العاشقه بينهما 

ونظرت عايدة إلي شقيقتها عفاف ٠٠٠ وإسمعوا كلام تيتا عفاف علشان دي أختي حبيبتي  

ثم نظرت إلي ريم ومراد وأكملت ٠٠٠ وكمان عمتو ريم وجوزها الدكتور مراد تسمعوا كلامهم 

أطلق الجميع الضحكات وأنطلقوا يتناولون الأطعمه والحلوي المخصصه لتلك المناسبه السعيده 

وبعد مدة كانت تجاورةٌ فوق الأريكة تحمل صغيرها ويحمل هو صغيرتهْ وينظرون لجميع الوشوش السعيده التي تشاركهم سعادتهم بقلوبٍ نقية وسعيده 

مالت علي خد طِفلها ولامست بشرته الرقيقه بحنان ،،تنفست بعمق وهي تشتمٌ رائحتة الذكية

ثم رفعت عيناها تتطلع إلي رفيق درب الهوي الذي ينظر بحنان لصغيرته التي تشبه أمها وتساءلت غير مستوعبة ٠٠٠هو اللي إحنا فيه ده حقيقي يا سليم ؟!

معقول ربنا عوضنا بالصورة العظيمه دي بعد كل البٌعد والحرمان اللي عشناه في سنين عجافنا ؟ 

أجابها بعيون سعيدة ٠٠٠ ربنا كبير وعظيم أوي يا فريده وحب يكافأنا علي صبرنا وتقبلنا الحسن لسنيين عجافنا،،خلاص يا فريدة، إنتهت سنين العجاف وبدأت سنيين الحصاد والرخاء 

وأكملَ بعيون عاشقه ونبرة صوت هائمة ٠٠٠ بحبك يا فريده،،بحبك يا حلم كان عن عيوني بعيد ،،يانجمة في سما عالية وبصبري ويقيني بربنا قربت ونزلت لي ولمستها بإيدي وشقيت ضلوعي وخبيتها جواه بعيد عن عيون الناس 

سليم ،،،قالتها بنبره عاشقه 

ردَ عليها بنبره هائمة متاثرة بجنون عشقها ٠٠٠ عيون سليم 

إبتسمت له وأردفت قائلة بنبرة أنثوية حنون ٠٠٠ بحبك يا سليم ،،بحبك 

رد عليها بنبرة عاشقه ٠٠٠٠ وجوزك بيعشق تفاصيلك يا قلب سليم ♡ 

وإلي هٌنا عزيزاتي ينتهي سرد حكايتنا وينتهي وسمها بجراج الروح ويتم وسمها بإندماج الروح ووصل أرواح العاشقين 

وتحققت عدالة رب العالمين 

فحقاً كُلٍ إجتمع بمن يستحق وكٌلٍ إستحق الجزاء المناسب،،وألتئمت جراح الأرواح المتعبه مٌنذ الكثير وهي الآن في
                 ☆موسم حصاد العشق والهوي☆ 
بعد مرور أربعة أعوام 
كانت تجلس بإسترخاء بجانبهِ فوق المقعد المخصص لها علي متن الطائرة حيث الرحلة المٌتجهه إلي مطار القاهرة الدولي 

حيث قام الثلاثي سليم وفريدة وعلي أخذ إجازة لمدة شهر ونصف وذلكَ لإنتواءهم قضاء شهر رمضان المبارك بين الأهل والأحباب ، حيث التجمعات العائلية وتبادل العزائم بين الجميع وأجواء إحتفالية لم يحظوا بها إلا داخل الأراضي المصرية الحبيبة 

جرت الصغيرة ذات الأربع أعوام داخل رواق الطائرة تشتكي إلي أبيها قائلة ببراءة وغضب طفولي ٠٠٠ يا بااااابي ، ياريت تفهم سليم إني مش بكلمة وكمان تقول له ملهوش دعوة بيا خااالص 

عقد سليم حاجبية بإستغراب وكاد أن يتحدث لولا ظهور ذاك الفتي الذي تم عامهٌ الثامن ولكن من يري غيرتهٌ وتحكماته يَظنٌ أنهٌ إبن الخامسةَ والعشرون 

تحدثَ بحدة لا تناسب سنهِ الصَغير ٠٠٠ هو ده أخرك يا فريدة ، كل ما نختلف تيجي تشتكي لبباكي ؟؟

نظرت فريدة إلي سليم وبدون سابق إنذار أطلقت ضحكة وتحدثت موجهةً حديثها إلي معشوق عيناها ٠٠٠ أنا نفسي أفهم الولد ده بيجيب الكلام ده منين ؟

نظر إليها سليم بغيظٍ وتحدثً مٌتساءلاً بتعجب ٠٠٠ هو ده بس اللي شاغل دماغ سيادتك ، مش شاغلك إن إبن علي بيحاول يفرض سيطرته علي بنتك ويكبت حريتها ؟

ثم نظر إلي سليم الصغير وتحدث إليه مُتساءلاً بنبرة ساخرة ٠٠٠ مالك يا إبن عَلي ، فارد عضلاتك علينا علي الصبج كدة ليه يا حبيبي 

أجابهٌ الصغير بنبرة حادة ٠٠٠ من فضلك يا عمو ماتتدخلش ، ده موضوع خاص بيني وبين فريدة ومش حابب حد يتدخل فيه 

نعم يا أخوياااا،،جملة تفوةَ بها سليم بنبرة مذهولة

ثم حولَ بصرةِ إلي عَلي الذي يجلس في المقعد الخلفي له بجوار أسما الراقيه وتحدثَ سليم بنبرة غاضبة مٌصطنعه ٠٠٠ ماتخلي إبنك يلم نفسه يا عَلي بدل ما ألمهولك بالغصب يا حبيبي 

نظر له عَلي وتحدث بنبرة ذات مغزي ٠٠٠ وإنتَ كُنت لميت نفسك زمان لما يلم هو نفسه ؟! 

وأكمل مٌشارً بيده إليه ٠٠٠ وبعدين أهو تربيتك ، إشرب إنتَ وبنتك بقا 

تساءل سليم ٠٠٠ بتخلع يعني ؟ 

ضحكت أسما وتحدثت ٠٠٠ وإنتَ كمان المفروض تخلع يا سليم،،واحد وخطيبته تتدخل بينهم ليه ؟

ووجهت تساءلاً إلي فريدة ٠٠٠ ولا أية رأيك يا فريدة ؟

ضحكت فريدة وتحدثت ٠٠٠كلامك في محلة طبعاً يا أسما !!

