الموقعتحقيقات وتقارير

سوق الخير جبر.. مصير 3 مليون مصري من ضيوف موائد الرحمن .. «ملف الموقع»

أحد القائمين على مائدة السيدة نفيسة: مصر أرض الخير رغم الغلاء بتساعد غزة مش هنعرف نطعم ناسنا

المائدة هذا العام ستكلف 3 أضعاف العام الماضي ولكن لن نغلقها حتى لو هنعمل كميات أقل

أعمل على مائدة عمرها أكثر من 100 عام موقفتش غير في كورونا وكنا نعطي الإفطار للناس تأكل في بيتها

عادة عمرها حوالي 11 قرنًا تعود لعهد الدولة الطولونية، وهي «موائد الرحمن» أبرز الطقوس التي تميز الشوارع المصرية طوال شهر رمضان، والتي يتردد عليها أكثر من 3 ملايين شخص حسب آخر إحصائية صادرة عن دراسة بجامعة الأزهر، لم يستطع كسر هذه العادة لمدة عامين سوى فترة الحجر المنزلي جراء جائحة كورونا، ولكن مع الارتفاع غير المسبوق للأسعار الذي تشهده مصر هذه الأيام، هل ستبقى موائد الرحمن صامدة لإطعام المساكين و الفقراء أم سيطوي الغلاء سفرتها؟، هذا ما يناقشه «الموقع» في التقرير التالي …

أشارت دراسة صادرة عن جامعة الأزهر، منذ ثلاثة سنوات، إلى أن عدد المستفيدين من موائد الرحمن في رمضان يُقدر بحوالي 3 ملايين شخص يوميًا، وتتكلف هذه الموائد نحو ملياري جنيه، وينظمها أكثر من 10 آلاف مؤسسة أو شخص أو جمعية خيرية.

وكشفت إحصاءات أخرى إلى أن موائد الرحمن بلغت أكثر من 40 ألف مائدة في مصر خلال رمضان الماضي.

مصير الموائد مع الغلاء

يترواح سعر الفراخ البيضاء، ما بين 110 إلى 115 جنيها في الأسواق، باختلاف المنطقة السكنية، ويصل سعر الدواجن البلدي إلى 145 جنيهًا، ويتراوح سعر كيلو البانيه بين 220 لـ 250 جنيها للكيلو، أما كيلو الأوراك فيتراوح سعره بين 90 و100 جنيه للكيلو، وبلغ سعر كيلو الكبد والقوانص 100 جنيه.

نرشح لك : كم تصرف أسرة من 5 أفراد مع الفصل الدراسي الثاني؟.. «الموقع» يقدم الروشتة الاقتصادية «خاص»

أما عن سوق اللحوم فحدث ولا حرج، ارتفاع 100 جنيه في سعر كيلو اللحم المستورد، أما البلدي فعزت على بيوت المصريين، حيث أشارت الأسعار الرسمية إلى أن سعر كيلو اللحم الكندوز سجل 400 جنيه للكيلو، ويبلغ سعر اللحم البتلو 450 جنيهًا، والضأن 360 جنيهًا.

وفي هذا الصدد قال عم ماجد، أحد القائمين على مائدة الرحمن بمنطقة السيدة نفيسة، إن مائدة الرحمن التي يعمل بها في رمضان عمرها تجاوز الـ 100 عام، ولم يوقفها سوى كورونا.

وأضاف العم ماجد لـ «الموقع»: “كورونا فركشت اللمة على الموائد بس موقفتش عمل الخير، كنا نطبخ في المطابخ و نجهز الوجبات للناس تاخدها وتفطر في بيتها، طول عمرنا بنعاني من غلاء الأسعار، ودلوقتي الوقت أصعب لكن مفيش حاجة توقف الخير، ورزق الغلابة على الله”.

وتابع: ” الكميات اللي بنعملها سعرها سيتضاعف 3 مرات العام الماضي، فإذا كان تكلفة المائدة في اليوم 5 آلاف جنيه السنة دي هيكلف 15، مش عارف يدبروا ازاي بس ربنا بيرزق كل مسكين قاصد مائدتك، حتى لو عملنا كميات أقل عن العام الماضي ولكن لن نلغي المائدة”.

وأكمل: ” أزمة اقتصادية ايه اللي تخلينا نلغي المائدة، ومنفطرش أهلنا، مصر أرض الخير ومبروكة من عند ربنا، إذا كن نعاني من هذه الأزمة والناس هنا تدبر قوت يومها بالكاد، ونرسل مساعدات لأهلنا في غزة”.

وأختتم حديثه معنا، قائلا: “رغم الأزمة الاقتصادية إلا أن مصر هي أكثر دولة أرسلت مساعدات لغزة مش هتعرف تطعم ناسها في رمضان، الرازق هنا وهناك هو الله، ومستحيل يتقفل بابه في وش محتاج أبدا”.

ويذكر أن، أحمد بن طولون هو أوّل من أقام موائد الرحمن في مصر خلال فترة حكمه بالقرن التاسع الميلادي، حيث كان يجمع كبار التجار والأعيان أوّل يوم من شهر رمضان على الإفطار، ثم يلقي خطبة ينوّه فيها أن الغرض من المائدة تذكيرهم والإحسان للفقراء والمساكين.
كانت هذه نماذج لرجال الخير قرروا استمرار موائدهم رغم الغلاء لكن دون شك هناك موائد كثيرة ستتوقف نتيجة غلاء الأسعار الغير مسبوق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى