x

نهائي مونديال 2010.. القصة لم تنته بعد

الجمعة 13-06-2014 17:08 | كتب: أحمد حمدي |
تصدي كاسياس للروبن تصدي كاسياس للروبن تصوير : other

تشهد بلاد راقصي السامبا، مساء الجمعة، إعادة نهائي جنوب أفريقيا الذي جمع بين الماتودور الإسباني وطواحين هولندا وكانت مباراة أشبه بفيلم درامي كان قد انتهى منذ أربع سنوات باحتفالات صاخبة للاعبين ارتدوا الأحمر، بعدما كتبوا فصلًا جديدًا من رواية مليئة بخيبة الآمال لأبطال برتقاليين، طالما اكتسحوا منافسيهم في المونديال، ورغم وصولهم إلى المحطة الأخيرة ثلاث مرات، فإنهم دائمًا ما كان يفوتهم القطار، كما أفلام الأكشن والدراما، اللحظة فارقة والهفوة قاتلة، والخسائر فادحة.

مباراة الحمر إسبانيا في مواجهة البرتقاليين هولندا لم تكن أبدًا صراع صغار، بل عمالقة يبحثون عن كأس ذهبية اقتنصها الإسبان في نهائي مونديال 2010، بعدما أعاد أندرياس إنييستا بهدف في شباك الهولنديين ذكريات سنوات أمضوها في التحسر على فرص أضاعها نجوم الماضي، بعد خسارتهم مونديالي 1974 و1978، على التوالي في المباراة النهائية.

لم يستطع أسطورة هولندا، يوهان كرويف، أن يخطف للبرتقاليين الكأس في 1974، وكذلك فشل زملاؤه، الذي لم يستطع أن يرافقهم في كأس العالم التالية لتهديدات تلقاها، في العودة إلى بلاد الطواحين بالكأس، لكن آريين روبين ورفاقه، ويسلي شنايدر وروبين فان بيرسي وغيرهم، بدوا كأنهم في طريقهم لكسر العقدة في المونديال الأول الذي يقام في قارة أفريقيا.

كانت المباراة في نهائي كأس العالم 2010 ندية، فأمام رفاق «روبين» لعب الإسبان بفريق يضم نجوم برشلونة «الذي لا يقهر»، حينها، كـ«إنييستا» وكارليس بويول وتشافي هيرناندز، بالإضافة للهداف التاريخي لمنتخبهم، دافيد فيا، والحارس «القديس»، إيكر كاسيياس.

وتفنن الفريقان في إضاعة الفرص، الواحدة تلو الأخرى، ما بين كرات تعبر أمام المرمى بلا متابع، وأخرى تصوب من بعيد قاصدة الشباك، إلا أن الفرصة الأخطر والأبرز كانت لـ«روبين»، الذي انفرد بمرمى «كاسياس» تمامًا، وقياسًا على قامة الهولندي كلاعب وتألقه في البطولة كانت مسألة إعلان تقدم هولندا بهدف هي مسافة دخول المرمى للشباك.

حينها أغفل معظم عشاق هولندا أن «كاسيياس» ليس بالحارس العادي، بل حارس لم تعرف الدنيا مثله من قبل، يذود عن مرماه بكل طريقة من الممكن يتوقعها المشاهدين، ولا يتوقعونها، فوقف كحائط صد أمام كرة «روبين» التي لم تعرف طريقها إلى المرمى، والتي حتى يومنا هذا لا تزال تراود خيال اللاعب الهولندي، كما صرح مؤخرًا.

وبصدة «كاسياس»، وفشل الفريقين في حسم اللقاء في الوقت الأصلي، امتد اللقاء لوقت إضافي، استمر فيه صمود الفريقين، وفيما بدا وأن لقاء كهذا سيحسم بركلات الترجيح، انشقت الأرض عن «إنييستا»، الذي تسلم كرة زميله، سيسك فابريجاس، خلف المدافعين، ليضع الكرة في الشباك الهولندية منهيًا الأحلام والآمال البرتقالية. وقد وصف «إنييستا» لحظة الهدف مؤخرًا قائلًا: «من الصعب أن تسمع الصمت، لكنني سمعته في هذه اللحظة، وأدركت أن الكرة في طريقها لداخل المرمى».

