الفصل الأول

مقدمة عن مجال تصميم الأزياء

الموضة ليست مرتبطة بالأزياء فقط. إنها شيء يوجد من حولنا في الهواء، إنها النسائم التي تحمل معها الصيحة الجديدة، إنك ستشعر بمجيئها وتشم عبيرها في السماء وفي الشارع؛ فالموضة مرتبطة بالأفكار وأسلوب حياتنا وما يحدث من حولنا.

كوكو شانيل

بطريقةٍ ما، وفي مرحلةٍ ما من حياتك، لا بد أن شيئًا ما قد أطلق شرارة الإبداع بداخلك. فربما عندما كنتِ طفلة تخلصتِ من الرداء الأصلي الذي جاءت به دمية باربي الخاصة بكِ، وصنعتِ لها رداءً أكثر أناقة على نحو كبير. أو عندما بدأتَ تكبر كنتَ منبهرًا بشدة بمظهر والدتك وأنت تشاهدها وهي تتأنَّق للخروج لقضاء إحدى السهرات في المدينة؛ إذ كنت تدقِّق في ثوبها وحذائها وحُليِّها وشعرها. أيًّا كان ما دفعك إلى قرارك بامتهان مهنة مصمم الأزياء، فمرحبًا بك.

لا يوجد مجالٌ مُجزٍ ومُرضٍ أكثر من تصميم الأزياء؛ إذ يصنع شخص لديه رؤية إبداعية — من مجرد فكرة واتته بالعصف الذهني — مجموعة من الملابس تصلُح للبيع بالكامل، وتُعرَض في عروض الأزياء وفي المتاجر وفي الكتالوجات وعلى الأشخاص من مختلف أنحاء العالم. وبدايةً من الفكرة وصولًا إلى المنتج النهائي، يتخطى ما يفعله مصممو الأزياء مجرد التصميم؛ ففي يوم العمل العادي، قد يختار المصمم عارضي الأزياء الذين سيقدمون عرض أزياء قادمًا، ويلتقي مدير العلاقات العامة لمناقشة مسألة التغطية الصحفية العالمية، ويحل مشكلةً تتعلق بالقياسات مع فريق التصميم الفني، ويطلب استشارة القسم القانوني للتأكد من أن الملصق الخاص بالملابس لا يخالف القواعد التنظيمية الحكومية، ويناقش أفضل قطع الملابس التي حققت أعلى مبيعات الموسم الماضي مع قسم الترويج.

figure
إطلالة رقم ٣٤ من مجموعة عرض أزياء ربيع ٢٠١٢ لبيتر سوم. تصوير: دان ليكا. الصورة بإذن من بيتر سوم.
figure
ترتدي العارضة فستان سهرة، في حين يرتدي العارض سترة ماركة كينسلي وبنطلونًا ماركة بانوس من بانوس إمبوريو. الصورة بإذن من بانوس إمبوريو.

باعتبارك مصمم أزياء يحلم بطرح مجموعته الخاصة، فأنت لن تتاح لك الفرصة لإبراز قدراتك الفريدة في التصميم أمام العالم وحسب، بل أيضًا للتعبير عن وجهات نظرك الشخصية بشأن القضايا المجتمعية واللحظات الحاسمة في التاريخ، بدايةً من الشئون السياسية والسلام العالمي، وصولًا إلى الأعمال الخيرية والقضايا الإنسانية وحقوق المثليين والاستدامة البيئية؛ فمثلًا، مصمم الأزياء الشهير كينيث كول معروف بتعبيره القوي عن آرائه الشخصية في حملاته الإعلانية. وهذه واحدة فقط من العديد من الطرق المثيرة التي يمكنك من خلالها استخدام إحساسك الفطري بالأناقة وإدراكك الدقيق للألوان وإبداعك الشخصي وموهبتك الفنية في التأثير على الأفراد وأنماط الحياة والاتجاهات المجتمعية؛ لذلك، في الواقع، لا يستطيع مصممو الأزياء فقط صنع ابتكارات في عالم الموضة، وإنما أيضًا نقل رسالة مهمة بالنسبة لهم إلى الناس.

إن الموضة ليست مجرد منتج؛ فهي تجسيد لهوية الأفراد، وطريقة تعبيرهم عن أنفسهم وإدراكهم وتصويرهم لها، وطريقة تصرُّفهم، وأسلوب حياتهم. وتُعتبر الموضة وسيلة لتحسين الحالة النفسية؛ فيمكنها تحسين نوعية حياتنا ورفع معنوياتنا، وأهم من هذا كله، يمكنها إدخال السعادة على أنفسنا؛ فمعظم الناس يتباهَون بالتعبير عن جمالهم الشخصي من خلال ما يرتدونه وطريقة ارتدائهم له، من الرأس حتى القدمين. ويوجد عامل نفسي في الموضة يمكنه التأثير بعمق على المستهلك (على سبيل المثال، شعور بالثقة أو شعور غامر بالقوة) عند ارتدائه لنوع معين من الملابس أو الأحذية أو الحُليِّ أو حتى عند وضعه لعطر معين، والمصمم الجيد يضع هذا دومًا في اعتباره عند تصميم منتجات لعميله المستهدف.

تُتاح لمصمم الأزياء فرصة اختيار ملابس عملائه في حياتهم المهنية والاجتماعية على حد السواء؛ بدايةً من أكثر اللحظات إثارة في حياتهم وصولًا لأحلك أيامهم. إنك ستلعب دورًا أساسيًّا في دعم حياة الأفراد والتأثير فيها بالأزياء التي تصنعها من أجلهم في اللحظات المحورية في حياتهم؛ بدايةً من اليوم الأول لولادة الفرد، واليوم الأول لذهابه إلى روضة الأطفال، ويوم تخرُّجه من المدرسة الثانوية، ويوم تخرجه من الجامعة، وصولًا ليوم تقدُّمه للحصول على عرض وظيفة مهم، ويوم عُرسه، عندما تدخل عروس المستقبل قاعة الزفاف وتتقدم متوترة — لكن متحمسة — في طريقها إلى عقد قرانها.

عاش مصمم الأزياء اللبناني البارز إيلي صعب هذا الحلم؛ إذ صمم ملابس الممثلة هالي بيري في حفل توزيع جوائز الأوسكار الرابع والسبعين، عام ٢٠٠٢، الذي كانت فيه بيري أول سيدة سمراء تفوز بجائزة أوسكار أفضل ممثلة. وفي خطابها المؤثر عند تسلُّمها الجائزة، قالت والدموع تنهمر على وجنتيها: «هذه اللحظة أكبر مني بكثير. أُهدي هذه اللحظة إلى دوروثي داندريدجي، ولينا هورن، وديهان كارول. وإلى السيدات اللاتي وقفن بجواري؛ جادا بينكيت، وأنجيلا باسيت، وفيفيكا فوكس، وإلى كل سيدة سمراء أصبح لديها فرصة الآن؛ لأن هذا الباب أصبح الليلة مفتوحًا أمامها.» رغم أن السيد إيلي صعب لم يكن موجودًا على المسرح مع عميلته؛ فقد لعب دورًا أساسيًّا خلف الكواليس بطريقتين مهمتين للغاية. أولًا، ساعد عميلته في الشعور بالثقة في هذه المناسبة المهمة لها. وثانيًّا، بنى مستوًى معينًا من الثقة معها دفعها إلى اختياره ليصبح مصممها في مثل هذه اللحظات المهمة من حياتها. ويَنتُج عادةً عن الرابطة التي تنشأ بين مصمم الأزياء والعميل صداقة تدوم طوال العمر.

إن هذا العالم المدهش هو المكان الذي ينبض فيه الابتكار بالحياة، والذي لا حدود فيه للتأويلات الإبداعية. وبالنسبة إلى آلاف المصممين حول العالم، سيصبح هذا الشعور، هذا الجزء الذي لا يتجزأ من ماهيتهم ومن طريقة تعبيرهم عن أنفسهم؛ هو مصدر رزقهم. ويومًا بعد يوم، وخلال ساعات العمل الشاقة ولحظات الضغط الشديد، سيساعد هذا الشغف في حثك على تصميم مجموعة أزياء تلو الأخرى، موسمًا تلو الآخر، وسنة تلو الأخرى.

figure
العارضة كلوديا شيفر في إحدى إطلالات المجموعة التي صممها المصمم راندولف ديوك لصالح بيت أزياء هالستون. الصورة إهداء من راندولف ديوك.

(١) المقصود بتصميم الأزياء

يُعرِّف قاموس مريام وبستر الموضة على أنها التقليد أو النمط السائد. وتصميم الأزياء هي عملية يجري فيها تحويل نمط إبداعي مُتصوَّر إلى ملابس وإكسسوارات قابلة للارتداء. والملابس (التي تُعرف أيضًا باسم الثياب أو الأَرْدية أو الأَلْبسة) في أبسط تعريف لها، هي غطاء للجسم، يُصنع عادةً من نوع من القماش، أما الإكسسوارات، فهي عناصر مكمِّلة للملابس، وتكون إما للزينة فقط (مثل الحُليِّ)، أو تكون لها منفعة (مثل الساعة)، أو تكون ضرورية في الحياة اليومية (مثل الحذاء). وتضم أكثر أشكال الإكسسوارات شيوعًا: حقائب اليد والأحذية والقفازات والأوشحة والقبعات والأحزمة والجوارب (بما في ذلك الجوارب القصيرة والجوارب النسائية الطويلة والأغطية المُدفِّئة للسيقان والجوارب الطويلة الضيقة)، والحُليِّ (بما في ذلك الأقراط، والسلاسل، وأساور الرسغ والذراع والكاحل، والخواتم، وحُلي الثَّقْب، والساعات)، ونظارات الشمس، ودبابيس الزينة، والبروشات، ورابطات العنق، والبابيونات، وحمالات البنطلونات.

تنقسم صناعة الموضة إلى خمس أسواق رئيسية على أساس السعر: الملابس الراقية (الهوت كوتور)، والملابس التي تحمل علامة المصمم، والملابس العالية الجودة المتوسطة السعر، والملابس العالية الجودة المنخفضة السعر، والملابس الشعبية. ومع ذلك، توجد أسواق إضافية يكون الإلمام بها على نفس قدر الأهمية، بما في ذلك، الملابس المصنَّعة حسب الطلب والملابس المفصَّلة والملابس العصرية وملابس الدرجة الثانية وملابس العلامة التجارية الخاصة وملابس الخصومات. تُقدِّم الأجزاء التالية سردًا وشرحًا لكافة أسواق صناعة الموضة، من الأعلى سعرًا إلى الأقل سعرًا.

(١-١) الملابس المُصنَّعة حسب الطلب

تُعتبر قطع أو مجموعات الملابس المُصنَّعة حسب الطلب أفخم أنواع الأزياء، وهي تلك التي تُصنع بالكامل حسب رغبة عميل محدَّد ووفقًا لمقاساته ومواصفاته المحددة. وتمثِّل هذه الملابس قمة الفخامة في عالم الأزياء بسبب عدم وجود سوى قطعة واحدة فقط منها. وتُصنع هذه المنتجات على مستوى الهوت كوتور (وهي كلمة فرنسية تعني «الأزياء الراقية» أو «الحياكة الراقية») والتي تُستخدم فيها فقط أفضل الأقمشة، والشرائط التزيينية، والتطريزات، والزخارف المطرِّزة. ويعكس سعرها هذا المستوى؛ نظرًا لارتفاع جودة الخامات المُستخدَمة، ودقة التفاصيل والمستوى العالي من الحرفية المُستخدم في صنع كل قطعة.

figure
أنجلينا جولي ترتدي فستانًا من تصميم راندولف ديوك في الحفل السنوي السادس والخمسين لتوزيع جوائز جولدن جلوب، المُقام في فندق ذا بيفرلي هيلتون، بيفرلي هيلز، كاليفورنيا. تصوير: جيتي إميدجز، ١٩٩٩. الصورة بإذن من راندولف ديوك.

وعادةً ما تُوصَف الملابس المصنَّعة حسب الطلب بأنها تحفةٌ رائعة الجمال لأنها تُعتبر بحقٍّ قطعةً فنية بارعة لا يمكن مقاومتها على كافة المستويات. ويعتبرها كثيرون أحد الأشكال الفنية؛ إذ تُعرَض عادةً ضمن معروضات المتاحف في جميع أنحاء العالم وتُباع بآلاف الدولارات في المزادات. ويمكن لعميل هذا النوع من الملابس أن يطلب صُنع قطعة واحدة أو مجموعة ملابس كاملة لسلسلة من الأحداث الخاصة، مثل الحفلات الرسمية الفخمة. ويكون المصمم مسئولًا عن صُنع كل قطعة من هذه الملابس وفقًا لإطارٍ زمني محدد وربما بفكرة ترويجية خاصة يريد العميل تنفيذها في مجموعة الملابس كافة المصنوعة خصوصًا له.

figure
هيلاري سوانك ترتدي فستانًا من تصميم راندولف ديوك أثناء فوزها بجائزة أوسكار أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «الفتيان لا يبكون» (بويز دونت كراي)، في حفل توزيع جوائز الأوسكار السنوي الثاني والسبعين، المُقام في مسرح شراين أوديتوريام وقاعة إكسبو، لوس أنجلوس، كاليفورنيا. تصوير: محطة كيه إيه بي سي، ٢٠٠٠. الصورة بإذن من راندولف ديوك.

يُرى المشاهير الذين يقدمون حفلات توزيع الجوائز، أو المرشحون للحصول على جوائز في مجالاتهم، عادةً وهم يرتدون ملابس مصنَّعة حسب الطلب ومصمَّمة خصوصًا للمناسبة. وربما يشتمل العملاء الآخرون لمثل هذا النوع من الملابس على الأشخاص الذين اشتهروا دون مبرر معقول، أو الرحالة الأثرياء أو الأعضاء البارزين في المجتمع الذين يحضرون الأحداث المقتصرة على فئات معيَّنة، أو الفتيات اللاتي يظهرن لأول مرة في المجتمع من خلال حفلات تعارف راقصة، أو سيدات الأعمال البارزات اللاتي يُكرَّمن في المؤتمرات، أو العملاء المتواضعين الذين يحصلون على إرثٍ كبير ويفضِّلون عدم لفت الأنظار إليهم، أو أي شخص يُقدِّر الملابس من هذا النوع.

تعليق المؤلفة

حضرتُ منذ عدة سنوات حفلًا في نيويورك تحدَّث فيه مصمم الأزياء الأسطوري أوليج كاسيني عن مجموعة الملابس المصنَّعة حسب الطلب التي صنعها من أجل السيدة الأولى جاكلين كينيدي في أثناء فترة رئاسة جون إف كينيدي. كان السيد كاسيني مصمم أزياء جاكلين كينيدي؛ حيث صمم لها ثلاثمائة رداء أنيق، بداية من الفساتين البسيطة الضيقة الخصر والفضفاضة من الأسفل وصولًا إلى القبعات المستديرة الصغيرة التي اشتهرت بها. إن زيها في يوم القسم الرئاسي — الذي كان عبارة عن قبعة مستديرة صغيرة ومعطف من الصوف ذي لون بُنِّي مصفرٍّ، بياقة ذات فرو أسود فوق فستان من الصوف بنفس لون المعطف — أبهر نساء العالم كله اللاتي أسرعن للحصول على نسخ منه حتى يمكن أن يبدون مثل جاكي. لقد تحدَّث السيد كاسيني عن حسِّ السيدة كينيدي الفطري بالأناقة وكيف كانت تعرف بالضبط المظهر الذي تريد الظهور به أمام الشعب الأمريكي وشعوب العالم أجمع. كان السيد كاسيني يقدم رؤيته التصميمية للسيدة كينيدي، وقد تعاونا معًا في اختيار الكثير من الإطلالات التي ظهرت بها في جميع المناسبات الرئاسية التي حضرتها.

وبما أن السيدة كينيدي كانت رمزًا للأناقة وامرأة جسَّدت الرقي والجمال، فيَتوقَّع المرء أن يصنع مصمم أزيائها الشخصي ما ترتديه من ملابس بما يتلاءم مع هذه المكانة، وهذا ما فعله بالضبط، لكن كانت له أيضًا رؤية استباقية وكان يجازف؛ فقد تصوَّر طلَّة تقدُّمية أكثر للسيدة كينيدي عندما اقترح أن يصمم لها فستانًا بكتفٍ واحدة في إحدى المناسبات، وهو طراز لم تكن النساء ترتديه في هذا الوقت. تقبَّلت السيدة كينيدي فكرته «ما دامت قد حظيتْ بموافقة الرئيس». وقد وافق الرئيس كينيدي وأُعجب العالم برسائل الأناقة التي تبعث بها ملابس السيدة كينيدي عبر السنين.

إن مصممي ملابس الأعمال الفنية هم أشخاص يصمِّمون ويصنعون ملابس خاصة لأفلام السينما أو برامج التلفزيون، أو عروض الفنون الأدائية والأعمال المسرحية، أو عروض الأزياء، أو المناسبات الخاصة، أو العروض الأخرى التي تقوم على «موهبة» مؤديها أو التي يؤديها العاملون الآخرون في مجال الترفيه من ممثلين وعارضين ومغنين وراقصين وغيرهم من الفنانين. وتتطلب هذه العملية أحيانًا بحثًا موسَّعًا عن عنصرٍ تاريخي يجب إعادة إنتاجه، مثل تصميم ملابس تعود إلى حقبةٍ معينة. وبمجرد الانتهاء من البحث، تُرسَم التصميمات، ويُحدَّد المكان الذي سيُحضَر منه القماش ويُشترَى، ثم يُفصَّل على نموذج (مانيكان) أو يُرسَم على باترون ثم يُنتَج. وكثيرًا ما تحتاج الملابس إلى إكسسوارات، مثل القبعات وأغطية الرأس والتيجان والحُلي الأخرى، والجوارب والأقنعة والشعر المستعار والأحذية. وربما تتطلب العملية صنع شيءٍ مميَّز، مثل سترةٍ قطعة واحدة تغطِّي الجسم كله من أجل حفلٍ موسيقي؛ فقد فاز المصمِّم جون نابير بجائزة توني في عام ١٩٨٣ لأفضل مصمم ملابس أعمالٍ فنيةٍ عن مسرحية «القطط» (كاتس) الغنائية التي عُرضت على أحد مسارح برودواي. وستحتاج مغنيةٌ مثل بريتني سبيرز مجموعة ملابس مصنوعةٍ لها خصوصًا بالكامل من أجل جولاتها الموسيقية في جميع أنحاء العالم، والتي تشتمل على أطقم من الرأس إلى القدمين لكل مجموعة من الأغاني، تتناسب مع ديكور كل مسرح تُقدِّم أغانيها عليه؛ ومن ثَم، سيحتاج مصمم ملابس الأعمال الفنية إلى إضفاء شعور معيَّن على الملابس والأطقم يتماشى مع الفكرة العامة للحفل الموسيقي. وبعض مصممي ملابس الأعمال الفنية يصبحون هم أنفسهم مشهورين، مثل باتريشيا فيلد، التي صنعت ملابس شخصيات كاري وميراندا وتشارلوت وسامانثا في المسلسل التلفزيوني الشهير «الجنس والمدينة» (سيكس آند ذا سيتي) الذي عُرض على شبكة «إتش بي أوه»، بالإضافة إلى الفيلم الذي يستند إلى نفس أحداث المسلسل والجزء الثاني منه. ونجد أن المغنية والممثلة مادونا ارتدت ٨٥ زِيًّا في فيلم «إيفيتا»؛ مما يشير إلى مدى أهمية الدور الذي يلعبه مصمم ملابس الأعمال الفنية في الإنتاج الكُلِّي للفيلم.

بالإضافة إلى إدارة المصمم الأسطوري إسحاق مزراحي لشركته الخاصة؛ فقد صمم أزياء ثلاثة أعمال مُعادٌ إنتاجها عُرضت على مسارح برودواي، وأوبريت وأوبرا وفيلم. يواجه مصمم الأزياء الفنية ظروفًا خاصة معينة قد لا يواجهها بالضرورة مصمم الأزياء العادي. على سبيل المثال، يجب على مصممي ملابس الأعمال الفنية إعطاء اهتمام خاص لاحتياجات الفرد الذي يصمم له ملابسه. ففي حالة الراقص، يكون مقاس ملابسه ودقة تفصيله مهمَّيْن لضمان عدم إعاقة حركته أثناء العرض الذي يقدِّمه.

حوار مع مصمم الأزياء ومصمم ملابس الأعمال الفنية تود توماس

هل شهدت نقطة تحوُّل في طفولتك أو نشأتك أو في أية مرحلة من حياتك أدت إلى سعيك لدخول عالم تصميم الأزياء؟

اتجهت إلى التصميم بسبب الحاجة؛ نظرًا لأنني نشأت في بلدة صغيرة ولم تكن الملابس المسايرة للموضة آنذاك متاحة لي.

هلَّا تصف لي الوظائف التي شغلتها في مجال تصميم الأزياء قبل طرح مجموعتك الخاصة، تيلور تينكر؟

بدأت في العمل في حي الموضة في مدينة نيويورك، وعملتُ لدى مُصَنع لملابس المنزل والملابس المريحة، وتعلمتُ الكثير من الأشياء المهمة هناك. لم تكن تلك الوظيفة هي الأروع أو الأكثر إبداعًا، ومع ذلك؛ فقد أعطتني الكثير من المعلومات التي كان لها دور مهم في أسلوب ممارستي لمهنتي. وخلال مسيرتي، عملتُ منسق أزياء لجلسات تصوير العملاء المرموقين. وعملتُ مع مصورين ومحرِّرين مختلفين، والذين تمكنت من خلالهم من التعرف على عالم التسويق والإعلان، كما عملتُ مصممًا حرًّا وقدمتُ استشارات لشركات أخرى. وعملتُ كذلك في عروض الأزياء وتعاونت مع عدد كبير من العاملين في مجال الترفيه على مستوًى شخصي، وصممت ملابس بعض الأعمال المسرحية والسينمائية.

ما النصيحة التي تود تقديمها لمصمم أزياء طموح يحاول طرح مجموعته الخاصة؟

ابدأ بخطة محددة للغاية، ولا بد أن تكون لديك فكرة عن الطريقة التي تريد أن تتطور بها، وذلك حتى تستطيع دعم نفسك على عدة مستويات، ماديًّا وإبداعيًّا؛ فالأمر كله يتعلق بالحفاظ على عملك مدى الحياة.

ما فلسفة تصميماتك؟

أهتم بشدة بالحرفية والجودة، في الملابس الكلاسيكية والمَحِيكة. وأشعر أنه من المهم أن تستثمر في شيء ستستفيد منه لفترة طويلة.

من الذي يلهمك بوصفك مصمم أزياء؟

جيفري بين، الذي كان ثوريًّا إلى حد كبير في إنجازه لأعماله الرائعة على نحو مذهل، وكان منبع الأناقة والجمال والعبقرية والإبداع، وفعل كل هذا بطريقته الخاصة. ثمة مصممة وصحفية أخرى أثرت فيَّ بشدة وهي إليزابيث هوز؛ فقد فتحت بيت الأزياء الخاص بها في نيويورك وأصبحت ناقدةً للموضة، ثم أصبحت فيما بعدُ زعيمةً عمالية. أُحِب أيضًا نورما كمالي؛ فقد قدمت لي النصيحة في أكثر لحظات احتياجي لذلك في أواخر سبعينيات وأوائل ثمانينيات القرن العشرين. ولقد كانت ثورية في ذلك الحين ولا تزال حتى الآن. كذلك أُحِب كثيرًا عز الدين عليَّة لكونه صاحب مبدأ ولمسة جمالية ورؤية، هذا إلى جانب تفانيه في عمله.

أنت مصمم الأزياء ومصمم ملابس الأعمال الفنية العبقري الذي صمم الإبداعات الرائعة لعرض أزياء فيكتورياز سيكريت الشهير عالميًّا، فهلَّا تصف لي هذه التجربة، وكم تستغرق تلك العملية الإبداعية؟

هذا تاسع موسم أُصمِّم لهم فيها مجموعتهم؛ فنحن نعمل مع فريق التصميم ونحاول تحديد وصياغة ما يفكرون فيه ويطمحون إليه فيما يتعلق بالعلامة التجارية لفيكتورياز سيكريت، وما ستئول إليه أفكارهم. كما نتعاون في تحديد نوعية المنتجات التي ستُعرض في المتاجر وتلك التي ستُعرض على موقعهم الإلكتروني. ونحن لدينا رفاهية تصميم شيء لسنا مضطرين بالضرورة لترجمته إلى مبيعات بقدر ما نحرص على تصميم فكرة يطمح الناس إلى الارتباط بها عاطفيًّا. إن الأمر يتعلق بابتكار قصة؛ شيء يحرِّك مشاعر الناس ويُخرج عرضًا رائعًا. كنتُ سعيد الحظ بالعمل مع أناس رائعين للغاية، من بينهم دار ليساج المسئولة عن وضع اللمسات التطريزية لنا — وكذلك لشانيل وكافة بيوت الأزياء الراقية. ونتعاون كذلك مع أفضل مصممي الأحذية، وصُناع مشدَّات الخصر، والرسامين على الأقمشة وصُنَّاع الحُلي. وقد بدأنا بالفعل العمل على عرض هذه السنة؛ لذا فإنها عملية تستغرق السنة بأكملها تقريبًا.

كيف بدأ اهتمامك بتصميم ملابس الأعمال الفنية؟

الأمر يتعلق بتعدد الثقافات؛ فلطالما كنتُ أُحِب الصور، واستمدُّ الإلهام دائمًا من السينما والموسيقى؛ فهذه هي الأشياء التي شكلت مخزوني من الصور؛ فبالنسبة إليَّ، تمثَّل الأمر في عدة أشياء، ولم يكن فقط العالم البرَّاق المُسمَّى بعالم الأزياء والموضة؛ فأنا أرى أن الإلهام يأتي على عدة مستويات.

صِف لي اليوم المثالي بالنسبة إليك.

هو اليوم الذي لا تسوء فيه الأمور، أو إذا حدث ذلك، فإن شيئًا جيدًا يخرج من رحم ذلك. فعلى المرء تجاوز ما يحبطه أيًّا كان، وربما ينتج عن ذلك «لحظة كاشفة». إنها هذه اللحظة التي يَسُودها الاضطراب والضبابية والتي تتحول إلى شيء ينتهي على نحو إيجابي.

(١-٢) الأزياء الراقية (الهوت كوتور)

الهوت كوتور هي كلمة فرنسية تعني «الحياكة الراقية» أو «الأزياء الراقية» (ويُشار إليها عادةً بنحوٍ غير رسمي بكلمة «كوتور»)، وتصف الملابس المصنوعة يدويًّا وفقًا لقياسات محددة باستخدام أفخر أنواع الأقمشة، مثل أجود أنواع الكشمير والفراء والشامواه والجلد والحرير، ويحيكها أبرع الخياطين بأكبر قدر من الاهتمام بالتفاصيل وعادة باستخدام أساليب يدوية. إنها مزج بين الملابس التي يصممها مصممو الأزياء الراقية وتلك التي يصممها مصممو ملابس الأعمال الفنية، ويرتديها عادةً أغنى وأشهر الناس.

وتُعتبر الغرفة النقابية للأزياء الراقية جمعيةً تضم الشركات التي جرى اعتماد عملها في مجال الأزياء الراقية. والهوت كوتور هي تسمية محمية وخاضعة للقانون ولا يمكن استخدامها إلا من قِبل بيوت الأزياء التي تُمنح إياها من وزارة الصناعة الفرنسية. وتُراجِع هذه الغرفة سنويًّا قاعدة الأعضاء لديها، التي يجب أن تخضع لمستوًى صارم من اللوائح والمعايير من أجل الحفاظ على العضوية. وتتغير قائمة الأعضاء سنويًّا نتيجةً لمعاييرها الصارمة.

figure
سترة نسائية قصيرة (بوليرو) من الفستان الذي ارتدته الممثلة السويدية يوزفين بورنبوش عند تقديمها لحفل جوائز مجلة إل للموضة بالسويد في يناير عام ٢٠١٠. تصميم: هولفين بولكن لصالح شركة إتش آند إم، ٢٠١٠. الصورة بإذن من هولفين بولكن.

يرأس بيت الأزياء الراقية مصمم أزياء يُشرف على ورشة الحياكة التي يعمل بها عاملون مهرة يمارسون حرفتهم اليدوية كخبراء إما في الحياكة أو في التفصيل. قد تبدأ العملية برسم تصميمي أوَّلي، أو رسم توضيحي، أو قطعة مُفصلة ومقصوصة من قماش الموسلين والتول، وذلك حسب تفضيل المصمم. ومن أجل وضع اللمسات النهائية على قطعة من الأزياء الراقية، تُشترى عادةً الشرائط التزيينية الفاخرة والتطريز والزخارف من مصادر خارجية خبيرة في مجالها، ثم تُحاك تلك الأشياء بإتقان في قطعة الملابس. تتميز قطع الأزياء الراقية بسِمة أساسية وهي ضبط مقاساتها على نحو دقيق. ويخضع العميل لسلسلة من جلسات القياس لتحديد هل قد جرى تنفيذ القطعة وفقًا للمقاسات المرادة، وهذا لا يكون من أجل ضمان دقة المقاس فحسب، بل ولضمان الأناقة والراحة أيضًا، اللذين يكونان مهمَّين بالقدر نفسه.

عندما ظهرت مجموعات الأزياء الراقية لأول مرة، كانت تعُرض على الصحافة والمشترين وجمهور العملاء رفيعي المستوى، في عروض أزياء مصغرة في قاعات مخصصة لذلك. وكانت كل عارضة أزياء تحمل بطاقة تشير إلى رقم إطلالتها، مما يسهل على الحاضرين تدوين أرقام الملابس التي حازت إعجابهم. وبمجرد تحديد الاختيارات، يجلس العميل مع المصمم، الذي يعدل الأزياء وفقًا لمقاسات العميل المحددة وتفضيلاته الخاصة، أو يصنع المشتري نسخًا منها لصالح متجره.

figure
رسم توضيحي لآيزاك زينو مصمم لصالح متجر هنري بندل، ٢٠٠٤. الرسم بإذن من آيزاك زينو.
figure
رسم توضيحي لآيزاك زينو، المجموعة الشخصية، ٢٠٠٦. الرسم بإذن من آيزاك زينو.
وحاليًّا، نرى مجموعات الأزياء الراقية في عروض الأزياء بأسبوع الموضة في باريس. تبدأ الأسعار عادةً بعشرات الآلاف ويمكن أن تصل إلى مئات الآلاف. وتستخدم كثير من الشركات سحر وجاذبية مجموعاتها الراقية، والتي تكون لها حصة سوقية صغيرة من إجمالي عملها التجاري، كقوة دفع لزيادة مبيعات ملابسها الجاهزة وإكسسواراتها وعطورها، والتي تُمثِّل الجزء الأكبر من دخلها. وتُستخدم مجموعات الملابس الراقية عادةً ﮐ «دعاية مرئية» للفت الأنظار للعلامة التجارية وتحقيق مبيعات لمجموعتها من الملابس الجاهزة ذات الأسعار المعقولة. ويعتبر موقع style.com، وهو الموقع الإلكتروني لمجلة فوج، مصدرًا رائعًا لاستعراض عروض الأزياء الراقية، في شكل صور فوتوغرافية ومقاطع فيديو.
يعد أرماني بريفيه وفيرساتشي وشانيل وكريستيان ديور وجيفنشي وجان بول جوتييه وفالنتينو بعضًا من أشهَر الأسماء في مجال الأزياء الراقية. وتقبل الغرفة النقابية للأزياء الراقية أعضاء «أجانب»؛ لكن لا يوجد إلا عدد قليل جدًّا من مصممي الأزياء من خارج باريس الذين يمارسون الأسلوب الدقيق المتبع في مجال صنع الأزياء الراقية، ومن أمثلة هؤلاء إيلي صعب وجورجو أرماني وبول سميث. وتسمح الحكومة الفرنسية بوجود أعضاء من الخارج في محاولة لإظهار إيمانها الشديد بأهمية عولمة صناعة الموضة. ولم يصل لتلك المكانة العالية من بين المصممين الأمريكيين إلا رالف روتشي وريك أوينز وآدم كيمل وزاك بوزن ومانبوشر. وقد دعت الحكومة كلًّا منهم ليعرض مجموعاته في باريس، وهم حاليًّا، أو كانوا، أعضاء في الغرفة النقابية للأزياء الراقية. ومن المثير للاهتمام أن توم براون، وهو مصمم أزياء لملابس الرجال بنيويورك، قد عرض مجموعته على نحو مستقل في باريس بوصفه لا ينتمي إلى الغرفة. ويمكن العثور على قائمة كاملة بأسماء الأعضاء الحاليين في تلك الغرفة على الموقع التالي: www.modeaparis.com.

(١-٣) الملابس المُفصَّلَة

figure
سترة مفصَّلة من جيفز آند هوكس. تصوير: أدريان لوري.
يُشار في بريطانيا إلى الملابس المصنَّعة حسب الطلب وخاصة الرجالي منها بالملابس المُفصَّلة Bespoke. ويُعرِّف قاموس أكسفورد الكلمة الإنجليزية بأنها الملابس التي تُصنع حسب طلب العميل، وتكون وفقًا لقياساته الدقيقة ومواصفاته. ورغم أن الملابس المفصلة ليست تسمية محمية، مثل ملابس الهوت كوتور؛ فقد حاولت «جمعية سافيل رو للتفصيل» (وهي جمعية مهنية تضم الخياطين في شارع سافيل رو) وضع معايير عن طريق تحديد الحد الأدنى من المتطلبات التي تسمح للملابس باستخدام تسميتها المرموقة. وسافيل رو هو شارع قصير للغاية وسط لندن يُوصف بأنه «الميل الذهبي للحياكة»، ويشتهر بالخياطين الذين يصنعون الملابس المفصلة، والذين من بينهم ديفيس آند صن وجيفز آند هوكس ونورتون آند صنز. وتاريخيًّا، كان من بين عملاء هذا الشارع نابليون الثالث وونستون تشرشل.

(١-٤) الملابس التي تحمل علامة المصمم

تُعرف أيضًا باسم الملابس الجاهزة أو «المتاحة على الأرفُف»، وهي ملابس تُصنع في المصانع وتتناسب مع المقاسات المعيارية. ومع ذلك، لا تدع عبارة «متاحة على الأرفُف» تخدعك؛ فسواء كانت تلك الملابس تُنتج بكميات كبيرة أو تتوفر بكميات محدودة، فإنها تكون حصرية وتستخدم أفضل الأقمشة والشرائط التزيينية المستوردة. وتُقدَّم مجموعات الملابس الجاهزة بوجه عام مرتين في السنة (مجموعة أزياء الربيع/الصيف، ومجموعة أزياء الخريف/الشتاء)، في أثناء أسابيع الموضة التي تُقام حول العالم، وتُعرض قبل مجموعات الأزياء الراقية. وكثيرًا ما يتخطى سعر قطعة الملابس الألف دولار، لكن يمكن أن تنخفض أسعارها عن ذلك أو ترتفع ارتفاعًا كبيرًا ليتخطى سعرها عشرات الآلاف من الدولارات. وبعض الأمثلة على أشهر العلامات التجارية التي تحمل اسم المصمم: رالف لورين ودونا كاران وكالفين كلاين وفيرا وانج وكاثرين مالاندرينو. ويقدم موقع style.com، موقع مجلة فوج على شبكة الإنترنت، عرضًا حسب الموسم لكافة عروض الأزياء التي تحمل علامة المصمم في شكل مقاطع فيديو وصور فوتوغرافية.
figure
مجموعة أزياء خريف/شتاء ٢٠١١ لكاثرين مالاندرينو والتي تحمل اسم «شارع تورنل». تتبع المجموعة فكرة فتاة باريسية جريئة وهي تتنزه في شارع تورنل بباريس. الصورة بإذن من كاثرين مالاندرينو.

في باريس، تُعتبر الغرفة النقابية لمصممي وصناع موضة الملابس الجاهزة جمعيةً معترفًا بها أُنشئت عام ١٩٧٣، وتضم كافة مصممي الأزياء الذين يصنعون الملابس الجاهزة. وتُعتبر الغرفة النقابية لأزياء الرجال جمعيةً تضم على وجه الخصوص أكبر مصممي ملابس الرجال الذي يصنعِّون مجموعات جاهزة.

figure
رسم توضيحي لآيزاك زينو مصمم لصالح شركة جون لوب، ٢٠٠٦. الرسم بإذن من آيزاك زينو.

(١-٥) الملابس العالية الجودة المتوسطة السعر

هي فئة من الملابس تقع بين الملابس الجاهزة والملابس العالية الجودة المنخفضة السعر، ويتراوح سعرها بوجه عام بين ٣٠٠ و٦٠٠ دولار لقطعة الملابس الواحدة. وتتضمن عادةً ملابس العمل والقطع المنفصلة المتعددة الاستخدامات والفساتين. ويعد دنكي وسي كيه وآن كلاين تو من أبرز الأمثلة عليها.

(١-٦) الملابس العالية الجودة المنخفضة السعر

هي ملابس أقل درجة من الملابس العالية الجودة المتوسطة السعر. وقد تظهر ضمن مجموعات هذه الفئة الملابس الرياضية والعديد من الأطقم المتناسقة والقطع المنفصلة المتعددة الاستخدامات والفساتين، وتُباع عادةً بأقل من ٦٠٠ دولار للقطعة، لكنها تندرج في الأساس تحت فئةٍ سعرية تتراوح من ١٥٠ إلى ٣٠٠ دولار. ومن أشهر العلامات التجارية في هذه الفئة إلين تريسي وكينيث كول وآن كلاين.

(١-٧) الملابس العصرية

تُقدِّم مجموعات الملابس العصرية أزياء ذات طابع عصري بأسعارٍ معقولة نسبيًّا وتكون موجَّهة إلى النساء في العشرينيات والثلاثينيات من أعمارهن. وتُعتبر كلٌّ من سينثيا ستيف وريبيكا تايلور وماكس عزرية من خلال علامته التجارية بي سي بي جي ماكس عزرية من مصممي الأزياء العصرية.

(١-٨) ملابس الدرجة الثانية

يُنتِج المصممون خطوط ملابس درجة ثانية عندما يرغبون في تقديم خطوط منخفضة السعر بجانب مجموعتهم الرئيسية. وتتفاوت الأسعار في هذه الفئة، لكن بوجه عام يمكن العثور على هذه الملابس بأسعار تقل عن ٣٠٠ دولار للقطعة في متاجر البيع بالتجزئة. وتُعتبر ماركة مارك من مارك جيكوبس وماركة لورين من رالف لورين من الأمثلة على خطوط ملابس الدرجة الثانية.

(١-٩) الملابس المتوسطة الجودة

إن الملابس المتوسطة الجودة موجَّهة للمستهلك العادي وتُباع عادة بالتجزئة بأقل من ١٠٠ دولار للقطعة. ويتمثل بعضٌ من أشهر البائعين بالتجزئة لهذه الفئة في ليز كلايبورن وأبيركرومبي آند فيتش وناين ويست وجاب.

(١-١٠) ملابس العلامة التجارية الخاصة

تُعتبر الملابس التي تصنِّعها المتاجر، أو بالاشتراك مع مُصنِّع ملابس، علامةً تجارية خاصة. ومن المميزات التي تتيحها تلك العلامات وجود تحكُّم أكبر في الإنتاج والتكلفة والتسعير وميزانية الإعلان والتصميم. وهي تغطي نطاقًا واسعًا من الأسعار وتُصنَع بوجه عام من أجل أسواق تتراوح ما بين الملابس العالية الجودة المتوسطة السعر والملابس المتوسطة الجودة. ومن أنجح العلامات التجارية الخاصة في هذا المجال إنترناشونال كونسِبتس (آي إن سي) من مايسيز وماركة هانت كلوب من جي سي بيني.

(١-١١) الملابس الشعبية

تُعَد الملابس الشعبية أقل فئة سعرية في التصنيف السعري للملابس؛ حيث يقل سعر البيع بالتجزئة بوجهٍ عام عن ٥٠ دولارًا. وتضم فئات المنتجات بوجه عام الملابس غير الرسمية (الكاجوال)، مثل التي-شيرت والجينز. ويتمثَّل بعضٌ من أشهر البائعين بالتجزئة لهذا النوع في أولد نيفي وتارجت ووول-مارت وكيه مارت وكولز. وتُصنع الملابس من هذه الفئة بكمياتٍ كبيرة وتُوجَّه إلى عامة الناس.

(١-١٢) ملابس الخصومات

إن بضائع الخصومات، التي يُشار إليها أيضًا بسلع التصفيات، هي سلعٌ فائضة لم تُبعْ بسعر التجزئة الأصلي لدى بائع التجزئة الأصلي والمحتمل. ويمكن العثور على مثل هذه السلع بأسعار متفاوتة لدى عددٍ كبير من منافذ البيع بالتجزئة، مثل فايلنز بيسمنت (الشركة التي ابتكرت مفهوم متجر سلع التصفيات) وروس وتي جيه ماكس ولومانز ومارشلز وساكس فيفث أفينيو أوف فيفث. ويمكن العثور على منتجات الخصومات أيضًا في منافذ البيع التابعة للمصانع.

وداخل هذه الفئات السعرية، تُصنَّف الملابس حسب الفئة العمرية، ومنها ملابس النساء والرجال والشباب والطلاب الجامعيين والأطفال قبل سن المراهقة والأطفال وحديثي الولادة؛ وحسب النوع، بما في ذلك الفساتين، والملابس الكاجوال، والقطع المنفصلة المتعددة الاستخدامات، والبِدَل، وملابس الرياضة، والملابس المُفصَّلة، وملابس السهرة، والملابس الرسمية، والملابس الخارجية، والملابس الداخلية، وملابس الحمل، وملابس السباحة.

حوار مع مصممة الأزياء نانيت ليبور

هل شهدتِ نقطة تحوُّل في طفولتك أو نشأتك أو في أية مرحلة من حياتك أدت إلى سعيكِ لدخول عالم تصميم الأزياء؟

كان هناك كثير من اللحظات المختلفة في طفولتي التي أدركتُ فيها حبي لتصميم الملابس، لكني لم أدرك أن باستطاعتي أن أصبح بالفعل مصممة أزياء إلا عند التحاقي بالجامعة؛ فقد اعتدتُ الحياكة منذ سن العاشرة وحتى بداية المرحلة الثانوية؛ فكنتُ أحيك الملابس طوال كل عطلة نهاية أسبوع، وكل ليلة. كنتُ أبقى مستيقظة حتى الرابعة صباحًا، أجلس في معظم الأحيان في غرفتي أحيك الملابس، ولم يكن لدى والديَّ فكرة أني لم أكن نائمة؛ فقد كنتُ أحب صنع الملابس بشدة! وعندما التحقتُ بالجامعة، أخبرني أحد أساتذتي عن معهد تكنولوجيا الأزياء في نيويورك، ولم أكن أُدرك أن هناك كليةً للأزياء يمكنني تحمُّل تكلفة الدراسة بها حتى ذلك الحين. حصلتُ على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال، ثم حصلتُ على دبلوم في تصميم الأزياء من معهد تكنولوجيا الأزياء؛ سأظل أشعر بالامتنان على الدوام لهذا الأستاذ الذي شملني برعايته ونصحني بالالتحاق بهذا المعهد.

مصممة الأزياء نانيت ليبور. تصوير: إليزابيث ليبمان.
هلَّا تصفين لي الوظائف التي شغلتِها في مجال تصميم الأزياء قبل إطلاق مجموعتكِ الخاصة؟

عملتُ من ٣ إلى ٤ سنوات تقريبًا قبل إطلاق خط أزيائي الخاص، وكانت كل وظيفة مختلفة تمامًا وتُمثِّل تجربةً فريدة. كان الأمر صعبًا؛ فالعمل في مجال تصميم الأزياء ليس أمرًا سهلًا. في وظيفتي الأولى كنتُ أرسم التصميمات داخل خزانة ملابس؛ حيث كنتُ أجلس وسط أرفُف الملابس. بعد هذا، انضممتُ إلى شركة منسوجات يدوية كانت مجموعتها تُصنَع في الصين، وكان العمل معهم مرهقًا (حيث كان هناك الكثير من حالات الطعن في الظَّهر)، وليست شركتي كذلك على الإطلاق. انتقلتُ بعد ذلك إلى وظيفة علَّمتني الكثير، وكانت في متجر ملابس، وكنتُ أصمِّم الملابس في الدور الأرضي. كنتُ أصمم مجموعات من أجل المتجر، وكنتُ أصنع تصميماتٍ خاصة لعملاء المتجر، لهذا أنا حقًّا بارعة الآن في ابتكار تصميمات خاصة لمن يأتون إليَّ وهم راغبون في شيءٍ مميز. كنتُ أسافر مع صاحبة المتجر إلى أوروبا في جولات الشراء التي تقوم بها، وكانت تجلب إلى متجرها بضائع من كلود مونتانا وجان بول جوتيه وموسكينو، وتمكنتُ من رؤية صالات العرض هذه من الداخل، وحضرتُ بعضًا من أروع عروض الأزياء في باريس. كنَّا نتبضَّع من بعض شركات الأزياء الصغيرة في لندن، وهذا جعلني أُدرك أن باستطاعتي إطلاق خط أزياء خاصٍّ بي. هكذا، عرفتُ كل شيء عن هذه المصانع الصغيرة التي توجد في حي الموضة، ومن ثَم، علمتُ أنني أستطيع التصنيع في نيويورك، ولم أدرك قبل ذلك حتى أن هذه المصانع موجودة هناك طوال الوقت.

هلَّا تشرحين لي كيف بدأتِ خط أزيائك؟ وماذا كان أكبر تحدٍّ واجهكِ عند طرح مجموعتكِ الأولى؟

في البداية، أجَّرتُ متجرًا صغيرًا في حي إيست فيلدج في نيويورك مساحته ٥٠٠ قدم مربعة بخمسمائة دولار في الشهر. كان لدي شريك، واقترض كلٌّ منا مبلغ ٥ آلاف دولار، كان موقعنا بين محطة وقود ومطعم للفقراء. كانت الظروف في الحي قاسية، ونصيحتي إلى أي شخص يبدأ عمله الخاص أن يكون بالقرب من عميله، حتى يعرف ما الذي يمكن أن ينجح وما ليس كذلك. تحولتُ سريعًا من البيع بالتجزئة إلى البيع بالجملة. وتقدمنا بطلب لعرض منتجاتنا في معرض كوتيري وقُبل الطلب. وكان أول موسم لنا فيه لا يُصدَّق؛ حيث حققنا مبيعات بنحو ٢٥٠ ألف دولار. وكان أكبر تحدٍّ واجهَنا هو الحفاظ على سير المشروع مع عدم توافر المال.

ما النصيحة التي تودِّين تقديمها لمصمم أزياء طموح يحاول طرح مجموعته الخاصة؟

فكِّر على نطاق صغير أولًا. أعتقد أن البدء بالبيع بالتجزئة أفضل بكثير من البيع بالجملة لأنك لا يمكنك تحمُّل كل هذه التكاليف الإضافية؛ فإذا كنتَ ستتجه إلى عميلك مباشرةً، فتستطيع بيع شيء تكلفته ٥٠ دولارًا بمائة دولار. اعثر على متجر صغير في المنطقة التي تعيش فيها، واعمل فيه، وتعلَّم فيه قبل الانطلاق إلى العالم الأكبر.

