«ألا تخجلون!». قالها أحد المتابعين على صفحات السوشال ميديا، تعليقاً على الفيديو الذي انتشر لافتتاح «موسم الرياض» في السعودية بدورته الرابعة التي انطلقت أخيراً، وتخللته وصلات غنائية ولوحات راقصة وألعاب ترفيهية. فقد سجّل التاريخ، أنه في الوقت الذي تُباد فيه غزة ويخوض فيه الفلسطينيون معركة البقاء والصمود، ويتعرّضون لمجزرة لم يشهد التاريخ الحديث مثيلاً لها، أقام تركي آل الشيخ، رئيس «مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه»، افتتاحاً ضخماً للإعلان عن «موسم الرياض». فقد أصرّ «أبو ناصر» على إبقاء موعد الحدث الفني الذي انطلقت دورته الأولى عام 2019، ضارباً بعرض الحائط كل المعايير الإنسانية والأخلاقية. هكذا، جنّد آل الشيخ نفوذه لافتتاح «موسم الرياض»، مستعيناً بالنجوم الذين يُعرفون بالولاء له، جامعاً إياهم حول المآدب الفاخرة. حضر الحفلة التي أقيمت في الرياض، نجوم عرب من مختلف المجالات الفنية، من بينهم المصريون أحمد عز، ومحمد هنيدي، وأشرف عبد الباقي، ومحمد أنور، وعمرو يوسف، واللبنانيتان نانسي عجرم وإليسا والسورية أصالة نصري، إلى جانب باقة كبيرة من النجوم الخليجيين. وكانت قد سبقت الافتتاح مجموعة حفلات أقيمت عبر تطبيق Webook وغنّت فيها إليسا وأصالة وغيرهما. أما من النجوم العالميين الذين حضروا حفلة العشاء، فنذكر الملاكم مايك تايسون، ولاعب كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو وحبيبته جورجينا رودريغز، والممثل الهندي سلمان خان وغيرهم.
أجواء الفرح والسعادة في افتتاح «موسم الرياض»، لم تمرّ بسلام على صفحات السوشال ميديا. اللافت أن غالبية التعليقات المعترضة، جاءت من قلب الشارع السعودي. فقد أعلن عدد من المغرّدين عن رفضهم لما يحدث بينما تشهد فلسطين إبادة ومجزرة جماعية. وأشارت التعليقات إلى أن التاريخ سيكتب أنّ الرياض رقصت على أشلاء أطفال غزة وأقامت الاحتفالات في الوقت الذي كانوا فيه يتعرّضون لعملية إبادة مروعة. وقارنت التغريدات بين من يموت وتتناثر أشلاؤه بفعل الطيران الإسرائيلي في غزة، وآخرين ماتت ضمائرهم وأخلاقهم في «موسم الرياض»!
في هذا السياق، ضجت صفحات السوشال ميديا بخبر افتتاح «موسم الرياض» التي بدأت بكلمة لـ «أبو ناصر» مرحّباً بالضيوف، متناسياً المجازر التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين. لم يأتِ المستشار السعودي أبداً على ذكر ما يحدث في غزة، كأن لا شيء يحدث في فلسطين، بل إن الأوضاع هادئة وعلى طبيعتها! تضمّن الافتتاح نزالاً تاريخياً بين الملاكم البريطاني تايسون فيوري، ولاعب الفنون القتالية الفرنسي فرانسيس نغانو، ثم انطلقت الرقصات الغنائية واللوحات الفنية الصاخبة. وافتتحت السهرة مجموعة من الفنانين الأجانب، وأُقيمت ألعاب خفة وترفيهية، وتسابق الحضور على التقاط الصور مع الضيوف من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية.
غالبية الانتقادات جاءت من قلب الشارع السعودي


على الضفة نفسها، طالبت التعليقات بمقاطعة الفنانين العرب الذين لم يستطيعوا أن يخالفوا أوامر «أبو ناصر»، ووصفت التعليقات النجوم بأنهم منبطحون للمستشار السعودي، إذ التزموا الصمت في العالم الافتراضي منذ انطلاق «طوفان الأقصى»، تخوّفاً من سحب إقاماتهم الذهبية في الإمارات العربية المتحدة، أو منعهم من دخول المملكة التي كانت تشارف على التطبيع مع العدو الإسرائيلي.
في مقابل الفنانين الذين حضروا الحفلة ورقصوا على موسيقى افتتاح «موسم الرياض»، سجّل كاظم الساهر موقفاً لافتاً بعدما أعلن أخيراً عن تجميد جميع حفلاته بسبب أحداث غزة. على صفحاته على السوشال ميديا، كشف المغني العراقي عن تأجيل سهراته التي كانت مقررة في مجموعة دول عربية إلى أجل غير مسمى، تضامناً مع غزة. وقال «القيصر» بكل وضوح: «لا احتفال وأهلنا تحت القصف». لم يكن الساهر الوحيد الذي انسحب من الأجواء الاحتفالية، بل سبقه الممثل المصري محمد سلام الذي أعلن اعتذاره عن عدم المشاركة في مسرحية «زواج اصطناعي» ضمن فعاليات موسم الرياض.