الجمعة الموافق 31 - مايو - 2024م

“أصل وفصل”.. تعرف على تاريخ موائد الرحمن في مصر ومن صاحب الفكرة؟

“أصل وفصل”.. تعرف على تاريخ موائد الرحمن في مصر ومن صاحب الفكرة؟

 

تقرير _ اسامة خليل 

 

تعد موائد الرحمن من أهم المظاهر التي تشهدها مصر في شهر رمضان المبارك ، لتعكس الكرم والجود والترابط الاجتماعي بين المصريين.

 

تاريخ موائد الرحمن :

 

يعود تاريخ موائد الرحمن في مصر إلى عهد أحمد بن طولون حيث يعتبر أول من أقامها، وكان يقوم بجمع كبار التجار والأعيان في مصر في أول يوم من شهر رمضان على الإفطار، ثم يلقي عليهم خطبة يذكر لهم فيها أن الغرض من المائدة أن يذكرهم بالإحسان والبر بالفقراء والمساكين.

 

في عهد الفاطميين:

 

أمر ابن طولون أن تظل هذه المائدة موجودة طوال شهر رمضان، كما طلب من التجار وكبار الأعيان أن يفتحوا منازلهم، ويمدوا موائدهم للمحتاجين، وفي عهد الفاطميين أطلق على موائد الرحمن “سماط الخليفة”، حيث كان العاملون يقومون بتوفير مخزون كبير من الطعام، ليكون كافيا لأكبر عدد ممكن من المصريين.

 

وكان يُطلق على موائد الرحمن الخاصة بالفاطميين “دار الفطرة”، وكانت تقام الأسمطة 175 مترًا وعرضها 4 أمتار في عهد العزيز بالله الفاطمي، وفي عام 975 م، بعث إلى أمير دمشق يطلب قراصيا بعلبكية، فعاد الحمام الزاجل وفي إبط كل واحدة “حبة قراصيا”.

 

كان الفاطميون يخرجون من بيوتهم نحو ألف ومائة قدر من مختلف ألوان الطعام لتوزع على الفقراء والمساكين ولتمد بها الموائد، وقلدهم في ذلك الأغنياء وأصحاب الأسر المتوسطة بتجهيز الطعام أمام منازلهم وفي حجرات الاستقبال لانتظار ضيوف الرحمن من الفقراء والمسافرين.

 

وفي عهد المماليك ظلت فكرة موائد الرحمن قائمة، وكان السلطان حسن يقدم كل يوم من أيام رمضان 117 ذبيحة، لأنه بدأ في تقديم الذبائح منذ أن كان عمره 17 سنة فأضاف عليها مائة واستمر السلاطين من بعده يقدمون الذبائح في رمضان.

 

واستن الملك الظاهر بيبرس سنة طيبة وهي توزيع عدد من أحمال الدقيق والسكر والمكسرات ولحم الضأن على الفقراء حتى يتمكنوا من تناول الطعام في بيوتهم.

 

وينقل لنا شيخ المؤرخين تقي الدين المقريزي وصف عن سماط رمضان بقاعة الذهب، “حيث تقرر أن يتم عمل 40 صينية حلوى وكعك ويعمل خمسمئة رطل حلوىيتم توزيعها على المتصدرين والقراء والفقراء ثم يجلس الخليفة في القصر، ويتوافد كبار رجال الدولة ويتلو المقرئون القرآن الكريم ثم يتقدم خطباء الأزهر وجامع الأقمر مشيدين في خطبتهم بمناقب الخليفة، ثم ينشد المنشدون ابتهالات وقصائد عن فضائل الشهر الكريم”.

 

في العصر العثماني :

 

وكذلك في العصر العثماني، انتشرت فيه الموائد أمام البيوت، فكان أمام كل مائدة أمير، وتوسع في ذلك الوالي العثماني عبد الرحمن كتخدا الذي أطلقوا عليه إمام الخيرات.

 

.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 76091972
تصميم وتطوير