المسلمون السود غاضبون لطرح اوراق مالكوم اكس بالمزاد

واشنطن- من بات ريبير
مالكوم اكس مع محمد علي كلاي في اوج قوة حركة الحقوق المدنية

يتسابق العلماء الاميركيون السود إلى الحصول على أوراق من مفكرة الزعيم الاسود مالكوم اكس لم يكشف عنها حتى اليوم ونسخة من القرآن ووثائق أخرى لا تقدر بثمن قبل أن يطرح كل ذلك في مزاد حدد موعده في 20 آذار/مارس الجاري.
فقد طرحت دار مزاد باترفيلدز هذه المجموعة بموقعها على الانترنت، ويريد العلماء الاميركيون السود الحفاظ عليها كمجموعة لا تتجزأ.
وقد قدرت قيمة هذه المجموعة بما يتراوح بين 300 ألف و500 ألف دولار.
وقد أصاب هؤلاء العلماء وأفراد أسرة مالكوم اكس الفزع على حد سواء لفكرة تبديد هذه الاوراق الخاصة بعرضها في مزاد فتضيع هباء، وهي تتضمن يوميات مالكوم عن رحلاته في أفريقيا قبل عام واحد من اغتياله في شباط/فبراير 1965 أي منذ 37 عاما.
وجمع العلماء صفوفهم لبذل محاولات لشراء المجموعة قبل أن يبدأ المزاد وبذلك يمكن استخدامها في البحث العلمي، وقد دفعهم إلى ذلك تحذير وجهه عبد الله كليمات مدير قسم الدراسات الافريقية في جامعة توليدو في أوهايو.
ويقول عبد الله كليمات "آمل أن تجري مناقشات هادئة تسفر في النهاية عن حصول إحدى المؤسسات على هذه الاوراق". وأضاف قائلا "ونحن لا نقول بأي حال من الاحوال أن من حصل على هذه الاوراق بطرق مشروعة لا ينبغي تعويضه ماليا عنها".
ونظرا إلى انقطاع سند أوراق مالكوم اكس لم يتسن بعد لعلماء محايدين تأكيد صحة نسبتها إليه. وصرحت كاترين وليامسون مديرة المخطوطات في دار مزاد باترفيلدز أن كليمات وعلماء آخرين سيسافرون إلى كاليفورنيا حيث يمكن للجمهور أن يعاين الوثائق اعتبارا من الان.
ويؤكد مدير قسم الدراسات الافريقية أنه شاهد بالفعل نسخا من اليوميات وبما أنه يعرف "خط يد مالكوم اكس فهذه الوثائق تبدو صحيحة تماما".
وقد تظهر هذه الاوراق جوانب هامة وحيوية من عمل مالكوم اكس في السنوات الاخيرة من حياته بعد أن انفصل عن المسلمين السود وبدأ يكيل للبيض انتقاداته اللاذعة. وقد تمسك بالمضمون الحقيقي للاسلام ولكنه رفض الانضمام إلى صفوف المسلمين السود.
وهنا يستطرد مدير قسم الدراسات الافريقية قائلا "ومن هنا بدأ يتغير وأصبح أكثر مدنية في اتجاهاته وأكثر انفتاحا على الافكار البراجماتية" ومد يده للجماعة المدافعة عن حركة الحقوق المدنية التي كانت هي التيار السائد في ذلك الوقت.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن ديفيد جارو مؤرخ الحقوق المدنية في جامعة ايموري في جورجيا أن كمية الوثائق "لا يصدقها العقل ببساطة" لان هناك "وثائق شخصية خاصة بمالكوم اكس قليلة جدا في المحفوظات العامة".
ويرجع السبب في ندرة هذه المتعلقات الشخصية إلى حد كبير إلى الدور الذي انخرط فيه كزعيم مثير للقلاقل. فقد نفد صبر مالكوم اكس إزاء بطء تيار حركة الحقوق المدنية التي كان يتزعمها مارتن لوثر كينج جونيور.
ومن ثم عمل مالكوم اكس على تحريك روح النضال وإيقاظ الوعي بالتفرقة العنصرية في جميع أنحاء المدن الشمالية وألهم جيلا جديدا من مجموعات السود القوية والعلماء السود وأثار الخوف في نفوس البيض. وتعقبته المباحث الفيدرالية وشكك فيه زعماء آخرون للحقوق المدنية وغالبا ما كانت وسائل الاعلام تتجاهله أو تقدمه في صورة سلبية.
ويقول عبد الله كليمات "إن عمل أبحاث على المتطرفين والناس الذين يعملون خارج نطاق التيار السائد أمر عسير للغاية". وأوضح "هناك أشياء غير موثّقة".
ويولي العلماء اهتماما خاصا لاجتماعات مالكوم مع الزعماء الافارقة عام 1964 في وقت كانت البلدان الافريقية تكافح من أجل الاستقلال بعد مئات السنين من حكم الاستعمار.
ويؤكد الباحث الاكاديمي عبد الله كليمات هنا أن هذه المذكرات الخاصة قد تلقي الضوء على تلك الحقبة من تاريخ أفريقيا وكذلك تاريخ حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة.
وأما عن كيفية وصول هذه المستندات إلى دار المزاد، فقد صرحت كاترين وليامسون بأنه تم شراؤها من مؤسسة تخزين بالايجار في فلوريدا وباع القائم على تشغيلها محتوياتها لانه كان يفتقر إلى ثمن الايجار.
وشكك مدير الدراسات الافريقية في هذه القصة واستعاد ذكرى الرصاصة التي أتلفت دفتر العناوين الذي كان مالكوم اكس يحمله عندما أطلق عليه النار ووصول هذه الرصاصة إلى مزاد ولكنها سحبت بعد ذلك لانها أخذت بطرق غير مشروعة من ملف الشرطة الخاص بأدلة الاثبات.
ويقول رودنيل كولينز ابن شقيق مالكوم اكس في كتاب له أن بيتي شاباز أرملة مالكوم اكس - والمتوفاة حاليا - أمرت أفراد الاسرة "بالتخلص من جميع المذكرات التي كتبها مالكوم اكس بخط يده" بعد وفاته.
ويتكهن عبد الله كليمات أن عملاء المباحث الفدرالية الذين تعقبوا بانتظام ما حفظ من تاريخ مالكوم اكس في أنحاء البلاد، بما في ذلك مركز شومبورج لابحاث ثقافة السود في مكتبة نيويورك هم الذين قاموا بهذه المبادرة.
ويشير إلى أن مكتبة الكونجرس قد تهتم بحماية المجموعة المطروحة في المزاد
ودافع عن "حق الحكومة في مصادرة الملكية الشخصية الفكرية" بحيث تضع يدها عل وثائق تاريخية هامة.
وتقول كاترين وليامسون أنه بعد كل ردود الفعل هذه ستعرض دار المزاد أولا المجموعة "كوحدة واحدة بسعر معين". وأوضحت أن البائع له أن يتفق مع المشتري قبل المزاد "وإن كان هذا الاسلوب غير ديمقراطي".