دولي

مالكوم إكس.. إرث من النضال ضد العنصرية بالولايات المتحدة

بأكثر من 20 رصاصة اغتيل قبل 58 عاما زعيم الحقوق المدنية الذي نادى بالمساواة والعدالة لمجتمع السود في الولايات المتحدة..

21.02.2023 - محدث : 22.02.2023
مالكوم إكس.. إرث من النضال ضد العنصرية بالولايات المتحدة

United States

هيوستن/ دارين لين/ الأناضول

على الرغم من اغتيال زعيم الحقوق المدنية في الولايات المتحدة الأمريكية مالكوم إكس قبل 58 عاما، إلا أن إرثه لا يزال حيا ولاسيما بين أصحاب البشرة السمراء.

وقال الأستاذ المساعد بقسم اللغة الإنجليزية في جامعة ويسكونسن ميلووكي ديريك هاندلي، للأناضول عبر الهاتف، إن "مالكوم يحظى بأهمية كبيرة بالنسبة لحركة الحقوق المدنية، تماما مثل أهمية الدكتور مارتن لوثر كينغ الابن.. وكان (مالكوم) الشخصية الأساسية التي تحظى بتقدير كبير من حركة السود".

مالكوم أطلق على نفسه اسم "مالك الشاباز"، ليرمز إلى لقب أسلافه الإفريقي المجهول، وتبنى الدعوة إلى تمكين السود في عهد من التاريخ الأمريكي كان البيض يهيمنون فيه على المجتمع.

وأضاف هاندلي، وهو أيضا عضو في هيئة التدريس بقسم دراسات إفريقيا والشتات الإفريقي في برنامج الدراسات العمرانية، أن "العديد من أتباع مالكوم ينظرون إلى تعاليمه مثل كتابهم المقدس ويتبنون فلسفاته التي لم تكن موجودة من قبل في الولايات المتحدة".

وموضحا تميزه، تابع أنه "لم يسمع الكثير من السود أي شخص يتحدث عن السود والبيض مثلما فعل مالكوم.. كان يُنظر إليه على أنه لا يعرف الخوف.. الطريقة التي تحدث بها لامست الشباب السود، حيث كان رمزا للرجولة السوداء".

وركز مالكوم في خطاباته على فكرة أن الشخص الأسود "ليس خائفا من أي شخص ولا من أي أبيض. الأسود ليس فقط مساوٍ للأبيض، لكن قد يكون أفضل منه".

وكانت "تلك طريقة جديدة تماما في التفكير"، بحسب هاندلي.

** دفاعا عن النفس

في العديد من خطبه، ركز مالكوم على المساواة خلال حركة الحقوق المدنية في ستينيات القرن الماضي، مما جعله محطا للانتقاد.

وقال في خطاب يوم 3 أبريل/ نسيان 1964: "نحن جميعا في القارب نفسه، وسنلقى الجحيم ذاته من الرجل الأبيض نفسه.. عانينا جميعا في هذا البلد من القمع السياسي والاستغلال الاقتصادي والتدهور الاجتماعي على يد الرجل الأبيض".

وغالبا ما كانت خطبه يُساء تفسيرها على أنها "عنيفة"، وفق هاندلي الذي أضاف أن مالكوم تحدث "بصراحة" عن السود والبيض بشأن التمييز والظلم الاجتماعي.

وأوضح أن "التاريخ ووسائل الإعلام رسمت فكرة أن مالكوم روج للعنف، لكنه لم يروج للعنف بل كان دفاعا عن النفس.. لم يكن مالكوم يدعو إلى احتجاجات عنيفة. كان يقول إنه إذا ضربك شخص على رأسك بعصا، فلديك الحق في الدفاع عن نفسك".

هاندلي اعتبر أن الأمريكيين الأسودين مالكوم إكس ومارتن لوثر كينغ هما شخصيتان مدنيتان جرى رسم فلسفاتهما بريشة واحدة.

وبمجرد إطلاق سراحه من السجن عام 1952، ذهب مالكوم إلى مدينة ديترويت بولاية ميشيغان حيث مقر حركة "أمة الإسلام".

وكانت هذه الحركة في حد ذاتها "عنصرية" وفق منتقدين، لم تفهم بالكامل تعاليم الإسلام، ودعت إلى تفوق العرق الأسود كرد فعل على العنصرية البيضاء.