ما فلسفة تصميماتك؟

لقد أردتُ دومًا أن يكون كل شيء أصنعه بارزًا وذا إطلالة مميزة، بحيث يكون هناك شيء يميز تصميماتي في سوق بيع الملابس الكبيرة؛ ولهذا إذا صنعتُ قميصًا أبيض، فلا بد أن يوجد به شريطٌ تزييني مميز أو تفاصيل معينة بحيث يبدو مختلفًا عن باقي القمصان البيضاء. إن الأمر يتعلق أكثر بدقة التفاصيل وأيضًا بضمان ملاءمة الملابس لعملائي حتى ينتابهم شعور بالارتياح عند ارتدائها. إنك ستدرك أهمية ضبط المقاسات من البداية؛ ففي أول مرة اتصل بي القائمون على متجر نيمان ماركوس وقالوا لي: «عليكِ استعادة ٢٠٠ فستان لأن مقاساتها غير مضبوطة»، تعهدتُ ألا أُكرِّر هذا الخطأ ثانيةً. صحيح أن الأخطاء تحدث طوال الوقت، لكنها لا تحدث بنفس المعدل الذي كانت تقع به حين كان المشروع أصغر حجمًا وكنا نحاول تثبيت أقدامنا وحسب. إلا أنك ستدرك ضرورة اتباع إشارات التحذير الصغيرة التي تظهر أمامك لتصير مستعدًّا على نحوٍ أفضل.

مجموعة أزياء ربيع/صيف ٢٠١٢ لنانيت ليبور. تصوير: ماريا فالنتينا، ٢٠١١.
كيف تبدأ عملية التصميم بالنسبة إليكِ؟ هل تبدأ بفكرةٍ رئيسية معينة؟ أم بنوع من الإلهام؟ أم بفكرة جديدة؟ أم بنوع من الأقمشة شاع استخدامه بشدة مؤخرًا؟

يكون الأمر في البداية أشبه برسم لوحة ويتضح أكثر في المطبوعات والباترونات. وتدريجيًّا، تتضح لوحات تجميع الأفكار وتأخذ شكلًا محدَّدًا. ويبدأ الأمر بشكلٍ مطبوع أو اثنين، ثم نُحدِّد المجموعة اللونية التي سنستخدمها. نحن نرسل بضائعنا كل شهر حاليًّا؛ لذلك نتعرض كل شهر لمأزق محاولة التوصل إلى مجموعة أزياء خاصة حقًّا وذات طرازٍ فريد. وفي الشهور التي يتصادف أن نقدِّم فيها عروض أزياء، نبذل جهودًا فعلية من أجل الوصول إلى تصميمات جديدة والعمل على ما يبدو جديدًا بالفعل بالنسبة إلى العميل. أحب أن أذهب إلى مكان لا أشعر فيه بالراحة أو الألفة، حتى يتسنَّى لي استكشاف ما أحبه وما أشعر أن العميل يريده.

مَن كان له التأثير الأكبر عليكِ بوصفك مصممة أزياء؟

لديَّ ذكرياتٌ جميلة مع سيداتٍ رائعات كنَّ حولي أثناء نشأتي. كنتُ سريعة التأثر للغاية في شبابي، أذكر ذوق والدتي في الملابس جيدًا؛ فقد كانت جريئة بالفعل ولديها دومًا ملابس رائعة. وكانت تمتلك والدة العمة ساندرا بلوزة شيفون بلون جلد الفهد، وأذكر أنها كانت جميلة للغاية ومُبهرة. يمكن لسيدة ذات ذوقٍ رائع في الملابس أن تؤثر فيك وأنت طفل صغير ويبقى هذا التأثير إلى الأبد.

مجموعة أزياء ربيع/صيف ٢٠١٢ لنانيت ليبور. تصوير: ماريا فالنتينا، ٢٠١١.
لقد صَمَّمتِ ملابس لمشاهير، مثل شارون ستون وبليك لايفلي ولايتن ميستر وإيفا لونجوريا وسكارليت جوهانسون وتايلور سويفت ومايلي سايرس وغيرهن الكثير. ويعتبر اكتساب عميل من المشاهير نقطة بارزة في الحياة المهنية لأي مصمم أزياء. كيف حدث ذلك وكيف ساعدكِ هذا في عملك؟

ارتدت جينيفر لوبيز بلوزة من أحد عروض الأزياء الخاصة بنا، وظهرت بها في برنامج حواري على قناة إم تي في، وتم هذا من خلال منسق أزياء. كما ارتدت سارة جيسيكا باركر أزياءنا في فيلم «الجنس والمدينة». تُحدِث الدعاية التي تحصل عليها بسبب ارتداء المشاهير لملابسك فارقًا فيما يتعلق بمكانة عملك التجاري. لم أُرد قط أن يُشتِّت هذا اهتمامي ويجعلني أفقد تركيزي ويؤثر على إنتاجيتي؛ لأن عليَّ كل شهر ابتكار مجموعة أزياء جديدة؛ لذلك لم أركز على هذا قط. لكن قدرًا كبيرًا من هذا الأمر يأتي على نحوٍ طبيعي. ومن الممتع محاولة إحداث توازن بين الأمرين. وأنا محظوظة بحصولي على هذه الفرصة؛ فمن الجيد أن ترى أحد المشاهير يرتدي شيئًا في حياته اليومية من تصميمك لم تكن تدري أنه لديه من الأساس. يحدث هذا لي كثيرًا مع الممثلة كيلي روذرفرد.

ما الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لعلامتكِ التجارية وفي بقائك على اتصال بقاعدة عملائك؟

تُعتبر وسائل التواصل الاجتماعي في الواقع أمرًا جديدًا علينا جميعًا، وقد اقتحمنا جميعًا هذا العالم بقوة في عام ٢٠١١. إنها تتطور بسرعة ويتطور الناس بسرعة معها، إنها لعبة عليك المشاركة فيها بسرعة، الأمر يتعلق بمشاركة الأفكار والمشاعر أكثر من كونه يتعلق بمحاولة حصره في التسوق من متاجري. وثمة احتمال كبير لتوسع وسائل التواصل الاجتماعي كي تصبح شيئًا ضخمًا، لكنك لا تعرف أبدًا إلى أين تتجه. إننا نستعرض تغريداتنا يوميًّا، ونُشرك عملاءنا في مسابقةٍ ما، وأرى هذا أمرًا ممتعًا؛ فتوجد لدينا مسابقة بعنوان «صاحب أفضل إطلالة» ويحصل الفائز على مفاجأة صغيرة. أنا لستُ متأكدة من أن هذا سيجعلنا نكتسب عملاء، لكننا نحظى بمتعةٍ كبيرة.

كيف تصممين ملابس وإكسسوارات تتناسب مع جمالياتك ورؤيتك التصميمية وتحقق في نفس الوقت رواجًا تجاريًّا؟ هل يوجد أي تعارض في هذا الإطار؟

يوجد تعارض كبير؛ فالأمر صعب لأنك في كثير من الأحيان تخاطر وتتحمس لشيءٍ مختلف تمامًا ويشتريه العميل ويحبه، لكنك عادةً ما تتعقل وتتساءل متى يتحتَّم عليك التضحية بأحد التصميمات لتحقق رواجًا تجاريًّا أكبر. أطرح على نفسي هذا السؤال مرةً في الأسبوع على الأقل، إن لم يكن أكثر. أحيانًا تُفلح مخاطراتك، وفي أحيان أخرى، لا.

يمكن العثور على ملابس وإكسسوارات من تصميمك في متاجر نانيت ليبور التسعة حول العالم، بما في ذلك نيويورك ولوس أنجلوس وشيكاجو ولاس فيجاس وبوسطن وتشيفي تشيس ولندن وطوكيو، وكذلك في المتاجر المتخصصة، مثل سكوب وأوليف وبيتس، وكذلك في المتاجر الكبرى، مثل نيمان ماركوس وبيرجدورف جودمان وساكس فيفث أفينيو وبلومينجديلز. ما النصيحة التي تَودِّين تقديمها لمصمم أزياء طموح يبذل قصارى جهده في محاولة الحصول على أول تعاقد له مع متاجر البيع بالتجزئة؟

لقد عملتُ في مجال البيع بالتجزئة من قبلُ؛ لذلك كنت أعرف مَن أستهدف عندما بدأت في إطلاق مجموعتي. يجب عليك إعداد قائمة بالعملاء المستهدَفين. ألقِ نظرة على الأماكن التي تريد التعامل معها. لا تخدع نفسك بشأن تكلفة الأشياء؛ فكلما قل السعر زاد عدد العملاء الذين يمكنك اكتسابهم؛ فالناس غير مستعدِّين لدفع أسعار عالية لملابس تحمل اسم مصمم غير مشهور. ومن النادر للغاية أن يصل المرء بين عشية وضحاها إلى أسعار الملابس التي تحمل علامة المصمم. عندما عدلتُ أسعاري لتميل أكثر نحو أسعار الملابس العصرية، حقق مشروعي رواجًا؛ لأنني كنت أتأرجح لوقت طويل بين أسعار الملابس العصرية وأسعار الملابس التي تحمل علامة المصمم، ولم يكن الأمر ناجحًا. حاول الاستماع إلى نصيحة الناس من حولك ومن تحترمهم وتقدِّرهم. يعتبر متجر بارنيز أولى متاجر البيع بالتجزئة التي يتجه إليها كثير من المصممين؛ لأنه مستعد وراغب في التعامل مع المصممين الجدد. اخرج في جولات بيع بسيارتك ومعك الملابس التي صممتها، واستهدف المتاجر التي تريد أن تعرض فيها ملابسك، ونظرًا لتردُّدك على المتاجر مباشرة، عليك أن تكون لحوحًا بعض الشيء ومثابرًا، لكن لا تبالغ في إلحاحك. كذلك عليك ألا تشعر بالإهانة من التردد على المتاجر بحقيبة سفر بها تصميماتك لإبهار القائمين عليها. كن ذكيًّا في عرض تصميماتك على موقع إلكتروني لتحاول بيعها عبر شبكة الإنترنت.

موقعكِ الإلكتروني جذَّاب ورائع للغاية! هل تلعبين دورًا أساسيًّا في تحديثه ومتابعته؟

نعقد بالفعل اجتماعًا عندما يتعلق الأمر بتغييرٍ كبيرٍ بخصوص الموقع الإلكتروني؛ لذا عندما يوجد أي شيء يريدون تغييره فيه، فإنهم يعرضونه عليَّ. كما أن لي رأيًا في كل شيء يُعرض عليَّ، ورغم أنني لا أشارك في التفاصيل الفعلية لتنفيذ هذا الأمر، فإن لي مشاركة حقيقية في الجوانب الجمالية للموقع.

من المذهل أن ٨٥ بالمائة من مجموعتك يُصنَّع في مدينة نيويورك، وأقسام التصميم وإعداد الباترونات والإنتاج والشحن موجودة في أستوديو تصميماتك بحي الموضة في مدينة نيويورك. كيف تستطيعين تقليل التكاليف؛ حيث إنكِ لا تستطيعين الاستفادة على نحو مباشر من تقليل تكلفة العمالة من خلال تعهيد عمليات التصنيع خارج البلاد؟

بوضع حجم مشروعي التجاري في الاعتبار، لن تكون المصانع الآسيوية أرخص كثيرًا؛ فعندما استعنَّا بالمصادر الداخلية لتصنيع الكثير من الأشياء، وجدنا أن تكلفة التصنيع هنا قريبة جدًّا من تكلفة التصنيع خارج البلاد؛ فعندما تُصنِّع منتجاتك في الصين وتستوردها إلى هنا وتدفع رسوم الاستيراد والشحن، تصل عادةً إلى نفس تكلفة التصنيع هنا. وأنا أفضِّل أن تكون لديَّ القدرة على التحكم في عملية التصنيع والحفاظ على وتيرتها ومتابعتها كل يوم. وعندما أصنِّع هنا داخل البلاد أحصل على جودةٍ أفضل، ورقابةٍ أفضل على المخزون، وقدرة أفضل على إتمام العمل في موعده المحدَّد وإعادة تزويد شخص يجيد البيع بالبضائع، وأستطيع استخدام أقمشة عالية الجودة. وفي رأيي، هذا يفوق كثيرًا أي فروق هامشية في التكلفة قد تبرز إذا ما جرى التصنيع في الصين أو الهند. أشعر بعدم الرضا تجاه أي شيء أصنعه في الخارج؛ فلا أشعر أبدًا أن المقاسات تكون مضبوطة مثل الملابس التي نصنعها في نيويورك، ولا أشعر أبدًا بأن خامة الأقمشة بنفس جودة الخامات التي بمقدوري الاستعانة بها عند عملي في نيويورك. عندما أعمل في نيويورك، أستورد الأقمشة الإيطالية لأني أستخدم كميةً كبيرة من نفس الأقمشة التي يستخدمها مصممو الأزياء الراقية؛ فنحن نتعامل مع مصانع الأقمشة الإيطالية ثم نستورد الأقمشة إلى نيويورك ونقصُّها ونحيكها هنا. وأنا لا أستطيع توريد الأقمشة الإيطالية إلى الصين؛ إذ سيكلفني هذا مبالغ طائلة بسبب الرسوم الجمركية التي يفرضونها؛ ومن ثَم، يجعلون الأمر مستحيلًا.

مجموعة أزياء ربيع/صيف ٢٠١٢ لنانيت ليبور. تصوير: ماريا فالنتينا، ٢٠١١.
قُدتِ، مع مصممة الأزياء آنا سوي وعدة مصممين آخرين ومنظمات وشركات أخرى، حملة «أنقذوا حي الموضة» في محاولة لإنقاذ حي الموضة بمدينة نيويورك. ما الذي دفعكِ إلى المشاركة في هذه الحملة، وما الذي لا يزال يتعين عمله؟

لقد سمعتُ أن حي الموضة كان مهدَّدًا بالنقل إلى خارج البلاد. وأنا لن أترك هذا يحدث، وأدركتُ أنه يتحتم عليَّ مواجهة الأمر على نحوٍ مباشر؛ فهنا يوجد المصممون الصغار لأن المصانع موجودة هنا، وسوف نفقد كل هؤلاء بمجرد إغلاق هذه المصانع. كما تأتي الصحف العالمية والمشترون إلى هنا بسبب وجود كثير من المصممين الأمريكيين الصغار؛ لذلك نحن بحاجة إلى نشر الدعوة لحماية هذا الحي، ونحتاج إلى مشاركة أكبر من مجتمع المصممين بالكامل. وثمة التزام أخلاقي يتمثل في ترك إرث للأجيال المستقبلية والحفاظ على سلامة حي الموضة. أريد أن أترك إرثًا لابنتي وللمصممين الذين سيأتون من بعدي.

أنتِ تديرين شركةً لتصميم الأزياء، ومتزوجة ولديكِ ابنة، فكيف توازنين بين هذا كله؟

أنا لا أعتقد أني أُحدِث توزانًا جيدًا بين هذا كله. أنا أحاول فقط قضاء أكبر قدر ممكن من الوقت المثمر مع أسرتي؛ فأحاول تناول الطعام مع ابنتي ونتحدث مع الأكل عن أحداث يومها أو نلعب بعض الألعاب. وأحاول أن أستيقظ مبكرًا في الصباح لأُعدَّ لها الإفطار وأساعدها في الذهاب إلى المدرسة. كذلك نذهب في رحلات أسرية كثيرة بصحبة أختي وأطفالها ووالدي؛ فالأطفال يتذكرون هذه الأوقات.

صِفِي لي اليوم المثالي بالنسبة إليكِ.

أريد أن أستيقظ في إيطاليا في أي مكان بالقرب من البحر. ماذا عن كابري أو ساحل أمالفي؟ فأنا أحب إيطاليا، وأحب أن أركب قاربًا في إيطاليا، وأحب أن أتنزَّه على الأقدام إلى أسفل التل في كابري لأذهب إلى نادي الشاطئ ثم أركب قاربًا وأسبح عبر مغارة الزمرد، ثم أعود أدراجي وأنزل عن القارب وأتناول غداءً جيدًا من النبيذ الأبيض مع السمك الطازج والمكرونة، ثم أصعد التل مرةً أخرى على الأقدام حتى أتخلص من السعرات الحرارية التي اكتسبتها وأقفز في المسبح الموجود على قمة التل، ثم أحصل على قيلولة قصيرة حتى أستعدَّ لصعود التل مرةً أخرى من أجل تناول العشاء، ثم أذهب في جولة قصيرة وأزور المتاجر. هذه هي الحياة المثالية بالنسبة إليَّ!

حوار مع مصممة الأزياء ريم عكرا

هل شهدتِ نقطة تحوُّل في طفولتك أو نشأتك أو في أية مرحلة من حياتكِ أدت إلى سعيكِ لدخول عالم تصميم الأزياء؟

عندما كنتُ طالبة في الجامعة الأمريكية في بيروت بلبنان، أُتيحت لي فرصة تصميم مجموعة ملابس وتصنيعها من أجل عرض أزياء أُقيم هناك. حضر العرضَ ألفا شخص، وعندما صعدتُ على المسرح بعد العرض، أدركتُ أن هذه ستكون مهنتي.

ريم عكرا في أثناء عملها في ورشة تصميم الأزياء الخاصة بها. الصورة بإذن من ريم عكرا.
ماذا كان تخصصكِ أثناء دراستكِ في الجامعة الأمريكية في بيروت؟

كان تخصصي إدارة الأعمال، وهو ما ساعدني كثيرًا بوصفي مالكة لشركة أزياء عالمية!

حضرتِ في الجامعة حفلًا وارتديتِ فيه فستانًا تطريزه مُعقَّد من الحرير والأورجانزا صنعتِه من مفرش مائدة غرفة الطعام الخاص بوالدتك. وتصادف وجود محررة أزياء في هذا الحفل ولاحظَتِ الفستان. ماذا حدث بعد ذلك؟

لفت هذا الفستان انتباهها وأوحى لها بأن تنظِّم لي عرض أزياء في الجامعة. كانت هذه فترة رائعة ومثيرة في حياتي؛ فكل شيء حدث بسرعة كبيرة.

هل بدأتِ على الفور العمل في صناعة الموضة بعد الانتهاء من دراستك في كلٍّ من معهد تكنولوجيا الأزياء بنيويورك ونظيره في باريس، المدرسة العليا لفنون وتقنيات الموضة؟ كذلك، هلَّا تخبرينني بأي تدريب تخصصي أو تدريب دراسي أو تدريب أثناء العمل حصلتِ عليه قبل إطلاق مجموعتكِ الخاصة؟

كانت دراستي بمعهد تكنولوجيا الأزياء في نيويورك فترة مميزة في حياتي؛ فقد فزتُ بكل جائزة قدَّمها المعهد لطلابه، مثل جوائز مدام جريه ومؤسسة وولمارك. عندما حِكتُ فستاني الأول في مادة تصميم الفساتين، أخبرتْ أستاذتي طلابَ الصف أن جودة تصميمي تجعله يجب أن يُعرَض في نوافذ بيرجدورف جودمان، متجر البيع بالتجزئة المتخصص الشهير في نيويورك. وبعد تخرُّجي، عملتُ في إحدى الشركات مصمِّمةً لأزياء علامة تجارية خاصة لعدة سنوات؛ أعطاني هذا العمل خبرة واسعة في تطوير المنتجات وفي السوق الأمريكي ككل. وتحولتُ إلى العمل مصممة ديكور لبضع سنوات بعد هذه التجربة، واستمتعتُ بهذه المهنة، لكني كنتُ أعلم دومًا أني سأعود إلى تصميم الأزياء. بعد ذلك، أسستُ شركتي وأنا لا أدرك أني بحاجة إلى خطة أو استراتيجية للعمل، بل بدافع من حُبِّي لصُنع أزياء جميلة.

في عام ١٩٩٧، أطلقتِ مجموعة ريم عكرا لفساتين الزفاف، التي سرعان ما اشتُهرتْ بسبب أقمشتها الفاخرة وتطريزها المعقَّد واستخدامها للخرز وتصميماتها المتقنة. ما الذي شجَّعكِ على البدء بتصميم فساتين الزفاف، وكيف أسفر هذا عن مجموعة الملابس الجاهزة التي أطلقتِها بعد ذلك بستة أشهر؟

بدأ الأمر عندما طلبتْ مني إحدى صديقاتي صُنع فستان ترتديه في حفل زفافها في فندق كريون بباريس، وأُعجبتْ وسائل الإعلام به في كلٍّ من باريس ونيويورك. وأسفر هذا الفستان عن ٣٠ طلبًا آخر لتصميم فساتين مثله؛ ومن ثَم بدأتُ هذا المشروع، وبدأتُ تصميم الملابس الجاهزة بطلب من إدارة نيمان ماركوس، التي كانت تبحث عن مجموعة تصميمية جديدة لمتاجرها.

في عام ٢٠٠٣، العام نفسه الذي أطلقتِ فيه مجموعة ملابسك الجاهزة، فتحتِ متجر البيع بالتجزئة الرئيسي لكِ في نيويورك. صفي لي شعورك بامتلاك متجرك الخاص الذي يعرض مجموعتك كاملة في قلب عالم التجزئة المترف؟

عندما فتحتُ متجري في عام ٢٠٠٣، كانت هذه أروع تجربة عشتها؛ فقد كان حلمًا تحقَّق على أرض الواقع. كان حفل الافتتاح مذهلًا، وكنتُ حينها في غاية السعادة. نقلتُ متجري من ماديسون أفينيو إلى أحد أشهر المباني في نيويورك، مبنى كراون، الذي يقع على ناصية شارعَي فيفث أفينيو والشارع السابع والخمسين. إنه يقع فوق متجر بولجري في الزاوية، وتحيط به أجواء الملابس الراقية.

ما فلسفة تصميماتك؟

لديَّ رغبةٌ نهمة لاستخدام الأقمشة الفاخرة، والمنسوجات، والألوان الغنية، وأي شيء يُصنَع يدويًّا. تخاطب إبداعاتي على وجه الخصوص النساء الباحثات عن التألق والرقي في أهم لحظات في حياتهن. ويُعَد إدراكي الشديد لأهمية البراعة الفنية، والإبداع الهائل، والانتباه للتفاصيل؛ أساس فلسفتي المدفوعة بحبي للأزياء والتصميم.

إطلالة من عرض أزياء مجموعة ربيع/صيف ٢٠١٢ لريم عكرا، يظهر فيها فستان دون حمالات، مكسو بالخرز، به كشكشة على الجانب وتطريز متعدد الألوان؛ مع سترة قصيرة ومفتوحة من الأمام مصنوعة من ريش النعام الصغير ومطرزة بالخرز. تصوير: دان وكورينا ليكا. الصورة بإذن من دان وكورينا ليكا.
كيف تبدأ عملية التصميم بالنسبة إليكِ؟ هل تبدأ بفكرة رئيسية معينة أم بنوع من الإلهام أم بفكرةٍ جديدة أم بنوع من الأقمشة شاع استخدامه بشدة مؤخرًا؟

أستمدُّ إلهامي من حياتي؛ من الأماكن التي أسافر إليها، والمتاحف التي أزورها، ومن أصدقائي المقرَّبين وعائلتي. وتكون عادةً نقطة البدء بالنسبة إليَّ عندما أعمل على مجموعةٍ جديدة فكرةً جديدة أطوِّرها أو نوعًا متميزًا من الأقمشة أو الخامات.

اشتهرتِ — بوصفك مصممة أزياء — بقدرتك على التوفيق بين إطلالة المرأة وشخصيتها. وتشتمل قاعدة عملائك على مشاهير وأفراد من الأسر المالكة وسيدات مجتمع وشخصيات شهيرة في مجال الأزياء، وكل النساء اللاتي يُقدِّرن المستوى العالي من الجمال والبراعة الذي تتسم به تصميماتك؛ فهلَّا تصفين لي كيف تسير عملية التعاون مع العميل؟ وفي رأيكِ ما أهم جانب من هذا التعاون بالنسبة إلى مصمم الأزياء؟

إنه سؤال صعب للغاية، لكنه مهمٌّ جدًّا لأني أرى التعاون بين العميل والمصمم أمرًا مثيرًا جدًّا؛ فعندما أقابل عميلة لأول مرة، أرى سحرًا خاصًّا حين أجد أنه في مقدوري رؤية جوهر الشخص الذي أصمم له؛ فالأمر يتعلق بشخصية العميلة والمظهر الذي ستبدو عليه حين ترتدي الفستان الذي أصممه لها. وينتابني هذا الشعور عادةً في غضون الدقائق الأولى من لقائي بها.

تُعَد القدرة على الحصول على عملاء من المشاهير نقطة بارزة في الحياة المهنية لأي مصمم أزياء. مَن أول مَن عملتِ معهم من المشاهير؟

كانت أول عميلة لي على الإطلاق من المشاهير ترتدي فستانًا صممتُه هي هالي بيري، وعكَس الفستانُ الذي ارتدته شخصيتها وجمالها البارز. كانت هذه لحظة مثيرة للغاية لن أنساها أبدًا. استغرقتُ سنوات طويلة حتى أحصل على عملائي من المشاهير الذين أتعامل معهم حاليًّا وبذلتُ جهدًا مضنيًا في تطوير هذه العلاقات. والآن يثق المشاهير في قدرتي على توفير مظهر أنيق وجميل لهم على السجادة الحمراء.

تُباع مجموعات ريم عكرا للملابس الجاهزة وفساتين الزفاف في أكثر من ١٥٠ متجر بيع بالتجزئة من أشهر المتاجر في العالم، مثل بيرجدورف جودمان ونيمان ماركوس وساكس فيفث أفينيو في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى ساكس فيفث أفينيو وهارفي نيكلز في الشرق الأوسط. توجد مجموعتك أيضًا في متاجر البيع بالتجزئة المتخصصة في جميع أنحاء العالم، في الكويت والبحرين والسعودية وتركيا ومصر وهونج كونج وسنغافورة واليابان وكوريا. ما النصيحة التي تودِّين تقديمها لمصمم أزياء طموح يبذل قصارى جهده في محاولة الحصول على أول تعاقد له مع متاجر البيع بالتجزئة؟

إنها نصيحة أساسية، لكنها مهمة للغاية: قدم تصميماتٍ ذات جودةٍ عالية في الموعد المحدَّد يستطيع المتجر بيعها.

هل هناك أسلوب معيَّن اتبعتِه سمح لكِ بالوصول إلى مستوى التميز والنجاح الذي حققتِه في مشوارك المهني والذي لم يستطع الوصول إليه إلا عدد قليل من المصممين؟

ربَّاني والدي على العمل بجِدٍّ وعدم الاستسلام أبدًا. الأمر يتطلب كثيرًا من العمل لساعات طويلة والمثابرة الشديدة، ولا بد أن تتحلى بقدرٍ كبير من القوة الداخلية والقدرة على رؤية الصورة الكاملة.

أول فستان زفاف صممته ريم عكرا. الصورة بإذن من ريم عكرا.
ما النصيحة التي تَودِّين تقديمها لمصمم أزياء طموح يحاول طرح مجموعته الخاصة؟

لا تَحِدْ أبدًا عن أسلوبك ورؤيتك الجمالية.

بوصفك مصممة أزياء لديها مجموعة أزياء باسمها، تتعاونين مع فريق الإدارة التنفيذية ورؤساء أقسام الإبداع لديك من أجل ضمان سير كافة خطوات تطوير مجموعتك وبيعها بسلاسة، مثل التصميم والتصميم الفني والترويج والعروض المرئية ومراقبة الجودة وإنتاج عروض الأزياء والعلاقات العامة والمبيعات والتسويق. كيف تديرين هذه العملية مع فريق العاملين لديكِ؟

يجب أن يكون لديك أفضل فريق عمل يمكنك العثور عليه حتى يساعدك على أن تصبح أفضل مصمم أزياء يمكنك أن تكونه؛ فيُعتبر عمل أناس رائعين معك ميزةً لا تُقدر بثمن ويجب ألا يُستهان بها. يجب أن يتمتعوا بالذكاء والسرعة والطموح، ويجب عليهم أيضًا فهم العلامة التجارية والتمكن من إعطائك الدعم المطلوب لتُخرج أفضل ما لديك.

تصممين حاليًّا خمس مجموعات ملابس مختلفة، بما في ذلك فساتين زفاف وملابس سهرة راقية ومجموعات ملابس زفاف ملكية وموسمية ومجموعات ملابس جاهزة موسمية، وخط إنتاج إكسسوارات؛ وهي مهمة ضخمة لأي مصمم أزياء. كيف تحققين التوازن بين حياتك المهنية وحياتك الشخصية؟

إنه ليس توازنًا، بل حلقة مكتملة. تصبح حياتك المهنية وحياتك الشخصية شيئًا واحدًا، فهما تمثلان حياتك، وليس أجزاء منفصلة من حياتك.

صِفِي لي اليوم المثالي بالنسبة إليكِ.

اليوم المثالي بالنسبة إليَّ هو يوم أقضيه وحدي؛ أُصمم فيه الأقمشة وأفصِّلها على المانيكانات وأبتكر الرسومات الأولية وأنا أستمع إلى غناء المغنية الفرنسية إديت بياف.

حوار مع مصممة الأزياء آنا سوي

هل شهدتِ نقطة تحوُّل في طفولتك أو نشأتك أو في أية مرحلة من حياتك أدت إلى سعيك لدخول عالم تصميم الأزياء؟

عندما كنتُ في الرابعة من عمري، كنتُ أتحدث بالفعل عن رغبتي في أن أصبح مصممة أزياء (تخبرني صديقتي المقربة منذ سنوات الحضانة، كاندي، بهذا). أنا لستُ متأكدة بالضبط من أين واتتني هذه الفكرة لأول مرة، لكن على الأرجح كانت من شيء شاهدته على شاشة التليفزيون. كنتُ أعتقد دومًا أن المصمم تكون لديه أقمشة جميلة وكراسة رسم كبيرة ويُفصِّل الملابس على المانيكانات ثم يخرج لتناول الغداء. بدت لي حياة مبهرة للغاية. كنت أذهب دومًا لشراء الأقمشة مع والدتي، كنتُ أشاهدها تحيك الملابس وآخذ قطع الأقمشة الصغيرة وأصنع منها ملابس للدمى. وبمجرد إدراكي لكيفية إعداد الباترونات، بدأتُ أصنع أشياء لنفسي لأرتديها في المدرسة.

هلَّا تصفين لي كيف حصلتِ على وظيفتكِ الأولى في مجال التصميم؟

في عامي الثاني بكلية بارسونز لتصميم الأزياء بجامعة ذا نيو سكول بنيويورك، سمعتُ مصادفةً اثنين من الطلبة في السنة النهائية يتحدثان عن فرصة للعمل مع إريكا إلياس في شركتها «تشارليز جيرلز». أسرعتُ إلى هناك وأنا أحمل سجل تصميماتي الدراسي، وحصلتُ على الوظيفة. كنتُ سعيدة للغاية؛ فقد كانت هذه تقريبًا أفضل وظيفة يمكنني الحصول عليها؛ لأن إريكا خصصت لي غرفة تصميم أعمل فيها بمفردي. كانت لديَّ عاملات حياكة، وكان لديَّ مساعد لتفصيل الملابس على المانيكانات. وكانت لديهم خمسة أقسام مختلفة؛ لذلك استطعتُ تصميم ملابس سباحة وملابس رياضة وسترات. تعلمتُ أيضًا كيف أصنع كل شيء. كانت صاحبة عمل قاسية للغاية، لكن لولا هذه التجربة لا أعتقد أني كنتُ سأحصل على الفرص نفسها التي حصلتُ عليها فيما بعدُ. وعندما أُغلقت شركة تشارليز جيرلز، ظل اسم إريكا يفتح الأبواب لي أمام كبرى بيوت أزياء الملابس الرياضية الأخرى.

بورتريه لآنا سوي، ٢٠١١. تصوير: جوش جوردان. الصورة بإذن من آنا سوي.
في عام ١٩٨١، كنتِ مهتمةً بطرح مجموعتكِ الخاصة، لكنكِ لم تكوني متأكدة تمامًا من كيفية البدء. ما الذي قادك إلى طرح مجموعتكِ؟

كان لديَّ بعض الأصدقاء الذين يصنعون الحُلي وكانوا يحاولون بيعها في معرضٍ تجاريٍّ كبير في نيويورك. صنعتُ خمس قطع من الملابس، وطلبوا مني الاشتراك معهم بها في مكان العرض الخاص بهم. وقد أسعدني حصولي على طلبات من متجرَيْ مايسيز وبلومينجديلز (وظهرتُ في إعلان في صحيفة ذا نيويورك تايمز)! في ذلك الوقت، كنتُ أعمل مع شركة تُدعى جلينورا. رأى صاحبُ الشركة الإعلانَ وقال: «ألا تعمل هذه الفتاة معنا؟ لماذا يوجد لها إعلان في تلك الصحيفة؟» وقال إنني إن لم أتوقف عن عملي الجانبي، فإنه سيطردني من العمل. كان لزامًا عليَّ تلبية كل هذه الطلبات؛ لذلك طُردتُ من العمل. وبهذه الطريقة، بدأتُ عملي الخاص.

لم يُقَم عرض أزيائك الأول إلا في عام ١٩٩١، أي بعد عشر سنوات من بدء عملك التجاري. لماذا لم تقرري إقامة العرض قبل ذلك، وما الذي حثكِ على تقديم عرضك الأول؟

حتى ذلك الوقت، لم أكن أتصور محاولة تقديم عرض أزياء فعلي؛ لأنني شخصية عملية للغاية في الجانب التجاري. كان كل أصدقائي في ذلك الحين يعملون في مجال الأزياء، بما في ذلك المصوِّر ستيفن مايزل، ومنسق الأزياء (الذي أصبح فيما بعدُ محرر أزياء) بول كافاكو، ومصفف الشعر جارين، وخبير المكياج فرانسوا نارس، بالإضافة إلى بعضٍ من أشهر عارضات الأزياء في هذا الوقت، مثل ليندا إيفانجيليستا وناعومي كامبل وكريستي تورلينجتون، اللاتي كانت تربطني بهن جميعًا علاقات على المستوى الاجتماعي. كانت شقتي أشبه بمنتدًى اجتماعي؛ فقد كان الجميع يأتون إليها ويقضون وقتهم فيها، كما كانت حفلات أعياد الميلاد تُقام دومًا في منزلي. كنا جميعًا يعرف بعضنا بعضًا جيدًا؛ فاتفق أصدقائي كلهم معًا لتشجيعي بأن ذلك كان هو الوقت المناسب للتفكير في إقامة عرض للأزياء. كان هذا في ذروة عصر «ملابس السلطة» في ثمانينيات القرن العشرين، وكانت شركات مثل شانيل ولاكروا وفيرساتشي في الصدارة؛ ولهذا بدا التنافس أمام هذه الشركات أكثر شيء مُروِّع فعلته على الإطلاق؛ فشعرتُ أنه يتحتم عليَّ أن أُعبِّر عن نفسي وأُقدِّم رؤيتي في عرض ينافس عروض بيوت أزياء ذات أسماء عريقة. وأسهم الجميع في تجهيز هذا العرض الأول؛ من حيث الإنتاج وتصفيف الشعر والمكياج وعارضات الأزياء. كان الأمر مؤثرًا للغاية بالنسبة إليَّ، وقد كنتُ محظوظة جدًّا بالحصول على مساعدة من كل هؤلاء الأشخاص الموهوبين للغاية.

بالإضافة إلى ذلك، في الموسم الذي سبق إقامتي لعرضي الأول، سافرتُ إلى باريس مع ستيفن مايزل لرؤية مجموعات الملابس الجاهزة. ذهبنا مع مادونا إلى عرض أزياء جان بول جوتييه. وعندما وصلنا إلى مقاعدنا، قالت مادونا: «آنا، لديَّ مفاجأة من أجلك!» ففتحتْ أزرار معطفها وكانت ترتدي أحد فساتيني! لقد رأيتُ في غرفتها بالفندق حاملاتِ ملابس وحقائبَ تسوقٍ من أكبر وأفضل بيوت الأزياء، ولقد اختارت أن ترتدي فستاني! شعرتُ بسعادة غامرة. وأعطاني اختيار مادونا لفستان من تصميمي رغم قدرتها على الاختيار من تصميمات أكبر المصممين في العالم قدرًا من الثقة بأني ربما أستطيع إقامة عرض أزيائي أيضًا في يومٍ من الأيام.

ما الذي مكَّن مجموعة آنا سوي من تحقيق مثل هذا الحضور العالمي؟

كان عرض الأزياء الأول هذا أحد الإنجازات العظيمة في حياتي المهنية؛ فقد بدأتُ فجأة أستحوذ على قدرٍ كبير من الانتباه الإعلامي العالمي. المسألة كانت أنني كنتُ في المكان المناسب في الوقت المناسب، وكانت كل المتاجر اليابانية الكبرى تأتي إلى نيويورك بحثًا عن مصممين أمريكيين من أجل إبرام صفقات توزيع. بدأتُ الحصول على كثير من العروض. وكانت الشركة التي اخترتُها في النهاية هي شركة إيستان، وكانت أروع شراكة على الإطلاق؛ لأن إيستان جعلت مجموعتي شهيرة للغاية في آسيا؛ فقد فتحتْ متاجر مخصصة لبيع ملابسي في اليابان. أمتلك كذلك ١٢ ترخيصًا، بما في ذلك خط لإنتاج مستحضرات التجميل، كما طلبتْ شركة ويلا الألمانية التعاون معي لتصنيع عطر (وأتعاون الآن في هذا المجال مع شركة إنتر بارفوم)؛ الأمر الذي جعلني علامةً تجارية عالمية.

آنا سوي مع صوفيا كوبولا في كواليس عرض أزياء ربيع/صيف ٢٠١٢ لآنا سوي في نيويورك. الصورة بإذن من آنا سوي.

أدين بفضلٍ كبير أيضًا إلى والديَّ في نجاحي؛ فقد كان والدي مهندس إنشاءات، ودرستْ والدتي الرسم، التقيا عندما كانا يدرسان في باريس. ورثتُ جانبي التجاري من والدي وجانبي الفني من والدتي. وعقب زواجهما، جابا جميع أنحاء أوروبا لمدة ثلاثة أعوام، واستقرَّا في النهاية في الولايات المتحدة حيث ولدتُ في ديترويت. وفي أثناء نشأتي، كان لمعرفتي بالثقافة الصينية من والديَّ والاستماع إليهما وهما يتحدثان عن كل الأماكن المختلفة التي عاشا فيها؛ دورٌ في إعدادي للتفكير على مستوًى عالمي. قضى هذا المنظور على أي مخاوف من عدم القدرة على العمل في دولةٍ أجنبية؛ فقد كانت تجاربهما منحةً بالنسبة إليَّ.

مَن كان له التأثير الأكبر عليكِ بوصفك مصممة أزياء؟

لطالما كانت الشخصيات المفضلة لديَّ في تاريخ تصميم الأزياء: بول بواريه وكوكو شانيل وأوسي كلارك وزاندرا رودس. كذلك يلهمني دائمًا ما فعلتْه باربرا هولانيكي بمتجرها بيبا.

ما أكبر تحدٍّ واجهك عند طرح مجموعتك؟

لطالما كان المال يمثِّل أكبر المشكلات؛ فالبدء بمبلغ ٣٠٠ دولار لا يُعدُّ خطة عمل جيدة؛ فكان عليَّ طوال الوقت تنفيذ مهامَّ تصميم إضافية بجانب عملي؛ فقط من أجل الحفاظ على شركتي خلال السنوات العشر الأولى. كنتُ أستثمر كل بنس أحصل عليه في الشركة، وفي بعض الأوقات كنتُ بعدما أدفع رواتب موظفيَّ لا أجد حتى ثمن تذكرة المترو، وكنتُ أُضطر إلى السير إلى مكتبي في حي الموضة. في هذه السنوات الأولى، كان يُعرَض عليَّ دومًا العمل في وظائف تحريرية بمجلات الموضة، لكن كان يجب عليَّ أن أظلَّ مخلصة لعملي مصممة أزياء؛ فقد كنتُ أريد تأسيس عملي الخاص، وقاومتُ كل شيء من شأنه أن يجعلني أحيد عن هذا الطريق. يجب أن يكون لديك تركيز قوي على هدفٍ محدَّد؛ فهذا أحد أكبر مفاتيح النجاح. صحيح أن ثمة تضحيات وتنازلات يجب عليك تقديمها على طول الطريق، لكن عليك أن تحدد لنفسك الأهم بالنسبة إليك.

ما فلسفة تصميماتك؟

ينجذب الناس إلى أزيائي بسبب كل العناصر التي أضعها فيها؛ فيوجد دومًا جانب يعكس الرقة والأنوثة والعذوبة؛ لمسة من الحنين إلى الماضي. ويوجد كذلك جانب يعكس الطابع العصري، الروح العصرية التي أحاول إضفاءها من خلال إضافة قليل من حيوية موسيقى الروك آند رول على التصميمات. ويوجد دومًا هذا الغموض المتمثِّل في عدم وضوح كون التصميم يمثِّل فتاةً مطيعة أم فتاةً متمردة. يجب أن تشتمل تصميماتي على كل هذه الجوانب، وإلا فلن يبدو عليها طابع آنا سوي؛ فكلُّ منتج أضع اسمي عليه لا بد أن يكون تجسيدًا ﻟ «عالم آنا سوي»؛ فعندما تشتري العميلة أحمر شفاه من مجموعتي، لا بد أن يمنحها الشعور بالإثارة نفسه الذي تشعر به عند شراء فستان من فساتيني، وإن لم يحدث هذا، فإن هذا يعني أني لا أؤدي عملي جيدًا.

كيف تبدأ عملية التصميم بالنسبة إليكِ؟ هل تبدأ بفكرة رئيسية معينة أم بنوع من الإلهام أم بفكرة جديدة أم بنوع من الأقمشة شاع استخدامه بكثرةٍ مؤخرًا؟

يأتي دومًا تطوير الأقمشة والتخطيط لمجموعة الأحذية الخاصة بي أولًا لأنهما يستغرقان أطول وقت. بالطبع، لا بد أن يكون لديَّ تصوُّر للفكرة الرئيسة للمجموعة، لكن البحث كله يسير جنبًا إلى جنب مع عناصر الإعداد الأخرى. أعتقد أنني أعمل في الوظيفة المثالية؛ فكل شيء يهمُّني حاليًّا يمكن أن يمثِّل إلهامًا لعملي (الأفلام والمعارض والموسيقى والكتب والسفريات وأسواق السلع المستعملة)؛ فحياتي الشخصية متداخلة على نحوٍ مُعقَّد مع عملي، وأنا أحب إجراء عمليات البحث والتعرف على أشياء جديدة. كذلك أريد أن أشارك مع عملائي دومًا كل الأشياء التي أتحمَّس لها؛ فأريد أن آخذهم معي في تلك الرحلة، وأحاول جعل عملائي يشعرون بالمتعة ويحصلون على الإلهام مثلي تمامًا.

تشتهرين بأنكِ مصممة أزياء واقعية للغاية؛ فكيف تصممين ملابس وإكسسوارات تتناسب مع جمالياتك ورؤيتك التصميمية وتحقِّق في الوقت نفسه رواجًا تجاريًّا؟ هل يوجد أي تعارض في هذا الإطار؟

نعم، أنا مصممة واقعية للغاية، أُدرك وجود اختلافٍ كبير بين عرض الأزياء والمنتج الفعلي الذي يشتريه المستهلك؛ فأنا أرى في متجري ما تريده النساء، وأسمع ما يسألن عنه. أما أثناء عرض الأزياء، فأنا أضيف لمسة جنونية على طراز الملابس والإكسسوارات، وأشعر أن عرض الأزياء لا بد أن يكون به نزعةٌ استعراضية إلى حد ما، لكن دائمًا ما يوجد فستانٌ جميل أو قميصٌ رائع تحت كل هذا.

ما الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لعلامتك التجارية وفي بقائك على اتصال بقاعدة عملائك؟

أنا أُدرك أن هذه المواقع تزداد أهميتها في العالم المعاصر؛ فبالإضافة إلى موقع الويب الخاص بي، أمتلك صفحة على موقع فيسبوك تنشر آخر أخبار آنا سوي.

ما النصيحة التي تَودِّين أن تقدِّميها لمصمم أزياء طَموح يحاول طرح مجموعته الخاصة؟

لا يوجد إلا كالفين كلاين واحد وتوم فورد واحد؛ فعليك أن تحدِّد تخصُّصك المميَّز؛ فالمنافسة شرسة والظروف صعبة. كن صادقًا مع نفسك؛ فهذا هو مفتاح النجاح. افعل ما تجيده، وتعلَّم أصول حرفتك. ومن الأفضل أن تقرر بنفسك وأنت ما زلت في بداياتك؛ اهتماماتك الأساسية (الأزياء الراقية، أو الملابس الجاهزة، أو ملابس الأطفال، أو الملابس الرياضية) وتتخذ الخطوات (الدراسة، أو التدريب، أو التدريب أثناء العمل) التي تأخذك في الاتجاه الصحيح. وكان والدي يخبرني طوال الوقت أنني إن أردتُ فتح شركتي الخاصة، فيجب أن أكون في مكتبي كل يوم قبل بقية موظفيَّ وأن أمكث لوقتٍ متأخر بعدما يغادر الجميع؛ فكانت فلسفة الاجتهاد في العمل والتفاني هذه مصدر إلهام لي طوال الوقت.

طوال حياتكِ المهنية، حصلتِ على عدة جوائز، مثل جائزة جيفري بين لمجمل إنجازات المسيرة المهنية التابعة لمجلس مصممي الأزياء في أمريكا، التي تشيد بمصممي الأزياء الذين أسهموا في مجال الأزياء الأمريكية؛ إنكِ بهذا تكونين قد انضممتِ إلى صفوف مصممي أزياء أسطوريين مثل إيف سان لوران وجورجو أرماني ورالف لورين وبيل بلاس وديان فون فورستنبرج الذين حصلوا جميعًا على هذه الجائزة، كما أضافتكِ مجلة تايم إلى قائمتها لأعظم خمس أيقونات في عالم الأزياء. ماذا يعني لكِ ما تحصلين عليه من تقدير من أقرانك ونيلك مثل هذه التكريمات الكبيرة؟

أشعر بالامتنان لهذا التكريم والتقدير؛ فقد كان شعاري دومًا «عِشْ حلمك» وهذا ما أفعله. إنه أمرٌ مفرح، لكنه يتطلَّب الكثير من العمل الشاق.

إطلالة رقم ٢٥ من عرض أزياء ربيع/صيف ٢٠١٢ لآنا سوي. الصورة بإذن من آنا سوي.
لقد قُدتِ، بالتعاون مع المصممة نانيت ليبور وغيرها من المصممين الآخرين، حملة «أنقذوا حي الموضة»، في محاولة لإنقاذ حي الموضة في مدينة نيويورك. لماذا شاركتِ في هذه الحملة؟

كل مجموعة آنا سوي تُصنَع في نيويورك في متاجر للحياكة على بُعد خمس بنايات من مكتبي (باستثناء مجموعةٍ صغيرة من السترات وبعض المشروعات الثانوية الخاصة التي أعمل عليها من أجل المتاجر الكبرى) كما أن لديَّ ارتباطًا عاطفيًّا بنيويورك؛ فهي موطني وهويتي والمكان الذي شهد مولد نجاحي. وقد عملتُ لدى شركاتٍ صغيرة كثيرة في شارع سيفينث أفينيو الشهير، والتي لم تعد أيٌّ منها موجودة الآن. أثَّر العمل في سيفينث أفينيو في أخلاقيات العمل لديَّ. ولم يكن ثمة تدريب أفضل من هذا، وهذا ما جعلني بالصورة التي أصبحتُ عليها الآن. يظن الشباب حاليًّا أنهم فور تخرُّجهم سيتجهون إلى تصميم مجموعة مباشرةً، وإذا لم ينجحوا في هذا فإنها ستكون نهايتهم. إن هذا الحي ليس مهمًّا لنيويورك فحسب، بل مهم أيضًا لأمريكا؛ فقد كانت صناعة الموضة في نيويورك في وقت ما أكبر مجال للتوظيف في الولايات المتحدة، كما أن أزياء نيويورك تهمُّ العالم كله؛ فكل الناس تريد عرض ملابسها هنا. ماذا يعني اختفاؤها بالنسبة إليَّ؟ سيحطِّم هذا قلبي. كذلك سنفقد كل المورِّدين الرائعين لأنواع الأصواف والشرائط التزيينية والكشكشة والتطريز والأزرار … إلخ؛ الذين صنعتهم أمريكا. لقد اعتدتُ الحصول على كل شيء أريده من هناك؛ هذا إلى جانب حرفية عريقة ذات جودةٍ رائعة؛ كل هذا يوجد بجواري في الحي الذي أكون فيه، وأنا لا يمكنني أن أدع هذا يختفي.