كان هذا الهدف كافيًا لإحراز إسبانيا أول كأس عالم في تاريخها، فيما تسعى هولندا، مساء السبت، للأخذ بالثأر، رغم تصريح «روبين» بأن «الثأر الحقيقي يكون في النهائي»، وقد صرح فان بيرسي، قبل لقاء افتتاح المجموعة الثانية لمونديال 2014: «إسبانيا أفضل فريق في العالم، لكننا سنقدم مباراة رائعة»، فيما قال نجم إسبانيا، «تشافي»، في تصرح له قبل اللقاء: «المباراة ستكون معقدة للغاية، آمل أن نتمكن من تكرار النجاح». قائد إسبانيا، كاسياس، صرح كذلك، بتمنيه تكرار «إنجاز 2010» قائلًا: «سنسعى لتكرار إنجاز جنوب أفريقيا، جميع الفرق ستحاول عرقلتنا، لأننا في صدارة الفرق المرشحة للفوز باللقب»، فيما أثنى على مهارات «روبين» مضيفًا: «هو سريع جدًا».

«روبين» و«فان بيرسي» لا يزالان نجمي هولندا بعد أربع سنوات، وكذلك حافظ «إنييستا» على موقعه في «لا روخا»، فيما يظهر نجم جديد بالزي الأحمر الإسباني، هو دييجو كوستا، مهاجم أتلتيكو مدريد بعد موسم أكثر من رائع مع بطل الدوري الإسباني.

موسم «روبين» مع فريقه بايرن ميونخ كان جيدًا، حيث فاز مع فريقه بالدوري الألماني وكأس ألمانيا، رغم خروج فريقه من الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد بهزيمة مدوية، 0-5، بمجموع لقائي الذهاب والعودة، وسجل «روبين» عدة أهداف حاسمة في الموسم، الذي استهله بهدف في مرمى بروسيا دورتموند، الذي أمن لميونخ العودة بكأس السوبر الألمانية، ورغم إصابته في بعض أوقات الموسم وغيابه عن كأس العالم للأندية، إلا أنه عاد بقوة وساعد فريقه في إحراز الدوري، وسجل هدفًا في نهائي الكأس، مساهمًا في تحقيق ثنائية جديدة للنادي الـ«بافاري».

في المقابل، كان موسم «إنييستا» مخيبًا للآمال، فقد خرج فريقه من الموسم خالي الوفاض، بعدما حل ثانيًا في ترتيب «الليجا» الإسبانية، وخسر نهائي كأس الملك أمام غريمه اللدود ريـال مدريد، وكذلك الخروج من دوري الأبطال في دور الثمانية من قطب مدريد الآخر، أتلتيكو.

النادي الإسباني، الذي أخرج فريق «إنييستا» من دوري الأبطال، هو نفسه الذي يقود هجومه «كوستا»، نجم إسبانيا الجديد، المهاجم الذي يحمل الجنسية البرازيلية، اختار أن يمثل إسبانيا في المونديال، التي يحمل جنسيتها أيضًا، وقد شهد موسم «كوستا» تفجر موهبته التهديفية، حيث ناطح كبار القارة العجوز، أبرزهم كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، نجما ريـال مدريد وبرشلونة، ليساهم في فوز فريقه بالدوري الإسباني، والوصول إلى نهائي دوري الأبطال، والذي خسروه بشكل درامي أمام ريـال مدريد.

«الخائن»، كما وصفته الجماهير البرازيلية، أحرز هذا الموسم 27 هدفًا في الدوري الإسباني، بالإضافة إلى ثمانية أهداف في دوري الأبطال، وتعول الجماهير الإسبانية على حس «كوستا» التهديفي، لقيادتهم للقب ثاني على التوالي في البطولة العالمية، في المقابل، كان موسم هداف هولندا الأول، «فان بيرسي» مخيبًا مع فريقه، مانشيستر يونايتد، فرغم بدايته بتسجيل هدفين، أحرز بهما فريقه الدرع الخيرية بفوزه على فريق ويجان، إلا أن الإصابات لم ترحمه طوال الموسم، الذي كان يشهد عودات وغيابات متكررة للنجم الهولندي، محرزًا 11 هدفًا في 19 مباراة لعبها فقط، في الدوري الإنجليزي الممتاز.

وفيما يقف نجوم الفريقين تحت أضواء ملعب «أرينا فونتي نوفا»، بمدينة سيلفادور البرازيلية، وجهًا إلى وجه، لا شك أن مباراة 2010 ستعاود أذهانهم، لكن التاريخ يبقى تاريخًا، فمن يكتب التاريخ اليوم؟

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية