+A
A-

شاهدت لكم: الوثائقي Blood Brothers: Malcolm X & Muhammad Ali

لا يمكن مراجعة التقاط جوهر الوثائقي الرائع على نتفلكس Blood Brothers: Malcolm X & Muhammad Ali أو "أخوّة الدم: مالكوم X ضد محمد علي" بإيجاز مثل الكلمات الدقيقة لإيلياشا الشاباز، الابنة الصغرى لرمز الحقوق المدنية التي تفتتح بداية الفيلم بالقول: "القدر جمع والدي وكاسيوس كلاي، وفي ثلاث سنوات قصيرة في حياتهم معا كان كالعمر بينهم وأصبحوا بطريقة ما إخوة".

في أوائل الستينات حقق الملاكم محمد علي لقب “The Greatest” أو "الأعظم" داخل حلبات الملاكمة وخارجه، وأيضا مالكوم X حقق العظمة نفسها مع خطابه المثير لمواجهة الحركة اللاعنفية بقيادة مارتن لوثر كينغ جونيور، وأخذ المستوى المكانة نفسها، ومع ذلك يبدو أن بطل العالم للوزن الثقيل الذي لا يزال شابا قد وقع في وسط الصدع المتزايد بين مالكوم وإيليا محمد، زعيم أمة الإسلام، فعند رحيل مالكوم عن الأمة، اختار محمد والده الروحي على أخيه الروحي، وأصبح نهاية الصداقة بينهما واحدة من أعظم "ماذا لو" في المجتمع، حيث اغتيل مالكوم إكس بعد ذلك بوقت قصير في العام 1965.

يروي فيلم "أخوّة الدم" القصّة الاستثنائية ذات النهاية المأساوية وراء صداقة اثنين من أشهر الشخصيات في القرن العشرين: "محمد علي" أعظم ملاكم على مر العصور، و"مالكوم إكس" القيادي في حركة "أمة الإسلام" وزعيم الأمريكيين من أصل إفريقي صاحب الشخصية الآسرة والفكر المثير للجدل، جمعت تلك الصداقة بين طرفي نقيض: البطل الأولمبي الصارخ حد التهور الذي نظم الشعر، فجذب إليه الصحافة البيضاء من جهة، والسجين السابق المثقف الذي أصبح ثوريا ويعارض ظلم البيض واضطهادهم، واعتبر الرياضة أمرا تافها من جهة أخرى، ولاشك أن الرابط الذي جمعهما كان عميقا جدا، وأن صداقتهما كانت حقيقية.

الفيلم الجدير بالمشاهدة مستوحى من كتاب "الأخوّة الدم: الصداقة القاتلة" بين محمد علي ومالكوم العاشر، المخرج ماركوس كلارك يجلب أفراد الأسرة والأصدقاء والمؤرخين والناشطين؛ لتوفير السياق حول القرابة التي بناها الرجلان في ذلك الوقت القصير. على الرغم من أن أطفال كلا الرمزين يتحدثون بالعلاقة، إلا أن ما هو مميز حقا هو الاستماع إلى شقيق محمد الوحيد، عبدالرحمن والذي يتحدث بطريقة ناعمة، والذي كان في كثير من الأحيان إلى جانب الملاكم، وشهد العلاقة المزدهرة عن قرب، وهو مبني على فيلم المخرج المبدع سبايك لي 1992 biopic لمالكوم العاشر (واحدة من الأدوار الأكثر شهرة للنجم الكبير دينزل واشنطن)، أو مايكل مان 2001 biopic لمحمد علي (بطولة ويل سميث) مع فكرة دراسة كيفية اقتراب كل من المخرجين هذه الفترة الرائعة لمدة ثلاث سنوات.