القائمة الرئيسية

الصفحات


لعلكم تتفكرون ...




البحر و الماء ...

وفي البحر عجائب من خلق الله كما على سطح الأرض وما فيها،
وان النبات والحيوان والجواهر التي يحتويها لها من عجائب الخلق
والبدعة الربانية أضعاف اضعاف  ما تشاهده على وجه الأرض،

فسبحان الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، وخلق كل شيء فقدره تقديراً.

وأعجب من ذلك كله 
وهي قطرة الماء، هذا الجسم الرقيق السيال، متصل الأجزاء، 
كأنه شيء واحد، لطيف التركيب، سريع الاتصال والانفصال.
به حياة كل ما على وجه الأرض وفي جوفها 
وفي اجوائها وفي نهارها وبحارها  من نبات وحيوان 
كما قال سبحانه:
 {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ }
[الأنبياء: 30].

الجو و الهواء...

ومن الآيات الدالة على عظمته ربنا سبحانه و تعالى ، 
هذا الهواء اللطيف المحبوس بين السماء والأرض في الغلاف الجوي،
يحس به ولا يدرك ، ومكوناته التي تحتوي الأوكسجين الذي جعله الله
سراً لابد منه للحياة وهو غاز سريع الإشتعال ،
مع غازات اخرى خاملة بنسبة معينة من رب العزة لتمنع الإحتراق!!!
   والطير محلقة في جو السماء يحملها الهواء، سابحة بأجنحتها فيه،
 كما يسبح حيوان البحر في الماء، وتضطرب جوانبه وأمواجه،
 كما تضطرب أمواج البحر.
السماء و النجوم ...

ومن آياته سبحانه ملكوت السموات، وما فيها من النجوم والكواكب. 
و الأبراج و النيازك و المذنبات و الأجرام ، قال تعالى:
والسماء ذات البروج . واليوم الموعود .وشاهد ومشهود .
(البروج 1-3)
ومن عرف عجائب الأشياء، وفاتته عجائب السموات فقد فاته كثير،
 فالأرض وما فيها من النبات والحيوان، والبحار والجبال،
وكل خلقه سبحانه وتعالى بالنسبة لخلق  السموات
 كقطرة في بحر أو ذرة رمل في صحراء 
  قال سبحانه وتعالى :
{أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28)}
 [النازعات: 27، 28].

التفكر و الحكمة و العلم ...

وكما يعظم الناس عالماً، بسبب معرفتهم بعلمه ومؤلفاته، 
فيزدادون بمعرفته توقيراً له، وتعظيماً واحتراماً.
فكذلك كلما استكثر الإنسان من معرفة أسماء الله وصفاته،
 وعجيب صنع الله، كانت معرفته بجلاله وعظمته أتم،
 وتوقيره أعظم و أجل ، وعبادته أتم وأكمل.

وهكذا التأمل والنظر في المخلوقات؛
 فكل ما في الوجود من خلق الله وصنعه، جديرٌ بالفكر و التفكر
والنظروالتأمل و ..
 وإنما لكل عبدٍ منه بقدر ما رزق من العلم و الحكمة :

 قال تعالى :{قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
 وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ } [يونس: 101].

ومن اعتاد الفكر في عظمة الله وجلاله وقدرته،
والنظر في خلقه وملكه، صار ذلك عنده ألذ من كل نعيم،
 لأن ذلك غذاء قلبه وروحه، لا مانع عنه، ولا مزاحم فيه.

طاعة و معصية ....

فأصل كل حرمان سببه الجهل بالله وأسمائه وصفاته، ودينه وشرعه.
وأصل كل طاعة ونجاة إنما هو الفكر في أسماء الله وصفاته ..
 وأفعاله وخزائنه .. وفيما خلق له الإنسان .. وفيما أمر به .. 
وفيما أعد له من النعيم المقيم .. أو العذاب الأليم.

فتولد تلك المعرفة بالله إقبالاً ونشاطاً بحسب قوتها أو ضعفها، 
فيزداد القلب فرحاً وأنساً بربه، وتتلذذ الجوارح بالطاعة والعبادة.

وكذلك الكثير من المعاصي إنما يحصل من جانب الفكر ..
فإن الشيطان يصادف أرض القلب خالية فارغة .. 
فيبذر فيها حب الأفكار الرديئة ..
فيتولد منه الإرادات الفاسدة ..
فيتولد منها العمل الذي يغضب ربه
ويحبط عمله .. ويكون سبباً لهلاكه.
وإذا تدبرنا القرآن وجدنا أن الله يريد منا في الدنيا أن نكمل الإيمان،
 والأعمال الصالحة، والأخلاق، ونحذر المعاصي، لندخل الجنة.

والشيطان يريد منا أن نكمل شهواتنا الآن، ونعطل الأوامر،
 ونعيش على هوانا، ولو دخلنا النار يوم القيامة:
قال تعالى :{ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ
وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا } [النساء: 27].

ولدينا مزيد ...

والصدق والصبر، والتوبة والجهاد، وغيرها من الأعمال الصالحة،
وهي ما تجعل صاحبها يكمل محبوباتنا في الآخرة بعد الجنة ،
 برؤيته ربنا سبحانه و تعالى ، وسكنى دار كرامته، ورضوانه،
 والتلذذ بألوان النعيم قال تعالى :
{فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ } [القمر: 55]

والدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، فالدنيا دار العمل،
 والمسلم فيها مقيد بأوامر الله، كما أن السجين مقيد بأوامر السجن،
فلا يستطيع أن يأكل ما شاء، أو يتكلم مع من شاء،
 أو يزور من شاء، بل هو مقيد بأوامر السجن.
لكن يعطى من هذه الأشياء بقدر الحاجة.
فكذلك المسلم في هذه الدنيا مقيد بأوامرالله التي تصلحه وتنفعه،
 فهو يقوم بالعمل،
والله يطعمه ويسقيه ويرزقه حسب الحاجة، وبقدر ما يصلحه،
إلى أن يخرج من السجن، إلى قصور الجنة، 
حيث النعيم المطلق، والخلود الدائم هناك:
قال تعالى : {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ
جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [السجدة: 17].

تعليقات

التنقل السريع