موقعك الإلكتروني جذاب ورائع للغاية! كيف تطوَّر تصميم الموقع؟ ومَن الذي يبتكر المحتوى ويُشرِف على تحديثه؟

تهتمُّ الشركة الحاصلة على رخصة عطورنا بكافة جوانب التخطيط الفني، ويضطلع الرسام الرائع دين لاندري (تشوتش) بكافة الأعمال الفنية، وأنا أعشق نسخته الكرتونية الرائعة من «عالمي».

كيف تحقِّقين التوازن في عالم الأزياء السريع الوتيرة؟

أجد الجانب التجاري صعبًا للغاية ويستغرق من وقتي أكثر مما قد تعتقدين؛ فيمثِّل التفكير في مجموعةٍ جديدة تحديًا مرعبًا في كل موسم. بالأساس، الأمر سهل؛ فأنا أحب ما أفعله، وبالطبع أعمل بكَدٍّ شديد، لكني أعتقد أنه عندما يكون المرء شغوفًا بعمله، فإنه يتحول إلى حدٍّ كبير إلى نمط حياة، فيصبح متعةً حقيقية.

صِفِي لي اليوم المثالي بالنسبة إليكِ.

إذا لم يكن لديَّ عمل، فأحب الذهاب إلى سوق السلع المستعملة، وبعد الذهاب إلى هذا السوق، أحب الذهاب لتناول الغداء مع أصدقائي ثم قضاء فترة ما بعد الظهيرة في متحف أو الذهاب لمشاهدة أحد الأفلام معًا.

حوار مع مصمم الأزياء دنيس باسو

هل شهدتَ نقطة تحوُّل في طفولتك أو نشأتك أو في أية مرحلة من حياتك أدت إلى سعيك لدخول عالم تصميم الأزياء؟

وأنا طفل، كنت أرغب دائمًا في أن أصبح مصممًا. عندما كنتُ في مرحلة الروضة، كان تركيزي منصبًّا على أن أصبح مبدعًا، وكنتُ متعلقًا دومًا بملابس النساء. وبينما كان الجميع بالخارج يلعبون، كنتُ أجلس في الداخل أرسم مخططات للأشياء، لقد كانت تلك رغبتي دومًا منذ مرحلة مبكرة من حياتي.

مصمم الأزياء دنيس باسو، ٢٠١١.
ما أكبر تحدٍّ واجهك عند طرح مجموعتك الأولى؟

في عام ١٩٨٣، أسستُ شركتي، وكان التحدي الأكبر أن أتطوَّر وأصبح معروفًا وأحظى باحترام أقراني داخل صناعة الموضة؛ ونظرًا لكوني رجلًا؛ فقد استغرق الأمر بعض الوقت، لكني كنت محظوظًا دائمًا لحصولي طوال الوقت على تقييمات جيدة للغاية من صحيفة ذا نيويورك تايمز ومجلة ويمنز وير ديلي. إنه يمثِّل تحديًا دومًا، ولا ينتهي — في الواقع — أبدًا؛ فعندما تشعر بأنه لم يعد لديك تحدٍّ، فهذا يعني أنك لستَ في كامل طاقتك الإبداعية. وبمجرد أن يُفقَد الحماس، يتغير السيناريو بالكامل.

حققتْ مجموعتك على شبكة كيو في سي التلفزيونية نجاحًا كبيرًا. هلَّا تصف لي كيف كانت هذه التجربة بالنسبة إليك؟

منذ اليوم الأول، كنتُ مشاركًا في سوق الأزياء الراقية، وفي عام ٢٠١٣، سأحتفل بعامي العشرين مع كيو في سي. لقد رغبتُ دومًا في الدخول إلى عالم صناعة الترفيه، وعندما جاءت هذه الفرصة لأظهر على شاشات التلفزيون وأتعامل مع الأزياء وأصل إلى قطاعٍ عريض من الجمهور، كان الأمر أشبه بالسحر، وتعاملتُ مع الأمر بسهولةٍ كبيرة وأحببتُ قدرتي على تصميم ملابس هذا العدد الكبير من النساء. كانت عملية تطوير، وكان الأمر ممتعًا للغاية؛ فقدرتك على صنع شيء لن يلبسه عدد قليل من الأفراد، بل الآلاف منهم، يُغيِّر تركيبة العملية قليلًا، وأنا أحب أن أقدم لهم أزياء جيدة. حاليًّا، أصبحت الملابس الجميلة متاحة بكافة فئات الأسعار. ومع وجود ذوقٍ جيد ونسقٍ تصميمي ورؤيةٍ جيدَيْن، تستطيع صنع شيءٍ رائع؛ إنه أسلوب ممتع للتواصل، إن الأمر يُشبه كتالوج أزياء نابضًا بالحياة.

رسم لعروس بريشة المصمم دنيس باسو، وهو في السابعة من عمره.
ما فلسفة تصميماتك؟

يجب أن توصِّل الملابسُ لك رسالةً شخصية؛ فسواء كانت مريحة للغاية أو كان قماشها رائعًا جدًّا أو تصميمها مذهلًا للغاية، فلا بد أن تعطيك شعورًا جيدًا. أنا أستيقظ في الصباح سعيدًا للغاية باليوم الذي أصبحتُ فيه، وأحب فكرة أن هذه السعادة نابعة من مجموعاتي.

كيف تصمِّم بنجاح مجموعاتٍ موسمية تتناسب مع جمالياتك ورؤيتك التصميمية وتحقق في نفس الوقت رواجًا تجاريًّا؟ هل يوجد أي تعارض في هذا الإطار؟

يحدث تعارض عند تخطي حدود المعقول؛ فهناك عروض الأزياء المذهلة التي تُقام في باريس من مجموعات الأزياء الراقية، التي نحلم جميعًا بتصميمها، لكنها لا تحقق رواجًا بالضرورة. أشعر أنه من المهم تقديم مجموعة عامًا تلو الآخر تحتوي على تفاصيل رائعة تميزها عن غيرها، وتكون قابلة للارتداء من قِبَل فئاتٍ مختلفة. تتمثل فلسفتي العامة في عدم الاهتمام كثيرًا بأزياء العروض المتخصصة؛ حيث أحب أن يكون بمقدوري تقديم أشياء مختلفة لأشخاصٍ مختلفين.

في عام ٢٠١١ طرحتَ مجموعةً مذهلة من فساتين الزفاف لصالح متجر كلاينفيلد لمستلزمات الزفاف. ما الذي جعلك تُقرِّر الاتجاه إلى مجال فساتين الزفاف؟

كان طرح مجموعة فساتين الزفاف حلمًا تحقَّق بالنسبة إليَّ؛ فمفهوم ملابس الزفاف والمناسبات السعيدة ككلٍّ راقَ لي كثيرًا، وقد حظيت المجموعة باستحسانٍ كبير، وأعتقد أنها إحدى العلامات التجارية الرئيسية لفساتين الزفاف في متجر كلاينفيلد؛ فقد كان مشاركتي في هذه المجموعة الصغيرة المميزة بمنزلة جائزةٍ رائعة لي من الناحية الشخصية.

مجموعة أزياء خريف/شتاء ٢٠١٢ لدنيس باسو، بريشة دنيس باسو.
تُعَد القدرة على الحصول على عملاء من المشاهير نقطة بارزةً في الحياة المهنية لأي مصمم أزياء. مَن كانت أول شخصيةٍ شهيرة ترتدي فستانًا من تصميمك، وكيف تطوَّر الأمر؟

على مر السنين ارتدت تصميماتي بعضٌ من أهم الممثلات والمطربات في عصرنا، بدايةً من ديانا روس وحتى ناتالي كول وليزا مينيلي وإليزابيث تايلور. وفي فيلم «الشيطان يرتدي برادا» (ذا دفيل ويرز برادا) ارتدتْ ميريل ستريب معطفًا من تصميمي في بداية الفيلم؛ إنه المعطف الذي كانت ترتديه وهي تخرج من السيارة. كذلك ارتدت جينيفر لوبيز ملابس من تصميمي في إحدى أغانيها المصوَّرة، ومنذ عدة سنوات، صنعنا معطفًا رائعًا لباربرا والترز. نحن نصمم ملابس لأنواعٍ مختلفة من المشاهير، وهي تعكس علامة دنيس باسو التجارية التي تتناسب مع كثير من السيدات على اختلاف أذواقهن وإطلالاتهن. أحيانًا يأتي منسقو الأزياء إلينا، وأحيانًا يأتي الأمر عن طريق العلاقات الشخصية التي كونتُها؛ حيث تربطني علاقات وطيدة بناتالي كول وليزا مينيلي وديانا روس وباربرا والترز. وفي أحيان أخرى، يأتي الأمر عبر كبار مصممي ملابس الأعمال الفنية الذين يطلبون العمل معنا. صممنا بعض ملابس فيلم «شيكاجو» لكاثرين زيتا جونز، وصممنا كذلك كيبات بحواف من فراء الثعلب لرينيه زيلويجر. وأحيانًا يظهر المشاهير فجأة في متجرنا؛ ثمة طرقٌ مختلفة يعثرون بها عليك.

عارضة أزياء ترتدي صدريةً طويلة من فراء الشنشيلة الرمادي الداكن وأطراف من فراء الكاراكول فوق فستان أحمر مطرز. وتحمل في يدها حقيبةً صغيرة حمراء اللون من فراء الشنشيلة. كل هذه الأغراض من مجموعة أزياء خريف/شتاء ٢٠١٢ / ٢٠١٣ لدنيس باسو. عارضة الأزياء: كوكو روشا. منسقة الأزياء: لوري جولدستين. تصوير: برنارد هانت، ٢٠١٢. الصورة بإذن من دنيس باسو.
ما النصيحة التي تودُّ تقديمها لمصمم أزياء طَموح يحاول طرح مجموعته الخاصة؟

كما هو الحال مع أية مهنة أخرى، لا بد أن يكون لديك الحماس والموهبة والرؤية حتى تستطيع السير في هذا الاتجاه. وأعتقد أنك يتحتم عليك السعي في سبيل ذلك، وإذا كنتَ تُركِّز فعلًا على هذا الأمر، فلا يجب أبدًا أن تستسلم، وإذا كنت ترغب في تحقيق هذا الهدف بشدة، فإنه — قطعًا — لن يتطلب إلا اختيار التوقيت المناسب مع قليل من الحظ، وبالطبع الموهبة، لكنك إذا أردت الأمر بشدة، فإنه سيتحقق.

عارضة أزياء ترتدي معطفًا من فراء الكاراكول الروسي الأبيض وفراء اللينكس، وتحمل حقيبة يد/حقيبة سفر من فراء الكاراكول الروسي الأبيض. كلا المنتجَيْن من مجموعة أزياء خريف/شتاء ٢٠١٢/٢٠١٣ لدنيس باسو. عارضة الأزياء: كوكو روشا. منسقة الأزياء: لوري جولدستين. تصوير: برنارد هانت، ٢٠١٢. الصورة بإذن من دنيس باسو.
كيف تُحقِّق التوازن في عالم الأزياء السريع الوتيرة؟

استطعتُ تحقيق التوازن على نحوٍ أفضل مع تقدُّمي في العمر؛ فعندما تكون أصغر سنًّا، تشعر بالرغبة في الذهاب إلى كل مكان وتجربة كل شيء. ولكن مع تحقيق الاستقرار في حياتك المهنية ومعرفة ماهيتك حقًّا، تصبح قادرًا على المشاركة فقط فيما يمنحك شعورًا طيبًا وما يناسبك، وتصبح لديك رؤيةٌ أفضل بشأن الاتجاه الذي تسلكه، ومدى أهمية الوقت الخاص الذي تقضيه مع بعض أصدقائك العاملين في مجال الأزياء الذين اكتسبتَ صداقتهم طوال الرحلة. وعندما نكون معًا نقضي ٢٠ بالمائة من الوقت في الحديث عن عالم التصميم، ونتحدث في الوقت المتبقي عن حياتنا الشخصية.

صِف لي اليوم المثالي بالنسبة إليك.

يتمثل اليوم المثالي في أن نكون في منزلنا في ووترميل، نيويورك، ويكون معنا اثنان أو أكثر من أصدقائنا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، ونقضي يومًا رائعًا؛ فنتناول الغداء على حمام السباحة، ثم نقيم حفل عشاء يحضره أصدقاء مقربون آخرون، ننعم فيه بنوع من الاسترخاء، لكن مع ذلك يكون الطعام رائعًا والشراب رائعًا والموسيقى رائعةً والحوار شيقًا؛ فوجود أصدقاء رائعين من حولك يمنحك شعورًا رائعًا.

(٢) ما الذي يفعله مصمم الأزياء؟

يضع مصمم الأزياء تصوُّرًا لمجموعات من الملابس أو الإكسسوارات حسب كل موسم وينفِّذه، وذلك مع وضع سوق مستهدَفة (مستخدِم نهائي للمنتج) في الحسبان. يمكن أن يعمل مصممو الأزياء لصالح صُنَّاع الملابس أو الإكسسوارات، أو بيوت الأزياء الراقية، أو ورش تصميم الأزياء، أو أستوديوهات التصميم، أو المتاجر الكبرى أو المتخصصة، أو المتاجر الصغيرة وغيرها من متاجر البيع بالتجزئة، أو يُوظَّفون في الجامعات مُحاضِرين أو أساتذة أو مؤرِّخين للموضة، أو عمداء، أو إداريين، أو باحثين، وفي المتاحف المتخصصة كأمناء للمتحف.

figure
تصميم أصلي ابتكرته ورسمته ليزا سبرينجستيل حصريًّا لصالح المصمم أوسكار دي لارينتا. ثوب من الورود مصنوع من الحرير والشيفون مع شريط وأطراف مطرَّزة بالترتر والخرز وفتحة جانبية من الورود المطعَّمة بالترتر، ٢٠٠٤. الصورة من مجموعة المؤلفة.

يتأثر تصميم الأزياء بالأعراف الثقافية وتحدِّده بوجهٍ عام الاتجاهات الدائمة التغير في المجتمع. ويختار بعض مصممي الأزياء الاستعانة برؤيتهم الخاصة كآلية للإبداع ولا يتبعون الاتجاهات السائدة في المجتمع، أو يتبعونها بأقل قدرٍ ممكن، بينما يتبعها آخرون مع كل موسم. وبينما يسود الاعتقاد بأن عمل مصمم الأزياء يقتصر على ابتكار أفكار الملابس ورسمها، ففي الواقع يشارك مصممو الأزياء عن كثب في العديد من الجوانب المختلفة لعملية التصميم؛ إذ يتعاون مصمم الملابس على نحوٍ وثيق مع فريق العاملين الذي يلعب دورًا محوريًّا في ابتكار مجموعة الأزياء من حيث تطوير المنتجات. ويضم هذا الفريق مُعدِّي الباترونات الذين يُعِدُّون باتروناتٍ ورقية بالحجم الطبيعي من أجل تصنيع الملابس بالاستعانة بخبرتهم في أبعاد الجسم ومعرفتهم بالأقمشة حتى يستطيعوا ترجمة الرسومات الأولية للمصمم إلى قطع باترون مختلفة، وكذلك الحائكون والخياطون الذين يُعِدُّون ويصنعون النماذج الأولية والعينات (ولمزيد من المعلومات التفصيلية عن مسئوليات مصمم الملابس، انظر الفصل الثالث).

figure
تصميم أصلي ابتكرته ورسمته ليزا سبرينجستيل حصريًّا لصالح أوسكار دي لارينتا. ثوبٌ ذهبي من دون حمالات من حرير التفتا مع تطريزٍ فضي من حرير المواريه، وصدرية مبطنة مزخرفة بغرزة السلسلة وخط عنق صدفي الحافة مع زينة كريستالية، وخط خصر به كشكشة، وأطراف تزيينية مجعَّدة مكوَّنة من طبقات، ٢٠٠٤. الصورة من مجموعة المؤلفة.

يصنع كثير من مُصنِّعي الملابس، خاصةً أصحاب العلامات التجارية الكبرى والأكثر شهرةً، أكثر من فئةٍ واحدة من المنتجات. وتحت كل فئة من المنتجات، تندرج فئاتٌ فرعية عامة، ثم تليها فئاتٌ فرعية من الفئات الفرعية. وبوصفك مصمم أزياء قد تصبح مسئولًا عن تصميم فئة أو أكثر من فئات المنتجات، أو فئةٍ فرعية واحدة أو أكثر، أو فئةٍ فرعية واحدة أو أكثر من الفئات الفرعية، وذلك بناءً على حجم الشركة وهيكلها. وفيما يلي مثال على تحليل الفئات الفرعية داخل فئة منتج كبيرة:

ملابس الرجال (فئة المنتج):
  • الملابس المُفصَّلة (الفئة الفرعية).

  • السترات.

  • السترات الرياضية والبليزرات.

  • القمصان.

  • البنطلونات.

  • المعاطف.

  • الملابس الرسمية:
    • السترات الرسمية (فئة فرعية من الفئة الفرعية).

    • الأحزمة الساتان.

    • البابيونات.

توجد ستة أنواع مختلفة من المصممين تتمثل في مصممي الملابس، ومصممي الإكسسوارات، ومصممي ملبوسات القدم، والمصممين الفنيين، والمصممين باستخدام برامج التصميم بمساعدة الكمبيوتر، ومصممي الأقمشة. والآن سنُلقي نظرة عن كثب على مسئوليات كل وظيفة.

figure
مجموعة خريف/شتاء ٢٠١٢ لدييجو بينتي. تصوير: آدم وايس.

(٢-١) مصمم الملابس

يصنع مُصمم الملابس أو الثياب أو الأزياء ملابس النساء والرجال والشباب والأطفال والرضَّع، بما في ذلك الفساتين، والملابس الكاجوال، والقطع المنفصلة المتعددة الاستخدامات، والسترات، والملابس الرياضية، والملابس المفصَّلة، وملابس السهرة، والملابس الرسمية، والملابس الخارجية، وفساتين الزفاف، والملابس الداخلية، وملابس الحمل، وملابس السباحة، ويتخصص عادةً في إحدى الفئات السابقة.

حوار مع مصمم الأزياء راندولف ديوك

أنت مصمم أزياء وأحذية وإكسسوارات وأثاث منزلي لمجموعة تحمل اسم «ذا لوك» المعروضة على شبكة إتش إس إن للتسوُّق المنزلي عبر التلفزيون، ومعلِّقٌ تلفزيوني في برامج الموضة ومؤلفٌ ومستشارٌ سابق، وكما لو أن هذه المهارات والمهن غير كافية لشخصٍ واحد، فإنك تعمل أيضًا مصمم ملابس أعمالٍ فنية لعدة أعمالٍ مسرحية، من بينها عروض باليه. كيف تُوازن بين كل هذه الأمور وتحافظ على قواك العقلية؟

إنه مزيج بين توظيف الفريق المناسب في المكان المناسب، وكون المرء يجيد القيام بمهامَّ متعددةٍ في الوقت نفسه.

درستَ في الأساس العزف على البيانو الكلاسيكي بجامعة نيفادا في لاس فيجاس قبل التحاقك بمعهد تصميم وتسويق الأزياء في لوس أنجلوس، كاليفورنيا. ما الذي جعلك تقرر السعي للعمل بمجال تصميم الأزياء؟

لم يكن البيانو مجالي؛ كنت أجيد العزف عليه، ولكني لم أكن بارعًا فيه. بدأتُ أرسم عندما كنتُ في الثامنة من عمري، وبدوتُ واعدًا كفنان. نصحني أحد أساتذتي بإنشاء سجلِّ رسومات وتصميمات خاص بي، وهكذا بدأ الأمر.

أزياء راقية من مجموعة ربيع ٢٠٠٨ لراندولف ديوك، أسبوع الموضة في لوس أنجلوس. الصورة بإذن من راندولف ديوك.
بدأتَ حياتك العملية بتصميم ملابس السباحة لشركة آن كول في كاليفورنيا، ثم لشركة جوتيكس فيما بعدُ في نيويورك، ثم دشنت خطك لأزياء الملابس الرياضية في عام ١٩٨٧، بالإضافة إلى افتتاح متجر للملابس في حي أبر ويست سايد بمانهاتن. هل شعرتَ بسعادة غامرة في ذلك الوقت؟

لم أكن أفكر كثيرًا فيما أفعل أثناء وقت حدوثه، وهذا جمال الشباب.

كيف كان شعورك عندما تحولتَ من العمل مصممًا لأحد صُنَّاع الملابس إلى طرح مجموعتك الخاصة التي تحمل اسمك؟

كان هذا تطورًا طبيعيًّا؛ فعندما أسستُ متجري الخاص، كنت أُنتج كميات صغيرة، وبمجرد إثبات نفسي في مجال البيع بالتجزئة، تمكنتُ من بدء مشروعي في مجال البيع بالجملة.

إطلالة من الأزياء الراقية من مجموعة ربيع ٢٠٠٨ لراندولف ديوك، أسبوع الموضة في لوس أنجلوس. الصورة بإذن من راندولف ديوك.
هلَّا تشرح لنا المنهجية التي تبنَّيتَها قبل التصميم الفعلي لمجموعة هالستون والتي منحتك التاريخ والأساس الضروريَّيْن لبدء عملية التصميم؟ وما نوع عمليات البحث التي أجريتَها حتى تفهم تاريخ هذه العلامة التجارية؟ وهل تمتلك هالستون أرشيفًا شاملًا تمكنتَ من البحث فيه؟

لم يكن هناك أرشيفٌ كبير ألجأ إليه، بدلًا من ذلك، فكرتُ في نوع الملابس العصرية الذي اعتقدتُ أن السيد هالستون كان سيصنعها لو أنه لا يزال على قيد الحياة. على سبيل المثال، لم يكن ليستمر في استخدام الشامواه الصناعي، بل كان سيهتم أكثر بالألياف الدقيقة.

أصدرتْ دار نشر راندم هاوس كتابك «الإطلالة» في عام ٢٠٠٦. إنه يساعد السيدات من كافة الأعمار على ارتداء أكثر الملابس التي تتناسب مع حجمهن وهيئتهن. قالت عنك عميلتك مارسيا جاي هاردن: «تعرفتُ على راندولف ديوك من خلال منسق ملابسي في أثناء التحضير لحفل توزيع جوائز أوسكار. درس راندولف بنية جسدي؛ فهو يفهم جيدًا جسم المرأة، فأظهر جمال الأرداف والصدر وأضفى لمسة أناقة ودراما ونضجًا، كل هذا في إطلالةٍ واحدة جريئة آسرة من اللون الأحمر. عمل راندولف معي وكان الفستان رائعًا!» هل جاءت فكرة كتابك من قدرتك الفطرية على فهم جسد المرأة؟ وإن لم تكن هذه هو الحال، فكيف جاءتك الفكرة؟

عندما عدتُ إلى لوس أنجلوس، كنت أفكر كثيرًا، وأحد الأشياء التي ظلت تتردد على ذهني هي الأسئلة الكثيرة المتعلقة بهذا الموضوع، وبدت أنها لا صلة لبعضها ببعض؛ دفعني هذا إلى تأليف كتاب، وهي أداة شعرتُ أنها غير موجودة. بدأتُ في إجراء بعض عمليات البحث بشأن الأدوات التي يمكن للنساء استخدامها عندما يتعلق الأمر بتحديد أسلوبهن الشخصي في الأناقة وتطويره والقدرة على التعبير عنه يوميًّا؛ بدأتُ بتجربة تمثلت في ملاحظة النساء بالأماكن العامة، ولاحظتُ شيئًا عامًّا استرعى انتباهي في كل حالة تقريبًا، ألا وهو مشكلة عدم تناسق الأبعاد. وتكوَّن لديَّ شيء لا يوجد في السوق؛ دليل يساعد النساء على ارتداء الملابس المناسبة بكافة أنواعها، واتضح أنها عملية. يعتقد الناس كثيرًا أن الأناقة لا يمكن تعلُّمها، لكني أعتقد أنه من الممكن تدريسها بدرجةٍ ما. جاءت فكرة الكتاب من رغبتي في توفير أداة مفيدة للمستهلك.

أسس كثيرٌ من المصممين الكبار أعمالًا تجاريةً ناجحة من خلال العمل مع شبكة إتش إس إن. ما الذي دفعك إلى دخول مجال البيع بالتجزئة عبر التليفزيون؟

عملتُ مع شبكة كيو في سي عام ١٩٩٢، وكانت مدة البث قصيرة، كان هذا في وقتٍ مبكر للغاية من سنوات بدء البيع بالتجزئة الإلكتروني. ثم جاءت فرصة أخرى في عام ٢٠٠١ مع شبكة إتش إس إن التي بدت واعدةً أكثر، ولأني فعلتُ هذا من قبلُ، فلم يكن أمرًا غريبًا عليَّ؛ كانت الصيغة جيدة وبدت منطقية، ولم أخشَ الأمر مطلقًا؛ ولذلك بدأنا العمل.

يجب على كل مصمم أزياء ناجح يدير عمله الخاص؛ تكوين فريق موهوب يستطيع تنفيذ رؤيته. إلى أي مدًى ترى هذا مهمًّا؟

هذا سؤالٌ مهم؛ حيث كان هذا دومًا أكبر تحدٍّ يواجهني. ثمة أوقات في البداية تفعل فيها كل شيء بنفسك؛ نظرًا للقيود المالية. أذكر أني كنتُ أذهب وأنا أدفع أمامي حاملات الملابس المتحركة إلى مكان عقد أسبوع الموضة في نيويورك مرتديًا نظارةً شمسية سوداء وقبعةً حتى لا يعرفني أحد؛ فأنت تفعل ما عليك فعله. لقد تعلمتُ على مدار السنين أن تفويض المهام أمرٌ حكيم، لكنه يتطلب ثقةً كبيرة؛ فيجب أن تتعلم كيف تثق في الناس. وقد اختبرتُ كل شيء، بداية من فريق العمل بأقل عددٍ ممكن إلى فريق العمل المكتمل. أنا أعتقد أن مجال الأزياء مجالٌ تعاوني، وأنه يعتمد كثيرًا على حقيقة أنك لا تستطيع فعل كل شيء بنفسك. وأنا ما كان لي تأسيس شركتي دون وجود المسئولين الإداريين المناسبين، كلٍّ في مكانه.

مارسيا جاي هاردن ترتدي أحد فساتين راندولف ديوك الراقية أثناء تسلُّمها جائزة الأوسكار لأفضل ممثلةٍ مساعدة عن دورها في فيلم «بولوك» بالحفل السنوي الثالث والسبعين لتوزيع جوائز الأوسكار، المُقام في مسرح شراين أوديتوريام وقاعة إكسبو في لوس أنجلوس، كاليفورنيا. تصوير: جيتي إميدجز، ٢٠٠١. الصورة بإذن من راندولف ديوك.
ثمة كثير من مصممي الأزياء الموهوبين والواعدين في جميع أنحاء العالم. ما النصيحة التي تودُّ تقديمها لمصمم أزياء يجاهد لتحقيق التميز الذي يجعله يبرز بين المنافسين؟

لا أعتقد أن هناك وصفة لتحقيق هذا، لكنَّ ما أقترحه على الطلاب أو الأشخاص الذين يُفكِّرون في العمل مصممي أزياء هو أن يتمسكوا بما يرونه مناسبًا وألَّا ينشغلوا كثيرًا بما يظنون أن الناس سوف تُحبُّه؛ ففي الحالة الأولى ستحافظ على أصالتك، وفي الحالة الثانية ستصبح خاضعًا لرغبات الآخرين، وهذا أمرٌ إلى حدٍّ ما مضلِّل. إن الأمر لا علاقة له إطلاقًا بما إذا كنت ترى أن الناس ستحبُّ عملك أم لا؛ لأنك بمجرد أن تسلك هذا الدرب ستفقد فعليًّا أصالتك. لقد خرجت أنجح الإطلالات في عروض أزيائي عندما تمسكتُ بكل ما أحبه بكل معنى الكلمة، مُستخدِمًا الموسيقى التي أُحبها ومستعينًا بعارضات الأزياء اللاتي يرُقن لي. يتطلب الأمر أدب الاستماع إلى آراء الآخرين، لكن في النهاية تحديد القرار بنفسك.

ما النصيحة التي يمكن أن تُسدِيها لمصمم أزياء طَموح؟

نصيحتي الأساسية هي ألا يُحرَج أبدًا من طلب المساعدة. صحيح أن هذا، في مجال الأزياء، لا يبدو جيدًا، لكن الأمر ليس كذلك؛ فأنا أعتقد أن الناس تريد أن تكون جزءًا من إبداعك؛ حاولْ تكوين صداقات مع أكبر عدد من الأفراد في المجالات التي تريد تطويرها.

تغيَّرت صناعة الموضة كثيرًا بمرور السنين مع انتشار برامج أزياء تليفزيون الواقع، مثل برنامج «مشروع منصة عرض الأزياء» على شبكة برافو التلفزيونية. ما رأيك بشأن تأثير هذا على صناعة الموضة وعلى جوهر معنى الأزياء بوصفها عملًا فنيًّا وشكلًا من أشكال الفنون؟

يوجد عددٌ كبير من مصممي الأزياء اليوم الذين لم يدرسوا الأزياء في الجامعة. يبدو الأمر مبهمًا إلى حدٍّ ما. وأشعر بالإحباط لأن الكل يعتقد أنه مصمم أزياء. في مجال الأزياء يكون الوضع مؤسفًا بعض الشيء، بسبب الاستخفاف بمقومات ممارسة هذه المهنة؛ إذ أصبح ثمة كثير من الطرق لبلوغ هذه الغاية في عصرنا الحالي.

من المعروف أن صناعة الموضة تزخر بالمبدعين الرائعين ذوي الشخصيات الغريبة. أحيانًا، قد تأخذ الدراما أبعادًا مبالغًا فيها. في اعتقادك من أين ينشأ هذا؟

هذا سؤالٌ مثير بالفعل، وأنا أعتقد أن الأمر يتعلق بالمجال؛ فالدراما البالغة تجعله أكثر متعة وأكثر إثارة، ونيويورك متفردة، نوعًا ما، في هذا الأمر؛ فهو أمر خاص بها إلى حدٍّ كبير. وهو جزء من التحول إلى علامةٍ تجارية، ويرتبط هذا كثيرًا بما يتوقعه الناس من شخص يعمل في صناعة الموضة وما يريدونه منه.

أُطلق عليك «ملك الملابس» و«ملك الأناقة على السجادة الحمراء»، ما رأيك في مثل هذه الألقاب، وكيف ترى نفسك؟

يلعب الحظ دورًا بطريقةٍ ما في حدوث الأشياء. أشعر بالإطراء حين يعتقد الناس فيَّ هكذا ويقولون عني مثل هذه الأشياء. كنتُ في شبابي شخصًا سريع التأثر وجادًّا أكثر، والآن بدأت شخصيتي الحقيقية تظهر أكثر فأكثر، والتي تتسم ببرود أكبر وجدية أقل.

إطلالة من مجموعة أزياء ربيع ٢٠٠٨ الراقية لراندولف ديوك، أسبوع الموضة في لوس أنجلوس. الصورة بإذن من راندولف ديوك.
صِف لي اليوم المثالي بالنسبة إليك.

يكون اليوم مثاليًّا عندما أفعل ما أحبه وأرضى بالكامل وأسعد بالمكان الذي أكون فيه. إنه يكون عندما أنشغل بالكامل باللحظة التي أعيشها، ولا أفكِّر في الأمس، ولا في الغد، وأكون في حالة سلام.

حوار مع رالف روتشي، مصمم أزياء صاحب العلامة التجارية شادو رالف روتشي

بورتريه لرالف روتشي، ٢٠١٢. تصوير: ريك جويدوتي. الصورة بإذن من شركة شادو رالف روتشي.
هل شهدتَ نقطة تحوُّل في طفولتك أو نشأتك أو في أية مرحلة من حياتك أدت إلى سعيك لدخول عالم تصميم الأزياء؟

لطالما أبهرني جمال النساء والبهاء الداخلي الذي يمتلكنه. وأنا طفل كنتُ أذهب دائمًا للتسوق مع والدتي، وكانت تسمح لي عادةً باختيار ملابسها منذ سنٍّ مبكرة. أذكر أنها كانت تتعامل مع خياط في حيِّنا، وكان رجلًا يتمتع بموهبة ومهارة عاليتين، وكانت تسمح لي باختيار باترونات من مجلة فوج/باتريك لكريستيان ديور وبالمان. ترِد على ذهني الآن صور معينة؛ صدرية ديور مربعة ذات لون وردي دافئ من الساتان المطفي، وتنورةٌ مستقيمةٌ منفوشة مع قبعةٍ مستديرةٍ صغيرة، كانت القبعة والصدرية مطرزتين بكريستالات أو ماسات بيضاوية الشكل صغيرة متدلية؛ اعتقدتُ أن هذا أكثر زي أنيق رأيته في حياتي. أذكر أيضًا أن والدتي كان لديها معطف ديور من الساتان الأخضر الزمردي الذي كان في الأساس على شكل نصف دائرة بكُمَّيْن قصيرَين بارزَين وياقة كاملة تصل إلى فوق فتحة الصدر. وعندما كانت تتحرك في هذا المعطف، كانت الثنيات تتحرك إلى الخارج في حركة فخمة وملكية. كانت تملك أيضًا رداء بالمان مقصوصًا بمَيلٍ من ساتان الدوقة الحريري عاجي اللون، وهو عبارة عن فستانٍ ضيق عديم الأكمام، مائل نحو جانبٍ واحد، وبه كشكشة تصل عاليًا إلى الخصر/أسفل الأرداف، وتنتهي بحزامٍ عريض من القماش يشبه حزام زي الكيمونو الياباني التقليدي كجزءٍ من الفستان. صُنع هذا الحزام من طبقتين من القماش حتى يظل القماش متماسكًا ومحدَّدًا بحيث يمكن رؤيته من الأمام. كان العامل الذي جعل فستان الحفلات هذا رائعًا للغاية هو أنه كان يعكس المناخ الاجتماعي لعصره؛ إذ طلبت أمي تفصيله من أجل حضور حفل افتتاح أحد الأفلام. تخيَّل هذا؛ كان النساء والرجال يرتدون ملابس سهرة في حفلات افتتاح الأفلام السينمائية، كان افتتاح فيلم «كليوباترا» لإليزابيث تايلور. لم أكن أحلم قط بأني سأجلس يومًا ما مع إليزابيث تايلور على سريرها وأختار معها ملابسها التي ترتديها مع مجموعة حُليِّها المذهلة. لكن كل هذه التصميمات والألوان وافقتْ عليها بهدوءٍ شديد وبسلطةٍ غامضة تمامًا. والآن يمكنك القول إنها ربما تكون الجينات الموجودة بداخلي، لكن مرت عدة سنوات قبل اتضاح هذا الأمر.

بينما كنتُ في المدرسة الثانوية، اكتشفتُ مجلات الموضة وبدأتُ أدرس الأزياء أكاديميًّا؛ اكتشفتُ أن هناك مصمم أزياء بداخلي، وبدأتُ أعثر على ما يحفزني للاستمرار في العمل الذي انجذبتُ إليه، ولم تحدث نقطة تحوُّل كبيرة إلا عندما التحقتُ بالجامعة. في إحدى المرات، كنتُ بين كومةٍ مكدَّسة من الكتب أُجري بحثًا من أجل مادة علم الجمال في تخصص الفلسفة، وكنتُ أتصفَّح عددًا من مجلة هاربرز بازار وذُهلتُ؛ فقد اكتشفتُ صورة على صفحتَين لعروس ووصيفتها؛ كانت الصورة مأخوذة لكلتيهما من الخلف، وكانت العروس ترتدي فستانًا مصنوعًا من قماش الجازار أبيض اللون، والوصيفة ترتدي فستانًا مصنوعًا من قماش الجازار أسود اللون. كان كلا الثوبَيْن على شكل شبه منحرف، مع وجود ذيل طويل لفستان العروس؛ التقط الصورة المصور ديفيد بايلي، بتوجيه من ديانا فريلاند. لم أجد كلامًا يعبِّر عن شعوري؛ فلم أرَ قط أي شيء بمثل هذا النقاء وهذا الجمال وهذه المثالية في حياتي كلها. علمتُ أن هذا فن، واكتشفتُ أن هذين الفستانين كانا من إبداع وصنع كريستوبال بالنسياجا. وبما أني كنتُ أرسم في هذا الوقت؛ فقد شعرتُ بأني تحررتُ؛ فربطتُ في ذهني ملابس بالنسياجا بلوحة الرسام الأمريكي روبرت ماذرويل «رثاء للجمهورية الإسبانية»؛ ومن ثَم، بدأت رحلتي الفعلية في مجال تصميم الأزياء.

لقد تدربتَ على يد هالستون. فهلَّا تصف لي كيف حصلتَ على هذه الفرصة الرائعة؟

عرفتُ من كل بحثي في مجال الموضة أنني لا أريد العمل إلا مع هالستون؛ فقد رأيتُ أنه أعظم مصمم في ذلك الوقت؛ فهو رمز كبير للبساطة والثورية، ابتكر أزياء جديدة بالكامل بعد ستينيات القرن العشرين؛ ومن ثَم وضعتُ خطةً للحصول على موعدٍ لإجراء مقابلة عمل. لو تذكرين، يمتلك هالستون مقرًّا كبيرًا بتقاطع شارع ٦٨ وماديسون أفينيو في نيويورك. وكان قسم الصُّنع حسب الطلب (فقد رفض استخدام مصطلح الأزياء الراقية، نظرًا لأننا في أمريكا) يقع في الدور الثالث من مكتبه.

مجموعة شادو رالف روتشي للملابس الجاهزة لربيع/صيف ٢٠١٢. بلوزة وبنطلون باللون الأبيض ومطرزتان بالخرز مع مئزر من الساتان. تصوير: دان وكورينا ليكا. الصورة بإذن من شركة شادو رالف روتشي.

أخبرتُ أختي بأننا سنذهب إلى قسم الصنع حسب الطلب وأنها ستطلب شيئًا من مجموعته. ظنَّت أنني فقدتُ عقلي تمامًا، ومع ذلك، ذهبنا إلى مكتبه وطلبتْ سالوبيت (جمبسوت) كشميري عاجي اللون وكيمونو بلون يتناسب معه. كان هذا في عام ١٩٧٥، وهي ما تزال ترتدي هاتين القطعتين حتى الآن. وبينما كان كل هذا يحدث، طلبتُ من البائعة أن تحدد لي موعدًا لأقابل فيه هالستون؛ صُدمتْ وتعجَّبتْ من قوتي وجرأتي الشديدة. وعليه، التحقتُ بمعهد تكنولوجيا الأزياء، ودرست المواد التقنية اللازمة، وعدتُ بعد عامين، وحددتْ لي موعدًا لمقابلة هالستون. ربما كنت أتمتع بشجاعة هائلة حينها، لكني أؤكد لكِ عندما قابلتُ هالستون لأول مرة كانت أسناني تصطكُّ أمام نظاراته الشمسية التي كانت تعكس صورتي؛ فقد كان هالستون عبقريًّا. هذا كل ما في الأمر.

مجموعة شادو رالف روتشي للملابس الجاهزة لخريف ٢٠١٢، بريشة رالف روتشي.
مجموعة شادو رالف روتشي للملابس الجاهزة موسم خريف/شتاء ٢٠١٢. بلوفر أخضر زيتوني من فراء المنك مَحِيك بغرزة مكشكشة مع بنطلون أبيض من قماش الباراثيا الصوفي. تصوير: دان وكورينا ليكا. الصورة بإذن من شركة شادو رالف روتشي.
ما أكبر تحدٍّ واجهك عند طرح مجموعتك الأولى؟

المال؛ فقد كان هذا في عام ١٩٨١ وقررتُ أن الوقت قد حان لبدء عملي؛ فقد أدركت أن هذا هو المجال الذي أحلم به، وأن عليَّ بدء العمل فيه. كنتُ حينها في الثالثة والعشرين من عمري، وكان أهم ما يُقال عن هذه الفترة أني تخيَّلتُ نفسي وعرفتُ أنني مصمم أزياء بالفطرة. والآن كان عليَّ أن أمارس العمل وأؤسس كيانًا لعملي، وأتعلَّم من كلِّ من أثَّروا فيَّ — مدام جريه وبالنسياجا وهالستون وجالانوس ونوريل — وأصنع مفرداتي الخاصة. ونظرًا لوجود تعاملات بالفعل بيني وبين بعض الخياطات؛ فقد كنَّ يأتين إلى شقتي الصغيرة ذات الغرفة الواحدة في الليل ليساعدنني، وكنتُ أنا أُفصِّل القماش على المانيكانات وأقصُّه طوال النهار. وساعدتني صديقتي المقربة، فيفيان فان ناتا، التي التقيتُ بها وأنا أدرس في معهد تكنولوجيا الأزياء منذ ذلك الوقت وطوال ثلاثين عامًا؛ مما أعطاني مساحة للعمل والتفكير.

ما فلسفة تصميماتك؟

الاختزال والبساطة والعثور على جوهر ما تبحث عنه. لا تزيِّن سيدة أبدًا، بل بدلًا من ذلك، اعثر على عوامل لتحسين مظهرها، واعمل على إخفاء الجوانب غير الجذابة فيها. استخدِم منطق الأبعاد، وأضف رونقًا لحياتها، وقدِّرها بشدة. اكتشف طرقًا جديدة لصنع الملابس وابحث عن المستحيل تحقيقه في حرفتنا، واعرف أولًا كيف تقوم بالأمر على النحو الصحيح، ثم ابحث عن طريقةٍ جديدة لفعل ذلك. ولا تعتقد أبدًا أنك وصلت إلى القمة، وعليك أن تتذكر دومًا أن الأعمال العظيمة تنبع من التواضع.

مجموعة شادو رالف روتشي للملابس الجاهزة لخريف ٢٠١٢، بريشة رالف روتشي.
ما المقصود بكلمة «شادو» الموجودة في اسم علامتك التجارية «شادو رالف روتشي»؟
«شادو» Chado، هو حفل تقديم الشاي الذي يرجع تاريخه إلى قرونٍ مضت، والذي يشتمل على ٣٣١ خطوة، كلٌّ منها له مراسم خاصة، بدايةً من تحية الضيف وحتى الخطوة الأخيرة المتمثلة في تقديم كوب الشاي له. وفي عام ١٩٨٧، اخترتُ استخدام هذه الكلمة للتعبير عن كل خطوات ابتكار مجموعة الأزياء وأهمية الأفراد الآخرين ومشاركتهم في هذه العملية.
مجموعة شادو رالف روتشي للملابس الجاهزة لخريف/شتاء ٢٠١٢. فستان حريري أسود من دون حمالات به شرائط. تصوير: دان وكورينا ليكا. الصورة بإذن من شركة شادو رالف روتشي.
مجموعة شادو رالف روتشي للملابس الجاهزة لخريف ٢٠١٢، بريشة رالف روتشي.
كيف تنجح، موسمًا تلو الآخر، في تصميم مجموعة تتناسب مع جمالياتك ورؤيتك التصميمية وتحقِّق في الوقت نفسه رواجًا تجاريًّا؟ هل يوجد أي تعارض في هذا الإطار؟

لا بد أن تسمح لعقلك أولًا بالعثور على المحفزات التي تسمح لك باكتشاف الأفكار الأساسية للمجموعة، ثم من خلال البحث والرسم وتطوير الأقمشة، تشرع في العمل. وفي أثناء هذه العملية، ستبدأ في رؤية منطق وضرورة وجود المزيد من الفساتين، والمزيد من المعاطف الواقية من المطر هنا، والمزيد من السترات هناك؛ الحاجة إلى المنظور الشامل الذي يجعل الصورة بأكملها واضحة بشدة. وإذا تعمَّقت أكثر وتأكدت من أن لديك ملابس ليس من أجل جمهورك الأساسي فقط، بل أيضًا من أجل جمهورٍ جديد أصغر سنًّا، ومن أجل سوق عالمية، بالإضافة إلى اشتمالها على ما تحتاج إليه للفت انتباه الصحافة إليك، فإنك تكون بذلك قد حققتَ جزءًا صغيرًا من قصتك. لكن بالنسبة إليَّ، يجب عليَّ فعل هذا داخل بيئة خاصة ومحكمة للغاية؛ من المكتب إلى المنزل ومن المنزل إلى المكتب، مع ممارسة التأمل ورفع الأثقال فقط في وقت الفراغ. أنا لا أستطيع التحدث عن أي من مجموعاتي قبل طرحها وأشعر بالغضب عندما تُوجَّه إليَّ الأسئلة عنها؛ لأنني أكون لا أزال في مرحلة عدم اليقين. وبطريقةٍ ما، تهتدي إليَّ المجموعة وأنا في هذه المرحلة.

مجموعة شادو رالف روتشي للملابس الجاهزة لخريف/شتاء ٢٠١٢. معطف مبطَّن من الجلد وفراء الماعز الأسود ذو تطريز بغرزة السلسلة. تصوير: دان وكورينا ليكا. الصورة بإذن من شركة شادو رالف روتشي.
ما النصيحة التي تودُّ تقديمها لمصمم أزياء طَموح يحاول طرح مجموعته الخاصة؟

من فضلك لا تفكِّر حتى في طرح مجموعتك إلى أن تستطيع فعل كل شيء؛ فيجب أن تكون قادرًا على تصميم الملابس، وعمل باتروناتها، وحياكتها، وضبط مقاساتها، وقصِّها أو تفصيلها على المانيكانات، وبيعها، وإنتاجها، وتغليفها، ومتابعتها. يجب أن تعرف كل جانب من جوانب العمل حتى تعرف سبب رغبتك في فعل الأمر بطريقةٍ معينة والسبيلَ إلى ذلك، وحتى تستطيع توجيه الآخرين بفاعلية. كذلك يجب أن يتوافر لديك المبالغ المالية المناسبة؛ فيجب ألا تدخل في مشروعٍ تجاري بمجال الأزياء دون أن يتوافر لديك مبلغ من المال في المصرف يغطي عملك لمدة عامين على الأقل، بما في ذلك رواتب الموظفين والضرائب وثمن الأقمشة والنفقات الإضافية، وأن تستطيع الصمود من الموسم الأول وحتى الذي يليه بينما تنتظر أن تتقاضى أجرك، وأنت تصنع مجموعتك الجديدة. ولا تنسَ راتبك الشخصي. كن مستعدًّا لأن يتحطم قلبك مرَّاتٍ ومراتٍ، وكن صبورًا؛ لأنه عندما يحين الوقت ستعرف.

مجموعة شادو رالف روتشي للملابس الجاهزة لخريف ٢٠١٢، بريشة رالف روتشي.
في عام ٢٠٠٢ دعتك الغرفة النقابية للأزياء الراقية لعرض مجموعتك في باريس. كيف كان شعورك في هذه اللحظة؟

بعد العرض، عندما خرجتُ لأحيِّي الجمهور، علمتُ أن حياتي تغيرت. يمكنك القول إنها كانت نقطة تحوُّل في حياتي؛ فقد تحققت الأحلام على أرض الواقع وعلمتُ أن كل شيء ممكن. وفي اليوم التالي، كان ثمة كمٌّ هائل من الأخبار الإيجابية عني في الصحافة الفرنسية، وأطلقوا عليَّ لقب «الأمريكي» وتساءلوا كيف استطاع شخصٌ أمريكي تصميم الأزياء الراقية. قال أحد الصحفيين إن مجموعتي كانت مثالية، لكنه تساءل عمن قد يريد المثالية في هذا المجال. أردتُ أن أثبت لنفسي أن يدي وعقلي يستطيعان صنع ملابس تجمع بين الجانبين العملي والفني.

