كهوف تاسيلي – Tassili Caves :
و هي لغزٌ آخر و ظاهرةٌ أخرى غريبة في عالمنا ربما من شهرتها يكون اسمها مألوفٌ لكم ..
فرسومات هذه الكهوف ليست إلا ظاهرةً فريدة النوع و يوم اكتشافها أحدثت دوياً كبيراً و دهشةً في الوسط العلمي ..
———————————————————————————–
يشبّه البعض اكتشافها بأهمية اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون و إن لم يرافق اكتشافها الدوي و الضجة التي رافقت اكتشاف المقبرة ..
كهوف تاسيلي تقع في مرتفعات يطلق عليها اسم “تاسيلي” بالحدود الجزائرية الليبية ، و هي توجد في صحراء مقفرة لا تغري بالاستكشاف ..
و تتكون من مجموعة من تشكيلات الصخور البركانية و الرملية الغريبة الشكل و التي تشبه الخرائب و الأطلال ، و تعرف باسم “الغابات الحجرية” ..
و تتواجد هذه الكهوف فوق هضبةٍ مرتفعةٍ يبلغ ارتفاعها 500 م فوق سطح البحر ، يجاورها جرفٌ عميقٌ في منطقةٍ تتواجد بها نسبةٌ كبيرةٌ من الكثبان الرملية المتحركة و كان اكتشافها صعباً و متأخراً ..
———————————————————————————–
لكن أمكن إكتشافها عام 1938 .. فبينما كان الرحالة الفرنسي “بربنان” يجتاز الحدود الجزائرية الليبية في واحدةٍ من رحلاته العديدة .. لفت انتباهه مجموعة كهوفٍ تنتشر في مرتفعاتٍ يطلق عليها اسم تاسيلي .. الأمر الذي أثار فضوله .. و جعله يقوم باستكشاف تلك الكهوف بلهفةٍ و حماسٍ شديدين ..
و عثر في أحد تلك الكهوف على شيءٍ فاق كل توقعاته .. كما ذكر في حديثه عن تلك الكهوف .. فقد وجد داخلها نقوشاً و رسوماً كثيرةً و متنوعةً ما بين صور لعمليات رعي الأبقار وسط مروجٍ ضخمة ، و صوراً لخيولٍ و نقوشٍ لانهار و حدائق غناء ، و حيواناتٍ برية ، و مراسماً دينية ، و بعض الآلهة القديمة ..
لكن ليس هذا مثار الدهشة بالطبع .. بل صورٌ تحتوي على رسوماتٍ عجيبةٍ لمخلوقاتٍ بشريةٍ تطير في السماء .. و ترتدي أجهزة طيران .. و لسفن فضاء .. و رواد فضاء .. و رجالٍ و نساءٍ يرتدون ثياباً حديثةً كالتي نرتديها نحن في زماننا الحالي .. و رجالاً يرتدون لباس الضفادع البشرية .. و رجالاً آخرين يجرون نحو أجسامٍ أسطوانيةٍ غامضة ..
———————————————————————————–
و استقطب هذا الاكتشاف اهتمام علماء الآثار و وسائل الإعلام كافة .. و جعلهم يتدافعون لزيارة الحدود الجزائرية الليبية لمعرفة المزيد عن تلك الرسوم و النقوش العجيبة ..
و أهم تلك الزيارات كانت في عام 1956 .. عندما قام الرحالة “هنري لوت” برفقة مجموعةٍ كبيرةٍ من العلماء بزيارةٍ لتلك الكهوف .. و التقطوا لها صوراً فوتوغرافيةً عديدة .. و بعد البحث و الدراسة و التدقيق .. و استخدام وسائل متطورةً للغاية كالتحليل الذري لمعرفة عمر تلك النقوش .. جاءت النتيجة .. و كانت مذهلةٌ بحق ..
فقد قدر جميع الخبراء عمر تلك الرسوم و النقوش بأكثر من عشرين ألف سنة ..!!
———————————————————————————–
أي خيالٍ محموم وقف منذ مائتي قرن كي يسكب على جدران تلك الكهوف أسراره الخارقة ؟ و أي عبقريةٍ في فجر التاريخ آثرت أن تترك الرمح كي ترسم رسوماً تسبق عصرها بعشرين ألف سنة ؟ و لأي غرض ؟
———————————————————————————–
و قد ذاع في العالم أمر هذه الكهوف ، بعد معرض فني أقيم في باريس عام 1957 يعرض لوحاتٍ مرسومةً للنقوش الموجودة على جدران تاسيلي .. مما أثار ضجةً هائلةً وقتها ، و تعددت الآراء التي تحاول تفسير لغز هذه الكهوف ..
———————————————————————————–
ظهرت نظرياتٌ كثيرةٌ تفسر هذه الرسوم .. منها انها من صنع سكان القارة المفقودة “أطلانطس” .. لكن هذه النظرية قوبلت بمعارضة .. حيث مكان الكهوف لا يتفق مع الموقع الذي يفترض أن تكون به القارة المفقودة و نظريةٌ أخرى تقول أنها من صنع حضارةٍ بالغة القدم .. بلغت شأناً كبيراً من التقدم و تركت آثارها و كالعادة ظهرت نظرية الكائنات من كوكبٍ آخر و غيرها و غيرها ..
———————————————————————————–
و ما زالت رسومات كهوف تاسيلي تجذب العلماء من كل مكان و ما زالوا يضعون العديد من النظريات حولها و ما زالت تفجر مزيداً من الدهشة و الحيرة و محاولات التفسير للرسومات ..!!
المصدر : صفحة “كنوز ليبيا Treasures of Libya” على الفيس بوك
أضف تعليق
Comments 0