تبادل سليم النظر بين الجميع بغيظٍ تام ثم نظر لإبنتهِ وتساءل ٠٠٠ قولي لي يا قلبي ، عمل لك أيه سليم ضايقك بالشكل ده ؟

تلمست شعرها الحريري التي ورثته عن والدتها وتحدثت ٠٠٠ بيخنقني يا بابي ،عاوزني أربط شعري ومش أفردة كده ، وأنا بقول له أنا بحبه كده ،يقول لي اربطية عشان مش تزعليني،، أنا بس اللي حقي أشوفه مفرود 

الله الله ،وأيه كمان يا أبن عَلي ،،،جملة تفوة بها سليم وهو ينظر إلي الصغير بغيرة قاتلة 

ضحك الجميع وتحدث الصغير بتبجح وغيرة لا تٌناسب سنوات عمرهِ الضئيله ٠٠٠ ده حقي علي فكرة يا عمو ، وكمان ياريت لو تلبس حجاب زي طنط فريدة يكون أفضل 

فتح سليم فاههٌ بتعجب وتحدث قائلاً ٠٠٠ ده أبوك ميجرأش يطلب الطلب ده من أسما اللي متجوزها من 9 سنين ، جاي إنتً تطلبه من بنتي 

تحدثت أسما سريعً ٠٠٠ مالك ومال أسما يا باشمهندس، ما تخليك محضر خير 

ضيق علي بين حاجبية ونظر إلي زوجته قائلاً ٠٠٠ صحيح يا أسما ،إنا أزاي تاه عني موضوع مهم زي ده 

ثم تساءل ٠٠٠ هو أنتِ ليه يا هانم ما لبستيش حجاب لحد إنهاردة ؟!

نظر لهٌ سليم مٌضيقً عيناه وتحدثَ بنبرة ساخرة ٠٠٠ صح النوم يا باشمهندس ، هو أنتَ كٌنتْ مسافر ولسه راجع ولا أيه ؟!

ثم نظر إلي الصغير وتحدثَ بلهجه جامدة ٠٠٠ بص بقا يلاّ علشان تتقي شري ومتخلنيش أحطك في دماغي ، فريدة ملكش دعوة بيها نهائي ، فاهمني يا حبيبي 

إحتدت ملامح الصغير وكاد أن يتحدثْ إلا أن سبقتهٌ تلك الصغيرة الجميلة بنبرة مُعترضة ٠٠٠ لا يا بابي مش للدرجة دي ، خليه يكلمني بس حبة صٌغيرين مش كتير

قهقه الجميع علي تلك الجميلة وسحبها علي إلي أحضانه وقبلها وحملتها أسما داخل أحضانها 

أما الصغير الذي نظر إلي سليم بتشفي ونظرة إنتصار ملئت عيناه وتحرك بكل غرور حيثٌ مجلسهٌ بجانب أميرتهٌ وبجانب عَلي الصغير

نظر سليم إلي فريدة وتحدثَ بعيون هائمة ٠٠٠ بنتك طالعة لك يا هانم ، أموت فيه وإخيه عليه 

أجابته بحديث ذات مغزي ٠٠٠ البنت معذورة يا سليم ، الولد كاريزما بردوا ويتحب !! 

إبتسم لها وتراخت أعصابه حين علم أنها تتحدث عنه 

وحشتيني ،،قالها هامسً بجانب أذنها فأربكها وزلزل كيانها 

إبتسمت خجلاً وشددت من تشابكها ليده المحتضنه كفها برعايه فائقة ،وأكملا رحلتهما 

***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

داخل مسكن هشام 

كان يجلس فوق الأريكه المتواجده وسط بهو مسكنهٌ الخاص وبجانبهٍ طفلتهِ "ليلي" التي أتمت عامها الثالث والنصف ، يستمعا إلي التلفاز والأغاني الخاصة بشهر رمضان التي صدحت في أرجاء المكان لتٌعلن للجميع عن أن غٌرة رمضان غداً

خرجت لبني من المطبخ مٌتجهه إليهما 
وقف هشام سريعً ليحمل عن حبيبته ما بيدها وتحدثَ بنبرة صوت مٌلامه ٠٠٠ ليه مندهتيش عليا يا حبيبتي علشان أشيل الصَنية عنك ؟

تحدثت بأنفاس مُتقطعه وهي تجلس بحرصٍ شديد مُمسكة ببطنها المُنتفخ من جراء حملها بجنينها الثاني والذي أكمل شهرهٌ الرابع ٠٠٠ علي أيه بس يا إتش ، دول كلهم طبقين خٌشاف مش حكاية يعني !! 

تحدثَ وهو ينظر بتشهي إلي كؤوس الخشاف ٠٠٠ تسلم إيدك يا قلبي ، الخٌشاف ريحته تجنن 

أجابته بإبتسامة حانية ونظرة عين عاشقه لم تقل يومً لهفتها ٠٠٠ بألف هنا علي قلبك يا حبيبي 

جلس بجانبها وناولها كأس الخشاف ،، تناولته منه بسعادة ثم نظرت لصغيرتها الجميله وتحدثت ٠٠٠ تعالي يا لولا علشان أأكلك 

رد عليها هشام ٠٠٠ سبيها لي أنا هأكلها 

وبدأ بالفعل إطعام صغيرتهٌ التي تساءلت ببراءة ٠٠٠ بابي ، نانا سميحه قالت لي في التلفون إنها عملت لي حاجات حلوة كتير أوي بكرة ،أنا بحب نانا سميحة أوي  

قبلَ إبنتهٌ بلهفه وتحدث بسعادة ٠٠٠ ونانا سميحة بتعشق ليلي الجميلة زي ما كلنا بنعشقها 

نظر لغاليته وجدها تجزُ علي أسنانها من شدة الألم وتتلوي بجلستها فتحدثَ بتأثر ٠٠٠ لسه تعبانه يا لٌبني ؟

