رونالدو خلال مباراة الاتحاد بكأس السوبر
رونالدو خلال مباراة الاتحاد بكأس السوبر

فيما يمكن اعتباره ردا غير مباشر على انتقادات طالته مؤخرا بشأن مستوى أدائه مع النصر، نشر النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لقطات عدة لما يقوم به خلال الفترة الأخيرة استعدادا للمواجهات المرتقبة مع النصر السعودي.

وعجز رونالدو، الحائز على الكرة الذهبية 5 مرات، عن التسجيل حتى الآن لفريقه الجديد، وخلال اللقاء الأخير أمام الاتحاد بكأس السوبر السعودية، أضاع "الدون" فرصة كان من الممكن أن تغير مسار المباراة، حتى أن مدربه الفرنسي، رودي غارسيا، قال إن الفرصة الضائعة لرونالدو في الشوط الأول كانت نقطة التحول في المباراة التي خسرها فريقه 1-3 ليودع البطولة.

وعقب الخسارة المؤلمة، تداول كثيرون مقاطع فيديو تنتقد النجم البالغ 38 عاما، بينها مقطع متداول يفترض أنه لمسؤول بالنصر، يسخر من رونالدو الذي لم يفعل شيئا رغم تكلفة ضمه الهائلة التي اقتربت تكلفتها من 200 مليون يورو.

ولم يتسن التأكد من هوية المسؤول، إلا أن مقطع الفيديو الخاص به حاز انتشارا واسعا.

والاثنين، نشر رونالدو عدة صور على حسابه على تويتر تحت عنوات "العمل الشاق لا يتوقف" أرفقها بـ4 صور تظهره يؤدي تدريبات اللياقة البدنية للحفاظ على لياقته الجسدية التي اشتهر بها.

وظهر النجم البرتغالي في الصور مبتسما وهادئا ولسان حاله يقول إنه لا يبالي بزوابع الانتقادات التي بدأت في الهبوب سريعا.

وتباينت التعليقات على تدوينة رونالدو بين مشجعي النصر فقال أحدهم:

بينما اكتفت أخرى بنشر صورتين لتعثر رونالدو بمباراة الاتحاد من دون تعليق في إشارة إلى عجزه عن صناعة الفارق في المباراة.

بينما أشار آخرون، بطرق ساخرة، إلى الضغوط التي باتت تقع على عاتق رونالدو الآن من أجل التسجيل في المباراة المقبلة للنصر.

وعقب خروج النصر من كأس السوبر، تم تداول مقطع فيديو يظهر مشجعين اثنين يدوسان على قميص رونالدو رقم 7، فيما بد أنهما يلومانه على الهزيمة.

واستبعد موقع "ماركا" أن يكون المشجعان اللذان ظهرا في المقطع من جماهير النصر، وذلك أولا لأن أي "مشجع يحترم نفسه لا يدوس على قميص فريقه، وإذا ذهب إلى أقصى الحدود سيفعل ذلك من أجل قضية أكبر"، بحسب الصحيفة الإسبانية.

وفضلا عن ذلك، فإن المشجعين ارتديا ألوان منافسه القوي الاتحاد الذي فاز بالمباراة، ويمكن ملاحظة اللونين الأسود والأصفر في الفيديو، في حين أن جماهير النصر ترتدي اللونين الأزرق والأصفر.

ولفتت مواقع رياضية إلى أن رونالدو، باعتباره لاعبا مخضرما وصاحب خبرة كبيرة، لا يتحدث كثيرا حين يكون في مهب الانتقادات، ويفضل التزام الصمت على حسابات التواصل الخاصة به التي تحوذ متابعة هائلة، وذلك حتى لا يزيد من إثارة الجدل بشأنه.

وتلك السياسة اتبعها "الدون" خلال مسيرته الحافلة في أوروبا، وهو لا ينوي غالبا تغييرها مهما واجه في التجربة السعودية التي تلوح مختلفة تماما عن كل ما مر به، حسب موقع "إل فوتبلورو".

يشار إلى أن "اختبار" رونالدو المقبل سيحل الجمعة حين يحل النصر، متصدر الدوري السعودي، ضيفا على الفتح في مباراة ستستحوذ بالتأكيد على اهتمام هائل ينصب على مردود النجم البرتغالي.

سيزار لويس مينوتي عندما درّب النجم الراحل مارادونا
مينوتي رحل عن عمر ناهز 83 عاما (أرشيف)

خسرت الأرجنتين أحد أبرز رموزها الكروية، برحيل سيزار لويس مينوتي، مهندس التتويج المونديال الأول، الأحد، عن عمر ناهز 85 عاماً، نتيجة إصابته بمرض السرطان في معدته، وفق ما أفادت وسائل الإعلام المحلية.

وحفر مينوتي اسمه في تاريخ "راقصي التانغو" بعدما قاد المنتخب إلى لقبه المونديالي الأول عام 1978 على حساب هولندا، قبل أن يضيف المنتخب لاحقاً لقبين آخرين عامي 1986 و2022 بفضل الأسطورتين الراحل، دييغو مارادونا، وليونيل ميسي توالياً.

وعندما حصلت الأرجنتين عام 1966 على حق استضافة مونديال 1978، لم يكن أبناؤها يتخيّلون أن منتخب بلادهم سيحصد أول ألقابه العالمية تحت نظام دكتاتوري أخفى الآلاف منهم. 

وقبل سنتين على انطلاق البطولة، شهدت البلاد مجيء مجلس عسكري بقيادة الجنرال، خورخي فيديلا، بعد انقلاب قضى على حكم الرئيسة، إيزابيل بيرون، وسط أعمال عنف ذهب ضحيتها 10 آلاف قتيل و15 ألف مفقود و8 آلاف سجين، حسب منظمة العفو الدولية. 

