ما هو عذرك؟ لماذا لا يمكنك الرسم؟

لقد حاولت العديد من المرات. لقد اطلعت على بعض القطع الفنية الرائعة وشعرت بهذه الحرارة في قلبك، ولكنك حصلت فقط على بعض الخطوط غير المرتبة والمتناسقة عندما حاولت القيام بالأمر نفسه. في النهاية استسلمت لقدرك. لنكن صريحين، أنت لا تمتلك الموهبة! أو جهازاً لوحياً. أو مهارات يدويةٍ أفضل. لكن هل تحتاج إلى كل ذلك حقاً؟

أنا لا أمتلك الموهبة

"أتمنى لو كنت موهوباً مثلك!" أتبدو هذه العبارة مألوفة؟ على الأغلب قلت هذه العبارة عدة مرات لشخص ما أثار أعجابك. رجاءً، لا تقلها! هذه العبارة ليست إطراءاً، بل إهانة! ما سيسمعه الفنان عندما تقولها هو ما يلي، "أنا لا أكترث بعدد الساعات التي أمضيتها وأنت تطور مهارات، فأنا أحسدك على امتلاكك لمورثات جيدة لم أكن محظوظاً بما يكفي لامتلاكها. " أو بشكلٍ وقحٍ أكثر، "كنت لأكون جيداً بقدرك أو أكثر لو ولدت ومعي هذه المورثات الجيدة." بعبارات أخرى، تستمر في إخبار الناس الذين يثيرون إعجابك بأنهم لم ينجزوا أي شيء بمجهودهم الشخصي!

ما هي الموهبة إذا؟

يمكنك الذهاب إلى أي مكان. استعمال دراجة أو سيارة سيوصلك إلى هذا المكان بشكلٍ أسرع، لكن مع ذلك، ستصل إلى وجهتك عاجلاً أم آجلاً. إمتلاك الموهبة مشابهٌ لامتلاك سيارة. فهي بمثابة المحفز الكيميائي، شيءٌ يقوم بتسريع عملية التعلم. امتلاك سيارة لا يعني أنك ستصل إلى الهدف الخاص بك -- فقط سيسهل عليك ذلك.

الناس الذين يتمتعون بالموهبة الطبيعية تم تشجيعهم على الرسم منذ أن أصبحوا قادرين على حمل قلم. رأى الآباء والمعلمون شيئاً واعداً في خربشات أطفالهم، وكل مديح كان بمثابة دافع تحفيزي للطفل. هذه الخربشات لم تكن "عظيمة" حقاً، ولم تكن حتى "جميلة". على الأغلب كان المعلم قادراً على رؤية ما كان مرسوماً دون داعٍ لأي تفسير أو شرح، وكان ذلك كافياً. كافياً لجعل الطفل يرسم أكثر وأكثر! عندما وجد الأطفال الآخرون ألعاباً ظنوا أنها أفضل من تلطيخ الورق بالجرافيت، كان هذا الطفل مستمراً في الرسم. ومن ثم، بعد سنوات، تلتقيان ببعضكما. يمكن لهذا الشخص أن يرسم لوحة واقعية لوجه إنسان في بضع ساعات، بينما لا يمكنك أن ترسم أكثر من إنسان العصا* هذا صحيح، مهاراتك لم تتطور منذ أن كنت في الروضة! اسئل نفسك الآن لماذا؟    (*المترجم: إنسان العصا أو Stick Figure، ابسط رسم ممكن للإنسان البشري وغالباً ما يكون دائرة تمثل الوجه وخطوط مستقيمة تمثل القدمين واليدين.)

لقد فات الأوان، كان علي البدء منذ أن كنت ولداً

يقال بأنك بحاجةٍ إلى سبع سنوات حتى تصبح محترفاً في مهارةٍ ما. جميع هؤلاء الأولاد الموهوبون يمتلكون هذ المهارة منذ الآن (أو معظمهم)، لكن ما يزال لديك الكثير من الوقت أيضاً! الأخبار الجيدة هي أن بإمكانك الآن أن تجمع كل الأدلة التي تثبت تقدمك، أن تستعمل الدروس الموجودة على الإنترنت، وأن تحصل على آراء الفنانين الآخرين -- أنت لم تعد طفلاً بعد الآن، لذا يمكنك أن تخطط لها حقاً! وتوقف عن سؤال الفنانين عن الوقت الذي استغرقوه حتى وصلوا إلى هذا المستوى. ستستخدم إجابتهم فقط لكي تخبر نفسك بأن الأوان قد فات.