أجابته بإبتسامه تحاول بها بث الطمأنة داخل روحه ٠٠٠ أنا كويسه يا حبيبي متقلقش 

رد عليها بنبرة صوت مٌلامه لحالهِ ٠٠٠ أنا مش عارف كان عقلي فين لما طاوعتك تحملي في الفترة القصيرة دي بعد ليلي ، كان لازم نستني شويه وخصوصاً إنك تعبتي جداً في حمل وولادة ليلي 

نظرت له بحب وتحدثت بنبرة حنون لتهدئته ٠٠٠ خلاص بقا يا حبيبي قلبك أبيض ، وبعدين بصراحة أنا كان نفسي أجيب لك ولد ، والحمدلله ربنا كرمنا وأهو جاي في الطريق

أجابها وهو يٌطعم صغيرته التي تنظر إليهما ببلاهه ٠٠٠ الحمدلله يا قلبي، بس أنا خايف عليكِ أوي يا لٌبني 

أردفت قائلة بنبرة حنون ٠٠٠ ربنا يخليك ليا يا إتش

إبتسم لها وأمسك كف يدها وضع بهِ قٌبله وأردفَ قائلاً ٠٠٠ ويخليكِ ليا يا عيون إتش من جوة 

إبتسما لبعضهما وتبادلا نظرات العشق والهيام التي لم تقل يومً بينهما أبدا، بل تتزايد 

***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

وصل الجميع إلي أرض الوطن بسلام 
كان مراد بإنتظار سليم وفريده وطفليهما 

أما شقيق عَلي فكان بإنتظارهِ هو وأسما والصغير الذي غادر معهما مٌجبراً بعد أن كان يٌصِرُ علي الذهاب مع خاطفة قلبهٌ الصغير ولكن أصَرّ والدهٌ علي حضوره لأجل والديه اللذان يحترقان شوقا لرؤية حفيدهما الغالي

وصل سليم وفريدة وطفليهما إلي مسكنهم وجدوا الجميع بإنتظارهم يتلهفون شوقً لرؤيتهم 
قاسم وأمال،، فؤاد وعايده ، نهله وزوجها عبدالله وولدهما إسلام ،،أسامه ، ريم ومراد وصغيرهما مٌحمد

وبعد السلام والترحاب جلس الجميع حول طاولة الطعام ليتناولون طعام سِحور غرة رمضان المبارك 

تحدثت عايدة بإبتسامه سعيده وهي تضع طبق الفول أمام سليم ٠٠٠ كل سنه وإنتَ طيب يا حبيبي 

إبتسم لها سليم بسعادة وهو يتناول طبق الفول من يدها وأردفَ قائلاً ٠٠٠ وإنتِ طيبه يا حبيبتي 

ثم إستنشق الرائحة المٌنبثقة من خلال طبق الفول وتحدث بإستمتاع وهو مٌغمض العينين ٠٠٠ تسلم إيدك يا ست الكل ، الفول ريحته تجنن 

إبتسمت عايدة وأجابته بإعتزاز ٠٠٠ بألف هنا يا سليم، ده أنا مدمساه مخصوص علشانكم وحطيته في التلاجة علشان تتسحروا منه كل يوم 

ردت عليها أمال بلهجه مٌعترضه ٠٠٠ يتسحروا كل يوم ده أيه ، هو آنتِ فاكرة إني هسيبهم يتسحروا ولا حتي يفطروا هنا لوحدهم ولو يوم واحد ، أنا بس وافقت علي السحور هنا إنهاردة علشان محدش يزعل 

وأكملت وهي تٌقبل حفيدها الغالي الجالس فوق ساقيها بنهمٍ وتحدثت ٠٠٠ لكن من أول بكرة إن شاء الله حبايب نانا مش هياكلو ولا هيناموا إلا في حضن نانا أمال وبس 

إحتضنها الصغير وبادلها قُبلاتها بدلال 

إبتسمت لها عايدة وتحدثت بسعادة ٠٠٠ ربنا يبارك لك فيهم إنتِ وقاسم بيه وتفضلوا منورين حياتهم دايماً 

إبتسمت أمال وأجابتها بنبرة حنون ٠٠٠ ميرسي يا عايدة 

أما مراد الذي تحدث وهو يتناول حبة زيتوة ويضعها بفمه ٠٠٠ بس برافوا عليك يا سليم ، حركة حلوة موضوع السحور والفطار الجماعي عندك أول يوم ده 

إبتسم سليم وأجابهٌ بدٌعابه ٠٠٠ أنا عملت كده منعاً للقمص والزعل اللي كان هيحصل يا مراد، لو فطرت أول يوم عند قاسم باشا ،،فريدة كانت هتزعل وتقول سليم حرمني من فرحتي بوجودي وسط ماما وبابا في أول يوم 

ولو فطرت عند عمي فؤاد ، أمال هانم هتقول مشي ورا كلام مراته وراح وراها عند أهلها ،،وعلي أيه يا حبيبي ، أنا كده برنس ، لميت حبايبي كلهم حواليا في أول سحور ، وبكرة إن شاء الله هنفطر كلنا هنا مع بعض وبعدها اللي عاوز يعزمنا يتفضل ، يا أهلا بيه 

ضحك الجميع وتحدث فؤاد ٠٠٠ خطة في منتهي الذكاء متخرجش غير من مخ الباشمهندس سليم الدمنهوري 

وتحدث قاسم ٠٠٠ وحتي ريم ومراد لما عمل حسابهم في خطته وعزم دكتور صادق ومدام هناء بكرة علي الفطار !!

