«شانيل 2010».. تصاميم مـن وحي الريف الفرنسي

عروض أزياء «شانيل» استحضرت أجواء الريف في التصاميم. أ.ف.ب

على أنغام أغنيات البريطانية ليلي آلن التي صاحبتها فرقتها على منصة غير اعتيادية من القش، وبيت ريفي أوروبي التصميم، يحمل شعاراً ضخماً لدار الأزياء الفرنسية «شانيل»، تهادت عارضات المصمم الألماني الأصول كارل لاغرفيلد الأسبوع الماضي، خلال أسبوع باريس للأزياء، مقدماً مجموعته الأخيرة لربيع وصيف 2010 من الملابس الجاهزة، محولاً منصة عرضه إلى مسرحية استعراضية تحولت عبرها العارضات إلى ممثلات يتراقصن ويتمايلن ويمثلن أدوارهن الإيقاعية ببراعة.

على أكوام من القش استلقت عارضات، ومن كوخ ريفي خشبي خرجن بكامل أناقتهن «الشانيلية» الخاصة جداً، ناجحاً بذلك من المزج بين خامات غالباً ما تستخدم في التصاميم الخريفية الشتوية، وبين قصات مفتوحة وقصيرة، أعادت الاتزان لموسمه الصيفي «المفترض»، إلا أنه وفي الريف الفرنسي، يجد لاغرفيلد نفسه قريباً إلى الخامات السميكة الشتوية، التي يمكن أن تعطي تأثيراً مهلهلاً ريفياً عفوياً، عند الرغبة في ذلك، خصوصاً مع اختياره الهادئ للألوان التي مالت غالباً إلى درجات البيج، إضافة إلى الأسود، والأبيض، والأحمر، والكحلي وهي الألوان الثلاثة الأخيرة التي قدمها وحيدة تارة، وممتزجة تارة أخرى، في خطوط هندسية، ومثلثات، وطبعات ورد كبيرة.

طبيعة عفوية

مالت التصاميم إلى الشكل المحاك للخامات، بين قماش «التويد» (الجفر) الصوفي الذي غالباً ما يتصف بدفئه، إضافة إلى خامات مثل القطن، والدانتيل، والقماش المحاك، والتور، والشيفون المعرق بالحرير، والصوف المحاك، والغيبور، بينما كان ميله للألوان القريبة من أكياس الخيش واضحاً، إضافة إلى تصاميم أخرى مالت إلى التصاميم الريفية المحافظة بجذع ضيق، وياقات بيضاء، إلا أن ميله لطبيعة الريف لم يرتبط بالحياة الريفية المتعبة فقط، بل بالرحلات الريفية في يوم ربيعي مبهج، مقدماً بذلك تصاميم رومانسية، من فساتين منتفخة وقصيرة تتهادى راقصة منها الفاتح، والداكن، ومنها المطبع بالورود. قد يكون الميل إلى جمال الطبيعة الريفية الفرنسية ما جعل لاغرفيلد يختاره فكرة لمجموعته الأخيرة، أو هو رغبته في «العودة إلى الطبيعة» كما صرخ هاتفاً قبيل بدء عرضه وراء الكواليس، أو هو واقع حياة الريف التي كانت جزءاً كبيراً من طفولته كما صرح قبيل العرض لإحدى الوكالات الأجنبية «لقد قضيت معظم طفولتي في مزرعة»، كل ذلك أعان المصمم على تقديم مجموعة مميزة من التصاميم الربيعية، التي أصر على أن يظهر خلالها من جسد المرأة أكثر مما يخفي، مقدماً من خلال المجموعة قطعاً منفصلة يمكن ارتداؤها.

