منذ 122 أسبوع

محب الدين الخطيب.. وجوه متعددة وأدوار مريبة

عاد الفتى محب إلى دمشق بعد نجاحه في السنة الثالثة بكلية الحقوق بالأستانة.. كان قد بدأ دراسته الجامعية في كلية الآداب؛ ثم جمع إليها دراسة الحقوق.. قبل أن يكتفي بالحقوق؛ لعدم قدرته على التوفيق بين الدراستين كان رفيق دربه سليم الجزائري قد عرَّفه بـ فارس الخوري الذي كان يبحث عن شاب ذي مواصفات خاصة؛ ليعمل بالقنصلية البريطانية بـ الحُدَيِّدة غرب اليمن.. فإذا بـ محب الدين يعرض نفسه على الرجل راغبا في تلك الوظيفة!

تعجَّب سليم أشد العجب من رغبة صديقه في تلك الوظيفة، وسأله عن أسبابه؛ فساق له محب الدين أسبابا واهية تتعلق برغبته في الابتعاد عن الأستانة لنحو عام، بسبب ما يلقاه هناك من التضييق والرقابة لنشاطه السياسي بعد تأسيسه لجمعية النهضة العربية، والتي تكونت من مجموعة من الطلاب العرب الغيورين على لغتهم وثقافتهم، والمناهضين لسياسة التتريك المُتَّبعة في عهد السلطان عبد الحميد.. والواضح أنَّ الجمعية كانت قومية صرفة، وليست دينية يجتمع أفرادها في غرفهم وفي المقاهي، ويستمتعون بالاستماع إلى الغناء والموسيقى العربية!

العمل لدى البريطانيين للأسباب لا تقنع أحدا، ربما يكون سبيلا لسبر أغوار شخصية الرجل الذي أتى من الأفعال المتناقضة، والمواقف العصية على الفهم ما لا حصر له.. فلقد بدأ الشيخ مسيرته داعيا إلى القومية العربية؛ مناهضا لسياسة التتريك التي حاولت فرضها الدولة العثمانية؛ لكنه انتهى إلى صيغة إسلامية اختلطت فيها الأفكار والآراء والرؤى التي تحمل فيما بينها عديدا من التناقضات.. لنجده بعد ذلك منضما إلى جمعية الشورى العثمانية؛ استجابة لدعوة الشيخ محمد رشيد رضا الذي كان أستاذا لمحب أو في منزلة الأستاذ.. وكان الهدف المعلن للجمعية هو السعي إلى إصلاح الدولة العثمانية بدعوة السلطان إلى الشورى ونبذ الاستبداد!!

في فترة ما كان الخطيب بمثابة أستاذ لـ حسن البنا وصاحب تأثير كبير عليه، لدرجة جعلت البعض يذهب إلى أنَّ إعطاءَ الجماعة سماتِ التنظيم شبه العسكري، كانت من أفكار الخطيب بالأساس.. لم يكن البنا عالما متبحرا ولا فقيها مبرزا.. كان مدرسا للخط العربي، توقَّف تعليمه عند تجهيزية دار العلوم.. أمَّا محب الدين الخطيب فقد كان كاتبا وصحفيا وأديبا وداعية وسياسيا أسس التنظيمات، وكوّن الجمعيات.. خبر العمل السري، والتقى الشخصيات الهامة وخالطهم ومنهم الأمراء والسلاطين كما عمل مع البريطانيين في السر والعلن.. وهذا يؤكد التأثير الكبير الذي تركه الرجل على شخصية البنا وأفكاره.. ما يجعلنا موقنين أنَّ مجيء الرجل إلى القاهرة كان مخططا له، وذا أهدافٍ عمل الخطيب على تحقيقها بوسائل شتى.. وهذا ما يفسر لنا كثيرا من مواقفه المتناقضة، وعدم تصديه بشكل مباشر للمهام الجسيمة والخطرة.. لنرى البنا هو الذي يؤسس لجماعة الإخوان في الإسماعيلية، بدعم مباشر من الاستخبارات البريطانية، دون أن يظهر الخطيب في الصورة، .. ثم نرصد إنشاء جمعية أنصار السنة المحمدية السلفية علي يد محمد حامد الفقي ويد الخطيب من خلف الستار، كما كانت تلك اليد حاضرة في تأسيس جمعية الشبان المسلمين

ليس من  العجيب إذن أن تنقلب علاقة الرجلين (الخطيب والبنا) بعد ذلك ليصبح الأستاذ تلميذا لتلميذه، وعاملا لديه في رئاسة تحرير مجلة الإخوان المسلمين.. قبل أن ينقلب عليه الخطيب؛ بعد سعي البنا للتقريب بين السنة والشيعة، مع الشيخ القُمِّي فأقاما دارا لذلك بحي الزمالك بالقاهرة أسمياها دار التقريب، وقد شن الخطيب في مجلة الفتح التي كان يرأس تحريرها حملة على الدار و القُمِّي و البنا وأطلق على الدار اسم.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


صحيفة اليوم السابع منذ ساعة
قناة ONTV منذ ساعتين
قناة CBC منذ 5 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ 34 دقيقة
صحيفة الوطن المصرية منذ 5 ساعات
قناة CBC منذ 3 ساعات