مجموعة شادو رالف روتشي للملابس الجاهزة لخريف/شتاء ٢٠١٢. معطف كيب حريري بيج اللون. تصوير: دان وكورينا ليكا. الصورة بإذن من شركة شادو رالف روتشي.
كيف ساعدك كونُك رسامًا بارعًا في تصميم مجموعاتك؟

تدفعني خبرتي كرسام إلى العمل في مجال الأزياء بمزيد من الوضوح والإلهام، وتمنحني المزيد من الاحتمالات، كما أن الأشكال الفنية تُطبَع عادةً على الأقمشة، ثم تُستخدم هذه الأقمشة في مجموعات الأزياء.

ما الذي لا يمكنك العيش من دونه؟

الخصوصية.

مجموعة شادو رالف روتشي للملابس الجاهزة لخريف ٢٠١٢، بريشة رالف روتشي.
كيف تحقق التوازن في عالم الأزياء السريع الوتيرة والدائم التغير؟

من خلال أصدقائي وعائلتي وفريق العمل لديَّ، والعثور على ملاذٍ في منزلي وكتبي ومجموعة تماثيلي وكلبي البولدوج الإنجليزي، تومبلي.

صِف لي اليوم المثالي بالنسبة إليك.

اليوم الذي لا أتحدث فيه، ولا أستخدم الهاتف وأقضيه في الماء؛ أعظم مهدئ في العالم. أنا أشعر بالراحة عندما أكون وحدي، لكن يكون من الرائع أيضًا أن أقضي اليوم مع شخص أحبه ويحبني.

مجموعة شادو رالف روتشي للملابس الجاهزة لخريف/شتاء ٢٠١٢. معطف واقٍ من المطر أسود اللون مصنوع من قماش الفينيل. تصوير: دان وكورينا ليكا. الصورة بإذن من شركة شادو رالف روتشي.

(٢-٢) مصمم الإكسسوارات

يبتكر مصمم الإكسسوارات منتجات مثل حقائب اليد والأحزمة والأوشحة والقبعات والنظارات والجوارب التي تُستخدَم جميعها مكمِّلات للملابس.

figure
حقيبة موديل «كاسيا ويك إندر» متعددة الأغراض وكبيرة يمكن حملها إلى العمل أو إلى صالة الألعاب الرياضية أو في رحلة في عطلة نهاية الأسبوع. تصميم شركة كانوبي فيردي، ٢٠١٠. الصورة بإذن من شركة كانوبي فيردي.

(٢-٣) مصمم ملبوسات القدم

يصنع مصمم ملبوسات القدم أنواعًا مختلفة من الأحذية، منها الأحذية المسطحة، والأحذية الجلدية المسطحة الرسمية، والأحذية ذات النعل الخشبي، والأحذية الجلدية المسطحة غير الرسمية، والأحذية ذات الشرائط الخلفية، والأحذية ذات النعل المطاطي، وأحذية السهرة النسائية، والصنادل، والأحذية ذات النعال الضخمة، والأحذية القماشية، والأحذية الطويلة الرقبة، والأحذية الرياضية، والأخفاف، والتي تُستخدم جميعها مكملات للملابس.

مجموعة خوان أنطونيو لوبيز لربيع/صيف ٢٠١٠ لآنا بورهيس. الصورة بإذن من آنا بورهيس.
حذاء كيمي من مجموعة هيتي روز لعام ٢٠١١. خامة الكعب: بلاستيك مغطى بقماش كيمونو. خامة الجزء العلوي: قماش/جلد كيمونو كلاسيكي. البطانة: جلد. النعل: جلد. الصورة بإذن من هيتي روز.

حوار مع مصمم الأحذية والإكسسوارات ستيوارت ويتزمان

لقد تدربتَ على يد والدك، الذي كان يمتلك شركة خاصة لصناعة الأحذية تُسمَّى «مستر سيمور»، وتعلمتَ الحرفة في سنٍّ مبكرة. ومع ذلك، تخرجتَ في كلية وارتون للأعمال بجامعة بنسلفانيا، وتوجَّهت إلى وول ستريت. ما الذي جعلك تطلق علامتك التجارية؟

خططتُ في الأصل للعمل في وول ستريت بعد تخرُّجي مباشرةً، لكن أدت ظروف غير متوقَّعة إلى انضمامي لعمل العائلة لتقديم المساعدة، ولم أنظر خلفي قط.

أنت تُطلِق على نفسك «مهندس أحذية» لأنك ترى أن الأحذية لا بد أن تؤدي غرضها على أفضل وجه، أولًا وقبل أي شيء. هلَّا توضح لي هذه النقطة؟

لا بد أن يؤدي الحذاء الغرض منه، أولًا وقبل كل شيء، ولهذا تُمثِّل الراحة والمقاس الملائم عنصرين مهمَّيْن في تصميم أي حذاء رائع. وبالطبع، دون وجود خطوط جميلة، أو شكل جذاب، أو شيء أخَّاذ في الحذاء يجعلك تبتسم على الأقل، لن يتحقق النجاح لمجرد أنه حذاء مريح.

ما فلسفة تصميماتك؟

تصميماتي تستهدف المرأة العصرية التي ترغب في ارتداء أحدث موضة، لكنها لا تريد أن تضحي بالشعور بالراحة.

لا يدرك كثير من الناس أن أحذيتك تُصنَع في مدينة إلدا في إسبانيا. هلَّا تصف لي لماذا اخترتَ التصنيع في هذا المكان من العالم تحديدًا؟

منذ أن لفتت مجموعة من الأحذية صُنعتْ في إلدا نظري بسبب جودتها الاستثنائية ومهارة صنعها، أصبحت إلدا قبلتي. يبذل فريق العمل لدينا بأكمله، من الخياطين إلى شركاء العمل؛ كل طاقاتهم في منتجاتنا ويتعاملون معها كأنها مِلكية خاصة بهم. ومن المستبعَد أن أتمكن من تكوين مثل هذه الصحبة المتينة في مكان آخر.

لقد اشتهرت بما أحدثتَه من تأثير على صناعة الأحذية والحقائب الإسبانية، ونتيجة لهذا أُطلق عليك اسم «ابن إلدا الأثير بالتبني». وقد مُنح هذا اللقب لأربعة أفراد فقط منذ انتهاء الحرب الأهلية الإسبانية، وأنت الوحيد من أصل غير إسباني الذي يحصل على هذا التقدير. هلَّا تصف لي شعورك عندما علمتَ لأول مرة بحصولك على هذا الشرف الرفيع؟

كنتُ فخورًا للغاية وشعرتُ بتقديرٍ كبير بالحصول على مثل هذا الشرف الاستثنائي من هذا البلد. وهو أمر سأعتز به من أعماق قلبي دومًا.

لقد حققتَ انتشارًا واسعًا في مجال البيع بالتجزئة من خلال ٣٣ متجر بيع بالتجزئة في الولايات المتحدة و٤٢ متجرًا عالميًّا، إلى جانب متاجر رئيسية في نيويورك وبيفرلي هيلز وباريس وميلانو وموسكو وبكين. تُعرض مجموعتك أيضًا في المتاجر المتخصصة والمتاجر الكبيرة الراقية، مثل ساكس ونيمان ماركوس وبيرجدورف جودمان وسكوب إن واي سي، وفي متجر هارودز في إنجلترا، وإيستان في اليابان، ولين كروفورد في الصين، وبرينتان في باريس، وهارفي نيكلز في دبي. ومن المثير للاهتمام أنك فتحت أول متجر بيع بالتجزئة خاص بك في لاس فيجاس. هلَّا تصف لي لماذا اخترت هذا الموقع لافتتاح أول متجر بيع بالتجزئة لك؟

نحن علامة تجارية اشتهرت بما تقدمه من نمط حياة جذاب ومرح؛ ومن ثَم بدت لاس فيجاس مناسبة تمامًا.

حذاء من تصميم ستيوارت ويتزمان، ٢٠١٢.
يبدو أن عددًا كبيرًا من النساء في جميع أنحاء العالم لديهن شغفٌ خاص بالأحذية. إلامَ تُرجِع هذا الهوس بالأحذية؟

سألت نفسي دومًا: «لماذا تحب النساء الأحذية؟» والإجابة واضحة للغاية؛ فما هي أول قصة مدهشة تقرؤها معظم الفتيات الصغيرات؟ أجل، يمكن لشيءٍ بسيط ومتاح مثل حذاءٍ جميل أن يجعلها تشعر بأنها أميرة؛ فمن التي لا تريد أن تكون سندريلا ولو لليلة واحدة؟

تعدُّ القدرة على الحصول على عملاء من المشاهير نقطةً بارزة في الحياة المهنية لأي مصمم أزياء. وقد استطعتَ تقديم أحذية لإطلالات العديد من المشاهير على السجادة الحمراء، مثل أنجلينا جولي وإيفا ميندز وجينيفر أنيستون وإيفا لونجوريا وكيتي هولمز، والقائمة طويلة. مَن كانت أول شخصية شهيرة ترتدي منتجاتك؟ وكيف حدث هذا؟

مثَّل اتصال هاتفي من باربرا والترز نفسها بداية قاعدتي من المشاهير.

ارتدى كثير من المشاهير من مجموعة أحذية الزفاف الخاصة بك، بما في ذلك المغنيتان بينك وكاري أندروود، وسيدة المجتمع والأعمال إيفانكا ترامب، في حفلات زفافهن. هلَّا تقدم لي وصفًا عامًّا لمجموعتك لأحذية الزفاف؟

أصبحت علامتنا التجارية مرادفة لأحذية السهرة منذ بداية ظهورها؛ لذا كانت مجموعة أحذية الزفاف توسعًا مبكرًا للعلامة التجارية. أحب ابتكار معظم القطع في مجموعتي لأحذية الزفاف من مواد شفافة، مثل الفينيل والشبك والشيفون؛ لأنها تُظهر القدم بطريقةٍ جميلة ومثيرة، ويمكن ارتداؤها في أي وقت، من الصباح حتى المساء.

حذاء من تصميم ستيورات ويتزمان، ٢٠١٢.
تُقدِّم شركتك واحدة من أكبر مجموعات المقاسات (من مقاس ٤ إلى ١٢)، والتنوعات في عرض الأحذية بأربعة أشكال مختلفة على نحوٍ غير مسبوق (الرفيع والضيق والمتوسط والواسع)؛ مما مكَّن علامتك التجارية من الاستحواذ على حصةٍ ضخمة من السوق. ماذا كان دافعك من وراء هذا؟

إن صناعة الأحذية معقَّدة وليست مثل الملابس، التي يمكن أن يناسب مقاسٌ واحدٌ فيها كافة الناس أو يمكن تصنيفها إلى صغير أو متوسط أو كبير، ولهذا السبب أضفتُ مجموعةً كبيرة من المقاسات والأحجام؛ فأنا أحب تلبية رغبات العميل واحتياجاته، والتي أرى أنها الدمج بين المقاس المناسب والشعور بالراحة مع مسايرة الموضة.

هل فكرتَ في أي وقت في تصميم مجموعة أحذية للرجال؟ إن كانت الإجابة لا، فما السبب؟

تكمن المتعة في تصميم الأحذية النسائية في المواد التي يمكنك استخدامها. على سبيل المثال لا الحصر، الريش والكريستالات وجلود الثعابين الملوَّنة. ومع الأسف، لن تسمح لي مجموعة أحذية الرجال بالإبداع نفسه الذي أستمتع به كثيرًا في عملية تصميم أحذية النساء!

هل ثمة مجموعةٌ جديدة ومثيرة من المنتجات على وشك أن تطرحها لعلامة ستيوارت ويتزمان؟

نعم، لكن على الجميع الترقب والانتظار.

ما الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لعلامتك التجارية وفي بقائك على اتصال بقاعدة عملائك؟

تسمح لي وسائل التواصل الاجتماعي بالتحدث مباشرةً مع عملائي المخلصين من أجل الحصول على تقييمهم، ليس فقط فيما يتعلق بالمنتجات وإنما أيضًا كافة مبادرات الشركة ذات الصلة، كما تتيح لي مشاركة أخبار الشركة المهمة معهم، بالإضافة إلى تقديم جوائز لهم؛ إنها أفضل مجموعة تركيز يمكن من خلالها التحرك إلى الأمام نحو المستقبل.

ما النصيحة التي تودُّ تقديمها لمصمم أحذية أو حقائب طَموح يحاول طرح مجموعته الخاصة؟

إذا كنتَ تحب ما تعمل، فلن تعمل ولو ليوم واحد في حياتك؛ فأنا أعتبر مهنتي هوايتي، ومن ثَمَّ أستمتع بحقٍّ بكل جانب فيها.

حضرتُ حدث «فاشونز نايت أوت» الذي استضفتَه في متجرك بماديسون أفينيو منذ بضع سنوات، وأذكر رؤية طاولة تنس طاولة في المتجر، وكانت إضافةً مميزة بين مظاهر الحدث الأخرى. أنا أعرف أنك تقيم دورات تنس طاولة في جميع صالات عرضك ومصانعك. متى بدأ اهتمامك بهذه الرياضة؟

لقد كانت هوايتي المفضلة في طفولتي وعدتُ إلى ممارستها في وقتٍ لاحق من حياتي؛ إنها أفضل تدريب للجسم والذهن.

صفْ لي اليوم المثالي بالنسبة إليك.

اليوم الذي ألعب فيه تنس طاولة.

(٢-٤) المصمم الفني

figure
رسمٌ أوليٌّ فني من ملف المواصفات الفنية لمجموعة هيريتدج فيلا للمصممة نورين ناز نارو-بوتشي، ٢٠٠٣. الرسم بإذن من نورين ناز نارو-بوتشي نيابةً عن شركة فيلا.

يكون المصمم الفني مسئولًا عن وضع المواصفات الفنية والحفاظ عليها في فئةٍ واحدة من المنتجات أو أكثر، والتأكد من دقة المقاسات. يَحضُر المصمم الفني اجتماعات المصممين وفريق العمل، ويدير جلسات القياس ويشرف عليها، ويُعِدُّ ملفات المواصفات الفنية (المعروفة أيضًا باسم «ملفات المعلومات الفنية»)، والتي تعرض القياسات والمواصفات المطلوبة لإنتاج عينة، باستخدام برنامج ويب بي دي إم أو أي نوعٍ آخر من برامج تتبُّع البيانات، من كل طراز له مواصفات مفصَّلة. كذلك يصنع رسومات أولية فنية؛ ويُسلم جداول المواصفات الفنية إلى المصانع أو المورِّدين المحليين أو الخارجيين من أجل إنتاج العينات والمنتج النهائي؛ ويراجع دقة المقاسات ومدى الملاءمة وصنع العينات الأولية والعينات المرجعية وكل العينات السابقة للإنتاج واللاحقة له؛ ويقيس الملابس على عارضات الأزياء أو على المانيكان/نموذج قياس الملابس؛ ويبلِّغ المصانع أو المورِّدين أو مكاتب التوريد الخارجية بالتغييرات؛ ويواصل هذه العملية حتى تحصل كل العينات السابقة للإنتاج واللاحقة عليه على الموافقة. ويدير المصمم الفني أيضًا عملية الموافقة على العينة بفاعلية من خلال اتباع جدول إنتاج زمني صارم من أجل ضمان الوفاء بالمواعيد النهائية والحفاظ على سير العملية، بالإضافة إلى تحديد مشكلات الإنتاج والجودة المحتملة وإعطاء توصيات من أجل ضمان الحفاظ على مكانة العلامة التجارية.

(٢-٥) المصمم باستخدام برامج التصميم بمساعدة الكمبيوتر

figure
صورة لتصميم بمساعدة الكمبيوتر لملابس البحر من ماركة فيلا لربيع/صيف ٢٠٠٥ من مجموعة الملابس الرياضية الصيفية للمصممة نورين ناز نارو-بوتشي. الصورة بإذن من نورين ناز نارو-بوتشي نيابةً عن شركة فيلا.

يكون المصمم باستخدام برامج التصميم بمساعدة الكمبيوتر مسئولًا عن صنع المطبوعات والباترونات من خلال التصميم الأصلي، وعمليات إعادة التلوين والتكرار والمراجعة. وتتمثل إحدى مسئولياته الرئيسية في المشاركة في اجتماعات العصف الذهني المبدئية للتصميم، واستيعاب المفاهيم والأفكار الرئيسية والأقمشة وأشكال التصميمات ومجموعات الألوان. وبمجرد أن يحدِّد فريق التصميم الخطوط العامة لهذه البنود، يستطيع هذا المصمم استخدام برامج التصميم بمساعدة الكمبيوتر في تنفيذ رسومات أوَّلية مفصلة ومطبوعات وصفحات سجل تصميمات وجداول تفصيلية ولوحات تجميع الأفكار وجداول ألوان؛ ويبتكر مجموعات لونية؛ ويصنع صورًا منقَّحة بحسب الحاجة حتى تحوز جميع التصميمات على الموافقة. وهو يتعاون أيضًا مع الأقسام الداخلية والخارجية، بما في ذلك أقسام التصميم والترويج وأبحاث الأقمشة وتطويرها، والمكاتب الموجودة خارج البلاد، والمورِّدين، وأستوديوهات الطباعة، من أجل تنفيذ التصميمات وتتبُّع جميع الأمور الفنية التي جرى تطويرها.

(٢-٦) مصمم الأقمشة

يستخدم مصممُ الأقمشة برامج التصميم بمساعدة الكمبيوتر في ابتكار تصميمات وتنفيذها على الأقمشة المنسوجة والمحبوكة والمطبوعة والشرائط التزيينية والتطريزات. وتشمل مسئوليات مصمم الأقمشة الأساسية البحث عن أحدث الصيحات في الأقمشة وأشكال التصميمات والألوان؛ وحضور المعارض التجارية المختلفة للأقمشة في جميع أنحاء البلاد وخارجها؛ ومراجعة النماذج الأوَّلية وعينات الأقمشة المطبوعة؛ والموافقة على التصميمات النهائية؛ والتواصل مع مصانع الغزل خارج البلاد.

ماذا تفعل بصفةٍ يومية؟

يختلف كل يوم عن غيره؛ فأنا أحب التجوُّل في الأماكن المختلفة التي أزورها لإجراء أبحاثي، مثل متاجر الملابس القديمة، والمعارض الفنية، والمتاحف، أو أقضي عدة ساعات في تصفُّح شبكة الإنترنت؛ فالإلهام يكون في كل مكان، وأحمل معي طوال الوقت دفتر ملاحظات؛ حتى أستطيع أن أرسم كل شيء يخطر على ذهني، أحتفظ كذلك بقصاصات من المجلات في دفتر ملاحظاتي هذا.

مارتا بوسكارولي، مصممة أزياء حرة، بيت أزياء إيمانويل أونجارو، باريس، فرنسا

أنا أقيس مقاسات العينات، وأقيس العينات على عارضات أزياء حقيقيات في وجود التصميم، وأكتب تعليقات على القياس تتضمن رسومات توضيحية وصورًا للتعديلات، وأرسل التعليقات إلى المصانع خارج البلاد، وأجيب عن أسئلة المورِّدين.

سامانثا باكستر، مصممة فنية، شركة أليس وأوليفيا، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية
figure
رسم أوَّلي لموديل «سيتي هيلز إنجيلز» من مجموعة خريف ٢٠١٢ لمارينو إسولاني، ٢٠١١. الرسم بإذن من مارينو إسولاني.

تتطلب وظيفتي القيام بالعديد من الأدوار، والتي تضم تصميم ملابس نسائية منسوجة ومحبوكة، وأحذية، وأقمشة، وشرائط تزيينية، وزخارف خرزية، وصور الملابس المطبوعة. أبدأ يومي بتفقُّد مواقع المصانع الدولية واختيار الأقمشة، ومناقشة التطورات والألوان وعينات الألوان المختارة. وفيما بعدُ أعمل مع مديري من أجل تنقيح اختياراتي ومناقشة التجارب، والتزيين بالخرز وتطوير الصور المطبوعة، وإعداد التصميم من أجل إرسالها إلى وكلائنا في خارج البلاد. ثم أبدأ في الرسم مع وضع توجهنا الخاص بالموسم، واستخدام مصادر البحث المُلهِمة، مثل الصور والكتب والأرشيفات وقطع الملابس القديمة، في الاعتبار. من المهم أن أحافظ على تركيزي وأعمل وأنا أضع الأقمشة في اعتباري حتى أستطيع أن أفهم تمامًا كيف سيبدو الرداء وكيف سينسدل. أعمل أيضًا على وضع المواصفات وتحديد أبعاد تصميماتي وقياساتها. وأراقب الملابس بعينٍ فنية وأُقدِّم أكبر قدر ممكن من الرسومات الأولية حتى أُوضِّح تصميماتي بدقة لمُعدِّ الباترونات. وبمجرد أن يصبح النموذج الأوَّلي جاهزًا، أتفقَّده في أثناء جلسات القياس وأُحلِّل مقاس التصميم وتركيبه، بينما أتأكد من أن الرداء وأبعاد الجسم في تناغمٍ تامٍّ. وبعد تحديد النموذج الأوَّلي بقلم التحديد وكتابة المقاسات وقصه وتدبيسه، أناقش كل التغييرات مع مُعدِّ الباترونات وأنتقل إلى النموذج التالي حتى يُصبح التصميم مثاليًّا وجاهزًا للمشاركة في عرض الأزياء.

مارينو إسولاني، مصمم مساعد، مجموعة بيل بلاس للملابس النسائية، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية

بوصفي مديرًا إبداعيًّا، من المهم التأكُّد من أن لديَّ أفضل فريق من المبدعين والمتخصصين في العلامات التجارية، يتعاون أعضاؤه فيما بينهم لمشاركة رؤيتي عن المجموعة والصورة العامة للعلامة التجارية. عالم الموضة عالمٌ دائم التغيُّر، لذلك أُجري أبحاثًا عن الصيحات المستقبلية والتصميمات والفنون التي أستخدمها كل يوم. وأمزج هذا مع شغفي بالألوان وابتكار الأقمشة ورسم الإطلالات. ويشكِّل هذا أساسًا ثابتًا لمجموعات الملابس والإكسسوارات، ومن ثَم، تكون لديَّ أفكار جديدة طوال الوقت في انتظار التنفيذ عند الحاجة إليها.

إيان آلن، مدير إبداعي للعلامة التجارية، مجموعة هوجو بوس للملابس النسائية، شتوتجارت، ألمانيا

تشتمل مهامِّي اليومية على العديد من الأعمال التجهيزية، وإعداد الباترونات وتفصيل الملابس على المانيكانات، وإجراء اتصالات خارجية. فيتمثل عمل المصمم الفني في الأساس في ضبط قياس الملابس؛ فنحن نضع العينات المَحِيكة على عارضات حقيقيات، ونعدِّل الباترون حتى نُحسِّن المقاس، ثم ننقل التغييرات والتصحيحات إلى المصانع خارج البلاد. ويتمثل هدفنا في تحقيق قياسٍ متسق في كل قطعة ملابس في خط أزيائنا العالي الجودة المتوسط السعر. ونحن نعمل عن كثب مع فريقَي التصميم والترويج من أجل الوصول لأفضل إطلالة وأفضل مقاس لكل رداء.

ريبيكا كلاريتسيو، مصممة فنية مساعدة، شركة مايكل كورس، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية
figure
مجموعة أزياء الخريف/الشتاء رسم كريستينا كوان مستوحًى من سلسلة أفلام كريماستر لماثيو بارني، ١٩٩٦. الرسم بإذن من كريستينا كوان.

يبدأ يومي بتناول كوب كبير من القهوة بنكهة البندق في مقهى جريجوريز في شارع ٤٠ قبل التوجه إلى مكتبي في الجانب الآخر من الشارع. أستعرض طلبات توريد الأقمشة من جميع أنحاء العالم، وأُشرف على العينات من خلال التواصل مع المورِّدين في الصين عبر البريد الإلكتروني. بعد هذا، أمرُّ على قسم صُنع العينات وأتحدَّث مع مُعدِّي الباترونات والخياطين الذين يعملون لديَّ بشأن التصميمات الحالية التي يعملون على تنفيذها، لرؤية مدى دقة تفصيلها على المانيكانات أو حياكتها. وفي فترة ما بعد الظهر، أعمل على وضع الرسومات الأولية أو التصنيع أو متابعة صور التصميمات المطبوعة أو التخطيط لخط الأزياء أو حساب التكاليف، وذلك بناءً على مواعيد تسليم المجموعة التي أعمل عليها. تنتهي ساعات العمل في السابعة مساءً تقريبًا أثناء التوقيت الشتوي، ثم أذهب إلى صالة الألعاب الرياضية لأتدرب، أو أقابل أصدقائي على العشاء. إلا أنه عند اقتراب موعد عرض أزيائنا، أبقى في العمل حتى وقت متأخر وأُسهم في تأكيد مقولة أن شارع الموضة لا ينام أبدًا!

كريستينا كوان، مصممة، خط أزياء مارك وجيمس، شركة بادجلي ميشكا، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية

يبدأ يوم عملي بالرد على رسائل البريد الإلكتروني من الوكلاء من خارج البلاد. وتُعتبر تفاصيل صنع الملابس، وتفاصيل التصميمات، والمواصفات، والتعليقات التوضيحية لتدريج الباترونات بعضًا من الموضوعات التي يناقشها المصمم الفني مع المصانع يوميًّا. وقبل أن يقع إعجاب عميلنا على قطع ملابسنا الجميلة في المتجر، يمر كل موديل برحلة إنتاج. ويُعتبر المصممون الفنيون هم بناة الملابس؛ فبمجرد الانتهاء من التصميم، تُصنع كل قطعة ملابس وفقًا للمواصفات الفنية ومتطلبات التصنيع. وبعدما نتسلَّم عينة النموذج الأوَّلي من المصنع، نقيس أبعادها ثم نقيسها على عارضة أزياء، ونُجري التعديلات الضرورية في المقاس والشكل. ونتأكد من نقل كل أفكار التصميم على نحوٍ صحيح من الرسم الأوَّلي للتصميم إلى المنتج النهائي وانعكاسها فيه. نتأكد أيضًا من أن الملابس مصنوعة وفقًا لمعايير الجودة في هذه الصناعة.

أندريه أوشليكوف، مصمم فني أول، شركة أنثروبولوجي، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية
figure
مجموعة أزياء ربيع/صيف ٢٠١١ من خط أزياء «مستر» لرولان موريه، بريشة بول أوستن. حقوق النسخ محفوظة، ٢٠١٠.

يبدأ الموسم بأبحاثٍ أساسية وثانوية توضع في لوحة تجميع الأفكار، بالإضافة إلى تطوير فكرةٍ رئيسية للموسم. يجب أيضًا وضع الموسم السابق في الاعتبار حتى يتحقق بعض الترابط بين الموسمين. وقبل كل شيء، لا بد من التعبير عن قيم العلامة التجارية واحترامها. وبعد كثير من النقاش، تُقارَن ألوان كل فئة، مع وضع الوقت الذي ستعرض فيه هذه الألوان في المتاجر، والأشياء التي ستعرض بالفعل في المتاجر، في الاعتبار؛ وذلك حتى يحدث تناغم بين الموسمَيْن. يمكن حينئذٍ لعملية التصميم أن تبدأ أخيرًا، في شكل رسومات أوَّلية وأشكال وأبعاد من أجل وضع خطة لتشكيلة كل الفئات، والتي ستشكِّل أساسًا للمجموعة. ثم تُوضع التصميمات وتُضاف القياسات، ويجري اختيار المورِّدين من أجل إنتاج كل قطعة، وتبدأ مراحل إنتاج النماذج الأولية. في هذه المرحلة، نجتمع أيضًا بمصانع الأقمشة حتى نستعرض صيحاتها ونختار الأقمشة المحتملة من مجموعاتها والتي تتناسب مع مجموعتنا، ثم تخرج النماذج الأولية إلى النور، وتبدأ جلسات القياس. وبمجرد الانتهاء من مرحلة صنع النماذج الأولية، وتُصنع العينة النهائية بأقمشةٍ حقيقية مختارة من خلال الاجتماعات، تأتي المكافأة على هيئة جلسات تصوير من أجل كتالوج الموديلات وعرض أزياء أسبوع الموضة. في هذه المرحلة أعود فعليًّا إلى مرحلة لوحة تجميع الأفكار من أجل الإعداد للموسم القادم؛ لذلك لا يوجد متسع من الوقت للتوقف والراحة!

بول أوستن، مصمم ملابس رجال، شركة جيفز آند هوكس، لندن، إنجلترا، المملكة المتحدة
figure
مجموعة خريف/شتاء ٢٠١٢ لدييجو بينتي. تصوير: آدم وايس.

أرى كل يوم بوصفه فرصةً جديدةً تمامًا؛ لذلك أحاول الاستفادة بأكبر قدرٍ ممكن من كل يوم من خلال ابتكار مغامرات وخلق فرص وتكوين ذكريات. أستيقظ من النوم، وأتأمَّل، وأشكر الرب، وأُعِدُّ فنجانًا منعشًا من القهوة، وآخذ حمَّامًا، وأفتح جهاز الكمبيوتر، وأستمع إلى الأخبار في الراديو، وأنظِّم يومي، ثم أواجه تحديات اليوم.

دييجو بينتي، مدير إبداعي، شركة بينتي، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية

يبدأ يومي بزيارة بعض المدوَّنات على شبكة الإنترنت والمواقع الإلكترونية الخاصة بمصادر التصميمات حتى أكون مطَّلعًا على آخر أخبار هذه الصناعة، بالإضافة إلى أية صيحات مستجَدَّة على الساحة. وقبل بدء عملية التصميم، يقدِّم مسئول الترويج ومدير فئة المنتجات كتالوجًا موجزًا يُذكر فيه كود التخزين التعريفي المخصَّص لكل فئة، ويشتمل على تكلفة البيع بالتجزئة المقترحة وقناة التوزيع، ثم أرسم عدة نسخ من أحد الموديلات. وبعد الموافقة على التصميم، أستخدم لوحةً لونية محدَّدة مسبقًا وأطبع عدة اختيارات. وبعد موافقة فريق المبيعات والإدارة وفريق التسويق على التصميم، أعدُّ ملفًّا بالمواصفات الفنية وأرسله إلى مسئول الترويج. نحن نتسلَّم العديد من الملفات والعينات من المورِّدين التي تشتمل على نماذج أولية وعيِّنات الألوان وعينات الأقمشة، وموافقات على الأقمشة. وإذا تسلَّمنا نموذجًا أوليًّا لأحد الإكسسوارات، أحدد مواصفاته، أو أُعدِّل حجمه إذا اقتضت الحاجة، أو أقسِّمه إلى قطعٍ من أجل إعادة تشكيله، أو أصنع نموذجًا بالحجم الطبيعي لأحد تفاصيله. وبعد ذلك أرسل بالبريد الإلكتروني التعليقات مع ملفات المواصفات الفنية المُنقَّحة والجداول التفصيلية للزخارف والتطريز لمسئول الترويج. وعندما نتسلَّم النموذج الأولي لقطعة ملابس، نحدد موعدًا لتجربة مقاس التصميم ونناقش التعليقات البصرية المعلقة ونحل أية مشكلات متعلقة بتجربة المقاس. ثم أحدِّث الرسم الأوَّلي وملف المواصفات الفنية، إذا اقتضت الضرورة. وعلى مدار عدة مرات في السنة، نعقد اجتماعات للمبيعات، والتي تتطلب تقديم التصميمات لفرق المبيعات المحلية والعالمية الخاصة بنا. والتقييم، الذي نتلقاه نُطبِّقه على العينات والعينات التجريبية الخاصة بمرحلة ما قبل الإنتاج ثم نُطبِّقه في النهاية على خط الإنتاج النهائي.

هايدي هونكافوري-هارلور، مصممة أولى لحقائب اليد، شركة نيكسون، إنسينيتاس، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية

على عكس الاعتقاد الشائع، لا يقضي المصمم جميع أيامه في رسم التصميمات الجديدة؛ فخلال موسمٍ كامل، أقضي حوالي ١٠ بالمائة من وقتي في عملية التصميم الفعلي؛ بينما أقضي يومي المعتاد في إعداد ملفَّات المواصفات الفنية وإجراء جلسات القياس وعقد الاجتماعات مع قسم الترويج لوضع الاستراتيجيات والرد على رسائل البريد الإلكتروني الواردة من فريق التطوير. ورغم كل ذلك، لديَّ متسع من الوقت دائمًا لممارسة لعبة طاولة كرة القدم (الفوسبول).

جيسون لي، مصمم ملابس رياضية، eldejo.com

أبدأ يوم العمل بتناول عصير برتقال طازج، وقهوة إيطالية قوية المذاق، وقطعة كرواسون. وبمجرد وصولي إلى المكتب، ألقي نظرة على جدول أعمالي لأُذكِّر نفسي بالاجتماعات المقرر عقدها هذا اليوم. كل يوم تقريبًا، لديَّ اجتماع مع مديرة التصميم للحديث عن مجموعاتي وأفكاري الجديدة وعملية التطوير، وتُرتِّب هي أولوياتي لهذا اليوم. وتبدأ عملية التصميم ببحثٍ شامل عن آخر صيحات الموضة والخامات عبر المجلات والسفريات والإنترنت ومدونات الموضة. إننا نسافر كل موسم إلى كبريات المدن حول العالم (نيويورك وشانغهاي وميلانو ولندن وباريس وهونج كونج)، لنتسوَّق ونلتقط صورًا ونراقب نمط الحياة اليومية للناس في الشوارع. وأرسل ملفات التفاصيل التقنية إلى المصانع الصينية، وأتعاون مع مصمم الجرافيك لتطوير الصور ورسومات الجرافيك التي تُطبع على الملابس. وفور تقديم النماذج الأولية، نعقد عدة اجتماعات ويُحدِّد فريق التصميم لدينا أيًّا منها هي أفضل الأفكار والخامات والمفاهيم التي يجب أن نعمل عليها، ونناقش الأسعار المستهدفة وأسلوب عرض المجموعة. وبعد ذلك، نراجع جميع النماذج الأولية والألوان والموديلات ونطرح المجموعة وفق الجدول الزمني المحدَّد. من المهم أن تُبقي ذهنك منفتحًا على الأفكار المختلفة لأنك، أثناء مجموعة أزياء الموسم، ستُضطرُّ عادةً إلى تغيير التفاصيل أو إضافة موديلات جديدة في آخر لحظة، وعليك أن تتحلَّى بروح المبادرة لحل المشكلات. إننا نُعِد لوحات تجميع أفكار ومقاطع فيديو مُلهِمة ببرنامج فوتوشوب. وبعد ذلك، نقدِّم كل شيء إلى وكلائنا وموزعينا من مختلف أنحاء العالم، وفي الوقت نفسه أبدأ في العمل على المجموعة التالية.

فانيسا مارزي، مصممة أولى للإكسسوارات، شركة كيبلينج، أنتويرب، بلجيكا

واحد من أفضل الأشياء في كونك مصممة حقائب يد أنه لا يوجد يومان متماثلان أبدًا. في بداية أي موسم، أقضي معظم وقتي في البحث والتوريد. وهذا يتضمن قضاء الكثير من الوقت بعيدًا عن لوحة الرسم لزيارة المعارض وصالات العرض وأسواق السلع المستعملة، وأي أماكن أخرى مُلهمة. وأستعين بلوحة تجميع الأفكار لتجميع هذه الأبحاث وتقديم أفكاري للفريق. وبمجرد أن يتكون مفهوم أساسي للمجموعة، أَحضُر المعارض التجارية وأزور مورِّدي ومصنِّعي المنتجات الجلدية ولوازمها لتوريد المكونات والخامات الأساسية. ثم أرسم تصميمات تفصيلية لحقائب اليد، وأنشئ لها ملفات المواصفات الفنية. وباستخدام برنامج فوتوشوب، أمسح الرسومات اليدوية ضوئيًّا ثم أضيف اللون والظلال وأُبرز الأبعاد الأمامية والخلفية والقاعدية وكذلك الشكل الداخلي والقياسات والنمط الطويل الذي يصل لمنتصف الجسد. ثم أضيف أي معلومات إضافية لازمة للمُصنِّع/مُصنِّع العينات لكي يصنع النموذج الأولي المبدئي.

إميلي أورورك، مصممة حقائب يد حرة، لندن، إنجلترا، المملكة المتحدة
figure
فستان موديل «ألكسيا» من تصميم بانوس إمبوريو. الصورة بإذن من بانوس إمبوريو.

أدوِّن رؤياي على الورق بصفةٍ يومية، ثم أستخدم برامج التصميم بمساعدة الكمبيوتر لكي أصل إلى تجسيدٍ واضح للتصميمات. يتيح لي استخدام تلك البرامج إضافة مجموعات الألوان والأقمشة والخامات، بكل سهولة وبلا جهد؛ وذلك للوصول بالرؤى إلى الشكل المثالي. كما أنني مُعِدة باترونات أيضًا؛ ولذا يمكنني أن أبتكر الباترون باستخدام هذه البرامج، وهذه هي خطوتي التالية. وأستعين بعيِّنةٍ مَحِيكة من الموسلين، أو أستخدم قماشًا أرخص مشابهًا للقماش المرغوب في التصميم النهائي، إن كان هذا متاحًا. وبمجرد أن تنتهي العينة، أجعل عارضة أزياء تقيسها لنختبر ملاءمة التصميم ودرجة انسيابيته وفقًا لمدى الشعور بالارتياح وممارسة الحياة اليومية. وهذه العملية تستغرق عدة أسابيع حتى يجري تجميع المجموعة الكاملة لأزياء الموسم.

راندي راندولف، مصممة أزياء، شركة راندي ديزاينز، لوس أنجلوس، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية

يتكون الروتين اليومي للعمل بالنسبة إليَّ من عدة مهام، من بينها العمل على المطبوعات الجديدة وابتكار النقوش المتكررة على الأقمشة بالكامل وتصميمات الأشكال المحددة الموضع على الأقمشة وإعادة تلوين المطبوعات الموجودة بالفعل وابتكار مجموعات ألوان جديدة. وعندما تقتضي الضرورة، أقلل الألوان للتوصُّل إلى سعر أفضل للأقمشة. معظم عملي يتم رقميًّا باستخدام برامج التصميم بمساعدة الكمبيوتر المتنوعة؛ وبخاصة برنامجَي إليستريتور وفوتوشوب، وأقدِّم العمل المكتمل إلى فريق التصميم بشركتي. وبمجرد الحصول على الموافقة، أجمع المطبوعات لإرسالها إلى المصنع بهدف الإنتاج. وأتواصل بصفة يومية مع المصانع خارج البلاد ومع ممثلي المصانع المحلية؛ لضمان سير عملية إنتاج عملي الفني على نحوٍ صحيح ليتحول من عينة قماش إلى مُنتَجٍ نهائي. وبعد إرسال المطبوعات الخاصة بي، أعدُّ نسخة منها وأتيح الوصول إليها بسهولة لمواصلة تطويرها أكثر.

إيرينا روماشيفسكايا، مصمِّمة أقمشة، شركة ماجي لندن، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية

تتمثل المهام التي أقوم بها عادةً في أيام عملي في تجربة المقاسات ومراجعة الباترونات وإجراء التعديلات المناسبة. ونعقد اجتماعات للتطوير والتحديث مع قسمَي الإنتاج والتصميم للتأكد من أننا جميعًا نعمل في تناغم. كما نعقد أيضًا اجتماعات في ختام الموسم مع قسم التصميم، وفيها نستعرض بطاقات التصميمات لتطوير منتجات جديدة. وما يجعل العمل مثيرًا وممتعًا هو حل مشكلات الإنتاج وبيع الملابس في ظل وضع اقتصادي حرج وفي ظل تكاليف متزايدة!

أنجيلا سيليتي، إدارة التصميم الفني، منسوجات الرجال، شركة مايسيز ميرشندايزينج جروب، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية

بالنسبة إليَّ، يبدأ يوم العمل بمفهوم وفكرة وحالة مزاجية يمكنني التوصل إليها أثناء سفرياتي أو زيارة متحف أو مشاهدة فيلم أو زيارة مدبغة أو قراءة كتاب فني أو مقال بمجلة. ثم تُقدَّم مفاهيم مختلفة من جانب المدير الإبداعي الذي يتابع تطوير جميع مجموعات العلامة التجارية ويراقب العملية، ليضمن وجود خيطٍ مشترك يربط كل شيء ببعضه، مع الحفاظ على هوية العلامة التجارية. بعد ذلك نحدد قوالب الأحذية وكعوبها، متبعين بوجه عام توجيهات قسم الترويج الذي يقترح إطارًا عامًّا للمجموعة — وذلك بعد إجراء تحليل دقيق للسوق من ناحية المبيعات والمنافسين — مع تحديد مناسبات الاستخدام والأبعاد والكميات، ثم نرسل جميع الرسومات الأولية إلى المصانع؛ حيث يطور الفنيون النماذج المصغرة الأولية وينفذونها. وفي هذه الأثناء، نرسم الموديلات، مقسِّمين إياها بوجهٍ عام إلى مجموعات ذات فكرة رئيسية استنادًا إلى الاستخدام أو إلى تفصيلة متكررة. وفي هذه المرحلة، نتلقى أول نموذج أوَّلي لكي تجري مراجعته وتعديله. وبعد هذه الخطوات، يُعقد اجتماع للمتابعة يحضره الفريق كله، من بينهم المصممون وموظفو قسم المبيعات وقسم تطوير الإنتاج وعمال تصنيع الأحذية. وأثناء هذه العملية، تُستبعد موديلات كثيرة، وأحيانًا نحتاج إلى إضافة موديلات جديدة. وبعد ذلك، نختار الألوان والخامات قبل أن نقدم عرضنا النهائي.

ليزا بوتساتو، مصممة أحذية نسائية حرة، شركة فيا سبيجا، ميلانو، إيطاليا

بصفة يومية، أخصِّص نحو أربع ساعات للعمل على التصميمات فقط، بما في ذلك رسم الرسومات الأولية وإعداد ملفات المواصفات الفنية وتحضير لوحات تجميع الأفكار وأي شيء آخر متعلق بعملية التصميم. وأتحدَّث مع العملاء على برنامج سكايب، إذا كان لديَّ أي أسئلة أودُّ طرحها عليهم. وإذا كان لديَّ أي سفريات مقبلة، فأقوم بحجزها عبر الإنترنت.

جيسيكا جود، مصممة أحذية حرة، shoedesign.co.uk، لندن، إنجلترا، المملكة المتحدة

نظرًا لكوني مصممة أزياء حرة، أتمتع برفاهية اختيار مشاريعي. أقضي جزءًا كبيرًا من يومي على شبكة الإنترنت لأجمع الخامات وأُجري الأبحاث وأناقش التفاصيل الخاصة بمتطلبات المشاريع مع عملائي. وأراقب عن كثب الصيحات الحالية من خلال الاشتراك في الرسائل الإخبارية الخاصة بمجلات الموضة ومتابعة العلامات التجارية والمدونات المختلفة. ولقد ساعدني وجودي على شبكة الإنترنت على التواصل مع عملائي والحصول على مشروعات طويلة الأجل.

ديبيكا لاكشمي، مصممة أزياء حرة، كويمباتور، الهند
مجموعة «ستيب أون إت» لديبيكا لاكشمي، ٢٠١٠. الصورة بإذن من ديبيكا لاكشمي.

باعتباري مصممة، قد يشتمل اليوم المثالي بالنسبة إليَّ على حضور اجتماعات العمل مع العملاء، وإجراء بحث عبر شبكة الإنترنت عن العلامات التجارية وأسواق السلع الكمالية العالمية، ورسم المسودات وابتكار التصميمات، وقص الباترونات، والإشراف على عاملات الحياكة لمراقبة الجودة، والسفر لزيارة مصنع الكتان الأيرلندي من أجل شراء الأقمشة، والرد على رسائل البريد الإلكتروني، والتواصل عبر شبكات العمل المتاحة على موقع لينكد إن، وإجراء دراسات جدوى ومتابعة المبيعات والتسويق، وتفقُّد موقع التجارة الإلكترونية الخاص بي لإعداد الطلبيات للتصدير إلى الأسواق العالمية والعملاء الفرديين، وإعداد مجموعات موسمية لإقامة العروض الخاصة.

جان غالي، صاحبة شركة، شركة جان ليدو، ديري/لندنديري، أيرلندا الشمالية

أستعرض البرامج قيد التنفيذ مع المورِّدين من خارج البلاد ومع فريقي المتعدد الأقسام. يمكن أن نعمل على مجموعاتٍ، ثلاثةً أو أربعة مواسم في الوقت نفسه، يتداخل بعضها مع بعض في مرحلة معينة من تطويرها. وقد يشتمل هذا على عقد اجتماعات وإجراء أبحاث السوق وفترات من التصميم الكامل وابتكار حِزم التطوير ومشاهدة عروض الأزياء.

ديان ماهود، مصممة فنية إبداعية، قسم تصميم السترات والمنسوجات، شركة وايت هاوس/بلاك ماركت، فورت مايرز، فلوريدا، الولايات المتحدة الأمريكية

أقضي الوقت في البحث عن صيحات الموسم الخاصة بمطبوعات وباترونات ملابس الرجال من أجل الموسم القادم. وبالتعاون مع مصممين آخرين، أتفقَّد أنا والمديرون سوق المنافسين للبحث عن أية صيحات صاعدة ينبغي أن نلاحظها في مرحلة مبكرة من عملية التخطيط. ويتمثَّل جزء من عملي في حجز المواعيد مع مختلف مورِّدي المطبوعات والأقمشة المتخصصين في بيع المنسوجات والمطبوعات الكلاسيكية والأعمال الفنية الأصلية التي ربما نشتريها لتصميمات الموسم. ثم أجمع لوحات استعراض الصيحات معًا ملقيًا الضوء على ما أراه أهم الصيحات في المطبوعات والباترونات وأقدِّمها إلى مديري وفريق التصميم. واستنادًا إلى الأشياء التي اشتراها الفريق خلال رحلات التسوق المتنوعة عبر الولايات المتحدة وأوروبا، يجهز المديرون قاعة التطوير الخاصة بنا ويقسمون العينات إلى صيحات متنوعة يرون أنها تناسب عملاءنا. ونقدِّم ما توصلنا إليه من أفكار إلى رؤساء قسمَي التصميم والترويج لتنسيق العمل والاتفاق على الموسم القادم. وبمجرد أن تتمَّ الموافقة على هذه الأفكار رسميًّا وتحديد لوحة الألوان، نقدِّم ما لدينا إلى فريق الترويج (في اجتماع رسمي)، ثم يتعاون فريق التصميم وفريق الترويج بخصوص الأفكار الرئيسية. يصمم فريق الترويج خطة تفصيلية لكل فئة من فئات المنتجات، مستعرضين ما هو ضروري لكل مجال، ثم يشرع فريق التصميم في العمل وفقًا لها. وبمجرد أن يتفق أفراد قسم الترويج وقسم التصميم والمديرون وكبار المديرين التنفيذيين، أشرع في إرسال التصميم إلى المورِّدين لكي يكون بإمكان فريق التصميم استقبال عينات الأقمشة والعينات الكاملة للملابس لاستعراض جميع المطبوعات والباترونات الجاهزة في اجتماعنا الرئيسي التالي؛ ألا وهو الاجتماع الخاص باختيار النماذج النهائية. أحيانًا تُستبعَد مجموعات، وأحيانًا أخرى تُضاف بنود. وأثناء عملية الاختيار وخلال الفترة الممهِّدة لها، أقوم بعملية البحث من أجل الموسم التالي، ثم تبدأ العملية مرة أخرى من جديد.

جرانت يانج، مصمم أول باستخدام برامج التصميم بمساعدة الكمبيوتر، شركة أولد نيفي، سان فرانسيسكو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية

يشغل البحث جزءًا كبيرًا من مهامِّي اليومية؛ فأنا أتفقَّد باستمرارٍ المواقع الإلكترونية والمدونات والمجلات المفضَّلة بالنسبة إليَّ بحثًا عن الأفكار الملهِمة، وأحاول أن أقرأ كل يوم عن الأشياء الجديدة التي قد تُلهمني بابتكار شيءٍ مختلف.