 

تنانير

تنوعت تصاميم المجموعة التي اجتمعت على القصر الشديد، بين تنانير منسدلة مستقيمة، وأخرى منتفخة جزئياً، وعلى الرغم من قصرها الشديد فإنها تزينت بفتحات طويلة تظهر الأرداف على أحد الجانبين، إضافة إلى الفساتين القصيرة المنتفخة، والأخرى المنسدلة والتي تزينت هي الأخرى بفتحات تكشف عن الأرداف، بينما بدت أخرى كلاسيكية كما لو كانت من أحد الأفلام الهوليوودية الخمسينية ذات خطوط مستقيمة وانتفاخ ثابت وياقة ذات فكرة قريبة من ياقة البحار، وأخرى ذات شكل مخروط عند الصدر بحمالة واحدة مائلة، وتنورة مخروطة مثبتة بحزام ووشاح شفاف، أو فساتين محاكة بالكامل سواء بدرزات ناعمة وحاشية، إضافة إلى أخرى بدرزات أكبر وورود محاكة ملونة، وفساتين بقصات مستقيمة من دون أكمام ذات خطوط كلاسيكية تعزز بصمة العلامة بشكل واضح.

لم تختف السراويل من مجموعة شانيل الربيعية، ولم تخرج عن الفكرة الرائجة عالمياً في هذه الفترة للسراويل الضيقة بالكامل، سواء القصير منها والذي لم يكشف أكثر من منطقة ما تحت الركبة، حيث تضيق جزئياً بحاشية وكسرات فوقها، وأخرى مزينة بأزرار ذهبية معتقة وسلاسل وأطراف بخيوط مقطعة ومشرشرة توحي بقدم وتقطع السروال، والتي وازن المصمم بينها وبين أناقة السلاسل المذهبية والراقية، ليعزز الشكل العصري اليومي. وسواء مع السراويل أو التنانير أو الفساتين، أضاف لاغرفيلد مجموعة متنوعة من السترات القصيرة والطويلة، الضيقة والواسعة، المفتوحة عند الصدر، والمغلقة، ذات الأكمام والأخرى المفتقرة لها، كما تنوعت القصات بين تلك الشبيهة بسترات الرياضة، والمناسبة لعشاء رسمي بخصر ضيق وكم طويل، والصيفية القصيرة الشبيهة بالسترة الداخلية، والرسمية الواسعة الشبيهة بالسترات الرجالية، إضافة إلى تلك الشبيهة بالسترات العسكرية بأزرار متقابلة وخطوط مستقيمة مكونة لسترة مربعة الشكل، والواسعة الطويلة المتدلية، والشبيهة بسترة الـ«سافاري»، إضافة إلى البسيطة المجردة من أية قصات معقدة، ذات خطوط قريبة من الجذع، وأكمام تكشف عن الرسغ، وأزرار مغلقة، من دون ياقة، إضافة إلى العصرية ذات القصة الواسعة جزئياً والأزرار المعتقة بياقة عالية، مناسبة للخروج اليومي.

عودة سبعينية

أعاد كارل لاغرفيلد في مجموعته الأخيرة لشانيل لربيع وصيف 2010 من الملابس الجاهزة مجموعة من تصاميم الحقائب والأحذية السبعينية الخشبية المنتفخة من الأمام، والتي تنوعت ألوانها بين البيج، والبني، والأسود، والأحمر، مستخدماً خامات متنوعة من الخيش، والجلد الاعتيادي، والجلد المزأبر «الشامواه»، ومجموعة أخرى من الأحذية ذات الكعب العالي المغلقة من الأمام بزهور تزين المقدمة، وأخرى مفتوحة، إضافة إلى الحقائب التي تفاوتت أحجامها واستخداماتها، بين الصغيرة جداً، والمتوسطة، والكبيرة، والتي كانت تتزين جميعها بمسكة لليد، ومصمما بعضها من الجلد المخاط بطريقة المعينات الشهيرة لشانيل، والمسكة المسلسلة بتداخل للجلد بين حلقاتها.

كما اشتملت المجموعة على حقائب أخرى من أقمشة محاكة مزينة بزهور ملونة مناسبة للخروج اليومي والرحلات، وغيرها من الحقائب الجلدية اللامعة المناسبة للعشاء، أو المكونة من حقيبتين مرتبطتين صنعت إحداها من الساتان، والأخرى من الخيش، أو المصنوعة من القماش الكاروهات الأبيض والأسود مع أخرى من الجلد الأسود السادة، كما قدم مجموعة من الحقائب الكبيرة للتسوق والجامعة الشبيهة بالسلة، والأخرى العرضية ذات اللسان الكبير.

تويتر