عجائب الدنيا السبع في الصحراء الجزائرية

إذا كان هناك سبع عجائب في العالم، فإن الصحراء الجزائرية تحوي مئات العجائب.. أجمل من حدائق بابل وأكروبول أثينا.. مدن مجهولة في صحراء ذرات رمالها بعمر الأرض، صخور تستحي من الغريب فتتدثر بشعاع الشمس الأخير، وتختفي في ظلمة حالكة لا تسمع فيها إلا دقات قلبك المتوجسة.. الصحراء هي الأسطورة والتاريخ والغابات الممطرة والحيوانات المندثرة التي كانت تزهو بين فيافيها وترتع من بقلها وقثائها. الشروق العربي تحصي سبع عجائب تزخر بها صحراؤنا.

شرفات غوفي… جراند كانيون الأوراس

موقع سياحي رئيسي يثير إعجاب كل من زاره. هو فرصة مزدوجة لزيارة ست قرى متناثرة على جنبات الوادي الأبيض، أو كما يسمى بالأمازيغية “إغزر أملال”، وهي هيتشلط، آثيحي، آثمنصور، آثميمون، آثفاتح، آثورياش. وقد أعذر من أنذر، فإنك ستقع في عشق المكان.

وتقع قرية غوفي فوق تلة على ارتفاع ما بين 500 متر و1200 متر تبعا للموقع. وشرفات الغوفي تشبه جبال روكي وجراند كانيون، التي تتكون من صخور رسوبية ومتحولة.

واحة تيوت.. قطعة من الأتلانتيد المفقود

وكلمة تيوت في الأصل بربرية زناتية مشتقة من كلمة تيط “عين” أو تيطاوين “جمع عيون”، والمنطقة غنية بمنابع المياه. كلم 3ومن الشواهد التاريخية الدالة على قدم المكان، تلك الواحة الغابية المتحجرة التي تقع على بعد لا تزال محل ،مشكلة من جذوع أشجار متحجرة في شكل أسطواني ،بموقع عوينات منديل ،تيوت جنوبدراسة من قبل الباحثينو تمحيص.

ولعل ما يميز بلدة تيوت تنوع معالمها الأثرية التاريخية والطبيعية، ما يجعلها أحد الروافد الحقيقية للنهوض بالقطاع السياحي بالولاية، إذا ما لقيت العناية الكافية، حيث تجمع هذه المنطقة بين نمط معماري فريد، ممثلا في قصرها القديم الذي بني من الطين والحجارة ولا يزال يتحدى الزمن، والنقوش الصخرية الممتدة إلى العهود القديمة، والمناظر الطبيعية التي يقصدها الزوار والعائلات من كافة المناطق، لكن بشكل محتشم نوعا ما في السنوات الأخيرة.

تادرارت الحمراء… قطعة من المريخ

من أجمل المناطق التي يمكن زيارتها في الصحراء الكبرى، منطقة تادرارت الحمراء، الواقعة بمدينة جانت، التي يشبهها السياح بكوكب المريخ، بسبب اللون الأحمر الذي يطغى على رمالها وصخورها.. تزخر هذه المنطقة برسومات مما قبل التاريخ، تضاهي بدقتها رسوم سفار بطاسيلي ناجر.

جبال الڤور بالبيض.. أريزونا الجزائر

إذا أردت زيارة صحراء أريزونا، فلا داعي لذلك بتاتا، فهناك منطقة في الجزائر تضاهيها روعة، هي جزء من كوكب المريخ، اسمها جبال الڤور ببلدية بريزينة، بولاية البيض.. جبال يتجلى فيها صنع الخالق بتضاريسها الجميلة ومنحوتاتها الطبيعة من الرمل والكلس، وتلك القمم المسطحة التي لا تراها في أي مكان آخر.. معلم سياحي بمعايير عالمية، ولكن لا يحظى بالإقبال السياحي الكافي.

أغيرم لا تاجنينت.. الملهمة

أعجوبة أخرى في وادي مزاب، مشهورة باسم العطف. وهي الأقدم في المنطقة. بنيت عام 1012، مشهورة بمسجد سيدي إبراهيم الرائع، الذي ألهم لو كوربوزييه لتشييد كنيسة نوتردام دي رونشامب. غير بعيد عنها، نجد بنورة بالعربية أو أغيرم لابونور.

حسنًا، بنورة بالتأكيد، بلدة صغيرة واسم القرية لا يليق بها، لكن من الصعب تجاهلها، حيث تقدم سحرا خاصا تغوي به كل من يجول بناظره في جدرانها، مثل ميدوزا وثعابينها. نحن هنا في وادي مزاب، المدرج في قائمة اليونسكو. وقد تأسست هذه القطعة المعمارية المتفردة عام 1046.

واحة تيميمون الحمراء.. من عجائب الدنيا!

واحة في منطقة القرارة، تيميمون بمثابة محطة لابد منها في السياحة الصحراوية… وإن كانت أقرب إلى المدينة منها إلى القرية، بتعداد سكانها الكبير.. قرية ساحرة بالكثبان الرملية وبساتين النخيل والبحيرة المالحة، والحي القديم والطابع البكر للمباني.

مدينة سفار… الأعجوبة الثامنة ومسقط رجال المريخ

مدينة سفار في طاسيلي ناجر، الواقعة في ولاية إليزي.. تعد مدينة سفار أكبر مدينة كهفية في العالم (مدرجة كموقع للتراث العالمي منذ عام 1982)، وأكبر متحف في الهواء الطلق في العالم، يضم مئات الآلاف من النقوش والرسومات واللوحات الصخرية، بما في ذلك رسما “الآلهة العملاقة” و”رجال من المريخ” المشهورتان، المرسومتان بأسلوب تصويري خاص جدا، اللتين تعدان من بين أقدم اللوحات وأكثرها غموضا.

الأعجوبة الثامنة

أُدرجت سفار عام 1982 على قائمة التراث العالمي، لاحتوائها على أكبر متحف مفتوح للكهوف والصخور في العالم، بالإضافة إلى الرسومات والنقوش المنحوتة التي تجاوزت 15 ألف رسم، تعود إلى فترات عديدة. وتشير إلى تعاقب عدة حضارات وثقافات. يعود تاريخ هذا العدد الهائل من الرسوم إلى ما لا يقل عن 12000 سنة، إن لم تكن أقدم بكثير.