لكن لا يمكنني أن أرسم حتى إنسان عصا!

ما الذي يعنيه هذا؟ غير مسموحٍ لك بذلك؟ تتوقف يدك عن الإستجابة عندما تلمس الورقة؟ على الأغلب تحاول أن تقول بأنه لا يبدو صحيحاً. مجدداً، ما الذي يعنيه هذا؟ ما هي "الطريقة الصحيحة" لرسم إنسان عصا؟

ما أعنيه، هو أنه لا يمكنني سوى رسم إنسان عصا وبشكلٍ فظيع. هل أنت سعيدٌ الآن؟

بكل تأكيد! لأن إنسان العصا هو كل ما تحتاج إليه عندما تريد البدء في الرسم. كل رسم لإنسان يبدأ بإنسان العصا. وهذا سبب وجود رسم دمى العرض (المانيكان وبالإنجليزية Mannequins) - تقوم بتصميم وضعية إنسان معينة، ترسم إنسان عصا ومن ثم تستخدم معرفتك بالتشريح البشري لكي تجعله يبدو كإنسانٍ حقيقي.

معرفة بالتشريح؟ أجل، بكل تأكيد...

لكن مهلاً، لم يمتلك أحد هذه المعرفة منذ الولادة! كل ولدٌ موهوب كان عليه تعلم كيفية رسم هذه الرسومات الملحمية التي تحبها. والتعلم هو شيءٌ يمكنك القيام به دون أي موهبة - تقوم بقراءة الكتب والتدرب، كما هو الحال دائماً. لذا، المهارات اليدوية المطلوبة لرسم إنسان عصا + معرفة بالتشريح البشري = رسم إنسان.

يداي تتحركان بشكلٍ إعتباطي وغير حذر

استعمل قدميك أو فمك في هذه الحالة. يمكنك أن تدرب كل شيء على رسم الأشكال على الورق. ومن ثم، مع الوقت والتدريب، ستبدأ هذه الأشكال بمماثلة شيءٍ ما. ألا تصدقني؟ تحقق من أعمال لاريم تايلور (Larime Taylor)، الفنان المعاق الذي يرسم عن طريق فمه. كان لدى هذ الشخص قصة يريد أن يرويها، ووضعه الصحي لم يمنعه عن ذلك! إذا كان لديك يدان تعملان بأفضل شكل، فما الذي يمكنه أن يوقفك؟

إذا كانت يداي بوضعٍ جيد، فلماذا لا تماثل رسومي أي شيٍ حقيقي؟

الأمر لا يتعلق بيديك. جميع هؤلاء الفنانين المحترفين يرسمون تماماً الخطوط نفسها التي ترسمها. الفارق الوحيد هو أنهم يعرفون أين يضعون الخطوط. الأمر يتعلق بالطريقة التي تنظر بها إلى الأشياء. هل سبق لك وتسائلت لماذا يرسم الأطفال إنسان عصا عندما يرغبون برسم إنسان حقيقي؟ لأنهم يروون أشكال مبسطة. يمكن تحويل كل شيء إلى أشكال مبسطة لكي يتم تمثيله بشكلٍ أسهل. المشكلة هي أنه وفي بعض الأحيان تعلق الأشكال المبسطة في ذهنك بالشكل الذي رأيتها فيه وأنت طفل. الرأس هو دائرة، العينان بيضاويتان، أذنا القطا مثلثان والإنسان مصنوع من خمس عصي.

هذه طريقة جيدة للنظر إلى الأشياء، ولكن عند البداية فقط. تحتاج إلى أن ترى أكثر من ذلك. انظر إلى الشجرة وكأنك تراها لأول مرة. الشجرة ليست مكونةً من عنصرين، أليس كذلك؟ ستلاحظ الأشكال غير المنتظمة للمجموعات الأوراق، الشكل الذي تنحني به الجذوع، ستلاحظ أن جذع الشجرة ليس مستقيماً فعلياً، وأنه، في الواقع، الشجرة مكونة من العديد من الشجرات الصغيرة. لن ترسم بعد الآن أبداً عصا مع غيمة خضراء فوقها!

لكن لا يمكنني أن أرسم خطاً مستقيماً حتى!

ولا أنا. أتكلم بشكلٍ جدي، نحن نستعمل المسطرة لهذه الأمور. وإذا كانت خطوطك متعرجة ومهتزة حقاً، فأنت على الأغلب ترسم بالاتجاه الخاطئ. اذهب وارسم بعض الخطوط المتموجة في كل اتجاه، من الأعلى للأسفل، من اليسار إلى اليمين، بشكلٍ قطري إلخ. تحقق من الخطوط واعرف ما هو الاتجاه الذي جعل يدك تسترخي، وما هو الاتجاه الذي تتطلب مجهوداً أكبر بقليل لكي ترسم الخط فيه. هنالك سببٌ لكون جميع شخصياتي تنظر لليسار. هذا يبدو مريحاً أكثر لي!