نظرت فريدة إلي عبدالله الجالس وتحدثت ٠٠٠ كان نفسي عمو عامر وطنط إعتماد هما كمان يشرفونا بكرة 

نظر لها عبدالله الذي يحمل طفلهِ الصغير إسلام فوق ساقيه وأجاب فريده بوجهٍ بشوش ٠٠٠ معلش يا فريدة، ما أنتي عارفه إن ماما مينفعش تسيب البيت أول يوم رمضان لأنها بتعزم إخواتي البنات وأزواجهم وولادهم ، إن شاء الله تتعوض مرة تانيه 

أجابهٌ سليم بنبرة هادئة ٠٠٠ إن شاء الله يا عبدالله ، وبعدين كفايه نورك إنتَ وإسلام باشا ومامته 

إبتسمت نهله وأجابته ٠٠٠ كل سنه وانتَ طيب يا باشمهندس 

قضا الجميع ليلة جميلة وتناولوا خلال سهرتهم الأحاديث المٌثمرة المشتركة بين إهتمامات الجميع 

وأنتهي اليوم وأنصرف كٌلٍ إلي وجهته عدا عايدة ونهله اللتان ضلوا مع عزيزة عيناهم ليستفيقوا باكراً ويعدوا كل ما لذ وطاب من الأكلات الخاصة بهذا الشهر الفضيل 

***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

في الصباح الباكر 

تمللت فريدة بنومها وهي تتمطئ بتكاسٌل ، أفتحت عيناها بالتدريج ونظرت بجانبها وأبتسمت ككٌل يوم تبتسم وتحمد الله علي وجود ذلك العاشق الولهان بحياتها ،كادت أن تتحرك لولا يداه التي كبلتها وسحبتها لداخل أحضانهِ من جديد وقد أردفَ قائلاً ومازال مٌغمض العينان بنعاس٠٠٠ سايبه حضني ورايحه فين يا حبيبي 

إبتسمت بسعادة وتحدثت لتذكيرة ٠٠٠ رمضان كريم يا باشمهندس ، سيبني بقا علشان أنزل أشوف ماما ونهلة عملوا أيه في الأكل 

فك قيودهٌ من حول خصرها المقرب له حينما تذكر الشهر الفضيل وتحدث بنعاس ٠٠٠ كل سنه وإنتِ طيبة يا قلب سليم، خلاص يا حبيبي إنزلي وخلي بالك من الأولاد كويس ، وصحيني أول ما الظهر يأذن علشان ألحق صلاة الجماعة في المسجد 

أماءت له بطاعه ووضعت قٌبلة حانيه فوق كف يده ودثرتهٌ جيداً بالغطاء الوثير ودلفت لداخل المرحاض ، توضأت وصلت صلاة الضحي ثم خرجت وأغلقت خلفها الباب بهدوءٍ تام 

نزلت الدرج إستمعت لأصوات صِغارها مع صغير نهلة يمرحان ويلهوان داخل البهو الكبير للفيلا ،جري عليها عَلي فجثت علي ركبتيها واحتضنته وبدأت بتفريق القٌبلات علي وجنتيه وجبهتهٌ وعٌنقهِ مما أسعد الصغير وتحدث بنبرة طفوليه ٠٠٠ بحبك يا مامي 

وأنا بعشقك يا قلب مامي ،،وكررت القُبلات مع طفلتها الجميلة وصغير شقيقتها الغاليه 

إستمعت إلي صوت والدتها يٌناديها من داخل المطبخ فاتجهت إليها مباشرةً ، وجدتها تجلس هي ونهلة حول طاولة المطبخ المستديرة تعدان الخضار لتجهيز طعام الإفطار 

تحركت إلي والدتها وشددت من إحتضانها من ظهرها وقبلت وجنتها وأردفت قائلة بدلال ٠٠٠ وحشتيني يا عايدة 

إبتسمت عايدة بدلال إبنتها لها وتحدثت ٠٠٠ وإنتِ وحشتيني أوي يا نور عيني ووحشتني القاعدة معاكي

ثم تحركت إلي نهلة التي وقفت لها وأحتضنت كلتاهما الأخري بحنان وتحدثت فريدة بعيون متشوقه ٠٠٠ وحشتيني أوي يا نهلة ، وحشني كلامنا ورغينا طول الليل 

أضافت نهله علي حديثها وهي تتذكر بإبتسامة جميله ٠٠٠ ووقفت البلكونه في عز الشتا ومج السحلب في آدينا علشان يدفينا 

إبتسمت فريدة وأكملت ٠٠٠ وقهوة عايدة علي السبرتاية وإحنا بنذاكر 

إبتسمت عايدة لرؤية غاليتاها بذلك الود والحنان وهذا أقصي ما تتمناهٌ أم لأبنائها 

***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

داخل جناح مراد وريم عصراً 

كانت تٌكمل إرتداء ملابسٌها لتذهب مع زوجها وعائلتهٌ إلي منزل سليم لحضور الإفطار الجماعي أما مراد ذاك العاشق الولهان فكان داخل المرحاض 

إستمعت إلي صوتً بهاتفها يٌعلمٌها بوصول رسالة بتطبيق الواتس آب ، أمسكت هاتفها وتفحصته لتتسع عيناها بذهول عندما رأت فيديو مُسجل لذلك القذر المدعو ب حٌسام وهو يتحدث إليها بعيون هائمة ٠٠٠ وحشتيني أوي يا ريم ووحشتني عيونك، أنا لسه بحبك ومش قادر ولا عارف أنساكِ ، من يوم بٌعادنا وأنا حاسس إني مش عايش ، وكل اللي بطلبه منك هو إنك تديني فرصه أقرب فيها منك تاني ونتكلم زي زمان ، مش أكتر من كدة 

كانت تستمع إليه بعيون جاحظه وقلبٍ ينتفض رٌعبً خشيةً خروج مٌرادها المجنون ورؤيتهِ لذاك الجنان الذي أرسلهٌ عديم الرجولة والشرف المدعو بحسام 

وبلحظة فٌتح الباب وخرج منه ذاك العاري طويل القامة وهو يضع منشفه قصيرة حول خصرةِ ويتحرك إلي الخزينة وقطرات المياة تتساقط من فوق شعر رأسهِ بمظهرٍ جذاب 

وأثناء تحركهُ إلي الخزانه لفت إنتباهُ شحوب وجه أميرته وعلامات الرعب تُسيطر علي ملامحها الرقيقة 

تساءل باستفهام ٠٠٠ مالك يا قلبي ؟ 

إبتلعت لُعابها وأجابتهْ بنبرة كاذبه ٠٠٠ مفيش يا حبيبي 

وتساءلت كي تٌلهيه وهي تُشدد علي هاتفها بتوتر ويدٍ مُرتعشه ٠٠٠ خلصت الشاور بتاعك ؟

ضيق عيناها وتحرك إليها وضع يداه فوق كتفيها وتساءل بنبرة حنون ٠٠٠ مالك يا ريم ، إنتِ فيه حاجة موتراكي ؟