اشتهر مالكولم بعد انضمامه إلى حركة "أمة الإسلام"، حيث ألقى خطب عديدة مستشهدا بزعيم الحركة إلايجا محمد، واعترف بنهج "العضلات المرنة" لحركة الحقوق المدنية، وهو ما يتناقض مع الفلسفة السلمية الخاصة بلوثر كينغ، ما دفع الجمهور إلى تصويره كقائد "متشدد".

"يريد الناس تجميد الزمن عند خطاب لوثر كينغ الشهير "لدي حلم". وبالطريقة نفسها، قاموا بتجميد صورة مالكوم عندما كان في حركة أمة الإسلام وترويجه للدفاع عن النفس والحديث عن المظالم التي واجهها السود على أيدي البيض"، كما أضاف هاندلي.

وتابع أنه عند المقارنة بين لوثر كينغ ومالكوم تجد أن الأول كان "أكثر قبولا (من الثاني) لدى السكان البيض المعتدلين.. البيض نظروا إلى أتباع مالكوم على أنهم مسلمون سود وعنيفون.. (وأنهم) العنصريون الحقيقيون لأنهم كانوا يكرهون الآخرين".

** أكثر من 20 رصاصة

عن عمر 39 عاما، اغتيل مالكوم في 21 فبراير/ شباط 1965 خلال إلقائه خطابا في قاعة مؤتمرات بهارلم في نيويورك أمام 400 شخص، حيث أصيب بأكثر من 20 رصاصة من مسافة قريبة.

ولا تزال مسألة اغتياله غير واضحة، إلا أن الشكوك ظلت موجهة إلى أعضاء في حركة "أمة الإسلام"، وأُدين ثلاثة أشخاص بالسجن مدى الحياة، اثنان منهم لم يكونا في مكان الاغتيال.

وأعاد مكتب المدعي العام لمنطقة مانهاتن في نيويورك فتح القضية وتمت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021 تبرئة المدانين "خطأ" وإلغاء عقوبتهما.

** تمكين السود

وعلى مدار نحو ستة عقود منذ اغتياله، بحسب هاندلي، تغيرت نظرة الجمهور نحو مالكوم وفلسفته الخاصة بالحقوق المدنية، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن المجتمع رأى في النهاية كيف أثر لوثر كينغ ومالكوم على بعضهما البعض.

وأوضح أن "مالكوم اعتنق بعض فلسفات لوثر كينغ بشأن التوافق بين السود والبيض".

وبالطريقة نفسها، تبنى لوثر كينغ بعض آراء مالكوم، حيث قال في سنواته الأخيرة، قبل اغتياله هو الآخر في 4 أبريل/ نيسان 1968، إنه "فخور لكونه أسود وتبنيه قوة وتمكين السود".

وأعرب هاندلي عن اعتقاده بأن دافع لوثر كينغ ومالكوم كان واضحا ومتمثلا في محاولة تحقيق المساواة والعدالة لمجتمع السود، و"إرث مالكوم إكس أثر في حركة القوة السوداء والفنون السوداء وحركة الطلاب السود، حيث تبعث شعورا لدى المتلقي بأنه شخص لديه عزة ويعرف القوة الاقتصادية للسود".

كما أن "برامج وأقسام دراسات مجتمع السود التي يتم إنشاؤها في كليات مختلفة في البلاد هي إرث مالكوم إكس، فتاريخ السود يتم تدريسه في المدارس بسببه"، وفق هاندلي.

وفي مجتمع اليوم، حيث لا تزال مظالم قائمة ضد السود، مثل مقتل المواطن جورج فلويد خلال توقيف الشرطة له في 25 مايو/ أيار 2020، قال هاندلي إن "تأثير مالكوم ولوثر كينغ لا يزال واضحا للجميع".

واعتبر أن إرث مالكوم ولوثر كينغ بدا واضحا في حركة "حياة السود مهمة" عقب مقتل فلويد، حيث عزز مالكوم الشعور بالفخر لدى السود، كما تبنى لوثر كينغ الفلسفة نفسها في نهاية حياته.

الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
المواضيع ذات الصلة
Bu haberi paylaşın