لكن كل درس يبدأ بدائرة، ولا يمكنني أن أرسم الدوائر دون استعمال الفرجار

في الواقع، ليس من المفترض منك أبداً أن ترسم دائرة مثالية. لن يفيدك ذلك، طالما أن الدائرة هي مجرد أساس لبقية الصورة، وغالباً ما يتم مسحها لاحقاً. أنت لست معمارياً! الكثير من الناس يظنون أن الفنانين يرسمون صورةً كاملة من ذاكرتهم، مع كون كل خط مثالياً منذ البداية. المشكلة هي أنك ترى النسخة الأخيرة فقط من الصورة. لا خطوط غير مرتبة، كل شيءٍ نظيف ومثالي. لم ترى كل الخطوط الدليلية، كل عمليات التصحيح، الأخطاء وأي شيء آخر قام به الفنان قبل الإنتهاء من الرسم. هنالك وهمٌ بأن الصورة بدت تماماً مثل ذلك من اللحظة الأولى. وعندما تحاول أن ترسمها بهذا الشكل، ينتهي بك الأمر وأنت تشعر بالإحباط.

لا تكن مرتباً! هنالك رحلة طويلة من الرسم الأولي وحتى الصورة النهائية، ومسموح لك أنت ترتكب مجموعةً كاملة من الأخطاء في كل مستوى من مستويات الرسم. لا تضغط بشدة على قلم الرصاص، لا ترسم خطوط طويلة، المس الورق بنعومة كبيرة، تعلم الرسم بيدٍ مسترخية. هذه هي الخطوة الأولى لكي تلقي بإنسان العصا خلف ظهرك.

أعرف تماماً ما أرغب برسمه، لكن المقادير والنسب دائماً ما تكون غير صحيحة

هذه مشكلة مهمة جداً. أنت تعرف كيف ترسم خطوط بسيطة، لقد تعلمت كيف ترى، لكن لا شيء يبدو كما يجب أن يكون عليه. كيف يمكنك أن تصلحه؟ كبداية، توقف عن رسم الأمور المعقدة حتى تتغلب على هذه المشكلة. فقط انسى النسب للحظة. تعلم كيف تقيس الأمور البسيطة باستخدام عينيك -- انظر إلى الأماكن التي يمكنك أن تضع فيها خطوطاً دليلية لكي تتحكم بالمقاييس. تعلم ذلك حقاً قبل العودة إلى الوجه أو الأجسام الكاملة.

لا املك ما يكفي من المال لشراء جهاز لوحي خاص بالرسوميات

وإذا كنت تملك، فإنك سترسم مناظر طبيعية ملحمية ومفعمة بالألوان، أليس كذلك؟ يمكنك أن تستخدم الطبقات وأن تتراجع عن أي أخطاء بكبسة زر، وبالتالي لن يكون هنالك أي أخطاء مدمرة، وسيكون هذا بمثابة امتلاك جميع أدوات الرسم في أداة واحدة! وكل هذه الفراشي الرقمية... يمكنك أن تحمل فرشاة غيم، اضغط بضع مرات وانتهى الأمر! أو فرشاة فرو. لا داعي بعد الأن لرسم كل شعرةٍ على حدىً، فقط بضع ضربات وانتهى الرسم! أجل، من الرائع جداً أن تكون فناناً رقمياً...

خطأ. حسناً، من الرائع حقاً أن تكون فناناً رقمياً، لا جدال هنا، لكن تحتاج أولاً إلى أن تكون فناناً. إذا لم يكن بإمكانك الرسم باستخدام قلم الرصاص، فكيف سترسم باستخدام قلم الجهاز اللوحي؟ عندما لا يكون بإمكانك القيادة، فإن شراء سيارة رياضية باهظة الثمن لن يسرع أبداً من وصولك إلى هدفك. حسناً، يمكنك أن تستقل سيارة أجرة (فراشي الصور،الرسم بالاستشفاف) وأن تذهب فوراً إلى وجهتك دون أن تتعلم شيئاً. لكن...كنت ترغب بتعلم كيفية الرسم، أليس كذلك؟ لم تكن ترغب بتعلم كيفية التظاهر بأنك ترسم.