واعتُقل أسرى حرب في معسكر "إسما" سيئ السمعة، على مقربة من ملعب مونومنتال، مستضيف المباراة النهائية بين الأرجنتين وهولندا (3-1). 

وهدّدت بعض الدول، خصوصاً الأوروبية، بالمقاطعة، لكن الاتحاد الدولي (فيفا) برئاسة البرازيلي، جواو هافيلانج، أصرّ على استضافة الأرجنتين، بعد مفاوضات صعبة وشاقة مع النظام العسكري الذي تعهد بأن لا تعكر أي حادثة أمنية صفو النهائيات.

"لأجل الشعب" 

ورغم خطورة تحدي النظام الاستبدادي، تمتع مينوتي، المدخن الشره الذي أقلع عن التدخين في عام 2011، بالجرأة ليعلق قبل المباراة النهائية على مسألة الدعاية (بروباغندا) عبر منتخب "ألبيسيليستي"، قائلا: "نحن الشعب، ننتمي للطبقة الكادحة، نحن الضحايا، ونمثل الشيء القانوني الوحيد في هذا البلد (كرة القدم)".

وأضاف: "لن نلعب لمدرجات مليئة بالضباط، العسكريين، بل سنلعب لأجل الشعب، ولن ندافع عن الديكتاتورية، بل عن الحرية".

وهذه الحرية لم تكن فقط في المواقف الوطنية والسياسية بل ترجمها مينوتي أيضاً في أرضية الملعب، حيث اعتمد على اللعب الجميل السلس الذي قاد به المنتخب في مونديال بلاده حتى أوصله إلى النهائي الذي حسمته الأرجنتين 3-1 بعد التمديد.

وسجل ماريو كيمبس، أفضل لاعب في النهائيات، هدفين في مرمى منتخب برتقالي افتقد نجمه "الطائر" يوهان كرويف، الذي رفض اللعب في المونديال الأرجنتيني.

وتولى مينوتي تدريب 11 نادياً خلال مسيرة امتدت طيلة 37 عاماً، بعضها أكثر من مرة، ومنتخبين وطنيين هما الأرجنتين والمكسيك.

لكن تبقى قيادته الأرجنتين إلى لقب مونديال 1978 على أرضها في وقت كانت البلاد تحت حكم المجلس العسكري القمعي، أبرز انجازاته على الإطلاق.

"نحيل تحول إلى أسطورة"

وُلِد مينوتي في روزاريو التي تعتبر من أبرز معاقل كرة القدم الأرجنتينية، ودافع طيلة مسيرته التدريبية عن اللعب الهجومي والإبداعي، مركزاً على تحركات اللاعبين في أرض الملعب والبحث عن المساحات.

واعتمد مينوتي الذي أطلق عليه لقب "إل فلاكو" أي النحيل، على فلسفة "يمكننا أن نخسر مباراة، لكن لا يمكننا أن نفقد كرامة لعب كرة قدم جميلة".

وبعدما دافع كلاعب وسط عن ألوان أندية كبرى مثل، روزاريو سنترال، وراسينغ، وبوكا جونيورز، أنهى مينوتي مسيرته الكروية في البرازيل، حيث زامل في سانتوس عام 1968 الأسطورة الراحل بيليه "أعظم لاعب في كل العصور"، حسب قوله.

هوراكان يفتح باب المنتخب

وبانتقاله إلى التدريب، ارتقى هوراكان من نادٍ صغير في بوينس أيرس إلى بطل الدوري الأرجنتيني عام 1973، مما فتح الباب أمامه لتولي تدريب المنتخب الوطني بهدف قيادته إلى اللقب العالمي على أرضه.

ونجح الرهان وفاز المنتخب الأرجنتيني باللقب تحت قيادة مينوتي ومجموعة من النجوم الكبار مثل دانيال باساريلا وكيمبس والحارس أوبالدو فيلول.

لكن هذا الإنجاز لم يجنب مينوتي، المقرب من اليسار،  الانتقادات لاعتبار البعض أنه تغاضى عن جرائم النظام العسكري، ولم يستغل موقعه كي يندد بما يقوم به الأخير.

وكان السجين السياسي السابق الحائز على جائزة نوبل للسلام، أدولفو بيريس، إسكيفيل من بين منتقديه، قائلاً: "كنا ننتظر أن يقول مينوتي شيئاً، أن يقوم بلفتة تضامن، لكنه لم يقل شيئاً. كان الأمر مؤلماً ومثيراً للاشمئزاز، فهو أيضاً دخل في اللعبة السياسية بصمته".

والمدرب الفائز عام 1979 بكأس العالم تحت 20 سنة والذي قدم دييغو مارادونا الى العالم في حينها، رحل عن المنتخب الأرجنتيني في 1982، بعد الإقصاء في الدور الثاني لمونديال إسبانيا.

وحل بعدها في برشلونة الإسباني، وذلك ضمن مشوار قاده الى تدريب 11 نادياً بينها بوكا جونيورز وريفر بلايت وأتلتيكو مدريد الإسباني لكن من دون نجاحات تذكر.

ورغم الإخفاقات التي عاشها، دافع مينوتي دائماً عن فلسفته الكروية المضادة لتلك التي تبناها سلفه في تدريب الأرجنتين، كارلوس بيلاردو، الذي قاد البلاد الى لقبها المونديالي الثاني عام 1986.

واعتبر بيلاردو أن الانتصار هو الأساس حتى على حساب اللعب الجميل، فأجابه مينوتي "الأمر يشبه القول إن أهم شيء في الحياة هو مجرد التنفس".