إبتلعت لعابها وكادت أن تُجيبهُ بكذب ولكن إستمعت لوصول رسالة أخري فتوترت أكثر ونظرت له بعيون مُرتعبه وجسدٍ مُنتفض وملامح تدل علي أن روحها تكادُ أن تُزهق 

إتسعت عيناه بغضبٍ وتحدثَ بنبرة تهديدية ٠٠٠ مش هسألك تاني مالك وهستناكي تقولي لي بنفسك أيه اللي شفتيه علي التلفون وراعبك أوي كده 

نزلت دموعها وبكت بعيون يسكنها الرعب وهي تمد لهُ يدها بهاتفها الذي تناولهُ منها وفتحهُ بلهفه ليري ذاك الفيديو ويستمع لكلام ذاك الحقير والذي بعث بفيديو أخر يقول بمحتواه ٠٠٠ بما إنك شفتي الفيديو ومبلكتيش رقمي يبقا أنا كمان واحشك زي ما أنتِ وحشاني وموافقة علي فكرتي 

إشتعلت عيون مراد وازدادت إنتفاضة جسده وكأنه يحترق 

تحدثت ببكاء ٠٠ والله يا مرا 

لم تُكمل جُملتها عندما رمقها بنظرة حارقه وأشار إليها بأن تصمت 

ورجع للخلف خطوتان وضغط علي زر تشغيل خاصية الفيديو المباشر 

كان يجلس داخل غرفته خارج البلاد وينظر بخبث إلي الهاتف ينتظر منها رداً ، لم يستوعب فرحته عندما رأي إتصال فيديو كول منها ، إبتسم بخبث وفتح الكاميرا سريعّ وكاد أن يتحدث إلا أنهُ إصطُدِم حين رأي وجه ذاك الوحش الكاسر وهو مُبتسم بسماجة

ويتحدث بفحيح ٠٠٠ أيه يا بيضا إتخضيتي ، ولا كنتي مستنيه أختك في الأنوثة ترد عليكي ؟

نظر لهُ حسام بعيون كارهه وتحدثَ بتبجح ٠٠٠ بصراحه كنت مستني خلقة ألطف من دي 

أجابهُ مراد ٠٠٠ أكيد كنت مستني الست الوالدة ترد عليك يا ******** 
وأسمعهُ وابلً من السُباب لا يليق إلا بحسام وباخلاقهٍ القذرة 

وأكملَ مراد بنبرة حادة ٠٠٠ وحياة أمك لجيبك لحد مصر من قفاك وإنتَ لاففها كعب داير ، وبعد متجيلي هنا لأخليك تصرخ ومش هتلاقي اللي ينجدك من إيدي ، علشان تبقي تبص لمرات سيدك كويس 

إستفزةُ حسام وتحدثَ ببردو ٠٠٠ ولا هتعرف تعمل معايا أي حاجة ، إنتَ بق علي الفاضي يا مراد 

هنشوف ,,,قالها مراد بتحدي 

وأكملَ مراد بوابلٍ جديد من السُباب ٠٠٠ إن ما خليتك تصرخ زي النسوان بعد ما أخليك أختهم ومتفرقش عنهم في أي حاجة ، ما أبقاش أنا مُراد الحُسيني 

وأكملَ ساخراً ٠٠٠ تصدق يلاّ أنا كنت ناسيك وقاعد زهقان ومش لاقي حاجة تسليني، بس كدة تمام ، لقيت اللي هيسليني الفترة اللي جاية وهيخرجني من الملل 

إبتلع حُسام لُعابهُ بعد تهديد مراد له والذي يعلم علم اليقين أنهُ يستطيع تنفيذه ،فأغلق البث سريعً

كانت تستمع بدموع وجسدٍ مُرتعب ، نظر إليها بنظرات حارقة وتحدث بحدة بالغة ٠٠٠ والهانم طبعاً كانت ناوية تخبي عليا إتصال الحقير ده وتخلية يضحك في سرة ويفتكر إنه ختم مٌراد الحسيني علي قفاه

هزت رأسها بدموع وتحدثت بنفيٍ تام ٠٠٠ والله يا مراد كنت هبلك رقمه علشان ميعرفش يوصل لي تاني 

حدثها بنبرة حاده وغضبٍ تام ٠٠٠ طبعاً ، وتخليه يفتكر إنه استغفلني وكلم مراتي من ورايا والهانم المحترمة خبت علي جوزها علشان مبسوطة بمكالمته 

وأكمل بحدة بالغة ٠٠٠ ومش بعيد إن كمان شوية الحقير كان يهددك ويجبرك علشان تكلمية يا إما هيبعت الفيديوهات لجوزك ويقوله انك شفتيها ومعترضتيش 

لم يستمع منها غير البكاء الحاد الذي قطع أنياط قلبهِ العاشق ، 
زفر بضيق وتحرك إليها ليقابلها وتساءل بنبرة جامدة ٠٠٠ ممكن أعرف بتعيطي ليه الوقت ؟ 

أجابته من بين شهقاتها ٠٠٠ بعيط لأن كلامك ده فيه نسبة شك فيا يا مراد 

رد بحدة بالغة وردٍ قاطع ٠٠٠ لو عندي ذرة شك فيكِ كنت قتلتك ودفنتك مكانك ، أنا ثقتي فيكي ملهاش حدود يا ريم، وكلامي واضح وبقصد بيه تفكير الحقير فيكِ مش شك في تصرفاتك لاسمح الله 

ظلت تبكي فاقترب منها وضمها لأحضانة ثم تحدثَ٠٠٠ ممكن تهدي وتبطلي عياط 

ثم أخرجها من بين أحضانة متمتمً ٠٠٠ اللهم إني صائم ،، 
وأكملَ بمداعبه ٠٠٠ هلاقيها منك ولا من الحقير اللي شبه النسوان ده كمان، ضيعتوا لي صيامي خلاص 

إبتسمت بخفة وهي تتحرك إلي الخزانة وتُخرج له ثيابً،ثم تحركت إليه لتساعدهُ في إرتداء قميص حلته وتحدثت باهتمام ٠٠٠ إلبس القميص علشان متبردش 

أدار لها ظهرهِ وارتدي القميص من يدها ثم إعتدل لها وبدأت هي بإغلاق الأزرار باهتمام وحب 

