المكتبة الوطنية توثق مراحل تطور «لدعم»

alsharq
محليات 10 ديسمبر 2015 , 02:11ص
محمد الفكي
تُمثِّلُ مكتبة قطر الرقمية التابعة للمكتبة الوطنية مصدراً علمياً أساسياً يُمكن من خلاله تتبع نشأة وتاريخ علم قطر الوطني، حيث تحتوي المكتبة على آلاف الوثائق والمواد الأرشيفية المتاحة للجمهور مجاناً، وتمثل أحد أهم إنجازات المكتبة، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ضمن جهودها لمد جسور المعرفة بين تراث قطر والعالم العربي والإسلامي والمستقبل.
والعلم الوطني لأي دولة هو رمز عزتها ومجدها، والمرآة التي تعكس هويتها وتاريخها، ومصدر الفخر الذي تستمد منه الشعوب روح الاعتزاز بالوطن والانتماء لأرضه وترابه.
وتُلقي قصة تطور ونشأة العلم الوطني لقطر الضوء على الكثير من الأحداث الفارقة في تاريخ دولة قطر والمنطقة، كما تكشف عن المحطات التاريخية المختلفة التي مر بها العلم العنابي، أو «لدعم» كما هو معروف عند القطريين، حتى وصل إلى صورته المعاصرة.
وقال المهندس سعدي السعيد، مدير الشؤون الإدارية والتخطيط في مكتبة قطر الوطنية: «تقدم مكتبة قطر الرقمية، التي مرَّ أكثر من عام على إطلاقها، كنزاً من الوثائق والمخطوطات التاريخية لكل المهتمين في قطر والعالم تتيح لهم التعرف بعمق على تاريخ قطر ومنطقة الخليج وتراث الحضارة العربية والإسلامية».
وأضاف: «تتيح مكتبة قطر الرقمية لأول مرة في المنطقة إمكانية الاطلاع على مجموعة شاملة من المصادر الرقمية التي سيجدها سكان دولة قطر والمقيمون فيها مليئة بالمعلومات القيِّمة والشيِّقة. وتمثل احتفالات اليوم الوطني للدولة مناسبة عظيمة لكل القطريين للاحتفاء بتراث وتاريخ بلادهم المجيد وتذَكُّر نضالات آبائهم وأجدادهم، وتُعتبر مكتبة قطر الرقمية من أهم وأفضل المصادر التي تُوثِّق هذا التاريخ والتراث».
وتحتوي مكتبة قطر الرقمية على مجموعة من الوثائق الأرشيفية بعنوان «أعلام رفعها شيخ قطر» يعود تاريخها إلى أغسطس 1929، والتي تضم بدورها مجموعة من المراسلات بين المسؤولين البريطانيين حينها حول العلم القطري، كما تضم مجموعةً من الرسوم التوضيحية لنشأة وتطور علم دولة قطر، وجميع هذه الوثائق مأخوذة من سجلات مكتب حكومة المملكة المتحدة في الهند في تلك الفترة.
وخلافاً للاعتقاد الشائع، فإن اللون الأبيض في علم قطر لا يرمز للسلام ولا اللون الأحمر يرمز للدماء التي تسيل في الحرب، بل لأن سكان قطر في الماضي كانوا يصبغون أعلامهم باللون الأحمر بصبغة مصدرها جزيرة بن غنام الواقعة بالقرب من الخور، ومع طول التعرض للشمس، تبهت ألوان الصبغة لتتحول إلى الأحمر الأرجواني «العنابي». ويتوافق الجزء الأحمر الأرجواني في علم قطر مع تاريخ الدولة وبيئتها وبُعدها الحضاري.