ماذا عن كل هذه المعدات الخاصة: أقلام الرصاص، أقلام التعليم (بالإنجليزية Markers)، الورق، الألوان...

عندما كنت ولداً، كلما كنت تحتاج إليه لكي تبدع هو عصا وتراب. الآن يمكنك أن تكون محترفاً أكثر وأن تشتري لنفسك قلم رصاص حقيقي! وبقلم رصاص حقيقي أعني القلم الكلاسيكي الرخيص بتدرج HB. يمكنك أيضاً أن تشتري كومة من ورق الطباعة التي لن تأسف على إهدارها. وهذا كل شيء. طبعاً، استخدام الألوان هو أمرٌ رائع، والورق الأفضل سيشكل فارقاً، لكننا نتكلم عن مرحلة البدء هنا. مجدداً، لا تحاول أن تشتري لنفسك سيارة أفضل وأنت ما زلت تتعلم كيف تمسك المقود.

لكنني أعرف كيفية "إمساك المقود". رسومي فقط بشعة وأظن أنها ستكون أفضل مع ألوان\ورق أفضل\جهاز لوحي

لا تذهب في هذا الطريق. لا تستخدم الألوان والطلاء لكي تغطي عيوبك، لا تخفي مهاراتك الضعيفة خلف فراشي الصور. تعلم كيف ترسم رسوماً أولية. احترف الرسوم الأولية (السكتشات)، ومن ثم ستكون حراً في المضي قدماً. أنت لا تتعلم كيف ترسم - الجميع بإمكانه الرسم - أنت تتعلم فقط كيف ترى. هذه المهارة التي ستحتاج إليها في كل نشاطٍ فني، وإذا لم تكن ماهراً جداً في الرسم، فإنك لن تنجح في التلوين.

لوحاتي لم تكن يوماً جيدةً بشكلٍ كافي

اه، أعرف هذا الشعور. أقوم بالنظر إلى كل هؤلاء المحترفين واتعجب كيف يجعلون الأمر يبدو سهلاً جداً، بينما أنا لا يمكنني ذلك. الشعور بفقدان الثقة والهمة معروفٌ جداً بين الفنانين من كل المستويات. حتى المحترفون يعانون مع أخطائهم ومع طموحاتهم الخاصة. تظن بأنهم جيدون بشكلٍ كافي، لأنهم أفضل منك بكثير. لكنهم يظنون عكس ذلك، لأن لديهم أيقونات مثالية الخاصين بهم - الرسامون الأفضل منهم. الأمر يبدو كحالة متناقضة، لأنه لا يوجد فنان مثالي. ستغار دوماً من المهارات الخاصة بشخصٍ ما، وسيغار شخص آخر من مجموعة المهارات الخاصة بك. لا يوجد ما هو "كافي"، لا يوجد "نهاية" للإنسان. لا تحاول أن تكون مثالياً. استمر في السعي لأن تكون أفضل، وقدر قيمة كل تحسنٍ بسيط.

شيء آخر: أن تقول "تبدو رسومي سيئةً جداً" لا يجب أن تؤدي إلى المديح والإطراء -- بل يجب أن تجلب النقد. عندما تقول هذه العبارة، هل ترغب بأن تسمع وتعرف ما هي درجة أخطائك، أو كيف تصلح فعلياً هذه الأخطاء ويتحسن مستواك؟ لا تتوقع التعليقات اللطيفة، لا ترسم لكي يمدحك الناس. لا تتظاهر بأنك تكره أعمالك لكي تجلب الانتباه. اسأل نفسك لماذا ترغب أن ترسم والتزم بهذه الإجابة.

لكن رسم اللوحات البشعة، غير المثالية لا يعد أمراً ممتعاً

مجدداً - لن تكون رسومك مثالية، لذا تقبل هذه الحقيقة. لن تكون سعيداً أبداً بلوحاتك. أنت من يحدد لحظة "بشكلٍ كافي". أفضل طريقةٍ للاستمتاع بمرحلة التعلم الأولى هي بعدم إظهار ما تتدرب عليه لأحد. لا تجعلهم يخبرونك بأنك لست جيداً بشكلٍ كافي لكي ترسم. ارسم بشكلٍ اولي بكمية كبيرة وارمي السكتشات عند الانتهاء منها. لا ترتبط معها بأي مشاعر، فهي مجرد خطوات على الطريق. فقط ارسم، جرب الأشياء واستمتع، مهما كانت النتيجة النهائية.