راشيل ريتشاردز، مديرة تصميم، ملبوسات القدم، بي براين آتوود، راشيل روي، بوتيك ٩، شركة ذا جونز جروب، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية

نُقِيم أربعة عروض على مدار العام، يفصل كلًّا منها عن الآخر ثلاثة أشهر. وأي مجموعة أزياء يبدأ التخطيط لها قبل أربعة أشهر من موعد العرض. يحدث كثيرًا أن أكون على وشك الانتهاء من مجموعة العرض الحالي الذي أعد تصميماته بينما أبدأ في البحث من أجل العرض التالي مباشرةً. وتبدأ العملية دومًا بالبحث عن أشكال التصميمات والخامات وصيحات الموضة والألوان والإكسسوارات المعدنية لأنها العناصر الأساسية لتمييز أي مجموعة خاصة بعلامةٍ تجارية معينة. ويُعدُّ البحث عبر الإنترنت والتعامل مع وكالات التنبؤ بصيحات الموضة وحضور عروض صيحات الموضة والتسوق الملهِم من متاجر العلامات التجارية والعمل مع المدابغ أمورًا أساسية للوصول إلى تصوُّر لفكرة المجموعة. إنني أعمل عن كثب وأتواصل بصفةٍ يومية مع مسئول تطوير المنتجات ومسئول الترويج الخاص بي. وبمرور الوقت، إذا لم يكن هناك تعديلات مُلحَّة يجب إجراؤها في آخر لحظة — وهذا ما يحدث بنسبة ٥٠ بالمائة من الوقت — أبحث أي موضوع يخطر على بالي في ذلك اليوم. وفي أغلب الوقت، أبدأ بشكل التصميم؛ فشكل الحقيبة والغرض منها هما الأهم.

سينثيا تشانج-سادا، مصممة أولى لحقائب اليد، شركة ذا ساك براند جروب، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية

باعتباري مصمم إكسسوارات، أدرس باستمرار الصيحات الحالية وأسواق الموضة، وأزور المعارض الفنية والمتاحف والمكتبات بحثًا عن الإلهام بقدر ما أزور المتاجر والأسواق التجارية لأفهم جيدًّا الصيحات والتصميمات الحالية. وعادةً ما أجد نفسي أتفحص الناس باعتبار ذلك واحدًا من أفضل المصادر المُلهِمة المتاحة لمصمم الأزياء؛ إذ يمكنك ملاحظة الناس وهم يعيشون حياتهم اليومية في أثناء سيرهم في الشوارع أو ارتيادهم للنوادي أو احتسائهم للقهوة على المقاهي. وجزء كبير من بحثي أجريه عبر شبكة الإنترنت؛ حيث يمكنني تفقُّد عروض الأزياء ودراسة مختلف العلامات التجارية والشركات ومدونات الأزياء. ثم أُترجِم جميع المعلومات التي جمعتها إلى تصوُّري الخاص المتعلق بما قد يتناسب مع احتياجات العلامة التجارية التي أُصمِّم منتجات لها.

توماس هالفورد أيرس، مصمم أول للإكسسوارات والحُليِّ، توتو ديزاين أستديو، لندن، إنجلترا، المملكة المتحدة

أعمل حاليًّا مصممًا أول لدى ثلاثة أقسام بإحدى الشركات الكبرى لفساتين الزفاف الراقية بمدينة نيويورك. وتتمثل مسئوليتي الأساسية في العمل مباشرةً مع صاحب الشركة في العصف الذهني وابتكار التصميمات وتزيين الفساتين لكل مجموعة. كما أنني مسئول أيضًا عن الإشراف على مراحل تصنيع الفساتين. ويُتوقَّع مني التدخل لحل المشكلات مع الفِرق الأخرى مثل فريق إعداد الباترونات، وفريق قص القماش، ومديري الإنتاج والمديرين والمدير التنفيذي للشركة؛ للحرص على أن تسير جميع مراحل تفصيل الفساتين بسلاسة. بالإضافة إلى ذلك، أحضُر جميع اجتماعات التصميم الكبرى وجلسات تجربة المقاسات واختيار عارضات الأزياء وجلسات تنسيق الملابس وجلسات التصوير والعروض الكبرى والعروض التقديمية، حسبما تقتضي الحاجة، للتأكد من أن جميع الفساتين يجري تقديمها على النحو المناسب. ويتمثل جانبٌ آخر من مهام عملي في التعاون مع مُعدِّي الباترونات ومفصِّلي الثياب لإنتاج فساتين من مجموعات سابقة قد يطلبها عملاؤنا. كما أنني أعمل عن قرب مع المدير على الطلبيات الخاصة التي يتقدم بها العملاء المهمُّون. أقضي معظم يومي في التصميم، وأبدأ بالبحث في الصيحات السائدة بالمجال عبر نطاقٍ واسع من المصادر. ومن خلال بحثي، أناقش الأفكار مع المدير الإبداعي لكل مجموعة أزياء ابتكر لها لوحات تجميع الأفكار، وأختار الأقمشة والشرائط التزيينية ونماذج الزخارف الخرزية وأساليب تصميم الدرابيه وغيرها من طرق التزيين. ثم أفصِّل الفستان على المانيكان وأتعاون مع مُعدِّ الباترونات لتصميم عيِّنة لكي يتم التصديق عليها من جانب المدير الإبداعي. وفي المنزل وأثناء وقت فراغي، يروق لي أن أسترخي وبيدي كوب القهوة المثلجة وكراسة رسم جديدة وأدوِّن في عجالة الأفكار لأستغلها في المستقبل. أستغل المانيكان وماكينة الخياطة الخاصة بي الموجودَيْن في المنزل لتجربة أساليب التزيين والزخرفة وتنمية مهاراتي. وأي شخص يظن أن العمل مصمم أزياء هو أمر هَيِّن فعليه أن يعمل في المجال أولًا؛ وأي شخص يقول إنه مجال بعيد عن المتعة والإلهام فليس مقدَّرًا له غالبًا العمل مصمم أزياء؛ إنه مجال صعب، ولكنه مُجزٍ جدًّا.

مايكل تشو، مصمم أول لفساتين الزفاف والسهرة، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية
رسومات أولية لمجموعة بول هرنانديز بعرض أزياء ديبيو، ٢٠١١. الرسومات بإذن من بول هرنانديز.

أنا كبير المصممين لدى آي جي أوه، وهو خط إنتاج ملابس رياضية لكلٍّ من الرجال والنساء. ونصمم حاليًّا الزي الخاص بفريق الملاكمة التابع للجيش الأمريكي. وقد يشمل يوم العمل المعتاد قياس الملابس على العارضين والعارضات وإعداد مسودات باترونات الإنتاج وابتكار الرسومات الأوَّلية للأفكار الجديدة والمسودات الفنية الأولية.

بول هرنانديز، كبير مصممين، خط إنتاج آي جي أوه، سان دييجو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية
رسم أولي لحقيبة موديل أرامت كاريال لشاري سيدليتس-مكاندليش لصالح شركة جيوني أستديوز، ٢٠١٢. الرسم بإذن من شاري سيدليتس-مكاندليش.

عندما أستيقظ في الصباح، أقوم ببعض الأشياء لأستفيق؛ إذ أقضي بضع دقائق عادةً في التأمل قبل الخروج للركض صباحًا. إن الشعور بالانتعاش كل يوم في بداية الصباح الباكر يسهل عليَّ ابتكار التصميمات الجديدة والحفاظ على تركيزي. وبعد الانتهاء من التمارين الرياضية، أتفقَّد جدول أعمالي وأضع خطة تفصيلية لليوم، ساعة بساعة. ونظرًا لأنني مستشارة تصميمات حرة، فأيامي يختلف بعضها عن بعض؛ فبعض الأيام أقضيها في التصميم لصالح إحدى العلامات التجارية الخاصة بعملائي، وأيام أخرى أقضيها في التركيز على مجموعتي الأساسية التي تحمل اسمي. إنني أبحث عن الإلهام في أماكن غير تقليدية مثل كتب تاريخ الفن الكلاسيكي والسيارات والديكورات الداخلية. إن تصميم الأزياء هو الرفاهية المطلقة في الحياة، والحب هو الشغف المطلق؛ وكلاهما ضروريان للحياة.

شاري سيدليتس-مكاندليش، مديرة إبداعية/صاحبة شركة، شركة جيوني أستديوز، لوس أنجلوس، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية

(٣) تاريخ تصميم الأزياء: بين الماضي والحاضر

من المهم لمصمم الأزياء أن يفهم كيف بدأت صناعة الموضة؛ وذلك من أجل الحصول على منظور تاريخي علاوة على الإلهام. بدأ الأمر حين أمر لويس الرابع عشر — ملك فرنسا الذي تولى الحكم من عام ١٦٤٣ إلى عام ١٧١٥ — بإرسال دُمًى بشرية بالحجم الطبيعي ترتدي أحدث صيحات الموضة الباريسية إلى بلاط ملوك أوروبا. وكان من شأن سيدات الطبقة الأرستقراطية أن يجعلن خياطيهن يفصِّلون نسخًا من الموديلات التي ترتديها الدمى ويعدلونها حسب مقاساتهن. واشتهرت ماري-جان روز بيرتن (١٧٤٧–١٨١٣)، صانعة القبعات والخياطة الفرنسية الخاصة بماري أنطوانيت (ملكة فرنسا في الفترة من ١٧٧٤ وحتى ١٧٩٢)، بكونها أول مصممة أزياء فرنسية تجعل الأزياء تحتل موضع الصدارة في الثقافة الشعبية.

figure
بورتريه لتشارلز فريدريك وورث عام ١٨٩٥. تصوير: جاسبارد-فيلكس تورناشو.

(٣-١) تشارلز فريدريك وورث

يُعد تشارلز فريدريك وورث (١٨٢٦–١٨٩٥) أول شخص يعمل مصمم أزياء؛ إذ كان يمتلك بيت أزياء شهيرًا في باريس، وكان عضوًا بالغرفة النقابية للأزياء الراقية ومصممًا مسجلًا لديها أيضًا. وباعتباره «الأب الروحي لتصميم الأزياء»، بدأ تقليدًا متمثلًا في كونه مؤسِّسًا لعلامته التجارية ومديرًا إبداعيًّا لها ومصممًا للصور الخاصة بها، وكان أول شخص يقرر ما ينبغي على عملائه أن يرتدوه. كان مواطنًا إنجليزيًّا وعمل في عدة متاجر لبيع الأقمشة بلندن قبل أن ينتقل إلى باريس عام ١٨٤٦. وعمل لدى تاجر أقمشة باريسي، وتزوَّج إحدى عارضات الأزياء التي كانت ترتدي أوشحته وقبعاته لعرضها على عملائه في المتجر. ثم قرر أن يصمم بضعة فساتين لزوجته لتتلاءم مع الإكسسوارات التي ينتجها، وكما لك أن تتوقع، طلب الزبائن نسخًا من هذه الفساتين. وفي عام ١٨٥٨، عقد صفقة مع أوتو بوبيرج لافتتاح بيت أزياء وورث آند بوبيرج؛ حيث كانا يصممان فساتين الإمبراطورات والكونتيسات وفتيات المجتمع الراقي وغيرهن من السيدات ذوات الألقاب والمراكز المرموقة في المجتمع. ثم لفت وورث انتباه الأثرياء والمشاهير في نيويورك وبوسطن الذين كانوا يسافرون خصوصًا إلى باريس لتُصمَّم لهم ملابسهم.

figure
إليزابيث إمبراطورة النمسا وهي ترتدي فستان سهرة ملكيًّا مُرصعًا بالنجوم الفضية من تصميم وورث، ١٨٦٥. لوحة زيتية بريشة الفنان فرانتس كسافير فينترهلتر (١٨٠٥–١٨٧٣).

اشتهر وورث بقدرته على تغيير شكل جسم المرأة من خلال استخدام الأقمشة الفاخرة البسيطة المناسبة في تصميماتٍ رائعة تتناسب مع مقاس الجسم. وأثبتت هذه المعادلة نجاحها الساحق بالنسبة إلى وورث. وفي خطوة محفوفة بالمخاطر، خرج على العرف السائد بترك زبائنه يفرضون عليه تصميماتهم المختارة، وبدلًا من ذلك كان يعقد ما يُعرف اليوم بعرض أزياء مصغَّر غير رسمي، أربع مرات في السنة. وصار مشهورًا جدًّا لدرجة أنه اضطر إلى رفض بعض الزبائن؛ الأمر الذي رفع أكثر من مكانته. لقد أحدث ثورة كاملة في مجال تصميم الأزياء من خلال ابتكار مفهوم لم يفكر فيه أحد قبله حينها، فبدلًا من أن يشتهر بكونه مجرد خياط ماهر، كان يُعتبر فنانًا حقيقيًّا.

في عام ١٨٧١، اضطر وورث إلى تصفية نشاطه التجاري بسبب الحرب الفرنسية البروسية، وحين أعاد فتح مشروعه التجاري مرة أخرى، كان قد انفصل عن شريكه الأصلي وأطلق على شركة التصميم الخاصة به اسم «ذا هاوس أوف وورث». وانضم أبناؤه (الذين أسس أحدهم الغرفة النقابية للأزياء الراقية) إلى الشركة التي حققت نجاحًا كبيرًا حتى وفاة وورث في عام ١٨٩٥. ولقد خُلدت أعمال تشارلز وورث في معرض تشارلز وورث بمركز التراث في مسقط رأسه ببلدة بورن، لينكولنشاير، إنجلترا.

(٣-٢) بول بواريه

figure
بورتريه لبول بواريه عام ١٩١٣ تقريبًا. الصورة بإذن من ويكيميديا كومنز.

كان مصمم الأزياء الفرنسي بول بواريه (١٨٧٩–١٩٤٤) ثاني أشهر مصمم أزياء في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. كان بواريه طموحًا يبيع رسومات تصميماته الأولية إلى بيوت الأزياء في مختلف أنحاء باريس. وفي عام ١٨٩٦، عيَّنه مصمم الأزياء جاك دوسيه، وباعا ٤٠٠ كاب أحمر مستوحًى من أول تصميم لبواريه. وفيما بعدُ انضم إلى دار وورث للأزياء وصمم فساتين بسيطة وعملية دون أية بهرجة. غير أن أسلوبه العصري في تفصيل الملابس النسائية لم يلقَ قبولًا كبيرًا لدى زبائن وورث الذين يتسمون بالرصانة والتحفظ. في الواقع، صاحت أميرة روسيا باريانسكي قائلة: «يا للبشاعة!» ما إن وقعت عيناها للوهلة الأولى على سترة كيمونو من تصميم بواريه.

figure
عارضة أزياء ترتدي فستانًا من تصميم بول بواريه عام ١٩١٤. الصورة بإذن من مجموعة جورج جرانثام باين.

قرر بواريه أن يؤسس بيت الأزياء الخاص به في بداية القرن العشرين. وصنع لنفسه اسمًا من خلال سترة الكيمونو التي حملت اسمه؛ تلك السترة التي لاقت رفضًا مبدئيًّا من جانب زبائنه السابقين، مؤكدًا بذلك على ضرورة أن يؤمن مصمم الأزياء برؤيته وعلامته التجارية. ابتكر بواريه نوافذ عرض فاخرة وأقام حفلات أسطورية لتسويق أعماله؛ واشتهر بقدرته الفطرية على التسويق لنفسه والعلامة التجارية الخاصة به كما لم يفعل أي مصمم آخر في ذلك العصر. وتوسَّع بيت أزياء بواريه ليشمل تصميم الأثاث والديكور والعطور. وفي عام ١٩١١ قدَّم خط عطور بارفيم دي روزين، الذي سُمِّي على اسم ابنته، وصار أول مصمم يطلق خط عطور يحمل اسمه. ومن أجل كشف النقاب عن العطر، أقام حفلًا تنكُّريًّا مهيبًا في قصره الفخم، اقتصر حضوره على صفوة المجتمع الباريسي.

خلال الحرب العالمية الأولى، خدم بواريه في الجيش وانتهى به الحال بترك بيت الأزياء الخاص به من ورائه. وعندما عاد، كان عمله التجاري على وشك الإفلاس. وفي عام ١٩٢٩، أُغلق بيت أزياء بواريه رسميًّا، وانتهى به الحال رسامًا يجوب شوارع باريس وتُوفِّيَ عام ١٩٤٤ فقيرًا معدمًا ولم يلقَ تقديرًا على الطرق البارعة التي أثر بها في صناعة الموضة. وقد تكفَّلت صديقته إيلسا سكياباريلي بمصاريف جنازته؛ الأمر الذي أتاح له استعادة بعض التقدير الذي يستحقه.

قبل ظهور بواريه على الساحة، كان النساء يرتدين مشدَّات الخصر، واشتهر بواريه بتحرير النساء من هذه الملبوسات الضيقة، واستغلَّ مهاراته الفائقة في التفصيل والتزيين لابتكار فساتين ذات خطوط انسيابية ومتحررة (وهو تغييرٌ جذري في صيحات التفصيل الرائجة آنذاك). وقد ابتكر تنورة هابل (وهي تنورة ضيقة جدًّا عند الركبتين تعوق صاحبتها عن المشي بخطوةٍ سريعة)، كما يرجع إليه الفضل أيضًا في ابتكار السراويل النسائية الفضفاضة والتونيكات الطويلة الفضفاضة. جاءت أفكار بواريه الملهمة من الفساتين القديمة، وكان يفضِّل الثياب المقصوصة في خطوطٍ مستقيمة وأشكالٍ مستطيلة.

تصميم الأزياء هو المحاولة الوحيدة لتجسيد الفن تجسيدًا حيًّا.

بول بواريه

(٣-٣) جون باتو

في عام ١٩١٢، افتتح مصمم الأزياء الفرنسي جون باتو (١٨٨٧–١٩٣٦) صالون تفصيل صغيرًا نوعًا ما باسم ميزون باري. واشترى أحد التجار الأمريكيين مجموعته بالكامل عام ١٩١٤، تقريبًا في الوقت الذي اندلعت فيه الحرب العالمية الأولى. وتعيَّن على باتو ترك دار الأزياء الخاصة به مؤقتًا ليخدم في الجيش الفرنسي كنقيب، ثم استأنف بعد ذلك عمله التجاري عام ١٩١٩. وفي مطلع القرن العشرين، انتشرت إطلالة التنانير القصيرة، وقضى باتو على هذه الموضة من خلال إطالة التنانير وتقديم الملابس الرياضية للنساء. ويُعد باتو مبتكر ثوب السباحة المَحِيك، ويرجع إليه الفضل في ابتكار تنورة التنس أيضًا. كما أنه أول مصمم ينشر موضة السترة المحبوكة (الكارديجان). وهكذا، تمثلت مهمته في جعل الملابس مريحة.

figure
بورتريه لجون باتو. الصورة مُقدَّمة من وكالة باين نيوز سيرفيس.

واصل باتو ابتكاراته ليصمِّم ربطة عنق للنساء مستخدمًا أقمشة الفساتين. وفي خطوة غير مسبوقة، ابتكر أول زيت لتسمير البشرة. وعندما حلَّت فترة الكساد الكبير، لم تنهَرْ سوق الأوراق المالية وحدها فحسب، بل انهار أيضًا مشروع باتو لتصميم الأزياء الراقية؛ إذ إنه لم يعُد في مقدور الزبائن شراء ملابسه. ومثل أي مصمم بارع، غَيَّرَ باتو من طريقة تفكيره، وقرَّر طرح مجموعة عطور لرفع نسبة المبيعات. وكان أشهر عطر ابتكره هو «جوي»، الذي ظل أغلى عطر في العالم إلى أن ابتكر عطر «١٠٠٠» الذي اعتمد في إعداده على أحد النباتات المزهرة النادرة. وقبل أن يظهر عطر «جوي» على الساحة، أطلق باتو عدة عطور أخرى، جميعها كانت مستندةً إلى مناسبات خاصة حدثت في ذلك العصر. لم يكن أسلوب «اشترِ واحصل على هديتك» أسلوبًا تسويقيًّا رائجًا في ذلك الوقت؛ إلا أن جون باتو ابتكر فكرة وضع وشاحٍ حريري مطبوع عليه نفس الرسومات الموجودة على علبة العطر كهدية على أي عطر يتمُّ شراؤه. ظل عطر «جوي» في المرتبة الثانية كأفضل عطر مبيعًا بعد عطر شانيل رقم ٥ الذي تصدَّر المرتبة الأولى. وعندما تُوفِّيَ باتو عام ١٩٣٦، واصلت أخته وزوجها إدارة دار الأزياء الخاصة به باعتبارها شركة عائلية حتى عام ٢٠٠١ حين استحوذت شركة بروكتر آند جامبل عليها.

(٣-٤) مادلين فيونيه

مادلين فيونيه (١٨٧٦–١٩٧٥) هي مصممة أزياء فرنسية أُطلق عليها لقب «ملكة القَصَّة المائلة» لأنها أول من قدَّم هذه القَصَّة إلى عالم تصميم الأزياء. كانت تُعتبر مصممةً من نوعٍ خاص، واشتهرت بفساتينها ذات الطراز الإغريقي. ولم تُخفِ فيونيه حقيقة أنها شخصيةٌ مستقلة إلى أبعد حد، متبنيةً توجُّهًا رافضًا للسخافات وساعيًا «للقضاء على البهرجة»، حسب وصف بولي ميلين؛ منسقة الأزياء والمحررة الأسطورية المحبوبة ذات الستين عامًا من الخبرة في مجال الموضة. وكثيرًا ما عبَّرت فيونيه صراحةً عن احتقارها لعالم الموضة، مؤكِّدةً بشجاعةٍ ما يلي: «إذا أردتَ الحديث عن مدرسة فيونيه، فستجد أنها تقوم في الغالب على عداوتي للموضة؛ ثمة شيء مصطنع وأهوج مرتبط بنزوات الموضة الطائشة والمتقلِّبة حسب الموسم؛ وهو ما يؤذي الحس الجمالي لديَّ.» لم تكن فيونيه مهتمةً بأضواء عالم الموضة الساحرة؛ وإنما كانت مهتمة بأصالة أفكارها وقدرتها على تنفيذ رؤيتها لشكل الأنثى وجمال المرأة عمومًا.

يجب ألَّا ينسدل الفستان فوق الجسد بلامبالاة، وإنما يتبع منحنياته بانسيابية؛ فيجب أن يرافق الفستان صاحبته بحيث يبتسم معها حين تبتسم.

مادلين فيونيه

(٣-٥) ماريانو فورتوني

ماريانو فورتوني (١٨٧١–١٩٤٩) هو مصمم أزياء إسباني، وعلى الرغم من تدريبه للعمل كرسام، فقد برع بوصفه مهندسًا معماريًّا ومبتكرًا ومصمم أزياء وفني إضاءة. كانت زوجته، هنريتا، خيَّاطة متمرِّسة، وقد ساعدته في ابتكار الكثير من تصميماته. عاش فورتوني مع زوجته في قصرٍ بفينيسيا، أَطلق عليه «مؤسسة الفكر» الخاصة به، وأعَدَّ فيه غرفًا مختلفة الطابع بهدف أن تكون مصدرًا للإلهام. كان فورتوني يستلهم رسوماته من الأزياء الإغريقية ذات الطابع الانسيابي التي تتبع المنحنيات الطبيعية لجسم المرأة. عارض فورتوني الأزياء المنتشرة في ذلك العصر وابتكر فستان دلفوس، الذي يُعد نقلة في تصميم الفساتين؛ إذ صُنع بقماش حرير ذي ثنيات يدوية مطرز بخرزٍ زجاجي.

بورتريه لماريانو فورتوني. الصورة بإذن من شركة فورتوني، نيويورك.
figure
مصنع فورتوني في جزيرة جوديكا، فينيسيا، إيطاليا. الصورة مأخوذة من على ممشى زاتيرا. تصوير: مايك رياد، ٢٠٠٩. الصورة بإذن من شركة فورتوني، نيويورك.

ابتكر فورتوني أيضًا وشاح كنوسوس، الذي يُعَدُّ أول ابتكاراته في عالم الموضة، وهو مصنوعٌ من الحرير، ومُزوَّد برسومات هندسية، وذو شكل مستطيل. كان فورتوني يصنع أصبغة وخُضوب المنسوجات الخاصة به، مستعينًا بطُرقٍ كانت مستخدَمة في الحضارات القديمة. وبدأ يجرِّب الطباعة على الأقمشة المخملية والحريرية وصبغها باستخدام أسلوب من ابتكاره يقوم على الطباعة بالقوالب الخشبية. تُعَدُّ فساتينه أعمالًا فنية، ويمكن رؤيتها في المتاحف العامة وكذلك في قصره الخاص، «قصر فورتوني»، الموجود بفينيسيا، إيطاليا.

أثواب أقمشة من مجموعة كولوريزمو ٢٠١٢. تصوير: مايك رياد، ٢٠١١. الصورة بإذن من شركة فورتوني، نيويورك.

(٣-٦) جان-ماري لانفين

جان-ماري لانفين (١٨٦٧–١٩٤٦) هي مصمِّمة أزياء فرنسية ومؤسِّسة أتيليه لانفين لتصميم الأزياء. صار استخدامها البارع للشرائط التزيينية المعقدة والتطريز الراقي والزخارف الخرزية المطرَّزة بألوانٍ زهريةٍ رقيقةٍ إطلالةً مميزة لعلامتها التجارية. جاءت بداية لانفين حين جذبت الملابس المزخرَفة بإفراط، التي صممتها لابنتها، انتباهَ الأثرياء، فطلبوا تفصيل هذه الملابس لأبنائهم؛ ومن هنا أسست العمل التجاري الخاص بها. بدأت لانفين تتوسع تلقائيًّا بتفصيل فساتين أمهات عملائها الصغار، وهذا أدى إلى أن تشتمل قاعدة عملائها على أشهر شخصيات المجتمع الأوروبي. وصارت مصممة أزياء بصفةٍ رسمية بعد أن انضمت إلى الغرفة النقابية للأزياء الراقية، وافتتحت متجر ملابس في شارع فوبورج سان أونوريه بباريس.

figure
رسم توضيحي من مجلة لا جازيت دي بون تون، بعنوان «نموذجان لفساتين من تصميم جان لانفين»، ١٩٢٢. رسم: بيير بريسود.

بحلول عام ١٩٢٣، ضمت مؤسسة لانفين مصنعًا لصبغ الأقمشة في الضواحي الغربية لباريس. وفي أثناء هذه الفترة، افتتحت لانفين متاجر متخصصة إضافية مخصصة لفئات معنية من المنتجات، مثل الديكور المنزلي والملابس الداخلية النسائية والملابس الرجالي والملابس المصنوعة من الفراء. ورغم ذلك، كان أكبر تطوير أحدثته هو ابتكار عطور لانفين وطرح عطر باسمها، ألا وهو آربيج. كما أنها دشَّنت في النهاية خط إنتاج ملابس رياضية، وابتكرت عطرًا أسطوريًّا آخر، باسم لا بويل، كما أنها أنشأت قسمًا لتصميم الديكورات الداخلية بمتجرها. كانت صاحبة فكرٍ سَبَّاقٍ، وكانت في حالة ابتكار دائمة. واشتهرت بتصميم ملابس جاهزة متشابهة للأم وابنتها، وجعلت هذا المفهوم محورًا لإرثها الفكري في عالم الموضة، وهو ما كان مفهومًا جديدًا للغاية آنذاك.

(٣-٧) كوكو شانيل

جسَّدت جابرييل بونور «كوكو» شانيل (١٨٨٣–١٩٧١) قصةً حقيقيةً للكفاح والصعود من القاع إلى القمة. عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها، تُوفيتْ والدتها وتخلَّى والدها عن الأسرة؛ ومن ثَم، أُودعت دار أيتام حيث تعلَّمت مهنة الخياطة. وصارت صانعة قبعات معتمَدة، وافتتحت متجرًا في باريس أطلقت عليه اسم «شانيل مودز». ارتدت إحدى ممثلات المسرح قبعات شانيل في عرضٍ مسرحي، وهكذا بدأت شركة شانيل تحقق نجاحًا ساحقًا. ثم افتتحت متجرًا ثانيًا باسم «شانيل بياريتز»، في بلدة دوفيل بفرنسا، وابتكرت ملابس غير رسمية من قماش الجيرسيه لتبيعها في هذا المتجر. وبحلول عام ١٩١٩، قُبلت عضوًا بالغرفة النقابية للأزياء الراقية، واستطاعت آنذاك أن تؤسس بيت الأزياء الخاص بها في باريس.

وفي عام ١٩٢٤، أسست شانيل عطور شانيل، وكان عطر شانيل رقم ٥ هو أول عطر تُنتجه وظل متصدِّرًا المركز الأول كأكثر العطور مبيعًا على مر العصور. وتزعم الحكومة الفرنسية أن كل ثلاثين ثانية تُباع زجاجة من هذا العطر.

figure
بورتريه لجابريال «كوكو» شانيل، طبعها أدولف دي ماير بطريقة الطباعة بجيلاتين الفضة، في ثلاثينيات القرن العشرين. الصورة بإذن من روجرز فاند، ١٩٧٤.

جاءت اللحظة الحاسمة في مشوار شانيل المهني عام ١٩٣١، حين تعرَّفت على منتج الأفلام الأمريكي صامويل جولدوين (الذي اقترن اسمه بشركة مترو جولدوين ماير الشهيرة) في مونت كارلو، وقدم لشانيل فرصة العمر؛ ففي مقابل مليون دولار، كان جولدوين سيصطحبها إلى هوليوود لتصميم أزياء جميع نجوم الأفلام العظيمة في ذلك الوقت، وبالطبع، قبلت العرض.

مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، أغلقت شانيل جميع متاجرها، وفي النهاية أعادت تأسيس دار أزياء خاصة بها. وواصلت العمل حتى العاشر من يناير ١٩٧١ حين تُوفِّيَت أثناء نومها عن عمر ناهز السابعة والثمانين، وذلك بعد فترة قصيرة من انتهائها من مجموعة أزياء موسم الربيع.

واستمرت أسطورتها حتى اليوم بفضل إدارة مصمم الأزياء الألماني كارل لاجرفيلد لدار أزياء شانيل، الذي واصل مسيرتها من بعدها. وتناولتْ عدةُ أفلام ومسلسلات تلفزيونية وعروضٌ موسيقية على مسارح برودواي حياةَ كوكو شانيل وأُلِّفتْ كتبٌ كثيرة عنها، من بينها كتابٌ مُلهِمٌ جدًّا للأطفال بعنوان «مختلفة مثل كوكو»، الذي كان من تأليف ورسومات إليزابيث ماثيوس. وسيذكر التاريخ اسم شانيل باعتبارها امرأةً عاشت حياةً مستقلة، بشروطها الخاصة، وبطريقة رأتها مناسبة لها. كانت شانيل مصممة أزياء رائدةً، وامرأةً جعلها فكرُها العصري، وتصميماتُها المستلهَمة من ملابس الرجال، وسعيُها لنشر الملابس الكلاسيكية البسيطة الباهظة؛ شخصيةً محورية في عالم الموضة بالقرن العشرين. وقد كانت مصممة الأزياء الوحيدة التي أُدرج اسمها في قائمة مجلة تايم لأهم ١٠٠ شخصية في القرن.

الموضة يخبو بريقها بمرور الوقت، أما الأناقة فباقية إلى الأبد.

كوكو شانيل

(٣-٨) إيلسا سكياباريلي

وُلدت إيلسا سكياباريلي (١٨٩٠–١٩٧٣) لعائلةٍ ثرية، وشعرت أن نشأتها المترَفة قمعت طاقتها الإبداعية؛ ولذا، انتقلت إلى نيويورك ثم إلى باريس لتكتشف هناك إعجابها بالموضة والفن. وفي باريس، بدأت تصمِّم ملابسها الخاصة، وحثها صديقها المقرَّب، المصمم بول بواريه، لتبدأ مشروعها الخاص؛ وهو ما فعلتْه وحقق نجاحًا محدودًا آنذاك. وبعد مرور عام، طرحت مجموعة أزياء جديدة لمنسوجاتٍ يدوية ذات رسومات جرافيك، وانطلاقًا من هذا الأساس، ابتكرتْ بعد ذلك ملابس تزلُّج وثياب سباحة وفساتين. كما أنها ابتكرت تنُّورة شورت لإحدى لاعبات التنس ببطولة ويمبلدون. وفي أوائل ثلاثينيات القرن العشرين، أضافت مجموعة ملابس السهرة.

وفي عام ١٩٤٠، عادت سكياباريلي إلى نيويورك وظلت هناك حتى نهاية الحرب. وفور عودتها إلى باريس، لم يعد عملها كما كان في السابق أبدًا؛ حيث إنها لم تتمكن من إضافات التعديلات اللازمة على مجموعتها وتغييرها؛ لتتواكب مع تغير الزمن؛ ومن ثَم، أغلقت مشروعها عام ١٩٥٤، وتُوفِّيَت عام ١٩٧٣ بعد أن كتبت سيرتها الذاتية وتقاعدت، وكان لها منزلان بباريس وتونس.

اشتهرت سكياباريلي باستخدامها المبتكر للمطبوعات المصورة المذهلة، ولم تكن أول مصممة تستخدم السحَّابات وحسب؛ بل وصبغتْها لتتناسب مع لون الملابس. وكانت تُركِّز بشدة على لوازم التزيين الفخمة والمزخرفة ذات الأشكال غير المألوفة؛ كالنحل مثلًا. وكذلك ابتكرت البنطلونات الواسعة القصيرة، والتربونات الملفوفة، والقمصان المطرزة، والقبعات المزيَّنة بكُرة من الفرو، والأحزمة الجلدية المزوَّدة بالفراء، والأحذية النسائية ذات الكعب العالي العريض، وقطع الملابس غير الرسمية المتعددة الاستخدامات. وامتدت طريقة تفكيرها الحديث لتشمل عروض الأزياء الخاصة بها التي ربطت فيها بين الموسيقى وفكرة كل مجموعة من مجموعات أزياء الموسم التي تقدِّمها.

فوق كل ذلك، كان الفن الحديث والمعاصر والسريالية مصدر إلهام لسكياباريلي؛ ومن ثَمَّ تعاونت مع عدة فنانين، من بينهم الفنان جان كوكتو، لكن تعاونها مع الفنان سلفادور دالي أسفر عن إنتاج أهم تصميماتها. واشتملت هذه التصميمات على فستان الكركند (وهو عبارة عن فستان من الحرير الأبيض بحزامٍ عريض قرمزي اللون وصورة كركند كبيرة مطبوعة يدويًّا)، وفستان الدموع (وهو عبارة عن فستان سهرة أزرق فاتحٍ مرسومٍ عليه الدموع بتقنية الخداع البصري، ومزود بطرحة من نفس قماش الفستان ومبطنة بلونٍ ورديٍّ فاتح وأرجواني) وفستان الهيكل العَظمي (وهو عبارة عن فستان أسود من قماش الكريب المضلع ذي البطانة التي تعطي مظهر السطح البارز). كما طرحت سكياباريلي عدة عطور وابتكرت اللون «الوردي الفاقع» المستوحى من الماسة الوردية وزن ١٧ قيراطًا المملوكة لكارتييه والتي تحمل اسم «تيت دي بيليه» (رأس الكبش). وكذلك صممت ملابس لممثلات مثل الممثلة الأمريكية ماي ويست في فيلم «كل يوم هو إجازة» (إيفري داي إيز أهوليداي) (١٩٣٧)، من خلال الاستعانة بمانيكان ابتُكر خصوصًا بالقياسات الدقيقة لها، وكذلك الفنانة زازا جابور في فيلم «الطاحونة الحمراء» (مولان روج) (١٩٥٢).

ولعل أهم إرث تركته سكياباريلي هو إضفاء حس المرح والدعابة على مجال الأزياء من خلال مزجها بين الفن والخيال. كانت تحب تجربة تشكيلات مختلفة من الأقمشة والألوان والمنسوجات، وألهمتها التقنيات الجديدة التي ظهرت على الساحة آنذاك. كانت أول مصممة أزياء تستخدم الألياف الصناعية في خط إنتاج الأزياء الراقية، مستعينة بالأكريليك والسيلوفان والجيرسيلا (رايون جيرسيه) ومزيج نسيج الرايون والألياف المعدنية. وفي عام ١٩٣٠، ابتكرت أول طقمٍ متناسق مُكوَّن من فستان سهرة وسترة، وكانت أول من ابتكر ملابس بسحَّاب بارز للعيان. وقادها هذا إلى استخدام أَبَازيم وأزرار غريبة الشكل؛ مثل زر سترة مغطًّى بالحرير على شكل نبتة القرنبيط.

وصفت كوكو شانيل سكياباريلي بأنها «فنانة تصمم ملابس». وكانت أول مصممة أزياء ترى أهمية التعاون بين الفنانين الآخرين ذوي العبقرية الإبداعية، وكانت أول مصممة أزياء تنزع الجدية من تصميم الأزياء وتضفي عنصر المرح على عملية التصميم. ولقد قَدَّر زبائنها حقًّا طريقة تفكيرها المستنيرة والسابقة لعصرها.

تُولد الموضة من خلال أشياء صغيرة كالحقائق أو الصيحات أو حتى السياسات، لا من خلال الطيات والكشكشات الصغيرة، أو الحُلي الرخيصة، أو الملابس التي يسهل تقليدها، أو تقصير التنانير أو إطالتها.

إيلسا سكياباريلي

(٣-٩) كريستوبال بالنسياجا

كريستوبال بالنسياجا (١٨٩٥–١٩٧٢) هو مصمم أزياء إسباني تولَّى إدارة دار أزياء بالنسياجا وحظي بتقديرٍ كبير من جانب أقرانه لدرجة أن كريستيان ديور وصفه بأنه «أستاذنا جميعًا». بدأ بالنسياجا عمله بافتتاح متجر في إسبانيا في أوائل القرن العشرين. وتوسَّع في عمله من خلال افتتاح متجرَيْن آخرَين وصمَّم ملابس للأسرة الملكية بإسبانيا وكُلِّ من له صلة بالطبقة الأرستقراطية. ومع اندلاع الحرب الأهلية الإسبانية عام ١٩٣٦، أُجبر على إغلاق متاجره والانتقال إلى باريس.

أسَّس بالنسياجا دار أزياء خاصةً به وعرض مجموعته لأول مرة في عرض أزياء في خريف عام ١٩٣٧. وأثنت عليه الصحافة باعتباره رائدًا مبتكرًا في مجاله. ولم يزد كلام الصحف الإيجابي عنه من شهرته بوصفه مصمم أزياء وحسب، بل زاد من مبيعاته أيضًا. وصار كارميل سنو — رئيس تحرير مجلة هاربرز بازار الشهير — على الفور مشجعًا لأعماله. وكان عملاؤه يسافرون إلى باريس أثناء الحرب العالمية الثانية فقط لشراء ملابس منه. كانت تصميماته خطية ومتموِّجة وبسيطةً وناعمة؛ وهو أسلوبٌ مختلف تمامًا عن التنانير الطويلة التي كان يصممها ديور.

figure
بورتريه لكريستوبال بالنسياجا، ١٩٥٠. الصورة معروضة وفق رخصة المشاع الإبداعي ٢٫٠.

في عام ١٩٥٧، وفي خطوةٍ غير مسبوقة، قدَّم بالنسياجا مجموعته لصحافة الموضة في اليوم الذي سبق تسليم الملابس لمحلات البيع بالتجزئة مباشرة، وذلك على خلاف المدة الزمنية المتعارَف عليها والمتمثلة في ثلاثين يومًا. وكان هدفه من هذا التصرُّف هو منع تقليد تصميماته. وكما توقَّعت على الأرجح، لم يعجب هذا التصرف الصحافة كثيرًا؛ ومن ثَم عاد بالنسياجا في النهاية إلى المدة الزمنية المعتادة. ولقد كانت له طُرق مميزة جدًّا في إنجاز المهام، وتمرَّد على الغرفة النقابية للأزياء الراقية، وذلك من خلال رفض الانضمام إليها؛ ولذا، من الناحية الحرفية، لا يمكن اعتبار مجموعاته ضمن الأزياء الراقية.

أغلق كريستوبال بالنسياجا الأتيليه الخاص به عام ١٩٦٨ وتُوفِّيَ بعد ذلك بثلاث سنوات، ويُقال إنه لم يُجرِ مقابلةً شخصية مع أية وسيلة من وسائل الإعلام مطلقًا. وفي عام ١٩٨٦ اشترت شركة جاك بوجار شركة بالنسياجا وتولى الإدارة عدة مصممين مبدعين، من بينهم نيكولا جيسكويير، الذي صار كبير المصممين منذ عام ١٩٩٧.

ذاع صيت بالنسياجا بتفصيله الدقيق، واشتهرت علامته التجارية بمجموعة حقائب اليد المرسوم عليها دراجات نارية، وكذلك التصميمات الهندسية للملابس. وصرحت ديانا فريلاند، المحرِّرة وكاتبة العمود الأسطورية لمجلة هاربرز بازار ومجلة فوج، ذات مرة قائلة: «بارتدائك فستانًا من تصميم بالنسياجا، تكونين المرأة الوحيدة المميزة بالمكان.» وتُعد تصميمات بالنسياجا الكلاسيكية سمةً مميِّزة لأوساط المشاهير ومحرِّري مجلات الموضة والمهتمين بالأزياء على حدٍّ سواء. وفي مارس عام ٢٠١١، أقام متحف إم إتش دي يونج التذكاري بسان فرانسيسكو معرضًا بعنوان «بالنسياجا وإسبانيا»، عُرضت فيه ١٢٠ قطعة ملابس لبالنسياجا للإشادة بالمشوار المهني الأسطوري لهذا المصمم الرائع.

(٣-١٠) كريستيان ديور

figure
بورتريه لكريستيان ديور، عام ١٩٥٠ تقريبًا. تصوير: بليني. الصورة بإذن من شركة كريستيان ديور.

وُلد كريستيان ديور (١٩٠٥–١٩٥٧) لأسرةٍ ثرية، وعاش ببلدة تقع على ساحل نورماندي بفرنسا. أصرَّ والدا ديور على أن يدرس العلوم السياسية؛ على أمل أن يصبح دبلوماسيًّا يومًا ما؛ إلا أن ديور وضع خططًا أخرى لنفسه؛ حيث إنه كان يتطلع دومًا إلى دخول عالم الأزياء. كان ديور يكسب قوت يومه من خلال بيع رسوماته الفنية الخاصة بتصميم الملابس في الشرفة الأمامية لمنزله، وبدأ العمل مساعدًا للمصمم روبير بيجيه. وبعد أدائه الخدمة العسكرية، عمل ديور لدى لوسيان ليلون، مصممًا رئيسيًّا بجانب بيير بالمان. كان ديور يؤمن بشدة أن النساء صرن مؤهَّلات لاستقبال إطلالة جديدة وفخمة في فترة ما بعد الحرب، وفي عام ١٩٤٦، وبعد تعيينه ﻟ ٨٥ موظفًا، أسَّس دار كريستيان ديور للأزياء، والتي تزينت باللونين المفضلين لديه: الأبيض والرمادي. وظهر أول خط أزياء له بعد عامَين من تأسيسه لدار الأزياء، وقدَّم تنانير ذات تصميم انسيابي سلس، وتنانير على شكل وردة، وتنانير منفوشة، وكلها كانت ذات مظهرٍ لافت للنظر يعطي جسم المرأة شكل الساعة الرملية.

figure
كريستيان ديور مع العارضة لاكي. الصورة بإذن من شركة كريستيان ديور.

ومن أجل تحقيق هذا المظهر الخارجي الخاص بتقسيمة الساعة الرملية، استخدم ديور قماش البركال (وهو عبارة عن نسيج سادة مصنوع من القطن أو البوليستر أو مزيج آخر) لتبطين أقمشته، وهذا ما يجعل فساتينه منفوشة من عند الخصر، وهو ما يعطي عارضات أزيائه قوامًا ملفوفًا ومتناسقًا للغاية. وقد علَّق المحرر البارز كارميل سنو على هذه المجموعة لديور قائلًا: «يا له من اكتشاف ملهم، عزيزي كريستيان! فلِفساتينكَ إطلالةٌ جديدة مميزة.» ومنذ ذلك الحين، اشتهر التعبير «إطلالة جديدة». هكذا، فإن الشراكة والعلاقة القوية، التي ربطت ديور بسنو، جعلته يكتسب ترويجًا صحفيًّا كبيرًا لفكرته الجديدة، وساعدته بدورها في تحقيق شهرة ونجاح مدهشَين. وتنوعت قائمة عملاء ديور من الممثلات الأسطوريات، بدايةً من أفا جاردنر، ومارلينه ديتريش، وحتى الأميرة مارجريت، ودوقة وندسور. وتُوفِّيَ ديور أثناء قضائه إجازة في إيطاليا عام ١٩٥٧.

اشتهر كريستيان ديور بابتكاراته الرفيعة المستوى، وابتكاره، لأول مرة في تاريخ مصممي الأزياء، لعلامة تجارية عالمية تشمل فئات مختلفة من المنتجات. ويقول مصمم الأزياء كريستيان لاكروا عن ديور: «كان ذائع الصيت جدًّا في فرنسا في ذلك الوقت، وبدا وكأنه ليس رجلًا عاديًّا؛ وإنما مؤسسة كاملة.» وذات مرة حكى ديور عن موقف اصطحبه فيه جده وأبناء عمومته لتناول العشاء في الخارج، حين كان صغيرًا. وسأل الجدُّ حفيده عما ينوي أن يصبح حين يكبر، فردَّ عليه قائلًا: «أريد أن أكون كريستيان ديور.»

الحماس هو سر الجمال؛ فلا يوجد جمال مُغرٍ من دون حماس.

كريستيان ديور

حوار مع مصمم الأزياء بيتر سوم

هل شهدتَ نقطة تحوُّل في طفولتك أو نشأتك أو في أية مرحلة من حياتك أدت إلى سعيك لدخول عالم تصميم الأزياء؟

لطالما أحببتُ رسم الرسومات الأوَّلية لتصميم الملابس والأحذية في طفولتي، إلا أنني لم أكتشف ما تعنيه الأزياء فعلًا حتى سافرت مع أسرتي في رحلة إلى باريس حين كنتُ في العاشرة من عمري. اشترت شقيقتي نسخًا من مجلة باريس فوج ومجلة لوفيسيال، وحين فتحتها، شعرت بالرهبة. كان هذا في أوائل الثمانينيات، وحين رأيت صور كلود مونتانا وتييري موجلر على مدار الصفحات، عرفت في تلك اللحظة ما أريد فعله.

بعد أن تخرجتَ بتفوِّق في كلية كونيكتكت في تخصص تاريخ الفن، التحقتَ بكلية بارسونز لتصميم الأزياء بنيويورك. ما الدرجة التي حصلتَ عليها؟

حصلتُ على درجة بكالوريوس فنونٍ جميلة، قسم تصميم الأزياء.

في كلية بارسونز، حصلتَ على جائزة الكُشْتُبان الذهبي لإسحاق مزراحي. صف لي الغرض من هذه الجائزة.

اشتهرت كلية بارسونز ببرنامجها التوجيهي للمصممين؛ حيث يُكوِّن مجموعة من طلاب السنوات النهائية فريقًا مع مصمم يتولى إرشادهم خلال عرض الأزياء الخاص بتخرُّجهم. كان شرفًا عظيمًا لي تلقِّي جائزة الكُشْتُبان الذهبي؛ حيث إنني من أشد المعجبين بإسحاق مزراحي وإضفائه لمسة الأناقة العصرية على الملابس غير الرسمية الكلاسيكية في أمريكا.

أثناء وجودك في كلية بارسونز، تدربتَ على أيدي اثنين من مصممي الأزياء الأسطوريين؛ وهما كالفين كلاين ومايكل كورس. صف لي كيف تسنَّى لك الحصول على هذه الفرص المدهشة.

تدريب كالفين كلاين لي كان من خلال كلية بارسونز؛ كانوا بحاجة إلى مجموعة من الطلاب للعمل على مشروع محدَّد لبضعة أسابيع، وعندما انتهى المشروع، سألتُ كلاين إن كان بإمكاني الاستمرار. أما تدريبي لدى مايكل كورس، فبدأ حين علمتُ في النهاية أنني أرغب في تأسيس شركتي الخاصة، وأن التدرب في شركة أصغر حجمًا سيكون مهمًّا (في تلك الفترة، كانت شركة مايكل كورس صغيرة). حصلت على هذا التدريب بمساعدة من مكتب التدريب المهني للطلاب بكلية بارسونز والكثير من المثابرة والإصرار! فالتدريب مهمٌّ لاكتساب الخبرة العملية! فعلتُ كلَّ شيء بداية من إنجاز المهام المختلفة، وحتى إعداد عارضات الأزياء للعرض، وترتيب الأقمشة، وتدوين الملاحظات في الاجتماعات.

رسم أوَّلي لإطلالة من مجموعة ربيع عام ٢٠١٢ لبيتر سوم. الرسم بإذن من بيتر سوم.
بعد تخرُّجك، عملتَ في تصميم الأزياء لدى بيل بلاس وصرتَ في نهاية المطاف المدير الإبداعي لقسم الملابس النسائية. صف لي تجربتك هناك.

انضممتُ إلى بيل بلاس بوصفي مصممًا مساعدًا بعد أن تخرجت في كلية بارسونز. كان من المدهش أن أكون شاهدًا على عالم الرفاهية والترف الذي يعيش فيه عملاؤه ويرغبونه. كانت نوعية الأقمشة ونمط الزخارف وهذا المستوى من الحرفية أقرب ما يكون لتصميم الأزياء على الطريقة الأمريكية، كانت العودة مديرًا إبداعيًّا بمنزلة فرصة لاستمرار إرث العلامة التجارية في المستقبل.

من كان له التأثير الأكبر عليك بوصفك مصمم أزياء؟

يوجد الكثير من الأشخاص الذين أثروا فيَّ؛ نظرًا لأن هذا المجال معتمد على النصح والإرشاد وتمرير المعرفة والمعلومات من شخصٍ لآخر. ويجب أن تكون مستعدًّا لقبول ذلك، وهذه أهم نقطة في الموضوع.

رسم أولي لإطلالة من مجموعة أزياء ربيع ٢٠١٢ لبيتر سوم. الرسم بإذن من بيتر سوم.
ماذا كان أكبر تحدٍّ واجهك عند طرح مجموعتك الأولى؟

كان طرح مجموعتي الأولى هو الجزء الأسهل؛ إذ شكَّل فيها الطموح ثلاثة أجزاء مقابل جزءٍ واحد للبساطة؛ فلم يكن أمامي سوى النجاح، غير أن التحديات الخاصة بالاستمرار في المجال وتأسيس شركة هي التي تحتاج إلى بذل جهدٍ كبير!

ما فلسفة تصميماتك؟

تصميمات ذات لمسةٍ أنثوية ومريحة.

كيف تبدأ عملية التصميم بالنسبة إليك؟ هل تبدأ بفكرة رئيسية معينة، أم بنوع من الإلهام، أم بفكرة جديدة، أم بنوع من الأقمشة شاع استخدامه بشدَّة مؤخرًا؟

أبدأ دومًا برسم الرسومات الأولية وحالة مزاجية أو فكرة رئيسية ما. وعادةً ما أترك الورقة والقلم يقودانني.

هل لديك فريقٌ منفصل يبحث عن أفضل الأقمشة والشرائط التزيينية وأماكن توريدها ويطوِّرها على النطاق العالمي؟ أم أنك تضطلع أنت وفريق التصميم الخاص بك بهذه المسئولية؟

فريق التصميم الخاص بي ينفذ كل شيء. إنهم رائعون!

كيف تنجح — موسمًا تلو الآخر — في تصميم ملابس وإكسسوارات تتناسب مع جمالياتك ورؤيتك التصميمية وتحقق في نفس الوقت رواجًا تجاريًّا؟ هل يوجد أيُّ تعارض في هذا الإطار؟

الأمر كله متعلِّق بتحقيق التوازن؛ أنت بحاجة إلى قدْرٍ من كلا الأمرين؛ فإذا كنتُ سأعرض على منصَّة العرض فستانًا شفافًا من دون حمالات وبذيلٍ طويل، فسوف أتأكد من توافر قطعة منه في صالة العرض مبطنة وذات فتحة يمكن لجميع النساء ارتداؤها.

ما الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لعلامتك التجارية وفي بقائك على اتصال بقاعدة عملائك؟

ربما تُعدُّ مواقع التواصل الاجتماعي أهم وسيلة لتوصيل رسالتنا وملابسنا إلى العالم الخارجي؛ فالناس يتواصلون معنا من خلال تويتر وفيسبوك وبنترست.

ما النصيحة التي تودُّ تقديمها لمصمم أزياء طموح يحاول طرح مجموعته؟

كن صاحب وجهة نظر وآمِنْ بها، اسمح لنفسك بأن تكون مبدعًا، ولكن كن حازمًا مع نفسك أيضًا. ومن الضروري أن تبحث عن شريك عمل متمكِّن؛ فهذا الشريك سيتيح لك إنجاز عملك — أي التصميم — على أفضل وجه.

يمكنك أن تجد مجموعة بيتر سوم في متاجر متخصصة رفيعة المستوى مثل بيرجدورف جودمان وساكس فيفث أفينيو ونيمان ماركوس ونوردستروم. ما النصيحة التي تودُّ تقديمها لمصممي الأزياء الطموحين الذين يجوبون سوق العمل بحثًا عن فرصة تتيح لهم بيع تصميماتهم في متاجر البيع بالتجزئة؟

لا تستسلم أبدًا. والأهم من ذلك: استمع إلى جميع التقييمات وعدِّل أسلوبك وفقًا لها دون أن تفقد رؤيتك لما تطمح أن تكون عليه.

إطلالة رقم ٣٢ من مجموعة أزياء ربيع ٢٠١٢ لبيتر سوم. تصوير: دان ليكا. الصورة بإذن من بيتر سوم.
كيف تُحقِّق التوازن في عالم الأزياء السريع الوتيرة والدائم التغير؟

احرص على أن تخصِّص وقتًا لأصدقائك وأسرتك وأحبائك؛ فوتيرة عالم الأزياء والموضة سريعة للغاية لدرجة أنه يسهل الابتعاد تمامًا عن الحياة الاجتماعية؛ فلا بأس أبدًا من أن تفوِّت حضور حفلة لكي تتمكن من البقاء في المنزل ومشاهدة التليفزيون وتناول بعض الطعام الجاهز!

ما الأشياء الثلاثة التي لا يمكنك أن تعيش من دونها؟

القهوة والنوم والشاطئ.

ما المقولة المفضلة لديك؟

«وضح لي الطريقة والسبب والماهية.»

صف لي اليوم المثالي بالنسبة إليك.

قضاء فترة الصباح في صالة الألعاب، ثم رسم الرسومات الأوَّلية للتصميمات والعمل على اختيار الأقمشة مع فريقي، ثم تناول وجبة مطهوَّة في المنزل مع الأصدقاء!

حوار مع رجل الأعمال ورائد الأعمال والإعلامي دايموند جون

بالإضافة إلى عدد من الشركات الأخرى، لقد ساعدت شركتك إف يو بي يو (فور أس باي أس) في تحقيق الريادة في سوق ملابس الأمريكيين السود من خلال إطلاق مجموعتك الخاصة. هلَّا توضح ذلك بمزيد من التفاصيل؟

شركتنا واحدة من عشر شركات تقريبًا بدأت دخول سوق ملابس الأمريكيين السود في ذلك الوقت؛ غير أننا تميزنا بانتقالنا بعلامتنا التجارية إلى مستوًى عالمي.

قبل أن تصبح شركتك علامة تجارية شهيرة، عرضت أنت وشركاؤك مجموعتكم بقاعة في فندق بمدينة لاس فيجاس؛ وذلك لعدم قدرتكم على تحمُّل تكلفة تأجير مكان في معرض ماجيك التجاري، وتلقيتَ طلبيات قِيمتها تفوق ٣٠٠ ألف دولار، مثبِتًا بذلك أهمية التفكير خارج الصندوق بالنسبة إلى المصممين المبتدئين. هل توجد أمثلة أخرى لعب فيها هذا النوع من التفكير الإبداعي دورًا في نجاحها؟

يا إلهي! يوجد الكثير من الأشياء التي فعلتها في هذا الإطار. لقد أنفقنا أموالنا كلها لنصل إلى المُنتِج الموسيقي تيدي رايلي؛ إذ كان يقيم مناسبة خيرية في ولاية فيرجينيا حضرناها مصطحبين معنا قمصان خاصة بنا. وانتهى بنا الأمر بالتبرع بهذه القمصان لجميع الفنانين والأشخاص المهمين. أحد الإعلاميين المحليين يُدعى رالف ماكدانيالز كان يرتدي قميصنا بكثرة وكان الناس يسألونه كل يوم عنه؛ ومن ثَم، استضافنا في محطته التليفزيونية واكتسبنا شهرةً واسعة من وراء ذلك.

ماذا كان أكبر تحدٍّ واجهك عند طرح مجموعتك الأولى؟

كان أكبر تحدٍّ هو تصنيع البضائع والقدرة على توسيع نطاق بيع خط الأزياء.

باعتبارك المدير التنفيذي لشركة إف يو بي يو ومؤسسها، إلى أي مدًى تنخرط في التصميم الفعلي للمنتجات؟

الأمر يتوقف على ماهية العلامة التجارية، وقدْر الاهتمام الذي تحتاجه وهل هناك وكلاء مرخص لهم استخدامها أم لا. معظم علاماتي التجارية لها وكلاء في الوقت الحالي، وهي مهمة ليس من السهل إنجازها. ولكن بمجرد أن أدخل في شراكة، تصبح مشاركتي في التصميم كبيرة غالبًا في البداية؛ حيث إن الوكيل يحاول اكتشاف السمات المميزة للعلامة التجارية.

بورتريه لدايموند جون. تصوير: أودو سبريتزنبارث، ٢٠١٠. الصورة بإذن من دايموند جون.
ما النصيحة التي تودُّ تقديمها لمصمم أزياء طَموح يحاول طرح مجموعته؟

كن بطلًا محليًّا أولًا، بِع منتجك في منطقتك ثم إلى الغرباء واحصل على تقييمهم فيما يتعلق بالجيد أو السيئ فيه. وبعد ذلك ستبدأ علامتك التجارية في الانتشار في مختلف الأنحاء بفضل ترويج عملائك لها.

كيف تمكنتَ من إقناع متاجر البيع بالتجزئة بالتعامل معك حين دشنتَ شركتك؟

لم أتعامل في البداية مع المتاجر الكبرى؛ فالأمر يبدأ عادةً بالمتاجر المتخصصة. من الأيسر أن تتعامل مع المتاجر المتخصصة أولًا، وبمجرد أن زادت مبيعاتي في المتاجر الصغيرة، بدأت المتاجر الكبرى تبحث عني.

باعتبارك واحدًا من «الحيتان» التي تظهر في البرنامج الناجح «تحدي الحيتان» (شارك تانك) على شبكة إيه بي سي التليفزيونية، فأنت لديك الفرصة لتحقيق أحلام الناس من خلال تمويل مشروعاتهم التجارية. حين يتعلق الأمر بالشركات الناشئة في مجال الأزياء، ما العوامل الرئيسية التي تشجعك على الاستثمار في واحدة منها؟

أولًا، لطالما كانت المبيعات هي العامل الأهم. وكما تقول الحكمة: «يمكنك أن تُكوِّن رأيك الخاص؛ ولكن لا يمكنك أن تصطنع الحقائق.» فالمبيعات ستُثبت مدى عظمة المنتج، كما أنني ألاحظ المدة التي قضاها الشخص في المجال وإجمالي عدد سنوات خبرته.

باعتبارك مديرًا تنفيذيًّا ورائد أعمال ومؤلِّفًا ومحاضرًا في مجال تحفيز الذات وإعلاميًّا ومستثمرًا، كيف تُحقِّق التوازن الصعب بين الحياة العملية والحياة الشخصية؟

أكبر تحدٍّ أواجهه هو إدارة الوقت. المفتاح في هذا الشأن هو أن أحيط نفسي بالأشخاص العظماء وكذلك فهم حاجتي إلى ذلك. إنك ستقابل أناسًا كثيرين إلى أن تجد الشركاء المثاليين. إنني لا أيأس حين أفشل في العثور على الأشخاص المناسبين. بدلًا من ذلك، أمضي قُدمًا بحثًا عنهم، الأمر أشبه بالمواعدة بحثًا عن شريك الحياة.

صف لي اليوم المثالي بالنسبة إليك.

الاستيقاظ من النوم والذهاب إلى الصيد وممارسة بعض تمارين الاسترخاء وإتمام صفقة ما من خلال الهاتف أو من خلال مقابلة وجهًا لوجه وقضاء الوقت مع أولادي.

اليوم أصبحت صناعة الموضة مجالًا عالميًّا يحظى بتغطيةٍ دولية من جانب وسائل الإعلام التي تلعب دورًا كبيرًا في تسليط أضواء الشهرة عليه وجذب انتباه الناس إليه. بالإضافة إلى ذلك، ثمة صناعتان شهيرتان للغاية، ألا وهما الموسيقى والترفيه، عادةً ما تلازمان صناعة الموضة والأزياء في عدة مشاريع وجهود ترويجية وتعاونية؛ الأمر الذي يزيد أكثر من نطاق التغطية الإعلامية. ومن المهم ملاحظة مدى التأثير الذي تمارسه صناعة الترفيه على صناعة الموضة؛ فلطالما ارتبطت السينما الهوليوودية بالأزياء ارتباطًا تاريخيًّا مستمرًّا، وهذا يتجسد على نحوٍ ملحوظ أكثر في إعجابنا الدائم بأيقونات الأناقة مثل أودري هيبورن وجريس كيلي. وأشعل هذا الإعجاب شرارة الفضول تجاه الملابس التي ارتداها أولئك الممثلات الأسطوريات في أفلام مثل «عطلة رومانية» (رومان هوليداي) و«النافذة الخلفية» (رير ويندو)، وفجأة صار مصممو ملابس مثل إديث هيد مشهورين. واليوم، يطلب المذيعون من الممثلين والمشاهير، الذين يظهرون على السجادة الحمراء، أن يُفصحوا عن أسماء مصممي ملابسهم؛ إذ صار سؤال «من الذي يصمم لك ملابسك؟» شائعًا في الوقت الحالي.

figure
أنجلينا جولي ترتدي فستانًا من تصميم دار الأزياء الراقية راندلوف ديوك، في الحفل السادس والخمسين لتوزيع جوائز الجولدن جلوب، المُقام في فندق بيفرلي هيلتون، بمدينة بيفرلي هيلز، كاليفورنيا. تصوير: محطة كيه إيه بي سي، ١٩٩٩. الصورة بإذن من راندلوف ديوك.
figure
الحملة الإعلانية لمجموعة باميلا رولاند لربيع ٢٠١٢. تصوير: نايجل باركر، ٢٠١١.

إن هذا الاهتمام الإعلامي وتطوُّر العلاقة بين المصممين والفنانين حَوَّل مصممي الأزياء إلى رموز أيقونية، والآن صاروا هم أنفسهم يُنظَر إليهم بوصفهم مشاهير. وقد أدى الاهتمام المجتمعي بمصممي الأزياء هؤلاء وبالملابس التي يصممونها إلى شهرة بعض المهن في مجال الموضة والأزياء؛ مما نقل بعض منسِّقي ملابس المشاهير مثل ريتشل زو، التي أصبحت الآن مصممة أزياء، وكذلك بعض مصوري الأزياء مثل بروس ويبر وماريو تيستينو، إلى عالم النجومية والشهرة.

واستغلَّت وسائل الإعلام هذا الاهتمام من خلال إنتاج عدة برامج لتلفزيون الواقع، وأفلام روائية ووثائقية مستوحاة من الحياة المهنية بمجال الأزياء، والتي حققت نجاحًا ساحقًا (يمكنك العثور على قائمة كاملة بالبرامج التليفزيونية والأفلام الروائية والوثائقية التي تتناول موضوع الأزياء في الملحق).

figure
مجموعة شادو رالف روتشي للملابس الجاهزة لربيع/صيف ٢٠١٢. تنورة جلدية لامعة ذات خطوط مستقيمة مطوي داخلها بلوزة شيفون بيضاء اللون ذات أزرار. تصوير: دان وكورينا ليكا. الصورة بإذن من شركة شادو رالف روتشي.

امتدت التغطية الإعلامية الواسعة لمجال الأزياء لتصل إلى شبكة الإنترنت؛ فمع ظهور مئات المواقع الإلكترونية المرتبطة بالأزياء التي تعرض مقتطفات إعلامية وعروضًا مرئية وصورًا خاصة بمجموعات الملابس الخاصة بمصممين أمريكيين وعالميين، أصبح مجال الأزياء متاحًا لاطلاع الكثير من الناس حول العالم عليه. ويوضح الانتشار الواسع للأزياء، بالإضافة إلى التغطية الإعلامية له على شبكة الإنترنت وخارجها، استمرارية تصميم الأزياء كخيارٍ مهني جدير بالثقة؛ ففي القرن الحادي والعشرين، نرى ازديادًا هائلًا في عدد المشاهير الذين ابتكروا خطوط الأزياء الخاصة بهم، من بينهم على سبيل المثال لا الحصر: مادونا، وفيكتوريا بيكهام، وجيسيكا سيمبسون، وماري كيت، وأشلي أولسن، وكريستي تورلينجتون. وبالرغم من كل التغطية الإعلامية والنجومية، ففي نهاية المطاف الأزياء مشروعٌ تجاري. ويا له من مشروعٍ تجاري كبير! لذا، هيا بنا نُلقِ نظرة على مجال الأزياء من منطلق الأرقام.

(٤) صناعة الموضة حول العالم بالأرقام

الآن، هيا نلقِ نظرةً على صناعة الموضة من منطلَق الحجم والأرقام حسب المنطقة الجغرافية. وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، في عام ٢٠٠٦، حوالي ٢٦٫٥ مليون شخص تقريبًا حول العالم كانوا يعملون في قطاع الملابس والمنسوجات. وفي عام ٢٠٠٠ أنفق المستهلكون من مختلف أنحاء العالم حوالي تريليون دولار على الملابس.

ويعمل أكثر من أربعة ملايين شخص في صناعة الموضة بالولايات المتحدة الأمريكية، في مجالات التصميم والتصنيع والتوزيع والتسويق والبيع بالتجزئة والدعاية والإعلان والاتصالات والنشر وتقديم الاستشارات.

كما يعمل أكبر عدد من مصممي الأزياء بالولايات المتحدة في ولايتَي نيويورك وكاليفورنيا. ووفقًا للجمعية الأمريكية للملابس وملبوسات القدم، وفي عام ٢٠٠٨، أُنفق ٣٧٤ مليار دولار في الولايات المتحدة على الأزياء والإكسسوارات؛ مما يجعلها تأتي في المرتبة الرابعة لأكبر قطاع إنتاجي بالاقتصاد الأمريكي.

ويعتبر الكثيرون مدينة نيويورك عاصمة الموضة على مستوى العالم؛ حيث تضم مقارَّ أكثر من ٩٠٠ شركة تعمل في مجال الموضة (أكثر من باريس وميلانو ولندن مجتمعة)، ويعمل بها ١٧٣ ألف شخص تقريبًا، وتضم مدينة نيويورك مقارَّ مصممي الأزياء وتجار البيع بالتجزئة وصالات عرض أزياء أكثر من أية مدينة أخرى في العالم. وتقدِّم المدينة أكبر مساحة للبيع بالتجزئة في بعضٍ من أكثر الأماكن ازدحامًا وحيويةً في العالم كله، مثل تايمز سكوير وماديسون أفينيو وفيفث أفينيو (التي يُقدر عدد زائريها ﺑ ٤٠ مليون زائر سنويًّا)، وهذا يجعل سعر المتر المربع بأماكن البيع بالتجزئة بها هو الأعلى على مستوى العالم. كما أنها تضم مقارَّ أشهر مطبوعات ومجلات الموضة (من بينها فوج وإل وتاون آند كانتري وجي كيو ودبليو وويمنز وير ديلي). وتنظِّم الصناعة حوالي ٧٥ معرضًا تجاريًّا وفعالية لأسبوع الموضة كل عام، جاذبة بذلك حوالي ٥٨٠ ألف مُشترٍ من خارج البلاد وزوارًا آخرين للمدينة، وهو ما يقدِّم دعمًا هائلًا لاقتصاد نيويورك. وسوق البيع بالتجزئة في مدينة نيويورك هو الأكبر في البلاد، كما أنه ينمو بمعدلٍ هائل، مع توقُّع زيادة العمالة في متاجر بيع الملابس والإكسسوارات بنسبة ١٧ بالمائة بحلول عام ٢٠٢٥.

figure
إطلالة رقم ١٤ من مجموعة أزياء ربيع ٢٠١٢ لبيتر سوم. تصوير: دان ليكا. الصورة بإذن من بيتر سوم.

إن عدد وظائف الموضة والأزياء بمدينة نيويورك يزيد بأكثر من ثلاثة أضعاف على عددها في مختلف أنحاء الولايات المتحدة بأكملها. وتُعدُّ الأزياء أكبر قطاع صناعي في مدينة نيويورك؛ حيث تحقق إيراداتٍ سنوية بقيمة ٥٥ مليار دولار تقريبًا، ومن المتوقع أن تُسهم بحوالي ٨٦٥ مليون دولار في اقتصاد مدينة نيويورك فقط خلال الأسبوعين اللذَين تعقد فيهما شركة مرسيدس بنز فعالية «أسبوع الموضة» الخاصة بها في عام ٢٠١٢.

إن عاصمة الموضة (أو مدينة الموضة) هي مدينة مصنَّفة بوصفها مركزًا كبيرًا لصناعة الموضة. وتدرُّ أنشطةٌ مثل التصميم والإنتاج والتصنيع وبيع السلع المرتبطة بالموضة، وكذلك الاستضافة المنتظمة لكبرى فعاليات الموضة (مثل أسابيع الموضة، وحفلات توزيع الجوائز، والمعارض التجارية، ومعارض التوظيف) إيراداتٍ كبيرةً تسهم في الاقتصاد. وثمة أربع عواصم رئيسية عالمية للموضة؛ ألا وهي: نيويورك وباريس وميلانو ولندن. إن أسابيع الموضة التي كان من المعتاد إقامتها في كبرى أسواق الأزياء مثل نيويورك وباريس أصبحت تُقام الآن في مختلف أنحاء العالم، في مدن مثل سول وطوكيو وساو باولو وبوينس آيرس ولوس أنجلوس ولندن وموسكو وهونج كونج وسنغافورة، وفي مدن أصغر مثل جاكسونفيل (فلوريدا) وشارلوت (نورث كارولينا) وتشارلستون (ساوث كارولينا) وغيرها الكثير.

وأسبوع الموضة هو عبارة عن فعالية تستمر لمدة أسبوع واحد تقريبًا، يعرض فيها مصممو الأزياء مجموعاتهم الموسمية على المحررين والصحفيين والمشترين وقادة الصناعة. وبصفةٍ عامة يقام أسبوع الموضة مرتَين في العام للملابس الجاهزة للنساء والرجال، مرة في شهر فبراير لموسم الخريف ثم مرة في شهر سبتمبر لموسم ربيع العام التالي، وتستمر كل فعالية من هاتين الفعاليتَين لمدة أسبوعٍ واحد. في شهر يناير، تُعرَض مجموعة الملابس الراقية للنساء لفصل الربيع، بينما تُعرَض مجموعة الملابس الراقية لفصل الخريف في شهر يوليو من العام السابق، وتُعرَض مجموعات أزياء فصل الخريف الخاصة بالرجال في باريس وميلانو في شهر يناير، بينما تُعرض مجموعات أزياء فصل الربيع في شهر يونيو من العام السابق. وعمومًا تُعرض مجموعتا ما قبل فصل الخريف وما قبل فصل الربيع في نيويورك على نطاقٍ أصغر في صالة العرض الخاصة بالمصمم أو أي مكان آخر، أما في باريس أو ميلانو فتُعرض المجموعات عادةً بالشكل المعتاد لعرض الأزياء الكامل المنتظم.

حوار مع مصمم الأزياء زانج توي

حين كنتَ صغيرًا أحببتَ إعداد الرسومات الأولية والرسم، وكنتَ تحلم بأن تصير مهندس ديكور أو مهندسًا معماريًّا. ما الذي دفعك إلى العمل في مجال تصميم الأزياء؟

لطالما كنت مهتمًّا بالجمال منذ أن كنت صغيرًا؛ كنت أعجب بالأشياء والأماكن الجميلة وأرسمها، وعندما أُتيحت لي الفرصة لمواصلة تعليمي في كلية بارسونز بنيويورك، اقتنصتها، ومنذ ذلك الحين، لم ألتفت إلى الوراء قط.

مجموعة أزياء ربيع ٢٠١٢ لزانج توي. تصوير: إيكا حليم.
اذكر لي مؤهلاتك الدراسية، وكذلك أي تدريب تخصصي أو تدريب مهني حصلتَ عليه أو وظيفة عملت بها قبل أن تُطلِق مجموعة أزيائك الخاصة في عام ١٩٨٩.

عندما كنتُ في الثامنة عشرة من عمري، غادرت ماليزيا متجهًا إلى نيويورك. وبعد مرور عامَين، بدأت دراستي في كلية بارسونز لتصميم الأزياء بجامعة ذا نيو سكول. وبدأتُ العمل لدى ماري جين ماركاسيانو حين كنت لا أزال أدرس. وتركت العمل بعد خمس سنوات لأؤسس الأتيليه الخاص بي.

ما فلسفة تصميماتك؟

فلسفتي هي تصميم يتميز بجمال أخَّاذ ذي لمسة برَّاقة كنجوم السينما.

مجموعة ربيع ٢٠١٢ لزانج توي. تصوير: إيكا حليم.
لقد اشتهرتَ بمزج الألوان في تصميماتك وأنتجتَ بعضًا من أروع وأجمل الملابس الملونة التي تستحق فعلًا الاحتفاظ بها في المتاحف. هل أثَّرتْ نشأتك في ماليزيا على الحسِّ الجمالي لديك؟ وما العوامل الأخرى التي تؤثر على فلسفة تصميماتك عمومًا؟

ماليزيا دولةٌ نابضة بالحياة وزاخرة بمختلف الثقافات. ومن الناحية الجمالية، ماليزيا زاهية جدًّا بالألوان! عندما بدأتُ التصميم لأول مرة، استخدمتُ جميع الألوان الزاهية مثل الفوشيا والبرتقالي والأخضر المصفرِّ والأرجواني؛ لأن هذه الألوان كانت تُذكِّرني كثيرًا بماليزيا. وعلى مدار اﻟ ١٣ عامًا الماضية، تأثرتْ أعمالي بالجمال الباريسي!

الممثلة شارون ستون ترتدي فستانًا من تصميم زانج توي. الصورة إهداء من شركة واير إيمدج.
في دار أزياء توي، لاحظتُ أن عملية التصميم تبدأ باختيار الألوان. هل جميع أفكارك المبدئية تبدأ بالألوان وحدها أم ربما يلهمك شكلٌ تصميميٌّ معين أو نسيجٌ مُكتَشف حديثًا؟

لطالما لعبتِ الألوان دورًا مهمًّا في تصميم ملابسي في الماضي، لكن في السنوات الأخيرة، لعبت سفرياتي إلى مختلف أنحاء العالم دورًا أهم بكثير في التأثير على ابتكاري للتصميمات.

بالنسبة إلى أي مصمم أزياء طَموح، الالتزام بروح العلامة التجارية الخاصة بك هو عنصر أساسي لكسب المصداقية لدى الجمهور. في رأيك، ما العناصر الأخرى التي تلعب دورًا كبيرًا في وضع أساس متين تستند إليه مجموعات المصمم؟

في رأيي، أهم عنصر لتحقيق النجاح هو التمسك بأخلاقيات العمل؛ أي العمل بكد والعمل بذكاء.

في عام ١٩٩٢، طرحتَ مجموعتك العالية الجودة المتوسطة السعر باسم «زد». صف لي ما دفعك إلى تقديم خط إنتاج درجة ثانية.

أطلقت مجموعة «زد» لتلبية الطلبات من عدة متاجر كبرى متعددة الأقسام وهي الآن متاحة أيضًا في متجري بماليزيا.

الممثلة كيرستي ألي تختتم عرض أزياء مجموعة ربيع ٢٠١٢ لزانج توي. تصوير: إيكا حليم.
لقد صممت ملابس لسيدات شهيرات مثل شارون ستون، وإيفا لونجوريا، والمغنية فيرجي من فريق ذا بلاك آيد بيز. يُعدُّ اكتساب عملاء من المشاهير هو أهم محطة في الحياة المهنية لمصمم الأزياء. كيف اكتسبتَ أول عميل من المشاهير؟

من خلال الدعاية الشفهية؛ حيث إنني لم أحظَ مطلقًا بوكيل دعاية منذ أن أسست الأتيليه الخاص بي عام ١٩٨٩.

ما النصيحة التي تَودُّ تقديمها لمصمم أزياء طموح يحاول إطلاق مجموعته؟

اعملْ بكدٍّ وكنْ صادقًا مع نفسك دومًا.

اقتُبسَت عنك العبارة التالية: «يوجد عدد كبير جدًّا من المصممين الشباب المتحمسين الذين يمكن أن يصبحوا نجومًا على الفور؛ ولكن ربما يكون الغرور هو أسوأ فيروس يمكن أن يصيب أحدهم؛ فلا تجعل الغرور يتسلل إليك من خلال ما تقوله عنك الصحافة والدعاية؛ فإذا كان العمل لا يلبي الطلبيات ومستوى الجودة، فهو لا يعني شيئًا.» صف لي كيف استطعتَ أن تتحكَّم في الأنا مع مُضيِّك قُدمًا في حياتك المهنية حتى صرتَ من أنجح وأشهر مصممي الأزياء.

لقد وُلدتُ ونشأتُ في قرية صغيرة بماليزيا، وكان يتعيَّن عليَّ العمل بكدٍّ وجهد شديدَين لأصِل إلى ما وصلتُ إليه الآن. إنني أشعر بنجاحٍ أكبر حين تشتري النساء تصميماتي بسعر التجزئة، وأعمل بكد في تصميم وابتكار الملابس الجميلة بأفضل جودةٍ ممكنة بحيث تكسب ثقة النساء وإعجابهن.

مجموعة أزياء ربيع ٢٠١٢ لزانج توي. تصوير: إيكا حليم.
لقد حصلتَ على عدة جوائز مرموقة وتكريمات، بما فيها لقب فارس من سلطان كلنتن بمسقط رأسك في ماليزيا. هلَّا تصف لي شعورك حين حظيت بمثل هذا التقدير؟

شعرت بالتميز الشديد حين حظيت بمثل هذا التقدير. ولم أكن أتوقَّع أيًّا من هذه الجوائز والتكريمات، إلا أنني بالتأكيد أشعر بالامتنان الشديد لجميعها.

كيف تعاملتَ مع الصحافة ونقاد الموضة على مدار السنوات، ولا سيما في بداية مشوارك المهني حين كنتَ تحاول صنع اسم لنفسك؟

أنا ممتنٌّ للنقاد والصحافة على مديحهم إياي على مدار السنوات. وهم يعطونني دفعة للعمل بكدٍّ أكثر وبذل قصارى جهدي، كما أنني أقدِّر النقد البنَّاء الذي أتلقَّاه؛ لأن مثل هذه التعليقات تساعدني على إعادة تقييم عملي بحيث يمكنني رؤية الأشياء من وجهات نظر مختلفة؛ فمن خلال الثناء والانتقاد، تحسَّن مستواي بوصفي مصمم أزياء بكل تأكيد.

كيف تحقق التوازن بين الحياة الشخصية والحياة العملية؟

أنا مشغولٌ جدًّا بصفة يومية؛ ولكنني أحب أن أكون منتجًا؛ ولذا لا يمثِّل لي هذا الأمر مشكلة؛ فأنا قريب جدًّا من أسرتي ودائرتي الصغيرة من الأصدقاء الأوفياء؛ ومن ثَم أحاول أن أُخصِّص لهم بعض الوقت؛ فأنا أحافظ على التواصل باستمرار معهم وأزور عائلتي في ماليزيا كلما أمكنني ذلك، وهم يزورونني كذلك في نيويورك. كما أنني أحب إقامة حفلات العشاء لأصحابي المقرَّبين. وهذا أمر أستمتع بالقيام به لأُبدي تقديري لصداقتنا الجميلة.

صِفْ لي اليوم المثالي بالنسبة إليك.

أبدأ صباحي بالركض حول خزان حديقة سنترال بارك، ثم أتوجَّه إلى المكتب وأُنجز بعض الأعمال الخاصة بمجموعتي مع فريق العمل المميز في دار توي، ثم أدعو عائلتي وأصدقائي على عشاء مطهوٍّ في المنزل في بيتي. بالنسبة إليَّ، المثالية تعني الإنتاجية وأن أكون محاطًا بأفراد أسرتي وأصدقائي.

حوار مع مصممة الأزياء كاي آنجر

هل شهدتِ نقطة تحوُّل في طفولتكِ أو نشأتكِ في شيكاجو أو في أية مرحلة من حياتكِ أدت إلى سعيكِ لدخول عالم تصميم الأزياء؟

لم تكن هناك بالضرورة نقطة تحوُّل؛ ولكنني حصلتُ على ماكينة خياطة حين كنت في الثامنة من عمري وتعلمتُ الخياطة بنفسي من خلال الاستعانة بإرشادات الاستخدام، وكان الأمر ملهِمًا للغاية. وعندما كان والداي يخلدان إلى النوم، كنت أنزع أغطية الفراش المبطنة وأمزقها وأصنع منها تنانير. كنت محظوظة جدًّا بنشأتي في أسرة بها سيدات يهتممن بالموضة والأزياء؛ كانت جدتي مصممة قبعات في شيكاجو، وقد كانت رئيسة قسم تصميم القبعات في شركة ساكس فيفث أفينيو، وفي النهاية أسست متجر قبعات خاصًّا بها في شيكاجو. كانت جدتي سيدة أنيقة للغاية، وكانت مصدري الأول للإلهام الحقيقي ومرشدتي غير المباشرة؛ كانت مذهلة للغاية. وكان والداي يرتادان أرقى الفعاليات في البيت الأبيض وكانا جزءًا من مجموعة رات باك، وكانت أمي ترتدي الملابس الاستثنائية والمدهشة التي يصممها نورمان نوريل وجيمس جالانوس وتشارلز جيمس. وكنت أجلس على أرضية غرفة الملابس الخاصة بها وأشاهدها وهي ترتدي الملابس، وحتى يومنا هذا، أتذكَّر كل فستان من فساتينها. كل هذا أثَّر فيَّ؛ ونظرًا لأنني كنتُ منفتحة جدًّا على هذا العالم، فكرتُ كيف يمكنني أن أصير مصممة أزياء. بدا لي أن مصممي الأزياء أشخاصٌ عباقرة، ولا مجال لشخصٍ جديد ليدخل بينهم. ولطالما كنت أهتم بالجانب الفني من مسيرتي المهنية؛ لأنني لم أدرك إلا في وقتٍ لاحق أن هذه النوعية من الوظائف كانت متاحة لي.

كاي آنجر، ٢٠٠٧. الصورة إهداء من شركة ستايل إكسبو.
لقد درستِ الرسم في جامعة واشنطن بسانت لويس، بميزوري، قبل أن تتجهي إلى دراسة تصميم الأزياء بكلية بارسونز بنيويورك. ما الذي دفعك إلى السعي وراء العمل في هذا المجال؟

لطالما كنت شخصية مستقلَّة جدًّا، ولطالما رغبتُ في تحمُّل نفقاتي والاعتناء بنفسي. لم أعتقد قط أن بإمكاني كسب قوت يومي من العمل كرسَّامة، وأردتُ أن أحتفظ بهذه المهارة كهواية. يوجد بجامعة واشنطن قسم لتصميم الأزياء؛ ولذا قررت أثناء عامي الثاني أن أجرِّب الدراسة به وأرى كيف أُبلي فيه. في الواقع، لقد أبليتُ بلاءً حسنًا؛ ومن ثَم قررتُ أن أجرِّب الدراسة في كلية بارسونز؛ أردت أن أجرب الدراسة في هذه الكلية العريقة، وهذا بالضبط ما فعلته.

فور تخرُّجكِ، تدربتِ على يد مصمم الأزياء الأسطوري جيفري بين. صفي لي كيف بدت هذه التجربة.

كانت مذهلة! كنت أعمل مساعِدةً له، وكان إيسي مياكي مساعده أيضًا في ذلك الوقت، كنتُ الفتاة الوحيدة التي عملت مساعدة لجيفري. ما تعلمته من جيفري — نظرًا لأنني كنت محظوظة جدًّا لأجلس معه في نفس الغرفة — هو ألَّا أستسلم أبدًا. تعلمتُ أن أعمل بكدٍّ شديد على كل قطعة ملابس، وأُجرِّب كل شيء لأجعلها على أفضل صورةٍ ممكنة. وثمة شيءٌ آخر مهم أُعلمه للجميع على مدار السنوات التي عملت فيها بالمجال، ألا وهو طريقة التخطيط لطرح مجموعة الأزياء، والتي تعلمتها من جيفري بين أيضًا. كانت توجد رسومات أولية صغيرة لكل شيء يعمل عليه، وكانت تُعلَّق على لوحة، مصنفةً حسب فئة المنتج لكل شهر من كل موسم؛ وهذه هي وصفتي للنجاح التي استخدمتها منذ أن عملتُ في هذا المجال.

صفي لي أي تدريب مهني ووظيفة في مجال تصميم الأزياء عملتِ بها قبل طرح خط الإنتاج الخاص بك.

كانت شركة جايل كيركباتريك واحدة من أوائل الشركات التي عملت بها. عملت في إعداد عروض الأزياء، كما عملت مع القائمين على التفصيل والتزيين وساعدتهم في اختيار الأقمشة، وقمت بكل ما يتعلق بإعداد الرسومات الأولية. وجاء أول عرض عملٍ حقيقي لتصميم الملابس من شركة تريانا-نورل. أعددت عروض أزياء رسمية، وظهرتْ تصميماتي على أغلفة مجلتَي هاربرز بازار وفوج. ومن هنا، بدأتُ عملي الخاص. في تلك الفترة، لم تكن فرص التدريب موجودة؛ فلم يكن بإمكانك التدريب ما لم تكن لديك وظيفة بالفعل.

في شركتكِ، شركة فيبي، تُشرفين على أربع مجموعات منفصلة، من بينها كاي آنجر نيويورك وفيبي كوتور وآنجر وكاي جيز. هلَّا تقدمين لي لمحة عن كل مجموعة أزياء من هذه المجموعات؟

كاي آنجر نيويورك هي عبارة عن خط إنتاج ملابس لفترة النهار وسترات مسائية وملابس مسائية وقطع ملابس مسائية متعددة الاستخدامات للعملاء الراقين الذين يهتمون كثيرًا بالموضة، ولكنهم ليسوا مهووسين بها. نحن مشهورون جدًّا بصورنا الرائعة المطبوعة على الأقمشة، التي ترجع لخلفيتي الفنية في مجال الرسم، كما أننا نطوِّر معظم أقمشتنا بأنفسنا. أما فيبي كوتور، فهي عبارة عن خط إنتاج نطلق عليه اسم «آنجر الأصغر». وفيبي هو اسم ابنة شريكي في العمل. وفي حين أن كاي آنجر هو الاختيار الأول لأي أُمٍّ تودُّ شراء فستان لابنتها، فإن منتجات فيبي أرخص قليلًا من كاي آنجر؛ والألوان هي العنصر المحرِّك لهذه المجموعة. تتراوح أعمار العملاء من سن الثالثة عشرة وحتى الستين. كما أننا ننتج جميع مقاسات السيدات من مقاس ١٤ حتى مقاس ٢٤ في كلٍّ من مجموعتَي كاي آنجر وفيبي كوتور. طُرحت مجموعة آنجر عام ٢٠٠١ بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر؛ ومن ثَم، كان يوجد عددٌ كبير جدًّا من السيدات اللائي يبحثن عن فرصة عمل، ورغبت في أن أصمم ملابس تستطيع السيدات ارتداءها في مقابلات العمل. وخلال السنة الأولى، كانت مجموعة الأزياء تُصنع بأكملها في نيويورك لدعم المدينة خلال تلك الفترة العصيبة. إنها مجموعة ملابس محتشمة ذات صيحة جذابة. إن مجموعة كاي جيز متوقفة على نحوٍ مؤقَّت. بدأت فكرة تلك المجموعة حين جاء متجر نيمان ماركوس إلينا وعبر لنا عن إعجابه بأقمشتنا ورسوماتنا وكشف عن رغبته في التعاون معنا لتصميم بيجامات له، كما صممنا له أروابًا؛ أُعجب الجميع بهذه المجموعة، كانت تجربة تنطوي على الكثير من المرح. وكثيرًا ما يلجأ إلينا متجر متخصص في فئة منتجات معينة ويطلب منا تصميم منتج محدد؛ ومن ثَم نطور لذلك خصوصًا برنامجًا محددًا.

ما فلسفة تصميماتك؟

عنصر الملاءمة واللمسة الأنثوية. أنا دائمًا أتحدَّى عملائي وأتحدَّى نفسي لأطوِر وأجرِّب أشياء جديدة؛ فعندما ترتدي النساء ملابسي، يشعرن دومًا بأنها أنيقة ومناسبة.

كيف تبدأ عملية التصميم بالنسبة إليكِ؟ هل تبدأ بفكرة رئيسية معينة، أم بنوع من الإلهام، أم بفكرة جديدة، أم بنوع من الأقمشة شاع استخدامه بشدة مؤخرًا؟

بالنسبة إليَّ، الأمر مرتبطٌ بعدة أشياء متنوعة. لقد فشلتُ فشلًا ذريعًا في المرات التي اعتمدتُ فيها على الأفكار الرئيسية عند قيامي بالتصميم؛ وكان هذا بسبب أنها بدت مصطنعة. يروق لي أن تكون مجموعة الأزياء مترابطة. وتوجد دومًا بيانات فعلية نأخذها بعين الاعتبار. إنني أضع في الاعتبار ما أجَدْنا القيام به العام الماضي والعام قبل الماضي: الألوان التي حققت مبيعاتٍ عالية، والأشياء التي كانت سابقة لأوانها. ثم أضع في الاعتبار ما أراه يتغير، وأتفحَّص الموديلات القديمة عمومًا والموديلات القديمة الخاصة بي من خلال معاينة مجموعاتي السابقة؛ فأُعيد تنظيمها والعمل عليها، وأُجري قدرًا كبيرًا من الأبحاث الخاصة بالقماش، إلا أنني يتعين عليَّ العمل على التصميم والقماش في الوقت نفسه؛ فالكثير من الأمور متعلقة بما يعرضه سوق الأقمشة في الوقت الحالي، كما أننا نولي اهتمامنا لاحتياجات متاجرنا.

ما النصيحة التي تودِّين تقديمها لمصمم أزياء طَموح يحاول طرح مجموعته الخاصة؟

من واقع تجربتي الشخصية، واحد من الأشياء المهمة فعلًا التي أنصح بها هو أنه يجب عليك أن تعرف كيف تصمم الملابس وكيف تصنعها وتُزينها وتحيكها وكل شيء متعلق بها. وهناك العديد من الوسائل الرائعة للحصول على دعم في هذا الشأن. وباعتبارك مصممًا طموحًا، يمكنك أن تذهب إلى مجلس مصممي الأزياء في أمريكا وتتحدث مع عددٍ كبير جدًّا من الشركات لتحصل على النصح والإرشاد. ويجب أن تستعين بمحامٍ بارع ومحاسب بارع قبل أن تبدأ مشروعك، ولا تحاول أن تفعل كل شيء بمفردك. إنك إذا ما نظرت إلى ملابس مايكل كورس؛ فستتعرف عليها فورًا، والأمر نفسه ينطبق على ملابس مارك جيكوبس ودونا كاران. يجب أن تكون لتصميماتك رؤية معينة. لن يشتري أحد ملابسك أو يروِّج لها، إن لم تكن تعبِّر عن شيء ما. لا بد أن يكون لها إطلالة. كما أن امتلاك شعارٍ رائع أمرٌ مفيد للغاية مع مرور الوقت؛ فبالنسبة إلى مجموعة فيبي كوتور، أحَبَّ الناس علامتنا التجارية قبل أن يحبُّوا ملابسنا. ابدأ بالبيع عبر شبكة الإنترنت قبل أن تتوجَّه إلى المتاجر المتعددة الأقسام؛ لأن العملاء يشترون بكميات صغيرة عبر شبكة الإنترنت وتُعرض ملابسك تلقائيًّا، ولا يقع تخفيض لأسعارك. إنها طريقة مذهلة للبيع.

فستان عليه نقوشٌ مطبوعة من الزهور من مجموعة أزياء موسم ما قبل فصل الربيع ٢٠١٢ لكاي آنجر. الصورة إهداء من شركة ستايل إكسبو، ٢٠١٢.
أنتِ بوصفك مصممة أزياء لديها مجموعة باسمها تتعاونين مع فريق الإدارة التنفيذية ورؤساء أقسام الإبداع لديك من أجل ضمان سير كافة خطوات تطوير مجموعتك وبيعها بنجاح، مثل التصميم والتصميم الفني والترويج والعروض المرئية ومراقبة الجودة والعلاقات العامة والمبيعات والتسويق. كيف تديرين هذه العملية مع فريق العاملين لديكِ؟

هذا هو أكبر تحدٍّ. لا يُدرَّس للمصممين مطلقًا كيف يديرون المشروعات وكيف يكونون أصحاب شركات وكيف يقودون فريقًا، ما لم يلتحقوا بكلية إدارة أعمال. إن التدريب على إدارة الأعمال أمرٌ مهم للغاية. لديَّ رئيس لكل فريق تصميم، وجميعهم يعمل تحت إشرافي. أصعب شيء هو أن تحافظ على تواصلك مع الجميع وتفوِّض المهام وتسمح للعاملين أن يرتكبوا أخطاء بعد أن توجِّههم، وهذا جزء من فلسفتي. والأمر ليس سهلًا بالنسبة إليَّ لأنني أسافر كثيرًا؛ فيجب أن تتواصلوا ويتحدث بعضكم مع بعض باستمرار.

أنتِ تقضين نسبة كبيرة من وقتك في التواصل مع عملائك من خلال الوجود في متاجرك. صفي لي الدور الذي تلعبينه معهم.

إنني أدخل مع عملائي غرفة قياس الملابس في ٩٠ بالمائة من الوقت لكي أرى ما يحدث بالضبط. كما أتمتع بعلاقةٍ رائعة مع عملائي؛ فأنا أحترمهم وأصنع تصميماتي من أجلهم، فإذا لم أتواصل معهم، فلا يمكنني أن أصمم ما يرغبون.

ما الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لعلامتك التجارية وفي بقائك على اتصال بقاعدة عملائك؟

إنها تلعب دورًا كبيرًا وتحقق نجاحًا ساحقًا. ليس لدينا قسم علاقات عامة؛ ولذا نقوم بهذا الأمر بأنفسنا، ويحب العملاء نشر صور لما نقوم به والنصائح التي نقدمها لهم. إنها وسيلة سهلة لعرض التصميمات بسرعة بدلًا من الاضطرار إلى تحديث موقع إلكتروني بأكمله. أتمنى لو أنني أستطيع كتابة مدونة؛ فأنت يمكنك أن ترى استجابة فورية من عملائك، وهذا أمرٌ رائع حقًّا.

من بين التكريمات العديدة التي حصلتِ عليها، في عام ١٩٩٩، انضممتِ إلى المؤسسة المتميزة رائدات الأعمال القياديات. وبعد مرور عشر سنوات، في عام ٢٠٠٩، كرَّمك المركز الطبي القومي سيتي أوف هوب (وهو مركز لعلاج السرطان) باعتبارك سيدة العام؛ وذلك تقديرًا لإسهاماتك في مجال عملك ومجتمعك المحلي والعديد من الأعمال الخيرية. هلَّا تصفين لي شعورك حين حظيت بمثل هذا التقدير؟

التكريمات رائعة دائمًا؛ فهي تعبِّر عن تقدير العمل الدءوب الذي بذلته وتعبِّر عن الشكر والتقدير لك. وأفضل ما في الأمر أنها أتاحت لي المضيَّ قُدمًا بمساعٍ في العمل الخيري. يمكنك أن تساعد الناس على الفور، وأنا أحب أن يكون بإمكاني ذلك.

في عام ٢٠٠٧، افتتحتِ متاجر لتصميمات كاي آنجر وفيبي كوتور بالصين من خلال اتفاقية ترخيص مع مجموعة جي تي جروب بهونج كونج. لقد صارت آسيا سوقًا ناشئةً وواعدةً للبيع بالتجزئة في مجال الملابس. هل توجد خطط لمواصلة التوسع في جميع أنحاء آسيا؟

أجل. خلال هذا العام، افتتحنا متجرَين في العاصمة الكورية سول، وحقَّقا نجاحًا ساحقًا؛ إنها سوق يسهُل دخولها مقارنةً بالصين. ولدينا نموذج ناجح لامتياز تجاري. ويبدو أننا سنتوسع بعد ذلك لنصل إلى تورونتو.

في عام ٢٠٠٨، طُرحت نظارات كاي آنجر نيويورك وفيبي كوتور. هلَّا توضحين لي لماذا قررتِ التوسع والعمل في فئة النظارات؟

منح الترخيص باستخدام علامتك التجارية أمرٌ ممتع. أحيانًا ينجح هذا وأحيانًا يفشل. الأمر كله يتوقف على الشركة التي تعمل معها. إن الهدف من منح الترخيص هو أن تنقل اسمك لأماكن جديدة، وتضيف لعلامتك التجارية منتجًا تعتقد أنه سيروق لعملائك. إننا لا نوجد في المتاجر المتعددة الأقسام؛ وإنما نوجد في عيادات الأطباء في مختلف أنحاء العالم، وفي متاجر مثل سامز وكوستكو. إننا نصنع النظارات لجميع الجنسيات؛ فلكل جنسية شكل وجه مختلف؛ ومن ثَم فهذا يجعل الأمر مثيرًا للغاية، كما أننا نُنتج ملابس للمراهقين أيضًا؛ وهذا أمر شيق.

تُباع مجموعتا كاي آنجر نيويورك وفيبي في أكثر من ٢٠ دولة، من بينها المملكة المتحدة وتركيا والبرازيل وأستراليا وكندا. وخط إنتاج كاي آنجر نيويورك يُباع في متاجر البيع بالتجزئة المتخصِّصة، من بينها نيمان ماركوس وساكس فيفث أفينيو ونوردستروم وبلومينجديلز، ولورد آند تايلور. ما النصيحة التي تودِّين تقديمها إلى مصممي الأزياء الطموحين الذين يجوبون سوق العمل بحثًا عن فرصة تتيح لهم بيع تصميماتهم في متاجر البيع بالتجزئة؟

يوجد الكثير من المتاجر التي تساعد شباب المصممين، مثل: أوبنينج سيرموني. احرص على أن يُدفع لك حسابك فور تسليم منتجاتك، وإلا فلن تحصل أبدًا على أجرك. ابحث عن المتاجر والمواقع الإلكترونية التي تبيع تصميماتك؛ إنها جميعًا تبحث عن السلع والمنتجات الجديدة، وجميعها تحب فكرة وجود شخص جديد في المجال، بشرط أن تُثبت لها أنك تستطيع أن تسلِّم لها الطلبيات في المواعيد المحددة.

لقد صممتِ ملابس لعدة مشاهير من بينهم أوبرا وينفري وفانيسا وليامز وتايرا بانكس وأنجيلا باسيت ومارسيا كروس. يُعد اكتساب عملاء من المشاهير أهم محطة في الحياة المهنية لمصمم الأزياء. ما الطرق التي تواصلتِ بها مع المشاهير من أجل تصميم الأزياء لهم؟

يتصل بنا منسق الأزياء هاتفيًّا أو نبدأ في ملاحظة أن الجميع يرتدون تصميماتنا على شاشات التليفزيون؛ ومن ثَم، نلتقط سماعة الهاتف ونتصل بمنسقي الأزياء لديهم ونناقش معهم الطرق التي يمكننا بها عرض ملابسنا عليهم لاستئجارها وارتدائها في مختلف المناسبات، وها نحن نصمم ملابس جميع من يظهرون في البرنامج التليفزيوني «اليوم» (توداي). كما أنني عضو باللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي الأمريكي، وبهذه الطريقة اكتسبت بعض المعارف. كنت متحمسة فعلًا حين صممت ملابس تيبر جور لحضور احتفالية الليلة التي سبقت الانتخابات الرئيسية؛ حيث اتصلت بي مساعدة تيبر وطلبت مني المجيء إلى مكان العرض معها ومع حاشيتها، الذين كان من بينهم أفراد حراسة من الاستخبارات السرِّية. وانتهى بنا الأمر بتصميم الفستان الذي كانت سترتديه في الخطاب الرئاسي الافتتاحي، وكذلك فستان والدة العروس في فرح ابنتها كارينا. كما أنني صممتُ ملابس لهيلاري كلينتون. واتصلت بي منسقة ملابس أوبرا وينفري للحصول على واحد من بنطلوناتنا المطرزة المخملية حمراء اللون لصورة غلاف مجلة أوه، ذي أوبرا ماجازين.

فستانان قصيران من الدانتيل بثلاثة أرباع كم من مجموعة ربيع ٢٠١٢ لكاي آنجر. الصورة إهداء من شركة ستايل إكسبو، ٢٠١٢.
بالإضافة إلى ذلك، ظهرت تصميماتكِ ترتديها نجمات في مسلسلات وبرامج تلفزيونية من بينها جوسيب جيرل وذا سوبرانوز وأجلي بيتي وبوشينج دايزسيز و٣٠ روك وتو آند آهاف مين وتوداي وسيكس آند ذا سيتي وتيم جانز جايد تو ستايل ودانسينج ويز ذا ستارز. هل تربطكِ علاقة بمنسقي الأزياء الذين يطلبون بصفةٍ شخصية ظهور ملابسك في البرامج والمسلسلات التليفزيونية؟

أجل. نتلقى مكالمات هاتفية من منسقي الأزياء الذين يطلبون ملابس للبرامج والمسلسلات التلفزيونية التي يعملون بها ونؤجر لهم قطع ملابس من مجموعتنا، نحن ليس لدينا تحفظات تجاه هذا الأمر، وبالتأكيد يمكننا أن نتوسع في هذا الجانب من عملنا.

ما الذي كان يعنيه لكِ أن تكوني عضوًا في مجلس مصممي الأزياء في أمريكا؟

كانت توجد جمعية اسمها «مصممو أمريكا» أسَّستها أنا وستان هيرمان وليز كليبورن وآرت أورتينبيرج وعدد من المصممين الآخرين، وتطورت في النهاية لتصبح مجلس مصممي الأزياء في أمريكا. إنه لشرف حقيقي أن أكون عضوًا بها لأنها جمعية عظيمة؛ إنهم ينجزون عملًا مهمًّا، ويساعدون الكثيرين لكي يصيروا مصممي أزياء.

فستانان قصيران بقصة واسعة ومستقيمة مطرزان بالترتر اللامع من مجموعة خريف ٢٠١٢ لكاي آنجر. الصورة إهداء من شركة ستايل إكسبو، ٢٠١٢.
أنتِ عضو في مجلس إدارة كلِّيتكِ؛ كلية بارسونز لتصميم الأزياء بجامعة ذا نيو سكول. وكنتِ عضوًا لفترة طويلة في مؤسسة أندية الفتيان والفتيات في أمريكا، والتي أصبحتِ فيها أول عضو بمجلس الإدارة. وشجعكِ تحمسكِ لقضايا المرأة على أن تصيري عضوًا بمجلس الإدارة وعضوًا مؤسسًا للجنة اﻟ ٢٠٠، وهي مؤسسة تشجع الدور القيادي للمرأة في المجال التجاري، وكذلك في مؤسسة منتدى القيادة النسائية (ويمنز كامبين فورم)، وهي مؤسسة مخصصة لتشجيع المشاركة السياسية والدور القيادي للنساء اللاتي يدعمن اختيارات الصحة الإنجابية للجميع. هلَّا تصفين لي ما الذي شجعكِ على سعيك وراء بذل الجهود الخيرية لهذه المؤسسات؟

لقد علَّمتني أسرتي ذلك في صغري؛ ولسبب ما، أحببت دومًا المساعدة، وأشعر بقدرٍ هائل من السرور بسبب جمع الأموال للأعمال الخيرية. أظن أن الأمر يعود بقدرٍ كبير إلى نشأتي.

كيف تحقِّقين التوازن بين الحياة العملية والحياة الشخصية؟

هذا صعب، والجزء الأصعب هو أن تقوم بذلك وتحاول الحفاظ على علاقاتك الشخصية. أنت بحاجة إلى شريك حياة واثقٍ من نفسه، وشغوف بما يفعله في حياته، فلو كان هذا الشريك لا يحترم شغفي بما أفعله، فلن تنجح علاقتنا؛ فأنت لا ترغب في شريك حياة كثير المتطلبات والاحتياجات.

ما المقولة المفضلة لديكِ؟

«أهم شيء هو أن تصادق نفسك؛ لأنك لو لم تفعل، فلن تستطيع أن تصادق أحدًا في هذا العالم.» المقولة لإلينور روزفلت.

صفي لي اليوم المثالي بالنسبة إليك.

يوم العمل المثالي بالنسبة إليَّ هو يوم ليس في فترة التوقيت الصيفي ويكون النهار فيه طويلًا، وهو يوم أستطيع فيه أن آوي إلى الفراش مُبكِّرًا بالقدر الكافي لكي يمكنني الاستيقاظ مبكرًا في الساعة الخامسة أو الخامسة والنصف صباحًا. ثم أمارس تمارين البيلاتس مع مدربي في منزلي بحي سوهو، بمانهاتن، وأعدُّ إفطاري بنفسي أو أقابل أحدًا وأتناول معه إفطارًا سريعًا. وأكون في قمة سعادتي حين أستطيع الذهاب إلى العمل وأنا في كامل استعدادي لما أودُّ القيام به، أيًّا ما كان، ولما هو موجود في جدول أعمالي. أحب اليوم الذي أعمل فيه مع العملاء وأحب الأيام التي أذهب فيها إلى متاجري. وأحب أيضًا أن أغادر العمل في وقتٍ مناسب لألتقي بالأصدقاء أو الأسرة للاستمتاع بالوقت أو تناول الغداء في وقتٍ متأخر أو مشاهدة أحد الأفلام أو البرامج. وعطلة نهاية الأسبوع المثالية بالنسبة إليَّ تتمثل في الاستيقاظ مبكرًا والتجول في المدينة. أحب الذهاب إلى حي نوهو وحي ويست فيلدج، وأذهب، حين أتوجه إلى الجزء الأعلى من المدينة، إلى حديقة سنترال بارك والمتاحف وشارع ماديسون أفينيو. كما أنني أحب الترفيه للغاية.

(٥) الاندماج في عالم الأزياء

قال مصمم الأزياء كارل لاجرفيلد ذات مرة: «عالم الموضة سريع الزوال ومحفوف بالمخاطر ويغيب عنه العدل.» فالأمر يتطلب شخصيةً معينة لكي تتمكن من الاستمرار والنجاح في مجال الموضة. إن أنجح الأشخاص العاملين في هذا المجال هم الذين يتكيفون مع التغيير ويتمتعون بالدهاء ويعملون بكد ويعتنون بمظهرهم ويتمتعون بشغفٍ شديد حيال ما يقومون به، وهم أشخاص دءوبون يؤمنون بما قاله السير ونستون تشرشل ذات مرة: «لا تستسلم أبدًا، أبدًا.» وعلى الرغم من أن بعض هذه الأشياء يمكن تعلُّمها؛ فإنك ستكون على الطريق الصحيح إذا كانت هذه الخصال جزءًا من شخصيتك بالفعل، أما إذا كانت هذه الخصال غير أساسية في الطريقة التي تتعامل بها، فأسرع على الفور بدمجها في أخلاقيات عملك اليومية؛ لأنها الأساس الذي سيساعدك على التفوق وبلوغ القمة في عالم الموضة. وربما تقضي أيامك متمنيًا لو أن المجال يسير على نهج مختلف أو متسائلًا عن السبب الذي يجعل الناس أكثر شراسة أو أقل عقلانية، ولكن في نهاية اليوم ستعرف أن هذا هو النهج المعتاد الذي يسلكه هذا المجال. وفيما يلي بعض التلميحات التي ستساعدك في الانسجام مع آليات العمل في عالم الموضة:
  • حقِّق النجاح في بيئةٍ سريعة الوتيرة: يسير إيقاع الحياة العملية اليومية بالسرعة نفسها التي تظهر بها الأزياء على ساحة الموضة وتختفي منها؛ فالحياة العملية سريعة ومحمومة بالنشاط ويجب أن تتكيف مع التغيير لكي تواكب الوتيرة السريعة؛ فالمهام تُنجز بسرعة تفوق سرعة الصوت؛ ولا سيما أثناء فترات الضغط مثل أسبوع الموضة، ويشعر البعض بالارتباك بسبب هذه الوتيرة، ولكن سيُتوقع منك أن تعمل بفاعلية في ظل هذه الظروف. وهذا يعني أن تدير الوقت بفاعلية وأن تأخذ دائمًا المبادرة وأن تتخذ القرارات بسرعة دون الكثير من التمعن أو طرح الأسئلة أو الحصول على الدعم والمساعدة. ستضطر إلى إنجاز عدة مهام في ظل مواعيد تسليم نهائية ضيقة جدًّا وحل المشكلات الصعبة واستغلال الموارد دون تأخير، كل هذا على الفور. وسيخضع إصرارك للاختبار مرارًا وتكرارًا، وهو الأمر الذي قد يصير شديد الصعوبة. ورغم ذلك، من المرجح أن ينتهي هذا الأمر بزيادة ثقتك في نفسك، ممهدًا بذلك لنجاحك في المستقبل.
    figure
    مجموعة شادو رالف روتشي للملابس الجاهزة لخريف/شتاء ٢٠١٢. معطف مصنوع من فراء السمور الروسي والجلد الأسود وتنورة سوداء من صوف الكشمير. تصوير: دان وكورينا ليكا. الصورة بإذن من شركة شادو رالف روتشي.
figure
إطلالة من مجموعة نيو تشويسز لخريف/شتاء ٢٠١٢. إنتاج: ميرلين بينجل من بلاك بيبر، أمستردام. تصفيف ومكياج: باربرا أوليمانز. عارضة الأزياء: ناتاشا روجر من وكالة دي آند إيه موديل مانجمنت. تصوير: جيوفاني مارتينز.
  • اعمل دومًا بنشاط وبابتسامة: لا يسعنا سوى التأكيد بشدة على أهمية بذل كل ما يتطلبه الأمر لإنجاز العمل. وشعار شركة نايكي: «فقط افعلها!» ملائم تمامًا لهذا السيناريو. أدرك أن تكون لاعبًا في الفريق يبدو فكرة مكررة، غير أنها حظيت وستحظى دائمًا بالتقدير الكبير؛ فإذا كان الجميع يرزحون تحت وطأة الضغوط من أجل الإعداد لعرض أزياء، وطلب منك مديرك إعداد ١٠٠ نسخة من إطلالة معينة بمختلف الألوان، فعليك أن تبدأ العمل بسرعة وتمدَّ يد العون من أجل نجاح الفريق ككل. وعندما تكون هناك عملية تسريح للعاملين على مستوى الشركة بأعداد هائلة، فلعلك تنجو منها لأنك تعمل بنشاط على نحوٍ متواصل وبتوجه إيجابي ومبادر للعمل.
  • تأقلم مع ثقافة الشركة: تختلف ثقافة العمل من شركة إلى أخرى ومن وظيفة إلى أخرى. وعلى نفس قدر أهمية الاضطلاع بمسئوليات وظيفتك يأتي الانسجام مع بيئة العمل بشركتك. ويُعرِّف باتريك مونتانا وبروس تشارنوف ثقافة الشركة، في كتابهما «الإدارة»، على أنها: «شخصية الشركة؛ نظرًا لأنها تجسد رؤية مؤسسي الشركة. إنها بمنزلة المجموع الكلي للقيم والأساليب والتقاليد والمعاني التي تجعل الشركة متميزة.» وثقافة الشركة عادةً ما يمليها تاريخ الشركة وتاريخ العلامة التجارية والإدارة العليا مع توقع أن الموظفين سيتبعون مواصفات أخلاقية ومعايير مؤسسية معينة. وتشتمل ثقافة الشركة على نَواحٍ من الحياة العملية مثل كيفية إجراء الاجتماعات وكيفية تواصل الزملاء بعضهم مع بعض وتوقعات الموظفين (مثل العمل التطوعي). وأسهل طريقة للتكيف مع ثقافة الشركة هي أن تنظر حولك وتلاحظ كيف يتصرف الناس في مختلف الظروف وتقلِّد سلوكهم. فهل يغادر معظم الموظفين العمل في الساعة السادسة مساءً أم أنهم يبقون لوقت متأخر؟ ويمكنك أيضًا أن تستشف ثقافة العمل من خلال قراءة دليل الموظفين (إن وجد)، ومتابعة الموقع الإلكتروني للشركة وتأمل النبرة المستخدمة في المواد التسويقية وطلب النصيحة من زملائك.
  • كن فضوليًّا على الدوام: التمتع بحب الاستطلاع حيال كل شيء تقريبًا يُمَكِّنك من تعلُّم المزيد، وهو ما قد يساعدك على التقدم في حياتك المهنية على نحوٍ أسرع؛ فعندما تكون فضوليًّا ومحبًّا للاطلاع، فأنت تميل نحو التعرض لتجارب جديدة تحفز ذهنك وتحافظ على تحفيزك الشخصي؛ فالفضول يغذى الحس الإبداعي لدى المرء، وهو أمر مهم في الوظائف الخاصة بتصميم الأزياء. وهذا يدفعك لتتعمق أكثر وتزيد من كفاءة قدراتك الذهنية.
    figure
    إطلالة رائعة من رسالة ماجستير في كلية لندن للأزياء. منسق الأزياء: جاسون باتريك كارفاليو. عارض الأزياء: إجناس جوسكيفيوس من وكالة إم بلس بي موديلز. تصوير: جيوفاني مارتينز.
  • ليكن لك «ذوق رفيع وسلوك راقٍ»: تلك العبارة هي ترجمة للعبارة الفرنسية Bon Chic, Bon Genre التي كانت تُستخدَم على نحوٍ رئيسي في شوارع باريس. إن الذوق، في رأيي، ليس مجرد المظهر الذي تبدو عليه ولا طريقة ملبسك؛ وإنما طريقة عيشك للحياة أيضًا؛ فالذوق يحدد نمط حياتك الخاص المميز، وعندما تدمج حس الذوق الرفيع كجزء من توجُّهك — طريقة عملك وطريقة عيشك للحياة وطريقة معاملتك للآخرين — فأنت تخلق بذلك هالة إيجابية حولك يمكن أن تكون محفِّزة على نحوٍ رائع.
  • كن مباشرًا ودقيقًا عند التواصل مع الآخرين داخل الشركة: عندما يتعلق الأمر بالتواصل مع الزملاء والإدارة العليا والإدارة التنفيذية، من الأفضل أن تكون دقيقًا وأن تدخل في صلب الموضوع مباشرةً، ما لم يتطلب الأمر شرحًا توضيحيًّا مفصَّلًا أو يُطلَب هذا على وجه الخصوص. وهذا ينطبق على كلٍّ من التواصل الشفهي والكتابي. عبِّر عن وجهة نظرك بأسرع ما يمكن عند تقديم عروض تقديمية للتصميمات وتجميع الجداول الإلكترونية والمستندات ورسائل البريد الإلكترونية. فكِّر في الطريقة التي ترغب أن تعبر بها عن نقاط حديثك (أي، النقاط الرئيسية التي تريد توصيلها). ومع وضع الوتيرة السريعة التي تميز هذا المجال، في الاعتبار، ستجد أن الأشخاص يهتمون أكثر بالنقاط الأساسية في أي موضوع وهم أقل اهتمامًا بتفاصيله الدقيقة.
    figure
    رسمٌ توضيحي لآيزاك زينو مصمَّمٌ لصالح متجر هنري بندل. الرسم بإذن من آيزاك زينو.
  • عبِّر عن وجهة نظرك: ستُسأل عادة عن رأيك بخصوص شكلٍ تصميمي أو مجموعة ألوان أو إطلالة أو نوعية قماش أو طريقة دعاية أو تصميم ما؛ فإذا كنتَ غير متأكد أو بالأحرى مبهمًا في ردودك وأجبتَ إجابات غير محددة، مثل: «لا أعرف» أو «لستُ متأكدًا»، فهذا لن يتيح لرئيسك وزملائك في العمل أن يثقوا بجدارتك وفهمك لصورة العلامة التجارية، والأهم من ذلك، حسُّك الجمالي. يُعدُّ التعبير عن الرأي بكل ثقة أمرًا رائعًا بحقٍّ في عالم الأزياء.
  • تحلَّ بالصبر في ظل الضغوط: هل تميل إلى الانهيار في كل مرة تتأزم فيها الأمور؟ الضغوط تأتي في أشكالٍ عدة، بداية من إضافة اللمسات النهائية على المجموعة وحتى اختيار الملابس لأحد المشاهير من أجل حضور إحدى حفلات تسلُّم الجوائز وذلك في ظل فترةٍ زمنية قصيرةٍ للغاية. إن طريقة تعاملك مع الضغوط هي ما يصنع فارقًا كبيرًا؛ فعندما تداهمك هذه اللحظات المليئة بالتوتر والضغط، خذ نَفَسًا عميقًا وانطلق إلى العمل دون توتر! وإن لم تكن بطبيعتك تجيد التعامل بهذه الطريقة، فيجدر بك أن تستغرق وقتًا لتتدرب على الاعتياد على هذا. الأساس هو أن تحاول تجنُّب ما أُطلق عليه «أعباء الأزمة». بالإضافة إلى ذلك، في عالم يسوده مواعيد التسليم النهائية الضيقة، فإن الاستعداد والاتخاذ السريع للقرار دون المبالغة في التفكير هما السر وراء التغلب على الضغوط ومواجهة المشكلات. وستجد أن لهذا فائدة في اللحظات الأخيرة لمحاولة إنجاز مشروع ما، حين تجد أن الفوضى تسود المكان والناس يركضون على نحوٍ محموم هنا وهناك والجميع يرزحون تحت وطأة ضغوط مواعيد التسليم النهائية.

تعليق المؤلفة

بينما كنتُ أعمل مع أحد مصممي الأزياء في نيويورك، كان الوفاء بطلبيات العملاء المميَّزين جزءًا من مهام وظيفتي. وفي أحد الأيام العصيبة والمحمومة بالعمل على وجه خاص، اندفع إلى داخل مكتبي مدير العلاقات العامة الخاص بالمشاهير وهو يصيح قائلًا: «يجب أن نختار لها القماش المناسب للفستان الذي ستحضر به حفل توزيع الجوائز، وليس أمامنا سوى يومٍ واحد لتفصيل الفستان!» كان مهتاجًا للغاية لدرجة أنه نسي ذكر التفاصيل المهمة: لمن سيُصمم الفستان وسبب الاحتياج له. غمرتني حالة من الهدوء الفوري وسألته بهدوء: «لمن؟ وما المناسبة؟» وفي غضون عشر دقائق، اخترتُ قماشًا رائعًا جدًّا من الشيفون الحريري المجعَّد ذي اللون الأزرق الياقوتي الغامق لتفصيل فستان تيري هاتشر لحضور حفل توزيع جوائز إيمي. أثار ذلك عدة مناقشات، وإذا به يعود إلى مكتبي مرةً أخرى، وقد صار أهدأ قليلًا، وأثنى بشدة على القماش؛ ولكنه علَّق على اللون وقال إنه يجب أن يكون أزرق سماويًّا، لكنني أصررتُ على عدم المساس بحس الألوان الغريزي لديَّ، وطلبت منه أن يبقى اللون أزرق ياقوتيًّا. وكانت النتيجة أن أثنت وسائل الإعلام على فستان السيدة هاتشر في تلك الليلة؛ ولهذا قررت ألا أحيد عما يمليه عليَّ حسي الجمالي.

  • تحلَّ بالروح القيادية: في كل مجال وكل قطاع اليوم، لا تزال القيادة واحدة من أكثر الصفات المنشودة في الموظف. ومن خلال تحمُّل المسئولية واقتراح حلول للتحديات التي تواجه قسمك وتنفيذ إجراءات جديدة تُحسِّن من كفاءة سير العمل، سترفع من أسهمك في قيادة فريقك وستثير إعجاب جميع من حولك، متيحًا للآخرين أن يروا إمكانية الاعتماد عليك لخروج العمل بمستوًى يفوق التوقعات.
  • اعتمد على حس الفكاهة لديك: إذا كنتَ تستطيع أن تضحك حين تسوء الأمور من حولك، فستكون في وضعٍ أفضل كثيرًا من نظرائك الذين يسعون وراء المشكلات؛ فلقد أظهرت الدراسات العلمية أن للضحك فوائد صحيةً كثيرة، من بينها خفض ضغط الدم وتعزيز جهاز المناعة؛ مما يؤدي إلى التحلي بالقدرة على التفكير بوضوحٍ أكبر. إن التحلي بالقدرة على الضحك في ظل درجةٍ عالية من الضغوط يتيح لك التركيز على الصورة الكبيرة بأسلوب مرح أكثر، ويمكِّنك، بدوره، من حل المشكلات على نحوٍ أفضل.
figure
إطلالة من مجموعة أزياء خريف/شتاء ٢٠١٢ لإيما جريفيثس. منسقة الأزياء: راشيل أنثوني جرين. تصفيف شعر ومكياج: نيل جوجوي. عارضة الأزياء: سكاي فيكتوريا. تصوير: جيوفاني مارتينز.
figure
إطلالة من مجموعة شادو رالف روتشي للملابس الجاهزة لخريف/شتاء ٢٠١٢. معطفٌ مخمليٌّ حريريٌّ أسودُ بلون جلد الفهد. تصوير: دان وكورينا ليكا. الصورة بإذن من شركة شادو رالف روتشي.
  • روِّج لنفسك: لا تخشَ من أن تدع الآخرين يعرفون إلى أي مدًى أنت شخص رائع، ولكن افعل ذلك بنحوٍ مدروس بعناية؛ ففي النهاية، من الذي يريد أن يُحاط بأشخاص يتفاخرون باستمرار بحفاوة استقبال رسوماتهم التصميمية أو بمدى سعادتهم بأن أفكار تصميماتهم تُنفذ؟! وعلى الرغم من ذلك، وفي أية بيئة تنافسية، من الضروري أن تجعل إنجازاتك معروفة للأشخاص الذين يمكنهم أن يصنعوا فارقًا في تقدمك الوظيفي.
  • لا تأخذ الأمور على محملٍ شخصي: خذ مجموعة أفراد، كلٌّ منهم له شخصية مختلفة ويأتي من خلفية مختلفة، وضَعْهم جميعًا في بيئة عمل تتسم بالضغوط الشديدة، وسيكون لديك وصفةٌ مثالية للسلوكيات السيئة المحتملة. وإن لم تتحوَّل هذه السلوكيات إلى عادة، فحاول تجاوزها ووضعها في حجمها الصحيح، باعتبارها نقدًا أُخطئ توجيهه.
figure
رسم توضيحي لآيزاك زينو، المجموعة الشخصية، ٢٠١١. الرسم بإذن من آيزاك زينو.
  • عشْ وتنفَّسْ وكُلْ ونَمْ وفكِّرْ في الموضة بلا كلل أو ملل: طوال الوقت وفي حلو الأيام ومرِّها، يميل الأشخاص الذين يختارون أن تسيطر الأزياء على طريقة تفكيرهم اليومي إلى أن يكونوا الأنجح في هذا المجال. من الضروري أن تبقى مطَّلعًا على آخر صيحات الموضة من خلال قراءة المجلات والكتب والجرائد والمواقع الإلكترونية المتعلقة بالموضة والأزياء. ينبغي عليك أيضًا أن تشاهد حفلات توزيع الجوائز؛ لتراقب ما يرتديه المشاهير، ومن هم هؤلاء المشاهير، ولا سيما إذا كانت شركتك صمَّمتْ ملابس لواحد من المقدِّمين أو المرشحين أو الحاضرين. كن مطلعًا على ما يحدث من حولك، ألقِ نظرة على المعروضات في نوافذ عرض المتاجر لتبقى مُطَّلعًا على مصممي الأزياء الصاعدين وصيحات الموضة القادمة.

    إن الكثير من المتاجر المتخصصة — كتلك الموجودة في نيويورك مثل بارنيز وبيرجدورف جودمان وهنري بندل وساكس فيفث أفينيو، وكتلك الموجودة في مدينة دالاس بولاية تكساس مثل نيمان ماركوس، وكتلك الموجودة في لندن مثل هارودز وسلفريدجز، وكتلك الموجودة في باريس مثل جاليري لافاييت، ومتجر جاليريا المتعدد الأقسام في سول بكوريا، وسيام باراجون في بانكوك، تايلاند — تشتهر بمعروضاتها وبضائعها المسايِرة للموضة. تابعِ المواقع الإلكترونية لهذه المتاجر وزُرْ مواقعها الفعلية إذا كنتَ قريبًا من أيٍّ منها. اشترك أيضًا في النشرات الخاصة بتقارير صيحات الموضة العالمية، واقرأ عن آخر الصيحات في الإصدارات المتخصصة واستعرض تقارير عروض الأزياء المتنوعة، وكن على علم بالأحداث الجارية والأحداث الاقتصادية والسياسية المتنوِّعة في مختلف أنحاء العالم؛ نظرًا لأن لها تأثيرًا على صيحات الموضة، واحضر المعارض التجارية الخاصة بمجال الأزياء والتي تعرض آخر صيحات الأقمشة والتصميمات. ومن المهم أن تحظى برؤيةٍ واضحة لعالم الموضة والأزياء، على كلٍّ من المستوى المحلي والمستوى العالمي. انظر الملحق للاطلاع على قائمةٍ كاملة بالمصادر الخاصة بالأزياء والموضة.

  • تعلَّم طريقة إنجاز العمل بمفردك: بوجهٍ عام، ثمة طريقة للتعلم في مجال صناعة الموضة ألا وهي «التعلُّم من خلال مواجهة التحدي»؛ حيث يشتمل العمل في تصميم الأزياء عادةً على قدرٍ قليل جدًّا من التوجيه أو التدريب، مع توقُّع أنك ستكمل مهامَّك اعتمادًا على نفسك، وستطرح القليل من الأسئلة وستتعلم بنفسك خبايا المجال. نعم، هذا يعني أن تتعلم من خلال التجربة والخطأ. ورغم ذلك، بعض الشركات تقدِّم تدريبًا أثناء العمل أو دورات توجيهية، أو كليهما، لا سيما إن كنتَ تعمل لدى شركة كبيرة (مثل شركة رالف لورين، أو ليميتد براندز الشهيرة بعلامتها التجارية فيكتورياز سيكريت) أو تعمل لدى متجر بيع تجزئة في برنامج تدريبٍ تنفيذي (مثلًا كَوَكيل شراء أو مخطِّط أو مروِّج لدى مايسيز). ولكن كقاعدة عامة، هناك توقُّع بأن تستغل الموارد المناسبة على الوجه الأكمل، وتبذل قصارى جهدك لتنجز المهام بمفردك واعتمادًا على نفسك.
  • غيِّرْ نشاطك على الفور: تُولِّد صناعة الموضة بطبيعتها بيئةً متغيرة باستمرار، ومن المهم أن تكون مستعدًّا ومنفتحًا على هذه التغييرات؛ ففي كثير من الأحيان، سيُطلب منك أن تترك كل شيء تقوم به لتساعد في إنجاز مهمة ذات أولوية أكبر. لا تتردد في التفكير؛ فإن القدرة على التبديل بين المهام هي جزء طبيعي من عملية التصميم؛ فالناس يروق لهم العمل مع أشخاص يتسمون بالمرونة؛ أشخاص يقولون: «بالطبع، لا مشكلة» حين يُطلب منهم إنجاز مهمة ما.

حوار مع مصممة الأزياء باميلا رولاند

هل شهدتِ نقطة تحوُّل في طفولتكِ أو نشأتكِ أو في أية مرحلة من حياتكِ أدت إلى سعيكِ لدخول عالم تصميم الأزياء؟

لن أقول إنني في صغري كنت أرغب في أن أصير مصممة أزياء، لكن الأزياء كانت تُمثِّل دومًا محور اهتمام بالنسبة إليَّ. ولقد فزت بلقب «الطالبة الأكثر أناقة» في المدرسة الثانوية. وكنت أحب الجلوس ومشاهدة والدتي وهي تختار ملابسها وإكسسواراتها عند خروجها. كانت والدتي تتحلَّى دومًا بذوقٍ رفيع وتمتلك ملابس جميلة وكان لديها أروع المعاطف المنفوشة في فترة الستينيات. بدأتُ العمل في متجر ملابس أثناء المرحلة الثانوية وعلى مدار سنوات دراستي بالجامعة. وأثناء الدراسة الجامعية، انضممتُ إلى أحد التخصصات الأدبية؛ غير أن والدي دفعني إلى دراسة إدارة الأعمال، وبالفعل درستها. وعندما وصلت إلى الأربعينيات من العمر، كنت أشعر دومًا بأن شيئًا ينقصني ما دمتُ بعيدةً عن عالم الموضة والأزياء. كان شيئًا رغبت دومًا في القيام به، وأدركت أنني يجب عليَّ أن أخوض المغامرة، وهو ما فعلته بالفعل.

قبل طرح مجموعتكِ، عملتِ في التسويق والعلاقات العامة. هل اكتسبتِ أي خبرات في مجال تصميم الأزياء قبل أن تُطلِقي علامتك الخاصة؟

بدأتُ العمل في العلاقات العامة والتسويق في شركة عائلتي؛ الأمر الذي منحني الثقة والشجاعة لطرح مجموعتي الخاصة، لكن لم يكن لديَّ أي خبرة في مجال تصميم الأزياء قبل إطلاق علامتي الخاصة.

فقط في العام الثاني من عملك، حصلتِ على جائزة جولد كوست لعام ٢٠٠٣، وفي عام ٢٠١٠، أصبحتِ عضوًا في مجلس مصممي الأزياء في أمريكا. يعجز معظم مصممي الأزياء عن بلوغ هذا المستوى من النجاح في هذه الفترة الزمنية القصيرة. كيف كان شعوركِ عند تلقيكِ هذه الجوائز؟

لن أنسى أبدًا حين فُزنا بجائزة جولد كوست؛ صرختُ بصوتٍ عالٍ جدًّا حين أُبلغت بالفوز. والأمر نفسه تكرَّر حين فوزنا بجائزة مجلس مصممي الأزياء في أمريكا. وقبولي عضوًا بالمجلس كان يعني لي الكثير. كنت مبتهجة ومتحمِّسة للغاية لكي أكون جزءًا من هذه المجموعة لأنني أعرف أن قبولي عضوًا بها يعني أنني ناجحة وسط أقراني.

كيف تبدأ عملية التصميم بالنسبة إليكِ؟ هل تبدأ بفكرة رئيسية معينة، أم بنوع من الإلهام، أم بفكرة جديدة، أم بنوع من الأقمشة شاع استخدامه بشدَّة مؤخرًا؟

في أغلب الوقت، تبدأ بالقماش (وهذا ما نشتهر به)، وأنا أحب فعلًا عملية اختيار القماش. ومن هذه النقطة، أنطلق في عملي.

مصممة الأزياء باميلا ديفوس، مؤسسة شركة باميلا رولاند. تصوير: نايجل باركر، ٢٠١١.
القدرة على الحصول على عملاء من المشاهير تُعدُّ نقطة بارزة في الحياة المهنية لأي مصمم أزياء. كيف بدأ هذا الأمر؟

ارتدت الممثلة ميجان مولالي واحدًا من فساتين الدانتيل السوداء الخاصة بنا حين مثَّلت في المسلسل التليفزيوني الناجح جدًّا «ويل وجريس» (ويل آند جريس) وذلك بناءً على طلب من منسِّقة الأزياء الخاصة بنا. كانت الممثلة كيم كاترال مرشَّحة لواحدة من جوائز إيمي وكان لدينا عرض أزياء في اليوم السابق، حين طلبتْ منسقة ملابسها (التي حضرت عرض الأزياء الخاص بنا) فستانًا لعميلتها. كان حفل توزيع جوائز إيمي في اليوم التالي مباشرة. أنت لا تعرف يقينًا إن كانت الممثلة سترتدي فستانك أم لا، وبدأتُ أصرخ حين رأيت كيم تسير على السجادة الحمراء وهي ترتدي فستاني. ولقد كانت بحقٍّ السبب في نجاح هذا التصميم، وفي اليوم التالي ظهر على صفحات المجلات في جميع أنحاء العالم، وكان دعاية رائعة لنا.

إطلالة من عرض أزياء مجموعة ربيع ٢٠١٢ لباميلا رولاند. تصوير: نايجل باركر، ٢٠١١.
ما الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لعلامتكِ التجارية وفي بقائك على اتصال بقاعدة عملائك؟

إنها تلعب دورًا كبيرًا. شجعتني بناتي على الانخراط والمشاركة فيها. إنني أتحسَّن في استخدام تويتر، ونحن نعرف أن هذه الوسائل ذات أهميةٍ بالغة وأنها تزداد أهمية كذلك. في الواقع، لم ألاحظ أن كاري آن إنابا، الحَكَم ببرنامج «الرقص مع النجوم» (دانسينج ويز ذا ستارز) المُذاع على قناة إيه بي سي التليفزيونية، كانت ترتدي واحدًا من فساتيني في البرنامج إلا بعدما أرسلت صورة له في تغريدة لي. كان من الرائع جدًّا أن أكتشف الأمر بهذه الطريقة. كما أن لدينا صفحة على موقع فيسبوك. وشجعني صديقي الرائع مصوِّر الأزياء نايجل باركر على تأسيس مدونتي، كما دفعني إلى استخدام العديد من وسائل التواصل الاجتماعي.

مصممة الأزياء باميلا ديفوس، مؤسسة شركة باميلا رولاند. تصوير: نايجل باركر، ٢٠١١.
ما النصيحة التي تودِّين تقديمها لمصمم أزياء طَموح يحاول طرح مجموعته الخاصة؟

يجب أن تحبَّ المجال بشغف وتعيشه وتتنفسه، يجب أن تدخله لأنه شيء تحبه، لا تدخله لأنك تريد أن تكون مشهورًا؛ لأنه مجال صعب فعلًا. أحيانًا يدخل المجال المصممون الأصغر سنًّا ويظنون أن بإمكانهم أن يصيروا مشهورين بين عشيةٍ وضحاها؛ وهذا بعيدٌ جدًّا عن الواقع. من الأفضل أن تحبَّ المجال، ومن الأفضل أن تعرف أنه يمكن أن يستهلك وقتك كله؛ فلن تستطيع النوم أثناء أسبوع الموضة، وستعمل أثناء الليل وستتلقَّى مكالمات من وسائل الإعلام حتى إن كنتَ في المنزل؛ فإذا كنت تدخل المجال لأنك منجذب إلى أضوائه الساطعة، فلن تحقق النجاح فيه.

أنتِ تشتهرين بلعب دورٍ كبير في كل جانب من جوانب عملكِ، بداية من التصميم وحتى الموافقات النهائية لتعيين طاقم العاملين بالعلاقات العامة. كيف تديرين هذه العملية رغم وقتك المحدود؟

إنني بحاجة إلى تعلُّم إيكال بعض المهام للآخرين. أنا مهووسة بالسيطرة نوعًا ما؛ فعلى أي حال، أنا صاحبة المكان. غير أنني أتحسَّن قليلًا في هذا الصدد. ومن الصعب أن تحظى بتلك الثقة في الآخرين؛ ولهذا السبب أشارك في كل شيء. وبمجرد أن أعرف أن أحدهم لا يؤدي عمله، أقوم على الفور بفصله من العمل أسرع مما كنت أفعل فيما سبق.

مصممة الأزياء باميلا ديفوس، مؤسسة شركة باميلا رولاند. تصوير: نايجل باركر، ٢٠١١.
أنت تديرين شركتكِ الخاصة لتصميم الأزياء ومتزوجة ولديك ثلاثة أبناء؛ وهذا بالتأكيد يُعدُّ مصدر إلهام للناس في كل مكان. كيف تحققين التوازن بين كل هذه الأمور؟

في البدايات، لم يكن الأمر سهلًا؛ كنت أعمل باستمرار، ولكن يوجد بيني وبين زوجي اتفاق: عندما يسافر هو، أمكث أنا في المنزل والعكس صحيح. وهكذا، يوجد أحدنا مع الأولاد دومًا. ولكن أولادنا الآن يبلغون من العمر ٢٥ عامًا و٢١ عامًا و١٥ عامًا؛ ومن ثَم صارت الأمور أسهل كثيرًا.

صفي لي اليوم المثالي بالنسبة إليكِ.

لدينا منزلٌ صيفي في شمال ميشيجان، وإنني أحب الأجواء هناك، ولا يوجد ما هو أفضل من قضاء يومٍ صيفي جميل على بحيرة ميشيجان، لدينا قارب ويروق لنا اصطحاب الأهل والأصدقاء فيه. إن هذا المكان يُعدُّ واحدًا من أجمل الأماكن في العالم، وقد اختاره برنامج «صباح الخير يا أمريكا» (جود مورنينج أمريكا) مؤخرًا باعتباره المكان رقم واحد في العالم.

جانب من الحملة الدعائية لمجموعة باميلا رولاند لربيع ٢٠١٢. تصوير: نايجل باركر، ٢٠١١.

حوار مع رئيسة شركة كيت سباد نيويورك ومديرتها الإبداعية ديبورا لويد

هل شهدتِ نقطة تحوُّل في طفولتكِ أو نشأتكِ أو في أية مرحلة من حياتكِ أدت إلى سعيكِ لدخول عالم تصميم الأزياء؟

لطالما كنت أهتم بالملابس والأزياء القومية، ولقد تبلور الأمر بالفعل حين أصبحت في السادسة عشرة من عمري أثناء المرحلة الثانوية.

ما الجامعة التي التحقتِ بها لدراسة تصميم الأزياء؟

لكي تكون مؤهَّلًا في المملكة المتحدة في هذا المجال، يجب عليك اجتياز دورة تأسيسية؛ أخذتُ دورة تأسيسية في كلية بليموث للفنون والتصميم، التي توجد في مدينة بليموث بإنجلترا، وهي دراسة لمدة سنة لكل شيء بداية من التصميم وحتى الجرافيك والنحت والتصوير الفوتوغرافي؛ وذلك حتى يتمكَّن الدارس من تحديد الطريق الذي سيسلكه. وعلى الرغم من أنني كنت أعرف أن تصميم الأزياء هو المجال الذي أريده، فإنني اضطررتُ إلى خوض التجربة. ثم حصلت على بكالوريوس تصميم الأزياء من كلية رافينزبورن للفنون والتصميم، ثم حصلت على درجة الماجستير في تصميم الأزياء من كلية الفنون الملكية بلندن حيث تخرجتُ بامتياز بعد دراسةٍ دامت لعامين.

ديبورا لويد، رئيسة شركة كيت سباد نيويورك ومديرتها الإبداعية. تصوير: أنديرس أوفرجارد. الصورة بإذن من شركة كيت سباد نيويورك.
اذكري لي بعض المناصب التي شغلتِها وصولًا إلى منصبكِ الحالي مديرة إبداعية ورئيسة لشركة كيت سباد نيويورك.

كانت أول وظيفة لي فور تخرُّجي من الكلية مع بيبلوس، والتي كانت أشهر العلامات التجارية آنذاك، وطُلب مني أن أكون مساعدة المصمم في إيطاليا. والوظيفة الثانية لي كانت مع دانيال هيستر في باريس، وثالث وظيفة كانت مع كينزو في باريس. وبعد ذلك، عملت بشركة أكواسكوتوم البريطانية، ثم جاءتني فرصة عمري بشركة بربيري في لندن. وبعد أن عملت في شركة بربيري، انتقلت إلى أمريكا وصِرت المديرة الإبداعية لدى شركة بانانا ريبابليك.

مجموعة أزياء خريف ٢٠١٢ لشركة كيت سباد نيويورك بريشة ديبورا لويد. الرسم بإذن من كيت سباد نيويورك.
منذ عملكِ بشركة كيت سباد نيويورك، صار الانتقال سلسًا. كيف أعددتِ نفسكِ لمنصبكِ الحالي؟

كانت جميع العلامات التجارية التي عملت عليها تحظى برسالةٍ قوية للغاية؛ لقد اكتسبت خبرة كبيرة من العمل في شركة بربيري، ودائمًا ما كنت أُقبِل على العمل على العلامات التجارية التي كنت أعتقد أنني سأحقق إنجازًا كبيرًا من خلالها. وفي إطار إعدادي لهذا المنصب، استجمعتُ خبراتي التي اكتسبتها في شركة بربيري؛ حيث تعلمت كيفية بناء العلامة التجارية ووضع الرسالة المرتبطة بها، وتلك التي اكتسبتها في شركة بانانا ريبابلك؛ حيث تعلمت كيف أقود فريقًا مُحدِثة الانسجام بين جميع أفراده. كان المجهود اللازم لجعل الانتقال سلسًا كبيرًا للغاية.

ما فلسفة تصميماتك؟

افعل ما تحب. لطالما نجح ذلك معي.

كيف تبدأ عملية التصميم بالنسبة إليكِ؟ هل تبدأ بفكرة رئيسية معينة، أم بنوع من الإلهام، أم بفكرة جديدة، أم بنوع من الأقمشة شاع استخدامه بشدَّة مؤخرًا؟

يمكن أن يختلف كل موسم عن الآخر قليلًا. ربما يكون لونًا أراه باستمرار، أو شكلًا تصميميًّا رأيته، أو زوجًا رائعًا من القفازات الجلدية اشتريته من سوق السلع المستعملة. الكثير من الأشياء يمكنها أن تُشعِل شرارة الإلهام؛ مثل قصة أو فيلم أو كتاب. من المهم أن تتمتع بذهنٍ متفتِّح وستجد هذه الأمور تطرأ على ذهنك. ومن الصعب أن تحدِّد كيف يحدث ذلك؛ لأنه أقرب إلى كونه حدسيًّا من كونه منظمًا؛ غير أنه يجب عليك أن توفر له بنيةً تنظيمية؛ فالأفكار يمكن أن تأتي من أي مكان.

تُعَد القدرة على الحصول على عملاء من المشاهير نقطةً بارزة في الحياة المهنية لأي مصمم أزياء. كيف بدأ هذا الأمر بوجه عام بالنسبة إلى شركتك؟

حين طرحنا تصميماتنا، صار واضحًا أكثر للناس ما تدور حوله علامتنا التجارية. أسعدنا الحظ بتصميم ملابس للكثير من المشاهير، بداية من بيونسي وحتى إيفا لونجوريا وآن هاثاواي. وكان أول ظهور للمشاهير في حملتنا الدعائية لبرايس دالاس هوارد (ابنة رون هوارد)؛ كانت من أشد المعجبين بالعلامة التجارية. وفي اليوم الذي تواصلنا فيه معها كانت قد تسلمت لتوِّها شحنة من أواني كيت سباد الخزفية لمنزلها. عادةً ما نكسب عملاء مشاهير حين يتواصل معنا منسقو الأزياء لديهم؛ حيث يروق لهم ما يرونه في مجموعاتنا ويجدون الاختيارات المثالية لعملائهم.