وضع يدهُ فوق وجنتها وجفف لها دمعتها بحنان وأردفَ قائلاً ٠٠٠ إدخلي إغسلي وشك علشان ننزل ، زمان ماما جاهزة هي وبابا ومحمد ومستنينا ننزل علشان نتحرك

هزت لهُ رأسها بطاعة وكادت أن تتحرك ،أمسك يدها وتحدث برجاء ٠٠٠ريم ، ممكن متخبيش عليا أي حاجة تحصل معاكي ؟

هزت رأسها بطاعة فأكمل هو مؤكداً ٠٠٠ أي حاجة مهما كنتي فاكرة إنها هتضايقني ؟

أجابته بهدوء ٠٠٠ حاضر يا حبيبي ، بس ممكن تسيبك من الحقير ده ومتحطوش في دماغك 

إبتسم ساخراً وتحدثَ بفحيح متوعداً ٠٠٠ أسيبني من مين، ده واحد غبي وأنا شيلته من دماغي ونسيته وهو اللي جه قدام القطر ووقف ، يقابل بقا ويوريني رجولته للآخر 

مراااااد ،،،قالتها بدلال 

نظر لها وغمز بوقاحه ٠٠٠ ماقولنا رمضان كريم بقا 

إبتسمت خجلاً ودلفت للمرحاض لتغتسل وبعد مدة نزلا معاً الدرج جري عليهِ طفلهُ مُحمد الذي تخطي عامهُ الثالث وتحدثَ بصياح ومرح ٠٠٠ باااابي

فتح له مٌراد ذراعيه علي مصرعيهما ورفع صغيرهُ وثبتهُ داخل أحضانه وبدأ بتقبيل كُل إنشٍ به قائلاً ٠٠٠ أيه يا قلب بابي 

تساءل صادق بنبرة جاده ٠٠٠ جاهزين يا ولاد ؟ 

أجابته ريم بابتسامة بشوشة ٠٠٠ جاهزين يا عمو 

تحدثت هناء ٠٠٠ طب يلا بينا علشان كدة هنتاخر 

وتحرك الجميع إلي منزل سليم 

***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين

قبل إنطلاق مدفع الإفطار بنصف ساعة 
داخل حديقة منزل حسن نور الدين، كان المكان يأجٌ بالحضور ، حيث غادة وزوجها ونجليها،،مني وزوجها وماجد ،، هشام ولبني وإبنتهما الجميلة ،، وأهل المنزل 

كانت الأجواء أكثر من رائعه حيث زٌينت الحديقه بالزينة المخصصه للإحتفال بقدوم الشهر المبارك ، وأيضاً جهاز التلفاز الذي نقلهٌ حسن للحديقه حتي يستمع الجميع لبرنامج الشيخ الجليل محمد متولي الشعراوي 

قَبلَ هادي رأس أبيه وتحدثَ إليهِ بإحترام ٠٠٠ كل سنه والبيت مفتوح بحسك يا حاج 

ربت حسن علي يد نجلهِ وأجابهٌ بإبتسامة حانية ٠٠٠ وإنتَ طيب يا هادي 

أما بالداخل فكانت نساء المنزل تسابقن الريح في صنع كٌل ما يلزم لرصهِ علي الطاولة قبل إنطلاق مدفع الإفطار ليعلن عن إنتهاء مدة الصوم وبدأ تناول كل ما لذَ وطاب

تحدثت سميحه إلي لبني علي عجل ٠٠٠ إدخلي صحي هشام علشان الفطار يا لٌبني ، بسرعه علشان يلحق يتوضأ ويجهز لصلاة المغرب 

تركت لٌبني ما بيدها وأجابتها وهي تتحرك علي عجل ٠٠٠ حاضر يا خالتو 

ووجهت سميحه حديثها إلي دعاء ورانيا ٠٠٠ بسرعة يا بنات خرجوا المخلل والسلطه وأبدأوا رص الصواني علي السفرة 

تحرك الجميع علي قدمٍ وساق ودلفت لٌبني إلي هشام الغافي بتختهِ السابق وبدأت بإفاقتهْ بهدوء قائلة ٠٠٠ هشام، حبيبي إصحي المغرب خلاص هيأذن 

تملل ذاك الغافي بتعبٍ منذٌ أن أتي من عملهِ وتحدثَ بعدم إدراك ٠٠٠ فيه أيه يا لٌبني 

إصحيَ يا حبيبي ، كل سنه وانتَ طيب ،،قالتها لٌبني بإبتسامة مُشرقه 

إبتسم لها عاشقها وتحدثِ بنبرة حنون ٠٠٠ وإنتِ طيبه يا روح قلبي ، والسنه الجاية يكون معانا الأستاذ سيف منور سفرتنا ومزودها 

إبتسمت له وأكدت علي حديثهٌ بتمني ٠٠٠ يارب يا هشام، يارب  

خرج هشام من غرفته بجانب لٌبني وتوجهَ إلي المطبخ إحتضن والدتهٌ وقبلَ رأسها وأردف قائلا بوجهٍ بشوش ٠٠٠ كل سنه وإنتي طيبة وبخير يا حبيبتي 

إبتسمت له وأحتضنته بدلال وأردفت قائلة بنبرة حنون ٠٠٠ كل سنه وإنتَ طيب يا حبيبي والسنه الجاية يكون معاك إبنك منور دنيتنا ومزودنا 

أمنت علي حديثها مٌني وغاده ورانيا ودعاء 

وتحدثت غادة إلي هشام وهي تحتضنهُ ٠٠٠ وحشتني يا إتش،، خلاص نسيت غادة بعد ما القلب إرتاح وحضن لٌبني يا سي هشام 

ضحكت مني وأجابتها ٠٠٠ سنة الحياة يا غادة ، تقريباً كدة إكتفوا بحبهم عن العالم كلة ، دول مبيجوش عندي غير كل فين وفين 

نظر لهما هشام وتحدثَ بتعجب ٠٠٠ ها، محدش تاني عاوز يزود ، أيه يا جماعة إنتم ما صدقتم ،أنا مش لسه كنت عندك من إسبوعين يا غادة ؟ 

أجابته بتذمر ٠٠٠ إسبوعين بحالهم، ومالك جاي علي نفسك كدة ليه يا حبيبي 

أجابها هشام مٌفسراً ٠٠٠ الأول كُنتي عايشه لوحدك إنتِ وتميم ,وعلشان كدة كنا كلنا معاكي وبنزورك بإستمرار،، لكن حالياً ربنا يبارك لك في أستاذ خالد بقا موجود معاكي علي طول وبالتالي مبقاش ينفعش أزورك كل يوم زي الأول 

تحدثت سميحة علي عجل ٠٠٠ يلا يا هشام إتوضا وأجهزة للصلاة يا حبيبي وأبقوا كملوا عتاب بعدين 

دقائق وأنطلق مدفع الإفطار وتلاهٌ أذان المغرب بصوت شيخٌنا الجليل محمد رفعت 

***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

داخل فيلا سليم بعد إستماع الجميع لأذان المغرب ،بدأت فريده ونهله بتوزيع التمر المحشو بحباة اللوز علي الجميع لإفطارهم 

تناول الجميع حبات التمر مع شربة مياة حسب السنة النبوية وتحرك الرجال إلي المسجد المجاور لصلاة المغرب جماعة وصلت النساء ايضاً 

وحضر الجميع وانضموا إلي سفرة الطعام وتحدثَ سليم بنبرة سعيدة ٠٠٠ كل سنه وانتم طيبين يا جماعة ورمضان كريم 

رد الجميع بسعادة وبدأوا بتناول الطعام وسط أجواء سعيدة وأحاديث شيقة من الجميع 

وبعد مدة جلس الرجال بالحديقة ودلفت النساء للداخل وأعدت فريدة ونهلة مشروب القهوة للرجال وقدمتاه للجميع 

ودلفتا العاملتان التي أتت بهما أمال إلي المطبخ لجلي الصحون وتنظيف المنزل 

جلست ريم وفريدة ونهلة يتحدثون ،،وأيضاّ عايدة وأمال وهناء 

_________________

داخل حديقة حسن نور الدين 
كان يجلس الأشقاء الثلاث وتساءل هشام إلي حازم ٠٠٠ أخبارك أية مع رانيا يا حزوم ؟

إنفرجت أسارير حازم وأردفَ قائلاً براحة ظهرت فوق ملامحه ٠٠٠ عايش ملك زماني يا باشا والسر يكمن في بسمه 

قهقه الشقيقان وتحدث هادي بدعابه ٠٠٠ أه والله ، من يومها واخوك عايش ولا هارون الرشيد ، رانيا بقت بتتلون مع فصول السنه الأربعه لحازم يتجنن ويعملها تاني 

تساءل هشام باستفهام ٠٠٠ وياتري بسمه أخبارها أية يا حازم ؟ 

إبتسم حازم وأجاب شقيقهُ ٠٠٠ اللي عرفته بعد ما سابت الشركة إن ربنا رزقها براجل محترم وأتجوزت 

وتنهد قائلاً ٠٠٠ ربنا يسعدها هي وابنها 

هو إنتَ نسيتها فعلاً يا حازم ؟,,,جملة تساءل بها هشام أخيه 

فابتسم حازم وتحدثَ بنبرة صادقة ٠٠٠ هتصدقني يا هشام لو قُلت لك إني باهتمام رانيا بيا عشت كل مراحل حياتي من جديد ، عشت مشاعر الحب وحلاوته،، والخطوبه ورقة المشاعر ، عشت بدايات الجواز وهناه ،

وأكملَ بنبرة جادة ٠٠٠ وحقيقي كنت هندم جداً لو طاوعت شيطاني وخربت بيتي بإيدي 

وأكملَ بجديه ٠٠٠ أنا إكتشفت إن الإهتمام بيغير الراجل مننا 180 درجة للأفضل ، وإكتشفت كمان إننا كرجالة نقدر بحاجات بسيطة جداً نخلي الست اللي معانا تعيش في منتهي السعادة ، وبالتالي راحتها وسعادتها هينعكسوا علي حياتك كراجل  

صفق هشام مشجعً أخاه وتحدثَ بإشادة ٠٠٠ برافوا عليك يا حازم ،هو ده الكلام الصح، فعلاً أي راجل قادر بكلمات بسيطة منه وبالمعاملة الحسنة يخلي الست اللي معاه تثق في نفسها وتنور وتحاول بشتي الطرق إنها تسعد جوزها علي قد ما بيسعدها،، والعكس صحيح 

أكد هادي علي حديث شقيقاه ٠٠٠ كلام زي الفل يا رجالة، الله ينور  

وأكملا حديثهم الشيق 

***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

ودعا سليم وفريدة الجميع بعد سهرة طويلة كانت مليئة بالأحاديث المثمرة والتسامر الشيق للجميع 

خطت نهلة وعبدالله داخل عشهما الهادئ ،،دلف عبدالله إلي غرفة صغيرهٌ الذي يحملهٌ غافياً ،وضعهٌ فوق تختهِ ودثرةٌ تحت الغطاء برعايه وحنان 

ثم توجهَ لزوجته الحنون داخل غرفتهما الخاصة ، وجدها تٌخرج ثيابً لها ويبدوا أنها تستعد لأخذ حمامً دافئً ليٌزيل عنها عناء التعب والمشقه من يومها المنصرم 

إقترب إليها وحاصرها بذراعيه القويتين وضمها إلي جسدهِ بشدة ، ثم مال علي شفتاها ووضع بهما قٌبلة شغوفه بث لها بها كل إشتياقه وحرمانه منها ليلة أمس 

إبتسمت له خجلاً فتحدث هو بنبرة حنون ٠٠٠ وحشتيني يا قلبي، وحشتيني أوي 

إبتسمت له وبادلته قبلاته الشغوفه وبعد مدة قصيرة تحدثت ٠٠٠ عبدالله ، أنا عاوزة أشتغل 

تنهد بهدوء وأبتعد عنها قليلاً وبدأ بخلع ثيابه عنه وأردفَ قائلاً ٠٠٠ مش إحنا إتكلمنا في الموضوع ده قبل كده يا نهلة وأنا قلت لك إني مش موافق 

أجابته بنبرة حادة ٠٠٠ لا يا عبدالله ، إنتَ مقلتش إنك مش موافق، إنتَ قٌلت لي نأجل الموضوع لما أولد وبعد الولادة قلت لي الولد صغير ومحتاج لرعايتك، وأهو إسلام كبر وماما وعدتني إنها هتهتم بيه 