وعندما تكون سعيداً بنتيجتك، يمكنك أن تحاول وتري النتيجة لشخصٍ ما. لا تتوقع المديح، اطلب النقد. فجأة سيتحول عمل "المقبول" إلى عملٍ رديء مرةً أخرى، لكنك ستتعلم كيف تصبح أفضل في المرة القادمة!

بناء مهاراتك عن طريق رسم العديد من السكتشات غير المرتبة وغير المفيدة هو مثل البدء بمجموعةٍ من أحجار البناء. يمكنك أن تحاول وتجرب صناعة أفعوانية حديثة ملاهي باستخدام حفنة من الأحجار فقط، ولكنك ستحصل على نتائج أفضل إذا بدأت بأشكال بسيطة وأجلت المشروعات المعقدة للوقت الذي تمتلك فيه مواد بناء أكثر.

في الواقع، أحب أعمالي الفنية، لكن الآخرين هم من يقولون أنني غير جيدٍ بما يكفي

هل أنت سعيد بالمستوى الذي وصلت إليه؟ رائع! يمكنك أن ترسم الأشياء الموجودة في ذهنك بالشكل الذي يحلو لك، بدون الشعور بأنك مضغوط لكي تكون أفضل. ربما كنت تستعمل أساساً للشخصيات الخاصة بك، أو ربما كنت تستخدم رسوم خطية لشخصٍ آخر لكي ترسم الشخصيات من ذهنك. وهذا رائع، طالما أنك لا ترغب بأن تصبح أفضل حقاً. هنالك نوعان من الناس:

• هم يروون بأنهم ليسوا جيدين في الرسم، لكنهم يعرفون أنهم يستمتعون بالرسم. يحبون أن يصمموا، وأن يروا الناس شيئاً تصوروه في ذهنهم، والتأثير النهائي جيد بشكلٍ كافي لهم. ربما يرغبون بأن يتحسنوا، لكنهم لا يمتلكون الوقت للتعلم وراضون بالمستوى الذي وصلوا إليه. النقد ليس مفيداً بالنسبة إليهم، لكنهم لا يرغبون بالمديح أيضاً.
• هم يروون بأنهم ليسوا جيدين في الرسم، لكنهم يرغبون بإخفاء الأمر بشكلٍ ما. عندما يشير شخصٌ إلى عيوبهم، فإن أعذارهم المفضل هو: "الرسم بفأرة الحاسوب سيء جداً"، "هذا هو أسلوبي! أو، بشكلٍ أكثر إبداعاً، "كيف يمكنك أن تقول بأن التنين الخاص بي فيه عيوب إذا لم ترى تنيناً في حياتك كلها؟" كما أنهم يتظاهرون بإنتمائهم إلى المجموعة الأولى، لكنهم فعلياً يرغبون بسماع المديح، وليس النقد. يعيشون بوهم أنه إذا أخبرهم أحد بأن علمهم جميل، فإنه سيصبح جميلاً بشكلٍ تلقائي. الشخص الذي يمدح العمل الفني هو خبير، بينما الشخص الذي يجد العيوب في نفس اللوحة ليس إلا مغفل حاقد.

إذا كنت تنتمي إلى المجموعة الأولى، فمن الجيد أن تجعل الناس يعرفون بأنك لا ترغب النقد، ولا المدح المزيف. آراء الناس قد تساعدك على التحسن، لكن الخيار يعود لك. و إذا كنت في المجموعة الأخرى، فتقبل عندها حقيقة أنك سيء. فقط صدق ذلك. لا يوجد عيب في ذلك، الكثير من الناس أسوء منك فعلياً، بحيث أنهم لا يحاولون الرسم أبداً. جميعنا نرغب بأن يتم مدح أعمالنا الفنية، لكن هل تحتاج حقاً إلى المديح المزيف؟ إذا رغبت في أن تكون أفضل، تعلم وحاول؛ إذا ظننت أن الأمر صعبٌ جداً، لكن ما تزال ترغب في أن ترسم - لا تتظاهر بأنك جيد. انسى عبارة "هذا هو أسلوبي!" التي تدافع بها عن نفسك وتقبل الإجابة الحديثة المتواضعة على كل نقد تتلقاه: "أنا فقط أحب الرسم، هذا كل ما في الأمر أعرف أنني سيء، لكنني لا أرغب في أن أكون أفضل". وقل شكراً. فهم في النهاية يحاولون مساعدتك.

خاتمة

واو، لقد كانت مجموعةٌ كبيرة من الأعذار! إذا كان بإمكانك إيجاد المزيد، فسأكون سعيداً بمناقشتها معك في التعليقات. إذا، لماذا لا يمكنك أن ترسم؟