مغارة لبنانية بسباق العجائب

مشهد من جعيتا السفلى

مشهد من جعيتا السفلى (الجزيرة نت)

نقولا طعمة-جعيتا

يتواصل سباق مغارة جعيتا لاحتلال مكانها بين عجائب الدنيا السبع الجديدة، بعد أن وصلت إلى التصفية النهائية التي يترشح لها ٢٨ موقعا عالميا.

تقع المغارة على بعد ١٨ كيلومترا تقريبا شمال بيروت، وتتألف من قسمين: علوي جاف، له ممر أنشأته الدولة اللبنانية لتمكين السياحة فيها، والاطلاع على غرائب المكونات وعجائبها، والتاريخ المسجل على صفحات الصواعد والهوابط المتشكلة منذ عشرات ألوف السنين، وسفلي أكثر سحرا حيث تنساب المياه فيه بهدوء يمكن من عبور قسم من المغارة بالمراكب، تعلوها ترسبات صخرية مثل تماثيل منحوتة.

وأثناء التجوال فيهما، يلفت مقطع لصاعدة أرخ عليها مختصون حقب تاريخه، متى بدأ بالتشكل في بدايته، وكيف تطور تدريجيا، وفي زمن أية ممالك، ليستقر على المتر طولا وقد تشكل نقطة ماء وراء نقطة، لكنه يؤرخ لـ11 ألف سنة هي المدة التي استغرقها نشوؤه.

المسابقة
ويتحدث الدكتور نبيل حداد -مدير شركة ماباس المستثمرة للمغارة عن "انتهاء السباق في 11 نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠١١ بـ٢٨ موقعا مقسمة إلى فئتين، الفئة الأولى من ١-١٤، والثانية حتى الـ٢٨، ولا نعرف موقعنا بين الأربعة عشر موقعا".

ويشير إلى أن الأصوات التي تأتي لصالح المغارة هي من خارج لبنان وتحظى باهتمام خاص من متابعين من شرق آسيا شاهدوا المغارة عبر الإنترنت وأعجبوا بها.

وأضاف أن "المنافسة تشتد، فقد علمنا أن رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي نتنياهو تبرع بمبلغ مالي كبير لكي يحصل البحر الميت على ثلاثمائة مليون صوت، لإنجاحه كإحدى عجائب الدنيا السبع".

كما أن رئيس جمهورية كوريا الجنوبية -حسب المتحدث نفسه- "يقوم بحملة مع أهم الشركات الكورية لإنجاح موقع ببلده، يأمل من نجاحه جني 1.8 مليار دولار سنويا".

وأفاد بأن "القرار هو للتصويت الشعبي العالمي، ويتوقع أن يصل التصويت إلى مليار صوت للمواقع السبعة المنتظرة. وليس هناك من خبراء أو متخصصين في التقييم".

مشهد من جعيتا العليا
مشهد من جعيتا العليا

اكتشاف المغارة
من جهتها قالت بياريت جحا من مكتب الإعلام لماباس في حديث للجزيرة نت إن "المبشر الأميركي وليام طومسون كان في رحلة صيد بالمنطقة سنة ١٨٣٦، وسمع صدى عجيبا لطلقة أطلقها. وفي بحثه عن مصدر الصدى، اكتشف المغارة السفلى التي تجري فيها المياه.

وأضافت أنه في ١٨٧٣ قاد القس دانيال بليز فريقا مكونا من أربعة مهندسين تابعين لمصلحة مياه بيروت أول بعثة استكشافية، وتوغلوا إلى مسافة ألف متر داخل الجبل. فاضطروا إلى الرجوع بسبب شلال الماء. وأهمل الموضوع فترة طويلة إلى أن أعاد "النادي اللبناني لاكتشاف المغاور" محاولة الاستكشاف.

من جهته، قال عضو النادي فريد الزغبي (٨١ عاما) إنه شارك ضمن الفريق الذي اكتشف المغارة السفلى عامي 1953 و1954، وأنه قبل ذلك التاريخ اكتشف ألف متر من المغارة عام 1873، لكن أهملت إلى أن جدد المحاولة ليونيل غرة عبر إنشاء النادي.

وفي العام 1952 تمكن فريق لبناني من الوصول إلى ٣٢٠٠ متر، ووجد صعوبة في تخطي المسافة، حيث وصلوا إلى نقطة تطل على واد جوفي عميق، فعادوا أدراجهم.

وأضاف أن سامي كركبي تابع المهمة، فجهز النادي بمعدات أفضل، وعلى ضوء ما تحقق تشكل فريق من أربعة أشخاص للدخول إلى المغارة، وتخطي الـ٣٢٠٠ متر، وأنجز 300 متر أخرى.

وأشار إلى أنه تم تأمين تجهيزات جديدة واختيار موعد نهاية الصيف حيث تكون المياه قد انخفضت للقيام برحلة جديدة عام ١٩٥٤ استغرقت خمسة أيام وصلوا خلالها إلى ٦٢٠٠ متر، ويومين إضافيين للعودة. ويؤكد أن "النقطة التي تم الوصول إليها فيها مياه تتفجر من أرض النهر بقوة ٨٠٠ لتر في الثانية.

وختم قائلا إن "الدولة أحدثت عام ١٩٦٣ و١٩٦٤ نفقا من الجهة الخلفية للمغارة في بلدة داريا، إلى أن توصل الفريق إلى النقطة التي وصلناها، وعثر على المعدات التي تركها فريقنا هناك".

وكانت المغارة افتتحت عام ١٩٦٩، وعزفت أثناءها مقطوعة وضعها الموسيقار فرانسوا بايل خصيصا للمناسبة.

المصدر : الجزيرة