ما الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج للعلامة التجارية كيت سباد نيويورك وفي بقائك على اتصال بقاعدة عملائك؟

إنها وسيلةٌ رائعة، ولقد تلقَّينا الكثير من الإشادات هذا العام عبر مواقع التواصل الاجتماعي. إنني أعمل مع فريقٍ رائع ذي فئة عمرية معينة، والتواصل عبر هذه الوسائل أمرٌ طبيعي للغاية بالنسبة إليهم، وهم يحبونها. إننا نحظى بحوارٍ رائع مع قاعدة عملائنا، وهو ما يتيح لنا الاقتراب منهم. لقد ذهبت في رحلة إلى مدينة سونوما وحصلنا على العديد من التعليقات على رحلتي، جميعها تبدي الاهتمام بكيت سباد؛ إنهم يحبون التفاعل وبالتأكيد يخبروننا عن آرائهم فيما نقدمه.

ما النصيحة التي تودِّين تقديمها لمصمم أزياء طَموح يحاول طرح مجموعته الخاصة؟

كن صادقًا مع نفسك، وثِقْ في رؤيتك ولا تحِدْ عنها؛ هذا ما تعلمته من خلال بناء العلامات التجارية. عليك أن تحدد كيف يمكنك أن تقطع الطريق وتكون متميزًا ومختلفًا عن الجميع وتواصل ما أنجزته.

إن مدونة شركتكِ «خلف الكواليس» Behind the Curtain، مدونةٌ رائعة! فهي تُمكِّن الناس من الاطلاع على ما يقع خلف الكواليس فيما يتعلق بما تفعلونه كل يوم، وتعطي الجمهور إحساسًا حقيقيًّا عما يلهمكم. صفي لي كيف خرجت المدونة إلى حيز الوجود؟ وما الذي شجعكم على إطلاقها؟
حقيبة يد صغيرة من طراز بوو بريدج من موسم صيف ٢٠١١ لشركة كيت سباد نيويورك. الصورة بإذن من شركة كيت سباد نيويورك.

بدأ الأمر بقسم من مدونتنا كان يتناول الأشياء التي نحبها، وكان الناس يقدمون لنا تعليقات عن الأشياء التي يحبونها، وهكذا كان يبدأ الحوار. وبدأنا بنشر الأشياء التي تجري في المكتب؛ سواء تمثَّل ذلك في الاحتفال بعيد ميلاد أحد الزملاء أو رحلة قطعتها إلى رواندا. وهذا يعطي الجمهور صورة لما يحدث في داخل الشركة والناس يحبون ذلك. إننا نحصل على رد فعلٍ هائل حين نشارك الجمهور ما نفعله.

ما المقولة المفضلة لديك؟

«عش بالألوان»؛ إنني أحب الألوان، وأحب ارتداء الملابس الملونة، وأحب عيش الحياة بالألوان.

صفي لي اليوم المثالي بالنسبة إليكِ.

يروق لي أن تكون أمامي لوحةٌ بيضاء عند بدء تصميم مجموعة أزياء جديدة. ويروق لي السفر للخارج وزيارة أماكن لم أرها من قبل؛ فهذه الأمور تلهمني بفكرة مجموعة جديدة تمامًا. ويتمثل يومي المثالي في شيءٍ متعلق بالسفر والإلهام.

ما النصيحة التي تودِّين إسداءها إلى أي مصمم أزياء طموح؟

ابذل قصارى جهدك لكي تحقق ما تريد، كن جريئًا في اختياراتك وقراراتك؛ فجميع الأشخاص الذين أكنُّ لهم الإعجاب في هذا المجال يتبعون بكل جسارة المسار الذي اختاروه لأنفسهم، كن كذلك متفائلًا. تتمثل الفكرة الأساسية في فهم مجال تصميم الأزياء في أنه قد يتعين عليك الفشل عدة مرات قبل أن تحقِّق النجاح. والنصيحة العملية أكثر في هذا الصدد تتمثل في اختيار البيئة المناسبة التي تدرس وتعمل فيها.

كينجا ماليس، مصممة ملابس نسائية، ملابس جاهزة، شركة نينا ريتشي، باريس، فرنسا

الخبرة ضرورية. يعلمك التدريب التخصصي جوانب عدة من عملية التصميم، بدايةً من أساسيات العمل في قسم التصميم وحتى المسائل العملية والواقعية الخاصة بالإنتاج؛ فمن الضروري أن تحقِّق أقصى استفادة من هذه الخبرات وأن تكون بعيد النظر قدر الإمكان (فلا يوجد شيء يؤثر سلبًا على صورة المتدرب أسوأ من تجاهل المهام التي يُطلب منه إنجازها، حتى وإن كانت صغيرة ودون المستوى). وكلما تركت انطباعًا أفضل، استطعتَ أن تنطلق بسرعة أكبر في حياتك المهنية. على سبيل المثال، كان لديَّ متدربون أكفاء ولم يكن لديَّ وظائف بدوام كامل لتعيينهم؛ لكنني استطعتُ أن أوفِّر لهم وظائف حققوا فيها نجاحًا باهرًا في الوقت الحالي. تذكَّرْ أن مجال تصميم الأزياء بمنزلة عالَمٍ صغير جدًّا والجميع فيه يعرفون بعضهم بعضًا؛ عليك أن تظهر فهمك للجانب الجمالي ولجوهر العلامة التجارية ومصممها.

بن ستبينجتون، مدير تصميم، شركة ثيوري، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية
رسم أوَّلي لإطلالة من موسم ربيع/صيف ٢٠١٢ لبن ستبينجتون. الرسم بإذن من بن ستبينجتون.

لكي يصير المرء مصمم أزياء، يجب أن يكون متواضعًا وصبورًا. صحيح أن مهنتنا تعتمد على الموهبة، لكنها تعتمد أكثر على الخبرة. ويجب أن يتحلَّى المرء بالقدرة على إبداء رؤيته والتعبير عنها، ويجب أن يستوعب تطور الصيحات وطبيعة الأقمشة وأبعاد الأجسام والقطع الرئيسية والقطع الأكثر مبيعًا. كن منفتِحًا على تعلُّم تقنياتٍ جديدة، مع الاستفادة من الأخطاء والتعلم منها. تقبَّل القيادة والتوجيه وتعلَّم المهارات الأساسية الضرورية من المصممين الخبراء واتبع توجيهاتهم وإرشاداتهم. إنني عادةً ما أشبِّه تطور مستوى مصمم الأزياء بتطور موهبة الممثل الشاب الذي يحصل على تقييمات عن أدائه من المخرج ويتعلم أصول مهنته على خشبة المسرح، من حُكْم الجمهور بنحوٍ مباشر وفوري؛ فهذه الخبرات هي التي تشكِّل الشخصية. كن منفتحًا على مختلف الآراء وحاول دومًا أن تطوِّر من نفسك، وحفِّز نفسك وآمن بنفسك وقدراتك. لا تسمح للحدود أو الخوف بأن يقيِّد قدرتك على استيعاب صيحات الموضة واحتياجات المجال وصياغتها بنحوٍ جمالي.

بيرند كروبر، مدير تصميم، شركة بي سي بي جي ماكس عزرية جروب، لوس أنجلوس، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية

المعرفة هي الأداة الأقوى، ثم تأتي الرغبة في التعلُّم. ومن المهم أن تكون فضوليًّا؛ شاهد الأفلام واقرأ الكتب ولاحظ الناس في الشارع. ومن الضروري جدًّا أن تحب ما تفعله؛ لأنه مجال صعب ولا سيما في بداية مشوارك المهني. ومن المهم أيضًا أن تثق بقدراتك، ولكن في الوقت نفسه ينبغي عليك أن تكون متواضعًا ومتقبِّلًا لآراء الآخرين لكي تستطيع التعلم من أي موقف تتعرض له.

باميلا كوستانتيني، مصممة أحذية شابة، شركة روبرتو كافالي، بولونيا، إيطاليا

أهم نصيحة يمكنني أن أُسديها إلى مصمم الأزياء الطموح هي أن تعلي سقف طموحاتك حين تبدأ مشوارك المهني من خلال محاولة العمل لدى أفخم الشركات التي يمكنك الوصول إليها. لا تسعَ في بداية مشوارك المهني للعمل في المكان الذي يدفع لك أكثر. بدلًا من ذلك، اسعَ إلى العمل بوظيفة تتعلَّم منها وتدفعك إلى استغلال أقصى مهاراتك. ادرس بالخارج؛ فالانفتاح على العالم الخارجي يمنحك إلهامًا ثريًّا أكثر يمكن أن تعتمد عليه، ويدرِّب ذهنك على الانفتاح على الأفكار الجديدة. أخبر الجميع بأهدافك وطموحاتك؛ وابتعد عمن لا يؤمنون بك، واجعل الأفكار الأصيلة مصدرًا لإلهامك؛ لا أعمال الآخرين، وانخرط دومًا مع منتجك، وواصل التعلم حتى بعد التخرج، ولا تتوقف أبدًا عن تحسين مهاراتك.

إميلي تيشلر، مصممة أزياء، شركة كاثرين مالاندرينو، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية
رسم أوَّلي بعنوان «إيقاع رومانسي» لمصممة الأزياء إميلي تيشلر. تُصور هذه المجموعة الرومانسية وإيقاع وسط مدينة نيويورك. الرسم بإذن من إميلي تيشلر.

أول نصيحة سأقدِّمها هي أن تكون متواضعًا. سيكون لديك الكثير لتتعلمه؛ اعمل لساعات إضافية، وأنجز مهامَّ لا يريد أحد الاضطلاع بها، وابتسم وحاول أن تتعلم شيئًا من كل شخص في مكان العمل. البحث عن وظيفة هو مهمة في حد ذاتها! أنشئ سيرةً ذاتية تجعلك متميزًا عن الآخرين، وضعْ أفضل رسوماتك في سجل تصميماتك؛ فالصورة تغني عن ألف كلمة. وتعلم كيف تستخدم موقع لينكد إن لتتواصل بصفةٍ شخصية مع الأشخاص الذين لن تجد وسائل أخرى للتعرف عليهم سوى هذه الوسيلة.

أريانا ميريو، مصممة أزياء حرة، شركة ماكس مارا فاشون جروب، ريدجيو إميليا، إيطاليا

عند طرح مجموعتك الخاصة، انتبه لما تنفقه وادخل في شراكة مع رجل أعمال ذكي. إن تنمية مهاراتك الاجتماعية وتكوين صداقات وتوطيد علاقاتك مع رؤساء تحرير مهمِّين والمديرين التنفيذين للمتاجر الشهيرة لهو أمر ضروري لتحقيق النجاح في هذا المجال. ومن المفيد أن تتمكن من تحديد القطاعات غير المستغلة من السوق. ابنِ علامتك التجارية على فكرةٍ رئيسيةٍ واحدة، وتوسعْ من هذه الفكرة بتأنٍ، ولا تغفل أبدًا عن صوت حدسك الداخلي.

كيم كانتر، مديرة إبداعية، شركة إل-أتيتيود، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية

لا تتكبر على أي وظيفة تُعرض عليك؛ فقط احصل عليها وابدأ العمل فيها. وحاول أن تثير إعجاب الناس بك وكوِّن شبكة علاقاتك الخاصة. وكما هو الحال مع أي شيءٍ آخر، يجب أن تثابر لسنوات عديدة قبل أن تتمكن من البدء في تصميم مجموعتك الخاصة. افعل أي شيء يُطلَب منك على أفضل وجهٍ ممكن. وافتخر بكل مهمة تتولاها.

ريان كليمنتس، مستشار تصميمات، شركة بيلستاف، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية

لا تنسَ لماذا قررت أن تسعى وراء العمل في مجال تصميم الأزياء؛ وعليك أن تتمتع بمهارتين على الأقل لتدعم حياتك المهنية؛ على سبيل المثال، عليك أن تفهم النظريات التجارية الأساسية في مجال صناعة الموضة لتدير عملك التجاري فيه وتدعم مهارات التصميم لديك، ويجب أن تحصل على دورةٍ تدريبية في العلاقات العامة لتعرف كيفية الترويج لعلامتك التجارية؛ فدراسة تصميم الأزياء وحدها ليست كافية للعمل في السوق الحالية!

جيسيكا تشوان، مصممة أزياء، شركة جيم لي جلوبال، سنغافورة
إطلالة «تويستيد أوليفر» من مجموعة أزياء عام ٢٠١٢ لريم الأسدي والتي عُرضت في أسبوع الموضة باليابان، عام ٢٠١١. الفستان من الحرير ذو كسراتٍ حادة. والصديري مصنوع من الجلد وذو أكمام مَحِيكة. القبعة: صوف التويد. تصوير: يوشيكازو إينوموتو.

العمل في مجال صناعة الموضة ليس عملًا اعتياديًّا محدد الساعات، والكثير يظنون أنه عالم برَّاق تمامًا، إلا أنه يتطلب العمل بكدٍّ أكثر مما قد تتخيل؛ لذا، لا تستسلم أبدًا!

ريم الأسدي، مصممة/مديرة، دار أزياء ريم، لندن، إنجلترا، المملكة المتحدة، وطوكيو، اليابان

أهم شيء أن يكون لديك ولع وشغف تجاه ما تقوم به. ولا تهدر وقتك في وظيفة ومع فريق لا يمكنه أن يعلِّمك بشغف. السفر مهمٌّ جدًّا. ابقَ منفتحًا دائمًا وراقب محيطك ولاحظ كل شيء. ويجب أن تتعلم المزيد من اللغات؛ لأن مجال صناعة الموضة يزخر بأشخاص من مختلف أنحاء العالم، ومن المهم أن تكون قادرًا على التواصل معهم على نفس مستواهم، والتعلُّم من مختلف الثقافات والعادات.

أناليسا كاريكاتو، مصممة إكسسوارات حرة، متجر جيس، أوروبا، نيوشاتيل، سويسرا
إطلالة من مجموعة خريف/شتاء ٢٠١٢ لتينا لوبوندي. تصميم: تينا لوبوندي. مكياج: تمارا توت. عارضة الأزياء: فيكتوريا بريكوفا. تصوير: ماريا دو فيل.

كن على استعداد لقلة النوم والعمل بكد! تُعَدُّ خطة العمل عنصرًا مهمًّا لنجاحك عند طرح مجموعتك الخاصة. وستحتاج إليها من أجل الرعاية المادية أو ربما لكي يتمكن أحد البنوك من منحك الدعم المادي. وعندما تواجه أوقاتًا عصيبة، أحطْ نفسك بأشخاصٍ يدفعونك إلى الأمام ويرفعون معنوياتك ويجعلونك تضحك؛ فالطاقة الإيجابية أهم مما نظن.

تينا لوبوندي، مؤسسة/مديرة تنفيذية، مجموعة تينا لوبوندي، لندن، إنجلترا، المملكة المتحدة

ابدأ بتطوير الجوانب الجمالية لديك في وقتٍ مبكِّر. وابدأ بتصميمٍ واحدٍ في المرة الواحدة ولا تدعْ نفسك تنشغل بفكرة تطوير مجموعةٍ كاملة من التصميمات.

شاري سيدليتس-مكاندليش، مديرة إبداعية/صاحبة شركة، شركة جيوني أستديوز، لوس أنجلوس، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية

النصيحة التي أودُّ تقديمها لأي مصمم أزياء طموح هي المثابرة. كَوِّن رؤيتك الخاصة والتزم بها؛ فمن السهل جدًّا أن تنحرف عن الطريق وتنجرف بعيدًا في هذا المجال؛ حيث توجد الكثير من الاختيارات ومصادر الإلهام والطرق في هذا العالم؛ لدرجة أنك أحيانًا تتشكَّك في أفكارك وابتكاراتك؛ لذا، من المهم جدًّا أن تختار طريقك وتحافظ على رؤيتك، ثقْ في حدسك. وسيكون هناك عدد لا نهائي من القرارات التي ستتخذها أثناء رحلتك، وسيكون هناك عددٌ كبير من الأشخاص الذين سيقدمون لك آراءهم، وسترتكب بعض الأخطاء وستتعلم منها؛ فابقَ على الطريق الصحيح، وستحقق رؤيتك في النهاية.

لورا دوتولو، رئيسة، clutchbags.com، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية

جازف، وتمتع بشغفٍ تجاه كل شيء تفعله، وتحلَّ بفضولٍ إبداعي، وكن مستعدًّا للعمل بكدٍّ لتحقق رؤيتك على أرض الواقع. لا تستسلم أبدًا، ولكن تعلَّم أن تتقبل كل أشكال التقييمات، سواء الجيدة أو السيئة أو المحايدة. وكذلك تعلَّم أن تتعامل مع التقييمات وتحوِّلها إلى دروسٍ مستفادة تقودك إلى النجاح.

نورين ناز نارو-بوتشي، كبيرة المديرين الإبداعيين لتصميمات الملابس، شركة أندر آرمور، بالتيمور، ميريلاند، الولايات المتحدة الأمريكية
لوحة تخطيط خاصة بمجموعة الأزياء الرئيسية لتصميمات فيلا لخريف/شتاء ٢٠٠٣ لنورين ناز نارو-بوتشي. الصورة بإذن من نورين ناز نارو-بوتشي نيابةً عن شركة فيلا.

قبل حتى التفكير في العمل بمجال تصميم الأزياء، من المهم أن تفهم أن العمل بكدٍّ وجهد بالطريقة القديمة المعتادة يشكل ٩٠ بالمائة من أسبوع العمل؛ فالأيام طويلة، ومن الأفضل أن تترك عالم التصميم إذا لم يكن لديك الطموح والحماس لرؤية منتجك يتطور من مجرد فكرة إلى منتَجٍ فعلي. ومن المهم أن تفهم نفسك وما يمكنك أن تقدمه للعلامة التجارية وكذلك التعامل بنزاهة والرغبة في التعلم والتطوير لكي تتمكن من تحقيق النمو واستغلال قدراتك أفضل استغلال. وستستفيد على المدى البعيد من التعامل بمهنية والحفاظ على الابتسامة على وجهك حتى أثناء الأوقات العصيبة. وقبل كل شيء كن صادقًا مع نفسك، وثقْ بحدسك؛ لأن عالم تصميم الأزياء عالمٌ متغير باستمرار.

بول أوستن، مصمم ملابس رجال، شركة جيفز آند هوكس، لندن، إنجلترا، المملكة المتحدة

أنصح مصمم الأزياء الطموح بأن يتدرب في مجال التصميم الذي يود العمل به؛ فصناعة الموضة بها الكثير من المجالات والوظائف، وقد تتنوَّع مسئولياتها تنوعًا هائلًا من شركة لأخرى. ومن الممكن أن يكون مفيدًا للغاية أن تُجرِّب القيام بما «تعتقد» أنك راغب في فعله. وقد تندهش حين تجد نفسك تعمل في مجال من مجالات تصميم الأزياء ربما لا تدرك حتى وجوده. ولا تنسَ أيضًا أن هذا المجال هو مشروعٌ تجاري، وأن عليك أن تبيع منتجك لكي تكون ناجحًا.

نيكوليت دينيس، مصممة سترات، شركة ميني روز، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية

كنت أجيد رسم تصميمات الملابس قبل أن أتعلَّم كتابة المقالات، ولطالما أقول إن هذا الأمر يجري في دمي وهو جزء من تكويني؛ لكن العمل مصمم أزياء يتطلب ما هو أكثر من ذلك؛ فهو يتطلب أن تعرف كيف تحلِّل وتفهم السوق التي تعمل بها، وأن تتعلم كيف تُصنع المواد الخام، وكيف تعالجها وتستغلها؛ لتبتكر شيئًا ليس متفردًا وحسب، وإنما أيضًا عمليًّا وملائمًا من ناحية التكلفة. تُعدُّ صناعة الموضة واحدة من أكثر الصناعات التنافسية، ولا بد أن يكون المصممون نشيطين وشغوفين لكي يحدثوا فارقًا. ولا بد أن يتمكَّنوا من الوصول إلى عدة مصادر مختلفة لكي يحافظوا على تجدُّد قدراتهم الإبداعية ويحققوا الأهداف المرجوَّة؛ ومن ثَم لا بد أن يحوِّلوا الحياة إلى ساحة إلهام لهم، ليكتشفوا الشيء «المبهر» التالي أثناء اللهو بالتكنولوجيا أو الاستمتاع بمشاهدة فيلم أو حضور عرض باليه أو حفل موسيقي ثم التحلي بالقدرة على ترجمة رؤيتهم إلى شيء يمكن ارتداؤه. وإحدى أهم الوسائل لتنجح في أي عمل هي أن تؤمن بنفسك وتؤمن بأحلامك وتقاتل من أجلها. في آخر عام دراسي لي في كلية التصميم، أتذكَّر كمَّ الأشخاص الذين أخبروني بأنني لن أجد فرصة في مثل هذا المجال التنافسي. وسئمتُ من كثرة ردود الفعل السلبية بخصوص اختياراتي المهنية، وأخبرت أهلي وأصدقائي: «غدًا سأعمل لدى مصمم أحلامي، أوسكار دي لارينتا» وضحكوا على كلامي. ولكني اتصلتُ بدار الأزياء الخاصة به، وفي اليوم التالي بدأت التدريب المهني الذي غيَّر حياتي.

بيتسي كارلو، مديرة تصميم، قسم ملابس البنات، شركة سكويز جينز، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية

إن تحقيق النجاح في مجال تصميم الأزياء يعني البحث عن الفرصة المناسبة، وأحيانًا يعني هذا ضرورة التحلي بالصبر. وبقدر ما يبدو الأمر مبهرًا، فإنها مهنة صعبة للغاية تزخر بالكثير من العقبات والتحديات. إنها مهنة ومشروعٌ تجاري في آنٍ واحد، وفي أي مشروع تجاري، يجب على المرء أن ينمِّي مهارة تجاهل النقد غير البناء من الآخرين ليستمر وينجح في المجال. ستنفتح أمامك أبواب كثيرة وستُغلق في وجهك أبواب كثيرة أيضًا؛ ولكن تذكَّر دائمًا أن تكون صادقًا مع نفسك وألَّا تتخلَّى عن حسِّك الجمالي فيما يتعلق بالتصميم وحبك لهذا الفن. وأود أن أنصح أي مصمم أزياء طَموح بألَّا يتخلَّى أبدًا عن أحلامه بغضِّ النظر عما يقوله الآخرون عنه. اسعَ لأن تكون الأفضل في مهنتك. ونجاحُك يتوقف في النهاية عليك أنت؛ وسيدفعك اجتهادك واستعدادك وتحفيزك إلى آفاقٍ جديدة.

إميليني جونزاليس، مصممة فنية، شركة إيمبورتس إنترناشونال، ألينديل، نيوجرسي، الولايات المتحدة الأمريكية

إن الأزياء مشروعٌ تجاري. ويُعدُّ الفن والإبداع عنصرَين مهمَّين في هذا المجال؛ والأمر نفسه ينطبق على إدراك أن هذه المنتجات تُصنَع بتكاليف محدَّدة وتُباع بأسعار محدَّدة. ويجب على أي مصممٍ ناجح أن يعمل مع أقسام الإنتاج والمبيعات والترويج؛ فالأمر لا يتعلق بابتكار التصميمات وحسب؛ فإذا كان المصمم ملمًّا بمجال الإنتاج والبيع بالتجزئة، فيمكن لهذا الأمر أن يُشكِّل ويُغيِّر الأسلوب الذي يتبعه في التصميم والتطوير لكي يبتكر عملًا أصليًّا ومناسبًا ورائجًا للغاية. نصيحة أخرى غاية في الأهمية وهي ضرورة التغيير لمواكبة العصر. على سبيل المثال: إن المصمم الذي يرسم الرسومات الأولية للتصميمات يدويًّا، ولم يستخدم بعد برامج التصميم بمساعدة الكمبيوتر سيتخلَّف عن الركب بمرور الوقت؛ لذا من المهم أن تُواكَب وسائلُ التكنولوجيا الدائمة التغير والتطور.

أليسيا فازيو، شريكة إدارية، شركة فورثفلور فاشون، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية
جلسة تصوير «موسم العودة إلى المدراس» لعام ٢٠١٠ لصالح شركة سكويز جينز. تصوير: لينارت ناب. الصورة بإذن من شركة سكويز جينز.

في سبيلك إلى اعتلاء عرش النجومية في مجال تصميم الأزياء، يجب عليك أن تمتلك، بالإضافة إلى الموهبة الفذَّة والحافز الرائع، فلسفةً تصميمية وأخلاقيات عمل فريدتين، وتستعين بهما كبوصلة تسترشد بها أثناء مسيرتك المهنية. وتتألف المقومات الثلاثية لفلسفة تصميماتي من: الإيمان، والتميز، وبذل أقصى جهد. وباعتبارك مصمم أزياء طموحًا، عليك أن تلقيَ نظرة على ما أنجزتَه هذا اليوم، وهذا الأسبوع، وهذا الشهر، وهذا العام؛ لتضع نفسك على المسار الصحيح. كان العمل في المرحلة الثانوية يعني بالنسبة إليَّ تصميمَ وتصنيعَ زيِّ مشجعات السنة النهائية في المدرسة، والحياكة كل يوم بعد انتهاء اليوم الدراسي؛ لكي أتمكن من بيع الملابس لزملائي في الفصل. وكان العمل أثناء الدراسة الجامعية يعني بالنسبة إليَّ استقلال القطار إلى حي سوهو بمانهاتن وبيع تصميماتي إلى المتاجر. وبعد التخرج، كان العمل يعني بالنسبة إليَّ تصميم مجموعات مصغَّرة لكل موسم، وتشجيع أصدقائي من المصوِّرين واختصاصيي التجميل ومصففي الشعر؛ لإجراء جلسات تصوير تجريبية مذهلة، وإقامة عروض أزياء غير تقليدية في حديقة براينت بارك بنيويورك. وقد ظهرت تصميماتي على صفحات المجلات، وسرعان ما استعان بها منسِّقو الأزياء ليرتديها مشاهيرهم في جلسات التصوير وعلى أغلفة الألبومات، وهذا ما قادني — إلى جانب التحلي بقدرٍ كبير من الإيمان واستجابة الله للكثير من دعواتي — إلى العمل في مجال أحلامي في هوليوود. اليوم توجد طرق كثيرة متاحة أمام المصممين الطموحين لاكتساب الخبرة ولفت الانتباه وتحقيق النجاح؛ استغلَّها جميعًا وتحلَّ بالإيمان وبادرْ بالفعل، وعندما تُفتح أمامك أبواب عالم الموضة، ستكون مستعدًّا للمرور خلالها. صمِّمْ كل شيء بتميز وتكامل. وسواء أكانت الوظيفة التي تعمل فيها هي التي ستكسبك شهرةً كبيرة أم سينتهي بك الحال مغمورًا، فإنها تستحق أن تخوض غمارها بنفس القدر من الإثارة والحماس والنشاط والتفكير الملهم. وأثناء مُضيِّك قدمًا على طريق تصميم الأزياء، كوِّن علاقات عمل وطيدة مع كل مَن تقابله في طريقك. وإذا التزمتَ بهذا المستوى، فلسوف ترتقي لمستويات أعلى في حياتك المهنية في مجال الأزياء.

كارا سون، مصممة أزياء/ملابس أعمال فنية، شركة كارا سون، لوس أنجلوس، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية
فستان أحمر مثير من «مجموعة ٢٠٥٦» من عرض أزياء لكارا سون عام ٢٠٠٦. الصورة بإذن من شركة كارا سون.

كنْ صاحب استراتيجية، اعرف نفسك بوصفك مصممًا وحدِّد مسارك المهني قبل أن تتقدم إلى أول تدريب مهني لك. حدِّد أصحاب العمل المحتملين ومنافسيهم، ادرس جيدًا الشركات التي ستقدم بها، وصمم خطابًا تقديميًّا وسيرةً ذاتية وسجِّل تصميماتك حسب القيم الجمالية لها. واستغل شبكة علاقاتك الحالية لتستفيد من معارفهم في أماكن العمل المرغوبة. كوِّن علاقات مع الزملاء من الطلاب وزملاء العمل والمديرين وحافظ على هذه العلاقات، وكن على استعداد دومًا لتقديم يد العون لأي شخص في شبكة علاقاتك يطلب المساعدة، ولا تتوقع شيئًا في المقابل. أنجز تدريبًا مهنيًّا واحدًا على الأقل، ووسع خبراتك بشدة. وتعلَّم كل شيء يمكنك تعلُّمه، وكوِّن أكبر عدد ممكن من العلاقات. وأشهر وأنجح المصممين هم أولئك الذين لا يشتكون من شيء، ويجيدون العمل مع الآخرين ويركِّزون على إنجاز العمل. لا تغير وظيفتك كل عام. وتعلَّمْ أن تبقى في مكانٍ واحد لمدة تتراوح ما بين ثلاث وخمس سنوات على الأقل. هذا سيجعلك مرغوبًا أكثر على المدى البعيد، وسيقدم لك المزيد من الخيارات عندما تكون مستعدًّا لتغيير الوظيفة. كن متواضعًا، وبغض النظر عن مدى موهبتك، تقبل التعلم من الآخرين والاستماع إليهم دومًا، وعبر عن امتنانك لمن حولك.

ديوني كاتلهات، مديرة تنفيذية، شركة ذا فيت، بورتلاند، أوريجون، الولايات المتحدة الأمريكية

كن صبورًا ومتواضعًا وتقبَّلِ النقد؛ فثمة مجال للتحسن دومًا، ولسوف تتعلم شيئًا جديدًا حين تتقبل التقييمات بصدرٍ رحب.

إبريل أوه، مديرة تصميم، شركة لاين آند دوت، فيرنون، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية

يتطلب مجال تصميم الأزياء القدرة على الابتكار والعمل بكد وامتلاك موهبة فطرية لتعرف نفسك وتحدد مسارك، ومن الضروري أن يكون لديك شغف بصيحات الموضة، القديمة والجديدة على حدٍّ سواء، بالإضافة إلى فهمٍ نظري وعملي قوي للملابس. إن أي مصمِّم، سواء أكان يعمل لحسابه أم لحساب علامة تجارية معينة، يجب أن يكون مبادرًا من تلقاء نفسه. وباعتبارك مصمم أزياء، احتفظ دومًا بعدد من الأدوات في متناول يدك مثل: أقلام رصاص، وأقلام تحديد، وأقلام تلوين، ومحايات، ومقصات، وكراسة رسم للرسومات التوضيحية السريعة، ودفتر يوميات لتسجل به أي شيء وكل شيء يلهمك، وكاميرا رقمية جيدة. إن وجود تصوُّر واضح لأهدافك سيساعدك في الحفاظ على التركيز والتحفيز. إن الصراع هائل، لكن الشعور بالرضا الذي ينتابك عند خروج التصميم بالصورة التي تخيلتَها هو في حد ذاته مكافأة مجزية. وفوق كل ذلك، اعمل بكدٍّ واتبع شغفك وضعْ هدفك نصب عينيك طوال الوقت. احلم أحلامًا كبيرة وابدأ كل يوم بجرعةٍ صحية من الإلهام.

سبريا جوري، مصممة أزياء، شركة فيول فور فاشون، بنجالور، الهند

كن صبورًا ومثابرًا واستوعب ما يحدث في ثقافة الحياة اليومية، وتحلَّ بعقلية نقدية وبنَّاءة لتُحسِّن من نفسك وعملك. سجِّل كل شيء تُعجَب به. وكن موجزًا ومباشرًا ودقيقًا بقدر الإمكان عند نقل رأي أو فكرة، وابتكر حالة عاطفية أو فلسفية في كل شيء تصممه.

نونتشيا أميراتا، مصممة أزياء حرة، فلورنسا، إيطاليا

سواء أكنت تعمل لحساب شركةٍ معينة أم لحسابك الخاص، يجب أن تعرف من تستهدفه، وعليك أن تضع نفسك في السوق المناسب. حدِّد هدفك وتعلَّم من أخطائك. وكن تقدميًّا وذكِّر نفسك دومًا بالأسباب التي تجعلك تقوم بما تقوم به، والتزم برؤيتك. واعمل مع الآخرين، إن أمكن، على مناقشة الأفكار لاختيار أفضلها بالنسبة إلى المجموعة.

آرام لي، مديرة إبداعية، شركة كوبا، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية
figure
رسم أوَّلي لتصميم رقم ١، موسم خريف ٢٠١١، لآرام لي. الرسم بإذن من آرام لي.

باعتبارك مصمم أزياء طموحًا، عليك أن تعرف نقطة القوة الخاصة بعلامتك التجارية. إنني دائمًا ما أشجِّع المصمم على التركيز على جودة الملابس الموجودة في مجموعته عوضًا عن كميتها. وأنصح أي مصمم أن يركز على عنصرٍ معين بنحوٍ متكرر في مجموعة التصميمات الخاصة به؛ ويمكن أن يكون ذلك نمطًا أو تفصيلة صغيرة أو مزيج ألوان معينة. وبهذه الطريقة، لن يرى الجمهور مجموعةً مترابطة وحسب؛ وإنما قد يساعدك هذا أيضًا على تطوير السمة المميزة لعلامتك التجارية (فكِّر في الملصق البلاستيكي الأحمر اللون الخاص بخط إنتاج نظارات برادا لينيا روسا). عليك أيضًا أن تتعرف على السوق التي تستهدفها؛ فإذا كنت تستهدف السوق الخطأ، فلن تتمكن من تكوين قاعدة جماهيرية فيها. وفي النهاية، احرص على تقديم ملابس رائجة صالحة للارتداء في مجموعتك. يمكنك أن تقدِّم تصميمات جريئة تتماشى مع آخر صيحات الموضة لتبرز براعتك؛ ولكن إن لم يكن لديك تصميمات رائجة صالحة للارتداء لدعم مجموعة الأزياء الخاصة بك، فقد تخسر الكثير من الأموال، وربما لن تتمكن من ابتكار مجموعة الأزياء التالية.

ماركوس كان، مصمم أزياء، شركة أوكاماكو، تورونتو، كندا

قد تمتلك ميزانيةً محدودة لكل شيء عند بدء العمل، ولكنك ستظل ملزمًا بزيادة فرص الترويج لنفسك في الأحداث الخاصة بالموضة وتعريف الإعلام بمنتجاتك وكذلك التعاون مع منسقي الأزياء الذين يختارون الملابس للمشاهير. لا تنسَ أنك تصمم الأزياء من أجل عملائك، لا من أجلك أنت؛ فالتسويق مهم بقدر أهمية منتجاتك. حاول أن تشارك في منافسات عروض الأزياء؛ حيث إنها تجبرك على تصميم الأزياء واضعًا هدفًا نصب عينيك. ولن تحتاج إلى الإبداع وحسب؛ وإنما ستحتاج أيضًا إلى المرونة والتحلي بروح المغامرة في مشروعك.

سوزانا كرالوفا، مديرة إبداعية، شركة كرالوفا ديزاين، مدريد، إسبانيا، وبراغ، جمهورية التشيك

حاوِلْ أن تصبح مصمم أزياء يفهم الجوانب التجارية لصناعة الموضة، مع عدم المساس بالجانب الإبداعي الموجود بداخلك؛ فأعظم التصميمات وأعمقها ربما تكون جميلة أثناء العرض؛ ولكنها قد لا تحقِّق نسبة المبيعات اللازمة ليُكتب لها النجاح في تقارير المبيعات. كن خبيرًا في مجالك؛ ابحث وجرِّب واطرح الأسئلة وكن فضوليًّا. وكلما عرفتَ أكثر، عرف عددٌ أكبر من الناس قدراتك ووثقوا في وجهة نظرك. ولا تتوقف أبدًا عن التطور واستمتع بوقتك وتحلَّ بعقليةٍ متفتحة.

راكيل كاروسو، مديرة تصميم، شركة ستيف مادن، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية
figure
لوحة بالألوان المائية لحقيبة يد من مجموعة ربيع ٢٠١٠ لراكيل كاروسو. الصورة بإذن من راكيل كاروسو.

أساس عملية التصميم هو الملاحظة والمثابرة والبحث الجيد. لا تكن مهووسًا بالموضة؛ وعوضًا عن ذلك احصل على الإلهام من مصادر أخرى مثل الفن والموسيقى والأفلام والكتب. يمكنك إنجاز عملية التصميم بمفردك؛ إلا أن وضع اللمسات النهائية لها يتطلب جهودًا تعاونية. ثقف نفسك من خلال الاستماع إلى الآخرين، وكن عضوًا فعَّالًا في فريق العمل إذا أردتَ أن تتقدم في حياتك المهنية. استمتع بما تبتكر. وكن مطَّلعًا على التقنيات الجديدة. وزُرِ المعارض والمتاجر الخاصة بالأقمشة. وأهم شيء هو أن تثق في عملك وتحبه.

توتشي أوزوكاك، مصممة أزياء، شركة بيمن، إسطنبول، تركيا

تعرَّفْ على الجانب التجاري لمجالك؛ لأنه من المهم أن تفهم كيف تسير شئون العمل من حيث تطوير المنتج والتعهيد والتكاليف، وتعلم كيف تجعل تصميماتك ذات طابعٍ تجاري. افهم عملاءك المستهدفين وافهم توقعاتهم بخصوص المنتجات، حدد وضع منتجك في السوق، بما في ذلك شريحة الأسعار التي ينتمي إليها، وحدِّد كذلك من هم منافسوك. تعلَّمْ رسم الرسومات الأولية بدقةٍ وسرعة، وحدِّد قنوات التوزيع المستهدفة وما تتوقعه من شركاء التوريد.

مايكل بيكويث، صاحب شركة، شركة إينكور جوبز، بلافتون، ساوث كارولينا، الولايات المتحدة الأمريكية

أفضل نصيحة تلقيتها كانت من أستاذة جامعية جليلة أثناء نقدها لأحد المشروعات؛ إذ قالت لدفعتنا إن عليهم أن يكونوا دومًا على استعداد للدفاع عن تصميماتهم. ولا يزال هذا ينطبق على حالتي كل يوم؛ فباعتبارك مصمم أزياء، سيتحتم عليك أن تعرض أفكارك وتصميماتك وتدافع عنها أمام عدد كبير من الناس لتجعلهم يؤمنون برؤيتك ويكونوا جزءًا منها؛ فيجب أن تكون جاهزًا للرد على أي أسئلة، وشرح وجهة نظرك ورؤيتك الجمالية ليتفهمها الآخرون. ويجب أن يكون مصمم الأزياء قادرًا على توصيل الأفكار بوضوح إلى مختلف الأشخاص، بمن فيهم فريق التصميم حتى يتمكنوا من تنفيذ التصميمات، وفريق الإنتاج الذين سيحولونها إلى ملابس حقيقية، وفريق المبيعات الذين سيبيعون المنتَج، والعملاء الذين سيشترونه.

كوني بيون، مصممة ملابس خارجية نسائية، شركة أوتروير كومباني، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية
صدرية حريرية بفتحة رقبة ٩٠ درجة من مجموعة أزياء «سكوير كوليكشين» لراشيل روز. تصوير: كلير بينويست، ٢٠١١.

لا تحدْ عن رؤيتك، ولكن أيضًا اطَّلِعْ على صيحات الموضة والوضع الاقتصادي والثقافة الشعبية. اعمل في المجال من ثلاث إلى أربع سنوات لحساب شركة أخرى قبل أن تطرح مجموعة أزيائك (تعلَّمْ قبل أن تجازف بأموالك). كن مستعدًّا لتقبل التكاليف الباهظة الخاصة ببدء مشروع تجاري في مجال تصميم الأزياء. ضعْ في ذهنك خطة عمل؛ ولكن لا تخشَ أن تسلك طريقًا غير مألوف لكثير من الناس؛ فالموضة مرتبطة بالتغيير، ولا يوجد سبب يقتضي جعل عملية التصميم ذات نمط واحد. ابحث لك عن مكان في السوق، ثم تطورْ وتوسَّعِ انطلاقًا منه. ابدأ بدايةً صغيرة وفكر في أفكار كبيرة.

راشيل روز، صاحبة شركة/مصممة، شركة راشيل روز ديزاينز، بروكلين، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية

كن متفتحًا ذا توجه متواضع، وأبْدِ رغبتك واستعدادك للتعلم في كل موقف. على سبيل المثال: ربما يرسلك مديرك لإحضار عينات أو يطلب منك عمل نسخ. وعلى الرغم من أن هذا أمرٌ غير مبهر، فمن المهم أن تعرف كل جزء من العملية. ابذل قصارى جهدك في عدم أخذ النقد على محملٍ شخصي؛ فالنقد دائمًا جزء من العمل، وهذا لا يعني أنك لا تروق للآخرين. وفي الوقت نفسه، عليك أن تكوِّن وجهة نظر خاصة بك عند إنجازك لعملك. قدِّم نفسك بثقة حين يكلفك مديرك بمهمة، واطلب التوجيه والإرشاد عندما تكون مترددًا حيال الخطوات التالية.

مينا تشا، مديرة تصميم إكسسوارات، شركة ميلي، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية

التحق بإحدى كليات تصميم الأزياء واكتسب خبرة عملية في المجال. تدرَّبْ أو اعمل بقدر الإمكان في المجال أثناء دراستك الجامعية؛ فالخبرة العملية والعلاقات الشخصية لا يُقدران بثمن، وجرِّب أن تعمل لحساب شركات ذات نماذج عمل مختلفة؛ إذ قد تكتشف أنك تستمتع بالعمل لحساب شركة صغيرة ناشئة أو تفضل العمل في بيئةٍ مؤسسية ذات وتيرة سريعة. وكلما زادت معرفتك عن المبيعات والتسويق والعمل التجاري بشكلٍ عام؛ كان ذلك أفضل. ابحث عن مصادر للإلهام! سافر بقدر الإمكان، ولا تنس أن تطور حسَّ الأناقة والذوق الرفيع لديك.

سو ستيمب، مصممة/صاحبة شركة، شركة سو ستيمب، لوس أنجلوس، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية

كل شيء يبدأ بحلم وشغف وهدف؛ فالموهبة عنصر رائع، إلا أن العمل مصمم أزياء يتطلب ما هو أكثر من مجرد موهبة؛ فعليك أن تدافع عن أحلامك، بغضِّ النظر عما يقوله أو يعتقده الآخرون عنك أو عن عملك أو رؤيتك. التحدي الذي تواجهه هو أن تجد طرقًا لتترك بصمتك في الوظائف التي تحصل عليها. تذكَّرْ أن تحافظ على تواضعك، ولا تبالغ في التركيز على الأمور السطحية والمكانة الاجتماعية وما يقوله أو يفعله الآخرون. واغتنم أي فرصة لتنمية مهاراتك والتعرف على العالم من حولك والتعرف على نفسك. وبوجهٍ عام، عشْ من أجل ما تشعر حياله بالشغف!

هالوين بولكيان، مصمم مطبوعات، شركة إتش آند إم، ستوكهولم، السويد

الأحذية والحقائب هي إكسسوارات؛ ولذا يجب أن تكون ذات منفعة، وكذلك ذات مظهر مثير للانتباه. وبصرف النظر عن وجهة نظرك في الأزياء، يجب أن يكون المنتَج جيد الصنع نظير السعر المطلوب، وأنت بوصفك مصممًا يجب أن تفهم عملية التصنيع المُتبعة لتصنيع منتجك. وعليك أن تكون على علم بالخامات والمكونات. ويجب أن تكون قادرًا على تسجيل كل مواصفات منتجك وأخذ جميع قياساته. تُعد مهارات الرسم ميزة إضافية؛ غير أن أجهزة الكمبيوتر اليوم يمكنها أن تصمِّم شكلًا محايدًا أكثر للرسومات الأولية، وربما تكون وسيلة أفضل لبدء عملية التصميم. ويجب أن تتناسب كل تصميماتك مع نمط الحياة العصرية، وأن تكون ذات صلة بالسياق الحالي؛ فأنت تصمم الأزياء لتتناسب مع الحياة الواقعية، لا مع الحياة في الأفلام.

جيمي لويندا، نائب رئيس تصميم، شركة ٢٥٦٨ شوز/سيندرا بوتس، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية

هيئ نفسك لمواجهة الضغوط الشديدة والسهر لليالٍ طويلة؛ فربما تجد أن العمل يستهلك ٨٠ بالمائة من وقتك. حاول التعامل بنجاح مع الأمور وابحث عن مصادر جيدة للدعم.

جيني ليو، مصممة حقائب يد/إكسسوارات حرة، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية

كن صبورًا ومثابرًا وابقَ متواضعًا. ومن المهم جدًّا أيضًا أن تراقب ما يفعله مصممو الأزياء الذين يحيطون بك، وأن تستوعب المعلومات التي تحصل عليها منهم، وأن تنمِّي، في المقابل، مهاراتك استنادًا إلى نجاحاتهم أو من خلال تجنُّب أخطائهم.

ستيلا فاكيرلي، نائبة رئيس قسم ملابس الرجال الخارجية، شركة ويذربروف، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية

كن صادقًا مع نفسك بوصفك مصمم أزياء ومنفتحًا دومًا على فرص التعلُّم.

ليلى تادرس، مديرة تصميم حرة بشركات عدة في نيويورك وسان فرانسيسكو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية

باعتبارك مصمم أزياء، يجب عليك أن تتعلم التعبير عن قدراتك الإبداعية وحسك الجمالي من خلال منتَج ناجح يتناسب مع سوقك المستهدفة ونموذج الأعمال الذي تتبعه، وينبغي أن يكون المنتج متوائمًا دومًا مع قيم شركتك.

مونيه لوجو، مصممة أولى للأزياء، متجر جيس، لوس أنجلوس، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية

ستكون بحاجة إلى استغلال جميع نقاط قوتك وشغفك لتحقق النجاح، كن على استعداد لتقديم بعض التنازلات. إن هذا المسار الذي تسلكه خاص جدًّا، ومن الضروري أن تكوِّن شبكة علاقات؛ فأنت لا تعرف من الذي سيوفر لك وظيفتك التالية. ومن المهم بالنسبة إلى أي مصمم أزياء أن يجيد التواصل وينجح في التعبير عن التصميمات بطريقةٍ واضحة وبسيطة. وأخيرًا، تعلَّم أن تكون صبورًا.

أميليا تنير بوخوت، رئيسة قسم تصميم، شركة إنتديتكس، برشلونة، إسبانيا

(٦) تحقيق التوازن

قد تُؤثِّر مُتطلبات العمل في مجال الأزياء تأثيرًا سلبيًّا حتى على أهدأ المُصمِّمين طبعًا. ونظرًا لأن هذا المجال هو مجالٌ شديدُ الضغوط بصفة خاصة، فأحيانًا قد يَصعب عليك العثور على الهدوء والسكينة وسط وتيرة عملٍ مُتسارِعة؛ لذا، فإنَّ التحلِّي بالقدرة على تحقيق التوازُن في روتين حياتك اليومية يصنع كل الفارق؛ إذ سيُساعدك في الحفاظ على تدفُّق طاقتك الإبداعية والسيطرة على مُستويات توتُّرِكَ وإبقائك سعيدًا وإيجابيًّا. وسواءٌ أكان هذا يعني حضور جلسة يوجا في الصباح الباكر، أم التجوُّل في الحديقة بعد العمل، أم قراءة كتاب أثناء تناولك قهوتك المُثلَّجة المفضَّلة، أم تخصيص وقت لتصفية ذهنك؛ فإنَّ وضع خطة بهذا الشأن تتناسَب معك يُعدُّ فكرة رائعة، ولا سيما إن كانت خطةً يَسهُل عليك جعلُها جزءًا من روتينك اليومي.

رسم توضيحي لآيزاك زينو مُصمَّم لصالح متجر هنري بندل. الرسم بإذن من آيزاك زينو.

عندما تعيش حياةً مُتوازِنة، فأنا أومن بأنك يُمكن أن تَنجح في أي شيء تَعتزم إنجازه؛ سواء أكان هذا يَعني أن تكون مديرًا إبداعيًّا لشركتك المفضَّلة في مجال الأزياء الراقية أو أن تُبادر بطرح مجموعة أزياء تَحمل اسمك.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