موجة حر شديد تضرب نصف الكرة الشمالي.. وتحذيرات لعشرات الملايين من السكان

تعرّض عشرات الملايين من الأشخاص لموجة حر شديد في نصف الكرة الشمالي مع حرائق عنيفة في الولايات المتحدة، بينما تشهد بعض مناطق آسيا أحوالاً جوية سيئة بشكل استثنائي.

وفي الولايات المتحدة، حذرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية (NWS) من أنه «يتوقع أن تضرب موجة حر شديدة وخطيرة للغاية غرب البلاد في نهاية هذا الأسبوع، وكذلك بعض المناطق في الجنوب».

وأضافت: «من المرجح أن تُسجل درجات حرارة قياسية، وستكون هناك مشكلات في جودة الهواء في مناطق كثيرة من الولايات المتحدة».

ونقلت صحيفة «نيويورك ديلي نيوز» عن مسؤولين في خدمة الطقس الأميركية قولهم إن نحو 113 مليون شخص - أو ما يقرب من ثلث سكان الولايات المتحدة - يخضعون لتحذيرات من الحرارة شديدة الارتفاع، ومن المتوقع أن يستمر الوضع خلال الأسبوع الجاري.

وفي فينيكس كبرى مدن أريزونا جنوب غرب الولايات المتحدة، بلغت درجات الحرارة المسجلة 47 درجة مئوية، مساء أول من أمس، في اليوم الـ16 على التوالي من درجات حرارة قصوى تزيد على 43 درجة مئوية.

وفي وسط وجنوب كاليفورنيا راوحت درجات الحرارة بين 41 و45 درجة مئوية، بحسب هيئة الأرصاد الجوية الوطنية، وبلغت في وادي الموت 51 درجة مئوية، بينما يتوقع أن تصل إلى 54 درجة مئوية لاحقاً.

وانهمك رجال الإطفاء في جنوب كاليفورنيا، منذ الجمعة الماضي، في مكافحة حرائق مستعرة عدة اجتاحت أكثر من 1214 هكتاراً، وأدت إلى إجلاء أعداد كبيرة من السكان، وفي المقابل تتعرض مناطق أخرى في الولايات المتحدة لخطر سوء الأحوال الجوية.

ونبّهت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية إلى عواصف رعدية قوية إلى شديدة، وأمطار غزيرة وفيضانات ممكنة في العديد من المواقع، خصوصاً في نيوإنغلند.

وفي كندا التهمت الحرائق أكثر من 10 ملايين هكتار هذا العام، وهي مساحة غير مسبوقة في تاريخ البلاد، ويتوقع أن تزداد هذه المساحة المنكوبة مع اشتعال 906 حرائق في البلاد، منها 570 حريقاً خارج السيطرة، وفقاً للأرقام الوطنية الصادرة عن مركز رصد حرائق الغابات في كندا.

وفي أوروبا، حيث يزداد الاحتباس الحراري بنسبة تبلغ ضعف المعدل العالمي وفقاً لخبراء، يعاني العديد من البلدان في بداية الصيف، ففي إيطاليا أصدرت السلطات إشعار تنبيه أحمر يضع 16 مدينة في حالة تأهب مع توقع تسجيل 36-37 درجة مئوية من روما إلى بولونيا، قبل الذروة المتوقعة في بداية الأسبوع المقبل.

وقال مركز الأرصاد الجوية الإيطالي إنه يخشى موجة حرارة صيفية هي واحدة من أشد موجات الحرارة على الإطلاق.

وتطال موجة الحر ألمانيا أيضاً، حيث سُجلت أعلى درجات الحرارة في البلاد في مدينة موهرندورف كلاينسيباخ في بافاريا وبلغت 37.9، بينما بلغت 35 درجة مئوية في برلين، و34 درجة مئوية في ميونيخ.

وفي اليونان واصلت السلطات غلق الأكروبوليس في أثينا، أمس، خلال الساعات التي ترتفع فيها الحرارة (من 11.30 إلى 17.30 بالتوقيت المحلي) أي من 08.30 إلى 14.30 بتوقيت غرينيتش، وذلك لليوم الثالث على التوالي، وحثت السلطات اليونانية السكان على توخي أقصى درجات الحذر في ما يتعلق بتحركاتهم، وحذرت من ارتفاع مخاطر نشوب حرائق، خصوصاً مع هبوب رياح تراوح سرعتها بين 40 و60 كلم في الساعة فوق بحر إيجه.

وفي آسيا تزداد أيضاً الأحوال الجوية سوءاً، حيث ضربت فيضانات واسعة كوريا الجنوبية أدت إلى سقوط قتلى وفقدان عدد من الأشخاص، فيما أصدرت اليابان تحذيرات لعشرات الملايين من سكانها من التعرض لضربة شمس في 20 مقاطعة من مقاطعات البلاد الـ47، بعدما سُجّلت درجات حرارة شبه قياسية في أجزاء كبيرة منها، كما ضربت أمطار غزيرة بعض المناطق.

وحذرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الوطنية المواطنين من أن الحرارة وصلت إلى مستويات تهدد الحياة، مسجلة 40 درجة مئوية في بعض الأماكن، بينها العاصمة طوكيو.

وفي شمال الهند، أدّت الأمطار الموسمية الغزيرة إلى مقتل 90 شخصاً على الأقل، بعد موجة حر شديد، فيما أصدرت خدمات الأرصاد الجوية الصينية رسائل تحذيرية عدة، أمس، حيث توقعت أن تبلغ الحرارة 45 درجة مئوية في منطقة شينجيانغ الصحراوية جزئياً، و39 درجة مئوية في منطقة كوانغشي الجنوبية.

وأكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن الحرارة هي أحد أخطر الأحداث المرتبطة بالطقس، ففي الصيف الماضي تسببت درجات الحرارة المرتفعة في أوروبا وحدها في وفاة أكثر من 60 ألف شخص، وفقاً لدراسة حديثة.