موائد ممتدة على مرمى البصر، طعام متعدد الأصناف والأنواع، مواطنون يتناولون وجبة الإفطار ولا يدفعون ثمنها، متطوعون يتولون خدمتهم، هكذا هو المشهد في العديد من شوارع وميادين مصر خلال شهر رمضان المبارك، فموائد الرحمن   هي العنوان الأبرز لمظاهر الشهر الفضيل في مصر.

تفتح موائد الرحمن أبوابها لاستقبال الصائمين يوميا وتقديم كامل الخدمات اللازمة لإفطارهم وعادة ما تحوي وجبات الإفطار على المياه ومختلف أنواع العصائر والمشروبات والحلويات والفواكه وبطبيعة الحال الأطعمة التي تولى متطوعون إعدادها أو تم تكليف طباخين متخصصين بتجهيزها.

الفئات المستهدفة

وتتولى جهات عديدة في مصر إقامة موائد الرحمن مثل الحكومة ومؤسساتها المختلفة والجمعيات الخيرية وأيضا المتطوعين من المواطنين، أما الفئات المستهدفة بهذه الموائد فعديدة كالمواطنين البسطاء الذين لا تسمح ظروفهم المادية بتناول وجبة إفطار شهية وغنية بالعناصر الغذائية أو العاملين الذين تضطرهم ظروف عملهم للتواجد خارج المنزل وقت الإفطار أو المواطنين الذين تأخروا في العودة لمنازلهم فاضطروا للإفطار في الخارج.

  ويبدأ القائمين على موائد الرحمن في إعداد الوجبات منذ الصباح بحيث تكون جاهزة في  موعد الإفطار وعادة ما ينشغل منظموا المائدة بخدمة الصائمين ولا يتناولون طعامهم إلا بعد التأكد من أن جميع ضيوف المائدة انتهوا من تناول الإفطار وما عادوا بحاجة لأي خدمات.

تاريخ الموائد

ويعود تاريخ موائد الرحمن في مصر إلى عام  880م حيث أقام احمد بن طولون في السنة الرابعة لولايته، أول مائدة رحمن في مصر وأخبر الجميع بأن تلك المائدة سوف تستمر طوال أيام شهر رمضان الكريم، وبعد مرور فترة من الزمن اختفت موائد الرحمن لكنها ظهرت مرة أخرى في عهد الخليفة الفاطني المعز لدين الله، حيث أقام مائدة في شهر رمضان يُفطر عليها أهل جامع عمرو بن العاص، وكان المعز لدين الله الفاطمي يُخرج من قصره 1100 قدر من جميع أنواع الطعام لتوزيعها على الفقراء، وسميت في ذلك الوقت دار الفطرة، ووصل طول بعضها إلى 175 متر، حتى بدأ الأمر يقل مرة أخرى في عصر المماليك والعثمانيين بسبب الحروب لكن في القرن العشرين بدأت موائد الرحمن في العودة مرة أخرى، تحت رعاية حكومية لـ بنك ناصر الاجتماعي، الذي كان يُقيم مائدة رحمن بجوار الجامع الأزهر، يفطر عليها أربعة آلاف صائم من أموال دافعي الزكاة.