هو أنا مقصر معاكِ في حاجه يا نهله ،،، جملة تساءل بها عبدالله مٌتأثراً 

أجابته علي الفور بعيون عاشقه ٠٠٠ عمرك ماقصرت معايا في أي حاجه يا حبيبي، بالعكس ، إنتَ نعم الزوج يا عبدالله ، بس أنا نفسي أحقق ذاتي وأشتغل ويكون لي كيان 

إقترب عليها من جديد ولف ساعديه حول خصرها وتحدثَ وهو يقبل شفتها بهدوء ٠٠٠ ولو قٌلت لك مش قادر أتقبل فكرة إنك تخرجي وتتعاملي مع رجالة في شغلك هتقولي أيه ؟

ضيقت عيناها بإستغراب فأكملَ هو بعيون عاشقه ونبرة صوت هائمة غائرة ٠٠٠ يا نهلة أنا بحبك وبموت من غيرتي عليكِ، مبطمنش عليكِ غير وأنا متأكد إنك في بيتي متصانة زي الجوهرة، أنا كنت بغلي طول الليل لمجرد إنك نمتي عند فريدة ،، ولولا إني خفت علي زعل فريدة وطنط عايدة مكنتش وافقت أبداً إنك تخرجي من جوة حضني وتباتي برة بيتي 

وأكمل بنبرة صوت مترجيه ٠٠٠ أعذري غيرتي المجنونه عليكِ يا قلبي وحققي لي طلبي ومتفكريش في موضوع الشغل ده تاني 

وأنا الحمدلله إسمي بدأ يلمع في عالم المحاماه والدنيا بدأت تحلو معايا 

كانت تستمع إليه بعيون عاشقه وقلبٍ يتراقص علي أنغام كلماته الغائرة التي تعشقها 

وأردفت قائلة بنبرة سعيدة ٠٠٠ للدرجة دي بتحبني يا عبدالله 

أجابها بعيون هائمة ٠٠٠ أنا بعشقك يا نهله ،مش بس بحبك 

أجابته بمنتهي الرضا ٠٠٠ وأنا موافقه علي كل اللي تؤمرني بيه يا عبدالله ، أهم حاجه تبقي أنتَ مرتاح 

غمز بعيناه وتحدثَ ٠٠٠ حيث كدة بقا خدي لي غيار معاكِ علشان ناخد شاور مع بعض إحتفالاً بالخبر السعيد ده 

ضحكت برقه وكادت أن تتحرك لولا كبلها وسحبها لداخل أحضانه من جديد واتجهَ بها إلي تختهما سوياً تحت سعادتها 

***☆***☆***☆***☆***
رواية جراح الروح بقلمي روز آمين 

داخل جناح سليم ،خطي للداخل بعد مهاتفتهِ لوالدته والإطمئنان علي صغيريه التي أصرا أمال وقاسم علي إصطحابهما معهما إلي منزلهما 

خرجت من المرحاض وهي ترتدي الثوب الخاص بالحمام ( البرنس ) وتضع حول رأسها منشفه 

نظر إليها بقلبٍ يتسارع بوتيرة سريعة من شدة جمالها الأخاذ ،،فقد كانت مٌثيرة حقاً بوجنتيها الذي جعلهما الماء الساخن متوهجتين وتشبها ثمرات التفاح الأحمر الناضج وجعلت أيضاً من شفتاها الكنزة الممتلئة تشبها حبات الكرز الناضجة في موسم حصادها 

تحرك إليها بأنفاس مُنقطعة ووقف يتطلع إليها بعيون عاشقه هائمة حد النخاع ،،نظرت له وأبتسامة جذابه كست وجهها وتحدثت خجلاً ٠٠٠ كل سنه وانتَ طيب يا سليم 

إبتسم لرقتها وأجابها وهو يُزيح عن شعرها تلك المنشفه ٠٠٠ وأنتِ طيبه وجوه حضن سليم يا قلب سليم 

وتحرك بها إلي حيثُ المرأة وأمسك فرشاة شعرها وبدأ بتصفيفهٌ لها تحت أعين تلك العاشقه وسعادتها اللامتناهية من إهتمام ذاك الولهان 

وضع الفرشاة بمحلها بعدما انتهي ،،ثم حاوطها بذراعيه بعناية فائقة ومال علي عنقها ودفن أنفهِ به وبدأ باستنشاق أكبر قدر من عبقها الذي بات يعشقه ويتنفسه 

وبدأ بتقبيل عنقها ثم تحدث قائلاً بدٌعابه ٠٠٠ تعرفي لولا الجو متأخر وهنتاخر علي السحور كنت عملت أية

نظرت تنتظر إكمال حديثهُ باهتمام فأكملَ هو ٠٠٠ كنت أخدتك ونزلنا الجاكوزي ونسينا الزمن فيه 

إبتسمت خجلاً وأكملَ وهو ينهل من شهد شفتاها ٠٠٠ إزاي قادرة تحافظي علي درجة عشقي ليكي بعد كل سنين الجواز دي ؟ 

إزاي قادرة تخليني مجنون بعشقك طول الوقت،،إزاي قادرة تخليني عطشان لهواكي وعمري ما بشبع من شهد عسلك مهما شربت 

إبتسمت بسعادة وأجابته بنبرة حنون ٠٠٠ لما ألاقي إجابه لسؤالي اللي دايما شاغلني هبقا أجاوبك 

أدار وجهها إليه ولف ذراعيه حول خصرها ألصقها بجسدهٍ وتساءل ٠٠٠ وأيه هو بقا سؤال حبيبي اللي دايماً شاغله ؟

أجابته بحنان وعيون مٌغيمه بدموع السعادة ٠٠٠أيه الحاجه العظيمة اللي عملتها في حياتي علشان ربنا يكافئني ويرزقني بحبك الكبير ده يا سليم !!

إتسعت عيناه بسعادة وأردفَ قائلاً بحنان ونبرة هائمة٠٠٠ يا فريدة أنا بعشقك 

أجابته بحنان وصوتٍ هائم ٠٠٠ وأنا بحبك أوي يا سليم 

وحملها وتوجهَ بها إلي تختهما ووضعها فوقهُ برقه وبات يُذيقها من شهد غرامهٍ ألواناً وألوانَ 
تمت بحمدلله
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-